رواية أول مرة أحب الفصل الخاتمه الأولى بقلم الكاتبة شيماء صبحي( حصريه في مدونة قصر الروايات)
رواية أول مرة أحب الفصل الخاتمه الأولى بقلم الكاتبة شيماء صبحي( حصريه في مدونة قصر الروايات)
#الخاتمة_الأولى
#أول_مرة_أحب
#الكاتبة_شيماء_صبحي
خرجت أروى من البيت والشمس لسه عالية في السماء ورغم حرارة الجو الا ان برد الخوف اتسلل لقلبها لما سمعت الصوت اللي ما نسيتوش …جعفر قال بتساؤل:على فين يا آنسة أروى؟
اتجمدت أروى في مكانها لانها عرفت الصوت قبل حتى ما تبص وقالت بهمس: جعفر؟
لفت جسمها ببطء لاقته واقف وراها و عينه فيها نفس النظرة اللي كانت بتطاردها من زمان مزيج بين الخبث والتسلط.
بصت له ببرود رغم دقات قلبها السريعة وقالت بضيق: إنت عاوز مني إيه؟
ابتسم جعفر ابتسامة باردة وقرب منها خطوة وكأن المسافة اللي بينهم ما تكفيش غير لخوفها بس وقال: هو انتي مش خايفة أبوكي يعرف إنك رايحة لماجد بيه ؟ ولا إنتي خلاص اتعودتي على الكذب عليه؟
الكلام وقع عليها زي السهم عينيها اتسعت واتلخبطت للحظة… ازاي عرف حاجه زي دي ؟ مين قاله؟ عقلها كان بيدور بألف فكرة بس بسرعة رفعت راسها وردت بحدة:
إنت جبت الكلام دا منين؟
ضحك ضحكة صغيرة مستفزة وعينيه لمعت بخبث:أنا ليا طُرقي الخاصة وقدرت اعرف الحقيقه… وبعدين انتي فاكرة إن كل حاجة بتتعمل في الخفا مش بتبان؟
أروى حسيت بالغضب بيغلي جواها… لحد إمتى هيفضل يطاردها.. اخدت نفس عميق وقالت بصوت ثابت رغم الرجفة اللي في قلبها:
على فكرة… أبويا عارف كل حاجة وأنا مش خايفة منك… ولو ما بعدتش عني هروح أقوله بنفسى على كل اللي بتعمله وانت عارفه هيعمل فيك ايه.
كلامها وقع عليه زي الصاعقة… شاف في عينيها تحدي ما كانش موجود قبل كده، اتحول الغضب في ملامحه، وعروقه شدت في رقبته وقال بصدمة:أبوكي عارف؟”
قالها بنبرة متقطعة وكأنه مش مصدق بس بعدها عنيه ضاقت، ووشه اتغير…
بس يا أروى… ما هو لو عارف أكيد ما يعرفش كل حاجة… وأوعدك هخليه يدفع تمن كل حاجة عملتيها، وهحرق قلبه عليكي.”
التهديد كان واضح وصريح، حست كأنه خنقها بكلامه… بس ما بين الخوف والقلق، لقت نفسها بتقوله بغضب:
لو قربت مني تاني يا جعفر والله ما هسكت… ولا هسيبك، فاهم؟
جعفر ابتسم ابتسامة شريرة وقال بصوت هادي بس مرعب:
هنشوف يا بنت المعلم رزق…”
نهي كلامة ومشى… سابها واقفة لوحدها قلبها بيدق بسرعة، وعقلها مشوش… بس رغم كل ده، فضلت واقفة وهيا ثابتة… أو بتحاول تبان ثابتة.
بعد لحظة، شدت نفس عميق وقررت تكمل طريقها لانها لازم توصل لماجد لازم تعرف أخبار ابنه وتعرف كل حاجه عن قصته.
خرجت أروى من الشارع بخطوات سريعة قلبها بيدق بعنف بعد المواجهة مع جعفر، وكل ما تفتكر كلمته الأخيرة: هنشوف يا بنت المعلم رزق”
تحس كأن في نار مولعة جواها، مش عارفة دي نار خوف ولا غضب، بس الأكيد إنها مش ناوية تسيب الموضوع يعدي كده.
لمحت تاكسي ف رفعت إيدها بسرعة وقفته وركبت فيه بسرعه وقالت للسواق بصوت مهزوز علي اسم المستشفي اللي فيها ماجد!
السواق اتحرك بيهم والطريق كان شكله طويل، أطول من المعتاد والدنيا في عينيها كانت ماشية بالعرض… جعفر بيهددها و ماجد غرقان في همومه، وابنه لسا تعبانه، ومحدش عارف مصيره.
لما وصلت المستشفى دفعت الأجرة ونزلت
دخلت من الباب الرئيسي للمستشفي وعينيها بتدور على ماجد… .
اول ما وصلت لنفس الغرفه اللي قابلت ماجد عندها اخدت نفس طويل وقربت من الباب وخبطت عليه واول ما دخلت وشافته قاعد مرهق قربت منه بحذر وصوتها طلع بهدوء:
ماجد…”
رفع راسه ببطء وأول ما عينه وقعت عليها، ملامحه اتشدت ونظرة الغضب اللي كانت في عينيه قبل كده رجعت أقوى.
إنتي جايه هنا تاني ليه؟!
نبرته كانت حادة بس مش بس غضب… كان فيها قلق وتعب، وألم.
أروى حست إنها مش قادرة ترد بسرعة، بس أخدت خطوة أقرب، وقالت بصوت هادي:
جيت أطمن على رحيم… عامل إيه؟”
ماجد بص لها للحظة وكأنه بيحاول يفهم هي ليه مصممة تفضل جنبه، رغم كل حاجة… وبعد ثواني طويلة، قال بصوت واطي:
رحيم خرج من العملية… بس لسه حالته مش مستقرة.”
أروى قلبها وقع حسيت بجسمها بيترعش بس حاولت تبان متماسكة:
إن شاء الله هيبقى كويس… هو قوي زيه زي أبوه.
كلامها وقع عليه غريب… بص لها بنظرة معقدة، فيها حزن، فيها استغراب، وفيها حاجة ما قدرتش تفهمها.
سكت شوية، وبعدها قال وهو باصص ناحية باب العناية المركزة: أنا مش عارف إنتي ليه مصممة تفضلي هنا… بس اللي متأكد منه، إن وجودك مش هيريحني.”
أروى عضت على شفايفها وبصت للأرض بس بعدين رفعت راسها وقالت بهدوء:
مش مهم أنا بريح مين… الأهم دلوقتي إن رحيم يبقى كويس.”
ماجد عينيه اتحركت عليها ببطء وكانت عيونه فيها حاجة صعبة التفسير مزيج من الحزن والضياع والإنكار. وبعد ثواني طويلة قال بنبرة قاطعة:أنا هسافر بعد 3 أيام… هاخد رحيم ونتاشا ونرجع المنيا.
أروى حست كأن قلبها نزل من مكانه. ابتلعت ريقها بالعافية، وحاولت تسيطر على صوتها المرتعش وقالت:ترجع المنيا؟!
ليه يا ماجد؟ طيب كده غلط علي حالة ابنك الا صحيح هيا فين مامته؟ اكيد مش نتاشا صح لاني حسيت من كلامها انها مساعدتك بس وملهاش علاقه برحيم!”
ماجد لف وشه ناحية باب الغرفه وكأنه بيهرب من عيونها اللي بتحاصره: ملكيش دعوة يا أروى دالتفاصيل دي ركزي في شغلك بس لان وجودك هنا معاسا مش هيريحني…”
الجملة دي وقعت عليها زي الصاعقة. فجأة انفجرت أروى ودموعها كانت على طرف جفونها، بس صوتها كان عالي وغاضب:
أنا مش فارق معايا راحتي ولا فارق معايا انت مرتاح ولا لأ!… أنا بحبك يا ماجد… ومش قادرة أستحمل اللي بتعمله فيا!”
قبل ما يفهم هو حتى حصل إيه، إيديها اتحركت تلقائي، وراحت ضربته على صدره بحدة، كأنها بتحاول تطلع كل القهر اللي جواها.
ماجد وقف مصدوم عيونه مفتوحة على آخرها، مش مستوعب اللي قالته… ولا التصرف اللي عملته فقال بصدمة:أروى…”
صوته كان مبحوح وكل حاجة في اللحظة دي كانت أهدأ من الصمت نفسه، إلا قلوبهم… اللي كانت بتصرخ.
ماجد، رغم صدمته شد نفسه بسرعة،ث ورفع راسه بعناد، كأنه بيحاول يبني جدار بينه وبينها، حتى لو الجدار ده مهزوز.
أروى… بقولك ركزي في شغلك… وبلاش تضيعي وقتك معايا…
صوته كان جامد بس عيونه فضحته… فيها حاجة بتترجى إنها تفضل جنبه حتى لو لسانه بيقول العكس.
أروى وقفت لحظة كانت كل مشاعرها بتتخانق جواها وبعدين فجأة ومن غير أي تفكير، اتقدمت خطوة صغيره وبعدها خطوة كبيره وبحركة تلقائية حضنته.
حست بجسمه بيتشنج إيديه فضلت سايبة جنبه ومشدودة، مش عارف يضمها ولا يبعدها… لكنه ما تحركش.
“أروى” نبرته كانت أخف وهو بيقولها كانت أضعف… كأنه خلاص مش قادر يخبي صوته الحقيقي.
رفعت وشها من على صدره والدموع كانت عالقة على أطراف رموشها، وبنظرة كلها قهر وضعف، بصت لعينيه…
وفي لحظة متهورة… قربت وطبعت قبلة مرتعشة على شفايفه.
الزمن وقف. وماجد حس بدقات قلبه بتلعلع في ضلوعه، لكن بدل ما يرد على قبلتها، تراجع خطوة، وعينيه مليانة صراع: إنتي ما ينفعش تفضلي هنا… مش لازم تسمعي كلامي؟”
كلماته كانت زي السكينة باردة وحاسمة بس رجفة صوته فضحته… والأكيد إنه هو كمان مش قادر يسيطر على اللي بينه وبينها.
أروى وقفت مذهولة وكأن الكلام اللي خرج من ماجد كان طعنة في قلبها مش مجرد جملة. نظرت له نظرة مش فاهمة… مش فاهمة ليه بيهرب،وليه كل مرة بتقرب هو بيبعد أكتر: ماجد انت ليه مصمم تبعدني عنك؟
صوتها كان مكسور لكنها ما حاولتش تخبيه، وماجد حس بالوجع اللي فيه بس كمل بعناد:
عشان ده الصح… عشان وجودك جنبي هيأذيكي… وأنا مش عايزك تتأذي بسببي.
جملته الأخيرة كسرت آخر خيط في صبرها، فخطت خطوة أقرب، وبصت لعينيه اللي كانت بتحاول تهرب منها:
الأذى الحقيقي هو إنك تبعدني عنكد ..انا بحبك يا ماجد..صح اني متعرفتش عليك غير من فتره قصيره الا انك كنت مختلف وانا بجد من كل قلبي حبيتك ..اللي واجعني هو إنك تتعامل معايا كأني عدوتك ..
ماجد مسك دراعها بخفة و كأنه بيحاول يبعدها عنه لكنه ما عرفش… أصابعه كانت مرتخية وما قدرش يمنع نفسه من ملاحظة الرجفة اللي في جسمها: أروى… بترجاكي امشي.
صوته كان ضعيف… مش الأمر الحاسم اللي كان دايما بيستخدمه معاها وده خلى أروى تحس إنها لأول مرة اخترقت الجدار اللي كان دايما بيحاول يبنيه.
أنا مش همشي… مش همشي يا ماجد ولو عايزني أمشي، طلعني بنفسك.
التحدي في صوتها خلاه يتوتر… عناده اتكسر في لحظة لكنه بسرعة لقى نفسه بيرفع إيده، يمسك وشها بين كفيه وعينيه مليانة صراع… بين الرغبة والرفض بين الحُب والخوف.
اتكلم وقال:إنتي ما تعرفيش حاجة عني…وعن ابني… وعن حياتي.
أروى قربت أكتر خلت المسافة بينهم شبه معدومة، وهمست:
أنا كل اللي أعرفه إني بحبك… واعرف إنك بتحبني… حتى لو مش عايز تعترف.
كان في ثانية… ما بين الكلام اللي طلع منها وبين اللحظة اللي عيونه اتعلقت بشفايفها تاني ولأول مرة… هو اللي قرب بس وقف قبل ما يحصل أي حاجة، كأن عقله شد الفرامل في آخر لحظة.
لكن أروى ما استنتش… للمرة التانية لمست شفايفه، والمرة دي ما كانتش مرتعشة… كانت متشبثة بيه وكأنها بتحاول تقنعه بالقبلة او باللي عاجز يعترف بيه.
ماجد اتجمد في مكانه… قفل عينيه للحظة وإيده اللي كانت على خدها بدأت ترتخي لكنه فجأة سحب نفسه بعنف ولف ضهره ليها.
إنتي بتهربي من نفسك يا أروى… وأنا مش هسمحلك تهربي عن طريقي.
أروى دموعها نزلت… مش بسبب كلماته، بل بسبب نظرته قبل ما يلف لأنه كان فيها حاجة واحدة… الحقيقة اللي هو بيحاربها.
الحُب.
بقلمي شيماء صبحي
______________
الصمت كان أتقل من الكلام… أروى كانت واقفة مكانها، ودموعها بتنزل بهدوء بس مش ضعف… كانت دموع مقهورة.. دموع حد بيحب بكل قوته ومش قادر يقنع الشخص اللي قدامه إنه يستحق الحب ده.
ماجد واقف ضهره ليها وعينيه مثبتة على الحيطة، مش لأنه مهتم بالحيطة… بس لأنه لو بص في عيونها تاني، هيقع، وهيقع جامد.
أروى مسحت دموعها بسرعة، وخدت نفس عميق، بصوت مهزوز لكنها حاولت تبينه ثابت:
أنا مش بهرب من نفسي يا ماجد… أنا اللي واقفة قدامك، ومشيت وراك لحد هنا، رغم كل مرة كنت بتصدني فيها.
كلامها نزل عليه تقيل فشد نفسه أكتر، كأنه بيحاول يربط روحه بسلاسل… بس نبرة صوتها كانت أخطر عليه من أي حاجة:
ليه مش قادر تقولها؟ ليه مش قادر تعترف إنك بتحبني؟
ماجد لف وشه وعينيه المرة دي كانت حادة، بس مش غضب… كانت خوف، خوف من إنه يضعف، ومن إنه ينهار قدامها:
لأن الحب لوحده مش كفاية يا أروى… ابني محتاجني ونتاشا لازم تكون معايا وأنا حياتي معقدة… معقدة أكتر من إنك تقدري تستحمليها.
الاسم نزل كخنجر في قلبها… “نتاشا”، كل مرة اسمها بيطلع، بتحس إن فيه جبل بيتحط على صدرها.
نتاشا؟! قالتها بصوت مش مصدقة، هي دي حجتك؟ إنها لازم تكون معاك ..طب وهي إيه بالنسبة لك يا ماجد؟! مراتك؟ أم ابنك؟ ولا مجرد مسئولية أنت مش عارف تتخلص منها؟”
اتشد العصب في رقبة ماجد وعينيه لمعت بغضب بارد… مش الغضب اللي بيصرخ لكن الغضب اللي بيجرح، واللي بيقتل بالكلمة.
نتاشا؟ قالها بصوت هادي بس حاد، “هي الإنسانة الوحيدة اللي واقفة جنبي من سنين… وقت ما الكل اختفى وبعد عني.”
صوت ماجد كان قاسي… كل كلمة كانت زي ضربة سيف في قلب أروى، وكأنه بيتعمد يكسرها عشان تبعد.
أروى عينيها اتوسعت بصدمة وكأن الكلام ده كان صفعة على وشها… خطوة للخلف والتانية… لحد ما حست إنها مش قادرة تقف أكتر.
وأنا؟! صوتها خرج مبحوح، وأنا كنت إيه بالنسبالك؟!”
ماجد سكت… ومردش، وده كان الجواب الأوجع.
دموعها نزلت، بس المرة دي ما مسحتهاش… سابتهم ينزلوا عشان تحس بوجعهم أكتر، عشان تتأكد إنه خلاص، انتهى.
متشكره جدًا يا ماجد… على الحقيقة اللي كان لازم أعرفها.
استدارت بسرعة، مش عايزاه يسمع بكاءها، ومشت بخطوات سريعة لحد ما خرجت من المستشفى… وفضل ماجد واقف في مكانه، عينيه متسمرة على الباب اللي خرجت منه وصدره بيعلو ويهبط بعنف وكأنه بيحاول يقنع نفسه إنه عمل الصح… رغم إنه من جواه حاسس إنه خسرها للأبد.
وصلت أروى للشغل بعدها بساعة عينيها حمراء ونفسها مقطوع.. دخلت المكتب بسرعة من غير ما تبص على حد وفضلت قاعدة على كرسيها، ملامحها متخشبة وروحها مكسورة.
رامي لمحها أول ما دخل… حاجبه اتعقد، وعرف فورًا إن فيه حاجة غلط.
قرب منها بهدوء وقلبه بيدق بسرعة…وقال:اروى عايزك في مكتبي!
اروى رفعت عينها ليه وحركت راسها بالموافقه وهو اتحرك الاول وبعده اروى..
واول ما قربوا من المكتب نهى إتصدمت من وجود أروي وقبل ما تقول أي كلمه رامي حظرها بعيرنه فخافت منه وسكتت ووقتها أروى دخلت الاول ورامي وراها وقفل الباب..
أروى قعدت علي المكتب ورامي قعد قصادها هو طول الوقت بيحاول يكون ليها “الصديق”، بس الحقيقة اللي مخبيها إنها مش مجرد زميلة او صديقه بالنسباله… هي أروى، البنت اللي قلبه اختارها من أول لحظة شافها وكان بيحبها من سنين وكان فاكر انه نساها ولاكن لما قابلها تانيه حبه اتجدد ليها اكتر من قبل.
سالها رامي بهدوء:أروى… مالك؟
ما ردتش وعينيها كانت لسه مغرقة دموع… ودي كانت المرة الأولى اللي يشوفها فيها كده.
رامي من غير ما يفكر ومن غير أي مقدمات، لقى نفسه بيقرب أكتر… ومد إيده ليها وجذبها لحضنه.
وقال:أنا معاكي… مهما حصل، أنا موجود يا أروى.”
كانت لحظة… لحظة صدمة لأروى، وحست بيها لما جسمها تصلب بين دراعيه، فجأة دفعته بقوة، وبصت له بذهول وغضب:
إنت بتعمل إيه؟!”
رامي اتوتر ورفع إيده كأنه بيأكد إنه ما كانش يقصد حاجة غلط:أروى… أنا آسف… أنا بس”
ما استنتش تسمع أي مبرر… كانت النار اللي جواها بسبب ماجد لسه مشتعلة، وموقف رامي صب عليها بنزين.
أنا مش عايزة أشوفك تاني… ولا أشوف المكان ده! مش عايزه اي حد يقرب مني!!”
قامت بسرعة وخرجت من المكتب من غير ما تبص وراها، سايبه رامي في صدمة… مش عارف كان بيحاول يواسيها ولا كان بيكشف مشاعره اللي طول عمره مخبيها.
في طريقها للبيت وبعد تفكير طويل، خدت أروى قرارها… مش هتقعد في اسكندرية و مش هتفضل في نفس المكان اللي بيجمعها بماجد أو حتى رامي… لازم تختفي، على الأقل لحد ما تقدر تلملم نفسها.
رفعت تليفونها واتصلت برحمة بنت خالتها في أسيوط… الصوت من الناحية التانية كان فرحان بيها، بس أروى قطعت الفرحة بسرعة:
رحمة… أنا جاية عندك.”
رحمة ردت بقلق:إنتي كويسة يا أروى حصل حاجه ولا إيه؟”
اروي اتكلمت وهيا بتتمالك اعصابها:أنا كويسة يا رحمة… بس لما أجي هحكيلك كل حاجه وأوعي حد يعرف أنا بالكلام دا يا أروي..شددت علي كلامها وقالت: أي حد! حتى لو سأل.”
رحمة سكتت لثواني وبعدها ردت بهدوء:
طيب… أنا مستنياكي خلي بالك علي نفسك.”
قفلت أروى الخط وسابت موبايلها على رجليها وسرحت للحظة.
المرة دي هي اللي هتهرب… مش من حبها، لكن من الوجع اللي بقى أكبر من طاقتها.
في اللحظة دي قررت أروي ترتاح وتاخد استراحه من اللي حصل ،مكانتش قادره تعرف مامتها فأخدت قرارها وإتجهت عند محطة القطار وقالت للعسكري اللي بيقطع التذاكر:في قطر متجة لأسيوط النهاردة!
العسكري حرك راسه وقال وهو بيشاور علي القطر اللي واقف في المحطة:ايوا يا استاذه القطر اهو هيطلع بعد خمس دقايق من دلوقت.
بصت اروي للعسكري بزهول وهمست:معقول دا بجد ولا مجرد صدفه!
أروي خرجت مبلغ من شنطتها وقالت:تمام اقطع لي تذكرة!
العسكري نفذ لها طلبها وادالها التذكرة وهيا أخدتها وجريت بسرعه في إتجاه القطر وفي خلال دقايق إتحرك القطر .
________________________
في منزل أروي .
الساعة عدت تسعة بليل ووالدة أروى قاعدة في الصالة الموبايل في إيدها وعينها معلقة بالباب، بتسمع دقات الساعة وكأنها ضربات على قلبها.
أروى مش من عادتها تتأخر… وده اللي زود خوفها عليها.
مدت إيدها اخدت تيلفونها واتصلت برقم رامي، صوت الرنين كان أطول من المعتاد، لحد ما أخيرًا جه صوته وهو باين عليه الاستغراب:
مساء الخير يا طنط… هيا أروى كويسة؟”
هدى نبرة صوتها كانت مترجفة وهي بتسأله:
هي أروى معاك يا رامي؟ مجتش البيت لحد دلوقتي وأنا قلبي مقبوض.”
رامي اتعدل في قعدته بسرعة والقلق لف صوته:
لا يا طنط… أروى خرجت من الشغل بدري النهاردة، وأنا فكرت إنها أكيد وصلت عند لحضرتك.”
الصمت وقع بينهم للحظة،بعدها هدى قالت بانكسار:
طب هعمل إيه دلوقتي؟ أروى عمرها ما عملت كده قبل كده،من أول ما إشتغلت وهيا بترجع في ميعادها”
رامي حس بخوفها و مسح وشه بيده وقال بسرعة:
خلاص أنا هخرج أدور عليها… متقلقيش إن شاء الله هلاقيها وأطمنك.”
هدي وافقت ورامي قام بعد ما قفل المكالمة مسك مفاتيحه وطلع من البيت بخطوات سريعة، دماغه شغالة بأقصى طاقتها ومش قادر يصدق انها تعملها وتختفي..
بيكر:يا تري أروى راحت فين؟ وليه مش موجودة في البيت لحد دلوقت؟
_________________
المعلم رزق دخل البيت وصوته جه هادر زي ما هو متعود صوته دايما بيسبق حضوره:
السلام عليكم..أروى فين يا هدى؟! عاوزها في موضوع مهم!”
هدى والدتها وقفت بسرعة والتوتر واضح في ملامحها مسحت كفوف إيديها في هدومها وهي بترد بصوت مهزوز:أروى… مش هنا.”
رزق عينه ضاقت، واتقدت فيها شرارة غضب:
مش هنا؟! يعني إيه مش هنا؟ مش المفروض إنها خلصت شغل من بدري؟!”
هدى بلعت ريقها و صوتها طلع متلخبط وهي بتحاول تشرح: انا اتصلت برامي… قالي إنها خرجت من الشغل بدري، بس هيا مجتش البيت لحد دلوقتي.”
كلامها خلى ملامح المعلم رزق اتحولت، والهدوء اللي كان على وشه فجأة اتبدل بغضب مكتوم، قرب منها خطوة وعينيه مسبلة عليها:
بدري؟! يعني إيه خرجت بدري ومجتش؟! وأنا مش قلت من الأول إن الشغل ده ملهوش لازمة؟! مش قلتلك إن البنت دي مكانها هنا… في بيتي و تحت عنيا؟!
هدى حاولت تهدي الموقف بس صوتها كان ضعيف قدام عصبية رزق:أروى كانت مصممة يا رزق… كانت عاوزة تثبت نفسها…
رزق قطع كلامها بحركة من إيده و صوته كان زي الرعد:
تثبت إيه؟! دي اللي عملته ثبتتلنا إني كنت صح… إني لما رفضت شغلها كنت خايف عليها مش أكتر… واللي كنت خايف منه حصل.
بنتك راحت فين يا هدى!”
هدى دموعها نزلت غصب عنها وقالت:بتصل عليها مبتردش و رامي قالي انه هيدور عليها..
قالت هدي كلامها وهيا مرعوبه من ازق اللي احمر وشه اكتر وصرخ في وشها:بتقولي هيدور عليها..لا دا الموضوع كبير اوي وانا لازم اعرفه!
هدي اتوترت وهمست:ولا موضوع ولا حاجه يا اخويا .
رزق شك في توترها وقال:لا يا هدى الموضوع كبير وفي حاجه إنتي مخبياها عليا ولو محكتيش كُل حاجه وعرفتيني حصل ايه يا اما تصرفي مش هيعجبك ولا يعجب بنتك؟
هدى حركت راسها وقررت تحكي له كل حاجه..هيا معملتش كده علشان تأذي اروي ولاكن بس من خوفها عليها قررت تنقذها من اللي ممكن يحصلها ! وكمان من إحساسها بالعجز قدام غضب رزق، اللي كان واضح إنه مش هيهدى بسهولة غير لما يعرف كُل حاجهه.
______________________
رامي لف كتير علي أروي بعربيته ولاكن ملقهاش.. راح على كل مكان ممكن أروى تكون فيه .. الشوارع اللي بتحب تمشي فيها لما بتكون متضايقة القهوة الصغيرة اللي كانت بتقعد عليها تشرب قوه وحتى جنب الشغل، يمكن تكون رجعت لأي سبب… لكن مفيش اي أثر ليها.
الدنيا بقت ليل أكتر والقلق بدأ يكبر في قلبه و عقله فضل يدور على أي خيط يمسكه، لحد ما اتفتح قدامه احتمال أخير…" ماجد".
مش معقول تكون راحت له… ولا ممكن؟
من غير ما يفكر كتير لف عربيته بسرعة واتجه على المستشفى اللي كان فيها ماجد وابنه… قلبه كان بيدق بسرعة، مش لأنه بيقلق على أروى وبس، لكن كمان لأنه مش قادر يبلع فكرة إن يكون لماجد علاقة باللي بيحصل معاها.
أول ما وصل نط من العربية، وخطواته كانت سريعة وهو داخل المستشفى، عينيه بتدور في كل مكان. طلع بسرعة للدور اللي كان ماجد فيه، ولما وصل قدام الغرفة، خبط بعنف.
بعد لحظات فتح ماجد الباب… ملامحه كانت مرهقة، عينيه مليانة تعب، وواضح إنه لسه مش بخير، لكنه لما شاف رامي واقف قدامه ضيق عينيه باستغراب وقال:
رامي؟! انت بتعمل إيه هنا في الوقت دا”
رامي صوته كان متوتر،والكلمات خرجت منه بسرعة: هي أروى… جت عندك النهارده،”
ماجد شد حواجبه ونبرة صوته كانت جامدة لما قال:
آه… كانت هنا الصبح ومشيت..بتسأل ليه هوحصل حاجه معاها.”
رامي حس قلبه نزل في رجليه وقال:مشيت؟ مشيت راحت فين؟”
ماجد هز راسه وعينيه كانت مريبة، كأن في حاجة مكتومة في صدره: معرفش… ومش مهتم أعرف.”
الكلمة الأخيرة دي وقعت تقيلة على رامي، وعصبه نط:إزاي مش مهتم؟! دي كانت عندك، وبعدها اختفت… مارجعتش البيت ولا حد عارف هيا راحت فين!”
ملامح ماجد إتصلبت بس جواه كان فيه زلزال… معقول تكون أروى اختفت بعد ما سابته؟ يعني حتى بعد ما بعد عنها، لسه بتطارد عقله وروحه؟
ماجد رد بتوتر وقال:اختفت؟ يعني ايه اختفت معقول تكون هربت تاني؟
رامي كانت عيونه مليانة استغراب وقلق ف رفع صوته وهو بيقول:
إزاي يعني؟ أروى مش من النوع اللي تهرب كده! إنت عملت فيها إيه؟!”
ماجد، وهو بيحاول يمسك نفسه نزل رأسه وقال :أنا… أنا حاولت أحميها. كنت شايف إن كل الكلام اللي كنت أقوله بيثقل عليها، وإنه لازم أخليها تاخد خطوة لورا علشان تلاقي نفسها.
بس الظاهر إن كل خطوة أخدتها زودت الألم. مش كان قصدي أبدا إنها تختفي… لكن ضغوط الدنيا والهموم اللي مكنتش قادر أواجهها مع بعض، خلتها تنهار قدامي.”
رامي بص له بنظرة مليانة استياء:
بس يا ماجد، أروى دي كانت دايما قوية، مش من النوع اللي يستسلم ويختفي من غير أي مقاومة! انت كنت المفروض تكون سندها، مش سبب إنها تضيع.”
ماجد حاول يرد وكلماته كانت مليانة حزن:
أنا غلطت، يمكن كنت عنيد في طريقة تفكيري.
كنت فاكر إني هقدر أكون اللي يمسك الموقف، كان قلبي بينفطر. وكل لحظة كنت فيها معاها، كنت أحس إن الروح اللي كانت فيها بتتألم أكتر، وإنها مش لاقية ملاذ في الكلام.”
سكت ماجد والجو حوالينهم بقى تقيل بالكلمات والهموم. رامي مش مصدق اللي سمعه، همس بتوتر:
يعني… هيا اكيد حصلها حاجه خلتها مترجعشرالبيت ؟
اتصدم ماجد وبصله وكأنه بيحارب الدموع:
أنا… معرفش، يا رامي. كل اللي أقدر أقوله إن اللي حصل مني كان غصب عني ..مكنتش عاوز اجرحها ولا كنت عايزها تختفي. كنت فاكر إن الطريق اللي اخترته هيساعدها تهرب من كل الضغوط اللي محوطاني.. بس الظاهر إن الضغوط دي بقت أشد من إننا نقدر نواجهها.
رامي، وهو بيحاول يستوعب الكلام، شعر إن قلبه بدأ يتجنن من القلق، وأصوات الليل، وكل ذكرى لأروى كانت بترن في ودانه. خطواته بقت سريعة، مش قادر يسيب السؤال يتردد في ذهنه:
وفي لحظة من الصمت المرهق، كان ماجد عايش مع نفسه وجنونه:
— “أنا مش عايز ألوم نفسي، لكن الوجع اللي حسيت بيه لما شفتها خلاني أفقد كل السيطرة. حتى لو كنت بحاول أحميها، يمكن كنت أعمل العكس…
رامي وقف وقلبه موجوع وعيونه بتلمع من الحيرة والقلق، وهو بيحاول يمسك نفسه وسط كل الأسئلة اللي مش لاقي لها إجابة. الليل اتعمق حواليهم، وكل واحد فيهم كان بيحس بثقل غياب أروى، وكأنها سرقت منه جزء من روحه. وفي الصمت،
كانت الأصوات الهادية للشارع بتزيد في جنون ناجد اللي لسه بيدور على أثرها في كل زاوية، وكل خطوة بتفكر إن اليوم ده ممكن يكون آخر يوم يشوفها فيه.
ماجد وقف للحظة، وكأنه بيجمع شتات روحه اللي بقت مشوشة بين الندم والخوف. عيونه مليانة حيرة وألم، لكن قراره كان واضح في ذهنه، مش محتاج يقول كلام كتير. بص لرامي وقال بصوت خافت لكنه حازم:رامي، أنا مش هقدر أستنى أكتر. لازم ألاقي أروى… لازم أدور عليها.”
وقف رامي، مستغرب من قرار ماجد المفاجئ، وسأل بصوت مرتعش:ماجد يعني ابنك هيفضل هنا لواحده هيا فين نتاشا”
ماجد بصله وقال:نتاشا راحت تشوف الشغل في المنيا وهترجع بكرا الظهر ،بس طلبي منك انت تفضل مع ابني. لازم تحافظ عليه. أنا مش هقدر أضمن سلامة أروى غير لما ألاقيها، ولازم أواجه كل حاجة على قد وجعي.”
رامي، رغم القلق والتساؤلات اللي بتحوم في دماغه، مد إيده لمصافحة ماجد وقال: حاضر يا ماجد، هافضل مع ابنك بس ربنا يسهل وتلاقيها.”
ماجد جمع شجاعته وغادر بسرعة من المستشفى، خطواته كانت مترددة في البداية، لكن كل خطوة أخدها كانت مليانة أمل ويأس مع بعض .
شوارع الليل المظلمة بقت شاهدة على معاناته؛ في كل زاوية كان بيتمتم باسم أروى، في كل ضوء خافت كان بيبحث عن ظلها.
وفي الوقت نفسه، فضل رامي في المستشفى قاعد على كرسي في غرفة ابن ماجد المريض..
في الليلة دي كان قلب ماجد بيتقطع بين الذكريات والندم، وكلما خطا خطوة في الطرق المظلمة، كان يحس بأن صوت أروى وهمساتها وضحكتها، بتطارد روحه. وفي داخل قلبه المكسور، كانت بتدور أسئلة مفيش إجابة ليها: هل هترجعلي تاني بعد اللي حصل؟ ________________________
وصلت أروى لاسيوط في لحظة كانت فيها الدنيا هادية بس قلبها مولع بالقلق والتعب.
خرجت من محطة القطر واتجهت للقريه اللي فيها رحمه وقبل ما تركب المواصله اللي هتوصلهع قدام البيت اتصلت برحمه وبلغتها انها قربت عليها'
كان عاصم بيبص لرحمه بإستغراب وبيقول:إيت اللي حصل يخليها تجي هنا من ورا أهلها ..هيا عملت مصيبه ولا ايه ،غلطت مع حد؟
شهقت رحمة بصدمه وهيا بتقول:يا نهار إسود انت بتقول ايه يا عصام دي أروي؟
عصام لف وشه وقال:ماشي يا ستي دافعي عنها براحتك أنا مالي..على العموم أنا هسيبكم براحتكم وهدخل أنام؟
رحمة حركت راسها بزهول وقالت:هتسيبني اقابلها لوحدي يا عصام!
عصام بصلها بسخريه وقال:في ايه ير رحمه دي أروى هيا حد غريب!
رحمة ضربت كف بـ كف وقالت بضيق:ماشي يا عصام إدخل نام وارتاح اهو برضوا نبق براحتنا انا وأروي!
عصام دخل اوضة النوم وساب رحمة قاعده في الصالة مستنيه أروي وعلي ملامح وشها ألف سؤال؟
بعد مرور نص ساعه وصلت أروي قدام البيت اللي ساكنه في رحمة ..نزلت من العربيه ودفعت الأجره وبعدها قربت من البيت ورنت علي الجرس ودقايق وكانت رحمة حدفت ليها المفتاح من البلكونه!
فتحت أروى الباب وطلعت علي السلم وكانت رحمة في استقبالها وهيا فاتحه ليها باب الشقه وعلي ملامح وشها الصدمة.
أروى قربت من أروي حضنتها ودموعها بدأت تنزل غصب عنها ووقتها رحمة مسكت بإيدها ودخلتها للصاله وبعدها قفلت الباب.
رحمة بقلق علي أروي:مالك يا حبيبتي ايه اللي حصلك ..منهاره كده ليه!
فضلت أروي تبكي وهيا بتقول:تعبانه يا رحمة مش قادره اشوفه بيبعدني عنه واسكت!
رحمة قالتب قلق:هو هين دا يا رحمه ،هو إنتي إتحوزتي جعفر!
أروي حركت راسها بالرفض وبدأت تحكي لرحمة عن ماجد وقصتها معاه وبعدما رحمة سمعت كل الحكايه بصت لبنت خالتها بحزن وقالت:أنا زعلانه عن اللي حصلك ومتعاطفه معاكي بس متزعليش مني يا اروى انتي غلتطي!
أروى بصت لها باستغراب ورحمه كملت كلامها وقالت:ايوا يا أروى إنتي غلطتي لما قررت تيجي هنا عندي من غير ما تعرفي حد وانت عارفه ان أكتر حد ممكن ينضر هيا أمك .. لان ابوكي زمانه متجنن عليكي وانيت كده ضريتي نفسك جامد؟
أروى بصتلها وهيا بتبكي وقالت:انا ضايعه يا رحمه حاسه اني مش عارفه انا بعمل ايه ..تعرفي انا عملت كده علشان خايفه ..خايفه اواجه مصيري .
رحمة بصتلها وقالت بلوم:بس الهرب مش حل !
أروى حركت راسها بالموافقه وبصت لها بحزن وقالت:ممكن تسمعي كلامي ومتبلغيش حد إني هنا ارجوكي يا رحمه انا بجد مش قادرة اتعامل مع حد..انا اختارتك لانك اقرب واحده لينا وانا متربيين مع بعض وانا بثق فيكي.
رحمة حضنتها وطبطبت عليها وقالت:خلاص يا حبيبتي قومي ارتاحي ..متشبيش هم حاجه وكله هيعدي!
أروى حركت راسها وقالت:معلش يا رحمه انا هتعبك معايا بس انا هحتاج اغير هدومي و..
رحمت بصتلها بموافقه وقالت:عيوني ليكي يا اروي دانتي تستاهلي كل خير كفايه بس وقفتك معايا !
أروى إبتسمت بحب ورحمه قامت تجيب ليها لبس وأروي فضلت دخلت أوضة الأطفال تستناها'
وبعد دقايق رجعت رحمة لاروي بعدما جابت ليها لبس وقالت:خدي يا اروي غيري هدومك بس الاول لازم تاكلي لقمه ،أنا هروح اعملك عشا!
أروي حركت راسها بالرفض وقالت:لا يا رحمة متتعبيش انا اصلا هموت وانام روحي انتي ارتاحي سهرتك معايا!
رحمة ابتسمت وحركت راسها وخرجت وأروى قامت غيرت هدومها ونامت وهيا حاسة بتعب كبير ..
_________________
في اوضة نوم رحمة..دخلت وهيا بتبص لعصام اللي فارد جسمه علي السرير وعينه عليها..اتكلم عصام وقال:خير يا رحمه طلع ايه اللي جابها حصلها ايه؟
رحمة بصت لعصام بنظرة مليانة حزن وهم وبصوت متهدم قالت:
أروي مش كويسة يا عاصم . جات هنا علشان ترتاح، من غير ما تعرف حد. أنت طبعا فاكر ماجد بيه؟ الراجل الغني جدا اللي جه من فترة واخد مننا رقمها ودفع لنا مبلغ كبير.
عصام حرك راسها ليها وقال:ايوا فاكره هو دا برضوا يتنسى؟
رحمة ضغطت علي شفتها السفلي وكملت كلامها:طلعت أروي بتحبه، وهو كمان بيحبها ..بس حصلت بينهم مشكلة كبيرة بسبب انه طلع مخلف من غير ما يعرفها ...وبتقولي ان ابنه تعبان ولما راحت تساعده فجاه قلب عليها وعاملها بقسوه لدرجة انها يا حبيبتي تعبانه جامد ومكسورة، ومش قادرة تتكلم ولا حتى تبص في وش حد.
عصام اتفاجئ من كلامها وبسرعه خرج تيلفونه وطلع إسم ماجد من علي التيلفون لانه لما زارهم اخر مره اداله رقمة ..
ضغط عصام علي الرقم وساب رحمة تكمل كلامها وبعد ثواني من الإنتظار رد ماجد عليه فرفع عصام التيلفون علي أذنه وقال:مساء الخير يا باشا..بقول ايه لحضرتك هو انت بتدور علي أروى؟
اتصدمت رحمة من كلام عصام واللي عمله وبصتله بزهول وهي مش مصدقه انه بجد اتصل بماجد..
عصام سمع رد ماجد عليه وقال:ايوا اعرف مكانها بس قبل ما ابلغك بالعنوان تديني الحساب؟
ماجد وافق علي كلامه ووقتها عصام قال:أروى لسا واصله عندنا أسيوط قال ايه جايه علشان ترتاح من الضغط اللي حصلها بعد مشكلتها مع حضرتك ..
ماجد اتعصب من إسلوب عصام ولاكن رد عليه وقال:طيب بقولك ايه انا مش عايز اروي تعرف اي حاجه ولا حتي تعرفها اني جاي عندكم !
عاصم حرك راسه وقال بفرحه :طبعا طبعا ياباشا متقلقش ،حضرتك توصل بالسلامه بس متنساش حلاوتي!
ماجد فصل المكالمه ووقتها اتصل برامي وبلغه انه عرف مكان اروي وأنه هيروحلها أسيوط علشان يرجعها وطلب وقتها من رامي ينفذله طلب مهم وبعدما شرح لرامي كل اللي عايزه يعمله بالظبط و فصل المكالمه واتجه في طريقه لأسيوط..
وعند عصام ورحمه..رحمه بصت لعصام بدهشه وقالت:بعت أروى علشان شويه فلوس يا عصام..البنت جايه ترتاح عايزها تقول علينا ايه قليلات الأصل..
عصام لف وشه وقال:أروي في الحالتين هترجع بيتها بس احنا من حقنا نستفاد ولا انتي بق غاوية فقر!
رحمه بلعت ريقها بضيق وهو عدل بجسمه علي السرير ونام وسابها بتبصله والنار بتغلي في قلبها.
يتبع
تفتكروا ايه الخطة اللي ماجد هيعملها🙂↔️وهل ليها علاقه برجوع اروي ولا لأ🧡
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا