رواية الخائن البارت الأول1 بقلم الكاتبه ناهد خالد (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
رواية الخائن البارت الأول1 بقلم الكاتبه ناهد خالد (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
الرسالة الثانية (الخائن) ج١
"من يخون مرة لا أمان له"
_ برود هتسافر يا عاصم؟
ابتسم لها وهو بيحط الشنطة اللي حضرها في جنب وقال:
_ دي تالت مرة تسأليني نفس السؤال.
اتنهدت بضيق وهي بتقرب منه:
_ مبحبش سفرك، مبقدرش اقعد بين حيطان الشقة لوحدي من غيرك.
مسك ايدها قعدها جنبه على السرير وهو بيقول:
_ طب مانا بسيبك طول اليوم في الشغل يدوب برجع بليل.
_ بس ببقى عارفه إنك راجع، ببقى بجهز البيت وبجهز نفسي لاستقبالك، ببقى عارفة إني اخر اليوم هنام في حضنك.
حضنها وهو بيقول بمرح لما لاحظ انها هتبدأ تعيط كالعادة:
_ يالهوي على عاصم وسنينه، انتِ يا بنتي حد مسلطك عليا عشان تشقلبي حالي كده!
مسحت دمعة هربت منها وقالت:
_ لو حالك متشقلب من حبي فيارب يشقلبه كمان وكمان.
بعدها عنه وهو بيبصلها بصدمة تحت ضحكتها:
_ ايه القسوة دي! بتدعي ربنا يشقلب حالي أكتر! هيشقلبه اكتر من كده ايه ده أنا ناقص اقول اسمك وأنا نايم؟!
وقفت وخرجت من الأوضة وهي بتدندن بصوتها اللي بيبهره دايمًا وبيحسسه بدفا غريب وبأغنيتهم اللي حبوها مؤخرًا:
_ مش كنا قولنا مفيش من كذا!!
فُتنا الغرام ونصبنا العزا..
رجعت تاني ف عهدك ليه؟ هي القلوب كييفة أذى!
ده الكدب أبو العيوب..
اتبعها وهو بيقول بنبرة مضحكة:
_ يا مُهر وحبله سايب
يا ملطشة القلوب .. يا جلاب المصايب
لسة لك عين تدوب؟ .. مانتاش عايز تتوب؟
ده البر ماهوش أمان..
ضحكت وهي بتكمل باستمتاع:
والعشق مالوش ضمان
ده رهان على حدف طوب
ونشانك سهمه خايب
وقالوا هما الاتنين مع بعض في اخر جملة:
يا ملطشة القلوب .. يا جلاب المصايب..
ضحكوا شوية بعدها وهما بيحسوا نفسهم عيال لما بيدندنوا الأغنية دي بالذات، وبعدها بدأ يشم حاجة وقال:
_ ايه الريحة دي؟ انتِ مش قولتي عامله سمك! بس دي مش ريحة سمك!
_ مانا لما اكدتلي إنك مسافر غيرت الأكلة، وقولت اعملك الحواوشي اللي بتحبه.. وجنبه الطحينة والمخلل المشطشط والشبسي..
_ اممممممم...
قالها بتلذذ وكأنه شايف الأكل قدامه:
_ يا خرابي على جمالك يا مُنى لما تحبي تروقي عليا، ويا سلام لو تكملي جميلك وتاكلي معايا.
رفضت وهي بتدخل المطبخ وهو وراها:
_ متحاولش انا اللحمة دي مستحيل افكر أكلها.
_ قولتلك ابقي اعمليلك انتِ حواوشي فراخ.
_ عملته قبل كده ومحبتش طعمه، انا عملتلي مكرونة وبانية متقلقش مبنساش نفسي.
هز راسه بيأس وهو بيقول:
_ الأكلة اللي بتاكليها ٣ مرات في الأسبوع دي بسبب إنك مش متفقة معايا في معظم الأكل وكل ما تتزنقي تعمليها.
ضحكت وقالت:
_ اهي حاجة سهلة وسريعة.. المهم ادخل ريح شوية عشان تصحى تاكل وتلحق ميعاد الطيارة.
بص في ساعة ايده وقال:
_ معاكي حق.. يدوب فاضل ٤ ساعات على الطيارة.
وقفت في المطبخ بعد ما خرج منه واتنهدت بخنقة في كل مرة بيراودها نفس الشعور لما بيغيب عنها، شعور بالتوهة والخنقة واحساس بالوحدة رغم انه اقصى مدة سفر له كانت ١٠ أيام، لكنها من يوم ما اتجوزته من ٤ سنين وهي معاه فبقى غيابه مؤذي ليها.
******
_ اصحى يا عاصم.. اصحى يا حبيبي الساعة بقت ٥..
فاق من نومه وهو بيقول:
_ حاسس اني منمتش بقالي مدة.
_ ازاي يعني! انتَ امبارح نايم كويس.
قالتها باستغراب فابتسم وهو بيوضح لها:
_ زي حالي كل مره بكون مسافر فيها، كأن جسمي بيكون عارف انه داخل على كام يوم مش هدوق فيهم النوم اللي بنامه هنا.
_ على فكره مش انتَ لوحدك اللي مبتعرفش تنام، انتَ هناك مبتعرفش تنام عشان متعود على سريرك، وانا هنا مبعرفش انام عشان مش متعودة انام في السرير لوحدي والشقة تكون فاضية عليا.
اتنهد بضيق واضح بان على وشه وقال:
_ هتفضلي كل ما اسافر كام يوم توجعي قلبي كده؟
بصتله بعتاب:
_ عشان انتَ مش مضطر تسافر، عندك مية واحد شغالين تحت ايدك يقدروا يسافروا مكانك، انتَ اللي غاوي توجع قلوبنا.
اتكلم بهدوء بيحاول يفهمها للمرة الألف:
_ يا حبيبتي المال السايب يعلم السرقة، وانا مش هأمن لحد من رجالتي يروح سفريات الشغل دي ويتفق على بضاعة ويستلم فلوس، في حاجات الاضمن اعملها أنا بنفسي.
اتنهدت وقالت:
_ ماشي.. قوم بقى خد شاور على ما ارص السفرة.
قرب منها وباسها من خدها بحب وقال:
_ بلاش قلبة وشك وحياة أمك.
ضربته في كتفه بهزار:
_ متجبش سيرة أمي.. ومش هفك وشي بقى.
شدها له وقال:
_ طب مش هتودعيني!
ضحكت وهي بتزقه وتبعد عنه:
_ الوداع اللي يسمحلي بيه الوقت إني اقولك مع السلامة.. يلا يا حبيبي مفيش وقت طيارتك فاضل عليها ساعتين..
_ ماشي.. خدي بالك لما ارجع لينا حساب تاني.
دخلت بعد شوية بعد ما جهزت السفرة فلقته لسه في الحمام، علت صوتها وقالت وهي قاصدة تضايقه:
_ خلصت يا صاصا ولا لسه؟
وزي ما توقعت مردش لأنه مبيحبش الدلع ده ودايما بيتغاظ لما تقولهوله، ضحكت وهي بتدور على تليفونها عشان تكلم أخوها ييجي يوصله للمطار كالعادة في كل سفرية..
صوت رسالة من موبايلة لفت انتباهها لتليفونه فقررت تاخده وتكلم اخوها منه بما انه الأقرب ليها..
مسكت التليفون وقبل ما تفتحه شافت إشعار الرسالة من بره، لكن مخفية.. فقررت تفتح الواتس وتشوف الرسالة متوقعة انه اخوها لأن دايما عاصم بيتفق معاه انهم هيكونوا على تليفون لما يجهز هيبعتله ييجي عشان يوصله.. فتحت التطبيق وبقت زي الجماد بعدها.. شافت الرسالة من بره ومقدرتش حتى تفتحها.. شافتها من بره المحادثة وهي مش قادره تحرك صوابعها عشان تضغط عليها..
دقايق مرت عليها وكانت أسوء دقايق مرت عليها في حياتها، مهما حاولت توصف شعورها مش هتقدر توصف اللي حاسه بيه دلوقتي..
انتبهت على صوته بعد ما خرج من الحمام بيقول:
_ واقفة كده ليه؟
لقت نفسها بتقفل التليفون بسرعة بعد ما خرجت من التطبيق وبصتله وهي بتتمالك نفسها:
_ كنت هكلم حسين.
مكانش منتبه لها وهو بياخد هدومه اللي هيلبسها:
_ كلمته قبل ما ادخل الحمام.. نص ساعة وهيكون هنا..
_ الاكل جهز.
وخرجت بسرعة من الاوضة، وقفت مستندة على الحيطة اللي جنب باب الأوضة، ورغبة عارمة في العياط انتابتها، لكنها رفضت تنساق وراها، خبطت برجليها في الأرض كام مرة وهي بتقول لنفسها:
_ لأ.. لأ مش دلوقتي.. مش دلوقتي..
وفضلت تاخد نفسها كذا مرة لحد ما اتمالكت نفسها..
وجوه الاوضة..
مسك تليفونه عشان يشوف اذا كان مشحون ولا لأ، فشاف الرسالة بص لباب الأوضة بحذر ورفع التليفون على ودنه بعد ما طلب رقم..
_ أنا مسافر النهاردة.. لما اوصل هكلمك.
_ مكنتش اعرف.. اول ما توصل لازم تكلمني فيديو.
قال باستعجال:
_ طيب طيب.. يلا بقى عشان مراتي بره.
وقفل التليفون وحطه على الشاحن وخرج لقاها قاعده على السفرة مستنياه، كلوا في صمت غريب منها، دايما كانت بتفضل تتكلم معاه وكأنها بتشبع من وجوده قبل ما يمشي..
_ ساكته ليه؟ انتِ قالبة وشك بجد ولا ايه؟
بصتله وهو بيكمل أكل:
_ لأ.. انا بس كالعادة مضايقة انك قربت تمشي..
مسك ايدها وباسها وهو بيقول:
_ مش هتأخر عليكي.. ٥ أيام وراجع.
ولأول مرة يمسك ايدها ويقرب منها شبر ومتقربش منه قيراط.. بالعكس شدت ايدها وهي بتقول بحجة:
_ خلص اكل عشان متتأخرش.
لكن في الحقيقة لمسته حرقتها.. مش متقبلة وجوده ولا انها تسمع صوته او يلمسها.. هي كل اللي عوزاه دلوقتي تكون لوحدها...
وبعد شوية وقت ودعته وهي بتحاول تبان عادي من غير ما يشك في حاجة.. وأول ما قفلت باب الشقة مكانتش عارفة اذا كانوا الجيران بس اللي سمعوا صوت عياطها وصريخها ولا الشارع اللي وراهم كمان سمع...
#يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا