القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية زواج في الظل الفصل الثلاثون 30 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله


رواية زواج في الظل الفصل الثلاثون 30 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله 





رواية زواج في الظل الفصل الثلاثون 30 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله 




الكاتبه ياسمين عطيه 

البارت ال ٣٠

زواج في الظل 

الجارحي (بصوت حازم وجاد): "يلا يا أركان، المأذون هنا، هتطلق ليلى وتكتب كتابك على يارا، مفيهاش نقاش."

**(الدنيا لفّت بيه، للحظة حس إنه مش سامع غير صدى الكلام في دماغه، كأن جده بينهي كل حاجة بكلمة.. يطلق ليلى؟ 

 لحظة صمت قاتلة، البحر اللي كان بيجاوبه على أسئلته بقى ساكت، الهوا اللي كان بيخبط في وشه بقى مالوش تأثير.. أركان واقف متجمد، الموبايل في إيده، والجملة الوحيدة اللي بتلف في دماغه: "هتطلق ليلى"

(الحاجة اللي كان هربان منها، اللي كان بيقنع نفسه بيها، اتحولت لحقيقة، مش مجرد فكرة بتيجي وتروح.. دلوقتي القرار في إيده، والوقت مش في صالحه.)

(قفل المكالمة بسرعة من غير ما يرد، مفيش وقت للكلام، أول حاجة عملها إنه جري نحية عربيته، فتح الباب بقوة، ركب وداس بنزين بكل سرعته، مش شايف الطريق، مش حاسس بالدنيا، هو بس عارف إنه لازم يوصل، لازم يلحق.. قبل ما كل حاجة تضيع منه.)

بص لنفسه، للملامح اللي حافظها كويس، بس النهاردة حاسس إنه مش عارفها. كأنه شخص تاني... شخص تايه.

همس بصوت واطي كأنه بيكلم نفسه:

"انا لو حبيت يارا بجد، مكنتش مشاعري اتحركت لليلى..."

الحروف طلعت من بُقه ببطء، كأنها اعتراف بيهزم كل اللي كان فاكر إنه عارفه. قلبه دق بسرعة، أسرع من الطبيعي، كأنه أول مرة يسمع الحقيقة بصوت عالي.

كمل كلامه، عينه بتلمع بشيء بين الخوف واليقين:

"مكنتش ازعل لفكرة إنها هتبعد عني..."

كتم أنفاسه لحظة، كأنه بيستوعب، كأنه كل تفصيلة صغيرة كان بيتجاهلها بتضرب في وشه دلوقتي. جسده كان متوتر، إيده شدت على حرف، صوابعه بيضغطوا بقوة كأنه بيتشبث بحاجة تمنعه من الانهيار.

"اللي عاشته مع ليلى مش هقدر أتخطاه بسهولة..."

كأنه قالها لأول مرة، كأنه دلوقتي بس فهم، حرك رأسه ببطء، عينيه كانت شاردة، بس عقله كان مليان بيها... ضحكتها، كلامها، لمستها ، نظرتها لما كانت بتتألم بسببه.

بلع ريقه، صدره ارتفع ونزل بنفس بطيء، لكنه حس إن حاجة تقيلة كانت قاعدة على قلبه، وبدأت تتفكك.

"مش هقدر أكمل حياتي عادي من غيرها..."

عقله كان بيرجع لكل لحظة عاشها معاها.

رفع إيده وحطها على صدره، كأنه بيحاول يحس بالفراغ اللي سابته، كأنه بيقيس المسافة اللي ما بينه وبينها، واللي رغم بعدها، كانت أقرب حاجة ليه.

بص لنفسه تاني في مراية العربيه، بعيون مليانة يقين. سأل نفسه، بس المرة دي كان عارف الجواب:

"تحب تكمل مع مين؟"

ولأول مرة، من غير أي تردد، عقله وقلبه جاوبوا بصوت واحد:

"ليلى."

وأخيرًا...

مكنش محتاج يقنع نفسه أكتر، مفيش جدال ولا صراع جواه، الحقيقة كانت واضحة زي الشمس... هو محبش غير ليلى من البداية، حتى لو أنكر، حتى لو حاول يهرب، قلبه وعقله أخيرًا اتفقوا—هي وحدها اللي ملكت روحه من الأول للآخر. ️

إيده كانت مشدودة على الدريكسيون، صوابعه بيضغطوا عليه بقوة كأنه لو سابه لحظة، الدنيا هتفلت منه، زي ما ليلى بتفلت من حياته دلوقتي.

العربية كانت بتجري في الشارع بسرعة جنونية، الكاوتشات بتصرخ مع كل لفة حادة بياخدها، بس مكنش فارق... أي حاجة تهون إلا إنها تضيع منه.

عينه كانت مسلطة على الطريق، بس عقله كان هناك... عندها. عند نظرتها الأخيرة ليه، عند الحزن اللي كان بيغرق عنيها، مش هيقدر يستحمل بعدها. قلبه كان بيدق بسرعة، أسرع حتى من سرعة العربية اللي بتشق الطريق.

"اطلقها؟" الكلمة لسه بتدوي في دماغه كأنها صفعة. كأنها سكين مغروس في صدره. جده ممكن يطلب اللي هو عايزه، الدنيا كلها ممكن تضغط عليه، بس مستحيل... مستحيل يسيبها.

نفسه كان تقيل، عينه بتلمع بالغضب والتصميم، داس على البنزين أكتر، كأن السرعة هي اللي هتوصله ليها قبل ما يفوت الأوان.

"استنيني يا ليلى... أنا جايلك."

الكباري، الشوارع، الإشارات، كل حاجة كانت بتعدي جنبه بسرعة، عقله مش شايف غير صورة واحدة... هي، وهي بتمشي بعيد عنه، وهي بتبعد، وهي بتختفي.

حس بحرارة في عينه، بغصة في حلقه، بألم في صدره مش عارف حتى يترجمه... كل اللي كان حاسه إنه لازم يوصل، لازم يلحقها، قبل ما تضيع منه للأبد.

عينيه كانت تعبانة، حمرا من قلة النوم والتفكير. نفس تقيل خرج منه، إيده رفعتها ومسحت وشه بعنف كأنه بيحاول يصحى من دوامة المشاعر اللي ساحباه لتحت. بس مهما حاول، الحقيقة كانت بتفرض نفسها عليه.

(على الجانب الآخر، في بيت ليلى، كل الناس متجمعة، الجو مش جو فرح، بالعكس.. هدوء غريب، نظرات حزينه متبادلة بين الكل، ليلى واقفة في النص، ماسكة نفسها بالعافية، عنيها بتلمع بس مش بتتكلم.. المأذون قاعد، الورق قدامه، الجارحي قاعد بملامح صارمة، جنبه عدلي وعماد، وفريده 

يارا واقفة جنب أمها غادة

(أميرة، أخت ليلى، كانت واقفة جنبها، حاسة بارتباك أختها، قربت منها ووشوشتها بخوف.)

أميرة (بهمس): "ليه ساكتة؟ قولي أي حاجة، رافضة، معترضة.. متسكتش كده."

(ليلى تبص لها نظرة قصيرة، وبعدين تنزل عينيها، إيديها مشدودة على بعضها، قلبها بيخبط في صدرها، لكن صوتها لما خرج، كان هادي بطريقة غريبة.)

ليلى (بهدوء حزين): "أنا ماليش رأي.. مش دي النهاية اللي كانت معروفة من الأول؟"

(فوزية، أم ليلى، كانت قاعدة على كرسي بعيد، ماسكة تاليا ورايان في حضنها، بتبص للي بيحصل بحزن، قلبها مقبوض، عايزة تقول حاجة، تعترض بس مافيش حاجه في ايديها)

(في اللحظة دي، صوت فرامل عربية جامد برا قطع الصمت، كل العيون اتوجهت ناحية الباب، وبعد لحظات.. الباب اتفتح بعنف، وظهر أركان.)

(واقف، صدره بيطلع وينزل بسرعة من الجري، عينيه بتلمع بشيء غريب، لكنه ما بصش لحد.. غير ليلى.)

(بينهم مسافة، لكن عنيهم قالت كل حاجة.. ليلى حست إنها أول مرة تتنفس من ساعة ما بدأ الموضوع، وأركان لأول مرة يلاقي إجابة لكل الأسئلة اللي كانت شغلاه.. الإجابة كانت قدامه، في عنيها، في رعشة شفايفها، في إحساسه لما لقاها على وشك إنها تخرج من حياته للأبد.)

الجارحي (بحدة وهو يرفع حاجبه): "اتأخرت، المأذون مستنيك، اقعد خلص الورق."

(لكن أركان، لأول مرة، ما سمعش كلام جده.. لأول مرة، ما فكرش في أي حاجة غير حاجة واحدة.. إنه مش هيمشي في الطريق ده، إنه مش هيسيبها، وإنه حتى لو مش مستعد يعترف لنفسه، فهو عارف إن القرار ده لازم يكون هو اللي ياخده.. مش حد غيره.)

(بخطوات واثقة، رغم التوتر اللي في قلبه، أركان اتحرك.. لكن مش نحية المأذون، اتحرك نحية ليلى.)

أركان (بصوت واضح، قوي رغم كل اللي حاسس بيه): "أنا مش هطلق."

(لكن صوته يختفي، إيده تتحرك لا إراديًا، وفجأة يقوم.. يقرب منها بخطوات سريعة قبل ما تفهم أي حاجة، يشدها في حضنه بقوة، يحضنها كأنه بيحميها من العالم كله، يبوس راسها وهو صوته بيهتز.)

أركان: "أنا مش هطلقها.. مش هسيبها.. مش هبعد عنها أبداً!"

(ليلى تتجمد، تحس بضربات قلبه السريعة على خدها، تشد نفسها من حضنه وهي مش مصدقة، تبص له بعينين واسعة، تحاول تقرأ اللي جوه عينيه.)

ليلى ( بصدمه): "بس ازاى إنت مش بتحبني ."

(أركان يتشنج، كأنه اتضرب في مقتل، يقرب منها خطوة، صوته يكون هادي لكنه مليان غليان جواه.)

أركان: "ومين قال لك إني ما بحبكيش؟"

(ليلى تتجمد، تتنفس بصعوبة، تضحك بسخرية حزينة، تلف تبص له عن قرب.)

ليلى (بمرارة): "بجد؟ طب قولها تاني.. قولها وأنت باصص في عيني، وقولها وإنت مصدقها، وإنت مش بتقولها عشان اي سبب غير انك.بتحبني بجد."

(أركان يفضل ساكت للحظة، لكنه يقرر إنه ميهربش، يقرب أكتر، يحط إيديه على وشها، يجبرها تبص له، وعينه تكون مليانة بكل اللي كان حابسه طول الوقت.)

أركان (بصوت متحشرج ومليان إحساس): "بحبك.. بحبك من قبل حتى ما أفهم إني بحبك، بحبك رغم إني ما كنتش عايز، رغم إني كنت بهرب، رغم كل حاجة، بس الحقيقة الوحيدة إني ما أقدرش أتخيل حياتي من غيرك."

أركان (ينظر لها بعيون مليانة إحساس لأول مرة من غير هروب): "بحبك.. بحبك يا ليلى، ومش مستعد أفقدك عشان أي حد في الدنيا!"

(المأذون يرفع حاجبه، وعدلي يبتسم بهدوء، كأنه كان مستني اللحظة دي تحصل من بدري، بينما ليلى تحس إن الأرض بتلف بيها.. أخيرًا سمعتها، أخيرًا اللي كانت مستنياه جه)

ليلى مش قادرة تستوعب، مش مصدقة اللي بيحصل. إمتى؟ إزاي؟ عمره ما قال، ولا حتى تصرفاته كانت بتوحي بكده. خوفها مسيطر عليها، خايفة تفرح، خايفة تصدق وتطلع مجرد وهم... لكنه مش وهم.

أركان سحب إيدها بحنان، باسها قدام الكل، بصوت مليان ندم ولهفة:

"حقك عليا لو كنت اتأخرت إني أقولها ليكي... بس أنا مكنتش أعرف يعني إيه حب، غير لما حسيت بيه معاكي. كان صعب عليا أميز، أفهم إن كان دا حب ولا لا، بس دلوقتي هقولك اللي عرفته عن الحب، وانتي احكمي... هتديني فرصة أعوض اللي فات ولا لا؟"

"الحب مالوش سبب، سألت نفسي مليون مرة بحبك ليه؟ ملقتش إجابة... وبيقولوا إن هو دا الحب، اللي ملوش سبب ولا تفسير، عشان لو كان له سبب، ممكن السبب يختفي، لكن أنا... عمر حبي ليكي ما كان له بداية عشان يكون له نهاية.

الحب مش عشان شكل، وانتي في عيني أحلى من القمر... مش عشان مظاهر وفلوس، رغم إني أغنى واحد في الدنيا، بس أنا فقير من غيرك. الحب عشان قلب... وأنا قلبي اختار قلبك، يا ست البنات، يا ملكة قلبي.

الحب هو إني مقدرش على بعدك، إني أتجنن لما تبعدي... الحب هو إن حياتي مش هتكمل غير بيكي ومعاكي. الحب هو انتي يا ليلى، يا عشقي الوحيد. بحبك، وعشقي ليكي عدى كل حدود الحب."

عينه كانت مليانة دموع، كانت رجفته واضحة، واقف قدامها زي مسجون مستني حكم البراءة منها، زي طفل مستني أمه تسمح له يعمل أكتر حاجة بيحبها، زي عاشق متقدم لحب عمره وخايف يترفض.

الدموع كانت مالية عنيها، وعين كل اللي واقفين... قبل ما تفكر، جريت عليه، رمت نفسها في حضنه، مش مصدقة، دا حلم، حلم أجمل من كل الأحلام، لكنه حقيقي، اللحظة دي حقيقية أكتر من أي حاجة عاشت فيها قبل كده.

أركان شالها قدام الكل، ضمها وكأنها أغلى حاجة عنده في الدنيا.

ليلى بكسوف، بصوت مخنوق:

"يا أركان... بس بيبصوا علينا!"

أركان، وهو عيونه بتلمع بحب وعشق:

"أحلى أركان سمعتها في حياتي كلها... وبعدين ما يبصوا! من النهاردة، مفيش كسوف... أنا لما بحب، مبكسفش أعبر عن حبي قدام حد. أنا مكنتش كده، بس معاكي انتي غير... مش عارف عملتي فيا إيه يا ليلتي."

ليلى احمرت خدودها أكتر، دفنت وشها في صدره، الأمان الوحيد اللي حست بيه في الدنيا كلها.

ضحك أركان على كسوف ليلى، لكن وهو بيضحك، عينه جت في عين يارا... والغريب إنها كانت بتضحك، عيونها مليانة فرحة وسعادة.

بص حواليه، لقى جده واقف فرحان، والمأذون كان مشي... إيه اللي بيحصل؟

ليلى خرجت من حضنه وهي بتستوعب وجود يارا، فجأة قلبها اتقبض، لأنها عارفة الإحساس ده كويس... شبه جربت الوجع ده قبل كده. الدنيا كانت بتنسحب من تحت رجليها يوم ما شافت حب عمرها مع حد تاني، فإزاي تسيب يارا تعيش نفس الألم؟!

بعدت وسابت مساحة لاركان...  اللي كان بينه وبين يارا كبيرة، وهو كان سيبها وهي خطيبته، واللى بينهم عشرة عمر، قرايب وصحاب من الطفولة، وقصة حب كانوا فاكرينها حقيقية.

كان في وعد بينهم، وعد بالرجوع، لكنه بقى مجرد ذكرى قديمة.

دلوقتي، هو ملزوم باعتذار، لازم يعتذر لها، سواء سامحته أو لأ.

مينفعش يسبها تعيش الوجع ده كله لوحدها،وتفتكر العيب فيها.

أركان قرب منها، وعينه مليانة أسف ووجع:

حقك عليا... أنا آسف، إنتِ كنتِ قايلة إن هيجي يوم أعتذرلك فيه، هو ده اليوم انا آسف..  بترجاكي، يا يارا، تسامحيني. قلوبنا مش بإيدينا، وأنا مقدرش أشوفك موجوعة بسببي وأنا عايش حياتي مبسوط.

بص لها بصدق، وحاول يلاقي أي أثر للحزن في عيونها:

شوفي عايزة إيه، وأنا هعمله. لو تحبي أخد مراتي ونبعد عن الفيلا، أنا موافق. لو عايزة أسيب المحافظة كلها، البلد كلها، أنا موافق.

المهم... متكونيش تعيسة بسببي.

عمر ضحك بصوت عالي:

كفاية كده يا يارا، حرام عليكي الواد!

يارا رمقته بنظرة جانبية وهي بتغمزله بمكر:

إنت شايف كده يا حبيبي؟

أركان وقف مصدوم... إيه؟!

بتضحك؟! مش زعلانة؟! مش موجوعة؟!

بص لها بذهول، بس الصدمة الأكبر لما سمعها بتنطقه بالكلمة اللي علقت في دماغه... "حبيبي"؟!

عقله ما استوعبش على طول، بس لما بص على عمر، شافه ماسك إيدها...

عمر ابتسم بمرح وقال كانوا بيردوها ليك:

 سامحني بقى يا صاحبي، قلوبنا مش في إيدينا.

يارا ابتسمت بحنان:

الفتره اللي غبتها يا أركان كانت كبيرة جدًا... حاجات كتير بانِت واستوعبتها. إحنا ما حبناش بعض، إحنا أجبرنا بعض على بعض عشان فتحنا عينينا على بعض من وإحنا صغيرين. فاتوهنا، ومشاعرنا تاهت معانا... مشاعر الإخوات اللي اتربوا مع بعض، مشاعر الصحاب، مشاعر إن كل واحد فينا ملوش غير التاني،كل دا دخل في بعض ومكناش عارفين إحنا إيه بالنسبة لبعض، الحب الحقيقي كان أبعد ما يكون عن اللي عشناه.

سكتت لحظة، وبصت لعمر بحب واضح:

أنا الحب الحقيقي عرفتُه على إيد عمر، وأنت كمان عِشت المشاعر دي مع ليلى. يمكن كل ده حصل عشان كل واحد يلاقي نصه الحقيقي... الحب اللي يكمله بجد.

أركان أخيرًا ابتسم بصدق، وقلبه كان مرتاح لأول مرة:

صحاب وإخوات لآخر العمر؟

يارا مدت إيدها وهي بتضحك:

صحاب وإخوات لآخر العمر!

أركان مد إيده بفرحة وراحة: "صحاب وإخوات لآخر العمر." بص لعمر بجدية مصطنعه: " الولد الواطي ده لو زعلك، تعالي ليا على طول... هطلع عينه."

عمر رفع إيده بمرح:

هو أنا كده الصاحب الخاين اللي حب حبيبة صاحبه ولا أنا  بريء؟!

أركان حاول يبقى جدي وهو بيكتم ضحكته:

حسابك معايا كبير، قوي! كل يوم بتكلمني، ومافيش مرة تحكيلي أي حاجة؟!

عمر رفع كتفه بمرح:

كنت حابب اقرطسك !

أركان كان هيجري وراه بس لقى عمر مستخبي ورا جده... وقف، وبص له بنظرة امتنان:

إنت عملت كل ده عشان تجمعني بيها؟

جده ابتسم بحنان:

البركة في أبوك! قعد يقولي إنت بتحبها قد إيه، وإن روحك فيها، بس لاول مره في عمرك بتكابر للدرجة دي... فاتفقنا نعمل كده عشان "الجبل يتحرك".

وكمل بضحك، ضحكة خلت أركان يحس إن الموضوع أكبر منه، بص له بجدية، لكن نبرة صوته كان فيها لمحة خفة دم نادرة.)

الجارحي: " عملنا خطة يا بني.. أنا وباباك اللي خططنا لكل ده، عشان تعترف وتعيش مبسوط مع مراتك اللي بتحبها، ومع أولادك اللي محتاجينك."

أركان حس قلبه بيضرب بقوة، ضحك وهو بيحضن جده بحب:

شكرًا يا حبيبي...

وبعدها راح ناحية عدلي، مسك إيده وباسها:

إنت أحسن أب في الدنيا... يا بختي بيك، يا حبيبي.

عدلي بص له بفرحة، وعينه لمعت بدموع الفرح:

ربنا ما يحرمني منك... يا سندي في الدنيا.

فريده بصت عليهم بضحك:

وأنا مليش نصيب من الأحضان والبوس ده؟!

أركان وعدلي شدوه لحضنهم هما الاتنين، وباسوا إيديه ورأسه.

فريدة بصت لليلى، وكانت الدموع في عينيها:

على قد ما كنت رافضة الجوازة دي... على قد ما شايفاك مبسوط للدرجة دي.

بصت لأركان اللي السعادة كانت بتنط من عينيه، رجعت تبص لليلى، وابتسمت:

طالما سعادتك في وجودها... يبقى مليون أهلاً وسهلاً بيها وسطنا.

ليلى بصت عليهم وهي فرحانة لدرجة إنها مش مصدقة... العالم كله صغير على فرحتها، اللحظة دي... هي أسعد واحدة في الدنيا.

لحظة بعد اعتراف أركان،  الكل ابتسم، الملامح اللي كانت متوترة اتحولت لراحة، واسماء كانت أول واحدة كسرت الصمت بزغروطة مدوية، وقالت بفرحه ومرح"ياه الجبل أخيراً نطق"

كلهم ضحكوا

أركان قرب من ليلى وسحبها في حضنه، وبعدها اتحرك ناحية فوزية، عينه مليانة أسف وصدق وهو بيقول:

– أول حاجة، أنا آسف على كل اللي عملته في ليلى، وعلى الوجع اللي سببته لها... ممكن تسامحيني؟

فوزية عنيها كانت مليانة فرحة، لكن الدموع غلبتها وهي بترد بحنية:

– مسامحاك يا حبيبي... انت يوم فرحك قولت لي إن ليلى في أمان، وكنت قد الوعد، حميتها بروحك وقلبت الدنيا لما تأذّت، وأنقذتها هي وأولادك... مش هلاقي لبنتي حد يحبها زيك.

وقفت قدامه، نظرتها كلها رجاء:

– أوعدني بس إنها تفضل فرحانة وكويسة، وخدها معاك وانت ماشي، وربنا يبارك لك فيها وتعمر بيتك بالخير والسعادة عليك وعلى أسرتك.

أركان مسك إيديها بحنية وقال:

– أنا متأكد من ده... ليلى بنت أصول، وتربية ست عظيمة زيك، فطبيعي إنها تكون زوجة وأم عظيمة... ليلى في أماني، في حضني، في قلبي، وفي عيني...لو الأرض مش هتشيلها، هشيلها أنا العمر كله.

فوزية ابتسمت بسعادة:

– ربنا يسعدكم يا بني ويبعد عنكم العين.

أميرة كانت واقفة بتراقب المشهد، لكن نظرتها الحادة خفت شوية وهي بتقول بتهديد مرِح:

– عارف لو زعلتها، هسيبك لخيالك تعرف أنا ممكن أعمل فيك إيه! ولو منعتها تيجي تشوفنا، أو احنا نشوفها... انت حر، بس هتشوف جناني، أنا مجنونة، خلي بالك!

أركان ضحك وقال بمزاح:

– واضح، واضح... على العموم، مفيش مهمات تاني، وليلى في بيتي، وقت ما تحبوا تشوفوها رنّوا عليا، وهبعت عربية تجيبكم لحد عندها، وهي كمان وقت ما تحب تيجي لكم، عربية هتجيبها لحد هنا.

أميرة رفعت حاجبها بتهكم:

– أهو كده! كان فين الشخص الجميل ده من زمان؟ كان لازم يعني نقولك طلقها؟

ليلى شدت أميرة من إيدها بإحراج:

– خلاص بقى، يا أميرة!

أسماء دخلت على الخط بابتسامة جانبية:

– سيبيها تطلع عليه القديم والجديد... الواد ده جنني، يعمل حاجة أقول بيكرهها، ملحقش ألف ألاقيه بيعمل حاجة تانية أقول بيعشقها!

نظرت لأركان بمكر:

– عارف ساعة ما سابك في المستشفى وقال "أنقذوا الأطفال"، فضل مستخبي على جنب لحد ما الدكتور قال إنكم إنتِ والأولاد بخير، ممشيش غير لما سمع الجملة دي، وبعدها جيه وقف بالساعات قدام أوضتك وحضانة الأولاد... فمنين مش عايزك وابعدي عني، وهو بيعمل كده؟ اعترف بقى!

أركان ضحك:

– عارفة لولا ليلى، كنت عملت فيكي إيه؟

أسماء تحدته بمكر:

– عملت إيه، يا سعيد؟ فاكرني هخاف؟

ليلى قربت من اسماء وهمست بمزاح:

– ده أركان، مش سعيد يعني... ظابط، ممكن يحبسك يومين كده في أمن الدولة، ومش هنقدر نوصل لكِ، عملها معايا قبل كده!

أسماء شهقت بدهشة وهي تهمس لليلى بمرح:

– بجااااااد؟!

ليلى بمرج هزت رأسها بتأكيد:

– بجــاااااااد

أسماء ضحكت بخجل وهي تؤدي التحية العسكرية لأركان بسخرية:

– إحنا آسفين يا حضرة الظابط!

أركان عدل ياقة قميصه بتفاخر مصطنع وقال بجدية ساخرة:

– أهو كده، اتظبطي!

فوزية ضحكت وقالت:

– كفاية بقى، يا أسماء انتي وأميرة! خد ليلى وعيالك، وابدوا حياتكم، وربنا يبارك لكم ويسعدكم.

أركان مال على فوزية وخد منها "ريان"، وأميرة قربت وادّته "تاليا"، كان واقف مصدوم، قلبه بيدق بسرعة، حاسس إنهم شايلين أغلى حاجة في الدنيا... كل فرحة في حياته كانت في اللحظة دي.كان واقف مصدوم، قلبه بيدق بسرعة. قال: "ليلى تيجي تشيلهم." وزنهم خفيف، أخف من الريشة، لكن بالنسباله كانوا شايل أغلى حاجة في الدنيا... كل فرحة فيها، كل لحظة سعادة عاشها.قوم وفرحته، وهو شايل حتة منها. قوم تاني، كان نفسه ياكلهم من حلوتهم. كل حاجة فيهم حلوة... كفاية إنهم من "ليليته ."

ليلى دخلت مع أسماء وأميرة وفوزية تلم هدومها وهدوم الأطفال، اللي أركان كان جابها من المهمة على بيت أهلها... دلوقتي هيروحوا لمكانهم الأصلي والدائم.

وهي بتلم حاجتها، بصت لأسماء بحب وقالت:

– أنا مديونة لكِ بألف شكر واعتذار واحد... حقك عليا إني خبيت عليكِ اسمي، بس كل حاجة كانت حقيقية. أنا بجد حبيتك، وحبي كان حقيقي، اعتبرتك أختي، وونسي، وأماني... عوضتيني عن غياب ماما. وأميرة، أنتِ نعمة ربنا رزقني بيها عشان تطبطب على قلبي.

أسماء دموعها نزلت وهي ترد بحب:

– وأنا مش عارفة هعمل إيه في حياتي من غيرك، مقدرش على بعدك يا ليلى... اعتبرتك أختي، وكل اللي ليا. اللي عدينا بيه مع بعض خلانا واحد مش اتنين.

ليلى بدموع:

– هنفضل مع بعض العمر كله، حتى لو مش جنب بعض. هتيجي لي دايمًا، وأنا هجيلك، ولو يوم معرفناش، فـهنتكلم"فيديو كول".

أسماء حضنتها بقوة:

– اتفقنا!

ليلى باسَتها من خدودها وهمست:

– اتفقنا.

ومع خروج ليلى، صوت عياط الأطفال ملأ المكان، أركان مسكهم وفضل يبوس فيهم ،ومش راضي يسبهم لحد  يهديهم ابدا.

ضحكت ليلى وهي بتاخدهم منه وقالت بمزاح:

– فضلت تبوس فيهم لحد ما زهقتهم منك، ليه يا أركان كده؟

أركان همس بجانب أذنها بمكر:

– مسكرين قوي يا ليلى، وريحتهم حلوة... أنا عايز آكلهم!

الكل انفجر ضحك، وليلى وشها احمر واتكسفت، فوزية ضحكت وقالت:

– خد مراتك وامشي بقى، يا بني!

أميرة بمزاح:

– آه والنبي، يلا، مش ناقصين جفاف عاطفي! أنا جوزي مسافر دبي، ومعانا واحدة "سنجل" هنا، وواحدة لسه هتتجوز!

أسماء ضحكت وقالت:

– يلا بقى، بدل ما نرزعكم عين، تفضلوا تدبّوا في بعض دلوقتي!

الكل ضحك، وليلى ودعتهم، وخرجت مع أركان، يبدأوا حياتهم الجديدة مع بعض.

ــــــ&ــــــ

في الفيلا، وتحديدًا في غرفة أركان، اللي لسه داخلها مع ليلي...

ليلي وهي بتبص حوالين الأوضة، حسّت بمشاعر متضاربة :"مكنتش متخيلة إنها هتيجي هنا تاني"

أركان بابتسامة دافئة:

"إنتي مش بس جيتي؟ إنتي هتعيشي هنا طول العمر معايا وفي حضني."

ثم أكمل بجدية:

"إحنا هنعيش هنا مؤقتًا، بس لو حابة نجيب شقة لينا لوحدنا، بكرة تكون جاهزة. كنت بجهّز فيلا أنا ويارا، بس أكيد مش هخليكي تعيشي في مكان حد تاني اختار كل حاجة فيه. فهنجهّز واحدة جديدة مع بعض."

ليلي حطت إيديها على خده بكسوف، صوتها كان ناعم وهي بتقول:

"حبيبي، أنا مش فارق معايا أوضة، أو شقة، أو حتى قصر... طالما معاك، الدنيا كلها جنة بالنسبالي. وأنا هستريح وهفرح لو عشت هنا وسط عيلتك، اللي بيحبوك وبيحبوا ولادنا، وهيحبوني ويكرموني عشانك. وبعدين، إنت ابنهم الوحيد، عايز تسيبهم وتحسسهم بالوحدة؟ أنا عن نفسي مش عايزة كده، وعايزة عيالي يكبروا وسط عيلة تحبهم وتحضنهم."

أركان وهو بيحضنها بحب:

"إنتي كنتي مستخبية فين مني؟ إيه الجمال والقلب الطيب ده؟"

ثم ابتسم بمكر:

"بس وبس على شفايفك، ولا شفايفك اللي بتقول كلام زي السكر؟"

ليلي ضحكت، وخرجت من حضنه بسرعة...

أركان ضحك:

"اهربي اهربي... بس هتروحي مني فين؟ مش هسيبك، هتلفي تلفي وترجعي لحضني مكانك."

غمز ليها، ودخل الحمام يغيّر هدومه. ليلي حطت إيديها على خدودها، حسّت بسخونة بتنتشر في جسمها، وتمتمت لنفسها بخجل:

"هو اتعلم قلة الأدب دي فين؟! لا لا، أنا عايزة التقيل البارد اللي بيتكسف... المحترم ده."

لكن افتكرت نسخته القديمة، وابتسمت بمرح:

"لأ، خلاص، مش عايزة... بس والله بحبه في كل حالاته."

ضحكت بهدوء على نفسها.

خرج أركان من الحمام، لقاها غيّرت للأولاد وبتُرضّعهم، فاقترب منها وقال بلطف:

"تحبي أجيب سرير للأطفال ونحطه هنا في الأوضة؟"

ليلي بحزم:

"لا، ماليش في الجو ده. عيالي يناموا جنبي في حضني، أنا أم مصرية تقليدية أصيلة."

ليلي ضحك:

"طيب، اتخيلي كده في عز الشتا، واحد فيهم صحي بيعيط... مين اللي هيقوم من تحت البطانية في التلج يجيبه؟"

اركان بابتسامة واثقة:

"أنا طبعًا."

ليلى بحب : "لا، برده ولادي يناموا في حضني."

أركان بضحك وزعل مصطنع:

"وأنا أنام في حضن مين بقى؟"

ليلي بكسوف، وبصوت بالكاد مسموع:

"في حضني برضه..."

أركان قرب منها، صوته بقى أهدى وأعمق:

"عايز أسمعها تاني..."

خدود ليلي احمرّت، وشاورت على حضنها بخجل:

"ده مكانك... إنت وريان وتاليا، دول حتة منك وأغلى حاجة عندي... وإنت حبيبي وكل اللي ليا."

أركان بص لها بحب:

"أنا مش قادر أستحمل، ونبي نجيب سرير للأطفال! مش هينفع يناموا بينا، زي خط بارليف كده! يعني بعدين هيبقى في أحضان، وبوس، وحاجات كده مش هينفع يشوفوها."

ضحكت ليلي بصوت ملأ الأوضة، وضربته على صدره بخفة:

"بطل قلة الأدب!"

أركان ضحك:

"بضحكتك دي لازم أجيب سرير أطفال، وانسي موضوع إني أبطل قلة الأدب، ده احنا لسه هنبدأ!"

خد الأطفال منها، نيمهم في عرباتهم، وقرب منها، باس إيدها بحب وقال بصوت دافئ:

"لسه زعلانة مني؟ أو بسببي؟"

ليلي هزت راسها بمعنى "لأ"، فقال أركان بألم:

"يوم ما اخترت الأولاد، صدقيني كل خلية فيا كانت مختاراك إنتِ..."

ليلي حطت إيديها على بوقه بلطف:

"أنا قلتلك أنقذهم، يا عيني أنا اللي طلبت منك... عارف لو كنت اخترتني أنا، عمري ما كنت هسامحك، وكنت هزعل منك بجد. أنا استحملت كل حاجة عشانهم، وكان حلم عمري أشوفهم منورين الدنيا... فالحمد لله إنك اخترتهم، والحمد لله إن ربنا كتبلي عمر جديد."

أركان بص لها بحب، وباس راسها بحنان:

"ربنا ما يحرمنيش منك، ويباركلي في عمرك وعمرهم، يا حبيبتي."

كلمة "حبيبتي" هزّت ليلي من جواها، خلتها تحس بحاجة غريبة. رفعت عينيها له بكسوف، وقالت بمرح:

"هو انت نزّلك تحديث جديد وأنا مش واخدة بالي؟! إيه الكلام الرومانسي ده؟ مش لايق عليك خالص!"

أركان وهو بيخلع التشيرت وبيدّعي الصدمة:

"مش لايق؟! يالهوي، إزاي؟! لا، ده موضوع كبير، تعالي نتأكد منه."

ليلي اتكسفت، وقالت بتحذير:

"أركان! بجد، أنا بتكسف..."

أركان بص لها بابتسامة ماكرة:

"حلو أوي الكلام ده! يعني إحنا لسه عرسان جداد، والعرسان الجدّاد بيتعودوا على بعض، صح؟"

قرب منها أكتر، همس عند ودنها:

"وأنا بقى ناوي أتعوّد عليكِ النهارده..."

أركان، صوته كان مليان شوق وهو بيهمس: "أنا مش هقدر أمنع نفسي أكتر من كده... رصيد المنع خلص عندي، منعت نفسي كتير عنك ومش قادر أستحمل. بس لو عايزاني أبعد، هعمل اللي أنتي عايزاه."

ليلى  قلبها كان هينفجر، ومع كل بوسة كان يسيبها على وشها، كانت بتحس إن كل مقاومتها بتنهار. دابت من لمسته وشفايفه، لكنها ما قدرتش تبعد، بالعكس، قربت أكتر، عايزة أكتر...كانت آخر حاجة ممكن تخليها تنطق بكلمة "لا"... دي روحها فيه، عايزاه، ومحتاجة قربه أكتر.

أركان بص في عينيها، سألها بهدوء لكنه مليان رغبة: "أبعد؟"

ليلى، بكسوف، هزّت راسها بمعنى "لا"...

سعادة الدنيا كلها مَلت قلبه، وضحكته كانت مليانة حب وهو بياخدها لعالمهم.


انتظروا البارت ال ٣٠

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني.

"اللهم اغفر لأبي، وارحمه، وعافه، واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، واجمعنا به في جنتك يا أرحم الراحمين"

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع