القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية زواج في الظل الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله

 

رواية زواج في الظل الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله 






رواية زواج في الظل الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم الكاتبة ياسمين عطيه كامله 



الكاتبه: ياسمين عطيه 

البارت ال ٣١

زواج في الظل 

في شرفة الفيلا بعيد عن الضوضاء، البحر قدامهم صافي وهادئ، بس جواهم كان في زلزال من المشاعر اللي استنت كتير عشان تتقال. ليلى واقفة قدامه، عنيها مليانة دموع مش قادرة تصدق، وإيده اللي ماسكة إيديها لأول مرة من غير تردد، لأول مرة كأنه مش ناوي يهرب.)

ليلى (بصوت مرتعش وهي تحاول تتنفس وسط المشاعر اللي خنقاها):

"أنا مش مصدقة.. إحنا مع بعض دلوقتي؟ هو أنت بجد؟"

(أركان بيبصلها بنظرة مختلفة، نظرة ما كانش يسمح لنفسه بيها قبل كده، كان دايمًا بيخبي، دايمًا بيبعد، بس خلاص.. مفيش حاجة تمنعه دلوقتي. قرب منها خطوة، وإيده الثانية مسحت دمعة هربت من عينيها.)

أركان (بصوت هادي لكنه مليان إحساس ):

"أنا أكتر واحد تعبك، وأكتر واحد خلى حياتك جحيم.. وأكتر واحد كان خايف يعترف إنه محتاجك. بس خلاص، مبقتش قادر أهرب، ولا قادر أعيش بعيد عنك."

**(ليلى حست بقلبها بيدق بسرعة، نفس الكلمات اللي كانت بتتمناها ، نفس الاعتراف اللي حلمت بيه، بس دلوقتي لما سمعته، كان إحساسه أكبر من مجرد كلام. رفعت وشها ليه، عنيها بتلمع بمشاعر كتير، إزاي القلب اللي قاومها، هو نفسه اللي دلوقتي بيقولها: أنا لكِ؟)

ليلى (بصوت مختنق):

"أنت عارف.. أنا كنت مستعدة أكمل حياتي وأنا بحبك في صمت، كنت مستعدة أعيش مجرد ذكرى في حياتك، بس.. مش مصدقة إنك أخيرًا.. أخيرًا اخترتني."

(أركان قرب أكتر، صوته كان أهدى بكتير من العاصفة اللي جواه،  كان سايب قلبه يتكلم ، سايب إحساسه ياخد زمام الأمور، وهو اللي طول عمره بيحسب كل خطوة بألف حساب.)

أركان (بنبرة دافية لكنه صريحة):

"أنا كنت غبي.. كنت فاكر إني أقدر أحط مشاعري في جيبي وأكمل كأن مفيش حاجة، بس إنتِ.. إنتِ كسرتي كل قواعدي، كل مخططاتي، كل حاجة كنت فاكرها صح. أنا ضيعت وقت كتير وأنا بقاومك، ضيعت شهور وأنا بخاف من اللي حسيته، بس دلوقتي.. لا ههرب، ولا هقاوم، ولا هكابر."

(ليلى حسّت بجسمها بيرتعش، يمكن من الفرحة، يمكن من وقع كلماته اللي طال انتظارها، يمكن من الإحساس اللي لأول مرة مش حكر عليها لوحدها.)

ليلى (بابتسامة صغيرة ودموعها بتنزل رغمًا عنها):

"وإيه اللي غيرك؟ إيه اللي خلاك تبطل تهرب؟"

(أركان تنهد، عينه كانت فيها حاجة مختلفة، مش بس حب، لكن راحة.. راحة الشخص اللي أخيرًا قرر يسيب نفسه للقدر اللي بيجري وراه .)

أركان (بهدوء):

"لما بعدت، افتكرت إن البُعد هو الحل، بس الحقيقة.. كنت بضيع أكتر. كنت بصحى كل يوم وأنا حاسس إن في جزء ناقص، جزء مش قادر أكمله بأي حاجة، لا بشغلي، ولا بحياتي، ولا حتى بعقلي اللي كنت فاكر إنه أقوى من أي مشاعر.. لحد ما استسلمت."

(قرب منها أكتر، بصوته الهادي لكن اللي مليان يقين، كأنه بيحلف على حقيقة اتأخر سنين عشان يعترف بيها.)

أركان:

"بحبك يا ليلى.. بحبك والحب دا ملوش سبب قلبي اختارك انتي ، كنت فاكر إن الحب اختيار، لكن أنتِ كنت قدري، قلبي اختارك "

(ليلى شهقت بخفة، عنيها نزلت للأرض للحظة كأنها بتحاول تستوعب الكلام، لكنها رفعتهم تاني ليه، بصوتها المرتعش همست.)

ليلى:

"قولها تاني.."

أركان (بابتسامة خفيفة وهو بيحضن وجهها بين إيديه):

"هقولها  وهفضل اقولها العمر كله بحبك يا ليلى.. وهفضل أحبك.. وهعوضك عن كل لحظة وجع."

(ماستحملتش أكتر، رمت نفسها في حضنه، حضنته بكل قوتها، كأنها بتأكد لنفسها إنه أخيرًا بقى ليها، وإنه مش هيرجع تاني للهرب، حضنها بدون تردد، بدون خوف، بدون قيود.)

(الليل كان شاهد، السماء كانت شاهد، والقدر اللي حاول يفرقهم زمان.. كان شاهد على النهاية اللي كان مقدر ليها تكون من البداية.)

ــــــ&ــــــ

 في السجن

 داخل زنزانة صلاح، الأضواء الخافتة تعكس ظله على الجدران، عيناه متسعتان بجنون، يلف في الزنزانة كالحيوان المحبوس، أنفاسه متلاحقة، يده ترتعش وهو يمررها على وجهه.

صلاح (بصوت مبحوح، غاضبًا على نفسه): مش أنا.. مش أنا اللي يتحبس! حتة عيل ضحك عليا؟! أنا الحاج صلاح.. أنا اللي كنت بحرك البلد دي على مزاجي! مش أنا اللي نهايتي تبقى كده..

يضرب الجدار بقبضته، عيناه تشتعل بجنون وهو يضحك ضحكة مجنونة، ثم يتحول ضحكه إلى بكاء هستيري.

صلاح (يهز رأسه بجنون): فلوسي راحت.. رجالتك فين يا صلاح؟ فين العز والسلطة؟ كنت سلطان زماني، دلوقتي مجرد مسجون زي الكلاب!

يمسك بشعره بعصبية، خطواته تتسارع وهو يبحث في الزنزانة عن أي شيء.. أي مخرج، لكن لا شيء.. الجدران تضيق عليه، وكأنها تسخر منه.

صلاح (ينظر إلى السقف ويهمس): مش هاستنى حد يقرر مصيري.. مش هاستنى حكمهم.. أنا اللي بحكم على نفسي!

عينيه تقع على الملاءة الملقاة على السرير، عقله يشتعل بفكرة مجنونة، يتنفس بعمق قبل أن يلفها بيدين ثابتتين، يربطها بالقضبان الحديدية، يلفها حول رقبته ببطء.. يتوقف للحظة، عيناه ممتلئتان بالدموع، لكنه يبتسم بسخرية.

صلاح (بهمس يائس مجنون): حتى النهاية.. أنا اللي اختارتها.

يقفز، تسقط الكاميرا على ظله وهو يتأرجح في الهواء، المشهد يخفت تدريجيًا، وصوت أنفاسه المتقطعة يتلاشى، حتى يحل الصمت القاتل... نهاية صلاح.

ــــــ$ـــــــ

 زنزانة مروان 

كانت الإضاءة خافتة، والرطوبة تزحف على جدران الزنزانة. مروان قاعد على سريره الحديدي، عينه شاردة، وعلامات الغضب مرسومة على وشه. 

لكن فجأة الباب فتح بقوة، ودخل عليه تلاتة من المساجين، ملامحهم شرسة، وعيونهم كلها غل وانتقام. واحد فيهم قرب منه وقال بصوت بارد وهو بيمسكه من قميصه:

المسجون: "مبروك يا مروان، أركان الجارحي باعت لك هدية... هدية تليق بمقامك!"

قبل ما يلحق يرد، كانت قبضة حديدية بتسدد له ضربة قوية في بطنه، وقع على الأرض يتلوى من الألم، لكن مفيش وقت للاستيعاب. ضربات متتالية نزلت عليه، كل ضربة فيها رسالة واضحة... ده جزاء اللي يمد إيده على حاجة تخص أركان الجارحي.

مروان وهو بيتألم بصوت متقطع: "استنوا... استنوا... خلاص... أنا غلطت، غلطت!!"

لكن مفيش حد كان سامع استغاثته، الركلات كانت شغالة، والضرب بيفكروا بكل لحظة تجرأ فيها على المساس بليلى.

أحد الرجال وهو بيركع قدامه بعد ما وقع على الأرض منهك: "هتشوف نارك على الأرض جزاء كل مره رفعت عينك بس على حاجه تخص المقدم اركان باشا ."

وبعدها سابوه على الأرض يتلوى من الوجع، وخرجوا من الزنزانة بنفس الهدوء اللي دخلوا بيه، سابوه غارق في ألمه، عارف إن حياته في السجن مش هتبقى مجرد حبس... دي هتبقى عقاب يومي.

ــ$

داخل زنزانة معزولة في السجن، المكان معتم ورائحة الرطوبة تملأ الجو، صوت صرخات بعيدة من مساجين آخرين تُسمع في الخلفية. نسرين مربوطة في الكرسي، رأسها منكّسة، وجسدها عليه آثار الضرب. الباب الحديدي يُفتح بصوت مزعج، يدخل أركان بخطوات هادئة لكن ثقيلة، عيونه مليانة غضب بارد.

أركان (بهدوء مرعب): عرفتِ أخيرًا طعم القهر يا نسرين؟ ده جزء بسيط من اللي استحقّيتيه.

نسرين (بضعف وخوف، تحاول ترفع رأسها): سعيد… انت مش فاهم… أنا…

(قبل ما تكمل كلامها، أركان فجأة بيخبط بإيده على الترابيزة الحديد قدامها، صوت الارتطام بيخلّيها تنتفض من مكانها.)

أركان (بصوت قاسي): فاكراني مش عارف إنك السبب في الطلقة اللي جات في دراعي؟ فاكراني مش عارف إنك كنتِ ورا كل محاولة قتل لليلى؟ المرة الأولى فشلتِ، والمرة التانية لما كانت حامل، عايزه تموتيها هي وولادي.

(عيون نسرين بتتوسع برعب، بتحاول تتكلم لكن أركان بيقاطعها.)

أركان (باحتقار): لما شُفتك النهاردة بتتسحلي هنا، حسيت لأول مرة إن العدالة بتفرح بجد. لسه اللي جيه أسوأ، لأنك هتعرفي معنى الجحيم على أصوله.

نسرين (تترجى، تحاول تتماسك): … أنا غلطت… بس كنت بحبك…

أركان (بضحكة ساخرة، عيونه فيها جمود قاتل): بتحبيني؟ الحب اللي يخليكي تحاولي تقتلي مراتي؟ تقتلي ابني وبنتي قبل حتى ما يشوفوا الدنيا؟ الحب اللي خلى دمك بارد وانتِ بتبعتي ناس ينهوا حياتي؟

(نسرين بتبلع ريقها، جسدها بيرتعش من نظراته.)

أركان (يقترب منها، يهمس عند أذنها): عقابك هيكون على قد جريمتك… والألم اللي هتشوفيه من النهاردة، مش هتتخيليه حتى في أسوأ كوابيسك.

(يوقف للحظة، يبص لها بنظرة استخفاف، وبعدها يتحرك للخروج، يدي أوامره للحراس بإشارة واحدة.)

أركان (ببرود قاتل): علموها يعني إيه تحاول تمد إيدها على حد يخصني.

(الباب بيُقفل، صوت صراخ نسرين بيبدأ يتعالى، وأركان بيكمل طريقه وهو مفيش على وشه أي تعبير… غير الرضا التام.)

ـــــ&ــــــ

(فلاش باك – منذ خمسة شهور في النادي)

كانت قاعدة على الترابيزة في النادي، تحاول تفضل متماسكة، لكن دموعها خذلتها، نزلت غصب عنها قبل ما تلحق تخبّيها. حست بقلبها بيدق بسرعة وهي تمسحها بسرعة، كأنها لو خلّتها تختفي محدش هيحس بالوجع اللي جواها.حاولت تمسحها بسرعة قبل ما حد يلاحظ، لكن لسوء حظها او لجماله، كان عمر قريب وشافها. قرب منها بمرح، وهو يميل برأسه بخفة:

عمر بابتسامة جانبية: الجميل بعيط ليه؟

حست بضيق يضغط على صدرها، عمر أكتر شخص سخيف بالنسبالها، وجوده نفسه عبء، وكلامه يزيدها توتر. رفعت عينيها ليه بحدة، صوتها كان مهزوز بس بتحاول تبان قوية:

يارا: مفيش يا عمر.

عمر مال برأسه شوية وهو يبص ليها بتركيز: أومال الدموع اللي بتمسحيها دي ايه؟ ميه؟

ضمت شفايفها بقهر، مش ناقصة سخافته دلوقتي، مش قادرة تتحمل استفزازه وهي أصلاً على حافة الانهيار.

يارا بحدة: مش ناقصة سخافتك يا عمر!

بس عمر كالعادة، ولا كأنه سامع نبرتها العصبية، ابتسامته فضلت مكانها وهو يقول بمرح :

عمر: والله ما بسخف، تعالي معايا.

يارا بصوت متوتر: أجي معاك فين؟ أنا وإنت وانا؟ دا إنت مجنون يا بني؟! وما انت عارف إني مش بطقّك.

عمر غمز لها وهو يقرب أكتر، صوته بقى أهدى: يمكن تطقّيني... أو تحبّيني؟ أيهم أقرب؟

حست بجسمها يتصلّب، جواها رغبة في الصراخ، في إنه يبعد عنها حالًا.

يارا بعصبية وهي تبعد وشها عنه: ابعد عني يا عمر، مش ناقصاك بصراحة!

لكنه كان أسرع منها، شدّها من إيديها فجأة،  خلت قلبها يضرب بقوة، حاولت تفلت لكن قبضته كانت حديد.

يارا بصوت عالي وهي تحاول تفلت: عمر! سيبني!

عمر بابتسامة ، صوته كان هادي : يلا يا بنتي، متتعبنيش، إنتي محتاجة تغيير جو، وأنا هبقى كريم ومش هحاسبك عليه.

الخوف بدأ يتسرّب لقلبها، عمر النهارده مش السخيف المعتاد، في حاجة مختلفة في نبرته… في حاجة غريبة في نظرته وهو يسحبها للعربية.

عمر كان سايق بسرعة وهو ساكت، مش مستفز زي الأول، مش بيتكلم كتير، بس باين على ملامحه إنه عنده خطة. هي في الأول كانت متوترة، بتحاول تفهم هو واخدها فين، لحد ما وقفت العربية قدام أكتر مكان بتحبه... الملاهي.

المكان اللي كانت بتتحايل على أركان يوديها ليه، وهو دايمًا مشغول، دايمًا مش فاضي، دايمًا عنده حاجة أهم. عمر نزل من العربية وفتح لها الباب وهو مبتسم:

عمر: يلا يا بنتي، عايزين نخرب الدنيا .

في الأول كانت مترددة، حاسة إنها مش قادرة تضحك أو تستمتع، بس مع أول لعبة دخلتها، مع أول صرخة طلعوها سوا، كل حاجة بدأت تتغير. نسيت الوجع، نسيت الحزن، نسيت الدنيا كلها. الضحكة ماليه وشها، الفرحة مالية عينيها، وقلبها لأول مرة من فترة طويلة حاسس بخفة، مفيش وجع، مفيش ضغط.

فضلت تلعب طول اليوم، وعمر كان معاها، مفيش استظراف، مفيش سخرية، بس ضحك وهزار وسعادة حقيقية. لما تعبوا، خدها مطعم، قعدوا يأكلوا وهو بيحكي نكت مضحكة، وهي تضحك من قلبها. اكتشفت ان دموا خفيف جدا ،وبعدها اشتروا آيس كريم ومشوا على النيل.

السكوت كان مالي المكان، بس كان مريح. عمر مكنش بيتكلم، وسابها تاخد هدنتها، تفصل خالص، تسيب الهوا يحكي ليها وهي تحكي ليه، من غير كلام. كان عارف إنها محتاجة لحظة زي دي، من غير أسئلة، من غير حد يلحّ عليها تقول إيه اللي مضايقها، بس مجرد وجوده كان كفاية.

لما وصلها البيت، كانت مرهقة بس لأول مرة مش مكسورة. دخلت، أخدت شور، ونامت على سريرها وهي حاسة إنها أخف. وفجأة، الموبايل رن برسالة. مدت إيدها بتكاسل وجابته، فتحتها.

"بقيتي أحسن؟"

بقيت أحسن؟ الحقيقة... آه. بقيت أحسن.

هو ما طلبش منها تحكي، ما سألهاش زي أهلها "إنتِ عايزة إيه عشان تبقي كويسة؟" لا، هو ببساطة عمل، من غير ما يطلب، من غير ما يسأل على حاجة، وده... فاد قلبها جدًا.

حست بحركة غريبة في قلبها، شعور مش طبيعي، كأن قلبها بيتحرك لوحده، كأن في حاجة جديدة. خبطت على صدرها بخفة وهي بتهمس لنفسها:

يارا: إيه التخلف ده؟ أول مرة أشوف قلب متخلف بالشكل ده!

بس مش ممكن يكون اللي في بالها... مش ممكن. هي طول عمرها شايفاه سخيف، رخم، مستفز، بس دلوقتي...؟ دلوقتي هي شايفاه حاجة تانية. نظرتها ليه اتغيرت.

يارا: يعني هو بقى... لذيذ؟! إيه "لذيذ" دي كمان؟ هو أكلة ولا إيه؟!

قبل ما تغرق أكتر في تفكيرها، رسالة تانية خطفتها:

"تعالي بكرة نروح مكان تاني مع بعض."

بلا وعي، لقت نفسها بتكتب بكل تلقائية:

"تمام، موافقة."

بمجرد ما بعتت الرسالة، رفعت عينيها لنفسها في المراية، وعلامات الصدمة على وشها.

يارا: موافقة؟! موافقة على إيه؟! إيه الجنان ده بجد؟!

مرت الأيام بسرعة، بسرعة مخيفة، كأنها بتجري وهما مش حاسين. كل يوم بيقابلوا بعض، كل مرة في مكان جديد، كل خروجة كانت مغامرة، كل لحظة كانت ذكرى بتتكتب.

ضحك، لعب، هزار، صور، كلام ما بيخلصش. كانوا بيشاركوا بعض كل حاجة، ماضيهم، حاضرهم، حتى خططهم للمستقبل. مكنش مجرد وقت بيعدي، كان وقت بيبني بينهم حاجة أكبر، أقوى، وأعمق من مجرد صداقة.

معاه، الكلام كان مريح. كانت بتحكي من غير ما يحسسها إنها مضطرة، بتتكلم في الوقت اللي هي عايزاه، مش اللي مفروض تتكلم فيه. وهو... كان بيسمع. مش بيواسيها بكلام مكرر، مش بيجبرها تتخطى وجعها قبل أوانه، لكنه كان بيطبطب بأفعاله، بأبسط تفاصيله.

بقى أقرب ليها من نفسها، من أهلها. بقى نصها التاني، اللي بيكملها من غير ما تحس.

وجيه اليوم اللي أخيرًا حست فيه إنها مطمنة ليه، مطمنة لدرجة تخليها تحكي عن أكتر وجع كسرها، أكتر جرح سيب فيها علامة. حكت عن الخذلان اللي حسته من أركان، عن الوجع اللي عيشته، عن نفسها اللي صعبت عليها. وكل ما كانت تحكي، كانت الدموع بتنزل أكتر، وكأنها لأول مرة بتسمح لنفسها تعيط بجد، من غير ما تحاول تمسك نفسها، من غير ما تداري ضعفها.

عمر فضل ساكت، مقلش ولا كلمة، بس عنيه كانت بتقول كل حاجة. فجأة، قام من مكانه، شالها بين إيده، وهي انصدمت. مش من تصرفه، لأنها بقت عارفاه، متوقعة منه دايمًا إنه يعمل حاجة مش متوقعة، لكنه دايمًا كان بياخدها لمكان جديد، وكل مرة كانت بتعرف السبب لما توصل.

ركبها العربية وانطلق بيها، مكنش بيتكلم، وهي كمان مكنتش قادرة تتكلم. الدموع كانت لسه خنقها، والمشاعر كانت متلخبطة جواها، لكنها كانت واثقة إنه هيعمل الصح، زي كل مرة.

وصل الزمالك، دخل بيها برج القاهرة، وطلعوا لفوق. كانت أول مرة تيجي هنا، وأول مرة تشوف القاهرة بالحجم ده، صغيرة، مليانة تفاصيل، لكنها ماشية، الحياة فيها مستمرة رغم كل حاجة.

عمر وقف جنبها، سابها تستوعب المكان، وبعدين بص قدامه وقال بصوت هادي لكنه مليان إحساس:

– بحب أجي هنا لما أبقى مخنوق، بحب أبص على الدنيا من فوق، وأشوف قد إيه هي صغيرة، وإن كل حاجة بتمشي، مهما كانت صعبة، مهما كانت وجعانا... الحياة مش هتقف على حزنك، ولا على حد. فإنتي قدامك طريقين: يا تمشي مع الدنيا وتعيشي وتكوني مبسوطة، وساعتها الأيام هتنسيكي، يا تقفي مكانك وتفضلي تعيطي، والدموع مش هتخلص، وهتعيشي في جحيم إنتي اللي اخترتيه.

يارا كانت ساكتة، بتسمع، بتحاول تستوعب كلامه. لكن اللي صدّمه إنها شافته لأول مرة بيتكلم عن نفسه، عن وجعه.

– أنا على نفسي، طول الوقت بمشي مع الدنيا، مبخليش حاجة توقفني. وزي ما انتي شايفة، طول الوقت هزار وضحك. مش لأني مش بحس، ولا لأني معنديش دم، بس لأني اخترت أعيش مبسوط، لأنه دا اللي كان هيبسط ماما الله يرحمها.

سكت لحظة، خدت بالها إن صوته اتهز وهو بيقول "ماما الله يرحمها"، وكأن مجرد ذكرها وجّعه.

– أنتي عارفة كانت إيه بالنسبالي؟ كانت دنيتي، كل حاجة ليا. فلما راحت، حسيت إن الدنيا كلها راحت من بين إيدي. لكن الحقيقة، الدنيا مرحتش، فضلت موجودة، وكملت.

بصّ ليها بنظرة عميقة، فيها حاجة مختلفة، حاجة خلت قلبها يدق بسرعة، وغمض عينه لحظة كأنه بيحاول يسيطر على حاجة جواه قبل ما يكمل كلامه تاني ويقول:

– ربنا بيعوضنا، في نفس موضع الفقد، بشكل مكنتيش تتخيليه...

يارا فضلت تبص له، قلبها بيتحرك لأول مرة بطريقة جديدة. وفضلت تسأل نفسها... هو كان يقصد إيه؟

جواها حاجة اتهزت جامد، والمره دي مقدرتش تنكر، مقدرتش تطنش أو تدي لنفسها مبررات. كان شعور جديد، مختلف، قوي بطريقة بتخوفها... لكنها مكنتش عايزة تهرب منه.

عمر مسك إيدها، سحبها وركبو مركب في النيل. المية كانت هادية، والهواء خفيف، بس جواها كانت عاصفة حقيقية. مكنش عارف هو عمل إيه فيها النهاردة، بس هي كانت حاسة إن اليوم دا غيّر حاجات كتير أوي جواها.

فضلوا يغنوا، يرقصوا، يضحكوا على كل الأغاني اللي بتحبها، كأنه حافظها أكتر منها. كل لحظة كانت بتمضي كانت بتحس إن المسافة بين قلبها وعمر بتقل أكتر وأكتر، وإنه من غير ما تحس، بقي جزء منها، بقي أقرب ليها من أي حد تاني.

اليوم دا كان نقطة تحول. من اليوم دا، عمر مابقاش مجرد شخص بيدخل الفرحة في حياتها، مابقاش مجرد حد بترتاح معاه. لا... بقى الأهم، بقى كل حاجة.

عمر كان مصدر الأمان اللي عمرها ما حسته قبل كده، حتى مع أركان. المشاعر اللي قلبها بدأ يحسها ناحيته، مكنتش نفس المشاعر اللي عاشتها قبل كده، كانت حاجة مختلفة تمامًا... حاجة حقيقية.

في يوم كانت مستنية رنته بلهفة، نص ساعة عدت، وبقت ساعة... ولسه مفيش. عمر عمره ما وعدها بحاجة ومعملهاش، وعمره ما غاب كده، مستحيل يكون نسي، ولو حتى نسي، ليه مش بيرد؟!

رنّت عليه مرة، واتنين، وعشرة... خمسين مرة، وكل مرة قلبها بينقبض أكتر. فكرة واحدة كانت بتخترق عقلها وتوجع قلبها: ممكن يكون حصل له حاجة!

إيديها كانت بتترعش وهي بتتصل بوالدها، صوتها كان مليان خوف وهي بتتكلم:

يارا بصوت مهزوز: بابا... هو عمر كويس؟ هو قالي إنه طالع مهمة وهيكلمني لما يخلص، ولحد دلوقتي مرنش!

عماد بحذر: هو... خد طلقة في كتفه، بس دلوقتي كويس، وبيفوق أهو.

يارا بصريخ وعياط: يلهوي!

ملحقتش تفكر، مسكت مفاتيح العربية، وخرجت تجري، صرخت في التليفون وهي بتقفل:

يارا بانهيار: اسم المستشفى بسرعة والنبي يا بابا!

عماد قالها اسم المستشفى باستغراب لحالتها، بس هي مكنتش سامعة، مكنش فارق غير إنها توصله، تشوفه بنفسها، تتأكد إنه كويس، إنه عايش!

وهي سايقة، كانت بتنهار أكتر، مش قادرة تتنفس، مش قادرة تستوعب فكرة إن عمر ممكن يبعد عنها. قلبها كان بيتقطع، دموعها مغرّقة وشها، وكل ثانية بتعدي كانت بتحس إنها بتموت بالبُطئ.

"يارب متحرمنيش من عمر... يارب مش هقدر..."

سألت نفسها وهي بتبكي، ليه الوجع ده؟ ليه الخوف ده؟

لما أركان بعد عنها زعلت، بس مكنش بالشكل ده، مكنش بالحجم ده! اللي هي حاساه دلوقتي حاجة تانية خالص، حاجة أعمق، أقوى، مؤلمة بشكل لا يحتمل...

"معقول أكون حبيت عمر بجد؟!"

الحقيقة ضربتها في لحظة: يبقى كده هي محبتش أركان أصلاً. الحب... الحب الحقيقي، اتعلمته على إيد عمر، عمر اللي غيرها، عمر اللي دلوقتي قلبها متعلق بيه بطريقة عمرها ما حستها مع حد غيره.

وصلت المستشفى وهي مش شايفة قدامها، كل اللي في عقلها إنها توصل لعمر، تشوفه بنفسها، تتأكد إنه بخير. جريت على الاستقبال، سألت عن غرفته، وبمجرد ما عرفت رقمها، طلعت بسرعة، فتحت الباب من غير ما تخبط، ماكانتش مستنية إذن، قلبها كان سابقها.

في اللحظة اللي عينيها وقعت عليه، وهي شايفاه نايم على السرير بوجه شاحب، كل مخاوفها تحولت لانفجار مشاعر. رمت نفسها في حضنه، حضنته بكل قوتها، دموعها كانت بتنزل بغزارة، مش قادرة تتحكم فيها، مش قادرة تتكلم، بس حضنها كان بيقول كل حاجة.

كل اللي في الغرفة وقفوا مذهولين، حتى والدها، اللي انسحب بهدوء ومعاه باقي الناس، وتركوا المساحة ليهم.

عمر وهو بيحاول يسيطر على وجعه: "اهدي يا حبيبتي، أنا كويس، قدامك أهو، مافيش حاجة لكل ده."

سمعت الكلمة، "حبيبتي"... خرجت من حضنه فجأة، بصت له بعيون مليانة دموع، بس المرة دي مش بس دموع خوف... كانت استغراب، دهشة، إحساس غريب بيهزها من جوا.

يارا بصدمة وهمس: "انت قلت إيه؟!"

عمر بابتسامة هادية: "قولت حبيبتي، وعمري، وروحي، وكل اللي ليا."

يارا بصوت مرتعش: "هو انت... بتحبني؟"

عمر وهو بيغمز لها: "يعني محستيش؟"

يارا باحراج وهي بتحاول تتماسك: "يعني... كنت حسه... ؟بس انت مقولتش ليه؟!"

عمر وهو بيبص لها بحنية: "كنت سايبك براحتك، مكنتش عايز اضغط عليكي عشان متهربيش مني ومن نفسك. لو كنت قولت لك قبل ما تكتشفي إنك بتحبيني "إن عمرك ما حبّيتي أركان"، كنتي هتدخلي في صدمة وصراع نفسي كبير، وأنا مبحبش أشوفك كده ،وبعدين انتي بتحبيني وبتكبري نفسك."

يارا وهي بتبعد عن حضنه بتوتر وحرج: "حب مين... أنا مش بحبك!"

عمر وهو بيقوم وراها، بصوت واثق: "طب أنا بحبك، وبعشقك. ممكن تسمحيلي اتقدم لك ونتجوز بسرعة؟ نفسي تبقي مراتي، وأم عيالي."

يارا حست إن قلبها هيخرج من مكانه، الفرحة كانت مالية روحها، بس مش قادرة تعترف بده، مش قادرة تفهم إزاي الكلام ده بيحصل فعلاً!

بس، فجأة، ومن غير تفكير، الكلمة طلعت من شفايفها بكل تلقائية، ومن غير ما تفهم هي قالتها إزاي...

"آه، موافقة!"

عمر وهو بيضحك بسعادة غامرة، عنيه بتلمع بحب: "يا فرحة عمر، ويبختي الحلو بيكي!"

يارا، من غير أي مقدمات، بصت له بعيون مليانة حب، قربت منه وهمست بخدود محمرة:

"على فكرة... أنا بحبك."

قبل ما يلحق يرد، لمح من الزجاج انعكاس شخص بيقتحم المكان بسرعة... كان عماد، اللي دخل بغضب وصوته بيعلى:

خلي يارا تستخبى بسرعه ورا عمر 

عمر من غير تفكير، حماها بذراعه، وقف قدامها كأنه درع بشري، وعينيه فيها قوة وتحدي.

عماد، بعصبية: "إيه اللي بيحصل هنا دا؟!"

عمر، بمرح مستفز وهو بيحاول يهدّي الجو: "عمي أنا هصحح غلطتي."

عماد، بحدة: "غلطة إيه يا حيوان؟ لمّ نفسك!"

عمر بمرح : "البنت والولد بيحبوا بعض، متحرمهمش من بعض."

عماد، بنظرة حادة لبنته: "حب إيه يا بنتي؟ قولي لا، قولي إنك مش عايزة تتجوزي الشخص دا، قولي إن دا مجرد تهريج!"

يارا، وهي بتطلع راسها من ورا ظهر عمر، بصوت واثق: "بحبّه يا بابا، وعايزة أتجوزه!"

عماد، مصدوم: "لا حول ولا قوة إلا بالله! هبلك وعبطك زيّه! يا حبيبتي، إنتي في كامل قواكي العقلية وإنتي بتقولي الكلام دا؟!"

يارا، وهي بتثبت موقفها بكل هدوء: "بابا، عمر حد جميل ومحترم ولذيذ."

عماد، وهو مش مصدق أذنه: "عمر؟ اللي واقف قدامنا دا؟!"

يارا، بابتسامة خفيفة: "آه، يا بابا."

عماد، وهو بيحاول يستوعب: "دا؟ حبيتِ فيه إيه؟ دا عنده ربع طائر!"

عمر، وهو بيرد بمرح مستفز: "هو انا هعملها زي مابعملكوا."

يارا، بحماس وهي بتدافع عنه: "يا بابا، دا مختلف خالص!"

عماد، بغيظ: "آه، لذيذ!"

عمر بصّ لها بضحكة جانبية وغمز:

"والله إنتي اللي لذيذة... ما تجيبي بوسة تاني؟"

وبكل جرأة، شاور على شفايفه وهو بيبتسم بخبث.

عماد، بانفجار غضب: "ولاااا! لمّ نفسك بدل ما أضربك بالنار في دراعك التاني!"

وبصّ لبنته بحدة:

"وأنتي! يلا قدامي! نشوف موضوع ‘بحبه يا بابا’ دا إيه بالظبط!"

يارا مشت مع أبوها، وهي قلبها بيتسحب منها، وكل خطوة بتبعدها عن عمر كانت بتحس إنها بتتقطع. بصّت له بعينين مليانين شوق، وغمغمت بصوت مرتعش:

"هجيلك تاني يا حبيبي."

عماد، وهو بيبص لها بغيظ: "يلا يا اخرة، صبري!"

عمر ضحك بخبث وهو بيغمز ليارا قبل ما تمشي، لكن قلبه كان مقبوض،وهي بتبعد عنه

وفي البيت، كان عماد الوحيد اللي هيتجنن من القهر، واقف متوتر وماسك راسه، بينما غادة كانت قاعدة مبتسمة وبتضحك، كأن الموضوع مش مستفزها خالص.

عماد، بانفعال: "إنتي عارفة كل حاجة ومخبيّة عني؟!"

غادة، وهي بتتكلم بهدوء وابتسامتها ما فارقتش وشها: "ولا كنت أعرف حاجة، إذا كانت بنتك ذات نفسها ماكنتش تعرف غير لما حست إنه في خطر وهيروح من إيديها."

عماد، وهو مش قادر يصدق: "عرفت إيه بقى، إن شاء الله؟!"

غادة، بعيون هادية: "عرفت إنها بتحبه... يا عماد."

عماد، باستغراب وصوت منخفض كأنه بيحاول يفهم: "طب... وأركان؟"

غادة، وهي بتتكلم وكأنها بتقول حاجة بديهية: "يارا وأركان عمرهم ما حبّوا بعض أصلاً."

عماد، وهو بيبص لها بصدمة: "يعني... يارا وعمر اللي حبّوا بعض؟!"

غادة، بنبرة هادية لكن حاسمة: "أيوه يا عماد، السعادة اللي على وش بنتك دي... أنا عمري ما شُفتها قبل كده في حياتها، وانت كمان ما تقدرش تنكر! مش لمجرد إنك عايز تجوّزها لابن أخوك، تكسر فرحتها!"

عماد، وهو بيتنفس بعمق وعلامات التوتر واضحة عليه: "بس..."

غادة، قاطعته بحزم: "مابسش أنا وانت عارفين إن أركان خلاص... بقى ليه حياته اللي مش هينفع يسيبها، ولا هو بيحب يارا، ولا يارا بتحبه! فليه نضيّع عليها فرصة تبقى مع حد بيحبها بجد؟!"

عماد، بحاجب معقود وصوت متردد: " الموضوع بدأ من إمتى؟"

غادة، بابتسامة خفيفة: "من خمس شهور، كنت فاكرهم مجرد أصحاب... بس لما لقيت بنتك كل يوم بتتنطط من الفرحة، عرفت إنهم مش مجرد أصحاب!"

عماد، وهو بيهز راسه بعدم اقتناع تام: "يعني إنتِ متأكدة إن يارا بتحبه بجد؟ مش مجرد بديل... مش بتحاول تنسى حد بيه؟"

غادة، بثقة: "متأكدة أكتر منك! قعدتها على الفون بالساعات، كلامها معاه طول الوقت، ضحكتها اللي مكنتش بتفارق وشها... وخوفها اللي إنت شُفته النهارده في عنيها لما عرفت إنه مصاب... ده مش مجرد أي شعور، ده حب حقيقي!"

غادة، وهي بتتكلم بنبرة تحدي: "وأهو عندك، اسألها بنفسك... وشوف ردها بعينك!"

يارا، وهي بتتكلم بثقة لكن بنبرة دافئة: "ماما قالت كل اللي كنت عايزة أقوله يا بابا... أنا كنت محتاجة شوية وقت أعترف بالحقيقة لنفسي من غير ضغط، والحمد لله عمر اداني الوقت ده... واللي حصل خلاني أستوعب كل حاجة."

عماد، وهو بيتنهد وبيبص لبنته بحنية قبل ما ياخدها في حضنه: "يا حبيبتي... أنا مش عايزك تتجوزي ابن أخويا ولا حاجة، زي ما مامتك بتقول... أنا كل اللي عايزه إنك تبقي مبسوطة وتتجوزي اللي بتحبيه."

يارا، بابتسامة واسعة وعيون مليانة سعادة: "وأنا هبقى مبسوطة لما أتجوز عمر، لأني بحبه يا بابا!"

عماد، وهو بيبوس إيدها باستسلام رغم الضيق اللي كان جواه: "رغم إني مش بحب الواد ده... بس طالما هو بيحبك، أنا موافق عليه... خلي ييجي يتقدم، وربنا يصبرني على الجنان بتاعه!"

يارا، وهي بتضحك وبضيق مصطنع : "يابابا!"

عماد، وهو بيضحك أخيرًا باستسلامه: "خلاص عرفت... ده لذيذ!"

ـــــ&ـــــ

مرت الأيام والسعادة كانت عنوان للجميع، الحب كبر وترسخ في قلوبهم، والنجاح كان بيتحقق خطوة بخطوة. كل واحد فيهم لقى نصيبه، اللي في الحب واللي في الشغل واللي في راحة البال. لكن النهارده يوم مختلف... يوم انتظره الكل بفارغ الصبر—يوم فرح يارا وعمر!


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع