رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم روز أمين كاملة
رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم روز أمين كاملة
11💘
سألها الشيخ بنبرة لينه : إنتِ موافجة يا بِتي علي جوازك من قاسم قدري النُعماني
وجهت بصرها إلي قاسم و رمقته بنظرات ثاقبه حاده ثم تحدثت بنبرة قويه شامخة : موافجة يا سَيدنا
لا يدري لما سعد داخلهُ بهذا الشكل العجيب عندما إستمع إلي موافقتها،، غريبً أمرهُ مُنذُ البارحة،، حتي هو إستغرب حالهُ وبشدة، فمنذُ ما حدث بينهما ليلة أمس وهو لم يتواري بلحظة عن التفكير بها وبعِندها،، إستفزتهُ ثورتها ولهجتها الحادة وهي تُحدثهُ بتحدي صارم وصل لإهانتهِ1
تحدث المأذون بإرتياح : علي خيرة الله،، هاتي بطاجتك يا بِتي
وبالفعل أخذ بطاقتي قاسم وصفا وبدأ في إجراءات عقد القران وبعد مُدة تحدث إليهما بوجهٍ بشوش : ألف مبروك يا عرسان
إكده يُبجا مفاضلش غير الإشهار يوم الفرح ويُبجا كلة تمام بإذن الله
قامت ورد بإطلاق الزغاريد تعبيراً عن فرحتها بعقد قران صغيرتها الوحيدة،، وأحتضنتها وباتت تُقبلها بسعادة تحت سعادة صفا لسعادتها وفقط
وبعد ان إستمعن العاملات الجالسات بالخارج إلي زغاريد ورد حتي إنطلقوا أيضاً بإطلاق الزغاريد التي صدحت بالمكان لتعلن للجميع عن إكتمال مراسم عقد القران
دلفت عمتيها صباح و علية اللتان حضرتا مُنذ الصباح الباكر كي تقفا بجانب شقيقهما الحنون الكريم معهما لأبعد حد وبجانب زوجته الحنون
تحدثت عَلية وهي تحتضن زيدان وتُقبل صدغِهِ بحنان : مبارك يا أخوي. ،، عجبال متشوف عيالها ماليين عليك الدوار يا نضري
إبتسم لشقيقتهُ وربت علي ظهرها بحنان وأردف قائلاً بإبتسامة : في حياتك إن شاءالله يا غالية
تنفس قدري الصعداء وشعر بإنتصارٍ وكأنهُ فاز للتو بإحدي فتوحات النصر العظيم ، ثم وقف وأقترب علي ولده واحتضنهُ بشدة مُربتً على ظهرهِ قائلاً بنبرة سعيدة : ألف مبروك يا أسدي،، عُجبال التمام
ثم أتجه إلي شقيقهُ مُربتً علي ظهره بنفاق مُتحدثً : مبروك علينا يا زيدان
إبتسم له زيدان وتحدث بوجهٍ بشوش وقلبٍ صادق مُحب : الله يبارك فيك يا قدري ،، ربنا يجعلها جوازة السعد والهنا عليهم اللهم آمين
ثم أتجه إلي قاسم واحتضنه بشدة قائلاً : مبروك يا ولدي
إبتسم لهُ قاسم بودٍ وأجابهُ بإحترام وحب : الله يبارك في حضرتك يا عمي
ثم نظر إلي تلك الجالسه وكأنها تخشبت بجلستها بجانب والدتها وعمتها صباح ، مد يدهُ إليها وتحدث بنبرة حنون خرجت عنوةّ عنه من صميم قلبه الذي بدأ بالمَيل لها : مبروك يا صفا
نظرت ليده الممدوده بشرود وبلحظة وجدت حالها تمد يدها إليه،، تلمس راحة يدها بنعومة أرجفت جسدها بالكامل ثم جذبها برقه كي يحِسها علي الوقوف لتُقابله وبالفعل حدث ما أرادَ ،، نظر لداخل عيناها
وتحدث بنبرة ناعمه وهو يهمس لها بجانب أُذنها مما جعل القشعريرة تسري بداخل جَسَدها بالكامل : مبروك يا حرمنا المصون
إبتلعت لعابها وبلحظة إستفاقت علي حالها حين تذكرت إعترافاتهُ المُميته عندما ذبحها وأخبرها بعدم تقبلهُ لها كزوجة وأنه ليس بالرجُل الذي يقبل بإختيار غيرة للمرأة التي ستسكُن أحضانه
رمقتهُ بنظرة حاده وأبتسمت بجانب فَمِها ساخرة وبدون كلام إتجهت إلي الخارج تحت إستشاطتهُ من عِندها وأفعالها الإستفزازية المُقلله من شأنه6
خرجت من الحُجرة وجدت عمها مُنتصر ويزن بوجهها كانا دالفان للداخل ،، تحدث مُنتصر وهو يسحيها لداخل أحضانة بحنان : ألف مبروك يا دَكتورة
أجابته بنبرة حنون : يبارك في عُمرك يا عمي
أما ذاك العاشق الولهان فتحدث مهنئً إياها بنبرة يملؤها الشَجن : مبروك يا صفا وعجبال التمام
إبتسمت له بمرارة سكنت داخل عيناها رأها هو وألمته : الله يبارك فيك يا يزن
هُنا خرج قاسم ورأها وهي تتحدث إلي يزن بنبرة حنون.،، إستشاط داخلهُ وأقترب مُنتصر منه مُربتً علي كتفه ومهنئً إياه وتحركت هي إلي الأعلي منسحبة من الوسط تحت نظراتهِ المُسلطة فوقها بتمعُن2
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في الصباح الباكر،، كانت تجلس بجانب زوجها فوق الأريكة ببهو منزلهما يتناولان معاً قهوة الصباح التي أعدتها لهُ بحُبٍ،، في جو هادئ يشوبهُ الحُب والود والأحاديث المعسولة من كِلاهُما للأخر ،، إستمع كلاهما إلي صوت فايقة وهي تُنادي من خارج المنزل
فادلفتها العامله وما كان حالها ببعيدٍ عن حال زوجها حين دلف بالأمس ورأي فخامة المنزل وأثاثه ،، وما جعل النار تشتعل أكثر داخلها هو رؤيتها لزيدان وهو يلتصق بجسدهِ بحميمية بتلك الخاطفه التي سلبتهُ قلبهْ وعقلهْ وبات يعشق كُل ما بها3
تحدث زيدان بترحاب : إتفضلي يا أم قاسم
حين تحدثت ورد التي وقفت إحترامً لها رغم الكُرة الشديد المُتبادل بين كلتاهما للآُخري ولكن يضل أصلها وتربيتها الحَسنة هما اللذان يُحركاها : ده أيه الخطوة العزيزة دي يا أم قاسم ؟
وأكملت وهي تُشير بيدها لها في دعوة منها للجلوس : إتفضلي،، نورتي دارنا
أجابتها وهي تتطلع حولها ببرود كاتمة غيرتها المُرة ونارها الشاعلة التي لو إنطلقت لأحرقت المكان بأكملة : الدار منورة بأهلها يا سِلفتي
وأكملت وهي تنظر إلي زيدان بعدما جلست ووضعت ساق فوق الآخري بتعالي وكبرياء : أني كُنت جولت لزيدان أولة إمبارح إني هاجي وأشوف اللي ناجصك ونتمموة سوا لجل ما نلحج وجتنا جبل يوم الخميس
أجابتها ورد بمجاملة : كتر خيرك يا أم قاسم،، بس مكانش ليه لزوم تتعبي حالك ،، عمتي صباح وعمتي علية وكمان أم يزن بيساعدوني
أجابتها بإبتسامة ساخرة : ومالة يا سِلفتي ،، إيد علي إيد تساعد ،، و أني مهتعبش لأعز من مَرت ولدي الغالي
كان زيدان ينظر إليها مُستغربً حالة التغيُر الشامل،، ولكنه كان علي يقين أن قلبها المُحمل بالسواد له و لورد لم ولن يصفي مُطلقاً
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل المكتب الخاص بصفا والمتواجد داخل المَشفي ،، كانت تجلس خلف مكتبها وأمامها يجلس ياسر ويزن وايضاً الطبيبة أمل التي أصرت علي مقابلة صفا لتتعرف علي تلك الشخصية التي ستعمل معها
تحدثت أمل بنبرة جادة عملية موجهَ حديثها إلي صفا : تمام يا دكتور صفا ،، إحنا كده تقريباً إتفقنا علي كُل حاجة ،، وأنا إن شاءالله هرجع بكرة القاهرة بعد ما أرتب شوية حاجات ضرورية هِنا في أوضة الكَشف ،، وياريت تبلغيني قبل إفتتاح المُستشفي بإسبوع علشان ألحق أرتب أموري وأحجز طيارتي
أجابها ياسر بنبرة هادئة : أنا هكون علي تواصل دائم معاكي يا دكتور وأكيد هبلغك قبل الإفتتاح بمُدة كافية
أومأت له بملامح صارمة واردفت بنبرة عملية : أوك يا دكتور
تحمحم يزن وتحدث إليها في دعوة منه لتلك الغريبة كي تحل عليهم ضيفة ليستطيع إكرامها وتقديم واجب الضِيافة لها : ما تُجعدي ويانا الكام يوم اللي چايين دول يا دكتورة لچل ما تِشرِفِينا في سّراية النُعماني وتحضري فرح الدكتورة صفا يوم الخميس إن شاءالله
نظرت إلية وتحدثت ببرود وكأنها ريبوت : متشكرة لحضرتك ،، بس أنا الحقيقة مابحبش المناسبات اللي من النوع ده،، لأنها بتكون زحمة ونفسياً ما بكونش مرتاحه
ثم إلتفت مرة آخري وتحدثت إلي صفا وهي تهمُ بالوقوف : مبروك يا دكتورة ونتقابل في الإفتتاح
أومأت لها صفا وتحركت هي إلي الخارج وتبعها دكتور ياسر كي يري ما تريدهُ من تعديلات
بعد خروجهما تحدث يزن إلي صفا بنبرة رخيمة وملامح وجه مُنكمشة : يا باااااي،، الله الوكيل دمها يُلطش اللي إسميها أمل دي ،، الله يكون في عون العيال اللي عيتولدوا علي إيديها ،، العيال هتتخلع ويچي لهم صَرع يا صفا ،،3
وتسائل بنبرة ساخرة : ذنبيهم إيه الحزانه دول لجل ما يشوفوا خلجتها اللي تألبط دي أول خِلجة تخبط في وشهم علي طول إكده
وما كان من تلك الصافية غير إطلاق القهقهات العالية التي خرجت رُغمً عنها بعدما رأت تعبيرات وجة ذاك اليزن وحديثهُ الساخر ،، نظر إليها مسحوراً بجمال ضحكتها
وتحدث إليها بنبرة حنون : إضحكي خلي الشمس تطلع ونورها يِضوِي ويملا الدِنيي ،، ملايجش عليكي الحُزن،، متخلجش علشانك يا بِت النُعمانية3
وكأن بكلماته تلك أرجعها لأرض واقعها المّرير،، وسحبها من جديد وأدخلها لعالم أحزانها التي سُجنت بهِ روحها الشفافه
إرتسمت فوق ملامِحُها الأحزان وأطلقت تنهيدة حارة تنمُ عن مدي وجع روحها ،،،3
فتحدث هو بفطانة : أني معارفش إية اللي حُصل بينك وبين قاسم وچدك في الليلة إياها و وصلك للي إنتِ فيه دي،، ومعايزش أعرِف
واسترسل حديثهُ مُسانداً إياها بقوة : بس عايزك تِعرفي حاچة واحده بس ،، إنتِ صفا زيدان الجوية اللي معيكسرهاش شى ،، وعاوز أجول لك متخافيش من ايتوها حاچة طول ما أخوكي وأبوكي في ضهرك ،،2
نظرت إليه بإبتسامة أمل باهته ،، فأكمل هو بقوة : من إنهاردة أخوكي هيُجف في وش أي حد يفكر بس إنه يإذيكي ولا يِمِس كرامتِك بشى ،، وإطمني،، أني مستعد أجف في وش الدِنيي كلياتها لچل بس ما تكوني مرتاحة يا خيتي
إمتلئت مِقلتيها بالدموع وتلألأت وتحدثت بإمتنان بصوتٍ مُختنق بالعبرات : ربنا يخليك ليا يا يزن وميحرمنيش منك واصل ،، علي فكرة يا يزن
نظر لها بحنان ينتظر تكملة حديثها فأردفت هي بنبرة أخويه حنون : أني طول عُمري وأني بشوفك أخوي وسندي اللي إتحرمت منيه ،، كُنت لما تچيب لي كتاب لجل ما أجراه أو تاچي تسألني عن حالي ولو كُنت محتاچة لحاچة،، كنت بفرح جوي وأجول لحالي هو ده أخوكي يا صفا ،،1
وأكملت بتذكُر. : ولما كُت أجعد في دوار أبوي لحالي وأزعل وأني شايفه البيت فاضي علي أني وأمي وأبوي ،، وأسمعك إنتَ وإخواتك وقاسم وإخواته متچمعين في صالة السرايا وأصوات لعبكُم وضِحككُم واصلالي لحد عِندي ،، كُت بحزن من چواتي،، وبلحظة أبص ألاجيك سيبتهم وچيت لعِندي لجل ما تِلعب وياي ومتحسسنيش بوحدتي ،،عُمرك ما حسستني إني وحيدة يا يزن5
وأكملت وهي تنظر داخل عيناه ودمعاتها الغالية تمُرُ عبر وجنتها : طول عُمرك وإنتَ سندي وضهري يا أخوي
يا لهُ من شعورٍ رائع ذاك الذي أصابهُ بمجرد نُطقِها بذاك الإعتراف ،، لم يستطع تفسير ما إنتابتهُ من مشاعر إيجابيه ،، لكن كل ما شعر به وتأكد منه أنه فخور بحالهُ وبما أوصلهُ لتلك البريئة التي وبرُغم إهتمام جديها وأبويها بها إلا أن شعورها الدائم بالوحده لم يفارقها وبات يؤرقها طيلة سنواتها المُنصرمة،، وللأسف لم يشعر بتمزقها و وحدتها أحد
سخط من داخله علي چده وقراراتهُ العقيمة عديمة المنفعة التي أوصلت لتلك الصغيرة شعورها بأنها منبوذة وحيده في ظل وجود عائلتها
جففت دموعها سريعً وتحدثت إلية بنبرة جادة : بجول لك إيه يا يزن ،، متچيب ليلي تكشف عند الدَكتورة أمل ،، الدَكتور ياسر جال لي إنها شاطرة جوي ،، أي ينعم هي لساتها متخرچة من تلات سنين،، بس عرفت تثبت جدارتها صُح
إتسعت عيناها وتحدث إليها ساخراً : معيزوش أني الواد اللي هياچي من خِلجتها اللي تألبط دي ،، هي ناجصة فَجر يا صفا4
تعالت قهقهاتها من جديد حين وقف هو مُستأذنً ليذهب إلي المَحجر ليتابع عمله
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما قدري الذي ذهب مع ولدهُ باكراً إلي القاهرة بعدما أخبر والدهُ أنهُ سيذهب مع قاسم لمشاركتهِ فرحة إختيار نجلهِ حلة عُرسهِ
وعند الغُروب كان يجلس بجانب قاسم داخل منزل رفعت عبدالدايم بعدما جلب لهم الهدايا الثمينة وقِطعة من الذهب الخالص كي يُهديها لمن خطفت قلب ولدة تعبيراً عن إمتنانهُ لها عما ستفعلهُ بقلب إبنة زيدان في المستقبل البعيد ،،
وبدأ بقص ما حدث علي مسامعهم طالباً إلتماسهم العذر لظروف نجلهِ التي فُرضت عليه، وإتمام زواج إبنتهما من نجلة مقتصراً علي حضورة هو وزوجته وفقط
أما إيناس التي إلتمعت عيناها بالدموع وهي توجه نظراتها اللائمة إلي قاسم التي سرعان ما تحولت إلي نظرات نارية حارقة،، وعلي الفور إنتفضت واقفة واسرعت الخُطي إلي حُجرتها وأغلقت بابها بحدة مُتخطية بتصرفها أداب الأصول والتقاليد
تحدثت كوثر حيثُ بررت تصرف إبنتها بالغيرة علي خطيبها وحبيبها قائلة بكلمات لائمة : متزعلوش من إيناس يا جماعة، بنتي مصدومة من الكلام اللي سمعته منكم
ثم وجهت حديثها إلي قدري قائلة : إنتَ يا عُمدة جاي تطلب منها إنها ترضي وتسلم بأمر جواز خطيبها اللي قعدت تستناه سبع سنين بحالهم علشان يتجوزها بعد ما بنت عمه تتخرج علي طول،، وفي الآخر جاي يقول لها أنا أتجوزت
وأكملت بنبرة مُعترضة : الموضوع صعب عليها وعلينا ،، حطوا نفسكم مكانا وأحكموا
تحدث إليها قاسم بنبرة هادئة : ممكن بعد إذنك تدخلي لها وتخليها تطلع علشان عاوز أتكلم معاها لوحدنا ،، وأنا هعرف أراضيها وأخليها تهدي
أجابتهُ بحديث ذات مغزي وهي تُرجع ظهرها إلي الخلف بكبرياء : حاضر يا قاسم،، بس لازم تحط في بالك انك هتتعب أوي علي ما تراضيها ،،دي بنتي وأنا أدري بيها وبقولك إنها مش هتعدي الموضوع ده بالساهل
نظر لها قدري بجبين مُقطب وتأكد أن تلك السيدة ليست بالهينه وأنها طامعة بمال ونسب وجاه ولده ولكنه لن يشغل حالهُ بالإهتمام بأمرها الآن فهو لدية الأهم،، وهو السعي لإتمام زيجة ولدهُ من صفا و وضع يدهُ علي مغارة علي بابا التي تنتظرة1
وأراد أن يتلاعب معها بالحديث مُتحدثً بدهاء : المُصلحة حكمت يا هانم ،، وأظن ما يرضكيش إن قاسم يخسر كل تعب السنين اللي فاتت دي لجل موضوع بسيط زي ده4
صدع رنين هاتف قاسم ليعلن عن مكالمة طارئة من عميل ذو أهمية بالغة فأستأذن منهم وأخذ هاتفهُ وخرج إلي الشرفة ليتحدث بأريحية
أما عدنان الذي تحدث إلي قدري بدهاء محامي : بيتهئ لي يا عمو إن أول حاجة لازم يطلبها قاسم من جده قصاد موافقته هي إنه يكتب له المكتب والشقة بإسمة بعقد بيع وشراء،، علي الأقل يضمن إنه ما يقعش تحت تهديد جده مرة تانية وتحت أي ظروف
أجابهُ قدري بنبرة قاطعة : أبوي مهيعملش إكدة لو إنطبجت السما علي الأرض ،،
وأكمل لإقناعهم : بس أحب أطمنك واجول لك إن بچواز قاسم من صفا هو إكدة حط يدُه علي كنز النُعماني ومهيحتاجش حاچة بعديها من چِدُه من الأساس،،
وأكمل بنبرة تدلُ علي مدي جشعة : أخوي زيدان عِنديه مال ملوش أول من أخر ،، وكله هيُبجا تحت تصرف قاسم بمچرد چوازة من صفا اللي هي وحيدة أبوها1
وأخيراً قرر ذاك الرفعت الخروج من صمته الدائم وتحدث بإعتراض ونبرة مُتعقلة : والله يا جماعة أنا شايف إن كل شئ قسمه ونصيب ،، وطالما قاسم إتجوز بنت عمه يبقا موضوعه مع إيناس أصبح مستحيل ومُنتهي
قاطعته كوثر بنبرة حادة معترضة قائله بنظرة ترهيبية مُحذرة : موضوع أيه ده اللي مُنتهي يا رفعت ، هو أنتَ مش عارف قد أيه بنتك متعلقة بقاسم ومتقدرش تعيش من غيره،، ده غير الناس اللي هتبدأ تجيب في سيرة بنتك وتسأل،، ياتري خطيبها سابها ليه بعد ما قعدت مخطوبة له كل الوقت ده،، هنقول لهم إيه يا رفعت ؟
صمت ذاك الضعيف الإرادة أمام بطش زوجته وأولاده تحت إبتسامة قدري من داخله علي ذاك الذي يعدُ رجُلاً ويُحسب علي قائمة الرجال بالإسم فقط3
همت كوثر بالوقوف و أردفت موجهة حديثها إلي قدري : أنا هدخل لها وأحاول أقنعها بإنها تطلع تتكلم مع قاسم
وتحدثت بإنسحاب : بعد إذنك يا عُمدة
وبالفعل دلفت لإبنتها وأقنعتها بأن تخرج إلي قاسم وتحاول فرض سيطرتها عليه مُستغله الموقف ،، ولا يمنع ذلك من قيامها ببعض الدلال عليه كي تُشعلهُ وتجعلهُ مُتعلقاً بها أكثر وبعدها ستطلب منه ما تُريد وهو سينفذ بدون إعتراض,, هكذا خُيل لهما
بعد قليل كانت إيناس تجلس بجانب قاسم داخل شرفة منزلهم المتواضع وتحدث هو في محاولة منه لتهدأتِها : من فضلك إهدي يا إيناس وخلينا نتكلم بالعقل وفي إطار المصلحة العامة
أجابته ببعض الحدة : إزاي بتطلب مني أهدي وإنتَ جاي بكل بساطة وجبروت تقول لي إنك هتتجوز واحده غيري وتنام في حُضنها ؟
أجابها بهدوء : جواز مصلحة يا إيناس وإنتَ عارفة كدة كويس
واكمل بهدوء محاولاً تثبيتها : ما أنتِ عارفة أنا كنت مسافر وناوي علي أيه
وأكمل مُبرراً : بس جدي حطني في خانة اليَك ،، قولي لي بقا كُنت هحلها إزاي وأنا شايف شقي السنين اللي فاتت دي كلها بيضيع بكل بساطة من بين إيدايا
وأكمل بنبرة ترهيبية : إنتِ فاهمة معني الكلام ده أيه يا إيناس ،، معناه إن أنا وإنتِ وكمان عدنان هنبقا في الشارع والمكتب اللي فحرنا بظوافرنا في الصخر لحد ما بنينا إسمة في سنين هيتمحي في لحظة
إبتلعت لعابها رُعبً من الفكرة وتحدثت بنبرة إستسلامية : خلاص يا قاسم ،، أنا موافقة بس علشان مصلحتك،،
وأكملت بإستغلال : بس ليا شرط
قطب جبينهُ بإستغراب وتساءل مُستفهماً : شرط أيه ده كمان ؟
أجابته بجشاعة : تغير لي عربيتي لأحدث موديل وكمان تشتري لي شقة غير بتاعة جدك وتكتبها بإسمي4
وأكملت بنبرة ضعيفه مستسلمة كي تكسب تعاطفه : علي الأقل علشان أضمن إن لو جدك عرف بجوازنا وأجبرك تطلقني ما أترميش في الشارع أنا و أولادك اللي هنخلفهم
ضيق عيناه وبات ينظر لها مُستغربً حالتها وجشعها وطمعها الذي إستشفهُ من حديثها رُغم محاولاتها المستميته لتخبأته ولكنه إكتشفهُ بما لهُ من فطانة ،، نعم يُحبها أو هكذا يظُن،، ولكن بالأخير يبقا هو قاسم النعماني
أجابها بنبرة جامدة : إنتِ شايفه إن ده الوقت المناسب للكلام في الموضوع ده ؟
أجابته بعيون حادة مستغله الوضع : ده هو ده الوقت المظبوط يا قاسم ،، لازم نتفق علي كُل حاجه قبل أي كلام في موضوع جوازنا
حك ذقنهُ النابت بأصابعه وفكر بشرود ثم أجابها : بصي يا إيناس،، إنتِ دخلتي لي الدخلة الغلط اللي متنفعش معايا خالص ،، ومش دي الطريقة اللي هتكسبيني بيها أبداً،، ولو فاكرة إنك هتتشرطي وتتأمري عليا وانا هقف اتفرج وأقول لك أمرك يطاع يا حياتي،، تبقي غلطانه وحساباتك خرمت منك المرة دي يا متر
واكمل بنبرة محذرة بنظرة حادة كالصقر : أنا قاسم النعماني يا إيناس يا رفعت ،، يعني مليش إيد بتوجعني علشان أتمسك منها، ومش أنا اللي هقبل إن واحدة ست تقعد وتملي شروطها عليا مهما كانت هي أية بالنسبه لي ،، ولو مش فاهمة كده كويس تبقي غبية4
إرتعب داخلها وتراجعت سريعً كي لا تخسرة وتسائلت بدموع التماسيح : حتي أنا يا قاسم ؟
صاح بها بعيون مُحذرة : إيناااااس،، إسمعيني كويس وركزي في كلامي يا بنت الناس ،، شقق مش هكتب وما أتخلقش لسه اللي يقدر يجبرني علي حاجه أنا مش عاوزها ،، فهماني
إبتلعت لعابها وبدموع تحدثت بتلون كالحرباء : أنا أسفه يا قاسم ،، يظهر إن صدمتي من الخبر مش مخلياني قادرة أركز ولا أفكر بشكل منطقي
فعلشان كده ارجوك إنسي كل الكلام اللي أنا قولته ده4
اجابها بهدوء جاهد بإخراجه : خلاص ،، بس ياريت اللي حصل ده ما يتكررش تاني
واكمل وهو ينهض بملامح وجة مُبهمة : يلا بينا نقعد مع الجماعة علشان نتفق علي ميعاد الفرح وكل اللازم
وبالفعل إنضم قاسم وإيناس إلي الجلسة من جديد وتحدثت كوثر بنبرة حادة قوية بعدما إستمعت بموافقة إبنتها المُتفق عليها مُسبقً بينهما وأدعت بتفاجأها : أنا كمان موافقة لأن معنديش خيار تاني بعد ما قاسم ركن بنتي جنب منه سبع سنين والكل عرف إنها خطيبته
واكملت وهي تهز كتفيها بإستياء مصطنع : يعني هقول إيه للناس وآبرر لهم إزاي فسخت خطوبتها بعد ما شافوهم مع بعض في كل مناسباتنا
تحدث إليها قدري بإستحسان مزيف وذلك لقراءته لما هو داخلها : عين العقل يا هانم ،، هو ده تفكير الناس الزين صُح
تحدثت كوثر بتشرط وهي تنظر إلي قدري : انا صحيح موافقة بس أنا ليا شرط يا عُمدة
وأكملت وهي تنظر إلي قاسم بتحدي : قاسم يتجوز إيناس الأول ويدخل عليها،، أنا بنتي مش هتكون زوجه تانية
أجابها بحقد دفين وغلٍ لشقيقه الذي لم يفعل أو يكنُ لهُ غير كل الخير : لا يا هانم سامحيني في الشرط دِه ،، قاسم هيدخل علي صفا اللول،، اني ليا غرض في إكده
وأكمل مُحاولاً إقناعهم بطريقة خبيثة : وبعدين بِتك ما تستاهالش يتجال عليها المّرة اللي چوزها ملجاش راحته عِنديها وراح يدور عليها بره وإتچوز اللي تريحه
نظرت له بإعجاب تقديراً لدهائة وذكائة الكبير
أما قاسم الذي كان يجلس بجانب والده مُستغربً أحواله من كم الإصرار الذي أتي به ليقنع أهل إيناس بتلك الزيجة التي ستذبح قلب إبنة شقيقهُ لو لا قدر الله علمت بها5
وبلحظة غلت الدماء داخل عروقة من حديث والدهُ المُهين لإبنة عمه وتحدث بنبرة حادة صارمة : إية الكلام اللي حضرتك بتقوله ده يا أبوي،، الدكتورة صفا ست البنات كلهم ومش هي اللي يتقال عليها الكلام الفارغ ده ،،
وأكمل مُبرراً ما يحدث بحدة : لولاش بس الظروف هي اللي حطتها وحطتني في الموقف ده
إستشاط داخل إيناس ونظرت لهُ بإستغراب وأردفت بنبرة مُتعجبة : وإنتَ إيه اللي ضايقك أوي كده من كلام عمو يا قاسم ؟
أجابها بقوة وحزم : علشان مش بنت النُعمانية اللي يتقال عليها الكلام ده5
ثم وقف بحدة ونظر لوالدهُ الذي خجل من حديث ولده الذي أشعرهُ أمام الناس كم هو ضئيل ودنئ وخسيس ،، وتحدث بنبرة قوية : يلا بينا يا أبوي
كان يشعر بكم ندالته ودنائة تصرفهُ ذاك ،، دائماً ما يصاحبهُ شعوراً بعدم الراحة وتأنيب الضمير المُستمر ،، ذِهنً مُشتتً روحً ممزقة،، دائمةُ البحثُ عن راحتها هُنا وهُناك ،، طالما صاحبهُ شعور الغُربة حتي بصحبة أهلة ،، كان دائم البحث عن ذاته داخل كيانهُ المُشتت ،، لكنه للأن لم يحصُل علي ذاته ،، لربما بيومٍ يُهديهِ زمانه سلامهُ النفسي وتستريح روحهُ الهرمة1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مدة قصيرة كان يجلس بالمقعد المجاور لقاسم داخل السيارة بعدما نزلا من سكن رفعت عبدالدايم
تمعن في وجة قاسم الحزين وتساءل بتملل : مالك يا ولدي ،، مرايجش ليه،، كُت مفكر الفرحة مهتسعاكش لما نتفج علي فرحك من زميلتك دي
أخذ نفسً عميقً وزفرهُ بعمق وأكمل بنبرة مهمومة : معارفش اللي عِملناه دي إذا كان صُح ولا غلط يا أبوي ،،
ثم نظر لأبيه وتحدث بنبرة مُستائة مُتذكراً : ثم إية الحديت اللي حضرتك جولته علي بِت عمي جِدام الخَلج الغريبة دي ؟
أجاب ولدهُ بمراوغه : يعني كُت عاوزني أجول للحُرمة اللي كَيف الحِرباية دي إيه وهي راسها وألف سيف لتمم چوازك ببِتها اللول ؟
وأكمل بإلهاء : وبعدين سيبك من الحديت الماسخ دي وحاول تخلص اللي وراك إهني بسرعة لجل ما تلحج تاچي لسوهاچ جبل الخميس
وآسترسل حديثهُ مُستفسراً : مجولتليش،، ناوي تتچوز زميلتك دي فين ؟
تنهد بثقل وتحدث بنبرة مُختنقة : أول حاچه ناوي أعملها بكرة إني أسحب كُل الفَلوس اللي في الحِساب المُشترك اللي بيني وبين چدي وأفتح لي حِساب چديد لحالي وأحط فيه شجي عُمري ،، وهشتري منية شُجة بعيده عن الشُجة اللي شاريها لي چدي عِتمان
أجابهُ قدري بإستحسان : براوه عليك ،، دوت اللي كان لازمن يُحصُل من زمان وأني ياما جولت لك تِعمل إكدة بس إنتَ اللي مكونتش بتسمع الحديت
أردف قاسم بنبرة قلقة متخوفة : خايف جوي من رد فعل چدي لما يعرف بچوازي من إيناس
أجابهُ قدري بتملل : وأيه بس اللي هيعرف چدك يا ولدي ،، ما أنتَ طول عُمرك جاعد إهني لحالك ، ميتا كان حَد جه زارك ولا عرف حاچه عَنيِك ،، وبعدين ما انتَ هتشتري شُجة جديده وتسكن فيها وَيَا مَرتك لجل ما تبعدوا عن العين
وأكمل بهدوء : معيزاكش تِجلج واصل طول ما أني ويَاك وفي ضهرك ،، ودالوك وصلني للمطار لجل ما ألحق طيارة الساعة تِسعة
نظر لابيه مستغربً وتساءل : طيارة أيه يا أبوي اللي هتِلحجها،، مش إحنا متفجين إنك هتبات معاي وبكرة الصبح عتسافر ؟
أجابهُ بنبرة زائفة : چالي مشوار مُهم ولازمن أرجع سوهاچ وهضطر أبات برة البيت لجل ما المُصلحة تِنجضي،، ولجل إكدة عايزك لو أمك إتصلت عليك تجول لها إني كُت بايت وياك إهني،،4
وأكمل مُبرراً بنبرة مُستاءة : مناجصش وجع راس أني
إستغرب حديث والدهُ ولكنهُ فضل الصمت كي لا يزعجهُ بأسئلتهُ،، وبالفعل أوصلهُ إلي المطار وعاد إلي شقته من جديد
دلف للداخل بائسً مهموم،، ألقي بهاتفه وعُليقة مفاتيحهُ فوق المنضدة الجانبية ،، خلع عنه حِلتة وفك رابطة عُنقه والتي كاد أن يختنق بها من شدة ضيقهُ
إرتمي بجسدهِ بإهمال فوق الأريكه وشرد بالتفكير فيما يفعله غير راضي عن أفعاله،، وبرغم عدم راحتة إلا أنهُ مُستمرً بإكمال ما بدأه من تمرد علي وضعة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل مدينة سوهاج وبالتحديد داخل شقة متوسطة الحال ،، كانت تلك المرأة شديدة الجاذبية،، ذات الثالثة والثلاثون من عُمرِها،، تجلس فوق الأريكة بلباسٍ مكشوفة فاضحة،، تضع فوق فخديها صَحنً ملئً ببذور القرع تتناول منه وهي تُشاهد إحدي مسلسلاتها المُفضلة علي شاشة التلفاز المعلقة أمامها
إستمعت لرنين جرس الباب فأستغربت من سيطرق بابها بذاك التوقيت المُتأخر ،، رفعت صَحن البذور و وضعته فوق المائدة وتحركت إلي الباب تنظر من الفتحة السحرية للباب،، إنفرجت أساريرها عندما رأت من تنتظره بالأيام والاسابيع كي يهلُ عليها ويسعد قلبها برؤياه ويُنثر عليها مالهُ وهداياه
إنهُ زوجها التي تعرفت عليه في المركز التابع لهُ بلدهِ الصغير ،، فتزوجها مُنذُ أكثر من ثلاث سنوات وأشتري لها تلك الشقة وبدأ بالتردد عليها ليَقضي معها أوقاتً تُسعد روحهُ وتنفس عنه2
ألقت نظرة سريعه علي حالها في المرأة الموضوعة بجانب الباب وعَدلت من شعرها بلهفة ،، ثم فتحت الباب سريعً وهي تتحدث بحفاوة : يا ألف خطوة عزيزة يا سيد الناس ،، أنا أكيد بحلم
ألقي جانبً ما بيدهِ من أكياس مُحملة بأنواع الفاكهه المُتنوعة وبعض المُسليات والمشروبات اللازمة لسهرتهما سوياً
ثم أمسك ذراعِها و دفعها أمامهُ بعنف مُتحدثً بحدة : كَنك ناوية علي موتك إنهاردة عَاد ،، كيف عتفتحي الباب بخلچاتك العريانة دي يا واكلة ناسك إنتِ ؟
إرتعبت أوصالها وتحدثت إلية مبررة فعلتها بنبرة مُرتجفة : أنا مفتحتش غير لما بصيت عليك من العين السحرية وإتأكدت من إن إنتَ اللي علي الباب
ثم اكملت بنبرة حزينه وهي تمدُ شفتاها للأمام بدلال وإنوثه كي تُثيرهُ : هي دي بردوا مقابلتك ليا بعد إسبوع سايبني فيه لوحدي من غير حتي ماتسأل عليا بتلفون
وأقتربت عليه تتحسس صدره بإغراء وأردفت قائله : للدرجة دي ما بقتش بوحشك ولا باجي علي بالك يا سِيد الناس ؟
وهُنا إنفرجت أساريرهُ ونفخ صَدرهُ بتفاخر من دلال أنثاه الجميله له وتحدث بإبتسامة : كيف ما وحشتنيش وأني چاي لك بكُل شوج لجل ما أجضي الليل كلياته وياكي وبايت في حُضنك كُمان
تهلل وجهها من شدة سعادته وتساءلت بلهفه : بجد يا قدري هتبات معايا إنهاردة ؟
أجابها وهو يهز رأسهُ بإيماء : صُح هبات وياكي يا ماچدة ،،
وضمها لداخل أحضانه وتحدث برغبة : وحشني دلالك علي چوزك وچلعك ليه يا بِت ،، چاي لك مُشتاج وسايب لك حالي لجل ما تچلعيني كِيف ما بدالك
ضحكت بإغراء وتحدثت بخلاعة وهي تسحبهُ من يدهِ إلي غرفة نومهما معاً : بس كده ،، ده أنا هوريك اللي عُمره ما خطر في بالك يا سِيد الرجالة
بعد مرور بعض الوقت كانت تجلس بجانبة فوق التخت وتحدثت بإبتسامة : راضي عني يا سي قدري ؟
أجابها وهو يُدخن سيجارته بشراهه ويتمزج بها بإنسجام : كُل الرِضي يا ماچدة ،، كُل الرضي
واكمل حديثهُ بسعادة : عِندي ليكي خبر زين جوي ،، قاسم هيتچوز الأسبوع الچاي
إنفرجت أساريرها وتحدثت بنيرة سعيدة لأجله : أخيراً هتنول مُرادك وتجوز قاسم لبنت أخوك
ثم تحدثت إلية وهي تتدلل عليه : طب بمناسبة الخبر الحلو ده ،، فين الغوايش اللي طلبتهم منك المّرة اللي فاتت ؟
نظر لها مُضيق العينان وتحدث بحدة : هو أنتِ معتشبعيش واصل يا حُرمة ،، هو أني مش لسه من شهر چايب لك خَاتم دهب
نظرت له وأجابته بإستنكار : خاااااتم ،، خاتم ده إيه يا قدري بيه يا أبن كِبير النُعمانيه ،، هو ده بردوا مقام ولاد الأكابر
أجابها بنبرة هادئة وهو يُدخن سيجارهُ بإستمتاع : وأني مهكسفكيش وهاخدك بكرة الصُبح أشتريهم لك جبل ما أرچع النچع
هتفت بلهفة وسعادة غير مصدقة : بتتكلم بجد يا قدري ؟
أجابها بهدوء : وميتا كُنت بهزر وياكي أني ؟
إرتمت داخل أحضانهُ وتحدثت بسعادة : ربنا يخليك ليا يا سيد الناس
ثم خرجت مرةً آخري وتساءلت بلؤم رافعه حاجبيها : ويا تري بقا جبت أيه لفايقة بمناسبة الخبر الحلو ده ؟
رمقها بنظرات حارقة وتحدث إليها مُحذراً إياها : وبعدهالك عاد يا بت الناس ،، أني مش جولت لك جبل سابق لو حابة تعيشي وياي في راحة ملكيش صالح بفايقة ولا تحاولي تجارني بينك وبينها ،،، لأن المجارنة مهتكونش في صالحك واصل
وأكمل بنبرة لرجُل عاشق : فايقة مَرتي وأم عِيالي وكَفتها تطُب وتميل
أجابته بحده وغيرة : وأنا كمان مراتك زيي زيها يا قدري ومقلش عنها في حاجة
أجابها بعيون تُطلقُ شزراً : زيك زيها كيف يعني ؟
وأكمل مُتعجبً : كنك إتجنيتي إياك،، عايزة تساوي حالك بفايقة هانم النُعماني ست النُعمانية كِلياتهم ؟!3
سألته بحده وغيرة : ولما أنتَ بتحبها أوي كده إتجوزتني عليها ليه يا عُمدة ؟
أجابها بإستنكار : إتچوزتك لجل مزاچي وإنتٌ خابرة إكده زين ،، وبعدين چوازكي مِنيكي عُرفي،، يعني عُمرك ما هتُبجي زيِيها ، وبطلي بجي نغمة أني زيي زيها دي عَشان إكده بتخسريني وإنتِ موعياش
إرتعب داخلها وتراجعت سريعً كي تُزيل عنه غضبه وتكسب ودهُ من جديد واقتربت عليه تتحسس شعر رأسهُ بدلال وتحدثت بصوتٍ أنثوي : خلاص يا عُمدة حقك عليا ،، متزعلش مني وإعتبرني ما قولتش حاجه
وأكملت بإبتسامة جذابة لإلهائه : قولي بقا يا سيد الرجالة ،، تحب تاكل أيه علشان أقوم اعملهُ لك بإديا
إنفرجت أساريرهُ وشعر بتفاخر من معاملتها التي تجعلهُ يشعر بأنهُ حقاً سيدُ الرجال عكس تلك الفايقة التي وبرغم عِشقهُ الهائل لها إلا أنها لا تُبادلهُ شعورةُ ولا تعتني به كزوجة تسترضي زوجها3
أجابها بإبتسامة : أي حاچة من يدك هتُبجا زينة يا ماچدة
ضحكت بخلاعة وتحركت وهي تتمايل بجسدها تحت إحتراق روح ذاك المُشتاق المحروم من الدلال ولا يجدهُ سوي مع تلك الماجدة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أتي يوم الأربعاء ،، يوم حِنة العروسان
أجواء مٌبهجة تعم علي المنزل،،حيث كان دق الطبول ورقص الفتيات والتصفيق والاغاني من سيدات العائلة يصدح في جميع أرجاء المنزل
كانت جميع نساء النجع يجلسن بداخل سرايا زيدان منبهرين بكل ما فيها،، يحتفلن بليلة الحنة الخاصة بإبنة النعمانيه المُدلله وسط مظاهر البهرجة والبزخ الذي صنعها زيدان إحتفالاً بصغيرته الجميلة ووحيدته
فقد أتي بعاملات من إحدي الشركات الخاصة بتجهيز حفلات الزفاف من القاهره،، كُن يرتدين زياً موحداً "يونيفورم" ولقد تخصصن بخدمة الحاضرات وتقديم كُل ما لذ وطاب من الأكلات والمُسليات والحلوي الخاصة بالأفراح تحت إستشاطة فايقة وغيرتها التي تنهش بقلبها رُغم حدوث ما قامت بالتخطيط له بالإشتراك مع زوجها،،،
ولكن متي هدأت نار الحقود وأستكان داخله4
وجهت شقيقتها بدور الجالسه بجانبها مُبتسمه تساؤلاً لها : مالك يا فايقة،، جالبة خِلجتك في وش الكُل ليه إكدة ؟
مع إن المفروض تُبجي أسعد واحدة في الدِنيا كلياتها إنهاردة وإنتِ بتجوزي ولدك البكري اللي عيشتي كتير تحلمي بجوازته دي بالخصوص
أجابتها من بين أسنانها والغل ينهش بداخلها : معرفاش أفرح طول ما الحرباية اللي إسميها ورد عايشه ودايسه في الخير ده كلياته ،، مشيفاش بعينك إياك البية إبن عمتك وهو معليها ومخليها فوج الكُل ،، ده جايب لها بنات يخدموا الحريم لجل ما تجومش من مطرحها ولا تِتعب حالها
تحدثت إليها بدور بإستغراب لحالة الحقد التي تتحدث بها شقيقتها : وإنتِ أيه مشكلتك يا فايقة ،، وماله لما يريح مرته اللي ياما تعبت ويَاه لحد ما وصلوا للي هما فيه دي
نظرت إليها بحقد وتحدثت بحدة : مشكلتي إن العز دِه كلياته كان من نصيبك إنتِ وهي اللي سرقته مِنيكي هو وزيدان
إبتسمت شقيقتها ساخرة وتحدثت بفطانة وحديث ذات مغزي : إذا كُنت انا ذات نفسي نسيت وسامحت في حجي من زمان يا فايقة وجولت جسمة ونصيب ،، زعلانه إنتِ ليه بجا ؟3
واكملت بنظرة ثاقبه : متعملنيش حِجتك لأني فاهمه و واعيه زين للنار اللي شاعلة چواتك ومهتحرجش حد غيرك يا خيتي
وأكملت ناصحة لها بحديث ذات معني : إعجلي يا خَيتي وإنسي الماضي وإردمي علية بدل ما نارَه تِحرجِك وتِحرج عيشتك ويَا قدري اللي بيتمني لك الرضا ترضي
إبتلعت لُعابها رُعبً وتسائلت بنبرة زائفة : تجصدي ايه بحديتك الماسخ دي يا بدور ؟
إبتسمت بدور بجانب فمها بطريقة ساخره وتحدثت : جصدي إنتي خبراه زين يا فايقة وبلاش نجلبوا في اللي فات بدل ما ناره تتجدد وتشعلل وتطول الكُل وساعتها محدش هيسلموا منيها2
إبتلعت لُعابها وفضلت الصمت وعدم مجابهة تلك الكاشفة لداخلها أكثر من ذلك
إلتفتت إلي الزغاريد التي إنطلقت بشدة لتعلن عن نزول تلك الحوريه من فوق الدرج
إشتعلت نيرانها وهي تري صفا تتدلي بثوبها الرائع بلونهِ الذهبي الذي بالكاد يغطي رُكبتيها وحمالاته الرفيعه بصدرهِ المستدير الذي كشفت عن جزءً صغيراً من نهديها البَض والتي بُهرت جميع الموجودات بجمالها وجمال جسدها رائع الجمال وبتن يحسدن قاسم عليها4
هتفت رسمية إلي ورد بنبرة حادة غاضبة : أيه اللي ملبساه للبت ده يا مخبوله إنتِ ،، عوزاها تاخد عين من الحريم اللي عنيهم تِدب فيها رصاصة دول ؟
أجابتها ورد بهدوء ويقين : وحدي الله يا مَرت عمي ،، إن شاء الله ربنا هيسترها وهيعدي الليلة علي خير
وأكملت مفسرة موقفها : وبعدين أني زيي زيك و مشفتش الفستان غير لما أشترته ويا أصحابها من مصر لما سافرت ويا أبوها
كانت تتدلي من أعلي الدرج بجانب صديقاتها المقربون وبنات خالاتها بعدما زينتها إحدي الميكب أرتست الشهيرة اللبنانية الأصل والتي تعمل بمركز التجميل الخاص بها بالقاهرة،،، وقد إستدعاها زيدان بالطائرة خصيصاً لتمكث مع إبنته ليلتي الحنة والزفاف وذلك بعدما اغرقها بالمال كي توافق3
كم كان يؤرقُها بشدة شعورها بإنتقاص فرحتها وعدم إكتِمالها،، نعم لقد صَنع لها والدها الغالي كُل مظاهر البهجة والسعادة ولكنهُ لم يستطع بكل تلك المظاهر محو ألام روحها المُتمزقة،،
كم كان مُميتً حديثهُ الجارح لكرامتِها ،، كُلما حاولت التأقلم مع من حولها وتناسي وجعها تهاجمها الأفكار من جديد وتقتحم كلماتهُ المهينة ذاكرتها لتُعكر عليها صفوها وتُعيدها لنُقطة الصِفر من جديد
تحركت ورد سريعً نحو الدرج لإستقبال قُرة عينها جميلة الروح والشكل والخُلق ،، عزيزةُ عيناها التي لم تُرهِقُها ولم تُحزنها يومً مُنذُ ان أنارت حياتها بمجيأها الغالي ،، إقتربت عليها وتمعنت في جمالها الأخاذ وبلحظة نزلت دموعُ السعادة من عيناها رُغمً عنها،،
أحتضنتها بشدة وتحدثت بدموع السعادة : ألف مبروك يا ضي عيني،، زي الجَمر في ليلة تمامه يا بِت جلبي
وضعت أناملها الرقيقة فوق وجنتي والدتها كي تُزيل عنها دموعها الغاليه وأردفت قائلة بنبرة حنون : وحياة صفا عنديكي ما تبكي ،، مش لايج عليكي البُكا يا أماي !!
جففت دموعها سريعً وتحدثت بنبرة سعيدة : دي دموع فرحتي بيكي يا دَكتورة،، بس خلاص مسحتهم أهم ومهعيطش تاني لجل خاطرك الغالي
إرتمت من جديد داخل أحضان والدتها،، إختطفتها من تلك اللحظة عمتها صباح التي تحدثت بإنبهار شديد وخوف علي قرة عين أخيها الحنون الذي يغمرها هي وشقيقتهُ الاخري عَلية بحنانه واهتمامه وأيضاً أمواله
وتحدثت وهي تسحبها من داخل أحضان ورد وتدلفها إلي أحضانها بحنان : الله أكبر عليكي يا بِت الغالي ،، حَصوة في عين كُل اللي عتشوفك ولا تصليش علي حضرة النبي5
لوت فايقة فاهها وتحدثت عَليه هي الآخري : مبارك يا دَكتورة ،، ربنا يتمم فرحتك علي خير يا جلب عَمتك
إبتسمت إلي عمتيها الحنونتان وتحدثت : تسلميلي يا عَمه ويبارك لي في عمرك
تحركت بها ورد إلي جدتها الجالسة تراقب نظرات الجميع علي إبنة غاليها وتقرأ المعوذتين في سرها خشيةً عليها من الحَسد وتحدثت ورد بإبتسامة صادقة : جَربي يا صفا وميلي علي يد چدتك وبوسيها لجل ما تاخدي مُباركتها ورضاها عليكي1
نظرت رسمية إلي ورد بإستحسان وهزت لها رأسها وابتسمت برضا مما أشعل قلب فايقة التي تراقب تصرفات الجميع عن كَثب بقلبٍ مُشتعل وكيانٍ يحترق غِلاً وكراهية
مالت صفا بجزعها علي كف يد جدتها وقبلتها بإحترام،، أما رسمية فوضعت كف يدها الأخري تتلمس بحنان رأس صغيرة إبنها المُنكبه فوق يدها ثم أمسكت يدها وأجلستها بجانبها واحتضنتها مُتحدثه : مُبارك يا بِتي،، ربنا يتم لك فرحتك علي خير
وأخرجت عُلبه كانت تُمسك بها مُنذ أن أتت وفتحتها وإذ بها عِقدُ أثري يرجع تاريخهُ إلي جدة جِدتها تتوارثهُ الأجيال عبر التاريخ وأختارت الجده صفا لتكون وريثتها بذاك العِقد
مما أثار غضب فايقة وليلي وحتي مريم التي حزنت بداخلها علي التفرقة المُستديمة التي تشعر بها بينها وبين صفا
تعالت المباركات والهمهمات الجانبية وشعرت الجده بغضب ليلي ومريم فتحدثت إلي الجميع بنبرة زائفة مراوغة لكي لا تحزنا من داخلهما : إوعاكم تكونوا فاكرين إني عطيت العُجد ده لصفا إكمنها جريبة من جلبي،، كلكم احفادي وغاليين علي جلبي ومجامكم واحد عِندي،، بس أني كُنت نادرة ومجررة إني هديه لمرت البكري في أحفادي3
ثم نظرت لتلك الجميلة المُبتسمة والتي تعلم عليم اليقين أن جدتها اهدتها إياه وجعلتها وريثتها وذلك لشدة غلاوتها ومكانتها المُميزة لديها وهذا ما أدخل السرور علي قلبها رغم حُزنه
وتحدثت الجدة بإبتسامة : وأهو بجا من نصيب صفا
إبتسمت لجدتها وشكرتها ،، وقفت فايقة وقدمت المُباركة إلي صفا واحتضنتها بنفاق
ثم توجهت إلي مجلسها من جديد وتحدثت إلي ليلي لتحثها علي التحرك إلي صفا : جومي يا ليلي باركي لعروسة أخوكي
أجابتها برفضٍ تام ونظرات يملؤها الحِقد : مجيماش ومطيجاش أطُل في خِلجِتها
همست لها فايقة بنبرة حادة : إسمعي الحديت يابِت وجومي،، عاوزة الناس تجول عليكي أيه يا حزينة ؟1
اجابتها بحده رافضة : يجولوا اللي يجلوة يا أمّا ،، و ريحي لي حالك لأني مجيماش من مكاني إهني حتي لو چدي عِتمان بذات نفسية هو اللي جال لي أجوم
تعالت الزغاريد وأشتغلت الموسيقي الراقصة وبدأن الفتيات تتراقصن وتتمايلن مع نغمات الموسيقي أخذين براحهِن وذلك لعدم وجود رجال بالمكان وايضاً عدم التصوير بالهواتف حسب تعليمات عتمان الصارمة للجميع بعدم إصطحاب الهواتف لما تسببهُ مؤخراً من مشاكل ومناوشات،، وما كان من الجميع إلا الإنصياع لأوامر كبيرهم خشيةً بطشه وتحاشياً لغضبه الأعمي
أوقفت ورد صغيرتها للرقص عنوة وذلك بعد محايلات من الفتيات الموجودات بالإحتفال1
________________________
أما بالخارج حيثُ إحتفال الرجال
كان يجلس وسط أصدقائة ومنهم عدنان الذي حضر كي لا يُثير الشكوك هو وقاسم ويعطي فرصه لتساؤل الجميع عن سبب عدم حضور أعز اصدقائة ،
وكان يجلس أيضاً بعض أبناء عمومته فتحدث فارس مداعبً أخاه : نجع النعمانية بيودع أشهر عازب فيه الليلادي
وأكمل ساخراً : ما أنتَ كُت بعجلك يا أخوي ،،مخابرش أيه اللي جري لك لجل ما توجع وجعتنا السودة دي ،، يلا،، هنجول إية،، كُلنا لها
وتحدث حسن شقيق يزن الأصغر والذي بعمر صفا : ده كاس وداير علي الجميع ولا بُد منيه يا شباب
قهقه الجميع عدا ذاك القاسم الذي يشعر بإستياء مما يحدث حوله فهو إلي الآن لم ينسي كلمات جده المُهينه لرجولته وطريقة حديثه التي عسفت بكرامته وطرحتها أرضً وخصوصاً أمام صفا المُتعالية التي وصمته بعديم الرجولة
أخرجهُ من شروده رنين هاتفهُ الذي لن يتواري عن الرنين منذ أن بدأ الإحتفال ،، نظر إلي عدنان بيأس وتملُل،، فهم عدنان انها شقيقته الثائرة فنظر له وحثهُ بعيناه علي أن يتحمل غيرتها ويُجيبها،،
إستسلم قاسم وتحرك بعيداً عن أصوات الموسيقي الصادحة بزخم كي لا يُثير جنونها وايضاً كي يستطيع الإستماع والتحدث إليها بعيداً عن العيون المُترقبه له
وما أن ضغط علي زر الإجابه حتي إستمع إلي صوت تلك الغاضبة وهي تصرخ بجنون قائلة : ما بتردش عليا ليه يا قاسم ؟
وأكملت بإتهام : كُنت معاها صح ؟
أغمض عيناه وحرك يده فوق شعر رأسه يرجعه للخلف في حركة تدلُ علي مدي غضبة وتحدث إليها بلكنة صعيدية ونبرة تهديدية : وبعدين وياكي يا بِت الناس ،، معطبتليش چنانك دي ولا اية إنهاردة ،، دي عاشر مرة ترني عليا وأسيب الناس وأجوم أرد عليكي ،، وعاشر مرة بردك تسأليني نفس السؤال واجولك إني متنيل جاعد في فرح الرچالة
وأكمل بحدة بالغه : وبعدهالك عاد،، أني زهِجت
وما أن إستمعت لكلماته وصياحه حتي إنفجرت باكيه بشدة قائلة بعتاب : إنتَ كمان بتزعق لي وبتتعصب عليا يا قاسم،، مش كفاية عليا النار اللي قايدة جوايا كل ما أفتكر إنك بكرة هتاخد واحده غيري في حضنك وتنام جنبها
اجابها بنبرة جادة صارمة : إنتَ عارفة ظروف الچوازة كويس جوي وموافجة بإكديه ،، وأساساً كانت فكرتك من اللول
تحدثت إليه بدلال من بين دموعها : خلاص،، يبقا تريح قلبي وتوعدني إنك مش هتلمسها2
تنفس عالياً وتحدث بنبرة حادة جاززاً من بين أسنانه : إيناااااس،، ليكي حدود في الكلام ياريت متتخطيهاش عشان مندمكيش ،، ويلا سلام لأني مفاضيش لچلع الحريم الماسخ ده
تحدثت بدموع ونبرة مُنكسرة كي تسحبهُ إلي عالمها كي لا يغضب عليها : بتسمي غيرتي اللي هتموتني عليك دلع ماسخ،، للدرجة دي مش حاسس بناري يا حبيبي
وأكملت بنبرة أنثوية ساحرة : أنا بحبك وبموت من الغيرة عليك يا قاسم.،، كان نفسي أول حضن و أول بوسه وأول كل حاجة منك تبقا ليا أنا ،، مش لحد غيري يا حبيبي2
تنفس بهدوء متراجعً عن حدته وذلك أثر نبرة صوتها الناعمة العاشقة وتحدث بلين ونبرة هادئة : خلاص يا إيناس ،، إهدي ومتفكريش في الموضوع بالشكل ده2
واكمل كي يجعلها تهدأ : عاوزك تفكري في إن انا كمان بحلم باليوم اللي تبقي فيه حلالي وأضمك لحضني
تنهدت بصوت مسموع واطلقت أهه أشعلت داخله وتحدثت : إمتي بقا يا قاسم ييجي اليوم ده ،، إمتي
اجابها بنبرة هادئة : هانت يا إيناس ،، فات الكتير مبقاش إلا القليل
أخرجهُ من حالته تلك شعورهُ بحركة خلفه وكأن أحدهم يتسمع عليه
إلتفت سريعً ينظر خلفه إتسعت عيناه بذهول حين تفاجئ بوجود يزن بوجهه ينظر إليه بتمعن4
فعاود الحديث مرةً آخري علي عجل وهو ينهي المحادثة مع إيناس : طب مع السلامة أنتَ الوقت يا باشا وأنا هبقا اكلمك وقت تاني1
ثم دقق النظر بعين يزن وتساءل بتعجُب : خير يا يزن ،، فيه حاچه ؟
تري ما الذي إستمع إلية يزن؟
وما الذي سيفعلهُ لو حقاً إستمع لحديث قاسم إلي إيناس ؟بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
💎البارت الثالث عشر 💎
#_قلبيّ_بنارِهاَ_مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________
مرت الليلة علي صفا بصعوبة شديدة،، حتي أنها لم تتذوق بها طعم النوم إلا سويعات قليلة وذلك من شدة حُزنها مما هي اتية علية ، وكلما خانها شعورها وأتجه بها ساحبً مشاعرها إلي عالم الأحلام لتنعم داخلهُ وتسرح في تخيل إقتراب ليلتها مع فارس أحلامها التي طالما إنتظرته ليأتيها علي حِصانهِ الأبيض تستفيق علي صفعة قوية من واقعها المرير حين تتذكر حديثهُ معها عندما أخبرها أنه كان مُجبراً لتحمل تلك الخُطبة كي ينأي بحالة في الأخير من تلك الزيجة الغير مرغوب بها من ناحيته ، تنكمش معالم وجهها وتنقبض معدتها وتتقلص
ظلت علي هذا الوضع طيلة الليل ولم تغفي إلا القيل من السويعات وبعدما فشلت بالعودة إلي ان تغفو وتُريح جسدها وقفت وحسمت أمرها إلي النزول للأسفل حيث تواجد الجميع
نزلت تتدلي من أعلي الدرج وجدت المنزل يأجُ بالأقرباء الذين اتوا باكراً كي يعرضوا علي ورد المساعدة في التحضير إلي ليلة الدُخله والوقوف بجانبها في ذاك اليوم المهم بالنسبة لكل أم
إستمعت إلي صوت والدها يصدح من غرفة الطعام فساقتها أرجُلها إليه وجدته يجلس هو وشقيقتيه ووالدتهُ وشقيقهُ مُنتصر يلتفون حول مائدة الطعام ويتناولون فطورهم بنفوس راضية وجو عائلي يملؤة الدفئ والحنان
إشتدت سعادتها حين رأت والدها يجلس بجانب والدتهُ ويتحدثان بحميمية و وجوةٍ مُبتسمة وانسجامٍ تام ،، فتيقنت حينها رضا جدتها علي والدها ورجوع علاقتهما كسابق عهدها
تحدثت عمتها صباح حين لمحتها : يا صباح الفل علي جمر النُعمانية،، جَربي يا عروسة
إبتسمت إلي عمتها وتحركت بسعادة ووجهٍ ملائكي كشمسٍ أشرقت علي المكان في يومٍ شتوىٍ شديد الصقيع وسطعت بكل أرجاءه فأنارته وأدفأت أركانهِ الباردة
فتحدثت وهي تُميل بجذعها علي مقدمة رأس جدتها وتُقبلها بدلال : وأني اجول البيت زايد نورة بزيادة إنهاردة ليه،، أتاري ست الكُل منوراه بطلِتها البهية
إبتسمت لها وتحدثت وهي تُربت علي يدها الموضوعه فوق كَتفها بحنان : طول عمرك وإنتِ محدش يعرف يغلبك بالكلام يا بِت زيدان
إبتسمت لها و أردفت قائله بدلال : طالعة شاطرة كيف چدتي الحاچة رسمية
في حين تحدثت صباح بنبرة حماسية : چِدتك جامت من الفجرية لچل ما تاچي تُجف مع أمك وهي بتجهز لك الوكل بتاع دُخلتك ،، ولچل ورد متحسش إنها لوحدها في يوم زي دي
وأكملت عليه بنبرة دُعابية وهي تنظر إلي زيدان المُبتسم : إنتِ بيخيل عليكي الحديت دي بردك يا صباح ،، أمك عملتها حِجة لچل ما تاچي تُجعد چنب دلوع عِينها اللصغِير ويرچعوا الماضي اللي كان
ضحك الجميع وتحدثت رسمية وهي تنهرها : إتحشمي يا عليه وخلصي وكلك إنتِ وأختك وإطلعوا شوفوا مرت أخوكم تلاجيها مِحتاسة لوحديها في المطبخ
تحدثت بإمتنان وهي تتبادل النظر بين جدتها وعماتها : ربنا يبارك لي في عُمركم وما يحرمني منكم أبداً
ثم حولت بصرها إلي عمها وتحدثت بترحاب : كيفك يا عمي
اجابها ببشاشة وجه قائلاً بإطمئنان : الحمدلله يا بِتي ،، كِيف صحتك دالوك ؟
أجابته بشكر : الحمدلله بخير
ثم جلست بجانب والدها الذي نظر إليها وتساءل بحنان : كيفك دالوك يا جلبي
أجابته إبتسامتها وأردفت لتطمانتهُ وهي تُقبل يده : بخير الحمدلله يا أبوي
تحدثت علية وهي تُشير إليها إلي الطعام : يلا آُفطِري يا صفا لچل ما تاخدي علاچك عشان ما يحصلكيش كيف اللي حُصل لك إمبارح
هزت رأسها بنفي قائلة : مجدراش يا عمه ،، مليش نفس للوكل
نظرت لها الجَدة وتحدثت بإصرار : كلام إيه دي يا عروسه،، لازمن تاكلي لچل ما تُصلبي طولك وتتجوي ،، لساته اليوم طويل ومحتاچ منيكي الجوة
أومأت لها برأسها وبدأت بتناول الطعام مُتغصبة علي حالها لأجل إرضاء أحبائها
وباتت تتحدث بمرح كعادتها وتُفرق الإبتسامات علي وجوة الجميع برغم ألمها المُميت الساكن روحها بسبب إتمام زيجتها التي حلُمت بها كثيراً ولكنها لم تأتي كما تمنتها،،
إحتفظت بحُزنها لحالها كي لا تُحزن قلوب أحبائها الغوالي وبالاخص والدها الحبيب و والدتها الحنون
تلفتت حولها وتساءلت مُستفسرة : أومال فين أمي ؟
أجابتها عليه : أمك مع حريم العيله بيچهزوا وكَل ليلتك يا عروسه ،،
فأكملت صباح بنبرة فخورة : أما اني حشيت لك شوية حمام بالفريك يا دَكتورة ،، هتاكلي صوابع يدك وراهم إنتِ وقاسم
إبتسمت لها بيأس حين تذكرت إتفاقها مع حبيبها ومتيم روحها ورسمت بخيالها السيناريو لليلة دُخلتها البائسة
وجهت الجَدة حديثها إلي صفا قائله بإستفسار : الست بتاعت الزِوَاج والحريم اللي وياها دول صحيوا يا صفا ؟
اطلقت صفا ضحكة لم تتمالك من كظمها وسريعً إستطاعت التحكم بها وأردفت مصححة لجدتها : إسمها ميكب أرتست يا چدتي ،، والبنات اللي وياها دول يبجو الفريج المُساعد ليها
واكملت بنبرة جادة : علي العموم هما لساتهم نايمين لدلوك
ضحكت الچدة بشدة علي غير عادتها حتي تبين صف أسنانها وتحدثت بنبرة ساخرة : فريج مساعد ليه إن شاء الله،، تكونش فاكرة حالها دَكتورة إياك ؟!
ضحك الجميع ثم تحدثت متسائلة زيدان : ألا لجيتها فين دي يا زيدان ؟
أجابها بهدوء : ده علام بيه المُصدر بتاع الفواكه اللي بتعامل وياه هو اللي دلني عليها لما عرف إن صفا هتتچوز،،جال لي إن مرته بتتعامل وياها وإنها شاطرة زين في زِواج الحريم
ثم وجه حديثهُ إلي صباح قائلاً بإهتمام : جومي حضرلهم فطور زين يا صباح ،، ولو ناجص حاچة جولي لي أبعت أچيبها من برة
أجابته بهتاف ووجهٍ سعيد : خير ربنا كَتير يا خوي ،، المطبخ مليان من خيرات الله وكله فضلة خيرك يا حبيبي ،،
وتحدثت وهي تضع أصبع يدها علي مقدمة رأسها بتفكر : أني هحط لهم طاجن ورج عِنب وصنية رجاج باللحمة المفرومة ،، وطاجن لحمة بالبصل علي كام چوز حمام محشي فريك
ضحك زيدان ساخراً حين فتحت صفا فاهها بذهول وتحدثت : شكلك ناوية تخليهم يِجضوا ليلتهم في المستشفي يا عَمه
نظرت لها صباح بعدم إستيعاب واكملت صفا مفسرةً : الناس دي كتيرها تُفطر عسل ومربي وعيش توست،، تجومي إنتِ بجبروتك تفطريهم رُجاج و ورج عِنب وكُمان حَمام محشي
ضحك الجميع وتحدثت رسمية إلي إبنتها بتوجيه : جومي خلي حُسن وخَضرة يسيبوا اللي في يدهم ويعجنوا كام فَطيرة مِشلتته ويخبرزوهم جوام جبل ما الضيوف يَصحوا،،وحطي لهم عسل وبيض مِدحرج ومربي وچِبنة
أومأت لها وتحركت للخارج حين أمسك زيدان كف يد والدتهُ وقبلهُ بحنان وتحدث إليها بعيون تغمرها حناناً : ربنا يخليكي ليا يا أمّا وميحرمنيش من رضاكي عليا ولا من دخلة بيتي
إبتسمت لسعادته وربتت علي كتفه ثم مسحت علي شعرهِ بحنان تحت سعادتهُ وصفا ومُنتصر الهائلة
في تلكَ الأثناء، دلفت إليهم مريم وهي تحمل صغيرتِها بعدما آنتوت الإندماج مع صفا وفتح صفحة جديدة معها
تحدثت بوجهٍ بشوش برئ : صباح الخير
إلتفت صفا لمصدر الصوت لتنظر إليها وأبتسمت بسعادة حين تحدث زيدان بنبرة سعيدة : صباح النور يا بِتي ،،
وأكمل وهو يُشير إلي سفرة الطعام ليدعوها للإنضمام : تعالي آُفطري ويانا
تحركت إليهم حين تحدثت عَليه بوجهٍ سعيد : هاتي چميلة إشيلها عَنيك لجل ما تُفطري براحتك يا مريم
وبالفعل حملت الطفلة وباتت تُنثِرها بالقُبلات
بسطت الجدة ذراعيها وتحدثت بإبتسامة حانية : هاتي چميلة أشيلها أني يا عَلية وإنتِ روحي لعَند مرت أخوكِ شوفوا عتعملوا إيه
في حين جلست مريم بالمقعد المجاور لصفا التي تحدثت بنبرة سعيدة : مدي يدك يا مريم لجل ما نفتح نفس بعض علي الوَكل
إبتسمت لها وبدأتا بتناول طعامهما تحت حديثهما الشيق وضحكاتهما مع والديهما وجدتهما
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل شقة رفعت عبدالدايم
كان يجاور زوجتهُ الجلوس بأريكة الصالة يتناولون مشروب القهوة ،، تفاجأوا بخروجها وهي ترتدي ثيابً فخمة وتضع
مساحيقً فوق وجهها مبالغ بها ،، ويبدوا عليها إنتواء الخروج ،،
تعجبا من حالتها وخصوصاً عِلمهُما بأن قاسم قد أغلق المكتب ومنح جميع الموظفين إجازة وذلك لعدم تواجدهُ هو وعدنان المتواجد معهُ بسوهاج بحكم انهُ صديقهُ المقرب ،، ولعدم إنهاكها بالعمل لحالها وهي في تلك الظروف النفسية
دقق رفعت النظر إليها وأردف قائلاً بتساءل : لابسه ومتشيكة أوي كده ورايحه علي فين يا إيناس ؟
وأكمل بإستفهام : ثم آنتِ أيه اللي مصحيكي بدري كده ،، مش المفروض إنهاردة المكتب أجازة ؟
أجابته بهدوء وثبات إنفعالي وهي تُهندم من ثيابها : مسافرة سوهاج يا بابا
صدح صوت تهشيم زُجاج وذلك نتيجة إنزلاق فنجان القهوه من يد كوثر التي إتسعت حدقة عيناها وأنتفضت واقفة من جلستِها هاتفة بحده : الظاهر كدة إن جواز قاسم من بنت عمه جننك وخلاكي فقدتي إتزانك خلاص ،، سوهاج ايه اللي عاوزة تسافريها يا مجنونه ،، ده إنتِ لو قاصدة تخلي قاسم يفسخ الخطوبة ويسيبك مش هتعملي كدة
أجابتها بثقة : وقاسم يسيبني ليه ،، أنا هروح أحضر الفرح زيي زي عدنان بالظبط ،،
واكملت بملامح وجه جامدة : وأظن إن ده وضع طبيعي بحكم إني زميلته في المكتب
رمقتها والدتها بنظرات تتطاير منها الشرار
أما رفعت الذي تحدث بإعتراض هادئ كشخصيته : عيب يا بنتي كدة،، مينفعش اللي بتعملية ده ،، يعني أيه تسافري لوحدك وكمان من غير إذني ولا إذن خطيبك
وبنبرة حادة تحدثت إليها كوثر بطريقة أمرة : إخزي الشيطان يا إيناس وأدخلي علي أوضتك وبطلي بقا الجنان والعِند اللي إنتِ فيهم ده
وأكملت بإطراء كي تَبثُ الثقة داخل نفس إبنتها وتُعيد لها غرورها كي تهدأ وتعِي علي حالِها : الضعف والغيرة مش لايقين علي إيناس عبدالدايم المحامية الشاطرة اللي إسمها بيهز قاعات المحاكم
وكأنها بتلك الكلمات قد نهرتها علي وجهها بصفعة قوية أعادتها للواقع ،، رفعت قامتها للأعلى بغرور وتحدثت : أنا اسفه يا ماما إني خيبت ظنك فيا بأفعالي اللامحسوبة سواء إمبارح أو إنهاردة ،،
وأكملت بوعد وكبرياء : و أوعدك إن دي هتكون أخر مرة تشوفيني فيها ضعيفة بالشكل ده
إبتسمت لها كوثر بإستحسان ،، وأدارت هي ظهرها مُتجهه إلي غرفتها من جديد
اما ذاك المغلوب علي أمرة فضرب كفً فوق الآخر وجلس من جديد قائلاً بهوان : لا حول ولاقوة إلا بالله
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
عصراً
خرج زيدان من غرفته بعدما إرتدي جلبابهِ الصعيدي و لف عِمامتهِ ناصعة البياض فوق رأسهِ ثم وضع علي كتفه عبائتة الصوف الإنجليزي الفَخمة ،،
وجد من تتحرك إليه بخطوات أنثوية قائلة بدلال ونبرة رقيقة للغاية : تؤبرني شو جذاب ستايلك،، بعئِد زيدان بيك ،، من قلبي بهنيك عهالذوق العالي بإختيارك للألوان وتنسيقا ،، يغزي العين عَنك اللي بيشوفك بقول خيى للعروس مانّك بيّا
إبتسم لها وتحدث شاكراً علي مجاملتها : تسلمي يا مدام لينا وأشكرك علي المچاملة الحلوة دي
أجابته بنبرة حماسية صادقة ونبرة جادة وذلك من وجهة نظرها كإمرأة تهتم بمجال الشياكة والاناقة وتعمل بهما : بس هيدي مانّا مچاملة مِسيو زيدان ،، انا عَم إحكي جد
وأكملت بإعجاب بريئ : عن جد بهنيك علي إستايلك وإهتمامك بلياقتك لحتي تِطلع بهالچسمك الرياضي اللي كتير بعَئِد ،،يعني ماشالله عليك شخصية وشبوبية
و وجهت بنصيحة لهُ من حيثُ موقع عملها : بدي إياك تضلك هيك،، تهتم بحالك وما تِهْمِل چِسمك لتضلك مهضوم وجذاب والعُمر ما يبيّن عوِچّك وتضل الصبايا تلحقك من مطرح لمطرح
قهقه عالياً بسعادة ولكنها إختفت سريعً حين إستمع إلي صوت تلك الغاضبة التي صدح من خلفه لتتحدث قائله بنبرة حادة : واجف عنديك بتعمل أيه يا عم الشباب ؟
إبتلع لُعابهُ لعلمهِ غيرتها الشديدة عليه والتي وبالتأكيد لن تجعل ذلك الموقف يمر مرور الكرام،، إلتف إليها ينظر لها بعيون مُرتعبه رغم محاولاته المُستميته بالثبات
وتحدث بنبرة مرتبكة مزيفة : مفيش يا ورد،، اني كُنت بوصي مدام لينا عليكي لچل ما تهتم بيكِ وتُبجي زينة الليلة يا أم العروسة،،
وأكمل بحديث ذات مغزي : كُنت بجولها تتوصا بيكي في الحمام المَغربي
رمقتة بنظرة حارقة وتحدثت بغضب : وأني كُت محتاچه لزِواج المدام لجل ما أبجا زينة في عينك إياك؟
إبتلع لعابهُ من شدة غضب تلك المتمردة وكاد أن يتحدث سبقته لينا التي وجهت إليها الحديث بنبرة حماسية في محاولة منها بتهدأت الأجواء : مسيو زيدان أكيد ما بيقْصُد الشي يا اللي فهمتية حياتي ،،
واسترسلت حديثها بإطراء : ماشالله عنِك وچِك وبشرتك كتير رايقين وبياخدوا العقل ،، وما بتحتاچي إلا شوية روتوش
رفعت حاجبّ وأنزلت الآخر ثم تحدثت إليها بنبرة ساخرة : وإنتِ بجا يا مهشكة اللي هتجولي لي چوزي يجصد يجول لي أيه ؟
تحدثت لينا بنبرة خَجِلة بعدما إستشفت غضبها ونبرة السخرية من حديثها فأردفت بإحراج : بعتذر مِنك مدام عتداخلي وأكيد ما كِنت بقصد هيك شي ،، بعد إذنكن
وتحركت منسحبه للأعلي في طريقها إلي غرفة العروس لتبدأ في تجهيزها بالحمام المغربي المعتاد للعرائس في هكذا يوم
حزن زيدان ورمقها بنظرة مُلامة،، أما هي فبادلتهُ إياها بنظرة حارقة وتحركت من أمامة دالفة لغرفتهما سوياً وأغلقت بابها بشدة حتي ان بابها كاد أن يُخلع،،
إستشاط داخلهُ من أفعالها المجنونة وتحرك مُقتحماً عليها غُرفتها وجدها تجوب الغرفة إياباً وذهاباً والغضب يكتسي ملامحها ،،
وقف مقابلاً لها وتحدث بحدة : إية اللي عِملتيه مع الست برة دِي يا مجنونة آنتِ
هتفت بنبرة حادة وتحدثت مقلدة صوت لينا : وعاوزني أعاملها كيف إن شاء الله يا مسيو زيدان
عيب يا ورد ،، ده أنتِ بِت أصول ودي مهما كانت ضيفتك و واچِب عليكي إكرامها ومعاملتها زين ،، كانت تلك كلمات قالها لها زيدان كي يكسب ودها ويجعلها تعود إلي عقلها من جديد
تحدثت إليه بصياح ومازال الغضب يُسيطر علي ملامحها : ضيفة ؟
وهي الضيفة بردك بتوجف تتمايص علي رچالة البيت وتچلع عليهم وتجولوا چسمك حلو ولبسك ابصر ايه ؟
قهقه عاليا وأرجع رأسهُ للخلف وتحدث إليها بعدما إستطاع التحكم بقهقهاته : وهو ده بجا اللي مزعلك وخلي چنانك يطلع عليا وعلي المسكينة دي.،،
واكمل حديثهُ : إفهمي يا حبيبتي ،، الست بتتكلم في إختصاص شُغلها وبتجول رأيها في لبسي
أردفت قائلة بنبرة حادة : وحديتها الماسخ عن چِسمك وجمالة دِه بردك من إختصاص شغلها يا راچل يا بِچح يا أبو عين زايغة
وأقتربت منهُ وخبطت بكف يدها فوق بطنهِ بحدة بالغة جعلتهُ يتراجع للخلف سريعً كي يتفادي خبطاتها الغاضبة وكظم تأوهاته من شدة تألمة
وتحدثت هي بنبرة ساخرة : ومن بجاحتك واجف مبسوط وعاچبك مساختها عليك وشافط لي كرشك شبرين لچوة لچل ما تجول لك تؤبرني مسيو زيدان
إنفجر ضاحكً بشكل هيستيري علي طريقة غضبها وتعبيرات وجهها الساخرة التي تدعو للضحك تحت غضبها الكبير من قهقهاتهُ العالية
تمالك من ضحكاته وأقترب منها وامسك يدها وتحدث بغمزة من عيناه : للدرچة دي عتحبيني يا ورد ولساتك بتغيري علي زيدان زي اللول
جذبت كف يدها من بين راحته بعنف ثم رمقتهُ بنظرة حارقة وتحدثت بنبرة حادة للغاية تنم عن مدي إشتعال روحها : إبعد يدك عني وبطل شغل التلات ورجات بتاعك ده يا أبن النُعماني ،، حديتك المدهون دي مهياكُلش معاي دالوك
وأكملت بحده : روح أدهن بيه النواعم بتاعتك اللي كُت واجف معاها من إشوي يا بتاع لينا
إقترب عليها من جديد وجذبها بقوة ليحيط خصرها بساعدية القويتان ويشبك كفيه أسفل ظهرها في حركة مقيدة لحركتها ،،باتت تفرك بعنف محاولة الفكاك منه ولكن هيهات،،فمن أين الخلاص من قبضة ذلك العاشق الحديدية
هتفت بنبرة عصبية وهي تتلوي بجسدها في محاولة منها بالفكاك : سيبني يا زيدان
أسيبك كيف وإنتِ روح زيدان وعَجلة،، جملة قالها زيدان ببحة بنبرة عاشقة إبتلعت جرائها لُعابها و أهتز قلبها ،، و أكثر ما جعلها تستكين بين ساعدية وتهدأ هي نظرة عيناه الصادقة التي تنطقُ عشقً فاذابتها
فتحدث هو بعيون تصرخُ عشقً : وبعدهالك عاد يا بِت الرچايبة ،، ناوية تضيعي لي ليلتي اللي برتب لها من شهر إياك
تساءلت مُتمنعة : ليلة أية دي كَمان إن شاء الله
أجابها بنظرة وقحة : ليلتك يا أم العروسة،، تكونيش مِفكرة إني جايب لك مدام لينا لحد إهني وموصيها علي الحمام المغربي والمساچ علشان ندخِلوا بنتك وناجي ننام إياك ؟
إبتسمت لهُ ومالت بوجهها للأسفل خجلاً مما أسعدةُ وتأكد حينها أنها وأخيراً قد عفت عنه فاقترب اكثر وبات يُقبلُها تحت سعادتها وعودة الهدوء إلي قلبها العاشق من جديد
بعد مرور عدة دقائق تحدث إليها بدُعابة كي يُعيدها إلي طبيعتها : يلا إطلعي وإتأسفي عاد للوَلية بدل ما تنتجم منك وتحط لك حاچة في ماية الحمام المغربي تسلخ لك بيها چِلدك،، وبدل ما نحتفل بالليلة نجضيها عَويل وكريم تسلُخات
إنفجرت ضاحكة بشدة حتي أدمعت عيناها تحت سعادته
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما داخل غرفة قاسم بعد الظهيرة
كان يغفو بثبات عميق من شدة أرقهِ الذي أصابهُ طيلة الإسبوع المُنصرم حيث أنهُ لم يتذوق للنوم طعمً بسبب شعورةُ بالإهانه بعد معاملة جدهِ له وتوبيخهُ أمام صفا وإجبارة علي إتمام زيجتهُ بها
فتح عيناهُ رويداً رويدا وبدأ بالإستفاقة،، مد ذراعيه وتمطئ بهدوء وهو يتمدد بجسدهِ فوق تلك الأريكة الواسعة
أخذ يدور ببصرهِ يتفقد غُرفته وهُنا وقعت عيناه علي عدنان المُمدد فوق الفِراش وحينها تذكر أنه ترك تختهُ إلي عدنان ليترك لهُ المجال ويجعلهُ يغفو عليه براحه وغفي هو فوق الأريكة المُسطحة
سحب جسده لأعلي وجلس وبدأ يسعل مما أيقظ عدنان وبات يتطلع حولهُ إلي المكان بإستغراب حتي رأي قاسم وتذكر أين هو
جلس هو الآخر وتحدث مُبتسمً إليه : صباح الخير يا عريس
إبتسم له ساخراً وأردفَ قائلاً بدُعابة : عريس ، طب خاف علي نفسك بقا لتكون أختك زرعة لك جهاز تصنت في هدومك ولا في شنطتك وتسمعك وتخلي ليلتك ما يعلم بيها إلا ربنا
إنتفض من جلسته وأردف قائلاً بدعابة : مش إيناس دي أختي،، بس جبارة و تعملها
وقهقه كلاهما ثم نظر له قاسم بجدية موجهً الحديث إليه : قوم فوق كده واتوضي وصلي صلاة الضُحي علشان ننزل نفطر تحت
إستمع إليه وبالفعل دلف إلي المرحاض حين تحرك قاسم بدون وعي وكأن ساقيه هي التي تسوقهُ عنوةً عنه و وقف داخل شرفته وبدون إرادة وجد حالهُ يتلصص علي شرفة غرفتها المفتوحه حيثُ يداعب الهواء بملاطفة ستائرها الشفافه المفرودة والتي جعلت من رؤية الداخل ضبابيه بعض الشئ إلا لمن يدقق النظر جيداً ،،
لا يدري ما الذي جعلهُ يرفع قامته ويجوب بعيناه داخل غرفتها كي يلمح طيفها ،، شعر بالأسي حين تأكد من خلو الغرفة
وبلحظة وعي علي حالهِ وكأنهُ كان مغيبً منساقً دون إدراك
تحدث إلي حالهِ مُستغربً : جرا لك أيه يا قاسم ،، إتچنيت إياك ،، واجف تراجب بلكونتها وتدور عليها كيف المراهقين لجل ما تشوفها ؟
طب ليه وعلشان أيه ؟ لا أنتَ بتحبها ولا هي فارجة معاك
وأكمل بتساؤل لحاله،،، ولا يكونش الدكر اللي چواتك هو ال
12💘
إلتفت سريعً ينظر خلفه إتسعت عيناه بذهول حين تفاجئ بوجود يزن يقف بوجهه،، ينظر إليه بتمعن فعاود الحديث مرةً آخري علي عجل وهو ينهي المحادثة مع إيناس بمراوغة : طب مع السلامة أنتَ الوقت يا باشا وأنا هبقا اكلمك في وقت تاني
ودقق النظر بعين يزن وتساءل بتعجب وحذر : خير يا يزن ،، فيه حاچه ؟
أجابهُ يزن بإقتضاب وعيون مُشككة : أنا اللي چاي لچل ما أسألك ،، هو فيه إية بالظبط يا قاسم ؟
قضب جبينهُ وتساءل مُستفهماً : تجصد أيه بحديتك دِه،، يا ريت توضح سؤالك لاني مبحبش الكلام العايم دي
نظر يزن داخل عيناه بقوة وتساءل بنبرة حادة : كُنت بتكلم مين في التلفون يا قاسم ؟
وأكمل مُفسراً : دي مش أول مرة تجوم من مكانك وتاچي إهني وتجعد تتحدت وإنتَ بتتلفت حواليك كيف اللي عامل عاملة
إستشاط داخل قاسم من تساؤل ذلك المتداخل وأجابهُ بحدة بالغة : كَنك إتخبلت يا يزن ،، مالك إنتَ باللي بكلمه ،، مركز ويايا لية إكدة ؟
تحدث إليه يزن بحديث ذات مغزي : إسمعني زين يا قاسم وحط الكلمتين دول حلجة في ودانك ،، صفا لو إتأذت منيك ورب الكعبة ما هرحمك
رفع حاجبيهُ بإستنكار ثم هتف قائلاً بصياحٍ غاضب : إلزم حدودك ومتنساش إن اللي بتتكلم عليها دي تُبجا مرتي،، يعني عرضي وشرفي اللي مهجبلش بتلميحاتك السخيفه دي عليها
واسترسل حديثهُ مُفسراً بنبرة حادّة : إسمع يا واد عمي ،، أنا ملاحظ إن من يوم ما چدك خطب لي صفا وإنت إتغيرت وياي ومعاملتك إختلفت وبعدت عني ،، وعارف إنك كُنت رايدها لحالك
وأكمل مفسراً : بس خلاص يا يزن ،، صفا بجت مرتي رسمي وكُلها سواد الليل وهتنام في حضني،، وإنتَ وإتجوزت أختي ،،
وأكمل مُهدداً بعيون مُحذرة : يعني إنتَ اللي لازمن تخلي بالك من حديتك وافعالك زين لأني مابسامحش في اللي يإذي اللي يخُصني حتي لو بنظرة ،، فاهمني يا يزن ؟
أجابه يزن بملامح وجهٍ مُحتقنة بالغضب : جرا إية يا قاسم،، هما خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا ايه ،، جوام جلبت التربيزه عليا وركبتني الغلط ،،
وأكمل مُفسراً بنبرة فخورة : أني ما أنكِرش إني كان نفسي صفا تكون من نصيبي وده لاني عارف جيمتها صُح،، كان عاچبني عَجلها الواعي وأخلاجها الزينة اللي أي راچل يتمناها تكون في مّرته ،، بس خلاص من وجت ما إتچوزت ليلي و أني رضيت بنصيبي ومتجي الله فيها،، وصفا بالنسبة لي بجت زيها زي مريم أختي بالظبط
وكلامي ليك دالوك من باب خوفي عليها لأني فعلاً بعتبرها أختي
أردف قاسم قائلاً بنبرة رخيمة : مليش صالح أني بكُل الحديت اللي جُولته دي ولا يخصني يا يزن ،،
وأكمل مُهدداً وهو يشير إليه بسبابته : وخليك فاكر زين أني عِملت اللي عليا ونبهتك عشان أكون خِليت من ذنبك
قال كلماتهِ تلك وتحرك عائداً إلي حيثُ يجلس الأصدقاء تحت غضبه وإستغراب يزن من كم بجاحته ،، قطع طريقهُ صوت چده الهادر الذي أشار إليه فتحرك إلي مجلسهِ
وتحدث الجد وهو يُشير لذاك الضيف الهام الجالس بجانبة : مِد يدك وسلم علي چناب المأمور يا قاسم يا ولدي
رسم قاسم إبتسامة مُزيفة فوق ملامحهُ بالرغم من شدة إشتعاله الذي أصابهُ من حديث ذاك اليزن المتداخل في أمور غيره من وجهة نظرة
وبالفعل مد يدهُ وتحدث بإحترام ونبرة وقورة : أهلاً وسهلاً يا أفندم ،، نورت الفرح وأسعدتنا بتشريف جنابك لينا
نظر لهُ مأمور القسم التابع للمركز بإستحسان مُعجبً بلباقته وفطانته في الحديث وتحدثَ مُبتسماً : الشرف ليا أنا إني أحضر وأتأنس بوجودي مع الحاج عتمان النعماني وعيلتة العريقة
إبتسم له قاسم وتحدث منسحباً : بعد إذن معاليك يا باشا ومرة تانية شرفتنا سعادتك
وانسحب متجهً لجلسة الشباب قابلةُ عدنان الذي وقف أمامه يسأله بإهتمام : مالك يا قاسم،، شكلك متضايق كده ليه
أجابهُ بنبرة حاده محاولاً السيطرة بكل قوتهِ علي ملامح وجههُ كي لا يلاحظ أحداً من الحضور : الفضل يرجع للهانم أختك وغيرتها العامية اللي هتفضحنا يا عدنان
وأكمل بنبرة أمره : إتصل بيها وعقلها يا عدنان وإلا قسماً بربي هيبقا ليا معاها تصرف مش هيعجبها ولا هيرضيها
شعر عدنان بريبة من حدة وغضب قاسم وتحدث سريعً كي يُهدئهُ : طب ممكن تهدي ومتوترش نفسك علشان محدش ياخد باله ،، وبالنسبة لموضوع إيناس ده سيبه عليا،، أنا هتصل بيها حالاً وأحاول أفهمها خطورة الموقف،، وكمان هتصل بماما واخليها تتكلم معاها وتحاول تهديها
ثم أسترسل حديثهُ بتفسير في محاولة منه لتهدئتة من ناحية شقيقته : بس أنا عاوزك تعزرها بردوا يا قاسم وتحط في إعتبارك إنها بتعمل كدة من باب حبها ليك وغيرتها عليك
أجابهُ بعيون متسعة ونبرة مُعترضة غاضبة : وأهو بسبب غيرة سعادتها إبن عمي سمع كلامي معاها ووقف يتأمر ويتشرط عليا ،،
وأكمل أمراً بنبرة حادة : كلمها وعقلها يا عدنان ،، أنا مش ناقص جنان كفاية عليا اللي انا فية
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل منزل زيدان
كانت الفتيات مازلن يتراقصن ويتهادين بأجسادهم متماشين مع نغمات الموسيقي ومندمجن لأبعد الحدود حتي أستمعن لصوت الجدة الهادر وهي تصدح بالمكان وتُشير بيدها إلي الفتاة التي تُشرف علي جهاز ال D. G الخاص بتشغيل الاغاني لتحثها علي التوقف
وتحدثت بوجهٍ حاد ونبرة صارمة : بكفياكم إكده يا بنات ويلا كل واحده تلبس خلجاتها وتستر حالها زين لچل ما تروحوا مع أمهاتكم وتسيبوا العروسه لچل ما ترتاح شوي ،،
وأكملت وهي تنظر إلي صفا تحت همهمات وأعتراضات الفتيات : الدَكتورة جدامها يوم طويل بكرة ولازمن ترتاح لجل ما تكون فايجة ل ليلتها
فتحدثت ملك إبنة صباح متوسلة لجدتها : خلينا شوي كُمان يا چدة بالله عليكي ،، الليلة حلوة وإحنا ما بنتلموش كل يوم
تحدثت رسمية بوجهٍ صارم : إسمعي الحديت يا بِت صباح وجولي حاضر
دبت الفتاة بأرجُلها الأرض في حركة إعتراضية وبدأن الفتيات تردنَ ردائهن الأسود لتستُر به ثيابهِن المُتحررة وتحركن للخارج تحت إعتراضهن
وتحدثت ورد إلي رسمية : هحضر السفرة حالاً يا مرت عمي لجل ما ناكلوا لجمة سوا كلياتنا
أومأت لها رسمية وتحركت ورد للداخل تحت إشتعال قلب فايقة وهي تري تقرُب ورد من رسمية والأغرب إستجابة رسمية لحديثها و وجهها اللين وهي تحدثها ،، شعرت بالخطر يحُوم من حولها
أمسكت صباح إبنتها الصُغري التي لم تُكمل عامها العاشر وأوشت لها بأذنها أن تذهب إلي قاسم وتستدعية كي يأتي إلي هُنا لغرضٍ ما في نفسها
وبالفعل خرجت الفتاه تبحث عنه،، وجدته يجلس بجانب أصدقائه فهمست إليه بجانب آُذنهِ قائلة : أستاذ قاسم،، أمي بتجول لك إنها عوزاك في بيت خالي زيدان لجل ما تسلم عليك وتبارك لك هي وخالتي عَلية
أومأ لها بطاعة وتحرك بجانِبها،، دلف للداخل بجانب صباح التي كانت تنتظرهُ في فراندة المنزل كي لا يستأذن وترتدي صفا شئً لتستر به جَسدها ،، فهي أرادت أن يراها بكُل تلك الإنوثة والجمال بعد عِلمها من والدتها انه كان ينتوي فض الخطبة،، ليري بعيناه كم هو مُخطئ وأيضاً لتحرق روح فايقة التي تري الغيرة والحقد بعيناها كلما نظرت لجمال وجسد صفا وكأنها ضُرتها وليست زوجة نجلها البِكري
جلسن جميع نساء وفتيات العائلة حول المنضدة الكبيرة التي إحتوت الجميع وتحدثت ورد وهي تتفحص الجميع بعينيها : عمتي صباح وينها ؟
تحدثت صباح الواقفة بمقدمة الباب بنبرة مُبتسمه حماسية : أني چيت أهو يا أم صفا ،، بس وياي ضيف چاي يسلم علي عماته ويشوف عروستة
وما أن إنتهت من جُملتِها حتي إرتبكت صفا بجلستها وأنتفض جسدها وبات يرتعش خجلاً ورُعبً
في حين تحدثت صباح إلي مريم أمره : أستُري شعرك يا مريم لجل قاسم ما يدخل
وققت مريم واتجهت سريعً إلي الداخل في حين وقفت تلك الخَجِله لتلحق بِها ولكن يد صباح كانت أسرع منها حين تحركت وأجبرتها علي الجلوس من جديد فوق مقعدها
وتحدثت بنبرة دُعابيه تحت إستشاطة فايقة وغليان قلبِها : رايحة فين يا دَكتورة،، ناسية أنه خلاص بجا چوزك إياك
فتحدثت بصوتٍ عالي حماسي : أدخل يا عريس
تحمحم ليعلن عن دخوله وتحدث بنبرة واثقة عاليه : السلام عليكم
ونظر إلي چدته وتحدث بنبرة لينة مُحبة : كيفك يا چدة
ومرر بصره علي الجميع وتحدث لزوجة عمه : كِيفك يا مر....
وبلحظة توقف عن الحديث وأبت باقي كلماته في أن تخرج إمتثالاً لتلك اللحظة وهولها ،، إبتلع لُعابهُ الذي سال عِندما وقعت عيناه علي تلك الجالسه تنظر بصَحنِها وتكادُ تموتُ خجلاً من هول الموقف،،،
نظر إلي ملامحها وجمالها الأخاذ،، شفتاها الكَنزة المُهلكة والتي إكتست بلون الطِلاء النبيتي الذي جعل منها شهيه بشكلٍ مُثير لمن ينظر إليها،، يحثهُ داخلهُ ويُحرضهُ علي الهرولة والإسراع إليها وجذبها وألتهامهما بدون سابق إنذار ليتذوق عسلهما السائل الشهي ،،
نزل ببصرهِ إلي فتحة ثوبِها المُستديرة والتي تُظهر وتُكشف عن بداية نهديها البَض بمظهرهِ الذي يدعوهُ للجنون
رعشه سرت بجميع اجزاء جسده ورغبه مُلحة تُطالبهُ بالإقتراب وضمها بشدة إلي صدرة،،
فاق من حالته علي صوت صباح الساخر وهي تحدثهُ بسعادة لرؤيتها تشتُت وذهاب عقل إبن شقيقها الواضح كوضوح الشمش : مالك إتسمرت بوجفتك إكدة ليه يا قاسم،، ما تجرب تسلم علي عروستك وتبارك لها أومال
أما تلك التي تكادُ ان تزهق روحِها من شدة خجلها فتحدثت هامسة إلى عمتها بنبرة معاتبة : ميصحش إكدة يا عمه ،، ابوي لو عرف هيخرب الدِنيي
ضحكت صباح وتحدثت بوجهٍ ساخر : تعالي يا قاسم إسمع مرتك بتجول أيه،، جال أبوها هيخرب الدنيي لو عرف إنك دخلت إهني وشفتها وهي إكدة
مخلاص عاد يا صباح،، مكانش ليه لزوم التمثلية اللي عِملتيه علي قاسم دي،،كُل ده لچل ما توري له جد ايه بت اخوكي زينه في الزواج ؟ كانت تلك جملة ساخرة يملؤها الحقد والكراهية نطقت بها فايقة بملامح وجهِ غاضب
أجابتها ورد بقوة إعتراضً علي حديثها المُهين لجمال إبنتِها : بِتي جمر في ليلة تمامه من غير زِواج ولا غيرة يا أم قاسم،، وعمتي صباح ممحتاچاش تعمل تمثيليات لجل ما...
ولم تُكمل جُملتها لمقاطعة رسمية للجميع بصوتٍ هادر : خلاص يا حُرمة منك ليها ،، بكفياكم حديت ملوش عازة لحد إكدة
ثم نظرت إلي ذاك المسحور وتحدثت بنبرة حادة كي يستفيق من تلك الحالة التي لا تليق بحفيدها الأكبر : مش هتجرب تسلم عليا ولا أيه يا قاسم ؟
وأخيراً وعي علي حالة وتحرك إليها وهو يحمحم كي ينظف حنجرته مما أصالهُ وتحدث وهو يُقبل مقدمة رأسها بإجلال : لا أزاي ،، كيفك يا چده وكيف صحتك ؟
أجابته : بخير طول ما أنتَ واخواتك و ولاد أعمامك بخير يا سبعي
ثم نظر لتلك التي تنكمش علي حالها ويرتعب جسدها وتحدث وهو يبتلع لعابه : مبروك يا صفا
أجابته بصوتٍ ضعيف ومازالت عيناها تستقرُ داخل صَحنِها : الله يبارك فيك
وقف يتطلع إليها والحرج سيد موقفهُ،، لا يريد ان يتحرك للخارج ويُتركها،، يريدُ البقاء أطول مُدة كي يُشبع ناظرية من رؤياها التي تسُرهُ وتدخلهُ في شعور لذيذ أحبهُ ويريد الإستمتاع به قدر المستطاع،، ولكن كيف له فعل ذلك ؟
تحدثت نجاة كي تخرجهُ من موقفهُ ذاك : ما تجعد تاكل ويانا يا قاسم
وكأنهُ بحديثها قد وجد قارب نجاته فتحدث إليها مُبتسمً : أني فعلاً چعان يا مرت عمي ومكلتش حاجة من الصُبح
تحدثت ورد بترحاب وعزم : طب أجعد يا ولدي
قاطعتها فايقة بنبرة حادة كي تمنع ولدها من الجلوس مع هؤلاء العقارب التي تبغض وجوههن جميعاً بشدة ،، ورد التي تغار منها وتتمني زوالها من الحياة بأكملها كي تُشفي غليلها ،،صباح وعليه لشدة حبهما وتعلقهما بزيدان و ورد والود الدائم بينهما ،، حتي نجاة تكرهها للعلاقة الودودة بينها وبين ورد
تحدثت بحدة وهي تنظر إلي نجاة بجمود : ويجعد ياكل ويا الحريم ليه يا نچاة ،، ده چده الله أكبر عامل وكل يكفي محافظة سوهاچ بحالها
ثم نظرت إلي ولدها وتحدثت بنبرة صارمة : إطلع خلي فارس يخلي الطباخين يجهزوا لك سفرة زينة وكُل لحد ما تشبع يا ولدي
أجابها وهو يسحب مقعداً بجانب رسمية وأردف قائلاً بنبرة تأكيدية ضاربً بحديثها عرض الحائط : بس اني معايزش أكل غير مع چدتي وعماتي يا أمّا
إبتسمت صباح وتحدثت بنبرة كيديه وهي تنظر إلي فايقة لتحرق روحها وتُشعلُ داخلها : تسلم يا واد أخوي ويخليك لعماتك يا جلب عماتك
ثم نظرت إلي صفا وتحدثت إليها لتُكمل علي ما تبقي من صبر ذاك القاسم وتجعلهُ يخر ساجداً تحت أقدام إبنة شقيقها الغالي : جومي يا صفا هاتي لي جِزازة حاچة ساجعه من المطبخ أبلع بيها الوكل
تحدثت ورد الجالسه بجانبها وهي تهِمُ بالوقوف : هجوم أني أچيب لك يا عمه ،، أصل البنات اللي جايبهم زيدان بياكلوا چوة وحرام اجومهم من علي الوكل
جذبتها صباح من ذراعِها وأجلستها من جديد وتحدثت إلي صفا بإصرار : بس أني عايزة صفا هي اللي تچيبها لي يا ورد
إبتلعت صفا لُعابها بعدما فهمت مغزي حديث عمتها ولكن لم تستطع معارضتها لإحترامها الزائد لها فتحدثت بهدوء : حاضر يا عمتي
وقفت تحت أعين ذاك المُراقب لها وما أن تحركت وبان قوامها الممشوق وكشفت عن ساقاها المتناسقه شديدة البياض حتي بدأ صدرهُ يعلو ويهبط من شدة الإشتياق الذي إجتاحهُ بلحظة
نظرت فايقة إلي حالة صغيرها وأستشاط داخلها وأشتعل من تلك الصفا التي يبدوا وكأنها ستُسيطر علي قلب ولدها وتجعل منه زيدانً أخر بعائلة النعماني ،، ولكنها سُرعان ما تبسمت بتشفي حين تذكرت عشقه الهائل لتلك القاهرية التي ستقهر قلب صفا وبالتالي سينفطر قلبي زيدان و ورد علي صغيرتهما وتُشفي صدرها من النار الشاعلة به مُنذُ سنواتٍ عدة ولم تنطفئ أبدا
وما كان تفكير ليلي ببعيداً عن والدتها فتحدثت إلي عمتها بنبرة ساخرة ذات معني : منورة يا عمة
أجابتها صباح بعدم قبول لتلك الدائِمة التعالي عليها : بوچودك يا بِت أخوي
أسرعت هي لتختفي من أمام عيناه التي وبرغم عدم رؤيتهُ لإعطائها ظهرة إلا انها شعرت بها وهي تتأكل كُل إنشٍ بجسدِها
دلفت إلي المطبخ بأنفاسٍ متقطعة ،، وجدت مريم تجلس فوق مقعداً جانبياً رغم إرتدائها لردائها الأسود الذي ستر جسدها وشعرها بالكامل ،، فتحدثت إليها بإستغراب : جاعدة إهني لوحدك ليه يا مريم؟
تحدثت إليها مريم بهدوء : بريح راسي شوي من صوت المزيكا والناس
هزت لها رأسها بهدوء ثم تحركت إلي المُبرد وفتحته واخرجت منه بعض عبوات المياة الغازية وتحدثت إليها بإستعطاف وهي تُبسط لها ذراعيها : ممكن يا مريم بعد إذنك تطلعي الحاچة الساجعة دِي لعماتك
وأكملت وهي تنظُر أرضً ويبدوا علي وجهها الحُزنُ : أني كمان تعِبت ومحتاچة أريح راسي شوي
أجابتها مريم بإبتسامة ترحاب وهي تمد يدها وتتلقي منها تلك العبوات : حاضر يا صفا
ثم تمعنت النظر بوجهها وتساءلت بإستفسار : مالك يا صفا ،، هو أني ليه ملاحظة إن فرحتك غايبة ؟
إبتسمت بجانب فمها ساخرة وأجابتها بنبرة صوت تُظهر كم هي متألمة،، محبطة : ومين فينا فرحته كانت كِملت يا مريم لجل فرحتي ما تِكمل ،، كِلياتنا ماشيين في طريج عكس إرادتنا ومُچبرين نكملوا فيه غصب عنينا لچل بس ما نطيع أوامر چدي اللي هي في مصلحة مين ؟
وأكملت وهي ترفع كتفيها بإستسلام : مخبراش
إقتربت منها مريم وأردفت قائله بإستغراب : بس إنتِ عاشجة قاسم وريداه يا صفا،، يُبجا فين الغُصبانية في الموضوع ؟!
ملعون أبو العشج اللي يمحي معاه الكرامة ،، جملة تفوهت بها صفا بنبرة حادة وعيون غاضبة
واكملت بنبرة حاده بائسة : معيزاهوش أني العشج ده اللي عيزل الواحدة مِنينا ويخليها تحس إنها رخيصة ومفروضة علي اللي جِدامها
كانت تستمع إليها بعقلٍ مُشتت وتُحدث حالها وتلومها ،، يا الله منكِ مريم،، أتلك هي من كُنتي دائِمة الحِقد عليها ؟ أنظري بعيناكِ وتمعني في حال تلك المسكينة التي تدعو إلي التعاطف والشفقة ؟
ألهذة الدرجة خدعكِ غرامك الموهوم لذاك القاسم فا بتعدتي عن مبادئك وخدعكِ حدسكِ وبتي تحقدين علي تلك المُتألمة التي لطالما عاشت وحيدة بدون أشقاء ،، ولطالما حاولت الإقتراب منكِ وليلي ولكن حقدقما عليها كان يُجبركما علي النفور وإبعادها بشتي الطُرق
مدت يدها وتحدثت بنبرة مرتجفة من أثر تأنيبها لحالها : ممكن يا صفا تجبلي نبجا أصحاب وإخوات وتشاركيني همك وحِزنك ، وأي حاچة مزعلاكي أني موچوده لچل ما أسمعك وأشاركك في الحل
نظرت إليها بإستغراب للتغيير المُفاجئ ثم ابتسمت بوهن وأجابتها : أني طول عمري وأني بعتبرك أختي رغم محاولاتك لصدي في الجُرب منيكي يا مريم
أجابتها مريم بإستياء من حالها : عِندك حج يا صفا
واكملت بنبرة خجلة : أني أسفه
تحدثت صفا بدُعابه كي تَخرُجا كلتاهما من تلك الحاله : مفيش أسف بين الإخوات يا مريم ،، بس لازمن تعرفي إنك بإكده فتحتي علي نفسك باب مهيتجفلش أبداً لاني هغرجك في مشاكلي النفسيه التي لا تُعد ولا تُحصي
إبنسمت لها مريم بإخوة واجابتها : واني تحت أمرك يا صفا
ثم تحدثت بدُعابه : هروح أخرج الحاچة الساجعة لعمتك صباح بدل ما تاجي تشرب من دمنا انا وإنتِ بدل الكولا دي
إبتسمتا الفتاتان وبالفعل تحركت إلي الخارج وضلت صفا بصُحبة حُزنها
_____________________
خرجت مريم وأعطت لعمتها طلبها تحت إستغراب الجميع لعدم حضور صفا وأستشاطة قاسم من تصرفات تلك العنيدة التي تصِرُ علي حرمانهُ من لذة النظر إليها بحالتها المُهلكة تلك
دلف زيدان بعد الإستئذان من الجميع وتحدث إلي قاسم بإبتسامة : الفرح كلياته مجلوب عليك برة وأتاريك جاعد إهني وسط الحبايب يا سي قاسم
وقفت صباح وتحركت لتقف بجانب شقيقها القريب من قلبها وأردفت قائلة بإبتسامة بشوش : أني اللي شيعت له لچل ما ياجي يجعد ويانا شوي ونتونس بيه يا أخوي
لف ذراعهُ حول كتفي شقيقتهُ بإحتواء وقبل مقدمة رأسها قائلاً بنبرة حنون : ربنا يديم چمعتنا ويبارك فيها وفيكم يا أم محمد
ثم نظر إلي ورد بعيون عاشقة وكأنهُ برؤياها قد وجد ضالته إبتسمت له خجلاً فتحدث هو مُداعبً إياها تحت أنظار الجميع : چري أية عاد يا أم العروسه،، معتكبريش واصل إنتَ ولا أية ،، اللي يشوفك يجول عليكي أخت صفا اللصغيرة
ضحكت له وتحدثت بدُعابة : لما تبطل إنتَ بكش أبجي أني أكبر يا زيدان يا نُعماني
غمز لها بعيناه وتحدث قائلاً بدلال : تعرفي عني إكدة بردوا يا زينة الصبايا ،، ومن ميتا كان العاشج بكاش
فتحدث قاسم مداعبً كلاهما تحت نظرات فايقة الحارقة التي لو خرجت نارها لأشعلت نجع النُعمانية بأكمله : أني بجول نجوم إحنا نروحوا علي السرايا ونطلب إتنين ليمون لعمي ومرته جبل ما نمشوا ونسبوهم لحالهم
قهقه الجميع وتحدث زيدان وهو يتلفت باحثً بعيناه عن قُرة عيناه غاليته الصغيرة،، نسخة امها الحبيبة : صفا وينها ؟
تحدثت ورد وهي تُشير إلي المطبخ : جوة في المطبخ،، أدخل لها
وما أن نطقت حتي وقف ذاك القاسم مُنتفضً من مقعدة وبسرعة البرق كان يختطف وشاحاً موضوع فوق مقعداً جانياً وتحدث وهو يسبق خطوات عمه مُهرولاً : لحظة يا عمي من فضلك
ودلف سريعً إلي المطبخ وجدها تجلس واضعه رأسها بإهمال للخلف تستند علي ظهر المقعد وما أن إستمعت إلي خطواته حتي إنتفضت من جلستها وأردفت بتساؤل مُرتعب من هيئته وحركته المُسرعه : فيه أية ؟
أجابها وهو يقترب عليها فارداً الوشاح ولفهُ علي ذراعيها وصدرها مخبأً إياهم بعيداً عن نظر زيدان : أبوكي چاي
نظرت له بإستنكار من فعلته وتحدثت بنبرة إعتراضية يشوبها الغضب مُتناسية أمر ثيابها الكاشفة : نعم ،، وإنتَ چاي تداريني من أبوي إياك ؟!
رمقها بنظرة غاضبه وكاد.أن يتحدث لولا دلوف زيدان الغاضب الذي تساءل بنبرة ساخرة : إنتَ إتجننت إياك يا قاسم ،، بتداري بِتي مني ؟
أجابهُ بوجهٍ صارم ونبرة جادة لا تقبل المزاح : معلش يا عمي،، بس مهينفعش تشوفها إكدة
وأكمل بحديث أقنع زيدان وتلك الغاضبة : لا الدين ولا العُرف ولا حتي الأصول تجول إنها تنكشف عليك بلبسها دي
نزلت كلماتهِ المُحقة عليها جعلتها تخجل من حالِها ،، حين هز زيدان رأسهُ بموافقة وتحدث إلية بتفاخر : عچبتني يا واد النُعماني ،، دكر بصحيح يا قاسم ،، طالع لچدك
إبتلعت هي لُعابها وتحرك زيدان إلي أميرته وحاوط وجهها الرقيق بكفي يداه ناظراً داخل عيناها الفيروزية وتحدث بنبرة مُرتجفه حزينة : خلاص نويتي الرحيل وهتسيبي زيدان لحالة يا جلب زيدان ؟
تنهدت بهدوء وأجابته بعيون تتلألئ بها حبات الؤلؤ المسماة بدموعها : أسيبك واروح فين بس يا حبيبي،، ده أنتَ جلب صفا من چوة اللي لو فارجته روحي من بعده تفارجني
أجابها ومازال ناظراً بعيناها : بعد الشر عن روحك يا جلب أبوكي
ثم ادخلها في احضانه وبات يربت فوق ظهرها بحنان تحت إستغراب قاسم الذي ينظر لهما بذهول حتي أن دموعهُ كادت أن تفرط منه من شدة جمال علاقتهما الرحيمة المترابطة ،،
وبالوقت ذاته شعر بشعور غريب عليه ولاول مرة يزورهُ ،، شعور بالغيرة القاتلة الذي تخلل إلية تحت إستغرابه هو شخصياً لكنهُ فسرهُ انها غيرة مشروعة وطبيعية كونها أصبحت زوجته
شعر بأنهُ يقف كالعزول بين الأب وقُرة عينه فقرر الإنسحاب حتي يُفسح لهما المجال ويُعطيهما بعضً من الحرية كي يعبر كلاهما للأخر عن ما بداخلة
خرج وتحدث إلي الچده بإحترام : أني خارج لجل ما أرحب بالضيوف يا چدة ،، تؤمري بحاچة
ردت عليه بنبرة حنون : ما يؤمرش عليك ظالم يا ولدي
خرج وتلاهُ زيدان بعد قليل إلي الخارج وانضموا لإحتفالات الرجال التي مازالت قائمة ،، وخرجت صفا وتحركت للأعلي خلعت عنها ثوبها ثم توجهت للمرحاض وأخذت حمامً دافئً كي يُزيل عناء يومها وأرتدت منامه بيتيه مُريحة وتحركت للأسفل كي تنضم إلي مجلس نساء العائلة من جديد وجلسن يتثامرن
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
كانت تقبع فوق تختها متقوقعة علي حالها ،، تبكي بحرقة علي رجُلِها التي إختارته بنفسها
فتحت كوثر الباب بحدة دون إستئذان ونظرت لتلك القابعة بعيون تُطلقُ شزراً وكادت ان تُلقي بكلماتها الحادة الملامة التي كانت تنتويها بعدما هاتفها عدنان وأبلغها ما حدث منها وإستماع إبن عم قاسم لحديثهُ معها
تنفست بصوتٍ مسموع ثم زفرت بضيق وتوجهت إلي التخت وجاورت إبنتها الجلوس وتحدثت بنبرة خالية من مشاعر الأم التي تشعر بصغيرتها،، ولكن ها هي كوثر بتجبرِها وجمود مشاعرها : إنتِ عاملة في نفسك كده ليه يا بنتي ؟
نظرت لها إيناس بضعف ودموعً مُنسابة،،
فأكملت كوثر متلاشية دموعها وتحدثت لائمة بحده : بتعيطي علي إيه،، أومال لو ما كُنتيش عارفة إنها جوازة مصلحة وهو مجبور عليها ،، وإن دي هتكون مغارة علي بابا اللي قاسم هيكبش منها ويحط في حجرك إنتِ وأولادك كُنتي عملتي إية ؟
إعتدلت بجلستها وتحدثت وهي تُجفف دموعها والغيرة تنهش صدرها : مش قادرة أتحمل يا ماما ، قلبي واجعني أوي ،، كل ما اتخيل إن قاسم هياخد واحدة غيري في حضنه النار بتقيد في جسمي كُله
وأكملت بصياح : غصب عني يا ناس انا بردوا بشر وبحس وأغير
رمقتها كوثر بنظرة معاتبه وتحدثت بحدة : وغيرتك دي هي بردوا اللي خلتك تنسي إتفاقه معاكي وتتصلي بيه في وسط الفرح وهو محذرك ومحرج عليكي إنك متتصليش بيه
قطبت جبينها وتساءلت بإستغراب : وإنتِ عرفتي منين إني إتصلت عليه ؟
اجابتها كوثر بنبرة غاضبة : هو ده كل اللي همك عرفت منين ،، عرفت من عدنان ،، قاسم قال له يكلمني ويخليني اعقلك
إنتفضت من جلستها واقفة بحده ودارت حول حالها بالغرفه بغضب وتحدثت إليها بنبرة ساخطة : والله عال،، هو البيه هيبدأ يشتكيني ليكم من الوقت
ردت عليها مُفسرةً بنبرة غاضبة : قاسم مكنش بيشتكي ،، ده إبن عمه سمعه وهو بيتكلم معاكي وشكلهم كده شدوا مع بعض في الكلام لأن عدنان بيقول لي إن قاسم كان شايط ومولع وهو بيكلمه
ثم تحدثت بحده ناهرة إياها بعتاب : كان عقلك فين يا إيناس وإنتِ بتعملي كده،، مفكرتيش إن ممكن الموضوع يتعرف وجده يحكُم عليه ما يتجوزكيش وتطلعي من المولد بلا حُمص ؟
تقدري تقولي لي لو ده حصل ، ساعتها هتعملي ايه في عمرك اللي إتسرق منك وإنتِ قاعده مستنية البيه
وأكملت بجشع : ولا الفلوس والعز اللي هنغرق فيه من الجوازة دي وحياتنا اللي هتختلف 180 درجة ،،
مين اللي هيعوضك عن كل ده يا مجنونة ؟
رفعت قامتها لأعلي وتحدثت بغرور : من النحية دي ما تقلقيش يا ماما ،، قاسم بيحبني ومتعلق بيا ولا يمكن يسبني تحت أي ظروف
ردت عليها كوثر بنبرة ساخرة : وهنعمل أيه بحبه ده يا حبيبتي ولا بقاسم نفسه من غير فلوس جدُه
وأكملت بتهكم : هو أنتِ فاكرة إن قاسم بتاعك ده يسوي حاجة من غير فلوس عيلتُه ؟
اجابتها إيناس : متنكريش إن قاسم حد شاطر جداً في مجاله والدليل علي كده إنه قدر يثبت نفسه في السوق في سنين قليلة
أردفت بتهكم قائلة بتقليل من شأنة : قاسم بتاعك ده مجرد محامي مغرور ولولا مكتبه الشيك اللي في أرقي مناطق البلد ولا كان حد سمع عنه ولا حتي لمح طيفه
وأكملت بتفسير : الناس في بلدنا يا بنتي أهم حاجه عندهم المظاهر،، وقبل ما يسألوا عن شطارة المحامي أو الدكتور أو غيرة،، بيسألوا الأول عن أتعابهم كام ومكاتبهم فين علشان يتفشخروا قدام الناس ويتباهوا إنهم راحوا للمكان وللأسم الفُلاني
وأطلقت تنهيدة طويلة ثم أكملت مهددة إياها بإشارة من سبابتها : لأخرة مرة هنبهك وهقول لك حطي عقلك في راسك وإعقلي يا إيناس،،
وأكملت بنبرة هادئة كي تُهدئ من غضبها : إهدي خالص وحاولي تكتمي غيظك وغضبك جواكي علشان ما تخسريش كل حاجة في لحظة غباء منك
زفرت إيناس بضيق وتحدثت : خلاص يا ماما فهمت ،، إتفضلي بقا إطلعي برة ،، عاوزة أقعد لوحدي
أومأت لها بتفهم وبالفعل خرجت لتجلس بصحبة زوجها ضعيف الشخصية ،، وجلست إيناس تُعيد حساباتها من جديد لتتماشي مع الوضع الحالي
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل منزل زيدان
مازالت جميع نساء العائلة مجتمعات منتظرات إنتهاء إحتفال الرجال بالخارج
وبدون مقدمات شعرت بألم حاد يهاجم جانبها الأيسر بشراسه فتأوهت بخفة وهي تُمسك جانبها بيدها ،،
لاحظت ورد تغير ملامح وجة صغيرتها فسألتها مُتلهفة : مالك يا بِتي ؟
أجابتها صفا بملامح وجه منقبضة متألمة : معرفاش يا أمّا ،، لجيت چنبي وچعني مرة واحده إكدة
تحدثت نجاة بنبرة صادقة : الله أكبر ،، محسودة يا نضري،، دي عين الحريم اللي تندب فيها رصاصة يا دَكتورة
لوت فايقة فاهها وتحدثت بنبرة تهكمية : والحريم هيحسدوها علي ايه إن شاء الله ؟
محدش حلو غيرها إياك
وأكملت بتفاخر وكبرياء وهي تنظر إلي إبنتها المجاورة لها : هتاجي أيه هي في ليلي بِتي ليلة حِنتها ولا ليلة دُخلتها
أطلقت صباح ضحكة تهكمية وأردفت قائلة بنبرة ساخرة : جال علي رأي المثل،، خنفسة شافت ولادها علي الحيط جالت ده لولي ملضوم في خيط
اطلقت علية وصباح ضحكاتهم الساخرة وأستشاطت كُل من فايقة وليلي التي تحدثت بنبرة حاده غاضبة : تُجصدي ايه بحديتك دِه يا عمه ؟
ردت عليها فايقة بنبرة تهكمية وهي تتبادل النظر بين صباح وعليه بحقدٍ : عمتك تُجصد إن أني الخُنفسة وإنتي بِتها يا نن عين أمك
ونظرت لها مُتسائلة بنبرة غاضبة : مش إكده بردك ولا أني غلطانه يا عمه صباح ؟
كادت صباح ترد لولا إستماعهم للتي أطلقت صرخاتها بتألم قائلة : آاااااااه ،، چنبي هيموتني يا أمّا
وقفن الجميع وبِتن تتحركن بهرج ومرج بإتجاه تلك المُتألمة عدا فايقة وليلي التي وقفتا تتابعان الوضع من بعيد دون أدني إهتمام
وتحدثت الجَدة بهلع : مالك يا دَكتورة ؟
أجابتها بصراخ وهي تعتصر جانبها بكف يدها : هموت يا چدة ،، نار جايدة في چنبي
تحدثت ورد وهي تلتقط هاتفها المحمول سريع وتضغط علي ازرته : أني هكلم أبوكي لجل ما يشيع يچيب لك حكيم حالاً
قاطعتها صفا بإشارة من يدها وتحدثت بتوجه تحت غضب ليلي وغيرتها : كلمي يزن يا أمّا ،، دكتور ياسر أكيد وياه بره
أومات لها وبالفعل هاتفت يزن الذي أسرع إلي ياسر ودلف بهِ للداخل سريعً ،، لمحهُ قاسم الجالس بجانب عدنان وأستشاط داخلهُ حين ظن أن يزن دلف للداخل كي يُهنئ صفا ،، ولكن ما شغل بالهِ أكثر هو ذلك الشخص الغريب الذي لم يتعرف عليه لعدم لقائهما من ذي قبل
داخل الغرفة المتواجدة بها صفا،، كانت تجلس فوق التخت متألمة تجاورها الجلوس رسمية التي إرتسم الهلع فوق معالم وجهها رُعبً علي غاليتها وصغيرة ولدها،، ويقف ياسر يتابع الكشف عليها بإهتمام بعدما أبدلت ثيابها بأخري محتشمة تناسب الشَرع والعُرف
تساءلت الجده بإهتمام : خير يا ولدي ،، صفا مالها ؟
أجابها ياسر بملامح ثابته مطمئنً إياها : إطمني يا أمي ،، دكتورة صفا بخير ،، هي بس يظهر إنها متوترة شوية وما ارتاحتش ولا نامت من الصبح ، فالتوتر عمل لها تهيج شديد في القولون العَصبي
ضيقت ورد عيناها وتساءلت مستفسرة بهلع : قولون ايه يا دَكتور اللي عتتحدت عنيه ،، بتي بتشتكي من چنبها وأني خايفه لاقدر الله ليكون المُصران الأعور
أجابها بإبتسامة هادئة : متقلقيش حضرتك،، الأعراض اللي عند الدكتورة صفا ملهاش علاقة نهائي بإلتهاب الزايدة الدودية
وأكمل مفسراً : ولعلم حضرتك القولون لما بيلتهب بيأثر علي الجنبين أول حاجة
تحدثت صفا متألمة : أرچوك يا دَكتور ياسر تديني أي حاچة بسرعة،، مش جادرة أتحمل الألم
تحدث إليها وهو يُخرج إبرة مُسكنه من الحقيبة الخاصة بعملةِ كطبيب والتي كانت بالسيارة المصطفه خارج القصر وجلبها لهُ يزن بطلبٍ منه بعدما رأي حالة صفا : حالاً هديكي إبرة عضل وهترتاحي بعدها علي طول
قاطعة إقتحام ذاك الثائر للغرفة و الذي تحدث بنبرة ساخطة بعدما إستمع لجملتهِ الاخيرة قائلاً بلكنة قاهرية : طب ينفع كدة تغامر بإيدك وهي كل راس مالك يا دُكتور
حول بصرهِ لذاك الغاضب وتسائل بعدم فهم : حضرتك بتكلمني أنا ؟
تحرك إلية وشد قامته واقفً بشموخ كالجبل وتحدث بفحيح وهو يلتقط من بين يده تلك الإبرة قائلاً بعيون تُطلقُ شزراً : وهو فيه حد غيرك هنا بيتعدي حدودة وببحط نفسة قدام القطر
ثم نظر لتلك المُرتعبه التي إنكمشت علي حالها من دلوف ذاك المتهور وأردف قائلاً بغيظ من بين أسنانه بطريقة تهكمية وهو يُشير لها بتلك الإبرة التي بيدة : هريحك أنا ،، متخافيش
قطب ياسر جبينه وتحدث بإستغراب وهو ينظر للإبرة : أيه اللي إنتَ عملته ده يا أستاذ
وأكمل وهو يُبسط كف يده إلية بلهجة حادة : إديني الحقنه من فضلك علشان أحقن بيها المريضة
إقترب منه أكثر وأصبحَ أمام وجههُ مباشرةً ينظر إليه بمعالم وجه مُنكمشة تنم عن مدي غضبه وتفوة بتوعد : إنتَ شكلك مُصر علي فقدانك لأهم طرف في جسمك برغم إني حظرتك وده مش علشانك
واسترسل نافياً يهز رأسهُ : خاااالص ،، أنا كل اللي عامل حسابهم هما المرضي المساكين اللي محتاجين إيدك الحلوة دي علشان تكشف عليهم وتزيل عنهم الأوجاع
وأكمل بنظرة حارقة كادت أن تُشعل ذاك الياسر من حدتها : والوقت إطلع برة من غير مطرود وحالاً
تحدثت ورد بإعتراض : والحقنه يا قاسم ؟
وبسرعة البرق حول بصرهُ لزوجة عمه ورمقها بنظرة مشتعلة وتحدث ناهراً إياها : مرااات عمي
إنكمشت ورد علي حالها ونظرت رسمية إلي قاسم بشموخ وكبرياء وسعادة
ثم أعاد النظر لذاك الواقف الذي إرتعب من نظرته وبسرعة البرق كان يلملم أشيائهُ داخل الحقيبة وتحدث إلي صفا متحمحمً بنبرة خجلة : أنا هكتب لك علي نوع برشام هتاخدي منه حبتين مع الحقنة وهتبقي كويسه
واكمل وهو يحمل حقيبتهُ ويتجه ناحية الباب : وانا هبعت لك ممرضه من الصيدلية حالاً تديكي الحقنه
قاطعه قاسم بنبرة حادة : متشغلش بالك إنتَ ،، أنا هديها لها
إعتصر ياسر قبضة يده حتي برزت عروقة غضبً وخرج صافقاً الباب خلفه
واخيراً ظهر صوتها المعترض وهي تنظر له وتحدثت بإعتراض : تديهالي إنتَ كيف يعني ؟
حول بصرة إليها ورمقها بنظرة مُشتعله وتحدث بنبرة تهكمية بلكنتهِ الصعيدية : دالوك بس طلع لك صوت وبتعترضي،، كان فين لسانك ده من شوي وإنتِ سامعه البية وشيفاه ببجهز الحقنه وعاوز يديهالك في....
وصمت غاضبً وأسترسل حديثهُ بنبرة تهديدية : علي العموم مش وجته،، بعدين ،،، الحساب يچمع يا دَكتورة
وتحدث وهو يُمسك الإبرة أمراً إياها : إتعدلي يلا علشان اديكي الحقنه
تساءلت الجدة بإستفهام : هو أنتَ بتِعرف تدي إبر يا قاسم ؟
اجابها بهدوء : ايوا يا چده ،، وأني في الكلية أخدت دورة إسعافات أوليه واتعلمت ادي إبر وأعمل تنفس صناعي
تحدثت صفا رافضة بإعتراض وهي تصرخ متألمة : طلعيه برة يا أماي وإندهي لي عفاف الممرضه تديني الحقنه بسرعة،، همووووووت
أجابها وهو يجز علي أسنانه : عفاف عفاف.،، إنتِ الخسرانه
رمقته بنظرة حارقة وخرجت ورد سريعً كي تبعث لعفاف قابلها يزن الذي بالفعل قد اتي بها ودلفت للداخل وأعطتها الإبرة بعد إصرار صفا علي خروج قاسم من الغرفة ،، وبعدها إستكانت ملامحها وهدأت حين زال الألم وتلاشي
أما بخارج الغرفة
وقف قاسم ينظر بوجه يزن بمعالم وجه مُحتقنة بالغضب وتحدث بحدة : إنتَ كيف تتچرأ وتچيب الدكتور وتدخله علي مرتي من غير ما تديني خبر ؟
أجابه بمجابهه : كُنت عاوزني أروح أخد إذنك إياك وأسيبها بتصرخ من الوچع
إنكمشت معالم وجهه بالغضب وهتف بحدة و وعيد : أني جولت لك من إشوي ،، وبعيدها عليك تاني لجل العِشرة والجرابة اللي بيناتنا ،، إبعد عن مرتي وإتجي شري يا يزن،، وإلا قسماً برب العزة مهعمل حساب لأي حاچة بعد إكدة وهتشوف مني وش مكُنتش أحبك تشوفه واصل
تحركت إليهما ليلي وتوسطت وقفتهما وتساءلت وهي تنظر علي حدة وجوههم : فيه أيه يا قاسم ،، مالك إنتَ ويزن واجفين لبعض كيف الديوك إكدة ؟
أجابها قاسم وهو ينظر داخل أعين يزن بحدة : مفيش حاچة يا ليلي ،، كنت بجول ليزن يخلي باله من نفسة أصلة غالي علي جوي وحياته تهمني
ورمقهُ بنظرة حارقة وتحرك بإتجاة الباب ودقهُ بعدما خرجت الممرضة ودلف للداخل وأغلق الباب خلفة وتحدث بهدوء إلي جدته و ورد وعماته وجميع الموجودات حول صفا : بعد إذن الچميع ،، عاوز صفا في كلمتين علي إنفراد
إرتعبت اوصالها وانتفض جسدها رُعبً من هيأته المستشاطة
وتحمحم الجميع وتحدثت الجده بعدما إطمأنت علي صفا : وماله يا ولدي ،، مرتك ومن حجك تجعد وياها لحالك وتطمن عليها
ثم وجهت حديثها للجميع بأمر وهي تتحرك من فوق التخت : يلا بينا منك ليها
وبالفعل خرج الجميع وتحرك ذلك الغاضب إليها ومال بجزعهِ مُقتربً عليها وتحدث بحدة : أول وأخر مرة أشوف المسخرة اللي حُصلت إنهاردة دي ،، وإلا متلوميش غير حالك من اللي هيچري لك مني
وأكمل مُتهكمً : يعني لولا دخلت بالصدفة الهانم كانت كشفت چِسمها جِدام راچل غريب عادي چداً وبدون أي خجل
واسترسل حديثهُ مُلقياً عليها التهم بعيون تُطلقُ شزراً من شدة غيرتهِ المجنونة : للدرچة دي چسمك رخيص عليكِ ومعندكيش حياء واصل ؟
إتسعت عيناها بذهول وملامح مصدومة أثر حديثهُ وبلحظة تحولت إلي نظرات عدائية،، وأشتعل داخلها غضبً من إلصاقهُ إياها للتهم وتحدثت بحده بالغه : علي أي أساس بنيت حُكمك إني كُنت هسمح له يديني الحُجنه ؟
وأكملت مُبررتً : بغض النظر عن إنه وضع عادي وطبيعي لو كنت سمحت له يديني الحجنه بصفته دكتور وچاي يعالچني ،، خصوصاً في ظل حالتي وألمي المبرح اللي كنت حاسه بيه وجتها
بس برغم إكدة عمري ما كنت هسمح له تِعرف ليه ؟
نظر لها يترقب حديثها فهتفت هي بحدة : لان خچلي وحيائي اللي إتهمتني من إشوي إنهم معدومين عِندي هما اللي كانوا هيمنعوني
وبلحظة قطعت حديثها ودقتت النظر بعيناه وكأنها تذكرت شئً كان غائبً عنها : ثم تعالي إهني يا استاذ،، إنتَ بأي صفه واجف تحاكمني وسامح لنفسك تكلمني بالشكل المُهين دي ؟
أجابها بنبرة جامدة متهكمة : يمكن بصفتي چوز الهانم مثلاً !
إشتعلت عيناها وتحدثت إليه بنبرة حادة مذكرة إياه بإتفاقهما : علي الورج ،، چوزي علي الورج يا مِتر متنساش ،، يعني مش من حجك تُجف تتأمر وتحاسبني إكدة
وأزاحت عنهُ بصرها وتحدثت بإسلوب حاد : ودالوك ياريت تطلع برة لاني تعبانه و واخده حُجنة مُسكنه والمفروض إني أنام وأرتاح لجل ما تجيب مفعول زين
إشتعل داخلهُ وأقترب من وجهها وتحدث بفحيح بنبرة غاضبة وعيون مشتعلة : جولت لك جبل سابج إن لسانك طويل وعايز جطعة ،،
وأكمل بوعيد : بس ملحوجة يا بِت زيدان
أجابته بنبرة حادة ورأسٍ شامخ مُرتفع : وأني جولت لك جبل سابج ،، لساته متخلجش اللي يهددني ويخوفني ،، و لساتك مَتِعرِفش بِت زيدان زين يا مِتر
رمقها بنظرة حارقة وتحرك للخارج بقلبٍ يغلي صافقاً الباب بشدة زلزات جُدران الغرفة بأكملها
نظرت علي طيفه وبلحظه إنهار جبل الجليد التي كانت تتحامي خلفه بجمود ورمت حالها علي وسادتها وسمحت لدموعها الإنسياب كي تريح صدرها الذي إمتلئ بالهموم والوجع ولم يعد لديه التحمُل بعد
إنتهي البارت
قلبي بنارها مغرمُ
بقلمي روز آمين
13💘
مرت الليلة علي صفا بصعوبة شديدة،، حتي أنها لم تتذوق بها طعم النوم إلا سويعات قليلة وذلك من شدة حُزنها مما هي اتية علية ، وكلما خانها شعورها وأتجه بها ساحبً مشاعرها إلي عالم الأحلام لتنعم داخلهُ وتسرح في تخيل إقتراب ليلتها مع فارس أحلامها التي طالما إنتظرته ليأتيها علي حِصانهِ الأبيض تستفيق علي صفعة قوية من واقعها المرير حين تتذكر حديثهُ معها عندما أخبرها أنه كان مُجبراً لتحمل تلك الخُطبة كي ينأي بحالة في الأخير من تلك الزيجة الغير مرغوب بها من ناحيته ، تنكمش معالم وجهها وتنقبض معدتها وتتقلص
ظلت علي هذا الوضع طيلة الليل ولم تغفي إلا القيل من السويعات وبعدما فشلت بالعودة إلي ان تغفو وتُريح جسدها وقفت وحسمت أمرها إلي النزول للأسفل حيث تواجد الجميع
نزلت تتدلي من أعلي الدرج وجدت المنزل يأجُ بالأقرباء الذين اتوا باكراً كي يعرضوا علي ورد المساعدة في التحضير إلي ليلة الدُخله والوقوف بجانبها في ذاك اليوم المهم بالنسبة لكل أم
إستمعت إلي صوت والدها يصدح من غرفة الطعام فساقتها أرجُلها إليه وجدته يجلس هو وشقيقتيه ووالدتهُ وشقيقهُ مُنتصر يلتفون حول مائدة الطعام ويتناولون فطورهم بنفوس راضية وجو عائلي يملؤة الدفئ والحنان
إشتدت سعادتها حين رأت والدها يجلس بجانب والدتهُ ويتحدثان بحميمية و وجوةٍ مُبتسمة وانسجامٍ تام ،، فتيقنت حينها رضا جدتها علي والدها ورجوع علاقتهما كسابق عهدها
تحدثت عمتها صباح حين لمحتها : يا صباح الفل علي جمر النُعمانية،، جَربي يا عروسة
إبتسمت إلي عمتها وتحركت بسعادة ووجهٍ ملائكي كشمسٍ أشرقت علي المكان في يومٍ شتوىٍ شديد الصقيع وسطعت بكل أرجاءه فأنارته وأدفأت أركانهِ الباردة
فتحدثت وهي تُميل بجذعها علي مقدمة رأس جدتها وتُقبلها بدلال : وأني اجول البيت زايد نورة بزيادة إنهاردة ليه،، أتاري ست الكُل منوراه بطلِتها البهية
إبتسمت لها وتحدثت وهي تُربت علي يدها الموضوعه فوق كَتفها بحنان : طول عمرك وإنتِ محدش يعرف يغلبك بالكلام يا بِت زيدان
إبتسمت لها و أردفت قائله بدلال : طالعة شاطرة كيف چدتي الحاچة رسمية
في حين تحدثت صباح بنبرة حماسية : چِدتك جامت من الفجرية لچل ما تاچي تُجف مع أمك وهي بتجهز لك الوكل بتاع دُخلتك ،، ولچل ورد متحسش إنها لوحدها في يوم زي دي
وأكملت عليه بنبرة دُعابية وهي تنظر إلي زيدان المُبتسم : إنتِ بيخيل عليكي الحديت دي بردك يا صباح ،، أمك عملتها حِجة لچل ما تاچي تُجعد چنب دلوع عِينها اللصغِير ويرچعوا الماضي اللي كان
ضحك الجميع وتحدثت رسمية وهي تنهرها : إتحشمي يا عليه وخلصي وكلك إنتِ وأختك وإطلعوا شوفوا مرت أخوكم تلاجيها مِحتاسة لوحديها في المطبخ
تحدثت بإمتنان وهي تتبادل النظر بين جدتها وعماتها : ربنا يبارك لي في عُمركم وما يحرمني منكم أبداً
ثم حولت بصرها إلي عمها وتحدثت بترحاب : كيفك يا عمي
اجابها ببشاشة وجه قائلاً بإطمئنان : الحمدلله يا بِتي ،، كِيف صحتك دالوك ؟
أجابته بشكر : الحمدلله بخير
ثم جلست بجانب والدها الذي نظر إليها وتساءل بحنان : كيفك دالوك يا جلبي
أجابته إبتسامتها وأردفت لتطمانتهُ وهي تُقبل يده : بخير الحمدلله يا أبوي
تحدثت علية وهي تُشير إليها إلي الطعام : يلا آُفطِري يا صفا لچل ما تاخدي علاچك عشان ما يحصلكيش كيف اللي حُصل لك إمبارح
هزت رأسها بنفي قائلة : مجدراش يا عمه ،، مليش نفس للوكل
نظرت لها الجَدة وتحدثت بإصرار : كلام إيه دي يا عروسه،، لازمن تاكلي لچل ما تُصلبي طولك وتتجوي ،، لساته اليوم طويل ومحتاچ منيكي الجوة
أومأت لها برأسها وبدأت بتناول الطعام مُتغصبة علي حالها لأجل إرضاء أحبائها
وباتت تتحدث بمرح كعادتها وتُفرق الإبتسامات علي وجوة الجميع برغم ألمها المُميت الساكن روحها بسبب إتمام زيجتها التي حلُمت بها كثيراً ولكنها لم تأتي كما تمنتها،،
إحتفظت بحُزنها لحالها كي لا تُحزن قلوب أحبائها الغوالي وبالاخص والدها الحبيب و والدتها الحنون
تلفتت حولها وتساءلت مُستفسرة : أومال فين أمي ؟
أجابتها عليه : أمك مع حريم العيله بيچهزوا وكَل ليلتك يا عروسه ،،
فأكملت صباح بنبرة فخورة : أما اني حشيت لك شوية حمام بالفريك يا دَكتورة ،، هتاكلي صوابع يدك وراهم إنتِ وقاسم
إبتسمت لها بيأس حين تذكرت إتفاقها مع حبيبها ومتيم روحها ورسمت بخيالها السيناريو لليلة دُخلتها البائسة
وجهت الجَدة حديثها إلي صفا قائله بإستفسار : الست بتاعت الزِوَاج والحريم اللي وياها دول صحيوا يا صفا ؟
اطلقت صفا ضحكة لم تتمالك من كظمها وسريعً إستطاعت التحكم بها وأردفت مصححة لجدتها : إسمها ميكب أرتست يا چدتي ،، والبنات اللي وياها دول يبجو الفريج المُساعد ليها
واكملت بنبرة جادة : علي العموم هما لساتهم نايمين لدلوك
ضحكت الچدة بشدة علي غير عادتها حتي تبين صف أسنانها وتحدثت بنبرة ساخرة : فريج مساعد ليه إن شاء الله،، تكونش فاكرة حالها دَكتورة إياك ؟!
ضحك الجميع ثم تحدثت متسائلة زيدان : ألا لجيتها فين دي يا زيدان ؟
أجابها بهدوء : ده علام بيه المُصدر بتاع الفواكه اللي بتعامل وياه هو اللي دلني عليها لما عرف إن صفا هتتچوز،،جال لي إن مرته بتتعامل وياها وإنها شاطرة زين في زِواج الحريم
ثم وجه حديثهُ إلي صباح قائلاً بإهتمام : جومي حضرلهم فطور زين يا صباح ،، ولو ناجص حاچة جولي لي أبعت أچيبها من برة
أجابته بهتاف ووجهٍ سعيد : خير ربنا كَتير يا خوي ،، المطبخ مليان من خيرات الله وكله فضلة خيرك يا حبيبي ،،
وتحدثت وهي تضع أصبع يدها علي مقدمة رأسها بتفكر : أني هحط لهم طاجن ورج عِنب وصنية رجاج باللحمة المفرومة ،، وطاجن لحمة بالبصل علي كام چوز حمام محشي فريك
ضحك زيدان ساخراً حين فتحت صفا فاهها بذهول وتحدثت : شكلك ناوية تخليهم يِجضوا ليلتهم في المستشفي يا عَمه
نظرت لها صباح بعدم إستيعاب واكملت صفا مفسرةً : الناس دي كتيرها تُفطر عسل ومربي وعيش توست،، تجومي إنتِ بجبروتك تفطريهم رُجاج و ورج عِنب وكُمان حَمام محشي
ضحك الجميع وتحدثت رسمية إلي إبنتها بتوجيه : جومي خلي حُسن وخَضرة يسيبوا اللي في يدهم ويعجنوا كام فَطيرة مِشلتته ويخبرزوهم جوام جبل ما الضيوف يَصحوا،،وحطي لهم عسل وبيض مِدحرج ومربي وچِبنة
أومأت لها وتحركت للخارج حين أمسك زيدان كف يد والدتهُ وقبلهُ بحنان وتحدث إليها بعيون تغمرها حناناً : ربنا يخليكي ليا يا أمّا وميحرمنيش من رضاكي عليا ولا من دخلة بيتي
إبتسمت لسعادته وربتت علي كتفه ثم مسحت علي شعرهِ بحنان تحت سعادتهُ وصفا ومُنتصر الهائلة
في تلكَ الأثناء، دلفت إليهم مريم وهي تحمل صغيرتِها بعدما آنتوت الإندماج مع صفا وفتح صفحة جديدة معها
تحدثت بوجهٍ بشوش برئ : صباح الخير
إلتفت صفا لمصدر الصوت لتنظر إليها وأبتسمت بسعادة حين تحدث زيدان بنبرة سعيدة : صباح النور يا بِتي ،،
وأكمل وهو يُشير إلي سفرة الطعام ليدعوها للإنضمام : تعالي آُفطري ويانا
تحركت إليهم حين تحدثت عَليه بوجهٍ سعيد : هاتي چميلة إشيلها عَنيك لجل ما تُفطري براحتك يا مريم
وبالفعل حملت الطفلة وباتت تُنثِرها بالقُبلات
بسطت الجدة ذراعيها وتحدثت بإبتسامة حانية : هاتي چميلة أشيلها أني يا عَلية وإنتِ روحي لعَند مرت أخوكِ شوفوا عتعملوا إيه
في حين جلست مريم بالمقعد المجاور لصفا التي تحدثت بنبرة سعيدة : مدي يدك يا مريم لجل ما نفتح نفس بعض علي الوَكل
إبتسمت لها وبدأتا بتناول طعامهما تحت حديثهما الشيق وضحكاتهما مع والديهما وجدتهما
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل شقة رفعت عبدالدايم
كان يجاور زوجتهُ الجلوس بأريكة الصالة يتناولون مشروب القهوة ،، تفاجأوا بخروجها وهي ترتدي ثيابً فخمة وتضع
مساحيقً فوق وجهها مبالغ بها ،، ويبدوا عليها إنتواء الخروج ،،
تعجبا من حالتها وخصوصاً عِلمهُما بأن قاسم قد أغلق المكتب ومنح جميع الموظفين إجازة وذلك لعدم تواجدهُ هو وعدنان المتواجد معهُ بسوهاج بحكم انهُ صديقهُ المقرب ،، ولعدم إنهاكها بالعمل لحالها وهي في تلك الظروف النفسية
دقق رفعت النظر إليها وأردف قائلاً بتساءل : لابسه ومتشيكة أوي كده ورايحه علي فين يا إيناس ؟
وأكمل بإستفهام : ثم آنتِ أيه اللي مصحيكي بدري كده ،، مش المفروض إنهاردة المكتب أجازة ؟
أجابته بهدوء وثبات إنفعالي وهي تُهندم من ثيابها : مسافرة سوهاج يا بابا
صدح صوت تهشيم زُجاج وذلك نتيجة إنزلاق فنجان القهوه من يد كوثر التي إتسعت حدقة عيناها وأنتفضت واقفة من جلستِها هاتفة بحده : الظاهر كدة إن جواز قاسم من بنت عمه جننك وخلاكي فقدتي إتزانك خلاص ،، سوهاج ايه اللي عاوزة تسافريها يا مجنونه ،، ده إنتِ لو قاصدة تخلي قاسم يفسخ الخطوبة ويسيبك مش هتعملي كدة
أجابتها بثقة : وقاسم يسيبني ليه ،، أنا هروح أحضر الفرح زيي زي عدنان بالظبط ،،
واكملت بملامح وجه جامدة : وأظن إن ده وضع طبيعي بحكم إني زميلته في المكتب
رمقتها والدتها بنظرات تتطاير منها الشرار
أما رفعت الذي تحدث بإعتراض هادئ كشخصيته : عيب يا بنتي كدة،، مينفعش اللي بتعملية ده ،، يعني أيه تسافري لوحدك وكمان من غير إذني ولا إذن خطيبك
وبنبرة حادة تحدثت إليها كوثر بطريقة أمرة : إخزي الشيطان يا إيناس وأدخلي علي أوضتك وبطلي بقا الجنان والعِند اللي إنتِ فيهم ده
وأكملت بإطراء كي تَبثُ الثقة داخل نفس إبنتها وتُعيد لها غرورها كي تهدأ وتعِي علي حالِها : الضعف والغيرة مش لايقين علي إيناس عبدالدايم المحامية الشاطرة اللي إسمها بيهز قاعات المحاكم
وكأنها بتلك الكلمات قد نهرتها علي وجهها بصفعة قوية أعادتها للواقع ،، رفعت قامتها للأعلى بغرور وتحدثت : أنا اسفه يا ماما إني خيبت ظنك فيا بأفعالي اللامحسوبة سواء إمبارح أو إنهاردة ،،
وأكملت بوعد وكبرياء : و أوعدك إن دي هتكون أخر مرة تشوفيني فيها ضعيفة بالشكل ده
إبتسمت لها كوثر بإستحسان ،، وأدارت هي ظهرها مُتجهه إلي غرفتها من جديد
اما ذاك المغلوب علي أمرة فضرب كفً فوق الآخر وجلس من جديد قائلاً بهوان : لا حول ولاقوة إلا بالله
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
عصراً
خرج زيدان من غرفته بعدما إرتدي جلبابهِ الصعيدي و لف عِمامتهِ ناصعة البياض فوق رأسهِ ثم وضع علي كتفه عبائتة الصوف الإنجليزي الفَخمة ،،
وجد من تتحرك إليه بخطوات أنثوية قائلة بدلال ونبرة رقيقة للغاية : تؤبرني شو جذاب ستايلك،، بعئِد زيدان بيك ،، من قلبي بهنيك عهالذوق العالي بإختيارك للألوان وتنسيقا ،، يغزي العين عَنك اللي بيشوفك بقول خيى للعروس مانّك بيّا
إبتسم لها وتحدث شاكراً علي مجاملتها : تسلمي يا مدام لينا وأشكرك علي المچاملة الحلوة دي
أجابته بنبرة حماسية صادقة ونبرة جادة وذلك من وجهة نظرها كإمرأة تهتم بمجال الشياكة والاناقة وتعمل بهما : بس هيدي مانّا مچاملة مِسيو زيدان ،، انا عَم إحكي جد
وأكملت بإعجاب بريئ : عن جد بهنيك علي إستايلك وإهتمامك بلياقتك لحتي تِطلع بهالچسمك الرياضي اللي كتير بعَئِد ،،يعني ماشالله عليك شخصية وشبوبية
و وجهت بنصيحة لهُ من حيثُ موقع عملها : بدي إياك تضلك هيك،، تهتم بحالك وما تِهْمِل چِسمك لتضلك مهضوم وجذاب والعُمر ما يبيّن عوِچّك وتضل الصبايا تلحقك من مطرح لمطرح
قهقه عالياً بسعادة ولكنها إختفت سريعً حين إستمع إلي صوت تلك الغاضبة التي صدح من خلفه لتتحدث قائله بنبرة حادة : واجف عنديك بتعمل أيه يا عم الشباب ؟
إبتلع لُعابهُ لعلمهِ غيرتها الشديدة عليه والتي وبالتأكيد لن تجعل ذلك الموقف يمر مرور الكرام،، إلتف إليها ينظر لها بعيون مُرتعبه رغم محاولاته المُستميته بالثبات
وتحدث بنبرة مرتبكة مزيفة : مفيش يا ورد،، اني كُنت بوصي مدام لينا عليكي لچل ما تهتم بيكِ وتُبجي زينة الليلة يا أم العروسة،،
وأكمل بحديث ذات مغزي : كُنت بجولها تتوصا بيكي في الحمام المَغربي
رمقتة بنظرة حارقة وتحدثت بغضب : وأني كُت محتاچه لزِواج المدام لجل ما أبجا زينة في عينك إياك؟
إبتلع لعابهُ من شدة غضب تلك المتمردة وكاد أن يتحدث سبقته لينا التي وجهت إليها الحديث بنبرة حماسية في محاولة منها بتهدأت الأجواء : مسيو زيدان أكيد ما بيقْصُد الشي يا اللي فهمتية حياتي ،،
واسترسلت حديثها بإطراء : ماشالله عنِك وچِك وبشرتك كتير رايقين وبياخدوا العقل ،، وما بتحتاچي إلا شوية روتوش
رفعت حاجبّ وأنزلت الآخر ثم تحدثت إليها بنبرة ساخرة : وإنتِ بجا يا مهشكة اللي هتجولي لي چوزي يجصد يجول لي أيه ؟
تحدثت لينا بنبرة خَجِلة بعدما إستشفت غضبها ونبرة السخرية من حديثها فأردفت بإحراج : بعتذر مِنك مدام عتداخلي وأكيد ما كِنت بقصد هيك شي ،، بعد إذنكن
وتحركت منسحبه للأعلي في طريقها إلي غرفة العروس لتبدأ في تجهيزها بالحمام المغربي المعتاد للعرائس في هكذا يوم
حزن زيدان ورمقها بنظرة مُلامة،، أما هي فبادلتهُ إياها بنظرة حارقة وتحركت من أمامة دالفة لغرفتهما سوياً وأغلقت بابها بشدة حتي ان بابها كاد أن يُخلع،،
إستشاط داخلهُ من أفعالها المجنونة وتحرك مُقتحماً عليها غُرفتها وجدها تجوب الغرفة إياباً وذهاباً والغضب يكتسي ملامحها ،،
وقف مقابلاً لها وتحدث بحدة : إية اللي عِملتيه مع الست برة دِي يا مجنونة آنتِ
هتفت بنبرة حادة وتحدثت مقلدة صوت لينا : وعاوزني أعاملها كيف إن شاء الله يا مسيو زيدان
عيب يا ورد ،، ده أنتِ بِت أصول ودي مهما كانت ضيفتك و واچِب عليكي إكرامها ومعاملتها زين ،، كانت تلك كلمات قالها لها زيدان كي يكسب ودها ويجعلها تعود إلي عقلها من جديد
تحدثت إليه بصياح ومازال الغضب يُسيطر علي ملامحها : ضيفة ؟
وهي الضيفة بردك بتوجف تتمايص علي رچالة البيت وتچلع عليهم وتجولوا چسمك حلو ولبسك ابصر ايه ؟
قهقه عاليا وأرجع رأسهُ للخلف وتحدث إليها بعدما إستطاع التحكم بقهقهاته : وهو ده بجا اللي مزعلك وخلي چنانك يطلع عليا وعلي المسكينة دي.،،
واكمل حديثهُ : إفهمي يا حبيبتي ،، الست بتتكلم في إختصاص شُغلها وبتجول رأيها في لبسي
أردفت قائلة بنبرة حادة : وحديتها الماسخ عن چِسمك وجمالة دِه بردك من إختصاص شغلها يا راچل يا بِچح يا أبو عين زايغة
وأقتربت منهُ وخبطت بكف يدها فوق بطنهِ بحدة بالغة جعلتهُ يتراجع للخلف سريعً كي يتفادي خبطاتها الغاضبة وكظم تأوهاته من شدة تألمة
وتحدثت هي بنبرة ساخرة : ومن بجاحتك واجف مبسوط وعاچبك مساختها عليك وشافط لي كرشك شبرين لچوة لچل ما تجول لك تؤبرني مسيو زيدان
إنفجر ضاحكً بشكل هيستيري علي طريقة غضبها وتعبيرات وجهها الساخرة التي تدعو للضحك تحت غضبها الكبير من قهقهاتهُ العالية
تمالك من ضحكاته وأقترب منها وامسك يدها وتحدث بغمزة من عيناه : للدرچة دي عتحبيني يا ورد ولساتك بتغيري علي زيدان زي اللول
جذبت كف يدها من بين راحته بعنف ثم رمقتهُ بنظرة حارقة وتحدثت بنبرة حادة للغاية تنم عن مدي إشتعال روحها : إبعد يدك عني وبطل شغل التلات ورجات بتاعك ده يا أبن النُعماني ،، حديتك المدهون دي مهياكُلش معاي دالوك
وأكملت بحده : روح أدهن بيه النواعم بتاعتك اللي كُت واجف معاها من إشوي يا بتاع لينا
إقترب عليها من جديد وجذبها بقوة ليحيط خصرها بساعدية القويتان ويشبك كفيه أسفل ظهرها في حركة مقيدة لحركتها ،،باتت تفرك بعنف محاولة الفكاك منه ولكن هيهات،،فمن أين الخلاص من قبضة ذلك العاشق الحديدية
هتفت بنبرة عصبية وهي تتلوي بجسدها في محاولة منها بالفكاك : سيبني يا زيدان
أسيبك كيف وإنتِ روح زيدان وعَجلة،، جملة قالها زيدان ببحة بنبرة عاشقة إبتلعت جرائها لُعابها و أهتز قلبها ،، و أكثر ما جعلها تستكين بين ساعدية وتهدأ هي نظرة عيناه الصادقة التي تنطقُ عشقً فاذابتها
فتحدث هو بعيون تصرخُ عشقً : وبعدهالك عاد يا بِت الرچايبة ،، ناوية تضيعي لي ليلتي اللي برتب لها من شهر إياك
تساءلت مُتمنعة : ليلة أية دي كَمان إن شاء الله
أجابها بنظرة وقحة : ليلتك يا أم العروسة،، تكونيش مِفكرة إني جايب لك مدام لينا لحد إهني وموصيها علي الحمام المغربي والمساچ علشان ندخِلوا بنتك وناجي ننام إياك ؟
إبتسمت لهُ ومالت بوجهها للأسفل خجلاً مما أسعدةُ وتأكد حينها أنها وأخيراً قد عفت عنه فاقترب اكثر وبات يُقبلُها تحت سعادتها وعودة الهدوء إلي قلبها العاشق من جديد
بعد مرور عدة دقائق تحدث إليها بدُعابة كي يُعيدها إلي طبيعتها : يلا إطلعي وإتأسفي عاد للوَلية بدل ما تنتجم منك وتحط لك حاچة في ماية الحمام المغربي تسلخ لك بيها چِلدك،، وبدل ما نحتفل بالليلة نجضيها عَويل وكريم تسلُخات
إنفجرت ضاحكة بشدة حتي أدمعت عيناها تحت سعادته
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما داخل غرفة قاسم بعد الظهيرة
كان يغفو بثبات عميق من شدة أرقهِ الذي أصابهُ طيلة الإسبوع المُنصرم حيث أنهُ لم يتذوق للنوم طعمً بسبب شعورةُ بالإهانه بعد معاملة جدهِ له وتوبيخهُ أمام صفا وإجبارة علي إتمام زيجتهُ بها
فتح عيناهُ رويداً رويدا وبدأ بالإستفاقة،، مد ذراعيه وتمطئ بهدوء وهو يتمدد بجسدهِ فوق تلك الأريكة الواسعة
أخذ يدور ببصرهِ يتفقد غُرفته وهُنا وقعت عيناه علي عدنان المُمدد فوق الفِراش وحينها تذكر أنه ترك تختهُ إلي عدنان ليترك لهُ المجال ويجعلهُ يغفو عليه براحه وغفي هو فوق الأريكة المُسطحة
سحب جسده لأعلي وجلس وبدأ يسعل مما أيقظ عدنان وبات يتطلع حولهُ إلي المكان بإستغراب حتي رأي قاسم وتذكر أين هو
جلس هو الآخر وتحدث مُبتسمً إليه : صباح الخير يا عريس
إبتسم له ساخراً وأردفَ قائلاً بدُعابة : عريس ، طب خاف علي نفسك بقا لتكون أختك زرعة لك جهاز تصنت في هدومك ولا في شنطتك وتسمعك وتخلي ليلتك ما يعلم بيها إلا ربنا
إنتفض من جلسته وأردف قائلاً بدعابة : مش إيناس دي أختي،، بس جبارة و تعملها
وقهقه كلاهما ثم نظر له قاسم بجدية موجهً الحديث إليه : قوم فوق كده واتوضي وصلي صلاة الضُحي علشان ننزل نفطر تحت
إستمع إليه وبالفعل دلف إلي المرحاض حين تحرك قاسم بدون وعي وكأن ساقيه هي التي تسوقهُ عنوةً عنه و وقف داخل شرفته وبدون إرادة وجد حالهُ يتلصص علي شرفة غرفتها المفتوحه حيثُ يداعب الهواء بملاطفة ستائرها الشفافه المفرودة والتي جعلت من رؤية الداخل ضبابيه بعض الشئ إلا لمن يدقق النظر جيداً ،،
لا يدري ما الذي جعلهُ يرفع قامته ويجوب بعيناه داخل غرفتها كي يلمح طيفها ،، شعر بالأسي حين تأكد من خلو الغرفة
وبلحظة وعي علي حالهِ وكأنهُ كان مغيبً منساقً دون إدراك
تحدث إلي حالهِ مُستغربً : جرا لك أيه يا قاسم ،، إتچنيت إياك ،، واجف تراجب بلكونتها وتدور عليها كيف المراهقين لجل ما تشوفها ؟
طب ليه وعلشان أيه ؟ لا أنتَ بتحبها ولا هي فارجة معاك
وأكمل بتساؤل لحاله،،، ولا يكونش الدكر اللي چواتك هو اللي بيحركك لما شفتها إمبارح بشعرها وبالفستان العِريان وريلت عليها كيف المراهقين يا حضرة المحامي المحترم
شد قامتهِ لأعلي و وقف بشموخ وحدث حالهُ من جديد،،، أرجع لعجلك يا قاسم وأظبط حالك أومال
وبلحظة إبتسم وتحدث بتناقض لأفكارة ،، أرجع لعجلي كيف يعني،، وحتي لو بفكر فيها كِيف ما بتجول ،، إية المشكلة ،، هي مش مرتي وحلالي اللي ربنا شرعهولي لجل ما أتمتع بيه
في تلك اللحظة إجتاحهُ شعور لذيذ ولأول مرة يشعر به طيلة سنواتهِ المُنصرمة ولم يجد لهُ تفسيراً
أخرجهُ من حالته تلك إستماعهِ لصوت رنين هاتفهُ يصدح من خلفه،، تحرك إليه وجدهُ أباه الذي حسهُ علي النزول هو وصديقهُ كي يتناولون إفطارهم والترحاب بالزائرين الذين أتوا من جميع النجوع من حولهم كي يقدموا التهاني والمباركات لحفيد كبير المركز بأكمله
وبالفعل تدلي هو وعدنان بعدما توضأ هو الآخر وقام بأداء صلاة الضحي
دلف لداخل غرفة الطعام وشرعوا بتناول فطارهما المجهز من قِبل والدتهُ بإهتمام
دلفت فايقة إليهم وتحدثت بترحاب عالٍ : يا مرحب يا مرحب يا آستاذ عدنان
وقف سريعً بإحترام ليُبادلها التحية : أهلاً وسهلاً بحضرتك يا أفندم
إبتسمت إلية وتحدثت مُعاتبة إياه بملاطفة : يعني ما تاجيش تزورنا غير في المناسبات يا ولدي ؟
و أكملت بإبتسامة : أخر مرة شفناك فيها كان علي فرح فارس من سنتين
أجابها بإبتسامة خَجلة : معلش يا أفندم ،، ما إنتِ عارفة الشغل ما بيرحمش
إبتسمت إليه وتساءلت بتودد : الست الوالدة وعروسة ولدي الأستاذة إيناس أخبارها أي ؟
إنتفض قاسم من جلسته كمن لدغهُ عقرب وأخذ بالسُعال الشديد نتيجة توقف الطعام داخل حلقةِ أثر حديث والدته
إرتعبت بوقفتها واسرعت بإلتقاط كأس الماء الموضوع وناولته سريعً إلي ولدها وهي تهتف قائله بنبرة هلعة : إسم الله عليك يا ولدي ،، إشرب يا نضري
إلتقط هو كأس الماء من يدها بلهفة وتناولهُ علي جُرعةٍ واحده،، ثم أخذ نفسً عميقً وزفرةُ بشدة وبدأ بتنظيم أنفاسة تحت هلع والدتهُ وعدنان الذي وقف بجانبة يدق علي ظهرة بإضطراب
بعد مدة قصيرة هدأ قاسم وبدا علي ملامح وجههِ الراحة، رمق والدتهُ بنظرات حادة كنظرات الصقر واردف قائلاً بنبرة مُحتقنه بالغضب : اية الكلام الفارغ اللي عتجولية دي يا أمّا
أجابتهُ بإبتسامة سمجة : متجلجش جوي إكدة ،، محدش إهني في السرايا واصل،، كلياتهم راحوا من الفجرية لبيت عمك زيدان لجل ما يوجفوا مع مَرته ،، يعني محدش هيسمعنا واصل وإحنا بنتحدتوا
إنتفض من جلسته ورمقها بنظرة حادة وتحدث غاضبً لما ؟ هو لا يدري : ولو يا أمّا ،، الموضوع دِه سر بيناتنا وممنوع منعاً باتاً يتذكر حتي بينك وبين حالك
تحدثت بنبرة متلبكة وهي تنظر إلي عدنان بخجل من حدة صوت ولدها عليها في حضرته : خلاص يا ولدي ،، إهدي أومال ،، محُصُلش حاجة لدا كله
فاق عدنان علي حالة وتحدث بإحراج شديد بعدما رأي خجل فايقة داخل عيناها : بعد إذنكم ،، أنا هخرج برة في الجنينة علشان أكلم بابا وماما واطمن عليهم
وتحرك للخارج بخطوات سريعة ،، وجد الحاج عتمان جالساً داخل الفرندا الواسعة ويتحرك إلية زيدان بإصطحاب فتاة جميلة حد الفتنة
برق عيناه وابتلع لُعابهُ فور رؤيته لتلك الفاتنة التي لم يري لجمالها مثيل من ذِي قبل،، و أقسم بداخلهِ علي أن تلك الساحرة هي أجمل ما رأت عيناه إلي اليوم
أقبل زيدان علي والدهِ وأنحني بقامتهِ علي يد والدهُ ليُقبلها قائلاً بإحترام : صباح الخير يا حاج
أومأ لهُ عتمان بإبتسامة حانية وتحدث إلي تلك التي تقف خلف أبيها وهي تفرك كفي يدها بتلبك وذلك لخجلها منه أنها ومُنذُ يوم المواجهه وهي تتجاهل تواجدها معهُ نهائياً حتي انها لم تعد تذهب إلية يومياً في الصباح كالعادة كي تُقبل يدهُ لتجعل صباحهُ خيراً مثلما يقول لها هو دائماً
هتف بنبرة صوت جهورية ناظراً إليها بحنان : معتجربيش تسلمي علي چدك ولا إية يا صفا،، لساتك حاطة الكرامة بيناتنا يا بِت زيدان ؟
إتسعت حدقة أعين عدنان بذهول حين علم حقيقة شخصيتها وحدث حالهُ بإستغراب : يا لك من رجُلً أبله عديم التذوق قاسم ،، أتستبدل تلك الجميلة بإيناس تلك الغبية المُتسلقة عديمة القلب والرحمة ؟
نعم شقيقتي وأريدُ لها كُل الخير لكني أتحدث عن حقيقتها المُرة وجشع نفسها الذي أراهم بأُم أعيُني
أما تلك الصفا التي تحركت علي خجل وأردفت قائله وهي تُميل علي كف يد جَدِها : العفو يا چدي
فتحدث هو بإبتسامة حانية وأطمئنان : كيف معدتك دالوك ،، مليحه ؟
أجابته بهدوء : الحمدلله يا چدي،، بجيت زينة علي الإبرة اللي أخدتها ليلة إمبارح
أومأ لها بإبتسامة حين تحدث زيدان بتودد إلي عدنان الذي لمح وجودهُ الجانبي للتو : جرب يا عدنان يا ولدي ،، واجف عنديك ليه
إبتسم لهُ وتحرك حتي وقف قبالته وتحدث قائلاً بإحترام : صباح الخير يا زيدان بيه
ثم حول بصرهِ إلي صفا وتحدث مُهنئً إياها بنبرة صوت هادئة : ألف مبروك يا عروسه
في تلك الاثناء خرج قاسم من الداخل وجدها تقف بجانب والدها امام صديقهُ الذي يُهنأها وبدورها شكرته بهدوء ووجهٍ مُبهم خالياً من أية معالم وذلك لجهلِها لشخصيته
إشتعلت النار مُقتحمه جسدهِ بالكامل وغلت الدماء داخل عروقه وخصوصاً بعدما رأها بكل ذاك الجمال الخارق وتلك الهالة التي تُحيطها لتجعل منها كشمسٍ ساطعة تُنير وتجذب الأنظار لكُل من يراها،، وما شعر بحالة إلا وهو يتجه إليها مُمسكً بيدها تحت رعشة جسدها وإنتفاضتهْ أثر تلك اللمسة
جاهد حالهُ بصعوبة بالغة ليتحكم في إخراج نبرات صوتهِ بثبات وهدوء وتحدث بملامح وجة خالية من أية تعبيرات : بعد إذنكم
وسحبها بهدوء وتحرك بها تحت إستغرابها
وبدون حديث سحبها خلفهِ مُقبضً علي كف يدها بطريقة عنيفة حتي أن أظافرة غرست في جلد كفها الرقيق ولكنها تحاملت علي حالها كي تحافظ علي كرامتها ومظهرها أمام الجميع ،،
وبدأ بالتحرك بخطوات واسعة،، تعثرت بخطواتها أثر سرعته وما أن دلفت إلي منزلها واختفت عن أعين جدها و والدها حتي جذبت يدها وأفلتتها من بين راحة يده بعنف
وتحدثت بنبرة حادة ونظرات غاضبة : بَعِد يدك عني يا قاسم ،، أيه،، فاكر حالك ساحب جاريتك وراك إياك
أمسك يدها من جديد وتحرك بها داخل تلك الغرفة الجانبية وزجها بعُنف ثم اغلق الباب بعد دلوفهما
وألتف لها و تحدث إليها بنبرة حادة وعيون غاضبة مُتعجبة : يا بجاحتك ،، وليكِ عين تتكلمي وتعلي صوتك كُمان ؟
واكمل بتساؤل بهِ إتهام : ممكن أعرف الهانم أيه اللي موجفها تتحدت وتتمايع جِدام الغُرب إكدة ؟
وأكمل بصياحٍ حاد : والسؤال الأهم هو أيه اللي موديكي هناك أصلاً في وسط الرچالة الغُرب اللي ماليين الچَنينة وبيچهزوا للفرح
إتسعت عيناها بذهول من تأثير حديثهُ المهين لها ولأخلاقها التي لم تسمح له بالتعدي عليها وهتفت بحدة : خلي بالك من كلامك زين يا واد عمي،، ولما تاجي تتكلم عن اخلاج صفا زيدان يُبجا تُجف مظبوط ،، عشان الكلام اللي إنتَ عتجوله دِه تطير فيه رِجاب
كز علي أسنانة بغيظ وتحدث ليشعل روحها : هو من ناحية إن فيه رِجاب هتطير فده شئ مفروغ منية ،، عشان إكدة لازمن تخلي بالك علي رجبتك الحِلوة دي زين يا دَكتورة
إشتعل داخلها من نبرة التملك والغرور التي يتحدث بها وكادت ان تتحدث لولا دلوف ورد التي أتت أثر صياحهما العالي وأغلقت الباب خلفها سريعً خشيةً من أن يستمع عليهما أحد وتساءلت بإستفهام : أيه اللي حُصل يا ولاد للصِريخ دِه ،، حسكُم چايب لأخر الدِنيا
أجابتها صفا بنبرة غاضبة وهي تُشير بيدها علي ذلك الغاضب : البية المحترم چاي يحاسبني ويتهمني في اخلاجي علشان روحت مع أبوي لچل ما أصبح علي چدي بعد ما چدتي جالت لي إنه كان جلجان عليا طول الليل
وليه وليه سيادته يطلع من چوة يلاجي واحد غريب بيبارك لي جدام أبوي وچدي
كان يستمع لها وكل ذرة بجسدهِ تشتعل غضبً من تلك الثِرثارة ذات الطابع العنيد التي تقف دائماً بوجهه وتعارضة
تحدثت ورد كي تُنهي الأمر : الله أكبر الله أكبر،، دي لازمن عين واعرة وصابتكم
وأمسكت ذلك المُستشاط من يده : إستهدي بالله يا ولدي،، ويلا روح علي البيت لجل ما تشوف اللي ناجصك وتوضب حالك
كان يُسلط بصرهِ فوق تلك الغاضبة،، يرمُقها بنظرات حادة حارقة فتحدثت ورد وهي تحسهُ علي الذهاب : يلا أومال يا عريس الله يرضي عليك
تحدث بحده وهو يرمق تلك الغاضبة بنظرة حادة : أنا هعدي الموضوع وهتغاضي عن كلامها اللي كيف السم دِه لجل خاطرك إنتِ بس يا مرت عمي
اجابته بهدوء لتُنهي هذا الجدل الدائر : الله يكرم اصلك يا ولدي
وتحرك هو للخارج عائداً من جديد إلي منزله ليُتابع تجهيزاته لليلة عُرسهِ ذات الطابع والظروف العجيبة
أما صفا التي زفرت بضيق وتحدثت بنبرة غاضبه : همجي كيف الثور بالظبط
فتحدثت إليها ورد بإبتسامة سعيدة : بيغير عليكِ ومعزور يا ست البِنتة ،، الچدع ممصدجش حاله إن الجمر دي بجت مِلكُة خلاص
إبتسمت لها بمرارة لعدم عِلمها لحقيقة الأمر وتحركت للخارج
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور أكثر من الساعتان ،، داخل مطبخ منزل الحاج عتمان
كانت فايقة تُشرف علي عاملات المَنزل وبعض نساء العائلة القليلات وهُن يقُومن بصُنع بعض الأطعمة الخاصة لغداء أهل المنزل وبعض الزائرين المُهمين للغاية مثل المحاشي والطواجن الخاصة المميز بها أهل النجع والتي تأخُذ مجهوداً شاقاً ووقتً طويلاً ولا يستطيع الطُهاه اللحاق في صُنعها بكميات هائلة لكي تُكفي لتلك الأعداد الهائلة المتوافدة من جميع المناطق المُجاورة ،،
أما بالخارج فيعمل الطاهون الذين يستمرون مُنذُ البارحة ويقفون علي قدمٍ وساق بصُنع أفخم أنواع الأطعمة والحلويات لتقديمها إلي جميع الزائرين والحضور
دلفت إليها شقيقتها بدور وتحدثت مُبتسمة بنبرة هادئة : كِيفك يا أم العريس
نظرت لها فايقة وتحدثت بنبرة مُلامة لتأخرها في الحضور : لساتك فاكرة تاچي تساعدي خَيِتك في وَكل فرح ولدها البِكري يا سِت بدور
اجابتها بدور بنبرة متاسفة : حجك عليا يا خيتي،، چوزي جاله ضيوف من المركز وكان لازمن أعمله غدا ولا تُبجا عيبه في حَجة جِدام اللضيوف
وأكملت مُبررة :. وبعدين ربنا يبارك في الحبايب ،، معاكي عَمتك وبناتها وباجي ستات العيلة
لوت فاهها وابتسمت بجانب فمها ساخرة وتحدثت بنبرة تهكُمية : عمتك وبناتها جاموا من الفجرية وراحوا للست ورد لجل ما يملوا عليها البيت ويحسسوها هي وزيدان بفرحتهم ببِتهم
وأكملت بنبرة حقودة : أما بجا فايقة أم أول حفيد ليهم تنحرج وتولع بجاز مش مهم ،، المهم الست ورد تفرح
ربتت شقيقتها علي كَتِفها بحنان وتحدثت لتهدئ من روعها : روجي علي حالك يا فايقة وأعذريهم بردك ،، دي بِت زيدان الوحيدة و آول وأخر فرحته يا نضري ،، ولازمن ولابُد عمتك وبناتها يشاركوة فرحته بيها
وأكملت مفسرة حديثها بتعقل : لكن انتِ اللهم بارك مچوزة فارس وليلي جبل إكدة وفرحتي بلمة الكُل حواليكي
وأكملت معترضة : ثم وكَل إيه اللي عتعملية يعني ،، ما الطباخين برة في صوان الچنينة جايمين بالواجب وزيادة اللهم بارك ،، هما هبابة المحاشي دول اللي عيغلبوكي
تنهدت بغيظ من شقيقتها دائمة الإصطِفاف بجانب أعدائها وخلق الأعذار لهم ودائماً ما تتهكم عليها هي وتتحامل عليها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل غرفةٍ ما بالطابق العلوي ،، إختارتها ورد بالخلف كي تتزين بها إبنتها بعيداً عن ضوضاء الغُرف المتواجدة بجوار الحديقة وضجيج الرجال والعُمال الذين يعدون ويجهزون المكان ليليق بإستقبال زفاف حفيد النُعماني البِكري الذي طال إنتظارة
كانت تقف أمام تلك ال لينا التي تحدثت بإبتسامة لطيفة : يؤبرني الحِلو ،، ما أجملك صفا يخزي العين بتقولي للقمر قوم لأقعد محَلك ،، ماشاالله عليكي كتير بشرتك رايقة وبتچنن وما محتاجة لكتِير شِغل ،، تاتش زِغير وبتطلعي مَلِكَة إسم الله ،، دخيلو الحِلو ما أطيبوا
إبتسمت لها صفا وشكرتها بلباقة إستغربتها لينا التي حدثت حالها،، كيف لتلك الرقيقة ان تكون إبنة تلك الشرسة عديمة الذوق واللباقة
فاقت من شرودها موجهه حديثها إلي مساعديها بتساؤل : شو صَبايا بعدكُن ما چهزتوا الحمام المَغربي ،، هيك الوقت راح يِسْرِقنا ،، بدنا نلحق لنخلص ونچهز العروس عالوقِت
ثم رجعت ببصرِها مرةً آُخري إلي صفا وتحدثت بإطراء : دخيل عيونك شو بتچنني ،، الله يعينو عريسنا عهالچمال
نظرت لها صفا وإنشطر قلبها لشقين حين تذكرت إتفاقها وقاسمها،، صرخ داخلُها يإنُ ،، وابتلعت غصة مريرة بحلقها ثم إستجمعت حالها وتحدثت إلي لينا علي إستحياء : بلاش منية موضوع الحمام المغربي دِه يا مدام لينا
ضيقت عيناها بإستغراب وهي تنظر إليها مُتفحصة ملامحها الحزينة الخالية من فرحة وسعادة الفتيات بيومهم المُميز ذاك وتحدثت : كيف يعني بلاه يا تؤبريني ،، ما بصير هالحكِي ،، الحمام المغربي كتير مُهم لنضافة جِسمك ونضارة بشرتك ونعومتا قدامه لچوزك
ثم غمزت لها بعيناها وتحدثت بدُعابة : وهاد غير المَساچ ،، راح يخليكي كتير رايقة ومزاچك عالي ،، وكِلْ هالتوتُر اللي حاستيه بروح وبتحسي حالك كتير منيحة
إبتسمت لها بوهن وأردفت قائلة بنبرة مُستسلمة بائسة : مش فارجة كتير يا مدام لينا ،، علي العموم اللي تشوفيه صُح إعملية
وتحركت لتنزع عنها ثيابها كما أخبرتها لينا لتبدأ بالتجهيزات اللازمة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمي
أتي المساء سريعً وبدأ الجميع يستعد ويتأهب للزفاف
وقد خصص زيدان الحديقة الخلفية وحددها بستائر ثقيلة كي تحجب ما يحدث داخل حفل النساء عن العين وتعطي خصوصية لهنَ في الداخل
وقد كلف شركة مُتخصصة قد أتي بها من القاهرة خصيصاً كي يقوموا بتنظيم حفل زفاف وحيدتهُ ويجعل منهُ يومً مُميزاً لها تتذكرهُ علي مّر أعوامِها القادمة
إفترشت الحديقة بالترابيزات الصغيرة المستديرة والتي تُغطي بمفارش زهرية اللون وباقات الزهور التي إعتلت كل ترابيزة علي حدي ،، والمقاعد المريحة والفتيات ذوات الزي المُوجد و اللواتي إنتشرن في المكان لتقديم الخدمة للنساء اللواتي حضرن الإحتفال
وفريق الموسيقي المكون أيضاً من الفتيات حتي يحافظ زيدان علي تقاليد نجع النُعماني ،،
داخل شقة فارس ومريم
كانت واقفه أمام المرأة المتواجدة داخل المرحاض،، ترتدي مِأزرها وتضع مَنشفة تلفُ بها شعرها بعدما أخذت حماماً دافئً إستعداداً لخروجها وأرتداء ثوبها الخاص والتي ستحضر به حفل زفاف حلمُها السابق،، فتي أحلامها التي طالما حلُمت بأنها تُزفُ إليه بثوبها ناصع البياض،، ولكن ليس كُل ما يتمناهُ المرء يُدركهُ
تنهدت بأسي ونفضت رأسها من تلك الأفكار التي دائماً ما تؤرق عقلها وتُنغص عليها حياتها وخصوصاً في ظِل إبتعاد فارس عن مشاركتهِ إهتماماتها والتقرب منها كزوجان متفاهمان ،،
وتابعت وضع بعض الكريمات المُرطبة فوق بشرتها الناعمه وتحركت للخارج تاركة خاتم زواجها بجانب المرأه بعدما خلعتهُ عن أصبعها قبل غمر جسدها بالماء داخل حوض الاستحمام
إرتدت ثوبها ثم وضعت بعض مساحيق الزينة الخفيفة والتي بالكاد تُري بالعين ،، جلست فوق فراشها ومالت بجذعها للأسفل ترتدي حِذائها ،، وهُنا دلف للداخل فارس دون إستئذان مما أفزعها وجعلها تنتفض من جلستها سريعً
نظر إليها بجبين مقطب مُستغربً فزعها وتحدث قائلاً بنبرة رخيمة : مالك إتفزعتي إكده ،، شفتي عفريت إياك ؟
إستشاط داخلها من تلك المعاملة وتحدثت بنبرة حادة : لا مشفتش عفريت يا فارس
وهتفت بإعتراض : بس مفيش حد بيدخل علي حد من غير إحم ولا دستور ويخلعة إكدة
إتجه إلي خزانته وأجابها ببرود وهو يُخرج مسدسهُ الخاص ويضعهُ في جيب جلبابه الصعيدي : مكنتش مفكرك إهني أصلاً،، كل الحريم راحو عِند الجعدة اللي عاملها عمك زيدان لصفا في الچنينة اللي ورا وأني جولت أكيد إنتِ وياهم
تنفست عالياً وتحدثت إليه تُجيبهُ بتفسير : إتأخرت علي ما سبحت جميلة ولبستها وإدتها لأمي ،، وهي مشت بيها للفرح وجالت لي إلبسي براحتك وحصلِينا
تحدث إليها بإهتمام : لبستي جميلة لبس زين للچو يِبرِد بالليل ؟
قطبت جبينها وتحدثت بنبرة ساخرة : چو أيه ده اللي هيبرد في شهر أغسطس يا فارس
أجابها برُعبٍ علي طفلته الغالية : البِت لساتها صغيرة وچِسمها حساس ومهيستحملش تجلبات الچو يا مريم
أجابته بهدوء مقدرة هلعهُ علي طفلته التي يعشقُها : متجلجش يا فارس ، إن شاء الله خير
أومأ لها وأقترب من مكان وقفتها ثم حول بصرة إلي المرأة لينظر علي إنعكاس صورته وبدأ يُهندم من ملابِسهِ ويصفف شعر رأسهِ بعناية
تحت حُزنها وألم روحها الذي تملك منها من أثر تجاهلهُ لوجودها حتي أنهُ لم ينظر لثوبها ولم يتفوة لها بكلمة إعجاب واحدة حتي ولو من باب المُجاملة
إنتهي مما يفعله وتحدث إليها بنبرة جامدة : لو چاهزة يلا بينا ننزلوا علشان أوصلك لجَعدة العروسة جبل ما أرجع فرح الرچالة
أومأت له بحزن وعيون مُنكسرة لم يلاحظهما هو لعدم إنشغاله بها من الأساس وتحركا كلاهما كُلٍ بجانب الآخر ونزلا الدرج ومنهُ إلي الخارج
توقفت فجأة وتحدثت إلية بنبرة قلقة مُتذكِرة : شفت أخرة إستعچالك ،،اديني نسيت دبلتي فوج في الحمام ،، إستناني إهني لحد ما أطلع أچيبها وأچي لك جوام
أجابها علي عجل وهو بالفعل يستعد للمُضي قدماً للأمام : أني مفاضيش لتوهت عجل الحريم وچلعهم الماسخ دِه ،، إطلعي إنتِ هاتيها وأني داخل الفرح علشان أضرب لي كام طلجة لچل ما أرحب بالضيوف اللي چايين يچاملونا
وبالفعل تحرك مغادراً تحت حُزنها وروحِها المُتألمة ،، عادت للأعلي من جديد كي تُجلب خاتم خُطبتها وبالفعل دلفت لداخل المرحاض وتسمرت أمام المرأة تنظر إلي إنعكاس وجهها الحزين،،
تنهدت بأسي وأمسكت بخاتمها تنظر إلية وألم مُميت تملك من قلبها علي ما وصلت إلية ،، زفرت بضيق وقربت الخاتم من أصبعها لترتديه وبلحظة إنزلق من يدها ومن سوء حظها أنها كانت قد نزعت منذُ الصباح وهي تقوم بدورة تنظيف المرحاض الغطاء الذي يسد فتحة الحوض ويمنع نزول أي شئ بها،،
ولكن ولسوء حظها وقع الخاتم في تلك الفتحة وبسرعة البرق ابتلعتهُ وأختفي من أمام ناظريها
كانت تُتابع ما يحدث بعيون متسعة مُزبهلة مما تراه
نفخت بضيق تلعن حظها وغبائها وتحركت سريعً إلي الاسفل كي تلتحق بمجلس النساء قبل خروج العروس وبدأ مراسم الحَفل
خرجت من باب المنزل إستمعت إلي رنين هاتفها يصدح من داخل حقيبة يدها الصغيرة التي تُمسك بها ،، أخرجت الهاتف ودققت النظر بشاشته وجدتها والدتها حياة،، ضغطت زر الإجابة واجابتها وتحركت علي عجل وهي تستمع لحديث والدتها التي تستعجلها الحضور من أجل إقتراب خروج صفا من منزلها
كانت تتحدث وهي تتحرك سريعً متجهه إلي خلف المنزل لتصل من خلالهِ إلي الحديقة الخلفيه من الطريق المُعاكس لحفل الرجال وبلحظة إصطُدمت بأحدهم وهو يتحرك أيضاً علي عجل ليدلف إلي حفل الرجال ،،
وقع من يدها هاتفها أثر الإصطدام فمال ذاك الشاب وإلتقط الهاتف ورفع قامتهِ من جديد وتحدث وهو يمد يدهُ بالهاتف متحدثً بلباقة : أنا أسف جداً يا أفندم علي اللي حصل ،، مع إن حضرتك اللي خبطي فيا مُتعمدة
كان يتحدث وهو ينظر إليها بإعجاب لجمالها الهادئ وعيناها الساحرة الخاطفة للقلوب
قطبت جبينها ونظرت إلية وتحدثت بنبرة حادة بعض الشئ : مُتعمدة ؟ واني هخبط فيك مُتعمدة ليه إن شاء اللّه ؟
تكونش من بجيت أهلي واني مدرياش ؟
وأكملت بحدة بالغة : ما تُظبط كلامك يا چدع إنتَ وتوعي للحديت اللي عتجوله زين
نظر لها مبتسمً من هيئتها الحادة الشرسة التي جعلت من جمالها جذابً فوق الحد ، خطفته لكنتها الصعيدية وحدتها،، ولا يدري لما إتجهَ ببصرهِ وحولهُ إلي كفي يداها،، تنهد بإرتياح حين وجدهما خاليتين من أي خاتم يُشير إلي زواجها أو حتي خُطبتها
إبتسم لها وتحدث بنبرة هادئة كي يمتص بها غضبها الذي أصابها بفعل حديثهُ : طب ممكن تهدي شوية وتسمعيني ،، أنا كُل اللي أقصدة إني كُنت ماشي بعيد عن خطواتك و واخد بالي كويس جداً لكن إنتِ كُنتي مشغولة بالكلام في التليفون ومش باصه قدامك،، علشان كده غيرتي إتجاة خطواتك في آخر لحظة وخبطي فيا بدون قصد طبعاً
واكمل بإحترام ونبرة صوت تدل علي رُقيه وتحضرهُ : علي العموم أنا أسف مرة تانية لحضرتك
تحمحمت بإحراج وخجلت بشدة من إسلوبها العنيف وحدتها في الكلام معهُ وتحدثت بنبرة هادئة : أني اللي أسفه علي إندفاعي في الكلام
وأكملت بعدم إهتمام وهي تنسحب من جوارة لتُكمل طريقها : بعد إذنك
تحركت ونظر هو عليها كالمسحور وبسرعة البرق إختفت خلف تلك الساتر الحاجز الذي أمر عتمان بوضعهِ كي يحجب إحتفال النساء عن عيون المارة من الرجال الدالفين من البوابة الحديدية
تنفس بإنتشاء وحدث حالهُ بصوتٍ مسموع : لذيذة وطعمة أوي يا بنت اللزينة ،، لا وشرسة وبتخربشي كمان
وتحرك بإتجاههِ إلي داخل الإحتفال قابله يزن الذي رأهُ من بعيد وتحرك إليه علي الفور للترحاب به : يا أهلاً يا دَكتور ،، إتأخرت ليه إكده يا راچِل
أجابهُ ياسر بإبتسامتهِ البشوش المعهودة : معلش يا باشمهندس ، أصل كُنت نايم وراحت عليا نومه
ربت علي كتفهِ بإخوة وأردف قائلاً : نوم العوافي ،، إدخل علشان تسلم علي چدي وتبارك للعريس
وتحركا معاً للداخل
14💘15
دلفت مريم إلي الحفل وتحركت إلي المنضدة التي تلتف حولها والدتها وچدتها وليلي،، وما أن شاهدتها طفلتها الباكية حتي أشارت إليها فالتقتطها علي الفور وهي تُقبلها بلهفة وتمسح علي ظهرِها بلمسات حنون كي تُهدأها
تحدثت إليها حياة بنبرة لائمة : أية يا بِتي التأخير ده كلياته ،، بِتك مبطلتش عياط وعمالة تسأل عليكي
تنفست عالياً ثم زفرت بضيق وتحدثت : إسكتي يا أمّا علي اللي حُصل لي
وبدأت بقص ما حدث عليهم
فتحدثت الجده بحنان : فداكي مية دبلة يا بتي ،،ولا يهمك من بُكرة هخلي فارس يچيب لك أحسن منيها
إبتسمت بأسي حين تذكرت ذاك الفارس الذي لم يكترس لها من الأساس،، حتي أنهُ وصل بهِ الامر أنه لم ينتبة إلي جاذبية ثوبها أو لون حجابها الرقيق
شكرت جدتها وتنهدت بأسي
ثم تحدثت إلي والدتها بإستفهام : هي صفا مخرجتش لحد دالوك ليه يا أمّا ؟
تحدثت ليلي بنبرة ساخرة مُتهكمة : تخرچ كيف بِت ورد جبل ما الحاشية كلياتها تِكتمل و تنتظر ظهور السلطانة علي نار و أول ما تدخل الكُل يجف ويجدم لها فروض الولاء و الطاعة
إنفلتت ضحكة عالية من مريم لم تستطع الإمساك بها في حين رمقتها رسمية بنظرة مُرعبه أخرستها وجعلتها تبتلع باقي ضحكتها وتُكظمها
ثم حولت بصرها إلي ليلي وتحدثت بنبرة حادة لائمة : لحد ميتا هيفضل غلك ياكل في جلبك من ناحية بِت عمك يا بت قدري ؟
و أكملت بأسي وحديث ذات مغزي : ولا يكونش دِه وراثة هو كَمان ،،
واسترسلت حديثها بنبرة مُعاتبة : مش بكفياكي عاد لحد إكدة ،، البت بجت مرت أخوكي ولساتك الحقد مالي جلبك من ناحيتها لية
نظرت إلي جدتها بحدة وتحدثت بنبرة ساخطة : الجبول والمحبة بياجو من عند ربنا يا چدة.،، وربك والحق اني من يومي مهطيجهاش لله في لله إكدة،، وأني حُرة
وأكملت بتهكم : ولا تكونش هتجبرونا نحبها غصبن عنينا كُمان
أجابتها الجده بإقتضاب : لا يا أم لسان متبري منيكِ ،، بس علي الاجل تعامليها زين ومتبينيش كُرهك وحجدك بالأوي إكده
واسترسلت حديثها بنبرة يكسوها بعض الندم : بس خُديها نصيحة من چدتك العچوزة يا بِت ولدي،، الحجد معيدمرش غير صاحبة،، والجسوة بتموت الجلوب ،، ويا ويلك لو الجلب مات
إنتفضت من جلستها في إعلان منها عن رفض حديث جدتها و وقفت غاضبة وتحدثت بنبرة ساخطة لكل ما حولها : أني فيتالكم المطرح بحاله ،، هروح أجعد جار أمي زمناتها محتچاني چارها بعد ما الكُل سابها لحالها في ليلة فرح ولدها البكري
وتحركت تحت نظرات رسمية ونجاة اليائسة من أفعال تلك الليلي التي ورثت حقدها علي صفا و ورد من والدتها
وجهت نجاة حديثها إلي والدة زوجها لتهدئ من روعها بعدما إستشفت حُزنها الظاهر بعيناها : هدي حالك يا مرت عمي،، دي بت مطيورة و معرفاش حالها بتجول أيه،، بكرة تعجل وربنا يهديها وتعرف إنها دُنيا متفاته وممستهلاش الكُرة دي كلياته
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمي
أما بالأعلي داخل الغرفة المتواجدة بها صفا
أنتهت لينا من وضع اللمسات الأخيرة لصفا وتحدثت بإبتسامة : ليك دخيلو شو هالعروس يلي متل القمر،،
إسم الله عليكي بتچنني وبتاخدي العقل
وهلئ وقفي وأتطلعي عحالك بِالمْرايِة
كانت ترتدي ثوبً يُشبة أثواب الأميرات في رِقتهِ ورُقيه،، مرتديه حِجابً أنيقً زادها فوق حُسنِها حُسنً ،، وضعت لها لينا بعض مساحيق التجميل الهادئة وتفننت لتجعل من ملامحُها الرقيقة كلوحة فنية بديعة الصُنع،، مما جعلها كملاكٍ برئ لا تملُ العين من رؤياه
إبتسمت لها بوهن واعتدلت ثم وقفت بالفعل وتطلعت إلي إنعكاس صورتها بالمرأة،، وبلحظة شعرت بمرارة داخل حلقِها لم تشعر بمثيلها طيلة الخمسة وعشرون عامً المُنصرمة
وذلك بعدما رأت شدة جاذبيتها وجمالها الفتان التي شاهدتهُ في إنعكاس مرأتها
تمنت لو أن لها الحقُ في الإنهيار والتعبير عن ما تشعُر به من مّرارة ،، أرادت أن تصرخ ألماً بأعلي صوتها لتُعلن للجميع عن مدي عُمق جُرحها النازف،، ضغطت علي حالها بأقصي ما عِندها لتبقي ثابته لأجل أحبتِها
نظرت لإنعكاسِها وبدأت بحديث النفس المُؤلم،،
ماذا فعلتُ بدُنياي لحتي أُجني حصادي بكل ذاك الوجع ؟
أيُعقل أن تكون تلك هي ليلتي التي بِتُ أحلمُ بها مُنذُ نعومة أظافري ؟
لما إلهي ؟
وما الحِكمةُ من وراء ما يجري معي ؟
ما الذنبُ الذي إقترفتهُ يدي لتُذبح روحي وتندثرُ فرحتي أمام أعيُني هكذا ؟
ثم مالت برأسها قليلاً لليمين ومازالت تري إنعكاسها من خلالِ مرأتها،،،ومازال حديثُ النفسِ دائِرًُ
دائماً ما كُنت أنتظرُ ليلتي تلك
و لطالما كُنت أظُنها حقاً ليلتي
و لطالما ظَننتُ أن سعادتي بها ستتخطي عنانُ السَماء
ولكني قد نَسيتُ أن بعض الظنِ إثمُ كَبير
وها أنا الأنُ آُجني حصاد إثمِي
ولكن !!! ما هو إثمي يا تُري ؟
أنا حقاً لا أعلمهُ !
هل هو إثمًُ خَفيُ غير معلوم؟
أم انهُ إرثُ عائلتي !!
فاقت من شرودها علي دلوف ورد إليها التي أتت لتُخبرها بأن أباها ينتظرها بالأسفل ليصطحبها للخارج،، وبناءً عليه فإنها وجب عليها النزول
وما أن رأتها ورد حتي إنتفض داخِلُها بشدة من فرط سعادتها بفضل ما رأت وبدون سابق إنذار أطلقت الزغاريد الرنانة لتنزل علي قلب تلك الصفا وتُشعرها بقمة سعادتها رغم ما بقلبها من خيبات وألم
وقفت أمام إبنتها وتحدثت بعينان مبهورتان غير مصدقتان لما ترا أمامها : الله أكبر يا دَكتورة الله أكبر
حصوة في عين كل اللي شاف چمالك ولا صلاش علي سيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم
إبتسمت لوالدتها بسعادة حين رددن جميع الموجودات : علية افضل الصلاة والسلام
ثم تحدثت بنبرة حنون متأثرة برغبتها التي تلحُ عليها في البكاء لكنها تحاربها وبكل قوتها كي لا تُأثر علي إبنتها : مبروك يا جلب أمك
أجابتها بحنان : الله يبارك فيكِ يا أمّا ،، ربنا يخليكِ ليا إنتِ وأبوي
ثم إلتفت ورد ببصرها إلي تلك اللينا التي تتجنبها خشيةً غضبها وحديثها القاسي وتحدثت بنبرة ودودة وأبتسامة واسعة بمثابة إعتذار : تسلم يدك يا مدام لينا ،، وحجك علي
إبتسمت لها لينا وصفي قلبها سريعً وتحدثت بإبتسامة لطيفة : ولو مدام ما تِحكي هيك هيدا واچبي وشِغلي ،، ألف مبروك للعروس،، الله يهنيها ويسعدا
تحركت صفا وأتجهت إلي الدرج لتتدلي وجدت والدها ينتظرها أسفل الدرج ،، وقفت أمامهُ تنظر إليهِ بنظرات ممزوجه بالخجل والإحتياج معاً ،، إتسعت عيناه بذهول عندما شاهد صغيرتهُ أمامهُ بثوب زفافها الذي جعل منها حورية هبطت لتوِها من الجِنان وما كان منهُ إلا أنهُ سحبها وادلفها لداخل أحضانه وبات يشدد عليها وكأنهُ يريد أن يشق ضلوعهُ ويخبأها بداخلة
مشاعر متناقضة إقتحمت كيان زيدان،، حب،، خوف،، سعادة،، غيرة،، رغبة في البكاء،، كمٍ من المشاعر المختلفة تمكنت منه،، تماسك من حالهِ كي لا تخونهُ عيناه وتسمح لدموعهُ الحبيسة بالإنسياب،، لم يقوي علي إخراج صوته المكتوم فأشار لها بيده كي تتشابك يده وتتحرك
إبتسمت بخِفة وأطاعته بعدما قرات بعيناه كل ما كان يجب أن يُقال،، تحركت بجانبهُ متجهه للخارج وخلفهما ورد التي كانت تُشاهد ذاك المشهد الصعب علي أي أب وتبكي بصمت كي لا يشعرا عليها ويلحقاها بالبكاء
بالخارج تحدثت فايقة بضيق إلي ليلي : هي السنيورة إتأخرت چوة لية إكدة ؟
وما أن أنهت جُملتها حتي إستمعا إلي صوت الموسيقي يصدح ليُعلن عن ظهور العروس بصحبة زيدان وخلفهما ورد
وقفن جميعهن إحترامً لتلك اللحظة وبدأن بالتصفيق الحاد وإطلاق الزغاريد تعبيراً عن فرحتهم بإبنة عائلتهم ونجعهم،، إنبهرن جميعهُن بجمال صفا الهائل وبِتنَ يتهامزن فيما بينهُن بإعجاب ،، أوصلها زيدان إلي المكان المُزين والمخصص لجلوسها
أحاط وجنتيها بكفيه بتملك ووضع قُبلة فوق جبينها بقلبٍ مُنفطر ثم إنسحب سريعً من امامها ليُغادر ،، وجد والدتهُ تقف قبالته
وتحدثت إليه بحنان وهي تُمسك يده وتُشدد عليها وكأنها تؤازرهُ لتقل له عيناها أنا معك،، وأشعر بما ينتابك من ألام مُميتة ،، قبل يدها ومقدمة رأسها وبعدها إنهالت عليه المباركات من شقيقتيه وأقربائة من نساء العائلة
وتحࢪك سريعاً ليُغادر فحقاً لم يعُد لديهِ القُدرة علي إحتمالية الوضع أكثر ،،
وما أن وصل لخارج حدود الإحتفال في طريقهُ إلي إحتفال الرجال حتي أوقفهُ صوتها الهادر وهي تُنادية بثبات : زيدان
إلتفت للخلف ونظر لها مضيق العينان مُستغربً حين تحدثت هي بنبرة شامتة ونظرة عين حادة كارهه : مبروك لراحة جَلب بِتك يا زيدان ،، بِتك الليلة هتنام وتِغرج چوة حُضن الراچل اللي ياما حِلمت بيه وإتمنتُه
وأكملت بنبرة ساخرة : لچل بس متِعرف إني أحسن وأرچل مِنيك ،، مهانش علي أكسر جلب بتك العاشقة كيف إنتَ مكسرتِني وذلتني زمان
وأكملت بنظرة حارقة : لساتك فاكر يا زيدان ولا الزمن نساك جلب فايقة اللي حِرجته ودوست علية بجسوتك وچبروتك ؟
كان يستمع إليها بذهول وتيهه،، أيعقل أن تظلي متذكرة الماضي إلي الأن.؟ يا لك من إمرأة مريضة
عاد بذاكرتهِ للخلف
مُنذُ أكثر من ثلاثون عامً مضت
كان ذاك الشاب الوسيم ذو الجسد الرجولي الذي بالكاد بلغ عامهِ الثامن عشر يفترشُ أرضً بحديقة الفواكة الخاصة بوالده،، رأها تأتي عليه من بعيد،، تلك الفتاه الجميلة بضفائرها المجدولة الطويلة الظاهرة من تحت رابطة شعرها الصغيرة التي تعقِدُها من الخلف،، ترتدي ثوبً واسعً يهفهفُ من حولها وتتحرك إلية بدلال والعشق ينطق من داخل عيناها وهي تنظر لفارس أحلامها الوحيد
إنها فايقة، إبنة السابعة عَشر من عُمرها
تحدثت إليه بنبرة ناعمة : كِيفك يا زيدان ؟
شملها بنظرة مستغربة وتساءل مُتعجبً : فايقة ؟
أيه اللي چايبك إهني في وجت الضهرية والطريج مجطوع إكدة ؟
نظرت إليه متلهفة وتساءلت : خايف علي يا زيدان ؟
طبعاً يا فايقة،، مش بِت خالي وخطيبة أخوي،، كانت تلك جملة نطقها بطلقائية زيدان ولكن نزلت علي قلب تلك العاشقة شطرته لنصفين
وتحدثت بنبرة حادة رافضة : أني مش خطيبة حد يا زيدان،، وأني چاية مخصوص إهني لچل ما اتحدت وياك في الموضوع دِه
نظر لها بتمعن مُنتظراً تكملة حديثها فأكملت هي بتمرد : أني مريداش قدري يا زيدان ،، معحبهوش أني ولا حتي بطيج أشم ريحُه
ثم جلست بجوارة وبعدم حياء وضعت كف يدها فوق يدهِ وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بهيام : أني عَحِبك إنتَ يا زيدان،، عشجاك من سَاسي لراسي يا ولد عَمتي
نفض يدها سريع وانتفض من جلسته واقفً كمن لدغهُ عقرب وتحدث بعيون غاضبة : حديت أية الفارغ اللي عتجولية دي يا بِت خالي ،، إتچنيتي إياك ؟
وقفت لتقابلهُ وتحدثت بحدة وصوتٍ عالي : إتچنيت عشان بجولك عشجاك
واكملت بنفس نظرة العشق : إيوة عشجاك وعاشجة التُراب اللي رچلك عتخطي علية يا حبيبي
أجابة بعيون تطلقُ شزراً : كنك إتچنيتي صُح ،، إعجلي يا فايقة،، إنتِ خطيبة أخوي الكَبير اللي عيدخل عليكي بعد شهر من دلوك
أجابتهُ برفضٍ قاطع : واني معيزاهوش يا زيدان ،، معطيجش ريحُه بجولك،، أبوك خطبني لقدري إكمني الكبيرة وإختار بدور ليك عشان لساتها صغيرة ،، أني عجول لأبوي إني مريداش قدري ،، واكيد چوز عمتي عيخطب له أي واحدة من بنات العيلة ،، وبكديه قدري ومنتصر عيتچوزوا الشهر الجاي كيف ما عمي عِتمان مجرر ،،
واكملت بشغف ظهر بعيناها : بعدها إنتَ تطلب من أبوك يكلم ابوي ويطلب يدي،، وإن كنت شايل هم عمي عتمان وخايف لميوافجش عشان رفضي لقدري،، اني عاملة حسابي وهجول لعمتي رسمية إن أني وإنتَ عشجانين بعض وأخليها تِجنعة بچوازنا
كان يستمع إليها بذهول غير مصدق ما تستمعهُ آذناه ولا لما تراهُ عيناه وتحدث بعدم إستيعاب : أني ما مصدجش حالي،، معجول يطلع منيكِ كل ده يا فايقة ،، ده أنتِ كَمان مخططة لكل حاچة ومفايتكيش فوته
قطعت حديثهُ وهتفت بلهفة : ومستعدة أعمل أي حاچة لچل بس ما أوصل لك واعيش في چنتك وچوة حُضنك يا سيد الرچالة
وتساءلت بلهفة : ها ،، جولت أيه يا زيدان ؟
أجابها بنبرة حادة : جولت لا إله إلاّ الله محمد رسول الله،، عاودي يا بِت الناس علي بيتك واني إن كان علي هنسي كل التخاريف اللي جولتيها دي ومعجولش لحد واصل ،، ولازمن تعرفي زين إن قدري أخوي سيد الرچالة كلياتهُم ولو لفيتي الدِنيي بحالها معتلاجيش ضِفرة
بس أني عشجاك إنتَ ومعوزاش حد غيرك يا زيدان ،، جملة قالتها بإستعطاف
واني مشايفكيش جِدامي من الأساس ،، جمله قالها بعيون غاضبة
وأكمل بنبرة صارمة : ودالوك غوري من جِدامي وروحي علي بيتك چهزي حالك لدُخلتك علي قدري اخوي اللي صبايا النچع كلياته تتمناه
ادمعت عيناها بتوسل وبسرعة البرق كانت ترتمي داخل أحضانة وهي تلف ذراعيها حول عُنقه في محاوله منها بالتشبُث لتصعد إلي وجهه وذلك نتيجة طولهُ الفارع والذي يتخطاها بالكثير من السنتيمترات،،
لم يشعر بحالة إلا وهو يُبعِدُها عنهُ ويُزيحها بحده ثم رفع يدة ونزل بصفعة قوية فوق وجنتها كي تعود إلي وعيها ،، مما جعل رأسها تلتف للجهه الاخري ،، تهاوت علي أثرها حتي انها وقعت أرضً
جحظت عيناها غير مصدقة لما جري للتو،، وضعت يدها تتلمس أصابع يده التي علمت بوجنتِها ،، ثم رفعت وجهها ونظرت إليه بكُرةٍ وحقد وتحدثت بنبرة يملؤها الغِل : خليك فاكر الجَلم ده زين جوي يا زيدان ،، عشان هردهُ لك الطاج عَشرة،،
ورب الكعبة لردهولك يا ولد عِتمان النُعماني
وتحركت عائدة إلي منزلها وما أن دلفت حتي أخبرت والدتها أنها أصبحت جاهزة لزواجها من قدري،، وبعد أقل من شهر تزوج قدري ومنتصر بنفس اليوم وبات زيدان يتجنب التعامل مع فايقة ويبتعد عنها وعن اية مكان يجمعهما قدر الإمكان لتجنب الشُبهات
أما هي فقد تحول عشقها الهائل لزيدان إلي منتهي الكُرة والحقد وأصبح كل همُها في الحياة هو تدمير قلب زيدان بشتى الطُرق ،، حتي أنها نقلت حِقدها إلي قدري ونجحت بالفعل ان تجعل من قدري شخصٍ حقودٍ طامع يحقد علي شقيقهُ ويكرههُ بدون أسباب ،، لكن قدري شعر بأنها تكِن لشقيقهُ شئً ما داخل صدرها،،وذلك بعدما فضحتها عيناها التي مازالت تشتاق رؤياه بتلهف رُغم الكُرة الكبير
عودة للحاضر
نظر لها زيدان وتساءل بعيون مستغربه : يااااه يا فايقة علي سواد جلبك وحجدة ،، لساتك فاكرة لدلوك ؟
وضعت يدها علي وجنتها وكأن ألم صفعتِها مازالَ مُشتعلاً ولم ينتهي إلي الأن وتحدثت بحقد : عمري ما نسيت ولساتني عند وعدي ليك يا زيدان
وتساءلت بإبتسامة شامته : فاكر وعدي ليك يا زيدان ولا نسيتهْ كيف ما نسيت وچع جلب فايقة ؟
إبتسم ساخراً وأردف قائلاً بنبرة متهكمة : لما تتحدتي ويا زيدان النعماني تُبجي تتكلمي علي جدك يا فايقة،،
واكمل ناصحً لها : إعجلي يا بِت الناس وإعملي حساب لعيالك اللي بجوا رچالة يسدوا عين الشمش
ورمقها بنظرة مُقللة من شأنها وتحرك دون إستئذان فتحدثت بصوتٍ مسموع إليها وهي تتبع أثره بعيون سعيدة ونبرة شامتة : إضحك يا زيدان ،، بس الشاطر هو اللي عيضحك في الأخر ،،
وأني اللي عضحك من كُل جلبي واني شيفاك بتتجطع من الوچع علي جهرة جلب بتك الوحيدة وإنتَ واجف تتفرج عليها وهي بتموت بالبطئ جدام عنيك
وتحركت إلي الداخل من جديد
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور مدة كبيرة من الوقت قضتها صفا جالسة فوق مقعدها المُزين والمخصص لها وكأنها ملكة تجلس علي عرشِها في يوم تتويجها ،، دلف إليها قاسم بصحبة فارس و زيدان كي يُقدم لها شبكتها ويُلبسها إياها أمام العَلن كما هو العُرف المُتبع بنجع النُعماني
كان يتحرك بجانب عمهِ وشقيقهُ بهيئة خطفت أبصار جميع الموجودات،،رافعً قامتهِ لإعلي بطولهِ الفارع وجسدهِ الرياضي الممشوق،، ناهيكَ عن شياكتهِ وجاذبيتهِ التي لا تُقاوم ،،حيثُ كان يرتدي حلةٍ سوداء برابطة عُنق باللون القُرمزي،،ويعتلي كتفيهِ عباءة باللون البُني قد أهداهُ عتمان إياها خصيصاً لذاك اليوم
كان يُشبه أميرُ الأساطيرُ حقاً بطلتة تلك
تحرك في طريق الوصولَ إليها مع إطلاق الزغاريد المُهنئة من النساء اللواتي إصطفين علي جوانب الصفين ينظرن عليه ويتطلعن علي حُسنهِ ورجولته
كان يتحرك وينظر إلي مقعدها مُتلهفً شغوفً لرؤيتها وهي بثوبِ زِفافها،، لكن وجود والدتها وعماتها أمامها حجب عنهُ رؤيتها وما أن إقتربَ حتي إبتعدن الواقفات ليُفسحن لهُ المجال
و آزيحَ الستار من أمام عيناه ليظهر لهُ وجهها البهي وكأنهُ قمراً مُنيراً يشعُ ضياءً ويطغي بريقهُ بإشراقٍ ليُضئ المكانُ ويطفو عليه بسحرٍ وجاذبية
تسمر بوقفتهِ حين نظر إليها ،، أسرتهُ بجمالها الأخاذ وعيناها الساحرة خاطفة قلوب العُشاق بوهلتِها الأولي ،، شعر بشئٍ غريبً يحدث داخلهُ ،، هزة عنيفة إقتحمت قلبهُ فزلزلتهْ ،، رعشة سرت بداخل جسدهِ بالكامل ،، رغبه مُلحة تُطالبهُ بسحبها لداخل أحضانه وإشتِمام عَبيرُها ،،
نظر برغبة لشِفاها المُنتفخة بلونها القُرمذي المُميز والتي تُشبه حباة الكَرز الناضجة وتنتظر مُتذوقها ،، ومن غيرهُ سيتذوقها ويغوصُ بها ليأكُلها بتلذُذ وإستمتاع ،، إبتلع ريقهُ حين رفع ببصرهِ وهو يدقق النظر داخل عيناها الزرقاويتين الصافيه كمياة البحر
وما كان حالُها ببعيدٍ عنه،، بل علي العكس كانت تزيدُ عليه وتتخطاهُ بالعديدِ من المراحل ،،
☆ إنهُ العِشقُ يا سادة ☆
نظرت لداخل عيناه وجدت بهما إعجابً لا،، ليس إعجابً بل هو إنبهارٍ وسِحراً بكل ما تحملهُ الكلمة من معني عميق ،، تمنت لو أن لها الحق في أن تنتفض من جلستها وتُلقي بحالِها داخل أحضانه والتي طالما حلُمت بها وتمنت
أخرجهما مما هُما علية صوت صباح التي صدح بإطلاق الزغاربد المُتتالية وهي تتحدث وتُجذبهُ من يدهُ ليجلس بجانب عروسِهْ الجميله : تعالي لبِس عروستك الشبكة يا قاسم
إستجمع حالهُ وتحمحم بشدة لينظف حنجرتهِ ثم نظر إلي عيناها ومد يدهُ إليها ليحتضن بها كفها الرقيق ويتلمسهُ بنعومة أذابت جسدِها ثم أردف قائلاً بنبرة هادئة : مبروك يا صفا
إبتلعت لُعابها وأجابتهُ بنعومة وهي تسحب بصرها عنه خجلاً : الله يبارك فيك
تحدث زيدان وهو ينظر إلي قاسم ليحثهُ علي التسرُع : يلا يا قاسم لبسها شبكتها بسرعه لجل ما تطلع علي شُجتها عشان ترتاح ،، يومها كان طويل والچو بدأ يبرد
أكدت علي حديثهُ عَليه التي تحدثت بنبرة قلقة علي إبنة غاليها : إيوة يا ولدي الله يرضي عليك خلص وطلعها لشُجتها حاكم الحريم كلوها بعنيهم اللي تندب فيها رصاصة
أومأ لهما برأسهِ وجلس بجانبها حين أمسكت ورد عُلبة من بين اربعة عُلب مليئة بالذهب البُندقي الخالص التي حَظيت بها صفا كهدايا،، بعضها كشبكتها من قاسم التي إختارتها هي بنفسها بصحبته مغصوبً ،، وبعضها هدية من چدتها رسمية والبعض من والدها زيدان
أمسك قاسم عُقداً قصيراً وجهزهُ لوضعهِ حول عُنقها حين إستدارت هي بظهرها لتعطي لهُ المجال وأقترب هو منها كثيراً حتي أنهُ إلتصقَ بها فقشعر بدنها سريعً وأنتفضت فضحكت ورد وصباح عليها،، أما هو فقرب شفتاه من آذنها وهمس لتهداتها : إهدي يا صفا ومتخافيش
إنتفض داخِلها وثار عليها وكادت أن تفقد وعيها من مُجرد همسهِ داخل آُذنها وكَرر تلك العملية مِراراً، ثم جاء دور خاتم الخُطبه الذي يجب أن يتم نقلهِ من اليد اليُمني إلي اليُسري حسب العُرف السَائر
إرتجفت يدها بمجرد لمستهِ،، لكنهُ أخرجها من حدة صوتهِ وهو يتحدث بتملل لكثرة ما تبقي من ذهب يجب عليه إلباسها إياه : خلاص يا چماعة كفاية اللي لبسته لحد دالوك،،
واكمل وهو يُشير إلي العُلبتان المتبقيتان بضجر : ملوش لزوم الباجي ده كلياته ،، مهنستعرضوش إحنا جِدام الخَلج
تحدثت إليه صباح بإعتراض : مهينفعش يا قاسم،،لازمن تلبس عروستك كُل الدهب وإلا هيُبجا فال شوم،، وبعدين لجل ما حريم النچع يشوفوا دهب بِت زيدان النُعماني زين
هتف بنبرة صارمة مُعترضً علي تلك العادات البالية : واني جولت كفاية لحد إكدة يعني كفاية يا عمة
غضبت صفا وحزن داخلها من تمللهُ وفسرت إعتراضهُ علي تلك العادات انهُ مل من تواجدهُ بجوارها ولم يطق الجلوس ولمسها أكثر ،،
وما زادَ الطينُ بله ما تفوهت بهِ عَمتِها علية قائلة بنبرة مُلامة خشيةً من مهاترات الحاضرات : وه يا ولدي،، اللي يشوفك يجول عليك مطايجش الجاعدة جار عروستك،،
وأكملت وهي تضحك غير مُبالية بتلك المذبوحة : ده الشاب من دول ما بيصدج يمسك يد عروسته ويجعد يتلكك لجل ميطول الجاعدة چارها،،
وأكملت وهي تحثهُ : يلا أومال يا عريس لبسها باچي الشُبكة
زفر بضيق لعدم تقبلهُ تلك المراسم والعادات العجيبة وايضاً كان يخشي عليها من تحَمُلها لثُقل وزن الذهب بيديها وعُنقِها فأمسك يدها وتحدثت بضيق موجهً حديثةُ إلي عمتهِ عَلية : خلصينا يا عمة وناوليني الدهب اللي فاضل
إستشاط داخلها وأشتعلت النيران بقلبها من جراء تقليلُ شأنها أمام عمتيها والجميع وهذا ما وصلها من حديثهُ المهين،، وما شعرت بحالها إلا وهي تسحب يدها من بين راحتيه بشده وعُنف وهي تهتف بنبرة غاضبة : بَعِد يدك ،، خِلصنا خلاص معيزاش ألبس حاچة تاني وكفيانا جلة جيمة ومسخرة لحد إكدة
قطب جبينهُ ورمقها بنظرة غاضبة وكاد أن يتحدث أسكتهُ صوت زيدان الذي كان يستدعي المُصورة الفوتغرافية التابعة لتنظيم الحفل،، ولم يسعهُ الحظ كي يري حرب العيون ورمي القذائف الكَلامية التي حدثت بين صفا وقاسم مُنذُ القليل
وتحدث زيدان بإبتسامة حانية : يلا يا ولاد لچل متخدو لكم كام صورة مع بعض للذكري
رفعت قامتها للأعلي حين تحدثت تلك الفتاة القاهرية قائلة : ممكن يا عريس تاخد عروستك وتتفضل معايا في الركن اللي مجهزينه علشان الفوتوسيشن
أني شايفة إنه ملوش لزوم للفوتوسيشن من الاساس،، جملة تفوهت بها صفا بملامح وجه مقتضبة
تمالك من حالهِ لأبعد حد كي لا ينفجر بها لحدتها وطريقتها الساخرة لإدارة الحوار،، وأيضاً إحترامً لعمهِ وزوجته التي طالما عاملاه كإبنً لهما
رسم إبتسامة مُزيفة فوق شفتاه وتحدث بهدوء جاهد في إخراجة : كيف يعني ملوش لزوم،،
واكمل بإبتسامة سمجة ليستحضر غضبها،، يبدوا وكأنهُ أعجبهُ غضبها العارم الذي يجعل منها كقطة شرسة لذيذة تُشعرةُ بالتسلي والتلذُذ : دي الليلة ليلتك يا عروسة ولازمن نچلعوكي علي الآخر
إبتلعت لُعابها من هيئتة التي وبرغم غضبها العارم منه إلا أنهُ ما زال فارس أحلامها،، مالك كيانها التي تتناسي حالها في حضرته ويذوبُ قلبها عِشقً من مجرد نظرة رضا داخل عيناه
وقف هو مُهندمً ملابسهُ وربط زر حلتهِ ثم بكل وسامة وجاذبية بسط ذراعهُ بإتجاهها وفرد كف يدهُ ناظراً إليها في دعوة منه صريحة لإصطحابها،، وما كان منها إلا أنها بسطت يدها واضعه كفها الرقيق بين راحتيه وهي ناظرة لعيناه كمسحورة بجسدٍ مُتخدر مُنوم مُنساقٍ معه
رفع يدها لأعلي ليحثها علي النهوض فوقفت قُبالتهِ مسلوبة الإرادة وتحرك بها إلي حيثُ المكان المخصص لهما لجلسة التصوير
تحركت بجانبة و وقفا حيثُ مكانهُما المخصص ،، وضع ذراعهُ حول خَصرِها ونظر داخل عيناها وذلك حسب ما طلبتهُ منه المُصورة ،،
غاصَ بعيناها وأردف قائلاً بعيون مسحورة : يخربيت چمال عِنيكي ،، كِيف مشُفتش لونهم اللي كيف موج البحر دي جَبل إكده
ومين اللي ضحك عليك وفهمك إنك عتشوف من الأساس يا مِتر ،، جملة ساخرة تفوهت بها صفا لتحرق روحه وترد له بعضً من إهانتهِ لها
كظم غيظهُ من حديثها وتوعد لها من بين أسنانهِ : جولت لك جَبل سابج لسانك سليط ،، و وعد مني جَطعة عيكون علي يدي يا بِت زيدان
إبتسمت ساخرة من حديثه مما إستشاط غضبه
تحدثت المصورة إليهما : يا ريت نبدل الوضع يا عرسان وبلاش كلام لو سمحتم وإهتموا بالنظرات أكتر
وقف خلفها وجذبها بعنفٍ حتي إلتصق بجسدِها مما جعلها تهتز مُنتفضة ،، قرب فمهِ من آُذنِها وهمس بوقاحة : للدرچة دي هيهزك جُربي منيكِ وممتحملاش
إستشاط داخِلُها وتحدثت بنبرة حادة : إنت جليل الأدب
قهقهَ برجوله وهمس من جديد بآُذُنها : جِلة الأدب اللي علي حَج هوريهالك فوج في شُجتنا يا عروسة ،، متستعجليش علي رزجك إكدة
ثم لفها من جديد وأمسك كف يدها ليأخذا وضعً أخر لإتخاذ صورة آُخري
إبتلعت لُعابِها وأنتفض جسدها رُعبً أثر تليميحاتهِ الوقحة
أما ذلك العاشق المذبوح المسمي ب فارس الذي سُجنَ داخل حكاية غرامهِ الفائت،، فاتخذ من الصمت والحزن مسكنهُ الجديد
نظر بعينان مستسلمتان وقلبً يصرخ ألماً وروحً تئنُ وجعً،،علي من ملكت روحهُ وأستحوذت علي كيانهِ كاملاً،، حين بادلتهُ تلك المتيمة نظراتهُ بآُخري صارخة متألمة،، إنها " أشجان " إبنة خالتهِ بدور التي لم ولن يجدُ لها البديل بحياته،، حتي وبعد أن تزوج وأنجب طفلتهِ الجميلة إلا أن دائماً " للقلب أحكام"
وما كان حالها أفضل منه فقد شعرت بإنتفاضة داخل قلبها ورعشة سرت بجسدها بالكامل من مجرد نظراته،، وبرغم انها تزوجت رُغمً عنها من إبن عمتها إلا أنها مازالت تتنفسهُ عشقً
تزوجت وحملت في جنينها الأول وأنجبته عن قريب
نظرت إلية وأمالت برأسها قليلاً وحدثتهُ داخل نفسها،، أسعيدُ أنتَ لما وصلنا إليه بفضل ضعفك وأستسلامك ؟
لما تركتني فارس،، لما لم تتمسكُ بي كما كُنت دائماً توعدني،، أولم تقل لي لم أتركك مهما حدث،، ما الذي حدث يا رجُل حتي تسحب عهدك لي؟
كان يصرخُ ألماً من نظراتها المُلامة التي جعلتهُ يشعُر بعجزٍ مُهين لرجولتهِ
فقط ليس هما من يتألمان وحدهما ،، كانت عيونها تراقب لقاء السحاب هذا بقلبٍ يتمزقُ ألماً،، إنها عيون مريم التي تتمزق من الجهتين ،، السبب الاول وهو زوجها الذي لم يوليها أية إهتمام مُنذُ أن تزوجها وإلي الأن،، وعشقهِ الهائل لإبنة خالتهَِ الذي ما زال يستولي علي قلبهِ بالكامل وذلك ما آستشفتهُ للتو من بين نظراتهِ المتلهفه لها
وما بين إعتقادها أنها لو تزوجت قاسم كانت ستحيي حياةً طيبة علي الأقل ان قاسم لم توجد بحياتهِ إمرأةٍ آُخري ك فارس،، وهذا ما تعتقدهُ هي إلي الآن
إنتهت جلسة التصوير الخاصة بالعروسان وتحرك بها قاسم متجهً إلي المنزل كي تصعد هي إلي مسكنها الجديد ويعودُ هو إلي الإحتفال الخاص بالرجال الذي سيطول ما يتخطي الساعة
كانت تتحرك بجانبهِ متشابكه الأيدي معه وعلي الجانب الآخر تتمسك بيد أبيها الحنون ومن خلفهم جميع نساء العائلة اللواتي يزفهن بالأغاني التُراثية المتوارثة لدي نجعهم ،،
و ما أن إقتربوا من بوابة المنزل حتي وقفت الجَدة وتحدثت إلي نساء النجع والعائلة بوجهٍ صارم و هي تُشير بيدها للأعلي : بكفياكم لحد إكدة،، شرفتونا ونورتونا وعچبال عنديكم كلياتكم ،، يلا كل واحدة علي دارها لجل ما العرسان يرتاحوا
6أماءت لها جميع الحاضرات و قاموا بإطلاق الزغاريد بحفاوة ثم أنطلقن كُلن علي دارها ،،
وكاد قاسم أن يتحرك بجانب صفا إلي الداخل أوقفتهُ الجَدة قائلة بنبرة حادة : و إنتَ كمَان يا قاسم بكفياك لحد إهني،، سيب صفا مع أمها تطلعها الشُجه وتطمن عليها براحتها وإنتَ عاود مع عمك زيدان لفرح الرچالة ،، زمان الضيوف عيسألوا عليكم
هز لها رأسهُ بموافقة ودلفت صفا بجانب ورد التي أمسكتها من يدها وعمتيها ونجاة وفايقة
أما الچدة ما زالت واقفة بجوار قاسم وزيدان وفارس الذي لازم شقيقةُ ولم يتركهُ وحيداً في ليلتة
وكاد قاسم أن يتحرك أوقفهُ زيدان قائلاً : إستني يا قاسم،،عايزك في كلمتين
نظر لهم فارس وأستأذن منهم وتحرك عائداً إلي الحفل ووقفت رسمية تتابع ما سيقال
أمسك زيدان كتف قاسم وتحدث بعيون متوسلة : أني إنهاردة ما سلمتكش بِتي لا،، أني سلمتك روحي ،، حتة من جلبي،، سلمتك أغلي حاچة في حياتي كلياتها ،،بتي وبت عمري كلاته ،، جلب أبوها الزينة الغالية ،، خلي بالك عليها زين يا قاسم
وأكمل بنبرة صادقة : طول عمري وأني بعتبرك كيف إبني اللي مخلفتوش ،، وعارف إنك عتحبني كيف أبوك ،، بس لو حَج عتحب عمك زيدان صُح وغالي عليك تحط صفا چوة عنيك ،، من إنهاردة إنتَ مش بس چوزها،،لا،، أني عايزك تُبجا أخوها وأبوها وخليلها وكل دِنيتها
واكمل بنبرة مختنقة بعبرة وقفت بحلقة وتحجرت بعيناة إمتثالاً لأوامر كرامته : صفا غلبانة وملهاش لا أخ ولا أخت يا قاسم،، عوضها وكون لها السند لجل ما أموت وأني مطمن عليها يا ولدي
وهُنا نزلت دموع رسمية الابية التي لم تزرُفها من قبل حتي علي أغلي الغوالي،، نزلت تأثراً بحديث صغيرها الغَالي التي حتي وان أظهرت جحودها وغضبها عليه إلا أنهُ مازال غاليها وصغيرها المفضل والمقرب إلي قلبها
إقتربت منه وأمسكت كف يده وشددت عليها كدعمٍ منها سعد هو به وشعر براحة كبيرة عندما نظر لعيناها ورأي بهما نفس ذات نظرت الحب والحنان الذي إفتقدهما لسنوات
عاد بنظرهِ مرةً آُخري إلي قاسم الواقف متأثراً بتلك اللحظة وأكمل زيدان ومازال ممسكً بكتف قاسم بكف يدهِ مشدداً عليه واليد الآخري تُمسكُها رسمية بدعم
زيدان مُطالباً قاسم بوعد وقسم : أوعدني إنك هتحافظ علي بِت عمك وتصونها و تحطها چوة عنيك يا ولدي
إنتفض داخل قاسم مُتأثراً بحديث عمهِ الصادق الذي وصلهُ من بين نبراتهِ الصادقه ،، خوف الأب علي إبنتهِ خشيةً من تقلبات الزمان
وما كان من قاسم إلا أنهُ أنزل كف عمهِ ومال علية مُقبلاً إياه بإحترام وتحدث بتودد و وعيد : اوعدك يا عمي ،، وعد عليا إني عمري ما هجرحها ولا ههينها وهكون لها بعد ربنا وبعدك الأخ والسند
وأكمل مبتسماً : إطمن يا عمي
إبتسم له وأردفت رسمية قائلة لتطمئن ولدها : متجلجش علي بتك يا زيدان ،، أبوك إختار لها قاسم مخصوص عشان عارف إنه راچل صُح وهيعرف يصونها ويحطها في حبابي عنية ___________
أما بالداخل فمنذُ أن دلفت صفا للداخل وتحركت بجانب ورد وعمتها متجهه إلي الدرج حتي اوقفتها فايقه التي سدت الدرج بجسدها وهي تقف وتضع يدها متحدثه بكبرياء : يلا يا مرت ولدي ،، ميلي وطاتي براسك وخطي من تحت يدي لچل ما أرضي عنيكي وتكوني تحت طوعي
جحظت أعين صباح التي تحدثت بحدة ناهرة إياها : كنك إتچنيتي يا مّرة ،، بجا عايزة الدَكتورة صفا بچلالة جدرها تميل وتخطي من تحت دراعاتك ؟
هتفت ليلي وهي تُربع ساعديها وتضعهما أمام صَدرها : وهي عشان بجت دَكتورة تتكبر علي عوايدنا وسِلو بلدنا إياك ؟
وتحدثت بنبرة حادة أمرة : يلا خلصينا يا صفا وطاتي
تحدثت ورد وهي تلف ذراعها حول صغيرتها بحماية وآحتواء و أردفت بنبرة غاضبة : عادات ماتت من زمان وإندفنت،، جايه تحييها إنتِ وأمك دالوك ليه يا ليلي ؟
أجابتها فايقة وهي ترفع من قامتها عالياً بتفاخر : أني واحدة بِت عيلة وماسكة في العادات والتجاليد زين يا ورد ،، واني بجا مصممة بِتك معتطلعش فوج غير لما تطاطي براسها وتعدي من تحت طوعي
تحدثت إليها نجاة بنبرة توسلية : إعجلي يا فايقة وفوتي الليلة علي خير ،، أومال اني موجفتش لبتك إكدة ليه
أجابتها بصرامة : إنتِ حُرة في تصرفاتك يا نجاة واني كمان حُرة ،، واني بجا كِبرت في نفوخي وبِت ورد مهتخطيش برچلها لفوخ غير لما تطاطي تحت يدي
إنتفض جسد فايقة من إستماعها لصوت رسمية التي صدح من الباب وهي تتحدث بصياحٍ عالي : هي مين دي اللي عتاطي وتعدي من تحت يدك يا واكلة ناسك إنتِ ،، عتتشرطي علي بِت ولدي وتتحكمي فيها في بيت أبوها ،، كنك إدبيتي في عجلك يا مّرة
إرتعبت فايقة عندما نظرت إلي عمتها الغاضبة ويجاوراها زيدان بعيناه التي تُطلق شزراً وقاسم بنظراتهِ المُلامة لوالدته
وتحدثت بتلبك : أني مطلباش غير الأصول والعادات يا عمه،، ومحدش يجدر يغلطني في طلبي دِه
تحدث إليها زيدان بنبرة حادة : فايقة ،، بلاش نبتديها عِند ومُكايدة من اولها عشان إنتِ معتجدريش علي غضبي لو مسيتي شعرة واحدة من بِتي
تحدث قاسم إلي عمه كي يُنهي الجدال الدائر : بعد إذنك يا عمي،، إرچع إنتَ الفرح عند ضيوفك وسيب لي أني الموضوع دِه واني هحله بهدوء
وأخيراً تحدثت صفا بنبرة غاضبة تنمُ عن مدي وصولها لقمة غضبها : وأني ممستنياش حد ياچي يحللي مشكلتي،، أني كفيلة وجَد حالي
وبحديثها الحاد إليه أستدعت غضب ذاك العصبي من جديد
تلاشت نظراتهِ المتوعدة لها ثم احالت بصرها إلي فايقة وتحدثت بقوة وصلابة ورأسٍ شامخ مرفوع : بعدي يدك يا مرت عمي لجل ما أفوت،، ولازمن تِعرفي إن اللي بتعملية ده مفيش منية فايدة عشان لو السما إنطبجت علي الارض أنا مهتاطيش،،
واكملت بكرامه: صفا زيدان مهطاطيش غير للي خلجها وبس،،، ولساته متخلجش اللي يخليني اطاطي راسي وأنحني له
تسلم البطن اللي شالتك ويسلم اللي رباكي يا دَكتورة،، كانت تلك جملة تفوهت بها رسمية بتفاخر
ثم تحدثت بنبرة حادة : بعدي يا مّرة وخلي ليلتك تعدي علي خير وياي
شعرت بنارٍ تسري بجسدها بالكامل لتُشعلهُ نار الهزيمة وخسارتها بجولتها الأولي أمام زيدان وإبنته
تحركت جانبً وهي تنظر إلي صفا وورد وترمقهما بنظراتٍ غاضبة تحت آشتعال قلب ليلي التي قُهرت من إنتصار صفا عليها
وأمرت الجدة زيدان وقاسم بالرحيل وبالفعل تحركَ
وانفض الاجتماع بعدما صعدت ورد وصباح وعلية بجوار صغيرتهم كي يطمأنوا عليها ويُطمأنوا روحها
ضلت نجاة وفايقة وليلي والجده التي تحدثت بحدة ناهرة إبنة أخيها وهي تشير إليها بسبابتها بتهديد : إسمعيني زين يا بِت سَنية وحطي الكلمتين بتوعي دول حلجة في ودانك لجل ما تتجي شري اللي إنتِ مش جَده
إوعاكِ تجولي لحالك إني هستفرد ببت زيدان وأذلها لجل ما أنتجم فيها في اللي عملته أمها زمان لما زيدان فات اختك بدور بسببها
واكملت بتحدي وهي ترمقها بنظرة حارقة : ده أنتي تُبجي مِخبلة وغلبانة جوي لو فكرتي إني هسيبك تمرمطي في بت ولدي واجف اتفرج عليكِ ،، إعجلي يا بت سَنية وإحسبيها بعجلك وأشتري رضاي بدل ما أجلب علي الوش اللي عمرك ما شفتيه،، وساعتها عتتمني إن ربنا مكانش خلجك لجل ما ترتاحي من عمايلي السودة فيكي
ورمقت الجميع بالغضب وتحدثت بأمر : ودالوك يلا فوتي منك ليها علي المطبخ چهزوا الوكل اللي فايض من الطباخين لجل ما تخلوا البنات توزعوة علي بيوت العيلة وعلي اليتامي والمساكين
وانسحبت لداخل غرفتها تحت إستشاطة قلب فايقة التي شعرت ولأول مرة بتخلي عمتها عنها وإصطفافها بالجانب المُعادي لها
💘💘💘💘
داخل حفل الرجال الذي ما زال قائماً ،، كان يجلس بعقلٍ مُشتت وقلبٍ يشعر وكأنهُ كاد أن يتركهُ ويهرول إلي صغيرتهُ كي يحتضنها ويضمها إلي صدرهِ بشدة حتي يُشعرها بالأمان، أحس بشعورٍ سئ إنتابهُ من حديثهُ مع تلك العقرباء المسماة بفايقة، شعر بغدرها وانها تنتوي أن ترد لهُ حقدها علية في إبنته
إجتاحهُ شعور بالخوف عليها بجانب شعورهُ السئ الذي إنتابهُ مُنذُ أن وجدها بين يداي قاسم وهي تتحرك بجانبهِ لتبدأ حياةً جديدة بعيداً عن أحضانه الحانية التي طالما أغرقها بداخله وحاوطها بحنانه
شعر به منتصر الجالس بجانبه، أمسك يدهُ مُربتً عليها بمؤازرة وأردف قائلاً بنبرة حنون :
_ هون علي نفسك يا زيدان، أني عيشت نفس إحساسك دي يوم دُخلة مريم، عشان إكدة حاسس بيك ومجدر اللي إنتَ فيه يا أخوي، بس عزائك إن بِتك بجت في عصمت راچل وأطمنت عليها.
كان يستمع إلي شقيقهُ، و يُومئ له رأسهِ بصمتٍ تام، حول عتمان بصرهِ إلي نجلية وجد ملامح وجه زيدان يكتسيها الحُزنُ ويخيم عليها
سألهُ بإهتمام :
_ مالك يا زيدان ؟
أجاب والدهُ بنبرة صوت خَافته مُختنقة : سلامتك يا أبوي، دماغي واچعاني شوي من صوت المُزمار .
تحدث إلية عِتمان بنبرة حنون بعدما إستشف بفطانتهِ سبب حُزنهِ :
_ طب جوم يا ولدي ريح جِتتك في دارك، وأني كُلها عشر دجايج وأخلي العريس يسلم علي الرچالة ويطلع لعروستة وكُل واحد يرچع لدارة وتنفض الليلة .
وكأنه كان ينتظر الإذن من والدهِ فتحرك علي الفور بإتجاة منزله أوقفه صوت يزن الجهوري وهو يُناديه قائلاً بإهتمام :
_ علي فين يا عمي ؟
إلتفت إلية زيدان وتحدث بهدوء إلي إبن شقيقهُ الحنون الذي يعتبرهُ إبنهِ الذي لم يحظي بإنجابه :
_ هروح البيت لجل ما أريح راسي شوي يا ولدي.
ثم وضع كف يده علي كتف يزن وتحدث :
_ خليك وَيَا چِدك ومتفتوش لحاله يا يزن، أُجَف مع العُمال بتوع الفِراشة والطباخين لحد ما يلموا حالهم وحاسبهم وإديهم بزياده يا ولدي، وأني هبجا أحاسبك،
وأكمل مُفسراً :
_ ما تفتهومش منهم لعمك قدري، ما أنتَ خابره زين يدة ناشفة وهيغلبعم وياه في الحِساب
أومأ يزن لعمهِ قائلاً بنبرة مُطمأنة :
_ من الناحية دي متشيلش هم يا عمي، چِدي مديني فَلوس كَتير وجالي أحاسبهم وأديهم الطاج طاجين.
هز زيدان رأسهُ بهدوء وترك يزن وواصل طريقهُ، رفع يزن بصرهِ وتطلع علي شُرفة جناح أميرته الجديد والتي سيشاركها قاسم مكوثها به من اليوم، إنخلع قلبه عندما تذكرها وتذكر عيناها وضحكاتها المرحة، أفاق حالهُ ونهرها علي تفكيرهُ بصغيرتهِ التي طالما حَلُم بضمتها لصدرة لكنها أصبحت من اليوم مُحرمة عليه
نظر علي قاسم الجالس بجانب جده ويظهر علي ملامح وجههِ الإرتياح التام، فتنهد وعاد إلي الداخل ليواصل الترحاب بالضيوف ومضايفتهم بشكلٍ يليق بحفل زفاف حفيد النُعماني
في مكان جانبي يقف قدري مُمسكً بهاتفهُ الجوال الذي تلقي منهُ مكالمة في الحال بإسم الحاج إدريس، وهو الإسم الذي اطلقهُ علي ماجدة كي لا تكتشف فايقة حقيقة أمر زواجها عليه
تحدث بإبتسامة وهو يرفع قامته بشموخ :
_وأني كُمان إتوحشتك جوي يا ماچدة، إتوحشت چلعك يا بِت.
تعلي الطرف الأخر اطلقت ماجدة ضحكة خليعة وتحدثت بتشويق لإثارته :
_ دلعي ودلالي موجودين وفي إنتظارك يا سيد الناس، بس إنتَ تعالَ وشوف ماجدة هتعمل لك إيه.
قالت كلماتها بدلال أشعلت جسد ذلك الأبله الذي تحدث بإشتياق :
_ يا أبوووووي علي حديتك اللي كِيف المرهم، من صباحية ربنا هتلاجيني واجف جدامك لجل ما أشوف چلعك لراچلِك .
ضحكت وتحدثت بنبرة صوت مُثيرة :
_ هستناك علي نار الشوق يا سيد الناس،
وأكملت بتذكير :
_بس متنساش وإنتَ جاي تجيب لي معاك هديتي لتمام المُراد
وهُنا إقشعرت ملامح وجهه وأنكمشت كحالهِ الدائم عندما يطلب منهُ أحدهم إنفاق المال الذي يعشق تكنيزهُ بشكل مَرضي
وتحدث موبخاً إياها :
_ أباي عليكِ يا مّرة وعلي طمعك، مهتشبعيش طلبات يا واكلة ناسك.
وأكملَ مُذكراً إياها :
_ أني مش لسه من سَبوع واحد شاري لك خاتم دهب؟
أما تلك الطامعة عاشقة المال وأقتناء الجواهر فقررت ان تستغل ذكائها كأنثي لتهدأت ذاك الثائر وإجبارهِ علي الإنصياع لتنفيذ طلباتها التي لا تنتهي
فتحدثت قائلة بنبرة أنثوية مُهلكة :
_ومطمعش ليه، هو أنا متجوزة أي راجل، ده أنا متجوزة سيد الرجاله كُلها اللي عايشة في حمايته وتحت جناحة، وبعدين الهدية بتقيس مقام الناس و إنتَ مقامك عالي، عالي أوي يا مالك القلب والروح،
وأكملت بدلال اشعلت به كيانه :
_ لما تيجي بكرة هتعرف إن مال الدُنيا كله ميسويش الدلع اللي هتشوفه علي إدين ماجدة حبيبتك .
إشتعلت نارة من حديثها المشوق وتحدث بضحكة سعيدة :
_ إذا كان إكدة يُبجا مش خسارة فيكي الهَدية.
أطلقت ماجدة ضحكتها الخليعة من جديد زادت بها من إشتعال ذاك المراهق المُتصابي
_______________
دلف زيدان إلي داخل منزلهِ ومنهُ إلي غرفتهِ ، جلس علي حافة فراشهِ و أمال وجههُ للأسفل واضعً رأسهُ ببن كفي يداه ، وبعد مُدة دلفت إلية ورد التي أتت مُنذُ القليل بعدما إطمأنت علي وضع صغيرتها وتركتها لإستقبال عريسها
تحركت إليه وجلست بجوارهِ تتحسس يده بإطمئنان مُتسائلة :
_ مالك يا زيدان ، فيك إيه يا أخوي ؟
رفع رأسهُ وما أن رأها حتي إرتمي لداخل أحضانها وكأنهُ طِفلٍ كان تائههً من والدتهِ داخل ساحةٍ معجوئة بالبشر وبلحظة رأها تتحرك بإتجاهه
شعرت ورد بتيهت مشاعرهُ فشددت من ضمتهُ أكثر وتحدثت وهي تتحسس ظهره متسائلة بحنان : مالك بس يا حبيبي، طمني عليك يا نضري .
أخرج تنهيدة شق بها صدر معشوقته وتحدث وهو ما زال داخل أحضانها مُتشبثً :
_ معارفش لو جولت لك اللي چواي هتفهميني ولا لا يا ورد .
أجابتهُ بنبرة مُشجعة :
_جول وخرج اللي چواك وأني أكيد هفهمك يا حبيبي .
خرج من بين أحضانها وتحدث بنبرة حائرة مُنكسرة :
_مجادرش اتجبل إن بِتي، بِت جلبي اللي عشت عمري كلياته وأني شاجج صَدري ومخبيها چوة ضلوعي لجل ما أحميها من الدِنيي كلياتها
وآسترسل حديثهُ بألم تملك من ملامحهُ وظهر بداخل عيناه :
_ أچي إنهاردة وبكل بساطة إكدة أسلمها بيدي لراچل غريب لجل ما تنام في حضنة ويقتحم حصونها العالية
تإتسعت عيناها بذهول مما إستمعتهُ منه وتحدثت إلية بعدم تصديق :
_ إيه كلام المخربت اللي عتجولة دِه يا راچل ، هو أنتَ كفانا الشر سلمتها لواحد من الشارع ؟!
ده چوزها وحلالها يا زيدان
أغمض عيناه بإستسلام وفرك وجهه بكف يده بإرهاق ثم تحدث قائلاً :
_ غصب عني يا ورد، مجاديرش أتجبل الفكرة .
تحدثت بمرح كي تُخرجهُ من حالته تلك بعدما إستشعرت مدي حساسية الموضوع بالنسبة له :
_ أباي عليك يا زيدان، مالك جلبتها نكد إكدة يا راجل، ده بدل ما تدعي لها بإن ربنا يهدي سرها ويسعدها وَيَا چوزها تعمل إكدة !
وبعدين زعلان جوي علي بتك، أومال يوم فرحنا مزعلتش عليا ليه ؟
ضيق عيناه وأجابها : _ بس إنتِ مكتيش بِتي يا ورد.
ضمت شفتاها بحزن فتحدث كي يُخرجها من حالتها :
_ كنتي حبيبتي وحلمي اللي مصدجت إني أطولة بيدي وأشج صدري واخبيه چواتي
إبتسمت له وبدأت هي بحديث العشاق لتجعلهُ مُندمجً مع حبيبتهُ كي يتناسي أمر حُزنه وبالفعل حدث رويداً رويدا
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما قاسم فقد خطي بساقيه داخل مسكن الزوجية المخصص لهما بعد إنتهاء حفل الرجال ، صوب ببصرهِ إلي باب الغرفة المخصصة لنومهما معاً
ساقتهٌ قدميه وتحركَ بخُطيً سريعة حتي وصل لغرفتها وطرق الباب بخفة وأنتظر الرد ، مَرّ الوقت ولم يستمع إلي صوتها بالسماح له بالدلوف ، تنهد بأسي ثم فتح الباب بهدوء وطل عليها برأسهِ ، ثم دلف وأغلق خلفهٌ الباب
نظر عليها وجدها تجلس علي طرف الفراش المخصص لهما مٌنكسة الرأس تنظر لأسفل قدميها ومازالت ترتدي ثوب زفافها الذي جعل منها أميرة في يوم تتويجها
تحرك إليها محمحمَ لينظف حنجرته وتحدثَ بنبرة صوت جهورية مُخبأً بها مشاعرهُ الجياشة التي تُطالبهُ بالإقتراب :
_ مغيرتيش فستانك لحد دلوك ليه ؟
إنتفض جسدها حين إستمعت لنبرة صوته وأجابته بثبات وهدوء حاولت جاهده كي تظهر به :
_هغيره بعد شوي .
هز رأسهٌ بتفهم وتحرك إلي المنضدة الموضوعة بوسط الغرفة ورفع عنها الغطاء ليتطلع علي الطعام المٌجهز خصيصاً لليلتهما المٌميزة ، ثم حول بصرهِ إليها وأردف قائلا بهدوء كي يُخرجُها من حالتها تلك :
_ طب يلا عشان ناكلوا لُجمة سوا .
تمليش نفس ، كلمات قالتها بإقتضاب ونبرة جامده وهي تتطلع أمامها في اللاشيئ
أجابها بثبات وتأكيد : _مهينفعش يا صفا ، لازمن تاكلي عشان تصلبي طولك.
نظرت إليه بقوة وتساءلت بنبرة صوت حاده :
_بالغصب إياك ؟!
رد سريعً وهو ينظر لداخل عيناها بثبات وقوة وحديث ذات مغزي ومعني :
_ لا ، بالرضا يا بت عمي .
إرتبكت لعلمها مقصدة فتحدث هو بنبرة هادئة :
_لازمن تاكلي عشان نتمموا مُهمتنا بسلام من غير ماتتعبي
إنتفض جسدها وأرتعبت وزالت قوتها الواهية التي تتمسك بها لتٌظهر بذاك الثبات أمامه وتحدثت بنظرات رٌعب سكنت عيناها :
_ مهمة أيه اللي عتجول عليها دي ؟!
وأكملت بنبرة صوت حاده :
_ لا أنتَ بتحبني ولا أني ريداك و لا حتي طايجاك ، يٌبجي لزمته أيه الموضوع ده من الأساس ؟
إستمع إلي كلماتها وحالة من الغضب تملكت من جسدةِ وأشعلتهْ ، شعر بطعنةٍ برجولتهْ وكبريائة من تلك الكلمات الحادة الرافضة لرجولته وتحدث بنبرة حاده صارمة :
_وهي الحاچات دي بالحب إياك يا دَكتورة ؟
ضيقت عيناها وتساءلت بإستغراب :
_ أومال بأيه إن شاء الله ؟
رد عليها بقوة وصلابة :
_ بالعادات وبالتجاليد ، ناسية إياك إن حريم الدار هياچو من النجمة لجل ما يطمنوا عليكِ ؟
وأكمل بإبتسامة ساخرة ونظرة وقحه ذات معني :
_عاوزه تسوئي سمعتي جِدامهم يا صفا ؟
أزاحت عنه بصرها خجلاً وأقشعر بدنها من وقاحته معها
إقترب منها وتحدث بهدوء وتعقل :
_ إسمعيني زين يا بِت الناس ، ظروفنا وطبيعة عيلتنا حططنا أنا وإنتِ في موجف لا نُحسد عليه ولازمن نكملو في طريجنا اللي إنجبرنا نِمشوا فيه للأخر .
وجهت تساءلها له بنبرة جادة :
_ بس إحنا إتفجنا جَبل سابج إن چوازنا مهيكونش أكتر من ورجة مش ملزمين ننفذٌ اللي مكتوب فيها ؟
أجابها بهدوء محاولاً إقناعها :
_ إيوة بس أهالينا ميعرفوش عن إتفاجنا دِه حاچة ، ده غير إن الموضوع ده لازمن يتم يا صفا ، ده حلال ربنا وشرعة يا بِت الناس
وأكمل بنبرة ذكورية بحتة :
_ أني راچل ولازمن أتمم چوازي عليكي حسب الشرع والأصول ، ولازمن تحطي في بالك إن إحنا معيشينش لوحدينا إهني .
وأكملَ بوعدٍ صادق أو هكذا خُيل له :
_ وأوعدك إني مهجربش منيكي تاني واصل وهكون جد إتفاجي السابج وياكي
إسترسل حديثةٌ وتحدثَ قائلاً وهو يٌشير إلي تلك المنضدة من جديد :
_ بس تعالي اللول ناكل لٌجمة مع بعض
رفضت بقوة وهتفت قائلة بنبرة حادة غاضبة :
_ جولت لك معيزاش .
غضب من إسلوبها الحاد وهتف بنبرة أكثر حدة وهو يتناول بغضب منامته الموضوعة بعناية فوق الفراش :
_ إنتِ حٌرة ، أنا طالع أغير في الصالة علي ما تغيِري فستانك ، عشر دجايج وراجع لك تكوني جاهزة ، مفهوم ؟
قال كلماتهُ الأمرة وبسرعة البرق إختفي من أمامها ، إنتفض داخلٌها وتحركت سريعً مهرولة لتبديل ثيابها قبل عودته
وقبل إنتهاء العشرة دقائق كان ذاك المٌتسرع يدق بابها ، خطي للداخل وبلحظة إتسعت عيناه بذهول وتسمر مكانهٌ حينما وجدها أمامهٌ بهيئتها المٌهلكة لرجولته والمحطمه لحصونهِ الهاوية
فتح فاههُ ببلاهه واتسعت عيناهُ بذهول وهو يراها ترتدي ثوبً رقيقً قصيراً للغاية ذو حمالاتٍ رفيعة وصدرٍ مفتوح يٌظهر جمال وآستدارت نهديها الأبيض بهيئة مٌهلكة أحرقت روحه بالكامل
ثوبً يٌظهر أكثر مما يستٌر كانت قد وضعته لها والدتها فوق الفراش خصيصاً لتلك الليلة المميزة لكٌل فتاة ، وأرتدته تلك التائهة دون تفكير أو إدراكٍ منها بأنها وبذاك الثوب ستسكب مادة سريعة الإشتعال فوق نار ذاك القاسم فتلتهب نارهٌ أكثر وأكثر
سالَ لٌعابهٌ بشدة حين وجدها أمامه بتلك الهيئه طالقه العنان لشعرها الحريري بلونهِ البٌني ذو الطلة الساحرة الخاطفه للأبصار والأنفاس
تحركَ إليها مسلوب الإرادة ودون إدراكٍ منه وكالمسحور وقف مٌقابلاً لتلك التي تفرٌك يديها بتوتر يظهر له ، مرر بصرهِ فوق مفاتنها يتفقدها وهو يبتلع سائل لٌعابه بطريقه أخجلتها وجعلتها تلعن غبائها الذي جعلها ترتدي ذاك الثوب المٌثير دون إدراكٍ أو وعي منها وكأنها كانت مٌغيبة وبلا عقل حين إرتدته
كالمغيب وضع كفي يداه فوق كتفيها يتلمس بشرتها الحريرية برقة ، أثارته نعومة بشرتها اللينة وقربها منه ثم مال بطولهِ الفارع عليها أذابتهُ رائحة جسدِها العطره وأشعلت ناره، وكاد أن ينهالٌ علي شفتاها المٌكتنزة بلونها الوردي لينهل منهما ويشرب ويتذوق من شهدهما المُكرر
وضعت يداها سريعً علي صدرهِ كسدٍ منيع وأبعدته بحده وتحدث كبرياء الأنثي بداخلها :
_ ملوش لزوم لكدِة يا وِلد عمي .
جاهدت حالها بصعوبة كي تُخرج تلك الكلمات الصعبة علي قلبها المٌتيم بغرام ذلك الفارس ، فكم من المرات التي تمنت وحَلٌمت بحدوث تلك اللحظة بذاتِها ولكن ليست بتلك الطريقه وهات الظروف
كم تمنت أن يضمها لصدرهِ الحنون ويوشي بجانب آٌذنها ويٌسمعها أعذب كلمات الهوي وأجملُها،، ويجعلها تذوب وتتهاوي بين يداه ليحملها بين ساعدية القويتان ويضمها لصدره ويتحرك بها إلي فراشهما لينعما معاً بأولي جولاتهم العشقية الحلال-ولكن للأسف- ليس كل ما يتمناهٌ المرء يٌدركهْ
ثم نظرت إليه بصلابه مٌصطنعه بصعوبة وهتفت بنبرة حاده رداً علي كلماتهِ المهينه لإنوثتِها الذي تفوه بها مُنذ القليل :
_وزي ما أنتَ جولت من إشوي ، إنها مهمه ولازمن نخلصٌ منيها
ضيق عيناه ونظر إليها بإستغراب وتحدثَ بتساؤل وهو يداعب لسانهُ بشفتاه :
_ بس إكدهِ نٌبجوا زي الحيوانات يا دَكتورة !
نظرت لهْ بصلابه مٌصطنعه وتحدثت بقوة زائفة وهي ترمقهُ بنظرة إشمئزاز :
_ وتفتكر إن فيه فرق ؟
إستشاط داخلهٌ من حديثها الذي جعل الدماء تغلي داخل عروقهٌ وأنتفض العرق الصعيدي بداخلهْ ، وتحدث وهو يدفعها بحده ليجعلها تتهاوي ، سقطت أثر دفعتهِ القوية فوق الفراش بقوة ، رفعت بصرها ونظرت إليه بذهول تستوعب فعلتة بعدما أزاحت بيدها خصلات شعرها الذي تناثر أثر دفعتهْ القوية لها
فتحدث هو بنبرة حاده مُتوعداً إياها :
_ طبعاً فيه فرج يا بِت عمي ، وفرج كبير جوي كمان ، ودالوك هعرفك معاملة الحيوانات كيف بتكون .
إرتعب داخلها وأقدم هو عليها وهو ينتزع عنه ثيابه ويُلقي بها أرضً بعنفٍ وغضب ، ليٌنهي إدعائةٌ لتلك المهمه التي ما أن بدأ بها وغاصَ حتي تحول غضبهِ منها وحدتهِ إلي منتهي الحنان والرقة رُغمً عنه وذلك بعدما لمح رٌعبها منه بعيناها الفيروزية التي جذبته بطريقة مٌثيرة حتي أنهٌ شعر وكأنه ولأول مرة يراهما من شدة سِحرهُما
قربها من صدرهِ بحنان وضمها إليه وأوشي بجانب آذنها كي يُطمئن روعها، مما جعل القشعريرة تسري بداخل جسدِها وتُخدرهُ :
_ إهدي يا صفا ومتخافيش مني ، أني مهأذكيش
وبرغم حديثهُ اللين إلا أنها ما زالت مُرتعبه مُنكمشة علي حالها وتشعر بإهانة لا مثيل لها
إبتعد عنها وتحدث مُتراجعً بنبرة جادة مُتحاملاً علي رغبتهِ كثيراً وذلك كي يُهدئ من روعها :
_ لو معيزاش جُربي دي أني هبعد ومش مُهم نتمم الموضوع
وأكمل بنبرة حنون :
_وأني كفيل إني أجف جدام اللي عيتكلم ويسأل عن الموضوع دي، أساساً محدش ليه صالح بينا، دي حاچة بيناتنا .
هزت رأسها بإعتراض خشيةً علي والدتِها من حديث فايقة التي حتماً ستحشُر أنفها داخل الموضوع، وأجابته من وسط خجلها القاتل وشعورها بالإهانة الذي ينتابها :
_ خلصني يا قاسم ، وزي ما آنتَ جولت من إشوي إحنا معيشينش لحالنا في الدار
وما أن إستمع لحديثها حتي عاد يتابع ما كان مُقبلاً عليه غائِصً في بحر عسلها الذي قاوم الغرق به لكن رُغمً عنه وجد حالهُ يغوص ويغوص بمنتهي الإستمتاع واللذة
بعد مدة ليست بالقليلة إعتدل بجانبها ونظر لها بعيون لامعه وتحدث بنبرة حنون وبأنفاس لاهثة مٌتقطعة وهو يتفقد ملامحُها بحنان : مبروك يا صفا.
ثم أكمل بتساؤل مُتلهفً عليها : إنتِ زينة ؟
حاسه بحاچة وچعاكي ؟
تماسكت كي لا تنفجر دموعها أمامهٌ وتٌظهر له كم هي هشة، ضعيفه ،لم تجيبهٌ ولم تنظر إليه من الأساس وتحركت من جانبه سريعً وهي تٌلملم ثوبها الفاضح وتستر به جَسدها وأسرعت هاربة داخل المرحاض وعلي الفور أوصدت الباب خلفها
نظر بجنون علي طيفها وهو يلهث بأنفاس متقطعة وشعور غريب عليه يجتاح عالمهٌ ولأول مرة، أهذا هو الزواج ؟
حدث حاله بسعادة ،، ما هذا الشعور الذي إنتابني وتغلغل داخلي وزلزل كامل كياني ، كيف لهذة الصغيرة أن تكون بكل تلك الأنوثه المتفجرة وكيف لها أن تنقل لي هذا الشعور الرائع
أما تلك البريئه معدومة الحظ التي وما أن دلفت لداخل المرحاض وأوصدته حتي جرت إلي صنبور المياه وفتحته كي لا يستمع إلي صوتها الباكي ،وبعدها إرتمت علي أرضيتهْ بإستسلام وخضوع، وضعت يدها فوق فمها وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي جاهدت حالها وهي معه كي لا تنهار وترتمي داخل أحضانهٌ التي طالما حلمت بها وبضمتها إليه،
بكت حينما تذكرت رائحة جَسدهِ العَطرة التي تغلغلت داخل أنفها وهزت كيانها، لطالما تخيلتها وتمنتها ، بكت علي حبيبً وحٌلم ضاع وتقطعت أوصالهُ، بكت علي كرامتها التي دُهست تحت قدماه بعقدٍ رسمي وشهادة الجميع علية، وأكمل هو علي ما تبقي منها الأن وهو يدُك حصُونها العالية بلا أدني رحمة أو إنسانية
ضلت تبكي لوقتٍ طويل لا تعلم مدته حتي إستمعت إلي طرقات خفيفة فوق الباب ولصوتهِ المنادي بحنان الذي أربكها :
_ صفا، إنتِ كويسه ؟
مسحت دموعها وتحدثت بنبرة صوتٍ حاولت بها التماسك :
_ أني كويسه ،شوي وخارجة.
ثم تحركت إلي حوض الإستحمام ونزعت عنها ثوبها وألقته فوق الأرضية بحده ونزلت تحت صنبور المياه التي إنهمرت فوقها وأختلطت بدموعها المقهورة علي شعورها بالخزي والمرارة والخزلان
بعد مده خرجت ترتدي مأزر الحمام ( البٌرنٌس ) وهي خجلة للغايه وممسكة فتحة صدرة تُغلقُها بكف يدها، وذلك لعدم تذكُرها لأخذها ثيابً معها للداخل
نظر إليها بعيون مُتسعه مُزبهلة من شدة جمال تلك البريئة الصافيه التي ما زَادها البكاء إلا جمالا ،حيث ساعد البكاء مع الماء الساخن علي إحمرار أنفها وخديها بطريقة مُثيرة، أما شفتاها، فا آه من شفتاها الكَنزة فحدِث ولا حرج
إبتلع لٌعابهٌ من هيئتها وتساءل بإهتمام :
_ إنتِ كويسة ؟
هزت رأسها بإيمائة خفيفه وأحالت بصرها عنه ، وصلت إلي خزانة الثياب وأختارت منامة مُحتشمه بأكمام ودلفت إلي المرحاض من جديد
أما هو فحمل تلك الصنية الموضوعة فوق المنضدة وتحرك بها واضعً إياها داخل المطبخ. وتحرك من جديد إلي غُرفة النوم
بعد مده خرجت وصففت شعرها وأتجهت إلي التخت أخذت وسادة وأتجهت بِها إلي الأريكة
تساءل هو مٌتعجبً :
_ بتعملي أيه يا صفا ؟!
أجابتة بصوتٍ ضعيف واهن مٌنكسر :
_ زي ما أنتَ شايف ، بچهز نومتي .
تحرك حتي وصل لوقفتها وتحدثَ بهدوء ونبرة حنون :
_ أني عارف إنك زعلانه مني بسبب اللي حُصل بيناتنا من شوي ، بس أني بردك معزور يا بِت عمي ،
وأكملَ بنبرة طغي عليها الندم فحقاً قادتهُ غريزته التي إنتصرت علي إنسانيتة ولكن إنتهي الأمر وحدث ما حدث :
_ أني أسف علي الطريجة اللي كلمتك بيها وكمان أسف علي المعاملة ، بس إنتِ اللي نرفزتيني يا صفا و وصلتيني لكدِة
وأكملَ بدٌعابه كي يٌخرجها مما هي علية :
_ فيه واحدة بردك تجول لراچِلها ليلة دُخلتة إنه كِيف الحيوان؟
وأكمل متسائلاً بعيون حانية ونبرة صوت أشعلت قلبها العاشق :
أني حيوان يا صَفا ؟
كانت ترفع قامتها وتنظر إليه وهي تائهه في سحر عيناه الغميق التي ولأول مرة تراهما عن قرب، حقاً حبيبها يمتلك جاذبية لا تُقاوم، ثم وضع يدهٌ وأمسك خٌصلة كانت هاربة من شعرها الذي تحول من الحريري إلي الغجري بفضل المياة وأرجعها خلف أذنها وتحدثَ بهدوء :
_ تعالي نامي چاري علي السرير ومتخافيش علي حالك مني.
وأكملَ بعيون حانية أهلكت حصونها :
_صدجيني مهجربش منيكي تاني ولا هضايجك
كانت شاردة داخل عيناه ونبرتهِ الحنون وكأنها تناست أمر حالها وما جري لها علي يدهِ منذٌ القليل
أمسك يدها وسحبها بكل هدوء وتحدثَ وهو يمددها فوق التخت وكأنها مسلوبة الإرادة :
_ نامي يا صافي .
تمددت وغمرها هو بالغطاء الحريري الصيفي وتحرك إلي الجهه الأخري وتمدد بجوارها ،وضع رأسهٌ فوق الوسادة ليُقابِلها ثم وضع كف يدهٌ فوق وجنتها وتلامسها بنعومه أهلكت حصون كلاهما ولكنهٌ نفض من رأسهٌ تلك الأفكار التي إجتاحت رأسهٌ
وتحدث بنبرة صوت ناعمة :
_ تصبحي على خير يا دَكتورة .
حمحمت وأخرجت صوتها بصعوبة بالغة قائلة :
_وإنتَ من أهله.
وبعد مدة بسيطة غاصت بنومها من شدة توترها طيلة اليومين المُنصرمين وأيضاً تعبها، وكأنها كانت تحتاج للهرب من أمام عيناه لتنأي بحالها من براثن عِشقهِ المُدمر لقلبها
نظر لها بعيون حزينه وحدثَ حالهٌ ،، سامحيني صفا فيما سأفعلهُ ،، فالعقل تحكمة العادات والتقاليد،، أما القلب فحكمةُ الوحيد هي المشاعر لا غير
سامحيني
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل مسكن فارس، خطي بساقيه للداخل حتي وصل لغرفة نومهِ وفتحها بهدوء ولكنهُ تفاجئ حين وجدها خالية من وجود مريم، قطب جبينهُ بإستغراب وتحرك للخارج للبحث عنها وفتح باب غرفة الأطفال فوجدها تتسطح فوق إحدي الأسِرة تحتضن صغيرتها التي تغفو بأحضانها
نظر عليهما وتنهد بحُزن وأغلق الباب من جديد ومضي في طريقهِ للعودة إلي غُرفته، ليغفوا لحاله بصحبة أحزانه التي أصابته عندما رأي حبيبتهُ السابقة وما شعرهُ من مرارة عندما رأها أمام عيناه
أما تلك المُتسطحه التي اوهمته انها غافية ففتحت عيناها وبدون سابق إنذار إنهمرت دموعها من جديد فوق وجنتها بمرارة وقلبٍ يتمزق علي ما وصلت إليه اليوم من إهانة زوجها لها وهو ينظر علي إبنة خالته بحالة مُخجلة، غير عابئ لوجودها بالمّرة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما داخل غرفة فايقة
دلف إليها قدري في وقتٍ مُتأخراً من الليل وذلك لوقوفهُ مع العُمال وهم يُضبضبون أشيائهم ليرحلوا،، أعطي يزن لكل فريقٍ منهم حساب مهمته وانصرفوا وصعد هو
نظر علي حبيبتهُ الجامحة وجدها تغُطُ في ثباتٍ عميق، خلع عنهُ ثيابهُ وتوجهَ إليها مباشرةً دون حتي الإغتسال، تمدد بجانبها وبدأ يتحسس جسدها برغبة جامحة
إنتفضت من نومتها ونظرت إلية بذُعرٍ وتحدثت بنبرة حادة بعدما رأت الرغبة داخل عيناه :
_ عاوز أية يا قدري الساعة دي ؟
تحدث إليها بنبرة متلهفة وهو يقترب منها أكثر :
_ عاوزك يا فايقة
نفضت يدهُ عنها بعنف وهتفت بنبرة صارمة وملامح وجه مُكشعرة :
_بعد يدك عني وروح إسَبح بريحتك دي وأبجا تعالي نام
وأكملت وهي تتثاوب بنُعاس وتتمدد وتعود لوضع نومها من جديد :
_ سيبني أنام واوعاك تجرب مني يا قدري،، أني همدانه وتعبانه طول النهار ومصدجت فردت جتتي علي السَرير
كان يستمع لها والغل ينهش داخل صدرهِ من رفضها المستمر لقربهِ منها ، أحكَمَ قبضة يدهِ بغل فوق ذراعها وتحدث وهو يُجبرها علي الإلتفاف والنظر إلي وجهه :
_ إنتِ إية حكايتك اليومين دول يا حُرمة، سايجه العوج عليا وشغلالي في اللزرق لية يا بِت سَنية ؟
وأكمل بحدة وهو يُنهرها ويهزها بعُنف :
_ عليا اليمين لو ما أتعدلتي لتچوز عليكي وأجهرك وسط حريم الدار
جحظت عيناها من هول ما استمعته وتحدثت بفحيحٍ كالأفعي :
_ إتچنيت إياك يا قدري ؟ وأشارت علي حالها بعدم تصديق :
_ عتجولي أني الحديت دي ، ده بِت الرچايبة اللي كِيف الأرض البور چوزها مرضاش يِجهرها ويچيب لها ضُرة وجعد بطولة في الدنيي من غير عيل ولا تيل
وأكملت بكبرياء وتفاخر : جوم أني،، فاااايقة بِت النُعمانية اللي چايبة لك بدل الراچل إتنيين يسدوا عين الشمش تهددني وتجولي إكدة ؟
أجابها بفحيح ونبرة رجُل مُهان علي يد إمرأته :
_ وهو بخلفة العيال إياك،، روحي شوفي بِت الرچايبة اللي عم تتمسخري عليها كيف بتعامل راچلها ، دي عاملة خدها مداس ليه لجل ما يمشي ويتعزز عليه .
عشان دي متچوزة زيدان النُعماني، مش أي راجل والسلام، جملة عقيمة تفوهت بها فايقة دون وعي وهي ترفع قامتها للأعلي بتفاخر
وكان عقابها صفعة مدوية لُطمت بها بشدة من ذلك الغاضب الذي أمسك بمجموعة خصلات من شعرها وبات يهزها بعنف ويتحدث بفحيح كالأسد الذي إنقض علي فريستهِ :
_ وإنتِ بجا اللي متچوزة راچل والسلام يا واكلة ناسك ؟
صرخت بتألم وهو يهزها بعنف من خصلات شعرها وتحدثت بتألم :
_ سيب شعري يا قدري عتخلعه في يدك
وأكملت بنبرة زائفة كي تُرضية ليتركها :
_ أني مجصديش اللي جه في بالك ، وأجصدة كِيف و إنتَ في نظري سِيد الرچالة كلياتهم
وما أن إستمع لجملتها حتي لانت عضلات جسدة المتشددة و هدأت غضبتة قليلاً ،لانت قبضة يدةِ من فوق خصلاتها وتحدث إليها بأنفاس لاهثة وهو يقف :
_ أني داخل الحمام أسبح، أطلع ألاجيكي مستنياني وعلي سنجة عشرة ،فهماني يا واكلة ناسك ؟
دلف هو للداخل أما هي فمدت يدها و جففت دموعها التي هبطت من ألم صفعتهِ القوية التي علمت علي صدغِها،، وجذبهِ لخصلات شعرها،. وقفت وتجهزت كما أمرها كي لا تستدعي غضبهُ مرة أخري
وبعد مدة كان يجاورها الجلوس مُبتسمً وتحدث إليها :
_ ياااااه ،أخيراً نفوخي راج من موضوع چواز قاسم من بِت زيدان،، حاسس إني ملكت الدنيي كلياتها إنهاردة
كانت تستمع إلية بملامح وجه مُكشعرة مبتعده بنظرها بعيداً عنه فتحدث هو إليها :
_ معترديش عليا ليه يا حُرمة ،الجُطة كلت لسانك إياك؟
وكأنهُ بحديثهُ هذا قد ضغط علي زر إنفجارها بعدما فقدت صبرها وتحدثت بنبرة غاضبة : إنتَ عاوز إية مني في ليلتك اللي مفيتاش دي يا قدري،، مش كفاية إنك مديت يدك علي لأول مره في حياتك وخدتني جَبر، لا وكَمان مستني مني أرد عليك واتحدت وياك عادي وكأن مفيش حاچة حُصلِت
تنهد ووضع يدهُ فوق ساقها مربتً عليه وتحدث إليها :
_ وكُنتي عوزاني أعملك أيه بعد رفضك ليا بالشكل ده .
تجوم تهددني بإنك تچيب لي ضُرة ويوصل بيك الحال إنك تضرُبني يا قدري ؟ جملة تساءلت بها فايقه بنبرة لئيمة
فأجابها بنبرة غائرة :
_ أني مضربتكيش غير لما لجيتك بتتحدتي عن راچل غيري إكدة
وأكمل بعيون حقاً عاشقة وبجنون :
_ أني عشجانك ودايب فيكي دوب يا فايقة.،،وإنتِ سايجة الدلال عليا بجالك ياما وأني كل مرة أديكي العُذر وأجول يا واد أصبر وأتحمل چلعها ، بس كل شيئ وليه أخر يا فايقة
نظرت إلية بملامح غاضبة وتحدثت بنبرة صارمة : أول وأخر مرة تعمل فيا إكدة يا قدري ، وإلا قسماً عظماً أسيب لك البيت وأروح أجعد عند أمي ، فاهم يا قدري
إقترب منها وسحبها لداخل أحضانهِ تحت نفورها منه وتحدث هو :
_ حاضر يا مالكة الروح،، بس إنتِ كمان راعيني شوية عن إكده.
تنفست بهدوء، وهزت له رأسها مجبرة وشددت....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا