رواية قلبي بنارها مغرم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم روز أمين كاملة
رواية قلبي بنارها مغرم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم روز أمين كاملة
السادس💘
كانت نظرات الجميع مٌسلطة فوق ذاك القاسم لإنتظار نطق كلماته الأخيرة في تحديد مستقبل تلك المسكينه
تنهد قاسم ونظر إلي صفا ووجهَ حديثهٌ إليها بقوة بنبرة جادة : أول ما يفتح موجع التنسيج جدمي فية ،، وچهزي ورق التجديم واني بنفسي اللي هجدم لك في الچامعة يا دَكتوره1
أطلقت تنهيده حاره بعد كتم أنفاسها الذي دام الكثير وهي تنتظر تحديد مستقبلها،، وكأنها تقف خلف القضبان وتنتظر نُطق الحكم عليها ،، وذلك بفضل تلك العادات العقيمه البالية التي عفا عنها الزمن وبرغم ذلك ما زال للأن من يلتزم بها ويطبقها بحياته بكُل حزافيرها،،
وخصوصاً أصحاب النفوذ والمال خشيةً علي خروج أموالهم الطائلة التي جمعوها علي مدار سنوات نتيجة الشقاء والتعب،، فلذلك يصعبُ الأمر عليهم أن يفرطوا بها ويسلموها لاشخاص غريبة بكل تلك السهولة
هكذا هو تفكيرهم البالي
إنتفضت فايقه بجلستِها وتحدثت بنبرة صوت غاضبة : حديت أيه اللي عتجولة دِه يا قاسم ؟2
نظرت لها ورد وكادت أن تتحدث بإعتراض لولا حديث عتمان الحازم الذي أخرص الجميع وأعلم كل شخص حدودهٌ التي يجب ألا يتخطاها : كَنك إتچنيتي ونسيتي حالك يا مَرة ،، عتعترضي كمان علي حديت الرچالة إياك ؟!3
إرتعب جسد فايقة وأخذ بالإنتفاض من صوت عِتمان الجهُوري الغاضب وآبتلعت كُل ما في جوفها من حديث جراء نظرتِهِ الثَاقبة فوقها
ثم أكمل بنبرة صارمة مُخيفة : طب أيه رأيك بجا إني كنت مجرر دخول صفا للطب،، وسألت قاسم بس لجل معرف رأيه ،، وحتي لو رفض كُت بردك هدخِلها وهتُبجي دَكتُورة غصبن عن الكُل3
ثم نظر إلي صفا وتحدثَ إليها بنبرة حنون : فِكرك كُت هتخلي عنيكي بعد مارفعتي راسي وشرفتيني وغلبتي ولاد المحافظة كِلياتها ،،
ميتا كُت إتخليت عَنيِكِ أني يابِت زيدان ؟4
إتسعت عيناها بإستغراب لحديث جدها وأبتسمت له بسعاده حين أكمل هو : مش بس إكده يا صفا ،،ده أني نويت بأمر الله أبني لك مِستِشفي إهني في النچع وأچهزها لك بكل اللي تحتاجيه من أجهزة،، وهبدأ فيها من السِبوع الچاي وإن شاء الله علي ماتخلصي كُليتك تِكون چِهزت3
ثم حول بصره إلي قاسم وتحدث بثناء مُستحسنً قرارهُ : عمرك مخيبت ظني فيك يا قاسم
إبتسم لجده بجانب فمه ونظر مهمومً إلي صفا وفرحتها العارمة،،وأحتقر حالهِ لأجل خداعهِ الغير نبيل لتلك البريئة2
وإشتعل داخل فايقه وزادت نار حقدها علي ورد وزيدان اللذان لم تسعهما الفرحه حين إستمعا لحديث عتمان
أما صفا التي نظرت إلي جدها بإندهاش وجرت عليه وجثت فوق ركبتيها وهي تميلُ برأسها وتُقبل كفي يداه بسعاده وتحدثت : ربنا يديمك فوج راسي ويخليك ليا يا جَدي
ربت علي ظهرها بحنان وأردف قائلاً بملامه مٌصطنعه ودُعابه جديده عليه إستغربها الجميع : رايحه تشتكيني للشيخ حَسان يابِت زيدان ؟2
خجلت وأنزلت بصرها أرضً وتحدثت بنبرة هادئة : ينجطع لساني لو فكرت إني أشتكيك في يوم لحد يا جَدي ،،أني بس كُت محبطه و روحت له وأني عشمي في وجه الله كبير إنك تسمع منيه،،وده لاني عارفه إن مقدارة عنديك كَبير وبتجدرة
إبتسم لها وأردفَ قائلاً وهو يربت علي ظهرها بحنان قائلاً : يا زين ما أختارتي يا دَكتورة1
وقفت مريم بعدما طفح بها الكَيلُ،، وتحدثت إلي جَدها بجرأة لم تعهد عليها من ذِي قَبل : خلاص إكده يا چَدي،،فرحت الست صفا وإطمنت عليها زين ؟
إختارتها لقاسم اللي إنتَ متوكد إنها موافجه عليه ومرَحبة،، وكمان دخلتها الكُلية اللي هي عيزاها وهتبني لها مستشفي بحالها ،،إكده يُبجا كله تمام،،
وأكملت وهي تنظر إلي جدها وجدتها بنظرات ملامه : ما هي أهم حاجة عِنديك إنتَ وجَدتي راحة الاستاذة صفا ودلالها ،،وإن شالله يولعوا البجية
ومش مهم عاد الباجي إذا كان إختيارك ليهم عاجبهم ولا حارج جلوبهم ،، مين إحنا لجل ما تفكر في راحتنا ويشغلك رضانا !!
تحدث إليها مٌنتصر بلهجة شديده : إخرصي يبت،،والله عال،،مين مِيتا وإنتِ عتتكلمي جِدام جدك بقلة الحيا دي ؟؟
شدت حياه إبنتها من يدها وأجلستها بجوارها وتحدثت بنبرة مُرتعبه : إجُعدي يا مخبلة ،،كنك ناويه علي موتك إنهاردة
وقف يزن هو الأخر وأردفَ قائلاً بنبرة مٌعترضه : تخرص ليه يا أبوي ،،عشان بتجول الحجيجة وتطالب بأجل حجوجها كبني أدمة ،،طب أيه رأيك إن أني كمان مموافجش علي چوازي من ليلي
نزلت كلماته تلك علي قلب ليلي أحرقته وبدون مقدمات نزلت دموعها بألم كاد يمزق صدرها الأسود1
كلام أيه اللي هتجوله ده يا باشمهندس ،، جملة تفوة بها الجَد مٌستغربً حديث يزن
وقف فارس متشجعاً من موقف مريم ويزن وأردف قائلاً بشجاعه وأعتراض : أني كمان مش موافج علي جوازي من مريم يا چدي ،،أني بحب بت خالتي ورايدها وچَدتي عارفه إكده زين
تحدث الجَد بنبرة جدية مٌحاولاً إمتصاص غضب أحفادة وإرغامهم علي تقبل الواقع بصدرٍ رحب : بت عمك أولي بك يا ولدي ،،بُكرة هتشكرني علي إختياري وتجولي كان عنديك حج يا چَدي،،وأدي أبوك وعمك قدري جُدامك أكبر دليل علي حديتي دي
أجابهٌ يزن بندية : وليه مذكرتش حكاية عمي زيدان ،،مهو إعترض ورفض جوانين العيله وأهو جُدامك أهو ،، بيحب مَرته وبيعشجها ومبسوط مع عيلته وعايش أحسن عيشه ،،مش مُچرد حياة روتينية زي اللي عايشينها أبوي وعمي !!
إستشاطت فايقة من ذكر يزن لسعادة ورد وزيدان التي تجعل نارها تشتعل،،
فأرادت ان تحرق روحيهما وأجابته فايقه بنبرة ساخره : عيلته ؟
هي وينها عيلته دي يا يزن،، طب ده حالة عمك زيدان وعجاب ربنا ليه لازمن يكون درس ليكم وعِبرة عشان تسمعوا كلام أهاليكم وتعرفوا إن اللي هيعارض أهله هيكون مصيرة زي عمكم زيدان
نزلت تلك الكلمات علي قلب ورد أحرقته ،،أما زيدان الذي إنتفض بجلسته وهب بها هادراً : وياتري أيه هو بجا عجابي يا ست فايقه اللي حضرتك شيفاه ده ؟؟
أجابته بنبرة خبيثة : هو أني بس اللي شيفاه يا وَاد عمي ،، دِه العيلة كِلاتها بتتحدت وبتجول إن ربنا عاجبك وحرمك من خِلفة الوُاد عشان عصيت أمك ومسمعتش كلامها وكسرت جلب خيتي الغلبانة بدور1
نظرت لها رسمية بنظرات حارقة تحثها علي الصمت ولكن فايقه لم تهتم بتلك النظرات التحذيريه
أجابها زيدان بفخر وأعتزاز وهو ينظر لتلك الجالسة بحنان : لو عجاب ربنا كله بالشكل ده يُبجا ياريت حياتي كِلياتها تُبجا عِجَاب2
وأكمل بعيون مٌحبه وهو يتبادل النظر بين أبناء شقيقاه بفخرٍ وأعتزاز ونبرة صادقة : وبعدين مين اللي جال لك إن ربنا مرزجنيش بالوَاد،، ده أني عِندِي بدل الراچل اللهم بارك أربعة
تحدث قدري بتشفي وحقد ظهر بنبرة صوته : بس مش من ضهرك وصُلبك يا وَاد أبوك
نزلت الجُملة علي قلب زيدان و ورد أحرقتهُ
قدري ،، إحفظ لسانك اللي عم ينجط سِم علي أخوك إنت ومَرتك دِه ،،معيزش أسمع صوتك إنتَ وهي لحد الجَعدة دي متُخٌلص ،،،جملة شديدة اللهجة تفوة بها الحاج عتمان بنبره غاضبه وعيون مُحذرة تُطلق شَزراً
كاد قدري أن يتحدث فأخرصهٌ حديث عتمان قائلاً : جولت معايزش أسمع صوت حد فيكم ،،ويلا الجميع علي مكانه
تحدث قاسم إلي جده قائلاً بهدوء : بعد إذنك يا چدي أني عندي طلب
توقف الجميع عن الحركة ونظروا إلي قاسم بترقب لحديثه فأذن لهٌ جده فتحدث قاسم : مفيش چواز هيتم غير لما صفا تخلص چامعِتها ،، معايزش أشغِلها عن مستجبلها ،،كلية الطِب تجيله ومحتاچه مذاكرة كَتير والچواز أكيد هيشغلها ويشتت تركيزها
هتف والده بإعتراض فهو ينتظر ذاك الزواج بفارغ الصبر ويتمني حدوثهٌ البارِحة قبل اليوم حتي يطمئن علي إستيلاء صغيرهٌ ووضع يده علي ثروة زيدان التي تضخمت مؤخراً بشكلٍ مبالغ فيه مما أثارَ جنونهٌ
قدري بإعتراض : إنتَ واعي للي عتجوله ده يا قاسم ،،علي حد عِلمي إن الطِب دي خمس سنين
قاطعهٌ قاسم بنبرة باردة وتصحيح : سبعه يا أبوي ،،الطب البشري اللي صفا ناوية تدخله دراسته سبع سنين
دبت فايقة بيدها فوق صدرها بذهول وتحدثت : يا مصيبتي ،،إنتَ عاوز تموت عيالك في ضهرك يا واد قدري،، ده أنت عنديك خمسة وعشرين سنه وحط عليهم سبعه يُبجا إتنين وتلاتين ،،هتخلف وتربي عيالك ميتا يا حزين ؟
وبعد معارضة وجدال طال بين الجد والجده وقدري وفايقه مع قاسم ،،رضخ الجميع لرأي قاسم بعد تصميمةُ وموافقة صفا علي رأيه،، وبعد مناوشات قرر الجد زواج مريم وليلي ويزن وفارس بعد خمسة سنوات أي قبل زواج قاسم وصفا بعامان وذلك بعدما فشل بإقناع حفيدهُ الأكبر بإتمام زواجه معهما
وأنفض الآجتماع بعدما حقق أمال البعض وجعلهم يحلقون في السماء من فرط سعادتهم ،، مثل صفا وليلي وقدري وفايقة ،،أما البقيه فقد تحطمت أحلامهم أمام جبروت ذاك العتمان المٌستبد
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور مُده قصيرة من الوقت كان قدري يجتمع بقاسم وفارس داخل حُجرتهِ الخاصة وتجاوره تلك الغاضبه التي تحدثت بنبرة حادة مُلامة إلي قاسم : هو ده بردك اللي إتفجنا عليه يا قاسم ؟؟
أني مش جولت لك متوافجش علي دخول بت ورد للطب مهما حُصل ،،إكده تفرح ورد وتشمتها فيا يا أبن بطني
كان يستمع لها بعيون مستغربه بشدة من حالة الغضب المسيطرة عليها وتحدث بعناد : وأني جولت لك قبل سابج تخرجيني من شغل الحَريم بتاعك إنتِ ومرت عمي دي يا أمّا ،، لاني عمري ما كُت هكسر بخاطر صفا،، وكفاية جوي إني سمعت كلامكم و وافجت جدي علي جراراته اللي لا يجبلها عجل ولا منطق ولا حتي ترضي ربنا،، لجل بس ما أرضيكم
وأكمل ليهدئ من روع والدته : وأظن حضرتك سِمعتي بودنك كلام چِدي لصفا وهو بيجول لها إنه كان مجَرر موافجته ،،يعني موافجتي كانت بالنسبه له ليس إلا تحصِيل حَاصِل
وأكمل فارس بهدوء : كلام قاسم صُح يا أمّا وياريت بجا تريحي حالك وتبطلي حديت في الموضوع دِه ،، وبعدين أني مش فاهم إنتِ ليه كارهه إن صفا تدخل الطب وتحجج حِلمها بالشكل دِي
أجابتهُ بنبرة حقودة : دِه لو كان حِلمها هي يا خَيبان،، دِه حِلم العجربه اللي إسمِيها ورد عشان تتنطت علينا وتتفشخر بِبِتها الدَكتورة
صاح قدري هادراً إياها بحده بعدما طفح الكيل من حديثها العقيم : ما بكفياكي عاد يا فايقه ،،مهنخلصوش منيه الموضوع ده ولا أية ؟
وأكمل بنبرة غاضبة من بين أسنانه : أني اللي جاهر جلبي هو شرط إبنك المِنيل اللي جاله لجده،، جال أيه مهنتمموش الچوازة إلا لما السنيورة تخلص كُليتها،،
وأكمل بحده : عنها ما خلصت ولا أتشندلت علي دماغ اللي چابوها ،، تجبرني ليه أستني علي فرحتي بيك وبچوازك كُل السنين دي ؟؟
تنهد قاسم وضل يستمع لتوبيخ والديه بصمتٍ تام وذلك لعدم قدرته البوح لهما بما يدور بعقله وأنه فقط يوهمهما بموافقته الواهيه ولكن بينهٌ وبين حاله ينتوي بألا يتمم تلك الزيجة التي لا تعني لهٌ شئً علي الإطلاق 1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل شقة رفعت عبدالدايم والد إيناس
كانت تخبرهم بما قررت هي وقاسم فتحدث والدها بحده : إنتِ إتجننتي يا إيناس ،،عاوزة تقعدي سبع سنين تستني المحروس لحد ما يتفك سجنه اللي بناه بنفسة مع بنت عمه،،بقي بالذمه ده كلام ناس عاقلين ؟1
أجابته كوثر بنبرة طامعه : ده هو ده العقل بعينه يا رفعت ،، إنتَ عارف نصيب قاسم من ثروة جِده قد أيه ؟؟
أردف الاب قائلاً بنبرة قلقة : وإنتِ كنتِ ضمنتي إن جده هيوافق إنه يسيب حفيدته كده بسهوله بعد ما يركنها جنبه سبع سنين بحالهم
أجابته إيناس بنبرة جاده في محاولة منها لإقناعه : أولاً يا بابا قاسم هو اللي مستني جنبها مش هي ،،ثانياً حجة قاسم هتبقا قوية وجده مش هيقدر يجبرة يعيش مع واحده هو شايفها أعلي منه ،،
وأكملت بعدم ضمير : ثالثاً بقا وده المهم،، مش يمكن ربنا يكرمنا وجده يتوفي في السبع سنين دول وقاسم يورث ووقتها ميكونش محكوم من حد ويبقي حر نفسه ونتمم الجوازة من غير أي مشاكل1
تحدثت والدتها بتمني : يااااه يا إيناس لو ده يحصل ،، ده تبقا إتفتحت لنا طاقة القدر
تحدث رفعت بنبرة قلقه ساخطة : يا ناس إفهموني،، أنا قلقان علي بنتي وده من أبسط حقوقي 6
أجابته كوثر بطمأنة : متقلقش يا رفعت وطمن بالك ،،بنتك طول عمرها شاطرة وحسابتها متخرش المية أبداً
وأكملت وهي تنظر إلي إيناس بتفاخر : وبعدين الولد بيحبها ومبيقدرش يستغني عنها ليوم واحد،، وأكيد هيعمل أي حاجة نطلبها منه علشان بس ينول الرضا1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل غرفة يزن،، كان يجوبُ داخلها ذهابً وإيابً بغل ونار الغيرة تنهش صدرة ،،فقد تسرب اليوم حٌلمهٌ العالي من بين يديه وذلك بفضل تحكمات جده
دلفت والدته إليه وتحدثت بتهدئة : وبعدهالك عاد يا يزن ،،أني مش جولت لك من زمان تشيل موضوع صفا ده من راسك ،،أني كُت خابرة إن چدك حاجزها لقاسم وكام مرة جدتك لمحت بالكلام جدامي لجل ما أواعيك لأنها عارفه إنك عاشجها
أردف قائلاً بنبرة حادة وأعتراض : قاسم مبيحبهاش يا أماي ،، الله وكيلك ما بيحبها ولا رايدها ،، قاسم وافج بس لجل ميرضي عمي قدري اللي كلنا خابرين زين إنه طمعان في ثروة عمي زيدان ،،بس صفا مفرجاش معاه من الأساس ،،محدش عيحبها ولا هيخاف عليها زيي
تحدثت إلية بدموع ونبرة حنون : يا ولدي إرحم حالك وأنساها وريح بالك وريح جلبي معاك ،،صفا مش مجسومه لك ولا هي من نصيبك،،
وأكملت كي تهدئ من غضبة : وليلي ست البِنته كلياتها ،،هي بس محتاچة اللي يُجرس علي ودنها شوي وهتُبجا زي الفُل،، إرضي بنصيبك يا وليدي،،1
وأكملت بيقين كي تؤثر عليه : وإن شاء الله ربنا هيحليها في عينك ويزرع عشقها في جلبك وبكرة تجول أمي جالت
نظر إليها بتألم ظهر بعيناه وأردف قائلاً بوجع : مش بيدي يا أماي ،،عشج صفا متملك من جلبي وعجلي ،، مشايِفش غيرها جُدامي
هتنساها يا ولدي،، كم من عاشج جبلك فات حبيبة ونسي وكمل حياته ،، الحياة مبتُجفش علي حد يا ضي عيني
نظر لوالدته بنظرات يملؤها الإنكسار والرضوخ المُخجل ،، فتحركت إليه بتألم لأجل حزنه وسحبته بين أحضانها وربتت علي ظهره بحنان كي تخفف عنه حزنه الذي أصابه من ضياع فتاة أحلامه من بين يداه علي يد جدهٌ المٌستبد2
وخرجت من حجرته إلي حجرة مريم و واستها مثلما واست شقيقها ونصحتها بأن ترضي بما كتبهُ الله لها وسيعوضها الله بالتأكيد علي صبرها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما تلك الصفا التي ذهبت مع والديها إلي منزلهم وسعادة الدنيا تحومٌ حولها وتستقر داخل قلبها البرئ ،،وقفت بشرفتها تترقب خروج قاسم كي تٌكحل عيناها برؤيتهِ البهيه،، ولكن للاسف خجلها ولم يخرج أبداً وبرغم هذا لم تترك مكانها علي أمل التلاقي
أما عند زيدان الذي تحدث إلي ورد مُتبسمً بسعادة : أهو أني بعد موجف قاسم إنهارده وموافجته علي دخول صفا للكليه وكمان تأجيلة للچواز لحد ما صفا تِخلص،، أجدر أموت وأني مطمن عليها وعليكي1
إرتعبت أوصالها وشهقت برعب مُردفه : بعد الشر عليك يا سيد الرچاله ،،متجولش إكده يا حبيبي ،، ربنا يطول لنا في عمرك ويبارك فيك وتچوزها وتچوز عيالها كَمان
نظر لها بعيون عاشقه وتساءل بعيون هائمة : خايفه عليا يا ورد ؟
أجابته بهيام : لو مخفتش عليك يفضل لي مين أخاف عليه يا نبض جَلبي
ثم تنهدت بأسي قائله بنبرة تحمل الكثير من الهموم : بس أني معارفاش أني ليه جلجانه إكدة يا زيدان ،،جلبي ممطمنش لچوازة صفا من قاسم ،، دايما چواي إحساس بحاول أكدبه إن الچوازة دي هتكون سبب الحُزن لبتي مش سبب سعدها وهناها زي ما كِلياتكم فاكرين2
أردف زيدان قائلاً بنبرة إستيائية : أباااااي عليكِ وعلي نكدك اللي عتعشجيه زي عنيكِ ،، دِه بردك كلام تجوليه في يوم زي ده ؟
نظرت إليه وبدون سابق إنذار نزلت دموعها دون إستئذان ،، إشتعل صدرهٌ ناراً عندما رأي دموعها التي تنزل علي قلبهِ العاشق تكويه وتؤلمهٌ
إنتفض من جلسته وتحرك لمقعدها وجذبها من يدها لتقف قبالته وأدخلها سريعً لداخل أحضانه وتحدث وهو يمسح بيداه فوق ظهرها بحنان ويهدهدها : مالك بس يا ورد،،فيكي إية يابِت جلبي ،،ليه البُكا عاد في يوم زي ده ؟؟
وأكمل مٌفسراً : المفروض تُبجي أسعد واحده إنهاردة ،، بِتك وعتدخل الكلية اللي طول عمرها عتحلم بيها وچِدها هيبني لها مستشفي بحالها ،، وإتحجزت للراچل اللي عتتمناها وعتعشجة ،، بالذمة فيه أكتر من إكده فرحة
خرجت من بين أحضانه تنظر لعيناه بتألم ظاهر للكفيف،، وحاوطت وجههٌ بكفيها برعايه وأردفت قائلة بنبرة حنون مٌستسلمة : إتچوز يا زيدان ،، إتچوز لجل ما تچيب الوُاد وصدجني أني مهزعلش منيك
إتسعت عيناه بذهول وأردف قائلاً بنبرة مٌتعجبة : صٌح مهتزعليش لو خدت واحده غيرك چواة حضني ؟
وأكمل بإتهام وتعجب ونظرة حزن عميقة ظهرت بعيناه : للدرجة دي بيعاني يا ورد ؟!
هزت رأسها سريعً تنفي عنها إتهامهُ الباطل وأردفت قائلة بنبرة مستسلمة : للدرچة دي شرياك يا جلب ورد من چوة ،،للدرچة دي عشجاك وعاشجة رضاك ومُصلحتك ،، لدرچة إني عتحمل وچع جلبي وناري وجهرتي وأني بتخيلك نايم في حُضن غيري لجل بس ماتچيب الوَاد اللي نفسك فيه ومحدش يعايرك تاني ولا يچرحك بكلمة عِفشة
أجابها بنبرة حاده مُستفهمة : ومين كان جال لك إني نفسي في الوَاد ؟!
ولو صٌح نفسي فيه هجعد لحد دالوك من غيرة ليه ؟
زفر بضيق ليٌخرج ما أصابةٌ من غضب جراء حديثها ،، ثم أحاط وجهها بكفي يداه ونظر بحنو داخل عيناها وأكمل حديثه بنبرة حنون : يا ورد أني إكتفيت بحبك إنتِ وصفا عن الدنيي كلياتها ،،ليه مجادراش تفهمي إن عِشجك غناني وكفاني ومعاوزش غيرك في حياتي !!
أمسكت بتلابيب جلبابه بشده وتملُك وتساءلت بجدية وحدة : لساتك بتشوفني حلوة يا زيدان ،،لساتني زينة الصبايا في عنيك الكَحيلة يا وَاد النٌعماني ؟
إبتسم بهدوء وتحدث بنبرة هائمة : وهتفضلي زينة الصبايا في عيوني لأخر يوم في عمري،،حتي لو كان عٍنديكي 100 سنه وشعرك شاب وملامحك جَعدت وكَرمشِت ،، بردك هشوفك زينة صبايا الكون بحَالة
ودقق داخل عيناها وتحدث بهيام قائلاٍ : عارفه ليه يا ورد ؟
نظرت له بتمعن وحنان منتظرة تكملة ترياقهٌ لها فأكملَ هو : عشان أني حبيت روحك يا ورد ،،روحي عشجت روحك جبل الزمان بزمان ،، شفتك بأحلامي جبل مشوفك جدامي يا غالية ،، أني عشجان لروحك مش چسدك ،، وده تفرج كَتير جوي يا ورد3
إبتسمت بسعادة بالغه وتحدثت بتملك وهي تشدد من مسكتها لتلابيب جلبابه : ربنا يخليك ليا يا زيدان ،، تَنَك إكدة إعشج فيا علي طول ،،معيزاش عِشجك يجل أبداً لجل مموتش من جهرتي يا سيد الرچال
إبتسم لها وأردفَ قائلاً بدعابه ليخرجها من تلك الحاله : يدك يابت ،، هتخنجيني بمسكة يدك الجويه دي ،،أيه،، للدرچة دي عتموتي علي زيدان وعتعشجيه يا بِت الرچايبة ؟
إبتسمت وأجابته بشقاوة وهي تشدد من مسكتها لتلابيبه : وأكتر يا آبن النعماني ،،وأكثر من الدرچة دي بكتير،، ولو في يوم فكرت بس تبص لمَرةّ غيري هجتلك بيدي دي وأجتل حالي وياك2
قهقه عالياً برجوله ثم مال بجزعةٍ وحملها بساعديه القويتان وأتجه بها إلي تختها ليضعها علية بقوة وشراسه مٌتحدثَ بغمزة من عيناه مٌداعبً بها إياها : علي العموم كله هيبان دالوك ،، وعشجك الجوي اللي هتتحدتي عليه لزيدان هيظهر ويبان2
إبتسمت له خجلاً وغاصا داخل عالمهما الخاص بهما
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد مرور يومان
في القاهرة ،،وبالتحديد داخل منزل رفعت عبدالدايم
تتوسط إيناس جلسة والديها فوق الأريكه ،،وبالمقعد المٌقابل يجلس قاسم مٌرتدياً حِلتهِ الكاملة التي جعلت منه وسيمً للغايه ،،
ويجاوره عدنان الذي تحدث مٌستفسراً : بس إنتَ مش شايف إن سبع سنين كتير أوي يا صاحبي،، إنتم كده بتضيعوا أحلا سنيين عمركم في الإنتظار
أجابته إيناس بنبرة مٌعترضه : مش كتير ولا حاجه يا عدنان،،السنيين بتمر في لمح البصر
ثم وجهت بصرها إلي قاسم وتحدثت بنعومه دون خجل من والدها أو شقيقها : وبالنسبه لأجمل سنيين عمرنا ،، فهي لسه جايه ،، مش كده ولا أية يا قاسم ؟1
نظر لها بتعجب جراء جرأتها والتي لم تعجبه إطلاقً ،، فهو شأنهٌ كشأن أي رجل شرقي،،يٌحبز دائماً المرأة الخجول ويٌثيرهٌ ضعفها ،،ولكن مع إيناس إختلف الأمر ،، فلقد عشقها وأنطلق سهم عشقها التي صوبته عَمداً نحوهٌ ببراعه فائقة وأخترق قلبه عديم الخبرة الذي لم يعي ويفهم بعد وأنتهي الأمر،، أو هكذا هو تخيل وتوهم !
وجة رفعت حديثهُ إلي قاسم بنبرة توجسية : متأخذنيش يا أبني في اللي هقوله ،،بس أنا أب ومن حقي أطمن علي بنتي وإنتَ لازم تعذرني في ده
وأكملَ بتساؤل : أنا أيه اللي يضمن لي إن بعد ماتقعد بنتي جنبك سبع سنين ،،جدك يوافق إنك تتمم جوازك منها ؟؟
أردف قاسم قائلاً بإحترام : أنا طبعاً عازرك في تفكيرك ده يا عمي لإنك متعرفش رجالة النعمانية كويس ،،أنا كلمتي عقد وسيف علي رقبتي،،وطالما وعدت يبقا مش هيمنعني من التنفيذ إلا الموت
إبتسمت كوثر في داخل نفسها وتحدثت بنيرة صادقة : طولة العمر ليك يا حبيبي ،،ربنا يبارك في عمرك وتتجوزوا وتتهنوا ،،بس أنا عاوزة أطلب منك طلب
إتفضلي حضرتك ،،جملة تفوة بها قاسم
تحدثت كوثر كعادتها معهُ بنبرة ناعمه ساحبه بها إياه لداخل عالمها الناعم : الأمر لله وحده يا حبيبي،، طبعاً زي ما إنتَ شايف إيناس بنتي ماشاء الله زي القمر ،،1
وأكملت بتفاخر وغرور وهي ترفع رأسها عالياً بشموخ : جسم ورسم وجمال ودلال ،، وخُطابها مش قادرة أقولك قد أيه،،4
وأكملت مهوله من حديثها كثيراً : لدرجة إن مفيش يوم بيعدي غير لما بيتقدم لها فية عريس
إبتسم بجانب فمه ساخراً لعِلمهِ كذب تلك الشمطاء،، وأكملت كوثر حديثها : وطول ما هي مفيش في إيدها دبلة خطوبه هيفضل يتقدم لها عرسان
الآن علم المغزي الحقيقي من جراء حديثها المُبالغ ذاك
تحدث إليها بنبرة تعقُلية : أنا فاهم قلق حضرتك ومقدرة جداً،، بس لازم حضرتك تقدري ظروفي أنا كمان ،،أنا عمري ماهقدر حالياً أفاتح أهلي في خطوبه وأظن إن انا شرحت لكم ظروفي قبل كدة
هتف عدنان بحماس وذكاء : طب أنا عندي حل للموضوع ده
نظر له الجميع وهم يترقبون باقي حديثه فأكمل هو بإبتسامة مُنتصر : أنا شايف إن قاسم يشتري لإيناس شبكتها ويلبسها لها علي الضيق ما بينا ونعزم قرايبنا القريبين جداً مننا ،،وبكده نكون عَرفنا الناس إن إيناس إتخطبت وفي نفس الوقت معملناش مشاكل لقاسم مع أهله هو في غني عنها
إبتسمت إيناس وتحدثت بسعاده وهي تنظر لشقيقها بتباهي : برافوا عليك يا عدنان ،،فكرة حلوة جداً
وافقتهم كوثر الرأي وتحدثت إلي قاسم : أهو صاحبك حلها لك أهو يا قاسم
أجابها قاسم بدعابه وهو ينظر إلي عدنان بوجهِ بشوش : عدنان ده حبيبي ،، نردها له في مشكلة في جوازته إن شاء الله
ضحك الجميع عدا ذاك الرفعت الذي لم يعجبهٌ الأمر من الاساس،،ويشعر بريبة منه ولكن بما يفيد إعتراضه أمام جبروت كوثر وأبنائها وضعف شخصيته هو3
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد يومان أصطحب زيدان صفا وورد وذهب بهما إلي القاهرة كي يٌجلب لصفا ثيابً خاصة للجامعة من بعض دار الأزياء الشهيرة بالقاهرة ، ويمكثون يومان بشقتهٌ الخاصه المتواجدة بإحدي الأحياء الراقيه والتي جلبها زيدان خصيصاً كي يصطحب غاليتاه بها لغرض التنزة من الحين للأخر
أبلغ زيدان قاسم أنهٌ وعائلتة بالقاهرة فقام قاسم بعزيمتهم وإصطحابهم لأحد المطاعم العائمة المتواجدة داخل النيل لتناول الطعام في أجواءٍ مُبهجه
كانت تتحرك بجانبه بسعادة داخل المطعم ويسبقها والديها ،،وصلا إلي المنضدة التي إحتجزها لهم قاسم ،،جلس الجميع حول المنضدة وجاء النادل بعد قليل وقد أعطا لهم قائمة الطعام وأختاروا ما أعجبهم بها وأنصرف النادل
وتحدث زيدان ناظراً إلي قاسم : عِرفت إن تنسيج الچَامعات فتح إنهارده يا قاسم ؟
نظر له وأردف قائلاً بنفي : لا يا عمي ،،أول مرة أعرف منيك
ثم حول بصرهِ إلي صفا وتساءل : جَدمتي يا صفا ولا محتاجة مساعدتي ؟
أجابته بهدوء : حاولت أول ما جومت من النوم بس السيستم كان مِسجط من كتر الضغط عليه وموقع التجديم مفتحش معاي ،، إن شاء الله أول ما أروح البيت هحاول أجَدم ويارب السيستم يكون إتظبط
أردفت ورد قائلة بنبرة مُثقلة بالهموم : أني معرفاش عتعملي أيه في المدينة الچامعيه وعتخدمي حالك كيف ،،ده أنتِ عٌمرك مغسلتي طبج ،،كيف عتغسلي هدومك وتنظفي أوضتك لحالك ؟
تحدث إليها زيدان ليطمئنها : ومين جال لك إني هسيبها تهين حالها،، ده أني بعون الله هچهز لها أوضتها بأحدث الأچهزة وهچيب لها غسالة أتوماتيك لجل ما ترتاح الزينة بِت أبوها
إبتسمت لأبيها وتحدثت بنبرة حنون : ربنا يبارك لي في عمرك يا حبيبي ويخليك لصفا
أما ذاك الجالس الذي نزل عليهِ حديثهم كالصاعقة الكهربائيه وذلك لرُعبهِ من فكرة تواجدها بالقاهرة وإحتمالية عِلمها بخطبته من إيناس،،1
تحدث بنبرة مرتبكة : وهي صفا أيه اللي هيچيبها چامعة القاهرة بس يا مرت عمي ،، ما عِنديها چامعة سوهاچ ،، وأهي تُبجا چَارك وتنام كُل ليلة چوة حُضنك
ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت بنبرة مُعترضة : چامعة سوهاچ أيه بس اللي هروحها يا قاسم،،إنتَ عاوزني أبجي چايبة المچموع دِه كلاته وأقدم في چامعة سوهاچ ؟
وبعدين مفيش وچه مُجارنه بين چامعة القاهرة وچامعة سوهاچ
تحدثت ورد إلي قاسم : أني كَمان جُولت لها نفس كلامك دِه يا قاسم بس زي ما أنتَ واعي لدماغها الناشفه
ثم نظرت إلي زوجها مبتسمة وتحدثت بمداعبة : راسها طالعه ناشفه كيف أبوها بالظبط
إبتسم زيدان لمداعبة معشوقته ،
وتحدث قاسم إلي صفا في محاولة خبيثه منهُ لإقناعها بتغيير رأيها : أني خايف عليكِ من إهني يا صفا ، العيشه إهنه ومعاملة البشر صعبة جوي مهتجدريش عليها ،،مهتعرفيش تتكيفي ويّاَ زميلاتك في السكن وخصوصً إن عمر ما سبج ليكِ مُخالطة الأغراب،،
وأكمل بكذب كي يٌرعب ورد علي طفلتها ويجعلها تخضع لرأيه : البنات إهني حلنجيه ولونيين وإنتِ بت ناس ومتربية ،،أخاف تطبعي بطبعهم ويغيروكي يا صفا،،وإن كان علي الدراسه فأحب أجُل لك إن مفيش أيتُها إختلاف بيناتهم
بدا الهلع علي ملامح ورد التي تحدثت إلي قاسم مؤيدة : عِندِيك حج والله يا ولدي ،، ده أني بشوف بلاوي في التمثيليات عن بنات الچامعه إهني في مصر ،،
ثم حولت بصرها إلي صغيرتها وتحدثت بإعتراض : خلاص يا صفا،، إنتِ تجدمي في چامعة سوهاچ زي ما قاسم جَال لك،، وأهو السواج هيوصِلك كُل يوم ويستناكي لحد متخلصي محضراتك ويعاودك علي البيت تاني
إعترضت علي حديثهما بشدة ولكن إستطاع ذاك الخبيث أن يٌقنعها إلي حدٍ ما بعدما تحدث عن غيرته عليها وعدم إطمئنانه لمكوثها هنا بمفردها
بعد مده جاء النادل إليهم و وضع لهم الطعام و بدأ الجميع يتناولوهُ بشهيه عالية عدا تلك الصفا التي بدأ العد التنازلي لمستوي أحلامها ،، بعد الإنتهاء من الطعام بدأ قاسم بالحديث عن عمله موجهً حديثهُ إلي عمه ثم إنتقلا إلي السياسة وكل هذا تحت تملل صفا و حزنها من عدم إهتمام قاسم بها ولا حتي تكليف حالهٌ عناء النظر إلي وجهها
وقفت بهدوء وتحركت إلي سور الباخرة المتحركة ،، ثم وضعت يدها عليه لتتشبث به،،تطلعت إلي مياه النيل بمظهرها الخلاب وحركة الباخرة تٌداعبها وتدللها في مشهد خطف أنفاسها وأستولي علي بصرها
وبرغم وجود كُل هذا الجمال من حولها إلا أن الحُزن كَسي ملامِحُها الجميلة وجعلها تبدوا وكأنها إمرأه تخطت الستين من عمرها وتمكنت من ملامِحُها الأحزان بفضل هِموم الزمان
تحرك إليها شابٍ يبدوا عليه أنهٌ في منتصف العقد الثالث من عمرة و وقف بجانبها ولكن مع مراعاة إحترامة لبٌعد المسافات ،، تطلع بإنبهار إلي جمالها و سحر عيناها و هالتها الغريبه التي إستحوذت علي بصرهِ و جذبتهُ لينساق إليها دون أدني إدراكٍ منه ،،
وأقسم بداخلة أنه لم يري بسِحرها يومً ،، وأكثر ما كان يٌميزها بعيناه هو صفاء روحها الذي طغي علي ملامحها الخارجية مما جعل لها قبولاً في قلب وعقل من يراها من الوهلة الأولي
كانت تنظر للأمام في اللاشئ سارحة بأحزانها لبعيد،،، حتي أنها لم تشعر بوجوده بجوارها ولا حتي لملامحها التي إنكمشت مؤقتاً من شدة حزنها علي بدء العد التنازلي لتنازلها و رضوخها أمام إنكماش أحلامها و تقلُصها رويداً رويدا ،،،
تحدث حتي يٌخرجها من صمتها وتيهتها وكي تنتبه لصوتهِ لكي يحظي بطلة ذاك الملاك إليه ٠٠٠ مش لايق عليكِ الحزن يا صافيه
إنتبهت إلية وبسرعة البرق حولت بصرها إليه بإستغراب ثم حولت بصرها سريعً إلي والديها وقاسم وجدتهم منشغلون عنها بالحديث ولا يشعرون حتي بوجودها
فابتسم هو وأجابها بهدوء ونبرة صوت مريحه لمسامعها ٠٠٠ إهدي من فضلك ما فيش داعي للقلق،، علي فكرة أنا مش بعاكسك صدقيني، ولا حتي من طبعي إني أكلم حد معرفوش وأتطفل عليه
وأسترسل حديثهٌ بإنبهار ظهر بعيناه ٠٠٠لكن معاكِ الوضع مختلف ،، أنا كنت قاعد في حالي وفجأة وأنا بستكشف المكان عيوني وقعت عليكِ وإنتِ واقفه ،،
ما أعرفش ليه ملامحك خطفتني ،، شفت جواكِ صراع وتمرد علي وضع مفروض بالنسبة لك وإنتِ مش قادرة تعترضي ولا تغيريه !
وأسترسلَ حديثهٌ العميق ٠٠٠شفت روحك وهي بتحاول بكل قوتها تزيل خيوط العنكبوت اللي معششه ومتشابكه حواليكي ومقيدة حركة فكرك وإنطلاق روحك وعقلك
نظرت إليه بإستغراب فأكمل وهو يمد يده ويستعرض أمام ناظريها محرمه ورقية كانت بيده ويعطيها إياها ،،نظرت بما تحتوية وحينها لم تستطع الصبر علي الصمت أكثر،،إتسعت عيناها بذهول حين رأت وجهها منقوشً عليها بالرصاص بمنتهي الدقة والحرفية ،، ولكن ما أثارها أكثر أنها رأت دموعً تنزف من رسمتها وملامحها وكأنها تصرخ مٌستنجده بأحدهم1
نظرت لرسمتهِ بإنبهار وحدثت حالها ،،،ماهذا يا إلهي ،،إنهٌ إبداع بكل المقاييس ،،كيف له أن يطبع ملامحي بكل ذاك الإتقان وكأنهٌ يعمل عليها مٌنذْ أيام وليست من بضعة دقائق فقط
ثم نظرت له وأخيراً خرج صوتها المميز بعذوبته ورقتهِ و أردفت قائلة بنبرة مُنبهرة : حضرتك مُبدع يا أستاذ ،،إزاي جدرت تطبع ملامحي بالإبداع ده كله في الدجَايج الجُليله دي،،اللي يشوف الرسمه يفتكر إنك شغال عليها من أيام ،،حجيجي برافوا عليك
تمعن النظر بوجهها و أردف قائلاً بتفهم : صِعيدية ؟؟
وأكملَ بيقين وهو يٌميل رأسهٌ قائلاً بتأكيد : كده أنا عرفت سبب القيود اللي محاوطة روحك وخنقاكي ،،العادات الباليه والتقاليد اللي عفا عليها الزمن ولم يعفو عنها البشر2
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة هادئة : كلامك كيف الشعر بيدخل علي الجلوب بيمسها ويزلزل كيانها ،،
وأكملت بمرارة ظهرت بنبرة صوتها الحزين : بس في نفس الوجت بيعريها جُدام روحها و يوريها حجِيجتها المٌرة
كاد أن يٌجيبها لكن أجبرهُ علي الصَمت هجوم ذاك الشرس الذي إقتحم هدوئهما و سلامهما النفسي بعنفٍ شديد وهو يجذبها من ذراعها ويٌخبئها خلفه
ويتحدث لذاك الغريب بلكنة قاهرية : إنتَ إزاي يا حضرة تسمح لنفسك تقتحم وقفتها بالطريقه الرخيصه دي ؟1
إهدي من فضلك يا أستاذ وخلينا نتكلم كأشخاص متحضرة،،،، جملة قالها ذاك الغريب بنبرة هادئة متعمقه أحرقت قلب قاسم وأشعرته بهمجيته المفرطة
ولكن إستشاط داخلهٌ أكثر من برود وهدوء ذلك الدخيل المتداخل وأجابهٌ بنبرة تهكمية ساخرة : نعم يا أخويا ،،نتكلم كأشخاص متحضرين ،،هو أنا أعرفك منين أصلاً علشان نتكلم ؟؟
وأكمل بإتهام بشع : إنتَ مجرد واحد رخيص متحرش جاي تضحك علي عقل عيلة صغيرة عديمة خبرة بكلمتين مستهلكين حافظهم من فيلم ساقط
نزلت كلماته المهينه لشخصها علي قلبها أحزنته وقررت التدخل بعدما أهان ذاك المتحضر بتلك الطريقه المنحطه و وصمه بوصف لا يليق بعقلهِ و فكرهِ الراقي التي لمسته من خلال حديثها القليل معه
تحركت من خلفه و وقفت بجانبه كتفً بكتف وتحدثت بنبرة حاده لصوتٍ غاضب : أولاً يا أستاذ قاسم أني مش عيلة صغيرة ولا عديمة خبرة زي ما آنتَ وصفتني !!
أني يمكن سِني صِغير لكن عجلي كَبير و واعي وبقرأ كُتب يمكن حتي معدتش علي خيال سيادتك ولا سمعت حتي عِنيها
نظر لها بغضبٍ تام فأكملت وهي تٌشير إلي ذاك الغريب بإحترام : ولا الأستاذ المُحترم ده يستاهل الوصف البشع اللي سيادتك وصفته بيه ،،الاستاذ فنان مُحترم وشخص راقي يستحج كل التَجدير
وكادت أن تٌكمل لولا أصمتها بصوتهِ الهادر وهو يحدثها بعيون تطلق شزراً : وأيه كمان يا صفا هانم،، الله الله ،،ده أنتِ عاجبك بقا تلزيق البيه فيكِ والمسخرة اللي بتحصل دي
إتسعت عيناها بذهول أثر حديثهُ المُهين ،، وتحرك زيدان و ورد عندما لاحظا تصاعد الوضع وتصاعد وتيرة صوت قاسم وغضبهٌ الذي ظهر فوق ملامحه
تحدث زيدان بنبرة حادة وهو يأخذ صغيرته ويسحبها لداخل أحضانه برعاية وحنان : فيه أيه يا قاسم ؟
وأكملَ بنبرة صارمة : ومال صوتك عالي علي صفا إكده ؟
تحدث بنبرة حاده وجسدٍ تظهر عليه علامات التشنج والغضب : الهانم زعلانه مني و بتلومني علشان بوصف البيه اللي إقتحم وقفتها ومعملناش أي حساب، بالمُتحرش
أما ذاك الغريب الذي وقف يتطلع لذاك المُتجبر الباطش وهو يفرض سيطرتهٌ ويُمارس سُلطته وهيمنتهُ علي تلك المِسكينة دون أن يعطيها حتي حق الرد
خرجت من داخل أحضان أبيها وتحدثت بدفاع و إنكار و هي تٌشير إلي الغريب : محصلش يا أبوي ،،الأستاذ فنان ولما لجاني واجفه لوحدي رسم صورتي علي المنديل دِه وجه بكل ذوج وأحترام علشان يجدمهٌ لي
نظر ليدها الممدوده بالمحرمه وبدون أدني تفكير جذبهٌ من يدها بعنفٍ وغيرة وألقاها داخل مياه النيل وتحدث بحده واصماً إياها : مش بجول لك عيلة صغيرة وعديمة خبرة
ثم نظر لعيناها بحده وتحدث بإستهزاء : دي طريجه جديده لمعاكسة الساذجين أمثالك يا أستاذه
وجه الغريب حديثهٌ إلي زيدان بعدما رأي دموع وتشتت صفا الروحي وهي تنظر إلي المحرمه التي جذبتها الأمواج وبدأت بتمزيقها تمامً مثل روحها المُشتته،، المٌمزقه،، التائهه
الغريب : صدقني يا أفندم الأستاذ بيقول كلام محصلش،، واللي الأنسه صفا بتقوله هي الحقيقه ولا شئ غير الحقيقه ،،
ونظر داخل عيناه وأكمل برجاء : ياريت حضرتك تخلي بالك من بنتك وتراعي رُوحها أكتر من كده !!
ثم أنسحب بهدوء عائداً إلي طاولته مع إستغراب زيدان من حديثهٌ الغريب !!
حول بصرة لإبنته التي تزرف دموعها بقهرٍ وهي تنظر لتلك المحرمه بعدما ذابت وتلاشت ملامح وجهها المرسوم بها
شعر بغصة تقتحم صدرهُ وتحرك إليها وأحتضنها وتحدث إليها بهدوء وبنبرة حنون : تعالي نروح له وأخليه يرسمك من تاني،،بس المرة دي علي لوحه وأني هبروزها لك بماية الذهب وأعلجها عِندينا في الصالون3
نظرت له بدموعها فأكمل وهو يجفف لها دموعها بأصابع يده الحنون : ولا تزعلي حالك يا جلب أبوكي
هزت رأسها يمينً ويساراً مما جعل قطرات دموعها تتناثر هٌنا وهٌناك بشكلٍ يٌقطع أنياط القلب
وتحدثت بصوتٍ واهن حزين : ضاعت حلاوة اللحظة يا أبوي ،،مبجَاش ينفع خلاص1
أما قاسم فكان يستمع إلي حديثها بقلبٍ حزين لأجلها ،،فقد وعي لحالهِ للتو وشعر أنهٌ حقاً قد أزادها علي تلك الصغيرة فتحدث بنبرة جامدة : متزعليش مني يا صفا ،،أني خايف عليكي يا بت عمي2
حزنت عندما إستمعت لنطقةِ لإبنة عمهٍ وقد تيقنت بتلك اللحظه أنها لم تكن لهٌ سوي"" إبنة عمهْ وفقط""
سحبتها والدتها بألم رأه زيدان وحزن لأجله ولصحة حديثها عن أن تلك العلاقه هي بداية حُزن صغيرته البريئة
وتحدثت ورد بنبرة حزينة : يلا بينا نُجعد يا بِتي
تحركت بجانب والدتها وجلست بمقعدها ونظرت لتتطلع علي ذاك الغريب ،، ولكن من العجيب أنها لم تجده ،،باتت تحرك عيناها هٌنا وهٌناك وتجوب بها المكان للبحث عنه ولكن دون فائدة،،وكأنه كان سرابً وأنتهي
أكملت جلستها شاردة ناظرة لمياه النيل تحت نظرات ذاك المتجبر الباطش ولكن بقلبٍ حزين مٌتألم لألمها ،،إنتهت الرحلة النيلية ورست الباخرة وأخذ زيدان ورد وصفا داخل سيارته المُستأجرة وذهب بهما بعد رفضه لحديث قاسم الذي عرض عليه أن يذهبوا بصحبته إلي أي مكانٍ أخر حتي يلهو صفا ويهون عليها حٌزنها ويكون بمثابة إعتذار علي ما بدر منه وأزعجها ،،ولكن رفض زيدان كل محاولاته حفاظاً لكرامة صغيرته.......
8💘7
تحرك زيدان عائداً بزوجتهِ وصَغيرته إلي شقتهم المتواجدة بمنطقة مدينة نصر ،،وبمجرد أن خطت أقدامهم للداخل حتي هرولت صفا سريعً مُتجهه إلي غرفتها وأوصدت بابها عليها وبدأت بالبكاء المَرير الذي إحتجزته طويلاً رٌغمً عنها،، وذَلكَ كَي لا تٌحزن والديها وأيضاً إمتثالاً لكرامتها التي تأبي الإنكسار،، فيكفي ما أٌهُدر مِنها اليوم علي يد من يُفترض حبيبها ورجٌل أحلامها ،،
بكت بشدة علي ما شعرت به اليوم من إهانات من ذاك القاسم التي كانت تتوقع أن يٌسمعها أحلا كَلمات الغَزل والغرام مثلما قرأت برواياتها الحَالمة التي تعشقها ،، وأيضاً ما تُشاهدهٌ في بعض الأفلام الرُومانسيه الراقية الفِكرّ والخالية من آية مَشَاهد خَادِشه للحياء،، والتي تٌشاهِدُها بصُحبة والِدتها وذلك كي تُراقب ورد ما تحتويه ما تُشاهدة طِفلتِها
حَلٌمت وحَلٌمت بالإهتمام وبأن ينظر لداخل عيناها ويُسمعها أرقي كلمات الغزل ،،
ولكن،، متيّ كان التَمني طائِع لرغباتِنا ؟
أما زيدان الذي كان يتهرب من نظرات ورد المُتفحصة له والمُدققة لرصد ردة فِعله علي ما بدَرَ من إبن شقيقهُ ، ويضل السؤال قائماً ،، ما بيدة ليفعله ؟
أحقاً يستطيع أن يقف بوجه أبيه هذة المّرة أيضاً ويعارضه ويُنجي بعزيزة أبيها من ذاك الحُزن الذي ينتظِرُها ؟
لا والله لن يفعلها وخصوصاً أنه يَعلمُ عِلمْ اليقين آن إبنتَهُ تعشق ذاك القاسم حتي بعد كُل ما فعلة ،، وجَدها أكِيدُ من ذاك،، ولِذا إختار لها فارِسُها كي تظفر به وتنعم ،، لِذا فإذا تدخل سيكون هو الطرف الخاسِر داخِل تِلك المُعضِلة ،،2
كل ما أستطاع فعله هو أن سحب ورد لداخل أحضانهْ حتي يُضمد لها جِراح روحِهَا التي أصَابتِها جَراء حُزن وآنكِسار صغيرتِها بتلك القسوة أمام أعيُنها
وبعد مرور حوالي ساعة كان قد تركَها زيدان مُتعمداً كي تَهدئ وتُخَرج كُل ما في صَدرِهَا حتي تستريح ،، دقَ بابِ حُجرتِها فأذنت له ودلف للداخل،،
إنشق صدرهُ لنصفين حين وجدها تجلس القُرفِصَاء فوق تختِها وعيناها مُنتفخة ، حمراء جراء كَثرة بُكائها الحَار،،
تحرك إليها بهدوء وجاورها الجلوس،، ثم أمسك كف يدها وأحتضنهُ برعاية وشدد من ضَمته حتي يَبِثُ لها الطمأنينة،، ونظر داخل مِقلتَيها وأبتسم بخفوت،، بادلتهُ إبتسامتهِ بأخري مُنهزمة1
تحمحم كي يُنظف حَنجرته وتحدث إليها مُتسائلاً بهدوء : جَدمتي في التَنسِيج ؟
هزت رأسها بنفي فأكمل هو مُسترسِلاً بنبرة قوية : جَدمي في چَامعة القاهرة يا صفا5
قطبت جبينها وأمالت رأسِها بهدوء بنظرة إستفهامية فأكمل هو بنبرة قوية مُساندة : مِن اليوم وطالع رايدك تشوفي مُستجبلك فين وتُرمَحي وراه رَمح ،، معيزكيش تعملي حِساب لأي حد مهما كانت غلاوتُه ومِجدارة عِنديكِ ،، عاوزك تُحطي مُستجبلك ودراستك في أولوياتك ،، وزي ما آنتِ جولتي إن الدراسة في چامعة القاهرة هتعلي من شأنِك ومن تصنيفك،،4
وأكمل بنبرة قوية ليُطمأن روحها : وإوعاكِ في يوم تخافي ولا تِجلَجِي طول ما أبوكي عايش وفي ضهرك ،،6
وأكمل بإبتسامة حانية : ولازمن تِعرفي إنك غَالية وعَالية جَوي يا سِت أبوكي
إبتسمت بسعادة وتحدثت بإمتنان وهي ترفع كف يدهُ إلي فَمِها و تُقَبٍلُها بحنان : ربنا يبارك لي في عُمرك وتِفضل دايماً سندي ومِنور حياتي يا أبوي2
تنهد عَالياً براحة ثم إستطرَدَ حديثهُ قائلاً كي يُخرِجُها من حُزنها الذي أصابها : صفا،، أني معيزكيش تزعلي من قاسم ،، قاسم راچِل صِعيدي ودمُه حُر،، مطَاجِش يشوفك واجفه مع راچِل غريب عَنيكي ،، متنسيش كَمان إنك بجِيتي تُخصِية ولازمن يِغير عَليكِ ويخاف
هزت رأسها بتفهم لكن مازال قلبها مليئًُ بالخيبات والندبات التي لم تُمحيَ بمُجرد إستماعها لبعض الكلمات من عزيزها
وقفَ مُنتصِب الظَهر وتحدث بإبتسامَتهِ الخَلابة التي تأسِرُ قَلب بِنت أبِيها : يلا إفتحي المَوجَع وجَدمي حالاً في طِب القاهرة يا دَكتورة
إنتفضت من جلستها بسعادة وبلحظة كانت تُلقي بحالِها داخل أحضان غَاليها وكأنها ترمي إليه ألامُها وما يُؤرِقُ روحِهَا ،، شدد هو من ضَمَتِها وكأنهُ بتلك الضمة قد سحب عنها كامِلُ حُزنها ،،
فهكذا هو الأُب يا سادة
فليرحم الله من كان قِطعةً من قلبي،،وبرحِيلهُ ذهب الأمَانُ من قلبي إلي أخر الدَهرِ
32
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
صباح اليوم التالي داخل مدينة سوهاج
ذهب يزن إلي أراضْ جدهِ الواسعه ليلتقي والده الذي يٌشرف علي العمال وهم يحصدون محصول الذرة في موسمهٌ الصيفي من كل عام
وجد أباهُ جالسً فوق مقعدةٌ تحت المَظله التي تحجُب عنهْ أشِعة شمس شهر أغسطس الحادة،، واضعً بعض الدفاتر أمامهٌ فوق تلك المنضدة الخشبية الموضوعه أمامه
إقترب من جلسة أبيه وتحدث بإحترام : السلام عليكم يا أبوي
نظر له مٌنتصر بإستغراب لتواجدهٌ بتلك الساعة حيث يجب أن يكون بصحبة جدهِ وهو يٌسلم محصول ثمار البرقوق للمشتري
وتحدث مٌنتصر بإستغراب وتعجب : يزن،، بتعمل أية إهني يا ولدي وفايت چِدك لحاله مع الناس اللي بيشتروا المحصُول ؟!
أجابهٌ صغيره بإختصار : الناس مَشوا يا أبوي ،، چِدي معجبوش السعر وما أتفجوش ،، مع إن عمي قدري كان هيتچنن وشويه وكان هيميل علي يد چدي ويحب عليها لجل ما يتمم البيعه ،،بس چدي صمم علي رأية ومشاهم من الچنينة خالص
تنهد مٌنتصر بصدرٍ مٌحمل بأثقال الهموم من أفعال أخيه الذي يعلم علم اليقين أنهٌ علي إتفاق سري خبيث مع مشتري المحصول ليُبخس من ثمنه ويأخذ هو فارق السعر في الخفاء ليضعهٌ في حساباته البنكيه هو و زوجته والذي يُخفيها عن الجميع،،1
ولكن لسوء حظه فقد وقع خطاب إستعلامي كان مبعوث له من البنك ليعُلمهٌ كيف أصبح حسابه هو و زوجته وبالصدفه وقع هذا الخطاب في يد مٌنتصر بعدما كذب علي ذاك المندوب وأخبرهٌ أنهٌ قدري
حيث أن قدري كان قد أخبرهم من ذي قبل بأنهٌ لا يٌريد أية خطابات إستعلامية تصل إلي منزله ولكن لسوء حظة فقد تغيرت إدارة البنك وجرت هذة اللخبطة
نظر يزن إلي أبيه مٌستغربً حزنهٌ الذي أصابه فجأة وتساءل ليطمئن علي عزيزٌ عينه : مالك يا أبوي ،،أيه اللي غَيِر وشك فجأة إكدِه ؟!
أجاب ولده بمراوغة كي لا يكشف الوجه السئ لأخيه أمام يزن : مفيش يا ولدي ،،جولي يا باشمهندس ، كُت چاي لية وعاوز أيه ؟
تنفس يزن عالياً ثم زفر براحة وتحدث بنبرة حذرة : عاوز أتحدت ويَا حضرتك في موضوع مهم يا أبوي ،،بس عاوزك تفهمني زين وتجدر كلامي وحالتي
ضيق مُنتصر عيناه وتحدث بنبرة قلقة : فيه أيه يا ولدي ،،إنطج جَلجتِني
نظر لوالده بتمعن ثم أجابهٌ بشجاعة : أني رايد أتچوز من صفا بِت عمي يا أبوي ،،مرايدش ليلي أني ،،معحبهاش يا أبوي
تنهد الوالد بأسي وتحدث بإستسلام مُهين : خلاص يا يزن ،،جُضي الأمر وچِدك أصدر أوامرة خلاص
إنفعل يزن وأردف قائلاً بنبرة حادة : حُكم قراقوش هو ولا حكم قراقوش ؟؟
وأكمل بإعتراض : مين إدي السُلطة لچدي إنه يُحكم ويتحَكَم في مصِيرنا وجلوبنا كيف ما يحلالُه ،، بأي حَج يُحكُم علي جَلبي بالإعدام ويُجبُرني أعيش مع واحده وأني جَلبي مِلك لغيرها
تنهد مٌنتصر بأسي لحالة ولدهٌ البكري وعزيزهٌ وهو يري تشتت ومعاناة روحهٌ من تجبر چده
وأردف قائلا بنبرة حنون كي يٌسيطر بها علي غضب نجلهِ الحبيب : فيه حاچات أشد من العِشج يا ولدي ،، مع الأسف يا يزن ،، العادات والتجاليد هي اللي بتحكُمنا
إحتد وجه يزن وأردفَ قائلا بحدة وغضب : ملعون أبوها التجاليد دِي اللي تخليني أنسى عِشج عُمري وأدفن حَالي في حُضن مَرّه مرايدهاش ،، وكأن إكتب علي أموت وأني لسه علي وش الدِنيي وحُضن ليلي يُبجا كَفني ومَجبرتي4
صاح مٌنتصر بوجة ولدهِ بحده وتحدث ناهراً إياه : إتحشم يا واد وإنتَ بتتكلم علي بِت عمك،، وبعدين مين اللي جال لك إن صفا هترضي بيك يا حزين ؟
صفا رايده قاسم ، وچدك وچدتك عارفين إكده زين وعشان إكده إختاروها هي بالذات دونً عن غيرها لقاسم
أجاب والده مفسراً : وقاسم مريدهاش يا أبوي ،، قاسم بيحب واحده مصراويه وأني سِمعته بودني دي وهو بيكلمها وبيحب فيها في التلفون من الچنينة ،، صدجني يا أبوي قاسم مرايدهاش
تحدث إليه أبيه بيقين : قاسم شاب ،،مال وجاه ورچوله الله أكبر ،، وعايش في الغربه لحالة وأكيد البنات حواليه يَامَا،1
وأشار بيده مُقللاً من الحديث : أهو بيسلي نفسيه وبيسلي وحدته في مصر ،،لكن لما توصل للچواز أكيد هيختار البِت اللي تِليِج له وتشَرِفه جِدام عِيلته وبلده،،والدليل علي حديتي دِي إنه وافج چدك علي جراراته ومعصهوش ولا أعترض زييك
تحدث يزن بيقين من داخله : متخدعش حالك بكلام حضرتك عارف حجيجته زين يا أبوي ،، كلنا عارفين إن سكوت قاسم وموافجته علي جَرارَات چِدي ما هي إلا طاعة عامية لتهديدات وضغط عمي قدري عليه ،، كُلنا خابرين زين إن عمي قدري طمعان في مال عمي زيدان اللي لمُه بشَجاه وتعبه طول السنيين اللي فَاتت ،، عمي قدري ومَرته حسبوها صٌح ،، يجوزوا صفا لقاسم ويستولوا علي شجا عمي 4
تنهد الأب لعلمهِ وتيقنهُ من صحة حديث صغيره ولكن ماذا عساهٌ أن يفعل أمام جبروت أبية وتحكماتة الشديدة المٌتعصبة
فاتخذ من الصمت ملاذاً له
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في مساء اليوم التالي
كانت تجلس داخل غرفتها حزينة شاردة تفكر فيما فعلة ذاك القاسم ،، عديم القلب ،، فاقد المشاعر والإحساس والتي لم تشعر من جانبهِ إلي الآن أية مشاعر إيجابية بإتجاهها ،، فاقت علي طرقات تٌقرع فوق بابها بخفة
سمحت للطارق بالدخول فدلفت والدتها وتحدثت لِتُخبرها بهدوء : قاسم برة ورايد يشوفك يا صفا
حَزِن داخلها حين إستمعت إلي ذكر إسمة فتحدثت إلي والدتها بنبرة حزينه ومازالت مُستكينة بجلسَتِها فوق فراشها بإستسلام : معوزاش أشوف حد
تنهدت ورد وتحدثت إلي صغيرتها بإصرار : جومي غيري خلجاتِك وإطلعي له يا صفا،، قاسم شكلة جاي يعتذر لك عن اللي حٌصل مِنيه عَشيه
تنهدت بأسي وأطاعت والدتها وأرتدت ثوبً هادئً وتحركت للخارج ،، وجدته يجلس بجانب أبيها ،، ولا تدري ما الذي أصابها حين رأته ،، إنتفاضة إجتاحت جسدها بالكامل بمجرد رؤيتها لعيناه ،، فبرغم يأسها الشديد الذي تسبب لها به ،، وبرغم حٌزنها وغضبها منه إلا أنها بمجرد فقط ظهورهٌ أمامها تنتابها مشاعر جياشة تجتاحٌ كيانها بالكامل3
وقف سريعً عند رؤيتها وأمال بجزعهِ إلي تلك المنضدة الموضوعة أمامه وألتقط من فوقها تلك الباقة الرائعة المكونه من زهور البنفسج التي تٌبهج النفس وتبثٌ بها سعادة
حمل الباقة وأقترب عليها وأردفَ قائلاً بإبتسامة خَلابة وهو يمد يدهٌ بتلك الزهور كآعتذاراً صريح لما بدر مِنهُ ليلة البارحة : كِيفك يا صفا
نظرت إلية بعيون مٌتسعة،، مذهولة،، سعيدة وقلبٍ ينبُضُ بشِدة ويكادٌ يخرج من بين ضِلُوعها ليرتمي داخل أحضانة ويَسعَدُ بدفأهِ2
وأسترسل هو مٌبتسمً وهو يٌعطيها الزهور : أني أسف يا صفا ،، حَجك علي،، وصدجيني أني مكُنتش أجصُد أزعلك ولا أتسبب لك في نزول دمعة واحده من عيونك الغالية
كانت تنظر إليه فاتحة فاهها ببلاهه وهي تستمع لكلماتهِ الرقيقة التي لم ولن تتوقعها منه حالياً وبالتحديد أمام مسمع ومرأي من والديها ، طار داخلها وشعرت بزلزلة عنيفة تسري بداخل شرايينها ،،
بسطَت يداها ناحيتهُ وأخذت منه باقة الزهور وبدون إدراك قربتها من أنفِها لتشتمَ عبيرها بإستمتاع ثم آحتضنتها وتحدثت بنبرة سيطرت عليها السعادة : مُتشكرة يا قاسم
إبتسم تلقائياً حين لَمحَ علي محياها كل تلك السعادة التي إرتسمت بلحظات من مُجرد تصرفهُ البسيط ذاك ،،ثم تحرك قليلاً ومال ليلتقط إطاراً كبيراً كان يضعه بجانب الأريكة وتحدث إليها بنبرة حنون : غمضي عِنيكي يا صفا
نظرت إلي والدها الجالس يترقب ما يحدث وآبتسامة حانية تملكت من ثَغرة وزينتة لتزيدهُ وسامة ،، أشار لها زيدان بأهداب عيناه بأن تفعل ،،
فآبتسمت وأغمضت عيناها بالفعل بعدما أخذت الإذن من عزيزُ عيناها ، نظر قاسم إلي عمه وشكرة بعيناه وبدأ بنزع الغطاء الورقي من فوق الإطار
وتحدث إلي صفا : ودالوك يَلا فَتِحِيهُم
أفتحتهما بالتدريج وإذ بشهقة سعيده مذهولة تخرج من أعماقها وهي تري أمامها Portrait( بورترية) مرسومً لها بإتقانٍ شديد جعلها تشعُر وكأنها تٌحلق في السماء بجناحين من نور
وكان قاسم قد هاتف عمه بعد عودته إلي سكنه وطلب منهُ أن يبعث لهُ صورة شخصية لصفا كي يذهب بها إلي رسام ويجعلهُ يخُط لها برسمة كتعويضً منه علي ما فعل2
نظرت إلي مقلتية وألتقا بعيناها وإذ برعشة تُصيب جَسده من تلك النظرة ولا يدري بما يُفسرها هو ،، نفض من داخله ذاك الشعور سريعً وتخلص منه بحِدة ورفض،،3
وتحدث إليها مُتسائلاً بنبرة جادة : أيه رأيك يا دَكتورة ؟
إشتدت سعادتِها من مُجرد ذِكرهِ لها للقب دكتورة التي تعشقه وطالما حَلُمت بإستماعهِ من الجميع وخصوصاً هو،، وتحدثت بسعادة : كُل دِه عِمِلته علشاني يا قاسم ؟!
أجابها بهدوء وصدق : زعلك غالي علي يا صفا ،، ومجدرش أشوفك زعلانه مني وأجَف ساكت إكدة ،، ياريت أكون جِدرت أكفر عن ذنبي معاكي وحاولت ولو بسيط أعوضك عن الرسمة إياها
أجابته قائلة وإبتسامة جذابه إرتسمت علي محياها : وأني كفاية عليا كلامك دِه يا قاسم ، محا لي كل حُزني اللي صابني
تحدثت ورد إلي قاسم بإبتسامة سعيدة ناتجة من سعادة طفلتها الوحيدة : إجعد يا قاسم ويا صفا، وأني هروح أعملكم أحلا عشا فيكي يا مصر
تحدث إليها قاسم بإعتراض لطيف : متتعبيش حالك يا مرت عمي ،
ثم حول بصرةُ إلي عمه وتحدث بإحترام : أني بعد إذن عمي هاخد صفا ونتعشا برة وكمان هعزمها علي سِينما بعد العشا تعويضً مني عن اللي حُصل إمبارح3
إنتفض داخلها ونظرت تترقب موافقة أبيها بقلبٍ مٌتلهف ، نظر لها زيدان وكاد أن يعترض إمتثالاً لنظرات ورد القلقة لكنه تلاشي كٌل الإعتبارات في سبيل سعادة طفلته التي رأها بعيناها
وتحدث بإبتسامة حنون : وماله يا قاسم ،، صفا معاك هتُبجَا في أمان كَنها معاي بالظبط
إبتسمت لأبيها وتحدثت بلهفة وسعادة بلغت عنان السماء : أني هدخُل أچيب شنطتي وهاچي حالاً
______________
بعد مدة كانت تتحرك بجانِبه داخل المطعم وتوقفت حين أشار لهما الموظف المسؤل عن إدارة المكان عن موقع المنضدة الخاصة بهما
وقفت تنظر إلية وإنتظرت أن يسحب لها المقعد لتجلس كما تري في أفلامها وكما صور لها خيالُها الحَالم ،، لكنهٌ أحبَط عزِيمتِها وجلس علي مقعدة بمنتهي البرود حتي قبل أن تجلس هي3
نظر لها وتحدث بنبرة باردة : واجفة ليه يا صفا ، متُجعدِي3
إستفاقت علي حالها ورجعت بخيالها لأرض واقعها المرير ، هزت له رأسها بإيمائة وآبتسامة كاذبة تٌخفي خلفها أهاااات من خزلات وصفعات تتلقاها منه مؤخراً واحدة تلو الأخري
جلست وجاء إليهما النادل وأملاه كلاهما ما يٌريد من الطعام بعدما قررت صفا أن تأكل مثل حبيبها ،،
ذهب النادل ونظر هو لشاشة هاتفة وبدأ بمراسلة أحدهم تحت نظراتها المُستعجبه ،
إستشاطت من أفعاله الغير مٌرضية لكبريائها ولشخصيتها القوية التي لم يَرَها بَعد
فتحدثت بنبرة حاده بعض الشئ وملامح مُقتضبة : مكَانِش ليها لزوم خروچِتنا دي طالما مشغول للدرچة دي 4
ضيق عيناه مٌستغربً حدة نبرتها وملامحها الطفولية التي ظهر عليها الغضب بطريقة مٌضحكة ، إبتسم لها كي يٌهدئها وتسائل بهدوء : زعلتي إياك ؟
اخذت نفسً عميقً واجابتة بنبرة قوية لائمة : مبحبش حد يهمل وچودي ويتلاشاني ويهين كرامتي
إتسعت عيناه وتحدث إليها مستغربً بدٌعابة : كٌل دِه أني عِمِلته بمسكتي للتَلفون ؟
أجابته بنبرة حزينة تملكت من صوتها : مسكتك للتلفون اللي مستهون بيها دِي معناها كبير جَوي عِندي يا قاسم ،
وأكملت بعبرة خنقت صوتها : بعد إكدة لو مش حابب تُجعد وياي متُبجاش تضغط علي حالك
شعر بطعنة داخل صَدرِة لأجل حٌزن تلك البريئة ولام حَالهٌ وأنبها علي خِداعِةِ لتلك المِسكينة التي يعلم أنها تكنٌ له معزة خاصة ، ولكنهُ نفض من عَقلةِ فكرة عشقها له وأقنع حاله أن ما يحدث معها ما هو إلا مجرد إعجاب وتعلق من فتاة مراهقة ساذجة فاقدة للخِبرة بشخص إبن عمها لا أكثر1
أغلق هاتفه ووضعهٌ فوق المنضدة بإهمال وتحدث بإبتسامة : وأدي يا ستي التَلفون اللي مزعلك ،
وأكمل بإهتمام كي يٌزيل عنها حٌزنها : بس أني معايزكيش تاخدي الأمور بحساسية إكدة يا صفا ، زعلتي وكبرتي الموضوع علي الفاضي
وأكمل مٌبرراً بصدق : كُل الحكاية إني كنت براسل زبون عِندي علي الواتس عِنديه جضيه وأتحدد مِيعاد چلستها السبوع دِي وكُنتَ بخبرُة عِنيِها مش أكثر
نظرت له ومازالت تكشيرة وجهها موجودة فتحدث هو بدعابة : خلاص بجا عاد ، يلا إبتسمي وريني الضحكة الحِلوة لست البنات
إبتسمت له وأنار وجهها وضل قاسم يتحدث معها بإهتمام حتي اتي النادل بالطعام وانزلهٌ وبدأو بتناوله وبعد الإنتهاء ذهبا سوياً إلي السينما وقضت معه أسعد ليلة بحياتها حيثُ غمرها بإهتمامه ك تكفير منه عن ما أقترفهُ بحقِها،، وبعدها أوصلها إلي منزلها و ودعها و عادَ إلي محل إقامته
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في اليوم التالي داخل محافظة سوهاج
مازال زيدان وورد وصغيرتهما بالقاهره ،،جمعت الچَده قدري ومٌنتصر وزوجتيهما وأنجالهما ،، وقد إتفقت بوقتٍ سابق مع عتمان أن لا يأتي علي الغداء ويبقا بحديقة الفواكة ،، كي يٌعطي لها فرصة إخبارهم بإنتوائها لإكتتابها بالعشرين فدان التي تملكٌهما إلي صفا
نظرت لها فايقة وتحدثت بنبرة حاده لائمة : بس اللي بتجولية دِه إسميه ظٌلم يا عمه ،،، إشمعنا صفا اللي تكتبي لها العشرين فدان ورثتك ، أيه،، ملكيش أحفاد غيرها إياك ؟
وأكملت ليلي ونار الغل تنهش بصدرها : كُل حياتكم بجت ظلم وإفتري ، مفيش علي الحِچر غير الست صفا وچلعها الماسخ ، حتي في الورث وشرع الله هتخالفوة لچل عيونها !!
أخرصتها الچده بصياحٍ عارم : إخرصي يبت وإتحشمي وإنتِ بتتحدتي وياي ،، شرع أيه اللي هخالفه يا مجصوفة الرجبة إنتِ ،،
وأكملت بتجبر وعِناد : ورثتي وهديها لبت زيدان ،، أيه اللي يزعلكم في إكده مفهماش ؟
تحدثت مريم بنبرة مُعترضة تأكيداً علي حديث ليلي : هو اللي يجول الحَج في البيت ده تخرصوة ؟
وأردف يزن بنبرة جاده وذات معني ومغزي : خلي بالك يا چَدة ،، إنتِ بتصرفك دِه مبتفديش صفا ،، لا،،،إنتِ بإكدة بتأذيها أكتر وإنتِ مدريناش !!
وتلاهٌ مٌنتصر الذي تحدث مٌعترضً : اللي بتِعمليه دِه غلط وحرام شرعاً يا أماي
نظرت إليهم الچده بنظرات ثاقبة وتحدثت بنبرة حادة وهي تتنقل النظر بين الجميع : لما أنتوا فيكم إلسنه إكده وبتعرفوا الحلال والحرام متحددتوش وأعترضتوا ليه لما زيدان أبوه حرمه من ورثته زمان ،، ولا عشان ده كان عيصب في حِچاركم سَكتوا وطرمختوا علي الموضوع ؟؟
أجابها مٌنتصر مذكراً إياها : مين اللي سكت يا أماي ؟؟
وأكملَ ليٌذكرُها : كام مّرة أني حاولت أتدخل وأصلح بين أبوي وزيدان ،، بس إنتِ أكتر واحده أدري بأبوي وبدماغه الناشفة ،، أبوي بجرارة ده خالف شرع ربنا ،، بلاش تخالفيه إنتِ كَمان بعملتك دِي يا حاچة رسمية
تحدثت فايقه بتأكيد بنبرة حاده : كلام مٌنتصر صٌح يا عمة ،، ده غير إن زيدان إتعاجب لأنه غِلط وخالف عادات وتجاليد العيله وحرم نفسه وحرمكم من الواد اللي عيشيل إسمة وإسم أبوة من بعديه ،، ولجل إكده إتحرم من ورثتُه ،،2
وأسترسلت بنبرة معاتبة : لكن إحنا وأحفادك بتعاجبينا وتحرمينا من خيرك ليه ؟!
كان يجلس يبتسم من داخله علي قرار والدته والذي يصبُ داخل مصلحتهٌ هو وولدهٌ البكري ،، فقد زين لهٌ الشيطان أفكارة بأن يجعل قاسم يستغل عشق صفا له بعد زواجهما ويٌجبرها علي التنازل لهٌ بالعشرين فدان ،،
ثم بعد ذلك يجعل قاسم يتنازل هو الأخر له عن تلك الورثه التي طالما حلٌمَ بها مِراراً،، والتي ستكون رُمانة الميزان بالنسبة له،،وستحقق لهٌ حٌلمة بأن يٌصبح ذو مال وجاة يُعادل جاة ومال زيدان 1
نظر لتلك الغبيه التي أثارت غضبتة وتحدث بهدوء عكس ما يدور بداخلة ليهدأها ويجعلها تنظر لذاك القرار من جهة آخري : وإنتِ إية اللي مِزعِلِك جوي إكده يا فايقة ،، هي صفا دي مش هتُبجا مرت ولدك وكُله عيصُب في الآخر في حِچرة وحِچر ولاده ؟
إتسعت حدقة عيناها منتبهه لصحة حديثهُ التي كانت تغفل عنه،، وبلحظة تحول غضبها الداخلي إلي سعادة لا توصف من شدة جشعها
وضع مٌنتصر ساقً فوق الأخري وتحدث بتعجب ساخراً وهو يحُك ذقنهِ بيده : هي بجت علني إكده يا قدري ؟!
ضيق عيناه لشقيقهٌ وتساءل بعدم إدراك لمعني حديثه : أيه هي اللي بجت علني دي يا واد أبوي ؟
أجابهٌ بحده : الطمع يا قدري ،، الطمع اللي مالي عنيك في مال زيدان ومال بِته !!
وقفت الچده وتحدثت بحده لتٌنهي ذاك الصراع الدائر بين ولديها : بكفياكم عاد يا ولاد عِتمان ،، هي حَصلت كمان إنكم تتعاركوا جُدامي ؟
وأكملت بنبرة صارمة : جراري أخدته وخُلص الحديت ،، العشرين فدان هكتبهم لصفا وهبلغ قاسم إنهاردة يعملي بيهم عَجد تنازل ليها ،،
وأسترسلت حديثها بتفسير صارم : وأني إن كنت ببلغكم فده لجل ميكون عنديكم خبر،، مش عشان تشاركوني جراري وتحاسبوني عليه
وأكملت بحدة وصرامة : يلاااا كل واحد يتكل علي الله ويشوف مصالحه ،، وإنتِ يا فايقه إنتِ وحياة ،، خدي البنِته وأدخلوا المطبخ جهزوا العشا للرچالة
وتحركت إلي حُجرتها وتركت الجميع كٌلٍ ينظر للأخر بغضبٍ عارم لو خرج من داخلهم لأشعل في المنزل بأكملة
تحدث مٌنتصر إلي قدري بعيون تٌطلق شزراً : لعِبتها صُح إنتَ ومرتك يا قدري ،، بس خلي بالك زين ،، لأني بعد إكده أني هجف لك بالمرصاد ومش هنولك اللي في بالك واصل
وتحرك للخارج وتلاه يزن الغاضب وبشدة
وأنفض الإجتماع وتحرك كٌل إلي وجهته
نظر فارس إلي والديه بحزنٍ عميق وتحرك لأعلي متجهً إلي غرفته
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
كان يجلس داخل مكتبه الخاص يدرس بعض القضايا المهمة بإهتمام ،، دلفت إليه إيناس بعدما دقت بابه للإستئذان ،،
إقتربت وجلست أمامه فوق المكتب بوضعية مٌثيرة ووضعت ساقً فوق الأخري بدلال وتحدثت : وحشتني
إبتسم لها بخفوت وأردف قائلاً بنبرة خالية من أية مشاعر : وإنتِ كمان
تنفست بهدوء وتساءلت : عمك وبنته رجعوا لسوهاج ولا لسه هنا ؟
أجابها مهمومً وهو يتنفس الصعداء : حچزت لهم رحلة بكرة الساعة عشرة الصبح
تنفست الصعداء وأردفت قائلة بضيق : أخيراااا ،، ده أنا من وقت ما جم وأنا مش عارفة أتلم عليك يا قاسم ،، كل يوم يا خارج معاهم يا إما بتزورهم في شقتهم،، بجد حاجة تُخنق1
أجابها بتملل ونبرة حادة أربكَتها : خلاص يا إيناس ،، قولت لك هيسافروا بكرة وقفلي بقا علي الموضوع ده،،
وأكمل مُهدداً : وتاني مرة ما تتكلميش عن حد من عيلتي بطريقتك المُستفزة دِي لاني مش هسمح لك بكدة
تلبكت من حدته وبلحظة قررت إعادته إلي عالمها من جديد فتحدثت بنبرة أنثوية مٌهلكة : إنتَ زعلت مني علشان بغير عليك يا قاسم ؟
تحدث إليها بنبرة حادة وعيون غاضبة متسائلة : بتغيري عليا من مين يا إيناس ، من صفا ؟!
صفا العيلة الصٌغيرة اللي إنتِ مٌتأكدة من جواكي إني عمري ما شفتها ولا هشوفها غير إنها أختي الصغيرة ؟!
أخذت نفسً عالياً ثم تحدثت بهدوء وهي تتلمس ذقنهِ النابت بدلال إنثوي مٌثير : طب ممكن حبيبي يهدي شوية
ثم تابعت بأسي مصطنع : علشان مش بحب أشوفك زعلان
إنتفض من جلسته ووقف وأمسك يدها وأبعدها سريعً بحدة عن ملامسة وجهه وذلك كي لا يدع الفرصة للشيطان بأن يتملك منه بعدما إرتعش جسدة بلذة من ملامستها تلك،،وذلك طبيعي أن يحدث لأي ذَكراً عندما تُلامسهُ أنثي بكل ذاك الدلال
تحدث متحمحمً بالصعيدي بعدما فقد سيطرته من تصرفاتها التي تستشيطة غضبً : وبعدين وياكِ يا بِت الناس ،، مهطبتليش إسلوبك الغريب دِه ؟
وأكمل بنبرة حاده : ده أني لولا إني عارفك زين وعارف أخلاجِك كٌت جُولت عليكي واحده لعبيه ومش تمام4
إتسعت عيناها بصدمة من كلماته المهينة ووقفت سريعً تنظر إليه وتحدثت بغصة مؤلمة : إنتَ بتقولي انا الكلام ده يا قاسم ؟
وتساءلت بعيون مٌلتمعه بالدموع : وليه ؟
علشان بحبك وحابة نتقرب من بعض وناخد علي بعض أكتر قبل الجواز ؟
وأكملت بعيون عاشقه : أنا بحبك يا قاسم ونفسي نعيش سِننا ونتمتع بحياتنا اللي إنتَ مضيقها علينا وحارمنا من كل مٌتعها
وأكملت بتذمر : مش كفاية إننا لا بنسهر ولا بنسافر مصايف سوا ، ده حتي ممنوع عليا أسهر معاك وتاخدني في حضنك ونرقص سوا زيي زي أي بنت في سني مخطوبة وبتحب خطيبها ونفسها تحس معاه بلذة الحياة5
تنفس عالياً وأجابها بهدوء كي لا يحتد عليها مجدداً ويرتفع رنين صوته ويخرج لأسماع الخارج من الموظفين والعملاء : وأنا قٌلت لك قبل كده إن كل الكلام ده بِدع وحرام وأنا عمري ما هسمح لنفسي أعمل حاجة تغضب ربنا مني ويكون فيها هلاكي
أجابته بطريقة تفكيرها المتحرر المخالفة لشرع الله وإتباعها لخطوات الهوي والشيطان : وأيه بقا اللي بنعمله يغضب ربنا يا متر ، إحنا مخطوبين يعني أي تقارب يحصل بينا عادي1
نظر لها بعيون مستغربه حديثها وتحدث إليها ساخراً : إنتِ متأكدة من كلامك ده يا حضرة المحامية يلي دارسة شريعة وقانون1
أجابته بثقة مُتبجحة : ما لا يٌدرك كله لا يٌترك كله يا قاسم ،، دينا نفسه بيقول كدة
أجابها بحده : بلاش تخدعي نفسك وتفسري الدين علي هواكي يا إيناس ،، الحلالٌ بين والحرام بين يا بنت الناس
ودي أخر مرة هنبهك وهقولك الكلام ده،، الموضوع ده لو إتكرر تاني إنسي إتفاقنا وكل واحد فينا يروح لحاله1
ووقف بعيداً وأشار لها بيده إلى الباب : والوقت إتفضلي علي مكتبك لأن عندي شغل كتير محتاج أخلصه
إبتلعت لعابها وتحركت إلي الخارج بعدما إنتوت تغيير خطتها مع قاسم كي لا تستدعي غضبهُ من جديد ويضطر هو لتنفيذ تهديدة لها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد يومان داخل محافظة سوهاج
كانت تجلس بداخل حديقة منزل العائلة ترجع برأسها للخلف ساندة علي ظهر المقعد بمظهرٍ يجذب ،، تنظر بإسترخاء إلي السماء تتأمل عظمة الله في صنعه
قاطع شرودها يزن الذي إقترب عليها ينظر إلي كٌل إنشٍ بوجهها بإشتياقٍ جارف لحبيبته الصغيرة وجمالها البارع الذي تفنن الله سبحانة وتعالي في صُنعه وإبداعهُ ، دق قلبهٌ بوتيرة عالية وأبتلع لعابهٌ من شدة إشتياقة
وتحدث إليها كي تتطلع إليه بمقلتيها الساحرة وتنعش روحه وتعطيها دفعة أمل : كيفك يا صفا
إعتدلت سريعً وهي تٌعدل من جلستها ثم نظرت إليه وتحدثت إلية بإبتسامة ساحرة ونبرة رقيقة : الحمدلله يا يزن
سحب مقعداً وجلس بجانبها وتساءل بإهتمام : إنبسطي في القاهرة يا صفا ؟
تهللت أساريرها وتغيرت معالم وجهها للسعادة وتحدثت بنبرة حماسية وعيون لامعة : جوي يا يزن ، قاسم عزمنا علي الغدا علي مطعم عايم في النيل ، وتاني يوم عزمني علي العشا برة و وداني بعدها سينما ،، وأبوي أخدني لمكتبة كَبيرة وإشتريت مِنيها مچموعة كُتب جيمة جوي، هبجا أديك مِنيهم كِتاب تجراه،، متوكدة إنه هيعچبك جوي
كانت تتحدث بعيون سعيدة ونبرة حماسية أحبطت ذاك العاشق الذي تساءل بهدوء : إلا جولي لي يا صفا ، إنتِ أية رأيك في موضوع خطوبتك من قاسم دِي ؟
إرتبكت وتلونت وجنتيها باللون الأحمر الداكن من شدة حيائها ،وتحدثت علي إستحياء : أبوي وچدي موافجين وأكيد هما أدري بمصلحتي مني
نظر لها يزن وتهللت أساريره حين أجابته هكذا ظناً منه أنه لا فرق لديها بين قاسم او غيره وسألها باهتمام ولهفة : أفهم من إكدة إنك مش فارج معاكي تكوني مخطوبة لقاسم أو غيره يا صفا ؟
تلبكت وارتبكت بجلستها ولم تدري بما ستُجيبه وفجأه إستمع كلاهما إلي صوت فايقه الحاد وهي تقترب عليهما، حيثُ أنها كانت تنظر من شرفه غرفتها فوجدت يزن يقترب من جلسة صفا ولأنها خبيثة وذكية ومُلمة بحال الجميع كانت تراقب تصرفات ونظرات الجميع عن كثب وفي صمتٍ تام، تيقنت بفِطنتها عشق يزن الجارف إلي صفا،
ولهذا سبقته بخطوة وحدثت عَمتها عن رؤيتها صفا زوجة مناسبة لولدها البكري قاسم ، ولكنها تفاجأت بأن عتمان كان قد قرر مُسبقاً إنتوائة لزواج قاسم من حفيدته وذلك كي يحفظها ويحميها من غدر البشر وتقلبات الزمن ،
جن جنونها عندما غزت أفكارها بأن يحاول يزن اللعب علي قلب تلك البلهاء عديمة الخبرة ويجعلها تتخذهُ حبيبً بديلاً عن ذاك القاسم الذي ييبس رأسه ولا يستمع إلي نصائح والدته ويقترب أكثر من تلك المراهقة ويستحوذ علي تفكيرها وجميع حواسها أكثر وأكثر ، جرت الى الاسفل بجنون لتمنع يزن من الاعتراف لها بعشقه
تحدثت بنبرة حادة إلي يزن : سايب عمك لحاله في الأرض مع الانفار و واجف عنديك بتعمل أية يا يزن ؟
نظر لها بضيق وتحدث بحده مُماثلة : جري أية يا مرت عمي، مالك فتحة لي تحجيج إكدة ومحسساني إني تلميذ خيبان وأتظبط وهو هربان وعم ينط من سُور مدرسته ؟
ثم أني خلصت شغلي اللي مطلوب مني وجيت علي البيت أريح راسي شوي ، ولا يكونش منعوا الراحة إهني واني مدريانش.؟
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وتحدثت بحديث ذات مغزي : ممنعوهاشي ولا حاچة يا يزن ، بس اللي ممنوع إنك تحاول تلعب وتِغَير في ترتيبات اللُكبار، وجتها هتكون بتغلط غلط كَبير جوي مش بس في حجك، لاء، ده في حج أبوك كَمان،، ودي لوحديها فيها عجاب كبير جوي يا واد الأصول
إستشاط داخله من تلك الأفعي الرقطاء التي تتحرك داخل عقول الجميع وتبثُ سُمها داخل افكارهم دون رَدعٍ من أحدهم
إبتسمت له بسماجة ثم حولت بصرها لتلك الواقفه لا تفقه شئ مما يحدث أمامها ويرجع ذلك إلي شِدة برائتها
وتحدثت إليها بنعومة كالأفعي : أني كنت لسه داخله عنديكم يا صفا عشان أبلغكم إن قاسم هياجي كمان يومين وهندلوا معاه أني وإنتِ وأمك للمركز لجل ما ننجوا شبكتك يا عروسة
نزلت كلماتها تلك علي قلب تلك العاشقة أنعشتها واعطتها دافع للحياه، ظهرت قمة السعادة علي وجهها وصمتت خجلاً ثم نظرت فايقة إلي يزن الذي تملك الحزن من داخلة عندما رأي كل تلك السعادةعلي وجه هذة البريئة وتأكد حينها أنها تريد ذاك القاسم لا غير
1
وجهت فايقة حديثها ذات المعني إلي يزن قائله : شفت يا يزن فرحت بِت عمك بخبر شبكتها جد إية ؟ 1
واكملت بنبرة شبه أمرة : چهز حالك إنتَ كمان عشان جدك أمر إن إنتٓ وفارس هتدلوا بكرة المركز وتنجوا شبكت عرايسكم
في تلك الأثناء خرجت ورد كي تبحث عن إبنتها،، إرتعبت أوصالِها حين رأتها بصُحبة تلك الحية،، تحركت سريعً إلي وقفتهم ،، حين أبلغتها تلك الشٕمطاء لأوامر عِتمان وأن عليها التأهب ،، وتركهم يزن بقلبٍ مُنكسر وتوجة للداخل
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي
كان يتحرك بقلبٍ مُنكسِر وخيبة أمل أصابته جراء ما رأهُ من سعادة داخل عيون صفا،،، ناراً شاعلة بجسدة بالكامل،، مُتجةً إلي الدَرج ومنهُ إلي حُجرتهِ ،،
وجد من توقفهُ بنِدائَها العالي وتُسرع إلية بخطواتها حتي توقفت أمامهُ وتحدثت بنبرة سعيده حماسية : كَيفك يا يزن،، عِرفت إن چِدك أمرّ بإننا ندلوا كِلياتنا للمركز بكرة لجل منجوا شبكتنا أني ومريم ؟
نظر لها بنصف عين وأردف قائلاً بنبرة ساخرة : مبروك عليكي،، بس أُبجِي خُدي چِدك وياكي لجل ما يكمل أوامرة ويختارلك شبكتك بنفسية
حزنت وأقشعرت ملامحُها بعبوس وتحدثت بنبرة حزينة : أني عارفه إنك معتحبنيش ولا كُت رايدني من الأساس ،،4
واكملت بنظرة حاقدة : وخابرة كَمان مين اللي كانت السبب في إكدة
وأسترسلت بنبرة حماسية : بس أني ريداك وعشجاك يا يزن وهعمل كُل چُهدي لجل ما أخليك تعشجني وتريدني كيف ما أني عاشجة تُراب رچليك2
نظر لها مستغربً تبجُحِها وعدم حيائها وتحدث إليها بنبرة فظة : ماتتحشمي يا بِت،، چيباها منين البچاحة اللي إنتِ فيها دي ؟ 3
إبتسمت لهُ بسعادة وأردفت بنبرة عاشقة : إنتَ عتسمي عِشجي ليك بچاحة؟1
أنقذهُ من تلك الحية صوت فارس الجَهوري الذي يتدلي من فوق الدرج حيثُ تحدث بنبرة حادة : واجفة عِنديكي بتعملي إية يا بِت1
رفعت بصرها للأعلي تُطالع شقيقها وتحدثت بنبرة باردة : كُت ببلغ يزن بإننا هندلوا بكرة كلياتنا علي المركز لجل ما نشتري شبكتنا
وما ان إستمع ذلك الفارس حتي إشتعلت النيران بجسده هو الأخر وتحدث إليها ناهراً إياها : شبكة الندامة عليكِ يا بَعيدة ،، غوري إنچري علي المطبخ إعملي كُباية شاي1
نظرت لذاك اليزن وتحدثت بنعومة : وإنتَ يا يزن،، تحب أعمل لك إية
نفض جلبابهُ بغضب وأردف ساخراً : عايزك تعتجيني لوجة الله يا ليلي ،، تعرفي تِعمليها دي ؟2
إبتسمت إلية وكأنها لم تستمع إلي توبيخها وأردفت قائله بنبرة هائمة : هعمل لك شاي وَيَا فارس وأطلعهولك في البرَاندا1
قالت كلماتها وأنسحبت مُتجهَ إلي المطبخ بعدما نظرت إلية وتنهدت بحرارة
إقترب فارس من يزن وأمسك كتفهِ وتحدث بنبرة ساخرة وهي ينظر لتلك التي تتحرك بدون خجل : ياتري عِملت إية في دُنيتك يا حَزين لجل ما ربنا يبتليك بالبلوة السُودا دي ؟
أجابهُ بإقتضاب : إتولدت في العِيلة الهَم دِي،، هو دِه ذنبي الوحيد اللي شكلي إكدِة هعيش اللي باجي لي من حياتي لجل ما أكفِر عنية
تنهد فارس بأسي وتساءل بجدية : هنعملوا إية في المُصيبة اللي حَطت فوج روسنا دي يا يزن ؟
أجابهُ بنبرة بائسة مُحبطة : أني خلاص مبجاش فارج لي،، ليلي بجت شبه غيرها
ثم نظر لهُ وتحدث بنبرة مُتألمة : صفا طلعت رايده قاسم وعشجاة يا فارس
💘💘💘💘💘
مرت السنوات السَبع سريعً علي أبطالنا سريعً ، حاول خِلالُها قاسم جاهداً علي أن يبتعد عن مرمي عيون صفا قدر المُستطاع كي يجعلها تناساه وسط زحمة دراستها الصَعبة وآنشغالها لكنهُ كان مخطئً وبشدة ،،
فمتي ڪان للحبيب أن يُنتَسي بمجرد الإبتعاد عن النظر ، فوالله ما زادها البُعد إلا ناراً وآشتياقَ
إنغمست الآخري كُل طاقَتِها في دراستها،، ولكنها كانت حزينة لتجاهله المُتعمد لها،، حيثُ أنه لم يعرض عليها طيلة السنوات السَبع بأن يُخرجها من حبستها داخل المدينة الجامعية ولو لمرةٍ واحده ويرفه عنها ثُقل دراستها
ولكنها أرجعت ذلك التجاهل والإبتعاد إلي غضبة الشديد الذي أصابهُ حين عَلم أنها قدمت اوراقها في چامعة القاهرة متجاهلة قرارهُ بخصوص جامعة سوهاج3
أما هو فأبعد حالهُ عن النجع مُتعمداً قدر المُستطاع وأنغمس في دوامة العمل التي لا تنتهي حتي أصبح مكتبةُ من أكبر وأشهر مكاتب المحاماة في العاصمة بأكملها،، وذلك بمساعدة عدنان وإيناس التي غيرت من خِطتها تمامً في معاملتها مع قاسم وأصبحت مثلما يُريد،، او هكذا أوهمته،،2
فقد أصبحت شخصية أكثر عملية،، ذات خُلق ظاهري فقط أمامهُ وأرتدت الحجاب وإلي حدِ ما أصبحت ملابِسها مقبولة ومُرضية بالنسبة له2
تزوج يزن من ليلي وفارس من مريم مُنذُ عامان تحت ضغط كبير من جِدهما ،، رُزق فارس ومريم بطفلة رائعة الجمال أسمياها جميلة تيمُناً بجمالها الخَلاب،، وعاشا معاً وحاولا كلاهما جاهدان بتناسي الماضي والعيش من جديد لأجل طفلتهما،، والحقُ يُقال الطرفان لديهما الإستعداد للتجاوب وإعطاء حالهما فرصة آخري للحياة،، ولكن،، هل حقاً سيستطيعا التغلب علي نسيان الماضي ؟
أما يزن وليلي فلم يُرزقا بأطفال إلي الأن تحت حُزنها وحُزن والدتها وسعيهما بشتي الطرق لتحصُلا علي مُرادهما ،، وراء الأطباء تارة،، وتارةٍ أخري تسعي كلاهما إلي الدجالين والمشعوزين أملاً في حدوث الحمل كي تضمن بقائها مع حب العمر يزن الذي يحاول مِراراً أن ينسي صفا بليلي التي تعشقه،، ولكنها وللأسف ورثت من والدتها الغباء والتعالي،، حيثُ دائما ما تغار عليه من صفا وتفتعل المشاكل معهُ بسببها
وما زاد الطين بَله وأشعل نيرانها أكثر هو أن جَدها أسند إليه مُهمة الإشراف علي بناء المَشفي الخَاص بصفا،، وهذا ما جعل يزن وصفا يقتربا أكثر وخلق بينهما فرصً للحديث والتواصل أكثر وكان هذا سببً كفيلاً ليستدعي غيرتها المجنونه وأشعالها2
وقد أسند الجَد تلك المُهمة إلي يزن بعدما تأكدت ظنونة التي طالما انكرها داخلهُ بإتجاة قدري بأنه خَائن للأمانة التي أسندها لهُ،، وذلك بعدما أتي إلية تاجر فاكهه وخضروات كبير وأخبرهُ علي إستحياء أن قدري قد طلب منه بأن يأتي إلي عتمان ويطلب شراء المحصول بأقل من الثمن المستحق وهو سيقنع والدهُ بأن هذا هو السعر الحالي ،، وأن يدفع التاجر الفارق لقدري مع بعض الخصم للتاجر ،، ولسوء حظ قدري أن التاجر كان يمتلك ضميراً مُستيقظً1
_____________________
وجاء يوم ظهور النتيجة،، تصفحت موقع الجامعة وكالعادة حصُلت علي بكالوريوس الطِب بدرجة إمتياز كعادتها طيلة السنوات السَبع المُنصَرمة بجامعة القاهرة
وبرغم سعادتها الهائلة التي لم يضاهيها مثيل إلا أنها حَزُنت بشدة لعدم إكتراث قاسم وإهمالهُ حضور يومً مميزاً بالنسبة لها كهذا أو حتي مهاتفته لها كي يطمئن عليها وُيشاركها فرحتها1
كل الشواهد كانت تؤكد أنه لم ولن يعشقها يومً ولكنها تغاضت عن شعورها ذاك وحاولت جاهدة أن لا تصدق حَدسِها وعقلها الواعي الذي دائماً ما يلحُ عليها بإصرار طيلة الوقت ويأمرها بأن تتنازل عن ذاك العشق المُدمر لروحها ،،
ولكن يضل السؤال،، متي كان للعقل سلطان علي قلوب العاشقين
اخبرت والداها عن تخرجها بتفوق كعادتها مما أسعدهما حتي انهما باتَ يطيران من شدة سعادتهما، وتحركت متجهه إلي المَشفي بعدما هاتفت دكتور ياسر وأخبرته أنها بطريقها إلية كي تُشرف علي تجهيزات المَشفي التي سيفتتحها جدها ويُسلمها إدارتها عن قريب إحتفالاً بتخرُجها
دلفت إلي ساحة المشفي تستقل سيارتها الفارهه التي أهداها لها والدها عندما حصلت علي درجة الإمتياز في السنة الرابعة تحت إعتراض عتمان علي قيادتها للسيارة بنفسها ومخالفتها لعادات النجع وتقاليدةُ الصارمة التي تمنع ان تقود فتاه سياره بنفسها ،، ولكنهُ كالعادة سُرعان ما تراجع عن قرارة عندما لمح حُزنها بعيناها الجميلة والتي دوماً ما يضعف أمامها،، وأيضاً تحت إلحاح زيدان وإصرارة2
ترجلت من السيارة تحت انظار ذاك الطبيب الشاب الذي كان مُعيدها بكلية الطب جامعة القاهرة ولكنها رأت به مشروع شريِكُ ناجح لها بالمَشفي،، وتحدثت معه واقنعته بأن يتفرغ للمشفي ويعاود معها إلي سوهاج ويستقر بها ،،
وبالنسبة لتعينهُ بالجامعة إقترحت علية بأن يتقدم بطلب أنتداب لجامعة سوهاج ،، ببداية الحديث رفض عرضها بحزمٍ شديد ولكنها أغرتهِ براتبٍ شهري عالي ونسبة من الأرباح سنوياً فوافق علي الفور،، كونِها فُرصة عظيمة لشاب مِثلهِ طموح في بداية مشواره العَملي
وبالفعل أتي إلي النجع مُنذُ أكثر من شهر وأستقر به وبدأ بالتجهيزات بمساعدة يزن
تحدث دكتور ياسر البالغ من العمر ثلاثةُ وثلاثون عاماً والذي يمتلك من المقاومات الرجولية ما يجعلهُ شابً وسيمً ويستطيع جذب أي آنثي تقع عيناها عليهِ عدا تلك العاشقة مُتيمة قاسِمُها : يا أهلاً وسهلاً بحضرة الزميلة العظيمة
وأكمل وهو يُشير ببداه مُداعبً إياها : خلاص يا طالبتي النجيبة،، بقيتي دُكتورة وزميلة رسمي
أنار وجهها وسعادة الدُنيا إرتسمت فوق ملامحها الرقيقة وتحدثت بنبرة سعيدة : كُله بفضل الله ثم وجفتك وياي يا دَكتور ياسر
أجابها مُعترضً : بلاش إنكار الذات اللي إنتِ فيه ده يا صفا ،، محدش وصلك للي إنتِ فيه ده بعد ربنا غير طموحك وتفوقك وإجتهادك و إصرارك العظيم علي النجاح
أجابته بشكر وآمتنان : مُتشكرة ليك چوي يا دكتور ،، ودالوك يلا بينا ندخلوا المستشفي لجل ما نشوف اللي ورانا ونچهز للإفتتاح اللي هيكون في أجل من شهر إن شاءالله1
ودلفا معاً للداخل يتفقدان العُمال وهم يعملونَ علي قدمٍ وساق بأوامر حازمة من يزن المُكلف بمباشرة الأمر بأوامر من جده عتمان
꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂
قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين
عند الغروب توجهت للعودة إلي منزلها من جديد
دلفت إلي حديقة المنزل وصفت سيارتها بحرفية عالية ثم تدلت وكادت أن تُدلف إلي منزل أبيها لولا صوت يزن الذي صَدح من خلفها مُحدثً إياها قائلاً بنبرة صوت سعيدة : مبروك يا دَكتورة ،، عُجبال الماسيجتير والدكتوراة ويكونوا كالعادة بإمتياز
إستدارت بجسدها تنظر إليه بإبتسامة واسعة وأردفت قائلة بنبرة شاكرة : الله يبارك فيك يا باشمهندس
إقترب منها وتحدث إليها بنبرة حماسية : أظُن إكدة معادلكيش حِجة عَاد ، الإمتحانات وخلصناها والبكالوريوس وأخدناه بدرچة إمتياز مُرتفع ،، عاوزك من بكرة تفضي لي حالك لجل ما تتابعي وياي تچهيزات المستشفي،، خلاص الأجهزة علي وصول،، بكرة أو بعدة بالكَتير وتوصل
أجابته بنبرة هادئة : إن شاءالله من بكرة رِچلي علي رِچلك
واكملت بدُعابة : وإوعاك تكون فاكر إني مكُتش متابعة التچهيزات ،، أني كُنت بتابع كل الخطوات مع دَكتور ياسر ،، وحتي الأچهزة اللي هتوصل بكرة إختارتها وياه
تحدث إليها مُشيداً بذكائِها : بصراحة يا صفا إختيارك لدَكتور ياسر في إنه يشرف علي تچهيزات المستشفي بنفسية كان إختيار موفق ورائع،، الراچل ساعدني كَتير ده غير إنه وفر لنا وجت ومچهود في المشاوير اللي كنا هنروحها للشركات اللي بتورد الأچهزة دِي،، ده غير إنه بمعارفه إختار لنا أفضل الأسعار الموچودة في السوج
أردفت قائلة بإمتنان : دَكتور ياسر حد شاطر جداً وطموح لابعد حد ،، أول ما دخلت الكُلية كان هو لساته متعين مُعيد من سنتين،، والحجيجة كان مُميز چِداً وظاهر من بين كل زمايلة ،، فضلت مراجبة تصرفاته ونشاطاته المُشرفة في الكلية من بعيد لحد ما أتوكدت إنه إنسان صادق وعلي خُلق ،
وبعدها عرفته عليا وجولت له علي جرار چَدي الخاص ببني المستشفي،، وعرضت علية في إنه يجدم علي إنتداب لچامعة سوهاچ وياجي يشرف علي تچهيزاتها جنب شغله في الجامعة،، وكمان يتعين إهني في المستشفي العام ، لحد ما أني أخلص،، بس هو رفض بشدة1
وأكملت وهي تضحك : بس أني أغريته بالمرتب اللي مهيلجهوش في أي مستشفي إستثمارية في القاهرة بحالها
إبتسم لسعادتها وتحدث بإطراء علي ذكاءها : خطوة موفجة يا صفا ، إنتِ كُنتي محتاچة واحد فاهم لجل ما يساعدك في التچهيزات وفي نفس الوجت مخلص وأمين
تحدثت إلية بتفكر : إيوا صُح يا باشمهندس جبل ما أنسي ،، عاوزاك تجعد وياه لجل ما تختاروا الدَكتورة الچديدة اللي هتتعين في تخصُص أمراض النسا ،، هو معاه ال C.V الخاصة بيهم
ومن بين حديثهما الشائِق إستمعا كلاهما إلي صوت تلك الغاضبة التي صدح من خلفهما وهي تتحدث إلي زوجها بنبرة حادة : ولما أنتَ إهني في السرايا معتردش علي مكالماتي لية يا يزن ؟
نظر إليها مُستغربً حدتها ونبرتها العالية وأردف قائلاً بتبرير : تلفوني عاملة Silent من لما كُنت مع العمال في المُستشفى الصُبح ونسيته
ثم تابع حديثهُ مُنتقداً إسلوبها الحاد : وبعدين حِسك عالي ليه ؟
و مالك داخلة فيا زي الجطر الجشاش إكده لية3
نظرت إليه وتحدثت بضيق وبنبرة معاتبة : أني زي الجطر يا يزن ؟
وكادت أن تُكمل لولا مقاطعت صفا التي تحدثت بلين : صلوا على النبي وإهدوا إكدة يا چماعة1
لم تُكمل حديثها وأبتلعته بجوفِها وذلك لحِدة تلك المُقاطعة لها التي تحدثت إليها بنبرة حاقدة : خليكي في حالك وحياة أبوكي و وفري نصايحك الخيبانة دِي لنفسك،، وكفاية إن كُل خِناجَاتنا ومشاكلنا بسببك
بسببي أني؟
جملة تساءلت بها صفا بتعجُب وذهول ظلُ وهي تُشير بسبابتها علي حالها
فأجابتها هي بصياحٍ حَاد : إيوة بسببك وبسبب مُستشفي الهَم اللي واخدة وجت جوزي كلياتُه لدرچِة إني معرفاش أجعد وياه ساعتين علي بعض
نهرها يزن قائلاً بحدة : وبعدهالك عَاد يا ليلي، مهتزهجيش منيه حديتك المَاسخ دِي ؟
وتحدث وهو يُشير إليها بيده للأمام : مَشي جِدامي علي فوج، صفا مذنبهاش حاجة في إنها تُجف وتِسمع خناجاتنا وحديتنا التافة دِي
تحدثت صفا إلي يزن قائله بهدوء : معلش يا يزن هحرمك من مَرتك عشر دجايج بس هنتكلموا فيهم لحالنا وبعدها تطلع لك علي طول
نظر إليها وتحدث بطاعة ونبرة حنون أثارت جنون تلك الليلي وأشعلتها أكثر من ناحية صفا : إنتِ تؤمري يا دَكتورة
وأكمل مُنسحبً : بعد إذنك
بعد صعُودهُ لدرجات سُلم المنزل ربعت ليلي ساعديها ووضعتهما فوق صدرها وتحدثت بنبرة رخيمة : خير،، جولي اللي عِندك وإنچزي عشان مفضيالكيش أني
تحملت صفا نبرتها السخيفه وامتصت حُزنها من تلك المعاملة التي طالما تُعاملها بها وإلي الآن لم تَعي ولا تجد سببً مُقنعً لتلك المعاملة،،
تنهدت بأسي وتحدثت بنبرة هادئة : حاضر يا ليلي،، مهأخركيش
وأكملت بنبرة جادة عملية : أني طلبت من دَكتور ياسر إنه يسأل لي علي دَكتور نسا وتوليد زين وهو كتِر خيرة جاب لي إسم دَكتور في القاهرة إسمة كَبير جوي ،، ولما سألت عليه زين لجيتَه ماشاء الله شاطر چداً في مجالة،، و كان سبب في إن ربنا رزج سِتات كَتير بالخِلفة بعد سنين كَتير خدوها چري من دَكتور للتاني
وما كان من الآخري إلا أنها شنت عليها حربً هجومية حادة قائلة بنبرة حادة : وإنتِ مالك يا جِلفة بالموضوع دِه،، تتدخلي ليه في اللي مايخصكيش ،، مالك إنتِ إن كُنت أخلف ولا ما أخلفش
تراجعت للخلف من شدة هَلعها من هجوم تلك المجنونه وتحدثت مُفسرة : مالي كِيف يعني يا ليلي،، إنتِ ويزن ولاد عمي يعني كِيف إخواتي بالظبط ، وحجكم عليا إني أساعدكم في حل مشكلتكم خصوصاً إنها في نفس مجالي وإني بسهوله اجدر أوصل للي يجدر يساعدكم
رمقتها بنظرات نارية وتحدثت بنبرة شاعلة : تِعرفي يا صفا ،، أني لو دخولي للچنة هياجي من ناحيتك ويكون لك يد فية يُبجا بلاها ومعيزهاش7
إتسعت أعين صفا وأردفت بتعجب : للدرچة دي،، لية ده كلة يا بِت عمي ؟
عِمِلت لك إيه أني أستاهل علية مُعاملتك وكلامك دِي ؟
أجابتها بحدة وغلٍ دفين : أصل المحبه والكُرة دُول بياچوا من عند ربنا ،، وإنتِ سبحان الله ربنا وضع كُرهك في جلبي من وجت ما كُنا عيال صِغيرين بنلعبوا في الچنينة ،،
وأكملت بغلٍ وحقدٍ ظهر بعيناها : من يوم يومي وأني اطيج العَمَا ولا أني أشوفك جِدامي
واسترسلت حديثها وهي تُشير بسبابتِها بنبرة محذرة : إسمعي زين يابِت إنتِ ، حياتي أني وچوزي خَط أُحمَر بالنسبة لك، تِبعدي عنينا وإوعاكِ تفتحي المُوضوع ده مع أي حد تاني وبالخصوص يزن ،، وإبعدي عن يزن أحسن لك بدل ما أحُطك في دماغي وأكَرِهِك في عِيشتك وأخليها لك چُهنم الحَمرا
وأكملت بتأكيد : فَهماني يا بِت ورد؟
كانت تستمع إليها بإستغراب تتساءل حالها بحيرة ،، لما كل هذا الكُرة،، ماذا فعلتُ لكِ لأجني كل ذاك الحقد والكرة من قلبكِ المُحملُ بالسواد أيتها الحَمقاء
دققت النظر إليها ثم هتفت بنبرة قوية : طول عُمرك وإنتِ بتندهي لي بِبِت ورد وكأنها وصمة عَار وشتيمة ولا عِيبة في حَجي ،، بس اللي متعرفهوش إني بحس بكياني وجِيمتي لما حد بيجول لي يابِت وَرد2
وأكملت بقوة وشموخ ورأسٍ مرفوع بكبرياء : صُح أني بِت ورد وليا الشرف يا بِت فايقة ، بِت ورد اللي ربتني أحسن تربية وطلعتني نفسي سويه،، مش واحدة مريضة زيك ودايرة اوزع كُرهي وحِجدي علي الناس من غير أسباب إكدة5
ردت عليها ليلي وتحدثت بحقد : أني مش مچنونه لجل ما أكرهك من غير أسباب يا دلوعة أبوكي ،، أسبابي واعرة،، واعرة جوي بس أحب أحتفظ بيها لنفسي1
وأكملت بعيون مشتعلة : ودالوك إخفي من وشي وإياك تنسي الكلام اللي جولتهولك من شوي ،، ده لو خايفة علي حالك وعاوزة تتِجِي شَري اللي منتيش حِملُه
وتحركت للداخل تحت نظرات صفا المتعجبه التي تحدثت بصوتٍ مسموع لأذنيها : ربنا يشفيكي من حقد جلبك اللي هينهي عليكي يا بِت عمي
وأنسحبت خُلفها لداخل منزل جدها
دلفت للداخل وجدت أمامها نجاة زوجة عمها التي إبتسمت في وجهها بسعادة وتحدثت إليها مُهنئة : ألف بركة يا دَكتورة،، عُجبال الچواز يا بِتي
إبتسمت لها وتحدثت بحنان : يبارك في عُمرك يا مرت عمي
ثم تساءلت : چِدي وينه ؟
أجابتها وهي تُشير بسبابتِها إلي باب الحُجرة : چدك جاعد في المُندرة وَيّا عَمك مُنتصِر ،، إدخُلي لهم
تحركت بالفعل ودلفت بعد الإستئذان وقبلت يد جدها الذي تحدث بنبرة فخورة : يا مَرحب بالزينة اللي شَرفِتني وبَجَت دَكتورة جَد الدِنيي
إبتسمت له وأجابتهُ بنبرة سعيدة : كُلة بفضل ربنا وبفضل تشجيعك ليا يا چدي
ثم تحركت لعمها وتحدثت بإحترام وهي تمد يدها لمصافحته : كيفك يا عمي ؟
أجابها بنبرة حنون وعيون مُحبة : كيفك إنتِ يا زينة البنات
أجابته : الحمدلله يا عمي،، بخير
وجلست بجانب جدها تُحدثهُ وتُخبرهُ إلي أين وصلت تجهيزات المَشفي ،،
دلفت جدتها التي تحدثت بسعادة : مَبروك يا دَكتورة
وقفت سريعً ومالت بقامتها علي كف يد جِدتها لتقبله ثم تحدثت : يبارك في عُمرِك يا چَدة
تحدث إليها عمها مُنتصر قائلاً : أظن ما آن الأوان لجل ما نفرحوا بيكي بجا يا دَكتورة
رد عليه عِتمان وهو ينظر لخجل وأبتسامة غاليته : خدتها من علي طرف لساني يا مُنتصر،، چهزي حالك يا ست العرايس عشان فرحك علي واد عَمك بعد سِبوعين
وأكمل : و أني هكلم قاسم بالليل لجل ما يچهز حاله هو كمان
ثم نظر لزوجته وتحدث بأمر. : وإنتِ يا حاچة رسمية ،، چهزي حالك إنتِ وفايقة والحريم وشوفوا اللي لازم للفرح،، وجهزوا الشُجة عشان العزال هياچي كمان يومين1
كانت تشعُر بأن ساقيها لم تَعُد قادرة علي حِملها ،، أرادت أن تصرخ وتدور حول حالها من شدة سعادتها،، كم تمنت في تلك اللحظة لو أن لها جناحان،، لطارت وحلقت وتراقصت بين السّحاب كي تُشاركها العصافير متغنية بزقزقتها6
꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂
رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين
داخل مسكن فارس الذي كان يجلس غُرفته قابعً علي سريرةُ يقرأ كُتيبً بيدة
دلفت مريم إلية حاملة طفلتها التي بالكاد تُكمل شهرها السادس وتحدثت بإقتضاب : هو آنتَ مهتزهجش من الجَعدة لحالك إهني يا فارس ؟
وضع كُتيبهُ جانبً فوق الكُومود وأشار بيدة إلي طِفلتهِ الجميلة التي ما إن رأته حتي بسطت يداها مُشارة إلي عزيزِ عيناها
إلتقطها فارس وسُرعان ما أدخلها بأحضانه وبات يُزيدها ويُنثر عليها قُبلاتهُ الحنون بلهفة وشوق وسعادة وكأنهُ وجد العوض داخل حُضن صغيرتهُ
ثم نظر لتلك التي تضُم شفتيها بحُزن وتساءل ساخراً : مالك يا مريم علي المسا ،، جالبة خِلجتك لية إكدة ؟
أجابته بإقتضاب : زهجانة يا فارس ،، نفسي أخرُج من السجن دي ونسافر لحالنا لأي مكان نتفسحوا فيه
قطب جبينهُ فأكملت وهي تُجاورهُ الجلوس : تعالَ نسافر مصر ونُجعد لنا جَد إسبوع في شُجت عمك زيدان،، نفسي أتفسح وأروح السينما يا فارس، نفسي أشوف دُنيا غير دنيتنا المجفولة دي
أجابها بعدم إهتمام لحالتها : ما آنتِ خابرة زين أني مفاضيش يا مريم ،، إبجي روحي مع عمك زيدان لما ياچي يسافر هو وصفا ومرته1
أجابته بنبرة حادة : مبرتاحش وَيَا صفا وإنتَ عارف إكدة زين ،، الكام مرة اللي سافرتهم وياهم كُت بحس حالي مخنوجة وممرتحاش،
أردف بنبرة حادة معاتبً إياها : يادي صفا اللي حطاها فوج راسك وزاعجة إنت وليلي ،، البت في حالها ومبتجربش منيكم ،، مالكم بيها سبوها في حالها2
حزنت من طريقته الحادة معها وتحركت إلي الشُرفة ووقفت بها تاركة إياه بصحبة إبنته والذي بدأ بمداعبتها وملاطفتها تحت ضحكاتها العالية التي تُعبر عن مدي سعادتها المفرطة
꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂
رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين
دلفت إلي منزلها عائده من منزل جدها بقلبٍ وروحٍ هائمة،،وجدت والدتها تَخرج من المطبخ فتساءلت بنبرة لائمة : كُل دِه تأخير يا دَكتورة ؟
أبوكِ مداجش الوَكل وجاعد مستنيكي لجل ما يتغدا وياكي
أردفت قائله بذهول : جاعد لحد دالوك مستنيني،، ده المغرب جَرب يأذن يا أماي
تحدثت إليها ورد علي عُجالة : طب يلا إندهي لأبوكي من الأوضة علي ما أچهز السُفرة أني وصابحة
أطاعت والدتها وتحركت إلي حُجرة أبيها،، وقفت وطرقت بابها بهدوء،،
إستمعت إلي صوت أبيها قائلاً : إدخلي يا دَكتورة
دلفت وطلت برأسها وأبتسامة خلابه ظهرت علي محياها وتحدثت لذاك المُمسِك بهاتِفهِ يتصفحهُ : وكيف عِرفت إن أني اللي علي الباب مش أمي
إبتسم لها وأردف ساخراً : عشان إنتِ الوحيدة اللي عتخبطي علي الباب جَبل ما تُدخُلي يا جلب أبوكي ،، لكن أمك عتدفع الباب دَفع كيف المُخبرين لما يَاچو يجفِشوا المُچرم وهو مُتلبس بچرِيمته5
أطلقت ضحكة عالية وتحدثت وهي تقترب علية : طب ولما حضرتك صَاحي وجاعد علي التلفون،، حابس حالك إهني لية،، مجعدتش في البراندا في الهوا ليه يا أبوي
أجابها مُفسراً : ما آنتِ عارفة أمك،، عطيج العمي ولا تطيجش تشوفني ماسك التَلفون وجاعد علي الفيس بوك
عتحبك وتغير عليك يا زينة الرچال ،، جملة قالتها صفا مفسرة1
أجابها بهدوء : علي أية بس يا بِتي،، هو أني عَاد فيا حاچة لجل ما تغير عليا بيها
تحدثت بإستهجان : إنت زيدان النُعماني زينة رچال نجع النُعمانية كلياتهم ،، وعتفضل إكدة ،، معتشوفش حالك في المراية إنتَ إياك ؟
وأكملت بتفاخر : طب ده أني صحباتي لما شافوك معاي لما چيت لي الچامعة مصدجوش إنك أبوي ،، جالولي يابخت أمك بيه
قهقه عالياً ثم جلست بجانبة وتحدث هو مُتسائلاً بنبرة جادة : أخبار تچهيزات المُستشفي إية ؟
أجابته بنبرة عملية : الأچهزة اللي جِدي مُتكفل بيهم هيوصلوا وهيتركبوا بُكرة إن شاء الله
وأكملت : أما بجا أچهزة غرفة العناية المُركزة اللي حضرتك إتبرعت بيها هتوصل بعد إسبوع ،، وكمان الأجزخانة اللي حضرتك عِملتها جِدام المستشفي لغير الجادرين،، الدَكتور ياسر جال لي إن شركات الأدوية هتوصل جبل الإفتتاح بيوم وتچيب المطلوب كِلياته
وأكملت بإمتنان : ربنا يچعلة في ميزان حسناتك يا حبيبي ويعطيك ويزيدك من فضلة
إبتسم لها وتحدث مُتمنياً : تسلمي يا بِتي،، ربنا يجعلها فتحة خير عليكي إن شاءالله
أردفت مُكملة : تسلم يا أبوي،،. چدي جَال لي أخلي الكَشف لأهل النچع الغير جادرين مجاناً،، وكمان النچوع اللي حوالينا أي حد هياجي يكشف ويجول إنه غير جادر هيكشف من غير مايدفع حاچة ،، لكن سعر الكشف للجادرين هيكون عادي
وتحدثت وهي تقف لتحِسهُ علي التحرك للخارج : أمي زمناتها چهزت السُفرة ،، يلا بدل ما تِطُب علينا ووجتها مهنخلصوش
إبتسم لها وتحرك إلي الخارج ليتناول غدائةُ وسط حبيبتاه ومبتغاه من الحياة
꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂
رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين
إقتحمت ليلي حُجرة والدتها وتحدثت إليها بنبرة مُتذمرة : وبعدهالك عَاد يا أماي،، عتفضلي سيباني لحد مِيتا وموضوع الخِلفه مِعلج إكدة ؟
خليتي سيرتي لبانة في حَنك اللي تسوي واللي متسواش وچرأتي العالم الرِمَم عليِا
هتفت بها فايقة بنبرة مستفسرة : خَبر إية يا بِت خلعتيني ،، مالك داخلة شايطة ومشعلِلة كِيف البوتچاز إكدة
اجابتها بنبرة غاضبة : عايزاكي تشوفي لي حل ،، لازمن تَاجي معاي بُكرة عِند الشيخ مصيلحي لجل ما يعمل لي عمل تاني بدل الخيبان اللي عِملهولي ومچابش نتيچة دِي7
تنهدت فايقة بأسي وتحدثت بنبرة مهمومة : والله شكل كسرتي هتكون علي يدك إنتِ يا ليلي ،، شكلك إكدة عتشمتي فيا كِلاب العيلة والنچع كلياته
حزنت ليلي وأمتلئت عيناها بعبرات الدموع ،، فتحدثت إليها فايقة كي تُطمئنها : إهدي يا بِت ،، لسه بكير علي البُكا والنواح يا حزينة
أني هروح وياكي بكرة للمحروج اللي إسمية مصيلحي ولو العمل بتاعه مجابش نتيچة هروح ل أبونا الجَسيس ،،
وأكملت بإشادة : عيجولوا اللي يتوه فيها الكُل عيخلصها هو بجعدة واحدة
إتسعت أعيُنها ببريق أمل وتحدثت بنبرة حماسية : ولما هو واصل إكدة ساكته كُل دِه وسيباني ألف علي الدچالين والنصابين و وصفاتهم اللي هتچيب أچلي دي لية ،، ولا الدكاترة اللي هروني شكشكة وهروا معدتي من الأدوية اللي من غير فايدة1
أجابتها بشرود : كِل شي بأوانه يا بِتي،،كل شي بأوانه1
꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂
رواية قلبي بنارِها مُغرمُ بقلمي روز آمين
مساءً
كان يتحرك داخل رواق مکتبه الذي أصبح من أشهر وأكبر مكاتب المحاماة في العاصمة ويرجع ذلك لذكاء قاسم الخارق بمجاله وأيضاً مساعدة إيناس وعدنان له ، كانت تخرج من مكتبها المخصص لها بجوار عميل هام للغاية لتوصيلهُ كنوعٍ من التقدير والإحترام له
نظرت لذاك الذي يتحرك داخل الرواق أتياً عليها بطلتهِ وهالته الساحرتان ، وقف مقابلاّ لها كي يُرحب بالعميل الذي تحدث إليه بتقدير : أكيد أنا حظي من السما إنهاردة علشان شفتك يا قاسم بيه
إبتسم له قاسم ومد يدهُ ليصافحةُ بحفاوة قائلاً بتِرحاب : مُهاب باشا،، أنا اللي زادني شرف إني إتشرفت برؤية معاليك يا سعادة الباشا
وأكمل بتساؤل : أتمني تكون سعادتك راضي عن شغلنا المتواضع بالنسبة لقضايا شركتك في الفترة الآخيرة
إبتسم الرجل وتحدث إلية : كل الرضا يا متر
وآسترسل حديثهُ بإطراء وإعجاب : الحقيقة إني لازم أعترف إن شغل مكتبك ممتاز ويعتبر إنت وباقي فريقك من أكفئ الناس اللي تعاملت معاهم في مجال المُحاماة في مصر كلها ،
وأكمل مُتذكراً : وبالمناسبة أحب أهنيك علي قضية كارم عبدالسلام اللي شاغلة كل الوسط،، لدرجة إن الناس اليومين اللي فاتوا ملهمش سيرة غير في الكلام عنها ،، وعن مرافعتك اللي كانت عالمية والبراءة اللي جبتها له بعد المؤبد الحَتمي اللي كان لابسة بالتأكيد
ثم حول بصرهِ إلي إيناس وتحدث بإطراء مُشيراً إليها بتعظيم : وطبعاً ده الطبيعي لما يكون وراء رجل عظيم زيك إيناس رفعت عبدالدايم
إبتسم قاسم وأقتربت إيناس من وقوف قاسم وأردفت قائلة بشكر : ميرسي يا أفندم علي المجاملة الرقيقة دي
ثم نظرت إلي قاسم وتحدثت بإعجاب وإطراء : بس الحقيقة أنا اللي محظوظة إني أكون شريكة قاسم النعماني في الشغل وكمان في الحياة
ضل الجميع يتبادلن المجاملات وبعد مدة تم توديعه ثم تحرك قاسم بصحبتها إلي داخل مكتبه الخاص
وبمجرد دخولهما تحدثت هي بعملية : عندك مقابلة مع سليم النحاس كان نُص ساعة بالظبط
كاد أن يرد عليها قاطعةُ صوت رنين هاتفهُ الشخصي ليعلن عن وصول مكالمة من أحدهم
نظر لها وأردف قائلاً : دي أمي
أجابته بعملية كعادتها : طب رد عليها شوفها عاوزة أيه؟
وبالفعل ضغط على زر الاجابة وتحدث الى والدته باحترام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أزيك يا أمّا،، أخبارك إيه
على الطرف الأخر ردت عليه فايقه وهي في قمه سعادتها لإقتراب تحقيق حُلمها التي عاشت تُنسج خيوطهُ بين يديها : أني بخير يا ولدي، حبيت أفرحك وأخبرك إن شهاده صفا بانت إنهاردة الصُبح وچِدك جال إنه هيكلمك عَشِية لجل ما يحدد ويَاك معاد الفرح وتشوفوا وَيَا بعض هتتمموه مِيتا
أغمض عيناه و زفر بضيق وأخذ نفسً عميقً ثم وضع كف يده فوق شعره وسحبه للخلف بشدة في حركه تدل على مدى غضبه وضيقة و تحدث إليها بلا مبالاة : بعدين يا أمّا ،، إجفلي دالوك ونتكلم بعدين في الموضوع دِه
أجابته فايقة مُستغربه مدى حِدة صوته وتحدثت إليه بحنق وضيق : إيه هو اللي بعدين دِه يا قاسم ؟
وأكملت بتعجب : أما آنتَ أمرك عچيب صحيح ،، بجول لك چِدك عايزك لجل ما تتكلموا في تمام زواجك علي بِت عمك اللي إنتظرناه من سبع سنين علي نار،، تجوم تجول لي بعدين
هُنا لم يستطع تمالك حاله وأرتفعت نبرة صوته بحده وغضب قائلاً : جُلت لك بعدين يا أمّا ورايا شغل مُهم ومش فاضي أنا للكلام الفارغ ده
ردت فايقة بصدمه : كلام فارغ ؟
هو أية ده اللي كلام فارغ يا قاسم ، بكلمك عن فرحك اللي مستنياه بفارغ الصبر بجالي ياما وإنت تجول لي كلام فارغ ؟
وأكملت متساءلة بذكاء : مترسيني علي اللي في دماغك وتجول لي ناوي علي أية يا وَاد بطني ؟
أجابها بحدة ونبرة صريحة : أرسيكي يا أم قاسم ، أنا مش هتچوز صفا حتي لو إنطبجت السما علي الأرض، لأني بحب واحدة زميلتي في المكتب وهتچوزها والكلام ده أنا هاجي بنفسي وهجوله لچِدي وللچميع
وبعد إذنك مُضطر أجفل السكة علشان ورايا شغل كَتير وحضرتك معطِلاني عَنيه
وأغلق الهاتف تحت ذهول فايقة التي نظرت إلي قدري الذي دلف للتو من باب الحُجرة وتساءل بإهتمام : بتتخانجي ويا مين في التلفون علي المسا يا فايقة ؟
تحدثت إلية ومازالت تنظر بهاتفها بذهول : تعالّ شوف المُصيبة اللي وجَعت وحطَت فوج روسنا يا قدري
إتسعت عيناه وشعر برجفة تسري بجسدة وهو ينظر لهيئتها المُخيفة التي تشير بوجود كارثة كُبري بالفعل : مُصيبة أية يا مّرة كفانا الشر
أجابته بتقطيم : ولدك البكري ، حضرة المحامي العاجل المُحترم اللي دماغة توزن بلد
وبدأت تقص عليه ما دار بينهما تحت ذهول قدري وإستشاطته وغليانه من أفعال نجله الذي يريد الإطاحة بحلمه في أن يستحوذ علي أملاك زيدان أجمع2
꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂
أما عند قاسم الذي حَزن داخلة لأجل صفا وما سيعود عليها من ذاك الخبر
جلست إيناس فوق مقعدها واضعة قدمً فوق الأخري وتحدثت بهدوء : إهدا من فضلك يا قاسم وخلينا نرتب الكلام اللي هتقوله لجدك علشان ما يغضبش عليك ويعمل معاك زي ما عمل مع عمك
أجابها بحده ونبرة رافضة لحديثها : أنا لا هرتب كلام ولا هتكلم مع جدي من أصله واللي حابب يعمله يعمله
وأكمل بنبرة حزينه : أنا كل اللي فارق معايا في الموضوع ده هي صفا ومشاعرها اللي ممكن تتأذي
نظرت إليه بضيق وغيرة ولولا علمها بأنه لا يَكِن لها أية مشاعر لغضبت ولاشعلت الحوار بينهما
وأكمل هو بنبرة عاقلة : أنا هسافر سوهاج حالاً وهتكلم مع صفا وهقولها إنها تستاهل حد أحسن مني وهخليها هي بذات نفسها اللي تروح لجدي وتطلب منه فسخ الخطوبة
أردفت إيناس مُتساءلة بنبرة قلقة : وتفتكر إن جدك هيسمع لها وفعلاً هيوافق علي فسخ الخطوبة بالسهولة دي؟
أجابها بيقين وتأكيد : جدي هيتفهم الموقف وخصوصاً إنه هيبقا طلب صفا ، هو صحيح جدي راجل صعب وصارم وشديد وبيفرض أوامرة علي الكل من غير نقاش،، لكن بييجي لحد صفا ويقف ،، دايماً بيعاملها بلين وبيحاول يرضيها علي قد ما يقدر ، وأكبر دليل علي صحة كلامي ده هو تراجعه في موضوع دخولها كلية الطِب بعد ما كان رافض
ضيقت عيناها بإستغراب وتساءلت بإهتمام : وإشمعنا يعني صفا هي اللي جدك بيعاملها بالطريقة اللينة دي ؟
نظر لها بتعمق و..
باقى الثامن و البارت التااسع💘
نظر لها بتعمق وأردف قائلاً بشرود : تعرفي إن طول عمري بفكر في إجابة للسؤال ده،، إشمعنا صفا هي الوحيدة اللي جدي بيعاملها بالطريقة الرحيمة دي دونً عن كُل أحفادة
وجهت سؤالها إليه : وياتري لقيت لسؤالك ده جواب ؟
هز رأسه بإيماء وأردف قائلاً : بعد حيرة وتساؤلات كتير أخيراً لقيت السر لإجابة سؤالي في عيون جدي
نظرت إلية بإستغراب مضيقة العينان فأكمل هو : لقيت إجابتي لما شفت جدي الراجل القاسي الحكيم اللي طول الوقت نظرت عيُونه صارمة وتشبة عيون الصقر في حدتها وشرها وقسوتها،،
واللي هي هي في نفس الوقت أول لما بيشوف عمي زيدان داخل علينا بلاقي فيهم حب وعطف وحنان عمري ما شفتهم وهو بيبص لأي حد فينا،،
وأكمل بشرود : وكأنه إتحول وبقا راجل تاني أنا ما أعرفهوش ،، ساعتها بحس إنه نفسه يجري عليه وياخدة في حضنه بس كبريائة وعِنده ودماغة الصعبة هم اللي بيمنعوة من إنه يعمل كدة
نظرت إليه وتساءلت : بس اللي أنا فهمته منك إن علاقة جدك بعمك عمرها ما رجعت تاني زي زمان من بعد ما عَصا أمرّة
أومأ لها بإيجاب : ده اللي ظاهر لينا كُلنا وحتي لعمي زيدان نفسه،، برغم إني مُتأكد من جوايا إنه سامحه وقلبه صفي من ناحيته
وأكمل وهو ينظر أمامهُ بشرود : يمكن خايف من نظرات الكُل ليه ولومهم لما يلاقوا كبيرهم اللي عمرة ما رجع في كلمه قالها أو أصدر حُكم ورجع تاني فية،،
أو يمكن خوف مثلاً من إنة لو سامحه يبقي كدة بيدي مبرر وفرصة لباقي العيلة إنهم يتمردا علي قراراته ويعصوها
وآسترسل حديثهُ بتأكيد : بس اللي أنا متأكد منه هو إن جدي بيعامل صفا المعاملة اللي كان نفسه يعاملها لعمي زيدان،، يعني لما بياخدها في حُضنه ويضُمها جامد بحس إنه بيضم عمي زيدان وبيحضنه هو ،،
جدي بيعوض حرمانه من إبنه في صفا ،، واكبر دليل علي كلامي ده الأرض اللي جدتي كتبتها لصفا،، واللي انا متأكد من جوايا إن جدي هو اللي طلب منها تعمل كده علشان يرضي ضميرة ناحية إبنه اللي كبريائة مانعه من إنه يعلن للكل إنه سامحه وعفا عنه ويرجعه تاني لحضنه زي زمان
تحدثت إلية بإستغراب : بصراحه يا قاسم من كتر كلامك عن جدك وتفكيره الغريب ده إبتديت أخاف منه وأستغربه في نفس الوقت
أخذ نفسً عميقً ثم زفرهُ و وقف وتحدث إليها وهو يُلملم اشيائهُ الخاصة من فوق المكتب : أنا لازم أسافر الوقت حالاً سوهاج علشان أتكلم مع صفا وأنهي الموضوع مع جدي
تحركت إليه وتحدثت بنبرة تحذيرية : أوعي تتهور وتخسر جدك ورضاه عليك يا قاسم
نظر إليها مستغربً حديثها ثم تحرك للخارج3
_______________________
تحرك بسيارته متجهً إلي مطار القاهرة الدولي وفي طريقهُ قرر أن يُهاتف صفا كي تنتظره وينهي معها تلك الحكاية التي أرهقت كيانه وأشعرته بالدُونيه وعدم الإرتياح طيلة السنوات السَبع الماضية
وما أكد داخلة شعور أنه يمضي بالطريق الصحيح هو زيجات فارس ويزن وتعاستهما وروتينية حياتهما التي يحياها كُلً منهم مع شريكة الذي فُرض علية جَبراً،، فصمم اكثر علي أن ينأي بحالهِ وصفا من تلك الزيجة التي لم يجني كلاهُما منها غير التعاسة كالبقية
أمسك هاتفهُ وضغط علي زر الإتصال برقم تلك التي كانت تجلس بالفرندا الخاصة بمنزل والدها ، تنظر أمامها بشرود وحزن لأجل عدم تقدير ذاك الحبيبُ لها،، إستمعت إلي رنين هاتفها يصدح معلناً عن وصول مكالمة، نظرت بشاشته وإذ برعشة قوية تغزو قلبها وتهز جسدها بالكامل وزُين ثغرها بأجمل إبتسامة لأرق عاشقة
وبلحظة كانت ضاغطه علي زر الإجابه وهي تتحدث بنبرة حزينة مُنكسرة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنهد وحزن داخلة لنبرتها الحزينة وأجابها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، كيفك يا صفا وكيف أخبارك
أجابته بمعاتبة لطيفة : تهمك أخباري صُح يا قاسم ؟
أجابها بنبرة صادقة : طبعاً تهمني وربي شاهد يا صفا،، أني عارف إنك زعلانه علشان مكلمتكيش وباركت لك علي التخرچ
وأكمل مفسراً بنبرة زائفة كي لا يُحزنها : بس غصب عني،، الشغل في المكتب كتير جوي اليومين دول وعندي كام قضية مهمين شاغلين دماغي وجلساتهم جربت وواخدين كل إهتمامي
حزنت من داخلها علي حديثهُ الرسمي معها والذي تتبعه معها منذ أن تمت خطبتهما إلي الآن وأردفت قائلة بنبرة مستسلمة : ربنا يجويك يا متر
شكرها ثم تحدث بنبرة مُترددة : صفا،، أني چاي سوهاچ تزك تستنيني في الچِنينة من ورا لجل ما نتكلموا براحتنا وأجوتل لك علي كُل اللي جواي
أغلقت معه الهاتف وتساءل داخلها عن ماذا يريد منها قاسم في ذاك الوقت المُتأخر ؟
ت💘💘💘💘💘💘
لَيْتَنِي أَصَبْتُ
بِفُقْدَانِ كَامِلِ لِذَاكَرْتِي حِينَ أَقَدَّمْتُ عَلِيَّ
إختياركَ لِتَكُونُ فَارِسِيَّ وَرَجُلَ أحْلَاَمِي ،،
لَيْتَنِي لَمْ أَقْتَرِفُ تِلْكَ الْخَطِيئَةِ الَّتِي قَضَتْ عَلِيٌّ وَدَمَّرَتْ أعَزُّ أَمَالِيٌّ
كَيْفَ لَعِينَاي أَنْ تَغِضَّ الطَّرَفُ وَتَتَغَافَلُ
حَقِيقَتُكَ الْمرَّةُ وَتَتَغَاضَيْ ،،
كَيْفَ خُدِعَ قَلْبِيٌّ وَأَنْسَاقُ وَرَاءَ عِشْقِكَ عَدِيمَ
الْمَنْفَعَةِ،،
عِشْقُ لعينً بَالِيٌّ
لَيْتَنِي إِتْبعتُ حَدْسِيٌّ وَأَطَعْتُهُ حِينَ نَبَّهَنِي
وَحَسَنِيَّ عَلِّي الإبتعادِ
أَلِهَذَا الْحَدُّ كَانَتْ عَيْنَاي مَعْصُوبَةً لِكَيْ لَا أَرِي
حَقِيقَةَ وَجْهِكَ الْقَبِيحِتت
الْأَنَانِيّ
ياليت لَمْ أَتْبَعْ نِدَاءَاتِ ذَاكَ الْقَلْبِ الْأَبْلَهِ المَوْصُومِ بِعِشْقِكَ اللَّعِينِ
لَيْتَنِي وَلَيْتَنِي لَمْ أَضُعْ أعَزَّ سنوَاتِي لتَمَرُّ أمَامِيُّ هَبَاءٍ
خَوَاطِرَ رَوْزِ آمِينَ7
_____________________
أغلقت صفا الهاتف مع قاسم وبدأت بالتفكير والشرود فيما يُريدها،، وما هو ذاك الموضوع الهام الذي لا يُريد لأحداً كلاهما الإستماع إلية
نفضت عن عَقلها تلك الأفكار المُتشائمة التي شوشت علي تفكيرها والتي وبالطبع لم تصل ذروتها إلي إنتواءة لفض الخطبة،، فهذا الحدث لم يخطُر حتي بمُخيلتها1
صعدت للأعلي وأرتدت أجمل ثيابها ونثرت عطرها الفخم الأُنثوي بسَخاء وانتظرت حضورة داخل شُرفَتِها وكُلها أمل بعدما مَنت حالها وأكدت لها بأن إحتمالية حضورة هو إعتذارة عن عدم مجيأةُ مُنذُ الصباح لكي يكون معها وهي تتلقي خبراً طال آنتظاره
وقبل إنتهاء مُدة الساعتان كان يدلف لداخل الحديقة بسيارته الخاصة والتي يضعها داخل جراچ خاص بجانب المطار ويستقلها بكل مرة ليتحرك بها عائداً إلي نجع النُعماني دون اللجوء إلي أحد وعدم إزعاجه لشقيقهُ فارس بالأخص
رأته من شرفتها فأرتعش جسدها وكالعادة ثار عليها قلبها وأنتفض ،، أشار لها بأن تنزل إليه وتلحق بهِ إلي الحديقة الخلفية حسب إتفاقهما
هرولت سريعً إلي الأسفل وتحدثت إلي والدتها التي كانت تجلس تنتظر حضور زوجها المتواجد خارج المنزل إلي الأن بصحبة أصدقاءٍ له
أردفت قائله بعيونً لامعة ببريق العشق مما أغضب ورد التي دائماً تري أن ذاك القاسم لم يكن يومً يستحقً تلك الصافية وعِشقها البرئ : قاسم وصل يا أماي ، أني رايحة أشوف عايزني في إية
زفرت ورد وتحدثت بحِنقٍ وضيق : أني مفهماش مَجاش إهني لية وإتحدت وياكي في اللي عاوزة ؟
وأكملت بنبرة ساخطة ساخرة : عيتكلم في آسرار حربية إياك ؟1
إبتسمت صفا إلي والدتها وأردفت قائلة بهدوء مُقدرة خوفها الدائم عليها : خلاص بَجا يا ورد ، ماتبجيش حِمجِية إكدة
وتحركت أوقفها صوت ورد الدائمة القلق علي صغيرتها والتي لا تأمن عليها سوي مع حالها وزيدان وفقط لا غير : صفا
إستدارت لتنظر إليها من جديد فاسترسلت ورد حديثها بعيون محذرة لصغيرتها التي مهما مر بها العمر ستظل تراها امامها إبنة السبعة أعوام : خلي بالك من نفسك
هزت رأسها لوالدتها ونظرت لها بإمتنان وتحركت إلي الخارج
وبعد قليل كانت تقف أمامهُ بحالة يُرثي لها،، آاااااهٍ وآه لو يدري ذاك الفاقد الحَدس والبصيرة بما يفعلهُ بتلك الصافية في كُلِ مرةٍ يظهر بها أمامها بمظهرهِ الرجولي ذاك وتراهُ فيها عيناها ،، لخر ساجداً تحت قدميها ليطلب ودها وغرامها المشهود3
أما تلك العاشقة التي شعرت بسخونة تُصاحبُها رعشه تسري بداخل جسدها وتتخلل أوردتهُ بالكامل لينتفض ويثورَ عليها ،، إنتفض أيضاً قلبها وثارَ صارخً ولولا حُبها لله والخشية من غَضبه عليها بجانب تربيتها الحَسنة،، لرمت حالها داخل أحضان مُتيمُ روحها وسارقُ قلبها وليكُن ما يكُن ،،4
حبيبها الأبدي والمالك الروحي ،، قاسمها،، والتي أقسمت بداخلها بألا تكون لغيرهِ من الرجال،،1
وكيف ومُنذُ نشأتِها وهو بعيونها كُل الرچال1
تحدث إليها بملامحِ وجهٍ حائرة لا تدري من أين تبدأ : كيفك يا صفا ؟
أجابته بإنتفاضة داخلها ونبرة صوت مُرتبكة وهي القويةُ الأبية مع الجميع عداه : الحمدلله يا قاسم ،، حمدالله علي السلامة
أماء لها بعدم إكتراث بحديثها وذلك لشدة توترة وتشتت عقلة فيما هو قادم علية،، و كيف سيخبرها بذاك القرار دون المساس بمشاعرها وجرح كبريائها الأبي1
فتحدث مُشِيراً إليها بالجلوس فوق المقعد المُقابل له وذلك بعدما جلس هو مُتخطياً قواعد اللباقة والبروتوكول : إجعدي يا صفا
جلست وتحمحم هو مُنظفً حنجرته كي يُخرج صوته بإيضاح ،، كَمْ إكتشفَ أن الأمر ليس بالهين علي الإطلاق كما كان يتوقعه،، ولكن ما حدث هو العكس
أخرج صوتهُ بصعوبه وتحدث : عِرفتي إن چِدك طلب مني أجي عشان نتفج علي ميعاد نتمموا فيه الفرح ؟
وما أن قال جملته تلك حتي إشتعلت وجنتي تلك الجميلة لتزدادُ وهجاً وجمالاً فوق ما هي عليه وتحدثت علي إستحياء وهي تنظر أرضً : إيوه عرفت،، چدي جال لي من إشوى لجل ما أچهز حالي وأشوف اللي ناجِصني وأكملة
وأكملت بنبرة سعيدة خجلة لتخيُلها أنه يسألها عن وضعها وهل هي مستعدة للزواج : وأني وضبت مواعيدي وأجلت إفتتاح المُستشفي لبعد الفرح إن شاءالله
ونظرت لداخل عيناه وأردفت قائلة بنبرة خجلة : يعني تِجدر تجول إني چَاهزة 1
يا لكِ من نقيةً بريئه خُلقت وسط عالم إستفحلت بهِ الأنانية2
نزلت كلماتها علي قلبهِ الحَزين كناراً أشعلته،، تألمت روحهُ المُتأرجحة وحزنً لأجلها حتي أنه كاد أن يتراجع بحديثة ولكنه إستقوي بحالهِ علي حاله وتماسك ونظر لداخل عيناها
وتحدث إليها بنبرة صارمة قوية كي يتخلص من ذاك العِبئ الثقيل دون رَجعة : بس أني مش چاهز يا صفا
نظرت إليه بعدم إستيعاب فأكمل هو ليُجهز علي ما تبقا من أحلامها الوردية التي دق بها وبكل جبروت أول مسماراً بنعشها : أني مرايدش الچوازة دي يا صفا ،،3
وأكمل وهو يرفع كتفية بعيون أسفة مُتألمة : مجادرش1
إتسعت عيناها بذهول مما إستمعت وتشتت ذِهنُها بعدم إستيعاب وحدثت حالها،، قاسم،، ماذا تُعني بتلك الكلمات ضائعة المعالم ؟
ماذا تريد أن تُبلغني؟
أنا لا أفهمك ولم أستوعب مغزي حديثك ،، أو هكذا أوُهِمُ حالي
وأمالت برأسها متوسلة ،، لا قاسم أرجوك،، لا تُثبت لي شكوك حَدسي التي طالما لازمتني وطاردتني حتي بأحلامي وتؤكدها لي ،، لا تفعل بي هذا كي لا تُصبحُ قاتلي
رُحمَاكَ بقلبيّ الضعيف،، رُحمَاكَ !!2
كان ينظر إليها ويري تمزُق روحها وتشتت عقلها الرافض للتصديق ، ولكن ماذا عساهُ أن يفعل ،، ياليت جدهما لم يفعل بهما هذا ، لو لم يفعل لكان عفاها وعفاهُ حرج اللحظة وهولها
فأكمل مُرغمً متحاملاً علي حالة : أني عارف إن الكلام اللي هجوله دي صعب عليكي إستيعابه، بس أني بجولهولك بدل ما أغِشك واغش حالي وياكي،، وبدل ما تسمعيه من حد غيري ويچرحك
استرسل حديثهُ بجبروت متغاضيً قلب تلك العاشقة ليُنهي مهمتهُ الصعبة : أني عُمري ما حبيتك ولا شُفتك مَرتي اللي بحلم أخدها في حُضني وأكمل وياها اللي باجي من حياتي يا صفا3
وقعت جملتهُ الحادة كصاعقة كهربائيّة علي قلبها العاشق وأكمل هو بجبروت غير مبالي بتلك المُنكسرة : طول عمري واني بشوفك كيف ليلي اختي بالظبط،، 2
وأكملَ مُستنكراً : كيف يعني في يوم وليلة أختي تُبجا مَرتي ،، ده چنان ،، اللي عايزة چدك دِه إسمية چنان
واخيراً قررت الخروج من صمتها وتساءلت لائمة بنبرة صوت ضعيفة لأنثي مُنكسرة : ولما هو إكدة وافجت ليه علي الكلام من اللول يا أخوي 1
شعر بغَصتِها وغضبها وأستشعر بين نبراتها بإلقاء اللوم عليه فتحدث مُفسراً موقفه السابق : مكانش فيه جُدامي حل تاني غير إني أمثل إني موافج عشان چدك يرضي يدخلك كلية الطب،، وتُبجا دي حِجتي بعد إكدة إني أفركش الخطوبة وأجول له إني مش جابل علي حالي أتچوز واحدة أعلي مني في المستوي التعليمي
إبتسمت له بمرارة وتحدثت بخيبة أمل : جال وأني من خيبتي وغبائي كُنت فاكرة إنك خايف عليا وجلبك علي مُصلحتي
أجابها بهدوء بنبرة عملية قاسية : وليه تبصي لها من الناحية العِفشه دي ،، بصي للموضوع من الناحية الإيجابية وبصي علي الإستفادة اللي خرچتي بيها مِنية
نظرت إليه بإستغراب من كم البرود والأنانية التي يتحدثُ بها وتساءلت ساخرةً : ويا تري بجا أيه هي الإستفادة العظيمة اللي حضرة المحامي الكَبير شايف إني خرچت بيها من الخطة العبجرية دي؟
أجابها بهدوء متغاضيً عن طريقتها الساخرة من حديثه وذلك تقديراً لما أصابها من حديثه الغير متوقع بالنسبةِ لها : إنك بجيتي دَكتورة يا صفا !!
وأكمل بتأكيد : خلينا نتكلموا بصراحه،، أني وإنتِ عارفين زين إن لولا موافجتي مستحيل چدك كان هيوافج علي دخولك للطب ،،
وأكمل مصارحً إياها بنبرة واثقة : وسيبك من كلامه الزين اللي طيب بيه خاطرك لما جال لك إن موافجتي كانت تحصيل حاصل بالنسبة له ،، إنتِ خابرة زين إن لو حطيت العُجدة في المنشار وجولت له إني مش موافج إن مرتي تُبجا أعلي مني كان مستحيل يوافج
وأكمل مشيراً إليها مُذكراً إياها بفضله : ومكنش زمانك الدكتورة صفا النعماني 4
تحدثت إلية بنبرة ساخرة : لا والله كتر خيرك يا واد عمي
وأكملت بتساؤل ذكي : طب وياتري أية السر ورا الإعترافات الليلية اللي حضرتك جاي تتحفني بيها دالوك ؟؟
أردف قائلاً مُتحملاً غضبها وحدتها بالحديث : كلامي ليكي ليه سببين مهمين يا صفا ،، أولهم هو إنك غالية عندي جوي وحبيت تعرفي الموضوع مني لجل ما أفسر لك اللي حُصل صُح وننفصل بهدوء والنفوس متشيلش من بعضيها ،،
وتاني سبب هو إني محتاچ مساعدتك لجل ما تجوي موجفي جُدام چدي وأني بكلمه
واكمل مُعتذراً مبرراً لها تصرفاته : متزعليش مني يا صفا،، إنتِ ست البنات وألف شاب يتمني ظفرك،، بس مش أني اللي هجبل علي رجولتي إن حد تاني يختار لي المَرة اللي هتنام في حُضني
ولا أني اللي هسمح لحد يحولني لفارس ويزن4
إبتسمت له ساخرة واگمل هو بتبجح : أنا عاوزك تجولي لچِدك إن إنتِ اللي معيزانيش، وطبعاً لانه بيحبك هيوافج علي رغبتك دي
وأكمل بصدقٍ : وكمان عشان شكلك يُبجا زين جِدام العِيلة كلياتها لما يعرفوا إن إنتِ اللي طلبتي الفراج مش أني
ضحكت ساخرة وتحدثت من بين صرخات قلبها المُتألم : لا والله كَتر خيرك مرة تانية
واكملت بحِده بعدما إستشفت من حديثه بفطانتها إحتمالية وجود آنثي أخري بحياته : بس اني بجا مستغنية عن كرم أخلاج سعادتك وميهمنيش إن العيلة الكريمة يجولوا عليا إبن عمها فاتها جبل الفرح بإسبوعين
وأكملت بنبرة حادة مُعادية مُهينة وكأنها تحولت لقطة شرسة : ودالوك عوزاك تروح لچدك إكدة كِيف الشاطر وتجول له الكلام اللي لساتك جايلهولي حالاً وتحل بنفسك الرابطة السودة اللي وجعت حالك ووجعتني وياك فيها6
إتسعت عيناه ذهولاً من قوتها وسخافتها بنفس التوقيت وتحدث بحده وأتهام : هو دِه أخر معروفي اللي عملته معاكِ ؟
عوزاني أجف لحالي في وش چدي وأعادية عشان أبجي زيدان التاني ؟
ضحكت ساخرة وأردفت قائلة بحدة بعدما نالت بذكائِها ما سعت إلية عندما إستدعت غضبة كي يفرغ ما بُجعبته : إيووووووا، خليك صريح وراچل وجول إنك خايف من غضب چِدك عليك ومن حرمانك من النعيم اللي إنتَ عايش فيه في چنة النعماني يا مِتر
وأكملت بإتهام صريح بنبرة حادة : إنتَ جعدت مع حالك وجولت أما أستغفل بِت زيدان الساذجة وأصدرها في وش المدفع وَيَا چِدها ، وهي إكدة إكدة مغضوب عليها هي وأبوها ومهيفرجش وياهم لعنة غضبة من چديد ،، أهم حاچة تنأي بحالك من غضب النُعماني الكَبير
وأكملت وهي ترمقهُ بنظرة إحتقارية مُهينة لرجولته : تصدج كُت فكراك راچل صُح عِنديك مبادئ وكرامة وبتعرف تواچه ،، بس شكلي إكدة طلعت بتخم في تجييمي ونظرتي للناس9
جحظت عيناهُ من حديثها المثير للغضب والمُهين لرجولته، و رد عليها بإنفعال شديد واصِماً إياها : إنتِ جَليلة الرِباية والظاهر إكدة إن عمي زيدان معرفش يربيكي زين،، و يظهر كمان إني كُنت مغشوش فيكي وفي البراءة الكدابة اللي رسماها علي وشك،، للأسف،، أني كُت واخد فكرة غلط عَنيكي،، بس طِلعتي عَكس ما كُنت مِفكرِك1
ضحكت بنبرة عالية واجابته ساخرة : جَصدك يعني عَلشان مطلعتش مُغفلة وساذجة كِف ما كُنت مِفكِرني ؟
وأكملت بتحدي مُهين : هدي أعصابك يا مِتر ،، علي العموم أني هعمل بأصلي وهطلع أرچل مِنيك وأروح لچدي وأحِلك من رابطتي السودة دي2
وأشارت بيداها إليه وتحدثت بنبرة ساخرة : زين إكدة يا مِتر،، أظن إكده نكون خالصين ومعدلكش عليا چمايل1
وتحركت تحت إشتعال جسدة وذهولهُ من تلك التي كان يعتقدها ملاكً،، ولكنه إكتشف كم هي قوية قاسية القلب حادة الطباع سليطة اللسان،، وكأنه يتعرف عليها ويكتشفها من جديد
2
أسرعت ودلفت علي عجل لداخل السرايا حتي انها كادت أن تصتدم في ذاك الحَسن إبن عمها مُنتصر والذي هو بنفس عُمرها،، تحدث إليها بتعجُب : مالك يا صفا،، وشك متغير ليه إكده ؟
لم تُعر لحديثهِ إهتمام واكملت بطريقها ،، وجدت جميع العائلة يجلسون وينظرن إلي شاشة التلفاز الضخمة بتركيز،، عدا الجَد
فنظرت إلي الجَده وتساءلت بنبرة حادة ووجهٍ لا يُبشرُ بخير : چِدي وينه يا چدتي ؟
أجابتها الجَده مُستغربة حالتها : بيصلي العشا في أوضته
أردفت قائلة وهي تتحرك وتطرق باب حُجرة جدها : طب اني داخله له
سألتها الجدة بإستفسار : مالك يا دَكتورة،، فيه حاچة حُصلت إياك ؟
لم تُعر لحديث جدتها إهتمام ودلفت سريعً عندما إستمعت لصوت جدها بالسماح وقامت بغلق الباب خلفها
وقفت أمامه وهو يختتم تسبيحاته وتحدثت هي بنبرة صارمة وملامح جامدة : أني عايزة أفسخ خطوبتي من قاسم يا چدي
نظر إليها مُستغربً غير مستوعب ما تفوهت به بعد
أما بالخارج،، فكان الجميع يتبادلن النظر مستغربين حالة تلك الصفا وغضبها الظاهر
تحدثت ليلي وهي تنظر إلي والدتها بنبرة ساخرة : مالها دي كمان داخلة في وشها زي الجطر ولا معبرة حد ؟
نظر لها يزن وتحدث إليها بنبرة تحذيرية أخرستها : ليلي،، إجفلي خاشمك
بالكاد أنهي جُملته و تفاجأوا بدلوف ذاك الذي لم يختلف كثيراً عن سابقته،، وتساءل بنبرة حادة وكأنهُ يعيد ذاك المشهد ويكرره : چدي وصفا وينهم يا چدتي ؟
وقفا قدري وفايقة التي دب الرعب بأوصالها وبدأت بربط الخيوط ببعضها وتيقنت أن ذاك المتهور قد نفذ حديثهُ المجنون وتحدث إلي صفا عن فسخ الخطبة
تحدثت علي عجل بنبرة مرتبكة : قاسم،، إنتَ جيت ميتا من مصر ؟
أجابها بتحدي وهو ينظر داخل عيناها وكأنهُ يؤكد لها شكوكها : وصلت من حوالي ساعة
ثم نظر إلي جدته التي تحدثت إليه بتساؤل : خبر أيه يا قاسم ،، إنتَ وبتسأل علي چدك ووشك ميطمَنش،، وبِت عمك دخلت له جبل منك بنفس الوش الغضبان ،، أيه اللي حُصل يا ولدي ؟
تحرك لباب الغرفه غير مبالي بنداءات الجميع وأسألتهم المستفسرة،، أسرعت رسمية ودلفت خلفه وأغلقت الباب منعاً لدلوف الآخرين
نظرت فايقة إلي قدري وهي تبتلع لعابها رُعبً أما هو فقد وصل لذروة غضبه من ذاك العنيد عديم العقل والتفكير والذي شبههُ وهو يتجة إلي هدم أحلامة وأطماعة التي خطط لها مُنذُ الكثير،، بحُصانٍ عربيٍ أصيل يرمح داخل سباق بكل ما أوتي لهُ من قوة2
همست مريم بجانب آذن زوجها فارس بإستفسار : هي أيه العبارة يا فارس ؟
أجابها وهو يفرك ذقنه بأصابعه وينظر إلي الباب مدققً بشرود في أثر شقيقهُ : مخابرش يا مريم ، بس الموضوع شكله واعر جوي وهيجلب بسواد علي دماغ الكُل
أما مُنتصر الذي وجه حديثهُ إلي ذاك الثُنائي المرتعب الواقفان ينظران بشرود إلي باب الحجرة يحتبسان أنفاسهما بذُعرٍ وكأنهما تسمرا بوقفتيهما : ما تجعد يا قدري إنتَ ومرتك ،، مالكم نزل عليكم سهم الله إكدة وكأن وصل لكم خبر عزيز غالي ؟
رمق أخاه بنظرة ناريه هاتفً بضيق : مُنتصر،، أني مناجصش تقطيمك دِه ، بكفياني اللي أني فيه يا واد أبوي
إبتسم بجانب فمه ساخراً وفضل الصمت مُترقبً القادم بإستمتاع
أما قاسم فقد دلف للداخل وجد عتمان يجلس وتقف أمامهُ تلك الغاضبه ،
رمقها بنظرة نارية ،، ثم حول بصرهِ إلي جدهِ وألقي السلام عليه محاولاً التماسك ولو قليلاً ، ردهُ له الجَد ،
ثم أقبل عليه و مال بجزعهِ الفارع علي يدهِ مُقبلاً إياها بإحترام قائلاً : كيفك يا جدي
تحدث الجد بنبرة صارمة حادة : حمدالله على السلامة يا قاسم
أجابهُ بإحترام : الله يسلمك يا جدي
تحدثت رسميه كي تُلطف الأجواء : حرمً يا حاچ
أجابها وهو يضع مسبحته بجوارة في هدوء ما يسبق العاصفة : جمعاً إن شاء الله يا حاچة
ثم نظر إلي ذاك الثُنائي اللذان يرمق كلاهما الآخر بنظرات نارية لو خرجت لفحمت كلاهما بوقفته وتحدث مُستفسراً : أيه اللي حُصل يا قاسم ،، مزعل بِت عمك لية
كاد أن يتحدث قاطعتهُ تلك الغاضبه التي أردفت بقوة وشموخ : لساته متخلجش اللي يجدر يزعلني يا چدي ، أني اللي معيزاش أكمل في الچوازة دي
خبطت رسميه صدرها بيدها واتسعت عيناها بذهول وأردفت : يا حومتي2
من الباب للطاج إكده يا دَكتورة ،، جملة تساءل بها الجد بذكاء
ثم أكمل بتساؤل ساخر : صحيتي من النوم لجيتي حالك معيزاش تكملي
تحدثت الجده إليها بإستغراب : أيه اللي حُصل لحديتك دِي يا جلب چدتك ؟
وأكملت مُستشهدة : ده أنتِ لسه إنهاردة الفرحة ما كاتش سيعاكي وچدك بيبلغك إنه حدد ميعاد الفرح بعد إسبوعين
أجاب هو بديلاً عنها بملامح وجة مُبهمة : ده جرار مُشترك أخدناه إحنا الإتنين يا چدتي
وأكمل بوجهٍ عابس : الحجيجه أني بجالي مُدة وأني بحارب إحساسي الرافض وبحاول أتجبل الموضوع بس خلاص ، مجاديرش أتحمل أكتر من إكده
واكمل مُفسراً بنبرة زائفة : مجابلهاش علي نفسي إن مرتي تُبجا أعلي مني في المستوي التعليمي يا جدي
ضيق الجد بين حاجبيه وتحدث بإمتعاض : بس مكنش دِه حديتك لما خيرتك جبل ما بِت عمك تدخل الكُلية من سبع إسنين
أجابهُ بنبرة زائفة : مكنتش فاكر الموضوع هيُبجا صعب عليا إكده،، في الأول كُت فاكر الموضوع عادي ، بس لما الچواز جرب ودخلنا في الچَد لجيت حالي مجابلش
كانت تستمع إليه وقلبها يتمزق
قطب الجد جبينة وأردف قائلاً بنبرة هادئة لا تُبشر بخير : يعني إنتَ بعد مركَنت بِت عمك چارك سبع إسنين والمركز كلياته عرف إنها محچوزه لك،، والنَجع كلاته عرف إن دُخلتك عليها كمان سبوعين
وأكمل بإبتسامة ساخرة : چاي دالوك وبكل بساطة تجولي مدرش إيه وأبصر إيه ،، متعجل حديتك أومال يا وَاد قدري
رفع رأسهُ وتحدث لائمً : مش أحسن ما أتچوز واحدة مرايدهاش وأجعد في الصف ويا فارس ويزن
وأكمل مُعللا : وبعدين بجول لحضرتك مجادرش،، مجابلهاش علي رچولتي أني
أجابهُ الجد بنبرة باردة : والله دي غلطتك من اللول وعليك إنك تتحملها لحالك
معناته أية حديتك ده يا جدي ؟
جملة تساءل بها قاسم مُستفسراً بعيون غاضبة
فأجابهُ الجد بنبرة صارمة : معناته إن فرحك علي بِت عمك السِبُوع الچاي ومعايزش كُتر حديت
إتسعت عيناه غضبً و هتف بنبرة حادة رافضه : هتجوزهالي بالغصب إياك ؟
جولت لك مرايدهاش، مهتچوزش اني بالطريجة دي
نزلت كلماته علي قلبها المسكين أشعلته فتحدثت ثائرة لكرامتها : وأني كمان معيزاش الجوازة الشوم دي
وأكملت وهي تُميل رأسها في حركة توسلية مُستعطفة إياه بنبرة لحوحة : الله يرضي عليك يا چدي توافج وتخلص الموضوع ده لجل ما تريح لي جلبي
لو كان في جلبك غلاوة ليا صُح كيف ما بتجول ريحني وخَلصني مِنية
لان قلبهُ لأجلها ولكنهُ حارب شعورهُ بالضعف الدائم أمامها ورسم علي وجههِ الجدية و أجابها بإقتضاب : مش كُل حاجة هتطلبيها هتستجاب يا دَكتورة و أوعي تفكري إني عشان مرايدش أزعلك يُبجا هتمشي علي كيفك وتعملي اللي يحلالك
أجابته بقوة ورفض : لا هو عاوزني ولا أني عوزاه يُبجا بعجل مين نتمموا الجواز
وقف مُستنداً بعصاه وتحدث ناهراً إياها بحده : والله عال يا بِت زيدان ،، جِة اليوم اللي حِتة عَيلة زييكي تُجف جِدامي وتراچِعني في جرارتي كمان ،، إوعاكِ عجلك يغشك ويجول لك إنك بجيتي دَكتورة وفيكي تعصي أوامري
أجابته بنبرة غاضبة : كل شئ بالغصب والخناج إلا الچواز بالإتفاج يا جدي
وأكد علي حديثها قاسم الذي تحدث بإقتضاب : الموضوع مُنتهي بالنسبة لينا إحنا الإتنين يا چدي ،، مناجشتنا دي مُچرد تحصيل حاصل ليس إلا
وأظن أني جولت لحضرتك أني مهكونش يزن ولا فارس
وكأن بجملتهُ تلك قد سكب ماده سريعة الإشتعال فوق ناراً شاعله فزادت شُعلتها وتوهجت ،،
صاح عتمان بنبرة عالية تنمُ عن وصولهِ لذروة غضبهِ من ذاك الثُنائي العنيد : يعني أيه الكلام دي يا وااااد ،، رايد توصل لي إن رأيى ملوش جيمه عِنديك ؟
دلف قدري سريعً مقتحماً الباب عندما أستمع إلي صياح والدهُ الهادر وتحدث مُستفسراً بنبرة مُرتعبه : خير يا أبوي،، أية اللي حُصل
ثم نظر إلي قاسم مُحذراً إياه بعيناه الغاضبة
إستشاط غضب عتمان عندما رأي منتصر وفايقة وفارس،، الكل دلف للداخل ليرا لما صوت الجد الغاضب ،،
نظر للجميع وتحدث بنبرة صارمة امرة للجميع : الكُل يطلع بره ،، سيبوني لحالي وياهم
تحدث قدري إلي أبيه بنبرة راجية : خليني وياكم يا أبوي لجل ما أهدي بيناتكم وأعرف أية اللي مضايجك إكدة1
رمقهُ عتمان بنظرة ناريه وتحدث ناهراً إياه بنبرة عالية : جولت الكُل يطلع برة
تحرك الجميع إلي الخارج حتي رسميه التي قررت الخروج لتهدئة الوضع خارجياً واغلقت خلفها الباب
وتحدث عتمان ناظراً لكلاهما بحدة كنظرات الصقر الذي يترقب الهجوم علي فريسته : إسمع يا واد منك ليها ،، لو معاملتي اللينه وياكم خلتكم تحسوا إن ليكم جيمة وتعرفوا تجفوا جصادي وتعصوني وأني هجف أتفرچ عليكم متكتف تبجوا غلطانين
ثم نظر إلي قاسم المستشاط من ذاك المُقلل من شأنه والهادر لكرامتة أمام تلك القوية وتطلع إليه وتحدث بملامح جامدة : إوعاك يا أبن قدري يكون شيطانك وزك وجال لك أنك خلاص كبرت وبجالك إسم وسِيط وتِجدر تُجف جُدام چدك الراجل الخرفان اللي كِبر ومهيعرفش يُحكم عليك
وأكمل بحدة : لااااا ،، ده أنتَ تُبجا غلبان جوي يا صَغِير ومعارفش مين هو عِتمان النعماني
ثم حول بصرهِ إلي تلك الغاضبه الثائرة لكرامتها وتريد التخلص من تلك الخطبه التي إستنزفت من كرامتها بما فيه الكفاية : وإنتِ يا بِت زيدان ،، شكل علامك الكَبير خلاكي تحسي إن ليكي جِيمة وتجدري تُجفي في وش عِتمان وتجولي له لا
دق بعصاه الأرض بطريقة أرعبتهما وتحدث إليهما وهو يُشير إليهما بملامح مُهددة : من الأخر إكدة،،، أني خارج برة عشر دجايج مفيش غيرهم لجل ما تتشاوروا فيهم وتتفجوا ،، وهرجع تاني أسمع ردكم الآخير ،، يا تجولوا موافجين ودخلتكم تُبجا السَبوع الجاي بدل اللي بعدية
ونظر إلي قاسم وأردف مُهدداً : يا تطلع من إهني علي فوج تلم خلجاتك وكل اللي يخصك ومعايزش أشوف وشك في النجع كلاته بعد إكدة
واكمل بملامح وجة محتقنه بالغضب : ومش بس إكده يا واد قدري ،، جبل ما تخطي برچلك برة السرايا هكون مكلم البنك وناجل كل مليم بإسمك فيه في حسابي المُشترك اللي بيناتنا وهجفله خالص بعديها ،، والشُجة والمكتب معايزش أشوفك فيهم وتفضيهم من حاچتك وهبيعهم من بكرة،،وكمان العربيه تسيب مفتاحها وعجدها جبل ما تخرج من إهني
إحتقنت ملامحهُ بالغضب وتحدث بحدة : طب الشُجه والمكتب بإسمك،، فلوسي وعربيتي اللي چايبهم بشجاي وشغلي تاخدهم ليه ؟
صاح عِتمان بحدة وغضب : فلوس مين وشغل مين يا واااد ،، إوعاك تكون مصدج حالك ،، ده أنتَ من غير فلوسي كان زمناتك مرمي في أي مكتب بتاع محامي صِغير ولا ليك لازمه ولا حد سمع عنيك من الأساس ،،6
وأكمل بحده مُشيراً بسبابته إلي حاله بتفاخر : أني اللي عِمِلتك وعِملت لك جِيمة بين الخَلج بفلوسي،، المكتب اللي في المنطجة الراجيه والعربيه اللي جبتهم لك أول ما أتخرچت هما اللي عملوك بني أدم وخلولك جيمة يا ناكر الخير يا واكل ناسك
في شرع مين تاخد شجاي وتعب وجري السنين ،،، جملة تساءل بها قاسم بإعتراض وذهول
أجابهُ بقوة وجبروت : في شرع عتمان النعماني يا وااااد
ثم نظر لتلك المُنكمشة علي حالها تستمع لما يُقال فاغرة الفاه بإرتياب وقلبٍ يرتجف وتحدث إليها بحدة مُماثلة : وإنتِ يا بِت زيدان،، يا تطلعي من إهني وإنتِ موافجة علي واد عمك ومسلمة بكلامي ،، يا تعملي حسابك إن مفيش خروج من البيت بعد إنهاردة والمستشفي اللي جهزتها لك هجفلها وأجلبها فرنة للعيش البلدي ،،
وأكمل أمراً بجبروت : و تچهزي حالك لأن السُبوع الچاي هتبجا دُخلتك علي حسن واد عمك مُنتصر7
جحظت عيناها بذهول وأردفت متسائلة بعدم إستيعاب : حديت إية اللي عتجوله يا چدي ؟1
أجابها بحدة : اللي سمعتيه ومعايزش كلمه زياده
أني خارج برة وزي ما جولت،، هما عشر دجايج وهدخل لكم علشان تبلغوني نويتوا علي أيه
وتحرك للخارج صافقاً الباب خلفه تحت ذهولهما وإشتعال جسديهما من أفعال ذاك المستبد عديم المشاعر2
***☆***☆***☆***☆***
رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
قبل قليل داخل منزل زيدان
دلف لداخل غرفة المعيشة وجدها تجلس فوق المقعد والقلق والتوتر يتسللان إلي ملامحها ويتملكان من قلبها فتحدثت هي بعد إلقاءه التحيه : إتأخرت لية إكدة يا زيدان ؟
أجابها وهو يخلع عنه عبائته ويضعها فوق القعد المجاور لها إستعداداً لجلوسه : ما أنتِ عارفة الجعدة ويا الصحاب هتاكل الوجت وكل ومهنحسش علي روحنا غير والوجت سارجنا
فتحدثت هي بنبرة متوترة : طب جبل ما تُجعد إطلع شوف صفا في بيت چدها ولا لا
نظر إليها وسألها بإستغراب : يعني أيه أشوفها هناك ولا لا،،
وهتف بحدة بالغة متسائلاً حين لاحظ توترها : بِتك فين يا ورد ؟
تحدثت إليه بإرتياب وتلبكت بالكلمات : قاسم كلمها من ياجي ساعتين وجال لها إنه جاي في الطريج وعاوز يتحدت وياها لحالهم في موضوع مهم ،، وطلب منيها تستناه في الچنينة اللي ورا ،، راحت له ولما إستعوجتها روحت أنده لها ملجتش حد في الچنينه واصل
طمأن قلقها حين وجد الرعب يدبُ بأوصالها وتحرك متجهً إلي سرايا والدهُ ودلف للداخل وجد الجميع يجلسون والقلق والحيرة عنوان وجوههم ،
ووجد والدهُ يخرج من حجرته صافقاً بابها بغضب فتحدث إليه بتساؤل وخيفة : صفا مجاتش إهنيه يا أبوي ؟
تحدثت إليه والدتهُ لتطمئنهُ وهي تُشير علي حُجرتها الخاصة : بِتك جوة ويَاَ قاسم بيتحدتوا ويا بعض وهيطلعوا بعد شوي
نظر إليها بإستغراب وتحدث بنبرة حادة غاضبة : وبتي وقاسم يجعدوا لحالهم في أوضة مجفول عليهم بابها ليه يا أماي ؟!
تحدث إليه عتمان بنبرة حادة : جرا لك إية يا زيدان ،،معناته إية حديتك الماسِخ دي،، كنك إتجنيت إياك ، ما أني كُت وياهم ولساتني خارج جدامك وأني اللي جافل عليهم الباب بيدي
وأكمل بهدوء ليُطمئن ولدهُ : وبعدين قاسم دي تربية يدي واضمنه برجبتي ،، ومحدش في الدنيا كلياتها هيخاف علي صفا جَده
إبتلع ما في جوفه من حديث خاص بتلك الجُزئية ثم تساءل بإستفهام : طب ممكن يا بوي أعرف بِتي چوة مع قاسم بيتحدتوا في ايه ؟
أجابهُ عتمان بهدوء ونبرة زائفة وهو يجلس فوق مقعدهِ المخصص له : مفيش حاچه ،، قاسم وصفا إختلفوا علي ميعاد ومكان الفرح وأني رضيتهم وسبتهم مع بعض لجل ما يجرروا ويحددوا الميعاد المناسب ليهم هما التنين
وأكمل وهو يُشير إلي جانبة تحت إستشاطة قدري وغيرته التي لم تهدئ يومً برغم كل ما حدث : إهدي يا زيدان وتعالّ أجعد جاري
جلس بجانبة وتحدثت رسمية بإرتباك : هخلي حُسن تعمل لكم شاي
أما فايقة التي إنسحبت للأعلي سريعً كي تحدث ولدها وتمنعهُ من تهورهُ قبل أن يخسر كل شئ ويُفقدهم مُخطط العمر في لحظة غباء منه
_____________________
داخل غرفة الچد
وقفا يتطلعان بشرود خروج الچد من الغرفة فتحدثت هي بعدم إستيعاب وتيهه : حد يجول لي إن اللي حُصل من شوي ده كابوس مزعج وملوش أي أساس من الصحه وهينتهي أول ما أجوم من النوم
أجابها ذاك المستشاط : الكابوس ده إحنا عايشينه من ساعت ما اتولدنا في مملكة الرُعب دِي، ، بس وصل لذروته معانا لحد ما خلاص جرب يخنجنا جوة دايرته المجفولة
وتحدث إليها بنبرة متساءلة جادة : هنعملوا اية دلوك ؟
رمقته بنظرة غاضبة ولو كانت النظرات تقتُل لخرجت سهامها الحادة وقطعتهُ إرباً وأنهت علية في التو واللحظة، وأردفت قائلة بنبرة ساخرة : السؤال دِه تساله لحالك يا ملك الخطط والمؤامرات
وأكملت وهي تنظر إلية بإشمئزاز : إجعد مع حالك وفكر وياها زين علي الله تطلع لنا بمؤامرة چديدة تخلصنا من المصيبة اللي حَطت فوج راسنا دِي
رمقها بنظرة غاضبة وتحدث إليها مُهدداً بسبابته : إجفلي خاشمك خالص ومعايزش أسمع لك صوت واصل بدل ما أرتكب فيكي جناية ويحسبوكي عليا نفر
نظرت له بذهول سُرعان ما تحول إلي نظرة غاضبه وكادت أن توبخهُ لولا إستماعها إلي صوت هاتفه الذي صدح،، نظر لشاشته وجدها والدته فرفض إستلام المكالمة فكررت فايقه الإتصال مرة أخري،، وهُنا تأكد انه لن يتخلص من ذاك الإزعاج إلا إذا إستجاب لها
ضغط زر الإجابة وأردف متساءلاً بضيق : خير يا أمّا ،، بتتصلي ليه دالوك
تحدثت بحده وصرامة : إسمعني زين يا قاسم ومعيزاكش تراجعني في الحديت عشان مفيش وجت
وأوعاك تفسر الكلام جدام بِت ورد عشان متاخدش بالها ،،
وأكملت أمرة : وافج علي چوازك من صفا يا قاسم وإلا هتخسر كل حاجه
واولهم رضايا عليك ،، الله الوكيل لو ما أتچوزتها ليكون جلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين
رد عليها بنبرة حادة : إنتِ عارفة معناة كلامك ده ايه يا اماي
اجابته بهدوء : معناته نچاتك وفوزك بكل حاچة يا وليدي
وأكملت لإفاقته كي يعي علي ما هو مُقبل عليه : بس لو نفذت اللي في دماغك وعاديت چَدك وعاصيت أوامرة،، هتُبجا زيدان التاني يا حزين
أجابها بعناد : وماله لما أبتدي طريجي من چديد،، كفاية إني هكون حافظت علي اللي باجي لي من كرامتي ومهنتهاش
صاحت بنبرة غاضبة : طريج أية اللي عتبدية من اللول وإنتَ عديت الواحد وثلاثين سنه يا حزين ؟
إوعاك تكون فاكر حالك إنك هتشتغل وتلم ثروة وتُبجا زي عمك زيدان ، ده أنت تُبجا بتحلم يا إبن قدري ،،
وأكملت بتفسير : چدك لما طرد عمك زيدان وهو طلع إشتغل لحاله كان لساته شاب في أول عمرة ،، وكان عندية البيت و وياه صِيغة مرته اللي باعها وشج بيها طريجة ،، والزمن كان غير الزمن
وأكملت لتحسهُ علي التراجع : إوعاك تكون فاكر إن زيدان النعماني بجا إكدة بين يوم وليلة ،، لا يا عين أمك ،، ده داج المُر هو ومرته وشافوا أيام أسود من جرن الخروب علي ما وصلوا للي هما فيه دِه ،، دول سواعي ما كنوش بيلاجوا الرغيف الحَاف لجل ما يسِدوا بيه چوعهم ،، وبرغم إن چدك كان شايف حالة بعنية بس ولا مرة جلبه حن وإتراچع عن جرارة
إجفلي يا أما دلوك الله يبارك لك ،، جملة نطقها قاسم بإمتعاض وتملُل
فصاحت هي بصوتها العالي : مهجفلش جبل ما تسمعني زين وابلغك رسالة أبوك ليك ،، أبوك بيجول لك تطلع دالوك لچدك وتجول له إنك موافج على چوازك من بِت عمك وأوعاك تجيب سيرة البِت المصراوية نهائي ، وابوك بيجول لك لو بتحبها جوي إكده ولساك رايدها هو هيروح وياك مصر ويجوزهالك بس بعيد عن چدك وعمك زيدان ،،
أيه اللي بتجوليه ده يا أما،، إنتِ عارفة من جواكي إني لا يُمكن أعمل إكدة
كانت تنظر إليه بتمعن تترقب حديثهُ مع والدته تعي جيداً من داخلها أن حديثهما يخصها
علي الجهه الآخرى كادت فايقة أن تتحدث قاطعها دلوف قدري الذي لم يستطع صبراً الإنتظار والمجازفة ،، وصعد للأعلي كي يُملي علي ولده ويوجههُ بفعل اللازم
وأردف لائماً إياه بنبرة حادة تنمُ عن وصولهُ لذروة غضبه : إسمعني زين ياقاسم،، أني عارف إنك عِملت اللي في دماغك وجولت لچدك إنك معايزش صفا
وأكمل مهدداً إياه : وزي ما عجدتها بيدك إنتَ بردك اللي عتحلها ،، جدامك حل من إتنين ملهمش ثالث ،، يا تطلع دالوك لچدك وتجول له إنك راجعت حالك وموافج على چوازك من بِت عمك وبعدها هجعد وياك ونرتب لموضوع چوازك من البِت زميلتك دي من غير ما حد يدري بينا ،،1
وأكمل بحده مُهدداً إياه : يا إما تنسي نهائي إن ليك أب وأم وحتي إن مُت هوصي إخواتك إنك متمشيش في جنازتي ولا حتي تاخد عزاي ،، سامعني يا واد
وأغلق الخط بوجههٍ دون إعطاءه حق الرد تحت ذهول قاسم وآحتراق روحه وتشتت عقله
تحدثت فايقة بنبرة مرتعبه : فِكرك هيعمل اللي جولت له عليه،، ولا هينفذ اللي في دماغة ويوكس حاله ويوكسنا معاه ؟؟
أجابها بشرود : يا خبر بفلوس،،
ثم تحرك للأسفل مهرولاً لينضم إلي الجميع من جديد بعد أن إنسحب مُبرراً صعوده لدلوف المرحاض
أما قاسم الذي وقف مُشتت الذِهن،، ينظر إلي تلك الجالسة والغضب والضيق يتملكان من روحها ويظهران فوق ملامحا
تحرك ووقف مُقابلاً لجلستها وتحدث قائلاً :
10💘
أنهي قاسم حديثهُ مع والدته وأغلق الهاتف بحدة ،، وقف مُشتتً الذهن،، تائهً ،، نظر لتلك الجالسه التي تهز بساقيها والغضب والضيق يتملكان من جسدها وروحها ،،
زفر بضيق ثم وضع كف يده علي شعرة وأرجعة للخلف بضيق في حركة تنِمُ عن مّدي غَضبة وتشتُت روحه
تحرك و وقف مُقابلاً لجلستها وهتف مُتساءلاً : هنعمل أية في الكارثة اللي وجعنا فيها دي يا دَكتورة ؟
وقفت مُقابلة له برأسٍ شامخ وتحدثت بنبرة قوية حادة : أني عن نفسي بعد كُل اللي حُصل بيناتنا دِي وسمعته منيك مُستحيل أوافج أبجا مّرتك حتي لو إنطبجت السما علي الأرض
إستشاط داخلهُ من طريقتها المستفزة لرجولته وأردف ببرود ليحرق روحِها : الحال من بعضَهْ،، أني كمان مطايجش أبص في وشك بعد اللي سِمِعتهْ مِنيكي وطولت لسانك علي
2
وأكمل بنبرة عملية متغاضيً : بس كِيف ما عَيجُولوا رچال السياسة ،، المصالح عتتصَالح
واني معيزاش ومستغنية عن أي مُصلحة تاچيني من ناحيتك،، جملة نطقتها بغضب
وهتجعدي في البيت و وتتچوزي حسن ؟
جملة إستفسارية نطق بها قاسم
أجابته بقوة وثقة في غير محلها : كِيف يعني يچوزني لحسن ويجعِدني في البيت ،، سايبه إياك ؟
أبوي هيجف له وهيمنعه من إنه يعمل فيا إكدة1
إبتسم ساخراً وأجابها : يا ريتها كَانت سَايبة يا دَكتورة،،
وأكمل مُشيراً بكفاه بحركة دائرية : دِي كِيف الدايرة المحكومة وإحنا چواها ومجيدين بچنازير من حديد مجفولة بإجفال نحَاس ومفتاحها في يد عِتمان النُعماني مفيش غيرة
وأكمل مُفسراً : ولو مفكرة إن عمي زيدان عيمشي حديته علي أبوه ويخرچك تِشتِغلي غَصبِن عَنيِة تُبجي غلبانه جوي ومتعرفيش جبروت عِتمان النعماني واصل لوين
وأكمل مُذكراً : چدك كلمته بتمشي علي مأمور المركز بذات نفسيه يا صفا والكُل عيعمله ألف حساب وحساب
ولو باصة للموضوع الجديم وعدم موافجة أبوكي علي چوازة علي أمك وأنه مرضاش وخرچ منبوذ من العيلة ،، وفاكرة إنك بسهولة عتعملي زييه،، أحب أجولك إن الموضوع إهني مُختلف كُلياً ،، أبوكي راچل ورفض الچواز ،، كيف كان هيجبر راچل ويجربه من حُرمة هو مرايدهاش
وأكمل بتعقُل : لكن وياكِ الوضع مُختلف ،، إنتِ بِت وعِنديكي 25 سنه،، و ولد عَمك فاتك جبل الفرح بأسبوعين ،، تِفتكري مين عيغلطوا لما يچوز بِت ولده الوحيدة لإبن عَمها لجل ما يحميها من حديت الناس المَاسِخ ،، وكمان يحمي مالها ومال أبوها من الطامعين
تطلعت إلية بإستغراب وأردفت بتعجُب : كِيف بتِجدر تِغير رأيك ومبادئك ما بين اللحظة والتانية إكدة ؟!1
أجابها بثقة : العالم كِلاته بيغير خِططته ومبادئة في السنة الواحدة ألاف المّرات ،، عيزاني أني أثبت علي موجفي جِدام طُوفان النُعماني ولَعنِتَهْ ،، وبعدين ما أني لسه جايلها لك يا دَكتورة ،، المصالح عتتصالح
تنهدت بإستسلام وظهر اليأس علي ملامحها لعِلمِها صِحة حديثهُ وكّم أن لعتمان وضعً وسُلطة داخل المركز بأكملة
فتحدث هو إليها مُحاولاً إقناعها ورضوخها للأمر الواقع : چدك جفلها كِيف الدُومنا وحولها لحَرب وفي الحَرب البقاء بيكون للأجوي،، يعني حَربنا وياه إنكتب عليها الخسارة حتي من جَبل ما تبتدي
بس لو فكرنا بذكاء مُمكن نعدي منيها بسلام،، أني شايف إننا لازمن نطاطي للريح ونسايس أمورنا وياه لجل ما نطلعوا بأجل الخساير
تجصد أيه بكلامك ده ؟،، جملة تساءلت بها بإستفهام وجبينً مُقطب
فأجابها بدهاء : أنا وإنتِ لازمن نوافج علي چوازنا زي ما چدك أمر وإلا هنخسر كل شئ بنيناه طول السّنين اللي فاتت
مهيُحصُلش حتي لو علي چُثتي ،، جملة تفوهت بها بشموخ وعِناد وكبرياء
لم يدري لما غضب من داخله لكنهُ تجاهل شعورهُ ،، وتحدث إليها بهدوء إصطنعهُ بصعوبة : إركني خِلافاتنا علي چَنب وحَكمي عَجلِك وشوفي الخساير اللي هتطولنا لو رفضنا يا صفا
وإسترسل حديثهُ في إشارةً منه علي حاله : أني هخسر مكتبي وشُجتي وعربيتي وكل الفلوس اللي تعبت فيها طول العشر سنين اللي اشتغلتهم من بعد ما اتخرچت ،، ده غير إسمي اللي هيتهز وبرستيچي اللي هيتساوي بالأرض لما أسيب مكتبي وأروح أأجر مكتب في مكان بسيط علي أد فلوسي
ثم أكمل وهو يُشير إليها : وإنتِ وتعب السَبع سنين چامعة اللي هيترمي علي الأرض وكأنه محصلش من الاساس ،، وحِلم المستشفي اللي هيتبخر جُدام عنيكي وكأنه سراب ،
وأكمل مُؤكداً : وبردك عتتچوزي غَصبن عَنيِكي من حسن وِلد عَمِك مُنتصر وأبوكي مهيجدرش يُنطِج بحرف جُصاد جبروت چدك اللي إنتِ خَبراة زين
وأكمل حديثة بعقلانية : وطالما إكده ولا إكده عتتچوزي غَصب يُبجا العَجل بيجول تتچوزيني وتاخدي الإمتيازات الكَتير اللي عتتحصلي عليها لو الچوازة دِي تَمت3
بس أني خلاص ، مبجتش عيزاك ومهجدرش أعيش وياك وأعاشرك واني مطيجاش حتي أبص في وشك ،، جملة قوية نابعة من داخلها هتفت بها صفا1
فأجابها بضيق من طريقتها الحادة التي إستفزته : وأني اللي عموت عليكي إياك ؟
ما الحال من بعضية يا بِت عمي
وأكمل ليُخِيفها ويحِثُها علي التراجع : علي العمُوم أني هجول لچدي إني موافج وإنتِ حرة في جرارك بس إستحملي بجا العواقب لحالك
رمقته بنظرة إشمئزاز ثم صمتت لتُفَكِر بعدما أقنعها بحديثه المُخيف ،، ثم تحدثت بقوة : وأني موافجه بس عِندي شرط
ضيق بين حاجبيه مُتسائلاً : شرط أية دي ؟
أجابته بقوة وشُموخ آُنثي جُرح كِبريائها علي يد من تُيم قلبها بعشقه اللعين : چوازنا يُبجا صُوري،، معتلمس شعرة واحدة مني ولا هيكون لك حُكم عليا لحد ما ربنا يحلها من عنديه ونلاجوا حل يخلصنا من الربطة السودة دِي
وأكملت بنبرة ساخرة : وأظن إن دي شئ مش هيضايجك ولا حتي هيفرج وياك
لم يدري لما ثار داخلة لذاك الشرط العجيب ولهجتها الحادة وتساءل ساخراً : طب وهو ده كلام ناس عاجلين بردك يا بِت الناس ؟6
أجابتهُ بقوة وتأكيد : دِي هو دِه كلام الناس الزين اللي عتفهم ،، أني و معوزاكش ولا أنتَ كمان رايدني ، يُبجا لازمته أية نخدعوا روحنا وندخلوا في عِلاجة عَجِيمة وكدابة
نظرت إليه بتمعن وترقُب شديد لإجابته
قاطع إجابته دلوف الجد الذي دلف لحاله بعدما منع زيدان وقدري من الدلوف معه
وقف الچد أمامهما بجبروت وتحدث بنبرة صارمة مُتسائلاً : فكرتوا زين في حديتي
نظرت هي إلي ذاك القاسم مُتساءلة بعيناها عن موافقته من عدمها لشرطها الحَازم ،، فأماء لها بعيناه دليلاً عن الموافقة بشرطها الصَعب
شعرت بخيبة أمل حينها وحدثت حالها،، أبتلك البساطة توافقني شرطي المُميت لروحي ؟
الهذا الحد لم أكُن أعُني لك بشئٍ علي الإطلاق ؟
كُنت أتأملُ رفضك لشرطي لأشعر بتمسكك بي ولو حتي قليلاً 1
أما هو فنظر إلي جَدهِ وتحدث بنبرة قوية وعيون مُبهمة : تِجدر حَضرتك تعمل تچهيزاتك اللازمة للفرح
أستكان داخل عِتمان بعدما شعر براحه إجتاحت كيانهُ بالكامل ولكنهُ أخفي شعوره وأحتفظ به لحاله
ثم تحدث قائلاً بنبرة صارمة : حيث إكده إعملوا حسابكم إن الفرح الخميس الچاي مش اللي بعديه
إرتبكت بوقفتها وتحدثت بتلبك : ولازمتة إية الإستعچال دي ؟
اجابها بهدوء : خير البِرُ عاچلهُ يا دَكتورة، وكمان لجل ما تبدأي من أول الشهر الچديد تجهزي لإفتتاح المستشفي
وأكمل بتفاخر وأبتسامة كي يسترضاها ويخفف عنها حزنها الذي أصابها من حدته معها ويُزيل التوتر الذي أصاب علاقتهما : أني إن شاء الله ناوي أعمل لك إفتتاح سوهاچ كلياتها هتتحدت عنيه وهعزم لك المحافظ بذات نفسية لچل ما يُجص لك ابصر إية دي الشَريط اللي عتجولوا عليه
1
لم يتحرك لها ساكن وكأنها لم تستمع لحديثهُ من الأساس أو أن الأمر لا يعنيها
فتحدث إلي كِلاهُما بتنبيه : إسمعوني زين ،، الحديت اللي حُصل بِيناتنا إهني معوزهوش يخرچ من باب الأوضة دي ،، عاوزه يندفن إهني
وأكمل وهو ينظر إلي مِقلتيها مُحذراً : الحديت دي ليكي مخصوص يا صفا ،، بلاش يا بِتي تجولي لأبوكي وتجلجية عليكي ،، هو محتاچ يطمن مش يجلج،، فهماني يا صفا
أومأت له بهدوء فتحدث هو بنبرة قوية وهو يتحرك بإتجاه باب الحجرة : تعالوا وراي
خرج ثلاثتهم ونظر الجميع إليهم بترقب،، فايقة وقدري اللذان حبسا أنفاسهما ترقبً لما سيقال
حين أسرع زيدان إلي صغيرته ولف ذراعهِ حول كَتِفَها محاوطً إياها برعاية وتساءل بإهتمام وقلق : إنتِ كويسه يا صفا؟
خبأت أهاتها الصارخة وخَيباتِها داخل قلبها مُتألمه في صمتٍ مُميت ورسمت إبتسامة مُزيفه علي محياها وتحدثت بنبرة سعيدة إفتعلتها كي تُطمئن بها عزيزُ عيناها ومالك فؤادها الحقيقي : الحمدلله يا أبوي ،، أني زينة
2
حين تحدث عتمان بوجهٍ بشوش موجهً أوامرهُ للجميع : عاوز الكُل يفضي لي حاله من بكرة لچل ما نچهزوا لفرح قاسم علي سِت البنات الدَكتورة صفا النُعماني يوم الخميس الجاي إن شاءالله
وكأن بكلماته تلك قد أرجع الحياه لقلب فايقة والذي كان قد أوشك علي إصابة شُريانهِ التاجي بجلطة مؤكدة، وما كان منها إلا إطلاق الزغاريد بطريقة هيستيرية حتي صدحت بأرجاء المكان لتعلن عن فرحة تعُم السرايا بأكملها
2
وعلي النقيض فقد تحدث زيدان قائلاً بإعتراض : كلام أيه اللي عتجوله ده يا حاچ،، حضرتك تُجصد الخميس اللي هو بعد سِت أيام ؟
أماء عتمان بموافقة فأكمل زيدان مُعترضً : مهنلحجوش نرتبوا حالنا يا حاچ ،، صفا ناجصها حاچات لسه هندلي نچيبوها لها من مصر،، و ورد لسه مچهزتش حالها ،، وكمان أني محتاچ وجت لجل ما أرتب زين لفرحتي بچوازت بِتي الوحيدة
أما فايقة التي وصلت سعادتُها عنان السماء هتفت بسعادة وحماس : ما تِشغلش بالك بأمور الحريم ده يا زيدان،، أني من صباحية ربنا هروح لورد ونشوف الناجص ونكملوه ويا بعض ومش هسيبها غير لما كُل حاچة تُبجا تمام
إستغرب حماسها الزائد عن الحد وتحدث إليها بنبرة جامدة : كَتِر خِيرك يا أم قاسم ،، بس ملوش لزوم تِتعبي حالك ،، إنتِ عارفة ورد بتحب تچهز كُل حاچاتها بيدها ومعتحبش تتعب حد وياها
قاطعته رسمية قائلة بإقناع : إيد علي إيد تساعد يا زيدان، وفايقة مِچوزه ليلي جَبل سابج وعارفة المطلوب زين
كانت تنظر بقلبٍ مفطور إلي ذلك الصامت مُتسمراً بوقفته ينظر للجميع ببرود وكأن الأمر لا يعنية من قريبً أو بعيد،، شعرت بعالمها ينهارُ من حولها
نظر يزن إلي صفا وتحدث بنبرة بائسة حُزنً علي من ملكت الفؤاد والأن ستُصبح مِلكً لرجُلاً غيرة وينتهي أخر أمل له في الحصول عليها : مبروك يا صفا
أجابته بإبتسامة باهته خالية من مظاهر البهجه : تسلم يا يزن
إستشاط داخل ليلي من نظرات زوجها الحزينة وهو يتطلع إلي غريمتُها الأولي والأخيرة وتحدثت بنبرة حادة : مبروك عليكي زينة الشباب يا صفا
أماءت لها بهدوء ثم تحدث زيدان مُوجهً حديثهُ إليها قائلاً بهدوء : يلا بينا نروح يا بِتي ،، أمك عتموت من جَلجها عليكي
أماءت له وتحركت معه تحت نظرات الجميع المُستغربة حالتها أوقفها صوت عِتمان وهو يُقصدها بحديثة قائلاً : چهزي بطاجتك وكام صورة ليكي لجل كَتب الكِتاب بُكرة يا صفا
إستدارت مرةً أخري تنظر إليه بإستغراب ، حين تحدث قاسم مُتساءلاً بإستفسار : كَتب كتاب إيه دي اللي بكرة يا چدي ؟
وأكمل مُعترضً : أني أساساً راچع القاهرة بكرة الصُبح عشان عِندي مُرافعة مُهمة
أجابهُ الجد بنبرة باردة غير مبالي بحديثهُ : إتصل بصاحبك اللي معاك في المكتب يدير هو الشُغل بكرة بدالك وإبجا سافر بعد بكرة
وأسترسل حديثهُ وهو ينظر إلي قدري أمراً إياه : وإنتَ يا قدري ، إتصل بالشيخ سلامة المأذون لجل ما ياچي بكرة بالليل يخلص كل الإجراءات اللازمة لكتب الكتاب ويچهزة علي الإشهار يوم الفرح إن شاء الله 1
أجابهُ قدري من بين سعادتهِ البالغة : إنتَ تؤمر يا حاچ ،، حالاً هتصل بيه وأخليه ياچي إهني بكرة بعد صلاة العِشا
أردف عتمان مُصححاً أوامرةُ : جول له ياچي لبيت زيدان وإنتَ وولدك تروحوا وتتمموا الإچراءات هناك
إشتعل داخل قدري وتحدث بنبرة مُعترضة : كيف يعني يروح لبيت زيدان وبيتك لِساته مفتوح بحِسك يا أبوي
أجابهُ عِتمان وهو ينظُر مُبتسمً إلي زيدان ناصفً إياة : الدَكتورة صفا عيتكتب كِتابها في دوار أبوها
طار قلب زيدان من شدة سعادته وذلك لتقدير والدهُ له وأيضاً لرؤيتهُ بوادر صفاء قلبهِ له فتحدث بإبتسامة شاكرة : تسلم يا أبوي ويديمك فوج روسنا
إبتسم له عتمان بخفة ، ثم أصطحب زيدان إبنته وتحرك مُتجهً إلي منزله وتفرق الجَمع كُلٍ لوجهتهِ
___________________
بعد قليل كانت تقف بغرفتها أمام والدتها المُتساءلة بنبرة مُلحة : بردك منوياش تجولي لي قاسم جال لك اية شجلب لك بيه حالك وخلاكي راچعة مسهمة إكدة ؟
أجابتها بتملل ونبرة مختنقة : وبعدهالك عَاد يا أماي ،، ما أبوي جال لك علي كُل اللي حُصل ،،
وأكملت بشرح : قاسم كان عايز يأجل الفرح شهر كمان ويعمله في جاعة كَبيرة في القاهرة لجل ما أصحابة ومعارفة هناك يحضروا ،، وچدي معچبهوش الكلام
أردفت ورد قائلة بعدم تصديق : فِكرك عيخيل عليا الحديت الخيبان بتاعك ده يا صفا2
وأكملت برجاء : يا بِتي آُنطجي و جولي لي الحجيجة و ريحي لي جلبي ،، لو فيه حاچة چَرت من قاسم و زعلتك جولي لجل ما أخلي ابوكي يلحج يتصرف وياه ،،،
اجابتها بملامح وجة مُبهمة : هجول لك إية بس يا أمّا،، هخلج لك حديت محُصولش لجل ما أرضي لك فضولك
تنهدت ورد بأسي وأردفت قائله بإستسلام : علي العموم براحتك ، أني هسيبك لجل ما ترتاحي وأنزل أشوف أبوكي إية اللي صابهْ هو كمان
وما أن تحركت ورد عائدة إلي الأسفل حتي إرتمت تلك الحزينة فوق تختِها بإهمال ودخلت في نوبة بكاءٍ مُرّ،، و غَصة مريرة وقفت بحلقها كادت ان تُزهق بروحِها ،، بكت لأجل كرامتها التي أهدرت علي يد من أحبته وأعتبرته رجُلها وأمانها وفرحتِها المُنتظرة ،،
1
بكت لأجلِ حُلمً كان علي وشك التحقيق وبلحظة تحول إلي كابوسً كاد أن يخنقها بداخلهُ،، بكت وبكت علي سنين عُمرها التي آُهدرت هباءً علي من لا يستحق ،، ضلت علي وضعيتها ساعات حتي غلبها النِعاس وغفت علي وضعيتها تلك دون إدراكٍ
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
نعود إلي ما سبق حين غادرت صفا بجوار والدها إلي منزلهما
علي الفور تحرك قاسم مهرولاً إلي الدرج لأعلي ومنهُ إلي غرفته الذي صفق بابها بحدة بالغه ،، وبات يجوب الغرفة إيابً وذهابً بغضبٍ مما حدث،، أوقفهُ إستماعهِ إلي تلك الطرقات السريعه فوق الباب
تحرك إليه وفتحهُ بغضبٍ فوجد أمامهُ والدتهُ و والدهُ الذي تحدث بحده بالغه بعدما أوصدت فايقة باب الغرفه جيداً لضمان عدم وصول أصواتهم إلي الخارج : اللي حُصل إنهاردة ده معيزهوش يتكرر تاني واصل
وأكمل بوعيد رافعً سبابته أمام وجه قاسم مهدداً إياه بحدة : أخر مرة تتصرف لحالك من غير ما ترچع لي ، مفهوم يا قاسم
تحدث قاسم بنبرة بائسه غاضبة رافضة : بكفياك عَاد يا أبوي أني مناجصش تجطيم ،، كفاية عليا الذُل والمهانة والضعف اللي حسيت بيهم إنهاردة وأني واجف متكتف كِيف العاچر جِدام جبروت چدي وتحكماته الفاضية اللي معتخلصش
وأكمل صَارخً بعيونٍ مذهولة وغضبٍ عارم : أني إتمسح بيا البلاط وإتداس علي كرامتي بالچزمة الجديمة جِدام بِت عمي وخِرست وكتمت جَهرتي جواي
وأكمل بنبرة لائمة : وكُل ده لجل ما أرضيك وأنفذ أوامرك اللي معارفش عتوصلني بيها لحد فين
تحدثت فايقة بنبرة هادئة في محاولة منها لإسترضائة : إهدي يا ولدي،، اللي حُصل دِي هو الصُح واللي كان لازمن يُحصل
تحدث قدري بنبرة أهدي بعدما تحكم في إنفعالاته : كُت عايزني أجف أتفرچ عليك وإنتَ بتدمر حالك بيدك إياك ؟
ثم تحرك إليه وربت علي كتفهِ وأكمل بهدوء كي يُهدئ من روعة وغضبته : بچوازك من صفا هتكون رضيت چدك ورضيتني وكسبت كُل حاجة يا ولدي
وأكمل لمراضاتة : وبكره هنتمم الموضوع ونكتبُ الكتاب ونتطمن،، وبعد بكرة هسافر وياك ونخطبولك المحامية اللي إنتَ رايدها،، مَرضي إكدة ؟
2
أجابهُ بحده : وحضرتك بجا فاكر إن إيناس ولا أهلها هيوافجوا علي چوازنا بعد ما أكتب كتابي علي واحدة غيرها ؟1
أجابهُ قدري بتأكيد : مليكش صالح إنتَ بالحديت دِه ، أني ليا طُرجي مع الخلج اللي عخليهم يوافجوا بيها
ثم أكمل بنبرة هادئة وهو يُربت علي كَتف صغيرهُ ليطمأنهُ : أني عاوزك تطمن وتحط في بطنك بطيخة صيفي
أكدت فايقة علي حديث زوجها واردفت قائله بنبرة يملؤها الشر والحقد : إهدي يا قاسم ،، أني عاوزك تتوكد إن لو إنتَ رايد چوازتك من زَميلتك دي تتم جيراط واحد فأني وأبوك عاوزينها تتم أربعة وعشرين جيراط
ثم نظرت إلي زوجها وتساءلت : مش إكدة بردك يا قدري ؟
أكد علي حديثها ذاك الفاقد للبصيرة عديم النخوة : معلوم يا فايقة،، معلوم
إستغرب قاسم حديث والدهُ فحقاً كان مخالفً لتوقعاته،، كان يتوقع غضبه الحاد لأجل إبنة شقيقهُ وما سيفعلهُ بها ولكن دائماً ما كان أباهُ يخلف ظنه وتتخطي دنائتهُ كُل التوقُعات
فتساءل إلي أبيه بتخوف : طب ولو چدي عرف يا أبوي،، تفتكر هيعديها لي علي خير ؟
أجابته فايقة بطمأنة : وأيه بس اللي هيعرف چدك بالموضوع ده يا ولدي، إنتَ هتتچوزها في مصر وهتعيش وياها هناك
قاطعها قاسم مُتساءلاً بإنفعال : طب و ولادي اللي هخلفهم منيها يا أماي ،، هيجضوا عُمرهم كِلياته في الضل إياك ؟
أجابهُ قدري : أني و أمك هنكون وياك في كل حاچة وهنزورك كَتير في بيتك إهناك
وأكمل بحقد دفين ظهر بعيناه التي تحولت للغضب : إتحمل لحد ما ربنا يعدل الظروف والزمن ينصفني وكفتي المايلة تتعدل ويطُب ميزاني1
وأسترسل حديثهُ بشرٍ مُتمنياً موت أبيه : چِدك مهيخلِدش في الدِنيي يا قاسم ،، وأظن إن بعد مُوته كِل حاچة هتتغَيِر ، وأني هبجي الكَبير بداله والكُل في الكُل ،، وكلمتي هتمشي علي الكَبير جَبل اللصِغير
ساعتها هچيب لك مرتك إهني هي و ولادك وأحطهم في عين التَخين
1
نظر لأبيه مُستغربً ومُستنكراً حالة الشر التي يتحدث بها عن أبيه وشعر بريبة وتيهه بمشاعرة2
أما فايقة التي إبتسمت بجانب فمها بتمني
خرجا والديه وتركاه مع حيرته وتشتُت عقله من تزاحم الأفكار التي إقتحمت رأسة والتفكير فيما هو قادم ،، زفر بضيق ورفع رأسه عالياً طالباً من الله العون والمّدد ،، فلقد أُرهِق عَقلةُ المُشتت وتعبت روحهُ المُمزقة وما عاد للإستقامةِ والمثالية التي دائماً ما كان يتمتعُ بهما مكان بحياتة
2
بعد مرور مُدة قصيرة من الوقت إستمع لأحدهم يطرق بابه ،، فسمح لهُ بالدخول وكان الطارق شقيقهُ فارس الذي تساءل بإهتمام عن ما حدث بينهُ وبين جدهُ
فقص لهُ كُل ما دارَ بينهُ وبين جَدهِ وصفا ثم أبيهِ وأمهِ واسترسل حديثه بأنهُ إنتوي الزواج من إيناس بعد إتمام زيجتهُ مباشرةً من صفا
جحظت أعين فارس وتحدث بإعتراض محاولاً إفاقة شقيقهُ من غفلته : فوج وأوعي لروحك يا قاسم ،، عَمك زيدان ميستاهَلش منيِك إكده واصل
1
هتف بصياحٍ عالي بنبرة حادة : ولا أني أستاهل إكده ولا أنت ولا يزن ولا حتي صفا ،، بس هنجول أية ، الوحيد اللي المفروض نلومه في الموضوع دِه هو چدك ،، چدك اللي بكل جبروت عمال يحدد في مصايرنا علي كيفه وكَننا عرايس ماريونيت ماسك خيوتها في يدة وبيحركها علي كِيف كِيفة1
تحدث فارس بنبرة قلقة : بس إنتَ بكده بتحط نفسك في وش المدفع يا قاسم ،، چدك لو عرف مهيرحمكش وهيفرمك في مفرمته ،، ما أنتَ خابر جد أية بيحب صفا وبيخاف عليها
وأكمل بنبرة حنون : أني خايف عليك لتُبجا زيدان التاني وتعيش منبوذ يا أخوي
أجابهُ بهدوء، كي يطمأنهُ : ما تخافش يا فارس،، أني هعمل إحتياطاتي وهرتب للموضوع زين بحيث يُبجا في السر ومحدش يدري بيه واصل
أردف فارس بتيهه و حُزن : وصفا يا قاسم ،، البِت رايداك ومتستاهلش تعمل فيها إكدة1
أجابهُ بنبرة حزينة بائِسة لأجلِها : نصيبها إكده يا فارس ،، ده جَدر ومسّطر علي الچبين ولازمن تشوفة العين4
هتف فارس بخفوت : ربنا يستر من اللي چاي يا قاسم ،، ربنا يچيب العواجب سليمة يا أخوي
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
أما يزن
كان بالأسفل جالسً مع جِده و والده يُطلعهما علي أخر المستجدات في تجهيزات المّشفي وأيضاً يراجع معهما حسابات المَحجر الذي أوكلها لهُ عِتمان بعدما تأكد من تلاعب قدري بالحسابات فأراد ان يغلق في وجههِ جميع الوسائل والقنوات،، كي لا يستطيع خداع أبية وسرقة أموالهُ من جديد
وبعد الإستئذان تحرك للدرج في طريقهِ للأعلي حيثُ مسكنه فوجد قدري يقف بوجههِ مُنتظراً إياه وتحدث مُتسائلاً : إية أخبار حِسابات المَحچر يا يزن ؟
وأكمل ساخراً : علي الله تكون بينت لچدك إن عمك قدري كان بياكل ماله وسارجُة بحَج
رد يزن بهدوء عكس ما بداخلة وذلك لعلمهِ ألاعيب عمه في دفاتر المحجر وسرقة أكثر من ربع الوارد شهرياً،، حيثُ أنه إستفحلَ وأصبح شرسً في إختلاس أموال والده بعد جشعِة الذي أصابهُ وذلك جراء توسع تجارة زيدان وتضخُمها بجانب شرائة لمجموعة من الأراضي الزراعية التي كانت معروضة للبيع في المركز التابع لهُ نجعهم
يزن بنبرة زائفة : ليه عتجول إكدة ع حالك يا عمي ،، أخلاج حضرتك فوج مستوي الشُبهات عند چدي والچميع
هز قدري رأسهُ ساخراً وأجابهُ : علي العموم اني ميهمنيش حديت حد طالما واثج في حالي وماشي بما يُرضي الله ،، أما أنتَ بجا إشبع بإدارة المستشفي بتاعت السنيورة اللي عيخرب بيها بيوتنا كلياتنا
وأكمل مُتسائلاً بنبرة خبيثة كي يُثير غضب يزن ويجعلهُ يسخط علي قرارات جده ويكسبهُ بصفه : تجدر تجولي كان لازمتها إية الفَلوس الكَتير اللي إترمت في المستشفي طالما في الآخر هيعملها مچاني لاهل البلد لجل ما يطمعهم فينا ،، مش كان عِملك بيهم مشروع إنتَ وفارس اللي مراضيش يسلموا أي حاچة فيها فلوس ليسرجه كيف أبوة
ولا آنتَ إية رأيك في الحديت دوت يا يزن ؟
أجابة يزن الذي يستشف ما بداخل ذاك الحقود بسهولة ويُسر : وأنا مالي بالحديت دي يا عمي ،، الرأي رأي چدي والفلوس فلوسه ومن حجة يعمل بيها ما بدالة
وإن كنت أني مختلف ويا حضرتك في الرأي وشايف إن المستشفي هتفيد أهل البلد الغلابه وكمان هتچيب ربح لأن فيه منها چزء إستثماراي للأغنيا وأكيد هيعود علينا بالنفع الكبير
نظر له بسخط وتحدث ناهياً الحديث بنبرة ساخرة : جلبك رُهيف كِيف أبوك ،، ولد مُنتصر صُح ،، إطلع لمرتك يا أخوي،، إطلع
ودلف لداخل مسكنه وأغلق بوجههِ الباب بشدة
هز يزن رأسه بيأس وتحرك للأعلي حيث مسكن الزوجيه
وجد تلك المستشاطة بوجهه وكأنها بإنتظارة والتي ما أن رأته حتي تحدثت بنبرة حادة ساخطة : إيه اللي مجعدك تحت لدلوك يا يزن ؟
أجابها بنبرة جامدة ساخرة وهو يخلع عنه شالهُ ويتحرك لداخل غرفة النوم : معلش يا حضرة الشاويش ليلي ،، لما أجي أجفل الحسابات وَياَ چِدي بعد إكدة هبجا أخد الإذن منيكي اللول
هتفت بصياح يدل علي غضبها الحاد : بطل إسلوبك المُستفز دي وياي وكلمني كِيف ما بكلمك يا يزن
إلتف إليها في حركة سريعة ورمقها بنظرة غاضبة وهتف بها : مش لما تبطلي إنت اللول إسلوبك اللي يِحرِج الدم دي
اسرعت إلية وأمسكته من تلابيب جِلبابه وتسائلت ونار الغيرة تنهش قلبها وتظهر بعيناها : لساتك عتحبها يا يزن ،، لساته عِشجها المَلعون ساكن جوات جلبك ؟
1
إبتلع لُعابه ثم تمالك من حاله وأجابها بنبرة زائفة : كَنك إتچنيتي خلاص ،، عِشج إية يا مچنونة إنتِ اللي عتتحدتي عنيه ،، صفا بجت كيف أختي بالظبط من اليوم اللي أتخطبت فية لقاسم ،، يعني إتحرمت علي
ودِه حرمها هو كمان يا يزن ؟
جملة تسائلت بها ليلي وهي تُشير بسبابتها علي موضع قلبه،، وبعدها دموعها إنفرطت بعدما فشلت في منعها
وما كان من ذو القلب الرحيم والروح النقية سوي أن سحبها لداخل أحضانة وضل يمسح علي ظهرها بحنان مُهدهداً إياها وأردف قائلاً كي يُهدئ من روعها : معارفش لزمته إية الحديت اللي كل مرة بيجلب علينا بالنكد والحِزن دي ،، إنسي يابِت الناس وخلينا نعيش حياتنا كيف البني أدمين
2
أجابته بنبرة يملؤها الحِقد والكراهية من داخل أحضانة : كله من تحت راس اللي ما تتسمي الحية بِت العجربة اللي إسميها صفا ،، طول ما هي موچودة في الدنيي مهرتاحش ولا هيهدالي بال
أبعدها سريعً عن أحضانة وتحدث مذهولاً مُشمئزاً : ربنا يشفيكي من حجد جَلبك اللي مبجاش باين من كتر سوادة2
وتحرك إلي المرحاض تاركً إياها بنارها الشاعلة وحِقدها المُتزايد يومً يلو الآخر
1
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
صباحً داخل القاهرة الكبري
كانت تجلس داخل مكتبها تراجع أوراق إحدي القضايا الهامة،، دلف إليها عدنان بعد الإستئذان وجلس بمقعدٍ أمامها وتحدث مُستفسراً : قاسم ما اتصلش وقال لك مجاش لية إنهاردة ؟
أخذت نفسً عميقً ثم أخرجته ،، خلعت عنها نظارتها الطبية و وضعتها بإهمال فوق المكتب وأردفت قائله : كلمني بالليل وقالي إن إضطر يقضي إنهاردة كمان في الصِعيد وهييجي بكرة في طيارة الساعة 8 الصُبح
سألها مُستفسراً بإهتمام : ما قالكيش عمل إية مع جده في موضوعكم ؟
هزت رأسها بإستسلام وتحدثت : سألته ومدانيش إجابة محددة يا عدنان ،، قالي لما أجي عندك هقول لك علي كُل حاجة
تفتكري يكون جده رفض إنه يفسخ الخطوبة من بنت عمه ؟ جملة قلقة نطق بها عدنان
أجابتهُ بثقة : ما أظنش،، اللي أعرفه عن جدة بناءً علي كلام قاسم نفسة إنه لا يمكن يجبرة علي حاجه هو مش مرتاح لها،، وخصوصاً إن قاسم هيدخل له من حتة إن رجولته ما تسمحش إنه يتجوز واحده أعلي منه في المستوي التعليمي ،،
1
وأكملت بإيضاح وثقة : وإنتَ عارف بقا الصعايدة في موضوع الرجوله ده بالذات،، معندهمش فيه فصال
ثم هَبت واقفة وأسترسلت حديثها بنبرة عملية وهي تُلملم أشيائها الخاصة وبعض اوراقها : أنا رايحة المحكمة،، أخر مرافعة في قضية النجاري إنهاردة ولازم أحضرها علشان أقدم المذكرة لأن القضية هتتحجز للنطق بالحكم
وأردفت بنبرة أمره : وإنتَ خلي بالك كويس من المكتب والموظفين لحد ما أرجع ،، مش عاوزين نهز ثقة قاسم اللي حاططها فينا يا عدنان
أومأ لها بطاعة وأخذت هي حقيبتها وأشيائها وأنطلقت للخارج
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
ظُهر اليوم التالي داخل المَشفي الذي إقترب علي أن يُصبح جاهزاً بين ليلة وضُحاها
يستقل يزن سيارته ويدلف بها من البوابة الحديدية الرئيسية ومنها إلي ساحة المَشفي وإذ بفتاه تصرخ بوجهه وتوصِمهُ ببعض الألفاظ التي إستشاطت ذاك اليزن مما جعلهُ يوقف عجلة القيادة سريعً مما أحدث صوت صَفير عالي نتيجة إحتكاكات إطارات السيارة بأسفلت المَمشي الخاص بالسيارة
نزل يتطلع علي تلك الغاضبة،، وقف بطولةُ الفارع ولباسهُ الحديث الراقي ،، يتفقدها بتمعُن وخلع عنه نظارته الشمسية لينظر لتلك التي تفوهت بنبرة غاضبة وهي ترمقهُ بنظرة ساخطة : مش تفتح يا بني أدم إنتَ ،، إيه،، ماشي أعمي مش شايف قدامك
كانت تُحدثهُ وهي تميل بجِزعِها مُمسكة بكف يدها بمحرمة لتقوم بها بتنظيف بِنطالها الواسع بلونهِ الأسود والذي تلطخَ بالمياة المُتسخة،، التي تطايرت علي بنطالها أثر مرور السيارة بجانبها سريعً وعبور إحدي الإطارات فوق بؤرة من المياة التي تجمعت نتيجة رَي الزرع المتواجد بالحديقة
2
تمالك بصعوبة من حالة الغضب التي إنتابته أثر سِبابُها لهُ وهذا ما لم يحدث معهُ من قبل علي الإطلاق ،، ثم تنفس عالياً كي يسيطر علي غضبة ويُحجِمهُ كي لا يصُبهُ عليها ويأذيها وهذا فقط لأنها آُنثي ولأنهُ ذو أخلاق
نظر لها بملامح ساكنة وتحدث بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخِلهِ من بُركان : معلهش،، مخدتش بالي ،، إدخلي چوة المستشفي ونضفيه في الحمامات
رفعت رأسها إلية ورمقته بمقلتيها الحمراء والتي تشِعُ غضبً وتحدثت بنبرة ساخطة : أما أنتَ إنسان مُستفز صحيح ،، بقي بهدلت لي البنطلون وبكل برود تقولي مخدتش بالك1
وأكملت سخطها علية بنبرة حادة : ولما سيادتك مبتاخدش بالك ولا بتشوف بتسوق عربيات ليه ؟
ولا هو كُل واحد أبوة معاه قرشين محيرينة يروح يجيب لإبنة عربية يمرمط بيها الخلق ويقرفنا معاه5
كان يستمع لها بعيون جاحظة فاغر الفَاه من شدة دهشتهِ من إسلوبها الحاد وأردف قائلاً بدهشة : مچنونة إنتِ ولا مِعجِدة طبجياً ولا نظامك إية إنتِ أني مخابِرش
رمقته بنظرة إشمئزاز وتحدث بإستنكار : نعم ،، إنتَ كمان هتطلعني مُعقدة وعندي حِقد طبقي ،، وأنا هستني إية من واحد زيك إلا إنه يفسر كلامي بالطريقة الطبقية العَفنه دي
قالت كلماتها وأطلقت العنان لساقيها لتنطلق للداخل بأقصي سُرعة تحت ذهول ذاك الذي ما زال فاغر الفاه مندهشً وتحدث : الله الوكيل مچنونة وتُبجا وجعة مربربة لو طلعت الدَكتورة اللي جاية للتعيين5
وتحدث بنبرة معترضة : مهي أصلها ناجصة مچانين كَمان
صعد من جديد إلي سيارته وتحرك بها كي يصِفها في المكان المُخصص لها ثم تحرك لداخل المَشفي
دلف إلي الداخل وجد الموظف المسؤل عن الإستقبال يقف بالرواق فتحدث إلية بهدوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد الموظف سلامهُ ثم تحدث إلية : الدَكتور ياسر مستنيك في مكتبك و وياه الدَكتورة اللي جاية من مصر بخصوص التعيين يا باشمهندس
إبتسم ساخراً وتحدث بصوتٍ خَفيض : هي مش ليلي البومة فجرت فيها علي الصُبح،، يُبجا هياچي منين الخير عَاد
3
تحدث الموظف مُتسائلاً : بتجول حاچة يا باشمهندس
أجابهُ بنبرة ساخرة : عجول إية ،، لله الأمر مِن جبل ومن بَعد
تحرك لداخل مكتبة المخصص بالإدارة،، وجدها تجلس مقابلة لدكتور ياسر بملامح وجه صارمة،، إبتسم بسماجة
حين تحدث دكتور ياسر إليها مشيراً إلي يزن بوجهٍ بشوش : وأدي الباشمهندس يزن اللي هيتفق مع حضرتك علي بنود العقد وصل
1
نظرت إلية وصُدمت عندما رأت أمامها الشخص التي إنهالت علية بالسُباب مُنذُ القليل،، إبتلعت لُعابها لكنها بالطبع لم تُظهر ضعفها
حين إبتسم يزن بسماجة وتحدث إلي كلاهما : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتحرك متجهً إلي مقعد مكتبة وتحدث بتخابث وهو ينظر لداخل مِقلتيها السوداويتان : ما أتعرفناش
تحمحمت وتحدثت بنبرة صارمة : دكتورة أمل طارق عبدالسلام ،، تخصص طب نسا وتوليد1
أومأ برأسهِ بهدوء وتحدث إليها بإحترام مُتلاشياً ما حدث بينهما بالخارج : أهلاً وسهلاً يا دَكتورة ،، نورتي سوهاچ
إستغربت حديثهُ وهدوئة التي لم تتوقعهُ بعد هجومها اللازع علية بالخارج ،، أردفت قائلة بنبرة هادئة : مُتشكرة يا أفندم
وأكملت بثقة زائدة عن الحد أبهرت ذاك اليزن : ممكن قبل ما أمضي العقد أعرف شوية تفاصيل خاصة بالمُستشفي
إبتسم بجانب فمة وتحدث ساخراً : حضرتك واثجة جوي من حالك ومتوكدة إنك هتمضي العجد إنهاردة،، لا وكمان بتحطي شروطك
أجابته بنبرة واثقة تصل للغرور : دي مش شروط يا أفندم ،، دي معلومات علي أساسها أنا اللي هحدد وهقرر إذا كُنت همضي العقد وهشتغل معاكم ولا لا1
قطب جبينهُ بغضب من لهجتها المستفزة وكاد أن يتحدث
سبقهُ دكتور ياسر سريعً كي يفض الإشتباك الذي رأي بوادرهُ داخل أعين يزن : الدكتورة أمل تقصد إنها عاوزة تتأكد من وجود الأجهزة اللي هتحتاجها في شغلها
أكملت هي علي حديثهُ قائلة بنبرة صارمة : مش بس كده يا دكتور ياسر،، أنا لازم أتأكد من جودة وسلامة الأجهزة وكل المستلزمات اللي هحتاجها في شغلي،، وكمان طقم التمريض اللي هيساعدني لازم يكون علي درجة كفائة عالية علشان ما نعرضش حياة المريضة لأي إحتمال للخطر
طب إية رأي چنابك نستوردهم لسعادتك من ألمانيا،، بيجولوا التمريض إهناك لا يُعلي عليه،،فاخر من الآخر كيف ما بيجولوا،،، كانت تلك كلمات ساخرة نثرها يزن علي مسامعها1
إبتسمت ساخرة بجانب فمها وتحدثت بنبرة عملية : علي فكرة يا باشمهندس
وأكملت مضيقة العينان بتساؤل مُستفز كي ترد لهُ إهانتهُ : قولت لي إسم حضرتك إية ؟ 1
أجابها ساخراً : وكمان عنديكي ذاكرة سمكة ،، لا بداية مُشرفة الحجيجة
2
كان ياسر يتنقل البصر بين كلاهما بتعجب من الحرب الباردة و قذف الجبهات الدائر بيهما من أول اللقاء،،،
فتحدث بهدوء كي ينهي ذاك الصراع العجيب : جري إية يا جماعة،، متهدوا كدة وخلونا نتفاهم
وأكمل مُفسراً الوضع إلي يزن : علي فكرة يا باشمهندس ،، الدكتورة بتتكَلم في تخصُصها،،، هي من حقها تتأكد من إجراءت السلامة ومعايير الأمان والجودة اللي لازم تكون موجودة في اي مستشفي ،، وده علشان سلامة المريض وتقديم الرعاية اللازمة الصحيحة ليه بشكل صِحي
ثم حول بصرهِ إلي أمل التي تجلس بأريحية وأرتسمت علي محياها شبح إبتسامة لمنتصر،،
وتحدث إليها ياسر بطريقة عملية : عاوز حضرتك تطمني من ناحية سلامة وجودة الأجهزة لأني انا بنفسي اللي إختارتهم ،، وده هتشوفيه بنفسك حالا لما أدخلك أوضة العمليات الخاصة بالقيصرية المُجهزة بأحدث الاجهزة والتقنيات ،، و أوضة الكشف كمان نفس الحكاية ،، وكمان هتشوفي بنفسك نظام المستشفي اللي إتبني علي طراز حديث وأتبعنا فيه شروط السلامة الصحية
وأكمل : أما بالنسبة لطقم التمريض فأحب أقول لك إن أنا والدكتورة صفا إخترناهم بعناية وكفائة ،، وده بردوا هتشوفية بنفسك بكرة لما أجمعهم لك علشان تتعرفي عليهم
اومأت بهدوء ثم أردفت بتساؤل : تمام يا دكتور ،، نيجي بقا لنقطة السكن الخاص بيا
تسائل يزن بإستغراب : هو إنتُ عتسكني عندينا في النچع إهني ؟
أجابته ساخرة : اومال عاوزني أسافر القاهرة كل يوم حضرتك ؟
تحدث ياسر مُفسراً بنبرة هادئة : بالنسبة لسكن حضرتك فيه سكن طالبات وموظفات مغتربات قريب جداً من البلد هنا،، الدكتورة صفا راحت بنفسها وأتفقت مع صاحبة السَكن وحجزت لحضرتك غرفة هتكون مدفوعة الأجر من المستشفي
أومأت له بهدوء فتسائل يزن بنبرة إستفزازية : أي أوامر تانية جبل ما تشرفينا حضرتك وتتعطفي علينا وتمضي العجد ؟
1
شعرت بإنتصار حينما وجدت غضبة فأرادت أن تستدعي غضبه أكثر وأردفت ببرود : كدة كويس أوي يا باشمهندس ،، والوقت ممكن أمضي العقد مع حضرتك
1
نظر لها مُدققً وحك ذقنهُ بتسلي ثم أخرج نسخة العقد و وضعها أمامها وتحدث بإستغراب : نسيتي تسألي علي المرتب ومستحجاتك المادية يا دكتورة
أجابته بصدق : كل ده مش مهم قصاد إني أشتغل في مكان أكون مرتاحة فيه نفسياً ،، ولعلمك يا باشمهندس ،، أنا إستقالت من مستشفي إستثماري كبير جداً ومعروف بالإسم في القاهرة كلها ،،، وكنت باخد مرتب محدش في سني يحلم بيه،،
وأكملت بنبرة مُحملة بأثقالٍ من الهموم ظهرة عُنوةً عنها : بس إستغنيت عن كل ده قصاد إني أجي هنا وألاقي راحتي النفسية وأقدر أخدم الناس اللي محتجاني بجد ،، وأقدم لهم خدمة تليق بيهم كبني أدمين
إستغرب حديثها وعلم منه ان لها قصة وتريد الهرب منها بالتأكيد ،، وهنا وجد حاله مُجبراً علي إحترامها بعدما ظهر له جانبً مشرق من معالم شخصيتها الغريبة الأطوار
5
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل منزل الحاج عتمان
دلفت نجاة إلي المطبخ حيث تقف فايقة أمام موقد النار موالية ظهرها للباب
تحدثت إليها بنبرة غاضبة تنمُ عن وصول تلك النجاة إلي ذروة تحمُلِها : وبعدهالك يا فايقة ،، لحد ميتا عتفضلي ساكته ومطرمِخة إكدة علي موضوع حَبل ليلي ،، أني رايدة أفرح بولدي وأشيل له عيل في حِچري جبل ما أموت من جَهرتي علية
لم يتحرك لتلك الفايقة ساكن وضلت ثابتة بوقفتها ثم تحدثت بتأفف : يا فتاح يا عليم يا رزاج يا كريم علي الصُبح ،، مالك يا نجاة،، جايمة شايطة عليا أني وبِتي من وش الصُبح لية إكده ؟ 1
هتفت نجاة بنبرة حادة بعدما فاض بها الكَيل : البِت متچوزة بجالها سنتين وماحبلتش لحد دالوك يا فايقة ،، وبصراحة إكدة أني ومُنتصر بدأنا نتوغوش،،
كظمت غيظها داخلها بإعجوبة وهدأت رغبة مكبوتة تلحُ عليها وتأمُرها بأن تُمسك بيدها ذاك الساطور الحاد الموضوع جانبً وتقوم بقطع لِسان تلك الثِرثارة التي بدأت تُثرثر بذاك الحديث وتُزعِجها بهِ كثيراً في الآونة الأخيرة
2
لكنها تمالكت من حالها وقررت اللعب بمشاعر نجاة وتحدثت إليها بنبرة مُنكسرة مهمومة كي تستدعي شفقة تلك البلهاء رقيقة الحِس : وإنتِ يعني كُنتي شيفانا جاعدة وساكتة لجل ما تسمعيني كلامك السم دي علي الصُبح ،، ما أنتِ واعية لي اني وبتي وشيفانا وإحنا متشندلين كُل يوم ورايحين چايين عند الدكاترة والشيوخ ،،
وأكملت بجهل : الشيوخ اللي زرناهم كلياتهم جالولي بِتك معمولها عَمل سُفلي واعر جوي،، رابط لها الرحم وهو اللي معيخليهاش تِحبل ،،
واسترسلت حديثها بفحيحٍ وشر : بس أني مهرتاحش غير لما أعرف بِت الحرام اللي عِملت إكدة في بِتي وأشندلها شنديل كيف ما وچعت جلبي علي بِتي وسمعتني الكلام من اللي يسوي واللي ميسواش
كانت تستمع إليها وهي تُحدق بها بذهول ثم هتفت بحدة : يا وَلية بطلي چهل وروحي للدكتور وشوفي بِتك مالها ،، الحاچات اللي عماله تديها للبِت تبلبعها كل يوم والتاني دِي عتأذيها يا حَزينة
أجابتها بحده : دي وصفات عتساعدها لجل ما السِحر يتفك والبِت تِحبل لچل ما أريح نفوخي من زَنِك اللي معيخلصش يا نچاة ،، وبعدين ما أني روحت في اللول لدكاترة أشكال وألوان يا شملوله ،، كانوا نفعوني بآية الدكاترة بتوعك دول ؟
واكمل بتذكير : كل واحد أروح له يجول لي بِتك زينة والمسألة مسألة وجت ،، وعلي يدك فات سنتين ولسة مجاش الوجت اللي عم يتحدتوا عنية ،، كُتي عوزاني أحط يدي علي خدي وأجعد أولول كيف الحَزانه إياك ؟
أردفت نجاة بنبرة إعتراضية : تجومي تاخديها للدچالين يا حَزينة.،، الله الوكيل يزن لو عِرف ليشندلكم شَنديل ومهيرتاح اللي أما يجول لچده ويسود عِيشتك إنتِ وبِتِك
هتفت بحدة قائلة : وطي حِسك يا وَلِيه لحد من الخَدم يسمعنا ،، وبعدين مين اللي عيجول ليزن ،، أني باخد البِت وأجول إني رايحة أشوف أمي وأجضي وياها باجي النهار،، وبروح من إهناك لا من شاف ولا من دِري
تنفست عالياً وأردفت قائلة بعدم صبر : أني ميخصنيش الحديت الماسخ دي كلياته ،، أني عايزة أشوف حتة عيل لولدي يا فايقة ،، ومهصبرش أكتر من إكدة.،، خدي بِتك لدكتور كبير وإلا أني اللي عكلم يزن وأخليه ياخُدها ويدلي بيها علي مصر ويشوف حكايتها إية وَيَا الخِلفة دِي كمان
قالت كلماتها بوجهٍ مُحتقن غاضب وتحركت للخارج سريعً ،، نظرت فايقة علي طيفها وتحدثت بغلٍ وهي تقوم بتقطيع بعض حبات البصل بطريقة عنيفة تنمُ عن وصولها إلي قمة غضبها وحِقدها
وتحدثت بنبرة حقودة : يجطع خبرك مّرة سَو،، نكدتي علي في عز فرحتي يا حزينة
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
مساءً
تحرك قدري علي مَضَضٍ إلي منزل شقيقهُ والذي سيدخلهُ لأول مّرة بحياته مصطحبً قاسم والمأذون كي ينتهوا من إجراءات كتب الكتاب
دلف للداخل يتلفت حولهُ يتفقد المنزل وفخامة بُنيانه وأثاثة الوثير بحقدٍ وغٍلٍ دفين لو تفرق علي قريتهم لكفا وفاضَ ،،
إستقبلهم زيدان بحفاوة وقلبٍ صافي وأدلفهم لداخل غرفة الإستقبال بأثاثها الفخم وجلسوا فوق المقاعد الوثيرة ، ثم قام زيدان بإستدعاء العاملة التي قدمت لهم واجب الضيافه بترحابٍ عالي
وبعد قليل تحدث المأذون بإستئذان ناظراً إلي زيدان : بعد إذنك يا زيدان بيه تنده لنا الدَكتورة صفا لجل ما ناخد موافجتها علي بدأ إجراءات كتب الكتاب
وما أن أنهي جُملتهُ حتي إستمع إلي صياح ذاك القدري الذي تفوه قائلاً بإقتضاب : موافجة أيه اللي عاوز تاخدها منيها يا سيدنا الشيخ ،، يعني إحنا هنكتبُ الكتاب غصبن عنيها إياك
وأكمل بتفاخر وهو يرفع قامته للأعلي : البِت عاشجه الأستاذ قاسم وبتتمني رضاه كمان،،
وأكمل ليحثهُ علي البدأ سريعً : إتكل علي الله وإبدأ في إچراءاتك
إستغرب زيدان حدة قدري وغضب من نبرة التعالي التي يتحدث بها عن ولده مُقللاً من شأن إبنته
حين تحدث المأذون الشرعي بهدوء و رتابه : ما تزعلش مني يا قدري بيه،، أني بنفذ أوامر الشرع والجانون واللي بيفرض عليا إني لازمن أسمع موافجة العروسه بنفسي وأتأكد من رضاها ، وإلا أكون بخالف الجانون ويكون لا جدر الله العجد باطل
تحدث قاسم إلي عمهِ بإحترام كي يُنهي ذاك الجدل العقيم : ياريت يا عمي تنده لصفا علشان منأخرش الشيخ أكتر من إكده
أجابهُ زيدان وهو يقف إستعداداً للخروج : حاضر يا ولدي ،،
ثم وجه حديثهُ إلي الشيخ سلامة : ثواني يا شيخنا وصفا تكون جدامك
أومأ له الرجل بإحترام وبالفعل كانت صفا تقف أمامهم بعد دقائق معدودات وجلست تحت نظرات قاسم المُتفحصة لجمالها الخلاب الذي لفت إنتباههُ رُغم الحُزن الذي يُخيم علي ملامح وجهها
+
سألها الشيخ بلين : إنتِ موافجة يا بِتي علي چوازك من قاسم قدري النعماني
وجهت بصرها إلي قاسم و رمقته بنظرات ثاقبه حاده ثم تحدثت بنبرة قويه شامخة ٠٠٠
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا