رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل السادس عشر والسابع عشر الأخير للكاتبه صباح عبد الله فتحى
رواية قصة حنين( الجزء الثاني)الفصل السادس عشر والسابع عشر الأخير للكاتبه صباح عبد الله فتحى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل 16 وقبل الأخير.
حيث يوجد الشباب وضع عاصي يديه على جبينه وصمت لبعض الوقت يحاول أن يستوعب ما يقال له، ثم قال:
"أنتم أكيد بتهزروا؟ أنا سايب حنين في مكان ما فيش حد يعرفه. إزاي هتتخطف؟"
ثم توجه نحو السيارة وهو يقول:
"أنا مش فاضي لألعب العيال بتاعكم ده."
أجاب علي قائلاً:
"ومين قال لحضرتك إن احنا بنهزر يا أستاذ عاصي؟ اتفضل اسمع بنفسك المكالمة اللي جات لرياض الصبح."
وبالفعل، فتح علي المكالمة التي جاءت لرياض وتم تسجيلها على الهاتف. وسمع عاصي الحديث وكيف أن الشخص يهدد بقتل حنين عبر الهاتف، ويبدو أنه لا يمزح، وهذه ليست مزحة كما توقع. نظر إلى الشباب قائلاً بدهشة:
"حنين... حنين فين؟"
---
**في منزل عائلة عاصي**
دخلت نوران إلى الغرفة التي توجد فيها نوال، وهي تحمل في يديها كأسًا مليئًا بالماء. وضعته على الرف بجوار الفراش، وجلست على أطرافه وهي تضع أناملها في فمها، ويظهر على ملامحها التوتر والقلق. نظرت إليها نوال التي قالت بحزن وصوت ضعيف:
"خير، في إيه يا نوران يا بنتي مالك؟ وفين عاصي؟ مش شايفاه من امبارح."
تنهدت نوران بهدوء، ثم قالت:
"مش هكذب عليكي، حاسة إن في حاجة بتحصل أو هتحصل مش كويسة. عاصي خرج من شوية وكان باين عليه إن في حاجة؟ وحتى حنين من امبارح مش رجعت ولا حد يعرف هي فين؟ والغريب أكتر إن لا بابا ولا عمته سلوي جُم يطمنوا ويشوفوا إيه اللي حصل. بصراحة أنا قلقانة أوي وخايفة يكون حصل معهم حاجة ومفيش حد يعرف، لأن مش معقول بابا يعرف اللي حصل لعم نبيل وما يجيش."
نوال: "إن شاء الله خير يا بنتي، اتصلي على عمتك أو الأستاذ خالد واطمني عليهم."
نوران: "ما هو اللي مخوفني إني بتصل ومفيش حد بيرد."
نوال: "طيب قومي يا حبيبتي، البسي وروحي اطمني عليهم."
نوران: "كاظم محذر علي قبل ما يطلع، ما سبش حضرتك."
نوال بإصرار: "روحي يا حبيبتي، اطمني على أهلك، وأنا اللي بقول لك ما تخافيش من كاظم، وأنا الحمد لله كويسة، ما تشيليش همي."
نوران: "متأكدة إنك كويسة بجد؟"
نوال بابتسامة حزينة: "أيوة يا حبيبتي، الحمد لله على كل حال."
نوران وهي تنهض من على الفراش: "طيب أنا هروح أطمن على بابا عشان بجد حاسة إن في حاجة مش كويسة، ومش هغيب هناك نص ساعة وهرجع."
نوال: "روحي يا حبيبتي، اقعدي براحتك، وما تخافيش أنا كويسة الحمد لله."
نوران: "طيب أنا هامشي عشان أرجع بسرعة قبل ما كاظم يرجع ويعرف إني خرجت."
نوال: "ماشي يا حبيبتي."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**في منزل خالد**
حنين بدهشة: "أنتي!"
تبتسم سلوى بشر وتقول:
"أيوة أنا، إيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي؟"
حنين ببكاء: "فين بابا؟ عملتي إيه فيه؟ حرام عليكي، ده مهما كان أخوكي."
تقول حنين هذا وهي تبكي وتنظر إلى تلك الشيطانة سلوى، ولم ترَ بعد جثة عثمان وخالد، فكان كل تركيزها على هذه التي ظهرت أمامها. بينما تفوهت سلوى وهي تضع يديها الملوثة بالدماء، تنزع دموع حنين عن وجهها بعنف وهي تبتسم بسخرية:
"توتوتوا، لا يا حلوة وفري دموعك عشان تحتاجيهم بعدين، لأن اللي جاي هيكون صعب قوي عليكي يا حلوة."
وهنا نظرت حنين بذهول إلى يد سلوى الملوثة بالدماء وهي تقول بهمس وصوت ضعيف، وما زالت تنظر إلى يد سلوى:
"هو إيه اللي على إيدك ده؟ ب... بابا فين؟"
ثم صرخت بصوت عالٍ وهي تهز الكرسي الذي تجلس عليه بقوة، تحاول أن تفلت نفسها:
"عملتي إيه في بابا يا مجرمة؟ لو بابا حصل له حاجة، أنا هقتلك. أنتي فاهمة؟ هقتلك."
تقف سلوى خلف حنين، وتضع يديها على ذقنها، وتلفت رأسها في الاتجاه الذي يوجد فيه خالد، وهي تقول:
"أهو أبوكي، أنا مش عملت له حاجة، السكينة هي اللي اتغرست في بطنه من غير قصد. بس بس، مش تزعلي يا حبيبتي، أنتي هتروحي عنده، وأنا اللي هوديكي له عشان تعرفي قد إيه أنا بحبك. بس قولي له ما يزعلش مني، ماشي؟"
ثم تضع السكين على عنق حنين وتقول:
"ما تنسيش تسلميلي على أمك وتقولي لها إني بكرهها أوي."
وفجأة، يصدر صوت أحدهم من على باب المنزل قائلاً بصراخ:
"لأاااااء!"
ثم يركض الشخص نحو سلوى وحنين، وقبل أن يصل إليهما، تقول سلوى بذهول وهي تنظر إلى الشخص الذي يقف أمامها:
"إنت بتعمل إيه هنا؟"
ثم تقول بصراخ: "استني عندك! لو حد فيكم قرب خطوة واحدة، أنا هخلص عليها."
يقف عاصي أمام الكرسي التي تجلس عليها حنين، وهو يقول بتوسل بينما ينظر إلى حنين بحزن:
"لو سمحتي، ابعدي السكينة دي وخلينا نتكلم بهدوء، وأنا أوعدك إني هعمل لكِ كل اللي أنتي عاوزاه. حرام! دي... دي حامل. هتموتي واحدة حامل إزاي؟"
تضحك سلوى بصوت عالٍ وهي تقول:
"هاهاهاهااي! تصدق إنك إنسان جاهل؟ مع إنك معيد في الجامعة وراجل أعمال كبير! بس عشان الحلوة دي ما تموتش مظلومة، هقولك حاجة. بصراحة، هي لا حامل ولا بتاع. كل حكاية الحمل دي كانت لعبة مني عشان أفرقكم عن بعض وأرجعك لنوران بنتي، وأكسر قلبها زي ما كسرت قلب بنتي حبيبتي. بس للأسف، بدل ما تطلقها وترميها في الشارع، أنت حبتها أكتر وعملت فيها الملاك الحارس. بس خلاص، بما إن كلكم هنا، شوفوا أنا هخلص عليكم واحد واحد إزاي. بس قبل ما أخلص عليكم، عاوزة أعرف إنتو وصلتوا هنا إزاي."
يصدر صوت نوران قائلة ببكاء: "أنا اللي جبتهم هنا."
ثم تصمت للحظات تتذكر ما حدث.
**فلاش باك**
تقف نوران على أحد الشوارع أمام السيارة، وتردف قائلة بغضب وهي تضرب إطار السيارة بقدمها بقوة:
"هو ده اللي كان ناقصني، أوووف! أعمل إيه أنا دلوقت؟"
وفجأة تظهر سيارة سوداء، تقف نوران أمامها وهي تصرخ:
"استنى! استنى! استنى لو سمحت."
تقف السيارة، وينزل منها السائق وهو يقول بدهشة:
"نوران! أنتي بتعملي إيه هنا؟"
نوران بذهول:
"عاصي، هو أنا بصراحة كنت رايحة أزور بابا وأطمن عليه، العربية الكاوتش بتاعها اتخرم."
عاصي بتوتر:
"طيب، واحد من الشباب هيفضل معاكي ويصلحلك العربية، وأنا همشي عشان مستعجل."
نوران بستغراب:
"خير يا عاصي، في إيه؟ من الصبح وأنت مش على بعضك."
نظر إليها عاصي وذهب نحو السيارة دون أن يقول شيئًا. نظر إلى الشباب وهو يقول:
"لو سمحتم، في حد فيكم يفهم في تصليح العربيات؟"
نظر محمد إلى زياد وقال:
"زياد ميكانيكي."
عاصي بهدوء:
"لو سمحت، ممكن تشوف عربية المدام؟"
نظر زياد إلى كل من محمد وعلي وقال بعصبية:
"ده مش وقته يا أستاذ عاصي، احنا دلوقتي لازم نشوف حنين فين."
كانت نوران تقف بالقرب من السيارة وسمعت كل شيء، فقالت باستفهام:
"حنين؟ ليه؟ مالها حنين؟"
أجاب محمد بهدوء:
"حنين مخطوفة، وماحدش يعرف ليه ولا مين اللي خطفها."
نوران بدهشة:
"مخطوفة!"
علي بضيق:
"يلا يا أستاذ عاصي، ما فيش وقت."
ثم نظر إلى زياد وقال:
"وانت يا زياد، انزل مع المدام وشوف العربية فيها إيه، وهنكون على اتصال على طول."
ينزل زياد من السيارة ويركب عاصي. وقبل أن يقود السيارة، تقف نوران أمام نافذة السيارة وهي تقول ببكاء:
"استنى يا عاصي، لو سمحت، أنا هاجي معاكم."
عاصي بصوت عالٍ:
"هاتجي فين؟ هو احنا طالعين رحلة؟"
نوران ببكاء أكثر:
"رجاءً يا عاصي، اسمحلي أركب معاكم. أنا عارفة إني عملت حاجات كتيرة غلط في حياتي، بس أنا تغيرت والله. وحتي مش بقيت عاوزاك. كل اللي أنا عاوزاه دلوقتي أصلح أغلاطي في حق حنين. وصدقني، أنا عارفة مين اللي خاطفها، وهساعدك وهعمل كل حاجة أقدر عليها عشان نرجعها."
**نهاية فلاش باك**
نوران ببكاء وندم وحزن، يظهران على ملامحها:
"لو سمحتي يا ماما، سيبي حنين وعاصي في حالهم، أنا خالص تعبت من كل ده. أنا... أنا كل اللي بقيت عاوزة أعيشه هو الهدوء مع جوزي وابني، مش عاوزة حاجة غير كده."
تنظر سلوى إلى نوران بغضب وهي تقول بسخرية:
"إيه، قلبك حن دلوقتي؟ مش هي دي اللي كنتي عاوزة تقتليها وتخلصي منها عشان أخدت منك عاصي؟"
تنظر نوران إلى حنين التي تجلس على الكرسي، لا يمكنها التحرك بسبب السكين التي على عنقها.
"أيوه فعلاً، أنا كنت عاوزة أشرب من دمها عشان سرقت مني حبيبي عاصي، بس أنا بعد اللي حصل اكتشفت قد إيه أنا كنت إنسانة حقيرة فعلاً." ثم تنظر إلى عاصي وتقول:
"أنا هعترف لك بكل حاجة يا عاصي عشان تعرف قد إيه أنت محظوظ بحنين مراتك، وأنا أريح ضميري، ومش بقي يهمني إيه اللي ممكن يحصل لي بعد كده. أول حاجة هعترف لك بيها هي أن حنين مش حامل ولا خانتك مع الشخص ده."
تقول كذلك وهي تنظر وتشاور بيدها نحو محمد، ثم أكملت حديثها ببكاء:
"كل اللي حصل كان من تخطيطي أنا وماما."
حنين بصوت مخنوق وهي تنظر بطرف عين إلى نوران:
"أنتِ بتقولي إيه؟ إزاي أنا مش حامل وأنا بنفسي عملت الاختبار؟"
نوران: "الاختبار وتقرير الحمل كانوا لي أنا، بس أنا طلبت من الدكتورة تعمل التقرير باسم حنين، واختبار الحمل كان مستعمل قبل كده، بس أنا لعبت فيه ورجعته زي ما يكون لسه جديد. واتفقت مع دكتور الصيدلية إن الاختبار ده يكون لكِ لما عرفت إنك هتعملي اختبار حمل عشان تتأكدي من نفسك، وعشان كان الاختبار مستعمل ظهرت النتيجة إنك حامل فعلاً."
حنين بدموع: "الله يسامحك يا نوران، ليه عملتِ فيّ ده كله؟"
نوران ببكاء: "عارفة إني إنسانة حقيرة وماليش حق حتى أطلب السماح، بس أنا والله تغيرت يا حنين، ومستعدة لأي عقاب منكِ، صدقيني مش هالومكِ على أي حاجة."
ثم تنظر إلى عاصي الذي ينظر إلى حنين ودموعه تسير على خده في صمت:
"اعترافي التاني يا عاصي هو موت عمو نبيل."
تصرخ سلوى بصوت عالٍ وهي تقول:
"أنتِ أتجننتي يا بنت؟"
نوران ببكاء: "لا يا ماما، أنا دلوقتي فوقت من الجنون وياريت تفوقي أنتِ كمان."
عاصي بغضب وصوت عالٍ: "كملي يا نوران، موت بابا ماله؟"
نوران بدموع: "بابا نبيل مات..."
تقاطعها سلوى بصراخ وهي تضغط بالسكين على عنق حنين لدرجة أخرجت بعض الدماء:
"لو قلتي حرف كمان أنا هقطع رقبتها قدامكم كلكم."
عاصي بخوف على حنين: "لا، لا، لا! ابعدي السكينة دي لو سمحتي، هي مالهاش ذنب في أي حاجة، كفاية ظلم فيها، حرام عليكي."
ترد حنين ببكاء وصوت ضعيف: "أنتم كلكم ظلمتوني وجيتوا عليّ من غير سبب، وأنا مش هسامح أحد فيكم."
أردفت سلوى بسخرية وهي تضغط أكثر على عنق حنين:
"معلش يا حلوة، الكل فعلاً ظلمكِ وجه عليكِ، وأنتِ تعبتي أوي منهم، بس عشان أنا الوحيدة اللي بحبك هخلصك منهم."
وبالفعل، تمسك حنين بقوة وتضغط أكثر بالسكين على عنقها، تريد تمزيقه بالسكين، لكن فجأة تصرخ نوران بصوت عالٍ وهي تقول بغضب:
"ابعدي عن حنين، أصلاً هقتلك لو عملتي فيها حاجة!"
ينظر الجميع إلى نوران التي تحمل مسدسًا في يدها، نظر لها محمد بدهشة وهو يقول بينما كان يبحث في جيبه على شيء:
"أنتِ إزاي خدتيه؟ رجعيه لو سمحتي، ده مش لعبة، هاتي!"
تنظر نوران إلى محمد وهي تقول:
"أنا آسفة."
ثم دون قصد، وهي تنظر إلى محمد، تضغط على زر المسدس لتنطلق منه طلقة، لا أحد يعلم عند من ستتوقف. وفجأة يصرخ الجميع باسم حنين التي تلوثت بالدماء. يركض الجميع نحو حنين، وما زالت سلوى تقف خلفها تحمل السكين في يدها. عاصي بصوت عالٍ:
"حنين، لأ!"
**يتبع**
*الفصل السابع عشر والأخير
---
**في منزل عائلة عاصي**
يعود كاظم إلى المنزل وهو يحمل شيئًا في يديه، ويتجه نحو غرفته. عند دخوله إلى الغرفة، يتجول بعينيه في جميع أركانها بحثًا عن نوران، ولكن لا يجدها. يضع الشيء الذي كان يحمله على الطاولة ويخرج من غرفته إلى غرفة والدته. يطرق على باب الغرفة بهدوء، ولكن لا يرد أحد. يفتح الباب ليجد نوال تغط في نوم عميق ولا أحد بجانبها. يغلق الباب مرة أخرى وأردف قائلاً:
- دادة، يا دادة!
تأتي فتحية الخادمة وهي تحمل في يديها منشفة تجفف بها يديها.
- خير يا كاظم، يا ابني، في حاجة؟
كاظم بهدوء: لو سمحتي، يا دادة، ما تعرفيش نوران فين؟
فتحية الخادمة: المدام نوران خرجت من شوية ولسه ما رجعتش.
يعقد كاظم حاجبيه بضيق وهو يقول: خرجت؟ راحت فين؟
فتحية: مش عارفة والله يا ابني، بس سمعتها بتقول لست نوال إنها عاوزة تروح تطمئن على أهلها، يعني كده راحت لهم.
كاظم بضيق: طيب، شكرًا يا دادة.
ثم قال بتوعد: ماشي يا نوران، أنا هعرفك إزاي ما تسمعيش كلامي وتعملي اللي في دماغك.
ثم أخذ مفاتيح السيارة وخرج من المنزل.
---
**في منزل الشباب**
رياض بتوتر: هم... مالهم ما فيش حد اتصل لحد دلوقتي؟
عماد بقلق هو أيضًا: مش عارف والله يا رياض.
رياض: طيب اتصل أنت على علي أو محمد كده نشوفهم عملوا إيه؟
عماد: طيب، اهدي أنت بس عشان ما تتعبش.
ثم يخرج عماد الهاتف ويطلب رقم محمد، ويظل لعدة لحظات، لكن لا يوجد رد. يغلق الهاتف ويتصل على رقم علي، ولكن أيضًا لا يوجد رد. ينظر إلى رياض باستغراب، بينما قال رياض بقلق:
- خير يا عماد، في إيه؟ بتبص لي ليه كده؟
عماد: اتصلت على محمد وعلي، ما فيش حد منهم بيرد.
رياض بخوف: ما فيش حد بيرد إزاي؟ طيب حاول تاني كده.
عماد: طيب.
وبالفعل، يحاول الاتصال مرة أخرى، لكن لا يوجد رد أيضًا. ينظر إلى رياض وهو يقول:
- التليفون بيرن بس ما فيش رد.
رياض بخوف أكثر: يا رب أسترها. طيب جرب كده تتصل على زياد.
ينظر عماد إلى رياض ولا يقول شيئًا، وبالفعل طلب رقم زياد، ولم تمر دقيقة إلا وأجاب زياد. أردف عماد بلهفة قائلاً:
- أيوه يا زياد، أنتم فين؟ وليه محمد وعلي مش بيردوا على التليفون؟
**في الجانب الآخر**
يجلس زياد على الأسفلت بجانب سيارة نوران وأردف قائلاً بغضب:
- أنا مش معهم أصلاً، قاعد جنب عربية الهانم بصلحها.
**في المنزل**
يرد عماد باستغراب وعدم فهم قائلاً:
- هانم مين وعربية إيه اللي بصلحها؟ مش أنتم روحتوا تدوروا على حنين؟
**في الجانب الآخر**
زياد بضيق: أيوه يا أخويا، كنا رايحين ندور على حنين، بس رحنا وعرفنا الأستاذ عاصي الأول وأخذناه معنا، بس وإحنا في نص الطريق شفنا الهانم نوران واقفة جنب عربيتها البايظة. وطبعًا عشان أنا ميكانيكي خلوني أنزل أصلح لها عربيتها، وهي راحت معهم بدالي، وقالت إنها عارفة فين حنين.
عماد بلهفة: طيب حنين فين؟ ومين اللي خطفها، ما تعرفش؟
**في الجانب الآخر**
زياد بغضب: وها يكون مين يعني غير العقربة اللي اسمها سلوى دي؟
عماد: والله كنت شاكك فيها من الأول.
ثم ينظر باتجاه رياض وقال بدهشة وصوت عالٍ:
- رياض!
**في الجانب الآخر**
ينهض زياد وهو يقول بقلق وصوت عالٍ:
- في إيه يا عماد؟ رياض مالُه؟
عماد: مش عارف راح فين شوية، هكلمك سلام.
---
**في منزل خالد**
حنين كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة، وتنظر إلى سلوى بذهول. الدماء كانت تتساقط من رأس سلوى، وفجأة تقع السكين من يدها، ويسقط جسدها أرضًا أمام الجميع. تصرخ نوران بصوت عالٍ وتركض نحو سلوى:
- ماما! لا، لا، أنا آسفة... مش كان قصدي، كنت بس عاوزاكي ما تأذيش حنين. هي السبب في إن أنا وابني لسه عايشين لحد دلوقت...
تتوقف نوران للحظات وهي تسترجع ذكرى معينة.
---
**فلاش باك**
تقف نوران في منتصف الطريق، تحمل الهاتف في يدها وتتحدث مع صديقتها المفضلة. كانت حنين تقف بالقرب منها تنتظرها لتُنهي المكالمة. بينما كانت نوران مندمجة تمامًا في حديثها، كانت حنين تفكر في كل شيء يحدث معها. فجأة، تأتي سيارة ضخمة نحو نوران، ويبدو أن السائق لا يستطيع السيطرة عليها. تنتبه حنين على الفور وتركض نحو نوران وهي تصرخ:
- نوران! خلي بالك!
نوران تنتبه للسيارة، لكنها كانت قد اقتربت منها كثيرًا. ولم تشعر بشيء سوى أن أحدًا يشدها بقوة من أمام السيارة. السائق يوقف السيارة وينزل منها وهو يقول بخوف:
- أنتي كويسة يا بنتي؟ سمحيني يا بنتي والله العربية مش عارف مالها، أنا آسف يا بنتي.
تنظر نوران إلى الرجل بذهول ولم تستطع قول شيء، فاكتفت بهز رأسها. ثم نظرت إلى حنين وهي تقول:
- انتي ليه أنقذتيني؟ كان ممكن تسيبيني أموت وكده تكوني انتقمتي مني على كل حاجة عملتها فيكِ وتكوني خلصتي من أكبر أعدائك.
ولم تشعر نوران إلا بصفعة من حنين على وجهها، وحنين تبكي:
- لو تجيبي سيرة الموت تاني على لسانك، أنا مش هقولك أنا هعمل إيه فيكِ.
وقبل أن تقول نوران شيئًا، تعانقها حنين بقوة وهي تقول:
- أنا عمري ما كرهتك يا نوران ولا هكرهك عشان تكوني أكبر أعدائي. حتى عمري ما تمنيت لحد الشر، إزاي هاتمناه لأختي الوحيدة؟ أنا مش عارفة انتي ليه طول عمرك بتكرهيني، بس والله أنا عمري ما كرهتك ولا تمنيت لكِ الشر أبداً.
---
**العودة إلى الواقع**
تستيقظ نوران من ذكرياتها وهي تنظر إلى سلوى ببكاء:
- إزاي بعد اللي هي عملته معايا، أذيها أو اسمح لكِ أو لأي حد يأذيها؟ إحنا غلطنا أوي في حق حنين، وعذبناها كتير في حياتها. خلاص كفاية عليها لحد كده، لازم نسيبها تفرح شوية.
تركض حنين نحو خالد وهي تقول:
- بابا، بابا...
ثم تجلس بجواره وتحمل رأسه من على الأرض، وتهزه برفق وهي تبكي:
- بابا، اصحي! ما تموتش عشان خاطري... اصحي.
يجلس عاصي بجوار خالد ويضع يده على قلبه ويقيس ضغطه. ينظر إلى حنين ويقول بلهفة ممزوجة ببعض السعادة:
- ما تخافيش يا حنين، عمي خالد لسه عايش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**بعد خمسة أشهر من كل هذه الأحداث**
تم الإفراج عن نوران من تهمة قتل أمها بعد ما أثبتت الكاميرات التي وضعها خالد في منزله أن سلوى تسببت بقتل كلٍّ من نبيل وعثمان، وأيضًا كانت تريد قتل حنين وخالد. تغيرت نوران وأصبحت شخصية أخرى تهتم بجميع من حولها وبالأخص حنين. ورغم كل شيء حدث، لم يتخلَّ خالد عن نوران وما زالت مكانتها كما كانت؛ ابنته المدللة. ورجع كلٌّ من رياض وحنين إلى أبيهم ورفضت حنين الرجوع إلى عاصي بعد كل شيء حدث.
في منزل عائلة عاصي.
يجلس كلٌّ من نوال وعاصي ونوران وكاظم على طاولة يتناولون وجبة الإفطار. أردفت نوال قائلة:
_بقولك يا عاصي يا بني.
ينظر عاصي إلى نوال وقال.. قولي يا أمي اللي انتي عاوزاه.
تنظر نوال إلى نوران بتوتر، بينما نظرت نوران إليها بترجي ثم قالت:
_كنت عاوزاك تروح ترجِّع حنين مراتك يا حبيبي، كفاية كده خمس شهور وانتوا بعيدين عن بعض.
ينظر عاصي للأسفل بحزن ثم يتكلم قائلاً:
_لا يا أمي، أنا بأي عين هروح أقول لها ارجعي لي يا حنين.
أردفت نوران بحزن قائلة:
جرب يا عاصي لو مرة واحدة، صدقني حنين طيبة أوي وقلبها أبيض وهتسامحك زي ما سامحتني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"في منزل خالد"
يجلس خالد وحنين ورياض يتناولون الإفطار، أردف خالد قائلاً موجهًا حديثه إلى رياض:
رياض، كنت عاوز أقولك على حاجة.
رياض: نعم يا بابا.
ينظر خالد إلى حنين ثم نظر إلى رياض وقال:
_في دكتور جراحة مخ وأعصاب كويس أوي من أمريكا نزل مصر، وأنا تكلمت معاه على حالتك وأخدت معاد هنروح له المستشفى النهاردة الساعة 1 بعد الظهر.
حنين بفرحة: طيب والله كويس، بس قالك إيه الدكتور يا بابا لما قلت له على حالة رياض؟
خالد: قال لي إن شاء الله في أمل إنه يعمل العملية، وأنا إن شاء الله يرجع أحسن من الأول.
ثم ينظر إلى رياض وقال:
_خير، مالك يا رياض ساكت ليه كده؟
ينظر رياض إلى حنين وقال:
_انتي عاوزاني أروح للدكتور وأعمل العملية يا حنين؟
تنظر حنين إلى خالد باستغراب ثم نظرت إلى رياض وقالت:
أيوه طبعًا، عاوزاك تعمل العملية وترجع زي الأول وأحسن إن شاء الله.
رياض: ماشي هروح للدكتور بس بشرط.
نظر كل من حنين وخالد إلى بعضهم باستغراب! ثم قالت حنين باستفهام:
_شرط إيه يا رياض؟
رياض: شرطي هو إنك ترجعي لجوزك تاني يا حنين.
نهضت حنين من على الكرسي وهي تقول بعصبية:
_أنا قلت لكم ألف مرة، أنا مش متجوزة، مش عندي زوج.
ثم تقول بحزن وهي تحارب نفسها لكي لا تبكي:
_أو ممكن كان عندي بس خلاص كل حاجة انتهت.
رياض بحزن: **إنتي ليه مُصرة تدمري نفسك وتدمري حياتك الزوجية؟ ما فيش حاجة انتهت يا حنين، بس انت اللي حاولي تسيطري على غضبك شوية. عارف إن اللي حصل معك ما كانش سهل، بس بردو ما كانش عاصي له ذنب في حاجة. ليه بتعاقبيه وتعاقبي نفسك قبله؟**
حنين ببكاء: **أنا عارفة إن عاصي ما كانش له ذنب في اللي حصل، بس بردو ما حاولش يسمعني، ما صدقنيش لما قلت إني مظلومة. والله ما لقيت الثقة اللي كنت مستنياها منه.**
خالد بهدوء: **بس بردو ما سبكيش يا حنين، وفضل واقف جنبك لحد آخر لحظة. حتى هو كان مستعد يحارب العالم كله علشانك. أنا مش هغصبك على حاجة يا حنين ومش هقولك إنك غلطانة، بس هقولك حاجة واحدة، انسي إن عاصي ما سمعكيش وما قالش إنه مصدق إنك مظلومة. بس يا بنتي عمر الكلام ما كان له لازمة، الأفعال يا بنتي هي اللي بتثبت صدق وحب الناس لينا، وكل اللي عاصي عمله معاكي ما يثبتش غير على حبه وثقته فيكي يا حنين. بس إنتي علشان شايفة الموضوع من جنب واحد مش قادرة تشوفي الجنب التاني. وما تنسيش يا بنتي إن عاصي مهما كان هو راجل في النهاية، ولو كان ضربك ولا غلط فيكي مرة ده من غيرته عليكي وفكر إن حد تاني امتلك مراته. فكري إنتي شوية كده، لو كنتي إنتي مكان عاصي وجت واحدة قالتلك إنها حامل من عاصي، كنتي هتعملي إيه؟ ولا هتفكري إزاي؟ هل لو كان عاصي قالك صدقيني مظلوم كنتي هتصدقي في وجود أدلة بتثبت إن البنت فعلاً حامل من عاصي؟**
تجلس حنين على الكرسي مرة تانية وهي تقول ببكاء: **كنت مستحملة إني أفكر أسمحه أو أصدق أي كلمة منه.**
وفجأة يصدر صوت عاصي من على باب المنزل قائلاً بحزن: **بس أنا كنت مستعد أسمحك يا حنين حتى لو الحقيقة ما كانتش ظهرت. كان مستحيل أسيبك أو أتخلى عنك تحت أي ظرف. عارفة ليه يا حنين؟**
تقف حنين وهي تقول ببكاء: **ليه؟**
عاصي يفتح ذراعيه بحب وهو يقول: **عشان أنا بحبك وما أقدرش على بعدك ولا لحظة. كفاية حزن وفراق لحد كده، أنا تعبت. وحشتيني أوي أوي أوي يا حنين. ارجعي لي، والله العظيم بحبك.**
تنظر حنين إلى خالد، فيبتسم لها خالد وهو يقول: **روحي لجوزك، مستنية إيه؟**
تضحك حنين من أعماق قلبها لأول مرة، ثم تركض نحو عاصي وترمي نفسها داخل أحضانه الدافئة وهي تقول: **وأنا كمان بحبك أوي أوي أوي، وما أقدرش على بعدك لحظة واحدة. بحبك أوي يا عاصي، ووحشتني أوي أوي.**
يقف على الباب خلف عاصي وحنين نوران وكاظم ونوال. ينحني كاظم على أذن نوران ويقول لها: **هو أنا قلت لكِ قبل كده إني بحبك موت يا أم عويس؟**
كانت نوران تبتسم بخجل من كلمات كاظم، لكن تأتي عند جملة "أم عويس" وتنظر له بغضب وهي تقول: **عويس؟ عويس مين يا كاظم؟**
كاظم بحب: **عويس ابننا يا حبيبتي.**
نوران بغضب وصوت عالي، وأوشكت على البكاء: **باباااا.**
وتركض نحو خالد وهي تبكي.
ينظر الجميع إلى نوران وهي بتجري وعاملة زي البطريق، بينما قال خالد بفزع: **نوران حبيبتي مالك؟**
تحضن نوران خالد وهي تقول ببكاء: **أنا عاوزة أطلق. طلقني يا بابا من الغبي ده.**
الجميع بدهشة: **آهااا، تطلقي؟**
نوال بغضب تضرب كاظم على كتفه: **عملت إيه يا واد لنوران؟**
كاظم بذهول: **عاوزة تطلقي يا نوران عشان بقولك هنسمي ابننا عويس؟**
تنظر حنين إلى عاصي، وينظر خالد إلى رياض، وتنظر نوال إلى كاظم، وقال الجميع بصوت واحد: **عوووويس.**
وفجأة تنفجر حنين في الضحك وهي تقول من بين ضحكاتها: **يالهوى يا نوران، هيكون ابنك اسمه عويس.**
يقف الجميع يبتسم بحب من ضحكة حنين التي لأول مرة تفعلها، وتضحك دون أحزان أو تفكير. فقط كانت تضحك من أعماق قلبها. توقفت حنين عن الضحك وهي تنظر إلى الجميع وقالت بخجل: **مالكوا بتبصولي ليه كده؟**
عاصي بحب: **بحبك أوي يا حنين.**
ثم حملها علي ذراعيه وهو يقول بعشق.
_انا كمان عاوز اجيب عويس، اشمعنا الزفت ده وانا لا؟
اخفضت حنين رأسها بخجل بينما اخذها عاصي وغادر المنزل من أمام الجميع وهو يقول.
_انا هسافر انا وحنين يومين مش عاوز ازعاج من حد.
كاظم بغيظ: ايوه يا عم الله يسهله.
تضرب نوال كاظم علي كتفه برفق وهي تقول بسعادة.
_الله واكبر في عينك سيب اخوك يفرح له شويه.
ينظر كاظم الي نوران وهو يقول بعشق.
_وانا كمان عاوز افرح اشمعنا هو وانا لا؟
ثم يذهب نحو نوران ويحملها وهو يقول وهو يغادر المنزل تحت انظار وضحك الجميع عليه.
_انا هخد مراتي وهرجع علي البيت مش عاوز حد يزعجني.
صوت ضحك الجميع يملأ المكان...
النهاية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رب النهايه تكون سعيده ومرضيه وشكرًا على المتابعة، وآسفة على عدم التنزيل باستمرار. وأتمنى الاقي الدعم منكم في روايتي الورقي "ثالث صبايا في ظل الأسود."
القصه بقلم الكاتبه صباح عبد الله فتحي لو حبتوها ننزل حاجه تانيه للكاتبه قريبا باذن الله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا