القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل التاسع والثلاثون والاربعون بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)

 رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل التاسع والثلاثون والاربعون بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)




رواية الفتاه التى حلمت ان تكون ذئبه الفصل التاسع والثلاثون والاربعون بقلم اسماعيل موسي (حصرية في مدونة قصر الروايات)




#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة


      ٣٩


الدمار في القرى الشمالية


كان الفجر لا يزال بعيدًا عندما وصلت الأخبار إلى رعد. هرع أحد الفرسان إلى القصر، يترنح من الإرهاق، وجهه شاحب وكلماته متقطعة.


"مولاي... القرى الشمالية... دُمرت بالكامل!"


في لحظات، كان رعد في قاعة الحكم، يرتدي درعه، وجنوده يتجمعون حوله، بينما يتحدث الشاهد الوحيد بصوت مرتجف:


"لم يكنوا بشرًا... لم يكونوا ذئابًا... كانوا كالأشباح، يتحركون في الظلام، يقتلون بصمت، ثم يختفون كأنهم لم يكونوا هنا أبدًا..."


نظر رعد إلى جود، التي كانت تجلس بصمت، عيناها تضيقان بتركيز.


"طيف؟" تمتمت، وكأنها تحاول فك لغز مستحيل.


"أنتِ تعرفين شيئًا عنهم؟" سألها رعد.


هزّت جود رأسها، لكنها لم تبدُ واثقة. "هناك سحر مظلم هنا... شيء غير طبيعي."


وقف رعد، وعيناه تضيقان بحدة. "لن أسمح لهذا بالاستمرار. سنذهب إلى هناك بأنفسنا."


---


عند وصوله إلى القرى الشمالية، كان المشهد أشبه بالكابوس.


الجثث معلقة على الحراب، كما لو أن المهاجمين أرادوا إرسال رسالة. الدماء غطت الأرض، والمنازل تحولت إلى أطلال. لم يكن هناك ناجون سوى طفل صغير، كان يجلس وسط الرماد، ينظر إلى الفراغ، كأنه لم يعد ينتمي إلى هذا العالم.


انحنى رعد أمامه، وضع يده على كتفه بلطف. "ماذا رأيت؟"


همس الطفل بصوت بالكاد يُسمع: "وجوههم... لم تكن لهم وجوه..."


تبادل رعد وجود وماجي نظرات قلقة. هذا ليس هجومًا عاديًا.


وقف رعد وسط ساحة القصر، وجهه متجهم، وعيناه تقدحان شررًا وهو يراقب الفرسان العائدين من القرى الغربية. كان الدم يغطي دروع بعضهم، وأعينهم مليئة بالصدمة.


تقدّم قائد الدورية، ركع على ركبة واحدة، وانحنى رأسه احترامًا. "مولاي... لقد حدث ذلك مجددًا."


ضاقت عينا رعد، وعبس وجهه بحدة. "كيف؟ متى؟"


"قبل الفجر بقليل. تمامًا كما حدث في الشمال. وجدنا الجثث ممزقة، النساء والأطفال مختفين، والمنازل محترقة."


شدّ رعد قبضته بقوة، حتى كادت تتكسر عظام أصابعه. كان يحاول كبح الغضب المتصاعد داخله. التفت إلى جود وماجي، اللتين كانتا تتابعان بصمت.


"هذا ليس هجومًا عشوائيًا." قال بصوت منخفض لكنه كان يحمل نبرة من الغضب المحتدم. "هناك يد خفية تحرّك هذه الوحوش."


جود عقدت ذراعيها وقالت: "ما زلت أعتقد أن هناك سحرًا مظلمًا في الأمر... شيء يتجاوز فهمنا حتى الآن."


أخذ رعد نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى فرسانه. "لن ننتظر حتى يحدث هذا مجددًا. سنضع دوريات في كل القرى. سنبحث عن أي أثر، أي علامة تدلّ على مصدر هذه الهجمات."


جود ؟ الحقى بى من فضلك


على سطح القصر وقف رعد يرمق الخلاء وترك جود جالسه على مقعد من خشب الابنوس تقضم اظافرها

بعد ربع ساعه قال رعد دون أن يلتفت اليها، قولى يا جود لما تخفين الأسرار عنى؟

أسرار؟ انتفضت جود


اجل يا جود لا تنسى اننى الالفا الخاص بك وأستطيع ان اتلصص على عقلك


انها مجرد شكوك يا سيد رعد


ريان؟ همس رعد بلا مبلاه، تعتقدين ان ريان يحاول ان ينتقم منى لاختطاف ليلى!؟

لكن خائفه من القول، خائفه ان أكرر الجره واعود لأرض الجان؟


اذا كان ريان نجح فى فتح بوابه دخل منها كل هولاء الجان فأن ذلك اعلان حرب

اريد منك بصفتك عنقائى ان تحددى لى مكان الهجوم القادم

لابد أن أكون هناك انتظر الجان مع جنودى

اذا كان ريان يريد حرب فقد نالها، رعد يلبى الطلب عندما يذكر اسمه


قالت جود اتعتقد ان ليلى لازالت مختفيه؟

شعر رعد بقلبه يتقلص، لو كانت ليلى معه لما سمحت له بمهاجمة ارضى

فردسان تحتفظ بليلى ورقة ضغط

تريد أن تشتت عقل ريان وتدفعه للقتال فى أكثر من جبهه

الليله الماضيه رأيت عفريت لخذان

من العفاريت الطياره كان يتجسس على القصر

لو كان  ريان متأكد اننى اختطفت ليلى لظهر بنفسه


 


اتعرفين مكان غياث وضرغام؟

همست جود لا، منذ رحيلهم من أرض مملكة الجان الأحمر اختفو من مجالى رؤيتى


لديك نصف يوم يا جود قبل فجر اليوم التالى على ان اكون هناك جاهز لصد الهجوم القادم


بوابات الجان إلى الأرض سبعه يستخدمونها للولوج إلى أرض البشر

رعد كان يعرف ذلك، كان الهجوم السابق على القرى الشماليه والغربيه

تبقى الجنوب وهناك سيعسكر بجيشه

لن يجروء ريان على مهاجمة العاصمه، خلال ذلك الوقت يا جود تحدثى إلى إذا وصلتك اى اخبار







#الفتاة_التى_حلمت_ان_تكون_ذئبة


             ٤٠


وقف رعد في خيمته وسط معسكره، أنامله تضغط على طاولة خشبية تملؤها الخرائط والرسومات العسكرية. كان جيشه قد اتخذ موقعه في الجنوب، حيث توقع الهجوم القادم، لكن شيئًا ما كان يُقلقه... شيء لا يستطيع تحديده بعد.


جاء صوت جود التى اقتحمت الخيمه "رعد، لدينا مشكلة."


استدار إليها، عيناه تتقدان بحده جود ماذا هناك؟ 


تقدمت جود ببطء، تنظر حولها كأنها تتأكد أن لا أحد يسمعها  "لقد تلقيت رؤيا، ليست كأي رؤيا... كان هناك ظلال تتحرك بين الأشجار، عيون تتوهج كالجمر... لكن لم يكن هذا ما أرعبني."


اقتربت منه، خفضت صوتها: "رأيت بوابة الجان تُفتح من تلقاء نفسها... لم يكن هناك من يناديها، لم يكن هناك تعويذة... بل انشقاق في الهواء، وكأن شيئًا من العدم قرر الظهور في عالمنا."


نظر رعد إليها بحدة،"هذا يعني أنهم لم يعودوا بحاجة لساحر لفتح البوابات... الجان صاروا قادرين على العبور بحرية."


مع حلول منتصف الليل، بدأ كل شيء.


من قلب الغابة، ارتفع ضباب ثقيل، كأن الأرض تنفست الموت، أصوات غير بشرية تعالت، أنين، نحيب، ثم صوت صرير حاد، وكأن الهواء يُمزَّق.


في اللحظة التالية، شقّت البوابة نفسها في الفراغ، وانبثقت منها كائنات ليست كالبشر، ولا كالحيوانات.


كانت لهم أجساد طويلة نحيلة، وجوه بلا ملامح، وأذرع تنتهي بمخالب طويلة.

 كانت حركتهم أشبه بالزحف، لكنهم ما إن لمسوا الأرض حتى انطلقوا بسرعة تفوق المنطق.


في ثوانٍ، كانت جيوش رعد تواجه كابوسًا حقيقيًا.


"استعدوا!" صرخ رعد، ممسكًا بسيفه، وقد انتشرت قواه كألفا عبر جيشه.


اصطدمت المخلوقات بالجنود، وسقطت أولى الجثث قبل أن يدرك أحد ما يحدث.

 كان السلاح العادي يبطئهم، لكنه لم يكن يقتلهم.


ضرغام، الذي عاد في اللحظات الأخيرة، ضرب أحدهم بفأسه العملاق، فقط ليجد أن الجرح التأم أمام عينيه.


"إنهم لا يموتون!" صاح غاضبًا.


لكن رعد لم يكن ليسمح بالخوف أن ينتشر بين رجاله،"إنهم يموتون، لكن ليس بأسلحتنا العادية... ماجى؟ 


كانت ماجى تتابع المعركه من فوق صخره وقد بدأت قواه تتقد ، تنقض على المخلوقات وتطلق لهيبها النارى كانت القوى السحريه التى نالتها حين حرب الساحره باتيكا انطلقت فجأه داخلها

كأنها كانت تنتظر تلك اللحظه بالذات، تنتظر تلك المخلوقات . وما إن لامسهم اللهب، حتى انطلقت صرخاتهم العالية، ثم احترقوا بالكامل.


"النار!" صاح رعد. "أشعلوا السهام، استخدموا الزيت، لا تسمحوا لهم بالاقتراب!"


اشتعلت السهام وانطلقت، لكن الجان لم يتوقفوا. كانوا يهاجمون دون خوف، وكأن لا شيء يردعهم.


لم يكن الليل قد انتصف بعد عندما بدأ جيش رعد يتراجع ببطء.

 كانت النيران وسيلة فعالة، لكن العدو لم يكن بشريًا، ولم يكن يخشى الألم أو الفناء كما تفعل الكائنات الحية.


المخلوقات كانت تتكاثر... أو ربما لم تكن تموت حقًا. كلما ظن أحدهم أنه قتل واحدًا، عاد ليجد آخر يشبهه تمامًا يخرج من الظلام.


وقف رعد على تلة صغيرة، يراقب ساحة المعركة، ثم استدار إلى جود التي عادت إلى هيئتها البشرية، أنفاسها متسارعة وعيناها تلمعان بإدراك جديد.


"رعد، الأمر ليس مجرد غزو... إنهم ليسوا جنودًا عاديين."


حدق فيها. "ماذا تعنين؟"


بلعت جود ريقها، وكأنها غير قادرة على التصديق بنفسها. "هذه ليست مجرد مخلوقات تم استدعاؤها من عالم آخر... إنهم أرواح معذبة، كائنات تم تشكيلها من بقايا الميتين."


عبس رعد، تذكر الجثث التي كانت تملأ القرى المدمرة، وأدرك الحقيقة البشعة: "أنتِ تقصدين أن الهجمات السابقة... لم تكن لإبادة البشر فقط، بل لجمع أرواحهم وصنع هؤلاء؟"


أومأت جود برأسها، وجهها شاحب. "ريان لم يفتح البوابات ليجلب جنودًا من عالم الجان فحسب... لقد استخدم الموتى لبناء جيش لا يفنى."


نظر رعد حوله، ورأى أن المخلوقات بدأت تتصرف بشكل مختلف.

لم تعد تهاجم بلا هدف، بل بدت وكأنها تنسحب إلى الخلف، متجمعة في نقطة معينة.


في وسط الفوضى، بدأ ضوء أزرق خافت ينبعث، مثل نبض قلب خفي. كانت هناك طاقة تتجمع، تدور، وكأنها تستعد لتغير كل شيء.


همست ماجي من خلفه: "هذا ليس جيدًا..."


وفي لحظة، انفجر الضوء، وخرجت منه شخصية طويلة، أكثر وضوحًا من باقي الكائنات. لم يكن له ملامح، لكن عينيه كانتا مشعتين بلون الدم.

رفع يده، وبصوت بدا وكأنه يأتي من العدم، نطق بكلمات لم يسمعها أحد من قبل.


وتوقفت المعركة.


المخلوقات كلها جثت على ركبها، وكأنها تستمع لأمر خفي. ثم، دون سابق إنذار، استدارت بالكامل، وبدأت تتجه نحو العاصمة بسرعة مذهلة.


حدق رعد بالمشهد بذهول، ثم أدرك الحقيقة المفزعة:


"إنهم لم يكونوا هنا للقتال... كانوا هنا لتشتيتنا عن هدفهم الحقيقي!"


دون أن يضيع ثانية، صاح رعد بصوت مدوٍ: "عودوا إلى العاصمة! الآن!"


لكن عندما استدار، رأى ما جعله يتوقف للحظة.


على قمة التلة البعيدة، بين الضباب والليل، وقف شخص واحد، يرتدي عباءة سوداء ترفرف مع الريح. لم يكن بحاجة إلى أن يرى وجهه ليعرف من هو.


ريان كان هناك.


وكان يراقب كل شيء.

تكملة الرواية بعد قليل 


تعليقات

التنقل السريع