القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم روز أمين كاملة

 


رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم روز أمين كاملة 









رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم روز أمين كاملة 


💘1

قبل أكثر من ثمانية عشر عامً من أحداث روايتٌنا،، 

داخل مدينة سوهاج عريقة الأصل و الأصول و بالتحديد داخل نجع النعماني و الذي سُمي بهذا الاسم تيمناً بإسم هذة العائلةِ العريقة 


عصراً ،،في بهو منزلهِ و الذي يشبه القصور حيث شموخها و بنيانها العالي و أثاثها العريق كحال عائلتهم 


يجلس الحاچ عِتمان النُعماني كبير عائلتة و كبير النجع بأكمله و عين أعيان المدينة ،، تجاورهٌ زوجته الحاجة رسمية إبنة عمة و إبنة عائلة النُعماني و بصحبتهما ولديهما قدري الكبير و زوجته فايقه تلك الجميلة المُتعالية ،،إبنة شقيق رسمية و إبنة عائلة النعماني أيضاً 


و علي الجانب الأخر ولدهما الثاني مٌنتصر و زوجته هادئة الطِباع نجاة و هي أيضاً إبنة العائلة،، حيث أن عائلة النعماني لا يتزوجون و لا يٌزوجون الغرباء 


صاحت رسمية بنبرة حادة و هي تٌنادي علي إحدي عاملات المنزل بنبرة جامدة  : حُسن ،،إنتِ يا مخبولة 


أتت العاملة ذات السادسة عشر عامً مهروله و هي تٌردف قائلة بنبرة مٌرتعبه  : نعمين يا ست الحَاچة


أردفت رسمية قائلة بنبرة شبه أمرة  : إعملي لنا شاي و هاتي معاه صَحنين كحك و صَحن رواني


أجابتها العاملة بطاعه و أحترام قبل إنصرافها الفوري  : حاضر يا ست الحَاچه 


تحدث الحاچ عتمان موجهً حديثهُ إلي قدري  : أخبار محصول الجمح أيه السنه دي يا قدري ؟ 


أجابهٌ قدري بتفاخر وهو يُرجع ظهرهُ مُستنداً بهِ علي خلف المقعد : المحصول زين جوي يا أبوي ،،الزرعه طرحها مليح جوي السنه دي 


إنتبه الجميع و وجهوا أبصارهم فوق الدرج ينظرون علي ذلك الذي يهبط بخطواتٍ واثقة و هو يرتدي جلبابهُ الصِعيدي واضعً حول عٌنقهِ شالاً رجالي زادهٌ و قاراً و جاذبيه،، و يضع فوق كتفيه عباءة سوداء فخمة و مميزة كَكُلِ أشيائةِ


تحرك إلى الأسفل و خطي بخطواتٍ رزينه حتي وصل لموضع جلوس أبيه و قبل جبهتهٌ بإحترام مٌتحدثً  : كيفك يا أبوي ؟


إبتسم وجه الحاج عتمان لمجرد رؤيتهٌ لوجه صغيره البالغ من العمر الثاني و العشرون،، و تحدثَ بإبتسامة صافيه لا يٌظهرها إلا لذاك الزيدان و فقط  : زين و بخير طول ما أنتَ و أخواتك بخير يا ولدي  


إبتسم لأبيه ثم حول بصرهِ إلي والدتهْ و تحدث و هو يٌقبل مُقدمة رأسها بإحترام تحت إستشاطة قدري من أفعال ذاك الصبي الذي يستحوذ بها علي قلب والديه  : كيفك يا ست الكُل 


بخير يا سبعي طول ما أنتَ بخير ،،،جملة قالتها رسميه بتفاخر لعشق ذاك الفتي القريب من روحِها 


نظر لهٌ والدهٌ و تساءل بإهتمام  :  علي وين العزم إن شاء الله يا زيدان ؟؟ 


أجاب والدهٌ و هو يلتقط قطعة رواني من الحامل التي تحمله تلك الحٌسن بين يديها لتضعه بعد ذلك فوق المنضده و تغادر علي الفور إلي الداخل خشيةً غصب سيدتِها 


أجاب والدهٌ و هو يجلس و يقضم قطعة الرواني بأسنانهِ  : رايح أحضر فرح عامر واد عبدالرحيم الزيني يا حاچ ! 


وتحدثَ منادياً إلي العاملة نجية بنبرة هادئة رحيمة كَقلبِهِ   :  يا نجية 


أتت العامله فتحدث إليها بوجههِ البشوش  : إطلعي جولي لمرعي يخَرچ لي الحُصان من الإسطبل و يچهزُه علي ما أشرب الشاي


أجابته العامله بنعم و أنصرفت للخارج


نظر لهٌ قدري بضيق و تحدث بتكبُر مٌستنكراً أفعال شقيقهُ  :  و يطلع مين في البلد عبدالرحيم الزيني ده عشان تروح لحد دارة و تعمل له جِيمه و كمان تحضر فرح ولده ؟


ضيق زيدان عيناه مٌستغربً تكَبُر شقيقهٌ و أجابهٌ بنبرة مُستنكرة  :  أني رايح فرح صاحبي يا قدري ،، 


و أكملَ مٌفسراً بتعقل  :  صٌح عبدالرحيم الزيني مهواش من الأعيان و كُبرات البلد ،، بس يكفي إنه راچل مُحترمْ و بيتجي الله في حياته و بياكل لُجمته بعرج جبينة هو و ولادة 


إبتسم لهٌ اباه و تحدثَ بإعجاب لحديث ولده العاقل  :  ربنا يبارك فيك يا ولدي ،، هو دِه الحديت الزين ،، طالما الراچل مٌحترم يُبجي فَجرة ميعبوش واصل 


تأففَ قدري ثم تحدثت فايقه ذات العشرون عامً بكبرياء و هي تنظر إلي زيدان بقلبٍ مُشتعل ناراً و حقداً  :  كلام أيه اللي عتجوله دِه يا عمي ،، دِه بردك زيدان إبن الحاج عِتمان النعماني علي سِن ورٌمح،، ولازمً يصاحب ناس من مجامة و مجام عيلته اللكبيرة


و أكملت و هي تنظر إلي زوجها قدري كي تُثبتْ للجميع أن زيدان علي خطأ  :  يبص لقدري و يتعلم منيه كيف بيختار أصحابه من كُبرات النجع و أصحاب المجامات العالية 


أرجع قدري ظهرة للخلف ورفع رأسهُ شامخً بعد حديث زوجته المُفَخَم له ،،  ثم أكدت رسميه علي حديث إبنة شقيقها قائلة بتفاخر و كبرياء  : عِندك حج يا فايقة،، العين بردك متعلاش علي الحاجب و كل واحد و مجامة 


تحدث مٌنتصر بنبرة مُستنكرة  : كلام أيه بس اللي عتجوليه ده يا أما،،معدش فيه حد بيفكر إكده دالوك ،، و بعدين ربنا خلجنا كُلنا سواسية ،، ليه بجا إحنا هنفرز الناس علي حسب مالهم و حسبهم و نسبهم 


وقف زيدان و تحدث و هو يهندم من ثيابه غير عابئٍ بحديثهم العقيم بالنسبة لعقليتهِ المُستنيرة  :  أسيبكم أني بجا تتحدتوا في المجامات العالية والحسب و أمشي عشان متأخِرش علي الفرح


تحدثت رسمية وهي تنظر لهيئة نجلها المشرفة بتفاخر  :  ربنا يحميك من العين يا ولدي ،، وعجبال ما نفرحوا بچوازك


إبتسم لها بوجهٍ بشوش و أردف قائلاً ٠٠٠ إن شاء الله يا غالية 


ثم تحرك إلى الخارج تحت إستشاطة فايقة ونظراتها الثاقبة الناقمة عليه 


*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


بعد قليل 


دلف لداخل الحفل يمتطي فرسهُ العربي الأصلّ،، مٌنتصب الظهر رافعً رأسهٌ بشموخٍ ،، كفارسٍ خرج للتو من داخل إحدى الأساطير العريقة 


كانت نظرات الجميع مُسلطة عليه باعجابٍ شديد ،، رجال النجع ينظرون إليه بتمني لمكانتِهُ عظيمة الشأن و مالهٍ و حسبِه و نسبه،، وكٌل شخصٍ يتمني عظمة شأنه لحالة،، 


أما فتيات النجع تنظرن إليه بأعيُن مسحورات من طلتهِ البهية الرجولية،، وكل واحدة مِنهُنَ تتمناهْ كرجُلها و فارس أحلامها الوردية

  


نزل من فوق ظهر فرسهِ بفروسية و ظهرٍ مفرود و تحرك بين الجميع بابتسامتهِ الخلابه الذي بات يوزعُها علي الحضور ،، مُرتدياً جلبابهْ الصعيدي واضعً فوق رأسهِ عِمامَتهِ البيضاء التي زادتهُ وسامه فوق وسامته و جعلت مِنهُ جذابً للغاية،، 


و بدأ بإلقاء التحية علي كل من يقابله حتي وصلَ و جلس بجانب اصدقاءً له


في الناحية الأخري من جلسة النساء ،، كانت تجلس تلك ال ورد الغير عابئة بما يحدُث من حولها  بجانب والدتها،، تحركت و صعدت لتهنئة إبنة خالها تلك العروس الجميل  ،،إحتضنتها بحفاوة و هنئتها و تمنت لها دوام السعادة 


تحرك زيدان أيضاً من جلسته حيثُ وجهَ بوصلتهُ إلي مجلس العروسان حتي يُهنئ العريس أعز أصدقائة و الذي يُدعي عامر ،، و بالصدفة تحركت ورد كي تهبط 


بنفس توقيت هبوطها كان يصعد مُتجهً حيثُ صديقهُ ليهنئةُ و عروسه


و بلحظة إلتوي كعب حذائها المرتفع   ،، كادت أن تسقط أرضً بفضل إنفصال الكعب عن النعل لولا ساعديه القويتان اللتان إلتحقت بها و أسندت يدها و منعتها من الانزلاق المحقق 


و هُنا يا سادة قد توقفَ الزمان،، حيث لا عادَ يكترسُ الهائمانِ بحضورِ مَنْ في المكان،،ولا لأي شخصٍ كانَ أن كان 


و إلتقت العين بالعين،، و ذابَت بالنظرات التي طالت و كأنهما عاشقان إلتقيا بعد فراق دام مُنذُ الزمان 


حَدَّثَتْهَا عَيْنَاهُ،،، لَمَّا كُلُّ هَذَا الْغِيَابُ فَاتِنَتُي،، 

أَلَمْ تَدْرِي أَنَّنِي أنْتظرتٌكِ مُنْذُ الْكَثِيرِ؟

وَأَبْتَسِمُ وَحَدَثَ مقلتيها الْجَمِيلَتَانِِ،،،

 وَلَكِنَّ،، لَا عَلَيْكِ أَميرَتَي،، فَلِقَدٍّ أَنْسَتْنِي تِلْكَ النَّظَرَةُ أُلِمُّ البُعاد وَمِرَارَةِ الإنتظار  ! 


إبتسمت برقه لحديثُ عيناهِ الجريئة الذي إقتحمَ قلبها و أستوطنهُ دون إستئذان،،


وحدثتهْ عيناها ،،،


أآْخبرك بِسْراً ايها الْأسْمَرَ الْوَسِيمَ 

لَمْ يَحْدُثْ لِي وَاِخْتُطِفتْ هَكَذَا مِنْ ذِي قَبْلَ

تَحُومُ حَوْلَكَ هَالَةَ عَجِيبة تجذِبُنِي، فَتَأْسِرُنِي

وَ هَا أَنَا الْآنَ اعْتَرِفُ أَمَامَكَ وَأُقِرُّ،، انٓ لِعَيَّنَاكَ سِحْرّاً أَثِيرٍ !


في تلك اللحظة أتي إبنُ عمِها إليها سريعً ليقطع وصلة الفؤادِ ذات ،، قائلاً و هو يُزيح عن لمستها يد ذاك القوي المسحور بطلتها  و يسحبها بعنفٍ و غيرة قائلاً بنبرة حادة  :  مُتشكرين يا زيدان علي وجفتك دي


تحدثَ زيدان بصوت رجولي جهوري  :مفيش حاچة تستاهل الشكر يا كامل،، أني معملتش إلا الواجب 


هز كامل رأسهُ بإيماء لذاك الوسيم ثم نظر لتلك الخجولة و تساءل باطمئنان  :  إنتِ زينه يا ورد ؟


تحمحمت وتحدثت حرجً ومازالت عيناها معلقتان بصاحب ذات الرموش الكحيلة وكأنَ بهما شئ خَفي يُجذبُ عيناها و يُجبرها علي النظر داخل عيناه  : الحمدلله يا كامل ،، أني زينة 


إنفرجت أساريره حين علم إسمُها،،،، ورد ،،ياله من إسمٍ مُعبر لذات الرائحة العطرة و الوجة المُنير 


وما أسعدهُ أكثر معرفتهُ لأصلها و فصلها و عائلتها 


تحركت هي بطريقة مُضحكة حيث إنخلع كعب نعلها و باتت تتعرج بحركتها   ،،  وأخيراً وصلت و جلست بجانب النساء و لكن لازالت عيناها مُعلقة بعين ذاك الأسمر القوي البنيان ذو العينان الكحيلة ذات اللون البني كثيفة الرموش 


حدثتها إبنة خالتها بنبرة مُفخمة و هي تبتسم  :  طول عمر حظك نار يا بت خالتي،،حتي يوم متتكعبلي و تُجعِي،،تُجعي في حضن زيدان النعماني اللي بنات الكفر كلياتهم عيموتوا علي طلة واحده من إعِيونه 


نظرت لها بقلبٍ يدقُ بوتيرة عالية عند معرفتها شخصيته ،،فكم من المرات التي إستمعت بها لروايات و حكايات عن زيدان النعماني،، و رجولته و عيناه التي أذاب بها معظم صبايا النجع بالعشق الممنوع ،، و لكنها الأن و أخيراً إلتقتهٌ وجهً لوجه و رأت ذاك الفتي الذي يتحدث عنهْ الجميع 


تحدثت خجلاً  في محاولة منها للتماسك :  و الله إنتِ رايجة يا ماچدة  ،، بجا أني رچلي كانت هتتخلع وإنتِ كل اللي شاغل بالك و فارج وياكي مَسكِة زيدان النعماني ليدي ؟؟


أجابتها نورا بإستهجان  :  وه يا ورد ،، و هي مسكة يد زيدان النعماني ليدك دي حاچة جليلة إياك ؟


أشاحت عنها بصرها حين إستمعت لتوبيخ والدتها لها و هي تردف بهمس قائلة بنبرة حادة  : معرفاش تمسكي حالك وأنتِ نازلة يا مجصوفة الرجبه،،يجولوا أيه عليا حريم النجع،، بتها معرفاش تسند حالها و وجعت علي يد إبن النُعماني ؟


تأفأفت بجلستها من حديث والدتها الحاد و ألتزمت الصمت حتي إنتهي الزفاف دون أن يرا كُلً منهما أية مراسم وذلك لإنشغالهما بإستراق النظر كليهما للآخر 


꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂               


بعد مرور ثلاثة أسابيع


كانت ترتدي ثيابها الدراسية و تتحرك علي إستحياء في الطريق العام للبلده،،عائدة من مدرستها الثانوية الفنية و التي تتواجد خارج النجع ، نظرت إلي ذاك الذي يقف مُراقبً لها ككُلْ يوم مُنذُ أن رآها صدفة من ذي قبل  ،، 


                 ☆ويا حُلوهَا من صُدفه ☆  


نظرت له مبتسمة حين تذكرت ما حدث منذُ الثلاثةُ أسابيع 


أما هو فشعرَ بإهتزاز بكامل بدنهِ حين رأها تظهر أمامه كشمسٍ ساطعة أنارت لهُ دربِهْ الغَائم


تحرك خلفها بهدوء و حين أدركَ خُلو الطريق من المارة إقترب منها و تحدثَ بنبرة حنون  :  كيفك يا ورد ؟


إنتفض جسدها بالكامل رُعبً و تحدثت خجلاً بنبرة مُتلبكة  :  ميصحش اللي بتعملة دِه يا إبن الحلال ، لو حد شافك وياي دالوك يجول عليا أية ؟


أجابها بصوتٍ جهوريٍ غاضب  :  جطع لسان إللي يجيب سيرة زينة الصبايا بكلمة عِفشه 


و أكمل بوجهٍ مُبتسم وكأنه تبدل بأخر  : أني هسألك سؤال وأخد الچواب و أبعد طوالي عشان سمعتك بجت تهمني أكتر ما تهمك


نظرت إليه مٌضيقة العينان و تساءلت مُتعجبة  :  سؤال أية دي ؟!


نظر لها و أبتسمَ و حدثها برجولة و صراحة  : رايدك تكوني حلالي يا ورد ،،و عاوز أعرف رأيك لجل مشيع لأبوكي وأطلب منيه يد الجَمر 


إرتعبَ جسدِها وشعرت بقلبها سيتوقف عن النبض لشدة سعادته وعدم تصديقه لما قيل من ذاك الزيدان التي عشقت عيناه مٌنذٌ أن رأته للوهلةِ الأولي 


نظر لها بضحكة عيناه الكحيلة و تساءل بتلائم  : جولتي أية يا جَمر ليلي ؟


علقت عيناها بعياه مُستغربه كلمات الغزل الذي ينثِرُها علي مسامِعها مٌنذٌ أن إلتقاها،، فنظر لها مؤكداً و أردفَ قائلاً بتأكيد  :  إيوة يا ورد،،جمر ليلي و شمس حياتي اللي نورت من بعد ليل غميق عاتم 


تساءلت بعيون عاشقه غير مُصدقة :  إمتي و كيف يا زيدان ؟!


إشتعلت نار صدرهِ عشقً واتسعت عيناه الكحيلة غير مستوعبه ما نطقته تلك الساحرة الصغيرة بلسانها وأشعلت بهِ كيانةُ،، 

و تساءل حالهْ ،،، أحقاً تعرفين إسمي و نطقتي بهْ غاليتي ،،يا لسعادتي وهناء قلبيّ العاشق


أجابها بعيون هائمة  :  زيدان النعماني زاد فخر و شرف بنطج إسمه علي لسانك الطاهر يا زينة الصبايا  


ثمَ أجابها ردً علي سؤالها : أما أمتي و كيف عِشجتك إكدة ، فاحب أجول لك إني جلبي مولود بعشجك 


وأردفَ قائلاً بتفسير  :  تعرفي يا ورد،،أني شُفتك جبل الزمان بزمان 


ضيقت عيناها مستفسرة بابتسامة حانيه  : كيف يعني ؟!


إبتسم لها برجوله و أردفَ مٌفسراً  : من أول معرفت يعني أيه عشج وأني رسمت صورة حبيبتي اللي أتمنيتها في خيالي ،، 

كيف شكلها؟ 

كيف ضِحكِتها و كيف راح تكون عيونها وهي بتبص لي؟

كيف صوتها العاشق وهي بتتغني بحروف إسمي؟ 

و لحظة عيني ما چت في عينك لما كُتي هتُجعي و مسكت يدك ،، زي ما أكون كت بحلم و فوجت علي أحلا حجيجة ، 


و أكملَ بعيون عاشقه  :  لجيتك يا غالية كيف ما رسمك خيالي بالظبط،،لجيتك و دِنيتي أصبح ليها طعم و لون  ،،جولت لحالي يا ويلك يا آبن النٌعماني من نار عشج أم عيون كحيلة لو مكانتش مجسومة لك


إبتسمت فرحً وتحدثت  : كلامك كَنه شعر يا واد النُعماني 


أجابها برجوله  : كلامي كان عادي لحد السبوع اللي جبل اللي فات ،،لحد ما شفت عيونك الكحيلة يا زينة الصبايا 


وأكمل مداعبً إياها بعيون عاشقة  : عيونك تِنطِج الحَچر يا بت الرچايبة 


نظرت له بعيون مسحورة من سحر كلماته التي سحبتها من عالمها و أدخلتها لعالم ولأول مرة تخطو به،، عالم العشق و الغرام 


إبتسمت له بجاذبية أذابت قلبه أكثر مما هو عليه ،،وبلحظة إرتبكت و كأنها وعت علي حالها و تحدثت بنبرة مُرتبكة  :  أني ماشيه،، و متحاولش تكلمني تاني يا أبن الحلال،، أبوي لو عرف إني وجفت وإتحددت وياك هيكون فيها جطع رجبتي 


تحدثَ بحماية بنبرة صارمة و صوتٍ رجولي حاد  : محدش يجدر يمسك طول ما زيدان النعماني موجود علي وش الأرض


نظرت إليه وابتسامه سعيدة كست وجهها وأكملَ هو بتفاخر  :  ولا حتي أبوكي ذات نفسيه يجدر يجرب لروح جلب زيدان 


إشتعلَ جسدها بالكامل من جمال كلماته التي تنطقُ عشقً 


شعر بالتفاخر بحالهِ حين رأي سعادتها و تساءل بنبرة حنون  : مسمعتش رأيك في طلبي يا زينة البنات ؟


تساءلت بلؤمٍ و تخابُث  :  اللي هو أيه طلبك دي ؟


ما جولت رايدك يبت الناس،، رايدك تنوري لي عتمة ليلي في الحلال ،،،كلمات قالها زيدان بعيون مسحورة بجمال عيناها 


إحتضنت حقيبة كُتبها وقربتها من صَدرِها بشدة و إبتسمت خجلاً و أردفت قائلة بنبرة حنون دلالةً علي موافقتها  :  اللي يشوفه أبوي في مصلحتي أني موافجه عليه 


وألقت نظرة عاشقه من عيناها المٌهلكة عليه ثم أسرعت بمشيتها و تركتهُ خلفها يغلي كالبركان من جمال صوتها الحنون و نظرتها العاشقة 


وضع يدهُ فوق صَدرهِ وتحسسهُ بدلال وأخذ نفسً عميقً و هو ينظر علي أثرها و أردف قائلاً بهيام  :  يا أبوووووي 


ضل ينظر عليها حتي أختفي أثرها عن ناظريه ثم تحركَ متجهً إلي وجهته بقلبٍ يتراقصُ فرحً


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


في اليوم التالي 


داخل منزل الحاج عتمان النٌعماني 


كان يجلس الحاج عتمان النعماني و تجاورهُ الجلوس الحاجة رسمية  

وأبنائة،،قدري وزوجته فايقة،،ومنتصر وزوجته نجاة 


تحدثت رسميه بنبرة حادة و هي ترمُق ولدها صغير السن كبير العقل و التفكير بنظرة غاضبة  :  بتجول أيه إنتَ يا زيدان،،إتجننت إياك يا ولدي ؟


إصبري يا حاچه لما نفهموا منيه الموضوع ،،،جملة تفوه بها الحاج عتمان ليُهدئ بها من روع زوجتهِ الثائرة


هتفت رسمية بنبرة غاضبة  :  نفهموا أيه يا حاچ،،إبنك بيجول لك رايد يتزوج من بنات الرچايبه،،


ثم وجهت بصرها إلي زيدان و تساءلت بنيرة صارمة  :  كانوا جصروا في أيه بنات النعمانية لما تروح تجيب لي واحده غريبة تسكن وياي في داري ؟


نظر لها زيدان باستغراب و تحدثَ بنبرة إستهجانية  : غريبة كيف و هي هتُبجا مرتي يا أماي ؟


و أختي بدور اللي مكتوبه علي أسمك من يوم ما أتولدت يا واد عمي،،مفكرتِش فيها ؟!


تلك الجملة تفوهت بها فايقة التي إشتعلت نارها أكثر مما هي عليه من ناحية ذاك الزيدان و الذي أصبح ألدُ أعدائها مُنذ القريب   


أجابها زيدان بنبرة قويه و صوت جهوري  :  و أني موعدتش أختك بالزواج و لا عمري لمحت لأبوي و لا حتي لعمي إني رايدها يا فايقه


تحدثت فايقة بحده بالغه و غيرة واضحة مُقللة من شأنهِ كي تُحرق روحهُ :  و ميتا الصِغار كان ليهم رأي بعد إتفاج الرچال يا واد عمي  ؟ 


و عشان أني مش إصغير و ليا رأي بجول لك إني إختارت ورد و هتزوجها ،،جملة قالها زيدان بنبرة جامدة صامدة مٌتحدياً إياها 


كان قدري ينظر إلي غضب زوجته المبالغ به بقلبٍ مُشتعل بنار الغيرة ولكنهُ فضل الصمت كعادته المُخزية الخَبيثة 


وأني ماموافجاش يا زيدان ،،جملة تفوهت بها الحاجه رسمية بنبرة صارمة


قاطعهم عتمان بصوتٍ غاضب وهو ينظر إلي رسمية و فايقه :  والله عال يا ولاد  ،،حريم الدار بجي ليهم رأي و صوتهم بجا يعلا علي أصوات الرچال 


إنتفضت فايقه رُعبً و تحدثت سريعً بنبرة هادئة كي تمتص غضب والد زوجها  : حجك علي راسي يا عمي ، ورب الكعبة مجصدت أضايقك ،


و أكملت و هي ترسم علي وجهها الحُزن المُصطنع كي تستدعي تعاطف الحضور معها  : أني بس صعبان علي كسرة جلب أختي بدور اللي هتتجهر لما تعرف إن واد عمها فضل عليها واحدة لا من توبنا و لا من دمنا و لا حتي تخُصنا 


تحدث عتمان ناهراً إياها بنبرة حادة  :  خِلصنا يا فايقة ،، 


ثم نظر إلي ولدهُ و تحدثَ بنبرة حادة  : و إنتَ يا زيدان ،إعجل يا ولدي و راجع حالك،،عيلة الرچايبه مفيش بيناتنا و بينهم و لا نسب و لا ود ،، ده غير إن بت عمك أولي بك و متعشمة فيك 


إنفرجت أسارير فايقة و رسمية التي تفوهت بنبرة مساندة  :  عين العجل كلامك يا حاچ 


حين تحدث زيدان إلي والدهُ معترضً بإحترام  :  بس أني رايد بت حافظ الرچايبي يا حاچ و مرايدش واحدة غيرها 


و أكملَ بتفاخر و عشقٍ لم يستطع تخبأتهُ عن عيون الجميع  : رايدها تكون مرتي في الحلال،، ولو مش هي مش هيُبجا فيه حد غيرها


يعني أيه الكلام دِه يا زيدان  ؟ 

جملة تفوة بها قدري شقيقهُ الأكبر


تحدث إليةِ زيدان بنبرة قوية  :  يعني لو متزوچتش بت حافظ الرجايبي يُبجا يحرم علي صنف الحريم كلياته يا قدري 


أجابهُ قدري بنبرة خبيثه كي يٌشعل والده من ناحيته أكثر  :  عيب عليك الكلام ده يا زيدان ، طب حتي أحترم كلمة أبوك اللي أداها لعمك زمان 


تحدث عتمان بنبرة صارمة ناهياً الجدال الدائر  : سيبوني لحالي مع زيدان  


نظر لهُ قدري و تحدثَ بنبرة خبيثة  : خليني وياكم يا حاچ لجل ما هدي بيناتكم 


هتف عتمان ناهراً إياة بنبرة صارمة  : جولت سيبوني مع ولدي لحالنا ،مهتسمعش الكلام ليه يا قدري ؟


أجابهُ قدري بطاعة مُصطنعة  :  حقك علي راسي يا حاچ،، أني كان غرضي خير 


همَ الجميع بالوقوف و تحركوا بإتجاة الخارج و تركوا زيدان بصحبة عِتمان الذي وجه حديثهُ إلية مُتسائلاً بهدوء  :  أدينا بجينا لوحدينا يا زيدان،،  ودالوك جولي بصراحة  ،،  حكايتك إية مع بت الرچايبة دي  ؟


نظر له زيدان ثم أنزل عنه بصرهِ وصمت ، فأردفَ عتمان قائلاً بنبرة حنون مُشجعً إياه علي التحدُث  : صارحني و أتكلم وياي راچل لراچل يا زيدان 


رفع زيدان رأسهُ و تشجع من حديث والده وأردفَ قائلاً بنبرة حنون  : ولدك عشجان يا أبوي و ده لا بيدي و لا بكيفي، ولولا إكده كلمتك كانت هتُبجا سيف علي رجبتي وأنفذها من غير أي نجاش


أطال عتمان النظر داخل أعيُن ولده ثم تساءل باهتمام  :  إسمها أيه البت دي ؟! 


نظر سريعً إلي والده و نطق بنبرة هائمة تدل علي عشقة الذي تخطي عنان السماء،، متي و كيف،،هو لا يدري  :  ورد يا أبوي ،،إسمها ورد


مليحة يعني البت دي و تستاهل عشج زيدان النعماني ؟ ،،جملة تساءل بها عتمان ولده وهو يٌغازلهْ بإبتسامة حانية


اجابهُ زيدان بعيون عاشقه لم يستطع السيطرة علي كبحِها  : مليحه جوي يا بوي،،زينة صبايا النجع كلياتهم 


إبتسم عتمان و هز رأسهٌ بتفهم و تحدثَ بنبرة هادئة   :  مبروك يا زيدان،، إنهاردة هشيع لأبوها و أطلب يدها لزينة رجال النجع كلياته،، زيدان عِتمان النعماني


نظر إلي والدهُ بعيون غير مٌستوعبه لما تفوه به للتو و تساءل مُستفسراً  : صُح الحديت دي يا أبوي ؟


إبتسم عِتمان بخفة وأجابه لائماً   : من ميتا عتمان النعماني بيجول أي كلام يا واد 


تحدثَ سريعً بأسف  :  العفو يا أبوي ،، أنا بس من كُتر فرحتي مش مصدج حالي واللي سمعته منيك


ثم وقفَ سريعً مُتجهً إلي والده و أمسك كف يده و قبلها باحترام و قبل رأسه بلهفه و أردفَ قائلاً  : ربنا يديمك فوج راسي يا أبوي 


ربت عتمان علي كتف ولدهُ بحنان و تحدثَ عالياً مناديً لأهل المنزل،، أتي إليه الجميع مهرولين


فتحدث إليهم عتمان  بطريقة حاسمة : باركوا لزيدان علشان هشيع لعيلة الرچايبة اليوم لجل ما نطلبوا يد بتهم


نزلت تلك الكلمات علي فايقة أشعلت قلبها ناراً ،،وإستشاط داخل رسمية التي ردت بنبرة إعتراضية غاضبة  : كلام أية اللي عتجولة دِه يا حاچ ؟


وقفَ عتمان و دق بعصاه الأرض في حركة تحذيرية عن غضبتهِ القادمة و أردفَ قائلاً بحدة  : إللي سمعتيه يا حاچة،،  و لحد إهني وخلص الكلام ! 


وأكملَ منادياً علي ولدهِ بنبرة أمرة  : قدري  


رد قدري سريعً خشيةً غضبة والده  :  نعمين يا حاچ 


فأكملَ عتمان بنبرة صارمة  :  تاخد وياك زيدان و تروح لدار حافظ الرچايبي،، و تجول له أبوي طالب يد بتك لزيدان أخوي، و جول له يحدد لنا يوم علشان نروحوا نجروا فيه الفاتحه و نتفجوا علي كل حاچه 


  إقترب مٌنتصر من زيدان و أحتضنهُ بسعادة و أردفَ قائلاً بنبرة حنون :  ألف مبروك يا زيدان،، ربنا يتمم لك علي خير يا أخوي 


أجابهُ بفرحة عارمة  :  الله يبارك فيك يا مٌنتصر ،،عجبال ما تچوز  يزن


  

ثم حول بصرهِ إلي والدته ينتظر منها مباركة خطوته تلك،، رمقتهُ بنظرة غاضبة و تحركت للخارج كالإعصار ،تلتها فايقة 


حين نظرت نجاة إلي زيدان بابتسامة صادقه و تحدثت بأخوة  : ألف مبروك يا واد عمي ،،ربنا يتمم لك بخير و يجعلها من حدك و نصيبك 


إبتسم لها بوجهٍ بشوش وأجابها : تُشكري يا أم يزن،عجبال يزن


دلفت فايقة إلي حجرة عمتها وجدتها تتحرك داخل الغرفة و تفرك كفيها ببعضهما و الغضب يسيطر علي تقاسيم ملامحها القاسية


تحركت فايقة إلي وقوف رسمية و أردفت قائلة بنبرة حزينة كي تستدعي غضبها و أعتراضها أكثر  :  عاچبك اللي عمله عمي عتمان ده يا عمة ،، يا جهرت جلبك يا بدور يا خيتي،،كيف هتستقبل الخبر الشوم ده  ؟ 


كيف راح أجول لها إن واد عمك فضل عليكِ بت الرچايبه و خلي سيرتك لبانة علي لسان اللي يسوي و اللي ميسواشي في النچع 


رمقتها رسمية بنظرة حارقة و تحدثت بنبرة ساخطة  : إجفلي خاشمك و جفلي علي حديتك الماسخ ده يا بت ثنية،،أني منجصاش عويلك ده


تظاهرت بالدموع و أردفت قائلة بنبرة خبيثة : حتي إنتِ كمان يا عمه هتاجي علي و توبخيني زي عمي الحاچ عتمان 


و تحدثت إليها و هي تلتقط كف يدها و تميل عليه  : أحب علي يدك تكلمي عمي عتمان و تخليه يتراجع عن جرارة دِه 


أجابتها رسمية بنبرة ساخطة و هي تجذب يدها من ببن راحتيها بعنف  :  بت الملاعين كنها كلت عجل الواد و خلته عشجها،،  و طالما عتمان شاف عشج زيدان في عنية يُبجا مهيتراجعش عن قرارة واصل   


أجابتها بنبرة مُشتعلة و غيرة تنهش بصدرها بدون رحمة،، و عيون متسعة تُخرجُ ناراً لو أُتيح لها الخروج لدمرت المنزل بأكملهِ  : و مين فينا كان إتزوچ اللي عِشجه قلبه و إرتاحت روحه لجل ما يرتاح هو 


  

و كادت أن تُكمل لولا إستماعها لبعض الطُرقات فوق الباب،، أوقفتها رسمية بإشارة من يدها و تحدثت إلي الطارق بنبرة صوت حادة  :  إدخل يلي بتخبط 


فتح زيدان الباب و طل منه بطولهِ الفارع و وجههِ البشوش و أردفَ قائلاً بنبرة حذرة  : عاوز أتحدت وياكِ شوي يا أماي 


رمقتهُ فايقة بنظرة غاضبة،، و تحدثت رسمية بنبرة حادة ساخرة  :  هو لسه فيه حديت عشان يتجال يا واد بطني ؟ 


خطي زيدان بساقية للداخل ثم وجهَ حديثهُ بهدوء إلي تلك المُستشاطة  :  سبينا لحالنا شوي يا فايقة ،، عاوز أتحدت مع أمي لوحدينا


رمقته فايقة بنظرة حارقه ثم تحركت من جانبه كالإعصار إلي الخارج و صفقت خلفها الباب بحدة بالغة 


تحرك زيدان إلي والدته و أمال بطولهِ الفارع علي رأسها و قبلها تحت نفورِها مُتحدثً بهدوء  : مهتباركيش لزيدان و لا أية يا حاچة رسمية  ؟  


أجابته بهتافٍ حاد  :  أباركلك علي أيه يا زيدان؟

علي خيبة أملي الكَبيرة فيك، ولا علي كسرتك لكلمتي اللي إدتها لأخوي  ؟


تنفس الصعداء حتي يُهدئ من روعهِ كي يتمالك من حالهِ حتي لا يُحزن والدته ثم تحدثَ بهدوء متلاشيً حديثها وغضبها  :  طب مش هتسأليني إشمعنا إختارت ورد دونً عن بنات النجع كلياتهم ؟


نظرت إليه بضيق و تحدثت بنبرة ساخرة  : أظن ما هتجول لي عشج و حديت ماسخ ملوش عازة عِندي 


نظر لها بحزن و أردفَ متساءلاً  :  ليه هتبصي للعشج إكدة يا أماي


أجابته بقوة و صرامة  :  عشان فيه حاچات كَتير أهم من المسخرة اللي شاغل لي بيها حالك دي ،،فيه العيلة و النسب اللي لازمن تفكر فيهم زين،، 


و أكملت برجاء و هي تحثهُ علي التراجع  :  راجع نفسك يا ولدي وأنسي بت حافظ وشيلها من راسك،،إطلع جول لأبوك إنك راجعت حالك و أختارت بت خالك 


تنفس الصعداء و أجابها بهدوء  :  معادش ينفع يا أماي،،لما الجلب بيأمر ما علي العجل إلا الإنصياع 


يُبجا تنسا إن ليك أم و إني أرچع أعاملك زي اللول تاني ،،كانت تلك كلمات قاسية قالتها رسمية بقوة و صرامه 


هتف باعتراض و نبرة ضعيفه يستجدي بها تعاطُفها :  متعمليش فيا إكده يا أماي


ردت بقوة ناهية الحديث  :  دماغي وجعاني و عاوزة أنام 


و أكملت بنبرة تهكمية و هي تشملهُ ساخرة  : روح چهز حالك يا عريس 


و تحركت بإتجاه باب الحُجرة و فتحتها علي مصرعيها،، ثم أشارت بيدها إلي الخارج في دعوة صريحة منها لخروجهُ الفوري 


تحرك بقلبٍ حزين و وقف مقابلاً إياها،، ثم نظر لعيناها بتألم و هو يتوسلها بأن ترحم ضُعف قلبهِ العاشق ،، سحبت هي عيناها كي لا تضعف أمام عيناه المتوسلة ،خرج و صفقت خلفهُ الباب بحده كادت أن تخلعه مما أحزن قلب ذاك الفتي   


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


صعد قدري إلي جَناحهٌ الخاص به و بزوجته كي يرتدي ملابس مناسبة لذهابهٌ بصحبة زيدان إلي منزل حافظ الرجايبي كما أمرهٌ والدهٌ 


وجد فايقه تقف مترقبه دلوفهٌ و كأنها تنتظره ،،تحرك للداخل يخلع عنه جلبابه مٌتحدثً بنبرة سريعة   :  طلعي لي غيار علي ما أدخل أتسبح يا فايقه 


تحركت إليه و تساءلت بنبرة غاضبة  :  إنتَ بردك هتسمع كلام أبوك و تروح لبيت حافظ تطلب يد بته لزيدان ؟


أجابها بنبرة ساخرة  :  لا طبعاً ،،هسمع كلامك و أعصي كلام أبوي عشان يطربِجها فوج دماغي و يحرمني من ماله و عِزه أني و عيالي 


و أكمل بنبرة ساخطة  :  جهزي لي الغيار و أخزي الشيطان يبت عمي،، 


و أكملَ بنبرة صوت يُغلِفُها الشر  :  و يا عالم،،مش يمكن دي تكون نقطة البداية في خراب علاجة أبوي بزيدان ؟ 


أردفت قائلة بنبرة مٌحبطه  :  دِه عشم إبليس في الجنة يا قدري ،،زيدان واكل عجل عمي بكلامه المعسول و علامه و دماغه الفهمانه ،،وأكيد عمي مهيفرطش في الوحيد المتعلم فيكم لجل عيونك إنتَ و مٌنتصر و إنتوا حتي مهتعرفوش تفكوا الخط 


أجابها بنبرة مُشتعلة غائرة  :  و هو بالعلام إياك يبت ثنية ؟ 


و أكمل بشرٍ  :  بكرة أفرجك چوزك اللي مش متعلم دي هيوصل لفين و هيعمل أيه 


لوت فاهها بسخرية و تحركت إلي خزانة الملابس لتٌخرج له ثيابً مناسبة لتلك المناسبة المشؤؤمه بالنسبة لها 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


بعد أربعة أشهر من ذلك اليوم 


عصراً داخل حُجرة رسمية،، دلفت إليها إبنتيها صباح وعَلية ،، وجداها تجلس فوق فِراشها بوجهٍ غاضب مُحتقن،، تُجاورُها تلك المُشتعله بنار الغيرة 


إقتربت صباح وجلست بترقُب بجوار والدتها و تحدثت بنبرة حَذِرة  :  زيدان بيلبس خلجاتهُ في شُجتة فوج و زمناته نازل لجل ما يروح يچيب عروسته يا أماي،، مهتجوميش تستجبلية وتزغرطيلة  ؟ 


شاحت ببصرها بعيداً عنها وتحدثت بنبرة جافة  :  أني مجيماش من مُطرحي إهني غير لما العروسة تاجي و أستجبلها 


و أكملت بحدة مُفسرة  :  و دِه لجل شكلنا جُدام حريم النجع ،، لا أكتر و لا أجل 


أردفت علية بنبرة هادئة في محاولة منها  لإستدعاء مشاعر الأمومة لدي والدتها ذات القلب القاسي   :  و هيهون عليكي تعملي إكدة في زيدان بردك يا أماي  ؟  


قاطعتها تلك المُشتعله هاتفة بنبرة غاضبة كي لا تَدعْ الفرصة لحنين قلب رسمية إلي زيدان  :  و إشمعنا هي هانت علية ورِضي عليها المزلة جِدام أبوي 


رمقتها علية بنظرة مُحذرة و أكملت غير عابئه بحديث تلك الحقودة  :  دَه آنتِ عارفة إن زيدان روحه فيكي يا أماي ،، و عارفة كَمان إن فرحته مهتكملش غير لما تاخديه في حُضنك و تطبطِبي عليه 


كفاية عليه حُضن بت الرچايبة اللي فضلها عليا وكسر كِلمتي لجل خاطر عنيها  ،، كانت تلك جُملةً حادة نطقت بها رسمية بملامح وجة مُكفهرة 


تحدثت إليها صباح بنبرة لائمة  :  عاملة في نفسك و في زيدان إكده ليه يا أماي؟ 

و أكملت  :   كُل دِه عشان إختار الحُرمة اللي هتنام في حُضنه  ؟ 


صاحت بها فايقة بنبرة غاضبة وعيونً تُطلقُ شزراً  :  و هو عشان يريح جلبُه يكسر كلمة أمه وهيبتها جدام اخوها و مرتُه 


متولعاش أكتر ما هي ولعانه يا فايقة.،،، جملة تفوهت بها صباح بنبرة حادة 


فأجابتها بنبرة حادة  :  اني مهولعهاش يا صباح،، هي ولعانه لوحديها يا بت عمتي،، ولو إنتِ شايفه إن اللي حُصل دِه هين،، يبجا العيب فيكي  ،، ده كفاية إن أمي وعمتي لاول مرة بيجاطعوا بعض وكُل دِه بسبب بت الرچايبة 


أردفت صباح بنبرة حادة  :   كُل الغِل اللي چواكي دِه لزمته إية يا فايقة،،  


و أكملت مُفسرة  :  بدور و إتجوزت من شهر من إبن عمها و أبوي بذات نفسيه كان وكِيلها،، وخالي وسامح زيدان و عذرة ،، و بدور بذات نفسيها عايشة مرتاحة مع واد عمها ولا علي بالها الموضوع من الاساس  ،، إنتِ بجا أية اللي حارج جلبك چوي إكده  ؟ 


و أكملت بنبرة لائمة  :  دِه بدل ما تهدي عمتك من ناحية ولدها بتشعليليها زيادة و تجوميها عليه أكتر  ؟

خافي ربنا يا فايقة ده آنتِ عِنديكي ولاد و بكرة هيترد لك فيهم 


رفعت قامتها للأعلي وتحدثت بكبرياء :   أني ولادي هيبجو رچالة كيف أبوهم يا صباح،، مهيعملوش كيف أخوكِ ويفضلوا عِشج الحريم و المسخرة علي مصلحة العيلة 


نظرت صباح لها بغضب ثم تحدثت إلي والدتها وصمتِها الرهيب  :  يلا يا أماي جبل ما زيدان يدلي من شُجتة 


صاحت رسمية بنبرة حادة و ملامح وجه قاسية  :   خلصتوا لتُكم  وعَچنكم الماسخ  ،،


وأكملت بنبرة جافة و هي تُشير بكف يدها بإتجاة باب الغُرفة  :  يلا كلياتكم علي برة ولما تجرب العروسة تاچي أبجوا أدوني خبر لجل ما أطلع أستجبلها كيف الأصول 


نظرت صباح إلي شقيقتها بإحباط و تحركتا للخارج ليستقبلا شقيقهما بخيبة أمل 


___________________


بعد ساعتان،، كانت سرايا النعماني تأجُ بنساء العائلتين وهُنَ يلتفنَ حول العروس الجميلة،، 


أما فايقة التي كانت ترمُقها بنظرات يتخللها الحقد و الغل و الغيرة 


دلف هو للداخل بطلتهِ الرجولية و هيئتةِ الخاطفة للأنفاس و تحرك بقلبٍ لاهث بإتجاه عروسه المُبغاه 


إقتربت منه والدته مُرغمة و أفسحت له الطريق حتي أوصلته لتلك الورد الذي و ما أن رأها حتي وقفَ أمامها مُتسمراً مٌسحوراً بجمالها ،،إستفاق علي حالة حين إستمع لصوت والدتهٌ و هي تنادي بإسمه بنبرة صارمة و كأنها تنبههٌ وتدعوهُ للإستفاقة


حملها برجولة بين ساعديه و لفت هي ذراعيها حول عنقه برقة مُتشبشة بعُنقِه بنظرات خجِلة ،،و صعد هو بها الدرج بظهرٍ مفرود أمام عيون الجميع و منه إلي الممر المؤدي إلي جناحهُ الخاص بزواجه 


كانت شقيقتهُ صباح بانتظارة وتحدثت إليةِ بعيون سعيدة  :  ألف مبروك يا أخوي  


ثم تحدثت إلي ورد بإبتسامة حنون  :  ألف مبروك يا عروسه 


أومأت لها ورد وأنزلت بصرها عنها خجلاً حين تحدث زيدان بنبرة رجولية  : عجبال ولادك يا صباح 


و فتحت صباح له باب الجناح علي مصرعية حتي دلف إليه حاملاً عروسه ثم أغلقت الباب سريعً و اطلقت الزغاريد و اتجهت للأسفل 


وقف بمنتصف البهو و نظر إليها بأنفاس مُتقطعة من شدة جمال تلك الفاتنة ،،نظر لداخل عيناها و تحدثَ لتلك المُتعلقة برقبته وهي تنظر لهُ خجلاً 

فتحدثَ زيدان بنبرة حنون ليٌزيل عنها خجلها :  نورتي حياة زيدان يا روح جلب زيدان ،،مبروك يا ورد 


إبتسمت خجلاً و أردفت قائلة و هي تنظر للأسفل   :  الله يبارك فيك يا زيدان 


إشتعل داخلهٌ عندما أستمع لإسمهِ من بين شفتاها المٌهلكة و لكنهٌ تمالك حالهٌ لأبعد الحدود،، ثم تحرك بها داخل غرفتهما الخاصة و وضعها بحنان فوق التخت المُخصص لهما،، و اقترب منها و جلس بجانبها ثم مال عليها و أسند رأسها بيده و بدون مقدمات مال علي شفتاها ينهل منهما و يشرب من شهد عسلهما المُميز 


و بعد مدة إبتعد عنها لاهثً يأخذ أنفاسهٌ بعمقٍ و ينظر إليها بعيون عاشقة،،أما ورد التي كان جسدها ينتفض رُعبً و خجلاً منه 


نظر إليها و أمسك كتفيها برعايه و تحدثَ مطمئنً إياها  : ليه الخوف و إنتِ بين أحضان حبيبك يا ورد   ؟


إبتلعت لُعابها وتحدثت خجلاً  :  إعذرني يا زيدان،،غصب عني والله 


أجابها بعيون عاشقه  :  عاذرك يا جلب زيدان من جوة،،بس أني عايزك تسيبي لي نفسك و تنسي خوفك و أني هنسيكي في حُضني الدِنيا كِلاتها


هزت رأسها بإيمائة خجِلة و أحتضنها هو ليطمئن روحها ثم تحسس سحاب ثوب زفافها و سحبهٌ للأسفل مزيلاً عنها ثوبها بهدوء 


و بعد مدة طويلة كانت تتمدد بجانبه واضعه رأسها فوق صدرهِ العاري و هو يتحدث بنبرة حنون و أنفاس لاهثة  :  ألف مبروك يا ورد،،مبروك يا زينة الصبايا 


إبتسمت خجلاً و أردفت قائلة بنبرة عاشقة  : الله يبارك فيك يا زيدان 


وضع يدهُ تحت ذقنها و رفعها ليقابل ساحرتيها الجميلتان و أردفَ مُتساءلاً بدلال  :  لساتك خايفه من زيدان  ؟

‏ 

هزت رأسها بنفي و أبتسامة خجولة كست ملامحها،، ثم دفنت وجهها داخل صدرهِ العريض مرةً آخري


و أردف هو قائلاً بنبرة حنون  :  أوعي تخافي من أي حاچة طول ما حبيبك چارك  يا ورد ،،عاوزك دايماً إكده تدفني حالك جواي و فيا ، و أي حد يضايقك أو يزعلك تاجي و تحكي لي طوالي،،فاهمه يا ورد ؟


هزت رأسها بطاعة و صمتٍ و ما زالت مُختبأة داخل أحضانه بخجل ،،فرفع لها وجهها و تحدثَ بنبرة ملامه مُصطنعة   :  و بعدين وياكي يا جلبي،، هتفضلي حرماني من متعة النظر لعنيكي كتير إكدة ؟


إبتسمت و رفعت وجهها و ألتقت عيناها بعياه و بدأ حديث العيون يشرح ما بداخلهما و تلاوته ،، مال علي شفتاها و قبلها بشغفٍ و جنون،،


أما هي فكانت عديمة الخبرة و هذا ما زادهُ بها جنونً و رغبة أكثر و أكثر 


بات يُزيدها من جنون عشقه المُميز طيلة الليل حتي وقعا كليهما صَريع النوم و التعب داخل أحضان الأخر 


تٌري ما الذي يحملهٌ الغد لزيدان و ورد ؟ 


 💘💘💘💘💘💘💘💘


الثانى💘

بعد مرور عشرة أشهُر علي زواج زيدان و ورد،، قضتهم ورد في صراعات و مناوشات حادة وخطط مُحكمة و مدروسة جيداً من تلك الشَمطاء المُسماه ب فايقة،، وكُل هذا فقط لتجعل الجميع يراها بصورة مغلوطة وكي تُظهر للجميع أنها ليست بالزوجة المناسبة ل زيدان النُعماني،، ولكن دائماً ما كان زيدان يُكشف خِطتها ويقف لها بالمِرصاد،، بخلاف ذلك كان داعماً وسنداً قوياً لزوجتهِ الرقيقة

وقت الظهيرة داخل منزل الحاج عِتمان النُعماني،، تجلس الحاجة رسميه فوق أريكتِها بوسط بهو منزِلُها بكبرياء و غرور،، تجاورها تلك الشمطاء المسماه ب فايقة تتناولان الأحاديث المُتبادلة بينهما

إستمعا إلي صوت صياحٍ عالي يأتي من أعلي الدرج ، إنها حٌسن، تلك العاملة التي تعمل لديهم بالمنزل مٌنذ الكثير و هي تُهرول سريعً قائلة : يا ست الحاچة ، يا ست الحاچة

حولت رسمية بصرها لأعلي الدرج و تساءلت بنبرة ساخِطة كعادتِها : فيه أيه يا مخبولة إنتِ،، خَلعتِيني

نزلت الفتاه و وقفت أمامها تتنفسُ عالياً وتحدثت بصوتٍ لاهث : الست ورد تعبانة جوي ،، وكَنها إكدة هتولد،، أني سايبة الست نچاة وياها فوچ وچيت أجول لحضرتك لجل ما تتصرفي

وقفت رسمية بقلق و تحدثت علي عُجالة : طب إطلعي بلغي مرعي يروح طوالي يچيب جليلة الداية و يستعچلها

هرولت الفتاه إلي الخارج و تحركت رسمية بإتجاهها إلي الدرج،، أوقفها صوت فايقة الجَهوري التي أردفت بتساؤل : علي وين العَزمْ يا عَمة ؟

توقفت رسمية و التفت إليها لتُجيبها : هطلع أشوفها يا بتي

إنتفضت من جلستها و تحركت سريعً حتي وقفت قُبالتِها و أردفت قائلة بنبرة خَبيثة كي تُجدد إشتعال قلب رسمية بإتجاة ورد : هتجَللي من جِيمتك و تطلعي لواحدة زي دِي ؟1

و أكملت بنبرة يتغللُها الغل والحقد : دي واحدة عجربة وجليلة أصل و بدل ما تحَاول تِصلح بينك وبين ولدك خلت العداوة تزيد بناتكم أكتر من اللول

وآسترسلت بخُبثٍ لتذكيرها : نسيتي جوام لما راحت فَتنت لزيدان وجَالت له إن فايقة إتعَاركَت معاي و شَندَلَتني وآُمك وجَفت في صفها وشَتَمتني لجل بت أخوها ،، و زيدان راح إشتكَاكي لعمي عِتمان،، وكانت السبب في إن أول مرة عمي عِتمان يعلي صوته عليكي ويهينك جِدامنا كِلياتنا


وما أن نطقت تلك الشَمطاء بجُملتها حتي إشتعل داخل رسمية وتجددَ غضَبِها من تلك المِسكينة التي لا ذنب لها سوي أن زيدانها عشقها وبجنون ،،

ولكنها سرعان ما تغاضت عن غضبها وتحدثت بهدوء وحكمة تليقُ بمكانتِها : ميصحش يا فايقة،، البت لحالها فوج والإصول بتجول إن لازمن أجف وياها وهي بتولد،، إفرض آُمها چت دالوك،، تجول عليا أية

تحدثت إليها فايقة وهي تسحبها من يدِها وتتحرك بها إلي الأريكة التي تتوسط البهو : إجُعدي يا عمة و ريحي حَالك،، أول هام هي مش لوحديها فوج،، نچاة وياها ،،

وأكملت بنبرة ساخطة : وبعدين تلاجيهم هبَابِة مغص و هيروحوا لحالهم ،، دِي بت كَهينة وتلاجيها بتِچلع كيف عوايدها ولا هتولد ولا حاچة ،،

وآسترسلت مؤكدة بتفاخُر : ودالوك الولية جَليلة هتَاچي وهتوكد لك علي حدِيتي دِي و تجولي فايقة جَالت

أما عن رسمية فكان بداخِلُها حَربٍ دائرة ما بين ما يجب عليها فِعلهُ وما يُمليهِ عليها ضميرُها،،

و ما بين كرامَتِها و كِبريائُها اللذانِ يمنعاها ويقفا بوجهها كالسدِ المنيع من معاملة ورد بطريقة تليق بكونها كزوجة لنجلِها الغالي

وبالأخير إستسلمت لرغبة تلك الشيطانة وهمت بالجلوس بجانبها بإستسلامٍ تام وكأنها مُسيرة

بعد مده أتت جليلة وصعدت علي الفور إلي ورد وحاولت معها مُنذُ ما يقرُب من الساعتان،، ولكن كانت الولادة مُتعثرة للغاية

نزلت حُسن من جديد إلي رسمية و تحدثت بملامح وجة يشوبها القلق : إلحجينا يا ست الحاچة،، الست ورد تعبانة چوي و الداية جليلة بتجول لحضرتك لازمن تشيعي وتچيبي لها الحكيم من المركز

ردت عليها رسمية بنبرة ساخرة : حكيم إية اللي عتجولي علية يا مخبولة إنتِ كَمان ، من ميتا بنولدو عند حٌكما إحنا ؟

لوت فايقة فاهها و تحدثت بنبرة تهكمية : اللي يلاجي چلع ولا يدچلعش يُبجَا حرام عليه1

و أكملت كي تٌزيد من سخط رسمية علي ورد : من حَجها بِت الرچايبة تِعمل أكثر مِن إكده،، طالما عارفه إنها مهما تِعمل هتَنها أغلا الغوَالي عِند زيدان النُعماني ،، وخصوصي بعد ما فضلها علي صبايا النُعمانيه كِلياتهُم

زفرت رسميه بضيق وتحدثت إلي فايقة بنبرة إستهجانية محذرة إياها : إجفلي خَاشمِك وبكفياكي نُواح يا حُرمة ،، معيزاش أسمع نفَسِك واصل

إرتعبت فايقة من نبرة عَمتِها الحادة وفضلت الصمت تجنُبً لغضبتها التي هي أدري الناس بها

وقفت رسمية مُتأففة و أتجهت إلي الدرج و صعدت إلي جناح زيدان ،، تحركت لداخِلهُ و هي تتطلع إلي ورد التي تتمدد فوق تختها وهي تتألم وتصرخ من شِدة الوجع المُصَاحب لمُخاض جنينها الأول

تُجاورها الداية جليلة التي تتحدث بكلمات مٌشجعه لتلك الورد : إجمدي أومال يبتي ، خلاص هانت و إن شاء الله فرجه جريب

صرخت ورد قائلة بصوتها المٌجهد : مجدراش يا خَالة جليلة،، مجدرااااش، أحب علي يدك ساعديني وخَلِصِيني

تجاورها في الجهه الأخري نجاة التي تحدثت بنبرة عطوفه حانيه علي تلك المسكينة : إتحملي شوي يا خيتي ،، دالوك الحكيم ياجي و تجومي بالسلامة إنتِ و عيِلك

تحركت رسمية إليهُنَ و وقفت تتطلع عليهُن ثم تساءلت بنبرة تهكمية موجه حديثها إلي جليلة : حكيم أية دِه اللي عيزانا نشيعُوا نچِبوة يا وَلية إنتِ ؟

نظرت إليها جليلة و تحدثت بإرتباك من لهجة تلك الساخطة الحادة : الرَحم مجفول يا ست الحاچة و الولادة صعبة جوي ، و البنية لساتها صِغيرة و ضعيفه و مش مسعداني و لا مساعدة حالها

نظرت ذات القلب المُتيبس لتلك البريئة و حدثتها بنبرة حادة شبه أمرة : متتجدعني أومال يا ورد و تساعدي صَغيرك لجل ما تٌخلصي

أجابتها ورد بتألم : مجدراش يا مرت عمي ، أحب علي يدك شيعي لزيدان يچيب لي الحكيم و ينده لي أمي

و أمك هتعمل لك أيه واصل ، هتشد لك العيل و لا هتولدة مطرحك ،،،جملة تهكمية تفوهت بها تلك السيدة غليظة القلب معدومة المشاعر

تحدثت جليلة قائلة بنبرة مٌفسره : يا ستي الحاچة البِنية چِسمها ضعيف ومجدراش تجاوم معاي أكتر من إكدة ، بجالي أكتر من ساعتين علي ده الحال و مفيش فايدة، شيعي لسي زيدان يچيب الحكيم جبل ما حاچة تُحصل للعيل چوة بعيد الشر

لوت رسمية فاهه و تحدثت بإستنكار رغم هلعها الذي أصابها علي جنين ولدها،، و لكنها تُخبئ مشاعِرُها خَلف سِتار ذاك الوجة القاسي : حاضر يا سِت جليلة، هشيع لزيدان يچيب الحكيم أما أشوف أخرتها أية وياكم

تحركت يبطئٍ شديد و نزلت الدرج ثُم نادت بصوتها المٌرتفع : بِت يا نچية ، إنتِ يا بِت

أتت نجية من المطبخ مُسرعه و هي تُجيبها علي عجل : نعمين يا ستي الحاچة

أردفت رسمية قائلة بنبرة أمرة : إطلعي جولي للغفير مرعي يوصل لحد سيدك زيدان عند الطاحونة و يجول له يشيع يچيب الحكيم من المركز لجل ما يولد الست ورد

أوامرك يا ستي الحاچة،،،جملة تفوهت بها تلك العاملة وهي تُهرول مُسرعة إلي الخارج

نظرت إليها تلك الفايقة و هتفت باستهجان : إنتِ بردك هتمشي علي كيفهم و تشيعي لزيدان يچيب لها الحكيم يا عمة ؟!

أجابتها رسمية وهي تجلس بجانبها ببرود ظاهري : جليلة بتجول الرحم مجفول والولادة صعبة والبت علي صرخة واحدة

لوت فايقة فاهها وتحدثت بتهكم : يعني إنتِ تايهه عن بت الرچايبة وكٌهنها،، تلاجيها بتچلع زي عادتها ،

وأكملت بحقدٍ وسخط إرتسما فوق ملامحها ولم تستطع تخبأتهُ : و ابنك طبعاً مهيصدج و يَجري يچيب لها الحكيم علشان تكمل چلعها و مساختها عليه و علينا ، طبعاً مش إتچوزها غصبٍ عنينا كلياتنا ودخلها البيت علينا غصب ، من حَجها تعمل ما بدالها

و بعدهالك عاد يا بت ثنية ،، منجصاش حرقة دم أني ،،جملة تفوهت بها رسمية بنبرة حادة جامدة

أجابتها فايقة بتذمر : خلاص ،، هسكت ساكت أهو لجل ما ترتاحي

جلست رسمية بعقلٍ مٌشتت و تصارُع مٌميت داخل روحها ما بين واجبها الإنساني الذي يطالبها و بشدة إلي الصعود والوقوف بجانب تلك البريئة المٌتألمة،،

وما بين كبريائُها وغطرسِتها التي تمنعُها من التنازل عن ما قررته عندما إنتوي ولدها معارضتها والتخلي عن إبنة أخاها والزواج من ورد

وبالأخير إنتصرت غطرستها و ضلت ماكثة بمكانها

بعد مرور حوالي الساعة والنصف ، دلف زيدان لداخل المنزل علي عُجالة و يبدوا علي هيئتهِ الارتباك والتوتُر و يجاورةُ الطبيب

تفاجأ بوالدتهُ و فايقة تجلستان و يبدو علي وجهيهما الراحه و الاسترخاء وهما تتناولان مشروب الشاي بكل هدوء

تحدثت والدته بنبرة باردة مٌصطنعة : إطلع مع الحكيم لفوق يا زيدان

نظر لها مُتعجبً برودها ثم إستفاقَ علي حالهِ و صعد سريعً بجانب الحكيم وما أن دلف إلى الداخل حتي إستمع لصرخات صغيرتهِ التي أتت إلي الدنيا في التوِ والحَال،، وذلك بعد تذوق ورد الأمَرين من خلال رحلة ولادتِها المُتعثرة،،

حيث فُتحَ الرَحِم بأخر لحظاتِهْ وخرجت الطِفلة من عُنق رَحِم والدتها بصعوبة بالغة،، و للأسف فقد تَسبب لها هذا بنزيفٍ حَاد 

إلتقطت نجاة الطِفلة ولفَتها سريعً داخل كوفرتة كانت مُعدة من ذي قَبل،،  و وضعتها جانبً بإهمال،، ثم عادت بنظرها من جديد إلي تلك المُتألمة التي تإنُ بصوتٍ ضعيف مما يدلُ علي مدي تألُمها الشديد

تحرك زيدان سريعً إلي ورد المُتعبه للغايه و تساءل بإهتمام و لهفة وهو يشملها بعيناه : زينة يا ورد ؟

أجابته بتألم و دموع : هموت يا زيدان،، إلحجني

وفي تلك اللحظات دلفت والدتها التي كان قد بعث لها زيدان و أخبرها مُنذُ القليل ،، ودلفت بجانبها رسمية التي إصطحبتها وهي تنظر إلي الطبيب و لنظراته القلقه

جرت سُعاد علي إبنتها تتفحصها بلهفة وتحدثت إلي زيدان : مشيعتليش من بدري ليه يا زيدان ؟

حين تحدث الطبيب الذي أجري الكشف الطبي علي تلك المسكينه بنبرة حادة : إنتوا إزاي سيبينها تولد في البيت الوقت ده كله ، دي كانت حالة ولادة مُتعثرة وكانت محتاجة مستشفي و ولادة بعملية قيصرية 

ثم نظر إلي زيدان وتحدث بنبرة أمرة : من فضلك جهز لي عربية حالاً علشان ننقل المريضة للمستشفي لأن حالتها صعبه

تساءل زيدان بنبرة قلقة : خير يا دكتور ،،مرتي مالها ؟؟

أجابهٌ الطبيب بوجهٍ عابس : للأسف،، المريضه حصل لها نزيف حاد نتيجة الولادة المُتعثرة ولازم تروح المستشفي علشان النزيف يتوقف حالاً،، و إلا حياة المريضة هتكون في خطر

لطمت سٌعاد وجنتيها و وجهت إتهامها إلي الداية : نزيف،،عملتوا في بتي أيه يا وَلية إنتِ،، آُنطجي

إرتبكت جليلة و نظرت إلي رسمية و أردفت قائلة لتٌنجي بحالها : أني مليش صالح ،، أني جولت الكلام دِه للحاچة رسميه من أول مابدأت في الولادة و هي اللي إستهونت بحديتي

إرتبكت رسمية و تحدثت لتنفي عنها تلك التهمة : أني إستهونت يا وَليِة إنتِ،، أني إفتكرتك بتهولي زي عوايدك وجولت تلاجيها بتصرخ علشان بكرية ودالوك ربنا هيكرمها وتولد وتجوم بالسلامة

كان تائهً يُفرق نظراتهُ علي الجميع بتيهه وعدم تصديق، وخاصةً والدتهُ لذِكرِها لتلك المُبررات الغير مُقنعه بالنسبة له

هتف به الطبيب صَارخً بنبرة جامدة كي يستفيق ويعي لحالهِ : هو حضرتك هتفضل واقف كدة كتير ؟

البنت دمها بيتصفي ومحتاجه تدخل العمليات حالاً

وكأنهُ بتلك الكلمات قد فاق علي حاله ،، إقترب عليها و لفها بملاءة التَخت و حملها بين ساعدية وتوجه بها للأسفل مباشرةً،، وجرت خلفهُ سٌعاد ونجاة والطبيب،،

أما الدايه فهربت سريعً إلي منزلها وهي تندب حظها العَثِر الذي جعلها تُشرف علي تلك الولادة المُتعثرة بعدما كانت تتأمل أن تحظو بمبلغٍ كبير من النقود نتيجة إشرافها علي ولادة زوجة زيدان النعماني،،

ولكن ليس كل ما يتمناهٌ المرء يدركة

وقفت تنظر في أثر الجميع بشرود وعدم تصديق لما حدث مُنذُ القليل،، و أن تلك المسكينه يُمكن لها أن تدفع حياتها ثمن غطرستِها و عنادها مع ولدها ،، شعرت بالذنب يتسلل بداخلها و يتأكلهُ و كأنها ناراً إشتعلت للتو و بدأت بتأكل الاخضر و اليابس

وقفت عن التفكير و خرجت من شرودها عندما إستمعت إلي صوتٍ ضعيف لطفلة صغيرها التي بدأت بالأنين والبُكاء لتُعلن لجدتها عن وجودها،، و كأنها إستشعرت وجع وألم والدتها الحنون والتي مكثت برحمِها طيلة التسعة أشهُر المُنصرمة

حولت بصرها سريعً ناحية إتجاة خروج ذاك الأنين وجدته يخرج من طرف التخت،،توجهت إليها سريعً وجدتها تلتف داخل منشفة بإهمال ،، تفحصتها جيداً و تأكدت من أنها فتاة و لا تدري ما الذي حدثَ لها حين رأت وجهها الملائكي،،حملتها وأطالت النظر بعيناها المُغلقتان ،،

وما أن فتحت الصغيرة عيناها اللتان تلونا بلون الزُمُرد حتي إنشرحَ صدر رسمية بطريقة عجيبة ،، وبرغم عدم تقبُلها بإنجاب الفتيات إلا أنها وجدت قلبها يتراقصُ فرحً من شدة سعادته بمجرد رؤية تلك الجميلة

جلست بطرف التخت وأمسكت ثيابً كانت موضوعه بجانب الفتاه ومُعدة من ذي قَبل،، وألبستها إياها و أدفئتها جيداً،،

ثم نظرت لتلك الجميلة ومالت علي خدها الناعم و قبلته بحنان و لأول مرة تشعر به طيلة حياتها

و تحدثت بنبرة حنون : يا مرحب بالزينة بت الغَالي،، نورتي الدنيي كلياتها يا جلب چِدتك

نظرت لها الصغيرة بعيون تسُرٌ الناظر لها ثم وضعت إبهامها بفمها و بدأت بمصهِ وأرتفع أنينها من جديد و كأنها تُخبِرُها بمدي جوعها الشديد

نظرت لها و تحدثت مٌبتسمة : چعانه يابت الغالي ،،يلا بينا ننزلوا تحت و أوكلك لحد متشبعي علي الآخر و تجولي كفاية يا چَدة

وأخذت الصغيرة وتوجهت بها إلي الأسفل ،،وما أن رأت فايقة سعادة وجهها حتي سكن الحزن قلبها وتيقنت حينها أنهٌ صبي ،،فهي أدري الناس بعمتها وكيف تعشق إنجاب الفتيان وكم تكرة حتي مٌجرد ذِكرُ سيرة الفتيات

تساءلت بقلبٍ حزين : هما سبوة إهني ،، مخدهوش وياهم مع أمه ليه ؟!

كانت رسمية تحتضن حفيدتها برعاية وكأنها وجدت شئً نادراً ترتعب من فكرة فُقدانه

تجاهلت رسمية حديثها وصاحت علي حٌسن قائلة : حُسن ،،إنتِ يا بت

أتت حٌسن مهرولة و أردفت مُتسائلة بإحترام : نعمين يا ست الحاچة

تحدثت رسمية وهي تنظر لوجة الصغيرة بإنبهار وإبتسامة حنون إستغربتها حُسن وفايقة : إعملي ينسون و برديه زين وإطلعي لجناح سيدك زيدان هاتي البزَازة بتاعة اللصغيرة اللي كان شاريها لها أبوها،، و حطي فيها الينسون و هاتيه عشان نوكلوا ست البِنته2

إنفرجت أسارير فايقة وتهللت ملامح وجهها بسعادة تخطت عنان السماء و تحدثت بتشفي : بِت ،،ورد جابت بِت ٠

صعدت العاملة وهي تهرول ثم نظرت رسمية إلي فايقة وتحدثت بوجةٍ ضاحك : تعالي يا فايقة ملي عينك برؤية الجَمر في ليلة تمامُة

لوت فايقة فاهها وتحدثت بنبرة ساخرة : جمر وليلة تمامُة،،من ميتا يا عمة وإنتِ عتفرحي لخلفة البِنِته إكدة ؟!

أجابتها وهي تنظر لوجه الطفله كالمسحورة وتحدثت بتفاخر : وهي دي أي بِت إياك،، دي بت زيدان النُعماني علي سِنْ ورٌمح ،، جومي هاتي لي كُوبرته من جوة علشان أغطيها لتُبرد ، جومي يلاَ

إشتعل داخل فايقة من حديث عمتها الذي أكمل سخطِها علي تلك الورد التي إختطفت وفازت بقلب زيدان النعماني وأتت إبنتها لتٌكمل ذاك السخط

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

داخل المشفي المتواجد بالمركز

يقف زيدان داخل الرواق و القلق ينهش داخله ،يتخيل ألف سيناريو و سيناريو و عقلهِ يرفضهم جميعاً وبشدة

يجاورةٌ قدري و مٌنتصر و التي بعثت لهما والدتهما لتخبرهم بما حدث و أمرتهما أن يذهبا إلي شقيقهما و يقفا بجانبه وبجانب زوجته

و يجاورهما أيضاً والد ورد و أشقائها و أبناء عمُومتِها

و نجاة و سٌعاد التي كانت تُناجي ربها بصوتٍ مسموع و دموع : نچي لي بتي وخُد بيدها يا رب

تحدثَ حافظ إلي زيدان بنبرة ساخطه : وإنتَ كُت فين لما بتي إتصفي دمها في دارك و إنتَ مدريانش ؟

أجابهٌ زيدان بنبرة خافته خجلة : مكُتش أعرِف يا عمي، أنا سايبها الصُبح زينه و مفيهاش حاچة

تحدثَ رجب شقيق ورد بتوعُد و روعنة شباب : أختي لو چري لها حاچة كل اللي جصِر في حجها هيتحاسب و أولهم إنتَ يا زيدان

نظر لهٌ قدري وأردفَ قائلاً بنيرة حادة متعالية : إتكلم علي جدَك يا واكل ناسك إنتَ ،، مين دول اللي هتحاسبهم يا واد الرچايبه ؟

صاح حافظ بنبرة جامدة : رجب مغلطش يا قدري،،وأني بعيد لك حديته اللي جاله وبأكد عليه،،أي حد جصِر في حج بتي هيتحاسب حتي لو كانت الحاچة رسمية بذات نفسيها

إنتفض داخل قدري غضبً وكادَ أن يتحدث ولكن أوقفهُ صياح زيدان الذي تحدثَ بنبرة غاضبة موجهً حديثهٌ إلي الجميع : أرحموني يرحمكم ربنا،، أيه ، هتجلبوها عَركة وناسيين إن مرتي جوة بين أيادي ربنا ، بدل ما أنتم جاعدين تتخانجوا إكدة أدعولها إن ربنا ينجيها ويجومها لي بالسلامة

خجل الجميع من أنفسهم و قاموا بالدعاء لها

وهٌنا خرج الطبيب وتوجهَ إلي زيدان وتحدثَ بنبرة حذرة : إنتَ جوزها صح ؟

إبتلع لٌعابه رٌعبً من هيئة الطبيب وهز رأسهٌ بإيجاب فتحدث الطبيب بأسي : للأسف ،،المريضة حصل لها إنفجار في الرحم وده السبب الرئيسي للنزيف الشديد اللي عندها،، وعلشان نوقف النزيف ده مفيش قدامنا غير حل واحد3

نظر لهُ الجميع بترقب فأكمل الطبيب بأسي : لازم نعمل عملية إستئصال للرحم علشان نوقف النزيف بأسرع وقت

تهاوي بوقفته وكاد أن يختل توازنه لولا قوة بنيانه و صلابة جسده ،،

حين لطمت سُعاد وجنتيها وتحدثت بذهول : إنتَ بتجول أيه يا دَكتور ،،رحم أيه إللي هتشيله لبتي وهي لساتها في أولة عمرها ؟

تحدث الطبيب إليها بهدوء : وحدي الله يا حاجه كله مقدر ومكتوب ،،نصيبها كده ، إدعي لها إننا نلحق نوقف النزيف وتقوم بالسلامة

أردف والدها قائلاً بترجي : شوف حل تاني غير إنك تشيل لها الرحم يا دَكتور،، البت لساتها صِغيرة

أجابهم الطبيب بنبرة واثقه وحزينة : لو فيه حل بديل أكيد مكنتش هلجأ لإستئصال الرحم يا حاج ،،

وآسترسل حديثهُ بنبرة عملية : لازم تقررو حالاً وتمضوا علي الإقرار بالموافقة علشان كل دقيقة بتمر فيها خطر علي حياة المريضة

نظر إليه زيدان وأردفَ قائلاً بنبرة حازمة : فين الإقرار دي يا دَكتور علشان أمضية

نظر إليه الجميع بترقب حين وجه الطبيب حديثهُ إلي الممرضه قائلاً بعملية : خديه علي المكتب يا أمل و مضيه علي الإقرار

ذهب زيدان مع الممرضة لتوقيعةٌ علي الإقرار

وهمسَ قدري إلي نجاة مٌتساءلاً : هي خَلفت أيه ؟؟

أجابته نجاة بدموعها الحزينة : چابت بِت

تحدث مٌنتصر بصوتٍ خفيض مُحبط : يادي الورطة،، إكدة الحاچ عِتمان هيچوز زيدان يعني هيچوزه

رد عليهِ قدري بنبرة ساخرة : جال يعني لو چَابت واد أبوك مكَانِش هيچوزه ،، دِه زيدان النُعماني،،كيف يعيش بعيل واحد سوا كان واد و لا بِت

أما سٌعاد فجلست تندب حظ إبنتها العَثر و تضرب فخديها بكفي يداها بحسرة ودموع

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

داخل منزل عِتمان النُعماني

دلف للداخل بجانب أبيه بعدما ألتقي به خارج المنزل وقص عليه ما حدث بالتفصيل

وجد والدتهٌ تحمل طفلتهْ بعناية و تٌطعمها ،،تحرك إليها بحزنٍ و وجع تملك من داخله ،،نظرت إليه و تساءلت بإهتمام ولهفة : كيفها ورد يا ولدي ؟

صاح الحاج عتمان موجهً حديثهُ إليها بنبرة حادة : صُح يهمك تِعرفي أخبارها يا حاچة ؟

صمتت خجلاً فأردفَ هو بنبرة غاضبة لائمة : يا عيب الشوم عليكِ يابت عمي،، كيف طاوعك جلبك تعملي إكدة في مرت ولدك الصغير ؟؟

تساءلت بنبرة خجلة : أني عِملت أيه بس يا حاچ ،،كيفها ورد ؟؟

أجابها زيدان بنبرة مٌلامة وهو يحمل عنها طفلته و يضمها إلي صدرةِ بعناية : ورد حُصل لها نزيف و شالت الرحم يا أماي

دبت علي صدرها بصدمة وهتفت بذهول : يا مصيبتي ،،كيف يعني شالت الرحم،،يعني مهتخلفش تاني ؟؟

نظر لها بعيون حزينة ووجه لها حديثهُ بنبرة مُلامة : هي دِي أمانتي اللي كُت فايتها لك في دارك يا أماى ؟

خجلت من حالها وأنزلت بصرها تنظُر أرضً

حَملَ طِفلته ونظر إلي وجهها ولأول مرة ،،إهتز داخلة وشعور غريب إجتاح كيانه وهو ينظر لعيناها ذات اللون العجيب

تحرك بها فتحدثت رسمية بقلبٍ مٌرتجف من إبتعاد تلك البريئة عن أحضانها : واخد اللصغيرة و رايح بيها علي فين يا ولدي ؟؟

أخذ نفسً عميقً و زفرهٌ بقوة كي يٌهدئ من روعه كي لا ينفجر بها غضبً ويغضب الله ،،

تمالكَ من حالهِ إلي أبعد الحدُد ثم أردفَ قائلاً بهدوء : واخدها لأمها ،، وأهو علي الأجل لما تفوج تلاجي بتها في حُضنها لجل ما تنسيها همها التجيل اللي مستنيها

تحدثت سريعً و هي تتحرك بإتجاهه : إستنا يا ولدي لما أغير خلجاتي وأجي أشيل اللصغيرة عنك و أروح معاك أطمن علي ورد وأجف وياها

رد زيدان بنبرة جامدة : ملوش لزوم تتعبي حالك يا أم قدري

حزنت من نبرة صوت ولدها المٌحملة بالملامة

ثم أردفَ عتِمان أمراً ولده : إسمع الكلام يا زيدان وخد أمك وياك لجل ما تُجف مع مرتك و أمها،، وتشيل عنك اللصغيرة وتاخد بالها منيها

توقف زيدان مُضطراً وأنتظر والدتهُ حتي أنتهت من إرتداء ملابسها وحملت عنه الصغيرة وضمتها لأحضانها بإنتشاء غريب وتحركت بجواره ،، أستقلت السيارة ووصلا للمشفي

وما أن رأتها سعاد التي مازالت بالخارج تنتظر خروج إبنتها حتي هبت واقفة وأتجهت إليها وسحبت الصغيرة من بين يداها وتحدثت بنبرة حادة : بدل ما أنتِ تاعبة حالك وچاية لحد إهني يا حاچة رسمية ،،كتي كلفتي حالك وشيعتي چبتي الحكيم لبتي،، يمكن كان لحِجها ومكانش حٌصل لها اللي حُصل ؟

تحدثت رسمية بنبرة صامدة مُصطنعة : وأني كُت هعرف منين إن كُل دِه هيُحصل يا أم رجب ،، وبعدين ده جدر ربنا ومحدش يقدر يعاند المجسوم

أجابتها سعاد بنبرة قويه : صُح جدر ومجسوم يا حاچة،،بس بيُحصل بيد البشر وجلوبهم الجاسية اللي كيف الحَچر

أردفَ قدري قائلاً بنبرة صوت جامدة : إحفظي كلامك ومتنسيش حالك وإنتِ بتتحدتي ويا الحاچة رسمية النُعماني

وقف رجب شقيق ورد وتحدث بحده وندية : مش لما تحفظ إنتَ أدبك اللول وإنتِ بتتحدت ويا أمي

صرخ بهما زيدان وتحدث بنبرة حادة موجهً حديثهٌ إلي كلاهُما : أي حد هيعمل مشاكل ويتحدت بكلام ملوش عازة مش عاوز أشوفه إهني ،،أني مش ناجص مشاكل ووجع دماغ ،،كفاية عليا همي اللي أني فيه

نظر لهٌ قدري وحدث حالهٌ بسخطٍ ،،، يالك من وقح عديم الفائدة والشخصية،،أتصرخ بي وتلومني أنا بدلاً من أن تنقض علي ذاك الوقح وتلقنهٌ درسً وتعلمهٌ كيفية الحديث وهو يُخاطب أسياده ؟

حقاً أنك عديم النخوة

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين

بعد مرور ساعتان كان يقف بجوارها بغرفة المشفي التي نٌقلت إليها بعد خروجها من غرفة العمليات،، وقد بدأت تستفيق وتستعيد وعيها

فتحت عيناها ونظرت إليه بنظرات مٌنكسرة ألمت داخله ومزقتهُ لإرباً ،،فأقترب منها بطولهٌ الفارع حاملاً الصغيرة وتحدثَ إليها بوجهٍ بشوش : جومي يا غالية لجل متكحلي عينك برؤية بتنا

وقربها أمام ناظريها مُتحدثً بإنبهار : بتي كَنها حِتة منك يا ورد

نظرت إليه بضعف حين علمت أنها فتاة وبدون سابق إنذار نزلت دموعها وتحدثت بإستسلام و هوان : خلاص يا زيدان،،مهعرفش أجيب لك الواد اللي بتحلم بيه10

إبتسم لها و أردفَ قائلاً بنبرة هائمة بعيناها : ومين جال لك إني عايز الواد ،،أني كفاية علي إنتِ يا زينة الصبايا إنتِ ونوارة حياتي دي

أردفت قائلة بتساءل مُميت : يعني مهتروحش تتزوچ علي عشان تخلف الواد يا زيدان ؟؟

تِحرم علي حَريم الدِنيا كِلياتها بعدك يا زينة الصبايا ،،،،جملة تفوة بها زيدان بعيون عاشقه مُطمئنة لحبيبة عمره

تساءلت بلهفة : صُح حديتك دِه يا زيدان ؟

أجابها بوعدٍ مؤكداً : صُح يا روح جلب زيدان

سألتهُ بقلق : وآهلك يا زيدان ؟

أجابها مُتلهفً بنبرة هائمة : إنتِ آهلي وكُل ما ليا يا ورد

إبتسمت لهُ،، وتحرك هو يٌقرب تلك الجميلة من ورد التي نظرت إلي وجهها الملائكي وتحدثت بإبتسامة و عيون مُنبهرة : دي زينة جوي يا زيدان،،عيونها كيف السما الصافية بعد الدنيي ما تِشتِي

إبتسم لها زيدان وتساءل بإهتمام : هنسموها أيه يا ورد؟

صفا،،صفا يا زيدان ،، هكذا تحدثت ورد بعيون مُنبهرة بجمال طِفلتها

إبتسم لها زيدان ومال علي وجنة صغيرته يُقبلها بتشهي وتحدثَ بإنبهار : نورتي حياة أبوكِ يا ست صفا

ثم نظر إلي ورد ومال علي جانب كريزتيها المنتفخه ووضع بها قٌبله حنون يبِثٌ لها بها كم أنها أصبحت غاليته و مبتغاه و يبعث في نفسها الإطمئنان

______________

و بعد مرور أربعة أيام خرجت ورد من المشفي إلي منزل والدها الذي رفضَ وبشدة رجوع إبنته إلي منزل عِتمان النُعماني و المكوث بهِ من جديد وخاصةً بعدما صار من إهمال رسمية لصغيرته وتسببت لها فيما حدث،، وأصر على بناء منزل خاص بإبنته وهذا ما أزعجَ عِتمان كثيراً وأمر إبنهٌ بعدم موافقته علي أوامر حافظ التي أثارت غضبته

ولكن زيدان قد أصَر هو الأخر علي بناء منزل خاص به و بزوجته الجميلة ليحميها من همز ولمز الجميع وليضمن عدم جرح مشاعرها من أي شخصٍ كان

غضب عتمان منه كثيراً و تحدث إليه أمام أهل المنزل : ماشي يا زيدان،، أني هبني لك البيت إهني في الجنينه جُصاد البيت الكبير بس بشرط

نظر له زيدان بتمعُن ينتظر تكملة حديثهٌ فأكملَ عِتمان بتجبُر : تتچوز لجل متخلف الواد ويُبجا لك عِزوة و سند

نظر لهٌ زيدان وتحدث بنبرة صوت هادئة حكيمة،، فقد كان يتوقع هذا المطلب ولكن ليس بتلك السُرعة : مهيِنفعش أجرح ورد يا أبوي،،هي ملهاش ذنب في إللي حٌصل،، وأني الحمدلله راضي ومِكتفي بيها وبتي

هتفت رسمية بنبرة مُعترضه : كلام أية اللي عتجوله دِه يا ولدي ، هتعيش علي حتت البت إياك ؟

وتساءلت بإستفسار : وأسمك وسيطك وعيلتك،، من هيورثه عنيك يا زيدان ؟

عاوز تعيش مجطوع وبعد عمرٍ طويل ميبجالكش وريث يشيل عنك إسمك ؟!

نظر لها بعيون مٌلامة وأردفَ قائلاً بنبرة قويه حاسمة : ربنا جدر لي إكدة وأني راضي ومسلِم بأمر الله ،،مرتي وبتي كفاية علي من الدنيي وأني معايزش غيرهم

نظر لهٌ والدهٌ بعيون مشتعلة من شدة غضبتها وتحدثَ بقوة وحزم : تكون تجارتي وحالي ومالي محرمين عليك لو ما أتچوزت علي بت حافظ وجبت لي الحفيد اللي مستنيه منيك يا زيدان

تحدث مٌنتصر إلي زيدان مهدءً الحال : إعجل وأسمع كلام أبوك يا زيدان

ومرتي يا مٌنتصر ؟! ،،،جملة تساءل بها زيدان مٌتعجبً

تحدثَ عتمان بنبرة حادة : مرتك هبني لها دوار لحالها تُجعد فيه هي وبتك معززين مكرمين وإنتَ أتچوز الجديدة في شٌجتك اللي فوق،، وأبجا تعلالها إن شالله يومين في الاسبوع

تحدثت رسميه : عين العقل يا حاچ،، وأظن أهل ورد مهيمنعوش الحديت دِه،،أصلاً محدش هيرضي يتچوز بتهم بعد اللي حٌصل لها ،،وهُما عارفين إكدة زين،، ولجل إكدة مهيطلبوش الطلاج ويميلوا بخت بِتهُم بيدُهم2

نظر إلي والدته وتحدث بتعجب : وعشان أهلها هيستسلموا للامر الواجع ومهيطلبوش الطلاج أدوس أني علي مرتي وأدفعها تمن حاجة ملهاش ذنب فيها ؟

تحدث قدري ليشعل والده أكثر بإتجاة زيدان وينفخ في النار الشاعِلة ليُزيدها إشتعالاً : إعجل و أشتري خاطر أبوك وكبر حديتُه يا زيدان

نظر زيدان إلي والده و تحدثَ بإحترام : كلمة أبوي سيف علي رجبتي في أي موضوع غير موضوع غدري بمرتي وإني أوجعها بالطريجة المُهينة دِي

نظر والده إليه بحدة وتساءل بقوة : دِه أخر كلام عنديك يا زيدان ؟

أجابهُ زيدان بنبرة حاسمة : ومعِنديش كلام غيرة يا أبوي

تحدث عتمان إليهِ بقوة وصرامة : يُبجا من إنهاردة تشوف حالك بعيد عني،،وعشان خاطر الناس متاكُلش وشي وتجول عِتمان طرد ولده وبِتُه لساتها حتة لحمه حمرا ،،أني هبني لك بيت إهني في الچنينة ،،بس مليكش عِندي لا شُغل ولا أرض ، تسيب شغل المٕحجر والطاحونه من إنهاردة وتسلمه لقدري،، و تسعي علي رزجك ورزج بتك بعِيد عني وعن أملاكي

إنتشي قلب قدري وشعر بروحهِ تُحلق في السماء من شدة سعادتها وذلك بعدما إستمع إلي قرار والدهُ،،،1

حين حزن قلب مٌنتصر علي حال شقيقهُ و تحدث مُترجياً والده : إهدي يا حاچ وخلونا نتفاهموا ،، الحديت ميٌبجاش إكدة

تحدثت رسمية هي الأخري بنبرة مترجيه وقلبٍ يرتجف خوفً علي حال صغيرها : إهدي يا أخوي عشان خاطري وأدي له وجت يفكر فيه

تحدث زيدان بهدوء وآنكسار : مفيش حاچه عشان أفكر فيها يا أماي، وكلام الحاج أوامر وسيف علي رجبتي ،،من إنهاردة هسلم قدري دفاتر المحجر و الشغل فيه

وتحرك إلي الخارج تحت إشتعال عتمان وغضبه من عصيان ولدهُ لأوامرة وعدم إطاعته ،،ولكنهٌ كان يظن أن زيدان لن يتحمل إبتعادهُ عن كل مميزاته التي يحصل عليها من العمل مع والده،،

ولكن خاب ظن عتمان وفشلت حسبته تلك المرة

☆فحقاً للعشق حساباتٍ أخري ☆

شيدَ عتمان منزلاً كبيراً مُقابل لمنزل العائلة وأعطت ورد مجوهراتها لزيدان الذي باعها وبدأ بثمنها في تجارة الحبوب و الخضروات والتي سريعً ما نجحت وكبرت تجارته

ومرت السنوات سريعً وأصبح زيدان من أكبر تُجار الصعيد في الحبوب والخضروات والفاكهه حيث تعرفَ علي أحد المُصدرين بالقاهرة الكُبري والذي بدأ يورد لهٌ الخضروات والفاكهة الطازجه ويأخذها هذا المصدر ليُصدرها خارج البلاد بمبالغ طائلة مما جعل زيدان يجمع ثروة طائلة ويشتري أراضٍ زراعية وأملاكً آخري خاصة به ويوسع من تجارته

وعاش مع زوجتهُ الحبيبة وصغيرتهما حياة هادئة مليئة بالحب والإحترام2

وهذا ما جعل قدري و فايقة يحقدان عليه أكثر وأكثر ويتمنا زوال نعمته من بين يديه

يتبع 


💘دمتم ساالمين ت💘



3💘

بعد مرور سبعة عشرة عامّ 


داخل منزل زيدان النُعماني


كانت الساعة قد تخطت منتصف الليل 

وتلك الساحرة فاتنةُ الجمال تجلس خلف مكتبها تُذاكر دروسها لعامِها الأخير بالثانوية العامة


فهذا العام هو من سيحسم مستقبلها الدراسي ويحقق حٌلمً عاشت تنسج خيوطهٌ من ذهبٍ ،،  رفعت رأسها المُنكبه فوق كُتبَها مُنذُ ما يقارب من الثلاث ساعات المتواصلة،، 


وبدأت بتدليك عٌنقها وتحسستهٌ بتألم،،ثم تحركت بتملل مٌتجهه إلي شرفتها لتقف بها تشتم رائحة عبير تفتح زهور البرتقال التي يملئ عٕبقها المكان بأكمله 


حيث الحديقه الواسعه المشتركة بين منزل أبيها وقصر جِدها والمليئة بأشجار البرتقال والمانجو وأيضاً الليمُون 


أغمضت عيناها ورفعت رأسها للأعلي وبدأت بأخد شهيقً طويلاً حتي أمتلئت رئتيها بعبق تفتُح زهور البُرتقال المحبب لدي روحها !! 


وتنهدت براحه ثم بدأت بفتح عيناها تدريجياً ،، وبلحظه وبدون مُقدماتٍ إتسعت حدقة عيناها بسعادة وهي تري أمامها معشوقها،،  فارس أحلامها مٌنذُ نعومة أظافِرُها ،،حُب طفولتِها وبداية صِباهَا ،،من تعلمت علي يدة أبجديات العشق وخطت في عالمهُ أولي خطوات الغرام 


رجٌلها ورجٌل أحلام يقظتها ،،فارسها التي تنتظر أن يأتي بحُصانهِ الأبيض ليصطحبها إلي جنة عشقها ومدينة أحلامها الوردية المنتظرة !!


نظرت عليه بولهٍ وعيون عاشقه مُتشوقة،، تتأملُ ذلك الواقف بشرفته المواجهه لشرفتها والتي لا يفصل بينهما إلا بِضعةُ مِترات معدودات ،،إقشعرت ملامحها وتسللت الخيبات داخل قلبها الصغير عديمُ الخِبرة،،وهي تنظر لذاك الواقف يتحدث بهاتفه ويبدوا علي وجههِ الإنسجام والراحه والسلام، غير مبالياً بالمرة لتلك الشاردة المتلهفه لطلة من عيناه 


وبعد مده كان قد إنتهي ذلك الفارس المغوار المدعو ب قاسم قدري عتمان النعماني الحفيد الأكبر لعائلة النعماني،،والذي تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة وألتحق بالعمل بنفس المدينة،، حيثُ إفتتح له جَدهٌ عتمان النعماني مكتب للمحاماه وذلك بعد إلحاح منه،، لغرضٍ ما داخل نفسه سنكتشفهُ لاحقاً  !!


إنتهي من مكالمتهِ الهاتفيه وهو يتنهد براحه ويبدوا علي وجههِ الإستكانة 

نظر بعيناه يتطلع للأمام وجدها أمامه،، تقف كحوريه من حوريات الجنه فابتسم لها بهدوء،،نعم ولما لا وهي صفا النعماني إبنة الحسب والنسب والتي تمتلك جمالاً يفوق الخيال ورثته عن والدتها،،إبنة أبيها المدلله بل والوحيده 


نظر لها وأبتسم وتحدث بنبرة أخوية  : أيه اللي مصحيكي لدلوك يا صفا ؟؟ 


إنفرجت أساريرها ورفرف قلبها البريئ في السماء مُعلناً عن شدة سعادته من مجرد خروج حروف إسمها من بين شفتاه وبنبرة صوته الملائكية بالنسبة لها !! 


تحدثت بخجلٍ ما زادها إلا حٌسنً وجمالا  :  بذاكر يا قاسم 


لدلوك يا صفا ؟  ،، سؤال طرحة قاسم 


أجابتهُ بنبرة مرحة  :  نسيت إياك إني في ثانويه ولازمن أجيب مچموع كبير 


إبتسم لها قاسم وتحدث بتذكر  :  إيوه صُح ،،تصدجي كُت ناسي 


وأكمل بتساؤل  :  وناويه علي أيه ان شاء الله يا صفا ؟ 

هتفت بسعادة وهي ترفع رأسها بشموخ  :  طِب إن شاء المولي عز وجل 


ضحك قاسم علي طريقتها الطفوليه وتحدثَ بحنان لإبنة عمهِ التي يعتبر حالهٌ مسؤلاً عنها كشقيقتهِ ليلي  :  ربنا ينولك كل اللي في بالك يا صفا،،إنتِ بِت حلال وتستاهلي كل خير  


إبتسمت لهْ وأمنت داخل نفسها ودعت الله أن يٌمنيها كل ما تتمني وأول ما تتمناه هو حضن ذاك الفارس المغوار وكفا 


في تلك الأثناء دلفت لغرفتها والدتها التي نظرت عليها وتحدثت بنبرة مٌتسائلة حادة :  سايبه مذاكرتك و بتعملي أي عنديكي يا صفا  ؟ 


إرتبكت وأرتعبت أوصالها وأستدارت تنظر إلي الخلف لتلك المٌستشاطه 


فتحدث قاسم وهو يرفع قامَتهِ ويطُل برأسِهِ ناظراً لزوجة عمهِ القوية الشخصيه وتحدث  :  كيفك يا مرت عمي،،زينه ؟؟


نظرت له ورد بإرتياب وذلك خشيةً منه علي صغيرتها التي لا تفقه شئً بعد في الحياه 


ثم ردت عليه بنبرة قوية ودودة  :  الحمدلله يا ولدي،،حمدالله ع السلامه،، ميتا چِيت من مصر ؟


أجابها وهي ينظر لرنين هاتفهِ الذي بمجرد ما أن نظر به حتي تزين ثغرهِ بإبتسامه خفيفة 


ثم نظر بشرود إلي زوجة عمهِ وتحدث  :  لسَاتني چاي من ساعتين ،،بعد إذنك،،هرد علي التَلفُون 


ودلف لداخل غرفتهِ المقابله لغرفة صغيرتها حين شدت هي يد طفلتها وسحبتها للداخل بعنف وتحدثت بنبرة حادة وخوف ظهر بعيناها علي طفلتها ومستقبلها  :  أيه اللي مخليكي سايبه مذاكرتك وواجفه تتحدتي وَيَا أبن فايقة يا مجصوفة الرجبه ؟؟


تلعثمت صفا بالرد وتحدثت بإرتياب  :  تعِبت من المُذاكرة يا أماي،،رجَبتي وجعتني جولت أريحها شوي وأجف أشم هبابة هوا،،،


وأكملت بشفاة ممدودة للأمام دلالةً علي غضبِها  : أچرمت يعني ولا أچرمت 


هتفت والدتها بنبرة حادة وضيق  :  ولما هو إكده،،أيه اللي موجفك تتحدتي وَيَا إبن فايقة في الوَجت المِتأخر دي ؟؟ 


تحدثت بقوة وشموخ ورثته عن تلك الواقفه أمامها  :  مسموش إبن فايقة ياأماي،،إسميه قاسم قدري عتمان النعماني،،واد عمي يعني مش حد غريب  


أردفت ورد بنبرة حنون وهي تتلمس وِجنة طفلتها التي تعشقها  :  ذاكري  يا صفا وشوفي مستجبلك لأن هو اللي باجي لك  ،،أني خايفه عليكِ يا بتي،،نفسي أشوفك دَكتورة قد الدنيي ومشرِفه أبوكِ جُدام الناس لجل ما الكُل يجول بت زيدان فلحت اكتر من الرچال 


إبتسمت لها صفا وتحدثت بطمأنه  :  ماتجلجيش علي يا أماي،، إن شاء الله هحجج لك حلمك وحلمي وهبجا دَكتورة زي ما طول عمرك بتحلمي 


إحتضنتها ورد وتحدثت بنبرة حنون  :  ربنا يحميكي يا بتي وينولك كل اللي في بالك


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


إنتهي قاسم من مكالمتهِ ونزل إلى الأسفل مُتجهً إلي الحديقة الخلفية حيث إجتماع شباب العائلة وسهرتهم كَكُل يوم  ،، وجلس يتوسط يزن إبن عمهُ مُنتصر،، وفارس شقيق قاسم 


نظر إليهِ يزن وتحدث إليه بإستفسار مُداعبً إياة ٠٠٠ يا تري أخبار بنات مصر الحلوين وياك أيه متر ؟


قهقه قاسم وأردف قائلاً بمراوغة  :  واني مالي بيهم يا هندسة ،،  ربنا يكفيني شر حلاوتهم وشجَاوِتهم ودلاَلهم الزَايد عن الحَد 


قهقه الشباب عالياً وتحدث يزن إليه  :  يعني بتعترف إنهم حلوين وبيشدوك أهو 


ضحك وتحدث إليه بنبرة مشدودة :  بصراحه بجا وعلشان أكون مُنصف يا يزن،، بنات القاهرة ليهم سِحر وطلة بتميزهم عن غيرهم ،،  حاچة إكدة تفتح نفسك علي الحياة وتخليك تحس بالتفاؤل أول ما تشوفهم 


صفق فارس بيداه مُتحدثً إلي شقيقهُ بدُعابه  :  حلاوتك بجَا يا متر يا مدوبهم 


حين رد عليه يزن مُعترضً بنبرة حكيمة  : دي وچهات نظر يا قاسم،  أني عن نفسي بشوف إن البنت الصَعيدية مفيش زي عجلها وحكمتها في إدارة الأمور ،،  بشوفها شَديدة وجادرة ويُعتمد عليها  ،، 


وأكملَ مُفسراً  :  يعني مثلاً هل بنت القاهرة تِجدر علي تحمل المسؤلية زي بنت الصعيد اللي متربية علي الحزم والشدة


أجابهُ قاسم بنبرة عقلانية  :  علي فكره يا يزن،،  الست هي الست في كل مكَان ،،  الست خليط من كل شئ وعكسة ومش فارجة هي إتربت ونشأت فين ،، الفرج بيكون في النُضج الفكري وطريقة إدارتها للأمور فقط لا غير ،،  وياما فيه بنات عايشين في القاهرة وماشاء الله عليهم في تحمل المسؤلية والعكس صحيح ،، 


ونفس الجِصة عِندينا إهني في الصعيد،،  ياما فية بنات مرفهين وميعرفوش حاچة عن تحمل المسؤلية وأكبر مثال علي كلامي هما بنات الدوار إهني ،، ليلي أختي ومريم أختك،، وحتي صفا بت عمك زيدان اللي مولودة وفي بُجها معلجة ذهب،، 


وآسترسل حديثهُ بتساؤل  متهكم :  تفتكر واحدة زي صفا بكل الرفاهية اللي عايشة فيها دي ممكن تتحمل مسؤلية ولا حتي يكون لها فكر وإتجاه في حياتها،، دي مبتخطيش خطوة واحدة برة البيت لحالها، 


دي حتي المُدرسه السواج هو اللي بيوديها ويچيبها مِنيها  ،، ده عمك زيدان لو طايل يعمل لها المدرسة جوة البيت مش هيتردد


نظر له يزن مُضيقً عيناه بإستغراب وتحدث إلية معترضً  :  إنت شكلك إكدة عمرك ما أتكلمت مع صفا ولا إتناجشت معاها  ،،  يا أبني صفا دي دماغ عبجرية ماشية علي الأرض،، دي ما شاء الله عليها برغم صُغر سِنها بس تحسها موسوعة علمية مُتحركة


نظر لهُ مبتسمً بطريقة ساخرة فتحدث فارس مؤكداً علي حديثهُ  :  علي فكرة يا قاسم كلام يزن عن صفا صُح  ،، أني يمكن ما بجعدش وياها كتير بس الكام مرة اللي سمعت كلامها ونجاشها ويَا يزن إحترمتها وأحترمت فِكرها صُح  


إبتسم لهما وعقله غير مبالياً بحديثهما،، فعقلهِ يصب كل إعجابه وأحترامه فقط علي إيناس شريكتهُ بالعمل وعقلها الواعي البارع في إدارة عملها،، وما لها من الحكمة والجرأة حين تقف في المحكمة وتترافع أمام هيئة المستشارين بكل ثقة وهيبة 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


في صباح اليوم التالي 


فاقت صفا علي صوت زقزقة العصافير التي تسكنٌ عِشُها الموضوع فوق شجرة اليوستفندي المتواجدة أمام شرفتها مُباشرةً وتأخذ منها بيتاً لها ،،


تمللت بنومتها وتثاوبت وهي تتمطئ بدلال فوق فراشها الوثير الناعم الدَال علي كم أن حياتها مُرفهه ،  تحركت إلي المرحاض توضأت وخرجت إرتدت إسدال صلاتها وشرعت بصلاة ركعتي الضُحي بخشوع في حضرة الرحمن ،، وبعدما انتهت جلست فوق سجادة الصلاه تناجي ربها وتدعوة أن يحقق لها أحلامها ويحمي لها أحبائها 


وقفت وأرتدت أجمل ثيابها و تسمرت أمام مرأتها تتطلع برضا علي حالها مِثلها كمِثل أية مُراهقه بعمر السابعة عشر ،،فقد كانت جميلة حد الفتنه بطولها الفارع وجسدها التي تطغوا عليه علامات الأنوثة الكاملة و وجهها البض المٌنير،، وعيناها التي بلون الزُمُرد وشفتاها،،، واه من شفتاها المُمتلئة الكنزة المُهلكه لناظريها 


إبتسمت برضا وتحركت بإتجاه الدرج ونزلت علي عَجل ،،توقفت، ودلفت لداخل غرفة الطعام وتحركت إلي والديها الجالسان حول المائدة ينتظراها ليشرعا في تناول إفطارهما مع فلذة كَبدهما الوحيدة 


تحركت إلي والدها وأحتضنته بسعادة وتحدثت بمرحها المعتاد  :  صباح الخير يا أبوي 


بادلها زيدان إحتضانها له وقَبل وجنتها وتحدث بسعادة  :  يا صباح الفل علي أجمل عيون في سوهاچ كِلياتها 


إبتسمت لدلال أبيها لها ثم توجهت إلي ورد وأحتضنتها وأردفت قائلة بنبرة حنون  :  صباح الخير يا أماي 


أجابتها ورد بنبرة حنون  :  صباح الفل يا صفا ،،أُجعدي عشان تٌفطِري 


تحمحمت صفا وتحدثت إلي أبيها بنبرة مُترجية  :  بعد إذنك يا أبوي،، أني حابه أروح أصبِح علي چَدي وچَدتي وأفطُر وياهم إنهاردة 


نظر لها والدها وتحدث إليها بمعاتبة لطيفة  :  وتسيبي زيدان يُفطر لحاله من غير صفا لياليه ؟


إبتسمت وأجابته بنبرة شقية :  زيدان كفاية عليه عِطره الفواح ،،هيعمل أية بصفا ولا غيرها في وجود ورد حياته 


إبتسمت ورد وأردفت قائلة بدُعابة  :  ياما أشطرك في الكَلام يا بِت زيدان ، هو أنتِ واكلة عجل أبوكِ من إجٌليل 


ضحكت صفا وتحدثت بنبرة مرحة وهي تحتضن والدها بدلال  :  وزيدان علي جلبُه كلام صفا كيف العسل 


ثم نظرت إلي أبيها وتساءلت بدلال  :  صٌح يا حبيبي  ؟ 


ردت ورد بنبرة حاده  : إتحشمي يا بت وإنتِ بتتحدتي ويا أبوكِ 


أجابها زيدان بعيون سعيدة  : إطلعي منيها أنتِ يا ورد وخليني مني لبِتي 


إبتسمت صفا وتحدثت لأبيها  :  معزورة بردك يا أبوي ،،بتغير عليك يا زينة رجال النُعمانيه ،، وغيرة العاشج مٌرة علجَم 


إبتسم الجميع وأنسحبت بعدما أخذت موافقة والدها علي الذهاب 


شردت ورد بعد خروج صغيرتها فأخرجها زيدان من شرودها مٌتساءلاً  بإهتمام  :  مالك يا ورد ،،شاردة في أيه  ؟ 


نظرت إليه وأردفت قائلة بنبرة قلقه  :  خايفه علي صفا جوي يا زيدان،،محبهاش تتعلج جوي إكدة ببيت جدها 


نظر لها مستغربً حديثها وأردف مُتسائلاً بإستغراب   :  خايفه عليها من اهلها،،طب ده أني عُمري ما كُت أتخيل إن أبوي وأمي يتعلجوا بيها جوي إكدة ولا يحبوها بالشكل دِهْ 


اجابته بنفي وهي تهز رأسها  :  مش خايفة عليها من چِدها وچِدتها يا زيدان ،، أني خايفه عليها من حالها 


ضيقَ عيناها وأردفَ متساءلاً  :  تُجصدي أيه بحديتك ده يا ورد،،مفاهمكيش أني يا غالية 


أجابته بإيضاح  :  بصراحة إكده يا زيدان،،بِتك متعلجة بقاسم واد أخوك قدري 


إنفرجت أسارير زيدان وتحدث بتفاخر مداعبً إياها   :  والله ذوجها مليح كيف أمها البت دي 


تأفأفت ورد وتحدثت بنبرة جادة  :  دِه وقت هزار بردك يا زيدان 


اجابها بتعقل وهدوء  :  خليها علي الله يا زينة الصبايا واللي رايده ربنا هيكون،،إحنا فين وجواز بتك فين يا ورد


هدأت قليلاً ثم تناول هو قطعة من الجُبن ووضعها بداخل فمِها تحت حيائها الذي مازال مٌصاحبً لها رغم مرور كُل تلك السنوات 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


داخل سرايا عتمان النعماني 


كان الجميع يجتمع حول مائدة الإفطار العملاقة 

الجد وتجاورة الجده ،،قدري وزوجته فايقة وأولادهما الثلاث عدا قاسم الذي مازال بالاعلي  ،،فارس ،، ليلي ،، عبدالرحمن 


مٌنتصر وزوجته نجاة وأولادهم  يزن ،،حسن ،،مريم 


دلفت تلك الجميلة ذات الوجه الصابح وتحدثت بإبتسامتها البشوش ووجهها الضاحك التي ما أن دلفت حتي نشرت طاقتها الإيجابية داخل المكان،، فجعلت البعض يَسعد والبعض أيضاً يشتعل ناراً وحِقداً 


دلفت تحت نظرات يزن العاشقة لُكل ما بها ،،تنفس الصعداء ودق قلبهٌ بوتيرة عالية كَكُل مرةٍ يراها بها 


تحدثت وهي تقترب علي جدها تحاوط كتفيهِ بكفي يداها وتقبلهُ من وجنتهِ والتي لا يجرؤ سواها علي القيام بذاكَ التصرف :  صباح الخير يا چَدي 


إبتسم لمدللتهُ الوحيده والتي تعوضهٌ عن إبتعاد زيدان عن أحضانه كَقبل وأردفَ قائلاً بدلال ونبرة حنون وهو يربت علي كف يدها الموضوع فوق صدرهِ  :  يا صباح النور علي جمر العيلة اللي لما تهل عليا الدنيي كِلياتها بتنور 


لوت فايقة فاهها بصمتٍ تام خشيةً غضب عِتمان 

وتحدثت رسمية بنبرة غائرة مصطنعة :  وچدتك ملهاش حضن هي كمان ولا أيه يابِت زيدان 


إقتربت عليها وتحدثت بدلال وهي تحتضِنها بحنان   :  كيف تجولي إكدة وإنتِ جلبي من جوة يا چَدتي 


بادلتها رسميه إحتضانها لها ثم أردفت قائلة بتساءل  :  أبوكِ ما جاش يٌفطر معانا ليه ،،نسي أمه خلاص 


اجابتها بلباقه وردٍ دبلوماسياً مٌقنع  :  حد بردك يِجدر ينسي أمه يا جَده،،هو بس مش هينفع يسيب أمي تٌفطر لحالها ،،لكن حضرتك ربنا يزيد ويبارك حواليكي الكَتير من الحبايب 


إبتسم لها عتمان وتحدثَ بإعجاب  :  كلامك زين ومترتب كيف بتوع التَلفزيون يابت زيدان 


إجعدي كَلي يا صفا ، واجفه ليه يابتي،،جملة حنون تفوة بها عمها مٌنتصر


أكدها جدها الذي تحدث بحنان وهو يقتسم بيده جزءً من الشطيرة الموضوعه أمامه ويضعها بصَحنها وهو يتحدث بإهتمام وحب ويٌشير إليها لتجلس بجوارةِ  :  تعالي أُجعدي جاري لجل ما تفتحي نِفسي علي الوَكل 


إبتسمت له وتحدثت الجده وهي تقف وتٌفسح لها المجال :  تعالي أُجعدي مكاني عشان ده مكان قاسم 


إبتسمت لها وجلست وجاورتها الجده تحت إستشاطة الجميع،، فايقة ومريم وليلي اللتان تغار من معاملة جدهما بكل هذا الود والحنان لتلك الصفا لا غيرها 


تحدثت ليلي التي تكبُر صفا بعامان بنبرة مٌحتقنه بالغضب مُعترضة :  طبعاً يا چَدي ،،صفا الوحيدة اللي من حجها تُجعد چَارك وهي اللي عتفتح نِفسك علي الوَكل ،، إنما إحنا شكلنا إكدة بنسد نِفسك 


تحدثت إليها رسمية بنبرة حاده  : إتحشمي يابِت وإتحدتي زين ويَا چدك 


غضبت ليلي من حديث جدتها أما صفا فقد شعرت بالحرج لأجل إبنة عمها فتحدثت بإبتسامة كي تهدئ من ثورتها وتلطف الأجواء  : أكيد يا ليلي چدي بيحبنا كلياتنا زي بعض،،كل الحكاية إنكم موجودين معاه طول الوجت ،، لكن أني مش موجوده إهني دايما 


لم تَعر لحديثها أية إهتمام وحتي لم تكلف حالها عناء النظر لوجهها مما أحزن صفا وأخجلها 


في تلك الأثناء كان يتدلي من فوق الدرج بطولهٌ الفارع وجسدهِ العريض تحت نظرات الجميع حيت كان يرتدي الجلباب الصعيدي الذي يزيدهُ هيبه فوق هيبته ،،مُصففً شعرهُ الفحمي بعناية فائقة،، نظرت إليه ورعشه وأنتفاضة سرت بجسدها بالكامل كَكُل مرةً تراهٌ فيها 


وما كان حال مريم إبنة عمها مٌنتصر ببعيدٍ عنها ،، فقد كانت تعشق قاسم وكان عشقهٌ سببً في أن لم تُوفق مريم في تحصيل مجموع عالي بالثانوية العامة مٌنذٌ عامان والتي التحقت بفضلهِ بمعهد خدمة إجتماعية مما أحزن والدتها كثيراً


  

تحرك إليهم وتحدث بوجهٍ بشوش :  صباح الخير  


أجابهٌ الجميع وتحدثَ الجد بنبرة متساءلة  : إتأخرت لية إكده يا قاسم ؟


أجابهٌ بنبرة جادة   : معلش يا چَدي ،،كنت بعمل شوية تلفونات مهمة خاصة بالشغل


ثم نظر لتلك الجالسه تنظر إليه ببلاهه بفاهٍ مفتوح وعيون مٌتسعه مٌسلطه فوقه بإنبهار  :  أزيك يا صفا 


إنتفض قلبها عشقً ككل مرة تستمع لإسمهِا من بين شفتاه المٌهلكه لروحها وأجابت بنبرة صوت هادئة  :  الحمدلله يا قاسم،،حمدالله على السلامه 


أجابها وهو يسحب مقعداً مقابلاً لها بجانب جدهٌ مشيحً عنها ببصرة  :  الله يسلمك 


كانت فايقة تراقب عن كثب نظرات صفا العاشقه لصغيرها وقلبها يتراقص فرحً لغرضٍ ما في نفسها،، سنعلمهٌ فيما بعد 


تحدث إليةِ الجد متساءلاً بإستفسار  :  عِملت إية في الجضية بتاعت المحَجر يا قاسم  ؟ 


نظر إلي جده بإهتمام وتحدث بنبرة واثقة وظهرٍ مفرود  :  إتحددت جلسِتها السبوع الچاي

وأكمل بنبرة مطمأنة  :  مش عاوز حضرتك تجلج،، الجضية أني ضمنها في يدي ومتوكد إن الحُكم السابج هيسجت وهناخد فيها براءة 


هز لهُ رأسهُ بإطمئنان وأجابهُ بفخر وثقة :  مِن ميتا وأني بجلج من جضية في يدك يا سبعي 


وقفت مريم سريعً وتحركت وهي تٌمسك بصَحن الطعام وتستعد لسكب البعض منه في صَحن قاسم وتحدثت بإبتسامه مٌشرقه سعيدة  :  الفول بالطحينه اللي عتحبه يا قاسم 


أشار لها بيده وتحدث بنبرة باردة دون النظر إلي وجهها   :  مش عايز فول يا مريم ،، متتعبيش حالك 


ثم نظر إلي طبق صفا وتحدث وهو ينظر بتشهي إلي الشطيرة الموضوعة ذات اللون الذهبي  :   أنا هاكل مع صفا من المِشلتت اللي جِدامها 


شعرت وكأن روحها تٌحلق في السماء من شده سعادتها بمجرد نطقهِ بتلك الكلمات البسيطة ،،


وأمسكت بصَحنها وبسطت ذراعيها إلية وقدمته قائلة بإبتسامة بشوش  :  بألف هنا علي جَلبك يا قاسم 


إبتسم لها وأمسك الشطيرة وأقتسمها بينهما وأخذ نصفها وتحدث لها بإبتسامة جذابه نهت علي ما تبقي من صبرها المٌصطنع  :  أني خدت نصها وإنتِ كُلي النص التاني 


إبتسمت خجلاً بينما كان الجَد يتابع ما يدور حولهٌ بإهتمام وعيون سعيدة وغرضٍ ما في داخل نفسه 


تحدثت الجده بسعادة وهي تناول قاسم شطيرة كاملة  :  خد يا جلب چِدتك فطيرة بحالها أهي ،،عوزاك تاكُلها كلياتها لحالك 


ثم نظرت إلي صفا وتحدثت بعيون سعيدة لأجلها وحديث ذات مغزي  :  بس تدي منيها حتة لصفا،، زي ما خدت من صَحنها تحط لها فيه تاني من نايبك


إبتسم لها وأجابها وهو يقتطع جزء كبير من شطيرته ويضعها داخل صَحن صفا   :  بس إكده  ،،غالي والطلب رخيص يا حچه رسمية 


ووجهَ حديثهٌ إلي صفا وهي يضع لها قطعة الشطيرة  :  إتفضلي يا ست صفا ،، بألف هنا 


أما تلك التي مازالت واققه مٌمسكة بطبق الفول والحزن تعمق من داخلها وأمتلكهُ لما رأتهٌ من إهتمام مٌبالغ به لتلك الصفا وتجاهل الجميع لها وخاصةً قاسم  


تحدثت إليها فايقة بنبرة ساخرة وأبتسامة شامتة  :  أُجعدي كملي وكلك يا مريم ،،ملهاش عازة وجفتك دي يا نضري


نظرت نجاة إلي فايقة بضيق ثم تحدثت بنبرة غاضبه لائمة لإبنتها  :  أدخلي علي المطبخ جولي ل حٌسن تعمل الشاي لجدك وأعمامك 


نظرت إلي والدتها بغشاوة دموع كست علي عيناها ثم وضعت ذاك الصَحن فوق المنضدة وتحركت للداخل سريعً 


أمسكت صفا إحدي اللٌقيمات وغمستها بصَحن العسل الأبيض وقربتها من فمها علي أستحياء وهي تنظر إلي قاسم بنظرات عاشقة ظاهرة للجميع 


تحدث يزن وهو ينظر إلي صفا بإهتمام  :  معيزاش أي مساعدة في المنهج يا صفا ؟؟ 


إبتسمت له وتحدثت بنبرة رقيقه  : شيلاك لوجت عوزه يا واد عمي 


إبتسم لها وتحدث بسعادة  :  أي متعوزي أي حاچة في أي وجت أني تحت أمرك 


نظر لهٌ قدري وتحدث بنبرة حادة  :  هنسيبوا شغلنا ونجعدوا ندرس للست صفا إحنا بجا يا باشمهندس 


إرتبكَ يزن من حديث عمهِ الحاد وتحدث بنبرة مُفسراً حديثهُ  : أكيد يعني مش هجصر في شغلي يا عمي 


إشتعل داخل ليلي وزاد حقدها علي تلك الصفا عندما لاحظت إهتمام يزن بها 


وتحدث فارس شقيق قاسم الموالي له ترتيبياً   :  يزن طول عمرة شاطر وبيعرف يوزن أمورة زين يا أبوي وأكيد هيعرف يوازن بين شغله ومذاكرته لصفا 


ثم غمز إلي يزن وتحدثَ بحديث ذات مغزي لكونهِ الوحيد الذي يعلم بسرهِ  :  مش إكده ولا أيه يا يزن 


إبتسم يزن لمداعبة إبن عمه له ثم حول فارس بصرهِ إلي صفا وتحدثَ بأخوة صادقة  :  وأني كَمان تحت أمرك في أي حاچَه تحتاچيها يا صفا 


تحدث الجد بنبرة حادة أمرة للجميع  :  كل واحد يخليه في حاله وفي شغله وميشغلش باله بصفا،،،صفا أبوها جايب لها أحسن أساتذة في المركز كلاته


ثم وجه نظرهِ إلي قاسم الغير مبالي بالمرة بما يٌقال ويتناول طِعامة،، وأكمل بحديث ذات مغزي  :  ولو أحتاجت حاجه تُبجا تطلبها من قاسم 


تهللت أساريرها وأنشرح صدرها بسعادة 

نظر لهٌ قاسم وتحدث بهدوء ومجاملة  :  أني تحت أمرها طبعاً يا چدي ،،بس أني كُنت أدبي وصفا علمي علوم،، يعني دراستي غير دراستها خالص 


إسمع كلام جدك يا قاسم ،، وبعدين إنتِ ماشاء الله عليك محامي جد الدنيا واللي تعرفها محدش يعرفها بعديك  ،،، كلمات نطقت بها فايقه وهي تنظر إلي ولدها بتفاخر وكبرياء 


ثم نظرت إلي صفا ونطقت بنبرة تشجيعيه مُصطنعة  :  عندينا كام صفا أحنا علشان نچلعوها 


نظرت لها نجاة مضيقة العينان مٌتعجبه حديثها ولكنها تعلم خطتها علم اليقين وتحدثت بنبرة ساخرة  :  طول عٌمرك تعرفي في الأصول زين يا فايقة،،  وخصوصي ناحية صفا وأمها 


إبتسمت لها ذات القلب الصافي وتحدثت بوجهٍ بشوش  :  تسلمي يا مرت عمي،،وتسلموا كلياتكم ،،بس أني الحمدلله بفهم زين من المدرسين اللي أبوي جايب هم لي 


دققت فايقة النظر علي ساعديها وتحدثت بإستفهام والغل يتأكل من داخلها  :  جديدة الأساور اللي في يدك دي يا صفا ؟ 


أجابتها بإبتسامة وهي تتحسيهم بسعادة :  أبوي چابهم لي أولة إمبارح من مصر ،،وچَاب زيهم لأمي 


إبتسمت لها نجاة وأردفت قائلة بنبرة حنون صادقة  :  مبروكين عليكي يا صفا،،يعيش ويچيب لكم 


إشتعلت النار داخل فايقه وليلي التي تحدثت بنبرة حقودة لم تستطع السيطرة عليها  :  اللي يشوف عمايل عمي ليكي إنتِ وأمك يفتكركم ساحرين له يا چلوعة أبوكِ 


حزنت صفا من حديث إبنة عمها التي تنبذها ودائماً ما تتعمد إهانتها وبدون أسباب،،


نظرت لها رسمية وتحدثت بحده  :  وه ،،أيه الكلام المَاسخ اللي عتجوليه دي يا بت ،،سحر أيه وكلام فارغ أيه،، إحنا بتوع الحاچات العِفشة دِي بردك  ؟ 


وأكملت بنبرة مُلامة  :  ده بدل متجولي لبت عمك مبروكين عليكِ 


وقفت ليلي وتحدثت بنبرة حاده  :  كفايه چلعكم ليها ومباركاتكم 


وتحركت للأعلي غاضبه تحت نظرات الجميع 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


عند الغروب 

كان يجلس داخل غُرفته ،،أمسك هاتفهٌ وضغط علي زر الإتصال وأنتظر الرد  


بالقاهرة 

داخل شقة متوسطة الحال ،،كانت تجلس داخل صالة الإستقبال بصحبة أبويها وشقيقها المٌحامي والذي يعمل معها هي وقاسم داخل مكتب المحاماه الخاص بقاسم 


إنها إيناس،، تلك الفتاه التي تصغر قاسم بثلاثة أعوام حيثٌ تعرفَ عليها من خلال شقيقها عدنان صديقهٌ المقرب بالدراسه ،،تعرف عليها وهو بالصف الأخير بكلية الحقوق جامعة القاهرة حيث كانت إيناس طالبة بالصف الأول بنفس الجامعة 


وأعجب بها وبسرعة البرق أوقعتهٌ بشباكها صَريعً بغرامها وذلكَ لإختلافها في نظرهِ عن باقي الفتيات التي رأها طيلة حياته 


وجدت هاتِفها يرن مٌعلناً عن وصول مكالمه ،أمسكته وأبتسمت حين رأت نقش حروف إسمهِ تُزين شاشة هاتفها 


إبتسمت بغرور ثم وقفت منتصبة الظهر وتحركت نحو غرفتها تحت تساءل والدتها المٌبتسمه  :  ده قاسم ؟


إبتسمت لوالدتها وأجابتها دون حياء او خجلاً من والدها وشقيقها الجالسان  :  أه يا ماما قاسم ،، عن أذنكم 


ودلفت إلي غرفتها وأوصدت بابها عليها 


أما والدها رفعت عبدالدايم الموظف البسيط بإحدي شركات الغاز فتحدثَ مٌستفسراً  :  هي بنتك ما قالتلقيش البيه ده هييجي يخطبها رسمي أمتي ؟


إبتسمت كوثر قائلة بتفاخر  : أصبر يا رفعت ،،الولد عاوز يعمل إسم لنفسه في عالم المحاماة ويثبت جدارته قدام جده وأهله علشان يكبر في عيونهم  ،، وبعدها هيجيب أهله وييجي يطلب إيدها رسمي 


تحدثَ عدنان شقيق إيناس بنبرة مطمأنة لوالده  :  متقلقش يا بابا،،قاسم حد محترم جداً ويتوثق فيه ،،ده عشرة أربع سنين دراسه وزيهم شغل في نفس المكتب 


وأكملَ بنبرة عملية خالية من المشاعر  :  وبصراحه كدة يا بابا ،،قاسم وفلوس عيلته يستاهلوا الصبر والتأني ،، إيناس لو أتجوزت قاسم هتتنقل نقله تانيه خالص،،وإحتمال كمان تنقلنا معاها


أكدت كوثر علي حديثهُ قائلة  :  عندك حق يا عدنان،،إذا كان من الوقتِ مغرقها في الهدايا الغالية والذهب،، وبيديها مصروف شخصي بيكفيها طول الشهر وبتحوش منه كمان ،،أومال بعد ما يخطبها رسمي هيعمل معاها أيه 


تنهد رفعت وأردف قائلاً بنبرة قلقه  :  مقولتش حاجه يا كوثر،،بس أنا خايف لبعد ما كل الناس عرفت إنها خطيبته وخارجه داخله معاه يسيبها وتبقا خطوبه وأتحسبت عليها 


أجابته كوثر بكلمات مٌطمأنه  :  متقلقش يا رفعت،، بنتك ذكيه والولد بيحبها ومش هيقدر يستغني عنها تحت أي ظروف 


تنهد وصمت ليٌكمل مشاهدتهٌ لإحدي البرامج العلميه التي يشاهدها عبر جهاز التلفاز 


__________________


أما داخل غرفة إيناس التي نظرت إلي هاتفها بغرور وتحدثت بصوتٍ أنثوي وهي تتمدد فوق تختها وتنظر إلي سقف غرفتها  :  ألو 


أجابها ذاك الجالس فوق تخته بدعابة ولكنة قاهرية  :  أحلي وأجمل ألو سمعتها في عمري كله  


ضحكت بإنوثه زلزلت بها كيانه وأردفت قائلة بنبرة حنون  :  وحشتني أوي يا حبيبي ،،يلا تعالي بقا علشان مش قادرة علي بٌعادك أكتر من كدة 


أخذ نفسً عميقً وزفرهٌ بإستمتاع وتحدثَ بنبرة عاشقة   :  وإنتِ كمان وحشتيني أوي يا إيناس ،،إن شاء الله هاجي بكرة 


ثم تساءل بنبرة جاده  :  أخبار شغل المكتب أيه ؟ 


أجابته بنبرة عمليه وكأنها تحولت إلي ألة  :  كُله تمام ،،إنهارده كان ميعاد النطق في قضية مهران العيسوي،، وكالعادة أخدت فيها حكم بالبراءه 


أردفَ قائلاً بنبرة فخورة  :  برافوا عليكِ يا إيناس،، طول عمرك شاطرة ويعتمد عليكِ 


إبتسمت وأجابتهْ بتفاخر  :  تلميذتك النجيبه سيدي الفاضل 


ضحك برجوله أذابتها وتحدثَ  :  تلميذة أيه بقا ،،ده أنتي أستاذة ،،  ما هي اللي تخلي قاسم النعماني اللي عمر ما فيه ست هزت فية شعرة،، ييجي علي بوزه ويحب بالشكل ده تبقا أكيد أستاذه 


ضحكت بأنوثة وكبرياء وأكملا وصلة عشقهما


بعد قليل إستمعَ لدقات فوق الباب فتحدث لها مٌعتذراً  :  الباب بيخبط مُضطر أقفل وهكلمك تاني 


أجابته بهدوء  :  أوك يا بيبي 


أغلق معها وتحدث للواقف خلف الباب  :  أدخل 


دلف فارس مطلاً برأسهِ قائلاً  :  فاضي نتكلم شوي؟ 


إبتسم لأخاه وأجاب  :  ولو مش فاضي أفضي لك حالي مخصوص يا فارس باشا 


إبتسم فارس لمداعبة شقيقهٌ ودلف وأغلق خلفهٌ الباب وأتجه لأخاه ثم جلس بجواره وتحدثَ  : أخبار شغلك أيه يا متر  ؟ 


ربع قاسم ساقيه وأعتدل بجلسته وأجابهٌ : كله تمام يا فارس ، شغل المكتب ماشي كويس جوي،، وكل يوم بيكبر عن اليوم اللي جبله وأسمي الحمدلله بدأ يتعرف 


ثم أكمل بتساؤل وأهتمام  :  المهم طمني عليك إنتَ ،،ناوي علي أيه بعد متخلص كلية العلوم السنة دي 


زفر فارس بضيق وأجابهْ  :  هعمل أيه يعني،،هشتغل مع أبوك وأمسك له حسابات المُحجر ،،هو وجدك جرروا إكده وأني ما عليا إلا التنفيذ والطاعة العمياء 


نظر لشقيقهٌ بحزن وتحدث مٌنتقداً إستسلامهُ  : أيه نبرة الإنكسار والإستسلام اللي في صوتك دي ،،ليه متجعدش مع أبوك وجدك وتجول لهم إنك حابب تشتغل في مجالك ويبجا لك كيانك وكاريرك وتستجِل بنفسك 


إبتسم ساخراً وأردفَ قائلاً بنبرة تهكميه  :  ليه،، هو أني كنت قاسم عشان يسمعوا كلامي وينفذوة 


أخذ نفسً عميقً وتحدث بنبرة مُستسلمه مُفسراً له   :  صدِجني يا فارس حتي أني لولا شغلي نفعهم ومسكت لهم كل جضايا المحجر والأرض الزراعيه اللي باعوها علي إنها أرض مباني ما كانوا فتحولي المكتب في القاهرة ولا سابوني أشتغل في مجالي اللي درسته وحبيته 


وأكمل بإستسلام  :  نصيبنا إكده يا فارس،،ربنا رزجَنا بجِد مُتحكم حتي في النفس اللي عنتنفسه،، وبيحددهولنا ناخدة أمتي وكيف وإزاي 


نظر إليه فارس وتحدث مٌتذكراً بنبرة جاده  : بمناسبة تحكم چدك في حياتنا ،، أني من كام يوم كُت داخل لچِدك أوضته وسمعته وهو بيقول لچدتك إنه ناوي يچوزك لصفا بعد متخلص الثانويه السنه دي 


جحظت أعين قاسم وتحدث ساخراً  :  أني بردك كُنت حاسس إنه بيفكر في إكدة ،،مش هو بس ،،دي أمك كمان مبتسيبش فرصه إلا وتحاول تجربني فيها من صفا،،بس ده بعدهم ،،أني مش هتچوز غير اللي إختارها قلبي وعشِجها 


وأكملَ غاضبً   :  مش هتوصل كَمان إنه يختار لي المَرة اللي هتنام في حُضني ؟


تحدث فارس وهو يحس شقيقهٌ علي التمسك بقراره والصمود أمام جبروت ذاك المتسلط المسمي بجدهُ   :  چدع يا قاسم ،،خليك دايماً جوي قدامهم إكدة لجل ما يخشوك 


نظر قاسم أمامهٌ بشرود 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


ليلاً داخل منزل زيدان النعماني 


كانت ورد تُجهز طاولة العشاء وتحدثت إلي صفا الجالسه في الفِراندا تتطلع بعيون معلقه بغرفة فارس أحلامها التي لم تراه طيلة اليوم مٌنذٌ الصباح 


نظرت إليها ورد وحَزن داخِلُها وهي مٌشفقه علي حال صغيرتها من ذاك العِشق المُدمر لقلبها الصغير  وأردفت قائلة بنبرة يائسة  : صفا،،أدخلي صحي أبوكِ لجل ما يتعشي 


لم تٌجب والدتها لعدم إنتباهها لحديثها نتيجة لشرودها 


زفرت ورد وأعادت علي مسامعها حديثها مرةً أخري بصياحٍ عالي  :  صفااااا 


إنتفضت بجلستها وألتفت بجسدها ناظرة إلي تلك الغاضبه وأردفت قائلة بنبرة مٌرتبكه  : نعم يا أماي 


تنهدت ورد بإستسلام وأعادت عليها الحديث مرةً أخري  : أدخلي صحي أبوكِ وجولي له إن العشا چاهز 


أماءت لها بطاعة وبسرعة البرق تحركت نحو غرفة أبيها ،،جلست بجانبهِ ووضعت أنامِلُها الرقيقة فوق وجنتهِ بحب وهمست بجانب وجههٌ بنبرة حنون  :  أبوي،،أبوي،،إصحي يا حبيبي العشا چاهز 


بدأ زيدان بفتح عيناه بهدوء ثم أبتسم لرؤيتهِ لطفلتهِ الجميله التي تشبه والدتها حتي بنعومتها ورقتها 


أمسك كف يدها وقبلهٌ بحنان،،ثم أعتدل وجلس مٌستنداً بظهرةٌ علي ظهر تختهِ ،،وفتح ذراعه مٌشيراً لها بدلوفها داخل أحضانه،، و ما كان منها إلا السعادة البالغه والإنصياع لنداء غاليها والإرتماء داخل أحضان والدها الحانية التي تٌشعرها بأمان الكون بأكملة 


إرتمت بأحضانه وخرجت تنهيدة من صدرها وتحدثت إلي أبيها بنبرة حنون  :  تِعرف أني بحبك جوي يا أبوي 


إبتسم زيدان وشدد من إحتضانها وقبل وجنتها وتحدثَ  : أني بجا حبيتك إنتِ وورد أكثر من حالي وذاتي يا صفا ،،لدرچة إني أكتفيت بحُبكم عن الدِنيي بحالها 


خرجت من داخل أحضانه بلهفة وأردفت قائلة بإستفهام  :  صٌح چَدي وچَدتي كانوا عاوزينك تتچوز علي أمي عشان تخلف الوَاد ؟! 


إبتسم لها وأردفَ مٌتسائلاً  :  مين اللي جال لك الكلام دِه ؟ 


أجابته بهدوء   :  عمتي صباح هي اللي جالت لي لما سألتها إشمعنا أبوي اللي ليه دوار لحاله دونً عن أعمامي كلاتهم 


أخرج تنهيدة طويله من داخل أعماقهِ وأجابها بهدوء   :  دي عوايد وتجاليد يابتي ، عندينا في الصعيد إهني الراچل لازمن يُبجا له وَاد يورث إسمه من بعده


ضيقت عيناها وتساءلت مُستفسرة  : وليه حضرتك مسمعتش كلامهم وأتچوزت علشان تچيب الوَاد ؟


إبتسم لها ونظر داخل عيناها وتمعن بهما وأردف قائلاً بحنان  :  تِعرفي يا صفا،،  البصه في عيونك دول عِندي بالدنيي كِلياتها ،،وبعدين مين اللي جال لك إني مجبتش الوَاد


وأمسك كف يدها مقبلاً إياه وتحدث بنبرة صادقه حماسيه  :  إنتِ عِندي بألف وَاد يا صفا ، إنتِ اللي هتشرفِيني وتخليني أتفاخر جِدام النچع كِلاته وأجول لهم أني أبو الدَكتورة صفا النُعماني 


إبتسمت له بسعادة وأكملَ هو بترجي  : بس أني معايزكيش تزعلي من چَدك وچَدتك لجل السبب دِي يا صفا ، عاوزك تعزري تفكيرهم يا بتي 


دلفت لداخل أحضانه وشددت منها وأردفت قائلة بنبرة صادقة  :  أكيد عمري مزعل منيهم وخصوصي إنهم بيحبوني جوي ويمكن أكتر واحده في أحفادهم كَمان 


وأبتسمت وأردفت بنبرة حنون  :  طبعاً بعد قاسم 


إبتسم بعدما أستمع إلي ذكرها لحبيبها بتلك النبرة الحنون وتساءل بتخابث  :  و إشمعنا قاسم يعني اللي چيبتي سيرته ؟


خرجت من داخل أحضانه وتحدثت بنبرة سعيده حماسية :  عشان هو المفضل عند چدي وچَدتي،،دِه چِدي بيكَبرة و بيستشيرة في شغله أكتر ما بيستشير عمي قدري وعمي مٌنتصر 


إبتسم لها وكاد أن يٌجيبها لولا دلوف تلك الغاضبة التي أردفت بصياحٍ غاضب  :  أني بعتاكي تصحي أبوكِ عشان العَشا ولا تُجعدِي في حُضنه تدلعِي وتتمَسخِري علية  ؟ 


مدت شفتاها الكنزة بغضبٍ مٌصطنع وتحدثت تشتكي لأبيها  :  شايف يا أبوي ،،مطيجانيش أجعُد جَارك وأنام في حضنك 


حاوط زيدان وجنتها بكف يداه برعايه وتحدث إليها بدُعابه  :  أعُذريها يا صَفا ،، الغيرة علي الحبيب مٌرة بردك يابتي 


وضعت ورد يدها في خصرها كحركة إعتراضيه علي حديثه وتحدثت بنبرة معترضة مٌتذمرة  :  غيرة،،  علي مين إن شاء الله الغيرة دي ؟ 


إتسعت حدقة عيناه وتحدث مٌعترضً  :  عليا يابِت الرچايبة،، ولا زيدان النعماني مهيستاهلش تغيري عليه ؟


ضحكت صفا وأنتفضت من جلستها وتحركت بإتجاه الباب وتحدثت بدٌعابة  :  أطلع أني مِنيها بجا ،،بيتهئ لي أني إكدة عِملت اللي علي 


نظرت لها ورد وأردفت قائلة بغضبٍ مٌصطنع  :  وزياده يابِت بطني 


ضحكت صفا وخرجت وتحرك زيدان مٌتجهً إليها ،،كادت أن تخرج تلك الغاضبة ولكن يدهٌ سبقتها إلي الباب وأوصدهٌ ثم شدها إليه بعنفٍ إرتضمت علي أثرهِ بصدرهِ العريض ،،


لف ساعديه حول خصرها الممتلئ بعض الشئ وألصقها بجسدهِ بشدة وتحدث بنبرة مٌلامة  :  بجَا مبجتيش بتغيري علي زيدان يا ورد ؟ 


نظرت له وتحدثت بنيرة مٌلامة مُتذمرة :  مش إنت اللي واخد بِتك في حُضنك ونسيت بيه حُضن ورد 


إبتسم بتفاخر ثم تساءل :  عتغِيري عليا من بتك  ؟! 


أجابتهْ بحدة وغيرة قاتلة ظهرت بعيناها  :  وأغير عليك من الچَلابية اللي عتِلبسها يا جلب ورد من جوة 


إشتعل داخله من نظرة عيناها العاشقه ونبرة صوتها الهائمة،،مال علي شفتاها ووضع لها قٌبلة شغوفه أطال بها وبث لها من خلالها مشاعره المتوهجة التي لم تهدأ يومً مٌنذُ أن رأها صدفة بحفل زفاف صديقه ،، 


                ☆ ويا حلوها من صدفة☆ 


إنجرف وراء مشاعرة وبات يتذوق قٌبله تلو الأخري بشغفٍ وهيام ،، شدد من إحتضانه لضمتها ، شعرت بإنجراف مشاعرة بإتجاهِ أخر


فتمللت داخل أحضانها قائلة بضجر  :  زيداااان 


أجابها هامسً بجانب أذنها بنبرة مسحورة أذابت كيانها  :  عيون زيدان وجلبه 


إبتسمت لدلاله وكلمات عشقه وأردفت قائلة بنبرة حنون لتذكرة  : صفا برة مستنيانا علي العشا 


أجابها وهي يشرب من شهد شفتاها المميز  : مجادِرش يا زينة الصبايا،،وحشاني ومجادِرش أبعِد 


أبعدته بساعديها بشده وتحدثت بنيرة هائمة : لو وحشاك جيراط ،،إنتَ واحشني أربعة وعشرين ،،بس بالعجل يا زيدان،،تعال نتعشا مع صفا وبعدها ندخلوا أوضتنا وأدوجك شهد ورد ورحيجها اللي عتعشجوا منيها يا واد النعماني 


إبتسم لها وتحدث بطاعة :  ماشي يا زينة الصبايا،،بس بشرط 


أجابته بهيام  :  أؤمرني يا ضي عيني 


أجابها بنبرة مٌشتاقه  :  مهصبُرش غير وجت العشا وبس،،وبعدها تتصرفي مع بتك،،فهماني يا ورد ؟


إبتسمت له خجلاً وهزت رأسها بإيماء ثم تحركا للخارج معاً إلي غرفة الطعام وجلس ثلاثتهم حول مائدة الطعام المليئة بخيرات الله عليهم،،،وما أن أشرعوا بتناول الطعام حتي إستمعوا لصوت جرس الباب ليعلن عن زائر 


فتحت العاملة الباب وجدته قاسم فتحدثت  :  يا أهلاً وسهلاً يا سي قاسم ،،إتفضل 


تحدث قاسم إليها متسائلاً  : عمي موچود يا صابحة ؟


إستمعت هي من الداخل إلي صوت معشوقها ،،إنتفض داخلها وأشتعلت وجنتيها وتحول لونهما إلي اللون الوردي الداكن لاحظته ورد وتنهدت بأسي علي حال صغيرتها التي لم تكُن تريد لها هذا المصير أبدا 


أردف زيدان مٌنادياً عليه بنبرة صوت مرتفعه  : تعالَ يا قاسم


دلف قاسم خلف العاملة وألقي عليهم السلام  :  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


وأردف قائلاً بنيرة معتذرة  : أني شكلي إكدة چيت في وجت مش مناسب 


أردفت ورد التي وقفت وتحدثت بنيرة حنون  :  حديت أية اللي عتجوله ده يا ولدي


وسحبت لهٌ مقعداً وتحدثت بنبرة ودوده : اُجُعد يا ولدي أتعشا ويَاَ عمك 


ونادت بصياحٍ علي العامله   :  صابحه،،هاتي طبج نضيف من عِندك لقاسم بيه 


تحدث قاسم بنبرة خجلة  :  ملوش لزوم يا مرت عمي،،أني هستني عمي في الچنينة علي ما تخلصوا عشا   ،، عشان واحشني وعاوز أجعد وياه شوي 


حدق بهِ زيدان وتحدث مٌلاماً له  :  چري أيه يا قاسم،،هي الجعده في مصر لحالك نستك الأصول والعادات ولا أيه،،مالك يا وَاد بجيت بخيل ليه إكدة 


تحدثت صفا بدعابه لتحثهٌ علي الجلوس  :  شكله إكدة مش عاچبة وكل أم صفا يا أبوي 


نظر لها مٌضيق العينان مٌستغربً شقاوتها الجديدة علية وتحدث بدعابه  : طب ليه إكده يا بت عمي،، بجا متجيش غير منك إنتِ ؟ 


إبتسمت بشقاوة وجلس هو وتحدثَ بإحترام  : دِه حتي نفس مرت عمي معروف في العيله كلاتها إن مفيش زيه


اجابته وهي تناولهٌ قطعتان كبيرتان من اللحوم وتضعها داخل صَحنه  :  تسلم يا ولدي ،،يلا مد يدك وسمي الله 


وقام زيدان بوضع فخدة كبيرة من لحم البط اللذيذ داخل صَحنهِ 


كانت تبتسم وهي تراه مٌحدق العينان لكل ما يٌوضع أمامه في وجبة عشائة التي بالتأكيد لم يتناول منها كُل هذا 


تناول الجميع العشاء تحت سعاده صفا التي وصلت لعنان السماء وقضت معظم الوقت في إستراق النظر إلي وجة قاسمها 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


ليلاً داخل غرفة صفا 

إنتهي اليوم وصعدت لغرفتها ،،كانت تتمدد فوق تختها شارده في طيف حبيبها تتساءل مع حالها ،،كيف سيكون شكل مستقبلها معه وهل حقاً سيكون من نصيبها كما لمحت لها جدتها رسميه من ذي قبل 


تنهدت بحنان وباتت تحلم بحياتها معهً حتي وقعت صريعة للنوم 


تري ما المستقبل الذي ينتظر صفا  ؟  


إنتهي البارت 

قلبي بنارِها مٌغرم


4💘

صباح اليوم التالي 

خرجت من باب منزلها لتستقل السيارة التي خصصها لها زيدان بسائِقها لتكون تحت آُمرتِها طيلة الوقت كي تذهب إلي المدرسه لإستخلاص بعض أوراق الثانويه العامة المطلوبه منها 


إنتفض داخلها بسعادة عندما وجدته يخرج من باب المنزل وتجاورهٌ فايقه بملامح حزينه وهي تودع صغيرها 


أمسك قاسم رأس والدته مٌقبلاً إياه وتحدث بنبرة حنون  :  وبعدهالك عَاد يا أماي،،هو أني كُل مرة همشي مِتنكِد عشانك إكده  ؟ 


جففت فايقة إحدي دمعاتها الهاربه منها وتحدثت بنبرة حزينة صادقة  :  غصب عني يا قاسم ،،مجدراش أتعود علي بعادك عن حُضني يا وَاد جَلبِي 


في حين تحدثت ليلي التي إقتربت وآرتمت داخل أحضان شقيقها لتودعهُ  : يا أما دِه بجا له 8 إسنين عيسافر،، المفروض تُبجِي إتعودتي علي إكدة يا أم قاسم 


قَبل وجنة شقيقتهُ وأردف قائلاً بحنان  :  خلي بالك من نفسك يا ليلي وذاكري مَليح،، علشان كلية التِچارة صعبه ومحتاچه مذاكرة وتركيز عَالي 


أومأت له رأسها بهدوء 


نظرت فايقة تتطلع أمامها،، إتسعت عيناها فرحً عندما وجدت تلك العاشقة المُتسمرة بوقفتها بجانب السيارة ،، وهي مُسلطة بصرِها بإعجاب علي قاسم،، بنظرات مُغرمة هائمة لعاشقة يظهر عشقها كوضوح الشمس أمام أعيُن الجميع 


إبتسم داخلها بتشفي وشعرت بالإرتياح،، وعلي الفور قامت بالنداء عليها كي تُزيد من تسليتِها  :  مش هتاجي تسلمي علي قاسم جَبل ما يعاود علي مصر يا صفا ؟ 


همس قاسم إلي والدته بنبرة مٌعاتبه  :  وبعدهالك عَاد يا أماي ،،مهطبطليش اللي بتعمليه ده ؟؟


أجابت صغيرها بنبرة هادئة متصنعة للبراءة  :  وأني عِملت إية عاد يا ولدي،،الحَج عليّ اللي بنادم لبِت عَمك لجل ما تاچي وتِسلِم عليك جَبِل ما تعاود علي مصر 


ضحكت ليلي وتحدثت بنبرة ساخرة  :  مهضيعيش وقت إنتِ خالص يا أماي 


رمقتها بنبرة غاضبة وهتفت قائلة  :  إسكتي سَاكِت وخليكي في خيبتك يا حزينة 


كانت هناك من تتطلع عليهم من شرفتها التي تعتلي وقفَتهِم ،، بلهفة وعيون حزينة وقلبٍ يتمزقُ ألماً لأجل ما تستمعهُ وتراهُ أمام أعيُنِها ،، إنها مريم،، إحدي ضحَايا عِشق ذاك القاسم الصَارم 


أما تلك العاشقه التي إبتسمت ببشاشة وجه وأنتفض داخلها بسعادة من حديث زوجة عمها المُشجع لها 


وتوجهت بتمهُل إلي وقفتهم وهي مُحتضنة ذلك الملف إلي صَدرِها ببراءة وتحدثت إلي قاسم بنبرة رقيقه  :  توصل بالسلامة إن شاء الله يا قاسم ، متُبجَاش تِتأخِر علينا إكدة 


إبتسم لها قاسم وأردفَ قائلاً بنيرة هادئة :  إن شاء الله يا صفا ،،خلي بالك من نفسك وذاكري مليح لجل ما تفرحي عمي بيكي 


أٌنيرَ وجهها وتحدثت بطاعة جذبت بها إنتباهه ولكنهٌ نفض رأسهٌ سريعً من تلك الأفكار  : حاضر يا قاسم 


إبتسمت تلك اللعُوب وتحدثت إلي ولدها  : ناول رقم تَلفونك الچَديد لبِت عَمَك عشان لو إحتاچَت منك حَاچة في مذاكرتها تكلمك يا قاسم 


نظر لوالدتهٌ بعيون مٌلامة ،،لا يدري لما تقوم بكل تلك الإمور وهي تعلم علم اليقين أنه لن يتزوجها،، حيثُ كان قد أخبرها هو من قبل عن معرفتهِ لإنتواء خطة جَده بأن يزوجهٌ من صفا وأخبرها أيضاً بأنه لا يراها إلا ك ليلي شقيقته 


تحدثت صفا علي إستحياء حين رأت تلبُك قاسم وإنزعاجهُ  :  بلاش يا مرت عمي، ،معيزاش أشغله وأعطِله عن شُغله 


هتفت فايقة بنبرة مٌتلهفة  :  واه،، حديث إيه اللي عتجوليه دِي يا بِتي ،، إنتِ بس إشغليه براحَت راحتِك وزينة الشباب علي جلبه حديت صفا كيف العَسل 


ثم حولت بصرها إلي ولدها وتساءلت بلؤم  :  مش إكده بردك يا قاسم ؟


نظر قاسم لوالدتهِ مٌستغربً أفعالها وتحدث مٌجبراً وهو يبتسم لإبنة عمه كي لا يُحزن قلبها البرئ   :  أكيد طبعاً يا أماي 


كانت تشعر بروحها سارحة في ملكوتها الخاص من حديث زوجة عمها الذي يحمل الكثير والكثير من المعاني 


إبتسمت بسعادة مُفرطة لم تستطع التحكم في تخبأتها وتحدثت بنيرة تكاد تصرخ من فرط سعادتها   :  تسلم يا قاسم ويخليك ليا 


ثم أرتبكت وتحمحمت مٌصححه جُملتها  : جَصدي يخليك لينا 


رمقتها فايقة بنظرة إنتصار وإبتسمت بخبث 


وهٌنا إستمعت صفا إلي صياح والدتها التي نادت عليها بنبرة مٌحتقنه تحمل الكثير والكثير من القلق  :  سايبه السواج واجف ملطوع كُل ده و واجفه عِنديكِ بتعملي إيه يا صفا ؟


إرتبكت وأرتعب داخلها وحولت بصرها لتلك الغاضبة تنظر عليها بعيون زائغة 


حين أردفت فايقة قائلة بنبرة سعيدة و وجهٍ مٌبتسم شامت  :  چري أيه يا سلفتي ،،مالك هَبيتي في البت خَلعتيها إكدة علي الصبح  


ثم أكملت بإبتسامة خَبيثة  :  أني اللي ندهت عليها لجل متسلم علي وَاد عمها جَبل ما يعاود علي مَصر 


نظرت لها ورد وحدثت حالها بغيظ ،،،بما تفكرين وتُخطتين أيتُها المَاكرةِ الحقودة  ،،تُري ما تلك الكارثه التي تختطين بإيقاع صغيرتي الساذجة بها أيتُها الملعونه


وأكملت بإستماته داخل نفسها :  لن أسمح لكِ بإيقاع إبنتي داخل شباكك أنتِ وزوجك الحقود،،أعلم علم اليقين أن قاسم يختلف كٌلياً عن حقدكما ،،ولكن يكفي أنه ولدكم،، فهذا وحدهُ كفيلُ بألا يشفع له عندي مهما مر العُمر 


حولت صفا بصرها إليهم من جديد وتحدثت إليه بنبرة حزينة وعيون ناظرة أسفل قدميها  : توصل بالسلامة يا وَاد عمي،،بعد إذنكم 


وتحركت سريعً إلي سيارتها وأستقلتها تحت أعين ورد التي تحدثت بنبرة جامدة إلي قاسم  :  توصل بالسلامة ان شاء الله يا ولدي 


أجابها قاسم بإحترام  :  الله يسلمك يا مرت عمي


تحركت سيارة صفا مُنطلقه لخارج البوابة الحديدية الخارجية 


وتلاها قاسم الذي إستقل سيارته بجانب السائق وتحرك بها مٌتجهً إلي مطار سوهاج ومنهٌ إلي مطار القاهرة 


ألقت ورد نظرة غاضبة علي فايقة ثم إستدارت معاودة لداخل منزلها بشموخ 


إبتسمت فايقة بشماتة وتحركت هي الأخري إلي الداخل،،في حين إقتربت منها ليلي التي كانت شاهدة علي تلك المسرحية الهزليه 


وتحدثت ليلي إلي والدتها بعدم إستيعاب   :  نفسي أدخل چوة دماغك وأعرف إيه اللي هيدور چواها يا أماي،،


واكملت بتساؤل حائر  :  منين مهطجيش سيرة ورد وفي نفس الوجت بتحاولي بكل جِوتك تجربي بِتها صفا من قاسم أخوي  ؟


إبتسمت فايقه وأجابت صغيرتها بنبرة يملؤها الغِل  :  دِه تخطيط واعر و شُغل عالي علي كَبير،،  يصعب علي الصِغيرين اللي زيك فِهمه يا بِت بطني 


وأكملت بنبرة تهكميه وهي ترمُقها بنظرة غاضبة :  خليكي إنتِ في مذاكرتك في الكليه الخيبانه بتاعتك اللي دخلتيها بمجموع الشوم اللي چبتيه بالعافيه  


ودلفت وتركت ليلي التي زفرت بضيق من حديث والدتها المُتهكم عليها 


________________________


أما بشرفة مريم التي تنهدت بأسي وروحٍ مُحبطة من ما رأت بعيناها وأستمعتهُ بأُذناها مُنذُ القليل ، وما أن إلتفت بجسدها حتي فزعت وأتسعت حدقة عيناها حين رأت والدتها تقف بوجهها،، تربع ذراعيها وتضعهما فوق صدرها 


هتفت مريم بصياح بنبرة مُرتجفة من هول الصدمة  :  خلعتيني يا أماي ،، فيه حد بيدخل يتسحب علي حد إكدة  ؟ 


كانت ترمقها بنظرات غاضبة وأردفت قائله بنبرة ساخرة  :  أچيب لك طاسة الخضة لجل ما تخطيها يا عين أمك 


إبتلعت مريم لُعابها من طريقة والدتها المتهكمة فتساءلت بإستفسار مُترقب  :  إية اللي حُصل يا أماي لمسخرتك علي دي  


أجابتها نجاة بنبرة حادة  :  صُح معرفاش حُصل إية يا مريم  ؟ 

حُصل إنك بتجللي من جيمتك وترخصيها مع ولد فايقة،، 


إنتفض جسدها وأبتلعت لُعابها رُعبً من حديث والدتها المفاجئ وأرادات الإنكار كي تُنجي بحالها من بطش تلك الغاضبة 


فهتفت بنبرة زائفة وإنكار  :  كلام إيه اللي عتجولية دي يا أما،، وأني مالي ومال قاسم 


خرجت من حياة إبتسامة مهمومة وأردفت قائله بنبرة حزينة  :  بس أني مجبتش سيرة قاسم يا مريم 


تنهدت بأسي ثم إقتربت علي صغيرتها وأمسكت يدها وتحركت بها للداخل حتي وصلتا إلي التخت وجلستا،، 


أخذت نفسً عميقً وزفرتهُ وتحدثت بهدوء  :  إسمعيني زين يا بتي وإفهمي حديتي صُح لجل ما تحفظي كرامتك ومتهينيهاش علي الفاضي 


وآسترسلت حديثها العاقل  :  عمك قدري ومرته مهيسبوش مال عمك زيدان يخرچ من بِنات إكِفوفهم ،، وهيعملوا المستحيل لجل ما يچوزوا قاسم لصفا 


يعني تنسي اللي عتفكري فيه دِي لانه مهيُحصُلش واصل،، أول هام زي ما جُلت لك اللي ناوي عليه عمك ومرته 

وتاني هام إن قاسم مهيفكرش فيكي ولا شايفك جِدامه من الأساس 


ولا كَمَان بيفكِر في صفا ولا شايفهِا،، جملة حاده غاضبة هتفت بها مريم 


فأجابتها نجاة  :  صُح هو مهيفكرش فيها  ،،  بس عمك ومرته عيفكروا وهما دول الأهم،، ده غير إن چدتك لمحت لي جبل سابج إن چَدك بيفكر يدي صفا لقاسم لچل ما يكون مطمن عليها 


تنهدت بأسي حين رأت غشاوة الدموع المتكونة داخل أعين صغيرتها الحزينة  فتحدثت بنبرة مهمومة  :  يا مريم أني خايفة عليكي من خيبة الأمل،، إنتِ لساتك إصغيرة ومهتتحمليش وچع خيبة الأمل وكسرة النِفس يا بتي  ،،


وأكملت برجاء وهي تُمسك بكف إبنتها  :  لو كُت غالية عِنديكي صُح خرچي الموضوع دِي من نفوخك واصل 


قالت كلماتها وتحركت إلي الخارج في حين إرتمت بجسدها تلك العاشقة الصغيرة وأجهشت بالبكاء الذي تحول إلي نوبة بكاءٍ مريرة 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


بعد حوالي ساعتان  


كان يتحرك داخل رواق مكتب المحاماه الخاص به يخطو بخطوات واثقه تتسم بالرجولة والجاذبيه لكل من يراه،، متوجهً إلي غرفة مكتبة،،


وصل لها وخلع عنه حِلتة وعلقها فوق العُليقة الخاصة بها،، وشمر أكمام قميصهٌ وكاد أن يجلس إلا أنهٌ إستمع إلي طرقات فوق الباب،، وقبل أن يأذن للطارق بالدلوف وجد الباب يٌفتح وتدلف عبرهٌ تلك الجميلة بطولها الفارع وجسدها النحيل ،،


إنها إيناس ذات الوجه الجميل ظاهرياً،، حيثُ لا تظهر ملامح وجهها بوضوح وذلك بفضل مساحيق التجميل التي تضعها فوقةُ بكثرة ،، و شعرها الأسود الحريري الذي يُهفهف خلف ظهرها حيثُ أنها تركت لهٌ العنان ليتنفس ويرفرف بحريه خلفها 


إبتسم لها بسعاده أما هي فتحركت إليه وآلتصقت به بلهفة مٌفرطة وكادت أن تٌقبل وجنتيه لولا ساعديه الذي وضعهما وكانت كالسدٍ المنيع،،


وإبتعد عنها وهو يزفُر بضيق وتحدثَ بنبرة صوت غاضبة مُعنِفً إياها :  وبعدين معاكي يا إيناس،،أنا كام مرة نبهت عليكِ وقولت لك بلاش الحركات اللي بتعمليها دي ،،ومع ذلك مٌصرة عليها مع إنك عارفه ومتأكدة إنها بتضايقني وبتخرجني عن شعوري 


تأففت بتملل وأجابته بضجر  :   وأنا كام مرة قولت لك إني مبعملش كده غير معاك إنتَ وبس ،، وإن المفروض إن ده شيئ يسعدك ويحسسك أنا قد أيه بحبك وبتوحشني لما بتغيب عني 


ضيق عيناه مٌستغربً حديثها وتساءل ساخراً  : وسيادتك عاوزة تعملي كدة مع مين تاني يا هانم  ؟


ثم أردف قائلاً بنبرة غاضبة مُشيراً بسبابتهِ إليها مهدداً إياها  :  إيناس ،،، لأخر مرة هنبهك وهقول لك الموضوع ده ما يتكررش تاني،، مش عاوز أغضب ربنا أنا ،، عاوز علاقتنا تبقا محترمة وفي إطار الشرع علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا 


تنهدت وظهر الحزن فوق ملامحها فتحدث هو مٌفسراً ردة فعله بنبرة أهدي قليلاً  :  يا إيناس من فضلك حاولي تفهميني،،أنا عارف إن نشأتنا وتربيتنا مختلفه عن بعض ،، بس أنا عاوزك تتطبعي بطبعي عشان لما نتجوز  ونروح الصِعيد محدش ينتقد أفعالك وميحسوش إنك مختلفه عنهم 


ثم نظر إليها وأردف قائلاً بنبرة حنون كي يٌنسيها حزنها الذي أصابها من ردة فعله العنيفه  :  فهماني يا حبيبتي ؟ 


إبتسمت له وتحدثت بسعادة وكأن شئٕ لم يكُن  :  ومين غيري يفهمك يا قاسم ،،أنا بس مش عوزاك تحبكها علينا أوي كده،،أنا بحبك وإنتَ بتحبني وهنتجوز،، يبقا إيه المانع لما توحشني أحضنك وتحضني ،،

واكملت بلا مبالاة  :  أنا مش شايفه إن الموضوع يستدعي كل غضبك ده  ؟! 


أجابها وقد تملك الغضب من ملامحهِ من جديد أثر حديثها المرفوض بالنسبة له  : المانع  إنه حرام يا أستاذة يا بتاعت الشرع والقانون ،،لا والمصيبه إنك شايفه إن الموضوع عادي ولا يستدعي الغضب  


وأكملَ بنبرة تحذيريه ولهجه صعيدية لم يستطع التحكم بها  :  إسمعي يابِت الناس،، أني بطبعي مبحبش أعيد حديتي مرتين، ، لكن معاكِ بعيدُه كَتير وده شئ بينرفزني وبيخرچني عن شعوري ،،  فعشان نبجُوا متفجين من أولها إكدة ،،حكاية جٌربك مني وإنك تبجي عاوزة تحضنيني أول ما تشوفيني دي تنسيها خالص،،وكمان شعرك ده لازمً تداريه وتتحچبي،،


وأكمل بضجر وملامح وجة مُشمئزة  :  أني معارفش أصلاً هفاتح أهلي كيف بزواجنا بشعرك ده 


أجابته بنبرة هادئة كي تمتص غضبته  :  ما أنا قولت لك قبل كده يا قاسم ،،لما تقرر تفاتح أهلك وتخطبني وقتها هبقا ألبس الحجاب 


وأكملت بحزن إصطنعته لحالها كي تستدعي تعاطفهُ   :  وياسيدي لو قربي منك ولهفتي عليك وإنك بتوحشني لما بتبعد عني بيضايقك اوي كده،، خلاص،،أوعدك إني مش هرخص نفسي وأرميها عليك تاني 


وأكملت بطاعة أثارته  :  ها،،فيه حاجة تاني مضايقاك في تصرفاتي وعاوزني أغيرها  ؟ 


وضع يدهُ فوق شعر رأسهِ وسحبها للخلف ثم أخذ نفسً عالياً وزفرةُ كي يُهدئ من روعِهِ وتحدث بنبرة صارمة وملامح وجه مُبهمه  :  إيناس،، أنا عاوزك تلبسي الحجاب من إنهارده ،،أيه رأيك لو ننزل أنا وإنتِ بعد مواعيد المكتب وأشتري لك كل اللبس اللازم علشان الحجاب ،،

وأكمل بلهجة صعيدية وإبتسامة كي يقنعها ويهون عليها صعوبة الخطوة بالنسبة لها  :  إنتِ هتتچوزي صعيدي يا بت،،والصعيدي عيحب مرته وعيموت عليها ومهيجبلش علي رچولته إن شعرة واحده تبان منيها جِدام الخلج إكدة  


ضحكت بإنوثة مقصودة واجابته مضطرة  :  حاضر يا عم الصِعيدي الحِمش  ،،بس ياريت بقا تسرع بخطوبتنا علشان بابا بدأ يتضايق من الموضوع ورجع يكلمني فيه تاني 


أجابها بهدوء  :  حاضر يا حبيبتي ،، صدقيني قريب جداً هفاتح جدي في الموضوع 


إستمعا إلي بعض الطرقات ودلف شقيقها عدنان بعدما أذن له قاسم بالدخول وتحدث وهو يقترب من قاسم محتضن إياه بحفاوة  :   حمدالله علي السلامة يا متر ،،نورت القاهرة 


ربت قاسم علي ظهرهِ قائلاً  :  الله يسلمك يا عدنان 


ثم أتجه قاسم خلف مكتبهِ وجلس فوق مقعَدِه المُخصص له وجلس كل من عدنان وإيناس متقابلين بالمقاعد 


فتساءل قاسم بنبرة جاده  : طمنوني يا أساتذة ،، أيه أخبار القضايا الي عندنا  ؟


أجابته إيناس بنبرة عملية واثقة  :  كلة تمام يا قاسم،، مش هتصدق مين طلب إن مكتبنا يمسك له القضايا الخاصة بشركته 


نظر لها منتظراً تكملة حديثها فأكملت هي بإبتسامة فخر  :  عزت الباجوري صاحب شركات النقل الشهيرة في البلد 


إتسعت حدقة عيناه وتحدثَ مٌستفسراً بسعاده  :  عزت الباجوري بذات نفسه ،،


أومأت له بسعادة فأكمل هو بنبرة حماسية  :  دي خطوة مهمة جداً وبتأكد لنا إن مكتبنا بقاله إسم وسيط بين مكاتب المحاماه 


وافقاه الرأي وتحدث عدنان متباهياً  :   إنتَ مستهون بمكتبنا وبشغلنا إحنا الثلاثة ولا أيه يا متر  ؟ 


أجابهُ قاسم بدعابه   : بصراحة كُنت،، بس الباجوري غير لي نظرتي خلاص 


ضحك ثلاثتهم واكملوا حديثهم الخاص بالعمل 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


عند الغروب 

داخل الفِيراندا الخاصة بسرايا عِتمان 


كان يجلس فوق مقعدهِ بمفردهِ ينتظر رسمية التي دلفت لصُنع مشروب شاي العصاري لكلاهما 


خرج زيدان من منزلهِ يتطلع إلي الحديقه،، وقعت عيناه علي والدهِ الجالس بمفردهُ،،  إنتعش صدرهُ من أثر رؤياه التي تنعش روحهُ وتُطمئن قلبهِ،، فبالرغم من تقدم زيدان بالعُمر إلا أنه ما زال أبيه يُمثل لهُ حِصن الأمان بالنسبة له 


تحرك إلي أبية بخطوات مُهرولة ووقف أمامهُ على إستحياء وتحدث بنبرة صوت مرتجفة  :  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ،، كيفك يا أبوي  ؟ 


أما عِتمان الذي ما إن إستمعَ إلي صوت نجلهِ الحبيب الذي ما زال الأقرب إلي قلبهِ برُغم كُل  ما جري 


لم يستطع رفع عيناه،، متلاشياً النظر لداخل عيناي صغيرهِ،، وذلك كي لا يضعف أمامهُ وينتفض واقفً ويسحبهُ لداخل أحضانه كي يُشبع جوع قلبهِ 


تمالك من حالهِ بصعوبة وعاد إلي أدراكهِ راسمً الجمود فوق ملامحةِ وأردف بصوتٍ جاحد بارد أجاد تقمُصهُ  :  الحمد لله 


إبتلع غصةٍ مريرة من معاملة والدهِ له التي لم تتغير يومً برغم مرور كل تلك السنوات الطويلة 


ضل واقفً بإحراج حتي خرجت والدتهُ تحمل بين كفيها حاملاً موضوع عليهِ كأسان من الشاي،، 


تحدثت بلهفه حين رأت من كان مُدللها وحبيبها القريب إلي قلبها :  العواف يا زيدان 


إنتفض داخلهُ حين إستمع إلي صوت من كانت يومً تنثرةُ بالحنان والدلال،،أما الآن فقد تغير الوضع كُلياً ولم يرا منها إلا الجحود الظاهري والغضب 


أجابها بنبرة حنون  : يعافي بدنك يا حاچة 


تحدثت إلية بهدوء عكس ما يدور داخل قلبها من ثورة عاطفية  :  واجف ليه إكدة،، أُجعد إشرب الشاي مع أبوك   


نظر إلي والدهِ الذي يُشيحُ عنه ببصره وينظر أرضً بوجة مُبهم،، فتحدث بنبرة صوت بائسة  :  معايزش أضايجكم بوچودي،، 


بالإذن،، كلمة قالها بنبرة حزينة قطع بها أنياط قلبي والداه،،  وكاد أن يتحرك لولا صوت عِتمان الذي تحدث بنبرة مُتلهفة  :  إجعد إشرب الشاي وياي يا زيدان 


إلتفت بجسده بلهفة وتحرك عائداً من جديد،، جلس مُقابلاً لأبيه حين هتفت رسمية بصياحٍ حاد  :  حُسن  ،،  يا حُسن 


أتت العاملة وما أن رأت سيدُها الحنون الذي يشملُها ويرعاها دائماً ويقوم بإرسال الأموال لها كي يُعينها علي المعيشة وأسرتها  : العواف يا سي زيدان 


ابتسم لها بحنان وأجابها  : الله يعافيكي يا حُسن 


تحدثت إليها رسمية  :  إعملي شاي لسيدك زيدان يا حُسن 


أجابتها العاملة بنبرة حماسية :  من عنيا يا ستي الحاچة  ،، أحلا كُباية شاي لسي زيدان 


هز لها رأسهُ وأردف بشكر  : تُشكري يا حُسن 


تحركت لتدلف قطع طريقها ذاك السَمج عديم الذوق موجهً حديثهُ إليها  : إعمليلي كُباية شاي يا بت وهاتي لي معاها أي حاچة حِلوة تتاكل 


ردت بضيق علي حديث ذاك الذي دائماً ما يُحدِثها بحدة ودائماً ما يُقلل من شأنِها   :   حاضر يا سي قدري 


تحرك وجلس ثم نظر لشقيقهُ ببرود متحدثً  :  كيفك يا زيدان 


أجابهُ زيدان بهدوء  : الحمدلله يا أبو قاسم 


ثم تحدث إلية كي يحرق قلبهُ ويُجدد الإشتعال بينهُ وبين والديه،، وكي لا يدع فرصة بينهم للتصالح النفسي وصفاء نفوسهم  :  لساتك معاند ومعايزش تريح جلب أمك وأبوك وتتچوز وتچيب لهم حتت عيل لجل ما يورث إسمك  ؟ 


نظرت لهُ رسمية وتحدثت بنبرة متلهفة  :  ربنا يهديك يا أبني وتريح جلبي عن جريب لجل ما أطمن علي نسلك وأشوف لك واد جبل ما أموت 


تنفس بصوتٍ عالي كاظمً غيظة من مكر أخية الذي يعلم جيداً مغزاه وتحدث بنبرة متمالكة إحترامً لأبية   :  كل واحد منينا بياخد الأربعة وعشرين جيراط بتوعه كاملين يا أماي ،،وأني الحمدلله ربنا إداهم لي في بتي ومرتي وتچارتي،، ألف حمد وشكر علي نعمته 


رمقهُ عِتمان بغضب وزفر بضيق معلناً بهذا عن عدم تقبلهُ لحديثه 


وما أن إستمع إلي زفير أبيه وعلم بمدي غضبة حتي إنتفض من جلستهِ واقفً وتحدث منسحبً بإعتذار  :  بالإذن أني عشان ورايا مشوار مهم 


وأنسحب سريعً تحت سخط عتمان ورسمية علية وذلك لعدم  إنصياعهِ لرغبتهم في أن يرا بناظريهما طفلاً ذكراً له ويرتاح قلبيهما 


أما ذاك المُتشفي الذي جلس بإرتياح وأطمئنان بعد ذهاب ذاك المُدلل سارق أحلامة مثلما دائماً يُلقبهُ بينهُ وبين حالة 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين 


بعد مرور خمسة أشهر 


داخل قصر الحاج عتمان النعماني  

كان يجلس في بهو قصرهِ هو وزوجته وولده قدري وزوجته فايقه يحتسون مشروب الشاي المحبب لديهم جميعاً 


وفجأة إستمعوا إلي زغاريد عالية تأتي من الخارج ويبدو أن مصدرها من منزل ولدةِ المقابل


تحدث الحاج عتمان بإستغراب  :  من وين چاية الزغاريد دي ؟؟


لوت رسمية فاهها وهتفت بنبرة ساخرة  :  جايه من ناحية دوار بت الرچايبه،، 

وأكملت بتشفي وغل  :  علي الله يكون ولدي نصفني وبرد ناري وإتچوز وهيجيب لي الواد اللي بحلم بيه  ٠


تحدثت إليها فايقه بنبرة ساخرة  :  اللي ما عِمِلها والدنيي دنيي يا عمة،، هيعملها دالوك ؟؟


ثم هبت واقفه وهي تتحرك ناحية الباب بفضول  :  جال يا خبر بفلوس 


لم تكمل خطواتها إلا و وجدت تلك الصفا صاحبة الوجه الصافي البرئ وهي تدلف للداخل بفرحة عارمة وعلي وجهها إبتسامة توحي إلي شدة سعادتها وهي تتحدث إلي جَدها  :  نچَحت يا چَدي ،،طلعت الأولي علي محافظة سوهاج كلاتها  


إبتسم لها جدها وتحدث بسعادة لسعادتها  :  مبروك يا بتي


دلف زيدان مُصطحبً ورد في محاولة منه بإذابة جبل الجليد الذي يفصل بينهم،،  وتحدث زيدان بسعادة إلي أبيه و والدته  :  شفتوا صفا عِملت أيه، طلعت الأولي علي المحافظه كلياتها 


وقفت رسمية تحتضن صغيرة ولدها وتحدثت  :  ألف مبروك يا غاليه،، ألف مبروك 


ثم وجهت حديثها إلي زيدان قائلة بحديث ذات مغزي   :  مبروك يا زيدان ،، عُجبال ما أبارك لك علي الخبر الزين اللي هيفرح جلبي بچد  


نظرت لها ورد والحزن خيم علي وجهها ،،فبرغم مرور تلك السنوات الطويلة إلا أن والدة زوجها لم تكلُ ولم تمل من عرض فتيات علي زيدان من اجل الزواج بإحداهُن حتي يٌجلب لها الحفيد الذَكر التي تتمناه لنجلها الحبيب ،،وبالتالي علاقتها سيئة للغاية بورد لتوهمها أنها هي التي تؤثر وتضغط عليه كي لا يتزوج وينجب الذكر المٌنتظر 


إقتربَ زيدان من ورد ولف ذراعه حول كتفها محاوطاً إياها برعايه وتحدث إلي والدته  :  وهو فيه أكبر من إكدة خبر يفرح الجلوب يا أماي ؟ 


تحدث عتمان إلي ورد كي يطيب خاطرها  :  مبروك يا بتي ،،عجبال متجوزيها وتفرحي بيها 


أجابته ببشاشة وجه  : في حياتك وفي خيرك إن شاء الله يا عمي 


هز رأسه وتحدث مبتسماً  :  تعيشي يا بتي 


ثم حول بصرهِ إلي زيدان وتحدث بنبرة جاده  : إتصل علي قاسم يا زيدان وخليه يجدم لها في الكليه بتاعته 


نظرت إلي جدها وتحدثت بتصحيح  :  بس أني إن شاء الله هدخل كلية الطب يا چَدي 


نظر إليها عتمان وأجابها بهدوء  : مهينفعش يا صفا،،أني رايدك تدخلي الكلية اللي إتخرچ منيها قاسم ،،ليا غرض في إكدة 


إبتسمت فايقه وصوبت بصرها إلي ورد بتشفي وشماتة 


أما ورد التي نظرت إلي زيدان وطالعتهُ بنظرات مٌرتعبه،،


فتحدث زيدان إلي والدهِ :  كيف يعني مهينفعش يا أبوي،،البت طالعة الأولي علي المحافظه وكمان هي نفسها تُبجي دَكتورة 


تحدثت رسميه وهي تنظر إلي صفا بحنين وابتسامة  :  إسمعي كلام جَدك يا صفا ،، چِدك بيحبك ورايد لك الخير،، وحديته دِه فيه خير كَتير جوي ليكي 


نظرت صفا إلي والدها وكأنها تستنجد به ،،كاد زيدان أن يتحدث 


فدق عتمان الأرض بعصاه وتحدث بنبرة حاده  :  خلاص يا زيدان ،، أني جولت كلمتي في الموضوع وإنتهي الأمر  


وأكمل أمراً وهو يتجه إلي حجرته  :  تعالّ وراي إنتَ وقدري ،،عاوزكم في موضوع 


دلف ثلاثتهم للداخل أما رسميه التي إتجهت إلي صفا المذهوله وأخذتها داخل أحضانها وتحدثت :  تعالي في حُضن جَدتك يا زينة الصبايا 


أما فايقة التي نظرت إلي ورد وهي تطالعها بنظرة شامته مُتعالية وتحدثت  بإبتسامة ساخرة  :  مبروك لصفا يا ورد،، عُجبال چوازها 


طالعتها ورد بنظرات حارقة وتحدثت بحده  :  الله يبارك فيكِ يا سلفتي 


ونظرت إلي إبنتها وتحدثت بنبرة جامدة  :  يلا بينا علي بيتنا يا صفا 


خرجت صفا من أحضان جِدتها وتحركت بجانب والدتها بتيهه وشرود وصدمة،، غير مستوعبة ما حدث حولها مٌنذٌ القليل  


___________________


أما بالداخل تحدث عِتمان إلي زيدان كي يُطيب خاطرة  :  متزعِلش حالك يا زيدان،، أني كمان زيك يا ولدي كُت حابب صفا تدخل الطب وتُبجي دَكتورة جد الدنيي ،،


وأكمل بتساؤل وهو يهز رأسهُ بتريُس  :  بس هو ينفع إن الحُرمة تُبجي أعلا من راچلها في العَلام ؟ 


ضيق زيدان عيناه مٌستغربً حديث والدهٌ فأكمل عِتمان بنبرة صادقة شعر بها زيدان :  تِعرف يا زيدان،،أني مخايفش علي حد في الدنيي دي كِلاتها جَد ما أني خايف علي صفا،،


وأكمل مهمومً ينظر أسفل قدمية  :  إكمن يعني ملهاش أخ تتسند عليه ،،وعشان إكده أنا أخترت لها راچل زين وشَديد ،، لجل ما يكون سندها وحمايتها من غدر الزمن 


نظر لوالدهُ وتحدث بإعتراض  :  بس أني بِتي لساتها صغيرة علي الكلام دِه يا أبوي ،،وبعدين ليه نِكسروا نِفسها ونهد أحلامها


تحدث قدري إلي زيدان مُتلهفً  :  لا صغيرة ولا حاچة يا زيدان،، البِت زينة وچِسمها شَديد يتحمل الچواز والخلفة  


ثم حول بصرهِ إلي أبيه وأردف قائلاً بنبرة خبيثة مع أنه يعلم علم اليقين من هو العريس المنتظر  :  يطلع مين دِه اللي أمه داعيه له اللي جررت تدي له صفا يا أبوي 


تحدثَ إليه عتمان بإستحسان  :  هو دِه السؤال الزين إللي لازمن يتسأل دالوك يا قدري ،،العريس اللي إختارته لصفا رباية يدي ،،  قاسم ولدك ،،سبعي وسبع العيله كلياتها 


إنفرجت أسارير قدري وتحدث بلهفه ظهرت بعيناه إستغربها زيدان  :  يازين ما اختارت لإبني يا أبوي 


ثم حول بصرهِ إلي زيدان وتحدث بنبرة زائفه  : وأني و ولدي هنتجلوها بالذهب يا زيدان ، صفا تستاهل الدنيي بحالها 


نظر له زيدان وتحدث بعرفان  :  تُشكر يا قدري ،، بِتي أتجلها بالذهب وأديها لقاسم عن طيب خاطر 


ثم نظر لأبيه قائلاً بنيرة مهمومه  :  بس أيه المانع إن صفا تتچوز قاسم وفي نفس الوجت تدخل كلية الطِب 


تحدث إليهِ الجد بهدوء  :  والله لو قاسم وافق بإكده يُبجا أني كَمان معنديش أيتُها مانع 


هتف قدري مٌسرعً بإعتراض  :  مهينفعش يا أبوي ،،كيف يعني أبني هيوافج إن مرته تُبجا أعلي منيه 


مليكش صالح إنتَ يا قدري ،،أني هتصل بقاسم وأشوف رأيه أية ،،،جملة قالها الحاج عتمان بنيرة صارمة 


***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين


ليلاً داخل غرفة قدري وفايقة 


كانت تجلس فوق مقعدها الهزاز الخاص بها تتمايل فوقهٌ بدلال وتستمع بسعادة إلي قدري و هو يقصٌ علي مسامعها ما دار بينهٌ وبين أبيه وشقيقهُ 


هتفت بنبرة متلهفه وهي تٌمسك بهاتفها  :  يُبجا أني لازمن أتصل بقاسم حالاً وأنبهٌ جبل ما چِده يكَلمه ويأثر عليه ويخليه يوافج 


وأكملت بفحيح   :  وساعتها بت الرچايبة هتتفرد وتشوف حالها علينا أكتر وأكتر لما بِتها تُبجا دَكتورة جد الدِنيي


أجابها قدري بإبتسامة رجُل مٌنتصر  :  أني مفارجش وياي لت الحريم بتاعكم ده،،


وأكمل بنبرة مليئة بالحقد  :  أني كل اللي فارج معاي إن إبني يتچوز صفا وكُل اللي چَمعُه زيدان طول السَّنين اللي فاتت من أموال وأراضي يصُب في النهاية في حِچر قاسم وحِچري 


أطلقت ضحكة بإتساع وأردفت قائلة بنبرة مُتشفيه  :  طب دِي أكتر حاچة مِكَيفَاني في الموضوع كلاته هي إن چري زيدان وشجاه طول السَّنين اللي فَاتت واللي چايه كٌمان هياخدة قاسم ويتهني بيه ،،وبته هتُبجا تحت يد قاسم ويدي  


وأكملت بغلٍ وغيرة  :  ودِه اللي كَان مصبرني وحماني من جهرت جلبي كل ما كُنت أشوف تچارته بتِكبر وعيشته هو والحرباية اللي إسميها ورد بترتاح كل مَادا أكتر وأكتر 


إقترب منها وحاوط خصرها وتحدث برغبة ظهرت بعيناه  :  طب طالما فرحانه إكده ما ٠٠٠


لم يُكمل جملتهُ لنفضها ذراعيه وإبتعادها عنه سريعً كمن لدغها عقرب وأردفت قائله بنبرة تحجُجيه :  ودِه وجت مسخرة بردك يا قدري،، 


وأكملت مُفسرة بنبرة زائفة  :  بجول لك لازمن نكلموا الوَاد لجل ما ننبهُه جبل ما چده يسبجنا ويكلمة،،  تَجولي إبصر إيه ومادرك إية 


رمقها بنظرة ساخطة تلاشتها هي ثم بادرت سريعً بالضغط علي زر الإتصال  وأنتظرت إجابة ولدها 

______________


كان يجلس هو وإيناس حول إحدي الطاولات يتناولان وجبة عشائهما داخل إحدي المطاعم الشهيرة بالقاهرة 


إستمع لرنيين هاتفه نظر بشاشة هاتفهٌ الموضوع أمامه فوق المنضدة،، وجدها والداته فابتسم إلي إيناس وتحدث بإعتذار  :  معلش يا حبيبتي دي أمي ولازم أرد ،،  لأني لو مردتش هتفضل تتصل ومش هترتاح غير لما تسمع صوتي 


إبتسمت له بمجاملة وأردفت قائلة  :  أوك يا حبيبي ولا يهمك 


ضغط زِرُ الإجابة و ردَ قائلاً بهدوء  : كيفك يا أما 


أجابته وبعدما أطمأنت عليه أخبرته بما قررهٌ جِدهٌ وأمرتهُ بإستماته بألا يوافق علي إلتحاق صفا بكلية الطِب وإلا ستغضب علية 


كان يستمع لها بهدوءٍ تام غير متفاجئً بالمرة ،، ولما التفاجئ وهو كان يستشعر وينتظر ذاك القرار مُنذ الكثير 


إنتظر حتي إنتهت من حديثها بالكامل،، ثم أجابها بنبرة تهكمية  :  والله عَال،،طب والله كتر خيرة چِدي إنه تعب حاله وهياخد رأيي في كُليتها ،، 


وأكمل بنبرة غاضبه  :  الظاهر إكدة إن چِدي مبجاش عامل لوچودي أيتوها حساب ،، ده جَرر عني وأدي كلمتُه لعمي من غير حتي ما يستشرني ولا ياخد رأيي،، ولا كَنُه الموضوع يخُصني 


تحدثت فايقه بتملل  :  إسمع يا قاسم عشان تريح حالك وتريِحنا معاك ،، موضوع چوازك من صفا دِه محسوم أمرة وأني وأبوك موافجين،، وإنتَ كَمَان لازمن توافج لأنه فيه خير كتير ليك ولينا كِلياتنا 


أجابها بتملل وضجر  :  بصي يا أما ومن الأخر إكدة،، أني مليش صالح بلعبة الجُط والفار اللي بينك إنتِ وأبوي وبين عمي ومَرتُه ،، وياريت بجا تخرچوني من مشاكلكم وحسباتكم دي كلياتها ،،لاني مش هبجا طرف فيها حتي لو علي رَجبتي 


هتفت فايقة بنبرة غاضبة  :  كنك إتچنيت يا قاسم 


جذب قدري الهاتف منها وتحدث بنبرة حادة تنمُ عن مدي غضبة  :  چَري أيه يا قاسم،، منشف راسك ومهتسمعش الحديت ليه يا ولدي ،، چدك جال كلمتُه وجرر إنك الوحيد اللي هتجدر تصون بِت عمك وتحميها من غدر الزمان ، ،وإحنا لازمن نطيعوه لأن جرارة دِه فيه خير كتير ليك 


أجابه قاسم بنبرة حادة  :  يروح يچوزها لفارس أخوي ولا حتي ليزن وَاد عمي مُنتصر،، لكن أني مهكونش تابع لرأي حد ،،و مهتچوز غير واحده يشاور عليها جلبي جبل عَجلي 


نهرهٌ قدري قائلاً بنبرة صارمه  :  إوعاك يا وُاد تفكر حالك كِبرت عليا وفيك تعصي أوامري وأوامر چَدك ،، ده آنتَ تُبجا غلبان جوي يا وَاد فايقة،، ولازمن تِعرف إن الچوازه دي لو متماتش كيف ما أني رايد لا أنتَ ولدي ولا أعرِفك،، 


وأكمل مهدداً بصياح : وأني وچَدك هنتبروا منيك ومَليكِش عِندينا لا ورث ولا دياولو،،ومن الصُبح تفضي الشُجة اللي إنتَ جَاعد فيها والمكتب والعربية،،إظن ما أنتَ خابر إنهم بإسم چِدك يا حَزين 


وأغلق الهاتف في وجههِ دون إضافة حرف أخر،، ودون إعطاء ولدهِ حق الرد 


تأفف قاسم فتساءلت تلك التي توقفت عن تناولها للطعام وجلست تتسمع عليه وتراقب حديثهٌ وإنفعالات وجهه


وتساءلت بإستفسار بنبرة مرتجفة   :  فية ايه يا قاسم،، إية اللي حصل خلاك تتنرفز أوي كدة   ؟  


زفر بضيق ومسح علي وجههُ في محاولة منهُ بضبط النفس وأجابها بلكنة صعيدية  :  مفيش حاچة يا إيناس،، حكاية مِلخبطة إكدة ويا چِدي وهحلها جريب إن شاء الله 


تحدثت بإستماتة وفطانة  :  أرجوك يا قاسم متخبيش عليا وإحكي لي إية اللي حصل،،  أنا قدرت أفهم من كلامك مع مامتك إن الموضوع يخُص جوازك ،،  وأظن ده موضوع يخُصني زي ما يخصك بالظبط ،، فلو سمحت ياريت تحكي لي اللي حصل وتحُطني معاك في الصورة 


فاستسلم قاسم بالآخير وتنهد وقص علي مسامعها كُل ما دار بينهُ وبين أبوية من خِلال تلك المُحادثة 


إنتهي من سرد التفاصيل ونظر لها يترقب ردة فِعلُها علي ما قام بقصهِ علي مسامعها 


أما إيناس ف ٠٠٠


إنتهي البارت 

تُري ما سيكون قرار قاسم بالنسبة لتهديد والدهُ له والذي يعلم جديته ؟ 


وما هي ردة فعل إيناس علي ما إستمعته من قاسم  ؟  


وهل زيدان سيقف مكتوفي الأيدي ويكتفي بالمشاهدة علي إنهيار أحلام فلذة كبدهِ  ؟ ت

كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في الفصل القادم إن شآء الله 


قلبي بنارها مغرمُ 

بقلمي روز آمين


5💘

وما أن إنتهي قاسم من سرد التفاصيل حتي نظر إليها يترقب ردة فِعلُها علي ما قام بقصهِ علي مسَامِعُها مُنذُ القليل 

أما إيناس فظلت تستمع إلية بملامح وجه مُبهمة  

ثم تحدثت بتعقل ومنتهي هدوء   :   طبعاً التصرف الوحيد اللي المفروض إني أعملة حالياً هو إني أقويك وأقول لك متوافقش علي قرار جِدك مهما حَصل

وآسترسلت حديثها بتعقل وهدوء إستغربهُ قاسم  : لكن أنا عمري ما هعمل كدة يا قاسم لسبب واحد

وأكملت بنظرات هائمة مُصطنعة  :  لأني بجد بحبك وأهم حاجة عندي هي مصلحتك حتي لو كانت علي حِساب جَرح مشاعري3

أخذت نفسً عميقً وشّبكت كفي يداها وقامت بوضعيهما أمامها فوق المنضدة ثم أردفت قائله بنبرة جادة عَملية  :  خلينا نتريس ونتكلم بالعقل يا قاسم  ،، أنا من خلال حُكمي علي شخصية جِدك اللي كَونتُه بناءً علي كلامك اللي إنتَ حَكتهُ لي عنه قبل كده ،، أقدر أُؤكد لك إنه مينفعش حد يُقف قُدام قراراته ويعترض علي كلامة،،1

وأردفت بأسي  :  و للأسف،، من الواضح كدة إنه أصدر قرارة بخصوصك وإنتهي الأمر

وأكملت بنبرة تهديدية  :  لازم تعرف يا قاسم إنك لو عارضت جدك إنتَ الوحيد اللي هتخسر،،

وأكملت بدهاء وحِكمة  :  جدك شخص ذكي وعنيد لأبعد الحدود،، علشان كده لازم له تخطيط صح علشان تتقي شرة وغضبة ،،1

وعلشان كدة لازم تلاعبُه بذكاء وتُحُبك له قصه مُعقدة تقدر من خلالها تقنعة برفضك للجوازة دي وبكُل بساطة ،،

ورفعت سبابتها في الهواء وأكملت  :  وإلا مَصِيرك هيكون زي مَصِير عمك زيدان اللي إنتَ بنفسك حكيت لي عَنه  ،، وقُلت لي عقابة كان قد إية قاسي لمجرد بس إنه مسمعش كلامة وإتجوز علي مراتة ،، وساعتها إنتَ كمان هتخسر كل حاجه زية بالظبط3

كان ينظر لها بتيهه مُشتت العقل والكيان،، صدقاً معها كُل الحَق

فأكملت هي بذكاء لإرعابه والضغط علي عزيمتة   :  عمك زيدان الحَظ كان حليفه، وتجارته اللي بدأها من تحت الصِفر كِبرت بسرعة البرق ،،لكن إحنا يا حبيبي مِش مُستعدين نجازف بمُستقبلنا اللي عملناه ونخسر حقك وحق أولادنا اللي هييجوا بالسهوله دي1

ضيق ببن عيناها وتساءل عن ما تقصد بحديثها ذاك  :  أنا مش فاهم إنتِ تقصدي إية بالظبط بكلامك ده يا إيناس  ؟

إنتِ عوزاني أتجوز صفا  ؟


فأجابتهٌ بذكاء وخُبث : عوزاك لما جِدك يسألك عن مُوضوع دخول بنت عمك كُلية الطِب تقول له إنك موافق ومعندكش أي مانع ،، وأتحجج بتأجيل الجواز لبعد البنت ما تخلص كُليتها،،

وأكملت وهي تشيح بيدها بلامبالاة  :  قول لُه إنك خايف علي مصلحتها وخايف كمان من إنها متعرفش تركز في دراستها بسبب الجواز،، وده طبعاً بسبب إن دراسة الطِب صعبة جداً ومحتاجة تركيز عالي  ،، وإستحالة ده هيتحقق بعد الجواز2

وأكملت بدهاءٍ مُحكم  :  و وقت الجواز اللي هو بعد ماتكون خَلصت جامعتها،، هييجي يطلب منك إنك تحدد ميعاد الفرح علشان تتمم جوازك منها 1

وأبتسمت ساخرة وأردفت بغرور  :  وساعتها بقا هترمي له القنبلة الكبيرة اللي هتزلزل عَرشُة وتخلية واقف قدامك وهو مِتكتف  ،،

وأكملت وهي ترفع قامتها لأعلي وتمثل التأثُر  : هتقف قدامة وتفاجأه وتقول له بكُل تأثُر وعيُون حَزينة،، أنا حقيقي أسف يا جدي،، كان نفسي أنفذ لك أوامرك ،، بس أنا لما راجعت نفسي كويس لقيت إني مش قابل علي رجولتي ولا كرامتي إني أتجوز واحده تعليمها وتصنيفها المجتمعي أعلي مني3

وأكملت بتأكيد  :  وأكيد وقتها هيقتنع بكلامك ويشوفه مظبوط جداً،، وبكدة تكون خلصت نفسك من التدبيسة السودة دي وطلعت منها بدون أي خسائر

كان يستمع لها بذهول وآشمِئزاز، هز رأسهُ برفضٍ تام وأجابها بإستنكار  :  أنا لايمكن طبعاً أوافق علي الكلام الفارغ ده  ،، دي خطة دنيئة وأساسيتها بتعتمد علي الغِش والتلاعُب،، وأنا عمر ما كان ليا في الأساليب الرخيصه دي وإنتِ عارفه كده كويس5

هتفت بنبرة تعقليه  :  مش أحسن ما يحرمك من وِرثك ويسحب منك المكتب اللي عملهولك بفلوسه،،  وقتها يا مِتر مش هنعرف حتي نأجر شقه نتجوز فيها ؟؟

وأردفت قائلة بنبرة صَارمة  :  دي حَرب من أجل البقاء يا قاسم والحَرب خِدعة ،،وجِدك هو اللي إبتدي بحَربُه البارده وبالتهديد بسحب كُل إمتيازاتك1

أجابها رافضً بقوة  : متحاوليش تقنعيني بحاجة ضد مبادئي وعمرها ما هتحصل،، أنا لو عملت اللي بتقولية ده هحتقر نفسي كُل يوم ألف مرة،، 

وأكمل بملامح وجة مُشمئزة  :  إزاي أغش بنت بريئة زي صفا وأدخلها في لعبة قذرة لمُجَرد إني أنول رضا جِدي وأطلع من الموضوع بدون خسائر  ؟

وأردف مُتعجبً بنبرة لائمة  :  للأسف يا إيناس،، إنتِ فكرتي إزاي نتلاشي ونتجنب الخُسارة المادية،،لكن نسيتي تحسبي خُسَارتي المعنوية والأخلاقية

 

وأكمل بإشمئزاز من حالهِ  :  أنا لو فعلاً عَملت في بنت عمي كدة مش هقدر أحترم نفسي وأبص لإنعكاس شكلي تاني في المراية1

إبتسمت بجانب فمها وأردفت قائله بنبرة ساخرة :  إنتَ لية محسسني إن بنت عمك دي هتحبك وتتعلق بيك وياحرام هتتصدم وتتوجع وتتقهر لما سيادتك تقرر تسيبها  ؟

واكملت بإستهجان  :  دي مجرد بنت صغيرة يا قاسم  ،،  يا أبني دي واحدة جايبة مجموع طِب ،، يعني من الآخر كدة مُوس مذاكرة

و أكملت بإستخفاف لمشَاعِر صفا  :  بمعني أدق دحِحَة ومعندهاش وقت للمشاعر أصلا،، ولسه كمان لما تدخل كلية الطِب وتتسحل فيها  ،، دي مش هيبقا عندها وقت تفتكر فيه حتي إسمك 1

وأكملت بدَهاء لإقناعهِ :  ثم إنتَ لية بتبُص علي المُوضوع من ناحية إنك بتأذيها  ،، بُص له من الناحية الإجابية،، وهي إنك الشخص الوحيد اللي هتقدر تساعدها في تحقيق حِلمها3

ضيق عيناه مستغربً حديثها فأكملت هي مُفسرة  :  تقدر تقولي لو إنتَ رفضت موضوع جوازك منها هيكون مصيرها إية  ؟1

وأكملت بذكاء  :  خلينا أنا أقول لك اللي هيحصل ،،  ببساطة كدة جدك هيجوزها لأخوك أو إبن عمك زي ما أنتَ بنفسك لسه قايل ده لبباك في مكالمتك معاه ،، يعني البنت حِلمَها هيضيع ويتدمر يا قاسم  ،،  وتحقيقة أصبح في إيدك إنتَ وبس

وأكملت بتأكيد لتنويم ضميرهُ  :  يعني زي ما انت هتستفاد هي كمان هتستفاد وأكتر منك كمان 

ضلت تتحدث إلية وتبرر له شرعية مُخطتها الأنانى الخالي من آية أخلاق وبدأ هو بإقتناعةِ بصِحة حديثها رويداً رويدا ،، وبرغم عدم موافقته علي تلك الخطة إلا أنه لم يري لها بديلاً كي يُخرجهُ من تلك الحُفرة التي وضعهُ بها  عتمان بتحكماته وتسلطته وتجبرة،، وهذا إذا أراد الخروج من عباءة جدهِ وتحكماته2

نفض رأسهُ من تلك الأفكار ثم تحدث بتساؤل جاد كي يجعلها تستفيق من غفوتِها تلك  :  طب خليني فقدت عقلي وإتزاني و وافقتك علي خطتك المجنونة دي،، تعرفي ده معناه أية يا أستاذة  ؟

قطبت جبينها وانتظرت باقي حديثه فأكمل هو بنبرة معترضة  :  معناه إننا مش هنتجوز غير لما صفا تخلص كُليتها واللي هي سبع سنين ،،إنتِ مُتخيلة يعني أيه هنقعد من غير جواز سبع سنين ؟؟

وأكمل ليُنبِهُها   : يا إيناس إنتِ عندك 23 سنه ،،يعني بعد سبع سِنين هيكون عندك 30 سنه ،،إنتِ مُدركة للجُزئية دي ؟3

تنهدت وتحدثت بهدوء وهي تفكر بأمواله وأموال جِدهٌ الطائلة التي ستظفر بها مؤخراً وتحيي بها حياة الأميرات بعد معاناتها التي عاشتها من قبل  :  للأسف يا حبيبي،، مفيش في أدينا حل تاني ،، لازم نصبر ونتحمل علشان ننول رضا جدك علينا !!

نظر لها مطولاً مُتعجبً لأمرها ثم هز رأسهُ بنفي وأردف قائلاً بنبرة قوية رافضة  :  إنسي التخاريف اللي قولتيها دي كلها يا إيناس،، أنا لا يُمكن أعمل كده في عمي اللي طول عمرة بيعاملني علي إني إبنة اللي مخلفهوش

وأكمل بقوة وإصرار ظهر بمِقلتاه  :  أنا هروح لجِدي وهواجهه بكل قوتي ويعمل اللي عاوز يعمله1

هتفت بنيرة غاضبة مُستوحَشة  :  وهتسيب له المكتب اللي ليك خمس سِينيّن بتبني فيه يا قاسم،،هتقف تتفرج علي حِلمك وشُغلك وتعب السّنين وجدك بيهدهُ لك قدام عِنيك  ؟

هنبدا مع بعض تاني من الصِفر وهنبني روحنا بروحنا ،، جملة قالها قاسم ليطمأن روحها1

صاحت به بغضب وكأنها تحولت إلي غُول  : وأنا مش موافقة يا قاسم،،أنا مش مستعدة أجوع وأبدأ من الصِفر تاني2

أمسكت كف يدة الموضوع فوق المنضدة واحتضنته برعاية وتحدثت وهي تتوسل لعيناه  : صدقني يا قاسم إنت مش قد الجُوع والعُوزة ،، مش هتقدر تستحمل إسألني أنا  ،،

وأكملت بغشاوة دموع صادقة تكونت داخل مقلتيها  :  مالك بالجُوع والعُوزة إنت يا آبن الذُوات ،، إنت واحد مولود وفي بقه معلقه دهب.

تعرف إية إنت عن الجوع يا قاسم،،عارف يعني إية يبقا نفسك في الحَاجة ومتطولهاش،، نفسك في أكلة حلوة ومتقدرش تاكلها لأن ببساطة ممعكش تَمنها  ،،

وأكملت بدموع حقيقية وقلبٍ يتمزق  :  أنا تعبت كتير أوي في حياتي مع أهلي يا قاسم  ،، دوقت العَوَز والحُوجة والجُوع  ،، ومصدقت إني خلصت من الشعور ده ونسيته من وقت ما أشتغلت وكبرت معاك1

وشددت علي يدهُ بقوة وأردفت بتوسل ودموع تُقطع أنياط القلب  : أرجوك يا قاسم متخلنيش أعيش التجربة المُرة وأدوق العذاب دة تاني،،أرجوك

كان ينظر لها بقلبٍ مفطور لأجلها،،تعاطف معها لأبعد الحِدود وأردف قائلاً وهو يحسها علي التوقف عن نوبة البُكَاء المريرة التي دخلت بها  : إهدي يا إيناس من فضلك وبطلي عياط،،1

ثم نظر حولة يتطلع إلي الاشخاص المُحاطين به  داخل المطعم وهم يترقبون وينظرون بأعيُنهم إلي تلك المُنهارة

ثم أردف مُتعاطفً  : الناس بتبُص علينا  ،، من فضلك إهدي و أنا هعمل لك كُل اللي إنتِ عوزاه

إنتفض داخلها بسعادة وتساءلت بلهفة  :  بجد يا قاسم،، يعني هتكلم جدك وتقوله إنك موافق  ؟

كان يشعر بتمزق وحرب شرسة دائرة بداخلة ،،حرب بين الضمير والبقاء  ،، وللاسف إنتصر داخلة حب الذات مِثلهِ كَمَثلِ كثيراً من البشر إلا من رحَمَ ربي

دقق النظر إليها بتشتت وهز رأسهُ بإيجاب مُتحدثً بهدوء و تردد  :  حاضر يا إيناس،، حاضر2

ضحك وجهها بسعادة وتحدثت بنبرة شاكرة وكأنها تُحلق فوق السحاب من فرط سعادتها  :  ربنا يخليك ليا يا حبيبي1

إبتسم لها إبتسامة خافته تدلُ علي عدم راحته ثم أكملا عشائهما بتشتت وعاد هو إلي سكنهِ الفخم بعد أن أوصلها لمسكنها1

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ 

داخل منزل زيدان

كانت تجلس بغرفتها تبكي بحُرقة قلب،، حُزنٍ عميق أصاب داخِلُها جراء أحلامها التي تسربت من بين يديها وتبخرت بين ليلةٍ وضُحاها  ،، وخصوصاً بعدما إستنجدت بوالدها وطلبت منه العُون والوقوف بوجه جِدها ومحاولة إقناعه،، فأبلغها زيدان أن جدها ما زال يُفكر في الأمر وبالتالي عليها ألا تقلق،، ولن يبلغها بالتأكيد حديث أبيها عن إنتواءه لخُطبتها من قاسم1

أما بحجرة زيدان،، كانت تجاورهٌ تختهما وهي تبكي وتنتحب وأردفت قائلة بمرارة   :  أني مجدراش أفهم لحد دالوك كيف طاوعك جلبك تِكسَر فرحة بِتك وتوافج أبوك علي حديته دِه  ،،

وأكملت بصياحٍ وعدم تقبُل للوضع  :  كيف يعني مُستجبل بِتي وتحديد مصيرها يتحط في يد قاسم

تنهد بألم مٌتحدثَ إليها ليهدئ من روعها  :  متسبجيش الاحداث وتجَدري البلاَ جَبل وجُوعه يا ورد ،، قاسم  راچل صُح ومحترم وعَجلُه واعي وأكيد هيوافج إن صفا تجدم في كُلية الطِب

أجابته سريعً بتيقن  :   دِه لو كان الجَرار جَرارُه ومن راسه يا زيدان ،،

وأكملت بتساؤل حزين  :  فِكرك يعني قدري وفايقة هيسبوة يوافج بالسَهُولة دِي ويخلوني أفرح ببِتي ؟؟

أخذ نفسً عميقً وأخرجهٌ لتيقنهٌ من صحة حديثها ،،

ثم تحدث بقوة وتمرد ظهر بعيناه  :  لو اللي بتجولي علية دي حُوصل وجتها أني اللي هجف في وش المدفع وهحمي بِتي بكُل جِوتي،،

وأكمل بنبرة حزينة  :  حتي لو كانت دي هتُبجَا الناهية بيني وبين أبوي ،،

نظر بعيناها وأخبرها مؤكداً  :  عاوزك تتوكدي إن عمر مهخلي بِتي تِتكسر وأبوها لسَاته عايش علي وِش الدِنيي

ثم نظر أمامهُ وأكمل بنبرة بها جبروت مدفون  :  ما عَاش ولا كَان اللي يذلك ويكسر فرحتك يا بت زيدان5

ثم إلتفت لتلك المنتحبة وسحبها وأدخلها لداخل أحضانه بحنان

وأردف قائلاً بهدوء  :  إطمني وإهدي يا حبيبتي وحاولي تنامي لك إشوي لجل مترتاحي ،،عيونك دبلت من كٌتر البُكا

لم تنطق بحرفً بل ظلت تبكي ويواسيها هو حتي غَفت بين أحضانِه ودَثَرها داخل الغطاء بإحكام وغفي بجانبها بعد تفكير دام لساعات،، وذلك جراء حزنهِ الشديد علي ما حدث لإبنته وشعورهٌ بالضعف المُهين أمام صَغيرته وهو يقف مُكتف الأيدي أمام ضياع مستقبلها وقبولهٌ لأوامر والده بكل رضوخ وخُنُوع،،

ولكن كفا،، لم يسمح لحالةِ بالرضوخ ولا بالإستسلام بعد،، هو فقط سينتظر إجابة قاسم علي جده ،، وإن لم تكُن بالإجابةِ المُنصِفة والعادلة لصَغيرتهُ،، قَسماً سيحرقُ الأخضرَ واليابس لأجل عيناي تلك الصفا 1

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ 

بنفس التوقيت

دلفت مريم إلي مسكن عمها قدري بعدما إستقبلتها فايقه،، وتحركت مباشرةً بإتجاة غُرفة ليلي المتواجدة داخل مَسكن والدها،، حيثُ أن كل رجُلً منهما يحتضن إبنته داخل مسكنه الخاص للتأكُد من حمايتها ،،  أما الشباب فلكُلٍ منهم غُرفتهُ المُستقلة بالطابق الثالث عدا قاسم التي تتواجد غرفته والمَسكن المُخصص له بعد الزواج بالطابق الثاني

دلفت مريم إلي غرفة ليلي وجدتها تجلس فوق تختها،، مُمسِكة بقنينة طلاء الأظافر وتضع منه فوق أظافر قدميها وهي تتمايل وتتراقص بجسدها بتناغم وتماشي مع عزف المُوسيقي التي تستمعها من جهاز سَمَاع المُوسِيقَي الموضوع بجانبها

جلست مريم بجوارها بوجهِ عابس وتحدثت بنبرة يكسوها الحُزن  :  رايجة جَوي وعَتترجَصِي وعتحُطي مانُوكَير كُمان

ضحكت بتشفي وأجابتها بنبرة حقودة وهي ترفع حَاجبها :  ومرُوجِش وأرجُص ليه  ،، واللي كان نفسي فيِه حُصل،، و بِت وَرد شوكِتها إتكَسرت،، و وجَعَت علي جِدُور رجَبتها وإتزَلت بعد ماكَانت عِيشَا لنا في دور الدَكتُورة وشايفه حالها علينا هي وأمها مِن دِالوك1

تنهدت مريم بضيق وتحدثت بنبرة مَهْمُومة   :  أنِي خَايفه جَوي يا ليلي  ،، ممطمناش لحديت چِدي اللي جاله إنهاردة  ،،

واكملت بتساؤل قلق  :  إشمعنا يعني إختار لها تُدخل الكُلية اللي إتِخرچ مِنِيها قاسم بالذات

ضحكت ليلي وأجابتها بنبرة ساخرة  :  معرفاش صُح ولا مجَدرَاش تُنطُجِيها يا مريم  ،، دي حَاچة باينة كيف عِين الشَمش،، چِدي جَرِر يچوز صفا لقاسم

إرتعب داخل مريم وإكفهرت ملامحها في حين تحدثت ليلي قائلة بإطمئنان  :  بس أني معيزاكِيش تِجلجي  ،،  بِت وَرد مهياش في دِمَاغ أخوي قاسم من الاساس

ولا أنتِ كُمان  ، وأطلقت ضحكه ساخرة إستفزت بها مريم

أردفت مريم قائلة بتمني  :  بس أني حاسة إن چدي غرضة من إكدة حاچة تانية

ضيقت ليلي بين حاجبيها وتساءلت مُستفسرة  :   وتطلع إية الحاچة التانية دِي يا أم العُريف  ؟

أخذت نفسً عميقً وزفرته وأردفت قائلة بهدوء : كِليَاتنا خابرين زين كِيف چدي بيحب قاسم  وبيعتبرة كيف ولدة مش بس حفيدة اللِكبير  ،،

وأكملت وهي تضع سبابتها علي مقدمة رأسها بتفكُر  :  چدي معايزش حد مِنينا يعلي علي مجام قاسم ،، ولجل إكدة بالخصوص هو مرضاش إن صفا تُبجا دَكتورة وأعلا من حفيدُة البِكري

وأكملت بإرتياح وإطمئنان لا تدري من أين مصدرهما  :  وزي ما كُلنا خابرين العادات إهني زين  ،،  الحَفيد الأكبر بيتچوز الحفيدة الأكبر سِناً،،

وأكملت بإبتسامة هائمة إرتسمت علي محياها وهي تُشير علي حالِها بسعادة  : واللي  هي أني يا ليلي  ،،  مش صفا كِيف ما جولتي

نظرت لها ليلي وبلحظة دبَ الرُعب داخل صَدرها ،،  إنتفض قلبها وإكفهرت ملامح وجهها بعبوس وتحدثت بنبرة مُرتعبة  : دِي تُبجا وجعة مربربة لو چدك طُلع بيفكر إكدة صُح

إبتسمت مريم وأردفت قائلة بنبرة ساخرة  :  وجتها الإحتمال الأكبر إن صفا هتكون من نصيب يزن أخوي،، إكمنها يعني وحيدة وچَدك مهيطلعش مال عمك زيدان برات البيت

وما أن دلت بدلوها بتلك الكلمات حتي تحول وجه تلك الليلي للغضب التام

وتحدثت بفحيح وشر  :  الله في سماه لو چِدك عِمل إكدة  ،، لولع لهم في بِت وَرد وهي لابسة فُستان فرحها،، وبدل ما تُبجا ليلة دُخلتها هخليها لهم ليلة خَرچيتها3

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مٌغرمٌ 

ظهر اليوم التالي

وبالتحديد داخل غرفة الحاج عتمان

كان يجلس فوق تختهِ يفكر بشرود،، قاطع شرودهُ دلوف رسميه إليه وجلوسها بجانبه وبعد مده تحدث هو إليها  :  بجولك أيه يا رسميه ،،أني كُت بفكر في موضوع إكدة شاغل بالي بجا له فترة ووصلت فيه لحل زين،، بس محتاچ لك وياي لجل ما يتم

ردت عليه بلهفه وطاعة  :  عيني يا حاج،، أؤمرني يا أخوي

إبتسم لها وأردف قائلاً بحنو :  تسلم عينك يا بِت الأصول ،،

وأكمل وهو مطأطأ الرأس بنبرة حزينة  : أني مهخبيش عليكي يا رسمية  ،، أني بجَا لي فترة ضميري بيأنبني لجل اللي عملته في زيدان زمَان،،كيف جدرت أحرمة من مالي وأحَرِم خيري عليه هو وبِته ومرته ؟

وأكمل بنبرة مُتألمه وعِيون مُنكسرة  :  كِيف سمحت لحالي أجعُد أكُل علي السُفرة ولامم عيَالي وأحفادي حوَالي وأعزهُم وأغلاهُم مجَاعِدش چَاري  ؟؟

كيف حرمت صفا من إحساسها بالدِفا وسط أهلها ونَاسها،، كيف جِدرت أحَرِمها من إنها تحِس بعزوتها وتفتخر بيهم ؟؟

تأثرت رسمية بحديثهِ حتي أن دموعها العزيزة الأبية إنفرطت وزُرفت رٌغمً عنها

وتحدثت لترفع عنه كاهل حٌزنهِ  :  هون علي حالك يا وَاد عمي  ،،اللي حٌصل حٌصل والعِند والشِيطان دخلوا بيناتنا وفرجونا عن ولدنا1

تنهد مهمومً ثم أخذ نفسً عميقً وزفرهٌ وتحدث بنبرة جادة  :  لجل إكده أني فكرت ولجيت حل زين يعدل الميزان،، وفي الوجت ذاته ميجللش من كرامتي ويهز كِلمتي اللي جُولتها جَبل سابق

تساءلت بترقُب  :  حل إية دي يا حاچ  ؟

نظر لها بتمعن قائلاً  :  أني عاوزك تكتبي العِشرين فدَان اللي ورثتيهم عن عمي الله يرحمه لصفا ،،وأنا هكتب لك غيرهم من أرضي من غير ما حد يدري،،وبكدِه أبجَا رضيت ربنا وسكت ضميري اللي مهيريحنيش واصل  ،، وأديت لزيدان حجُه في ورثتي من غير ما أرجع في تهديدي ليه،،1

وأكمل  :  وأني هبجَا أحُط لصفا جرشين بإسمها في البَنك لجل ما اضمن لها مستجبل زين وأكون وفيت بديني في حَج زيدان للآخر

نظر إليها مترقبً قرارها فهتفت رسمية بإستحسَان  :  عين العَجل يا وَاد عمي ،،كلامك زين

إطمئن بموافقتها وهز لها رأسهٌ وهتف قائلاً  :  ناوليني التَلفون دِه لجل ما أتصل بقاسم وأخليه ياجي بكرة عشان أخبره بموضوع چوازه من صفا وأخد رأيه في الكُليه اللي هي ريداها

اطاعته وأخذ هاتفهٌ وتحدث إلي قاسم وطلب منه الحضور في الصباح الباكر،، وكالعادة أطاعهٌ قاسم بإحترام

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ 

في الصباح الباكر

توجهت صفا إلي الخارج بعدما قررت عدم الإستسلام والرضوخ للأمر المفروض عليها ،، ذهبت مُتجهه إلي إمام المَسجد المُجاور لمنزل والدها كي تشتكي لهٌ هَمها بحُكمهِ صَديقً مُقربً لجدها ويحترمهُ عِتمان كثيراً ويُقدرةُ ،،

طلبت العَون منه والتدخل والذهاب إلي جَدها لمحاولة إقناعة كي يسمح لها بالإلتحاق بكلية الطب وتحقيق حٌلمها بأن تٌصبح طبيبة وتداوي جراح المَرضَي وتٌسكن ألامهم بفضل الله ،،

وبالفعل إنساق الشيخ إلي رغبتها وذهبَ علي الفور إلي منزل جدها للتحدث إليه

تحدث الحاج عتمان إلي الشيخ حَسان بنبرة صوت مُوقرة لهذا الشيخ الجليل وذلك بعدما إستمع منه لطلبهْ  :  خطوتك تِعز علي يا شيخ حَسان،  وعشان إكده أني هجُول لك علي اللي في دماغي ومش هدارية عليك ،،

وأكمل بنبرة مُحملة بالهموم  :  إنتَ خابر زين إن صفا وحيدة ومهيبجا لهاش ضهر يحميها بعد أبوها ،،وأني بعد ما فكِرت زين لجيت إن قاسم وَاد قدري ولدي هو الوحيد إللي أجدر أئتمنه علي صفا وأموت وأني مطمن عليها ،،

وأكملَ مٌفسراً  :  وزي ما أنتَ خابر إن قاسم مُحامي جَد الدِنيي،،  بس بردك صفا لو بجَت دَكتورة هتُبجا أعلي مِنية ،،وأنتَ أدري الناس بعوايدنا إهني ،،لازمن الراچل منينا يُبجا أعلي من مَرته في كُل حاچه ،،

وأكمل مٌبرراً بإبتسامة هادئة  :  أومال كيف يا سيدنا الشيخ ربنا جَال في كتابهِ العزيز،، الرچال چوامُون علي النِسَاء1

تحدث شيخ المَسجد بإحترام بعدما أعَطي لهُ المجال من الإنتهاء من حديثة  :  أولاً ربنا يبارك في عُمرك وف عُمر أبوها وتفضلوا سَندها بعد ربنا يا حاج عتمان،،

وأكمل مُعترضً  :  ولو إن البنت المِتربية صُح بتُبجا سَند لحالها وسواعي لأهلها كُمان  ،،

ثانياً بَجا إحنا فاهمين الجَوامه اللي ربنا سُبحانة وتعالي ذَكرها غلط وبنفسروها علي مزاچنا ،،

وأكمل مُفسراً بهدوء وأستكانة  :  ربنا سُبحانه وتعالي لما جَال في كتابهِ العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ

كان يقصد جلالته إن الراچل يسعي لمصلحة الست ويحميها ويجوم علي خِدمتها في الأمُور اللي فيها مُصلحة ليها ،،وأظن يا حَاچ عِتمان إن مفيش مُصلحة أكتر من إن صفا تُبجا دَكتورة وتخفف عن أهل بلدها ألامهم وأوچاعهم ،،1

وأكمل بذكاء كي يستدعي حماسهُ  :  ده أني كُمان طامع في كرم أخلاج حضرتك في إنك تبني لها مِستشفي في النجع إهني لخدمة أهل بلدك لچل ما تطيب جراحهم وتداويها بيد بِتنا صفا ،،1

نظر لهٌ وقد شعر بأهمية ما نطق به وتحدث بإعجاب وآستحسان :  والله حديتك زين يا شيخ حَسَان ويستحج التفكير ،، وأني إن شاء الله هكلم قاسم وأشوف رأيه أيه وربنا يعمل اللي فيه الصالح للچميع1

هَم الشيخ حسان بالوقوف وهو يتحدث بإنسحاب   :  إن شاء الله يا حاچ ،،أستأذن أني

وقف عِتمان وأردفَ قائلاً بإستماته   :  والله ما يحصل ولا يكون جبل ما تتغدا وياي،،ده أني دابح خروف وجَدي عَشان مِچية قاسم من مصر ولازمن حضرتك تشرفني وتتغدي وياي

وبعد جدال طال إستسلم الشيخ الجليل وأنساق لرغبة عتمان وأنتظرَ يتسامران لحين وجوب وجبة الغداء

*** ☆***☆ *** ☆***☆***

روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ

أما داخل منزل زيدان

دلف يزن بعد الإستئذان وجد والدته تجلس بجانب زوجة عمه وتربت علي كَتِفها في محاولة منها لتهدأتها مما أصابها من خيبة أمل وصدمة جراء ما حدث بالأمس

تحدث يزن لزوجة عمهِ لإهتمام  :  صفا وينها يا مَرت عمي

أجابتهُ بدموعَها  :  حابسة حالها في أوضتها من وجت اللي حُصل ،،  دمعِتها مفارجتش خدها ومداجتش للزاد طَعم من عَشِية

غلي الدم بعروقهِ وشعر بغَصةٍ مَريرة إقتحمت صَدرهِ جراء ما حدث لصغِيرته ،، شعر بحاجتهِ المُلحة في أن يصعد إليها ويحتضنها والأن كي يُضمد جراح قلبها النازف،،2

لو كان الآمر بيده لشَق صدرهُ لنصفين وأدخلها بين ضلوعِه كي يُخبأها عن عيُون البشر والعالم بأسرهِ

حدث حالهُ بتألُم وهو ينظر للأعلي بمرارة،،،

آهٍ وآهٍ عليكِ صغيرتي،،

لو كان الآمرُ بيدي لأختطَفتُكِ من ذاك العالم الذي لا يمتُ لأرواحِنا السَابحة بصِلة ولا يُشبِهُهَا ،،

وفَرِرتُ بكِ حيثُ الخلود ،،لنحيي حياةً تليقُ بقلوبِنا وأرواحنا الحَالمة،،

ما أصعبُ آن يشعُر المّرء بالعجز والإنكسار أمام إمرأتهِ،، آهٍ عَليكِ وآهِ علي غَاليتي

إنتابهُ شعورٍ سئ وتملك منهُ الغضب،، تحدث بنبرة غاضبة حادة  :  أني هروح أتحدت ويا چدي وهجوله إن اللي بيعملة فينا دِي حرام وأكبر ظُلم كَمان ،، وإنه بإكدة بيُخنُجنا وبيجتل أرواحنا وبيدمِرها  ،، وإننا خلاص مهنسكتوش علي الظلم والإفتري دي أكتر من إكدة

إلتفت ناحية الباب وكَاد ان يتحرك  إلي الخارج،، إنتفضت نجاة من جلستها وجرت عليه وأمسكته من ذراعة وتحدثت بتوسل  :  رايح فين يا يزن  ،، إعجل يا ولدي بدل ما يغضب عليك ويخَرچك من الدَار كِلاتها  ،، وساعِتها مهتلاجيش مكان يلمك يا حَزين

نفض ذراعهُ من يد والدته وتحدث بروعنة شباب   :  سبيني يا أمّا أروح له و أواچهُه بحجيجته المُرة وأعريه جِدام روحه

وقفت ورد وتحركت إلي يزن سريعً وهي تُجفف قطرات دمعاتها وتحدثت إلية  :  إسمع حديت أمَك يا يزن وإستهدي بالله يا ولدي،، إصبر لحد مانشوف چدك هيجول إية في الإچتماع اللي عاملهولنا عشيا دِي

إبتسم بجانب فمهِ ساخراً وتحدث  :  فِكرك هيغير رأية في موضوع صَفا ؟

، چدي عِتمان دي چبروت ماشي علي الآرض ومهيتراچعش عن جرارة إلا أما حد منِينا يُجف في وشه ويفوجه من الغيبوبة اللي حابس حالة وحابسنا وياه فيها دِي

باتت السيدتان تهدأه بكلماتهم وبالكَاد إقتنع وهدأ قليلاً  ،، ثم ذهب إلي أبية في إحدي الأراضي الزراعية كي يُشرف علي العمال ويتابع جنيهم للثمار

***☆***☆***☆***☆***

رواية قلبيّ بنَارِهاَ مغرم

في المساء إجتمع جميع أفراد العائلة في بهو منزل الحاج عتمان بناءً علي رغبته وذلك ليستمعوا إلي قراراته المهمه التي أتخدها بشأن أحفاده الغوالي

كانت رسميه تجلس وسط زوجات أولادها وجميع أحفادها إلا من صفا ووالدتها التي بعثت لهما حٌسن لتُخبرهم أنه وجب عليهم الحضور وذلك حسب أوامر عِتمان

أما الحاج عتمان فكان بداخل حُجرته الخاصه بصحبة أبناءه الثلاث حيث كان يخبرهم بما إتخذه من قرارات بشأن أحفاده كتحصيل حاصل ليس إلا ،،

فهكذا هو عتمان النُعماني وهذة هي شخصيتهٌ المٌتجبرة

دلفت صفا بجانب والدتها مطأطأت الرأس حزينة لما أوت إليه من إنهيار حُلمها الذي تبخَر بين ليلةٍ وضُحاها بعدما كان أقرب إليها من حبل الوريد

نظرت ورد إلي وجوة الحاضرين المُترقبه والقلق والتوتر يسيطران علي ملامحهم جميعً،، إلا من تلك الجالسه براحة وأبتسامة نصر تظهر فوق ملامحها،،إنها فايقه لا غيرها

ألقت ورد التحيه علي الحضور فردها الجميع

إنتفض يزن من جلسته واقفً وتحدث إلي تلك التي إنتفخ وجهها من كَثرة بُكائها المُتواصل  :  كيفك يا صفا  ؟1

لم تستطع رفع وجهها إلية وأكتفت بهز رأسها وهي تنظر أرضً بإنكسار وردت بنبرة خافتة  :  الحمدلله

إحترق داخل ليلي من ذاك الإهتمام وتلك اللهفة التي رأتها بداخل أعيُن حبيبها بل ومُتيم روحِها والذي تعتبرهُ مِلكية خاصة ،،

تمالكت من حالها لأبعد الحدود كي لا تَطِع أفكارها الشاذة التي تُطالبها بإلحاح بالوقوف علي الفور والتحرك لتلك المشعوذة وجلبها من شعر رأسها والبطح بها أرضً كي تُبرِحُها ضربً وتشفي منها غليلُها 

تحدثت رسميه إلي ورد بإحترام ولكن من الداخل مازالت تكنٌ لها غضبً وكرهً لظَنِها طِيلة الوقت أنها هي من حرمتها من أن تسرٌ بصَرها وتٌسعد قلبها بذكرِ لزيدانها الغالي قبل أن تواراي الثري وتذهب عن هذا العالم ويفني جسدِها  ،،3

وكان ذلك بفضل وشَي تلك الأفعي المُسماه بفايقة لها،، والتي توشَي لها طِيلة الوقت بأحاديث كاذبة كَي تُزيد من كُره رسمية ل ورد وتجعلها تحقد عليها أكثر 

تحدثت إليها رسميه قائله بنبرة إحترام  :  إجعدي يا وَرد

وأكملت وهي تفتح ذراعيها علي مصرعيهما لإستقبال غاليتها وتحدثت مٌبتسمه  :  تعالي في حضن چِدتك يا بِت الغالي

تحركت إلي جدتها بساقان بطيئتان وما أن جلست بجانبها حتي سحبتها رسميه لداخل أحضانها وربتت علي ظهرها بحنان

مما أشعل غضب ليلي ومريم وهما تنظران لها بإحتقان وغيرة1

خرجت من بين أحضان جدتها ونظرت إلي رسمية وتحدثت بنبرة توسلية   :  لو أني غالية عنديكي صُح كِيف ما بتجولي تكلمي چدي وتقنعيه يتراچع عن جرارة ويخليني أجدم في كُلية الطِب

أجابتها رسمية وهي تبتسم وتنظر إلي قاسم الجالس بملامح وجهٍ مُحتقنة بالغضب مُكفهرة  :  موضوع كُلية الطِب دي مبجتش في يد چَدك خلاص،،بجت في يد حد تاني

نظر لها يزين وتملك الرُعب من داخله حين فهم مغزي حديث جدته وهي تنظر بعيناها إلي قاسم وتحدث بحده  :  تجصدي أيه بحديتك ده يا جدتي ؟

وليه من الاساس چدي رافض دخول صفا كُلية الطب ؟

نظرت لهٌ فايقة وإجابته بإبتسامة ساخرة لعلمها ما يكِنهُ ذاك اليزن داخل قلبهِ البرئ لتلك الصفا  :  إتجل وأصبر علي رزجك يا يزن،، متبجاش مسرُوع إكدة

أما ليلي التي تحدثت إلي صفا بنبرة شامته كي تنتقم منها   :  يا خسارة تعبك وسهر الليالي اللي راحوا علي الفاضي يا صفا،،

وأبتسمت وأردفت ساخرة  :  يظهر إن كُلية الطب ملهاش نصيب تفتخر وتتشرف بدخولك ليها يا بِت عمي

إبتسمت فايقة بشماته أما الجده فرمقت ليلي بنظرة نارية أرعبتها ففضلت الصمت خشيةً إثارة غضب جدتها أكثر

وحزنت ورد علي ما أصاب صغيرتها من خيبة أمل وشماتت أصحاب النفوس الضعيفة بها

أما قاسم فكان جالساً يغلي داخلياً وخصوصاً بعد حديث والديه إليه وتهديده بأن يقبل بكل ما يُقال من جده وحديث إيناس أيضاً الذي يراه غير أخلاقي بالمرة ولكن ما بيده ليفعله ،،فقد وضعه جده للمضي قدماً داخل هذا الطريق بعد أن سلبه عتمان حق الإختيار

خرج عتمان أمام أنجاله فوقف الجميع إحترامً وتقديراً له ،،جلس برأس الجلسه وأشار إليهم بالجلوس

تحدث بوقار وجبروت لا يليق إلا به  :  طبعاً كلكم خابربن زين إن إنتوا عزوتي اللي طلعت بيها من الدنيي دي وأني بتمني أشوفكم أحسن الناس

هز الجميع رأسه بطاعه وموافقة فأكمل هو  :  وزي ما أنتوا خابرين زين إن عوايد النُعمانيه بتمنع نچوزوا بناتنا بره العيله والعكس ،،  عشان إكده أني جعدت مع أبهاتكم وإتفجنا علي اللي أني شايفه صح ومجبول وفي صالحكم كلياتكم

نظر إلي قاسم وتحدث بإبتسامةهادئة قائلاً   :  نبدأ بحفيدي الكبير العاجل،، زينة شباب النُعمانيه ،،وعشان إكده إختارت له أغلي الغوالي علي جَلبِي

ثم حول بصرة إلي صفا الباكية الحزينه وأكملَ  :  صفا الغاليه

وفجأه توقفت عن البكاء وإنتفض داخلها بسعاده وأتسعت عيناها غير مستوعبه ذاك الخبر التي إنتظرته مٌنذ أن أصبحت شابه وفهمت معني العِشق، ولكن برغم تلك الفرحه تظل فرحتها ناقصة غير مكتملة  2

وأكمل الجد وهو ينظر إلي يزن الذي يكاد يصرُخ ويعترض علي إنتساب معشوقته لغيرة،، ولولا رُعبهٌ من جده لو قاطع حديثه لصرخ وأسرع إليها وجذبها إلي صدرهِ بحماية أمام الجميع وليحدُث ما يحدث  ،،لكنه تمالك من حالهِ وفضل أن ينتظره حتي يفرغ ما بجعبته دفعتً واحده وبعدها سيعترض  

وأكمل عِتمان  :  والباشمهندس يزن زينة الشباب هيچوز ليلي4

نظرت له ليلي بسعادة لم تستطع مداراتها

أما تلك المريم التي نزل خبر خطبة قاسم وصفا علي قلبها ومسامعها كصاعقة كهربائية زلزلت كيانها بالكامل فنظر لها جدها وتحدث  :  وست البِنته مريم هتتچوز من فارس

نزلت تلك الجُمله لتكمل علي ما تبقي من صبرها وتماسكها الهَش فبدأت ببكاءٍ مَرير إستغربهٌ جميع الحضور ،،

وجحظت عين فارس وكان أول المعترضين،،وذلك لعشقهِ الجارف لإبنة خالتهِ حين تحدث بنبرة غاضبه  :  ومين جال لحضرتك إني رايد أتچوج دالوك ولا رايد أتچوز من الاساس يا چدي

نظر عتمان إليه وتحدث بنبرة ساخرة  :  هتترهبن إياك يا وُاَد قدري ؟

وتلاه يزن الذي تحدث بنبرة معترضه   :  وأني كَمان مُموافجش علي الطريقه المُهينه اللي هتعاملنا بيها دي يا چدي ،،يعني أيه متاخدش رأينا في الحَريم اللي هتعيش ويَانا وهنكملوا ويَاهُم باجي حياتنا ؟؟

ثم نظر إلي صفا وتحدث مُعترضً  :  وليه صفا بالذات تختارها لقاسم ،،ليه متكونش من ٠٠

نظرت له بعيون مُتسعه وقاطع حديثه عتمان بضيق وهو يدق بعصاه الأرض ناهراً إياه بعنف : ما شاء الله عليك يا أبن مٌنتصر ،،كِبرت يا وُاد وطلع لك حِس وعتعليه علي چَدك وتراچعه في جراراته

نظر قدري إلي مٌنتصر وتحدث مٌستغلاً الوضع لصالحه كعادته  :  متشوف ولدك وتوعيه وتعلمه كيف يحترم چِده ويوجرة يا مُنتصر

تحدث مٌنتصر بتلبك وهو ينظر إلي يزن بنظرات تحذيريه مُعتزراً لأبيه  :  يزن ميجصدش يا أبوي ،،ما عاش ولا كان اللي يراچع حديتك،  كلامك وجراراتك سيف علي رجابنا كليَاتنا

زفر عتمان بغضب ثم نظر إلي قاسم وتحدث بحده  :  وإنتَ يا قاسم ،،مهتعترضش إنتَ كُمان علي حديت چِدك الخَرفان   ؟

نظر قاسم لأبيه فرمقهٌ قدري بنظرات تحذيريه فحول قاسم بصرة مرةً أخري إلي جده وأجابه بنبرة صوت حاده وملامح جامده خاليه من أية تعبير يدل عن ما بداخله  :  العفو يا چَدي،، أني موافج علي كل اللي حضرتك تؤمر بيه

طار قلب تلك العاشقة وحلق بالسماء

حين إبتسم الجد وتحدث بتفاخر  :  عفارم عليك يا قاسم ،، عمرك مخيبت ظني بيك 

تفاخر قدري ورفع قامتهُ لأعلي وتحدث  لإرضاء والده  :  اومال يا حاچ،، قاسم دي راچل صُح،،، رباية يد الحاچ عِتمان بصحيح 1

تنهد زيدان مهمومً وتحدث إلي أبيه مُتساءلاً بجدية   : وموضوع چامعة صفا يا أبوي  ؟

نظر الجد إلي قاسم وتحدثِ بإبتسامة   :  موضوع كلية صفا أصبح في يد قاسم ،،جولت أيه يا قاسم  ؟

تنفس عالياً وبدا علي وجههِ علامات الضِيق ثم حول بصرةِ إلي تلك الحابسه أنفاسها تترقب جوابه وتحدث بهدوء  :  جدمي في الكُلية اللي إنتِ رايداها يا صفا،،أني عمري ما هجف عَجبه في طريق تحجيج أحلامك

إتسعت عيناها بذهول وأردفت متسائلة بنبرة سعيدة غير مستوعبة  :  صٌح موافج يا قاسم ؟

لا يدري لما شعر بالخجل من حاله لإقبالة علي المشاركة في خداع تلك الملاك البريئ،،ولكن ما بيده،،ألا لعنة اللهِ علي الظالمين،،

فابتسم بمرارة وأجابها  :  صٌح مُوافج يا صفا

إبسمت ورد ونظرت بعيون سعيده إلي زيدان الذي تخطت سعادته بذاك الوقت عنان السماء والجد والجده لم يكن حالهما بأقل منهما سعادة

أما تلك الفايقه التي إنتفضت بجلستها كمن لدغها عقرب وهي تنظر إلي قاسم بنظرات ذات معني ومغزي وتطالبهُ بأن يُنفذ ما أمرتهُ به

وأردفت قائلة بنبرة كسي عليها الغل والغضب والتي لم تستطع مٌداراتهما عن أعين الجميع  :  موافج كيف يعني يا قاسم ،،موافج إن مَرتك تُبجا أعلي مِنيك في العَلام ؟

ظهر الضيق علي ملامحه من حديث والدتهٌ المُصره علي أن تهدم لصفا أحلامها لمجرد معاندتها لزوجة عمه وإفساد سعادتها بإبنتها

تحدث موجهً حديثهٌ إلي والدته بحنقٍ وبرود  :  يا أمّا الدِني إتغيرت ومبجاش حد بيبص علي الطِب والهندسه علي إنهم أعلي من باجي الكليات لمجرد إنهم بيجبلوا من مجموع أعلي ،،

وبعدين الطب مهنه سامية ودِه حلم صفا من زمان، 

وأكمل صادقً  :  يُبجا ليه أخنج حِلمها وأضيعه لمجرد فرد السيطرة والهيمنه الذكورية الكدابه3

نظر عتمان إليه بإعجاب وتحدث معظمً إياه  : طلعت راچل صٌح يا قاسم وأثبت لي إن إختياري ليك في إنك تُبجا سَند وظهر لبِت عمك كان في محلُة صٌح2

وصدق زيدان علي حديث والده   :  عِندك حج يا أبوي ،، تسلم وتعيش يا قاسم 

وأكملت ورد علي حديثهما بتأكيد قائلة بنظرات يُغلفهما الشكر والعرفان  :  ربنا يبارك فيك ويحميك لشبابك يا ولدي

نظرت الجده بسعاده إلي صفا التي لم تعد معهم إلا بجسدها فقط،،أما روحها فقد سرحت في السماء هائمة من شدة سعادتها فقد تلقت للتو خبر تحقيق أسعد حُلمان كان يراوداها في صَحوها قبل منامها

وتحدثت الجده مهنئة غاليتها ومدللتها  : مبروك يا نور عين چدتك ،،مبروك يا دَكتورة

وقعت الكلمه علي قلبها فزادت من شدة سعادته التي إرتفعت ووصلت إلي عنان السماء وأجابتها بفرحه   :  الله يبارك في عمرك ويخليكي ليا يا جدتي

إبتسم داخله لسعادة الجميع التي رأها بعيونهم وخصوصاً صفا،،وقد خففت سعادتها تلك من شعورةٌ المميت بالذنب تجاهها

أما تلك الفايقه التي أشرفت علي إصابتها بذبحه صَدريه عندما إستمعت إلي لقب،، دكتورة،،4

نظرت لذاك القدري بنظرات تحذيريه كي يتدخل ويمنع تلك المهزله ،،فتحمحمَ قدري بعدما قرر التدخل كي يرحم حاله من الدخول داخل جولة نكدية مؤكدة لا محال من تلك الغاضبه ذات الطابع القوي المُتجبر2

وأردف قائلاً لقاسم وهو يغمرهٌ بنظرات ذات معني ليحسهٌ علي التراجع الفوري  :  كلام أيه اللي عتجوله ده يا قاسم ،،كيف يعني تجبل إن مَرتك تُبجا دَكتور وتشتغل في المستشفيات وتتحرك بين الرچال وتنهشها عيون اللي يسوي واللي ما يسواش ؟!

لو إنتَ جابلها علي حالك أني مجبلهاش علي مرت ولدي ،،،جملة قويه تفوة بها قدري مهدداً بها ولده

تراخت  عضلات جسد فايقه بجلستها بعد حديث قدري القوي الذي نزل علي صَدرِها وأثلجهُ ونظرت إلي قاسم تترقب جوابه

وليس فايقه وحدها هي من ترقبت جوابه ،،بل الجميع أصابهٌ صمتٍ تام ينتظر إجابت قاسم بلا أو نعم

أما صفا التي إرتعبت وأهتز داخلها وبدأ الرعب يتسلل لقلبها البرئ وهي تنظر إلي قاسم بنظرات مُترجية مُتوسله زلزلت داخله....يتبع

💘دمتم ساالمين 💘


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع