رواية عفريتة المساء الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم ساميه السيد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية عفريتة المساء الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم ساميه السيد (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
♡عفريتة المساء ♡
♡الجزء الرابع♡
كان ينظر إلى الورقة باستغراب وهو يقرأ كلماتها المشؤومة:
"أريد روحك… سلمها لي طواعية، وسأمنحك ما لا تحلم به!
إذا لم تفعل، فقدم لي روحًا أخرى لكي أعود إلى أرضي. لديك شهر واحد فقط. وإن لم تفعل، فسأمنحك حياةً تجعلك تكره كل شيء… حتى نفسك وسجعلك تعيش في جحيم!"
أغلقتُ الورقة بيدٍ مرتجفة، شعرتُ بخوفٍ شديد يجتاحني، لكني حاولتُ تهدئة نفسي. كيف لي أن أقدم روحي؟ أو حتى روح شخص آخر؟! هذا كفرٌ لا شك فيه.
جلستُ على الأرض محاولًا استيعاب الكارثة، ثم نهضتُ فجأة، وكأن قدماي حملتاني دون وعي… اتجهتُ إلى المقابر، حيث يرقد أبي. مشيتُ كالمسحور حتى جلستُ أمام قبره، وقلت بصوتٍ مبحوح:
"أنت الوحيد اللي كنت بتفهمني مهما حكيت… بس للأسف، دلوقتي مش هترد عليّ! أنا مقدرش أقدم روحي، ولا روح حد تاني، ده كفر!"
وفجأة، شعرتُ بوجودها… التفتُّ لأجدها واقفة أمامي، بشكلها البشع المعتاد. لكن هذه المرة، لم أشعر بالخوف، بل امتلأتُ بقوة غريبة لم أعهدها من قبل. وقفتُ بثبات، وقلت بصوتٍ حازم:
"أنا مش هقدم روحي! مش هقدم روح أي حد! وريني بقى الجحيم اللي بتتوعديني بيه، وأنا هحرقك بالقرآن!"
لم أكمل كلمتي حتى اختفت فجأة… وكأنها تبخرت في الهواء! في تلك اللحظة، أدركتُ نقطة ضعفها، واليوم… عرفتُ كيف أحاربها بنفس سلاحها.
بقيتُ جالسًا للحظات، ثم عدتُ إلى المنزل… لكن ما إن اقتربتُ حتى رأيتُ ألسنة اللهب تتصاعد منه! كان الناس يهرعون لإخماد الحريق، فصرختُ بجنون وأنا أندفع نحو البيت لأطمئن على أهلي. الحمد لله… خرجوا جميعًا بسلام.
استمر الحريق أكثر من ساعة، وحين انتهى، كان البيت قد تحول إلى أنقاض. وبين الرماد المتناثر، وجدتُ ظرفًا موضوعًا بعناية… التقطته بيدٍ مرتجفة، فتحته وقرأت:
"هذه إشارة لك… إن لم توافق، فسأمنحك حياةً من الجحيم، حياةً ستتمنى فيها الموت، لكنه لن يأتيك!"
أغلقتُ الورقة بغضبٍ، بينما شعرتُ بأن الحرب بدأت فعليًا…
في تلك الليلة، انتقلنا إلى منزل عمي أحمد، فهو الأقرب لنا. كنتُ جالسًا شارد الذهن، أحاول استيعاب ما يحدث، حين سمعتُ طرقًا خفيفًا على الباب.
التفتُّ لأجد ملاك، ابنة عمي زوجتي في المستقبل، تقف هناك بملابسها المحتشمة، نظراتها مليئة بالقلق. تقدمت بخطواتٍ مترددة وقالت بصوتٍ ناعم:
"كريم… ممكن نتكلم شوية؟"
نظرتُ إليها بابتسامة باهتة، محاولًا ألا أُظهر شيئًا، ثم قلتُ بهدوء:
"خير، تفضلي."
اقتربت قليلًا، ثم قالت بقلق:
"إنت متغير أوي الفترة دي… ممكن أعرف ليه؟"
نظرتُ إليها بحزن، ثم تمتمتُ:
"ربنا يعلم، ادعيلي يا ملاك."
بدت عليها الحيرة، لكنها قالت بإصرار:
"سبب؟!"
أشحتُ بوجهي، محاولًا إخفاء مشاعري، ثم قلتُ:
"مفيش حاجة… عمومًا، سبيني دلوقتي، بس شغّلي قرآن."
ما إن نطقتُ بتلك الكلمة حتى تحطم زجاج النافذة فجأة! قفزت ملاك مذعورة وهي تصرخ:
"يا لهوي!! إيه ده؟!"
لم ألتفت إليها، كنتُ أنظر إلى ذلك الوجه البشع… نظرتُ إلى ملاك سريعًا وقلتُ بصوتٍ ثابت:
"ده مجرد هوى، روحي انتِ، أنا هشوف نجار يصلحه."
خرجتُ متظاهرًا بالهدوء،
ثم قالت هوداء وهي تنظر لها
بصوتها المتجشئ اخترق أذني:
"أريد روحها… إنها تشبهني في الصغر! سأجعل حياتك تتغير تمامًا، سأمنحك سعادةً دائمة… لكنني أريد روحها! لدي شهر واحد لكي ارجع بروحٍ أخرى، أو سأظل هنا للابد … وأذي كل من حولي!"
#يتابع#
♡عفريتة المساء♡
♡الجزء الخامس ♡
قالت "هوداء" وهي تنظر إليّ بعينيها الغارقتين في الظلام، وصوتها المتجشئ يخترق أذني:
"أريد روحها… إنها تشبهني في صغري! سأجعل حياتك تتغير تمامًا، سأمنحك سعادة دائمة… لكنني أريد روحها! لدي شهر واحد لأعود بروح أخرى، وإلا سأظل هنا للأبد… وسأؤذي كل من حولي!"
نظرتُ إليها بغضب، ثم قولت قوله تعالى بصوتا ثابت:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾
بمجرد أن نطقتُ بها، تلاشت كأنها لم تكن، لكن شعورًا غريبًا اجتاحني، خليط من الخوف والقلق، فخرجتُ مسرعًا من الغرفة.
وجدتُ أمي تجلس وحدها، على غير عادتها. اقتربتُ منها وقلتُ بقلق:
"ماما، أنتِ بخير؟"
نظرتْ إليّ بحزن عميق، ثم قالت بصوت مخنوق:
"بخير؟ إزاي؟ كل ذكرياتنا راحت! بيتنا اتحرق، والنار أكلت كل حاجة… كل حاجة ياكريم!"
تقدمتُ نحوها، وأنا أشعر أنني السبب في كل هذا، ثم قلت محاولًا تهدئتها:
"ماما، الذكريات في القلب، إن شاء الله هصلّح البيت ويرجع أحسن من الأول… بس متزعليش."
رسمتْ ابتسامة باهتة على وجهها وقالت:
"الحمد لله إن محصلش لحد منكم حاجة، الحمد لله… ده المهم. بس الصور… صورنا مع أبوك… قلبي موجوع عليها، كنت بحس إنه معايا لما بشوفها."
شعرتُ بوخز في صدري، ثم قلتُ محاولًا التخفيف عنها:
"كل حاجة سهلة، هتتعاوض بإذن الله."
خرجتُ من المنزل، وكأنني لم أتعلم الدرس، وكأنني لا زلت أبحث عن شيء مفقود في مكان اعتدتُ الذهاب إليه… المقابر.
وقفتُ أمام قبر أبي، وقلتُ بعتاب:
"أكيد حضرتك مرتاح دلوقتي… سيبتنا ليه يا بابا؟ ليه ما أخدتناش معاك؟"
فجأة، ظهرَت "هوداء" من العدم، وهمست:
"لقد قلتُ لك… آتني بروحك!"
استدرتُ نحوها بغضب:
"ممكن تمشي؟ وبعدين، أنتي عاوزة مني إيه؟ ليه حرقتي بيتي؟"
ضحكت ضحكة مشؤومة، ثم قالت:
"حرقتُ بيتك، لكنك ستعود. أما أنا، فلم يسمحوا لي بالعودة إلا بروح أخرى… إذا لم أجدها، سأظل بلا مأوى، وسأستمر في إيذاء من حولي."
نظرتُ إليها بحزن، ثم قلتُ بثبات:
"ممكن تعيشي وسط البشر من غير ما تأذي حد؟"
تغيرت ملامحها، واحمرت عيناها بغضب شديد:
"أنتم البشر وحوش… لا تحملون بعضكم، فكيف تحملونني؟!"
ابتسمتُ بسخرية، وقلتُ:
"يبقى حِلي عني! وبصراحة، أنا مشوفتش حد اوحش منك."
اقتربت مني حتى شعرتُ بنسيم بارد يحيط بي، ثم همست:
" اتفضل الصور،
لديك تسعة وعشرون يومًا فقط… أريد روحك او روح ملاك. "
♡في مكان آخر♡
جلستْ ملاك بجوار فريدة، أم كريم، تحاول تهدئتها، قائلة:
"يا ماما، بالله عليكِ، متبكيش كده… الحمد لله إنكم بخير."
مسحت فريدة دموعها، ثم قالت بصوت مكسور:
"أتمنى لو كنتُ مكان الصور، دول غاليين عليّ جدًا."
اقتربتْ منها ملاك، وأمسكت بيدها بمواساة:
"بعد الشر عليكِ يا ماما، متقوليش كده."
وفجأة، دخل كريم وهو يحمل صندوقًا صغيرًا، وقال بابتسامة:
"اتفضلي يا ست الكل، أهم الصور اللي مزعلينك!"
نظرت ملاك بدهشة، ثم ابتسمت قائلة:
"الحمد لله… ماما كانت زعلانة جدًا عشانهم."
لكن فريدة نظرت إليه باستغراب، ثم سألت بقلك هي تاخذ الصور من يده:
"جبتهم إزاي؟… الصور دي كانت محروقة!"
#يتابع #
♡ عفريتة المساء ♡
«الجزء السادس»
لكن فريدة نظرت إليه باستغراب، ثم سألت بقلق وهي تأخذ الصور من يده:
"جبتهم إزاي؟… الصور دي كانت محروقة!"
نظر لها بابتسامة، ثم قال دون توتر:
"ما قولتلك... العفريتة! بس حضرتك مش صدقتِ."
نظرت له ملاك بتعجب، ثم قالت باستفهام:
"عفريتة؟! أنت بجد بتتكلم؟!"
ثم تحدثت فريدة وهي تنظر له بتعجب:
"كريم، بطل هزار وقول جبت الصور منين؟!"
نظر لها باستسلام، تمنى أن تصدق كلامه ولو مرة، ثم قال وهو يبتعد خطوات:
"ماما، أنا بتكلم بجد، أنا شوفت عفريتة... مكنتش حابب أقول حاجة قدامكم، بس أنا مش قادر أخبي أكتر من كده..."
نظرت له ملاك بابتسامة، ثم قالت:
"أنت عارف إن العفاريت خرافة؟!"
ثم أكملت والدته:
"عمره ما حد قال إنه شاف عفريت، كريم... اتكلم جد!"
نظر لهم بغضب، ثم قال وهو يشير لوالدته:
"يعني إيه؟! اتجننت مثلًا؟! ماما، أنا بتكلم جد! وبعدين... إزاي جبت الصور؟!"
كانت هوداء تقف وهي تقول:
"لا أحد يصدق كلامك... أمامك تسعة وعشرون يومًا."
ألقت كلماتها، وسرعان ما تبخرت.
ثم قلتُ بغضب، بصوت عالٍ وأنا أشعر بضيق شديد:
"يعني إيه محدش هيصدق كلامي؟!"
اقتربت فريدة وهي تضع يدها على كتفي محاولة تهدئتي:
"كريم، اهدى خلاص..."
ثم قلتُ بانفعال وأنا أبتعد:
"ماما، أنتِ مصدقاني، صح؟!"
ثم نظرتُ إلى ملاك وأكملت حديثي:
"وأنتِ، ملاك، مصدقاني؟!"
"شعرت بأنهم لم يصدقوا حديثي، وكأنني أقول سرابًا."
ثم قالت فريدة بحزن، وهي تقترب، أمسكت بيدي محاولة التخفيف عني:
"كريم، أنت مكنتش كده... إيه حصلك يا بني؟! أكيد زعلان علشان البيت اتحرق، وأكيد زعلان إننا مش هنقدر نرجعه زي ما كان؟!"
تركت يدها مسرعًا وأنا أقول:
"أنا كويس، كويس جدًا يا ماما! محدش مصدقني، صح؟!"
ظلوا ينظرون إلى بعضهم باستغراب، ثم نظرتُ لهم بغضب وأنا أخرج وأغلق الباب بشدة.
"لا أعلم إلى أين أتجه، أو إلى أي مكان أذهب..."
تحدثت فريدة بحزن:
"مش عارفة... إيه حصله؟! بقاله فترة تعبان!"
نظرت لها ملاك بحزن، ثم قالت:
"فعلاً... أنا ملاحظة كده، بس تفتكري إنه شاف عفريتة فعلًا؟ ولا نفسيته تعبانة؟!"
#يتابع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا