القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قصة حنين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى

 رواية قصة حنين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى




رواية قصة حنين الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى


السادس


**في منزل عائلة عاصي**


رجع عاصي إلى المنزل بعد أن تأكد أنه أوصل حنين إلى منزلها بسلام. وعندما دخل، وجد كاظم يجلس ببرود كما لو لم يفعل شيئا. قال بغضب:


"ينفع اللي انت عملته في الجامعة ده يا أستاذ؟"


يرد كاظم ببرود: "وأنا عملت نص اللي انت عملته."


ثم ينهض من على الأريكة ويريد الرحيل. يمسكه عاصي من ذراعه بقوة وهو يقول بغضب:


"تعال هنا، أنا مش بكلمك!"


ينظر إليه كاظم وهو يقول بنفاذ صبر: "عاوز إيه مني يا عاصي دلوقتي؟ مش كفاية اللي حضرتك عملته في الجامعة؟ ولا لسه مش مكفيك اللي حصل؟"


تأتي نوال الأم من المطبخ على صوت عاصي وكاظم المرتفع وهي تقول:


"هو أنتم مش تقعدوا في البيت مع بعض غير لما تتخنقوا؟ خير يا أستاذ عاصي، في إيه؟ وانت يا أستاذ كاظم، إيه المصيبة الجديدة اللي حضرتك عملتها؟"


كاظم بضيق: "أنا ولا عملت مصيبة ولا زفت. أنا ماشي، الأستاذ عاصي عندك أهو، اسألي. أنا مش ناقص قرف."


نوال بحزن: "قرف؟ أنا قرافك يا كاظم. الله يسمحك يا بني."


عاصي بصوت عالي: "انت بتتكلم مع أمك ليه كده؟"


نوال: "اهدى انت يا عاصي، وانت يا أستاذ كاظم مالك؟"


عاصي: "أنا هاحكي لكِ يا أمي اللي حصل النهاردة في الجامعة، وحضرتك احكمي بينا وقولي مين اللي غلط."


وبالفعل سرد عاصي كل ما حدث في الجامعة لنوال، زوجة الأب. تردف نوال بدهشة وهي تنظر إلى كاظم:


"حرام عليك يا كاظم، ليه عملت كده في البنت؟ يا بني ما فكرتش إن ممكن يحصل مع بنتك ولا مراتك؟ ولا علشان مش عندك خوات بنات تعمل كده في بنات الناس؟"


كاظم بغضب: "يعني اللي أنا عملته غلط واللي الأستاذ عمله صح؟ وضربني قلم قدام زمايلي في الجامعة ده مش غلط؟ وبعدين أنا مش جبت حاجة من عندي، خدي شوفي بعينك البنت اللي ابنك ضربني علشانها."


يخرج كاظم الهاتف من جيبه ويبحث عن الفديو الذي يسيء الي حنين ويعطي الي أمه. تنظر نوال إلى الهاتف وهي تقول:


"استغفر الله العظيم وأتوب إليه، هم دول يتسموا بنات يا بني؟"


يرد عاصي بحزن:  "والله يا أمي لو شوفتي البنت دي ما هتصدقي إنها ممكن تعمل حاجة زي كده."


كاظم بسخرية:  "آي يا أستاذ عاصي، وقعت الشحرورة."

----------


**في الفلا**  


رجعت نوران إلى المنزل لكنها كانت تشعر بالخوف ولا تعلم مالذي سوف يحدث عندما يعلم والدها بما فعلت. تردف قائلة تحدث نفسها:  


"انتي خايفة ليه يا نوران؟ وبعدين انتي ما عملتيش حاجة غلط علشان تخافي، هي اللي طلعت واحدة زبالة. أنا مش عارفة ازاي طلعت بالحقارة والقرف ده، ده أنا نزلت لها صورة وهي شايلة الكوتشي وكنت خايفة من اللي هايحصل، وهي طلعت بشكل ده. بس مش عارفة ليه مش مصدقة إن حنين هي اللي في الفيديو، حاسة إن في حاجة غلط."


سلوى بسخرية:  "آي، اتهبلتي ولا ايه؟ ماشية تكلمي نفسك ليه كده؟"


نوران بشرود:  "مش عارفة."


سلوى بضحك:  "مش عارفة ايه؟ انتي اتهبلتي بجد ولا ايه؟"


نوران:  "اسكتي يا عمّتو، مش هتصدقي اللي حصل في الجامعة النهارده."


سلوى بخبث وهي تعلم عن ماذا سوف تتحدث نوران:  

"ايه اللي حصل؟"


تسرد نوران كل ما حدث اليوم معهم في الجامعة تردف سلوى بغضب:  "والزفت ده بيضربك ليه؟"


نوران بخجل:  "ماهو بصراحة أنا اللي عملت حاجة ولحد دلوقتي مش عارفة ده حصل ازاي."


سلوى:  "حاجة ايه اللي عملتيه علشان واحد ما يسواش يرفع ايده على بنت خالد باشا؟"


نوران بخجل وهي تنظر إلى الأسفل:  "بوسته."


سلوى بدهشة:  "بوستي؟ بوستي ازاي؟"


نوران:  "والله لحد دلوقتي أنا أصلا مش عارفة ازاي، بس في رأيك ايه اللي هايحصل لمّا بابا يعرف اللي حصل في الجامعة النهارده؟"


سلوى دون مقدمة:  "ما تخافيش، أبوكي عرف كل حاجة وطرد البت دي من البيت وكمان جدها مات من الصدمة لما شاف اللي هي عملته."


نوران بدهشة:  "انتي بتقولي ايه؟"

------


**في مكان مجهول**  


عبارة عن شقه صغيره في احد الاحياء الشعبيه. يجلس أثنين من شباب يتحدثون معاً. 


شاب1 بغضب:  "انت اتجننت؟ ازاي تجيب البت دي على البيت؟"


شاب 2:  يعني  كنت عاوزني اسيبها في الشارع وهي في الحالة دي؟"


محمد:"يا حنان قلبك يا خويا، وجبتها على البيت؟ ندبس إحنا لو حد كان عامل فيها حاجة."


يدخل الي المنزل شاب ثالث وهو يقول:  "إيه في إيه يا قوم؟ صوتكم واصل لآخر الحارة."


محمد: "شوف يا خويا الزفت عماد جايب إيه معاه."


يتحدث محمد وهو يشير بيديه نحو حنين النائمة علي الاريكة وما زالت مغشي عليها.  ينظر شاب3 إلى ما يشاور عليها محمد وهو يقول: "هي مين دي؟"


عماد:"بذمتك قول انت يا علي، كان ينفع أشوف الآنسة دي في الشارع مغمى عليها وأسبها ولا كأني شوفت حاجة؟"


محمد بهدوء: "يا عماد افهم، دي بنت وإحنا خمس شباب وهي في بيتنا يعني لو في حد عامل فيها حاجة إحنا اللي هاندبس فيها."


عماد:  "انت تفكيرك راح لفين؟ مش ممكن تكون تعبانة ولا تعبت فجأة واغمي عليها في الشارع؟"


علي: "أنا مع محمد يا عماد، ما كانش ينفع تجيبها على البيت. كان ممكن تاخدها المستشفى وتقول إنك لاقيتها في الشارع مغمى عليها."


عماد بإحراج:  "ما هو بصراحة ما كانش معايا فلوس غير العشرة جنيه اللي أنا جيت بيها."


علي يشعر بأحراج عماد يردف بهدوء قائلاً: "خلاص ولا يهمك يا صاحبي، وانت يا محمد اهدى لحد ما البنت تفوق وبعدين نشوف إيه حكايتها."


محمد:"طيب ماشي، يلا بقا يا خويا انت وهو خلينا نشوف هنعمل إيه في الشقة."


علي يرفع صباعه بتحذير وهو يقول: "خدوا بالكم، أنا اللي غسلت الصحون امبارح، الدور على زياد."


عماد بضحك: "هو زياد عارف إن الدور عليه في غسيل المواعين؟"


محمد بضحك:  " مش هيجي النهارده، بس والله على مين، ده أنا اللي هطبخ وهاوسخ كل المواعين اللي في المطبخ."


علي بضحك:  حرام عليك يا محمد، ده الأسبوع اللي فات كان هيعيط.


**بعد مرور ساعة في نفس المكان**


  

تستيقظ حنين على أصوات ضجيج يصدر من الخارج، لتفتح عينيها بانزعاج التي توارمت من كثرة البكاء. تنهض وتتقدم نحو مصدر الصوت عندما وجدت نفسها في مكان لأول مرة تراه، لتجد أربعة شباب يجلسون وهم يهزرون ويلعبون مع بعضهم وأصوات ضحكاتهم تملأ المكان. على ذلك، الشاب زياد الذي يشتم ويلعن وهو يغسل الأطباق. يردف زياد قائلاً وهو يضع السيجارة في فمه ويغسل الأطباق:


"بقا أنا أفضل طول النهار طالع عين أمي في الشغل وفي الآخر أجي البيت ألاقي نفسي واقف قدام الحوض بغسل المواعين، يا ولد ***."


محمد ببرود:  "اعمل اللي عليك وانت ساكت ياض."


عماد بسخرية:  "سيبك منه، هو أصلاً كل أسبوع يعمل الشوية دول علشان ما يغسلش المواعين."


علي بضحك:  والله طلع عسل يا زيزو وانت بتغسل المواعين. هقوم أعمل شاي، حد عاوز أعمله معي؟"


عماد:  "اعمل لي معك."


محمد:  "وانا كمان يا علي."


**زياد يقف على باب المطبخ وهو يقول:**


"أقسم بالله العظيم إن واحد فيكم قرب من معلقة من اللي أنا غسلتهم لأكون كسر رجليكم، أنتم فاهمين؟"


**وفجأة يأتي صوت رقيق من خلفهم، لكن يظهر كم هو حزين. حنين بهدوء:**


"هو أنا فين؟ وأنتم مين؟ وجيت هنا إزاي؟"


ينظر كلا من عماد ومحمد وعلي وزياد إلى حنين بذهول والجميع لا يصدق ما تراه عيونهم. بينما قال علي:


"حد شايف اللي أنا شايفه؟"


محمد:  "معقولة ده؟"


زياد:  "دول واحد ولا اتنين؟"


عماد:  "مش عارف، بس البت دي شبه رياض بالظبط."


يتبع 


**في رأيكم، هايكون إيه مصير حنين مع الخمس شباب دول؟**


**ولو مش نوران هي اللي عملت الفيديوهات لحنين، مين اللي عملهم؟**


**ومين رياض اللي بيقولوا عليه الشباب؟**


السابع

في شقة الشباب، تقف حنين بعين دامعة وهي لا تفهم ما يقصده الشباب بحديثهم. تردف بصوت مخنوق بالبكاء: "لو سمحتم حد يقولي أنا فين وأنتم مين وازاي أنا جيت هنا؟"


يرد عليها محمد قائلاً بهدوء: "اهدي يا آنسة، ما تخفيش، ما فيش حد هيعملك حاجة، وانتي هنا ازاي؟ عماد لاقاكي في الشارع مغمى عليكي جابك هنا."


يقول ذلك وهو يشير إلى عماد. يردف عماد متسائلاً: "معلش يا آنسة، أنا كنت عاوز أسألك عن حاجة، هو انتي مريضة بحاجة علشان كدا بتمشي يغمى عليكي ولا بتتعبي من الشمس؟"


وهنا تنفجر حنين في البكاء عندما تذكرت ما حدث لها وموت جدها وكيف تخلى عنها الجميع. ينظر إليها الشباب بحزن، بينما يضرب علي عماد على كفاه وهو يقول: "ينفع كدا، خليت الآنسة تعيط."


عماد بدهشة: "هو أنا قلت إيه؟"


ثم يذهب تجاه حنين وهو يقول: "أنا آسف يا آنسة والله مش قصدي أزعلك، بعتذر، اللهي كان انقطع لساني يا شيخة قبل ما أسأل."


ترد حنين من بين بكائها قائلة: "أنا مش زعلت منك، بس اللي حصل لي هو اللي مزعلني أوي."


علي باستغراب وهو ينظر إلى عماد بحنق ويقول بصوت واطي: "يا ليل سود، هنروح كلنا في مصيبة."


يرد محمد بنفس الطريقة: "هو ده اللي أنا كنت خايف منه، والله لو حصل حاجة لقول عماد اللي عملها."


زياد بغباء: "عمل إيه؟ مش فاهم."


ثم ينظر إلى عماد وهو يقول: "هو أنت عملت إيه يا عماد؟ محمد وعلي بيتكلموا عن إيه؟"


يضع محمد يده على فم زياد وهو يقول: "اسكت يا غبي، يخرب بيتك."


ينظر عماد إلى كل من محمد وعلي وهو يقول بينما فهم ما ينون إليه:  خليكم فاكرين إن بعض الظن إثم."


ثم يجلس بجوار حنين التي جلست على الأرض وهي تبكي، قائلاً بحنان: "اهدي يا آنسة واحكي لنا إيه اللي حصل. إحنا هنا كلنا زي إخواتك وممكن نقدر نساعدك في حاجة."


تنظر حنين إلى الشباب بحزن وتقول: "أنا مظلومة، الكل ظلمني وجاه عليّ. حسبي الله ونعم الوكيل."


يشعر الشباب بالحزن من أجل حنين. يذهب محمد ويجلس هو أيضًا أمام حنين ويقول بحزن: "ومين فينا مش مظلوم يا آنسة؟ كلنا مظلومين. صدقيني، شايف العيال اللي قدامك دي؟ مافيش واحد فيهم شاف يوم حلو في حياته ومافيش لحظة بتمر علينا واحنا مش مظلومين."


ثم تدمع عين محمد رغم عنه، ليذهب الشباب إليه ويضمونه بقوة، بينما قال علي ودموعه في عينيه: "ممكن الدنيا جات علينا كتير يا صاحبي، بس هي اللي جمعتنا مع بعض."


زياد بمزح: "آه والله، أنا اتظلمت لما عرفت ناس نكد زيكم. بقولك إيه، يا أختي انتي وهو، أنا مش ناقص وجع قلب."


تبتسم حنين بحزن على مزح زياد، بينما قال علي: "أيوه كده يا شيخة، مافيش حاجة تستاهل الزعل. بس ممكن أعرف إيه اللي حصل مخلي قمر زيك زعلان كده؟"


تنظر حنين إلى الشباب، بينما شعرت بالأمان تجاههم، ترد قائلة ببكاء: "أنا ماليش حد غير ربنا، كنت عايشة مع جدي في بيت الراجل اللي كان جدي بيشتغل عنده، بس..."


وتزداد في البكاء وهي تقول: "بس في حد منهم الله عمل لي فيديوهات مش كويسة. ولما جدي شاف الفيديو جات له سكتة قلبية ومات النهارده، وأصحاب البيت رموهني في الشارع بعد ما أغمى عليّ لما رجعت من الكلية وعرفت إن جدي مات."


تزداد حنين في البكاء وهي تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، قل لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير."


ينظر الشباب بحزن إلى حنين وهم يقولون في صوت واحد: "ونعم بالله العلي العظيم."


يجلس زياد بجوار حنين وهو يقول بينما تهرب من عينيه دمعة: "تعرفي، قصتك زي قصتنا إحنا الخمسة، بس الفرق بينك وبينا إنك كبرتي ولقيتي جدك. بس إحنا كبرنا ولا لقينا أب ولا أم ولا حتى جد حنين يطبطب علينا. انتي كبرتي لقيتي نفسك في بيت كبير حتى لو كان جدك خادم، بس على الأقل كنتي في بيت. إحنا فتحنا عينينا لقينا نفسنا في ملجأ. وماقولكش يعني إيه تكوني في ملجأ. ولما كبرنا هربنا منه. إحنا الخمسة كان أكبر واحد فينا عنده 15 سنة. طلعنا من الملجأ لقينا نفسنا في الشارع من غير أكل، من غير شرب، حتى الهدوم اللي كانت علينا مش كانت بتاعتنا. اشتغلنا كلنا لحد ما كبرنا بعض. وشوفي دلوقتي، كلنا عجزنا ومافيش واحد فينا اتجوز."


يضحك علي وهو ينزع آثار بكائه من علي خده: "اتكلم عن نفسك ياخويا، أنا لسه في عز شبابي وإن شاء الله هتجوز، لو حتى لو اتجوزتك انتِ يا قمر."


زياد بغضب: "قوم يا عم من هنا بدل ما أفتح راسك."


تضحك حنين بحزن وهي تقول: "والله أحسن حاجة إنكم لقيتوا بعض. أما أنا مش لاقية حد، وحتى مش عارفة أعمل إيه ولا أروح فين."


يرد عماد بينما ينظر إلى الشباب: "احنا معاكي ومش هنسيبك يا آنسة، مش كده يا جدعان؟"


وقبل أن يقول أحد شيئًا، يطرق أحد باب المنزل، يردف زياد قائلاً: "ده أكيد رياض جه."


ثم يذهب ويفتح الباب، يردف الشاب الذي يدعى رياض قائلاً: "عاملين أكل إيه علشان أنا ميت من الجوع."


زياد: "طيب، ادخل فضحتنا."


وفجأة يرى رياض حنين، بينما تنظر حنين إلى رياض بدهشة وهي تقول: "معقولة؟"


رياض باستغراب ودهشة: "انتِ؟"


ينظر عماد إلى حنين ورياض وهو يقول: "انتم متأكدين ما تعرفوش بعض؟ هو انت تعرف الأنسة دي يا رياض؟"


رياض بتوتر وهو ينظر إلى حنين: "ها، وأعرفها منين؟"


محمد: "أصلاً سبحان الله اللي يشوفكم يقول إنكم توأم والله."


رياض: "في إيه يا جدعان؟ حد يفهمني البنت دي بتعمل إيه هنا؟ وعادي يعني، إذا شكل بعض، خلق  الله من الشبه أربعين."


---

في المساء 

في الفيلا خالد 


يجلس خالد على طاولة الطعام، ويجلس بجواره كل من سلوى ونوران يتناولون وجبة العشاء. يردف خالد بصوت عالٍ: "هاتي شوية ملح يا حنين."


ينظر إليه كلا من سلوى ونوران بدهشة، بينما نظر خالد إلى الطعام بحزن عندما تذكر أن حنين لم تعد فردًا من العائلة كما كانت، بل لم تعد موجودة في المنزل بالكامل. يردف خالد قائلاً بحزن: "أنا الحمد لله شبعت، عن إذنكم."


ينظر كلا من سلوى ونوران إلى بعضهما، بينما قالت نوران: "وأنا كمان شبعت، هاقوم أذاكر شوية، عن إذنك يا عمتو."


سلوى بشرود: "أوكي يا روحي."


ثم يعلن صوت رنين هاتف، تنظر سلوى إلى الهاتف لتجد رقمًا مجهولًا نظرة بغضب الي الرقم وهي تقول: "الزفت ده عاوز إيه دلوقتي؟"


ثم تنظر يمينًا ويسارًا وعندما تتأكد أنه ليس هناك أحد، تجيب على الهاتف وهي تقول: "انت عاوز إيه؟ مش قولتلك ما تتصلش عليا مهما يحصل، انت عاوز ننكشف بعد كل ده؟"


يجيب صوت مجهول عبر الهاتف: "إيه يا سوس؟ وحشتيني، ووحشتني بنتي، عاوز أشوفها وأخذها في حضني."


سلوى بغضب: "بنتك إيه؟ انت اتجننت؟ بنتك ماتت، وقولتك كده ألف مرة، بنتك ماتت يوم ما تولدت. انت إيه مش بتفهم؟ وحسك عينك تتصل عليا تاني، انت فاهم؟"


ثم تغلق الهاتف وهي تقول: "مش هسمح لحد يهد كل اللي أنا ببنيه في كل السنين دي، لازم كل حاجة تفضل زي ما هي، لازم أعمل حاجة وأخلص من الزفت ده."


____


تاني يوم


في الجامعة تجلس نوران على المدرج كما لو لم يحدث شيء، وفجأة يدخل عاصي ليقف الجميع احتراماً له، إلا نوران التي تنظر إليه وعيناها تبرق مثل نجم ساطع في منتصف الليل. أما عاصي، فكان يبحث عن حنين بعينيه يريد أن يراها، لكن للأسف الشديد لا أثر لها. يردف بهدوء قائلاً بينما يحاول أن يتجاهل ما يحدث داخل قلبه: "صباح الخير."


الجميع: "صباح الخير يا دكتور."


عاصي: "اتفضلوا اقعدوا علشان نبدأ المحاضرة."


وبالفعل جلس الجميع، وأخذ عاصي باله من نظرات نوران إليه، لكنه لم يعطها أي اهتمام. كل ما يشغل باله هي حنين، يريد أن يسأل لماذا لم تحضر، لكنه لا يقدر على ذلك خوفاً من تفكير الآخرين. وبعد أن انتهت المحاضرة وخرج الجميع، يذهب عاصي باتجاه نوران وهو يقول: "لو سمحتي يا آنسة، كنت حابب أسألك عن حاجة."


تنظر إليه نوران بخجل وهي ترجع خصلة شعرها خلف أذنيها، وهذا التصرف في وجود الخجل لفت انتباه عاصي لينظر إليها بذهول من درجة جمالها وهو يتذكر كيف قبلته نوران أمس. ثم ينتبه على نفسه ليغلق عينيه ويقول بينما يضع يديه على جبينه محاولاً تجاهل أفكاره: "كنت حابب أسألك عن..."


وقبل أن يكمل عاصي حديثه، يوقفه صوت نوران قائلة: "أنا بعتذر منك يا دكتور على اللي حصل امبارح، بجد مش عارفة ده حصل إزاي."


يرد عاصي قائلاً بينما نسي عما كان يريد أن يتحدث: "ماشي، اعتذار مقبول يا آنسة، وأنا كمان بعتذر منك عن اللي حصل وماكنش ينفع أرفع إيدي عليكي قدام زمايلك، بس كنت..."


ثم تجيب نوران بخجل مقاطعةً عاصي عن إكمال حديثه: "عادي يا دكتور، حصل خير، بس هو ممكن نكون أصدقاء يا دكتور؟"


كانت نبتسم وتتحدث بخجل استطاعت بهذا الاسلوب ان تلفت انتباه عاصي فتبسم إليها وتفوه قائلاً: "طبعاً، ده يشرفني."

-------


بعد أسبوع


في منزل الشباب، ظلت حنين مع الشباب بعد أن شعرت بالأمان معهم وتتعامل معهم على أنهم إخوتها وهم أيضاً يحترمونها كثيراً. كل واحد يتعامل معها على أساس أخت له، ويفعلون المستحيل من أجل أن يسعدوا حنين ويخرجوها من حالة الاكتئاب التي هي بها. والآن، يجلس الشباب مع بعضهم بينما تظل حنين في الغرفة إلى حين أن يذهب الشباب إلى عملهم.


يردف محمد بحزن قائلاً: "بقولكم إيه، احنا لازم نعمل حاجة علشان حنين تطلع من الحالة اللي هي فيها دي."


يرد زياد: "ماحنا عملنا كل اللي نقدر عليه."


عماد: "أنا في رأيي لازم نسبها لحد ما تفوق مع نفسها."


علي بصراحة: "صعبانة عليّ، واللي حصل لها مش سهل بصراحة برضو."


محمد بغضب: "أنا نفسي بس أعرف مين ابن الكلب اللي بيعمل كده في بنات الناس."


عماد: "والله لو أنا مسكت اللي عمل كده في حنين لأخلص عليه."


رياض بخوف: "خلاص يا جدعان، في إيه اللي حصل حصل وخلاص."


زياد: "وانت مالك خايف كده؟"


رياض بتوتر: "خايف؟ خايف من إيه؟ لا، أنا مش خايف ولا حاجة، وهاخاف من إيه؟ أنا مش عملت حاجة."


وفجأة تخرج حنين من الغرفة، لينظر إليها الشباب باستغراب من كونها لأول مرة تخرج في وجودهم. يردف زياد باحترام قائلاً: "حنين، خير محتاجة حاجة أجبها لكِ؟"


حنين بابتسامة حزينة: "أنا بصراحة مش عارفة أشكركم إزاي، لو كان عندي إخوات ماكانوش وقفوا معايا وعملوا اللي أنتم عملتوه ده، بس أنا قررت أرجع جامعتي وأدور على شغل، وياريت لو تعرفوا لي أي مكان على قدي كده أعيش فيه، وإن شاء الله هنزل النهارده الجامعة وبعدين هنزل أشوف شغل. لو حد يعرف لي ناس كويسين أشتغل عندهم بعد الجامعة هكون مشكورة لكم."


علي بحزن: "ليه عاوزة تمشي من هنا؟ في حد عمل لكِ حاجة زعلتكِ يا حنين؟"


حنين: "لا والله، ده أنتم جمايلكم مش هانساها طول عمري، بس أنتم خمس شباب وأنا بنت، والناس مش هتسبنا في حالنا، وبالأخص بعد اللي حصل لي. وأنا مش عاوزة حد يقول عليكم حاجة مش كويسة بسببي."


عماد بحزن: لو بجد بتعتبرينا زي خواتك مش تمشي من هنا يا حنين، وانتي أخت لنا احنا الخمسة وسيبك من كلام الناس اللي مش بيخلص.


علي: أفضلي عايشة معانا يا حنين، واحنا والله هنعمل لكِ كل حاجة انتي عاوزة.


محمد بتواعد: انا بوعدك يا حنين كأخ كبير لكِ، اني هاجيب لكِ حقك من الكلاب اللي ظلموكي وهاجيب ابن الكلب اللي عمل لكِ الفيديو لو كان من تحت الأرض، وهاعرفه ازاي يعمل كده في بنات الناس.


علي: وانا معك يا محمد، لازم نعمل كده ونثبت براءة حنين.


زياد: ووقتها نعرف الناس دي إن حنين مظلومة، وبذات الراجل اللي كانت في بيته.


ينظر رياض إلى الجميع بتوتر بينما يبلع ريقه بصعوبة وهو يقول: انا......؟

الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي 


يتبع


**الفصل الثامن**


في شقة الشباب:


رياض بخوف: أنا...


علي باستفهام: انت ايه؟


رياض بتوتر: أنا... 


يصمت عن الكلام يفكر في شيء ما ثم يقول بتوتر ظاهر عليه. 


رياض: أنا عاوز أنزل الشغل. عاوزين حاجة؟


عماد بشك: مالك يا رياض؟


رياض بتوتر أكثر: مالي يعني؟


زياد: مش عارفين، بقالك كام يوم كده مش على بعضك. في حاجة؟


رياض وهو ينظر إلى حنين بخجل: لا أبداً، مافيش. أنا نازل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ثم يذهب دون أن يقول شيئًا آخر بينما قال الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


محمد بتساؤل: هو الواد ده ماله؟


عماد: مش عارف.


علي: أنا حاسس إنه عامل حاجة وخايف منها.


زياد: وانا كمان والله، بس هي ايه؟ الله أعلم.


حنين: أنا اتأخرت على الجامعة، هنزل.


ينظر محمد إلى حنين وهو يقول: طيب تعالي، أنا هوصلك بالموتسيكل بتاعي.


حنين باعتراض: لا شكراً، هنزل أنا. مافيش داعي تتعب نفسك.


علي: ما هو انتي مش هتنزلي لوحدك، لازم حد فينا يكون معاكي.


محمد بإصرار: أنا هوصل حنين كل يوم. يلا.


حنين بخوف من اللي هيحصل لو حد شافها مع محمد: بس...


يقطعها محمد قائلاً: مافيش بس، يلا.


وبعد وقت، كان يقف محمد بدراجته النارية أمام الجامعة، وتجلس خلفه حنين بعد أن أصر أنه هو من سوف يوصلها إلى الجامعة من أجل أن يطمئن عليها أكثر.


تردف حنين بتوتر: بجد شكراً أوي يا محمد، أنا مش عارفة أقولك ايه.


ينزل محمد من على الدراجة وهو يقول: انتي لسه بتعتبريني غريب يعني يا حنين؟


حنين بلطف: صدقني يا محمد، لو كان عندي إخوات ماكنوش عملوا معايا نص اللي أنتم عملتوه.


محمد بحب: هو احنا كنا نطول أخت قمر زيك؟ نحمد ربنا إنه رزقنا بأخت قمر وربنا يقوينا ونرجع لها حقها إن شاء الله.


وفي هذه اللحظة، تدخل سيارة فاخرة إلى الجامعة. داخل السيارة، يردف شاب قائلاً: "مش هي دي البنت اللي انطردت من الجامعة من كام يوم؟"


ينظر كاظم إلى حيث يشير الشاب، ويقول: "أيوا، هي. ايه راجعها دي؟"


الشاب: "ماعرفش، باين عليها بنت عنيدة ومش بتستسلم بسهولة. بس هو مين اللي معها ده؟"


كاظم باحتقار وهو يصور حنين ومحمد معاً: "هايكون مين يعني؟ أكيد واحد وس***خ زيها."


ينظر الشاب إلى كاظم ويقول: "انت بتعمل ايه؟"


كاظم بشر: "هنتسلى شوية."


الشاب بضحك: "ههه، ناوي على ايه ياريس؟"


كاظم بضيق: "ناوي أربيها وأعلمها الأدب."


---


عند حنين ومحمد:


حنين: "ربنا يبارك فيكم يا رب العالمين. أنا هدخل علشان ما تأخرش على المحاضرة."


محمد: "طيب، تعالي هدخلك معاكي علشان لو حد ضايقك ولا حاجة."


حنين برفض: "لا، مافيش داعي. روح انت على شغلك، ربنا يصلح حالك علشان ما تتأخرش."


محمد بإصرار: "لا، ما تخافيش، لسه بدري على معاد شغلي. تعالي هدخلك واطمن عليكي وبعدين أتوكل على الله."


حنين باحترام: "حاضر يا أجمل أخ في الدنيا."


محمد بمزاح: "طيب، يلا ياختي."


---


وبالفعل، ذهب كل من محمد وحنين والجميع ينظر إلى حنين باحتقار بينما يتغامزون عليها.


يردف محمد بغضب: "هم الناس دي عاوزين ايه؟"


حنين بتوتر: "سيبك منهم، دول ناس جاهلة."


وتذهب حنين إلى المحاضرة وهي تتجاهل كل ما يحدث وما تسمع أذنيها. وعندما تدخل حنين إلى المحاضرة ومعها محمد الذي يشتعل من شدة الغضب، تردف فتاة بسخرية: "أي ده، أبلة الليلة الس***خنة هنا؟"


فتاة أخرى: "حاجة حلوة والله، ينوبك ثواب، عاوزه أتعلم منك، أصلاً فرحي بعد كام يوم ومش عارفة أعمل إيه مع عريسي."


شاب بغيظ: "بس يا بنت انتي وهي، أكيد مش أبلة، هي بس بتخلي الناس تفرح شوية. بقولك إيه يا موزة، تاخدي كام ونقضي وقت حلو مع بعض؟ أصلاً أنا بموت في الناس الحلوة."


وهنا يفقد محمد السيطرة على أعصابه. في لحظة، يقف أمام الشاب ويمسكه من قميصه ولكمه لكمة تلو الأخرى، ينزف الشاب من أنفه وفمه بشدة: "بتقول ايه ياروح أمك؟ هي مين دي اللي تجي تقضي وقت حلو معاك يا ابن ***؟"


يذهب الجميع إلى محمد ويحاولون إبعاده عن الشاب خارج قاعة المحاضرات.


#الكاتبة صباح عبدالله فتحي 

----

يسير كل من نوران وعاصي معًا بعد أن أصبحا أصدقاء مقربين. يزداد عشق نوران لعاصي يومًا بعد يوم، وقد لاحظ عاصي ذلك من تلميحات نوران، لكنه لا يفكر فيها أكثر من صديقة وأخت له. تردف نوران باستغراب قائلة: "هو في أيه؟ أيه الدوشة دي؟"


عاصي باستغراب: "ماعرفش، تعالي نشوف في أيه."


وبالفعل، ذهب كل من عاصي ونوران ليجدا ما يحدث أمامهما. شاب غريب يمسك أحد الطلاب ويضربه، ولا أحد يقدر عليه. يذهب عاصي ويبعد محمد عن الشاب ويقول بصوت عالٍ: "انت مين وازاي دخلت هنا؟ وازاي اتجرأت ترفع إيدك بالشكل ده على واحد من طلابي؟"


يرد محمد بنفس الطريقة: "لو انت وأهله مش عارفين تربيوا الو***سخ، أنا بعرف ازاي أربي وأعلمه ازاي يتكلم مع بنات الناس."


يرد كاظم باستفزاز: "وانت إن شاء الله اللي هاتربي؟"


محمد بضيق: "وأربيك انت كمان لو عاوز."


ينظر كاظم إلى حنين ويقول ما يجعل دماء محمد تغلي في عروقه: "وانت مين؟ لاتكون واحد من زبائن الموزة؟"


قبل أن يكمل كاظم حديثه، كان واقعًا على الأرض عندما لكمة محمد بقوة وهو يقول: "دي أختي يا ابن الك***لب!"


تنظر نوران إلى حنين وهي تقول بدهشة: "أختك إزاي؟"


ينظر عاصي إلى حنين التي تقف وهي تنظر إلى محمد بحب بينما تقول بدموع: "ايوه، أخويا وأجدع إخوات أي بنت ممكن تحصل عليهم."


يمسك محمد بيد حنين وهو يقول بصوت عالٍ: "أقسم بالله، أي ك***لب هايضيق حنين لو بحرف، لأكون دفنوا بالحي، فاهمين؟"


يردف عاصي بغضب: "وانت مين وأيه السبب اللي يخليك تعمل كده؟"


محمد بصوت عالٍ: "أنا أخو الأنسه حنين، وأي ك**لب هايقول عليها كلمة، أنا هاقتله. وانت يا محترم، إذا دول طلابك، فأنت لازم تعلمهم ازاي يحترموا بنات الناس. ولو انت مكاني، واحد شاف أختك وقال لها تخدي كام وتجي نقتي وقت حلو مع بعض هتعمل اي"


يقول ذلك وهو ينظر إلى الشاب الذي ينظر إلى الأرض بخجل، ثم يكمل حديثه قائلاً: "أما التاني، انت طبعًا شفت بعينك هو كان بيقول ايه."


ثم يسحب محمد حنين ويجعلها تجلس على أول مدرج ويقول لها: "ماتخفيش يا حنين، طول ما إخواتك موجودين. أنا بوعدك إني هاثبت براءتك وأعرفهم واحد واحد ازاي يحترموا نفسهم."


ثم يخرج من قاعة المحاضرات، وما من أحد يقدر يقول حرف واحد خوفًا من محمد. حتى عاصي كان يشعر بالخجل من تصرف كاظم. يذهب إلى كاظم والشاب الذي ينزف ويقول بصوت عالٍ: "أنتم الاثنين اعتذروا للأستاذة واتفضلوا اطلعوا بره المحاضرة."


### في منزل عاصي


نوال: "بقولك إيه يا علي يا بني."


علي: "نعم يا ست نوال، أمرك يا فندم."


نوال: "الأمر لله يا بني، ماتعرفش بنت ناس كويسة تجي تشتغل بدل نعمة؟ أصلاً زاي ما أنت عارف، نعمة على وش ولادة وقالت إن جوزها منعها تشتغل بعد الولادة."


يتذكر علي حنين ويردف قائلاً: "بصراحة يا فندم، في واحدة هي بدور على شغل، بس هي في الكلية ومش هاتقدر تجي غير بعد الكلية. لو حضرتك توافق، أجيبها لكي تشوفيها."


نوال بدهشة: "لا إله إلا الله، ومين دي يا بني اللي في الكلية وعاوزه تشتغل خادمة؟"


علي بحزن: "دي بنت غلبانة أوي والدنيا جاية عليها أوي والله."


نوال بتساؤل: "ليه هي مالها؟"


يحكي علي إلى نوال قصة حنين، تردف نوال بحزن: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فعلاً الدنيا مالهاش حبيب. هاتها يا بني تشتغل وتاكل عيش وإن شاء الله هاتكون زاي بنتي اللي أنا ما جبتهاش."


علي بفرحة: "ماشي يا فندم. إن شاء الله بعد ما ترجع من الكلية بتاعتها هقولها وأجيبها لحد عندك. يلا، أنا كدا وصلت لك كل حاجة حضرتك طلبتيها، هرجع على شغلي. أي أوامر تاني يا فندم؟"


نوال: "لا يا بني، ربنا معك ووصل سلامه للحاج محمد."


علي: "واصل إن شاء الله. يلا، سلام عليكم."


نوال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."


### نتعرف على علي


علي شاب في 23 من عمره، شاب عادي جدًا بقلب أبيض وبيحب الكل. شخصيته هادئة ومريحة، وهو بيشتغل في وكالة خضار. يعرف نوال عن طريق شغله وحبها واعتبرها زاي أمه اللي هو ما عرفش عنها حاجة. يتميز علي بالعين السوداء مع البشرة القمحية والأنف المنحوت والشفاه الرقيقة والجسد العادي.


الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي 

يتبع


التاسع

**في الجامعة**


عاصي بصوت عالٍ: اتفضل يا أستاذ، انت وهو، اعتذروا للآنسة واخرجوا من المحاضرة فوراً.


كاظم بكبرياء وهو ينظر إلى حنين بكره: هه، بعد إذنك يا دكتور، أنا خارج من المحاضرة، بس مستحيل أعتذر لواحدة زي دي.


الشاب ينظر إلى حنين بشر ويقول بضيق: آسف يا آنسة.


ينظر عاصي إلى حنين التي تجلس ولا يظهر عليها أي رد فعل ويقول: اتفضلوا بره، وأتمنى من الجميع كل واحد يقعد في مكانه بهدوء عشان نبدأ المحاضرة.


يخرج الشاب، وتذهب نوران باتجاه حنين وهي تقول بغرور: قومي يا بنت انتي من هنا، ده مكاني.


تجلس حنين بهدوء وهي تقرأ في كتاب كما لو لم تسمع شيئاً، تنظر إليها نوران بغضب وتقول: إيه، انطرشتي؟ ده مكاني، قومي من هنا.


ترد حنين بهدوء: كان عليه اسمك؟ ولا إحنا في مدرسة ابتدائية عشان ده مكانك وده مكاني؟ اتفضلي يا آنسة، المدرج فاضي قدامك، اقعدي في أي حتة، أنا مش هقوم من مكاني علشان أي حد.


نوران بدهشة: انتي إزاي تتجرئي تتكلمي معايا بالشكل ده؟


وترفع يدها لتضرب حنين، لكن حنين كانت أسرع منها، تمسك يد نوران وتقول بثبات: ايدك يا آنسة لو تترفع مرة تانية هكسرها لكِ، انتي فاهمة؟


وتترك نوران بعنف، بينما كانت نوران في حالة من الذهول بسبب قوة وشجاعة حنين غير المتوقعة، فتقع على الأرض أمام الكل. يذهب عاصي باتجاه نوران وهو لا يصدق أن دي نفس الفتاة البريئة التي يعرفها الجميع ويقول: نوران، انتي كويسة؟


تنظر نوران إلى حنين بكراهية وتقول: أيوه، كويسة.


تذهب حنين وتجلس في أول مدرج وكأن شيئاً لم يحدث.


***


**في منزل الشباب**


رجع الجميع إلى المنزل قبل عودة حنين، قال علي: شباب، في حاجة عاوز أخد رأيكم فيها.


يرد زياد بمزاح وهو يقلد صوت النساء: قولي يا أختي.


علي بضيق: يا دك، خوات!


عماد: قول يا علي، سيبك من الواد ده.


زياد بزعل مصطنع: أخص عليكم، كسرتوا قلبي، ناس جاسية، آه يا نيي على قلبي.


يمسك محمد زجاجة ماء ويرميها في وجه زياد وهو يقول: قوم يا ض من هنا، انت أصلاً ما ينفعش تقع مع رجالة.


زياد بألم: اللهي ما تكسب ولا تربح يا بعيد روح، كسرت منخيري، في إيه يا عم الحمار انت.


محمد بغضب: أنا حمار؟ طيب والله لا أريك مين الحمار.


يجري زياد ومحمد وراءه، وعلي وعماد مع محمد، عاوزين يمسكوا زياد ويضربوه. الثلاثة يبهدلوا الدنيا ويرموا على بعض المخدات. يجري عماد وراء زياد وفجأة يتعثران في السجادة ويسقطان على الأرض.


زياد بألم: آه، ضهري اتكسر، اللهي تنشك في يدك ورجلك يا عماد الكلب.


عماد بألم وضيق من زياد: أنا كلب يا بن القرد؟ طيب والله لا أكسر دماغك.


يقف محمد وعلي ويموتان من الضحك على زياد وعماد.


نترك الشباب يلهون مع بعضهم. **يرجى من الذي يقرأ أن يصلي على النبي ويتفاعل، فضلاً وليس أمراً.**


**في الفيلا**


تجلس سلوى مع خالد يشربان الشاي الأخضر في الحديقة، تردف سلوى قائلة: بقولك إيه يا خالد.


خالد بشرود: قولي.


سلوى بشك: خير، مالك يا خالد؟


خالد وهو يضع الفنجان على الطاولة: مالي يا سلوى؟


سلوى: مش عارفة، حاسة إن في حاجة.


خالد: لا مفيش، بس كنت عاوز أروح أزور نبيل النهارده آخر النهار، بقالي كتير ما رحتش له.


سلوى: أيوة صح، فكرتني. بقولك إيه.


خالد: قولي.


سلوى بخبث: بصراحة بقالي كام يوم بفكر في حاجة كده.


خالد: إيه هي؟


سلوى: هاقولك بصراحة، كنت بفكر يعني بما إن العلاقة بينك وبين الأستاذ نبيل كويسة، وكمان نوران اتعرفت على ابنه عاصي في الجامعة وبقى في بينهم صداقة كويسة، وبصراحة أنا بشوف الأولاد بيبصو لبعض أكتر من أصدقاء.


خالد بشك: إنتي عاوزه توصلي لإيه؟


سلوى بابتسامة صفراء: كنت عاوزه نفرح ونفرح نوران. أنا شايفه إن نوران بتحب عاصي ابن نبيل صاحبك، وكنت عاوزه تقول لنبيل صاحبك يفتح الموضوع ده مع عاصي ويشوف رأيه، واللي في الخير يقدمه ربنا.


خالد بحنق: إنتي اتجننتي يا سلوى؟ عاوزه أروح أقول لنبيل هات ابنك وتعالى اتقدم واطلب إيد بنتي لعاصي ابنك؟


سلوى: اهدى بس يا خالد وافهم أنا عاوزه أقول إيه، وفيها إيه لو أنت اللي فتحت موضوع الجواز مع نبيل صاحبك؟


خالد بزهق: إنتي بين عليك اتجننتي على الآخر.


سلوى: يا حبيبي فين الجنان في كده؟ وبعدين فكر بعقل، لو الجواز ده تم، أنت اللي كسبان.


خالد دون فهم: قصدك إيه؟ مش فاهم، إيه المكسب من جواز نوران من عاصي؟


سلوى بخبث: هاتكسب كتير، صدقني. أول حاجة هاتكسب سعادة نوران لأنها بتحب عاصي، وتاني حاجة هاتكسب العلاقة بينك وبين الأستاذ نبيل وعائلته، وهتكون في بينكم قرابة وتقدروا تكبروا الشغل بينكم، فاهم هاتكسب إيه؟


خالد بتفكير في كلام سلوى: أنا مش معترض على جواز نوران من عاصي، بس مش حلوة في حقي أروح أنا وأقول له هات ابنك وتعالى اطلب نوران بنتي. هم اللي يجوا ويفتحوني في الموضوع، مش أنا اللي أفتح موضوع زي ده.


سلوى بتفكير: خلاص يا خالد، سيب الموضوع ده علي.


خالد بفضول: ناوية تعملي إيه؟


**في مكان مجهول**


يقف رياض مع مجهول وهو يقول بتوتر: أنا خايف من اللي هايحصل لو حد عرف حاجة.


المجهول: وأي حد هايعرف؟ إحنا في السليم ومافيش حد هايشك فينا. ماتخفش، بس انت أفضل ساكت وإن شاء الله كل حاجة هاتكون كويسة. بس اسمع، أنا عاوز أقولك حاجة.


رياض: قول.


المجهول بشر: طيب اسمع.


رياض بخوف: لا، يا عم، انت بتقول إيه؟ ده ممكن نكشف ونروح فيها. وبعدين العيال لو عرفوا هايقتلوني.


المجهول: اهدى بس وما تخفش، مافيش حد هايقدر يعرف حاجة عن الموضوع ده. خد ياعم عشرين ألف، وبعد ما العملية تخلص هاتاخد زيهم.


ينظر رياض إلى الفلوس وهو يقول بتوتر: اللي انت بتقول عليه ده مش سهل، وبالأخص إن البنت قاعدة معانا في البيت والشباب بيعتبروها أخت ليهم.


المجهول باستفزاز: يعني إيه؟ أشوف حد غيرك ينفذ العملية دي وأدي له الخمسين ألف.


رياض بدهشة: خمسين ألف؟


المجهول بخبث وهو ينظر إلى رياض: أيوة، خمسين ألف. كان نفسي يطلعوا من نصيبك، بس أنت ناوي تتوب. خلاص أشوف حد تاني وخلاص، يلا السلام.


رياض دون تفكير: كاظم، استنى، أنا موافق أعمل اللي بتقول عليه.


**في منزل الشباب**


زياد بغضب مصطنع: بتضحك على إيه يا أختي منك لها؟ ده بدل ما تيجوا تساعدوني وتبعدوا الأخ ده عني. إيه؟ ما فيش عندكم بنات في البيت تخافوا عليهم؟


عماد بدهشة وهو يجلس على زياد: نعم يا خويا؟


زياد بمزح وهو يعض على شفايفه زي البنات ويمثل الخجل: إنت مش شايف إنت بتعمل إيه؟ يا وحش، عارف إني موزة وحاجة كده خرافية، بس تعال اطلب إيدي من أهلي وبلاش الحرام. استر على الله يسترك وهات بوسة.


يبتعد عماد عن زياد وهو يقول: يامه، الواد اتجنن. مافيش حد يقرب منه، أنا بحذركم، خذوا بالكم من نفسكم.


زياد: في إيه يا وحش، دي بوسة بريئة.


ويذهب عند عماد وعاوز يبوسه، وعماد بيحاول يبعده عنه، وعلي ومحمد هايموتوا من الضحك على شكل عماد ومزح زياد. وفجأة تفتح حنين الباب وتشوف اللي بيحصل تقول بدهشة: أنتم بتعملوا إيه؟


الكاتبة/ صباح عبدالله فتحي 

يتبع



العاشر

في منزل الشباب


تفتح حنين باب المنزل وتدخل، وهي لا تعلم أن الشباب موجودون في المنزل. وتري أن زياد يحاول تقبيل عماد بطريقة غير لائقة وعماد يحاول إبعاده عنه. تردف قائلة بدهشة: "انتم بتعملوا ايه؟"


ينظر الجميع إلى حنين بذهول، بينما يشعر زياد وعماد بالإحراج من هذا الموقف. يقف كل من علي ومحمد، يحاول كل منهما كتم ضحكته بصعوبة. يرد زياد بخجل: "ها بنعمل بنعمل... اها، عماد ها يقول لك كنا بنعمل ايه، علشان أنا عندي شغل مهم أوي. يلا، سلام عليكم."


ويذهب باتجاه باب المنزل ويترك الجميع ويغادر مسرعاً، بينما قال عماد بغضب: "ياض يا ابن الك***لب!"


ثم ينظر إلى حنين التي تقف وتنتظر الإجابة، وهو لا يعلم ماذا يقول أو يفعل. ينقذه صوت علي قائلاً: "معلش يا حنين، كنت عايزك في موضوع كده من بعد إذنك."


تنظر حنين إلى علي وتقول: "طبعاً، اتفضل يا أستاذ علي، قول اللي انت عاوزه."


علي بحمحم: "هو بصراحة انتي يعني طلبتي مننا إن حد فينا يشوف لك شغل، صح؟"


ترد حنين قائلة: "أيوه، صح. حد لاقي لي شغل؟"


علي بإحراج: "أيوا، بس هو يعني..."


ثم يصمت وهو ينظر إلى الشباب بقلق. ترد حنين قائلة بقلق: "خير يا أستاذ علي، هو ايه الشغل وليه حضرتك متوتر كده؟ هو الشغل مش كويس؟"


يقاطعها علي قائلاً: "لا والله، ده شغل محترم جداً وناس كويسين ومحترمين جداً."


يردف محمد قائلاً بشك: "شغل ايه ده يا علي؟"


ينظر علي إلى محمد وهو يقول بينما ينظر إلى حنين بطرف عينه: "بصراحة الست نوال اللي أنا قولت لكم عليها قبل كده طلبت مني أشوف لها بنت كويسة تساعدها في شغل البيت. وأنا يعني لما قالت افتكرت حنين وقلت لها على حنين وهي وافقت تشغل حنين."


ثم ينظر إلى حنين قائلاً: "والله يا حنين، أنا لو عارف إن الناس دي مش كويسين أو الست نوال مش طيبة، أنا ما كنت جبت سرتك لها. وفي الأول والآخر القرار قرارك، ما فيش حد هيغصبك على حاجة."


يرد عماد قبل حنين قائلاً: "أنت بتقول ايه يا علي؟ معقولة عاوز حنين تشتغل خادمة؟"


ترد حنين بهدوء، بينما تبتسم بحنان: "وفيها ايه يعني يا أستاذ عماد لما أشتغل خادمة؟ ما أنا طول عمري وأنا بشتغل خادمة. أنا موافقة يا أستاذ علي، هادخل أغير هدومي وأنزل مع حضرتك."


علي: "ماشي، وما تخافيش، الناس دول كويسين أوي والست نوال هاتحبك وهتعتبرك زي عيالها. والله أنا متأكد."


حنين بابتسامة: "وأنا والله عارفة إن ما فيش حد فيكم هيعمل فيا حاجة وحشة. أنا بثق فيكم أنتم الخمسة وبعتبركم كلكم إخوة لي وأكيد ما فيش أخ هيعمل حاجة وحشة في أخته."


وفي هذه اللحظة يدخل رياض ويسمع ما قالت حنين، بينما شعر بتأنيب الضمير لأول مرة. نظر إلى حنين بإحراج ولا يقدر على قول شيء، بينما قال عماد: "رياض، كنت فين يا رياض من امبارح؟"


يدخل رياض وهو يقول بينما يمسك زجاجة ماء ويحاول أن يسيطر على نفسه ليبدو طبيعي: "ما كنتش..."


محمد بضيق: "ما كنتش ايه ياض؟ انت ما رجعتش البيت من امبارح. وبعدين مالك بقالك كام يوم كده مش على بعضك. في ايه."


علي: "اهدى يا محمد، انت وعماد. وانت يا رياض، لو في حاجة حصلت معاك قول لنا، احنا إخواتك مش غرباء عنك."


يرد رياض قائلاً بتوتر وهو يتظاهر بالغضب: "أقول ايه يعني؟ اللي هاقوله مش هيعجب حد."


عماد: "واي اللي هاتقوله مش هيعجب حد يا أستاذ رياض؟"


ينظر رياض إلى حنين وهو يقول: "أنتم نسيتم إن في بنت غريبة عايشة معانا في البيت، واحنا خمسة شباب. وبعدين البنت دي سمعتها مش كويسة و بتمشي في الشارع الكل بيشاور عليها."


وقبل أن يكمل حديثه يلكمه محمد بقوة وهو يقول: "أنت اتجننت اي اللي  انت بتقوله على حنين ده؟ دي أشرف منك، يا روح أمك."


رياض بغضب وهو يضع يديه على أنفه: "بقى كده يا محمد؟ بتضربني علشان بنت زي دي؟ لا تكون سحرتك بعيونها."


عماد بغضب: "ياص انت اتجننت ولا ايه؟ ايه اللي بتقوله ده؟ هو شارب حاجة قبل ما يجي ولا ايه؟"


يمسك محمد رياض من قميصه ويضربه، وعلي وعماد بيحاولوا يبعدوا محمد عن رياض مش قادرين عليه. تذهب حنين وتقف في وسط الشباب وتبعدهم عن بعض وهي تقول بصراخ: "بس سيبوا بعض."


ثم تبكي بشدة، بينما تمسح دموعها بكف يديها وهي تقول: "بس بالله عليكم، بس. هو معاه حق في كل حاجة قالها، وده اللي أنا كنت خايفة منه اهو حصل."


ثم تنظر إلى رياض وهي تقول: "كنت تعالى وقول لي امشي من البيت وأنا كنت هامشي والله العظيم، بس ما كانش لازم تفضل بره البيت. انت عندك إخوات وبيخافوا عليك علشان كده بيسألوك بتروح فين وبتجي منين. ده علشان بيحبوك. عاوزني امشي من البيت؟ حاضر، أنا هامشي من البيت، بس بالله عليكم ما تزعلوا وتضربوا بعض بسببي."


ثم تذهب حنين من أمام الجميع دون أن تقول شيئاً.


في المساء في منزل عاصي


يجلس عاصي وكاظم ووالدتهم على مائدة العشاء. تردف الأم قائلة:


نوال: "بقولكم إيه، أنا كلمت علي وطلبت منه يشوف بنت كويسة تجي تساعدني في البيت بعد ما الشغالة مشيت. وهو قالي على بنت غلبانة وهاتجي كل يوم بعد الجامعة."


عاصي باستغراب: "مين دي اللي في الجامعة وهاتشتغل خادمة؟"


نوال بحزن: "والله يا بني، حكالي على حكايتها تصعب على الكفار."


كاظم بفضول: "ليه؟ مالها؟"


وقبل أن يقول أحد شيئًا، يرن جرس المنزل. تردف نوال قائلة: "هاقوم أشوف مين اللي على الباب."


يقوم عاصي وهو يقول: "خليكي إنتي يا أمي مرتاحة، وأنا هاشوف مين اللي على الباب."


يذهب عاصي ليفتح الباب، لكنه يُفاجأ بالشخص الذي يقف على الباب. يردف قائلًا بدهشة: "أنت؟"


في الفيلا خالد


نوران بتوسل: "بليز يا بابي، خدني معك إنت وعمتي عند أونكل نبيل."


خالد: "يا بنتي، هاتجي تعملي إيه؟ ما فيش حتى بنت من سنك تقعدي معاها."


سلوى: "خليها تجي معنا يا خالد طالما عاوزة تجي. وبعدين أولاد نبيل الاتنين أصدقاء نوران في الجامعة، مش كده يا نوران؟"


نوران: "أيوه، عاصي الدكتور بتاعي، وكاظم معي في نفس المحاضرة."


سلوى: "خلاص بقا يا خالد، خليها تجي وبالمره تغير جو بدل ما هي حابسة نفسها كده."


ينظر خالد إلى نوران، بينما قالت نوران بدلع: "بليز وافق يا بابي، بليييييز عاوزه أروح معكم."


خالد بيأس: "طيب، اطلعي اجهزي على ما أقول للسواق يجيب العربية."


نوران بفرح: "حاضر، ثواني وهاكون جاهزة."


في منزل عاصي


عاصي بدهشة: "أنت مين وعاوز إيه؟"


رياض بتوتر: "أنا صاحب كاظم، ممكن تناديه لي من بعد إذنك؟"


عاصي ينظر إلى كاظم ويقول: "طيب، اتفضل."


يدخل رياض وهو يقول: "شكراً."


ينهض كاظم وهو ينظر  إلى رياض بدهشة ويقول: "رياض، بتعمل إيه هنا؟"


عاصي باستغراب: " هو في حاجة؟"


رياض ينظر إلى عاصي بتوتر: " هاا لا ما فيش  حاجه بس هو ممكن نتكلم انا وكاظم على انفراد؟"


عاصي بحمحم: "احم، طيب، خد انت صاحبك يا كاظم واطلع على أوضك، وأنا هاقول للخادم يجيب لكم حاجة تشربوها."


كاظم قلق من قدوم رياض الغير متوقع: "طيب، تعال يا رياض."


يذهب كاظم ورياض إلى غرفة كاظم، بينما ذهب عاصي تجاه أمه وهو يقول: "أنا الحمد لله شبعت يا أمي، هاطلع أقعد مع بابا شوية، عاوزة حاجة؟"


نوال بحب: "عاوزة سلامتك يا نور عيني."


عاصي يقبل رأس نوال وهو يقول: "تسلم عيونك يا ست الكل."


نوال: "الله يرضى عليك يا حبيبي، ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتريح قلبك يا بني يا رب."


وفي هذه اللحظة، تدخل حنين من البوابة الرئيسية  للمنزل ومعها علي. يردف علي قائلًا: "الست نوال موجودة يا عمي محمد؟"


محمد البواب: "أيوه يا علي يا بني."


علي: "طيب، معليش، ممكن تقول لها إن علي جاب الأنسه اللي قال لحضرتك عليها؟"


البواب: "حاضر، هاروح أقول لها واجي."


وبالفعل، ذهب البواب إلى نوال وطلب الإذن بالدخول قائلاً: "السلام عليكم يا ست هانم."


نوال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل يا محمد، خير في حاجة؟"


محمد بإحترام: "يزيد فضلك يا هانم، خير إن شاء الله. أنا جاي أقولك إن علي بره مع الأنسه اللي قال لحضرتك عليها."


نوال بلهفة: "طيب، خليهم يتفضلوا، موقفهم بره ليه؟"


محمد: "والله يا هانم، علي اللي طلب مني أخد الإذن من حضرتك الأول."


نوال: "طيب، شكراً يا محمد، روح خليهم يتفضلوا، واطلب من أم سعيد تجهز الأوضة بتاعة الضيوف علشان في ضيفة هاتقعد فيها."


محمد: "أمرك يا هانم."


نوال: "لأمر الله واحد يا راجل يا طيب."


يتبع 


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع