القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قصة حنين الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى


رواية قصة حنين الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى





رواية قصة حنين الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر للكاتبه صباح عبد الله فتحى




في منزل عائلة عاصي


يسير كل من نوران وكاظم في حديقة المنزل بينما يتحدثان. كان عاصي يسير معهما بصمت، ولم ينطق بحرف واحد. تردف نوران قائلة وهي تنظر إلى عاصي: "خير مالك يا عاصي، في حاجة؟"


يرد عاصي بهدوء قائلاً: "لا، أبداً، مافيش. ليه بتسألي؟"


نوران: "عادي، بس بسأل علشان ساكت طول الوقت."


يرد كاظم بدل عاصي قائلاً: "هو كده على طول، مش تشغلي بالك. مانا بتكلم اهو ولا مش عجبك؟"


وفجأة، يرن هاتف عاصي. يردف قائلاً: "هاروح أرد على التلفون بعد إذنكم."


ثم يذهب عاصي، ينظر كاظم إلى نوران وهو يقول: "تعرفي إنك أجمل بنت أشوفها في حياتي يا نوران."


تنظر إليه نوران وهي تقول بخجل، بينما ترجع خصلة شعرها خلف أذنها: "شكراً."


ثم تقول في ذهنها: "أتمنى لو عاصي هو اللي يقول الكلمة دي."


داخل المنزل


في المطبخ، تقف حنين وهي تبكي بشدة، وكلما تذكرت كلمات خالد ازدادت في البكاء. وفجأة، يأتي أحدهم ويعطيها منديل. تنظر حنين إلى ذلك الشخص بذهول وهي تقول: "أنت... أنت مين؟"


يردف الشخص المجهول قائلاً: "لو عاوزه تعرفي أنا مين وانتي مين، تعالي معايا."


تشعر حنين بالخوف وتردف قائلة: "أجي معاك فين؟ وانت مين أصلاً؟"


يرد الشخص وهو ينظر إلى اليمين واليسار خوفاً أن يأتي أحد: "وطي صوتك لحد يسمعك. أنا واحد في سن أبوك وصدقيني ناوي خير وعاوز أرايح ضميري من العذاب اللي أنا عايش فيه."


حنين باستفهام: "قصدك إيه؟ مش فاهمة."


الشخص بتوتر: "لو عاوزه تعرفي انتي مين وبنت مين، تعالي بكرة على العنوان ده. أبوكِ عايش وعندك أخ كمان. ولو مش مصدقاني، خدي شوفي الصورة دي. ده أخوكي التوأم."


تنظر حنين إلى الصورة وهي تقول بدهشة: "رياض؟"


يأخذ المجهول الصورة من يد حنين وهو يقول: "لو عاوزه تعرفي مين أبوكِ وإيه اللي حصل، تعالي لي بكرة. وأنا هامشي دلوقتي."


حنين: "استنى بس، فاهمني. انت مين؟ وإيه الكلام اللي بتقوله ده؟ إزاي رياض أخويا؟ ومين هو بابا؟"


لكن الشخص اختفى. تركض حنين خلفه الي خارج المنزل، ولكن لم يعد له أي أثر. ترجع حنين أدراجها مرة ثانية، لكن تكن المفاجأة أن عاصي يقف أمامها. يردف عاصي بذهول قائلاً: "حنين؟"


يأتي كلا من كاظم ونوران.


نوران بدهشة: "حنين، انتي بتعملي إيه هنا؟"


كاظم بخوف أن يكتشف أحد ما فعل: "انتي بتعملي إيه هنا؟ عدي اطلعي بره."


عاصي بغضب: "انت بتقول إيه يا بني آدم؟ تعالي يا حنين، اتفضلي. أنا آسف على تصرف كاظم الغبي ده."


كاظم بصوت عالٍ وهو ينادي على الحارس: "أنتم يا بيهايم!"


يأتي الحارس والجميع على صوت كاظم، يكمل ماظم بغضب: "البنت دي ازاي دخلت هنا؟"


ترد نوال: "إيه يا كاظم؟ مالك في إيه؟"


تنظر سلوى إلى حنين بدهشة وهي تقول: "انتي بتعملي إيه هنا؟"


وقبل ان تقول حنين يشيء يدفعها كاظم بعنف قائلاً: "مش بقولك اطلعي من هنا؟ البيت ده طاهر واللي زيك مش مسموح يدخلوا!"


توشك حنين أن تقع على الأرض، لكن يأتي من الخلف شخص يركض ويمسكها قبل أن تسقط. يردف الشخص بحزن قائلاً: "حنين، انتي كويسه؟"


تنظر حنين إلى صاحب اليد التي أنقذتها وهي تقول ببكاء: "رياض؟"


ينظر رياض إليها بخجل وحزن وندم، ولا يستطيع أن يقول شيئاً. في هذه الأثناء، يتوجه محمد نحو كاظم ويلكمه بقوة قائلاً بغضب: "دي أطهر من أم" "" ك، يا ابن...!"


يتدخل عاصي ويلكم محمد بقوة بسبب ذكره لأمه قائلاً بصوت عالٍ: "انتو مين؟ ومين سمح لكم تدخلوا هنا؟ وانت لو اسم أمي يجي على لسانك مرة تانية، أنا مش هقولك إيه اللي ها أعمله فيك!"


ينظر محمد إلى عاصي بغضب ويريد أن يرد الضربة، لكن يتدخل كل من علي وعماد وزياد ليمسكوا محمد. يردف علي قائلاً: "اهدى يا محمد، احنا مش جايين هنا نعمل مشاكل."


تردف نوران وهي تنظر الي حنين بغيظ : "هو انتي جايبة شوية البلطجية دول معاكي عشان تتهجمي علينا في بيتنا؟"


تنظر سلوى إلى حنين بغضب وتقول: "أحسن حاجة نطلب النجدة وهم يجوا يتصرفوا مع شوية البلطجية دول."


ترد نوال قائلة: "اهدى يا سلوى، الشباب دول أنا عارفاهم واحد واحد ومتأكدة إنهم مش بلطجية."


ينظر عاصي إلى نوال بدهشة ويقول: "انتي تعرفيهم منين دول؟"


نوال: "اهدى يا عاصي، اعرفهم من زمان. وانت يا علي، انت ومحمد، قولوا في إيه وليه بتعملوا كده؟"


ينظر الشباب إلى كاظم بغضب ثم ينظرون إلى رياض ويقولون بصوت واحد: "ما تنطق، ياض، انت!"


ينظر رياض إلى كاظم الذي يتسرب العرق من على وجهه ويقول بتوتر بينما ينظر إلى حنين بخجل: "أنا آسف يا حنين."


تنظر حنين باستغراب إلى رياض وتقول: "آسف على إيه؟ مش فاهمة."


رياض بخجل وهو ينظر إلى الأسفل: "أنا اللي عملت لك الفيديوهات ونشرتها، ومستعد لأي عقاب انتي تقولي عليه."


ينظر الجميع إلى رياض بدهشة بينما تقول حنين ببكاء: "رياض، انت بتقول إيه؟"


رياض بدموع ندم: "أنا آسف يا حنين. عارف إن دي مجرد كلمة، بس أنا والله ندمان من كل قلبي. رجاءً، سامحيني."


يلكم عاصي رياض بقوة وهو يقول بغضب: "انت ازاي تعمل حاجة زي دي في بنات الناس؟ ده انا هابلغ عنك وهاديكم كلكم في ستين داهية علشان تاني مرة متعملوش حاجة زي دي في بنات الناس!"


يخرج هاتفه وقبل أن يطلب أي رقم يوقفه صوت علي قائلاً: "اهدى يا استاذ عاصي، مش لم تعرف الأول الحقيقة كاملة."


يقول ذلك وهو ينظر إلى كاظم الذي قال بخوف: "حقيقة؟ حقيقة إيه؟"


يتجه نحو رياض ويريد أن يضربه قائلاً بصوت عالٍ: "هو في حقيقة تانية بعد اللي الو" "" سخ ده عمله؟ ده أنا هق""تله بيدي علشان تاني مرة يتربى ومش يعمل كده تاني!"


وقبل أن يقترب من رياض، يمسكه محمد وعماد ويضربانه بينما يقول محمد بغضب: "وأنت بقى اللي هتربي يا ابن...!"


عماد بصوت عالٍ: "ده أنا اللي هربيك!"


يتدخل عاصي وخالد وعلي وزياد ويبعدون عماد ومحمد عن كاظم قبل أن يموتوا، ويردف عاصي بصوت عالٍ: "أنتم عارفين إيه عواقب اللي بتعملوه ده؟"


تنظر نوال الي الشباب والدموع في عينيها وهي تقف بجوار كاظم الذي ينزف من فمه وأنفه، قائلة: "بقى كده يا محمد؟ انت وعماد وانا اللي بعتبركم زي عيالي، عاوزين تموتوا ابني؟"


يرد محمد وهو ينظر إلى كاظم بغضب: "واللي ابنك عمله يستاهل الموت! وانت يا استاذ عاصي مش كنت بتقول إنك هتبلغ عن رياض علشان اللي عمله في حنين؟ بس ياريت تقول إنك عاوزكم تربيوا أخويا علشان هو ماترباش وعاوزه يتربى من أول وجديد!"


عاصي بصوت عالٍ: "ليه وكاظم ماله ومال اللي عمله الزفت أخوكم؟"


علي بنفس الصوت: "أخونا يا بيه كان بينفذ الأوامر مش أكتر، وكان في اللي استغل الفقر اللي هو فيه علشان ينتقم من بنت ضربته بالقلم وقرر يشوه سمعتها. مش كده يا أستاذ كاظم يا محترم؟"


ينظر عاصي إلى كاظم وهو يقول بذهول: "اللي هم بيقولوه ده حقيقي؟"


ينظر كاظم إلى الأرض ولا يقدر أن يقول شيئاً بينما تنظر حنين إلى كاظم وهي تقول: "أنا كنت عارفة إنك واحد مش متربي، بس مش كنت أعرف إنك واحد مش عنده إنسانية."


ترد نوران قائلة: "وانتي كنت تعرفي كاظم منين؟ ولا إيه الدليل اللي عندكم علشان نصدق إن اللي بتقولوه ده حقيقة؟"


حنين: "أنا فعلاً ضربت كاظم عشر تقلم، وبسببك انتي يا نوران."


نوران بدهشة: "بسببي أنا؟ إزاي؟"


يتبع


الكاتبة صباح عبدالله فتحي


الخامس عشرق


**في منزل عائلة عاصي**


يقف الجميع في الحديقة، ولا أحد يستوعب ما يحدث. بينما تقول نوران بدهشة وهي تنظر إلى حنين:


نوران: أنا؟ ازاي يعني؟


ترد حنين بحزن: أنتِ مش فاكرة أي حاجة يا نوران لأنك ما كنتِش في وعيك من الأساس.


ترد نوران بغضب وهي تنظر إلى والدها بخوف:


- أنتِ بتخرفي! بتقولي إيه؟ إزاي ما كنتش في وعيي؟ أكيد بتألفي قصص علشان تطلعي نفسك المظلومة، مش كده؟


يرد خالد بغضب وصوت عالي:


-نوران، اسكتي خالص يكون أحسن لكِ، فاهمة؟


ثم ينظر إلى حنين ويقول بحزن:


-كملي يا حنين، يا بنتي، إيه اللي حصل؟


تنظر حنين إلى كاظم الذي لا يقدر على الوقوف وتقول بحزن:


-أنتِ يا نوران مش فاكرة اللي حصل، علشان كده فاكرة إني بكذب أو بألف قصص. بس أنا هقولك على كل حاجة. فاكرة اليوم اللي أخدتيني معاكِ حفلة؟


-نوران بتوهان: إيه؟ حفلة؟ مش فاكرة.


ترد حنين: حفلة عيد ميلاد مريم صاحبتكِ، فاكرة؟


نوران بتفكير وهي تضع يديها على جبينها:


-أيوه، أيوه، إيه اللي حصل يعني؟ مش فاهمة.


ترد حنين: هقولك إيه اللي حصل...


**فلاش باك**


في أحد المنازل الفخمة، كانت أصوات الموسيقى تملأ المكان، والشباب والبنات يرقصون على إيقاعات الموسيقى. بينما تقف حنين بعيدًا عن الجميع، كانت نوران ترقص وأمامها فتاة أخرى. تقول الفتاة وهي تنظر إلى حنين بغيظ:


-إنتِ بتجيبي ست الشيخة حنين معاكِ ليه على حفلة زي دي؟


تنظر نوران إلى حنين وترد: قصدك على خادمتي؟


-: أيوة، هي يا سمو الأميرة!


ترد نوران بغرور: دي خادمتي اللي مش بقدر أمشي من غيرها. افرضي احتجت حاجة.


-: مش فاهمة.


-نوران: يعني لو احتجت حاجة، هي تجيبها لي بدل ما أتعب نفسي واروح أنا. بس استني وشوفي بعينكِ أنا قصدي إيه.


ثم تنادي بصوت عالٍ: حنين! حنين!


كانت حنين تقف بعيدًا عن الجميع ولا تسمع صوت نوران بسبب ارتفاع صوت الموسيقى. فجأة، تلاحظ نوران وهي تنادي وتنظر في اتجاهها صدفةً لتجدها تلوح بيدها، فتدرك أنها تناديها. تذهب حنين نحو نوران، وعندما تصل، تقول:


-  نعم يا نوران، عاوزة حاجة؟


تنظر نوران إلى صديقتها وتغمز لها، ثم تنظر إلى حنين بطرف عينها وتقول:


- أنا عطشانة. روحي هاتي لي كوباية عصير وتعالي.


ترد حنين بتوتر: أجيب لكِ عصير منين؟ أنا ما أعرفش حاجة هنا ولا أعرف حد. اطلبي من حد تاني يجيب لكِ.


تنظر نوران إلى صديقتها التي تراقبها بسخرية، ثم تنظر إلى حنين بغضب وتقول:


-أنتِ هتكسرِ كلامي يا بنت؟ عدي وغوري هاتي اللي قلت عليه.


ترد حنين بإحراج: طيب، أجيب لك العصير منين؟ وأنا هاروح.


ترد نوران: إيه؟ اتعميتِ؟ روحي هاتي من هناك.


تقول ذلك وهي تشير إلى مكان معين. تنظر حنين إلى المكان الذي تشير إليه نوران وتقول:


- ده كله شباب، هاروح إزاي في نص الشباب ده كله؟


ترد نوران بسخرية: هيكلوكِ يعني؟ ولا من جمالكِ؟ روحي يلا علشان أنا عطشانة وعاوزة أشرب.


تنظر حنين إلى نوران بيأس وتقول:


-  طيب، اهدي. هاروح وامري لله.


في مكان آخر في الحفلة، يقف مجموعة من الشباب ومعهم كاظم. ينظر كاظم إلى نوران ويقول:


-  البنت دي موزة اوى.


يرد عليه أحد الشباب قائلاً: قصدك على مين؟


ينظر كاظم إلى نوران ويقول بينما يشير إليها:


- البنت أم شعر أحمر دي.


ينظر الشباب إلى ما ينظر إليه كاظم، بينما قال أحدهم:


- قصدك نوران؟ دي يا بني بنت جامدة اوى ومافيش حد قادر يوقعها.


يرد كاظم معجباً: يا للدرجة دي؟


يرد أحد الشباب بمزاح قائلاً: بقولكم إيه؟ ما تيجوا نلعب على البنت دي.


كاظم: إزاي؟


يضع أحد الشباب شيئًا في كأس العصير ويقول:


- اللي هيخلي الموزة دي تشرب كوباية العصير دي هيكسب الرهان. وأنا أول واحد أراهن بخمسة آلاف جنيه إن مافيش حد هيقدر يخليها تشرب العصير ده من إيديه.


-شاب آخر: حلوة الفكرة، وأنا أراهن بعشرة.


-شاب آخر: وأنا معاكم بعشرين.


يرد كاظم بغرور وهو يأخذ كأس العصير ويقول:


- وأنا أراهن بمية ألف جنيه إنها هتشرب العصير من إيدي. لو شربته العصير هاخد منكم كل واحد مية ألف. ولو ما شربتهوش، هاديكم كل واحد مية ألف. إيه رأيكم؟


الشباب بدهشة، وهم واثقون أن كاظم لن ينجح في ذلك ونوران لن توافق أن تأخذ الكأس منه:


-الشباب: موافقين.


وهذا كله يحدث أمام عين حنين التي تقف وتسمع وترى كل شيء. تنظر بدهشة إلى كاظم وهو يأخذ كأس العصير ويتجه نحو نوران ويقول بمغازلة:


-يا مساء الجمال على أجمل عيون شافتها عيني.


تبتسم نوران بغرور وترد: مساء الخير.


يرد كاظم بخبث: اتفضلي، اشربي، باين عليكي عطشانة.


ترد نوران قائلة: ميرسي، كلك ذوق، بس خادمتي راحت تجيب لي شكراً.


يرد كاظم بخبث وهو ينظر إلى نوران ببراءة:


-  معقول؟ أنا جايبها لك مخصوص وانتِ تكسفيني بالشكل ده.


تنظر نوران إلى كاظم، وقبل أن تقول شيئًا، تأتي حنين وتقول بصوت عالٍ:


- إياكي تشربي العصير ده يا نوران!


وقبل أن تكمل حنين حديثها، يوقفها صوت نوران قائلة بغضب:


-  وانتِ اللي هتقولي لي أشرب إيه وما أشربش إيه؟


ترد حنين وهي تنظر إلى كاظم بتوتر:


- انتِ ما تعرفيش في إيه...


تقاطعها نوران قائلة: "بس اخرسي خالص وغوري من هنا!"


حنين بصوت عالٍ: "افهمي يا نوران! بس أنا عاوزة أقولك إيه..."


ودون مقدمة، تصفع نوران حنين وهي تقول: "بقي أنا مش بفهم؟ أنا مش كنت هاشرب العصير بس بالغيظ فيكي هاشربه!"


ثم تأخذ  الكأس من يد كاظم وتشرب كل ما فيه من عصير. بينما ينظر كاظم إلى حنين قائلاً باستفزاز: "شكراً يا موزة على المساعدة، والله مش عارف من غيرك كنت عملت إيه!"


تنظر حنين إلى كاظم بغضب، ودون مقدمة، تصفعه على وجهه أمام الجميع وهي تقول بصوت عالٍ: "أنت واحد وسخ ومش متربي، أنت وأصحابك الوسخين زيك دول! بس علشان أنت اللي خليت نوران تشرب العصير، فأنت هاتاخد بالنيابة عن كل واحد من صحابك قلم."


ثم تضرب حنين كاظم عشر أقلام أمام الجميع.


**باك**


تنظر حنين إلى نوران وتقول: "هو ده كل اللي حصل. وانتي في اليوم ده مش سمعتي مني، وأول ما شربتي العصير انصطلتي ومش حسيتي بحاجة بتحصل."


ترد نوران وهي تنظر إلى الجميع بخجل: "طيب، لو ده كله حصل ليه مش قولتي لي؟"


حنين بحزن: "مش كنتي هاتصدقي أي حاجة مني."


يذهب خالد إلى حنين وهو يقول بحزن: "أنا بجد مش عارف أقولك إيه بعد كل اللي حصل ده يا حنين يا بنتي. بجد أنا مكسوف من نفسي، ومش عارف إزاي صدقت إن حنين بنتي، اللي أنا ربيتها وكبرت قدام عيني، ممكن تعمل حاجة زي كده. أنا آسف أوي يا حنين."


تذهب سلوى وتقول بخبث، في محاولة لتجنب انكشاف فعلتها: "احنا كلنا غلطنا في حقك يا حنين يا حبيبتي، وأنا كمان بعتذر أوي منك."


تنظر نوال إلى حنين ببكاء وهي تقول: "أنا والله يا بنتي مش عارفة أقولك إيه، بس أنا من شوية وعدتك إني هاجيب لك حقك من اللي عمل فيكي كده. لو عرفت مين هو، وأنا بنفسي هابلغ عن الوسخ اللي عمل فيكي كده."


كاظم بدهشة: "ماما، انتي بتقولي إيه؟ أنا ابنك ولا نسيتي؟"


تصفع نوال كاظم بقوة وهي تقول بغضب: "أنا مش عندي ابن زيك! ولو أنا وأبوك ما عرفناش نربيك ونعلمك إن بنات الناس مش لعبة، الحكومة هتربيك."


يذهب كاظم إلى عاصي وهو يقول بخوف: "عاصي، قول حاجة لماما! الله يخليك، هي بتسمع كلامك. والله عارف إني غلطت بس مش لدرجة إني أتحبس!"


وفجأة، يلكمه عاصي بقوة وهو يقول بغضب وصوت عالٍ: "ده الحبس شوية عليك! ده لو مش كنت أخويا ومن لحمي ودمي، أنا كنت قتلتك وشربت من دمك! وعقاب لك يا كاظم إنك هتطلع من البيت ده وهتعيش في الشارع زي الكلاب علشان تاني مرة تعرف إن بنات الناس مش لعبة في إيدك."


وبالفعل يمسك عاصي بـ كاظم من قميصه ويسحبه بقوة إلى خارج المنزل أمام الجميع، وهو يقول بغضب وصوت عالٍ: "إياك ثم إياك تفكر مجرد تفكير إنك ترجع على البيت ده تاني يا كاظم! ولا هانسَ إنك أخويا وهاعمل حاجة مش هتعجبك."


ينظر محمد إلى حنين ويقول: "تعالي يلا يا حنين، انتي مش بقى لكِ أكل عيش هنا."


يرد خالد قائلاً: "حنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد."


ترد نوال بحزن: "بس دي بقت بنتي يا أستاذ خالد، ومافيش بنت بتعيش بعيد عن حضن أمها."


ينظر عاصي إلى حنين وهو يقول دون مقدمة: "تقبلي تتجوزيني يا حنين؟"


يتبع


السادس عشر

يقف عاصي وهو ينظر إلى حنين بعد أن أخرج كاظم من المنزل، بينما قالت نوال: "خير، مالك يا عاصي، يا ابني، ساكت ليه كده؟ قول حاجة للأستاذ خالد وللشباب عاوزين ياخدوا حنين من البيت."


وهنا يكتشف عاصي أنه كان يحلم لا أكثر، ينظر إلى حنين بخجل وهو يقول: "أنا عارف يا آنسة حنين أن اللي عمله كاظم ما كانش سهل، وأكيد ما فيش حد هيغصبك على حاجة، والقرار في الأول والآخر هيكون ليكِ. إذا حابة تفضلي في شغلك، هتكوني فرد من العيلة. حابة ترجعي مع عمي خالد برحتك، بس اللي أنا مش موافق عليه إنك تروحي وتعيشي مع خمس شباب تحت سقف واحد."


يرد محمد بحنق قائلاً: "حنين عاشت معنا أسبوعين في البيت، ويشهد ربنا أنه ما فيش واحد فينا بص لحنين أكتر من أخت وهي تقول بكذب لو أنا كذاب."


يردف خالد قائلاً وهو ينظر إلى محمد: "يا ابني، إحنا مش بنقول العيب فيكم ولا أنتم مش كويسين. بالعكس، أنتم عملتم اللي كان المفروض أنا أعمله، بس يا ابني، إحنا مش عايشين لوحدنا في مجتمع مش بيرحم ومش بيسيب حد في حاله."


كل هذا يحدث وحنين تنظر إلى رياض والدموع تتسابق على خديها، ولا تصدق أنها اكتشفت أن لديها أخاً يكون هو السبب في تدمير حياتها. تذهب سلوي اتجاه حنين وهي تقول بمكر الثعالب: "أنا بعتذر منك، مدام نوال، أنتي وعاصي والشباب، بس حنين بنتنا وإحنا اللي مربينها. بس للأسف اللي حصل ده كان سوء فهم، عمل كسر صغير في العلاقة الجميلة اللي بتجمعنا بحنين، وإن شاء الله هيتصلح وحنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد."


تنظر حنين ونوران إلى سلوي باندهاش، وهم أكثر اثنين يعلموا أن سلوي لا تحب حنين، ولا يقدر أحد أن يستوعب ما تنوي هذه الشيطانة فعله. بينما ذهب خالد اتجاه حنين وهو يقول بتوسل: "بترجّكي يا بنتي، وافقي ترجعي على البيت معايا، خليني أعوضك على كل اللي حصل لك. عارف أن كلنا غلطنا في حقك، بس واثق أن قلبك أبيض وبتسامحي. رجاءً وافقي يا حنين."


يقول كذلك وهو يمسك يدي حنين بين يديه، بينما شعرت حنين بشيء دافئ يسقط على كف يديها. تنظر إلى خالد الذي هربت من عينيه دمعة، وهي تقول بحزن من رؤية دموع هذا الرجل الذي طوال عمرها لم تَرَ منه غير كل خير: "معقولة في أب في الدنيا يطلب السماح من ابنته؟ وبعدين ما فيش بنت تزعل من أبوها لو عقابها أو زعق لها. أكيد بيكون علشان مصلحتها أو علشان خايف عليها، وأنا مش زعلت أبداً منك."


ثم تنظر إلى رياض بكسر وهي تقول ببكاء: "ربنا يسامح بقى اللي كان السبب."


ينظر رياض إلى حنين بخجل ودموع الندم تسارع على وجهه: "أنا آسف يا حنين، مش هاطلب منك السماح علشان عارف أني ما أستهلش، بس ها طلب منك طلب صغير. رجاءً عاقبني أو اضربني، اعملي أي حاجة، المهم أني أتعاقب وأرتاح من تأنيب الضمير ده."


تنظر حنين إلى رياض وهي تقول بدموع: "عقابك هو أني مسامحك يا رياض."


ثم تنظر إلى نوال وتقول: "وانتي يا ست يا طيبة، أنا عمري ما شفت حد بطيبة قلبك، وأنا مهما بعدت، هكون حنين بنتك وهفضل أجي على الشغل زي ما أنا."


تردف سلوي قائلة، دون وعي: "لا يا حنين، أنتي مش هاترجعي على البيت ده تاني."


ينظر الجميع إلى سلوي بدهشة، بينما تقول سلوي وهي تحاول أن تصلح ما قالت: "أصدي أن حنين مش هاتشتغل خادمة تاني، وهي مش خادمة ولا أي يا خالد."


يرد خالد قائلاً: "معكِ حق يا سلوي، حنين مش خادمة ولا عمرها كانت خادمة. يلا يا حنين، يا حبيبتي، علشان نرجع البيت."


ترد حنين قائلة بابتسامة: "حاضر، بس خمس دقائق."


ثم تذهب حنين باتجاه باب المنزل وتفتحه، وتذهب أمام الجميع باتجاه كاظم الذي كان يقف خلف الباب، ثم تقف أمامه وتقول: "أنا مسامحك يا كاظم."


ثم تنظر إلى عاصي وتقول: "بعد إذنك يا دكتور عاصي، دخل أخوك البيت ومش ينفع أنك تطرده من بيته علشان بنت."


عاصي بدهشة: "أنتِ بتقولي إيه؟ هو غلط؟"


تقاطع حنين عاصي قائلة: "هو غلط في حقي، وأنا سامحتُه."


نوال بدموع وهي تنظر إلى كاظم: "بس يا بنتي، اللي هو عمله معاكي مش يستاهل السماح."


ترد حنين: "ربنا سبحانه وتعالى غفور رحيم وبيسامح العابد علي أكبر الذنوب، يبقى إحنا مين علشان نقول يستاهل السماح أو لا؟ أنا سامحت الأستاذ كاظم علشان ضميري يكون مرتاح، ومش بحب أفضل شايلة في قلبي. اتفضل يا أستاذ كاظم، ادخل بيتك، الله يصلح حالك ويغفر لك."


تسحب كاظم أمام الجميع وتدخله الي المنزل. ثم تنظر الي الشاب وهي تقول بحب أخويا وتبتسم والدموع في عينيها: انتم اجمل خوات في الدنيا ولو كان عندي خوات مش هيكون افضل منكم ولا كانوا عملوا اللي انتم عملتوا معايا وربنا يعلم معزة كل واحد فيكم في قلبي بس انا لازم ارجع مع الاستاذ خالد وزاي ما قال المجتمع مش بيرحم حد وانا بنت وانتم خمس شاب علشان كده ما ينفعش ارجع معاكم وهنفضل خوات طول العمر. 


يرد محمد بحزن قائلاً: خلاص براحتك يا حنين المكان اللي يريحك خليكي فيها بس عاوزك دايما تفضلي فكره انك عندك خمس خوات بيحبوكي ومستعدين يعملوا اي حاجه علشانك. 


ينهي حديثه ويذهب دون قول شيء أخرى يقف علي أمام حنين وقال. بينما كانت تنظر حيث ذهب محمد الذي تعجبت من نظرته اليها والحزن الظاهر عليه: خدي بالك من نفسك كويس يا حنين ولو احتاجتي اي حاجه كلامنا.


يقول عماد بحزن وهو ينظر الي حنين نظرة غير مفهومه: خدي بالك من نفسك يا حنين.


ثم يذهب خلف محمد ويذهب خلفها كل من علي ورياض الذي نظر اليها بحزن وخجل. 


وضع خالد يديها علي كتف حنين وهو يقول: يلا يا حنين ياحبيبتي نرجع بيتنا. 


أبتسمت حنين بحزن وذهبت وعانقة نوال بحب ودع خالد عاصي واخذ حنين ونوران وسلوي وغادر.. نظر عاصي بغضب الي كاظم ودلف الي المنزل دون قول شيء. ونظرة نوال بخيبة أمل الي كاظم وتركته وذهبت خلف عاصي. مسح كاظم العرق عن وجهه وظلت واقف وهو يشعر بالخوف والقلق من صمت عاصي. 


----


في منزل خالد، في غرفة سلوي، تدخل نوران دون استئذان وتقول بغضب: "ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملتيه ده؟ إحنا لم صدقنا أن نخلص منها، وحضرتك رحت عملتِ نفسك الملائكة اللي ماشية على الأرض ورجعتها على البيت تاني."


تجلس سلوي على الكرسي أمام المرآة ببرود، كما لو لم يوجد أحد في الغرفة، يشتعل من الغضب، وتقول بهدوء: "العصبية مضرّة للصحة."


نوران بدهشة: "نعم، يا أختي."


ترد سلوي بخبث: "لو كنتِ ذكية، كنتِ فهمتي من نفسك أنا ليه عملت الحركة دي."


نوران باستفهام: "مش فاهمة، أنتِ عاوزة توصلي لي إيه؟"


سلوي دون مقدمة: "عاصي معجب بحنين، ولو ما كنتش عملت كده، كانت حنين فضلت في بيت عاصي وكان الإعجاب انقلب لحب وغرام."


نوران بدهشة أكثر: "أنتِ بتقولي إيه؟ عاصي معجب بحنين؟ ازاي؟ مش فاهمة."


الكاتبة صباح عبدالله فتحي 


سلوي: "لو كنتِ ركزتي على نظرات عاصي لحنين ورد فعله على اللي حصل، كنتِ فهمتي من نفسك أن عاصي معجب بحنين. ولازم نعمل حاجة قبل ما ينقلب الإعجاب لحب. وأنا شايفة إن أم عاصي متعاطفة مع حنين زيادة عن اللزوم، ومن غير شك، لو عاصي اعترف بإعجابه لحنين، هتكون هي زوجة عاصي مش أنتِ."


نوران بغضب: "لو اللي أنتي بتقولي ده حقيقة، أنا هقتلها وأشرب من دمائها. عاصي ليا أنا وبس، ده أنا أموت فيها لو بقي لواحدة غيري. أنتِ ما تعرفيش أنا بحبه قد إيه."


ترد سلوي قائلة: "يبقى لازم تحاربي علشان تكسبي حبك، ومش تسمحي لحتة خادمة تأخذوه منك. وأول حاجة لازم تعمليها هي تقتلي الإعجاب اللي في عيون عاصي تجاه حنين."


نوران بذهول: "ازاي؟ مش فاهمة."


سلوي بخبث وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة: "هقولك إزاي دلوقتي. بعد اللي حصل ده، الكل شايف إن حنين ملاك ماشي على الأرض، وبالأخص عاصي. وممكن اللي حصل ده يكون كافي إن عاصي يحب حنين، وبالأخص بعد ما سامحت كاظم أخوها ورجعته على البيت. كل اللي عليكي دلوقتي هو تتصرفي بذكاء وتخلي عاصي وأمه يفكروا إن حنين بنت كذابة وبتخدع الكل بوشها البريء، وإن هي مش زي ما الكل شايفها."


نوران: "طيب، بس إزاي أعمل كده؟"


سلوي بخبث: "هقولك."


نوران بدهشة: "يالهوي، لو حد عرف حاجة عن اللي أنتي بتقولي ده، هانروح في مصيبة، وعاصي هايحب حنين وهيتأكد إنها بنت صادقة بجد، وهطلع أنا الشريرة والبنت الشمال في عينيه."


سلوي: "لو أنتي ذكية، هتعرفي تلعبينها صح."


يتبع

الكاتبه صباح عبد الله فتحي


تفاااااااااعلووووووو لو حابين نكمل التفاعل نازل خالص يا غالين



 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع