القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حصنك الغائب الفصل العاشر 10بقلم دفنا عمر (حصريه في مدونة قصر الروايات)

 رواية حصنك الغائب الفصل  العاشر 10بقلم دفنا عمر (حصريه في مدونة قصر الروايات)     





رواية حصنك الغائب الفصل العاشر 10بقلم دفنا عمر (حصريه في مدونة قصر الروايات)                                 


رواية حصنك الغائب 


بقلم دفنا عمر


الفصل العاشر


-------------


ارتعشت يداه التي امتدت تحوط مقبض الباب ليلج بتردد خائف، فبصرت حدقتاه الملتهبة انحناء ظهر عمه الجالس جوار ابنته مطأطيء الرأس باكيًا بخفوت..فاحتلته الصدمة بقسوة واتسعت دائرة عينه.. ومليكته الجميلة راقدة بجسد هزيل أستطاع ملاحظة حجمه من وهلة إبصارها الأولى.. والضمادات البيضاء تحوط ذراعها وإحدى قدميها، ومحياها الفاتن ممتليء بكدمات زرقاء طغت على ملامحها وأجفانها مسدلة گالموتى..وعتمة الشحوب أطفأت نور وجهها.. فاقترب بقدم أضحت هلامًا..مهدد جسده بسقوط وشيك، لكن تماسك ليصل لكتف العم فأصابع مرتعشة.. فأنتفض الأخير الذي ارتخت ملامحه المتعبة وهو يبادله عناق شديد.. ولأول مرة يسمع آنينه بتلك الطريقة.. وقد اعتاده منذ الصغر مثالًا للقوة والصلابة! 



+




_عمي مين أذي بلقيس.. فهمني مين أذاها وامتى كل ده حصل ..وازاي محدش يعرفني عشان اقف معاكم..؟!



+




بعد أن هدأ نحيب العم الذي يفطر القلب


شاركه وجعه وقص له كل ما حدث من بدايته، بدءً من حفل عيد الميلاد المزعوم، إلي وصولهم المشفى بعد إتصال سائقه "راغب"! كما أخبره بما حدث للجُناه الثلاث ما بين احتراق اثنين وموت محتضر.. گ عقاب فوري من الله.. أما ابنته فكما يراها، لا حول لها ولا قوة، غارقة بغيبوبة وغير معلوم وقت إفاقتها..وجسدها يئن من وجعه وما أصابه من اعتداءات قاسية وكسور وجزوع وكدمات لم تضمُر أثارها بعد..! 


___________________________



+




قبضتاه تعتصر مقودها، وكاد يهلك مرارًا وهو يتفادى أكثر من حادث مؤكد! مقلتاه تنزف دمًا لا دموع.. تاركًا العنان لنحيبه بآهات صاخبة تُقطع نياط القلب.. ومشاهد قاسية گصور ضوئية تتداخل بخياله فتجعله يآن وكأن روحه تنسلخ عن بنيته الغاضبة! 



+




حبيبته الجميلة تأذت كما لم تتأذي من قبل..حاولوا اغتيال براءتها.. فاغتالوا روحها وصارت گ جثة فاقدة كل معالم الحياة! ليته ظل جوارها.. وأستطاع حمايتها.. ليته لم ينصت لرفضها.. لكن كيف كان له أن يعلم بخطرٍ يلتف حولها گ أفعى سامة تُحقن سمومها القاتلة بورديها..! 


آآه يا حبيبتي..قلبي يحترق لأجلك..وعجزي عن حمايتك وإغاثتك يؤلم روحي حد الموت..! 


_______________________



+




"يا يزيد افهمني.. خوفت اقولك وانا عارف أنك..... "



+




صب عليه يزيد أكثر نظراته غضبًا، واسترسل: 


مش هسامحك يا عابد انك خبيت عليا وحرمتني اقف مع الكل.. أنا وصيتك تكون عنيه وسطيهم..لكن انت همشتني وكأني مش موجود في مصيبة زي دي، مهما كنت هنصدم وازعل، بس كنت هسند معاك عمي وابويا، كنت هدور على الكلاب اللي أذوها..! 



+




اقترب عابد خطوة أخري مستجديًا تفهمه: ماشي أنا غلطان، بس ده كان من خوفي عليك ومقصدتش أهمشك أبدا.. ده انت اخويا ومثلي الأعلي ازاي هقصد كده، أنا كمان كنت مش متوازن من اللي حصل، مخي كان واقف اعذرني.. عموما يا يزيد خلاص حقك عليا.. مهما حصل بعد كده اقسم بالله ما هخبي عنك.. ده وعد مني! 



+





                


أسند رأسه بإعياء بين راحتيه ضاممًا جفنيه بضعف، ليهديء عيناه التي غدت تحرقه گجمرة حمراء، ثم تسائل: أنت متأكد ياعابد إن كل اللي أذاها مات في الحادث اللي حكيتلي عنه؟! يعني أكيد هما اللي عملوا كده مش حد تاني؟!



+




تمتم: أيوة متأكد، الظابط عادل عمل تحريات دقيقة جدا وحللوا كل حاجة اتوجدت في مكان الحادث.. ده غير كمان......... ..



+




لم يستطع متابعة استرساله، فأبعد يزيد راحتيه عن رأسه ورمقه بترقب: غير إيه كمل! 



+




أردف بحذر: غير خصلة. شعرها اللي كانت شابكة في ذرار قميصه واحد منهم جثته كانت بعيدة عن الحريق وبتحليل " Dna" تطابقت مع بلقيس! 



+




جحظت مصدوما وأخر جملة تُجسد لخياله مشهد افتراضي لمقاومة بلقيس لذاك الوغد الذي امتدت يده لتستبيحها.. تكورت قبضته وراح يطرق الجدار بقوة لم تؤلمه بقدر ما ألمه تصوراته البشعة، وهدر صوته الغاضب ينعتهم بألفاظ يستحقوها! 



+




فكبله عابد بذراعيه القوية عنوة ليوقف ضربه للجدار هاتفًا بصياح: أهدى يا يزيد.. منا عشان كده خوفت اقولك.. أنا نفسي كنت هموت وقت ما عرفت ولو كانوا قدامي كنت فتت عضامهم! ما بالك انت؟! أهدي عشان خاطري، واهو ربنا أخد حقها وغاروا في داهية واتحرقوا.. دلوقتي لازم كلنا نقف معها ومع عمي ومراته لحد ماتمر المحنة دي.. انهيارنا مش هيفيدهم بحاجة يا يزيد..ارجوك امسك نفسك! 



+




ضعفت مقاومته وأطرق برأسه باكيًا، فتلقى عابد نحيبه المؤلم على صدره، راجيًا من الله التخفيف عن أخيه ليتخطى هو الأخر هذا الشعور القاسي!


____________________



+




لن ينمحي من عين خيالها رؤية عاصفته ووجعه الذي نضح ما أن علم بحادث بلقيس.. مازالت حبيبته مازالت تستوطن حنايا قلبه رغم ما كان.. كم أنتي ساذجة ياصغيرة حين شطح خيالك المراهق ان يومًا ما ستحتلي أوردته وتصيري عبقًا لأنفاسه، وتُسطرين معه قصة عشق جديدة ستُنحت على جدارن قلبه، بكلمات أعمق وأبجدية حروف فواحة گ أسمك! 



+




جففت بقايا دموعٍ عالقة بطرف عينيها، وتمتمت بحزم: إنسي ياعطر.. خلاص فوقي من أحلامك العبيطة.. يزيد عمره ما هيحب غير بلقيس! ماترميش نفسك في نار مش هتحرق غيرك ومحدش حاسس بيكي ولا هينقذك منها..! 



+




طرقات وصوت شقيقها انتشلها من خلوتها الكئيبة، فمررت كفيها سريعا على وجهها تجفف دموعها جيدا، وهتفت: أدخل يا ياسين! 



+




ولج إليها: إيه يابنتي فينك، ماما لتقولي إنك من الصبح في أوضتك، تعبانة ولا إيه؟!



+




استجلبت ابتسامة زائفة: لا مش تعبانة، بس عندي صداع، أنت عارف كنت سهرانة عند جوري ومانمتش كويس هناك! 



+




أردف بمزاح: أيوة فهمت كده.. فضلتوا ترغوا ولوك لوك ونميمة لحد ما قطعتوا فروة خلق الله كلهم! 



+




ابتسمت ثانيًا بنفس الزيف: يعني حاجة زي كده! 



+




حدجها بنظرة أكثر تدقيقًا: أكيد مافيش حاجة تاني؟


توتر داخلها قليلا وهو يمعن فيها بنظراته، وقالت وهي تواري ضيقها ببراعة: اه طبعا، هيكون في إيه تاني.. وكمان حاولت انام من شوية بس معرفتش! 



+





        



          



                


هز رأسه ومازال يحاصرها بنظراته وكأنه يشعر بإخفائها شيئًا ما.. وتمتم بعد برهة: طيب ياحبيبتي، عموما لو في أي حاجة جواكي اتمنى تشاركيني فيها، محدش هيخاف عليكي قدي ياعطر"



+




تأثرت بحنانه الفطري، وعانقته بمحبة: ربنا مايحرمني منك يا سينو..بحبك أوي وانت عاقل! 



+




نكزها رأسها برفق مازح: اتلمي يامفعوصة أنا أصلا عاقل والله ، بس الواد عابد ابن خالتك هو اللي بيطلع كل جناني، لأن هو نفسه دماغه ضاربة، أه لو تعرفي المقالب اللي بيعملها فيا انا واصحابه! 



+




انتقل إليها إحساس المرح من صوته، فصفقت كفيها بطفولة محببة: طب احكيلي يا سينو وضحكني، محتاجة اضحك شوية! 



+




أسترسل يقص لها كل المواقف المضحكة التي يفعلها عابد مع رفاقه، وصوت قهقتها يعلو ويعلو حتى أدمعت عيناها، وكم كانت تحتاج لتلك الأجواء لتخرج من دائرة الكآبة التي أصابتها منذ رؤية رد فعل يزيد! 



+




هدأت ضحكاتهما وياسين يهتف: بس ياستي، ودي بلاوي وكوارث ابن خالتك المجنون، ولسه بلاوية مش بتنتهي.. تعرفي، انا متأكد كل اصحابه هيقطعوا علاقتهم بيه بعد كده! 



+




اطلقت ضحكة أخرى، فاردف ياسين متذكرًا أمرًا ما: عرفتي إن بابا جاي بكرة؟! 



+




_ أيوة كلمته وقالي، ده وحشني اوي يا ياسين، وكمان جدو وتيتة وحشوني، المرة الجاية هروح معاه! 



+




_ بإذن الله! وواصل: أنا نازل شوية هقابل اصحابي واشوفك بالليل، عايزة حاجة وانا جاي؟



+




_ أيوة، هاتلي فول سودان طازة وأيس كريم شيكولاتة وشوية شيبسيهات على ذوقك! 



+




ضحك ثم تمتم مستفزًا لها: صدقت يا يزيد أما قال عليكي قردة.. لو عدى يوم من غير فول سوداني يجرالك حاجة، والتحابيش التانية اللي بتضمرلك أي ريجيم..أنتي وجوري مش وش نظام غذائي..كفاية عليكم النية، انما التنفيذ.. "يوك" بالتركي.



+




هتفت غاضبة: بطل يا ياسين استظراف، كل الناس بتاكل فول سوداني مش انا بس، ويارب تتجوز واحدة تختوخة عشان تعرف تتريق براحتك! 



+




لاعب جاجبيه بمشاكسة: المهم ماتبقاش قردة! 



+




قذفته بوسادتها، فتلقفها ضاحكًا..وظلت هي ترمقه بغيظ، إلي أن هدأت قهقهته وقال: على فكرة، مش مهم اللي هتجوزها تخينة ولا رفيعة.. المهم ان تكون روحها حلوة وخفيفة الظل زي اخوكي وطيبة! 



+




تمتمت دون وعي بما يدور داخلها: اللي بيحب حد أصلا مش بيشوف فيه عيوب، وبيعشق حتى عيوبه نفسها..! وإلا مايبقاش حب من الأساس! 



+




نكز خدها الناعم: إيه يا واد كلام الكبار ده، بس صح اتفق معاكي! 


ألقت عليه سؤالًا بغتة دون تفكير: 


أنت حبيت قبل كده يا ياسين؟! يعني زميلتك في الجامعة مثلا؟


تمدد جوارها علي الفراش وهو "يتمطع": لأ.. بس كان في اعجاب بواحدة كانت ملتزمة أوي وحبيت شخصيتها جدا وتعاملها مع الجميع، وفكرت اقرب منها يمكن يكون في نصيب بنا..! 


استحثته على الأسترسال وبدت مهتمة: ها وبعدين، قربت منها فعلا؟


حرك رأسه يمين يسار بالنفي ثم قال: طلع في شبه خطوبة بينها هي وزميل أخر، ومنتظرين يتخرجوا ويتقدملها، وعشان كده مش كانت بتقف معاه لان مش بيجمعهم رباط رسمي، طبعا هي قالتلي كده لما أعلنت فعلا جديتي إني اخطبها أما سألت عليها ولقيتها تناسبني! 



+





        


          



                


هتفت: بس كلامك بيقول إنك مش حبيتها، يعني يا ياسين مش المفروض تربط عن حب؟!



+




اعتدل من نومته المسترخية أمامها وقال بجدية: 


أنا ليا وجهة نظر ياعطر يمكن تكون مختلفة.. أنا لما اختار واحدة محترمة وشخصيتها جذابة ومتدينة، ده طبعا اختيار عقل صح؟ بس انا واثق إن دي كلها مميزات توصل لحب بعد كده.. حب ممكن يجي بالعشرة الطيبة.. يمكن عشان شوفت نماذج قصادي كانت حب، بس كان كل علاقتهم مشاكل وغيرة مفرطة وتملك وانانية.. انا عايز اما احب احكم الأول عقلي وبعدها لازم قلبي هيتحرك.. اما الاقي معايا واحده بتصون شرفي وتراعي ربنا فيا وفي حياتنا كلها، هحبها أكيد! 



+




هتفت بعين شاردة: وجهة نظر غريبة.. بس مش غلط، يمكن الأحسن مايبقاش الحكم للقلب في الأول، لأنه كتير بيختار غلط، وبيضيع صاحبه، ويهديه لعذابه وهلاكه مش راحته! 



+




تمتم بريبة: وعرفتي الحقيقة العميقة دي إمتى ياست عطر؟! 



+




هتفت سريعا مبررة: لا ده من كلام الروايات، دايما الاقي اللي بيحبوا بيتعذبوا..!


ومازحته لتصرف ذهنه عن أي هاجس: هتفضل ترغي معايا ومش هتجيبلي اللي طلبته منك! 



+




انتفض بغتة: يانهار ابيض، أنا نسيت معادي مع العيال اصحابي زمانهم هيولعوا فيا أما يشوفوني. سلام ومش هنسى اجيبلك طلباتك ياقردة! 



+




غادرها متعجلًا، فشيعته بنظرة ببسمة حانية، وقد أفادها كثيرًا تلك الثرثرة معه..كم هي محظوطة بشقيق گ ياسين! 


___________________



+




مضى شهر، تحسنت جروح " بلقيس" والتئم الكثير منها، كما تعافت الكدمات وبهت لونها قليلًا، واستعادت وعيها بعد فترة، لكن لم تستعيد روحها.. عادت گ بكماء لا تحدث أحدًا عيناها تائهة وخَبُتَ بريقها كأنها فقدت الحياة، لا تُجيب سؤال.. لا تُبدي أي رد فعل لأي حدث أمامها، أضحت گتمثال خاوي من أي روح ولا يسكنها سوى الفراغ.. وحال والديها يمزق حنايا القلب حزنًا لأجلها، ولكن يظل الوضع أفضل من لو فقدوها أو لم يعثروا عليها.. منحهم الطبيب أملًا أن يوما ما ستستجيب طبيا عندما يزول من عقلها ألم الصدمة! 


كما سمح لهم العودة بها لمنزلها.. مع التزامهم بإعطائها كل العقاقير اللازمة بشكل دقيق دون إهمال! 


.............................. 



+




طوال شهرٍ كامل ويزيد يجوب محيطها ويتأملها بحسرة ، ماكثًا أغلب وقته جوار العم لمواساته.. تاركًا عمله بتلك الفترة لمتابعه صديقه أحمد.. والذي لم يتهاون بأداء مهامه بدلًا منه دون كلل بعد أن علم باختصار ماحدث دون توضيح لأمور أخرى.. فقد حادث تصادم! 


.................. 



+




"متعطلش شغلك أكتر من كده يا ابني.. أنت لسه في أول طريقك ولازم تجتهد وتركز عشان تاخد مكانك اللي تستحقه وتحقق حلمك يا يزيد.. حتى أنا كمان هحاول ارجع لشغلي ولو وقت بسيط.. الحزن مش هيساعد بنتي، لكن قوتي قصادها هي ودُرة هي اللي هتخرجهم سوا من المحنة دي "



+





        


          



                


أمسك يزيد كف العم " عاصم" وتمتم: طول عمرك مثلى الأعلى يا عمي صدقني مايهمنيش أي حاجة اخسرها قصاد أني اسندك في محنتك أنت وبنت عمي..! ومافيش مشكلة إني افضل معاك حتى لو على حساب شغلي.. أنت نسيت اننا اتربينا إن العيلة أهم من أي حاجة في حياتنا.. والمصيبة اللي تصيب واحد بتصيب الكل! 



+




لمعت حدقته بإعجاب وربت " عاصم" على ظهره بحنان وامتنان: ربنا يبارك فيك يا ابني.. مش محتاج تقول كده.. أنا عارفك وانت عملت اللي قدرت عليه.. بس وجودك هنا مش هيفيد بحاجة.. وانا مش هفرح أما تسيب حالك ومالك عشان تفضل معايا.. الحمد لله بلقيس فاقت من غيبوبتها.. صحيح مش بتتكلم ولا تتفاعل مع حد، بس أكيد في يوم هتستجيب وترجع زي ما قال الدكتور.. وانا عشمي في ربنا مالوش حدود.. وماتنساش عابد ووالدك ووالدتك كمان موجودين حواليا.. ارجع لمشروعك يا ابني.. وفرحني إنك خليفتي بجد، ووريني ازاي هتنجح وتعلي أسم أبو المجد في السما وتخليني فخور بيك زي ما طول عمري بفتخر وبتباهي بذكائك وطموحك! 



+




صمت برهة، وأردف بعدها برجاء: 


طيب توعدني ياعمي إن هكون أول واحد تلجأ له لو حصل أي حاجة.. وإن محدش يخبي عني أي شيى تاني؟


_ أوعدك.. أي حاجة أنت هتعرفها قبل أي حد! 



+




تعانقا بدفء شديد.. وتسربت بعض الراحة لكليهما.. واكتفوا بالوعود الصادقة أن كلًا منهما سيكون درعًا لصاحبه وموطن ثقة حين يجد في الأمر جديد، ولهذا عزم يزيد على المغادرة عائدًا لشركته في القاهرة! 


__________________________



+




عزم على السفر مودعًا أسرته مرة أخرى، ورغم حزنهم لفراقه، لكن كان افضل له على المكوث بتلك الظروف، ومازال بأول خطواته العملية في بناء مستقبل مهني مشرف.. صاحبته دعوات والدته " كريمة" وعناق جوري وعابد وأبيه الذي سيلقاه بطبيعة الحال بالقاهرة كلما ذهب لمتابعة الشركة هناك"



+




وقبل أن يغادر محافظته، مر على منزل العم عاصم ليودعهم، وأثناء عبوره للداخل، لمح بلقيس جالسة على إحدى الطاولات الصغيرة بالحديقة، بعين شاخصة غير مدركة لما حولها، صامتة گعادتها .. فاقترب منها والحزن يسود الأجواء وتمتم بخفوت: 



+




_ أنا معرفش انتي هتكوني مستوعبة كلامي ولا لأ يا بلقيس.. بس عايز اقولك سامحيني إني ماكنتش جمبك وقت ما احتاجتيني ..ولولا إن اتأكدت إن الكلاب دول ماتوا ماكنتش هسيب واحد فيهم عايش على وش الدنيا..بس ربنا أخدلك حقك يا بلقيس.. ولسه ربنا مش هيسيبك بس انتي ساعدي نفسك.. بترجاكي تكوني قوية وتقاومي العالم الصامت اللي انتي فيه بإرادتك وترجعي تاني زي ما كنتي.. ارجعي عشان والدتك ووالدك اللي هيتجننوا عشانك.. ارجعي عشان وجعي يزول واطمن وقلبي يفرح برجوعك! 



+




صمت منتظرًا أي بادرة تصدر منها ليفهم أنها تعي ما قال، ولكن ظلت على نفس جمودها، فأطرق رأسه بحزن وعاد مسترسلًا: 



+




كان نفسي يكون عندي صفة تخليني مغيبكيش عني لحظة واحدة واحميكي من أي أذى واحطك جوة عيني يا بلقيس.. بس للأسف أنا مقدرتش املك قلبك واكون حبيبك، بس على الأقل هكون الصديق اللي وعدتك اكونه ليكي.. وهدعي في كل وقت وصلاة انك في يوم تتصلي بيا وتقولي قاومت ونجحت ورجعت ليكم تاني.. وعندي يقين في رحمة ربنا أن ده هيحصل قريب.. أنا صحيح مضطر ابعد.. بس مش هبطل اسأل عليكي يا بنت عمي! 


أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..! 



+





        


          



                


وتركها بخطى ثقيلة حزينة، قدمه تبتعد وعيناه مازالت هناك متعلقة بمحياها الجامد يبثها شوقه قبل أن يفارقها.. وتاه عن عقله أن يستودع أبويها.. فذهب دون أن يرى أول استجابة لها.. ودموع صامتة تزحف ببطء شديد على وجنتيها الشاحبة.. دون أي رد فعل أخر يصاحبها.. گلوحة ملونة تعكس خطوط لوجه فاتنة تبكي.. رُسم على صفحاتها البيضاء كل معانى الآلم..!


________________



+




راح يتفقد زوجته فوجدها جالسة بغرفتها صامتة شاردة، تحمل بين يديها معطفًا جلدي، فتسائل: 


دُرة! بتاع مين "الجاكت"ده؟ 



+




تمتمت بعين شاخصة: ده الممرضة بتاعة بلقيس سلمتهولي أخر يوم واحنا ماشيين من المستشفى! كان ضمن هدومها اللي وصلت عندهم بيها ..قالت كانت لابساه يوم الحادث! 



+




عقد حاجبيه مضيقًا حدقتاه: غريبة! بتاع مين؟!


وليه كان مع بلقيس؟!


هتفت: معرفش! احتمال يكون تبع حد من اللي أنقذها وجابها ليهم عشان يسعفوها..!



+




أردف: ده التخمين المنطقي بس نفسي افهم مادام أنقذوها فعلا ليه اختفوا من غير حتى مايسجلوا بيناتهم؟ واستطرد: طب فتشيه كده يا دُرة يمكن في أي حاجة تعرفنا صاحب الجاكت! 



+




_ كل جيوبه فاضية يا عاصم، بس لقيت دي فيه! 



+




رفعت أمامه قنينة عطر رجالي! فالتقطها وراح يقلبها بين يديه: غريبة..! ثم ضوت فكرةٍ ما بعقله: إيه رأيك ناخد الجاكت والبرفان ده ونحطه قصاد بلقيس، ونسألها مين صاحبهم، يمكن تفتكر حاجة وتستجيب لينا وتتكلم معانا..! 



+




انتعش داخلها الأمل، من مجرد احتمال أن تتحدث ابنتها، فارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهها، ونهضت مردفة بحماس: صح ياعاصم.. يمكن ربنا يجعله سبب وبنتنا تتكلم تاني! 



+




أسرعا إليها حيث غرفتها القريبة، ودُرة تسأل بلهفة وهي تلوح أمام ناظريها بالمعطف: 



+




تعرفي صاحب الجاكت ده يابلقيس؟ 


لم. تستجيب ابنتها، فهداها تفكيرها أن تنثر ذرات العطر في الأجواء حولها عله يثير داخلها أي ذكرى وتتحدث! وليتها تعلم كم كان افتراضها صائب! 



+




فبعد أن كانت جامدة لا تُبدي أي اهتمام بسماع والدتها.. تسلل لأنفها عطر تعرفه، فحادت حدقتاها تطالع المعطف.. ولأول مرة منذ إفاقتها، تتحرك يدها لتلتقط شيئًا تحت أنظار أبويها المذهولان، وأرتدته بهدوء شديد والتقطت قنينة العطر وكأنها تستعيد شيئًا تملكه! ثم دست الزجاجة داخل جيب المعطف، وكتفت ذراعيها بقوة مسدلة جفنيها مستنشقة نسائم هواء ممزوجة بعبق غمر روحها بالأمان! مختلطًا في ذهنها بهمسات حانية تُصب بأذنيها عن قرب! 



+




( متخافيش واطمني.. انتي في أمان.. محدش هيأذيكي ابدا..! )



+




ظلت الهمهمة تردد بين جدران عقلها حتى غرقت بعالمها البعيد مرة أخرى.. منفصلة ان واقعها.. وعن من يقفان أمامها يراقبان فعلتها بذهول تام! 



+





        


          



                


اتسعت حدقتي دُرة بشدة، وفمها مفتوح ببلاهة دون إدراك. وما فعلته بلقيس يثير كل دهشتها.. أما عاصم فأمعن في تحليل ما شاهده، وشعر بريبة لتصرفها وتساؤلات طرحت بعقله عن صاحب ذاك المعطف.. وكأن بلقيس تتذكره..وتعرفت على عبقه الذي تلقفته رئتيها براحة تجلت أمامه من ارتخاء وجهها بهدوء، ثم احتضانها الغريب لذاتها بالمعطف متلمسة منه الأمان! كل ما حدث بدا شديد الغموض لديه ويجب ئن يحصل على تفسيرًا..! 



+




" شوفت اللي أنا شوفته يا عاصم؟!"



+




تمتم مجيبا زوجته المتسائلة بذهول، ومازال يرمق ابنته بنظرات غامضة: كل تصرف لبلقيس في حالتها دي له معنى مش مجرد رد فعل عادي.. وعشان نفهم تصرفها.. هعمل زيارة للطبيب ضروري.. لازم اعرف بالظبط ليه بنتنا اتصرفت كده! 



+




هزت رأسها بصمت، ومازالت تطالع ابنتها بدهشة! 


فطلب منها عاصم أن تنزع عنها المعطف، وما أن حاولت جذبه حتى ابتعدت بلقيس بخوف معلنة رفضها التام وهي تزيد بضم طرفيه حولها محتمية به منهما.. فتبادلت دُرة مع زوجها النظرات.. وعادت ثانيًا تحاول أخذه، فتكرر نفس فعل بلقيس التي تشبثت به أكثر، وأحاطت نفسها بذراعيها وعيناها زائغة تتحرك بخوف، فأشعل تشبثها الغريب الظنون برأس عاصم، فانتصب عازمًا على الذهاب لطبيبها بذات اللحظة، كي يحصل على تفسير نفسي لما حدث! 


___________________________



+




"كل تصرف يصدر من بلقيس له معنى وانعكاس لشيء جواها..!"



+




عاصم بحيرة بعد سماع الطبيب : 



+




مش فاهم يادكتور..يعني إيه سبب اللي حكيتوا ليك؟ دي لبست الجاكت وحضنت نفسها گأنها خايفة حد ياخده منها..! 



+




عدل الطبيب عوينات فوق أنفه: الجاكت ده جه معاها يوم الحادث يا سيد عاصم.. وأكيد يخص شخص قدم ليها العون والمساعدة وانقذها بشكلٍ ما إحنا مانعرفوش.. وده يفسر ببساطة تمسكها بيه وگأنه "حصن" ليها وأمان كان "غايب" عنها! عشان كده هي رفضت إن والدتها تاخد منها وأصرت تفضل لابساه، لدرجة انها نامت بيه زي ما قولت! 



+




استوعب عاصم حديث الطبيب، وأومأ بتفهم: 


_فعلا، نامت ووشها كان هادي كأنها مطمنة!



+




الطبيب بتأكيد: ده طبيعي، وتوقع انها مش هتسيبه ابدا ولو حصل هتلاقيها بتتصرف معاكم بعنف! 



+




عاصم بقلق: طب وبعدين يادكتور.. لحد إمتى بنتي هتفضل كده.. في حالة توهان وكأنها بعد الشر مش عايشة.. نفسي اشوفها طبيعية تاني واسمع ضحكتها، ثم ترقرقت مقلتاه رغمًا عنه: إمتي بنتي هتخف وترجعلي زي ما كانت.. دي بقيت تخاف من كل حاجة..أي صوت ممكن يخليها تجري وتصرخ من غير سبب مفهوم لينا.. منعزلة، أنا ووالدتها بس اللي مسموح نكون حواليها لكن حد تاني بتتجنبه بخوف.. قلبنا بيتقطع عشانها، دي كأنها مش عايشة.ة معانا..! 



+




الطبيب بتعاطف: أنا مقدر حزنك ده يا سيد عاصم.. بس لازم تفهم إنها اتعرضت لحادث بشع لأي بنت مهما كانت قوية..! وحتى لو الاغتصاب نفسه لم يتم، لكن تبقى أثار المحاولة والأجواء اللي عاشت فيها ومقاومتها لوحدها..أكيد مرت بلحظات يأس وخوف ورعب وضغط نفسي وهي بتحاول تنجو من


مصيرها واحنا مانعرفش تحديدًا حصل إيه.. كلها تخمينات من المعطيات اللي قدامنا..! 



+





        


          



                


وواصل يسرد ما لديه بشكل علمي بحت: 


بلقيس بتعيش حاجة اسمها طبيًا " إضطرابات ما بعد الصدمة" عزلتها وخوفها من الناس وإثارتها من أشياء معينة زي أصوات عالية بتهيج في ذهنها ذكرى صعبة، كل ده طبيعي وهيستمر فترة يمكن تكون طويلة وممكن تطور وتكون أصعب، وده هيبان معانا خلال فترة متابعتها ومراقبة كل تصرف ليها.. 


وأنتم مافيش في إيدكم غير الدعوات لرب العالمين اللي قادر على المعجزات ويتضائل قصاد قدرته كل علوم الدنيا..! وادينا مستمرين معاها في الجلسات العلاجية والأدوية..وبأذن الله خير يا سيد عاصم! 


________________________



+




جالسًا يحتسي قهوته شرود، فتمتم صديقه:



+




مالك يا ظافر سرحان في إيه؟ من وقت ما اتقابلنا انت مش معايا ولا سامعني؟



+




أسند مرفقيه فوق الطاولة وتمتم: 


_مش عارف اقولك إيه يا عامر ..بقالي كام يوم البنت اللي أنقذناها بتيجي على بالي بإلحاح غريب! لدرجة حلمت بيها.. والأغرب كمان إني افتكرت إني حلمت بالبنت دي قبل ما ننقذها بليلة واحد، أما كنا في المنصورة..أنا ماشوفتش ملامحها.. بس هي اللي استغاثت بيا في الحلم أنا متأكد! 



+




عقد حاجبيه متعجبًا: 



+




_ غريبة يا طافر! أول مرة اسمع حكاية الحلم دي! 



+




_لأن أنا نفسي نسيته.. بس بعد كده أما ربطت الأحداث ببعض، لقيت الحلم اتفسر بالظبط! 



+




عامر: طب الحلم نفسه اتكرر معاك ولا حلم مختلف؟


تمتم: مش مختلف أوي.. الشيء الجديد في الحلم إن البنت بتستغيث بيا بصوتها المرة دي.. ثم جال بخاطره هاجس طرحه لصديقه: معقول ياعامر تكون البنت لسه في محنة ومحتاجة مساعدة؟



+




_مساعدة ازاي.. أحنا عملنا الي علينا ناحيتها.. أنقذناها ووصلناها لمستشفى تعالجها.. هتحتاج مننا إيه تاني غير كده؟! واستطرد : 


بلاش تخلي الحكاية دي تشغل بالك زيادة يا ظافر، ويمكن عشان مشينا ليلتها من غير ما نطمن عليها بتيجي في بالك، وده سبب أحلامك بيها مش أكتر من كده..! 



+




أردف ظافر وهو يفرك جبينه بشرود: يجوز.. ! 


ثم باغته اقتراح: طب إيه رأيك أروح المستشفى اسأل عليها واعرف اخبارها.. أحنا مشينا ومانعرفش وصلوا لأهلها ولا لأ! افرض محدش عارف شخصيتها، أفرض في مشكلة مالية وهي لوحدها أكيد مش معاها فلوس.. كان لازم حد فينا يفضل معاها ع الأقل يسيب أي حاجة تحت الحساب! 



+




_ يابني الموقف كان غريب، والليلة كانت عجيبة من أولها، أنا انصبت في دراعي واحنا بنضرب الحيوانات اللي خطفوها. وبعدها جه خبر حادث عمك.. كان لازم نلحقه، انما البنت كانت ع الأقل وصلت لمكان هيسعفها..!



+




_كلامك صح.. بس بردو تفتكر أهلها أخدوها؟



+




عامر بنفاذ صبر: أكيد يا ابني.. دي بقالها فترة! 



+




هتف الأخير بشك: وافرض إنها لسه هناك؟



+




عامر بشكل مباشر : قول في دماغك إيه على طول يا ظافر! 



+




تمتم الأخير: ماهو عشان بالي يروق، والبنت دي تطلع من دماغي، بكرة بإذن الله هارجع المنصورة لنفس المستشفى اطمن واجي.. عشان ضميري يبقي مرتاح من ناحيتها..ياعامر أنا شكلها مش بيروح من دماغي، مسكينة اتبهدلت لدرجة ملامحها كانت مختفية من اللي عملوه الكلاب فيها..! 



+




تمام بموافقته: خلاص ياظافر مافيش مشكلة، روح اطمن بنفسك إنها في أمان وأهلها أخدوها لأن كلامك قلقني وانا كمان بقيت عايز اطمن انها مش محتاجة مساعدة..! وهستناك هنا عشان اتابع شغلي، لأن ماينفعش اجي معاك! 



+




ظافر براحة لقراره: مافيش مشكلة.. وربنا يطمنا على المسكينة دي عشان ما افكرش فيها تاني! 



+




استكان عقله بهدوء لقرار عودته والتقصى عن الفتاة، لعله حين يطمئن، تتركه أحلامه الغريبة وتغيب عن تفكيره..وتهدأ أفكاره! ولكن هل سيتحقق هذا الهدوء بعد زيارته..أم سيصير الوضع أكثر تعقدًا لما سيعلمه؟ 



+




***************************


مشفى الطواريء بالمنصورة! 



+




ظافر: السلام عليكم.. لو سمحت يا أنسة، كنت عايز اسأل عن حالة بنت جت هنا من أكتر من شهر! 



+




فتاة الأستقبال: إسمها أيه وجت في أي يوم تحديدًا؟



+




_ الحقيقة معرفش اسمها، بس هي كانت حالتها صعبة جدا ووشها وجسمها كله كدمات..! من فترة مش بعيدة، تحديدًا يوم "... ."! 



+




فحصت الفتاة السجلات أمامها، لمحاولة معرفة من يقصد، فهتفت بعد برهة من البحث، وظافر يترقبها عن كثب: الليلة دي بالذات جه أكتر من بنت ينطبق عليها كلامك.. كلهم كانوا حالات اغتصاب! 



+




ألجمته الصدمة واتسعت عيناه محدقًا بالفتاة، فرغم أن الحالة التي كانت عليها أوحت له بذلك، لكن تمني داخله أن يكون نجى شرفها من نجاستهم.. لكن يبدوا أن قدرها السيء جعلهم ينالوها.. أطرق رأسه بأسف وحزن، تمتم بكلمات خافتة شاكرا "فتاة الأستقبال" ولم يسعفه عقله لمزيد من الأسئلة والتأكد من استلام أهلها لها.. غادر وشعور الضيق يسيطر عليه، ليته أستطاع هو وصديقه انقاذها قبل ذلك! 


..................... .



+




عامر بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله.. إغتصاب! أنا توقعت ده بس كان عندي أمل نكون انقذناها في الوقت المناسب! ربنا يعين أهلها على المصيبة دي! 


أنت عرفت مين أهلها يا ظافر؟



+




تمتم الأخير: بصراحة ماسألتش، الصدمة خلتني امشي من غير ما اعرف أي حاجة تانية، خصوصا إن البنت قالت إن الليلة دي جه أكتر من واحدة مغتصبة، وانا معرفش حتى اسمها..! 



+




ربت عامر على كتفه: خلاص بقى ماتزعلش، أحنا عملنا اللي قدرنا عليه.. ياعالم كانوا هيعملوا فيها إيه تاني لو مش اخدناها منهم، مش بعيد كانوا قتلوها يا ظافر أو عملوا الأسوأ وشغلوها في وساختهم.. اهو بردو احنا خلصناها من مصير كان أكيد أسوأ..!



+




أومأ برأسه: عندك حق.. ربنا بتولاها برحمته ويصبر أهلها على مصيبتهم! 



+




********************



+




عاصم: بلقيس فين يا دُرة؟


_ في أوضتها، فضلت معاها لحد ما نامت، وقلت اعملها أكله بتحبها عشان تاكل! 



+




بدا عليه الأرهاق وهو يردف: طب أنا هطلع انام جمبها شوية لحد ما تخلصي وابقي صحينا..! 



+




_ ماشي ياحبيبي.. هسيبكم ساعة واصحيكم للغدا..! 



+




صعد إليها، مشتاقًا لضمها لصدره، فرغم انه عاد لممارسة أعماله، إلا أن عقله دائما معها.. وصل لغرفتها وما أن عبر داخلها، حتى اتسعت عيناه مذهولا مما رآى! 




ترى ماذا شاهد عاصم وأصابه بالذهول؟


___________________


تكملة الرواية من هناااااااا 



تعليقات

التنقل السريع