القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ابن الصعيدي الفصل الاول1 بقلم نور الشامي (حصريه في مدونة قصر الروايات)

 


رواية ابن الصعيدي الفصل الاول1 بقلم نور الشامي (حصريه في مدونة قصر الروايات)





رواية ابن الصعيدي الفصل الاول1 بقلم نور الشامي (حصريه في مدونة قصر الروايات)



" القدر مش موافق... الكون مش سامح... ربنا مش رايد "


ترددت هذه الجملة في ذهنها كصدى بعيد، كأنها تخرج من شاشة قديمة يعمها الغبار... كانت قد سمعتها في أحد الأفلام المصرية يوماً ما ولم تكن تدري أنها ستراها يوما مرآة لحقيقتها.. 

تمدّدت على سرير المستشفى بفستان زفافها الأبيض، الباهت تحت أضواء النيون الباردة ووجهها شاحب يتأمل السقف كأنها تبحث فيه عن علامة عن إجابة، عن رحمه... كانت الغرفة  مليئة بالناس... رجالًا ونساء، وكان الجميع في حالة من التوتر والغضب واصواتهم تتعالى، والجميع يتبادل النظرات المشحونة بالألم والغضب وفجأة، قطع صمت الغرفة صوت جدها، الذي اعتاد أن يكون صاحب القرار في العائلة. وهتف بصوت مرتفع: 


ابعتوا هاتوا صخر والمأذون.. دلوجتي حالا 


تجمدت قدر في مكانها ولم تصدق ما سمعته، إذ أن صخر هو ابن عمها الذي لم تره منذ سنوات عديدة. ولكن تلك السنين الطويلة لم تنسها ملامحه، ولم تُبعده عن تفكيرها أبدا 

وركزت قدر على هذه الكلمة وكأنها رنّت في أذنيها كـ قنبلة انفجرت في داخلها. كانت تلك أول مرة تسمع فيها اسم صخر منذ أن كانا صغارًا حتي قاطع شرودها صوت الجد مرة أخرى، قائلاً بقوة:


هتتجوز صخر... وكفاية علينا فضايح اكده، يا هتتجوزه يا جسما بالله العظيم  هجتلها مش علي اخر الزمن بنت زي دي تجيب لعيله الصعيدي العار والفضايج 


في تلك اللحظة قامت إحدى السيدات في الغرفة واقتربت منه مردده  بتوسل:


بلاش صخر بالله عليك يا حج...ابوس يدك بلاش صخر . ده لو عرف ال حوصل الدنبا هيخرب الدنيا كلها 


نظر الجد اليهة بغضب وردد: 


تختار.. يا تتجوز صخر يا تتجتل.. ويلا.. كلنا هنخرج ويسيبوها تفكر مع نفسها يا الجواز يا الموت 


تمام يا نور، زودت السرد شوية علشان نعطي للمشهد نفسًا أوسع وإحساس أعمق، وطوّلت الحوار كمان علشان يظهر انهيار قدر واحتواء يمنى بشكل حقيقي ومؤثر:


خرج الجميع من الغرفة وأُغلِقوا الباب خلفهم كأنهم أغلقوا عليها العالم بأسره..و خيم الصمت الثقيل على المكان، وتسللت برودة الوحدة إلى جسدها فـ نظرت إلى ذراعها، إلى الإبرة المغروسة فيها ثم نزعتها بعنف، فاندفعت قطرة دم صغيرة، لكنها لم تكترث. الألم الحقيقي لم يكن في ذراعها، بل في قلبها الذي ينزف وتأرجحت على قدميها، و دموعها تسيل بلا هوادة، وصدرها يعلو ويهبط كأنها تغرق. لحظة واحدة فقط كانت كفيلة بقلب كل شيء رأسًا على عقب.وانفتح الباب فجأة، ودخلت يمنى ابنه خالتها، ووجهها مشوّه بالقلق و ما إن وقعت عيناها على قدر حتى اندفعت نحوها بسرعة، واحتضنتها بقوه مردده: 


قدر... يا حبيبتي اهدي... أنا جيت اهه  أنا معاكي متخافيش مش هسيبك والله.. بس اهدي بالله عليكي.. اي الحاله ال انتي فيها دي عاد 


اقتربت قدر  اكتؤ منها وانهارت في حضنها مردده'


راح فين سابني اكدن ؟! سابني في نص السكة؟! ازاي يعمل اكده يا يمنى أنا كنت مستنيه اللحظة دي من سنين... كنت فاكرة إننا هنكمل سوا، هنواجه الدنيا مع بعض... بس هو هرب... سابني لوحدي أتحط في الوحل.. ولاوفي دماغه اي ال هيوحصلي 


يمنى وهي تمسح دموعها بلطف:


"متجوليش اكده يا قدر... يمكن حوصله حاجه... يمكن اتأخر بس.. او يمكن مثلا فيه اي حاجه.. هو اكيد مش هيعمل اكده 


قدر وهي تهزّ رأسها بشدة وتهتف بعينين حمراء من الدموع:


اتأخر؟ اﭢاخر اي دا فرحه..هو  عارف قد إي اليوم ده مهم بالنسبالي! ده وعدني جال إنه مش هيسيبني أبداً... أهو سابني  وسايبني دلوجتي للناس دي يجطعوني بإيديهم 


تنهد يمني وساعدتها لتجلس علي طرف الفرلش مردده: 


ما هو أكيد في حاجه... يمكن أهله مثلا حد منهم حوصله حاجه  او يمكن حد هدده... بس مينفعش نرميه كده من غير ما نعرف اي ال حوصله.. اصلا اهلك بيدوروا عليه لو لاجوه هيجتلوه من غير ما يفهموا اي ال حوصل حتي 


انفجرت قدر في البكاء واردفت بانهيار: 


هما بيجولوا هتجوز صخر... صخر يا يمنى! ال مشفتهوش من سنين! ال أنا أصلاً كنت بخاف منه وإحنا صغيرين... أنا مبحبوش... وعايزيني في نص ساعة أوافج وأبصم واتجوز


يمنى بحده: 


مش هيوحصل طالما أنا معاكي مش هيوحصل... هنتكلم مع جدك.. هجوله إنك تعبانة، مش جاهزة، إنك محتاجة وجت.. اي حاجه 


انهارت قد من جديد ودفنت وجهها في صدرها مردده :


هو مش هيسمع، هو جالها صريحة... يا الجواز يا الموت. وأنا... أنا مينفعش أتجوز غيره يا يمنى. أنا... مش سليمة... لو عرفوا... لو عرف صخر... لو عرف أي حد، هيجتلوني. والله هيجتلوني 


وبعد دقائق ثقيلة، بدت وكأنها ساعات، وكل من بالخارج كانوا ينتظرون قرارها... الجميع التزموا الصمت احتراما لهيبة الجد إلا العيون كانت تتحرك بقلق بين الباب المغلق وساعتها التي لا ترحم. وفتح الباب فجأة، ودخل الجد يتقدم من معه بخطى صارمة، عيناه تلمعان بالغضب والقرار القاطع وخلفه رجال العائلة والنساء المتوترات لكن الصدمة ضربت الجميع دفعة واحدة. وهم يرون الغرفة... فارغة والسرير خالي و الغطاء مقلوب و زجاجة المحلول معلقة بلا جدوى وآثار قطرات دم جافة على الملاءة. فـ صرخت إحدى النساء بذهول:


راحت فين؟! كانت اهنيه من شوية! كانت موجوده اهنيه 


 انتفض الجد  وصاح بصوت أجش كالرعد:


مش ممكن... دي مجنونة! هربت؟! هربت من الجواز.. جسما بالله ما هرحمهة 


القي الجد كلماته وضرب بعصاه الأرض ثم التفت للحرس الواقفين على الباب ووجهه مشتعلاً بالغضب مرددا :


 دوروا عليها في المستشفى كلها... في كل مكان ولو لاجتوها... يا تجيبوها حالاً... يا تريّحوني منها وتجتلوها مفيش بنت في العيلة دي تنزل راسنا  وتفلت اكده... فاهمين؟!


تحرك الرجال كالعاصفة وعمّ الفزع المكان، وانهارت امرأة في الخلف وهي تهمس: 


ربنا يستر عليكس يا قدر... يا ترى روحتي فين.. هي ذنبها اي بس ان عريسها هرب.. ذنبها اي... ربنا يسترها معاكي يا قدر 


القت السيده كلماتها بخوف وفي مكان اخر كانت تركض قدر  في الشارع بكل قوتها تفاديا للنظرات المتسائلة والهمسات التي تلاحقها في كل مكان وفستان الزفاف الأبيض كان يعيق حركتها لكنها لم تكترث كانت قدمها تتعثر على الأرصفة المبللة والناس في الشوارع يرمقونها بنظرات مشككة لكن لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها. كانت هي الوحيدة التي ترى كل شيء كسراب، وكل شخص كظل في تلك اللحظة. تسابق خطواتها الزمن وهي تتنفس بصعوبة وفجأة، عبر الصوت القوي الذي كسر سكون المكان. كانت أصوات رجال حرس جدها تتعالى وقد التفوا حولها وأحاطوا بها من كل جانب واردف أحدهم بنبرة حادة:


يا ست هانم ... تعالي معانا علشان عندنا أوامر... يا نجيبك... يا نجتلك واحنا مش عايزين نعمل اكده.. تعالي معانا 


سحبت قدر نفسها للخلف وحاولت الهرب بكل ما أوتيت من قوة لكنها وجدت نفسها محاصرة وقلبها ينبض بسرعة، ويديها ترتجفان من شدة الخوف كأن الموت يقترب منها كظل لا يرحم وقبل أن يصوب أحدهم سلاحه نحوها، دوت مكابح سيارة حادة ز توقفت بسرعة بالقرب منها، وخرج منها عدة رجال يرتدون ملابس أنيقة بينهم شاب ذو ملامح صارمة ونظارات سوداء رفعها بهدوء عن عينيه. فـ نظر الجميع نحو السيارة، ثم نحو الشاب الذي تقدم بخطوات ثابتة، يحيط به هالة من القوة والهيبة وتراجعت خطوات رجال الجد على الفور، ولم يعد أحد منهم يجرؤ على التحرك. فـ وقفت قدر في مكانها، قلبها يكاد يتوقف من الصدمة. كانت عيناها معلقتين على هذا الوجه الذي تعرفه جيدًا... الوجه الذي كان منذ سنوات في ذاكرتها، والآن أصبح أمامها كحلم قد تحول إلى واقع فـ همست بصوت ضعيف وفزع: 


صخر؟! 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع