القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شتات الأرواح الفصل الاول1 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية شتات الأرواح الفصل الاول1 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية شتات الأرواح الفصل الاول1 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات 



البارت الأول 


كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، والمدينة غارقة في صمت لا يكسره إلا صوت المطر الغزير الذي يضرب النوافذ بشدة. في مكان بعيد عن الأنظار، داخل مركز اللجوء الذي أصبح موطنًا للكثير من الأرواح الضائعة، كان الجميع يجلسون حول الطاولة المربعة. الشاي الدافئ في الأكواب لم يكن قادرًا على إخفاء البرد الذي يعتصر الأجساد، لكنه كان ينقذهم من البرد الداخلي الذي ناتج عن الخوف والقلق على المجهول.


مريم كانت تجلس على الطرف، عيناها مثبتتان على نافذة الغرفة التي كانت تطل على الشوارع المظلمة. أمطار غزيرة كانت تتساقط، وكان الضوء الخافت ينعكس على الزجاج، كأنه يحاول أن يكشف عن شيء دفين في قلب المدينة. كانت مريم ترتدي معطفًا داكنًا، شعرها الأسود المنسدل كان يلتصق قليلاً على جبهتها بسبب الرطوبة. رغم صمتها، كانت الأفكار تدور في رأسها بسرعة، تتقافز بين الذكريات والأحلام المفقودة.


أمامها كان يجلس عمر، الذي بدا عليه التوتر الواضح. كان يحدق في كوب الشاي بين يديه وكأن في فنجانه يكمن الجواب على كل الأسئلة التي لا تنتهي. كانت يده ترتجف قليلاً، وكأن شيئًا في الداخل يضغط عليه، يخنقه.


عمر (بصوت منخفض، وهو يرفع عينيه تجاه مريم): "مريم، هل تظنين أننا سنظل هنا إلى الأبد؟"


مريم (تنظر إليه، وهي تحرك رأسها ببطء): "لا أعتقد ذلك. لكن ماذا لو كان هذا هو مصيرنا؟ ماذا لو كانت هذه المدينة هي آخر مكان يمكننا أن نجد فيه السلام؟"


لكن عمر لم يكن مرتاحًا لهذا الحديث. في عينيه كان هناك شيء من الحيرة، شيء من الألم الغائر الذي لا يستطيع أن يعبر عنه.


عمر (بتنهيدة ثقيلة): "كل يوم يمر ونحن هنا، وكل يوم نشعر بأن الحياة تبتعد عنا أكثر. وفي نفس الوقت، هناك شيء داخلنا يصر على أن هذا ليس كل شيء. هناك شيء مفقود، شيء نبحث عنه."


كان زين جالسًا على الجانب الآخر من الطاولة، يتأمل الوجوه التي تحيط به. كان يلاحظ التفاصيل الصغيرة: حركة يد مريم، التوتر في عمر، وعيون أبو سامر التي كانت تراقبهم بعناية. لم يكن زين يتحدث كثيرًا، لكنه كان يراقب الجميع وكأن هناك شيء مفقود في الصورة التي كانت تتشكل أمامه.


زين (بصوت منخفض): "ربما كان لدينا الخيار أن نعيش حياة أفضل... لو لم يحدث كل هذا."


أبو سامر الذي كان يجلس في الزاوية، يراقب المجموعة بعينين عميقتين، تحرك في مكانه ببطء ورفع يده ليقطع الصمت الذي كان قد بدأ يثقل الجو. كان صوته هادئًا لكن يحمل في طياته قوة لا تُخطئ.


أبو سامر: "نحن هنا الآن، وكل واحد منا يحمل ذاكرة ثقيلة على قلبه. لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا أن نختار كيف نواجه المستقبل."


صمت الجميع لدقيقة، ولكن كل واحد منهم كان يعرف أن حديث أبو سامر كان مجرد مخرج لأفكارهم التي كانت تمور داخل عقولهم. ماضيهم كان مثل الجبال التي لا يمكنهم الهروب منها، ولكن كيف سيواجهون ما هو قادم؟


ثم فجأة، دخل زين في حديث مع نفسه بصوت منخفض كأنه يعبر عن شيء يختلج في قلبه.


زين (همس لنفسه): "الماضي ليس مجرد ذكريات... هو قيد، هو سجن لا مفر منه."


انقطع حديثه فجأة عندما دخل الرجل الغريب. كان يرتدي معطفًا أسود طويلًا، وكان وجهه مخفيًا جزئيًا وراء وشاح، لكن عينيه كانت تلمعان بحدة غير عادية. كان يمشي بخطوات ثابتة، وكأن كل خطوة يحمل فيها وزنًا ثقيلًا.


مريم (متحفزة، تهمس لـعمر): "من هذا؟"


عمر (يتنهد وهو يراقب الرجل): "لا أدري، ولكن لا يبدو أنه جاء هنا للمجاملة."


توجه الرجل الغريب إلى الطاولة، وقف للحظة، ثم نظر إلى عمر. كان يبدو عليه أنه يعرفه، ولكن لا أحد كان متأكدًا مما إذا كانوا قد التقوا من قبل.


الرجل الغريب (بصوت هادئ لكنه حاد): "عمر... أليس كذلك؟"


عمر (يبتلع ريقه، ثم يجيب بتردد): "نعم، ولكن من أنت؟"


الرجل الغريب: "أنا من كان يراقبكم. وقد حان الوقت لتعرفوا ما ينتظركم."


وضع الرجل المغلف الأسود على الطاولة أمام عمر، وقال بنبرة لا تقبل النقاش:


الرجل الغريب: "افتحه... اقرأ."


عمر لم يعرف ماذا يقول، لكنه شعر أن الوقت قد حان لملاقاة الحقيقة، مهما كانت مرّة. تمتم عمر بكلمات غير مفهومة، ثم أخذ المغلف وفتحه ببطء. كانت يداه ترتجفان، وكل ما في قلبه كان ينبض في فوضى.


فتح الورقة بهدوء، ثم نظر إلى مريم وزين، وعيناه مليئتان بالحيرة.


عمر (همس): "هذي... ليست رسالة عادية."


وقبل أن يتمكن من الاستمرار، اقتربت مريم وزين ليقرؤوا الرسالة، وأصابهم الذهول عندما قرأوا الكلمات المكتوبة بداخلها: "عائلتك في خطر... ولا مهرب لك."


الدماء تجمدت في عروقهم، وكأنهم شعروا بموجة من الذعر تخترقهم. لكن عمر، وبالرغم من الخوف، شعر بشيء عميق بداخله: عزيمة لن تتراجع، مهما كان الثمن.


عمر (بصوت خافت): "لا أستطيع البقاء هنا أكثر من ذلك... يجب أن أذهب."


لكن زين كان أكثر ترويًا، وكان يدرك أن التسرع قد يكون قاتلًا.


زين (بهدوء): "إذا أردت الذهاب، يجب أن تعرف ما الذي تخاطر به."


وكانت مريم تقف هناك، عيناها متسعتان من الصدمة، وهي تدرك أنه لا مفر لهم جميعًا من مواجهة ما سيأتي.


مريم (بحزم): "إذا كان علينا أن نذهب، فلن نذهب وحدنا."

يتبع...

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا










تعليقات

التنقل السريع