القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس وعشرون 25بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس وعشرون 25بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية نصيبي في الحب الفصل الخامس وعشرون 25بقلم بتول عبد الرحمن (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



#نصيبي_في_الحب


سمع صوت "ألو؟ مين؟"

يوسف شد نفس عميق، كانت داليا، مش نور

فجأة، كل رغبته إنه يسمع صوت نور اختفت، كأنه اتشل، سكت للحظات، وبعدين... قفل المكالمة بدون كلمة.

حط الموبايل على المكتب، حاسس إن صدره بقى أضيق، وإنه رجع لنفس الدوامة اللي حاول يهرب منها.

ساب الموبايل على المكتب، عيونه متسمرة عليه، عقله مش قادر يستوعب اللي حصل، ليه داليا هي اللي ردت؟ ليه مش نور؟

نور فين؟ ليه مردتش بنفسها؟

فكرة واحدة ضربت عقله بعنف، معقول حصلها حاجة؟، معقول هيا مش كويسه 

بمجرد ما وصل للفكره دي اتنفض من مكانه، قلبه دق بسرعة، مش هيقدر يستحمل لو نور مش كويسة، مش هيقدر يتخيل إنها تعبانة أو بتعاني بسببه مثلا، حاول يقنع نفسه إنها ممكن تكون نايمة، ممكن تكون سايبة الموبايل بعيد، لكن عقله كان بيرفض التصديق.

شد نفس عميق، وبدون تفكير، مسك الموبايل من جديد ورن عليها تاني.

جرس... جرس...

الجرس استمر لثواني طويلة لحد ما أخيرًا داليا ردت بصوت واضح فيه الحدة.

"ألو؟ مين؟"

يوسف بلع ريقه وقال بسرعة "أنا يوسف."

داليا اتسمرت للحظة، كأنها مش مصدقة، وبعدها نبرت صوتها بقت مشدودة وهي بتقول "يوسف؟! أنت عايز إيه؟"

يوسف قال بدون تردد "نور فين؟ هي كويسة؟"

داليا ضحكت بسخرية وقالت "ودي حاجة تهمك؟"

يوسف شد نفس عميق، بيحاول يسيطر على أعصابه "نور فين يا داليا، ردي! ليه إنتِ اللي بتردي على تليفونها؟"

داليا حسّت بقلقه الحقيقي، لمست الحب اللي بيحاول يخفيه في نبرته، عرفت إنه فعلا مضطرب وخايف، لكنه بالنسبالها ميستحقش الراحة، فقررت تخلّيه يتوجع أكتر "انساها يا يوسف، نور مكانتش تستاهل اللي عملته فيها، وبما إنك قدرت تكسر قلبها، يبقى تنساها."

داليا سكتت لحظة، وبعدين بصوت بارد قالت "انت السبب في كل حاجة حصلتلها، ومتتوقعش إنك تعرف عنها أي حاجة بعد اللي عملته."

يوسف شد نفس عميق، بيحاول يسيطر على أعصابه، لكن نبرة داليا وجملتها الأخيرة نزلت عليه كأنها صفعة.

صوته طلع متحشرج  "داليا، نور فين؟ هي كويسة؟"

داليا سكتت لحظة، حس إنها ممكن تكون بتفكر ترد عليه ولا لأ، لكنه كان سامع أنفاسها المتوترة، وكأنها بتحاول تخبي أي حاجة ممكن تفضح حقيقة وضع نور.

"مش مهم هي فين يا يوسف، المهم إنك مش في حياتها خلاص."

يوسف حس بكلماتها بتخترق صدره زي السكاكين، قلبه كان بينبض بسرعة، وهو مش قادر يستوعب إن نور مش بخير، وإنه السبب.

"داليا بالله عليكي، طمنيني، نور كويسة؟ حصلها حاجة؟"

داليا رفعت صوتها بانفعال " دي حاجه متخصكش، انساها فاهم؟!" 

وبدون أي تردد، قفلت السكة في وشه.

يوسف فضِل ماسك التليفون بإيد متشنجة، عينيه متثبتة على الشاشة اللي اسودّت بعد انتهاء المكالمة، وقلبه بيدق بجنون، كان بس عايز يتطمن عليها أو يسمع صوتها، معقوله نور مش كويسه، وبسببه، بسبب غباءه


كان هيتجنن، مش قادر يهدى، لازم يوصل لنور بأي طريقة، فتح جهات الاتصال بسرعة جاب رقم ساره ورن عليها بدون تردد.

أول ما ردت، سمع صوتها بيقول بعتاب واضح "يوسف! أخيرًا قررت تعبرنا وتحن علينا؟"

شد نفس عميق وحاول يسيطر على مشاعره، وقال بسرعة "سارة، مفيش وقت للكلام ده، أنا عايز أكلم نور."

سارة سكتت لحظة، وبعدها قالت بلهجة مختلطة بين الحزن والغضب

"خبيتوا علينا علاقتكوا يا يوسف...بس ليه؟ ليه بعد ما علقتها بيك، تسيبها وتمشي؟ نور انهارت، ومحدش كان فاهم ليه، لولا إن داليا قالتلنا، نور حرفيًا قلبها انكسر يا يوسف."

الكلمات نزلت على قلبه كالصاعقة، هو كان متأكد إنها كويسة، إنها مع مروان، بس دلوقتي؟ فهم الحقيقة، فهم إنها بتحبه، وإنه كان غبي لما صدّق العكس، بس ليه؟ ليه سمحتله يقرب منها وهي عارفة إنها ممكن تخسره لو شافها في وضع زي ده؟ ليه خلته يفكر إنها لحد غيره؟

صوت سارة قطعه من دوامة أفكاره

"إيه؟ روحت فين؟"

اتنفس بعمق وحاول يتمالك نفسه، وبعدين قال برجاء "وصليني بيها، سارة، لازم أكلمها."

لكن ردها زاده توتر "للأسف، نور مش هنا... نور رجعت القاهرة."

يوسف حس بصدمة جمدت ملامحه.

"رجعت؟ يعني إيه رجعت؟"

يعني مش هيعرف يوصلها بسهولة، مش هيقدر يسيبها كده، مش هيقدر يعيش وهو مش عارف عنها حاجة.

قفل مع ساره بسرعه وبدون تردد رن على داليا، استنى، مفيش رد، رن تاني وتالت، برضو مفيش رد، رن كتير لحد ما سمع 

"الهاتف الذي طلبته مغلق حاليًا..."


يوسف كان هيتجنن، مش قادر يفضل بعيد عنها وهو عارف إنها مش كويسة، لازم يوصلها بأي طريقة.

مسك تليفونه بسرعة ورن على ريكاردو، وأول ما رد عليه، قال له بصوت مضطرب

"ريك، احجزلي أول طيارة نازلة مصر، مش فارق أي خطوط، أي معاد، أهم حاجة أسافر فورًا!"

ريكاردو استغرب توتره وسأله " في إيه؟ حصل حاجة؟"

يوسف مكنش عنده طولة بال للكلام، فقطعه بنبرة آمرة "ريك، لو صاحبي بجد، متسألش، احجز وخلاص!"

ريكاردو فهم إن الموضوع مش عادي، فقال بجدية "خلاص، اعتبره تم... هبعتلك التفاصيل خلال دقايق."

يوسف قفل المكالمة وهو حاسس إن قلبه بيتسابق مع الزمن، لازم يكون هناك بأسرع وقت ممكن، لازم يشوفها، لازم يعرف إنها كويسة، لازم يسمعها بنفسه!


نور كانت نايمة، بتحاول تهرب من أفكارها، تهرب من يوسف، من كل الذكريات اللي مش قادرة تنساها رغم محاولاتها، كانت عارفة إن النوم هو الحل الوحيد عشان تهرب، بس يوسف بيطاردها حتى في احلامها

فاقت على صوت داليا وهي بتناديها بقلق، قربت منها بسرعة وجريت عليها "نور! إنتي كويسة؟"

نور بصتلها بعينين تعبانة، حركت راسها بإيماءة صغيرة من غير ما تنطق، كأن الكلام بقى حمل تقيل عليها حتى وهي بترد على أقرب الناس ليها.

داليا قعدت جنبها ومسكت إيديها بحنية

"حاسة بإيه دلوقتي؟"

نور حاولت تبتسم، لكنها فشلت، مجرد نظره في عيونها كانت كافية تقول كل حاجة، تعب، وجع، فراغ، مشاعر متلخبطة مش قادرة تفهمها ولا تتعامل معاها.

داليا لما شافتها كده فكرت تقولها أن يوسف رن، كانت مترددة، قلبها بيقولها تقول، لكن عقلها بيحذرها، بصّت لنور اللي كانت مسندة راسها على كتفها، شكلها مرهق وكأنها فقدت كل طاقتها.

كانت عايزة تقولها إنه رن، إنه كان مصمم يكلمها، وإن صوته كان مليان قلق وخوف عليها، بس هل ده هيكون في صالحها؟ ولا هتزود المها اكتر

اتنهدت بخفة، وبصّت للسقف وهي بتحاول تقنع نفسها إنها عملت الصح، نور مش ناقصة وجع تاني، ولو يوسف فعلاً مهتم، فهو لازم يلاقي طريقه ليها بنفسه.

نور بصت لداليا وطلبت منها تنام لأن الوقت اتأخر

 "نامي جنبي."

داليا مترددتش، حست إن نور محتاجة حد جنبها، فقربت منها ونامت جنبها، نور فضلت صاحيه، الأفكار بتهاجمها من كل اتجاه، كأن عقلها رافض يسيبها تهرب للحظة راحة، مدت إيدها بتردد ناحية موبايلها، عارفة إنها بتفتح على نفسها باب من الوجع، لكن مقدرتش تقاوم.

فتحت صورها مع يوسف اللي كانت بتاخدها من مره للتانيه، دموعها نزلت في صمت، خدت نفس مرتجف وهيا حاسه انها بتنهار جزئيا، رمت الفون وهيا بتحاول متفكرش، امتى هترتاح بقا


تاني يوم الصبح، يوسف كان وصل مصر مش عارف هو وصل إمتى ولا إزاي، كل اللي يعرفه إنه لازم يشوفها، عقله مشوش، لكن إحساسه ثابت...مش هيسيبها تاني.

حاول يعرف مكانها وبعد معاناه قدر يوصل لمكانها، عرف إنها نازلة في فندق، قلبه كان بيدق بسرعة وهو واقف قدام مدخل الفندق، بيحاول يستجمع شجاعته.

 هل هي عايزاه؟ هل هتسامحه؟

دخل بخطوات سريعة، سأل عن اوضتها،

الموظف رد ببرود "آسف يا فندم، ممنوع ندي معلومات عن النزلاء."

يوسف اتعصب، حس إن الدنيا بتضيق حواليه، قرب من الكاونتر وضرب عليه بإيده بقوة وهو بيقول بغضب "أنا لازم أشوفها! مش بمزاجك، قولي رقم أوضتها!"

الموظف اتوتر، بص حواليه كأنه بيطلب مساعدة من الأمن، لكنه حافظ على هدوئه وقال "لو سمحت يا فندم، لو حضرتك ممشتش هضطر أطلب الأمن."

يوسف كان خلاص هيخرج عن شعوره، سحب محفظته من جيبه وطلع منها كارت مهم، حطه قدام الموظف بحدة وقال "بص كويس قبل ما تكلمني بالقوانين!"

الموظف بص للكارت، عيونه وسعت، وقف بتركيز، حس إن الشخص اللي قدامه مش سهل، بلع ريقه بسرعة وقال باحترام "أنا آسف يا فندم، مكنتش أعرف… لحظة واحدة."

يوسف كان متعصب، عارف إن وقته ضيق وإنه لازم يشوفها، ضغط على أعصابه وهو مستني الموظف يخلص اتصالاته، قلبه بيدق بسرعة، إيده متشنجة على الكاونتر… لحظات وهيكون قدام نور، لحظات وهيشوفها أخيرًا.

الموظف قاله رقم أوضتها، ويوسف مستناش لحظة، طلع بسرعة، خطواته كانت سريعة ومتلاحقة كأنه بيجري ضد الزمن، وصل قدام باب أوضتها، وقف لحظة يلتقط أنفاسه، وبعدها خبط بقوة.

"نور!"

صوته كان مليان توتر ولهفة، خبط تاني، أقوى من الأول

"نور، افتحي!"

لكن مفيش أي رد، وقف لحظة، قلبه بيدق بسرعة، حاول يسمع أي حركة من جوه… ولا صوت.

مد إيده على مقبض الباب وحاول يفتحه، لكنه كان مقفول ضرب الباب بقبضته بغيظ، وبص حواليه بسرعة، لقى واحدة من فريق الهاوس كيبينج ماشية في الممر، راح عندها بخطوات سريعة وقال بلهجة أمرية "افتحيلي الأوضة دي حالًا!"

طلعت مفتاح الماستر، وبعد لحظات كانت الأوضة بتفتح.

يوسف دخل بسرعة، عيونه بتدور في كل زاوية، قلبه بيدق بجنون… لكن الأوضة كانت فاضية

وقف في النص، أنفاسه كانت مش منتظمة، عيونه بتدور في المكان كأنه متأكد إنها لازم تكون هنا، لكن مفيش أي أثر ليها


يوسف نزل بسرعة، خطواته سريعه وعينيه بتمسح المكان بجنون، بيدور عليها في كل زاوية، كل ممر، كل تجمع، قلبه كان بيدق بسرعة، كأنه بيحاول يسبق الزمن عشان يوصلها قبل ما تضيع منه تاني.

عدى بين الناس من غير ما ياخد باله من أي حد، كان شايفها هي وبس… لازم يلاقيها.

وفجأة، وقعت عيونه عليها.

كانت واقفة بعيد، جنب داليا.

نور…

ملامحها كانت شاحبة، عيونها فاقدة بريقها المعتاد، وكأن الحياة انسحبت منها ببطء، واقفة بهدوء، لكن حتى من بعيد كان واضح إنها مش بخير.

وقف للحظة، كأن كل الأصوات حواليه اختفت، كل اللي كان شايفه هو نور…يا الله...ضعيفة...متعبة...منهكة.

حس بغصة في حلقه، وبدون تفكير، اتحرك ناحيتها بخطوات سريعة، مش هيسمح لها تهرب منه المرة دي.

قرب منهم، قلبه بيدق بسرعة، وعينيه مش قادرة تبعد عنها، مجرد ما شافته، اتصدمت، شهقت بهدوء وهمست لنفسها "يا ترى ده حلم ولا بجد؟"

ملامحها كانت مشوشة، كأن عقلها بيرفض يصدق اللي شايفه، داليا استغربت وجوده وكانت على وشك الاعتراض، بس صوته سبقها وهو بينطق اسم نور بصوت كله شوق

"نور؟!"

نور حسّت إن ده مش حقيقي، مستحيل يكون قدامها دلوقتي… غمضت عينيها بعنف كأنها بتحاول تصحى من حلم عالق في عقلها، بس لما فتحتها تاني، كان لسه واقف قدامها.

داليا نطقت بدهشة "يوسف؟! انت هنا ازاي؟"

نور سمعت صوتها، وكأن عقلها بدأ يستوعب الحقيقة، لا… مش حلم، يوسف هنا… يوسف رجع!

قرب منها أكتر، عينيه بتحاول تتعلق بأي تعبير على وشها، هو افتقدها بطريقة مكنش متخيلها، نور همست، صوتها كان مهزوز "انت… بجد؟"

يوسف قرب أكتر، صوته كان فيه حزن، ندم، شوق "أنا آسف…"

داليا اتدخلت، كانت لسه مش مستوعبة إزاي وصل هنا "انت جيت هنا إزاي؟ مين قالك على المكان؟"

يوسف بصلها بثبات وقال بهدوء واضح فيه إصرار "سيبينا لوحدنا شوية."

داليا عقدت حواجبها برفض، لكن قبل ما تنطق، شافت في عيونه أمر غير قابل للنقاش، نظره كلها رجاء وحدّة في نفس الوقت "لو سمحتي."

اترددت، كان نفسها تعترض، لكنها حسّت إن نور محتاجة اللحظة دي، وإنها لازم تسيبهم، أخدت نفس عميق، وبخطوات مترددة، مشيت بعيد عنهم، تراقب من بعيد.

نور فضلت واقفة مكانها، مش مصدقة إنه قدامها، إنه رجع بعد ما كانت متأكدة إنها مش هتشوفه تاني.

يوسف كان شايف كل التعب والوجع اللي على ملامحها، وشها الشاحب، نظرتها اللي فقدت لمعة السعادة، أدرك إنه هو السبب، هو اللي كسرها بالطريقة دي.

قلبه وجعه… نور بتحبه، بتحبه بجد.

فضلوا واقفين في مواجهة بعض، هي ساكتة، وملامحها متجمدة، وهو بيحاول يلاقي الكلمات الصح، لكن كل حاجة تاهت منه قدام عينيها اللي كانت مليانة وجع.

مد إيده بهدوء، كأنه خايف تهرب منه، صوته كان مكسور وهو بيقول

"نور، أنا... أنا غبي، أنا غلطت، بس صدقيني... مكنتش اعرف، مكنتش فاهم"

سكتت نور للحظات، دماغها مش قادرة تستوعب كلامه، صوتها كان ضعيف وهي بتقول "مكنتش فاهم إيه؟ مين فينا اللي مش فاهم؟ مين اللي انسحب واختفى فينا؟ علشان افهم بس"

بصتله بعيون مليانه وجع، كأنها بتحاول تصدق أنه واقف قدامها دلوقتي، أنه رجع بعد ما كسّرها.

"أنا كنت... ومازلت بموت، أنا..." صوتها اترعش وهي بتكمل، دموعها كانت على وشك النزول "أنا اتدمرت، قلبي اللي حبك اتكسر، فوضحلي... مكنتش فاهم إيه؟!"

يوسف خد نفس عميق، كأنه بيحاول يجمع شجاعته عشان يعترف

"أنا شوفتك..." صوته كان متردد، لكنه كمل "شوفتك معاه، مع مروان، كان قريب منك، وكان... بيلمسك، وانتي سمحتي أن ده يحصل، فكرتك رفضاني وبتحبيه"

عيونها وسعت بصدمة، اتجمدت مكانها، مش مصدقة اللي سمعته، هو مشي وسابها بسبب كده؟ هو افتكرها مع مروان؟ فكر أنها بتحب حد غيره؟ ده السبب؟!

حست كأن الأرض بتتهز تحتها، كأن كل الألم اللي مرت بيه كان بسبب سوء فهم سخيف.

رفعت عينيها له، مزيج من الغضب، الجرح، والخذلان باين في نظرتها

"أنت... سبتني عشان كده؟ ده السبب؟!" صوتها كان أشبه بهمس، بس كل حرف فيه كان مليان وجع.

يوسف بلع ريقه، مش قادر يواجه نظرتها، بس نور مسكتتش، كملت بصوت أعلى، مليان انكسار "افتكرتني بحب غيرك؟ افتكرتني ممكن أكون مع حد تاني؟"

شهقت وهي بتهز راسها بعدم تصديق، ضحكة مريرة طلعت منها

"ياااه... وأنا اللي كنت فاكرة أنك تعرفني، كنت فاكرة أن يوسف اللي بحبه مستحيل يكون سطحي كده، كنت الفتره اللي فاتت دي كلها بفكر ايه اللي ممكن اكون عملته عشان استاهل منك كده، عشان تكسرني كده؟!"

قربت منه خطوة، مركزه في عيونه، دموعها أخيرًا سابت حبسها ونزلت

"كنت مستنية تكلمني، تواجهنى، تسألني حتى، بس بدل ده، أنت اخترت تسيبني، اخترت تعاقبني وأنا حتى معرفش أنا غلطت في إيه."

يوسف حرك شفايفه كأنه عايز يقول حاجة، بس نور مدتهوش فرصة، بصتله بألم أعمق وهي بتهمس "أنا كنت بموت يا يوسف، كنت بموت كل يوم وأنت بعيد... وأنت سبتني عشان أوهامك."

لحظة صمت قاتلة وقعت بينهم، لكنه حس إنها أقوى من أي صراخ، حس إنه خسرها... مش بس بسبب سوء الفهم، لكن لأنه محاربش عشانها، لأنه صدّق بسهولة أنها مش ملكه.

بس هل لسه في فرصة؟ هل ممكن تسامحه؟

يوسف حس بقهر، الطريقة اللي قالت بيها إنها بتحبه، التوقيت، كل حاجة زادت وجعه، حس إنه كان غبي، كان أعمى.

 صوته طلع ضعيف وهو بيقول

"لو كنت فضلت ثانية زيادة، كنت قـ ـتلته، كنت فاكرِك بتحبيه، قولت يبقى لازِمتي إيه في حياتِك لو إنتِ بتحبي حد تاني؟"

نور أخدت نفس سريع، كأنها بتحاول تهدي نفسها، لكن الألم كان واضح في ملامحها، قالت بمرارة

"بدل ما تواجهني... تسيبني وتمشي؟ أنا مش فاهمة، إنت ليه مشيت؟ ليه؟ إمبارح كنت بتقولي بحبك، وإنك مش هتسيبني، والنهارده تختفي وتقرر إنك مش راجع؟ طب وليه رجعت دلوقتي؟ ليه؟!"

يوسف قرب منها خطوة، عيونه بتترجاها تفهم، صوته كان مليان ندم "عشان بحبِك، مش قادر أبعد عنكِ أكتر من كده، فكرت... فكرت إن لازم أجي وأشوفك، أشوف إنتِ كويسة؟ عايشة حياتِك إزاي؟ عشان... بحبكِ."

نور بعدت خطوة، نظرتها كانت نار، صوتها خرج مرتعش، لكنه مليان غضب وقهر "أوعى تقول الكلمة دي تاني... يا كداب."

عينيها اتملت بالدموع، كأنها مش مصدقة إنه واقف قدامها وبيقول إنه بيحبها بعد كل اللي حصل، بعد ما دمّرها.

"إنت كداب، قدرت تسيبني، قدرت تتخلى عني، عيشتني أسوأ لحظات في حياتي!"

فجأة، بكل الألم اللي جواها، بكل القهر اللي حسّت بيه، رفعت إيديها وضربته بقوة في صدره، كأنها بتحاول تفرغ كل اللي فيها "أنا بكرهك يا يوسف! بكرهك!"

ضربته تاني، بصوت أعلى، دموعها بتنزل غصب عنها

"بكرهك! بكرهك وبكره قلبي اللي حبك! بكرهك!"

يوسف وقف مذهول، شايف الوجع الحقيقي اللي سببه ليها، شايف انهيارها قدامه، مش عارف يعمل إيه، مش عارف يقول إيه، فملقاش غير إنه يقرب منها، يمسكها من أكتافها بقوة، يحاول يهديها، يحاول يثبتها "لاء يا نور، إنتِ بتحبيني، وإنتِ عارفة كده كويس، وعارفه اني مقدرش أعيش من غيرِك!"

نور حاولت تبعد عنه، لكن إيده كانت ماسكة فيها، كانت بتحاول تهرب، تهرب من اللي بتحسه، تهرب من يوسف، تهرب من حبها ليه، لكن صوتها طلع مليان انهيار وهي بتقول "زي ما قدرت تبعد الفترة اللي فاتت، هتقدر تاني! إحنا مش لبعض، إحنا خلصنا، انتهينا!"

نور سحبت نفسها منه بعنف، عيونها كانت مليانة دموع لكنها رفعت رأسها بكبرياء مجروح "مستحيل أقبل أسفك، زي ما ظلمتني ومفهمتش مني، هتشوف يا يوسف... هتخطاك!"

يوسف وقف مكانه، شعره، أنفاسه، روحه كلها كانت مضطربة، نور كانت موجوعة منه، موجوعة أوي، وحس إنه خسرها... للأبد

يتبع............

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع