القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية أسرت قلبه الفصل السادس وعشرون 26بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)

رواية أسرت قلبه الفصل السادس وعشرون 26بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)





رواية أسرت قلبه الفصل السادس وعشرون 26بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)


الفصل السادس والعشرون (خجل  )

"لابد انك مخادعة ...لا يوجد أمراة تمتلك كل تلك البراءة "

عاصي لرحيق

.......


نتجوز ...نتجوز !!!

قالتها بصدمة ....بينما تنظر إلى عينيه تبحث عن أي أثر للمزاح فلا تجد ...

-نتجوز ازاي ؟!

-زي الناس ...

قالها ببساطة وهو يهز كتفه ...نهضت وهي تضع كفيها على وجهها وتقول :

-لا لا ....مينفعش 

-ليه مينفعش ...ايه اللي يمنع ...

رمقته بقلق وهي تقول:

-لطيف ...

-مش هيقدر يعمل حاجة ...

ابتسمت بألم وقالت:

-أنت متعرفهوش ...

هز رأسه بإصرار ورد:

-اعرف.أمثاله كويس هو من النوع اللي بيتغذوا على خوف غيرهم ....بيتشطروا على الستات بس ..اللي زيه لو واجهني هيحط جزمة في بوقه طول حياته ومش هيتكلم ....

-ابني ...هياخد ابني مني ...

قالتها برعب ...هي لا يمكنها خسارة ابنها بتلك السهولة ...لا يمكنها أن تضحي بمحمد في سبيل اي. رجل حتي لو كان يوسف ...

-متخافيش مش هياخده...أنا هقفله ...هعمل المستحيل عشان ابنك يبقى معاكي ...

مسحت الدموع التي انهمرت من عينيها وهي تهز رأسها برعب ...رغم جمال الفكرة ...فكرة أن تتزوج من يوسف ....أن تبقى تحت حمايته الا أنها لا يمكنها أن تخسر ابنها الثاني بعد ما خسرت الأول. . 

-هقولك تاني انك متعرفش لطيف ...أنا اعرفه كويس ...هو مستحيل يخليني اروح لغيره ...هيعمل المستحيل عشان يلوي دراعي ...انا اسفة مقدرش...أنا جبانة ...أيوة بعترف بس جبانة بسبب اللي عيشته ...أنا خسرت ابني الاول ....شوفت ابني ميت قدامي ...كان جسمي مليان دم ....شيلته بإيدي يا يوسف وانا بحضنه وبترجاه أنه يصحي بس مصحاش ...كان مات...مات وماتت كل حاجة حلوة حواليا ....وكان السبب أبوه...وانا أنا اللي سكتت على شغله ومحاولتش اتكلم...

-فهترجعيله عشان تخسري التاني صح !!!

قالها بغضب ليشحب وجهها وتنهمر دموعها بكثافة ثم يرتفع نشيجها...

-انا اسف يا ماجدة ...

قالها بندم ولكنها لم ترد بل انسحبت بهدوء وغادرت الغرفة ...

-ياربي..

قالها يوسف بعصبية ثم خرج خلفها ...

كانت تسير بسرعة لتخرج من الجامعة ولكنها توقفت فجأة وهي تجد لطيف أمام الجامعة متكأ على سيارته بينما ينظر إليها وابتسامة شريرة تحتل شفتيه...

توقف يوسف مكانه وهو يراها متجمدة تنظر إلى لطيف .....تصاعدت النيران بعينيه وهو يفكر أن هذا الحقير يستغل خوفها على ابنها ...اقترب منها ووقف بجوارها وهو يقول :

-متخافيش أنا معاكي ...

اعتدل لطيف في وقفته وهو ينظر لهما بغضب ...كان يرى هذا الرجل بالقرب منها ...الرجل الذي شعر أنها تميل له ...شعر بالإختناق ...أنها امرآته ...ملكه هو فقط لا يمكن لأي رجل أن يستولى على ما هو ملكه !!...لقد تخلص من ذلك الرجل رأفت الذي أراد أن يتزوج بها بعد طلاقهما وسوف يتخلص من يوسف بسهولة خاصة مع امتلاكه للأدلة التي كانت تخفيها والتي أحرقها بالكامل ...

-ابوس ايديك ابعد أنا مش عايزة مشاكل ...أنا فيا اللي مكفيني ...

قالتها ماجدة وهي تحاول اخفاء دموعها ...كان قلبها يؤلمها لأنها تتخلى عن حقها في أن تتزوج الشخص الذي تريده ...ولكن ابنها يستحق ...هي أقسمت أن تفني عمرها كله من أجله وان تزوجت سيكون للطيف الحق بأخذ طفلها منها وأن حدث هذا لن تسامح نفسها ...نظرت إلى يوسف ...إلى عينيه العسلية ...تلك العينين التي وقعت في عشقهما ...لقد أحبته ...أحبت رجلا ليس لها ...

-مش هبعد ...مش بعد اللي عرفته ...أنتِ متعرفنيش كويس يا ماجدة ...أنا مبسيبش اللي بيخصني....أنا بحمي دايما اللي بيخصني ...وأنتِ دلوقتي تخصيني ...لا لطيف ولا غيره هيقدر يأذيكي طول ما أنا معاكي ....

نظرت بتوتر إلى لطيف الذي ظهر عليه الغضب الشديد ...كانت مرتعبة حقاّ أن يتطور الأمر ...أن يغضب لطيف لدرجة أن يحرمها من ابنها ....

-هجهز ترتيبات الفرح ...

قالها فجأة كأنه أطلق عليها الرصاص ...نظرت إليه بذهول وهي تهمس :

-أنت مجنون...انا مقدرش.اتجوزك...يا اخي ياريتني ما اتكلمت معاك لو كنت اعرف انك بالجنان ده ....

ثم تركته وذهبت ...حتى أنها تجاهلت لطيف تماماً ولكن رغم كل هذا الجنون ...الغضب والرعب ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها وهي تهمس :

-بجد مجنون ....يوسف المجنون ....

....

بعد أن ذهبت ...

نظر لطيف إلى يوسف ...كان الغضب يتصاعد داخله ...هذا الرجل خطير ....تأثيره خطير على قلب ماجدة...هو لن ينتظر أن يسلبها.منه ...يجب أن يجعل ماجدة تعود إليه ...يجب أن يرهبها...هو يعرف أنه لو اتخذ طريق المحاكم سوف يكون في خطر ...لذلك يجب أن يوهمها أنها لو تزوجت يوسف سوف تخسر ابنها ...يجب أن يجبرها أن تعود إليه ...هو لا يمكنه أن يترك شئ ملكه يتسلل من بين يديه .....

أعطى ليوسف ابتسامة باردة ليردها له...لقد تيقن يوسف ...هذا الرجل أجبن مما توقع ....رمقه بإشمىزاز ثم استدار وهو يلج للجامعة....كانت الابتسامة تسيطر على وجهه ...لن يهرب ...لن يترك الجامعة ...سيبقى هنا ...سوف يحصل على حبه تلك المرة وبالطريقة الصحيحة ...سوف يحارب من أجلها

.............


تركض برواق المشفى ...تسبق حتى عمها وهي تشعر بالهلع الشديد ....منذ أن آتاهم اتصال بإصابة سيف وهي تشعر أن العالم يهتز من حولها ...كانت الدموع تطفر من عينيها ....وقفت أمام الاستقبال وهي تقول بلهاث حاد :

-سيف....سيف الحسيني.....

........

بعد قليل ...كانت تقف أمام غرفة العمليات بتوتر بينما الدموع تطرف من عينيها ....وضعت كفها على قلبها الذي ينبض بهلع أنها خائفة ...

ضائعة ...لا يمكنها أن تخسر شخص آخر ...هذا سيحطمها ....

كان جلال الحسيني مستند على الحائط ...عينيه بيها نيران لا تهدأ ...أنه يعرف من فعل هذا ...معاذ يلعب بحقارة معه وهو يجب أن يوقفه عند حده...ولكن الأمر يحتاج لتخطيط ...سوف يسجن معاذ بسبب كل ما فعله ....سيجمع الأدلة ضده ثم يلقي به في السجن ليتعفن ....

.....

كانت عيني مياس مثبتة على غرفة العمليات ...تشعر بالضياع الدموع تحتشد بقوة في عينيها لقد ظنت أن بعد خسارتها كل شئ لن تتالم مهما حدث ولكنها تتألم الان ...تتألم بقوة ....

......

خرج الطبيب من غرفة العمليات لتقترب منه وهي تقول برعب :

-سيف ...

ابتسم لها الطبيب وقال :

-هو بخير دلوقتي الحمدلله....العملية كانت بسيطة والحمدلله مفيش كسور خطيرة هي بس ايده اليمين ...

هننقله دلوقتي اوضة تانية وتقدروا تزوروه بكره ممكن تروحوا النهاردة وبعدين ...

ولكن مياس  هزت رأسها بتصميم وقالت:

-انا هفضل هنا معاه ...

اقترب جلال وتكلم بهدوء :

-مياس بنتي ....

ولكن مياس قاطعته وهي تقول :

-انا يا عمي هقعد معاه مش هسيبه لو سمحت ...

هز جلال رأسه وقال:

-حاضر أنا هضبط الدنيا عشان تقعدي معاه ....

........

بعد قليل ...

بسبب عمها استطاعت أن تبقى معه بالغرفة بينما عمها قد ذهب واخبرها أنه سوف يعود مجددا بالغد ...

...

جلست علي الكرسي بجواره وهي تنظر إليه بينما الدموع تطرف من عينيها ...رغم أن الطبيب قد طمأنها الا أنها تخاف ....سيف أصبحت له مكانة خاصة في قلبها ...هو الشخص الوحيد الذي يحاول تفهمها الآن ...الشخص الوحيد الذي جعلها تشعر أنها جميلة ...الشخص الذي يحاول أن يبث الثقة داخلها.....والآن وهو في تلك الحالة أصبحت ثقتها مزلزلة قليلا....أنها تخاف ...تخاف كثيرا أن تخسره ...

مدت كفها وامسكت كفه ثم قبلت كفه وهي تقول صوت مخنوق :

-متسبنيش يا سيف ...متعملهاش انت كمان ....اخيرا الحياة ضحكتلي ولقيت الإنسان اللي احس معاه بالأمان فمتسبنيش انت كمان ...أنا خسرت اهلي وخالتي وعمر ...مش عايزة اخسرك انت كمان ...ولا هو قدري اني اخسر الناس اللي بتحبهم ..

أغمضت عينيها والدموع تنهمر أكثر من عينيها ...ولكنها شهقت وهي تسمعه يقول بلهجة ثقيلة :

-هو أنا من الناس اللي بتحبيهم يا مياس!!!

فتحت عينيها لتجده ينظر إليها بعينين ناعستين ...كادت أن تنفي إلا أنه غرق في النوم مجددا ....ابتسمت بحزن وهي تشد على كفه وأكملت :

-بحبك...بس كصديق وأخ ...أنا وعدت نفسي مسلمش قلبي لحد تاني !!

.......

فتح الباب لتتسع عينيه وهو يجد جلال الحسيني أمامه ...ينظر إليه بغضب عاصف ....

-خير!!

قالها معاذ وهو يحاول أن يزيل الخوف من ملامحه ولكنه فشل في هذا تماما ...كان يتمعن في جلال برعب بينما جلال يرفع حاجبيه وهو ينظر إليه وقال بصوت منخفض ولكنه بث الرعب في قلبه ....

-خايف من دلوقتي ! اومال هتعمل ايه بعد اللي هيحصل بعد كده فيك ....وربي لأعيشك في سواد يا معاذ على اللي عملته في ابني ...وربي لأندمك ...اصبر وشوف؛!!

ثم كما جاء ذهب بينما أطلق معاذ انفاس متوترة ...معنى هذا أن سيف لم يمت!!!لقد فشل ما سعى إليه 

،....

في المساء ...

كانت تجلس بين ذراعيه بينما يتفرجان على أحد الأفلام المصرية  القديمة ...كانت تضمه وهي تضع رأسها على صدره بينما كان هو شارد ...يتذكر ذلك العناق بينه وبينها ....

.....

-انا بموت يا جورج...مش قادرة اتقبل انك مبقتش ليا خلاص ....مش قادرة اتقبل انك بتحبها ...

ارتجف قلبه وهو يحاول أن يبعدها بلطف ...لن يخطأ مجددا لا يمكنه ...ولكن لا يعرف لماذا ذلك الضعف هاجمه عندما عانقته بتلك الطريقة ....

-سيلا اهدي. ..

ابعدها برفق وهو يربت على شعرها ويمسح دموعها برفق وقال:

-هتلاقي حبك الحقيقي صدقيني .

.هزت  رأسها بيأس وقالت:

-أنت بس حبي الحقيقي ...بس عارفة اني وجودي في حياتك هيسبب أزمة عشان كده هنسحب بس ممكن قبل ما اسافر نشوف بعض ...عايزة اشبع منك قبل ما اسافر .. ممكن يا جورج...

-حاضر ...

قالها بخفوت ....

خرج من شروده على كف ماريانا وهي تمررها على وجهه نظر إليها لتقترب هي من شفتيه وتغمض عينيها الا انه اشاح بوجهه وأبعدها برفق وهو يقول برقة.:

-معلش يا حبيبتي عايز انام ...تصبحي على خير ...

ثم تركها وذهب لغرفتهما تاركا إياها مصدوما ...هل رفض لمستها للتو!!


..................

-هتنامي برضه في اوضة عمر !!

قالها بنبرة تغلي ولكنها لم ترد بل اتجهت بهدوء لغرفة عمر ولكنه قبض على ذراعها بقوة حتى كاد أن يحطم عظمها ....نظرت إليه ببرود رغم ألمها وقالت بنبرة جافة :

-ممكن تسيب ايدي...انت بتوجعني ....

-انا عايز اعرف نهاية ده ايه ...بتعامليني ببرود ليه ....ده جزاتي اني رجعتك الشغل ...

ابتسمت بسخرية وقالت:

-حابب اشكرك ازاي يا سيدي ...ابوس الايادي ولا ايه عشان الباشا تكرم ورجعني الشغل....شغلي اللي كنت بشتغل فيه من قبل ما اتجوزه!! 

دعك وجهه بغضب وقال:

-ليه بتحبي تلعبي دور الضحية دايما ؟!

نظرت إليه بذهول ...أرادت أن ترد عليه ولكنها أغلقت فمها مرة أخرى وأعطته نظرة باردة وقالت:

-سيبني عشان عايزة انام...مش عايزة عمر يسمعنا واحنا بنتخانق ....

ولكنه تمسك بها ابى أن يتركها ...كان غاضب وهي ايضا ....

-امير سيب ايدي ...

قالتها وقد بدأ صوتها حاد وحاولت التحرر منه إلا أنه لم يتركها بينما يسحبها خلفه لغرفة نومهما...دفعها برفق للداخل واغلق الباب ....تراجعت بدهشة وهي تنظر إليه وقالت:

-أنت عايز تثبت ايه باللي بتعمله ....عايز ايه ؟!

-نتكلم !!

-مفيش اي حاجة نتكلم فيها ...

قالتها ببرود وهي تحاول الخروج إلا أنه وقف في طريقها ...نظرت إلى عينيه المصممة كانت لا تريد أن تبقى معه أكثر من هذا تخاف أن تضعف ...لن تنسى أنه رفض أن يعترف أنه يحبها ...هي تشعر بالقهر منه رغم أن الأمر ليس بيده ...ربما هي لا تستحق حبه... ولكنها لا يمكنها أن تعيش بتلك الطريقة ...هي تريد أيضا أن تشعر أنها محبوبة ...أخبرت نفسها انها انانية لأنها تريد سرقة مكان شقيقتها ولكنها تتألم كل يوم وهي تراه لا يبادلها الحب ....كيف يمكنها أن تعطيه حقوقه ...أن يكون زواجهما كامل بدون اي مشاعر...بدت تلك الفكرة شاذة بالنسبة لها ....

-عايز تتكلم في ايه ؟!

قالتها بتعب ليرد وهو يخفي غضبه:

-في تصرفاتك الغريبة مثلا ...بدأتي تنامي عند عمر ...بطلتي تتعاملي معايا رغم اني اتغاضيت عن موضوع هزارك مع اللي اسمه ماجد ده ومعملتش اي مشكلة بس رغم كده الهانم برضه مش راضية عني ...قوليلي اعمل ايه عشان سيادتك ترضي عني ...

-متعملش حاجة يا أمير تسيبني في حالي بس ...ممكن تسيبني في حالي وبس خلينا نرجع زي الاول أنا اكون هنا عشان عمر وأنت ممكن تتجوز لو عايز تعف نفسك ...

شدها وقربها منه وهو يقول من بين أسنانه :

-مالك...مالك بالضبط ...احتاج اتجوز ليه ما أنتِ موجودة ....مش قولنا هندي فرصة لنفسنا...مش قولنا هننجح الجواز ده ...

-جواز من غير حب مش بينجح يا أمير ....

بهت قليلا وقال بنبرة غير واثقة :

-أنتِ قولتي انك بتحبيني ...

أغمضت عينيها بيأس وقالت وقد انسابت الدموع التي حبستها طويلا :

-انا بحبك بس انت لا ...متكدبش وتقول بتحبني لاني انا عارفة انك محبتنيش ....

توتر وهو يبتعد عنها وقال :

-انا محتاج وقت يا سما ...أنا لسه مكسور بسبب وفاة مريم ...بحاول اضبط حياتي ....أنا عارف ان اللي حصل بيننا حصل بسرعة ...بس اللي حصل بيننا أنا كنت عايزة وبسعي ليه كمان ...أنا عايزك في حياتك ...عايزك تكوني مراتي ...ام اولادي في المستقبل ...ممكن الحب يجي بعدين ....

-مظنش أنه هيجي يا أمير ...انت عمرك ما هتحبني وانا مقدرة ده بس متضغطش عليا وتطلب مني اني اتعامل عادي واحاول اكسبك...لو فكرت فيها هتكون صعبة اووي ...

مسحت دموعها وقالت بنبرة مهتزة :

-لو أنا جيت وقولتلك اني لسه بحب ماجد وانس عايزة فرصة عشان...اه ...

صرخت بصدمة وهو يمسك فكها بقوة ويقول:

-متقوليش كده تاني ...اوعي ...

أبعدت كفه وترقرقت الدموع مرة أخرى بعينيها قائلة :

-صعبة صح ...تخيل بقا شعوري ...

تنفس بعنف وغضب وقال بخشونة :

-متقارنيش نفسك بيا أنتِ ست وانا راجل ...مفيش راجل يتحمل مراته تقوله انها بتحب واحد تاني ....لو حد غيري كان دفنك مكانك...بس انا مقدر وضعك...عشان كده يا سما متلعبيش بالنار كتير ....هسيبك يومين تهدي وبعدين نتكلم ...روحي نامي ...وهتنامي في اوضتنا. ..يالا ...

لم يترك لها مجال للرد بينما يذهب ليتسطح على فراشه وهو يفكر بغضب ماذا يفعل لتقبل الحياة بينهما كما هي ...لماذا تريده أن يحبها ...لقد تعلم بأقسى الطرق أن الحب مؤلم ...عرف هذا عندما ماتت مريم ....

اقتربت هي من الفراش وتسطحت عليه بهدوء وهي تنكمش على نفسها...يبدو أن لا شئ بينهما سوف يتغير ...هذا الزواج لن يستمر هي تشعر بهذا....هي احيانا تتمنى لو  انها  رفضت الزواج منه من البداية لم يكن لتتألم بتلك الطريقة ....لقد اعتادت على الألم ...ولكن ألم أنه يريد أن يلمسها دون حب كان مدمر بالنسبة لها ...

ليت هذا الألم يختفي...ليت حبه يختفي 


...............

في اليوم التالي ...

فتح عينيه بتعب وهو يشعر بالخدر بجسده كله ولكنه شعر بشئ ثقيل على يده اليمنى ...نظر ليجد مياس تنام على كفه بينما جالسة على المقعد غير المريح بغرفة المشفى....ابتسم وهو يحاول النهوض ولكن عبس بإنزعاج وهو يكتشف انكسار يده اليسري ...نظر إلى ذراعه بضيق شديد ثم حاول النهوض ولكنه تأوه بتعب ...فتحت مياس عينيها ورفعت وجهها وهي تنظر إليه ...نهضت وهي تقول بخفوت بينما تحاول أن تجعله يستلقي مجددا:

-بس ... أهدى وارتاح أنا هنادي الدكتور...

-مياس ...

-متتكلمش انت تعبان ...اهدي ...

ثم خرجت وهي تخبر الطبيب....

....

بعد قليل كان الطبيب يفحصه ثم انتهى وابتسم له قائلاً:

-لا انت كده تمام اووي يا سيف باشا ...هنكتبلك خروج بكرة ...هز سيف رأسه مبتسماً ليخرج الطبيب بينما ظلت الممرضة المسنة قليلا وهي تقول لمياس:

-شكلك بتحبيه اووي ...

نظرت إليها مياس بإرتباك لتوجه كلامها الى سيف الذي اضاء وجهه بإبتسامة رائعة وقالت:

-دي يا حبة عيني مرضتش ابدا انها تسيبك ومن امبارح هنا حاول والدك أنه يخليها تروح بس رفضت ونامت على الكرسي ...ودلوقتي لو طلبت منها تروح البيت وترتاح مش هترضى...

ابتسم سيف وهو يمسك كف مياس ويقبله قائلا:

-هي اغلى حاجة عندي حاليا ...

احمر وجه مياس خلف غطاء الوجه وهي تسحب كفها بإرتباك...

.................

-أنا آسف كل شئ قسمة ونصيب !!!

قالها أمجد وهو يشعر بالتوتر من نظرات والدة اريام ...كانت تنظر إليه بكره واحتقار .....

-مش هتاخد دهبك على فكرة !!!

قالتها بعنف ليرد :

-مش عايزه ...أنا آسف ربنا يعوض آنسة اريام بالاحسن مني ان شاء الله ...

-اكيد ربنا هيرزقها بالاحسن منك بكتير ...انا اصلا مكنتش راضية بالجوازة دي ...ده كفاية المنطقة اللي انت كنت عايز تعيش بنتي فيها ....

-أم أريام لو سمحتي !!!

قالها زوجها بإحراج ووجه كلامه لأمجد وقال:

-يا ابني ده نصيب ...ومادام مرتحتوش مع بعض يبقى خلاص خد دهبك وربنا يوفقك ....

نهضت زوجته وهي تصرخ بعنف :

-نعم يأخد ايه يا عينيا ...ده كسر قلب بنتك ربنا يكسر قلبه يارب. ...لا طبعا مش هياخد الدهب ده بعينيه أنا هحسره على الدهب بتاعه عشان يتعلم أن بنات الناس مش لعبة ...بنتي مش لعبة في ايديك يا استاذ أمجد ....

-يا ست أم اريام حاشا لله تكون كده ...آنسة اريام مفيش زيها بس محصلش نصيب بيني وبينها والدهب أنا مسامح فيه و.  

-بس أنا عمري ما هسامحك على كسرة قلبي !!!

قالتها اريام وهي تخرج من غرفتها والدموع تغرق عينيها ....

نظر إليها أمجد وهو يشعر بالذنب يثقل كاهله فقالت هي بعنف :

-أنت بجد انسان حقير ومنافق ....

توسعت عيني أمجد بغضب ولكنه صمت كي لا يتهور بينما نهرها والدها لتصرخ به زوجته :

-اسكت خلي البت تطلع اللي في قلبها لاحسن تموت بحسرتها ....

أكملت اريام وهي تصرخ به:

-عملت اللي في دماغك وفسخت الخطوبة عشانها ..عشان بنت عمك...طبيعي بعد ما استغلت موت امها وجات تعيش عندكم فضلت تتدحلب تتدحلب لحد ما اقنعتك تسيبني ...قولي بقا اقنعتك ازاي انك تسيبني ...قضت معاك كام ليلة ...طلعتلك كام مرة الشقة اللي فوق عشان....

-اخرسي يا اريام !!!

صرخ أمجد وهو ينهض ...كان لا يصدق أنها تخوض في شرف فتاة بتلك الطريقة ...نظر بصدمة على العائلة التي كان سيناسبها ...حماة سليطة اللسان وزوجها رجل ضعيف الشخصية ...وابنة عديمة التربية ...

-انا الحمدلله اني فسخت الخطوبة دي عشان أنتِ فعل فعلا متربتيش .....

ثم تركها وغادر لتمسح اريام دموعها وهي تقول بوعيد:

-انسى....انسي يا أمجد انك تتخلص مني بالسهولة دي ...أنا هقلب الدنيا عليك أنا هربيك انت والرخيصة التانية دي ...

.........

في المساء ....

-بجد وحشتيني يا أملاك...

قالتها رحيق وهي تضم الفتاة الصغير بحب ...كانت بالفعل تحب تلك الصغيرة ...ريما هي من ستصبرها على تلك الزيجة ...

-وأنتِ كمان وحشتيني يا طنط رحيق ...

قالتها الفتاة بأدب لتمسك رحيق طبق الكعك بالشوكولاتة وتقول :

-عملت دي عشانك ...دوقيها وقوليلي رأيك ...

نظرت أملاك إلى والدها الذي كان يجلس بالقرب من أمجد وقالت:

-ينفع اكلها يا بابي..

هز رأسه بالإيجاب وقال:

-حتة بسيطة يا أملاك...

ابتسمت أملاك ونظرت إلى رحيق وهمست قائلة:

-بابي مش بيخليني اكل سكريات كتير رغم اني بحبها 

-عشان هو بيحبك وبيخاف على صحتك ....بس حتة بسيطة مضرش ...

ثم بدأت بإطعامها....ابتسمت أملاك بينما رحيق تمسح جانب وجهها من الشوكولاتة وهمست :

-انا بجد بحبك يا طنط رحيق ومبسوطة اووي انك هتتجوزي بابا وهتبقى ماما الجديدة ...

رق قلب رحيق وهي تنظر لتلك الطفلة الرائعة وتفكر كيف لشخص بارد مثله أن يمتلك فتاة تملك كل تلك الرقة والتهذيب ولا يذوب ابدا ....رجل غريب بالفعل ...رباه كيف ستكون حياتها مع رجل مثله ....حقا ما يجعلها سعيدة بتلك الزيجة هي أملاك 

ربتت رحيق على رأسها وقالت :

-وأنا كمان بحبك يا أملاك...بحبك اووي وانا مبسوطة عشان هتجوز والدك وابقى معاكي علطول ....ومتحمسة نفضل أنا وأنتِ سوا ...

-وهتجيبولي اخت يا طنط ...

اجفلت رحيق وهي تنظر لأملاك...كما بدأ سؤالها برئ ولكن انتشر اللون الاحمر على وجه رحيق وقد شكرت الله أنها ترتدي النقاب ...

ابتسمت بإرتباك وقالت :

-ان شاء الله يا حبيبتي ...

فتحت الصغيرة ذراعيها لتبتسم رحيق وهي تضمها بحب شديد...ربما قدرها أن تتزوج عاصي من أجل تلك الفتاة المسكينة ...تلك الفتاة التي تتوقف للحب...

ربتت على شعرها وهي تقبله بلطف

....

كان عاصي ينظر إليهما وهو يشعر بالرضا نوعا ما ...لو تعاملت رحيق بتلك الطريقة مع ابنته دوما قد يثق بها ....ولكن يجب ألا يمنحها تلك الثقة الآن فربما معاملتها الجيدة تلك هي غطاء لكي تتزوجه ثم ستهمل أملاك....هو لا يجب أن يثق بالنساء ...لا يجب أن يرتكب هذا الخطأ مجددا...يكفي أنه ارتكب هذا الخطأ مرة وعشق امرأة حد الموت ولكنها خانته ....حطمت قلبه !!!

ضغط على كفيه وهو يتذكر تلك الخائنة ...

.....

كان ينظر إلى الصور وهو يشعر بالمرارة في فمه ...كانت الدموع تتصاعد بعينيه ...هو رجل قوي ...لا يبكي....تعهد بهذا ولكن الجرح كان كبير....ألم الخيانة كان يحرقه ....صور زوجته التي يعشقها اكتر من اي شئ اخر مع ابن خالتها ...هذا الذي أخبرته دوما أنه مثل شقيقها وهو الغبي صدقها ....كان يمسك كفها  في تلك الصورة وهما أسفل شقته ....صورة أخرى بمدخل العمارة التي يسكن بها....تلك الصورة كانت أشد الما على قلبه فقد كان يقبلها ....صورة أخرى يعانقها ...وماذا يحدث أيضا خلف ابواب منزله المغلقة ؟!هل سيكتفي رجل مثله بالقبلات أو العناق ..لابد أنه يحدث شئ...وقتها كاد ينهار ...أصبحت الشكوك تساوره ...حتى أنه شك أن أملاك لا تكون ابنته وقد أجرى تحليل ليثبت أبوته لها ...وما حدث بعد ذلك كان الدمار بعينيه .....لقد دمرت الجميع بخيانتها ...حتى أنها دمرت نفسها وانهت حياتها بسبب نزوة رخيصة !!! 

عاد من شروده وهو يبتسم بمرارة ...فمن عشقها حطمته بتلك الطريقة ...

-باين على رحيق وأملاك انهم انسجموا سوا.   

قالها أمجد مبتسما ليهز عاصي رأسه بشرود فيكمل أمجد :

-بجد مش عشان اختي ...بس يا بختك برحيق يا عاصي ...مش هتلاقي زيها ابدا ...أنا كنت بقول دايما أن اللي هيتجوز رحيق هيكون محظوظ اووي ...رحيق دي مفيش زيها ...

نظر عاصي وهو يخفي سخريته وقال بلطف :

-اكيد ....

ثم تنهد وهو يفكر أن أمجد يقول هذا لأنها شقيقته ولكن الحقيقة أن كل النساء مخادعات !!!.

........

استأذن عاصي ليذهب للحمام وقبل الدخول قال برحيق بإحراج :

-معلش لو هتعبك هو مفيش مناديل هنا ؟!

نظرت إليه للحظات ثم قالت :

-فيه اكيد....

ثم ذهبت لغرفتها واحضرت عبوة كبيرة بها محارم ورقية للحمام وأعطته له ليلمس كفها بشكل عفوي للغاية ولكنها شهقت والعبوة تقع منها ...

-انا بجد اسف مقصدتش ..

قالها بخفوت بينما أخذت كفها يرتعش بشكل ملحوظ ....بشكل جعل عاصي يعقد حاجبيه بحيرة .....

ذهبت من أمامه مسرعة وهي تلجأ لغرفتها ....

-كل ده عشان لمست ايديها بالغلط ؟!ولا ده جزء من تمثيلها ...

قال عاصي بضيق ثم أمسك عبوة المحارم الورقية وولج للحمام ....

...

ولجت رحيق لغرفتها وهي تخلع النقاب عنها ثم تثق أمام المرآة وهي تنظر لنفسها ....لبشرتها المتوردة بسبب الخجل .. وضعت كفيها على وجنتها وشعرت بسخونتهما ....رباه هل لمسة عرضية تفعل بها هذا ...ماذا أن قرر أن يكون زواجهما فعلي  ...قد تموت فعليا من الخجل ....تشكر الله أنه يريدها فقط كمربية ...

أمسكت كفها الذي يرتعش وقالت بنبرة مرتعشة -خلاص أهدى ...اهدي !!!

...............

انتهت الممرضة من إعطاؤه الدواء وقررت أن تدعه لكي يرتاح بينما جلست مياس على المقعد المعتاد لكي تنام 

-ما تيجي تنامي جمبي ...

قالها ببسمة وهو يمد كفه ليمسك كفها ولكنها أبعدت كفها بينما تقول بغضب تخفي بها خجلها  وقالت:

-سيف اتهد شوية احنا في المستشفى  

-مط شفتيه بحزن مصطنع وقال:

-انا بحققلك كل أمنياتك  يا مياس فيها ايه لو تحققيلي أمنية واحدة ده انا واحد واجهت الموت فاشفقي عليا شوية ...

شكرت ربها أنها ترتدي غطاء الوجه إذ لم يرى احمرار وجهها من الخجل ...قالت بهمس :

-سيف ممكن حد  يجي مينفعش ...

-محدش هيجي الممرضة لسه مدياني الدوا وانا اصلا هنام ...فتعالي نامي جمبي ....

فركت كفيها بتوتر والخجل يتصاعد داخلها ...ابتسم وقال:

-تعالي يا مياس ....

اقتربت منه ليتنحي قليلا ليفسح لها مكان على الفراش الصغير ...تسطحت بجواره على الفراش وقالت بضيق :

-السرير ضيق مش هينفع  

ثم كادت أن تنهض الا انه منعها وهو يجذبها لتنام على صدره ويقول :

-لو نومتي بالطريقة دي هيكفي أن شاء الله ...

نامت برأسها على صدره وهي تهمس :

-أنت عامل حادثة مش هتتحمل خليني اقوم عشان ترتاح ...

-انا مرتاح كده اكتر ...

ثم اتجهت كفه إلى غطاء وجهها حاولت أن تمنعه ولكنه ازاله لتقول هي برعب ؛

-حد.هيجي ويشوفني يا سيف 

لم يرد بينما يجذب الغطاء الازرق الذي من المفترض أن يتدثر به وغطاها حتي وصل الغطاء لرأسها تاركا منفذ حتى ينظر إليها ...ابتسم وقال:

-كده محدش هيشوفك غيري ...

ابتسمت له وهي تمسك كفه وتغمض عينيه بإطمئنان بينما كان هناك من يراقبهم من خارج غرفة المشفى...كانت نوال متجمدة مكانها والدموع تنهمر من عينيها...هي لم ترى وجه مياس ولكنها رأت وجه سيف ...رأت كيف ينظر لزوجته ...

-معقول نستني يا سيف !!!ده انا اول ما سمعت بالحادثة جيت جري عشان الاقيك معاها ..هي حلوة للدرجادي عشان كده خليتك تنساني ...

أغمضت عينيها والدموع تنهمر أكثر وهي لا تصدق أنه كان ملكها وخسرته لحساب أخرى 

.............

في اليوم التالي ....

كانت جالسة بقاعة المحاضرات وهي شاردة...تتذكر الحوار الذي دار بينها وبين شقيقتها ذلك اليوم ....

....

-انا قررت اقول الحقيقة لجاسم يا رحيق !!

قالتها نوران فجأة ....عينيها مليئة  بالتصميم ...لقد ملت من الرعب الذي تعيش به كل يوم....تعبت من السيناريوهات التي ترسمها في عقلها عندما يعرف جاسم بالحقيقة ...لا تريد أن تعيش في هذا الرعب طويلا ...أن تنتظر مصيرها والايام تمر بتلك الطريقة هذا اسوأ ما اختبرته....

-هتقوليلوا ايه يا نوران !!!انطقي هتقوليها ازاي ...

انهمرت الدموع من عينيها وقالت بصوت مخنوق :

-هقوله اللي عايز تتجوزها طلعت رخيصة ...بعتت صورها لواحد ارخص منها استغلها لحد ما اجبرها تروحله البيت ...هقوله اني مستاهلش يضيع وقته معايا ...واني إنسانة متربتش ومش أنا اللي يأمنني على بيته ....

-بس اسكتي...

قالتها رحيق بغضب والدموع تتصاعد بعينيها ثم أكملت ؛

-متقوليش على نفسك كده كلنا بنغل....

هزت رأسها بعنف وقالت؛

-محدش بيغلط الغلط ده ...محدش بيودي نفسه للهلاك الا الغبي ...وجاسم مش ذنبه يتجوز واحدة زي ...كانت مقضياها بمعنى اوضح ...هو لازم يتجوز واحدة شريفة ...محترمة...

-أنتِ محترمة اللي حصل ده ...

كانت رحيق تعترض بقوة على كلامها وهي تشعر بالقهر لأن شقيقتها تفكر بتلك الطريقة ....ولكن نوران ابتسمت بحزن وقالت:

-معتقدش اني محترمة ....

تكسرت نبرتها وهي تقول بنشيج؛

-أنتِ مشوفتيش  الصور اللي بعتهالوا ...صور بتقول اني واحدة رخيصة يا رحيق ...قوليلي اي ذنب جاسم ...ليه يبتلي في واحدة زيي ويتصدم ...لازم يعرف الحقيقة ...حقيقة البنت اللي عايز يتجوزها...

اقتربت رحيق وهي تضمها وتهمس:

-انسى الماضي يا نوران واتجوزي وافرحي ....أنتِ توبتي محدش ليه عندك حاجة ....ماضيكي محدش ليه أنه يحاسبك عليه 

ولكن نوران تملصت منها وهي تقول :

-الكلام ده بتضحكي بيا عليا ولا على نفسك ...الكلام ده غلط...أنا بتحاسب على الماضي بتاعي ...أنا اللي بشيل الغلط كله ..عادل هيعيش حياته وهيتجوز وانا حياتي هتقف وحتى ممكن اتقتل ....أنا مبقولش اني مش غلطانة أنا استاهل ضرب النار بس مش لوحدي ...عادل كمان غلط ....

كانت تتكلم والدموع تنهمر من عينيها بشدة ..

شدت رحيق على كفها وهي تقول :

-متقوليش لجاسم ...ربنا سترك متفضحيش نفسك ...

-هو كده كده هيكتشف يوم الفرح ...

-يوم الفرح ربنا يحلها بس متكشفيش ستر نفسك ...متعمليش كده يا نوران...اسمعي الكلام !!

......

عادت نوران من شرودها وهي تتنهد بقوة ...شقيقتها أصرت على الا تتكلم ولكن ماذا ستفعل في ليلة زفافها ...الأمر سوف ينكشف عاجلا ام أجلا....وجاسم سوف يقتلها في تلك اللحظة ...ربما لو أخبرته سوف يعفو عنها ويحفظ سرها ويبتعد ...دعكت عينيها بتعب ثم بدأت التركيز في محاضراتها ...بطرف عينيها رأت عادل ينظر إليها بكره ....غاص قلبها داخل صدرها ولكنها ولت انتباهها للدكتور....

....

خرجت من القاعة وهي تشعر بالهزيمة ...كل يوم تحترق بسبب التفكير ...تفكر وتفكر ولا تعرف ما القرار الصحيح .  هي متأرجحة تماما بين رغبتها في أن تخبر جاسم وبين نصيحة شقيقتها ...

توقفت فجأة وهي تجد عادل أمامها ...ينظر إليها وملامحه تصرخ بالغضب ...همست بإنهزام:

-ابعد لو سمحت ...

-بتلوي دراعي يا نوران ...فاكرة ان اختك هتحميكي مني ....

نظرت إليه وقالت؛

-مش فاكرة كده ولا حاجة ...اللي عايزة حصل يا عادل ...أنا اتدمرت حياتي ...مستنية يوم فرحي جوزي يكتشف عشان يقتلني هو واخويا ...يعني هموت وارتاح من الحياة دي يمكن انت ترتاح بموتي ....

أجفل وهو يسمع نبرة اليأس بصوتها وقال:

-انا حليت المشكلة ...أنتِ اللي مش عايزة تطلعي من الموقف ده ...

ابتسمت بمرارة وقالت:

-والحل ايه ؟!اتجوزك عرفي وافضح اهلي...اهرب معاك واجيبلهم العار....

تنهدت وهي تقول بتعب :

-عادل اعمل فيا معروف واطلع من حياتي ...دمرتني بما فيه الكفاية ... احيانا بفكر واقول أنا ايه اللي عملته عشان تعمل معايا كده ...بس بوصل لحاجة واحدة بس ...غلطتي الوحيدة اني حبيتك واديتلك الامان ...اني رخصت من نفسي...وثقت فيك رغم انك فيه مرة كنت هتعتدي عليا ...ومرة تاني روحت ترتبط بواحدة تاني عشان تخليني اغير ....اقول ايه بس تاني يا عادل ...انت هتعيش حياتك وانا اللي حياتي اتدمرت للابد!!!

تنهد وهو ينظر إليها لتتجاوزه وهي تذهب ...تشعر أنها منهكة ...تريد النوم فقط....خرجت من الكلية لتتأهب حواسها وهي تراه أمامها....لا تصدق جاسم !!!ابتلعت ريقها وهي تشعر أن هذا هو حلم ...

ابتسم جاسم لها وهو يقترب منها ....كانت ملامحه بالغة اللطف وهو يقول :

-انا اسف جيت من غير ما ابلغك....كنت محتاج اشوفك ولو من بعيد ....

نظرت إليه بملامح جامدة تخفى انهيار تام ....لما عليه أن يكون بهذا اللطف ....

اكمل وقال:

-في الحقيقة أنا جيت لأن فادي صرعني عشان قريبتكم غيرت رأيها ومش عايزة تتجوزه فأنا جاي اكلم أمجد وأشوف المشكلة وقولت فرصة اشوفك كمان ....

هزت رأسها بدون معنى وقالت :

-مكانش ينفع تيجي كليتي واحنا مفيش بيننا حاجة ...دي مفروض حاجة بديهية ...واظن أمجد هيتضايق لو عرف ...عن اذنك أنا هروح البيت ....

-انا هوصلك ...

قالها وهو يجفل بسبب هجومها لترد بعصبية :

-وتوصلني بتاع ايه ؟!

عقد حاجبيه بحيرة وقال:

-مالك يا نوران متعصبة ليه ؟!مش طايقاني بالشكل ده ليه ؟!أنا قبل ما اكون خطيبك أنا ابن عمك ...بس تصرفاتك معايا هجومية من غير مبرر ...لو عايزة ترفضي ارفضي بطريقة أشيك شوية ...انتِ عندك مشكلة معايا ؟!!

-ايوة عندي مشكلة ...عندي مشكلة اني مش عايزة اتجوزك وانت بتجبرني على كده !!!

..........


كانت خارجة من الكلية ذاهبة لمنزلها ...أخبرتها نوران أنها سوف تمر عليها ليذهبان للمنزل سويا ولكنها لم تأتي لذلك قررت أن تعود بمفردها ....

توقفت فجأة وهي تجد أريام تقف أمامها وملامحها صارخة بالغضب ...رمشت جيلان لتقترب منها اريام صارخة :

-يا خطافة الرجالة !!!

ثم امسكتها من خمارها وبدأت تضربها بقوة !!!


........

-أم أريام اهلا بيكي نورتيني...

قالتها دلال وهي تفسح لها الطريق كي تدخل وقالت :

-اتفضلي نورتيني ...

-لا نورتك لا زفت ابنك فسخ الخطوبة 

قالتها والدة أريام بصوت مرتفع للغاية ....

نظرت دلال بتوتر حولها وقد رأت أنها جذبت انتباه بعض الجيران وقالت:

-طيب ادخلي وقولي ايه اللي حصل أنا مش فاهمة حاجة ...

-طبعا يا حبيبتي ما أنتِ نايمة في العسل ومش عارفة المسخرة اللي بتحصل بين ابنك وبنت عمه تحت سقف بيتك !!!!

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع