القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وشم على جدار الصمت الفصل الثاني 2 بقلم هيثم صالح حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية وشم على جدار الصمت الفصل الثاني 2 بقلم هيثم صالح حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية وشم على جدار الصمت الفصل الثاني 2 بقلم هيثم صالح حصريه في مدونة قصر الروايات 



وشم على جدار الصمت


الفصل الثاني


في اليوم التالي، لم يكد أدهم يخرج من منزله حتى شعر بشيء غريب. تلك الرسومات التي تركتها رؤى في أزقة الحي كانت تتردد في ذهنه كأصداء لا تهدأ. كل زاوية مر بها كانت مليئة بالألوان، بالوجوه، بالحزن، بالأمل. شيء لم يستطع تفسيره كان يجذب قلبه نحو تلك الجدران المجهولة. ولكن ماذا لو كانت رؤى هي المفتاح لفهم كل هذا؟ لكن هل هو مستعد لاكتشاف ما قد يخفيه الجدار؟ ما قد يخفيه قلبها؟


أخذ أدهم قراره سريعًا. قرر أن يعود إلى الزقاق الذي التقى فيه بها، يبحث عن المزيد من تلك الجداريات. كان يعلم أن هناك شيئًا غير طبيعي في كل هذا، شيء قد يغير مفهومه عن العالم.


عندما وصل إلى الزقاق، كانت رؤى جالسة على الأرض، أمام الجدار الذي رسمت عليه وجهًا غريبًا. كانت عيونها مركزة على الخطوط التي رسمتها بيدها، وكأنها ترى شيئًا لا يمكن للآخرين رؤيته. أدهم اقترب منها ببطء، دون أن يصدر أي صوت. لم يكن يريد أن يزعجها أو يخيفها، لكنه شعر أنه يجب أن يسأل.


"بتحبي تعملي كده ليه؟" سألها، وهو يحاول أن يبدو غير متطفل.


رفعت رأسها ببطء، وعينيها التقتا بعينيه. "علشان دي الطريقة الوحيدة اللي بقدر أقول فيها كل حاجة... من غير ما حد يفهمني."


أدهم شعر بشيء من التعاطف معها، لكنه لم يكن يعرف ماذا يقول. كان يفكر في كلمات يلتقطها من أفكاره المتناثرة، لكن الكلمات كانت تهرب منه، تمامًا كما تهرب منه كل الإجابات.


"أنا مش عايز أزعجك، لكن في حاجة في رسوماتك بتخليني أفكر إنك مش بس بتعبري عن نفسك، لكن بتقولي حاجة... شيء مش عايزة حد يعرفه."


رؤى ابتسمت ابتسامة غير مفهومة، وكأنها تردد في ذهنها شيئًا لم تجرؤ على قوله. "كل واحد فينا عنده حاجة مخبيها، حاجة لو عارفينها، ممكن ننهار."


أدهم شعر بشيء غريب في كلماتها. كان هناك شيء مظلم يحيط بها، شيء لم يكن مستعدًا لمواجهته بعد.


"إنتي ليه مش بتطلعي من هنا؟" سألها بفضول.


أجابته بسرعة، دون تفكير: "عشان هنا ما فيش حاجة بتتغير، كل حاجة ثابتة. مفيش حد بيسأل عننا، ولا حد بيراعي إذا كنا عايشين ولا لأ. هنا لو اختفيت، محدش هيلاحظ."


كانت كلماتها قاسية، ثقيلة كالحجارة التي كانت محطمة من حولها. أدهم شعر أن هناك جرحًا عميقًا في قلبها، جرحًا قديمًا جدًا، ربما أكثر مما يمكنه فهمه في لحظة.


"إنتي مش لوحدك في دا." قال أدهم، وهو يجلس بجانبها ببطء. "أنا كمان عندي حاجات مش قادر أقولها."


رفعت رأسها ونظرت إليه بتمعن، لكن وجهها كان مليئًا بالشكوك. "يعني إنت كمان مش زي الناس العادية؟" قالت، ثم أضافت وكأنها تفكر بصوت عالٍ، "بس إنت مش زيهم، مش زي الناس اللي بتمشي جنبنا من غير ما يشوفونا."


أدهم صمت لوهلة، ثم أجاب بصوت هادئ: "مش زيهم... ولا زي أي حد تاني."


نظر إليها بتركيز، وكأن هناك نوعًا من الفهم الذي بدأ ينمو بينهما، ولكن قبل أن يستمر في حديثه، قرر أن يغير الموضوع. "إزاي بتعملي دا؟ بتقدرّي تسيطري على اللوحات زي كده؟"


رؤى كانت تفكر في سؤاله للحظة، ثم ابتسمت بلطف، لكن عينيها كانت مليئة بالحزن. "أحيانًا بتبقى الوسيلة الوحيدة علشان تحس إنك موجود. علشان العالم ده يسمعك ولو للحظة."


أدهم شعر بشيء غريب. هل كانت رسوماتها مجرد وسيلة للهروب من واقعها، أم كانت تعبيرًا عن شيء أعمق بكثير؟ سؤال تلو الآخر، وكانت إجابات رؤى تثير المزيد من الأسئلة.


"إنتي ليه متمسكة بالجدران دي؟" سألها أخيرًا، محاولًا الوصول إلى حقيقة لم يكن يعرفها بعد.


رؤى نظرت إليه للحظة طويلة، ثم قالت بصوت ضعيف: "عشان الجدران مش هتخونني زي البشر. الجدران مش هتغدر."


أدهم شعر بثقل كلماتها، وكان يعلم أنه دخل في عالم لا يعرفه، عالم مليء بالأسرار التي ستظل طي الكتمان حتى تأتي اللحظة التي تختار فيها رؤى أن تُخرج ما في قلبها.


يتبع...

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع