القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شتات الأرواح الفصل الثاني 2 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية شتات الأرواح الفصل الثاني 2 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية شتات الأرواح الفصل الثاني 2 بقلم سليمان النابلسي حصريه في مدونة قصر الروايات 


شتات الأرواح


الباب الثاني 


بعد لحظة من الصمت الذي طغى على الجميع، كان الصوت الوحيد في الغرفة هو صوت الأمطار التي تتساقط بغزارة على النوافذ الزجاجية. عمر نظر إلى الرسالة بين يديه وكأنها كانت حلمًا سيئًا يعجز عن تصديقه. الكلمات كانت باردة وقاسية، وكل حرف كان يشد قلبه إلى الأسفل.


مريم كانت أول من تحركت. في أعماقها كانت تعرف أنه لا مفر من المواجهة. أدركت أن حياتهم هنا، في هذا المكان الذي تحول إلى مأوى مؤقت للغارقات في العزلة، لم تعد محمية. شيء أكبر من الغربة يحوم حولهم، شيء من الماضي الذي لا يمكن هروبه.


مريم (بصوت منخفض، نبرتها تعكس الحيرة والقلق): "من أين جاء هذا؟ ومن الذي أرسل هذه الرسالة؟"


عمر لم يرفع نظره عن الورقة. كانت يده ما تزال ترتجف، لكن كلماته كانت مليئة بالعزم الآن.


عمر (بصوت حاد): "هذه ليست رسالة عادية... الشخص الذي أرسلها يعرف كل شيء عنا. هذه تهديد مباشر. من المستحيل أن يكون مجرد صدفة."


زين كان يراقب المشهد بهدوء، لكن في أعماق عينيه كان هناك شيء مختلف. كان يشعر بضغط غير مفسر، شيء قد أزاح ستارًا عن الحقيقة التي كان يحاول دفنها في أعماقه.


زين (بصوت منخفض): "لا أعتقد أن هذا تهديد فقط. هذا تحذير... ورسالة عن شيء أكبر بكثير من مجرد ماضي."


لكن أبو سامر، الرجل الذي كان دائمًا حريصًا على احتواء الجميع وحمل بضع من حكمته القديمة، كان ينظر بعمق إلى الرسالة ثم التفت إلى الجميع بعينيه المليئتين بالتجارب.


أبو سامر (بصوت هادئ، لكنه حازم): "منذ أن جئنا إلى هنا، كان الهدف هو النجاة، ليس فقط من الحروب، بل من أنفسنا أيضًا. لكن النجاة ليست فقط البقاء على قيد الحياة. إنما أن نواجه ما هو أكبر منا."


تنهدت مريم وقررت أن تتحدث بصراحة، مستعدة لأن تواجه ما كان يخيفها أكثر من أي وقت مضى.


مريم (بصوت قاطع): "أبو سامر، إذا كان علينا أن نواجه هذا، فأنا لا أريد أن أكون عالة عليكم. أنا لا أستطيع أن أكون جالسة في الظل بينما الجميع هنا يخاطر بحياته."


زين (يقاطعها، نبرته حادة): "إذا كنا سنخاطر، فنحن جميعًا في هذا معًا. لا أحد هنا بمفرده."


لم يستطع عمر أن يبقى ساكنًا بعد الآن. لقد قرر، قبل أن يتمكن من التفكير، أن الوقت قد حان ليتحرك. شعر بألم في قلبه لكنه لم يسمح له بأن يعبر عن الضعف.


عمر (بسرعة): "أنا لن أستطيع أن أظل هنا بعد الآن. هناك شيء قادم، ولا أريد أن أكون في الظلام حينما يبدأ."


بدأت مريم تهز رأسها بتردد، لكنها عرفت أن هذا القرار لم يكن مفاجئًا. عمر دائمًا كان يميل إلى أن يكون أول من يتحرك في مواجهة الخطر، لكنه أيضًا كان من يسحب الجميع معه.


مريم (تتنهد): "لكن أين سنذهب؟ نحن هنا بعيدون عن كل شيء، وكل واحد منا يعاني من حمل ثقيل."


زين (أخذ نفسًا عميقًا): "هناك مكان. في الشرق. مكان سيحميك... سيحمينا جميعًا. لكن الوصول إليه ليس سهلاً."


نظرت مريم إلى زين بتساؤل. كان يبدو أنه يعرف الكثير عن هذا المكان الذي يتحدث عنه، ربما أكثر من ما كان يظهره.


مريم: "ما هذا المكان؟"


زين (بابتسامة غامضة): "مكان كان مفترضًا أن يكون بمثابة ملجأ، لكنه أصبح أكثر من ذلك... هو بداية جديدة."


نظر عمر إلى زين بنظرة متشككة، لكنه لم يرد أن يضيع المزيد من الوقت.


عمر (ماضيا في الحديث): "إذا كنت متأكدًا من ذلك، فماذا ننتظر؟"


أبو سامر كان آخر من تكلم، لكن كلماته كانت مليئة بالثقة والهدوء الذي لطالما كان مصدر الأمان لكل من حوله.


أبو سامر: "المهم أن نكون جاهزين للرحيل. إذا كانت هذه هي طريقتنا في النجاة، فعلينا أن نكون مستعدين لمواجهة كل شيء."


زين (يبتسم بسخرية): "النجاة لا تعني البقاء على قيد الحياة فقط، يا أبو سامر. النجاة تعني أن تكون لديك الشجاعة لمواجهة المجهول."


الجميع كان يعلم أن القرارات التي اتخذوها الآن ستغير مسار حياتهم. ربما سيكونوا على أعتاب مغامرة لا يمكن التنبؤ بنهايتها، ولكنهم في تلك اللحظة شعروا بشيء واحد فقط: ضرورة التحرك.


مريم (بحزم): "إذن... نذهب."


في تلك اللحظة، ارتفعت أصوات الأمطار بشكل مفاجئ، وكأن السماء نفسها كانت على علم بما يخبئه لهم المستقبل. الجميع وقفوا، وعين كل واحد منهم كانت مليئة بالعزيمة. سواء كان الهروب من الماضي أو مواجهة شيء أكبر، كان الجميع يدرك أن تلك اللحظة ستكون الفاصل بين حياتهم كما عرفوها وبين ما سيأتي.


مع ضوء الشموع الخافت في الزوايا، بدأوا بالتحرك نحو الباب. كان الطريق طويلًا والمجهول لا يزال أمامهم.


عمر (بصوت واثق): "لن نعود بعد الآن."


زين (بابتسامة باردة): "ولا حتى إذا أردنا."


وخرجوا جميعًا من القاعة الصغيرة، بينما المطر استمر في التساقط، لكن الآن كان يشعر الجميع أنهم يخطون نحو مصير جديد.


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع