رواية بصمه في القلوب الفصل الثالث 3 بقلم ايه طه حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية بصمه في القلوب الفصل الثالث 3 بقلم ايه طه حصريه في مدونة قصر الروايات
البارت 3
الليل كان هادي، وكل حاجة في البيت كانت ساكنة، كأن الزمن وقف. طه كان نايم على سريره، وإيده في إيد فاطمة، اللي رفضت تسيبه لحظة. أحمد كان قاعد على الكرسي جنب السرير، وعينه ما بتفرقش وش أبوه، وكريم واقف عند الشباك، ساكت، ومروة قاعدة عند رجلين أبوها، بتداري وشها في إيديها.
اللحظات كانت تقيلة، الكل حاسس إنها النهاية، لكن محدش قادر ينطقها. فجأة، طه فتح عينه بصعوبة، وبص لفاطمة اللي كانت أول واحدة لاحظت.
طه (بصوت ضعيف جدًا): "كلكم هنا؟"
فاطمة (بصوت مخنوق): "كلنا معاك يا بابا، مش هتسيبنا لوحدنا، صح؟"
طه (بابتسامة ضعيفة): "أنا عمري ما هسيبكم، أنا فيكم... في كل واحد فيكم."
كريم (بصوت متحشرج): "بابا، إحنا محتاجينك، مش مستعدين..."
طه (بهدوء): "محدش بيكون مستعد... بس إنتوا أقوياء، هتعرفوا تكملوا، وهتفضلوا سند لبعض."
أحمد (وهو يحاول يبتسم رغم الدموع): "أنا وعدتك إني هكون جنبك في أي معركة، يا بابا... بس دي المعركة الوحيدة اللي مش عارف أكسبها."
طه (وهو يضغط على إيده بصعوبة): "مش لازم تكسبها... المهم تعرف تعيش بعدها."
مروة كانت مش قادرة تتكلم، بس دموعها كانت بتنزل من غير توقف، قربت من أبوها، وحطت راسها على صدره، كأنها بتحاول تسمع دقات قلبه قبل ما تختفي.
مروة (بصوت متقطع): "بحبك قوي، يا بابا..."
طه (بصوت ضعيف لكنه مليان دفء): "وأنا كمان، يا بنتي... كلكم في قلبي، وكل واحد فيكم حتة مني."
الأحفاد كانوا نايمين في أوضتهم، وما يعرفوش إن دي آخر ليلة لهم مع جدهم، لكن طه بص ناحيتهم كأنه شايفهم.
طه (بابتسامة هادية): "قولوا لهم... إن جدهم كان بيحبهم أكتر من أي حاجة في الدنيا."
فاطمة حست إن إيد أبوها بدأت ترتخي في إيدها، وقلبها وقع، بصت لملامحه، لقته ساكن، مغمض عينه، والهدوء اللي كان في الغرفة بقى أهدى بكتير.
فاطمة (بهمس مخنوق): "بابا...؟"
لكن مفيش رد.
الدنيا بقت ضباب في عينين كل واحد فيهم، كريم حط إيده على وشه وهو بيحاول يكتم بكاءه، أحمد غمض عينه ودموعه نزلت من غير ما يحاول يمنعها، ومروة سابت نفسها تنهار في حضن فاطمة اللي بقت مش قادرة تتنفس من كتر الألم.
الدنيا فعلاً وقفت للحظة.
الشمس طلعت، لكنها كانت مختلفة. نورها ما كانش دافئ زي كل يوم، وكأنها حاسة بالحداد اللي مالي البيت. كل حاجة كانت ساكتة، إلا صوت القرآن اللي كان شغال في الخلفية، بيحاول يطبطب على القلوب المكسورة.
الناس بدأت تتجمع، الرجالة واقفين بره، كل واحد فيهم ماسك نفسه بالعافية. الستات جوه، مروة كانت لابسة إسدال أسود، وقاعدة جنب أمها اللي كانت مغمضة عنيها، دموعها بتنزل في صمت. فاطمة كانت لسه مش قادرة تستوعب، حاسة إن أبوها هيقوم في أي لحظة ويطلب منها كوباية شاي زي كل يوم.
أما أحمد، فكان واقف في النص، عينه حمرا، لكنه كان بيحاول يفضل ثابت. كريم كان جنب المشايخ اللي جم عشان يصلوا على طه، وعينيه على النعش اللي اتحط في نص البيت. اللحظة دي بالذات، كانت كابوس لكل واحد فيهم.
دخل واحد من الرجالة اللي بيجهزوا للجنازة، بص لأحمد وكريم وقال بصوت هادي:
الرجل: "يلا يا جماعة، لازم نتحرك للصلاة."
فاطمة مسكت إيد أمها بحنية، وهمست لها:
فاطمة: "يلا يا أمي، لازم نبقى معاه لآخر لحظة."
أمهم كانت ضعيفة، لكن جمعت كل قوتها وقامت، وسندتها مروة وفاطمة. أما الأحفاد، فكانوا واقفين بعيد، مش فاهمين كويس إيه اللي بيحصل، لكن جو الحزن كان بيكفي عشان يحسسهم إن حاجة كبيرة اتغيرت.
في المسجد
الصفوف اتملت، الرجالة وقفت تصلي، وكل واحد فيهم كان عنده ذكرى مع طه، حتى اللي ما يعرفوش كويس كانوا شايفين الحزن في عيون ولاده وحاسين بيهم.
أحمد وقف في أول الصف جنب كريم، أول ما الإمام بدأ الصلاة، حس إن صوته مخنوق، لكن ضغط على نفسه وكمل. بعد الصلاة، بدأت الناس تواسيهم، بس مفيش كلام كان كفاية.
رجل مسن من الجيران: "أبوك كان راجل طيب، عمره ما زعل حد... الله يرحمه."
أحمد (بابتسامة حزينة): "كان فعلاً أحن حد في الدنيا..."
كريم كان ساكت، ما بيتكلمش، لكن ملامحه كانت بتقول كل حاجة.
عند القبر
اللحظة الأصعب... النعش اتشال، وكريم وأحمد كانوا من اللي بيشيلوه، حسوا بتقل غريب، مش تقل جسدي، لكن تقل الفقد. مشيوا بيه لحد ما وصلوا القبر، وعينيهم مش بتفارق الخشبة اللي تحتها أبوهم.
لما بدأوا ينزلوه القبر، فاطمة حست برعشة في جسمها، وقلبها كان بيدق بسرعة، مسكت إيد مروة، وبصوت متقطع قالت:
فاطمة: "هو مشي... خلاص مش هيبقى هنا معانا."
مروة (وهي بتعيط بصوت واطي): "كان نفسي أقوله حاجات كتير قبل ما يمشي..."
أما أمهم، فكانت واقفة بصعوبة، دعيت له بصوت مليان حزن:
الأم: "ربنا يرحمك يا طه... كنت خير الزوج والأب."
أحمد حط التراب بنفسه، وكل حتة تراب كان يحطها كأنها بتمحي جزء من حياته القديمة. كريم فضل ساجد عند القبر بعد ما خلصوا، محدش قدر يقرب منه، كان محتاج اللحظة دي لوحده.
بعد الدفن
الناس بدأت تروح، والبيت فضل مليان عزاء وسلام، لكن كان فيه إحساس ناقص. فاطمة مسكت سبحة أبوها اللي كان دايمًا بيستخدمها، ومروة أخدت كتابه اللي كان بيحب يقرأ فيه كل ليلة.
أما أحمد، فوقف عند الشباك، وبص للسماء وقال بصوت هادي:
أحمد: "هتفضل جوه كل واحد فينا، يا بابا... ما حدش هيقدر يملى مكانك."
اليوم الأول بعد الجنازة كان أهدى من أي يوم فات، لكنه كان أصعب. البيت بقى مختلف، ناقصه روح طه اللي كانت ماليه كل زاوية.
في الصباح
أم أحمد كانت قاعدة في أوضتها، عينها على كرسي طه الفاضي. دايمًا كان بيصحى قبْل الكل، يقعد في البلكونة يشرب شايه ويسبح، لكن النهاردة… مفيش.
فاطمة دخلت عليها، بصت لها بحنية وقالت:
فاطمة: "قومي يا أمي، لازم تفطري."
الأم (بصوت ضعيف): "كان دايمًا بيقول لي ما أفوّتش الفطار… بس المرة دي هو مش هنا عشان يقولها."
فاطمة حست بغصة في حلقها، لكنها حاولت تبتسم:
فاطمة: "بس إحنا هنا، وهيفضل موجود في كل حاجة حوالينا."
في الصالة
مروة كانت قاعدة جنب علبة الدواء بتاعة أبوها، لسه مش قادرة تصدق إنه مش محتاجها تاني. لمست العلبة، وبصت لكريم اللي كان ساكت من ساعة الجنازة.
مروة: "إنت ما اتكلمتش خالص من امبارح."
كريم (بهدوء غريب): "هتكلم أقول إيه؟ إن البيت بقى بارد؟ ولا إننا بنضحك عشان ما نبكيش؟"
مروة حست بحرقة كلامه، لكنها قررت ما تنهارش:
مروة: "عارفة… بس هو مش كان عاوزنا نفضل محبوسين في الحزن. كان دايمًا يقول إن الدنيا بتاخد وبتدي."
عند الباب
أحمد كان بيستعد للخروج، لابس هدوم الجيش، لكنه وقف عند باب البيت وبص على المكان اللي كان أبوه بيقعد فيه. فجأة، سمع صوت فاطمة وراه:
فاطمة: "رايح فين؟"
أحمد: "لازم أرجع الجيش اجازتي خلصت… وكمان لو فضلت هنا، مش هعرف أتعامل مع اللي جوايا."
فاطمة قربت منه، وحطت إيدها على كتفه:
فاطمة: "بس ما تهربش، المواجهة أصعب بس أحسن."
أحمد ابتسم ابتسامة خفيفة، ومسح عينه بسرعة قبل ما يخرج.
في أوضة الأحفاد
الأطفال كانوا ساكتين، على غير عادتهم. حفيد طه الكبير، حمزة، قرب من مروة وسألها بصوت طفولي حزين:
يوسف: "جدو في السما دلوقتي؟"
مروة مسحت دموعها بسرعة، ونزلت لمستواه وهي تبتسم له بحنان:
مروة: "أيوه يا حبيبي، وهو بيبص عليكوا من فوق، وعاوزك تكون قوي."
حمزة هز راسه بإصرار، وقال بثقة:
حمزة: "أنا هكون زي جدو، قوي ومحبوب."
مروة حضنته، ودموعها نزلت غصب عنها، لكنها كانت دموع فخر أكتر منها حزن.
في الليل
الكل كان في الصالة، ومحدش كان عاوز يدخل أوضته، كأنهم مش عاوزين يسيبوا بعض. كريم أخيرًا كسر الصمت وقال:
كريم: "لازم نحافظ على كل اللي علمه لنا… ما نخليش الحزن يكسّرنا."
فاطمة: "صح، كلنا محتاجين بعض دلوقتي أكتر من أي وقت فات."
الأم بصت لهم كلهم، ولأول مرة ابتسمت رغم الدموع:
الأم: "هو لسه معانا… في قلب كل واحد فيكم."
وساعتها، عرفوا إن الحزن مش معناه النسيان، وإن الحياة هتفضل مكملة، حتى لو ناقصة حد غالي.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا