القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وميض اللقاء الفصل الرابع 4بقلم آيه شاكر حصريه في مدونة قصر الروايات


رواية وميض اللقاء الفصل الرابع 4بقلم آيه شاكر حصريه في مدونة قصر الروايات 




رواية وميض اللقاء الفصل الرابع 4بقلم آيه شاكر حصريه في مدونة قصر الروايات 



((٤)

-مش ممكن! مين الشاب الغريب ده! وإيه اللي بيحصلي ده؟!

قالتها باضطراب وحدقت بشاشة هاتفها كان هناك صورة لطاولة خشبية عليها فنجان قهوة ودفتر مغلق بجوار لابتوب. 

خفق قلبها بشدة، كان هذا هو الدفتر!

قربت الشاشة، ودققت في التفاصيل...

كان الغلاف مميزًا، لا يمكن أن تخطئ فيه؛ نفس اللون، نفس التجعيد البسيط في الزاوية وقد التقط «مالك» هذه الصورة مساء الأمس...

ارتجفت يداها وهي تخرج أنفاسها ببطء...

 إذن «مالك» هو من أخذ الدفتر... تُرى ما قصة هذا الشاب، وما الذي يعرفه بالضبط؟ وماذا ينوي أن يفعل بالدفتر؟ وما علاقته به؟

وقبل أن تغلق هاتفها، لاحظت تعليقًا كتبه «مالك» تحت الصورة:

"بعض الذكريات تستحق الاحتفاظ بها... حتى لو كانت مشفرة."

تسائلت هل قرأ ما في الدفتر؟ هل فهم شيئًا عن تشابه الأحداث؟ هل هذا الدفتر مسحور، أم ماذا يحدث؟!

أغلقت «رهف» هاتفها بسرعة، وأخذت نفسًا عميقًا لتُهدئ ضربات قلبها المتسارعة...

وشعرت بأنها علقت في لغز أكبر مما تخيلت...

*********

عادت إلى المنزل شاردة الذهن، بالكاد استوعبت طريقها.

وحين دخلت للبيت قابلتها والدتها بصوتها الحاد:

-كالعاده لا بتردي على موبايلك ولا مديه اهتمام للناس اللي عايشه معاكي في البيت أصلًا.

-أسفه يا ماما كان عندي حاجه مهمه ومحبتش أصحيكم.

-حاجه مهمه بعد الفجر يا رهف! حاجة ايه دي؟

قالتها والدتها بعتاب، فازدردت «رهف» لعابها، وقالت بهدوء لتتهرب من الحديث:

-هحكيلك بس مش دلوقتي يا ماما... عندي مذاكره مهمه هخلصها الأول.

دخلت غرفتها  أغلقت الباب وألقت بنفسها على السرير، محاولة استيعاب ما يحدث...

«مالك» لديه الدفتر، تشعر أنه يعرف شيئًا لا تجرؤ حتى على تخمينه.

تذكرت لقائهما الأول، واللقاء الثاني والثالث ونظراته الغامضة... هل كان يعرف منذ البداية؟ أم أن الأمر كله مجرد صدفة.

جلست «رهف» على طرف سريرها، تحدق في الرسائل المربوطة بالشريط الوردي الباهت...

 كانت هذه الأوراق القديمة الشيء الوحيد الذي بقي معها بعد اختفاء الدفتر...

شعرت بثقل في قلبها، لكن فضولها دفعها لفتحها، فكت الشريط بحذر، وبدأت الأوراق تتكشف أمامها...

كانت الرسائل مكتوبة بعناية، بخط يد أنيق، والكلمات تعكس مشاعر دفينة...

أخذت نفسًا عميقًا وفتحت أول رسالة:

"إلى حبيبتي التي لم يفارقها قلبي يومًا،

أعلم أن القدر كان قاسيًا علينا... وأن ما حدث لم يكن بيدي... أرجوكِ، لا تكرهي ذكراي، ولا تنسي أوقاتنا سويًا... ربما لا أستحق حبكِ بعد الآن، لكنكِ ستظلين دائمًا في قلبي."

تسائلت؛ من كان يكتب هذه الرسائل؟

قلبت الرسالة لتبحث عن أي توقيع، لكنها لم تجد سوى حرف واحد في النهاية: 

"م".

ألقت نظرة على باقي الرسائل، كانت كلها من نفس الشخص موقعه بـ "م"...

بدأت بقراءة الرسالة التالية، وعيناها تتسعان مع كل سطر:

"لم أكن أريد أن أترككِ، لكن الظروف أجبرتني على الرحيل... ربما لن تسامحيني أبدًا... لكنني سأظل أدعو لكِ بالسعادة، حتى لو لم أكن جزءًا منها."

ورسائل أخرى جميعها كان يبث بها الندم...

نظرت إلى الرسائل المبعثرة أمامها...

تنهدت وهي تفكر في الخطوة التالية...

كيف ستواجه «مالك» وتستعيد الدفتر؟ مجرد تخيلها للموقف جعل قلبها ينبض بعنف.

شعرت بالاختناق، لم تعتد الاقتراب من الغرباء، و«مالك» ليس مجرد غريب؛ إنه شاب وسيم، لديه نظرات حادة تزيد من ارتباكها.

لا تدري كيف ستتحدث معه... تراجعت إلى سريرها، ضامة ركبتيها إلى صدرها.

كانت تعلم أن عليها مواجهة مخاوفها، لكن كيف؟

أغمضت عينيها محاولة الهروب من دوامة أفكارها. 

لكن صورة «مالك» كانت تلاحقها، بنظراته المريبة التي لم تستطع فهمها.

 لم يكن هناك مفر، عليها أن تعرف الحقيقة، عليها أن تواجهه.

لكن... كيف تبدأ؟

فتحت هاتفها على صفحته مرة أخرى، واتسعت حدقتيها وهي ترى التوقيع أسفل كل منشور "م".

تسارعت دقات قلبها، لا لا يجب أن تُحل الأمور!

أخذت نفسًا عميقًا، ثم التقطت لقطة شاشة لصورة الدفتر...

انتقلت إلى صندوق الرسائل، أرسلت لقطة الشاشة ثم كتبت:

"الدفتر دا بتاعي ووقع مني."

أرسلت الرسالة وشعرت بقلبها يخفق بعنــف، عيناها معلقتان بالشاشة وكأنها تنتظر حكمًا مصيريًا، ظهرت علامة القراءة سريعًا وجاء الرد:

"دفتر إيه اللي بتاعك! مين إنتي؟"

ترددت أصابعها للحظة، هل تكتب اسمها أم لا، أخذت نفسًا عميقًا وكتبت:

"رهف... اتقابلنا من شوية... الحاجة اللي بدور عليها هي الدفتر ده."

مر الوقت بطيئًا، شعرت بثقل اللحظات وكأنها ساعات...

تتساءل هل سيرد أم سيتجاهلها؟

ظهرت الرسالة أخيرًا:

"إزيك يا أنسه رهف؟"

تجمدت ملامحها، لم تتوقع هذا الرد، تسائلت؛ هل يسخر منها؟ أم أنه يحاول كسب الوقت؟

كتبت بسرعة قبل أن يتلاشى اندفاعها:

"لو سمحت أنا عايزه الدفتر ضروري... دا وقع مني امبارح."

رد فورًا:

"دفتر إيه اللي وقع منك امبارح، الدفتر ده معايا من خمس سنين."

ضغطت على شفتيها، وكتبت بغضب:

"حضرتك بتكذب ليه؟ الدفتر ده بتاعي."

أسرع بالرد:

"هو أنا كنت أعرفك عشان أكذب عليكِ."

قرأ عقلها رسالته تلك بنبرة صوته الساخرة، فارتبكت وأرسلت مرة أخرى:

"لو سمحت رجعلي الدفتر."

"الدفتر بتاعي، وبعد إذنك لأني مش فاضي."

حدقت بأخر جملة كتبها بذهول، ثم ألقت الهاتف جانبًا ونفخت بضجر...

وانتهت المحادثة... لكن لم تنتهِ القصة بعد.

********

حاولت «رهف» إقناع نفسها أن تنسى، أن تتجاهل الأمر...

أقنعت نفسها أن كل هذا لا يستحق القلق؛ مجرد دفتر قديم، وشاب غامض، وصدف متكررة... لا شيء غير طبيعي! أليس كذالك؟

لطالما اتهمها الجميع ببرود أعصابها، فلمَ الآن يهزها هذا الأمر؟! ويجرها الفضول جرًا دون إرادة منها...

*******

مرت الأيام هادئة، بلا جديد.

حذفت «رهف» تطبيق الفيسبوك، وأجبرت نفسها على عدم التفكير في الأمر، لكن شيئًا ما ظل يزعجها...

في كل ليلة، كانت تتقلب في فراشها، وصوته يتردد في أذنيها.

لم تستطع نسيان تلك النظرات الثاقبة، ولا نبرة صوته الحادة.

كانت تتخيله يقف أمامها، فتهز رأسها بعـ.ـنف محاولة طرد خياله... ثم تغلق جفونها أخيرًا وتغرق في نوم مضطرب.

**********

في مساء هادئ، جلست أمام التلفاز، تبحث عن أي شيء يشغل أفكارها...

توقفت عند فيلم رومانسي...

كانت البطلة تحدق في البطل بنظرات حالمة بينما يعترف بحبه لها، فقد فقدت شغفها لتلك الأفلام فجأة، حاولت «رهف» التركيز، لكن شرد ذهنها بعيدًا...

عادت عينا «مالك» لتلاحقانها، بنظراته الحادة التي اخترقت جدران قلبها.

تساءلت بحنق: أين هو الآن؟ وهل هو متزوج من سما؟ هل قرأ الدفتر بأكمله؟ 

شعرت بوخزة في صدرها، فهزت رأسها بعنــف، وكأنها تطرد أفكارها، رددت:

-أنا بفكر فيه ليه؟! مش قولت هنسى الموضوع كله.

زفرت بحنق، وقفزت من مكانها بعصبية، أوقفت الفيلم، وارتدت ملابسها على عجل، ثم استأذنت والدتها وخرجت تتمشى...

لامس الهواء العليل وجنتيها، كانت شوارع المعادي القديمة هادئة، وأضواء المصابيح تتراقص على الأرصفة.

توقفت أمام شجرة الفيكس حدقت في أغصانها المتشابكة، التي شهدت لقائهما قبل أيام... شعرت بارتجاف خفيف في قلبها، فعضت على شفتيها وأكملت طريقها، وهي تغمغم:

-أنا ليه حاسه إني اتجننت أو هتجنن قريب!؟

تأوهت بصوت خافت، واسرعت الخطى بعيدًا لكن خطواتها تجمدت فجأة...

لمحته يجلس في مطعم على بعد أمتار قليلة، ظهره مستند إلى المقعد، يطرق بأصابعه على الطاولة بتوتر، وعيناه شاردتان في الفراغ، وأمام جهاز الابتوب، كان الدفتر مستقرًا، كأنه يتحدى رغبتها في تجاهله.

شعرت بقلبها يهبط في جوفها، ويدها ترتجف، لكنها لم تفكر مرتين... هرولت نحوه، وقبل أن يستوعب «مالك» وجودها، التقطت الدفتر من فوق الطاولة وضمته إلى صدرها بعـ ـنف، وكأنها تحميه من شيء لا تراه.

وثب «مالك» من جلسته وهدر بصوت جهوري:

-تاني! إنتِ تاني؟ هاتي الدفتر بعد إذنك.

تلاحقت أنفاسها، وشعرت بقلبها ينبض بعــنف، لكنها ضمّت الدفتر إلى صدرها بإصرار، كأنها تحميه، هزت عنقها نافية، ثم رفعت عينيها إليه، ونظراتها تحمل مزيجًا من التحدي والخوف، قالت:

-الدفتر ده وقع مني أنا... ومش بعيد تكون إنت اللي كنت مسلط عليا الحرامي عشان ياخده مني...

ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، عقد حاجبيه وقال بحنق:

-يا أنسه! الدفتر ده معايا من خمس سنين... حقيقي إنتِ أغرب إنسانه قابلتها في حياتي.


 لم تتراجع، لم يعد هناك مجال للتراجع...

قالت بحدة:

-حقيقي مش أغرب منك! حضرتك... آآ... أنا ممكن أقولك الدفتر ده مكتوب فيه إيه من غير ما أفتحه...

ارتفع حاجباه بدهشة، لمعت عيناه باهتمام وهو يقول:

-تمام، اقعدي وقولي... وإن طلع كلامك صح، هسيبهولك.

ترددت لوهلة، لكنها سحبت مقعدًا وجلست، ووضعت الدفتر على الطاولة أمامها.

جلس قبالتها، أسند مرفقيه على الطاولة، وثبّت نظره على الدفتر، ثم قال بنبرة حادة:

-قولي... أنا سامعك.

تلعثمت الكلمات في حلقها، لكنها أغمضت عينيها وأخذت نفسًا عميقًا:

-الـ... اللقاء الأول... لما كانت تيته هتقع فـ... سندتها واحدة وكان فيه شاب... والـ... اللقاء الثاني عند شجرة الفيكس... واللقاء الثالث في الموصلات... وبعدين فيه نصايح عن الخطوبه و...

ابتلعت باقي كلماتها، بينما بقي «مالك» صامتًا مترقبًا لكلماتها، وعيناه لا تفارقان الدفتر، وحين طال صمتها أشار إلى الدفتر قائلًا بجمود:

-افتحي الدفتر يا آنسة واقري...


 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع