رواية نور بين السديم الفصل الرابع 4 بقلم يزن الحريري حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية نور بين السديم الفصل الرابع 4 بقلم يزن الحريري حصريه في مدونة قصر الروايات
نور بين السديم
الفصل الرابع
في إحدى زوايا دمشق القديمة، تحت ضوء مصابيح الشوارع الخافتة، جلست ليان في المقهى ذاته الذي التقت فيه سليم أول مرة. كانت تراقب انعكاس الأضواء على كوب قهوتها، تحاول ترتيب أفكارها قبل وصوله.
لم تمضِ دقائق حتى رأت ظله يقترب، بخطوات واثقة لكنه يحمل شيئًا من التردد. جلس أمامها بصمت للحظات قبل أن يقول بصوت هادئ:
"ما كنت متأكد إذا رح تجي."
رفعت نظرها إليه وقالت: "وأنا كمان ما كنت متأكدة إذا لازم أجي."
ابتسم بخفة وهو يمرر يده فوق فنجانه: "بس أجيتي، معناته عندك شي بدك تعرفيه."
تنهدت وهي تتكئ على الطاولة: "يمكن، ويمكن كمان عندي شي بدي أتأكد منه."
نظر إليها نظرة طويلة، وكأن عينيه تحاولان سبر أعماقها، ثم قال: "والسؤال هو… إذا كنت مستعدة تسمعي الجواب؟"
صمتت، لكن داخلها كان يعج بالأفكار. هل هي مستعدة حقًا؟ هل تريد أن تعرف إلى أين سيأخذها هذا الطريق؟
في تلك الليلة، وبعد انتهاء حديثهما، خرجت ليان من المقهى وهي تشعر بأن عقلها مليء بأسئلة أكثر من ذي قبل.
لم يكن سليم شخصًا عاديًا… لم يكن مجرد شاب يمر بحياتها ثم يختفي. كان مختلفًا بطريقة غريبة، وكلماته كانت تلامس شيئًا دفينًا داخلها.
بينما كانت تمشي في الشوارع شبه الخالية، سمعت صوت هاتفها يرن. نظرت إلى الشاشة… رقم غير مسجل. ترددت، لكنها قررت الرد.
"ألو؟"
جاءها صوت منخفض، لكنه حاد وواضح: "ليان، لازم تنتبهي… في أمور أكبر مما بتتخيلي."
تسارعت أنفاسها وهي تقول: "مين؟ شو عم تحكي؟"
لكن الخط انقطع قبل أن تسمع أي إجابة.
وقفت مكانها للحظات، تشعر بقلبها ينبض بعنف. ماذا كان يعني هذا الاتصال؟ ومن يكون هذا الشخص؟
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها وهي تهمس لنفسها: "شو اللي دخلت فيه؟"
في اليوم التالي، عندما دخلت الجامعة، شعرت بنظرات غريبة تلاحقها. وكأن الجميع يعلم شيئًا لا تعرفه. جلست بجوار مها التي نظرت إليها بقلق وقالت بصوت منخفض:
"ليان، صار شي غريب مبارح؟ شكلك مو على بعضك."
ترددت للحظة، لكنها شعرت بحاجة للحديث. أخبرتها عن اللقاء مع سليم، وعن المكالمة الغريبة التي تلقتها بعد ذلك.
وضعت مها يدها على فمها باندهاش وقالت: "هذا شي مو طبيعي! بتعرفي إنه هاد ممكن يكون تحذير؟"
تنهدت ليان وقالت: "بعرف، ولهيك لازم أعرف شو القصة قبل ما يصير شي ما كنت حاسبته."
لكنها لم تكن تعلم أن الحقيقة أقرب مما تتخيل، وأن الأجوبة التي تبحث عنها… قد تكون أخطر مما توقعت.
بعد محادثتها مع مها، شعرت ليان أن القلق بدأ يتسلل إليها أكثر. كان هناك شيء غير مفهوم يحدث، ولم تكن قادرة على تحديد مصدره.
حين خرجت من الجامعة، وجدت رسالة على هاتفها من سليم:
"لا تثقي بكل شي بيبين قدامك… في أمور ما بتكون متل ما بتتوقعي."
ضغطت على الشاشة بارتباك، ثم كتبت له بسرعة:
"شو عم تقصد؟ مين اللي لازم ما أوثق فيه؟"
لكن الرسالة لم تصل… وكأن هاتفه مغلق أو خارج التغطية.
وقفت في منتصف الطريق، تشعر أن كل شيء حولها صار غامضًا ومريبًا. حتى الأشخاص الذين تراهم يوميًا بدأوا يبدون وكأنهم يخشون قول شيء ما.
في تلك الليلة، قررت ليان أن تذهب إلى المكان الوحيد الذي قد تجد فيه إجابات… المقهى حيث التقت بسليم أول مرة.
دخلت وهي تتلفت حولها، لكن سليم لم يكن هناك. شعرت بخيبة أمل، لكنها قررت الانتظار.
بعد نصف ساعة، وقفت لتخرج، لكن فجأة، سمعت صوتًا خلفها:
"كنت عارف إنك رح تجي."
التفتت بسرعة، فرأته يقف قرب الباب، ينظر إليها بملامح جامدة. تقدمت نحوه وقالت بحزم:
"لازم تحكيلي كل شي هلق، ما عاد فيني أتحمل هالضياع."
تأملها للحظات، ثم أشار لها أن تجلس. جلست أمامه وهي تحاول أن تحافظ على هدوئها، لكنه كان يراقبها بنظرات غامضة قبل أن يقول بصوت منخفض:
"في سر… وانتي جزء منه، سواء كنتي بتعرفي أو لا."
شعرت أن قلبها توقف للحظة، ثم همست بارتباك: "شو يعني؟"
اقترب منها قليلًا وقال بجدية: "يعني اللي صار معك مو صدفة، واللي رح يصير بعده… رح يغيّر كل شي."
ارتعشت أناملها فوق الطاولة، ولم تستطع منع نفسها من الهمس: "شو اللي بدي أعرفه؟"
نظر إليها طويلًا، ثم قال بصوت خافت لكنه حاد:
"إنه مو كل شي كان متل ما كنتي مفكرة… حتى قصتك إنتي، إلها بداية مختلفة."
يتبع....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا