رواية حين تنبت القلوب الفصل الخامس 5 بقلم ملك الحريري حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية حين تنبت القلوب الفصل الخامس 5 بقلم ملك الحريري حصريه في مدونة قصر الروايات
حين تنبت القلوب
البارت الخامس – الأخير
في تلك اللحظة، كل شيء تغير.
كان حمزة يقف أمام نافذة مكتبه، والعالم كله يبدو كأنه يتساقط حوله. الأخبار كانت كارثية: تسريب كل بيانات المشروع، والسرية التي كانت بمثابة شريان الحياة للشركة أصبحت الآن في خطر.
ميرا كانت تقف خلفه، عيونها لا تفارق محياه. كيف وصلوا إلى هذه النقطة؟
— "كيف حدث هذا؟" قالت ميرا بصوت ضعيف، لكنها كانت تحاول أن تكون قوية.
حمزة لم يلتفت إليها، بل استمر في التحديق بالمدينة، كما لو أن قلبه كان يتنقل عبر كل زاوية من زوايا العالم، يبحث عن تفسير، يبحث عن خيط من الأمل.
لكن ميرا كانت تلاحظ التغيرات العميقة فيه. كان هناك شيء في عينيه يفضح التوتر، والحيرة، والقلق.
— "هناك شخص بيننا... بيننا!" قال بصوت حاد، وهو يوجه أصابع اتهامه في الهواء كما لو أنه كان يبحث عن أجوبة في فضاء الغرفة نفسه.
ميرا سارت نحوه بسرعة، وجهها مليء بالدهشة:
— "من تقصد؟"
لكن قبل أن يتكلم، انفتح الباب فجأة.
كان ريان.
ولكنه كان يلفظ الكلمات الأخيرة التي بدت كموتٍ بطيء.
— "إنها ميرا!"
تفاجأ الجميع.
— "ماذا؟" همست ميرا، وكأن كلمات ريان كانت قادرة على اختراق كل حواجز العقل.
— "لقد كانت ميرا... هي التي قامت بتسريب كل شيء!"
هذه الكلمات كانت كالصاعقة.
لكأن السماء انهارت فجأة. كانت ميرا تشعر بشيء ثقيل يتدحرج في حلقها. لم يكن هذا مجرد اتهام... كان نهاية كل شيء.
لكن قبل أن تسقط الكلمات الأخرى، همس حمزة:
— "أنتِ؟ هل يمكن أن تكوني أنتِ؟"
كانت الغرفة تملؤها العتمة، صوت قلب ميرا فقط الذي كان يدوي في أذنيها.
— "لا... لا، هذا غير صحيح!" قالت، لكن الصوت كان ضعيفًا.
لكن لا أحد صدقها.
❈ ❈ ❈
بعد يومين
كان الجميع في المطار. وكانت الطائرة تستعد للإقلاع.
ميرا كانت تقف هناك، حقيبتها في يدها. حمزة كان بعيدًا عن الأنظار، على بعد أمتار قليلة منها، لكنه كان يتابعها بنظرة لا تخلو من الألم والغضب.
في ذلك اليوم، اختارها هي.
اختار أن يراها تذهب.
وهي... اختارت أن تتركه.
كان هذا آخر لقاء بينهما.
❈ ❈ ❈
نهاية؟
لا، كانت بداية شيء مختلف تمامًا...
ميرا أدركت أخيرًا أن كل مشاعرها لم تكن مجرد قتال مع حمزة. كانت معركة داخلية مع نفسها.
حمزة، رغم كل شيء، كان يرمز لشيء أكبر في حياتها: التحدي، القوة، الاختيار الصعب.
والآن، كانت تتوجه إلى مستقبها، بعدما فقدت كل شيء لكنها تعلمت درسًا واحدًا... أن القلوب قد تزرع من جديد، حتى لو كانت الجراح عميقة.
❈ ❈
كانت ميرا في الطائرة، عيونها مثبتة على نافذة الزجاج، بينما كانت الأرض تبتعد عنها شيئًا فشيئًا. كانت تشعر بشيء غريب في قلبها، لا تعرف إن كان حزنًا أم قلقًا، أم مزيجًا من مشاعر لا يمكنها تفسيرها.
الابتعاد عن حمزة... هل كان القرار الصحيح؟ أم أنها كانت تهرب من شيء لا تستطيع تحمله؟
لكن في النهاية، كان هذا هو ما اختارته: أن تبتعد لتكون قادرة على بناء نفسها من جديد.
لكن حينها، جاءها اتصال.
حمزة.
لم تتردد. ضغطت على الزر وأجابت بصوت منخفض، كما لو أنها كانت تخشى أن يسمعها أحد.
— "ميرا..."
صوته كان مختلفًا. لم يكن ذلك الصوت الغاضب الذي سمعته منذ أيام. كان أهدأ، وكأن عبئًا ثقيلًا قد أزيل عن قلبه.
— "أنا آسف."
كانت مفاجأة.
آسف؟
— "ماذا؟" همست ميرا، غير مصدقة.
— "كنت غاضبًا جدًا... لكن... بعد كل شيء حدث، أدركت أنني أخطأت. لا، نحن أخطأنا... في كل شيء."
كان هناك صمت قصير.
— "أريد أن أخبرك بشيء." قال حمزة، صوته الآن مليء بالحزن والتأمل. "أريدك أن تعلمي أنني لم أكن أعتقد أبدًا أني سأصل إلى هنا... لكنني أصبحت مستعدًا لأن أكون معك. حتى لو كانت الطريق مليئة بالألم، أريد أن نمشيها معًا."
كل كلمة من كلماته كانت كأنها إعادة ترتيب لعالمها المشتت. كان يبدو صادقًا، ولأول مرة، شعرت بأنها يمكن أن تثق به.
لكن هل يمكنها أن تسامح كل شيء؟ هل يمكنها أن تنسى؟
— "حمزة، لا أعرف... لا أعرف إن كنت قادرة على أن أصدق ما تقول."
كان صوته يملؤه الأمل:
— "لكننا يمكننا البدء من جديد... معًا."
❈ ❈ ❈
بعد أسابيع، عاد كل شيء إلى مجراه الطبيعي. كانت ميرا قد قررت العودة إلى المدينة، وأخذت وقتًا لتعيد بناء حياتها. لكن في هذه المرة، لم تكن بمفردها. كان حمزة هناك، إلى جانبها، يساندها في كل خطوة.
في النهاية، قرروا أن يتخلا عن الماضي، وأن يواجهوا معًا المستقبل، مهما كان مليئًا بالشكوك والتحديات.
❈ ❈ ❈
وفي اليوم الذي قررا فيه أن يعلنوا للعالم عن حبهم من جديد، كان حمزة يقف أمامها مبتسمًا، ممسكًا بيدها:
— "أنتِ لا تعرفين كم أحبكِ، ميرا. ولكني وعدتكِ، سأكون هناك من أجلكِ، مهما كانت الظروف."
كانت عيون ميرا مليئة بالدموع، لكنها لم تكن دموع ألم، بل دموع شكر وأمل.
— "وأنا أحبك، حمزة... الآن، وأنا مستعدة لأن نمضي قدمًا معًا."
❈ ❈ ❈
وفي تلك اللحظة، كان كل شيء قد تغير. ليس بسبب الأخطاء التي ارتكبها كل منهما، ولا بسبب الصراعات التي خاضوها معًا. بل لأنهما اختارا أن يكونا معًا.
اختاروا الحب، رغم كل شيء.
النهاية.
#ملك_الحريري
لمتابعة الرواية الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا