القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حصنك الغائب الفصل الثامن 8بقلم دفنا عمر حصريه في مدونة قصر الروايات جميع الفصول كامله

 رواية حصنك الغائب الفصل الثامن 8بقلم دفنا عمر حصريه في مدونة قصر الروايات جميع الفصول كامله 





رواية حصنك الغائب الفصل  الثامن 8بقلم دفنا عمر حصريه في مدونة قصر الروايات جميع الفصول كامله 


                                    


الفصل الثامن


----------



لا تعرف كيف وصلت لمنزل رفيقتها درة، وراحت تطرق الباب الضخم بعنف، وما ان انفرج امامه، حتى هرولت إليها، لتجدها ملقاه أرضًا بوسط غرفتها، دون أن يشعر بها أحد! 



+




صُعقت لمرآها وراحت تهز جسدها الساكن: دُرة ..يا دُرة ردي عليا ..حصلك ايه.. ثم هدر صوتها بصراخ: 



+




زكية، بسرعة اتصلي بالدكتور حالًا! 


.................. .



+




أردف الطبيب بعد إنتهاء "فحص" دُرة: 



+




_للأسف دي بوادر انهيار عصبي.. أنا حقنتها بجرعة مهديء عشان تنام. وده علاج هتاخده بإنتظام، وحاولو تبعدوها عن أي أسباب تضغط عليها نفسيًا قدر المستطاع! 


...... .. .... 



+




أدهم بعد مغادرة الطبيب: 



+




ممكن تفهميني بالراحة كده يا كريمة حصل إيه؟!.. 



+




هتفت بحزن: معرفش، انا فجأة لقيتها بتتصل وبتندهلي بطريقة غريبة كأنها بتستنجد بيا.. وبعدها صوتها راح وسمعت كأنها وقعت ع الأرض جريت بسرعة على هنا واما شوفتها فعلا فاقدة الوعي كلمنا الدكتور. وبعدين كلمتك عشان تيجي تساعدني..!



+




قُطب جبينه بحيرة: غريبة، وعاصم كمان مش بيرد عليا.. وفين بلقيس المفروض انها في البيت..أنا مش مطمن ياكريمة.. قلبي مقبوض.. ربنا يستر! 



+




تمتمت مؤيدة لنفس شعوره: ولا أنا مطمنة.. حتى سألت ذكية يمكن تعرف حاجة أو سمعت حاجة.. للأسف معندهاش أي معلومة! 



+




ألتزم الصمت وعلى ملامحه علامات تفكير عميق ، فتذكرت زوجته شيئًا ما جعلها تهتفت: على فكرة، عابد جه يزورهم من ساعتين تقريبًا، اتصل بيه يا أدهم يمكن عارف حاجة! 



+




أجرى على الفور إتصاله، وانتظر إلى أن أتاه صوته: أيوة ياعابد.. أنت فين يابني.. وفين عمك عاصم، هو معاك؟ 



+




_ أيوة يا بابا.. أنا مع عمي، 


ثم تسائل بحذر ليستشف مدى معلومات والده وإن كان على علم بشيء أم لا: ليه بتسأل على عمي يا بابا؟ هو فيه حاجة حصلت؟!



+




قص عليه ما حدث لزوجة عمه، فأردف عابد بأسف: 


لا حول ولا قوة إلا بالله.. طب هي عاملة إيه دلوقت؟!



+




_ نايمة من المهديء.. فهمني يا ابني فين عمك وبنت عمك.. حصل إيه يا عابد أنا قلبي مقبوض يابني طمني؟



+




تنهد عابد ولا يعلم ماذا يفعل، الوضع أصبح مُقلق بشكل لم يتوقعه.. وتحت ضغط أبيه لم يجد بُدً من مصارحته بما حدث، فيحق له أن.. لذا قص عليه كل شيء! 



+




بشحب وجه أدهم مما سمعه.. وكاد أن يعتصر الهاتف بين أصأبعه، وأظلمت عيناه مردفًا بنبرة حازمة: 


انتوا فين؟؟؟؟



+




*************************



+




فجأة لاحظ شيئًا عجيب يحدث بتلك السيارة، أَمعن النظر محاولًا التأكد مما يرى، عله يهذي حقًا من قلة النوم، ويخدعه البصر، لكن الرؤية واضحة ولا مجال للهذيان.. فتمتم لنفسه بخفوت يُغلفه الدهشة: غريبة! إيه اللي بيحصل ده؟!



+





          



                


ثم اتسعت حدقتاه مذهولًا بعد أن طرأ تطور ملخوظ لعيناه وتيقن جيدًا تلك المرة مما يرى، فأسرع بنكز كتف صديقه الذي سقط في غفوة سريعة: عامر.. فوق ياعامر وشوف اللي انا شايفه ده حقيقة ولا بيتهيئلي! 



+




غمغم الأخير بصوت ناعس: في إيه يا ابني سبني انام حرام عليك بلاش أزعاج!



+




_ قوم بس ياعامر أرجوك.. هوريك حاجة غريبة! 



+




استجاب على مضض وهو يتأفف متطلعًا لما أشار " ظافر" ..وما لمحه كان طفيفًا ليجعله يهتف: 



+




_أنا بحاول اركز، بس حقيقي مش شايف حاجة يا ظافر، مالها العربية اللي قدمنا مش فاهم؟!



+




ظافر بحاجبين مقطوبين وعيناه تضيق وتحتد أكثر: 


يابني ركز وبص على " الكشاف" الشمال في العربية " النبيتي" اللي ماشية قصادنا دي! 



+




ضيق عامر حدقتاه محاولًا تبين ما يقصده صديقه! 



+




_ هو كأن في حد بيحرك الكشاف من جوة! بس ممكن " هزة " السيارة هي اللي خادعة بصرنا ومافيش حاجة، ماهو مين هيعمل كده! 


ثم استطرد مازحًا: اقولك.. يمكن اصحاب العربية معاهم "معزة" في شنطة العربية وبتحاول تهرب



+




لم يتجاوب " ظافر" مع مزحته، عاقدًا حاجبيه بجدية ومازالت حدقتاه ترصد السيارة بتركيز شديد ليتأكد، هل ما يراه خداع بصري حقًا، أم شيء أخر! 



+




_ أنا هرجع أنام بقى واياك تصحيني عشان تهيوئاتك دي ياعم ظافر! 



+




تركه يعود لغفوته، وظل يتابع السيارة باهتمام جم.. وتحديدًا زاوية الكشاف الملون.. وفجأة صدع ندائه بقوة تلك المرة: ألحق يا عامر! 



+




فُزع الأخير وتمتم بسخط: يمين بالله يا ظافر هينقطع خلفي بسببك! ..في إيه يا جدع، مش هنخلص في الليلة دي! 



+




_ ياعامر بص شوف بنفسك اللي انا شايفه! المرة دي مش تهيوئات..!



+




فنظر تلقائيا لما يقصد ظافر، فسقطت شفتية ببلاهة مأخوذ مما رآه!!!! 



+




غلاف الكشاف الخاص بالسيارة، يتزحزح عن إطاره، كأن شخصًا ما يدفعه من الداخل، وبعد ثواني معدودة، سقط " الغلاف الملون " وبرز من التجويف الفارغ داخل الإطار "يدٍ" لشخصٍ ما تتحرك بعشوائية وكأنها تستغيث بمن يراها على الطريق..!



3





  



      


  


    


        


    


    


      


        


        


      


    


   


    





                


اتسعت عين " عامر" بذهول متمتما: "يا ليلة بيضا".. ده حد في شنطة العربية فعلا ياظافر.. معقول صاحب العربية ده خاطف حد..؟!



+




برقت عين " ظافر" بنظرات مُحتدة مخيفة: خاطف بنت! شكل الأيد بيقول كده! 



+




وهنا لم يعد هناك مجال للشك، أن تلك السيارة تقوم بخطف أحدهم عنوة! وبطريقةٍ ما.. استطاعت السيدة إيجاد وسيلة لجلب من يساعدها.. وقد نجحت! 



+




ظافر بحزم وعروقه مستنفرة تحفزًا لعراك دامي:



+




استعد ياعامر.. يمكن ربنا جعلنا سبب في إنقاذ إنسانة ضعيفة!



1




عامر بنفس القوة: واحنا ليها ياصاحبي.. " حجز" أنت على العربية خلينا نكسر ضلوعهم ونعلم صاحبها درس محترم مش هينساه! 



+




أطلقت الإطارات " صرير" قوي بعد أن زاد ظافر السرعة ليتقدم أمام السيارة المقصودة، مضيقًا عليها الطريق، مجبرًا سائقها على الوقوف.. الذي تتمتم ساخطًا وهو يرى السيارة الأخرى تحاصره بشراسة.. وأدرك بحدسه أن تلك الليلة اللعينة..لم تنتهي بعد..! 


_______________________________



+




لم تكن تتخيل يومًا..أن إدمانها لمشاهدة الأفلام الأجنبية، سيفيدها ويوحي لها بفكرة ربما تكون سببًا في خروجها من تلك المحنة الكبيرة! بعد أن ومض بذهنها مشهد ما بأحد أفلام الإثارة والتشويق، لفتاة كانت بنفس حالتها تمامًا، خُطفت من شخص مريض نفسيًا، أودعها عنوة بعد إفقادها الوعي، بحقيبة السيارة وتذكرت بلقيس كيف انبهرت وقت المتابعة بتصرف الفتاة وحيلتها الذكية، التي ظلت تبحث عن أي شيء صلب من أدوات التصليح المتواجدة بأي سيارة.. گ مفك ثقيل أو ما شابه، وهكذا فعلت هي تمامًا، رغم شراسة الدوار الذي أكتنف رأسها " ومازال!".. وحالة جسدها المنعدمة من أي طاقة أو قوة بعد أن استنفزت من دفاعها المستميت أمام الخنازير.. إلا أنها لم تستسلم وشحنت عزيمتها بالتحمل والصبر والدعاء والمحاولة لأخر رمق لإنقاذ ذاتها من هذا العار.. فكلما خَبُتت قوتها، تجسد لعين خيالها ملامح والديها الباكية حيت تراها، فتشتعل لحظتها إرادتها أكثر وكأن يدها الضعيفة غدت من حديد..ودمائها گجمر يسري بعروقها يُحرم عليها الرضوخ لمصير قاس مخيف! 



+




ولأن عناية الله رافقتها، وجدت أخيرًا ضالتها.. " مفك" معدني كبير! غمغمت شاكرة خالقها.. ثم بحثت عن موضع الكشاف، فالعتمة تحوطها وعيناها المتورمة شبه منغلقة مما أصابها من لكمات الأندال ..لكنها أبصرت ضوء بسيط، فحاولت أن تُفرغ التجويف من الأسلاك ونزعها بحرص، ثم شرعت على الفور بدفع غلاف الكشاف الخارجي داعية ألا يلتفت إليها خاطفيها..بالطبع خارت قواها كلما حاولت إسقاطه.. لكنها لم. تيأس..وظلت تحاول إلى أن نجحت بالفعل واسقطته.. فانتعش الأمل داخلها، ومدت يدها سريعًا وراحت تحركها بقوة بالاتجاهين، ربما يُبصرها أحد السائرين على نفس الطريق.. مضت دقائق وهي تحاول.. والدوار بدأ يهاجمها بقوة أشد، ويداها تهتز وترتخي رغمًا عنها..!



+





        


          



                


لكنها فجأة.. شعرت بوقوف السيارة! 


فسقط قلبها بين ضلوعها..! هل أثمرت محاولتها "وأبصرها" أحدًا وهي تستغيث؟! ام هي واهمة، واقترب هلاكها، وما توقفت السيارة إلا لوصولهم لوجهتهم المقصودة وأصبح مصيرها محتوم، ولم يعد هناك أمل في النجاة من أياديهم القذرة؟!


.............. 



+




ترجل ظافر ورفيقه من السيارة گ القذيفة المشتعلة بعد أن " صفها" أمامهم بشكل معرقل، متوجه إليهم، هاتفًا بخشونة مرعبة للسائق: افتح شنطة العربية!! 



+




تبادل الثلاث نظرات زائغة، وقُذف في قلوبهم الرعب، بعد أصبح افتضاح أمر جريمتهم على المحك.. فمن يرى الشابين اللذان أمامهم الآن، يوقن من أن الأمر لن يمضي بسهولة بعد الآن.. ولأن " رامز" هو من يقود، وأقربهم لوجه ظافر، هتف بنبرة جاهد باستماتة أن تبدو طبيعية: 



+




_ جرى إيه يا "حيلتها" انت وهو؟! شنطة إيه اللي نفتحها، هي عربية أبوكم.. انفد بعمرك أنت وصاحبك بدال مانعلم عليكم! 



+




هكذا هدر بهم " رامز"، أحد الخاطفين بقوة مهزوزة، لعل هاتين الأسدين يهابونه ويتراجعون عن عرقلة طريقهما، لإكمال اختطافهم للفتاة.. لكن ما حدث كان العكس تمامًا، فبينما هو يتحدث بثباته الزائف، كان ظافر يتفحص قسماته هو ومن معه بتركيز شديد، ونظراته تُحلل تعابيرهم المرعوبة الخائفة.. ملاحظًا بوجوههم كدمات وجروح دامية، وندبات وخدوش أظافر واضحة! ولأنه بارع بقراءة الوجوه والنظرات.. أيقن دون ذكاء مفرط أن أحدهم ترك بصمته عليهم بدفاع مميت عن النفس بحق تعديهم بطريقةٍ ما، هذا ما وصل إليه تحليله السريع الذي ما استغرق إلا بضع ثواني، فازداد شعوره.. أن رب العالمين سخره هو وصديقه لإنقاذ روح بريئة من براثن " ذئاب" بشرية! 



+




أما ثلاثتهم، فالخوف من جريمتهم نهش روحهم نهشًا وبدا جليًا عليهم.. وتعرق جباههم السوداء يسيل بكثرة، و"تعتعة" أحدهم ممل يقبع بالمقعد الخلفي، وهو يحاول دعم " رامز" ..قد زاد الأمر سوءً، وببساطة ودون أدنى تأخير..قبضت أصابع ظافر الصلبة على "عنق" من في مقعد القيادة سريعًا محذرًا بصوت آمر غليظ يُرجف الأبدان، ويُنذر بإعصار سيبتلع أي أعتراض أو مقاومة تصدر لإثناءه عم يريد:



+




_ قلت افتح شنطة العربية حالًا!



+




تبادل الأخران. نظرات مهزوزة خائفة.. ولم يجدا مفرًا من مغادرة السيارة، ومحاولة الاشتباك معهما، لإزاحتهما عن الطريق بأي وسيلة، وبأسرع وقت ممكن.. وبالفعل نشب عراك عنيف بينهما وبين " عامر" الذي تكفل بهما وحده.. وراحت قبضته تُكيلهما "بلكمات" قاسية قوية، مطلقًا عليهما سبابه الازع.. 



+




أما "ظافر" فاستطاع إجبار " رامز" الذي كاد أن يفقد وعيه" خنقًا" من إحكام قبضته الحديدية على عنقه، ومد يده وضغط على "ذر" أمامه فانفرجت حقيبة السيارة! 



+




فلكمه ظافر لكمة قوية وأخيرة أدارت رأسه بشدة جعلته يميل على "المقود".. ثم توجه بسرعة البرق، كاشفًا غطاء الحقيبة.. ليُصعق وتتسع عيناه بشدة عند رؤية فتاة مُكومة بالزاوية، وجسدها يرتجف.. مشوهة الوجه تمامًا بكدمات زرقاء كبيرة أسفل عيناها وقد طمست كامل ملامحها وملابسها ممزقة كليًا، فغلت الدماء الحارة في عروقه بعد أن استوعب وأيقن ما حدث لها..! وود لو عاد يكيل الأوغاد بكلمات مميتة يفرغ بها غضبه. لكن نقل الفتاة بعيدًا عن سيارتهم القذرة وتأمينها.. هو الأهم الآن! 



+





        


          



                


أقترب ليحملها، فبدت له خائفة وهي تقاوم مجهولًا يجذبها بوهن شديد مع همهمة اعتراض خافتة، وعيناها منغلقة..فتكهن أنها تظنه أحد خاطفيها وتخافه.. فهمس بأذنيها كلمات مطمئنة، حانية نبعت من تعاطفه وأشفاقه عليها: 



+




( متخافيش واطمني.. انتي في أمان.. محدش هيأذيكي ابدا..! )



+




وگأنها كانت تنتظر صوته وكلماته لتهدأ، وتستكين، مستسلمة لذراعيه التي حملتها برفق شديد استشعرته، متوجهًا لسيارته، منحنيًا ليُرقدها بالمقعد الخلفي لتكون بأمان، ثم انتصب ثانيًا ليعود لهؤلاء الأوغاد ليقنهم مع صديقه درس لن ينسوه!!



+




لكن قبل أن يتحرك عائدًا إليهم، سمع صرير عجلاتهم وسيارتهم تبتعد بسرعة كادت أن تصيبه لوقوفها أمامهم.. لولا أن تفاداها، نظر لعامر سريعًا، فوجده، جاثيًا على ركبتيه، محاولًا منع تدفق الدماء من ذراعه الأيسر بألم، يبدوا أن الأوغاد أصابوه " بمدية" وجُرح! 



+




اسرع إليه هاتفًا بجزع: عامر.. حصلك إيه، أنت بخير..؟!



+




تمتم مطمئنًا: متخافش يا ظافر..حاجة بسيطة! 


المهم أنقذت البنت؟



+




هز رأسه وهو يعاونه على النهوض: أيوة الحمد لله ..هي في أمان دلوقت في العربية! 



+




*******************



+




يطالع ملابسها الممزقة بأسف وحزن، وجسدها الذي يرتجف بقوة، فالتقط "معطفه" الجلدي المعلق جواره بزاوية ما أعلى السيارة، ووضعه عليها ليسترها ويقيها من البرد، رغم أن الطقس كان معتدًلا.. لكنها بالطبع ترتجف خوفًا..سمع همهمة طفيفة تصدر منها، تحرك قلبه شفقة عليها.. فما أقسى شعور الخوف من المجهول مع أشخاص لا تعرفها..! وجد نفسه يقترب منها ثانيًا هاتفًا بنبرة تفيض حنان أكبر من سابقه، معيدًا عليها نفس كلماته.. مدركًا أن أكثر ما تحتاجة تلك اللحظة.. هو الأمان! 



قد يعجبك ايضا


منذ شهر


رواية نسمة متمردة الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم امل مصطفي...


منذ شهر


رواية نسمة متمردة الفصل الثلاثون 30 بقلم امل مصطفي


منذ شهر


رواية نسمة متمردة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم امل مصطفي...


+




( متخافيش اطمني.. انتي دلوقت في أمان.. محدش هيأذيكي ابدا وأنا موجود..! )



+




أطلقت همهمة أخرى وكأنها تريد قول شيء ولا تستطع التفوه، وبعد لحظات، سكن جسدها الواهن عن الحركة، وعقلها يُعلن أخيرًا سقوطه بغفوة لا يُعرف متى ستنتهي وكيف! وأين سيكون مصيرها..! 



+




أما هو فشملها بنظرة مشفقة أكثر يراقب سكونها وغيابها عن الوعي بشكلٍ تام، ثم التفت ليجد صديقه يقوم بربط ذراعه النازف بقطعة قماش بعد أن طُعن غدرًا أثناء قتال الأوغاد، فهتف بقلق ليتأكد: 



+




_أنت حقيقي كويس ياعامر؟



+




_ الحمد لله، ده جرح سطحي وبسيط! 



+




ظافر جازً على أسنانه: 


ولاد ال"... ." اقسم بالله لولا البنت.. كنت حصلتهم وماخليتهم يفلتوا الحيوانات.. المسكينة اتشوهت واتبهدلت..! تقريبا ملامحها اختفت من كتر الكدمات! 



+




عامر بنفس الغضب: المشكلة مافيش نمر على العربية عشان نوصلها تاني.. عموما المهم أن انقذنا البنت، ده الأهم دلوقت! 


ظافر: طب ارجع على مستشفى الطواريء اللي عدينا عليها واحنا خارجين من المنصورة.. دي الوحيدة اللي شوفتها هنا..بسرعة يا عامر البنت بتنزف من كل حتة لازم نلحقها..! 



+





        


          



                


انطلق عامر بسرعة شديدة دون إهدار لحظة أخرى، عائدًا للمشفى المذكورة! 


________________________



+




وصلا بالفعل.. وغادر عامر مستجلبًا أحدًا يساعدها، وعلى الفور أتى رجلين بملابس بيضاء، وحملا جسدها المنهك وأرقدوها على "الترولي"، تلك العربة المتحركة المستخدمة بنقل المرضى، وأسرعا بها، فتبعها ظافر وصديقه! 



+




وقبل دلوفهم خلفها، صدح صوت هاتف ظافر، فأجاب علي المتصل، فتلون وجهه بسمات الهلع، واهتز صوته وهو يهتف فور أن انهى المكالمة: 



+




لا حول ولا قوة إلا بالله.. إيه الليلة العجيبة دي من أولها..! 


لم يستبشر عامر خيرًا من رؤية وجه صديقه، فأردف بتوجس: فيه إيه يا ظافر، مين اتصل؟!!



+




قال بصوت مبحوح: عمي ومراته وبنته عمله حادث على الدائري.. ماما لسه مبلغاني وبتقولي اجي ضروري وبسرعة لأنها مش عارفة تتصرف لوحدها، وبعتتلي عنوان المشفى في القاهرة! 



+




_ ياساتر يارب.. ربنا يلطف بينا، طب ما طمنتكش عليهم؟!


_ للأسف، بتقول كلهم في العناية المركزة.. واستطرد وهو يبتعد ناحية سيارته: عامر.. خليك انت مع البنت، وانا هرجع بسرعة، ماينفعش اتأخر ثانية! 



+




تبعه عامر، واستقل جواره وأحكم" حزام الأمان" على صدره: مش هسيبك لوحدك في المصيبة دي.. البنت خلاص اطمنا ان في حد هيلحقها.. مافيش داعي حد مننا يفضل.. خلينا احنا نلحق عمك وربنا يجيب العواقب سليمة ويطمنا..! 



+




انطلق " ظافر" دون تعقيب أو مجادلة، مقتنعًا بحديثه.. هما بالفعل انتهى دورهما بإنقاذ الفتاة ونقلها " لمشفى" تُسعفها.. ولا تحتاجهما بعد الآن! 


__________________________



+




وصل " أدهم " إلي حيث يوجد شقيقه وابنه عابد، والصدمة تغزوا روحه عندما رآى حالة " عاصم" المنهار لضياع ابنته.. ينتحب وهو يقبض على " طوق شعرها" مغمغما : فينك يانور عيني.. يارب ماحد يأذي بنتي.. هموت لو جرالها حاجة! أحفظ بنتي يارب.. أحميها يارب! 



+




أحتضنه " أدهم" بقوة، مردفًا ببوادر انهيار: أهدى يا اخويا، هنلاقيها بإذن الله، ربنا مش هيوجعنا فيها ابدا.. بس اذكر ربك واطلب منه العون ياعاصم، خليك شديد زي ما متعودين نشوفك، عمر ماحاجة تكسرك! 



+




هتف بصوت يقطع نياط القلب: إلا بلقيس يا أدهم..إلا بنتي.. مافيش حاجة تكسرني غير انها تتأذي.. مش هقدر اتحمل يحصلها حاجة.. ولا دُرة هتتحمل.. دي من غير حاجة بتقلق عليها من الهوا.. هرجع ازاي وبأي "وش" وأنا وعدتها كتير إني هحافظ على بنتنا وعمر ماهيصيبها أذى..قولي هتصرف ازاي.. بنتي معرفش هي فين.. ومراتي مش هتتحمل.. ولا هقدر اشيل كل ده.. يارب ساعدني وانقذ بنتي! 



+




"يا الله ألطف بعبادك الضعفاء"



+




ناجى أدهم ربه بضميره وهو يشاهد انهيار شقيقه، متذكرًا الحالة التي ترك عليها زوجة أخيه.. ولا يعرف كيف يخبره أنها ليست افضل منه.. بعد أن انهارت هي الأخرى وأصبحت راقدة بوعيٍ غائب..!



+





        


          



                


أهتز هاتف " عاصم" برنين، فالتقطه بلهفة مجيبًا:


_ الو.. بلقيس؟!



+




بعد دقيقة صمت، ارتسم الصدمة على وجهه والهاتف يسقط من يده، فهرول " عابد" وأمسك الهاتف ليتنين ما حدث.. وتمتم بعد برهة قصيرة: جايين حالًا!



+




أدهم بفزع: في إيه ياعاصم.. مين كلمك، مين ياعابد كلم عمك وخلاه في الحالة دي! 



+




عابد وهو يحاول إسناد عمه: عم راغب بيقول مستشفى طواريء المنصورة كلمته إن في بنت لقوها معاها رقمه، وهو راح هناك وبيقول......!



+




_ سكت ليه.. راغب قال أيه با بني؟



+




عابد وملامحه حزينة: بيقول انه عرف من هدوم البنت إنها بلقيس.. وانها في غرفة العمليات، وبيطلب نيجي بسرعة عشان نتصرف! 


_________________________________



+




نفس الكابوس، وتفاصيله المفزعة.. غربان تحوط ابنتها في نفق مظلم تحت الأرض.. وهي تشاهدها وعاجزة عن مساعدتها، مكبلة.. مكممة، لا يصل صوتها لأحد.. فقط تتضرع لخالقها مستنجدة بقدرته..وكلما دعت بخشوع، كلما استطاعت ابنتها "ركل" أحد الغربان، ولكن يهاجمها أخر..يخدش جلدها فتنزف وتصرخ، لكن تعودلتعافر وتقاتل.. وفجأة يظهر طائر ضخم من قلب العتمة، عجيب الشكل، قوي المخالب، بعيون حادة گ الصقر، محلقًا فوق رأس ابنتها، طاردًا جميع "الغربان" من حولها..وگأنهم تبخروا گالهواء.. ثم يُظلل الطائر على ابنتها بجناحيه مطلقًا بأذنيها هدير ناعم.. فتطمئن ويهدأ صراخها.. ويحل مكان الذعر بمقلتيها.. الأمان.. فترتخي أجفانها وتنسدل.. وينتهي كل شيء! 



+




" بنتي... بنتي فين.. بلقيس فين.. إنتي فين يا بلقيس! "



+




هرعت " كريمة" فور صدوح صوت دُرة التي استعادت وعيها، هاتفة: دُرة.. حمد لله على سلامتك ياحبيبتي.. اهدي متخافيش.. بلقيس بخير! 



+




غمغمت الأخرى وگأنها مازالت تهذي وعيناها زائغة: بنتي في محنة..الغربان عايزين ينهشوها.. بس في طير أنقذها..أنا شوفته ياكريمة، شوفته وهو بيحميها منهم.. طب هي فين وانا احميها وانهش اللي يقربلها بسناني.. فين بنتي ..عايزة بنتي! 


عاصم وعدني يحميها من الغربان.. ليه سابها ليهم! وعدني محدش هيقربلها.. ليه سابها..! 



+




ظلت دُرة تهذي..فلم تستطع " كريمة" مقاومة البكاء وهي تضم دُرة بشفقة ولوعة: أهدي ياحبيبتي.. أكيد بنتك بخير وهتلاقي عاصم وأدهم داخلين بيها دلوقت، هما راخوا يجيبوها.. بس انتي امسكي نفسك شوية.. عشان اما تيجي ماتزعلش عليكي! 



+




لكنها ظلت على هذيانها وهواجسها تزداد بعقلها ضراوة، وما رآته بالكابوس يذيب روحه خوفًا..ولم يُنقذها سوى استسلامها للنوم مرة أخرى، بتأثر عقار مخدر، مازال يسري مفعوله بأوردتها..! 



+




ولم تدري أن فطرة ونقاء أمومتها، قد أبصر حقيقة ما حدث لأبنتها بتفاصيل حلم تجسد لعقلها الباطن.. بين غربان سوداء، وطائر عملاق أنقذها من براثنهم.. ولكن هل سينتهي الأمر سريعًا كما انتهى حلمها القصير؟! 



+





        


          



                


أم أن المآساة ما بدأت إلا الآن.. ولن يدري أحدً متى ستنتهي.. ومتى ستعود ابنتها؟!


_____________________________



+




منزويًا بزاوية ما قرب باب غرفة العمليات، يحتضن ركبتيه بذراعيه الضعيفة. يبكي بصمت مقهور لبشاعة ما رآي! البنت الرقيقة التي يُكن لها بقلبه معزة الابنة، لا يصدق ما حدث لها أو بالأحرى لا يفهم.. كيف أتت إلي هنا، ومن أذاها هكذا دون ضمير أو رحمة.. حتى أن معالم وجهها تكاد تكون اختفت من كثرة الأورام والكدمات الزرقاء، لكنه استطاع معرفتها، وامتن للرحمن بأن اعطاها رقم هاتفه الجديد صباحًا، بورقة صغيرة.. كانت وسيلة ليصلوا إليه.. متذكرًا كيف أتاه اتصال من رقم غريب، علم بعدها أنه من مشفى الطواريء، وابلغه أن رقم وجد بحوزة فتاة مجهولة الهوية. لديهم، أحضرها شابين ثم اختفيا والمشفى تجهل أي بيانات عن المصابة.. وفور عثورهم على رقم مكتوب بورقة مطوية، أجروا اتصالهم به.. وفور حضوره السريع..تأكد انها هي " بلقيس" إبنة رب عمله ..فاتصل على أبيها وابلغه بانهيار واقتضاب ما حدث! 



+




" بنتي فين يا راغب"



+




هب منتصبًا على قدميه فور سماع سيده " عاصم" يحدثه بصوت واهن يفطر القلب، متكئًا بذراعيه على عابد وشقيقه أدهم حتى لا يسقط..!



+




هرول إليه متحدثا بتلعثم من شدة انفعاله: 


أأأنا.. أنا جيت وشوفتها.. وعرفت إن هي بنت حضرتك، دخلوها غرفة العمليات عشان عندها كسور بس مش عارف فين بالظبط وبيوقفوا النزيف اللي......... 



+




بتر جملته مع صرخة " أدهم" وهي يشاهد تهاوي أخيه بفزع: عاااااصم.. الحقني ياعابد، شوف دكتور يلحق عمك بسرعة! 


........................ ..



+




" السكر عالي جدا، مع بوادر انهيار عصبي"



+




تمتم " أدهم" بذهول: سكر؟!!! عاصم ماكانش عنده سكر ولا اشتكى من حاجة طول عمره! 



+




الطبيب بمهنية: ممكن كان عنده وهو مش عارف، ومع الضغط النفسي ظهرت اعراضه! عموما هو اخد علاج مناسب، ومحتاج بس يرتاح شوية ويبعد عن اي ازعاج، وهتتحسن حالته، وبعدها ياريت يتابع مع متخصص في مرضه! 



+




غادر الطبيب تاركًا ثلاثتهم في حالة يُرثى لها.. أدهم يبكي لما حدث للجميع ولا يفهم إلى الآن سببًا واضحًا ولم يرى بلقيس بعد، وراغب الذي عاد لنفس الزاوية منتظرا خروج بلقيس، أما عابد فالغضب والقهر والحزن يقتله، بعد أن علم من العم راغب كيف كانت بلقيس، وتوقع أنها تعرضت لحادث انتهاك بشكل او بأخر.. يتلظى بنار تكاد تحرقه وهو مكبل ولا يعرف من قام بأذيتها بهذا الشكل وكيف يصل إليه.. تذكر " الظابط" عادل الذي رافقهم، فبحث عنه ووجده بنهي اتصالا ما، اقترب منه متسائلا: 



+




ممكن اعرف ازاي نقدر نعرف المجرمين اللي عملوا كده في بنت عمي؟!


أردف وهو يهز رأسه بقلة حيلة: للأسف..مش هنقدر نوصل لأي حاجة إلا اما تفوق بنت عمك ونستجوبها ونعرف كل التفاصيل اللي تمدنا بخيوط نمشي وراها.. إلا إذا ظهر حاجة تانية تساعدنا..! 



+





        


          



                


أطرف عابد رأسه بحزن، فهتف الظابط: 


ماتقلقش.. اللي عمل كده مستحيل يفلت، لازم هيقع وهياخد جزاءه، المهم دلوقت تطمنوا عليها وتفوق وتتكلم.. وهنشوف وقتها هنعمل إيه! 



+




تنهد عابد بيأس، وتمتم له بكلمات ممتنة.. وودعه وشكره اهتمامه ومكوثه معهم.. وتلقى منه وعدًا أن يبلغه بأي تطور يصل إليه بحادث بلقيس ! ثم عاد ليطمئن على عمه وأبيه الذي لا يقل انهيارًا وإن كان يُكابر لمؤازرة شقيقه المبتلى! 


________________



+




"كانت شورة مهببة اما جيت معاكم!..ويوم اسود اما عرفتكم! "



+




أردف فوزي غاضبًا بعبارته، فعنفه " رامز":



+




جرى ياعم.. أنت هترسم نفسك علينا؟!.. هو حد ضربك على أيدك! مش انت اللي أول ما قولتلك على الحفلة، ريلت وصممت تيجي تاخد حتة من التورتة، واتحمست وجبت معاك حاجات متكلفة نعمل بيها دماغ؟! ماتعملش فيها بقى شريف وأن حد جابك غصب عنك.. إنت معانا في الليلة من أولها.. يعني تلم لسانك ده احسلك! 



+




فوزي بهدير غاضب: وان ما اتلمتش هتعمل إيه؟ 



+




رمضان بحنق: كفاية انت وهو بطلوا خناق، وفكروا في حل للكارثة دي، البت دي لو اتكلمت هنروح في داهية، ياريتنا قتلناها ورمينا جتتها في البحر وخلصنا.. أحنا في مصيبة وكلنا هنلبس الأحمر لو بلغت عننا..! 



+




فوزي بثقة واهمة: بس هي ماتعرفناش انا وأنت! 



+




رامز بسخرية: بس تعرفني انا وسامر ورائد لأننا معاها في الجامعة يازكي، وسهل تتجابوا..! 



+




عم الصمت بين ثلاثتهم، وعقولهم تبحث عن مخرج، فهتف رمضان بعد برهة: الحل نرجع تاني ونحاول ناخد البت دي من الشابين ولو لزم الأمر نخفيهم هما كمان من على وش الدنيا.. ماهو ياروح مابعدك روح! 



+




رامز: أنت اتجننت؟! لو فرضنا اننا هنرجع نلاقيهم، عايزنا نقتل 3 أشخاص؟! يعني عشان نغطي على مصيبة، نعمل 3 كوارث تاني؟! أسكت خالص يارمضان وماتحاولش تفكر أصلا..! 



+




فوزي: طب الحل إيه يا رامز؟! أنا عندي عيال مش عايز أخرتي تكون ابو زعبل أو عشماوش..!



+




رامز: أحنا هنختفي خالص في أي مكان، ونستني سامر ورائد ونتجمع ونفكر كلنا سوا، وأكيد هنلاقي حل.. البنت أصلا على ماتفوق وتقدر تتكلم، هنكون كسبنا شوية وقت! 



+




وكان مخطيء.. نفذ وقته هو ورفاقه عند مليكًا مقتدر..وحانت لحظة القصاص الفوري وثلاثتهم يواجهون شاحنة ضخمة محملة بألواح زجاج، ظهرت فجأة أمامهم گمارد عملاق.. وهي تسير بعكس الطريق لتصطدم بهم بقوة دون سيطرة من سائقها الذي انحنى للحظة يحضر شيئًا من أسفله، ليباغت هو الأخر بسيارة مسرعة تتجه نحوه، وكأن يدًا خفية تدير مقودها نحوه! فأرتج جسده الذي استهتر بربط حزام الآمان، لتلتحم مقدمة السيارتين التحام الجحيم! الذي أقترب بوجهه المستعر المخيف، ليخيم على المكان صمت مهيب.. وشبح الموت يلوح لهم ساخرًا من تبدل الأحوال.. فمن دقائق معدودة كانوا يخطوطوا لزهق ثلاث أرواح.. غير مدركين أن يد الله هي العليا.. وصاحبة السطوة ..وحكمه نفذ فيهم.. بحادث لم يكن بالحسبان! 



+




تصاعد الدخان الأسود بكثافة ممهدًا الأجواء لنشوب حريق لا محالة..وبعد وقت ليس بقصير، نتج عن التصادم انفجار مخيف، لم ينجوا منه أحدًا..! وتحولوا جميعهم لكومة رماد..وأصبحوا مجرد ذكرى عَفِنة تُغربها الرياح أينما شائت! 


-----------------------------



+




فور مغادرة رفاقه لملاحقة الفتاة.. هرع لصديقه يتبين مدى إصابته.. فطغى على ملامحه الذهول وهو يشاهد حالة رائد، والدماء تنزف من كتفه واتفه ورأسه وكدمات ليست هينة بوجهه.. وتعجب كيف للفتلة أن تفعل به ما فعلت.. فمن يرى رفيقه يظن أنه تلقى صاعقة أو تبادل قتال مع مصارع شديد القوة! 



+




حمله سريعًا بعد أن أخفى كل أثار له داخل السرداب، وهذا ما وصل إليه تفكيره.. ثم حمله وارقده بسيارته وانطلق ليتوجه لأسعافه.. لكنه توقف بغتة وهو يدرس خطوته تلك..ماذا يفعل إن اتهمه أحد بأذية رائد.. هل سيصدقون كذبته التي حاكها برأسه ان صديقه تعرض لهجوم من سارقين؟! عقله لا يسعفه بحبكة منطقية تطمئنه.. ماذا هو بفاعل.. لا يدري.. ااتفت ليطالع رائد وأثناء شروده جائته مكالمة من أحدهم.. وما أن استمع لطرفها الأخر.. حتى التوى ثغره بابتسامة بغيضة.. بعد أن برق بعقله حيلة ستقلب الأمور رأسًا على عقب! 



+




فتوقيت المكالمة غدى له تلك اللحظة گ طوق نجاة من مأزق محكم يحوطه بشبح أصفاد مرتقبة ستضم قبضتيه حتمًا.. إن وقع بين السين والجيم! 



+




ترى ماهي المكالمة الغامضة التي تلقاها سامر؟؟


وما فحواها.. وما هي حيلته؟ وهل ستنجح؟ 


أم سيكون الفشل حليفه بأخر الأمر؟


___________________

تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع