القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية آصرة العزايزه الجزء الثاني" أغرك مني أن هواك قاتلي " الآصرة التاسعه 9 الجزء الثاني بقلم الكاتبه نهال مصطفى (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات كامله)

 

رواية آصرة العزايزه الجزء الثاني" أغرك مني أن هواك قاتلي  " الآصرة التاسعه 9 الجزء الثاني بقلم الكاتبه نهال مصطفى (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات كامله)






رواية آصرة العزايزه الجزء الثاني" أغرك مني أن هواك قاتلي  " الآصرة التاسعه 9 الجزء الثاني بقلم الكاتبه نهال مصطفى (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات كامله)




• تكملــة الفصـل •


-أنا .. قصده يقولك يا عمدة أنه ولده فارس الچباس طالب القُرب في بت عمه ، ومستنين كلمة العروسة !! ولكنها واضحة وضوح الشمس ، عشان إكده رفضت تعاود معاك …..


جملة فارس الأخيرة التي حلت كنازلة من السماء على رؤوس الجميـع ، بداية من أبيه الذي يجهل مغزى طلبه ، ومنذ متى باتت عنده رغبـة في ابنة عمه !! ومن أين طلع بهذا القرار ، أتبع فارس تحت سهام النظرات المُسددة وهو يوجه تهديده لهارون :


-طلبتها من أبوي عشيـة وهو موافق ، يعني على بلاطة بقت تُخصني ومحدش له حُكم عليها !! 


علامات استفهام كثيرة فوق الملامح المنكمشة ، لحق أبيه الموقف بعد ما رمقه بشكٍ ؛ قائلًا :

-صوح .. فارس طلب يدها منى ، وباقي موافقتها وو 


تأفف هارون باختناق لكرهه الشديد لفارس الذي يحاربه من قديم الأزل :

-أنا هستناك في العربية يا أبوي.. 


أعقب فارس بغيرة واضحة على نغم التي تود ولو أن تنشق الأرض وتبلعها فقال بسخط:

-خبر ايه يا هارون ، ماشي ليه ولا الحديت ميتا على هواك !! أيه ، مش دي بت خالتك اللي وقفت قصادي زمان عشان تاخدها ، طب حتى قولنا رأيك ..


زفر هارون ناطقًا جملته الأخيرة :

-بت خالتي مفرطش فيها واصل ، وتملي في ضهرها لو احتاجتني ، والقول قولها واللي عايزاه هعمل حتى لو رافضة چوازتك يا فارس.. 


تدخلت نغم بالحوار وهي تحت مخدر صدمتها وبلسان ثقل عليه الهموم : 

-يعني ايه الكلام ديه !! 


تدخل عمها كي لا يتفاقم الامر :

-نغم يا بتي خُشي دِلوق .. 


تاهت في صخب الصدمة :

-بس يا عمي اااا


قاطعها بحزم :

-قولت خشي چوة يا نغم يابتي .. 


تقهقرت رغم عنها محترمة حديث عمها ، تدخل فارس ليقف أمام هارون برأس مرفوعة ليرمى جمر احتراقه :

-والله وچيه اليوم يا عزايزي اللي هتقول حقي برقبتي وأني كسبت وطلعت صح من الأول .. بس ساعتها مش هسقف لك ، لا داني هغرف لك من جمر نارك وأقول لك دوق .. 


قابله هارون بملامحه الرجولة الغاضبه ليقف أمامه وجه لوجه ، ليجيبه ساخرًا :


-واللي قاد النار دي هو وحده اللي هيقدر يطفيها أو يحرق فيها اللي يفكر يكسر عينه قصاد الخلق .. 


ما أردف جُملته ألقى تحية الوداع على عمه رشدان ، وانصرف خطوتين قبل أن يوقفه فارس الذي يلعب بالنار قائلًا :


-الأسرار كترت وچيـه الوقت أن اللعب يبقى عـ المكشوف .. 


ثم نظر للعمدة وهو يتحداه ليؤكد له أنه يعلم خبايا أسراره :

-ولا أنتَ أيه رأيك يا عُمدة ..


رمقه خليفة ساخطًا من وقاحته :

-رأيي أنك طايح في الدِنيا يا فارس يا ولدي ونار قلبك كاوياك .. الدِنيا مش بناخدوها بالباع والدراع ، الدنيـا بتمشي بالعقل والمخ النضيف ، أما المخ اللي معكره الغدر مش هيقلب غير على صاحبه ..


ثم ربت على كتف رشدان ناصحًا :

-فهم ولدك يا رشدان ، قوله إحنا تعبنا كد أيه عشان نهدوا سير النچع ديه .. ونحفظوا أسراره قبل النار ما تتطوله وهو عيل فاللفة .. 


رمى خليفة قذيفة جملته بدهاء رجل حكيم مثله ، ثم أتبع خُطى هارون برأس مخذولة متأملًا عودة المياه المُعكرة بين العائلتيـن أن تعود لمجاريها الوديـة .. صعد السيارة وفي قلبه خبايا الماضي ومخاوف المستقـبل .. بدون حديث .. 


فارقت سيارة هارون حدود أملاك الجباس وأفراد عائلته ، وتحت ظل شجرة كبيرة طلب خليفة من ولده أن يصف السيارة جنبـًا .. نفذ تعليمات أبيه تحت سحابة الصمت لدقائق عديدة قطعها هارون مستفسرًا :


-وقفنا هِنه ليـه يا أبوي !! 


حدجه خليفة بثقةٍ كبيرة فيه وهو يقول :

-هريـح بالك وقلبـك يا ولدي … هفك لك اللغز اللي داير في راسك .. خلاص يا هارون العُمر مبقاش فيه بقية يا ولدي عشان نداروا .. 


أبطل تشغيل سيارته باهتمام لامع من مُقلتيه :

-خير يا أبوي .. مالك ومن ميتى وأنتَ مش صريح معاي وبتداري قولك عني .. 


شاور والده على مطلع الجبـل الذي يتنهي بكهفٍ مهجور وقال بتعجب من حكمة الأقدار وصاحبها :


-من الكُوّن المهجور دي ، طلعت منه شمس النور يا ولـدي ، مهما حاولنا نموتوا صوت الحق ، بس ربك له تدابيره .. 


كرر هارون سؤاله متلهفـًا للسر الذي يريد أن يخبره به أباه :

-قولت هتريحني مش هتزيدني حيرة وتعاتير يا أبوي .. مخبي أيه على ولدك هارون ؟! 


هز خليفـة رأسه معترفًا بسره الدفين :

-غفران ماهر العزايزي .


رُجا قلبه من مكانه عند سماعه لصدى صوت الاسم ولأول مرة يشع فيها الحماس لشيء بعد عيني ليلتـه .. بلل حلقه :


-غفران !! وو 


ثم أتبع بشكٍ وهو يربط الأحداث ببعضها :

-الموضوع له دخل بليـلة مرتي يا أبوي !! قول أحب على يدك مقادرش اصبر .. 


أومأ أبيه مؤيدًا على كلامه :

-ماهر كان ماسك التجارة بتاعت العزايزة ورجله رايحة جاية على مصر لغاية ما عينه جت على بت المعلم اللي كان شغال معاه ، وحبها .. ووقف في وش العزايزة وقال إنه رايدها .. وكل السكاكين اتسنت في وشه وطردوه من البلد … 


صمت خليفة للحظات لا يطيقها هارون الذي اندفع متعجبًا :

-منا عارف كُل ديه يا بوي ، أيه علاقة ليلة بكُل ديه !! 


-فكرك لما كلمتني وقولت لي هتكتب على ليلة الجوهري ، وبتاخد أذني ، قولت لك أيه !! قولت لك مقسومالك يا ولدي من يوم ما اتولدت .. اتوكل على الله . 


عاد هارون بذاكرته وهو يسترجع تفاصيل مكالمته مع أبيه التي انقطعت بسبب مكالمة آخرى وأتبع مؤيدًا :

-أنا كمان استغربت أنك وافقت طوالي من غير حتى ما توقفني!! أبوي … 


ثم وضحت الرؤية أمامه عينيه وهو يقول بحزن وخيم عليها:

-ليلة ، سامح الجوهري مش أبوها ، ونادية مش أمها ، واللي وصلني عنها أن اهلها من هنه !! من قنـا .. معقول يا أبوي ليلة تبقى هي بت ماهر العزايزي ولا أنا فهمت غلط .. ليلة بت عمي ومن دمي !! 


تجاهل الحج خليفة عشوائيـة كلمات ابنه المعاشق حد النُخاع ؛ وأكمل :

-عمك ماهر غاب سنتيـن وعاود هو ومرته ، كانت حبلى وعلى وش ولادة .. رجع عشان بته تتربى وسط ناسها ، چالي أنا وعمك رشدان عشان نقف چاره ، اتخليت عنه ، وخوفت عليـكم تتربوا من غير أب فالدنيـا ..فرجعلي تاني وكتب لي عند محامي كل أملاكه بيع وشرا عشان اضمن له حق بته لو جراله حاجة .. عمك رشدان الچباس خده وقاله يقعد في الكهف اللي فوق ديه لغاية ما أبوه يدخل ويحل المُشكله ونفضوها سيرة عاد ونلغوا قوانين المجلس .. وو 


سعل الحج بقوة متألمًا من مرارة الذنب وأتبع :

-أبو رشدان بعد ما قوم الحرب ، وصدر حكم من المجلس بموت ماهر ، من قهرته على الظلم وإنه مقدرش يقف چار ، رقد مصحيش ، في الوقت ديه كانوا عرفوا مكان ماهر وأخواته هيقتلوه هو ومرته .. مرته اللي جالها الطلق وولدت في قلب الجبل .. وكل اللي عمله رشدان إنه چيه وحذره وهيهربوا .. كل اللي قدر يعمله انه هرب البت لرفعت الجوهري ، ووصاني عليها وعاود عشان مرته كانت بتموت صحينا الصبح لقناهم مقتولين ومنعرفش مين اللي قتلهم ، ومن يومها والسر متشال ومحفوظ .. 


انغرس خنجر الحزن بقلب هارون وهو بتكئ مندهشًا مما سمعه ومما ينتظره:

-يعني ليلة هي غفران .. غفران اللي مصيرها من مصير أبوها وأمها ، الموت !! 


فأتبع أبيه مؤيدًا تحت وطأة المأزق :

-ياما يتعلن چوازكم قصاد الكُل ووقتها ودمها يتخلط بدمنا   وو 


فاستكمل هارون ظلم قوانيـن العزايزة جائرًا :

-ولو مخلفتش واد للعزايزة خلال سـنة ، هيقتلوها ؟! 


ترجاه والده مستعينًا بهِ :

-عشان كِده ياولدي لازمًا تلغي كل قوانين العزايزة وأنت كبيرها قبل الخبر ما يتذاع ويقلوك من العُمدية ..


رد بعفوية بنبرة الاستغناء عن كل شيء عداها :

-تتحرق العُمدية يابوي ، أنا ماليش غير مرتي .. 


ربت أبيه على كفـه قائلًا :

-شيع لرؤوف يرجع هو ومرته وهاشم ، وكلكم تبقوا عصبـة ..


هز رأسـه نافيـًا :

-أنا هعادي الكُل بروحي عشان خاطر مرتي، وكل حاچة هتتغير غصبٍ عن الكُل .. 


رد العجوز متوجعًا لرمي ولده بالنار ليتحمل وزره نيابة عنه :

-دي حرب يا ولدي..


رد بحُرقة :

-وليلة چيشي يا بوي …. 


••••••••••••


~عودة لدوار الجباس.. 


-أنتَ آكيد مچنون !! 


صرخت "نغم" بوجهه وفجرت شظايا انتظارها له ، تركت يد أمه وهي تنفجر غاضبة وأشعلها بروده أكثر عندما قال :


-مچنون عشان عاوز اتچوزك !! فين الچنان في ديه !! ولا هو العقل والشرع ماقالوش إنك تقعدي في بيتي وأنتِ متحرمة عليّ .. 


فاض صبرها من كثرة سخافته وهي تنفجر قائلة بسخط :

-أولا ده مش بيتك ، ده بيت أبوي، وليّ فيه زي ما أنت ليك فيه .. تاني حاچة ودي الأهم أنت مين صورلك أني عاوزة اتچوزك ولا اتچوز غيرك !! هاه !! 


رفع حاجبه وهو يطوي نجوم حبه في ظُلمة كبريائه : 

-وأنتِ تطولي أني استرك واكتبك على اسمي .. 


بات غضبها كحبات الفشار تتقاذف برأسها وهي تصرخ عليه بعروق رقبتها المشدودة من قسوة الغضب :

-وأنا مش عاوزاك ولا عاوزة غيرك ، وباب الچواز دي انا قفلته ضبة ومفتاح .. 


سقطت أنظاره على أمه التي تترجاه من الخلف ألا يزيد الأمور سوء لأجلها ، فأتبع بفظاظة المغرور :

-ولما فارس الچباس يطلب يدك ، يبقى تخلي الباب وتكسريه مليون حتة وتقولي حاضر وأمين !! 


"‏ما الَّذي تعنيه الحياة لشَخص فَقد القُدرة على الأُلفة؟ ما الَّذي يمكن أن يمنحك الدفء عندما لا تعود قادرًا على أن تألف أي شيء، أي أحد، أي مكان .. أي حدث جديد ، دنت منه خطوة لتفرع سيفها بوجهه بنظرات يتطاير منها السخط :


-ومين يطلع فارس الچباس من أصلو ؟! واحد داخل على أربعين سنة ، كان متچوز ومعاه بت ، كل مبادئه في الحياة غلط في غلط ، واخد الدُنيا عافية وبلطجة كأنها مجابتش غيره !! واحد أناني ومغرور و عديم الذوق.. هااه شوفت أنا شيفاك أزاي !!


فأرسلت له ابتسامة خزى وأسف:

-لا هو الصراحة أنا مش شيفاك من أصلو ، أنت ولا حاچة يا فارس .. 


تحول وجهه الجليدي لقطعة فحم متقدة وهي تحدثه بتلك النبرة المليئة بالخسـة لتكمل اشعال نيرانه أكثر فأكثر :

-ولو رجعت وفتحت باب الچواز من تاني هيكون بكيفي ، وهيكون لواحد أنا أول فرحته !! 


ما كانت أن تخطو خطوة فتراجعت لتواصل إهانته :

-و ااهااه قبل ما أنسي أنت مش بس مغرور ، أنتَ كّمان أب فاشل  .. 


لا شيء في هذه الحياة أكثر حزنًا من أن أضطر لمعاملة الذين أحبّهم كغرباء .. والأكثر قسوة هي تلك التي تأتي منهما .. انصرفت بعد ما حولت صدره الجليدي لنار ورماد وأوقدت لهب جديد وهو ملكيتها أكثر من أي وقت آخر كي يرد هيبته التي انهارت على سفح تمرد إمراة …. 


•••••••••••••••

~قصـر خليفـة العزايـزي . 


بعد صلاة العشـاء ، عاد هلال فورًا من المسجد على غرفتـه ، غرفته ومن بها .. حيث انسجم السكن والونس تحت سقفها وبين ذراعي فراشة لا تتجاوز الستين كيلوجرام.. 


ما أن رأته تركت مقعد زينتها وركضت نحوه مرتميـة بحضنه وشعرها يُغلف كتفيه لتهمس قائلة : 


-اتوحشتك قوي الشويتين اللي غبتـهم .. 


حمل حمامة السلام بذراعه ذائبًا من فرط المحبـة هامسًا :

-صليت ودعيت لك .. دعيت ربنا ما يحرمني من حضنك ديه  .. ولا من حنيتك عليّ . 


فارقت حضنه وهي تشده من كفه بحماسٍ :

-تعالي استريح ، تحب انزل أجيب لك عشا ؟! ولا أعمل لك أيه !! قول عاوز أيه وأنا هخدمك برموش عيني يا هلال.. 


سحبها من كفها لتجلس بجواره ولا يوجد بينهما مسافة تُذكر وقال :

-رموش العين دي بتقتـلني في هواها وبس ، لكنها متتعبش . 


-وبعدهالك عاد يا ابن الحلال ، أنا قلبي ضعيف وبيدوب بسرعة من كلامك الحلو ديه . 


-قلبك بس !! أهو قلبك ديه ، دوب في غرامه راجل عاقل بتاع ربنا زيي .. مش سهلة أنتِ يا رقية .. 


أوردت وجنتيها بعبير الحب وهي تقول بخجل :

-يوه ماني بردك مرتك وحلالك وو 


وضع سبابته على أعتاب شفتيهـا كي تصمت كأنها ارتكبت ذنبًا فادحًا ليعدل لها قائلًا :

-رُقية ، أنت زوجتي ، مش مرتي !! 


عقدت حاجبيها باندهاش :

-طب وأيه الفرق !! ماهي واحد ؟!


هز رأسه نافيًا ليؤكد لها أنهما يختلفان تماماً:

-هل يتساوى قول الله تعالى (امرأة فرعون ) و ( امرأة لوط ) بـ ( قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنـة ) .. عمرك ما سألتي روحك ليه هنا ذكر لفظ امرأة … وهنا ذكر مصطلح زوجة .. 


عقدت ذراعها بتأدب لتستمد من علمـه علمًا وأردفت :

-لا .. أيه الفرق !! 


ولى وجهه إليها وهو يغازل خصلات شعرها الناعمة ليقول بهدوء يريح النفس :

-معنى المرأة .. يقصد به علاقة جسدية بين الرجل والأنثى خاليًة من أي انسجام وتوافق .. 

ولفظ زوجة .. يعني بينهما علاقة جسدية ولكن  معها الود والمحبـة والاحترام.. والتوافق .. 


هزت رأسها متفهمـة وهي تنظر له كأنه أعظم إنجاز بعمرها ، فأتبع بفيض وفير من الحنان :

-وفي القرآن ذكر إمراة فرعون ولوط ونوح .. بسبب اختلاف إيمانهم وخلافاتهم .. 

وذكر زوجة آدم عليه السلام ، يدل على الراحة والتوافق والسكن للزوجيـن .. علاقة قائمة على العاطفة والمشاعر ، زي بالظبط قوله تعالى " يا أيها النبي قل لأزواجك " 


فختم جملتـه بقبلة رقيقة جدًا على شفتها طالبًا منها بتودد :

-نراعي منطق الأفواه ، فكل منطوق واقـع . 


أشرقت الابتسامة من فمها وهي تقول بعفوية لطيفة :

-وأنا مش هقول لك غير يا حبيبي ، عشان تفضل حبيبي لآخر عُمري .. 


قبل رأسها بامتنان للقدر الذي جمعهما:

-أنتِ رُقيتي ، رُقيتي التي حفظت بها نفسي واكتفيت بها زوجة وحبيبي وملاذ لقلب عاشق مثلي .. وكل ماهو جميل بالحياة ينتمي إليـكِ . 


"قيل على لسان السلف أن الحب ليس مجرد كلمة ‏بل هو عهد ووعد وإلتزام وإحترام وإهتمام مع تقلب الظروف ‏ومن لا يتحلى بهذه الصفات فهو عابر سبيل"


ختم جملته بتنهيدة وهي يقطف ثمار الحب من فوق ملامحها حتى أتاه صوت دق الباب وأمه تعوى من الخارج :


-هلال مالك قاعد في الأوضة طول اليوم!! هتكمكم يا فقري .. 


تأفف لاقتحام صفواه ليفتح الباب وعلى وجهه علامات الاعتراض :

-خير يا أم هارون .. 


-مالك لاابد من الصبح چارها !! بدل ما تيجي تواسي أمك وتاخد بحسي !! ولا أنتوا ملكمش غير أحلام !! أمك مالهاش حق عليك يا شيخ !!


بلع غصة غضبه بابتسامة مزيفة :

-ورقية ليها كُل الحق عليّ يا أمي .. 


رمقته بسخطٍ :

-أنت عاوز تفرسني !! قول لو قاصد تفرسني !! يعني چايبلي واحدة مش بالعاها تقوم تقول فيها أشعار قصادي !!


تنهد ذاكرًا ربـه :

-لا حول ولا قوة إلا بالله … أومري يا أمي .


ردت بضيق :

-الداكتور اللي اسمه عمار ديه ، چيه تحت وعاوز يقابل أبوك ، ومحدش قاعد غيرك .. انزله شوفه عاوز أيه … 


~بغُرفة أحلام~


-يابتي أقعـدي ، خيلتيني !! 


أردفت أحلام جملتها بجزعٍ إثر حركة ليلة العشوائية على مراجل الانتظار :


-شايفـة يا أحلام الساعـة جت ٩ وهو ولا رجع ولا فكر حتى يكلمني وبرن عليه مقفول !! شايفة عشان اما أقفش عليه تكوني شاهدة..


-الغايب حِجته معاه يابتي .. روحي شيعي لرغدة تقعد تونسك ، وبعدين هي فينها مجتش ليه طول اليوم !!


-رغد بتنام كتير عشان البيبي 

جلست " ليلة " المشغول بالها على هارون بجوارها متحيرة :

-وبعدين يا أحلام هتجنن كده !! حتى عمو الحج مرجعش بردو !! أنتِ مش قلقانة زيي ليه !! هو عادي يعني يتأخر كده ..


-الراچل وراه مصالح يا ستي سيبيه على راحتـه … أقول لك ، روحي المكتبة بتاعته أقري هبابة لغاية ما يعاود .. 


فكرت في اقتراحها للحظات :

-فكرة بردو ، بس كل كتبه تاريخ و قانون ، وأنا مش بفهم حاجة ، ليه مثلًا مش بيقرأ روايات وأساطير ؟! 


غمزت لها أحلام بطرف عينيها :

-چوزك على ما تعوديـه ، أنتِ وشطارتك .. 


هبت متحمسـة متأهبة للذهاب :

-طيب أنا هروح المكتبه ، لو جيه وسأل عليا قوليلو إني هناك يا أحلام ياقمر أنتِ ..


ختمت جملتها بقُبلة طائرة بالهواء قبل أن تغادر الغرفة من الباب الخلفي .. دقائق محدودة على اختفائها من القصر ، فهل آخيرًا طيف هارون وأبيه .. هبط الاثنان من السيارة فألتقي بهلال وعمار الجالس بالحديقـة .. اقتربا الاثنان منه مرحبين بتواجده وعلامات الاستفام محيطة بوجوههم عن سبب زيارته ، برر عمار بذوق:


-أسف جيت من غير معاد يا عم الحچ ، بس كلمت هارون بيه كتير مردش ، قولت مابدهاش .. وأجي اشرب معاكم كوباية الشاي .. 


استند الحج على عكازه:

-بيت ومُطرحك يا ولدي، اتفضل أقعد واقف ليه !! 


ما جلس عمار على مقعد مرتبكًا ليقول :

-مش هلف وأدور يا عمي، انا چاي سكة ودوغري وطالب يد الانسة هيام بتك على سنة الله ورسوله ، ولو وافقت أنا هكون أسعد واحد والله كفاية إني هحط يدي في يدك …. 


•••••••••••••

~مرسى علـم.. 


-يامازن تعالى كُل ، حرام عليك هدة الحيل دي !! 


كانت تركض خلف ولدها بطبق الطعام كي تجبره أن يتناول وجبته ويترك اللعب لبرهة من الزمن ، فتح رؤوف الباب وبيده العديد من الحقائب ومستلزمات البيت ليتركهم جنبًا ويقول ضاحكًا :


-صوتكم واصل لأول الشارع!! 


بثت شكواها إليه بتعب :

-غلبني يا رؤوف ، شغال من اول الصبح على التابلت اللي چيبتهوله ، ولا معبرني .. اتصرف خده منه يالا .. 


رمى مفاتيحه على الطاولة وهو يدنو منها مستفسرًا :

-نچاة ، خنقتك وضيقتك دي مش من مازن ولا الجهاز ، أيه شاغل فكرك مخليكي مكدرة إكده .. 


زحزحت عينيها عنه وهي تفتح نوافذ مخاوفها :

-الخوف يا رؤوف ، كل يوم بخط راسي فيه على المخدة بحمد ربنا أن اليوم عدى بستره .. بس يا ترى بكرة چاي وچايب أيه !! أنا تعبت من المرار ديه ، حتى لو اتچوزت اللي حبيته ، الدنيا معيشاني معاه في خوف ، منغصة عليّ حياتي …


ربت على كتفها بحنو :

-مااحنا لينا يومين من غير نكد وعكننة ، قلبتي المحطة ليه !! نچاة كام مرة أقول لك متخافيش وأنا معاكي محدش هيقدر يقربلك أنتِ وولدك .. 


ثم ختم حديثه بقُبلة اعتذار على جبينها واتبع :

-هروح أشوف ومازن وأضحك عليه وأنومه عشان اروق لأمه اللي بتدور على النكد دي..


•••••••••••••

~عودة للعزايـزة ~ 


لم يطل الحوار مع عمار الذي جاء طالبًا أختهمـا ووجد الترحيب من العمدة وأبناءه ، مجرد أن رحل عمـار ضب هارون حقائب حزنه المتراكم بنفسه ليختبئ بغرفة أحلام التي تهون عليـه الحياة ، عند دخوله الغُرفـة طافت عينيه باحثة عنها ، فأعقبت أحلام مبتسمة :

-اللي بتدور عليه ميتا إهنه يا غالي ؟!


-أومال راحت فين يا أحلام!! 


حركت رأسها بسعادة :

-مستنياك في المكتبـة ، بس خد هنه يا واد مال وشك مغبر بالهم ليه !! يلعن أبو الهم من ميتا عنعملوه حساب … 


تنهد بثاني أكسيد حزنه وهو يجلس بجوارها  :

-مقفلة من كُل ناحية يا أحلام !! 


-تتقفل من كل النواحي ويبقى حضن أحلام مفتوح لك يا حبيبي !! 


ثم لكزته بغمـز: 

-ولا دِلوق راحت على حضني وبقى حضن ليلـة أولى بيك ! 


قبل رأسها بعرفـانٍ :

-ربنا يخليكم في حياتي .. فوتت على صفية لقيتها نامت ، چيت لك طوالي .. 


-أهي أمك الفقرية دي من وخت " وقت " ما چت وچابت العمس "المصائب " النكد في رچليها .. 


-ربك يصلح الحال يا أحلام ..

وثب من مجلسـه متأهبًا للذهاب ، فأمسكت بيده المثلجـة من صقيع البُعد وقالت بحنان أم :

-أقعد دقيقة .. 


لبى طلبها على الفور ، مررت يدها على مسام وجهه التي لم يزورها غيث الحب حتى الآن لتقول :

-حقك عليّ لو عقولك كِده ، بس أمرك يهمني .. هارون يا ولدي محدش ضامن عمره يعني بلاش تضيع في ضنى وبُعد وعطلة ملهاش لزوم ..


بعدم فهمٍ تساءل:

-قصدك مين يا أحلام .. ؟!


ربتت على قلبه بيدها المرتعشة لتقول بدفء:

-خد مرتك في حضنك يا حبيبي ، وأشبع منها وشبعها بحنانك  ، وسيب بكرة لبكرة ، أروي قلبك العطشان يا هارون من البت اللي حبيتها ، بلاش وچع قلب يا كبدي …


طأطأ رأسه متحيرًا :

-مش هينفع يا أحلام ، مش هقدر أخلط دمي بدمها والناس متعرفش ، أبقى چبان يا أحلام ، أنا وعدتها ماليش حقوق عنديها لغاية ما يتعملها أكبر فرح وو


قاطعته بإعتراض:

-حديت فارغ ويقصر العمر ، يا ولدي البت روحها فيك ، أرويها وأزرع فيها حبك عشان يضلل عليكم من شمش المصايب اللي مستنياكم .. دور على فرحة قلبك يا هارون ..


رفض طلب أحلام للمرة الأولى معارضًا :

-وهي فين فرحتها يا أحلام!! ليلة من حقها تفرح ويتعملها أكبر فرح ، مش هجيب عيل في السر زي هاشم و أزود همومي .. لازم الأرض تتفرشلها ورد لغاية ما تبقى حلالي علني يا أحلام ..


-مش عاوزاك تتعذب يا ضنايا .. وطالما حلال ربنا ليه تمنع نفسك منه .. دي نار قايدة في القلب لازمًا تتطفى  !!


نهى الحوار إثر دخول والده الذي اشتاق لزوجته والنوم بجوارها ، فانسحب هارون بهدوء بعد أن همس لأحلام قائلًا :

-هنومها معاي ، قفلي أوضتك ونومي أبوي في فرشته له كتير النوم ما زارش عينه  .. 


ثم جهر قائلًا :

-بالإذن يا بوي….


غادر الصقر متجهـًا لعش عصفورته ليرمم شروخ اليوم بحضنها ، قطع خطاوي الأرض تحت عيني " زينة " التي لاحظته من أعلى فاطمئن قلبها بارتياح :


-طب زين مقعدتش عند أحلام ، وهملت القصر وبعدت عن البت الشوم دي!! بس هتروح مني فين يا هارون !! وربنا ما هسيبك.. 


وصل هارون لأعتاب مكتبته التي يصدر منها ضوءًا خافت ، تسلل بهدوء تحت ضوء قرص القمر المنير فوق رأسـه .. وجد مكتبـه المرتبـة مقلوبة رأسًا على عقب ، وكانت تتوسط الكُتب المُبعثرة حولها .. رمقها باستغراب :

-ليـلة !! مين عمل في الأوضة كِده !! 


فزعت كالملدوغـة من مكانها وهي تتأمل عواقب فعلها :


-دي أنا !! بس معرفش عملت كده ازاي !  سوري ، أنا هرتبها بسرعة وو 


ما أن رأسها كالطفلك المذنبة أمامها ثارت جيوش قوته ليحميها .. خطى خطوتين وأمسك بيدها قائلًا :

-سيبي من يدك وتعالي .. 


وقف الثنائي وجه لوجه ، فوضعت كفيها بخصرها قائلـة بلوم :

-أنتَ أتأخرت ليه !! وبكلمك مش بترد !! ده اتفاقنـا يا هارون ؟! كنت فين كل ده ! 


أمسك كفها الذي تلـوح بهِ بلطف ليفتح ويطبع العديد من القُبلات بداخله جعلتها تنسى أمر تساؤلاتها ، انغرمت بفرط حنانه وهو يفعل بكفها الأيسر هكذا .. رمقته بتحير :


-هارون ، أنت كويس !!


لم يُجبها بكلمة بل استبدلها بقُبلة طويلة بين عينيها ..أن يختار القلب خليله بعناية… حينها ستشعر بأن رقة قلبه مثل خيط يضمدك  في العالم كل ما بهِ يؤذي .. تنهدت مشتتة :


-طيب ممكن تقول لي مالك ! 


-أششش ، عاوزة تعرفي مالي !! لو في أيدي ألف كُرة العُمر واعتذرك عن كُل يوم كنت بعيد فيه عنك .. 


أغرورقت عينيها بالدموع :

-هارون .. قلبي قلقان عليك !! فيـك أيه ؟! أنتَ زعلان من حاجة .. 


-زعلان على العمر اللي عدى وحضني متلچ من غيابك .. 


ثم مسح على معالم وجهه باستغراب وهو يتساءل :

-واحدة زيك أذت العالم في أيه عشان ينهش فيها إكده ، تعرفي نفسي في أيه !! 


انتفضت في حضرة ملك الحُب وسألته :

-نفسك في أيده ونحققـه .. 


مسح على وجنتها بأسفٍ :

-نفسي أداريكي من قسوة العالم چوة قلبي .. مش عاوز حاجة تزعلك واصل..


سالت دموع عينيها بمشاعر جياشـة وهي تذوب فـ شهد حُبـه :

-أنا لو زعلانة بجد ، فـ أنا زعلانة على العُمر اللي عدى كده من غيرك .. 


شدها بلهفة في حضنه وباتت يداها تمسح على ظهرها كأنه أراد زوال سنوات الحزن عنها ، سيل ممطر من القبلات انهمر منه على كل جزء منها حتى تفتت بين يده .. 


فارقت حضنـه وزالت أثار الدمع من عنه متجاهلة مطر عينيها وسألته :

-خلاص بقى ، أنتَ خلتني أعيط وأنت كمان هتعيط أوي .. أحنا ننسى كل حاجة ونبدأ سوا صح ! أنت عمـرك ما هتسيبني ..ممكن تحكي لي بهدوء كده ؛ مالك !! 


فارق يديها وتحرك ليقف الباب بهدوء ثم عاد إليها وشرع في تبديـل ملابسـه تحت أنظارها المُشتتـة ، ما فرغ من مهمتـه فبادرت قائلة :


-لو المشكلة كبيرة أوي كده ، خلاص متحكيش ، لأنك كل ما تتكلم عنها كده بتديها حجم أكبـر في تفكيرك .. بس أنا عندي فكرة .. 


تأملها بنظرة عجز حول ظلم الحياة لهذه الطفلة البريئة وقال :

-قولي .. 


سحبته من يده بمهلٍ ثم استقلت السرير الصغير وعقد قدميها وأشارت له :

-هنيمك في حضني النهاردة ، مش أنت بترتاح معايا .. تعالى . 


يصبح للمرء أجنحه عندما يستقبلـه حضن من أحب ، لبى ندائها واغتنم حضنها ليكون ملاذه هذه الليلـة .. ضمت رأسه لصدرها واتكئت للوراء وهي تتفقد بأناملها جدائل شعره :


-أنت عارف أن في أسطورة بتقول ، أن النوم في حضن حد بتحبـه ، مش بيخلي الإنسان يعجز بدري .. 


رغم عنه تبسم لعودتها لأساطيرها وروحها الخفيـفة وقال :

-ابتدينـا .. مش هتحكي لي عن شهريار وشهرزاد .. 


فكرت للحظة :

-تحب أحكي لك رومانسي ولا فانتازيا !! 


-احكي لي خلفوا أمتى في أم القصة دي !! 


انفجرت ضاحكة من تغيره المفاجئ ومفارقته لحضنـها ليراقب صدى صوت ضحكتها ، فأتبع :

-طب سيبك من شهرزاد  ، وقوليلي ليلزاد نفسها يكون عندها كام عيل !! 


استوقفها الاسم للحظة :

-أنتَ قولت أيه !! مين ليلزاد دي ؟!


-أنتِ !! 


-يا سلام !! على وزن شهرزاد وكده !! لا حلوة عجبتني ليلزاد … 


داعب وجنتها الأشبه بالقطن وقال :

-عارفـة الأول يعني أيه ليلزاد !! 


-عـرفني … 


أمتدت أنامله لأطراف شعرها وهو يقول :

-ليلي زاد .. بدل القمر بقيوا اتنين ، واحد في السما وواحد چاري واخد القلب والعين .. 


نبضت في سماء الهوى وهي تجثو على ركبتها لتحضنه بفرحة :

-الاسم حلو أوي على فكرة ، خلاص على طول تقول لي الاسم ده لما نكون سوا .. 


-طب واسم غفران ؟!


تراجعت عن حضنه بأسى وهي تكتم ثغره :

-هارون بليز ، بلاش الاسم ده ، بيرعبني ..بحس وراه أسرار كتير أنا مش أدها .. بلاش تناديني أبدًا بالاسم ده ….. ممكن !! 


ضم رأسها لحضنه مرة آخرى وهو يقبل شعرها كثيرًا ويقول بتمني:

-طول ما أنتِ في حضني متخافيش من حاچة واصل …. هارون العزايزي هينسيكي كل الحزن اللي علم على قلبك يا ليلة .. 


ثم تبسم مغيرًا مجرى الحديث :

-هقول لك خبر حلوة ، عمار چيه يتقدم لهيام .. والواد چدع ويستاهلها .. وأبوي حسيته مرحب قوي ..


هللت فارحة :

-الله!! بجد هيام هتفرح أوي يا هارون ، هي عرفت ولا لسه ، تيجي نقولها عشان تنام مبسوطة !! 


أوقفها عن جنونها وعفويتها:

-أقعدي راحة فين !! 


-الله!! معاك أهو يا هارون .. بس أحلام ووو


أوقفها طالبًا :

-عاوز أنام الليلة في حضنك .. 


-هو ينفع !! ؟ مش ممكن حد يشوفنا .


-في داهية أي حد .. 

ثم شدها من قدميها ليرتمى ظهرها على الفراش ، ويضع رأسه على كتفها وهو يحاصرها من كل جهة لتقول :

-هحكي لك حدوتة عشان تنام ..


دفن ملامحه بحضنها قائلًا :

-أحكي اللي يعجبك ، المهم أسمعك ..


•••••••••••••


وعلى حدى جاء أحد الرجال مهللًا من الخارج مناديًا :

-صديق بيه يا صديق بيه .. مجلس العزايزة عطوا رؤوف ونچاة مُهلة أسبوع، لو مرچعوش هيتقتلوا .. 


فرع صديق من مكانه :

-هما لساتهم متچمعوش عليهم !! قبل السبوع ما يخلص ، هكون مسيح دمها ..


في هذه اللحظة رن هاتفه بالاتصال المنتظر ليخبره :

-عرفت مكان نجاة ورؤوف ….


يتبع

******

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع