رواية روماا الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )
رواية روماا الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )
صباح تاني يوم كان قاعِد حسن في مكتبُه وسرحان ومتضايق، عاوز يحقق ليا رغبتي إني مشوفهوش بس مش قادِر يعمِل كِدا، فتح الأكونت بتاعُه ولقى تعليقات كتير.. بس اللي لفت نظرُه تعليق مِنة!
إتصدم ومسحُه على طول وعملها بلوك وهو متضايق..
كان عاوز يقفل الفون بس عشان أنا وحشتُه فتح بروفايلي وفتح صورتي الشخصية
وكبرها وهو بيتأمل وشي وضحكتي وعيوني، وإبتسم
شغل على اللابتوب اللي قُدامه أغنية عبد الحليم حافظ ( بحبهاا بحبهاا وفـ قلبي ساكِن حُبها ياريت يا شوق توصلها ويحن ليا قلبها بحبها بحبهاا)
وهو سرحان في صورتي خبط الباب فـ قفل الاغنية بسُرعة وساب الفون وهو بيقول: إتفضل.
دخلت السكرتيرة بتاعتُه وهي شايلة ملفين وبتقول: محمود باشا يافندم بيقول لحضرتك عاوز يحدد معاك ميعاد تاني بخصوص الشراكة.
قفل حسن اللابتوب وهو بيقول بضيق: هو مبيزهقش؟ يعني كلمتُه بالذوق برضو بيضغط على اللي جابوني ويقولي شراكة ياعم مش عايز! بقولك إيه يا نسرين قوليله حسن باشا مش فاضي لمُقابلات هو قراره واحد مش هيغيرُه
نسرين بهدوء: تمام يافندم، معايا ملفين التصدير بتوع الصين وأميريكا، مستنيين مُراجعتك وبس.
حسن بعدم تركيز: سيبيهُم على المكتب هراجعهُم بعدين، هروح مشوار وأرجع لو حد سأل عليا إنتِ عارفة هتقولي إيه.
قالتلهُ بذوق: تمام يافندم
نزلوا سوا على السلم ونسرين مُبتسمة بعملية كـ عادتها، أول ما حسن نزل لقى في وشُه مِنة وهي واقفة حاطة إيديها في وسطها وباصة بعصبية لحسن.
حسن بتبريقة وصدمة: إيه اللي جابك هِنا؟
مِنة بغيرة: هي البت دي كانت بتعمل معاك إيه فوق؟
نسرين بصدمة: إيه اللي بتقوليه دا مسمحلكيش!
حسن بعصبية وزعيق: روحي يا مِنة أحسنلك ومتتكلميش كِدا عن بنت زيك عيب.
شاورت مِنة عليها وقالت: إنت بتقارن دي بيا، واحدة بتتزنق معاك في مكتب.
نسرين كانت هتعيط وقالت بنرفزة: حسن باشا أناهمشي مسمحش لحد يقول عليا نُص كلمة.
حسن بهدوء: معلش حقك عليا أنا، خلاص روحي إنهاردة وأنا هقفل المعرض ونبقى نشتغل بُكرة.
خرجت نسرين بعد ما أخدت شنطتها وطلعت، حسن بص لـ مِنة وقال وهو ماسكهامن دراعها بغضب: بقولك إيه، أنا مش أبوكِ عشان أفوتلك وأهاودك، ولا روما الطيبة اللي بتستحمل سخافاتك، رجليكِ لو جت ناحية المعرض التاني مش هيحصل كويس، روحي على بيتك ملمحكيش هِنا.
مِنة بدأت تعيط وهي بتقول: طب، طب مش كان فاضل على فرحنا شهر ونتجوز أنا وأنت؟ أنا بحبك وعوزاك مش هقبل أي راجل غيرك.
حس حسن بالذنب شوية ناحيتها وقال: مِنة، مش هظلمك معايا وأكمل في غلطة غبية أنا عملتها، روحي يا مِنة.
إداها ضهرُه وراح ناحية باب المعرض فـ قالت مِنة: لو فاكِر إن روما بتحبك تبقى غلطان، هي بتحب يحيى مِن أيام ما كُنا ساكنين في المنطقة القديمة، ولما شافتُه تاني حبتُه من جديد ورمتك، بس أنا إشتريتك.. فـ متبيعش اللي شاريك عشان اللي بايعك عشان هي كدا كدا بتحب يحيى وبتروح المول مخصوص عشانُه.
الد| م غلي في عروقه، وفجأة مسكها من دراعها جرها لبرا وهو بيزعق وبيقول: برااا، مشوفش وشك هنا تاني إخررُجي
رزع الباب وراها وهي مصدومة.. سحب مفاتيحُه وحاجتُه وخرج مِن المعرض بعد ما قفلُه، ركِب عربيتُه ومشي بيها، وهو سايق بعتلي رسالة على واتس آب كاتبلي فيها " إنتِ فين عايز أشوفك موضوع مُهم "
كُنت أنا في شُغلي، قاعدة على مكتبي لإني روحت من الصُبح، اشتغل شوية وأخُد بريك دقيقتين عشان بفتكر حسن وكلامُه، وبعدها أرجع اشتغل تاني، زمايلي في المكتب قاموا وقالوا: هنروح نتغدى في المطعم اللي جنبنا ما تيجي معانا يا روما؟
قولتلهُم بصُداع وتعب: لا ماليش نِفس روحوا إنتوا أنا لو جوعت هطلُب حاجة خفيفة.
مشيوا وكملت أنا شُغلي، لقيت مسچ وصلتني على الواتس بحسبها ماما عاوزة تطمن عليا، لقيتها مِن حسن!
إترعشت وأنا بفتحها وبقرأ اللي فيها، شوفتها ومردتش.. وسيبت فوني على المكتب وأنا ببُصله بضعف
مش هقدر أشوفه تاني
وصلتني مسچ تانية لقيتُه باعت " لو مردتيش يا روما هروح المول أكسرُه على دماغ البيه، رُدي عليا!! "
رديت وكتبتلُه " بلاش جنان عاوز مني إيه! "
إستنيت شوية لقيتُه كتب تاني " إنتِ فين وهجيلك "
كتبتلُه " قابلني في كافيه.. اللي على البحر "
سحبت حاجتي وبعد ما سجلت حضور وانصراف من الشركة وبعت ميل الشُغل من الكمبيوتر لميل الشركة، خرجت.. كُنت لابسة بوت إسود وچيب تحت الرُكبة وعليهُم كوت إسود.
خرجت من الشُغل وروحت قُدام الكافيه، وقفت على البحر مرضتش أدخُل، كان فيه صخر كتير زي حاجز ما بين مكان ومكان..
لقيت عربية حسن جاية سريعة وبتركن في مكان فاضي بإحترافية، الجو كان برد وبعد غروب الشمس..
نزل حسن من العربية كان لابِس قميص بيبي بلو وچاكيت جلد إسود، قطع المسافة بيني وبينُه ومسكني من أكتافي وهو بيبُص لعيوني وبيقولي بألم وبتكشيرة: قوليلي في وشي إنك مبتحبنيش وأنا هحُط قلبي تحت رجلي وأبعد عنك
بصيتلُه وأنا بترعش مش عارفة أنطق، ومعرفتش هو متعصب كدا ليه.
قولتله بخوف: إنت إتجننت سيبني.
نزل راسُه لتحت وعيونه باصة فوق لعيوني ونظرتُه فيها أمل وهو بيقول: قوليها يا روما، عاوز أسمع منك إنك محبتنيش وحبيتي الواد دا.
كُنت بهرب بعيوني مِنُه فـ مسك فكي وخلاني أبُصلُه وهو بيقول: مستني
الخوف جوايا زاد، وقلبي دق وأنا مش فاهمة مالُه
بس أنا مبقتش قوية زي الأول، محتاجة أترمي في حضن حد.. أي حد وأعيط.
حط كفين إيديه على خدودي وهو باصص لعيوني وشايف فيهُم توهان ودموع
فـ خرجت مِنُه شهقة ضحكة خفيفة وهو بيقول وصوته مبحوح من البرد: سكوتك دا، ريحني أكتر من كلامك، لو مبتحبنيش كُنت رميتيها في وشي عشان تخلصي مني، بس أنا عارف إن اللي بشوفه في العيون الحلوة دي.. حقيقي يا حبيبتي.
رفعت إيدي عشان أشيل كفوف إيديه من على خدودي فـ مسك إيدي وباسها تاني
سند جبهتُه على جبهتي وهو بيقول: إنتِ بس تقولي أه، وتنسي أي حاجة، زي ما أنا بنسى الدُنيا معاكِ
بعدت عنُه وأنا بقول بهدوء: مش هينفع.
قالي بعصبية تاني: متقوليش الكلمة دي تاني، هقف في وش أي حد واي حاجة عشان تبقي ليا.
قولت وأنا باصة للأرض سيبني في حالي يا حسن..
رد عليا وقالي بألم: وتسيبيني إنتِ لمين، يا دُنية حسن؟
وبدون مُقدمات..
١٧
وبدون مُقدمات لقيت نفسي بتجاهل كلامُه وبفوق نفسي، سيبتُه وجيت أمشي راح مسكني بعصبية وهو بيقول: مش هتمشي بتحبيني ولا لا يا روماا!
زعقت فيه وقولتله من غير ما أبُصله: لاا، لا قصتنا متعقدة وحياتنا متعقدة أكتر مننفعش لبعض.
قالي والغيرة عمياه برضو: أومال مين ينفعك؟ الباشا جارك القديم أبو قوصة؟
قولت بنرفزة: يخربيت يحيى! يخربيتُه شيلُه من دماغك مش هيبقى ليا عين أبُصلُه تاني بعد اللي عملتُه فيه. إسمع يا حسن أنا مِش حِمل اللي بتعملُه دا كفاية عليا مشاكِل البيت، متوصلنيش أقول لبابا إنك.. بتضايقني.
بصلي بصدمة، ونظرتُه كانت مكسورة وهو بيقول: بضايقك!
نبرتُه خلتني ندمت، لكِن رجِع الغضب تملك مِن ملامحُه تاني وهو بيقول: قولي لأبوكِ، تحبي أقوله أنا إني بحبك؟ وعاوزك؟ عاوز تكوني مراتي.. أكتر مِن أي حاجة تانية في الدُنيا؟ دا لما تيجي سيرة أبويا الله يرحمُه ويقولولي ربنا يسعد قلبك بالعوض، أقولهم يارب روما.
بدأت مناخيري تحمر هي وعينيا مِن البرد وقولت: مش هيوافق مستحيل يكرر الغلط اللي حصل مع مِنة.. مش هيكسر نفسُه ويكسرنا تاني قصاد الناس.
حسيت بدوخة، مأكلتش حاجة من الصُبح، ولا إتغديت حتى.. بدأت اشوف الدُنيا بتلف بيا، ولاحظ حسن زوغان عيوني
مسكني كويس وهو بيقول بـِ رُعب: روما!!
قولتلُه بتعب: متقلقش أنا، دايخة شوية بس.
حسن وهو بيحُط كف إيدُه على جبهتي: مفيش سخونية، أكلتي حاجة طيب؟
حركت راسي بـ لا وقولت بتعب: هروح دلوقتي وهاكُل.
فتح عربيتُه بالمُفتاح من بعيد وسحبني معاه بهدوء وهو بيقول: تعالي، تعالي إقعُدي في العربية هجيبلك حاجة تاكليها مِن جوة وأجيلك.
جِه يمشي روحت مسكت فـ إيدُه جامد فـ بص على إيدُه بصدمة إني ماسكة فيه، رفعت عيوني بتعب وبصيتلُه وأنا بقول: متجبش حاجة غير مياه مش هقدر أكُل.
لعب في صوابع إيدي بصوابعُه وهو بيقول: متتحركيش من العربية زي ما قولتلك.
دخل للكافيه وغاب جوة شوية على ما يجهزوله الأوردر، عربيتُه كانت حلوة، فخمة.. ومُهتم بنظافتها
جالي فضول أفتح الكاسيت، فـ رفعت رجلي بدوخة ودخلتها العربية وقفلت الباب عليا، وشغلت الكاسيت وخرج مِنُه صوت عمرو دياب ( كُل ما أقول أنا مش هتكلم عنها خلاص، وأعمل نفسي قال بتكلم ويا الناس.. وأخُد بالي عشان مغلطش فـ أي كلام، برضو كلامي يلِف ويرجع ليها قوام.. دا أنا من يوم نا سابتني وقلبي ماهوش مرتاح أسكُت ليه! دا أنا بس بقول إسمها برتاح.)
رجعت راسي وسندتها.. أد إيه أنا غبية، ضيعت من إيدي حُب بييجي للإنسان مرة واحدة في العُمر
كُنت ناوية أخلي إنهاردة يوم الوداع بيني وبين حسن.. أقضيه معاه وبعدها كُل واحد يروح في طريقُه
رغم إني عارفة إن دا هيخلينا فيما بعد نتعامل مع الحياة من غير روح
لكِن كُل واحد لازم يتحمل نتيجة أخطاؤه الغبية، جِه حسن.. وفتح باب العربية وقعد فيها وهو بيحُط الأكل على رجلي وبيقفل الباب تاني، بص ليا وقالي وهو بيفتح الشباك عشان نتنفس: متوقعتش تدخُلي عربيتي بأمان وتقفلي على نفسك، أنا أي حاجة مقفولة تخُصني عندك فوبيا مِنها.. أولهُم قلبي.
بصيتلُه أنا وشكلي كان مُرهق وقولتله: مش هتبكل تكلمني بنبرة العتاب؟ وكإن أنا لوحدي السبب إن مينفعش نكون سوا.
قالي بعصبية: أيوة يا روما إنتِ السبب الأساسي عشان رفضتيني عشر مرات مش فاهم ليه! متمسكتيش بيا ليه! مشاعرك ناحيتي أيام الجامعة كانت إيه!! إتغيرت!!
عايز أتجوز بنتك روما يا عمي، رفضت يابني.
ويتكرر السيناريو لما طلعتي عين أمي ومش مفهماني ليه، قوليلي سبب واحد ترفُضيني عشانُه! في اكتر مِن إني عاوز أعرف سبب رفضك عشان أمحيه وتكوني ليا؟
مش هعيط تاني بقى خلاص، السبب إنُه مينفعش بس هو مش قادر يفهم الكلمة دي، مينفعش عشان الناس هيقولوا ويعيدوا؟ هيقولي جُملتُه المُعتادة
ملعون أبو الناس.. مش هقدر أقوله ضحيت بيك عشان أختي
مش هقدر.
فوقت من شرودي على صوته بيقول بنبرة رجولية مكتومة: طب كُلي الأول وبعدين نبقى نكمل الحوار دا.
قولت بدوخة وصُداع: أنا إتأخرت زمانهُم هيقلقوا عليا في البيت، مُمكُن تروحني؟
لقيت نفسي بتراجع عن إني اتعامل إن دا أخر يوم هشوفه، لأن دا هيعذبُه أكتر.
قالي بعناد: هنتحرك لما تاكلي طيب، هوصلك بنفسي أوعدك بس تاكلي.
فتحت الكيس وبدأت أخرج الأكل وأقول: طب كُل معايا طيب ولا هتتفرج عليا، معاك منديل؟
سحب منديلين من العلبة بتاعة العربية وهو شايفني بفتح الأكل وبظبط فيه فـ إبتسم وهو بيقول: وشك حلو عليا عامةً، في صفقة تصدير هتحصل قُريب هتوديني في حتة تانية خالص.
أكلت الكاتشب اللي بهدل صوباعي وأنا مركزة في ترتيب الأكل على الكيس فوق رجلي وبقول: بجد؟ ربنا يوفقك مبروك.
مديت إيدي ليه وأنا حطالُه منديل تحت الساندوتش وبقوله: إمسكُه كِدا عشان ميوقعش على هدومك ونتبهدل.
كان متنح فيا وأنا بدأت أكُل، بصيتلُه لقيتُه سرحان فيا كـ العادة فـ قولتلُه: ما تاكُل!
قالي بهدوء: هقولك حاجة بنعتبرها من نادي الرجال السري كِدا، يعني ميعرفهاش غير الرجالة.
قولت وأنا باكُل: حاجة إيه؟
قالي وهو بيفتح إزازة المياة بإيد واحدة: الراجل بيعرف بنات في حياتُه عادي، واحدة بس اللي بيقرر يتجوزها.. أول ما بيشوفها بيمُر قُدام عيونه شريط زي شريط حياتُه كِدا، بس معكوس، بيشوف البنت دي عروسة في فرحه.. عروسته، وبعدها مراته بعدين بيشوفها حامل منه.. بعدين بيشوفها في بيتُه في مطبخهُم والبيت في ولاد.. منها هي
هنا بيقرر يتشقلب عشان يخلي الكلام دا بجد
عشان كدا لما بنحب ونتعلق.. بيبقى الموضوع مشوعناد وبس، دا متعلق بسعادتنا.. زي لما تحلمي إنك في مكان خلو أوي ومبسوطة فـ مبتبقيش عارفة تصحي من الحلم.
الأكل فضل في بوقي وأنا بصالُه ومصدومة.
بلع ريقُه وهو مكشر وبيقول: الشريط دا شوفتك إنتِ فيه يا روما، مش عارف أحُط اي حد مكانك.
حطيت الأكل في الكيس وأنا بمسح بوقي وبقول بنبرة حاولت بقصارى جُهدي متبانش حزينة: روحني يا حسن.
هنا إتحرك بالعربية جامد وبسُرعة.
وصلنا قريب من البيت، مش تحتُه بس قريب منُه بمسافة خطوتين.. لبست شنطتي وأنا بقوله: عربية بابا!
قالي بهدوء: الصُبح هتلاقيها تحت بيتك، متقلقيش.
فضلنا باصين لبعض، وفجأة
لقينا حد بيخبط بإيديه على كبوت العربية، أنا إتخضيت وحسن ضيق عينيه عشان يشوف مين
كانت مِنة
قربت من بابي وفتحتُه وهي بتسحبني من دراعي وبتقول بصوت عالي: إنزلي يا ****
١٨
سحبتني من عربية حسن ومن دراعي، ومراعتش نهائي منظرنا قُصاد سُكان المنطقة ولا راعت إني الأكبر مِنها
سحبت إيدي مِن إيدها وأنا مبرقة، وحسن نزل من العربية وهو متعفرت بس ماسِك نفسُه عشان ميهينهاش ويزود الزعل بيننا، على الرغم لو كان قالها حاجة مكونتش هسكُتله
قولتلها من بين سناني: تعالي نطلع فوق عشان الناس ميسمعوش صوتنا بالليل.
تعمدت تعلي صوتها وهي بتخبطني في كتفي وقالت: خايفة ليه ما إنتِ بجحة ومبتحسيش بحد غير بنفسك، يبقى خايفة ليه من الناس؟
حسن مقدرش يستحمل عليا الكلام دا فـ قالها بعصبية: أحسنلك لمي لسانك ومتلمسيهاش، بدل ما أطلع لأبوكِ دلوقتي أقوله اللي حصل إنهاردة.
أنا اللي فهمته من كلام حسن إن حصل حاجة تانية غير اللي بيحصل دلوقتي وأنا معرفش عنها حاجة، بدأت اتعصب من الفضايح اللي عملاها مِنة فـ قولتلها بنفاذ صبر: مِنة إطلعي قُدامي متخلنيش أتصرف تصرُف وحش، يلا قُدامي
سبحتها من دراعها وحسن كان بيبُصلي خايف عليا
طلعنا فوق ودخلنا الشقة، زقيتها لجوة وروحت قافلة الباب وأنا بقولها بصوت واطي: إنتِ مجنونة ولا مش طبيعية ولا عايزة إيه؟
بدأت تعلي صوتها عشان تسمع بابا وماما وتقول: إنتِ اللي عايزة مني إيه عمالة تتلزقي في الراجل الوحيد اللي حبيتُه.. مش كفاية إننا فسخنا الخطوبة بسبب سهوكتك.. إييه عايزة تعملي إيه أكتر من كدا!!
عينيا بدأت ترمش وأنا مكشرة وقولتلها بضيق: أنا مكونتش مع حسن عشان حاجة مُعينة، هو جِه قالي اللي حصل بينك وبينُه إنهاردة..
طبعًا محكاش ليا حاجة، دي كانت حركة خبيثة مني عشان أعرف أيه اللي حصل بينهم لإن مِنة متهورة، وبالفعل مِنة قالت.
قالتلي وهي مُبتسِمة بكيد: أه روحتلُه، وكُنا في المعرض لوحدنا، عايزة إيه إنتِ بقى؟
مسكت شعري بضيق وأنا بقول: أنا مشوفتش واحدة مُتعمِدة تقلل مِن نفسها قدك بجد، إدخُلي أوضتِك يا مِنة.
صحي بابا وقال بصوت حازم: إيه اللي بيحصل بالظبط!
فضلنا نبُص أنا ومِنة لبعض كُل واحدة فينا مستنية إنها تحكي لبابا، أنا خايفة هي تقوله إنها شافتني في العربية مع حسن، وهي خايفة أقوله إنها راحت لحسن المعرض وقللت من نفسها قُدامُه
زعق بابا تاني وقال: إنتوا الإتنين متحتكوش ببعض نهاىي، يلا كُل واحدة على أوضتها مش عاوز وجع دماغ.
دخلت مِنة على أوضتها وجيت أنا أدخُل وقفني بابا بصوته وقال: روما..
إتسمرت في مكاني وأنا شفايفي بتترعش وبقول: نعم يا بابا.
قالي بتساؤل: فين مُفتاح العربية؟
عينيا وسعت شوية لإني سيبت المُفتاح مع حسن هو قال هيجيبها بُكرة، معرفتش أقول لبابا إيه وهو بيبُصلي من غير ما يرمِش مستني إجابة.. قولتلُه بهدوء: سيبتها قُدام الشُغل وجيت.
قالي بنبرة حادة: ليه!
قولتله بهدوء: تعبت شوية وجيت مع زميلتي بعربيتها، وسيبتلها المُفتاح عشان أخوها يجيبلي العربية بُكرة.
بابا قالي بحزم: الصُبح لو ملاقتش العربية واقفة قُدام البيت هروح أجيبها بنفسي، تصبحي على خير.
كُنت مرعوبة وأنا بقول: وحضرتك بخير يا بابا.
دخل الأوضة هو كمان وقفل الباب عليه هو وماما فـ حطيت إيدي على قلبي وأنا بتنهد وبجري على أوضتي، غيرت هدومي وسرحت شعري وقعدت على السرير، مسكت فوني ولقيت مسچ من حسن..
"إنتِ كويسة؟"
كتبتلُه " بخير متقلقش.. لو قدرت تجيب العربية بدري شوية عشان بابا سألني عليها وياريت متجيبهاش بنفسي تخلي حد يجيبها "
يكتُب الأن..
..
لقيتُه بعت " بحبك".
إبتسامة ظهرت على شفايفي وكتبت وأنا بغير الموضوع " هاخُد مِنُه مُفتاح العربية بنفسي فـ عرفني قبل ما ييجي "
حسن يكتُب الأن..
..
كتب " متخافيش من حاجة طول ما إنتِ معايا"
_صباح تاني يوم.
لبست بنطلون وايد ليج چينز، وهودي نبيتي عليه إسمي بالإنجلش من الظهر، وشوز سودا
ووقفت على ناصية الشارِع مستنية الشاب اللي تبع حسن ييجي يديني المُفتاح.
كُنت حاطة إيدي في جيب الهودي وبطلع دُخان برد من بوقي.
لقيت عربية بابا جت وركنت..
وطيت على شباك العربية وأنا بقول: ميرسي يا جميل مُمكِن المُفتاح؟
مردش عليا ومفتحش الشباك، لفيت من ناحية الباب بتاع السواق وفتحتُه عشان أخُد المُفتاح، لقيت حد بيسحبني لجوة فـ شهقت.. قفل الباب بعد ما سحبني وكُنت حرفيًا ممددة على رجلُه، جيت أتعدل ضغط على شفتُه السُفلى بغيظ وهو بيقول: يعني لو كان جِه شاب غيري كان هيتقاله يا جميل؟
إتعدلت في قعدتي وقعدت على الكُرسي التاني وقولت برُعب: إيه اللي بتعمله دا مش كفاية اللي حصل إمبارح! هات المُفتاح يا حسن وإمشي لو سمحت.
مسك المُفتاح بصوابعُه وهو رافع إيدُه لفوق وبيقول: هديهولك بس بشرط!
١٩
رفع حسن المفاتيح بإيدُه لفوق وقال: بس عندي شرط واحِد.
خبطتُه أنا بإيدي وأنا بقول بإستنكار: إحترم نفسك بجد إزاي تقولي كِدا!!
مسك المفاتيح بإيدُه ونزلها تحت وهو بيبُصلي وبيقول: عُمري ما هلمسك غير لما تكوني حلالي، إوعي تفكري فيا كِدا يا روما دا أنا عايش عشان أحقق الحلم دا.
بصيت قُدامي ودُخان البرد فيم إزاز العربية الأمامي وقولت بحُزن: مش هيتحقق، قولتلك قبل كدا.
قالي هو ونبرتُه لازالت مبحوحة من البرد: أنا مش ضعيف عشان أستسلم من كام مرة، وإنتِ مش قِليلة ولا تتعوضي عشان أبعد بسهولة وأتعايش مع غيرك.
دموع سكنت عيوني تاني وقولتله وأنا بصالُه في عيونه المرة دي: هو إنت ليه بتحبني أوي كِدا؟
بصلي بتوهان وقالي بصدق: عشان إنتِ السبب اللي مخليني أعيش.
قلبي بدأ يدُق، بستعيد مشاعر أيام الجامعة معاه من تاني من الأول وجديد بس المرة دي بضعف مش بقوة عشان أواجهها زي الأول، بقيت لما بشوفه برتاح.. بيهون عليا ساعات، وساعات بحس إني مضغوطة بسبب خوفي مِن إصرارُه عليا.
فوقت من شرودي وقولتله بخجل: مقولتليش إيه الشرط؟
مد إيدُه ناحيتي وهو بيقول: هاتي إيدك.
قولتله بهزار: مش قولت مش هتلمسني؟
غنض عينُه وفتحها وهو بيقول: متخافيش بجد، هاتي إيدك.
مديت إيدي فـ إيدُه فـ مسك معصمي وباس باطن إيدي فـ قلبي أتسحب مني ورجعت لورا.
قالي: شرطي إنك، توعديني متكونيش لحد غير ليا، وعايزك تعرفي حاجة مُهمة.. لو شوفتي تعاملي مع الناس سواء في شُغل أو في واقع، هتقولي عن نفسك سحرالي.. بس إنتِ سحراني مش سحرالي.
إتكسفت تاني وجيت أسحب إيدي فـ ضغط على شفتُه السُفلى تاني وهو بيقول بنفاذ صبر: برضو بتهربي؟ إوعديني.. عشان لو حد قربلك هكسرُه.
إتنهدت أنا وقولتله: مش هقدر أوعدك بحاجة معرفش هتحصل ولا لا..
مِسِك إيدي جامِد وقالي: طب عرفيني بتحبيني ولا لا، سكوتك مأكدلي إنه أه، بس مش قادرة تنطيقها..
نبرتُه إبتدت تبقى هادية وقال: مين اللي مخوفك أو إيه اللي مخوفك تقوليها.
سحبت إيدي وقولتلُه بتهرُب منُه: إتأخرت كِدا بابا هيشُك ومِنة إحتمال تنزل تاني.
عروق وشه بدأت تظهر راح حط المُفتاح في العربية ودورها ومشي بينا بعيد وهو سايق بسُرعة، مسكت في الباب وأنا بصوت مِن السُرعة وبقول: يا حسسن!
_في شقتنا فوق.
ماما صحيت وبدأت تجهز الفطار في المطبخ، صحيت مِنة وهي بتقعُد على الترابيزة الصغيرة في المطبخ وبتقول: هااه.
ماما قالت بإبتسامة: صباح الفُل والعسل.
مِنة ببرود: صباح النور، أومال بنتك لسه نايمة ولا إيه؟
ماما بهدوء: لا روما نزلت تجيب عربية أبوكِ وقالت هتجبلنا بيها عصير قصب وهي جاية.
مِنة بسُخرية: وهو القصب بيتجاب بالعربية اليومين دول؟
بدات ماما تحُط البيض في الطبق وهي بتقول: لا أصلها بتقول في محل حلو هي تعرفه وعيزانا نجربُه.
مِنة بهمس لنفسها: أه وإسمُه حسن.
ماما مسمعتش فـ قالت: بتقولي إيه؟
خبطت مِنة بإيديها على الترابيزة وهي بتقوم وبتقول: قصدي تشوفي بنتك بتروح فين بدل الحجج الفارغة، أنا هروح أوضتي.
ماما بحزم: أوقفي هِنا! إيه الكلام الوحش اللي بتقوليه على أختك دا! هي مش صغيرة وعارفة هي بتعمل إيه كويس، أنا عُمري ما فرقت بينكُم.. بس لما بتتكلمي عن أختك وحش أو بتفتني عليها بزعقلك عشان أعلمك إنكُم سِر بعض، دي مش تفرقة زي ما سيادتك فاهمة.. ومفيش أوضة أوقفي ساعديني في الفطار إنهاردة الجُمعة يارب أختك تفتكر تجبلنا طعمية.
وقفت مِنة تعمل مع ماما الفطار وهي سرحانة وبتفكر تعمل إيه عشان ترجع حسن.
_في عربية بابا.
وقِف حسن على البحر بالعربية وهو بيبُصلي باخُد نفسي ومصدومة من إنُه إتحرك بالعربية بالمنظر دا.
كشرت وقولتله: ولما بابا يقلق عليا دلوقتي ويتصل أقوله أنا إتأخرت ليه، أنا قولتلهم هجبلهُم قصب وأنا راجعة.
حسن بهدوء: كُل ما أسألك بتهربي مني، بتحبيني؟
الدنيا كانت مغيمة، شكلها هتمطر رغم إن إحنا الصُبح، وعشان لسه بدري ويوم جُمعة فـ كان المكان فاضي.
فـ قولتله بصوت مكتوم: لا..
وكانت عيني في حتة تانية.. مد إيديه الإتنين ومسك وشي بينهُم وهو بينقل عينيه بين عينيا وشفايفي، قالي: قوليها وإنتِ باصة في عيوني.. بتحبيني!
مقدرتش أنطق، ما هو ثانية كمان وهقول أه.. فـ فضلت إني أسكُت أحسن
فـ قال وهو لسه ماسك وشي بس نبرتُه كانت عاشقة: وأنا كمان عاشقك.. غاويكِ، مقدرش أعيش مِن غير ما تكوني قُريبة مني، وجنبي..
وشي إحمر وهو لاحظ دا فـ إبتسم وأنا بهرب من عينيه، مديت إيدي وحطيتها فوق إيدُه اللي ماسكة وشي.. سند هو راسُه على راسي وهو مغمض.. وبيتنفس بصعوبة.
إنت حبيبي يا حسن، وبحبك أكتر من روحي.. بخاف أقول الكلام دا بيني وبين نفسي حتى عشان منطقهوش في يوم بالغلط
بعدت عنُه فجأة وأنا بعدل شعري وبقول: أنا إتأخرت هجيب قصب وأوصلك للمعرض وأروح.
هو قبل ما يتحرك قالي: هشوفك تاني؟ إوعديني بـ دي على الأقل.
فـ حركت راسي بمعنى أه.. ووصلته وجيبت العصير وجبت طعمية عشان.. كُنت مبسوطة
رجعت البيت وقعدنا على ترابيزة السُفرة نفطر والتليفزيون شغال على فيلم قديم.. مركزتش معاه
جيت أشرب من الشاي بلبن لقيت شادية بتغني "سونة يا سونسون جيتلك أهو، قبل ميعادنا كمان هنا أهو.. جيت ومُنايا أشوفك جيت جيت يا عنيا وإستنيت"
إبتسمت وأنا بغطي بوقي بالمج عشان ميشوفوش إبتسامتي، أما مِنة كانت بتبُصلي بقرف ومركزة معايا.
فـ قومت وأنا بقول: أنا شبعت، هقوم أنا بقى.. لما تخلصوا هاجي أشيل السُفرة.
ماما بإبتسامة: بألف هنا يا حبيبتي.
روحت أوضتي ولسه هقفل الباب لقيت مِنة بتفتح الباب برجليها، دخلت الأوضة عليا وهي بتقولي: ريحتك من ساعة ما دخلتي علينا دي ريحة البيرفيوم بتاع حسن، روحتيله ليه وشوفتيه فين لو مقولتيش هفضحك قُدام بابا وماما ومش هيفرق معايا حاجة!!
٢٠
حسيت مِنة حطتني في موقِف لا أُحسد عليه، بقى عندها هوس حقيقي بـِ حسن وإزاي ترجعُه ليها فـ بقت تراقِب عدوتها من وجهة نظرها، اللي هي للأسف أنا..
بصيتلها بصدمة وقولت بذهول: إنتِ للدرجة دي مركِزة معايا!
ضحكت بسُخرية وقالتلي: رُدي عليا بس وبطلي تعيشي في دور الهربانة مِن الإجابات دي، قابلتي حسن ليه وفين وقعدتوا مع بعض إزاي.
كتفت إيديا وقولتلها بضيق: ميخُصكيش، عاوزة تطلعي تقولي لبابا وماما على الهذيان اللي في عقلك إطلعي، لكِن حِسك عينك توقفيني الوقفة دي تاني، مش هسكُتلك كتير يا مِنة لإنك بجد زودتيها، إخرُجي مِن أوضتي!
بصتلي والغليان بيشيط مِن راسها وخرجِت، أول ما خرجت خدت نفس عميق أوي وعجبني نفسي إني متكلمتش..
_منزل حسن
كان قاعِد بيفطر مع مامتُه بيشرب شاي أخضر عشان معدتُه بتتعبُه من الشاي العادي، ووالدتُه بتحطُله فطار في طبقُه وهي بتبُصله بإستغراب
لاحظ حسن تركيزها في ملامحُه فـ قال: بتبُصيلي كِدا ليه؟
والدتُه بإستغراب: مستغرباك بس..
حسن بهدوء: مستغرباني فـ إيه بالظبط؟
والدتُه وهي بتشرب الشاي: يعني مبسوط إنهاردة كدا وبتبتسم من وقت للتاني، ومش عاوز تروح الشُغل بتقول هتريح إنهاردة، مش عوايدك..
حسن وهو بيضحك بخفة: عادي تممت صفقة حلوة هتنقلني في حتة تانية فـ بالتالي مبسوط.
غمزت والدتُه وهي بتقول: تؤ، في حاجة تانية بس أنا مش عرفاها، بس هعرفها، أصل هنروح مِن بعض فين
قام من على الترابيزة وهو بيتثائب وقال: لما ييجي وقتها هقولك بنفسي، أنا داخِل الأوضة هخلص شوية شُغل على اللابتوب.
سابها ودخل أوضته، مِسك الفون وفتح واتس لقاني أونلاين مِن ساعة..
بعتلي " روما "
فات دقيقة
دقيقتين، خمسة
وفي الدقيقة السادسة رديت "نعم"
حسن يكتُب الأن..
..
" وحشتيني "
أنا بحِس مع حسن إني رجعت مُراهقة تاني، بفتكر قُرب أنفاسُه مِن أنفاسي فـ بحس براحة جوايا، مطر بيطفي حر| يق الفواصل اللي إتفرضت بيننا، وعلى ذِكر المطر فـ الدنيا بتمطر برا..
شوفت المسج وسرحت ونسيت أرُد مِن حلاوتها
حسن: "؟؟"
رديت وكتبت: " بلاش الكلام اللي مش هعرف أرُد عليه "
حسن يكتُب الأن..
حسن: "هصلي الجُمعة وأطلع على المعرض، عاوز أشوفك إنهاردة"
كتبتلُه: " أنا كُنت معاك فعلًا إنهاردة! مش هينفع أخرُج تاني "
حسن: "ولا حتى عشان خاطري! "
مفيش رد مني
فـ كتب وقال: " طب مُمكِن تلبسي كويس لبس كويس مداريكِ ونتكلم فيديو، أشوفك قُدامي بس، من غير ما تتكلمي بـ ولا حرف.. تعبت أشوف صورك "
كتبت أنا بعد تفكير: " تمام بس زي ما قولت أنا مش هتكلم "
حسن يتصل بِك مُكالمة فيديو.
فتحت المُكالمة بتاعتُه بعد ما لبست الهودي بتاعي وسرحت شعري، وقعدت جنب الشباك عشان ملامحي تظهر لان كُنت طافية نور الأوضة
رجع راسُه لورا على المخدة وهو باصص لملامحي ومُبتسم بس، عينيه بتتحرك على كُل تفصيلة في وشي
وقالي: وعيزاني أسيبك.. دا أنا أبقى مبفهمش.
قولتله بنبرة غلب عليها الحُزن: إنت فعلًا مبتفهمش، وهتعذب نفسك على الفاضي معايا.
عينيه جت في عيوني في المُكالمة، وقالي بنبرة عِشق: أي حاجة تخُصك مش على الفاضي، فداكِ وقتي وحياتي والدُنيا.
ضميت رُكبي لصدري وأنا ساندة راسي فوقهُم وببُصله بخجل كـ عادتي، حركة بعملها لما بتكسف
فـ كمل هو وقال: أنا بس عاوز أصحى على الوش دا كُل يوم، بس والله.. ماليش أحلام تانية.
قولتله بنبرة هادية: ليه مُصمم كُل ما أشوفك تخليني أعيط؟
إتعدل وقعد، كان حاطط الهيدفون ولابِس هودي إسود وبيقول: عياطك لما بتشوفيني وتسمعيني يعني جواكِ مشاعِر ليا، عارفة لو مُجرد تلميح مِنك بالمشاعِر دي، هتلاقيني واقِف في وش الكُل عشانك.
قولتله لأول مرة بتساؤل عشان أتطمن: الناس يقولوا علينا إيه لو بقينا سوا.
رفع أكتافُه وقال: الناس متهمنيش، لإن الناس مش روما، ومحدش عارف أنا وإنتِ مرينا بإيه عشان يحكموا، مش عاوزة تبقي مراتي؟
رفعت عينيا وبصيتلُه في عينيه تاني فـ قالي وهو باصص لعيوني بنهم: أنا عاوز.. عاوز يكون جواكِ حِتة مني.. الست اللي بمسك إيديها وبروح معاها كُل مكان عشان أقولهُم حلمي معايا.. جنبي
ميلت براسي وأنا لسه ببُصله في عيونه فـ قالي وهو بيحرك راسُه يمين وشمال وبيبتسم برومانسية: أنا عشان العيون دي أروح في حديد لو حكمِت.
قولتلُه بنبرة مهزوزة: خايفة.
غمض عينيه وفتحها علامة الطمأنينة: مينفعش تخافي طول ما إنتِ معايا، أنا عاوزك!
كان خلاص فاض بيا.. بعذبُه وبعذب نفسي، قررت أعترفلُه فـ قولتلُه: هو أنا ينفع أجيلك المعرض؟
بص على شباك أوضتُه وقالي: الدُنيا مطر يا دُنية حسن، عشان متتعبيش لو خرجتي.
قولتله بنبرة هتعيط: محتاجة أتكلم معاك.
قالي بحماس: إعتبريني هناك، حد يطول يجيله فُرصة يشوفك ويرفصها!
قفلنا المُكالمة سوا، وقومت غيرت هدومي لبست الكوت بتاعي البُني وبوت بُني على فُستان إسود تحتهُم.. وخدت شنطتي وخرجت، مِن حُسن حظي مِنة كانت نايمة
ماما شافتني وقالتلي: أبوكِ راح البلد عشان يجيبلنا الزبدة بتاعة السنة من سِتك رباب، بيقول متستنونيش على الغدا.
قولتلها وأنا ماسكة في شنطتي: ومتستنونيش أناكمان، في غدا عمل برا الشركة زي إجتماع طاريء معرفش عملوه إنهاردة في يوم أجازة ليه، بس طلبوني فـ مُضطرة أروح.
ماما بهدوء: طب خلي بالِك مِن نفسِك يا بنتي، الدنيا مطر يعني لازم تروحي!
قولت بهدوء: أه، طلبت أوبر عشان كدا كدا مكونتش هاخُد عربية بابا فـ كويس إني طلبت أوبر طالما سافِر بيها.
بصيت على شاشة الفون فـ قولت: إيه دا وصل، يلا سلام يا ماما.
نزلت على السلم ولقيت عربية أوبر واقفة بالفعل تحت، ركبتها وقولتله العنوان..
وصلت للمعرض والمطر لسه موقفش، خُصلات شعري لزقت في وشي من البلل.
دخلت المعرض والباب إتقفل ورايا.. وصوت نقر المطر على الإزاز، قولت بصوت مبحوح من البرد: حسن
خرج هو من ورا العربيات وشعرُه مبلول زيي، لابِس چاكيت جِلد إسود وبنطلون إسود، وقميص رمادي وهو بيقول: أحلى حد ينطق إسمي..
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا