رواية روماا الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )
رواية روماا الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )
رجعت البيت، وقفلت باب الشقة ورايا وأنا الضِحكة مرسومة على وشي مِن الخد للخد.. لقيت ماما قُدامها علبة شبكة مِنة وقاعدة حاطة إيديها على راسها وشكلها زعلان، وبابا لابس النظارة الطبية وبيقلب في الفون بتكشيرة.
حطيت إيدي على قلبي وأنا بقول: مالكُم عاملين كِدا ليه؟
رفعت ماما راسها وبصتلي وعينيها محمرة، وفجأة لقيت مِنة طالعة وماسكة في إيديها شنطة فيها هدوم العروسة الجديدة ورمتها عليا وهي معيطة والماسكارا سايحة على عينيها وهي بتقول بتعب: خُدي، خُدي كُل حاجة.. إتجوزيه إنتِ، طول عُمرك واقفة في طريقي وبتاخدي كُل حاجة أنا عيزاها وبحبها، بس حسن مش حاجة عشان مشاعرُه كُلها تبقى ليكِ، أنا مش مسمحاكِ فاهمة مش مسمحاكِ.
وجريت على الأوضة ورزعت باب الأوضة جامد.
ساب بابا الفون وبصلي وقالي: ينفع أسألك سؤال يا روما؟
قعدت على الكنبة وأنا مخضوضة وبترعش، مش فاهمة إيه اللي بيحصل فـ قولتله: أه طبعًا يا بابا إتفضل
قلع النظارة وقالي بضيق: كان إيه سبب رفضك لحسن عشر مرات؟
رفعت أكتافي وأنا مبرقة وقولت: مكانش في دماغي الجواز عادي، بعدين هو كان عاوز يتجوزني على طول، أنا إستغربت أصلًا إنُه خطب مِنة، بس هو إيه اللي بيحصل؟
قالت ماما بنبرة حزينة: حسن جِه فسخ الخطوبة مِن مِنة، وقال إنُه مُتنازل عن الشبكة ومش عاوزها.
قولت بخضة: إيه!! عمل كِدا ليه؟
بابا قالي بنظرة غريبة: عشانك! أُختك واجهت حسن وقالتلُه عشان روما قالها أه، وقف قُدامنا كُلنا وقال إنُه بيحبك وهيفضل يحبك، وإنُه غِلط لما إتقدم لأختك وعقله مكانش فيه.
أنا إتصدمت! أنا عارفة دا كويس بس متوقعتش جُرأتُه توصل لـ كِدا، وإيه سِر تمسُكه بيا!
سحبت شنطتي وقولت لماما قبل ما أطلع: ماما معلش تقعُدي مع مِنة لغاية ما أجي.
بابا بعصبية: رايحة فين!
أنا وأنا بحاول أبين ثباتي قُدام بابا: هروح المول إكتشفت إني نسيت الفيزا بتاعتي هِناك.
بابا إتخض وقال: طب إجري بسُرعة لا يكون حد أخدها غير موظفين المول.. نُص ساعة وتكوني قُدامي هِنا.
قفلت الباب وجريت على السِلم، وقررت أروح لـ حسن شُغله..
أيوة بالظبط، معرض العربيات بتاعُه.
حسن كان قاعِد في الشُغل مصدع وخُلقه ضيق، ماسِك القلم وعمال يضغط عليه مِن فوق بتوتُر
الراجل اللي قُدامه: يا حسن باشا أنا لما قررت اشتغل معاك دا لإنك راجل فاهم في البيزنس وطموح، أنا تابعت أسهُمك بنفسي ماشاء الله.
رجع حسن راسُه لورا ولف بالكُرسي يمين وشمال وهو بيقول: مبشاركش حد، أُعذرني.
الراجل بإلحاح: طب بلاش أشاركك بنسبة كبيرة، هبقى إضافة ليك وتبقى إضافة ليا.
رفع حسن أكتافُه وقال بـ لا مُبالاة: مش محتاج إضافة، إنت اللي محتاجني ليك كـ إضافة ودا مش هيفيدني بحاجة، هيخسرني وقت وتجربة مش مضمونة مش أكتر.
جِه يكمل كلام دخلت أنا المعرض فجأة وأنا بنادي بضيق: يا حسن!
إتعدل حسن في قعدتُه على الكُرسي وهو بيبُص لـ برا وبيقول للراجل: المُقابلة إنتهت، نبقى نحدد ميعاد تاني.
جت البنت اللي بتساعد الناس وتعرفهم مواصفات العربيات قالتلي: أساعدك في حاجة يافندم؟
قولتلها بعصبية مُفرطة: حسن فين!!
لقيت راجِل خارِج من المكتب بتاع حسن، ولقيت حسن نازِل مِن فوق وعينُه متثبتة عليا، كتفت إيدي وقعدت أهز في رجلي جامد وأنا وشي باين عليه الغضب.
قال حسن ليا: إتفضلي في مكتبي عشان نتكلم.
قولتله وعصبيتي زادت: مش هتزفت أنا تكلم هنا.
قال حسن للبنت: طب روحي إنتِ دلوقتي بريك.
خرجت البنت مِن المعرض فـ بص ليا حسن مِن فوق، وفوق دا عشان هو أطول مني.
رفعت صوباعي في وشه وقولت: أنا قولتلك إعمل أي حاجة في الدُنيا إلا إنك تجرح أختي وتوقع بيننا.
حسن ببرود وهو باصص في عينيا: موقعتش بينكُم، اللي عملتُه دا كان المفروض أعملُه مِن بدري.. كان غلط لازم يتصلح.
مديت وشي وقولتله بضيق: وحتى لو عملت كدا بابا مش موافق ومش هينفع خربت خالص والناس كمان..
لقيتُه قطع المسافة بيني وبينُه وهو بيقول: ملعون أبو الناس، على كلامهُم، إنتِ ذكرتي أبوكِ والناس.. مذكرتيش رفضك إنتِ ليا، دا معناه إن ليا فُرصة؟
ضغطت على سناني وقولتلُه: لااا، عشان أختي مش هجرحها مهما حصل.
نبرتُه بدأت تهدى، خرجت مُثقلة بمشاعر عميقة: يعني مش عشان مبتحبنيش؟
إترعشت مش فاهمة ليه.. المطر نزل برا وكان بيخبط على الإزاز فـ إتخضيت
قطع المسافة بيني وبينه وهو بيقول بتساؤل تايه: ها؟
١٢
مكانش في غير أنا وحسن بس في المعرض، وصوت المطر برا كان ثالثنا
عينا بدأت ترمِش مِن التوتُر، وتهرب مِن عيونُه اللي مش راضية تتشال من عليا، كشرت وقولت بضيق وأنا مقررة أمشي: أنا غلطانة إني جيت هِنا أساسًا.
وجيت أطلع مسكني من دراعي، وسحبني ناحيتُه مرة تانية وهو بيقول بنبرة هادية: مش هتهربي مني المرة دي، عايز أعرف!
مقدرتش أسحب دراعي، مش عارفة راح فين الجبروت اللي دخلت بيه المعرض من شوية، وغينيا رمشت كذا مرة
القُرب اللي كان بينا كان كفيل ينسيني إسمي حرفيًا، وعينيه كانت حادة، مُتألِمة.. لكِن شفايفُه كانت مُبتسِمة إبتسامة خفيفة لإني كُنت قُصاده، لإنُه كان شايفني.
ما بين نظراتي المُرتبِكة ورجلي اللي إتشـ| لت وثبتت مكانها وما بين نظراتُه اللي مليانة دفا، وألم.. وعِشق!
ولقيتُه بيقول فجأة بنفس النبرة الهادية: هو دا تحديدًا اللي يخليني مُتمسِك بيكِ وبعمِل المُستحيل عشان أوصلك.
قولت بصدمة وكإن حصلي تنويم مغناطيسي: هو إيه؟
حسن بهدوء: السعادة اللي بتجيلي لما بلمحك أو بشوفك.
ومد صوباعُه على خُصلة شعري اللي نازلة على وشي، رجعها لورا وهو مكشر.. كإن أب بيعدل شعر بنتُه قبل ما تنزل للمدرسة، ريحة برفانُه دوختني كانت تقيلة مع البرد، كانت رجولية بحتة.
وقبل أي شيء سِمع صوت تحت حد بيسأل عنُه فـ بص من الأزاز شاف نفس الراجِل اللي كان معاه.
فاق من توهانه فيا وقال: هنزل أشوفه وجايلك على طول، متتحركيش من هنا.
أنا لساني كان إتلجم، وحسن نزل من المكتب وسابني فيه، لقيت نفسي ببُص على ديكورات المكتب، أبيض في إسود لكِن مُنمق وراقي، كذا مجلة أجنبية عن العربيات على الترابيزة الصُغيرة، زرع بس مش كتير وشكله مُرتب.
قعدت على الكُرسي بتاعُه اللي بيلف، وأنا بحرك الكُرسي يمين وشمال ورجلي بتترعش من اللي حصل ومش فاهمة إزاي أنا إتلجمت، لمحت صورة متغطية بـِ ورق، باين رجلين الشخص مِنها، الشوز دي أنا عرفاها كويس!
شيلت الورق لقيت صورتي!
برقت، كُنت واقفة في الجامعة بضحك بتلقائية، لابسة فُستان تحت رُكبتي عليه چاكيت طويل، وشعري كُله مفرود وطاير من الهوا، والشوز الأبيض بتاعي!
هو اللي صورهالي؟ لفيت الصورة لقيتُه كاتِب بخط إيدُه ( هل عندكِ شك أنك أجمل إمرأة في التاريخ وفي الدُنيا؟)
تساؤل كاظم الساهِر، وشي إحمر ولقيت نفسي بفتح الدُرج
لقيت علبة صغيرة فيها، علبة عصير فاضية، ورقة شوكولاتة فاضية، ورقة لبان، ورقة مكرمشة كدا كإن حد راميها، لما فتحت إكتشفت إن دي ورقة كُنت في بريك الجامعة برسم وشوش مطلعة لسانها وبتغمز، لما جه ميعاد المُحاضرة كرمشتها ورميتها! يعني دي أي حاجة أنا أكلتها ورميتها هو إحتفظ بيها! إزازة بيرفيوم واحدة فاضية وواحدة زيها بالظبط مليانة، البيرفيوم بتاعي!!
لقيت جوة الدُرج كِتاب "كُل الطُرق تؤدي إلى روما"
فـ عينيا وسعت مِن الصدمة، وظهر على وشي إبتسامة مقدرتش أبدًا أداريها، سمعت صوت خطواتُه على السلم فـ قفلت الدُرج بسُرعة وقومت من على الكُرسي ووقفت وأنا برجع شعري ورا وداني.
دخل حسن المكتب وقفل الباب وهو بيقول: أنا أسف على التأخير.
رفعت أكتافي وقولت بتوتُر وعيني بتزوغ: مفيش مُشكِلة أنا أصلًا ماشية.
قبل ما أطلع مسكني تاني من دراعي، المرة دي عينيه كانت مليانة مشاعِر كتير أوي مكتومة، وقالي بنبرة عُمري ما هنساها من صِدقها، نبرة خلت جسمي قشعر: لو لفيتي الدُنيا دي كُلها مِن شرقها لغربها، عُمرك ما هتلاقي راجِل يحبك قدي، أنا مُستعِد عشانك يا روما أعمل أي حاجة عشان بس تكوني ليا، وساعتها هكون أكتر راجِل محظوظ في العالم.
معرفش ليه قولتله كِدا، بالصيغة دي، صيغة مايعة: صعب أوي أكون ليك.
كان ممكن أقوله مش هيحصل، متتعشمش، الوضع إتعقد.. بس أنامبعرفش أقول حاجة مش في قلبي، والكلام دا كُله مكانش حاضر في قلبي.
جيت أطلع الچاكيت بتاعي إتعلق في أوكرة الباب.
فـ إبتسم وقالي: حتى مكتبي متعلق بيكِ ومش عايزك تمشي.
لحد هنا مقدرتش أتحمل، سحبت الچاكيت بتاعي مِن الأوكرة وجريت على السِلم وأنا بترعش، خرجت من المعرض وهو جري ورايا بيقولي الدنيا بتمطر اصبُري
بس مسمعتلهوش.
أول ما خرجت من المعرض وشوفت الدنيا مغيمة والمطر ملمع المدينة، وريحة المطر والبرد أنعشوني، كإني خرجت من مركز إعادة تأهيل رجعني ١٦ سنة تاني..
كان معايا عربية بابا كالعادة، ركبتها وإتحركت بيها وأنا مشغلة مساحات الإزاز الأمامي.
فتحت الراديو يلهي أفكاري شوية، كان في نشرة إخبارية مكملتش دقيقة وخلصت
بعدها بدأت أغنية كاظم الساهِر ( هل عندكِ شك أن قدومك في قلبي هو أعظم يومًا في التاريخ وفي الدُنيا)
شهقت! مش فاهمة ليه، إيه التصادُف الغريب دا
وأنا ببُص على المراية الأمامية لقيت عربية ماشية بالراحة ورايا، عرفت إنُه حسن وعاوز يتطمِن إني وصلت البيت بخير
أول ما وصلت تحت البيت وركنت العربية، العربية مشيت بعيد عني، نزلت والمطر كان موقفش
طلعت للشقة
ولقيت حاجة أول ما دخلت
صدمتني!!
١٣
فتحت باب الشقة وإتصدمت مِن المنظر اللي شوفتُه، لقيت هدومي مرمية على الأرض ومتقصقصة! وهدومي دي اللي كُنت بديها لـ مِنة عشان تلبس طويل لإن بلوزاتها قصيرة.
قعدت على رُكبي وأنا بمسك القصاقيص بتاعة الهدوم وببُص لـ ماما بـ صدمة
هدومي غالية، ماديًا ومعنويًا.. أنا مبستخسرش حاجة في مِنة، كُنت بعاملها دايمًا إنها بنتي، مبديش حاجتي لأي حد حتى لو توكة.. بس مِنة مش حد
أكتر حاجة قهرتني وسط هدومي المتقطعة إني لقيت تيشيرت التخرُج بتاعي
توقيع صُحابي عليه، واليوم الحلو الغالي عليا
دموعي نزلت على الهدوم لقيت ماما بتطبطب عليا وبتقولي: معلش هجيبلك حاجات أحلى، بس أختك نفسيتها تعبانة دا كان فاضل شهر على فرحها وفجأة الخطوبة إتفسخت، نفسيتها مش أحسن حاجة.
وأنا مبرُدش، عينيا مغلوشة من الدموع، غمضت عيني وقولت فداها هي في ظروف وحشة، واللي حصل إنهاردة بيني وبين حسن وضعفي معاه مكانش ينفع خصوصًا بعد ما ساب أختي.
قومت وقفت على حيلي وقولت لماما: أنا هدخلها ومش هتكلم، عشان لو حابة تخرج غضبها فيا دا يمكِن يخليها تهدى شوية.
بابا قال بضيق: هي غلطتي أنا، أنا اللي سمحت بـ كُل اللغبطة دي.
حركت راسي بمعنى لا وقولت لبابا: متشيلش نفسك فوق طاقتها خلاص اللي حصل حصل، هدخُلها.
روحت ناحية أوضتها وفتحت الأوكرة لحُسن الحظ لقيت الباب مفتوح
كانت فاتحة كُل هدومها كـ عروسة هدوم الدُخلة كُلها مترمية على الأرض، وهي لابسة واحِد منهُم وقاعدة على السرير عينيها وارمة من العياط
دخلت وقفلت الباب ورايا، وقعدت على طرف السرير بتاعها وقولتلها بعتاب هادي: ليه يا مِنة.. عملتي في هدومي كِدا ليه، والغريب إنك مختارة الهدوم اللي إنتِ عارفة إني حطاهُم في ضلفة دولاب لوحدهم، عشان ليهُم ذكريات حلوة أوي معايا، مش هعرف ألبسهُم تاني..
مردتش مِنة عليا، فـ قولت أنا بنبرة مخنوقة: بس معلش، طالما هديتي معلش، فاكرة الجامعة بتاعتي يا مِنة؟
بصت ليا مِنة وقالت بعصبية: أخرسي وإطلعي برا!
كملت وكإني مش سمعاها وقولت: اليوم اللي طلبت منك تجبيلي فيه الكارنيه عشان نسيته والأمن مرضاش يدخلني من غيرُه..
_مُنذ أربع سنوات.
وقفت قُدام باب الجامعة وأنا بكلم ماما في الفون وبقولها: لا أنا واقفة برا قُدام البوابة الرئيسية أهو، أه خلي بابا أو مِنة بسُرعة يا ماما.. تمام سلام.
قفلت المُكالمة وأنت ماسكة النوت بوك بتاعي وبهوي نفسي وبتأفف من الحر
مريم صاحبتي: مكتوب عليا أكون صاحبتك وأفوت مُحاضرة دكتور عبد السميع عشان خاطر متوقفيش لوحدك.
رفعت أكتافي وقولت: عايزة تدخلي تحضريها من غيري براحتك، بس متقعُديش معايا في الكافيتيريا بقى.
سكتت مريم فـ قولتلها برجاء: طب ما تدخُلي تجيبيلي إزازة مياه عشان عطشانة بليز.
مريم بضيق: لا نبقى نجيب لما باباكِ ولا أختك ييجوا.
بصيت على الطريق لقيت تاكسي وقف، نزلت مِنُه مِنة وهي ماسكة الكارنيه وبتشاورلي بيه من بعيد
شاورتلها بإيدي بفرحة وأنا بقول لمريم: هدخُل أهو
عدت مِنة الطريق وهي بتمد إيدها بالكارنيه وبتقول: إبقي راجعي حاجتك بعد كدا بدل ما تعطلينا وتدوخينا.
روما بإبتسامة وهي بتبوس خد مِنة: معلش يا منون موواه.
إدتني مِنة ظهرها وراحت ركبت التاكسي تاني، وسحبت أنا مريم من إيدها ودخلنا من البوابة وأنا بدي الكارنيه للأمن اللي سمحلي أدخُل
وقفت قُدام الدُكان جوة الجامعة وإشتريت إزازة مياه، ومريم راحت سبقتني على المُدرج
فتحت إزازة المياه وشربت، أنا من النوع اللي بشرتي بيضا فـ لما بتحرر جسمي بيقلب أحمر ووشي.
فضلت اشرب وفجأة لقيت شاب، شكلُه إبن ناس.. شيك، طويل وشعره كستنائي وريحته حلوة رغم الجو دا
كان هيسأل صاحِب الدُكان بس لقاه بيتكلم مع حد من الناحية التانية، فـ بص ليا الشاب دا وهو بيقولي بنبرة أكابر: من فضلك فين كُلية تجارة؟
شيلت إزازة المياه عن بوقي وأنا باخُد نفسي وبقول: تمشي على طول من هنا هتلاقي كُلية طِب أسنان قُصادك، عديها هتلاقي جنينة صغيرة إمشي من شمالها، على طول على طول..
قالي بتساؤل: هي هناك يعني؟
شاورتله بصوباعي إنُه لا وقولتله: لا هتلاقي هناك كُلية زراعة، عديها برضو وخُش يمين، ولا أقولك روحلها من بوابة صيدلة أقرب من هنا عشان متمشيش كتير.
لقيت إبتسامة على جنب وشه وقال: لا أنا معايا عربية
بصيت على العربية اللي وراه، اللي جاي منها هوا تكييف بارد ومفتوحة.
عينيا وسعت وقولتله: طب مسألتش الأمن ليه؟ ليك حد هناك ولا إنت طالِب مُنتسِب؟
قالي بهدوء: لا أنا متخرج من سنتين، أنا جاي عشان واحِد صاحبي.
شربت من الإزازة كمان مرة وقولتله: خلاص هوديك أنا.
قالي بذوق وهو بيشاور على عربيتُه: طب إتفضلي.
بصيتلُه زي القُطة اللي هتهجم على حد: عربية إيه ما تمشيلك خطوتين مبركبش عربيات أنا.
راح ناحية عربيتُه وقفل الباب، وقفلها باللوك وقالي: أتفضلي، أسف هتعبك.
مشيت جنبُه وأنا بقول: ميهمكش، كدا كدا مُحاضرة عبـ سميع راحت.
ضحك بخفة على إسلوبي العبثي ومشينا جنب بعض، وشي قالب على علبة طماطم وهموت من الحر، وهو ماشي بـ روقان حاطط النظارة بتاعة الشمس فوق شعرُه وحاطط إيدُه في جيبُه وماشي بهدوء
فـ قولتله بتلقائية: هو إنت مبتعرقش؟ مبتحررش؟
ضحك ضحكة مكتومة بس كانت حلوة وحرك راسُه وقال: لا لسه خارج من تكييف، بس إنتِ شكلك عندك حساسية مِن الشمس.
قولتله وأنا بحاول اخُد نفسي: أه دا حقيقي بشرتي حساسة.
قربنا نوصل فـ شاورتلُه على الكُلية وأنا حاسة بدوخة وقولت: أهي الكُلية، بس كلمُه شوف عندُه سيكشن ولا مُحاضرة ولا إيه عشان متوقفش كتير.
حطيت إيدي على مُقدمة راسي بدوخة فـ كشر بإستغراب وهو بيقول: إنتِ بخير؟
إزازة المياه وقعت من إيدي، ووقعت أنا.. وأخر حاجة شوفتها وهو بينحني ناحيتي..
١٤
فوقت على ريحة بيرفيوم، ومياه باردة على وشي، إتعدلت لقيت نفسي ممددة على المِقعد الأمامي لعربيتُه، وهو موطي عشان يشممني البيرفيوم أفوق وبيحُط على وشي مياه ساقعة
إترعشت فـ لقيتُه بيقول: شششش إهدي، إنتِ بخير دلوقتي؟
قولت بصوت هادي: أه، إيه اللي حصل؟
قال بهدوء: مفيش ضربة شمس تقريبًا أو دوختي مِن الحر، تحبي أوصلك لبيتك؟
نزلت من العربية وقولتله: لا شُكرًا انا بقيت كويسة، تقدر تكلم صاحبك وتوصلُه.. أنا هروح كُليتي.
إتقدم خطوتين ناحيتي وقال بذوق: طب تسمحيلي أوصلك بالعربية لـِ كُليتك عشان ضميري يرتاح.
بصيتلُه بجدية وقولت: لا طبعًا ولما الناس تشوفني نازلة من عربيتك يقولوا عليا إيه؟ عن إذنك.
مشيت وأنا دايخة وروحت للكُلية، قعدت على كُرسي في البريك لقيتهُم خارجين مِن المُحاضرة ومريم بتشاورلي، شاورتلها فـ جاتلي وهي بتقول: إيه يابنتي مجيتيش ليه؟ قلقتيني عليكِ إتصلت عليكِ كذا مرة.
إتاوبت وأنا بقولها: كُنت بشرب مياة وبصراحة ملحقتش، نقلتيها طيب أخُدها مِنك؟
قالتلي أه، بصيت لقيت عربيتُه واقفة بعيد، وهو جواها مع صاحبُه، إتصدمت وأنا ببُص
ومن هنا بقى بييجي كُل شوية عشان يشوفني، وكُنت بشوفه
لغاية ما بقيت بحب أحضر كُل يوم عشان أشوفه، أخرُج من المُحاضرة ألاقيه.. فـ أحِس إن اليوم بقى حلو
وجِه يوم مبقاش يبُص عليا من بعيد، جِه قعد جنبي
وبدأ كلام معايا وهو بيقولي: فكراني؟
رجعت شعري ورا وداني وأنا بقول بإبتسامة خجولة: أيوة إنت بتاع كُلية تجارة.
ضحك تاني وقال: لا والله أنا خريج ألسُن.
سكتنا وبدأ التوتُر والخجل بيننا، فـ قالي بدون مُقدمات: مش عارف باجي كتير إزاي ولولا عندي واسطة هنا مكونتش دخلت، بس بحِب أجي عشان اشوفك.. لما بشوفك حتى لو من بعيد بحس اليوم بقى حلو.
وشي زاد إحمرار وقولتله بتغيير موضوع: واسطة إيه اللي عندك؟
رفع أكتافه وقال: البنت بتاعة الأمن بتحبني.
ضحكت أنا بصوت عالي فـ ضحك هو كمان وقال: أه والله
وفضلنا نتكلم، كُنت بستأذن مِنُه أدخُل المُحاضرة بخرج بلاقيه قاعد مستنيني وشكلُه مش زهقان
لما رجعت البيت كُنت بكلم مريم في الفون وبحكيلها عنُه وبقولها: قعدنا طول اليوم أخلص المُحاضرة أطلع ألاقيه مستنيني، لا يابنتي طبعًا هو مُجرد إعجاب بسيط يعني مفيش بيني وبينُه حاجة.
جت مِنة وقعدت على طرف سريري وهي بتسمع، قفلت مع مريم وقولت لـ مِنة: عاوزة إيه يا ست هانِم؟
غمزتلي وهي بتقول: مين بقى اللي بتحكي عنُه لمريم دا؟
وشي إحمر وقولتلها: مفيش واحد قابلتُه في الجامعة ويعني بيننا نظرات بس وكلام كدا على الخفيف.
حطت مِنة إيديها تحت دقنها وقالت: ممم وإسمُه إيه بقى؟
قولتلها بهدوء: حسن.
_الوقت الحالي.
نُقطتين دموع نزلوا مني وأنا بفتكر وبفكرها معايا، وسرحانة في اللي فات
قولتلها بدموع: مستخسرتش فيكِ حاجة، بس إنتِ إستخسرتي فيا حتى النفس
لما أول راجل قلبي دق ليه، قولتيلي إنك أُعجبتي بيه، بعدت عنُه، خليتُه يحس إني بكرهُه عشان مجرحكيش
حاولت أبعد عنه
عاند هو فيا وإتقدم ليا مرة وإتنين وعشرة، رفضتُه عشانك
لما إتقدملك عشان يخطبك يا مِنة مش عشان إعجاب مُتبادل بينكُم، عشاني أنا..
وإنتِ طول الوقت كُنتِ مرعوبة مِني عشان مشاعري أنا وحسن كانت بيننا من البداية، فـ طلبتي إن فرحك يكون بعد شهر.. وساعدتك بفلوس من شُغلي اللي أهملت فيه اخر كام يوم، قولت الراجل يتعوض لكِن أُختي لا، ومتخافيش لسه عند وعدي ورأيي.. مخسركيش عشان حد.. بس إنتِ عندك إستعداد تخليني أخسر أي حاجة ليا معاها ذكريات حلوة
ليه! قصقصتي هدومي.. وقلبي ليه!
بصتلي مِنة بقهر وقالت: عشان إنتِ أنانية، لازم أي حاجة حلوة تروح لروما، عاوزين تصاحبوا مين نصاحب روما مش النكدية مِنة، محدش بيحبني بسببك، إنتِ عايزة طول الوقت كُله يجري عليكِ ويحبك ويفضلك عليا.
مبصيتلهاش، سيبتها تطلع اللي جواها فـ قالت هي بعياط: بس حسن أنا بحبُه ومعنديش إستعداد أعمل موڤ أون مِنُه عشان يرجعلك إنتِ
الضغط علي عندي، وصوتي لأول مرة يعلى وأنا بقول: لا أنا ولا إنتِ! خلاص الموضوع إتعقد مش نافع باايظ وأبوكِ مش هيستحمل كلمة من حد الناس مش سايبينُه في حاله وهو بيحمل نفسُه اللوم، عارفة يا مِنة لو مكونتيش حبيتي حسن كُنتِ برضو حاولتي تاخدي يحيى..
عشان أي حاجة فـ إيدي أمر مُسلم بيه أتنازل عنها عشان خاطر أُختي الصُغيرة متزعلش
دوست على قلبي كتير عشانك ومتقدرتش
لازم تفوقي مش عشاني المرة دي عشان نفسك
حسن مش هيرجعلك
وأنا مش هقبل بيه بعد كُل العك دا.
خرجو من أوضتها ورزعت الباب وقررت أنزل، بابا وماما سمعوا كُل حاجة طبعًا، والذنب كان على ملامح بابا
نزلت من البيت وأنا بقولهم متقلقوش هجيب حاجة وأجي
قعدت في عربية بابا بعد ما فتحتها وعيطت جامد، مبقتش قادرة أستحمل.. عملت زي اللي فضل يراكم يراكم، ولما داق الشاي عيط عشان نسيوا يحطوله النعناع..
ووسط عياطي
لقيت مسچ مِن يحيى
بيقولي فيها
"ينفع نتقابل؟ "
وشي كان مليان دموع، وكُنت بردانة.. بصيت للرسالة كتير وبعدين رديت "هنتقابل فين؟"
وخلال ساعة كُنت في المول اللي فيه محل يُمنى، قاعدين فوق على ترابيزة من الترابيزات اللي في الفود كورت
قُدامي كابتشينو سُخن وقُدام يحيى سحلب.
حطت روما إيديها على راسها وهي مصدعة وبتقول: البيت مش مظبوط من ساعة ما مِنة خطوبتها.
يحيى بهدوء: طب ما كُل شيء قِسمة ونصيب ليه عاملين الموضوع مأساوي أوي كِدا، يعني تمام فرحها بعد شهر بس خلاص محصلش نصيب، معتقدش كان بيحبها أنا والله بقولك أول ما شوفتكُم حسبتُه خطيبك إنتِ.
إتوترت لما يحيى قال كِدا، فـ رفعت المج وشربت مِنُه
لقيت يحيى حط إيدُه فوق إيدي اللي على الترابيزة وبيقول بهدوء: بس إنتِ عارفة إني جنبك في أي شيء صح؟
قبل ما أرُد، لقيت يحيى بيتسحب من قميصُه من القفا
ببُص لقيت حسن بيضربُه بالبوكس وبيقول: إنت بتلمسها ليه؟؟؟
١٥
وقع يحيى على الأرض وهو بيتألم لإن بوقه تقريبًا إتعور، قومت أنا بسُرعة قبل ما حد يطلُبلنا أمن المول سحبت حسن من چاكيتُه مِن ورا وأنا بقول برُعب: بس خلاص سيبُه، سيبُه يا حسن من فضلك كفاية فضايح!
مسك حسن يحيى مِن فكُه وقاله بعصبية: لو شوفتك حواليها تاني في أي حِتة قسمًا بالله لأكسحك.
إتعدل حسن وظبط چاكيتُه، أخد شنطتي بإيد وإدهالي وبإيدُه التانية سحبني من إيدي ونزلنا تحت خرجنا من المول، شافتني يُمنى ماشية مع حسن بالطريقة العجيبة دي فـ قفلت باب المحل الزُجاجي بالمُفتاح وطلعت جري تشوف يحيى فين
طلعنا للباركينج روحت سحبت إيدي مِن إيدُه وأنا بقول بضغط عصبي شديد: إنت مجنون! إيه اللي إنت عملتُه دا!! عرفت منين إني جاية المول وإمتى وجيت ليه.
قالي وهو بيطلع دُخان البرد مُن بوقه: إيه اللي قعدك معاه؟؟ بتقابليه ليه وأزاي تسمحيلُه يلمس إيدك!
قولتله والغضب عاميني: وأنت مالك بجد إنت مااالك!!
زعق فيا وقالي: إنتِ مالي وحالي وشُغلي الشاغل! ليه تخلي عيل زي دا يلمس إيدك بالمنظر دا!! عاجبك فـ إيه دا مش منظر واحد يخاف عليكِ ويحبك ويجبلك الدُنيا تحت رجليكِ.
رجعت شعري بـِ عصبية ورا وداني وأنا حاطة إيدي على راسي مِن الضغط وقولتلُه بزعيق: وإنت بقى الراجل اللي هيحبني ويخاف عليا ويجبلي الدنيا تحت رجلي!
برق حسن وهو بيضغط على سنانُه بعصبية وقال: والنجوم كمان، والمجرات لو حكمت، قولتهالك مرة وهقولهالك تاني لو لفيتيها من شرقها لغربها مش هتلاقي راجل يحبك قدي، وراجل بجد مش عيل مقعدك معاه وعمال يلمس إيدك، أنا لما حبيتك كُنت عاوز إسمي يتكتب في ضهر بطاقتك وأحُط دبلتي في إيدك ملفيتش ومدورتش، إنتِ مدتنيش فُرصة! مع إن كُنت بشوف في عينيكِ أيام الجامعة نفس اللي جوايا ليكِ.
نبرتُه إبتدت تهدى وقالي: بتهربي مني ليه يا روما؟ دا أنا طايح في الكُل وببقى معاكِ إنتِ أعقل خلق الله.
معرفتش أرُد عليه، عقلي أنا وهو سوحنا ووصلنا للنُقطة دي، كانت في دموع محبوسة في عيني مش عارفة أنزلها.. خايفة أعيط قُدامه.
هو كان واقف قُصادي زي المجنون غارز صوابع إيدُه في شعرُه وعمال يتحرك يمين وشمال، مش فاهمني! وأنا مش قادرة أفهمُه.
دموعي نزلت غصبي عني وبقيت بتشحتف، وقف مكانُه وبكل لف وهو بيبُصلي مصدوم، وملامحُه إرتخت وهديت خالص وجِه ناحيتي وهو مخضوض وبيقول: أنا أسِف، لا متعيطيش لو.. لو وجودي هيخليكِ تعيطي هغور، فهميني مالك عشان ترتاحي وأرتاح.
بظأ يبوس كف إيدي واستغربتُه أوي! دا عجن يحيى فوق عشان لمس إيدي!
بس أنا مِن كُتر العياط كُنت بتنفس بالعافية وقولتله بعياط وأنا حاطة إيدي على رقبتي مش عارفة أتنفس: مش هينفع، والله ما هينفع عشان خاطري لو فعلًا بتحبني إنساني وسيبني.
دموعه نزلت هو كمان وقالي بتكشيرة: مش بإيدي، مقدرش، عارفة الفترة اللي كُنت.. كُنت بجيلك الجامعة عشان أشوفك حققت أرباح مِن شُغلي قد إيه؟ أنا ببقى راجل هادي ومرتاح وبيشتغل بروقان وبمزاج لما إنتِ بس بتبتسمي ليا
صُحابي بيقولولي مينفعش ست تضعفك، ميعرفوش أنتِ بالنسبالي إيه
أنا أموت عشانك يا روما.
مسحت عينيا بإيدي وأنا بحرك راسي يمين وشمال مش عاوزة أضعف، وقولتله بإصرار: لا مش هينفع، متظهرش قُدامي تاني يا حسن.. إنساني لو سمحت..
وروحت ناحية عربية بابا وركبتها وهو واقف مكانُه مصدوم، دورت العربية ومشيت وأنا بعيط وأنا سايقة
ولقيت عربيتُه كـ العادة.. ماشية ورايا.
وصلت البيت، وأول ما فتحت الباب ودخلت الطاقة السلبية حسيتها مالية البيت
قفلت الباب ولقيت ماما قاعدة قُدام التليفزيون وماسكة هدومي حطاهُم في طبق الغسيل وياعيني لابسة النظارة بتاعة النظر بتحاول تخيط الأجزاء ببعضها
لما شوفت هدومي تاني دموعي زادت ونزلت وأنا بوقي ملوي لتحت كإني عيلة.
رفعت ماما راسها وبصتلي وهي بتقول بإبتسامة عشان تهون عليا: متخافيش يا ماما لو هسهر عليهُم للصُبح هرجعهُم لك أنا.
قلعت الكوت بتاعي وقولتلها بتعب: متحاوليش.. مفيش حاجة بترجع زي ما كانت.
نظرة ماما ليا كانت زعل عليا، كانت دايمًا لما مِنة تشتكيلها مني وإحنا صغيرين تضربني ضربة خفيفة وهي بتزعق وتغمزلي عشان مِنة متزعلش، وكُنت أنا مبزعلش مِنة زعل يستاهل الشكوى
ولسة عند رأيي فيها، مِنة ذكية وجميلة.. وأحلى بنت في العالم
أختي الصغيرة مقدرش أكرهها..
دخلت أوضتي لقيت فوني التاني بتاع الشُغل في كذا إشعار وصل.
جروب الواتس بتاع الشُغل كان المُدير باعت ريكوردين
فتحت أول ريكورد المدير كان بيقول "الأُستاذة روما بقالها كام يوم مبتجيش الشُغل، نظرًا لكفاءتها الأيام اللي فاتت هعتبرها أجازة تريح أفكارها بس مش هينفع غياب أكتر من كدا.. يا أستاذة روما الشُغل محتاجك"
سحبت منديل من العلبة وأنا بمسح عيوني ووشي، وعدلت صوتي وأنا بعمل ريكورد بقول فيه " إحم، مساء الخير مستر عبد القادر، بعتذر على ايام الغياب حضرتك ليك حق تخصمهُم مني، مِن بُكرة إن شاء الله هكون على مكتبي ".
بعتت الريكورد وقومت أغير هدومي ولبست بيچاما مُريحة وقعدت على سريري وأنا حاسة بصُداع مِن كُتر الصُداع
وكلام حسن عمال يروح وييجي في دماغي
مِنة كانت في أوضتها، ماسكة فونها وبتبُص على بروفايل حسن على الفيس بوك بعد ما عملها أنفريند.. وعمالة تدقق في صورُه وتشوف تعليقات البنات على شكله وجماله
عضت على شفايفها بضيق وحركت رجليها بغيظ
وكتبتله تعليق على صورته الأخيرة وهو بيلعب بيسبول
( حبيبي وكُل دُنيتي ربنا يهدي سرِنا ونرجع أحسن من الأول)
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا