رواية نفق الجحيم (الجزء الثاني) الفصل الحادى والاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم ريناد يوسف كاملة
رواية نفق الجحيم (الجزء الثاني) الفصل الحادى والاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون والرابع والاربعون والخامس والاربعون بقلم ريناد يوسف كاملة
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الواحد والاربعون.
❈-❈-❈
شام فاقت من شرودها على فتحة بتها لباب الأوضه ودخولها عليها وهي عتضحك بفرحه، وورتها اللي جابهولها ابو دراع، وقالتلها عاللي عمله عشانها،
وشام اتبسمت بفرحه وضمت بتها لصدرتها تهدى توتر فرحتها، وهمستلها فودنها:
ابو دراع العوض الجميل لينا احنا التنين ياربيعه.. ربنا يسوقله من الفرحه اللي عمره ماجه فخياله حتي.
خلصت كلامها وفضلت تتفرج على دفاتر شام واقلامها وبعدها طلعت معاها يجهزوا الوكل لابوا دراع، الوكل اللي اول نوبه ربيعه وامها يطبخوه بكل محبه ويحطوا فيه من روحهم ومن فرحتهم، وعلى كد ماوكلهم طول عمره لا يعلى عليه وعيعجب الكل..
الا ان الوكل اللي عيتعمل لابوا دراع مخصوص عيوبقي غير، وحلاوة الدنيا كلها فيه، وابو دراع عياكل منيه ملوا بطنه ويفضل يقول لحاله مع كل لقمه إنه لا كان عيطبخ ولا اللي طول عمره عياكله ديه طبيخ من اصله!
وغابت شام وربيعه يطبخوا ويجهزوا، وابو دراع طلع قعد في الجنينه، وقعد معاه ممدوح اللي من ساعة ماشاف فرحة ربيعه وحضنها لابوا دراع وضمتها ليه والبوسات اللي طبعتها على خده وحده ورا التانيه، وكانوا عينزلوا على قلبه كيف مايكونوا احجار من سجيل خلوا قلبه يعاني سكرات الموت مع كل حبه،
والحسره سكنت روحه وهو عيشوف قدام عيونه كل حاجه حلوه في الدنيا عيقدمها ابو دراع بداله لربيعه، ويقطف بكر فرحتها،واتوكد إنه عالحال ديه على ماياجي هو ياخدها مش هتكون ناقصاها اي حاجه في الدنيا، ومش هتوبقى فيده فرحه يفرحهالها اكبر من اللي عطهالها ابو دراع.
وفعلاً ابو دراع خد لقلبها وعقلها وروحها كل الخطاوى اللي المفروض هو يخطيها، وسببق.
وعند البنيه دايماً البادى بالموده احن واحب وارحم وعيسكن الروح، وديه ممدوح عارفه زين.
أما ابو دراع فكان قاعد ساكت وعمل شاي وصب لممدوح، ومرضيش يبررله موقف ربيعه ولا اللي عيملته، لأنه مش هو المسئول عنه ولا حثها عليه، ومجرد تبرير ذنب الواحد مرتكبهوش ولا ليه فيه يد، عيخليه شريك فيه فعيون اللي عيتبررله، وداى قناعة ابو دراع.
أما ممدوح فشرب الشاي وهو سرحان وعيفكر، وبرغم ان الشاي كان سخن بناره الا ان النار اللي كانت جوا ممدوح كانت اشد واحمى،
وعشان اكده محسش بحموا الشاى وشربه على بوقين، وبعدها قام مشى من جار ابو دراع وعاود على بيتهم وهو على نفس سكوته الخارجي، لكن جوا منيه ضجيج العالم كله.. وقرر قرار فلحظة ضعف ووجع وشاف ان هو القرار الامثل في الوكت ديه، واللي هيجنبه وجع كتير قوي مهيتحملوش قلبه.
وراح عالبيت وفضل مستنى ابوه اللي بمجرد رجوعه من الشغل ودخوله البيت ممدوح راح عليه وسلم وبعدها قاله بنبرة واحد واخد قراره وحاسم أمره :
أبوي اني عايز اطلع الكويت، اتصرف وطلعني.
بصله صفوت وبرق عنيه بإستغراب وقاله:
وه.. ايه القرارات المفاجأة داي؟
ممدوح:
مش امفاجأة ولا حاجه اني بقالي فتره عفكر فيه وعقلبه فراسي.
صفوت:
طب وعلامك مش هتكمله؟
ممدوح:
له مش هكمل كفايه علي لحد إهنه علام، اني لا عايز اتوظف ولا ابقى خوجه.
سكت صفوت وبص لعزت اللي كان قاعد جنبه وهزله دماغه بحركه يسأله فيها عن رأيه؟
فرد عليه عزت:
خليه يسافر وطلعه من الجهاديه بقرشين يمكن يعمل في الكويت اللي مهيقدرشى يعمله إهنه.
عنسمعوا إن شغلها كتير وفلوسها اكتر وخصوصي للي عيعرف يسوق معدات تقيله زي ممدوح.
سكت صفوت وهو عيدورها فعقله
وقام ممدوح من جارهم وطلع، وهو عازم انه ياخد قلبه ويهروب بيه من وسط القهر، وراح قعد على المعديه وابتدا يحاول يرتب افكاره ويخطط لحياته الجايه وكيف بدو يبنيها، وكل ماعقله يحاول يفكر او يخطط، منظر ربيعه وابو دراع مش مخليين عقله يركز فأيوتها حاجه.
❈-❈-❈
أما حدا همام وبسيمه
اخيراً بسيمه ابتدت تفك وشيعت لهمام عالغدا من بعد ماقعد يومين بحالهم مياجيش البيت وتبعتله وكله عالطاحونه مع عياله، واخر النهار يشيعلها ايراد الطاحونه والمدشه، وهي تاخدهم ومتسألش عنه ولا تشيعله، ولكنها قالت فعقل بالها لميته هنفضلوا على الحال ديه؟ ماهي طالت ولا قصرت مسيره هيعاود فبلاها عذاب ليه،
وشيعتله ورجعت الميه لمجاريها اللي راضي بيها همام برغم عكارها.. وعاودوا لروتينهم وحياتهم، واول ليله يعاود فيها حدتوا بسيمه عن حتتة ارض معروضه للبيع وهي محوشه حقها،
وهو فوراً وافق، وتاني يوم طوالي خد الفلوس واشتراها وسجلها بأسمها زي اي حاجه عيشتريها..
وعاودلها بالعقد وهو فرحان عشان يفرحها.. لكنه لما رجع البيت مكانتش بسيمه قاعده وعياله قالوله انها راحت حدا جارتهم تساعدها عشان بقرتها عتولد ومفيش حد معاها.
فقعد همام يستناها، ودخل عليه ابوه من بره، ولما سأله مراحش ليه الطاحونه النهارده، حكاله عاللي عيمله ووراله العقد وحمدون فرح وهمس بحس مسموع:
تستاهل كل خير بت عبد الصمد، إمبارك عليكم ياولدي ربنا يوسع عليكم ويزيدكم من نعيمه.
خلص حمدون كلامه، لكن لواحظ كان ليها رأي تاني لما ردت عليه بإعتراض:
يزيده من ايه ياحمدون؟ وفينه النعيم ديه وهو كل مايشتري شبر ارض يسجله بأسم بت عبد الصمد، دول مكانوش كام قيراط اللي باعتهمله وعماله تحوز موطرحهم ففدادين؟!
همام:
فلوسها وبتاعها يمه وحقها.
لواحظ: وتعبك وشغلك وشقاك انت فينه؟
رد عليها حمدون:
تعبه وشقاه عيوكل بيه عياله وفاتح بيه بيته ومكفى كل طلباتنا يالواحظ، ولا ديه ممحسوبس من ضمن شقاه وتعبه؟
لواحظ:وفين اللي عمله للزمن لو جار عليه ياحمدون؟
همام:
الزمن طول مابسيمه معاي يمه معايلهوش هم، وزي ماجار علي قبل سابق ولقيتها فضهري وسانداني، لو جار عليا الف مره هلاقيها برضك فضهري.
وزي ماقبل سابق باعت اللي مليش حق فيه وساعدتني بيه وعطتهونى بنفس راضيه، وبفضلها رجعت امشى على رجلي، اني هديها روحى مش بس كل قرش اعمله.
خلص كلامه وابوه ابتسمله وطبطب على كتفه وهمسله:
اصيل ياولدي وتمر فيك المعروف والله.
ردت عليهم لواحظ بغضب:
طيب انتوا معاوزينش حاجه واللي حدا مرتك لعيالك، حدش فكر فالولايا اللي فرقابكم، هيورثوا ايه يرفعوا راسهم بيه قدام إجوازهم، ولا هيطلعوا في الاخر بلا مواريث؟
رد عليها حمدون بإستغراب:
مواريث ايه وولاية ايه وهتورثيهم فبتاع مين يامجذوبه انتي؟ هناخدوا من مال الولايا عشان نورثوا ولايانا؟
ليهم حق ايه ففلوس بسيمه بناتك ولا يورثوا منها باي عين؟ هي الطاحونه والمدشه والدكانه كانت من فلوس ابوهم ياك؟
ردت عليه لواحظ بتصميم على موقفها:
له من فلوس بسيمه من ورثها ودهبها والقرشينات اللي كانوا معاها.. بس كل اللي دفعته رجعلها اضعاف، الفلوس بقت مليهاش عدد تحت يدها، والدهب مالي دراعاتها التنين ومسند على صدرها، والاراضى اللي بأسمها يرمح فيها الخيال، بزياداها عاد.
همام وأبوه بصوا لبعض وسكتوا مردوش عليها، وحمدون هز دماغه بقلة حيله وعدم رضى،
وهمام طبق العقد وحطه فجيبه واتبسم بفرحه وهو واعى عليا بته داخله من باب البيت تجرى عليه وخدها فباطه، وطلت بسيمه من وراها كيف الشمس اللى عتنور دنيته كلها،
وابتدت عليا تحكيله عن البقره اللي ولدت وهو يسمعلها بإهتمام، ودخلت بسيمه تتشطف، وبعد ماعاودت عطاها العقد وحب علي راسها وباركلها وفرحها،
وكل ديه قدام لواحظ اللي كانت هتموت من غيظها؛ وهي واعيه ولداها كل غالي عنده عيرخص وعيهون لاجل خاطر وعيون مرته، ومشايفاهوش غير دلدول مرته.
وقامت بسيمه حطت العقد في الصندوق مع باقى العقود وقفلت عليه بالقفل، وطلعت تجهز الغدا وتغدى عيلتها اللي من صغيرهم لكبيرهم معتمدين عليها فكل كبيره وصغيره، وأمورهم كلها معتمده عليها.
أما همام فقام دخل اوضته وخد عليا معاه واتمدد على السرير ونومها على دراعه وابتدا يقولها الكلام اللي عيقولهولها دايما كل مايكونوا وحدهم بعيد عن الناس:
عليا يابوي، اوعاكي تمشي فطريق فاضي فيهش حد. واوعاكي تطلعي في القياله. واوعاكي واد يقولك تعالى اوديكي لابوكي ولا امك ولا أي حد تروحي معاه. اوعاكى حد يمد يده عليكى ويحسس على جسمك ولا يرفع خلجاتك ولا يقولك وريني حاجه فجسمك وتهاوديه.
ديه هيكون عايز يموتك ولو شاف حاجه من جسمك ولا مد يده عليكي يوبقي إكده خلاكي متنفعيش تعيشي ولا تكبري وتتجوزي وتجيبي عيال،
هيوبقي عداكي بمرض تموتي بعديه طوالي، ادين الولاد عفشه وفيها مرض لو لمسو بيها بت عيموتوها.
عليا:
حتي اخواتي يابوي؟
همام:
اخواتك له، اخواتك يمسكوا يدك ويحطوا اديهم حوالين رقبتك ويحضنوكي لما يغيبوا عنك وتتلاقوا، بس غير إكده له، بس كمان تقعديش قدامهم عريانه ولا لابسه قصير، وتنتبهى على لبسك وعلى قعدتك قدامهم برضكظ عشان توبقي فعيونهم عاليه الحلوه الزينه المؤدبه.. صوني نفسك يابنيتي عشان الكل يحبك ويرفع راسه بيكي واني اولهم.
خلص كلامه معاها وهي هزتله دماغها كيف كل مره والله اعلم عتفهمه ولا له، بس المهم انه قال اللي عنده واللي مش هيبطل يسمعهولها لغاية ماتحفظه اكتر من اسمها وتفهمه زين قوي،
ويحاول على كد مايقدر يحرسها ويحافظ عليها،
وخصوصي وهو مرعوب من قصاص ربنا، ومن دعوة دعتها بسيمه عليها فأكتر ساعة استجابه، ولساه كل مايفتكرها قلبه يتزلزل.
ونام بعدها وهو واخدها فحضنه وقافل دراعاته عليها بخوف، كيف ماتكون جوهرته الغاليه اللي نفسه يداريها عن عيون كل الناس ويحافظ عليها من خبث نواياهم.
❈-❈-❈
أما حدا بيت العمده
شاكر:
ايه هو اللي عايزه تفهميه ياشوقيه بس؟ مالك انتي ومال شغلى يابت ابوي تتدخلي فيه ليه وتسألي عنه داي مرتي ماعتعملهاش!
شوقيه:
وفيها ايه لما استفسر واعرف شغلك الجديد، مش يمكن يعجبني اشاركك فيه بدال ماتجيبلك شركا من بره وتدخل الغريب معاك.
شاكر: تشاركيني؟ طب والله فكره.
بصي ياستي، اني هشتغل في تصدير الفواكه والخضار لبلاد بره، يعني اخد محاصيل الجناين والغيطان من إهنه على مصر واغلفها زين واشيعها علي بلاد الاجانب في البواخر واقبض اضعاف حقها وبالدورار.
شوقيه: عتكسب كتير يعني؟
شاكر: يوووه بالكوم، ديه صاحبي باع ارضه كلها وهمل البلد وراح عمل شركه وبقى عين اعيان مصر وباشا كبير قوي قوي.
شوقيه سرحت بعيد وابتسمت:
واااه، باع ارضه وهمل البلد وراح عاش فى بحري خالص؟
شاكر: إيوه امال ايه وهي عيشة البلد تاجي ايه في عيشة بحري والمدن والنضافه.
شوقيه فى سرها:
ولا ناس إهنه ياجوا ايه فناس بحرى وحلاوة ناس بحرى وكلامهم المعسول ولسانهم اللي عينقذ شهد مكرر.. ااااه ياعيد يامين يجمع الغايب ويرد الحبيب لحبيبه بعد سنين فرقه وضيم؟ بس معقوله تكون داي فرصه وربنا عطهانى عشان يقربني منك ويقربك منى من تاني؟
خلصت كلامها وبصت لشاكر وبإصرار قالتله:
شاكر اني هبيع لارض كلها واشاركك بحقها، واعملها شركه كبيره وخد عيال اختك علمهم الشغلانه وودكهم وحببهم في البندر وعيشته، واني لو مشى الحال هبيع الباقي من أملاكي والمعدات كلها واهمل البلد واروح اسكن فبحرى مع عيالي.
شاكر: تهملى البلد! طب وكرار؟
شوقيه:
جه معانا جه مجاش خليه مرزوع فيها البلد، هو إكده ولا إكده مليهش عازه معانا لا اني ولا عياله.
خلصت كلامها وقامت راحت عالبيت وجابت كل العقود بتاعة الارض وادتها لاخوها عشان يبيعها، وطبعا انتهز هو واخوه الفرصه بتشجيع من ابوهم واشتروا هما الارض منها بنص حقها،
وادته دهبها كله كمان عشان يبيعه ويحط فلوسهم على فلوس الارض، وكل ديه من غير متاخد منهم وصل ولا اي دليل على انهم خدوا منها حاجه، وقالت الاخوة اللي بينهم عقد.
واكتفت في الوكت الحالي بالمعدات وشغلها وايرادها اللي عتجيبه فمصاريفها هي وعيالها ومصاريف البيت.
❈-❈-❈
أما كرار فشوقيه ومرواحها على بيت ابوها كل هبابه وغيابها عن البيت ولا كان هامه ولا كان يقولها رايحه فين ولا جايه منين لو غابت يومين حتى.. اهم حاجه عياله ميغيبوش عنه، وفضل يحاول مع شام كل يوم ويحاول يتقرب منها ويكلمها وهي مكانش حداها ليه غير الصد..
وحتى ابو دراع لما كان يقعد جاره ويحكى معاه كان يلاقى وشه تقيل عليه ويرد عليه من تحت الضرس وبالعافيه، وحتى لما طلب منيه مساعدته فإنه يهدى شام عليه ويلين دماغها، وحلفله إنه هيعاملها بالحسنى.. ابو دراع رفض وقاله مليش صالح بالموضوع ديه.
والمره وجوزها مفيش حد يتدخل مابينهم.. والكلمه داي جننت كرار وخلته يصرخ فوشه من غير وعي:
إيوه فدي المره وجوزها حدش يتدخل بينهم، لكن لما يكون الحق معاها هي تتدخل وتتدخل وتمد يدك عليا كمان وتعدمني العافيه!
ابو دراع بعدم مبالاه:
داي غير داى.. اللي عتحكى فيه إنت مسألة رضى وقبول، وشي النفس وحدها اللي تقدر تحدد هتقبله ولا تعوفه.. الا قرب الجسد ياكرار مفيهش غصبانيه.. داي البهايم والحوانات وكلاب السكك معتعملهاش ولا تقبلها على روحها..خليك عالاقل كيف الحوانات لو مش قادر توبقى بنى إدم.
كرار اتنهد وسكت وهو واعي كل البيبان عتتسدد فوشه، والوصول لشام اصبح مستحيل بالذوق او بالعافيه.. بالذوق هي رافضه وراكبه راسها، وبالعافيه بقت فى حمى ابو دراع اللي ميقدرش دلوك يتعدى عليه ويوصلها بقول او بفعل.
وقام بعدها طلع من البيت وهو محتار الخطاوى ومعارفشى يروح فين ولا ياجي منين، ورجليه خدته عالغرزه وإهناك نفسه اشتهت البوظه وطلب وشرب منها لما عمى ومبقاش عارف يمينه من شماله،وعاود اخر الليل مع وتحد من الشغالين في الغرزه ونام في المندره للصبح محدش شافه ولا حس بيه.
❈-❈-❈
أما ربيعه ففي اليومين اللي فاتوا، ابتدت تروح لفصول محوا الاميه، في البدايه خدها ابو دراع اليومين الاولانين وداها وقعدها في الفصل،
وابتدت اول دروسها، وابتدت تتعرف على شكل الحروف ورسمها، وحطت رجلها اخيراً علي اول طريق لأكبر حلم ليها، واللي عاشت طفولتها كلها تحلم بيه وتتمناه.
وخدت اول درس ومع الشغف والحماس حفظته صم من وهي في الفصل، وبس روحت مسكت القلم والدفتر وفضلت تكتب في أ.. ب.. ت..وكل ماتكتبهم تمسحهم وتكتبهم من اول وجديد، لغاية مااتعلمتهم وحفظتهم، وطول الوكت الفرحه مش سايعاها وهي ماسكه قلمها ودفترها وناسيه نفسها وناسيه الدنيا باللي فيها.
وابو دراع وامها طول الوكت عينهم عليها، وامها توكل وتشرب فيها، وابو دراع يجيب تسالي ويحط قدامها عشان متزهقش وتاكل ومتنساش روحها.
وجه اليوم التالت،ولبست ربيعه ملسها ومسكت دفترها واقلامها وكتيب الحروف بتاعها وطلعت لابو دراع في الجنينه وقالتله بحماس:
يلا بينا ياعم اني جاهزه.
بصلها ابو دراع وعمل حاله مشغول ومسك غنمه ونومها وطلع المقص من جيبه وقالها:
له اني مشغول النهارده مرايحش.
كشرت ربيعه ومدت بوزها وردت عليه بزعل:
طيب ماشي.. ولفت ووطت راسها وابتدت تمشي ناحية البيت تاني، فوقفها حس ابو دراع وهو عيقولها:
اخدي إهنه. رايحه فين؟
ربيعه: معاوده للبيت اقلع الملس وارجع الدفتر والاقلام مش قولتلي انك مرايحشي معاي!
ابو دراع رد عليها وهو رافع حاجب واحد:
وهو لما اني مااروحش معاكي تبقيها ومتروحيش يعني؟
ربيعه:
امال اعمل ايه يعني؟
ابو دراع:
تاخدي بعضك وتروحي انتي علي فصلك ولا انتي صغيره؟
ربيعه:
اروح لحالي؟
ابو دراع:
ايوه لحالك فيها ايه، داي العيال اللي كد الهبابه عتلف البلد لحالها وانتي طويله طول النخله اهه وماشالله عليكي.. يلا يلا اتوكلى على الله الدرس هيفوتك.
خلص كلامه وقعد عالارض جار الغنمه وابتدا يقص فيها، وربيعها لساها واقفه على راسه ومش مستوعبه اللي هو طلبه منها!
لكنها اتحركت فوراً علي بره اول مازعق فيها وقالها:
يلا ياربيعه واقفه متصنمه إكده ليه خلصي الحقي وكتك.
وبس اتحركت ربيعه هو رفع عينه عليها يراقبها وهي ماشيه، وكذا مره تلف وشها تبص عليه، واول ماتعمل إكده هو يبص للغنمه ويعمل حاله مش منتبهلها،
لغاية ماطلعت من البوابه بتاعة الجنينه.. وبس عيملت إكده ابو دراع ساب الغنمه وقام، وعلق المقص في الشجره، وبخطوات سريعه تبع ربيعه اللي قرر من النهارده إنه يعلمها الطيران لحالها ويخليها تعتمد علي روحها؛ عشان تعرف تعلى وترفرف في فضا الدنيا الواسعه وتعتمد على نفسها من غير ماتسند على حد.
اما ربيعه فبمجرد مارجلها خطت بره البيت حست بخوف ورهبه وانها وحيده فدنيا واسعه، ومش هتعرف تمشي فيها لحالها،
ولا هتعرف تمشي وسط الناس من غير ماتتعثر الف عثره وتوقع الف وقعه.. ولفت عشان تدخل البيت من تاني وتبقيها طلعه من اصله،
وأول مالفت ابو دراع اتدارى قوام ورا البوابه قبل ماتشوفه، وفضل باصصلها من غير ماتحس عليه، وكان خايف خوفها يغلبها وترجع، وديه معناه انها مش هتتجراء تطلع من البيت لوحدها واصل.
ولكنه ابتسم بسعادة وهو واعيها عتاخد نفس جامد وترفع راسها لفوق وتلف تاني وتكمل طريقها بمنتهى الثبات والثقه بالنفس..
وتبعها ابو دراع من بعيد لبعيد حارسها بعيونه ومأمن عليها، لكنه محسسها انها لحالها، ولغاية ماكملت طريقها وهي حاسه انها عتعمل شي غريب عليها عمرها ماتوقعت انها تعمله،
وطول ماهي ماشيه حاسه كل العيون باصالها ومركزه معاها هي بالذات، وديه كان كفيل انه يربكها اكتر ماهي مرتبكه.. ولكنها اتمالكت نفسها ومشت ملكه وسط الناس كلها وهي واثقه الخطى.
ودخلت الفصل وفضل ابو دراع مستنيها من بره وهو متداري برضك، لغاية ماخلصت وطلعت، وعاودت فنفس طريقها وهو برضك تبعها من بعيد وهو فرحان بيها وفخور فخر أب واعي بته الصغيره عتتعلم تخطى اول خطواتها لحالها من غير مايمسك يدها.
وبس اطمن انها دخلت البيت بسلام، عاود هو وراح عالدكان وجابلها كيس التسالي المعتاد بتاعها بتاع كل يوم يفرحها بيه زي مافرحته بشجاعتها النهارده، واثبتتله انها غير شام امها خالص.
❈-❈-❈
اما ربيعه فبس دخلت من البوابه فضلت تدور عليه في الجنينه وهي مش مصدقه نفسها، وعايزه تقوله انها راحت وجات لحالها، ولما ملقتهوشي راحت على امها تحكيلها انها راحت الدرس النهارده لحالها من غير ماحد يكون معاها وعرفت ومخافتش من حاجه.
وفضلت تحكي لشام وشام تسمع وفرحانه ببتها اللي ابو دراع فتحلها ابواب الدنيا الواسعه اللي قفلها ابوها عليها من صغرها وخلاها تعيش زي باقي البشر.
وعاود ابو دراع وجريت عليه ربيعه بفرحه وحكتله انها راحت وجات لحالها، وابو دراع مبينلهاش فرحه ولا استغراب، وكان عيرد عليها بملامح هاديه غرضه منها ان ربيعه تحس ان اللي عيملته شي عادي وميستاهلش الفرحه داي كلها.
وعطاها كيس التسالي، وربيعه خدته وهي عتفكر في عقل بالها إنها صوح ليه فرحانه الفرحه داي كلها عشان مشت كام شارع من شوارع البلد لحالها!
ودخلت جوا بالكيس بتاعها تكتب واجبها، وابو دراع راح علي غنماته يراعي فيهم، وشام فضلت قاعده جار بتها تتفرج عليها بعيون ماليها الرضى والسعادة.
❈-❈-❈
اما كرار
كان معاود من الشغل بالطورمبيل بتاعه، وشاف واحد من الفلاحين اللي عيشتغلوا في الارض بتاعته، فنادم عليه وقاله:
شوال.. زقيت الغيط الغربى ولا لسه؟
رد عليه شوال بإستغراب:
وإنت عتسأل عن الارض وزقيتها ليه يامقاول مش خلاص بيعتوها؟
كرار بإستغراب:
بيعناها! عتقول ايه ياراجل انت بعناها لمين.. جبت الكلام ديه من وين ياواكل ناسك إنت؟
شوال:
يابوي مش انت اللي قايل لنسيبك واد العمده يبيع الارض وهو اللي وقف عالمقاس والبيع!
كرار عليت انفاسه وفهم ان شوقيه اخواتها وابوها ضحكوا عليها وخدوا منها الارض وباعوها.
ودور الطرومبيل وراح على بيت العمده طوالي، واقتحم المنده من غير احم ولا دستور ووقف قبال العمده اللي كان قاعد مع كام راجل من البلد وولده الكبير كمان قاعد معاهم،
واول ماشافوا كرار وحالته، شاكر صرف الناس وبعد مامشيوا قاله:
فيه ايه ياكرار ، برضك داي دخله تدخلها علي مندرة العمده وضيوفه، وكمان مترميش سلام ربنا عالناس القاعده، ايه قلة الذوق داي كلها؟
رد عليه كرار بغضب:
عتبيع ليه الارض من غير ماترجعلي ياشاكر؟
وانت كيف توافقه على حاجه زي داي ياعمده.. انتوا بعملتكم داي اتعديتوا الاصول كلها.
رد عليه العمده بهدوء تام:
اوزن كلامك ياكرار قبل ماتنطقه وشوف عتقول ايه ولمين.
ولو كنت ناسي افكرك ان طول مالمال مال بتي والارض مكتوبه بأسمها الاصول معانا..
ومره تانيه ياتدخل بأدبك وتقعد باحترامك فحضرة العمده ومجلسه، يارجلك متعتبش مجلسي مره تانيه.
سمع كرار الكلام ونقل عينه مابين العمده وولده، وشاكر كمل كلام ابوه وقال لكرار:
روح رَوِح ياكرار واقعد عاقل وأسأل مرتك بالهداوة باعت الارض ليه، وشوف نفسك هتستفاد ولا له، شوقيه اختى طول عمرها معتعملش غير لموصلحتك وموصلحة عيالك، ولولاها ولولا فلوسها وفلوسنا لا كان زمانك بقيت مقاول ولا كان زمانك لاقى تاكل وتوكل عيالك، وكان زمان حالك حال اخواتك شغال اجير وبعت ارضك قيراط ورا قيراط.
كرار حس من كلام شاكر إنه عيفكره بمنيتهم عليه، ورد عليه بكل غضب
حط فبالك ياشاكر ان كل ديه من تعبي وشقاي، وإن لولاي كانوا قرشينكم قعدوا زي ماهما، قرشينكم اللي سددتهملكم اول بأول،
والالات داي كلها والخير ديه كله بتاعي واني فلحظة غبا كتبت كل حاجه لاختك..
صوح ساعدتوني ومديتولي يدكم مره بس لميتوها باكتر من اللي مديتوها بيه.. ودلوك جايين تتحدتوا بكل بجاحه وبعين قويه زي مايكون الحق معاكم، والله اني لا شفت ولا هشوف نطاعه إكده!
خلص كلامه وسمع خبطه من عكاز العمده عالارض، وتبعتها مسكه ليه من شاكر فقب جلابيته، وفضل يلز فيه على بره وهو عيقوله:
عتوصف مين بالنطاعه ياكلب إنت، احنا انطاع، يامقاول من مال الست ياعويل.. امشي اطلع بره ووشك مشوفهوش إهنه ورجلك متخطيلناش ديوان مره تانيه.. وشوقيه اسمعك اتطاولت عليها بحرف واحد طلقه بربع جنيه هتكون معششه فجتتك النهارده جايبه اجلك.
خلص كلامه وكان وصل بكرار لباب المندره، وبكل حيله رماه بره الباب قدام الغفر والناس اللي رايحه وجايه..
والكل وقف يتفرج عليه.. وقام كرار وركب طرومبيله وروح عالبيت وهو شايط من الغضب.
وبس وصل اتخطى ابو دراع اللي كان قاعد عالمصطبه قدام بيته من غير حتي مايرمي عليه السلام.. وابو دراع استغرب حاله وخلجاته المتمرمتين في التراب!
وزاد العجب لما سمع حس شوقيه علي بالصراخ اول ماكرار دخل البيت ، كيف مايكون جاي من بره متحلفلها!
اما كرار فبمجرد مادخل وشاف شوقيه قاعده فحوش البيت جري عليها ومسكها من شعرها ونزل فيها ضرب بكل حيله وكل قهره منها ومن ابوها واخوها واللي عيمله فيه..
وطول الوكت شام تستنجد بحريم البيت وهما ولا وحده فيهم راضيه تتدخل او تحوش عنها حتى بكلمه، كيف مايكونوا ماصدقوا إن كرار اخيراً هيخلصلهم منها كل شينها معاهم.
وفضل كرار يضروب ويضروب لغاية مافش غليله فيها وهملها قاطعه النفس خالص وطلع من البيت وسابها طريحة الارض.
وبس طلع راح المندره، تبعه ابو دراع يشوف فيه ايه لان الموضوع شكله كبير وكرار النوبادي باين عليه مغلوب مش غالب ومغلوب قوي كمان.
وقعد جار كرار وسأله فيه ايه فحكاله كرار كل حاجه، وإهنه ابو دراع لما شاف إن كرار وقع عليه ظلم بين، قرر إنه ياخدله حقه من واد العمده ويردله إعتباره حتي لو فيها موته.. وديه عهد خده على روحه زمان ومش ناسيه واصل.
وبعدها همل كرار بقهره ياكل فى نفسه ودخل البيت من تاني، وقعد في الجنينه يفكر فى الطريقه اللي هيتلافى بيها شاكر واد العمده ويمرضغ كرامته قدام ناس البلد كلهم من غير ماتركبه العيبه ولا الغلط.
اما فبيت المقاول
ابتدت شوقيه تفوق، وحسها طلع بالوجع رمحت بدور عالموطبخ بعد ماكانت قاعده فوق راسها عالدكه وعماله تتفرج عليها بشماته ومبتسمه ابتسامه واسعه، ونفسها تخلد اللحظه داي فعقلها للابد مع صورة شوقيه اللي تشرح القلب وهي محطاش منطق وعامله كيف الكتيله.
وبس دخلت الموطبخ تجري بخوف ضحكت عليها ورده، وهي قعدت وعاودت للي كانت عتعمله وهي منتشيه آخر انتشاء، وعتتمنى لو تقدر تزغرت كان عملتها، بس خوفها من شوقيه واذاها منعها.
وشويه وسمعوا حس تمام واخوه وهما عيقوموا فأمهم، وهي بس شافت عيالها حسها علي بالبكا والنواح، وابتدت تحكيلهم عن اللي عيمله فيها ابوهم من غير سبب، واللي خلاهم هما التنين زعلوا منيه وخدوا منه موقف لاجل الحاله اللي شافوا فيها امهم.
❈-❈-❈
واتوالت الايام وجروح شوقيه شفيت، وكرار هجر البيت وبقى عايش في المندره، يدخل بس كل عصريه في الميعاد اللي عارف ربيعه وشام عيطلعوا فيه للجنينه، ويقعد مع ابو دراع بعيد عنها ويبصلها وهو حاسس ان يده مغلوله ومعارفش يعمل ايه ولا يتصرف كيف عشان يرجع يحظى بيها من تاني،
ولما ميلقاش حل يفضل يبصلها من ورا قضبان ابو دراع اللي محاوطها بيها ومانعه منها، ولولاه كان زمانها فيده وتحت جزمته ومتمتع بحلاله، وداي هيفضل شايلها لابو دراع فنفسه لاخر العمر، وبالليل يروح عالغرزه يشرب بوظه لما يتعمى ويعاود يترمى فالمندره للصبح.
❈-❈-❈
أما عزت فمكانش هو كمان يقل عن كرار عذاب فبعد شام عن عيونه وخروجها من البيت، ونقل دكه من دكك البيت قدام الباب،
وابتدت تكون قعدته طول ماهو قاعد في البيت عليها؛ وديه عشان يشوف شام بمجرد ماتطلع من بيت ابو دراع للجنينه هبابه، ويبصلها وشوقه ليها بالغ منتهاه، وشوفتها من بعيد معترويشي عطشه ولا شوقه ليها،
وبس تدخل لبيت ابو دراع من تاني وتقفل وراها الباب تنطفى روحه كيف ماتكون كانت نضر عينه ولما غابت غاب الشوف والدنيا عتمت، ومعتنورش غير لما يوعاها قباله.
❈-❈-❈
قاعد ابو دراع في الجنينه فوكت المغربيه وعيرعى غنماته ومولع الدمسه وعيعمل شايه المعتاد، وانتبه على حس ربيعه وهي عتقوله اثناء قعادها جاره:
صبلي كبايه معاك ياعم.
رد عليها من غير مايبصلها:
تكرم عينك.. بس ديه شاي تقيل مهتقدريشي عليه، استني اصبلي اني كبايه وانتي اعملك شاي خفيف.
ربيعه:
له هشرب معاك من شايك.
سكت ابو دراع ورجع يقلب في الجمر حوالين الشاى عشان يغلي قوام..وربيعه قعدت قباله وسندت وشها بين اديها واتإملت فيه كتير وبعدها قالتله:
قولي ياعم ابو دراع انت ليه سموك اهلك ابو دراع؟ يعني لقيوش ليك إسم غير ديه؟
ابو دراع رد عليها بإختصار: اسميش ابو دراع اسمي قطب.. ابو دراع ديه نقب.
ربيعه:
اللله اسم قطب حلو قوي واحسن من ابو دراع بكتير.. اني مش هقولك من إهنه ورايح غير ياعم قطب.
ابو دراع ابتسم وسكت وكمل اللي عيعمله،
وهي سكتت هبابه وكملت تأمل فيه وبعدها سألته تاني:
عم قطب قولي انت ليه شكلك يبان صغير مع انك اكبر من ابوي وفيكش سعر اوبيض زيه! هما كام شعره فراسك عالجوانب وبس وابوي وعمامي روسهم كلها بيضه؟
ابو دراع:
الشعر الاوبيض اللي حدا ابوكي وعمامك ديه شيب هم.. واني مشلتش هم زيهم عشان لا اتجوزت ولا خلفت وعشت لنفسي مع نفسي خالي البال؛ وعشان اكده مشبتش ولا عجزت.
ربيعه: احسن حاجه والله بلا هم.. عم قطب،قولي انت ليكش حد خالص؟
ابو دراع:
له ليش مقطوع من شجره.
ربيعه:
احسن هما القرايب عيعملوا ايه يعني دول حتى ساعات عتوبقي قلتهم احسن لو كيف ناس ابوي.
هزلها ابو دراع دماغه وسكت، وكمل عميل الشاي، وهي فضلت بصاله، واول ماابتدا يصب الشاي ربيعه قالتله وهي واعيه فيه كل حاجه حلوه في الدنيا:
عم قطب اني عحبك.. عحبك قوي قوي.. وبعد ماخلصت الجمله ميلت عليه وحبته من خده، وهو نسي الشاي اللي عيصبه مع حركتها داي،
واتلبك وصب الشاي اللي في البراد كله عالكبايه، فاتملت والشاي السخن نزل على يده، وخلاه رمي الكبايه قوام بشايها في الدمسه وعملت صوت ودخانه ورجعت ربيعه لورا منها بخوف، وبص هو لربيعه بعدها وبغضب قالها:
اول واخر نوبه تعملي العمله داي ياربيعه وتقربي مني ولا تحبيني، ويلا قومى علي البيت وتطلعيش منه لباقي اليوم... يلاااا
وجريت ربيعه بعد زعيقه فيها، وعاودت عالبيت وهي حمقانه وصعبان عليها منه، لأنها كل اللي عيملته انها اظهرتله حبها وغلاوته عندها، وهو في المقابل يزعق فيها ويقومها من جاره!
وهو بس مشت ربيعه ضم رجليه عليه وحاوطهم باديه وسرح بعيد مع غنماته وهو عيفكر فاللي عيملته ربيعه وقالته، وبإن مشاعرها في السن ديه اكيد هتطالب بالظهور وديه سن مراهقتها، واول ماهتفتح عيونها مش هتلاقي غيره قدامها تطلع عليه مشاعرها، فلازمن تتحجم من بدايتها، وتعرف ربيعه طبيعة العلاقه اللي مابينهم، وتلتزم بيها وبحدودها غصب عنها ومتتخطاهاش ، وحتي لو ديه يتطلب منيه هبابة قسوه عليها هيقساهم عشان موصلحتها.
❈-❈-❈
أما صفوت، فعاود البيت ونادم على ولده ممدوح، ومدله ورقه وهو عيقوله:
خد ديه اعفا من الجيش، والعقد في الطريق جاي من الكويت هيوصل يمكن بكره ولا بعده، طالع سواق معدات تقيله، والرخصه هتستلمها بكره كمان، وبس الاوراق كلها تكون فى يدك نقطعولك الدسكره طوالي وتسافر عاد.
اتبسم ممدوح بوجع وهو عيمد يده ياخد الشهادة من ابوه، واتنهد بقهر وهو مهمل كل حاجه حلوة فدنيته وطافش علي راسه من وجع قلبه، مهمل حبه ودراسته وبيته وناسه واصحابه وبلده، وكل ديه من العشق اللي لو يقدر يطلعه من قلبه، او يطلع قلبه خالص ويرميه للكلاب بالعشق اللي فيه ويرتاحله هبابه عاد.
ولكنه على كل حال حط الورقه فجيبه وطلع الجنينه قاصد ابو دراع.. وقف قدامه وقاله بنبره جاده:
اني ماشي.. مسافر عالكويت ومهمل البلد كلها ياعم.. ماشي واني مهملك عالعهد، وهعاود اخد امانتي منك.. هعاود بعد ٣ سنين تكون ربيعه بلغت سن الرشد وتسلمهاني بيدك عروسه ليا كيف ماوعدتني.
خلص كلامه واتحرك من قدام ابو دراع من قبل مايسمع منيه كلمه، او حتى يبص فعيونه ويشوف فيهم لمحة تردد ورغبه في الرجوع عن عهده تخلي قلبه يموت في الغربه الف موته في اليوم
بقلم ريناد يوسف
يتتتبع
نفق الجحيم الجزء الثانى الفصل الثانى والأربعون.
❈-❈-❈
خلص ممدوح كلامه ومشى من قدام ابو دراع، وهمل معاه امانته، وابو دراع مردش عليه واصل.
وعدت الايام وجه ميعاد سفره.. وجهز حاجته وودع الكل، وجه وكت وداعه للي مهمل البلد كلها بسببها، فراح على بيت ابو دراع، ودق الباب ووقف مستني، ففتحتله شام الباب وهو اول ماشافها سألها بنبره كاسيها الحزن:
فين ربيعه يامرت عمي، نادميها اسلم علبها قبل مااسافر.. قوليلها واد عمك عايز يودعك، وجيت اسلم عليكي واودعك انتى كمان يااحلى وانضف حاجه فبيت المقاول.
شام ردت عليه بشفقه على حاله وعالحزن اللي مالى نبرة صوته:
تروح بالف سلامه وتعاود سالم غانم يارب ياولدى.. استنى هنادملك بت عمك، هي نايمه بس هصحيهالك.
وبالفعل دخلت صحت ربيعه النايمه، وربيعه لبست طرحتها وطلعت، واول ماشافها ممدوح قالها بحس مخنوق من الوجع:
اني ماشي ياربيعه، ماشي يابت عمي وهشتغل ليل نهار واخلي يدي احد من سناني،
عشان لما اعاود يكون معاي اللي اقدر اخدك بيه من إهنه ونهملوا بيت المقاول ونعيشوا بعيد لحالنا، ونعمروا بيت ونعملوا عيله.
هعمل حق البيت واعمل اللي يخليني اجيبلك كل حاجه نفسك فيها، هعمل اللي يخليكي ست ستات البلد كلها واعاود.
بس عاهديني تستنيني يابت عمى وقلبك ميميلش لغيري. اوعديني اعاود الاقى قلبك مختوم ومقفول ومستنينى وقافل بيبانه فوشوش الكل.
ردت عليه ربيعه بعد ماخدت نفس وزفرته:
روح ياممدوح ربنا يكرمك ويرزقك ويحنن عليك ويلطف بحالك ويفتحلك ابواب الرزق.
ممدوح:
وين الوعد ياربيعه؟ داي دعاوى الام تدعيها لولدها، لكن الحبيب مش ديه كلامه لحبيبه واصل!
الحبيب عيوعد ويودع بكلام المحبه!
ربيعه:
اسمعني ياممدوح ياواد عمي، اني مااقدرشي اوعدك بشي مش بيدي.. القلوب مش بيدنا ولا احنا اللي عنتحكموا فيها عشان نوعدوا بيها،
القلوب فيد ربنا يقلبها كيف يشاء.. وبدال ماتطلبها مني وعايزني اوعدك اطلبها من ربك وهو صاحب التدابير.
ممدوح بيأس:
بقيتي تتحدتي حديت متعلمين يابت عمى!
ربيعه بفخر:
مااني خلاص هبقى من ضمن المتعلمين واتحدت كل حديتهم ياممدوح.. ربيعه معادتش جاهله دلوك ولا بهيمه معتعرفش الالف من كوز الدره.
ممدوح بإبتسامه:
قطع لسان اللي يقول عليكي إكده، دانتي ست البنات واحسن وحده في الدنيا كلها.
خلص كلامه واتنهد وهو باصصلها، ولما ملقاش كلام يقوله بعد كلامها سلم عليها هي وامها وهملهم ومشي، مشي وهو قلبه متوغوش من عدم وعد ربيعه ليه، وحاسس انها حيرته مريحتهوش، ولا عطته امل يصبره عالمجهول اللي رايحله ومعارفش فيه ايه.
❈-❈-❈
أما شام فوقفت تراقبه وهو ماشي وقلبها حزين على حاله، لانها حاسه بيه وبقهرته ودايقه فراق الحبايب وخابره كيف عيكوي القلب كوى.
وسافر ممدوح ورمى على كتاف ابو دراع حمل كبير قوى وأمانه متتحملهاش الجبال، وهو خابر ان ابو دراع كد الأمانه.. بس حدا ابو دراع حتى الامانه ليها اصول ومينفعش حد يأمن حد على حاجه مش ملكه ولا بتاعته.. مش يمكن صاحب نصيبها يجيها وياخدها وهي ترضى؟ وسبق وقال لممدوح الكلام ديه، قاله اللي هتقرره ربيعه هو اللي هيجرا وهيكون..وديه كلامه ليه فلاول وهيفضل كلامه للنهايه.
❈-❈-❈
ومرت الايام
وعدت سنه فى لمح البصر وربيعه فى السنه داى اتعلمت القرايه والكتابه وبقت لبلب وتعرف تقرا اي حاجه وتكتب اى حاجه كمان،
وخدت شهادة محو الاميه وبعدها دخلت على تالته ابتدائي واستلمت كتبها وبدأت تذاكر فيهم، وعشان حابه العلام ونفسها تتعلم كانت متفوقه دايماً..
وأمها وابو دراع طالعين بيها السما وفرحانين بيها فرحه محصلتش،
وخصوصى ابو دراع اللي كل مايشوفها عتعلى وتنجح يحس ان هو اللي عينجح، وكل مايبصلها يحس احساس الاب اللي بته طالعه من الأوائل ونفسه يباهي بيها الدنيا كلها.
أما شام ففي السنه داي استقرت اوضاعها، برغم محاولات كرار الدايمه والمستميته فأنه يرجعها بيته ويرجع يسيطر عليها من تاني،
وكل المغريات اللي قدمهالها وعرضها عليها قابلتها بالرفض القاطع، لغاية ماخلته حس باليأس وبعد عنها بعد ماعرف ان مفيش ولا اي حاجه فى الدنيا هتقدر تلين دماغها من تلاه، ولو جابلها الدنيا كلها وحطها فحجرها، وانها زهدت فيه وفي الدنيا واللي فيها.
ورضيت بنص العما، وان ربيعه بتها هي اللي تطلع وتزور جدودها وخالاتها وتاجى تطمنها عنهم وتجيبلها اخبارهم وتوديلهم هما كمان اخبارها،والقلوب ارتاحت هبابه عن لاول.
❈-❈-❈
أما ابو دراع ففي السنه داى قرر يشوفله موصلحه تانيه تجيب فلوس جنب الغنم، لانه مره وحده لقى روحه مسئول عن اتنين، وكل وشرب ومصاريف، وخايف يقصر معاهم فيوم من ليام، فباع جزء من غنماته عالفلوس اللي كان محوشها من زمان، وراح اشتراله جرار، واشترى كمان دراسه، وابتدا يطلع يشتغل فى الارض، والفلوس جريت فيده، وربنا رزقه برزق الولايا اللي اتعلقوا فرقبته.
وفنفس الوكت رزقهم اتقطع من موطرح تاني، اتقطع من حدا كرار اللي لقاله منافس جاب لوادر جديده وحديثه، ولوادره ومعداته نامت في الخط قصاد دوكها، واللي عيجيبوه بقى يادوبك على كد مصاريف البيت والعيال، وهو مبقاش يقدر يحوش حاجه من وراهم.
❈-❈-❈
أما شوقيه فبعد مااخوها شاكر خد الفلوس وسافر بيها، فضلت ترن عليه لغاية ماخد تمام ولدها معاه، وإستوطن الواد مع خاله وعجبه الوضع ومعادش يحب البلد ولا القعاد فيها، بعد ماشاف بلاد بحري وناسها وشوارعها، وبقى كل كام شهر ينزل يومين تلاته اجازه بعد ماابوه يشيعله مراسيل مع طوب الارض، ويعاود للقاهره تاني، وديه اللي كانت شوقيه عايزاه، وكذا نوبه تقول لكرار انها نفسها تسافر مع اخوها وولدها تشوف بحرى وهو ميرضاش؛ لأنه عارفها زين وعارف اخلاقها، ومتوكد انها بس تغيب عن العين.. هتعمل كل اللي مانعها عنيه خوفها من العار،
لأن اللي زيها محداهاش خوف من ربنا ولا حداها حيا يخليه واثق فيها ومتوكد انها لو راحت اي موطرح هتصونه فيه وتصون عرضه وشرفه.
وكان رفضه ليها مجننها ومخليها ملاقياش طريقه تخليه يوافق بيها من بعد ماجربت كل الطرق، الدهلسه والخناق وكل شي، لكن كرار اتقفل من تلاها ومبقاش قابل منها اى كلام فأي موضوع ولا حتى قعاد جارها ولا فأوضتها بقى يقعد من الاساس،
وهي قربهمنها بقى آخر همها، وحتى مقادراش تلجأ للاعمال عشان ترجعه تحت سيطرتها من تاني وتخليه بس يوافق على سفرها من ساعة تهديد ابو دراع ليها، وحاسه من ساعتها انه مراقبها وهيعرف لو راحت لخطاطه او عرافه،
وكرار ليه غلاوة عنده ومهيرضاش عليه اللي مرضيهوش لشام وبتها، وهي مهتتحملش توصل للموت مره تانيه وتدوق اللي سبق وداقته.
❈-❈-❈
أما عزت فلساه على حاله مع بدور وجفاه معاها مستمر، وكل اللي بينهم العيال، ولحظات سعادة بالنسبه لبدور مسروقه من الزمن لما عزت يقربلها، برغم انها عتشوف الكره والنفور فعيونه كل مره، لكنها عتتجاهل ديه لأنها لازم تعيش وتمشى دنيتها مع جوزها، لانها لو اعترضت على اي شي او اظهرت استيائها مش هينوبها غير الشتايم والمذله وعزت جايز ياخدها حجه ويطفش منها، فأكتفت بالسكوت والرضى بقليلها من عزت، وكملت معاه بمبدأ ضل راجل ولا ضل حيطه، وديه المبدأ السايد، واني احسن من غيري ومفيش حد عياخد من الدنيا كل حاجه.
اما عزت فعاش طول عمره جايبها قهر بقهر، بدايتاً من غيرته وحقده على كرار، لغاية نقمته على حظه، وبصته عاللي فيد غيره وتمنيه للى مش ليه،ومن ديه لديه ضاعت متعة الحياة منيه وخسر لذة الرضى بالمقسوم، ومحمدش ربنا عالنصيب، وعاش غافل عن ان اللي عيكون من الحامدين عيكون من الفايزين في الدنيا والاخره.
وديه خلاه عاش عمره كله متكدر وعمره ماحس بالفرحه فيوم.
❈-❈-❈
أما ربيعه فبعد ما طلعت للدنيا وشافت الناس وعاملت البشر، وحلت ايام ستها وجدها وعوضت غياب امها عنهم وهدت الشوق جواهم، وحتي خالاتها وعيالهم بقت ليهم اخت واتعلقت بيهم واتعلقوا بيها،
وابو دراع حددلها يوم الجمعه من كل اسبوع تروح تقضيه معاهم، وحتى وداها اول مرتين تلاته وبعدها سابها تروح لحالها وخلاها تركب القطر وحدها كمان وتروحلهم بيه، بس زي كل مره يخليها تعمل حاجه جديده لحالها ويراقبها، راقبها من بعيد في القطر لغاية ماراحت بيت جدها وعاودت كمان.
وطول الوكت كان يديها ثقه فنفسها وحتي لما كانت تشكيله خوفها من شي، كان يقولها اني متوكد انك هتقدري تعمليه، ويفضل وراها لغاية مايجسرها، وهو من ناحية يقوي، وبسيمه من ناحيه تفهم وتعلم وتديها دروس في الناس والدنيا وتوخي الحذر،
لما التنين عملوا منها فسنه؛ شخصيه قويه جريئه شاطره لبقه محدش يقدر يغلبها.
والكل كانوا فأي فرصه يشبهوها بخالتها بسيمه في الطبع والقوة، لكن اللي ميعرفوهش إنها اقوى من بسيمه بالف مره، لأنها بجانب اللي اتعلمته منها واللي ورثته من طبعها، شربت من حوض ابو دراع واتعلمت منيه اللي محدش غيره في الدنيا يقدر يعلمهولها.
اتعلمت انها تكون قويه، بس فنفس الوكت قلبها يكون لين وحنون مع اللي يستاهل الحنيه، اتعلمت متخافش طول مالحق معاها، وان الحق بغير القوة ضايع، وإن لو الراجل قوته فدراعه فالمره قوتها في لسانها، وقوة ديه متقلش عن قوة ديه فحاجه.
اتعلمت انها تحط عزة نفسها وكرامتها فوق جريد النخل العالي والناس تشوفهم من بعيد بس محدش يقدر يطولهم ولا يلحق بيهم اى اذى،
وإن طول مالواحد محافظ عليهم عمره ماينهان ولا يرخص.. وحاجات كتير قوي قوي اتعلمتها منيه لا تعد ولا تحصي، كيف مايكون قاموس ومجلد جواه الخصال الحميده والاخلاق الطيبه.
وبرغم كل الرجاله اللي شافتهم ربيعه وقابلتهم،
الا ان لا عيونها ولا قلبها ولا عقلها صادفوا مابينهم راجل زي قطب، ولا حتى يشبهله لا شكل ولا مضمون، وكأنه اتخلق فى الجنه واحد بس وغيره مافيه، ونزل عالارض بنص الحنيه اللي في الدنيا فقلبه، كيف ماسيدنا يوسف خد نص الجمال لحاله.
❈-❈-❈
أما بسيمه فهي كمان من بعد شوفة بت اختها والقعده معاها اللي بردت نارها من تلى اختها شويه، اعصابها بقت اهدا، وحدتها مع همام خفت شويه،
وعادى بقت تاخد وتدى معاه في الكلام ويتسامروا، بس فأمور البيت والعيال ومستقبلهم،
وأول ما تشوف فعيونه انه طالب منها كلمه حلوه تبل ريقه عتسكت وتقوم من جاره؛
لانها مهما حاولت تعملها قبل سابق مكانتش تقدر، وكان الكلام يتخنق فزورها ويموت على لسانها ويندفن جواها.
❈-❈-❈
اما بشاير فهى الوحيده اللي معاملتها للسيد من يومها زي ماهي متغيرتش، وكل مادا تزيد الموده مابينهم، وديه عشان من ساعة مااعلنلها توبته النصوحه قبلتها وغفرتله ماتقدم من ذنبه وصفحت وكانت من الكرام.
وديه اللي خلاها ظفرت بكل السعادة اللي هي فيها.
❈-❈-❈
اما ممدوح فقضى اول كام شهر في الغربه وهو حاس احساس الشجره اللي اتقلعت من جدورها واتزرعت فمكان تاني غريب عليها،
لا الارض هي الارض ولا الهوا هو والهوا ولا الناس هي الناس، لكن مع ذلك اتحمل و البعد كان راحه كبيره ليه، وكمل ايامه وهو عيقضى نهاره في الشغل، وليله يقضيه وهو عيحلم ويرسم في مستقبله مع ربيعه ويخطط ليه، وفي الاخر يغفى على صورة ملامحها اللي عيستحضرها قدام عنيه، ويفضل يتأمل فيها ويكلم طيفها كيف ماتكون قدامه وسامعاه وحاسه بكل حرف عيقوله.
❈-❈-❈
داخله من البوابه وشايله فيدها كيس كبير بالعافيه ماشيه بيه،
وبس دخلت للبيت كان كرار ابوها طالع من البيت واتقابلوا هما التنين فنقطه معينه، فوقف كرار يتطلعلها وهي عتتخطاه وتدخل من غير حتي ماتبصله، كيف ماتكون مشايفاهش واصل.
وبرغم انه عمره مااعترف بيها ولا معتبر ان فيه صله تربطهم، لكن ساعات لما عتكون قريبه منيه غصب عنه قلبه عيرف كام رفه والعين عتروح عليها وتتملى فتفاصيلها،
وبس يفرزها ويشوف انها مفيهاش اي شي يشبهه، وانها كلها طالعه على امها، تموت الدقه اللي عتحاول تتولد ليها فقلبه، ويهمس لروحه بأنها مش بته والدليل انها مواخداش منيه ولا شي، ولا حتى تفصيله صغيره تخليه يكدب كل الدلايل والبراهين اللي عتثبتله كلها انها مش بته،
ولما حب يتروى ويحاول يقطع الشة، راح سأل فمسألة الشبه ديه واتوكد إن ربيعه مش بته الف الالف..
لان اللي سألة فهمه إن العيل عياجي للأم لو مائها سبق ماء جوزها، وانه لما كان يقرب من شام كان ياخدها بالغصب، وفي الحاله داي الشرط بتاع الشبه لا يمكن يتحقق، لان شرط تحقيقه من وجهة نظره ان ديه ميجراش غير مع وحده عتحب جوزها وراغباه،
وشام بحالتها اللي كان يوصلها ليها من سابع المستحيلات ان ديه يحصول معاها، اذاً المسأله فيها راجل تاني عالاكيد.
وديه اللي سولهوله عقله واللي سر بيه لابو دراع، وابو دراع بس سمع كلامه بصله من فوق لتحت وهمله ومشى.
انما كرار وكتها مسكتش وكان كل مايشوف وش ابو دراع يفتح معاه الكلام من تاني، كيف مايكون عايز يثبتله ان هو الصح وإن شكه كان فمحله، وان ربيعه مش بته ولا تدل عليه،
وابو دراع اخر مازهق منيه زعق فيه وقاله اياك تجيب السيره داي قدامي مره تانيه، وخلاص مش انت اتوكدت انها مش بتك.
هي كمان من زمان متبريه منك وعتقول انك مش ابوها.. وتعرف ياكرار اقولك حاجه.. انت متشرفش انك تكون ابو حد ولا حد يتمنى ابوتك، بالذات ربيعه.
وصلت ربيعه قدام بيتها، وندهت بحسها العالي علي اللي كان واقف بعيد يقلم شجرة العنب ومديها ضهره:
قطب.. ياقطططب.. واااه ياقطب.
انتبه واتبسم وبصلها، ولما شاف الشيله اللي على يدها رمى المقص اللي فيده وجه عليها بسرعه، واول وصلها قالها:
حمدالله عالسلامه ياربيعه، يعطيكي الف عافيه.. ايه ديه كله ليه متقله على روحك، مش كنتي جبتي نص الطلبات ونصها التاني بكره؟
ربيعه:
فيش تقل ولا حاجه ادينى وصلت بيهم الحمد لله، المهم انت تعالا شوف اني جايبالك ايه معاى، داني لقيت النهارده حاجات حلوة قوى فى السوق.
اتبسملها ابو دراع وميل مسك الكيس من يدها وفتح الباب دخلها ودخل وراها، واستقبلتهم شام بالمراحب والعوافي، وكل ديه كرار واقف وشايفه،
ورجليه غصب عنه خدوه لقدام بيت ابو دراع وبص من الباب المزيق ومفتوح هبابه، وشاف ربيعه وهي قاعده وسط ابو دراع وامها شام وعماله تطلع في الحاجات وتفرجهم، وتدي كل واحد اللي جايباهوله، وهما ياخدوا الحاجه من يدها ويتغزلوا فجمالها ويثنوا على ذوق ربيعه،
وحس كرار وهو باصصلهم بهالةحب محاوطاهم ولفاهم هما التلاته،
وسمع الفرحه فحديتهم وشاف الراحه فضحكتهم،
واتمنى لو ان ليه مكان مابينهم وليه الحق انه يقعد فمجلسهم، لكنه للأسف ضيع كل حقوقه معاهم، وكل رصيده من المحبه والاحترام عندهم خلص من زمان، خلص عالاقل من قلب ابو دراع، لان شام وربيعه عمر قلوبهم ماكنوله غير كل كره، وبصراحه الحق كله معاهم ومينلاموش.
واتحرك اخيراً من قدام الباب ومشي وهملهم فى السعادة اللي هما فيها واللي حسدهم عليها،
وراح هو عالمندره قعد لحاله من بعد ماخسر كل شي، وحتى ولده الكبير هجره وراح اترمى فحضن خاله وبقت شوفته حسره عليه، ودايماً مشتاقله ويبعتله في المراسيل مع الناس، وولده لا سامع ولا رادد، وشرد منيه خالص كيف الطير اللي هجر عشه.
❈-❈-❈
أما شاكر اخو شوقيه، فبعد العلقه اللي خدها على يد ابو دراع بسبب كرار، وحلف واستحلف انه يندم كرار ويحرق قلبه، وديه من خلال ولده الكبير تمام.. اللي هياخده منيه ويخليه تحت يده وتحت رجله كمان، ويخلى شوفته حسره فقلب كرار، ومن بعده ياخد اخوه، وهيخلى كرار يقعد لحاله كيف اللي ماخلف ولا ضنا ولا جابله عالدنيا سند، وبالفعل هو ديه الحاصل دلوك.
❈-❈-❈
قاعدين فى الجنينه كرار وربيعه وشام، وزي كل ليله قعدة السمر والحكاوي تاخدهم ويقعدوا لنص الليل،
بصت شام على ابو دراع اللي عيصبلهم في الشاي، واللي معيرضاش حد يعمله عالدمسه غيره، وبعدها بصت لربيعه اللي عيونها طول القعده متعلقين بابو دراع وخشمها معيبطلش كلام معاه، وطول الوكت تدور عليه َتشوفه فين وتروح تقعد جاره كيف الوليفه اللي مقاوطه وليفها.
ورجعت شام بصت لابوا دراع مره تانين، وشافته برغم سنه الا انه لساه فتي وبحيله وصحته وعافيته،
واللي يشوفه ابدا مايقولش انه قفل الاربعين، وفكرت فيها زين، وشافت انه لساه صغير، وان البنته اللي فسن ربيعه عادي عتتجوز الاكبر من ابو دراع كمان،
وان بتها لو غربلت الدنيا كلها شرق وغرب مهتلاقيش ضفره..
فقررت انها لو ربيعه فيوم طلبت رأيها وشارتها فاللي خابره زين ان قلبها عينسجه دلوك من تلا ابو دراع، هتمهد لقلبها الطريق وتسانده وتأيده، وتخليها تكمل معاه،
بس هتستنى لما تاجي من ربيعه لاول، وعارفه انها مش هتطول ابداً، وان الاعتراف بالعشق على ابواب لسان ربيعه.
❈-❈-❈
أما كرار فراح على الغرزه اللي اعتاد يروحلها كل يوم وبقى زبون دايم فيها، وخسر كل هيبته وقيمته اللي جناها طول السنين اللي فاتت وهو معاود بيته كل يوم قدام اهل البلد يتطوح، وبدال ماكانش حد يجرؤء يكلمه، بقي الصغير قبل الكبير يستغل ساعات سكره ويهزقوا فيه، لدرجة ان عيلين من اللي كانوا عيشتغلوا حداه وطردهم بسبب خلاف رجعوه على بيته فليله وهما رابطينه بحبل جاموسه ومصرمينه وجارينه قدام اللي صاحي من اهل البلد، ويوميها كانت فضيحته بجلاجل.
اما شوقيه فمسألة سكره داي جات على هواها، لأنه كان يعاود ناسي كل شي وناسي كل خلافاته معاها وكل اللي جرا ليها، وينام جارها كأن شيئاً لم يكن، ويصبح الصبح يقوم وهو على كرهه ليها وناسي اللي جرا بالليل،
ونتج عن ديه انها حبلت، وكان خبر حملها صدمه للكل واولهم ليها هي، لانه هيعطلها عن مخططات كتير كانت عتبنيها لمستقبلها، لكنها على كل حال رضيت بالمكتوب وفرحت بعد إكده بالحمل واتمنت من كل قلبها انها تاجي بت تشيلها فكبرها.
وبس عرفت بحبلها شيعت جابت خدامه تانيه من حدا بيت ابوها وخلت امها هي اللي تديها شهريتها من عندها، ووعدتها انها هتردلها كل الفلوس بس شاكر اخوها يبتدي يديها ارباح من المشروع اللي من ساعة ماشاركته عليه لا شافت منيه ابيض ولا اسود، وحتي ولدها ماعيديله شهريه وعيقولها عيشتغل في ماله، وبس اللي طايله من خاله وكله وشربه.
❈-❈-❈
طالعه ربيعه زى كل يوم من مدرستها المسائيه، وبس عدت شارع وحودت في الشارع التاني، ووقفت متسمره موطرحها وبرقت عنيها والنار لهبت فيها وهي واعيه ابو دراع واقف مع وحده وعيتحدت معاهت، والمره ردت عليه بحاجه وضحكوا بعدها هما التنين، وبس ربيعه شافته ضحك للمره وبانت حبات اللولي المكنون، واترسمت غمزاته، والمره عيونها كانوا عياكلوا ويشربوا فيه، رمت كتبها وشنطتها عالارض وجريت عليهم بكل سرعتها كيف تور حد شاوله بقماشه حمره.
يتتبع
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثالث والاربعون
❈-❈-❈
ربيعه جريت على ابو دراع والمره اللي معاه، وبدون مقدمات شدتها من طرحتها بعدتها من قدام ابو دراع، وبحس عالي قالتلها:
عيب عليكي وانتي مره كبيره واقفه تتسهوكي فالطرق مع الرجاله، ايه ليكيش رجاله انتي تخافي منها ولا ايه؟
ابو دراع اتصدم من كلام ربيعه ومنظرها واتلفت حواليه ورد على ربيعه وهو جازز علي سنانه:
ربيعه انتي اتجنيتي ياك؟ ايه اللي عتقوليه ديه يامهووسه انتي!
ربيعه سمعت كلام ابو دراع وبرقت عنيها وردت عليه بكل غضب:
انت عتقولي اني مهووسه ياقطب عشان خاطر داي؟
طيب استنى هوريك الجنان اللي على اصوله..
خلصت كلامها وجريت على المره وبحركه سريعه ضربتها بالبونيه فوشها جات فى عينها خلتها صرخت ومسكت عينها، وبعدها مسكت ربيعه اطراف طرحتها وشدتها منهم، وابو دراع كل ديه ممستوعبش عمايل ربيعه، وعيقول ياارض انشقي وابلعيني من المره ومن الناس اللي اتلمت عليهم وابتدوا يتهامسوا ويسألوا ابو دراع عن اللي عيجرا، ولما تدارك الامر مسك ربيعه من دراعها وابتدا يشد فيها ويخلص المره من ايديها،
وربيعه ابداً ماتسيبها ومتشعبطه فطرحتها كيف القراده، وبعد عدة محاولات من ابو دراع لفك الطرحه من ادين ربيعه نجح اخيراً.. وحرر المره من اديها، وهي بس لقتها فلتت منها ميلت عالارض اتلافت طوبه وقامت عاقطاها بيها جاتلها فكتفها، والمره خدت الطوبه من إهنه وهاتك ياجرى من قدام ربيعه المتحوله.
اما ابو دراع ففضل يهادن ويهدى فربيعه، ويحاول يسكتها ويقولها بس خلاص عيب الناس عتتفرج علينا، وهي ابدا الا تفلت نفسها منه وتروح وراها وتكمل العركه، ولما غلب فيها ابو دراع وما قدرش يسكتها شالها من وسطها بيد وحده ومشى بيها من قدام الناس، وراح عند كتبها وحاجتها ونزلها وهي عماله تعافر عايزه تفلت وتجرى، للمره وابو دراع ماسك فيها.
وبعد شد وجذب كتير وزعيق من ابو دراع وربيعه، هديت ربيعه وسكتت، لكن نظراتها لابو دراع لساها نظرات غضب، وكيف ماتكون عايزه حتى هو تعمل فيه نفس العمايل، بس ساكته عشان العين مقادراشي تعلا على الحاجب.
وعاود بيها ابو دراع للبيت، وهو شايلها كتبها وهي سابقاه بالخطاوي وعتمشي متخشبه كيف وحده ملبوسه، وهو كل تفكيره فى المره واللي هيجرالها واللي هيقولوه عليها اهل البلد وهما واعيين ربيعه ماسكاها وهاتك ياضرب، ودوكها هربت منها بعمرها وجريت بكل سرعتها وهي عتتخبط خوف منها كيف ماتكون حرامي مسكوه عيسرق مراكيب من قدام جامع!
وبمجرد مادخلت ربيعه البيت راحت علي اوضتها دخلتها ورزعت بابها رزع وهي عتقفله فوش امها وابو دراع، وشام بصة لابوا دراع بتسأول وهو لافاها الكتب والشنطه ورفع كتافه بحركة اللي مخابرش فيه ايه، وهملها وطلع وهو حاسس انه لو قعد فى البيت جار ربيعه هتولع فيه.
اما شام فدخلت لربيعه وقعدت جارها، وسألتها وهي واعياها قاعده فنص السرير ومتربعه وحاطه يدها علي خدها كيف المكبوب طحينها وعايله الهم، فسألتها بخوف:
مالك ياربيعه فيكي ايه، وليه قاعدة إكده وشايله طاجن ستك على راسك؟
ربيعه بصتلها وبنبرة غضب قالتلها:
قطب يمه.. قطب شفته واقف مع وحده في الشارع وعتضحكله ويضحكلها واخر انسجام مع بعضهم.
شام فهمت ان بتها الصغيره قلبها دخلته الغيره، وعشان عارفه ان الغيره أول بشاير المحبه اتبسمت وردت على ربيعه:
متهمليه مالك بيه مايمكن قلبه مال وهتتحل عقدته ويتجوز اخيراً ويجيبله عيل يشيل اسمه!؟
ربيعه بصت لأمها بغضب وردت عليها:
-جز وبره ووبرها مش يتجوز!
ربيعه:
وها.. حقه وانتي زعلانه ليه.. والله قالت دب منك داي ياربيعه!
ربيعه بغضب اكبر:
يمههه افهميني.. ديه لو اتجوز وجاب مره اللي هيجيبها هترمينا بره بيته وبره قلبه رمية الكلاب، واحنا ليناش غيره يمه.
قوليلي لو خدته مننا هيبقالنا مين؟
وبعدين هو ايه ناقصه عشان يتجوز غسيله ووكله وشربه عنعملهوله يوبقي ايه تاني؟
اتبسمت شام وردت عليها بهدوء:
ناقصه مره تنام الليل فحضنه وعلى صدره وتدلعه وتخلفله عيال ياربيعه، يمكن نفسه هفت عالونس هنقولوله له؟
ربيعه سمعت كلام امها ونارها لهبت بزياده وبدون وعي ردت عليها وقالتلها:
لو عايز إكده انا اهه واعمله كل ديه واني مرته وهو جوزي، بس ميجيبش وحده غريبه تقعد وسطنا.
شام :
يمكن مراغبش فيكي ولاميال ليكي ياربيعه هي المحبه والقبول بالعافيه ولا ايه؟
ربيعه وهي عتنزل من فوق السرير وتلبس شبشبها بغضب:
ايوه بالعافيه، واني مرته وهو جوزي ومش هيرغب ولا هيميل لحد غيري، ياإكده ياهروح ادفس راسه في الدمسه واشوي عنيه اللي هيبص بيهم لمره تانيه دول.
خلصت كلامها وطلعت من البين بغضب عارم، وهملت شام عتضحك عليها وعلى عمايلها اللي هتجنن ابو دراع معاها وهتشقلب حاله شقلبه من بعد النهارده، اصلها خابره زين إن الوحده طول ماعشقت عيطير عقلها وعتوبقى كيف المجاذيب.. وربيعه خلاص اتجذبت.. ودعت شام ان ربنا يعين ابو دراع عاللي جاي.
❈-❈-❈
أما ربيعه فطلعت من البيت وراحت ناحية ابو دراع، وهو شافها جايه عليه بحالتها داي وحس ان زعابيبها لساها ماهديت، فبص قدامه بعدم مبالاة واستدعى ثبات الدنيا كله وطولة البال كمان، وفضل ساكت حتى بعد ماوصلت عنده ووقفت جاره، وسامع صوت انفاسها العاليه.. ولما شافت منيه التجاهل والبرود اللي مش هيساعدها انها تعمل معاه العركه اللي جايه وناويه عليها قالتله بأمر:
-قوم وديني البندر مخنوقه.
ابو دراع بهدوء:
له اني مفاضيشي وراي مصالح قايم اقضيها، عايزه تروحي روحي لحالك.
ربيعه:
له والله لتوديني انت.
ابو دراع بإستغرب:
-نحلفي عليا!
ربيعه بغضب:
احلف ونص وهتقوم وتوديني دلوك يعني دلوك.
قالتها وهي عتدبدب برجلها عالارض بحركه طفوليه خلت ابو دراع غصب اتحكم فى روحه عشان ميضحكش، ورد عليها بنفس الهدوء القاتل اللي هو فيه وقالها:
اعقلي ياربيعه وبطلي شغل العيال الغيرين ديه.
ولا صوح ليه تبطلي مانتي عيله صغيره.. دبدبي برجلك وعيطي وعلي حسك كمان وخلي الغريب والقريب والفايت في الطريق يسمعه.
ربيعه:
-اني مش عيله اني كبيره وتقولش عيله داي مره تانيه.
ابو دراع:
يوبقي اتصرفي كيف الكبار واهدي واقعدي جاري إهنه وقوليلي ايه اللي هوسك إكده؟
وقفت ربيعه دقايق تتأفف وتهز فرجلها بعصبيه وبصاله وهو عيصب في الشاي ومش مديها اي اهتمام ،وفى الاخر قعدت قدامه بغضب وبدون مقدمات سألته:
مين هي وكنتوا واقفين عتقولوا ايه وليه تضحكلك وتضحكلها:
ابو دراع:
وانتي مالك!
ربيعه: مالي ونص جوزي وواقف مع وحده يضحك ويتمضحك وتقولي مالك؟
ابو دراع رفع حواجبه وبرق عيونه بإستغراب ورد عليها:
جوزك؟
ربيعه بتصميم:
ايوه جوزي والناس كلها خابره انك جوزي ايه هتنكر ولا ايه؟
وقع الكلمه الجديده على ودن ابو دراع مع حالة ربيعه والغيره اللي مخليه اللهب طالع من عيونها خلوه سكت وهو عيستوعب الموقف والحاله، واللي عتقوله ربيعه واللي عتعمله،
وحس بإن اللي كان خايف منيه عيحصل، وربيعه ابتدت اول مراحل التعلق، ولازمن يلحق مشاعرها قبل ماتتمادى، وبعد تفكير بصلها نظرة غضب وقالها بنبره جديه:
ربيعه اول واخر نوبه اسمعك تحاسبيني على حاجه، واياكي تاني مره اسمع منك الحديت الخايب ديه،
وجوازي منك يابت الناس كان لغرض واني وامك فهمناهولك زين،
يعني لا ينفع تتعاملى معاي على اني جوزك ولا انك مرتي،
الكلام ديه احنا عنقولوه قدام الناس بس، انما بيني وبينك انتي بتي.. والمره اللي مقومه الغواير داي عشانها متجوزه ومخلفه كمان.
بس ديه ميمنعش اني لما اعوز اعرف وحده وارغب في الجواز منها هعملها وميحقش لاي حد انه يعترض او يتطاول عليها، ولا حتى انتي ياربيعه فاهمه.
ربيعه كلام ابو دراع كان ينزل كيف مية النار علي قلبها يحرقه، ومع اخر كلمه منه شهقت بصدمه، وقامت تجري عالبيت ودموعها سابقاها، وهو لما سمع شهقتها وشاف دموعها كب الشاي ورمى الكبايه من يده وضم رجليه عليه وحاوطهم بيديه، وبص بعيد وهو حاسس انه قسى على ربيعه اكتر من اللازم، وخصوصي وهو واعي دموعها اللي معيتتحملش شوفتهم وانهم النوبادي نازلين بسببه،
لكنه قرر انه يفضل على موقفه عشان يموت محبتها ليه من بدايتها، لان فيه حاجات لو كبرت عتوبقي كيف الوحوش صعب ان حد يغلبها وعتفترس صاحبها، وخصوصى المحبه والكره.
❈-❈-❈
اما ربيعه فدخلت اوضتها وقفلت علي روحها الباب وفضلت تبكي، وشام عرفت ان ابو دراع صدها، وقررت انها تطلعله وتتحدت معاه، وتخليه يواربلها باب قلبه وميخافش من ايوتها حاجه ولا يعمل حساب لحد.
فطلعت للجنينه وراحت على ابو دراع وقعدت جاره، وهو اول ماحس بيها بصلها وقالها:
اهلا ياشام، اكيد جايه تسأليني ليه زعلت ربيعه وبكيتها صوح؟
شام بإبتسامه:
له مجاياشي اسأل عشان اني خابره زين ربيعه ايه اللي زعلها وهي حكتلي.
ابو دراع:
وراضيه بعمايلها داي انتي؟
شام:
ايوه راضيالها حقها.
رد عليها بإستغراب شديد:
ايه هو اللي حقها ديه، انتي شفتيهاش عيملت ايه في الوليه الغلبانه، ولا حسها العالي والفضايح اللي فنص الشارع وخلت الناس اتلمت، والمره ياعيني بقت تجري وتتلفت حواليها بخوف كيف العامله عمله وكل هبابه تخش فحاجه عشان مواعياش من عينها اللي ليستها فيها بتك باللوكاميه.
وكل ديه عشان ابتلت على عمرها وجايه تشتري منى غنمه.
شام: ربيعه غارت والغيره واعره ياابو دراع والوحده معتتحملهاش.
ابو دراع:
غارت من ايه وليه، وعشان ايه تغير؟
شام: وه مش جوزها؟!
ابو دراع سكت وهو عيسمع الكلمه داي لتاني مره النهارده، مره من ربيعه وداي اعتبرها عبث، ومره من شام، وداي ميقدرش ميوقفش قدام كلمتها ويشوف قصدها منها ايه.
فبصلها بصه هي فهمتها وكملت كلامها:
إيوه جوزها مالك مستغرب وعتتطلع فوشي إكده ليه؟
ابو دراع:
جوزها كيف ياشام بس، انتي عتقولي ايه هى عدتك من الهواس بتاعها ولا ايه؟
شام: ولا عدتني ولا حداها هواس من اصله، ربيعه ست العاقلين وست البنته وعارفه موصلحتها وين، وطالعه نبيهه وواعيه، وعارفه اللي ليها واللي عليها، واللي ليها معتهملهوش لحد غيرها ياخده.
خلصت كلامها واتنهدت وكملت بنبره هاديه:
ربنا مش عيحط حد فطريق حد من غير حكمه ياابو دراع..
وربيعه انت سبق وقلت هسيبلها حرية الاختيار واللي هتقول عليه وهتختاره شريك لحياتها..
هتقولها عليه امين وتسلمهاله بيدك،
فمتاجيش دلوك وهي عتختار الاصلح والانسب ليها تقف فى طريقها وتقفل البيبان فى وشها.
ابو دراع كان عيسمع وهو ضامم حواجبه ومنتبه بكل حواسه، وبس خلصت كلام رد عليها وقالها:
شام انتي واعيه روحك عتقولي ايه؟ يارب بس اللي اكون فهمته من كلامك ميكونش هو الصح واللي تقصديه!
شام :
له اقصده ياابو دراع واقصد كل حرف فيه.. شام معادتش صغيره وانت مش كبير، وعمر سن الراجل ماكان عيوقف في طريق جوازه، ولا نسيت العريس اللي كان جايبهولها ابوها كرار كان حداه كام سنه؟
ابو دراع:
يابوي عتقولي ايه انتي داني اكبر من ابوها!
شام: ومالوا، دا حتى ابوها ذات نفسه لو حب يتجوز وحده كدها هيتجوزها، ولا حد هيقوله عيب ولا حرام ولا هي اول مره توحصول.
ابو دراع العجب بلغ جواه مبلغه من كلام شام وقبل منه تصرفات ربيعه، فرد عليها وقالها:
له والله ديه ماكلام ناس صاحيه ولا فايقه ان كان انتي ولا بتك، بس هي مهما كان ليها عذرها وانها عيله صغيره مافاهماش موصلحتها، انتي ايه عذرك قوليلي؟
شام:
عذري اني عحب بتي واتمنالها احسن حاجه في الدنيا، وانت يابو دراع احسن حاجه في الدنيا، وتستاهل كل خير، وربيعه فيها كل الخير ليك وهتكون عوضك من الدنيا زي ماربنا عوضها وعوضني بيك.
ابو دراع هز دماغه بفهم وبعدها ابتسم ورد عليها:
بس رد الجميل عمره مايكون إكده ياشام. اني خابر انكم عايزين تردولي معروفي، بس اني ماعاخدش تمن حاجه زينه عيملتها،
والنصيبه الكبيره لما يكون تمن المعروف مستقبل وعمر شابه لساها ماشافت من الدنيا شي والعمر كله قدامها..
قومي ياام ربيعه روحي لبتك وعقليها وفهميها ان اللي فبالها ديه غلط، وقوليلها مش ابو دراع اللي يضيع الامانه بتاعته، داني متآمن عليها مرتين.. وقوليلها نصيب قلبك من العشق قاعد وهتلقى اللي يغرقك محبه وحنيه ويكون من سنك ويستاهلك بس اصبري انتى لساكي صغيره والعمر قدامك.
قوليها عمك ابو دراع هو اللي عيقولك الحديت ديه.
خلص كلامه وقام يتمشى فى الجنينه، وهمل شام قاعده مراقباه وعتتحسر على حظ بتها العفش لو ابو دراع ضاع من يدها وفضل على موقفه، وقلبه مالانش من تلاها ولا حبها ورغب تبقاله مره وأم لعياله.
❈-❈-❈
أما ابو دراع فكلام شام وربيعه ابداً ممرش على عقله مرور الكرام، وفوراً سمع حاجه ابتدت تهتف جواه وتقوله:
وليه له.. ماتجرب ياخي!
لكن من اول جمله والتانيه خنق الهاتف اللي جواه وموته وهو عيرمى الفكره من عقله نهائي ويهمس لروحه:
له اوعاك تخون الامانه ياابو دراع، واوعاك اللي ائتمنتك على روحها تخليها تخسر الخساره داي.
هي فبداية عمرها، لكن انت اللي باقي فعمرك مش كد اللي راح.. متاجيش بعد سنين من مقاطعة النسوان تبلي بيك وحده من سن عيالك..وبعد كام سنه تهملها وتموت وتسيبها لحالها لا طايله سما ولا ارض.. عيب عليك وحرام وربنا عمره ماهيسامحك.
خلص كلامه وساب البيت كله وطلع، وراح على المعمل يشوف حكيم النهارده متواجد ولا له، لان هو الوحيد اللي لما عيقعد معاه ويتحدت قلبه عيرتاح وعيحس ان هموم الدنيا كلها انزاحت من فوق كتافه،ولما تكون حاجه شاغلاه عياخد رأيه فيها وفكل مره عيتأكد بعد المشوره انه فعلا ماخاب من استشار.
لكنه عاود خايب الرجا لما ملاقاش حكيم في المعمل، وفضل يلف في البلد هبابه، وراح قعد حدا العباره شويه، وبعدها عاود عالبيت، وفضل في الجنينه مرضيش يدخل البيت عشان يهمل ربيعه تهدا زين وتراجع نفسها وتعرف غلطها ومتكررهوش.
❈-❈-❈
اما ربيعه ففضلت مستنيه ابو دراع عشان ياجي يطيب خاطرها بكلمتين ويقولها انه ميقصدش الكلام اللي قاله ولا يقصد يزعلها
لكن انتظارها ليه طال ومجاش، فاتكسر خاطرها اكتر، وخصوصي لما قامت طلت من الباب ووعيته قاعد في الجنينه وعيشرب شاي ولا على باله، وكأن اللي مزعلها داي مليهاش اي قيمه عنده،فعاودت تاني للبيت، ودخلت اوضتها ونامت وهي عتبكي من كسرة وجع فقلبها اول نوبه تحس بيه.
أما شام فهملت التين كل واحد على هواه ولا راضت حد فيهم ولا صلحتهم على بعض، وحبت تسيبهم وتشوف البعد والخصام هيتعب مين فيهم اكتر ويخليه يخطى اول خطوه ناحية التاني،وديه هيوضحلها كل حاجه.
ونام ابو دراع فى الجنينه، ونامت شام فموطرحها، وفي الليله داي التلاته ناموا بدرى علي غير عادة، وفقرآن الفجر التلاته صحيوا من النوم كيف مايكونوا نايمين وقايمين علي قلب واحد.. وشام أول وحده فيهم قامت وراحت على وضوئها تستعد لصلاتها، وبرغم ان فاتها قيام الليل الا انها قايمه صدرها مشروح ومرتاحه بسبب الحلم اللي حلمته لربيعه وابو دراع، واللي استبشرت بيه خير ليهم هما التنين، وحست انها إشاره من ربنا ليها عشان يطمئن قلبها على بتها.
وراح ابو دراع عالجامع صلى وعاود للجنينه وطلع غنماته وقعد لطلوع الشمس جارهم يسبح على سبحته، وربيعه فضلت صاحيه هي كمان فأوضتها تسبح وتستغفر، وشام عملت الفطور ونادمت التنين عشان يفطروا.. وطول الوكت ربيعه عيونها على قطب وهو ابداً مارفعش عينه عليها ولا بصلها، ولا شاف العتب اللي مالي عيونها ليه، وعشان متوكد منيه محبش يديه فرصه يطلع.. وبس خلص فطوره اول واحد حمد ربه وقام طلع من غير ولا كلمه مع اي وحده فيهم.
وديه خلى ربيعه القهر كل روحها وكل، وحست بخذلان العالم كله جوا قلبها.
❈-❈-❈
وعدى يوم والتاني والتالت وربيعه وابو دراع على نفس الزعل والبعد، لغاية ماحصل اللي اتجمعوا عليه التنين واتكلموا غصب عنهم وقلوبهم اتعانقت من الخوف وغصب عنهم اديهم اتحطت فأدين بعض وهما عيشيلوا شام اللي وقعت على الارض مغمى عليها وسطهم من طريق الله ونص.
وللحكاية بقيه
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع والأربعون
❈-❈-❈
ربيعه شافت امها عتطيح عالارض وجريت عليها بخوف الدنيا كله، وحاولت تفوقها مفاقتش!
فطلعت جرى على ابو دراع ومن بعيد شافها وهي عتجري عليه وتصرخ بأسمه بخوف وتقول الحقني ياقطب، وقلبه وقع فى رجليه من الخوف وكمل هو المسافه عليها جرى،
وبس قرب منها وشاف دموعها ووشها المخطوف حس الدنيا اسودت فعينه، وضلمت خالص وانطفى نورها وهو عيسمعها عتقول بأنفاس مقطوعه:
امي ياقطب ألحق امي.
خلصت جملتها وابو دراع جرى على البيت بكل سرعته من غير مايسألها فيه ايه، وهو مقتنع ان الوكت اللي هيسأل فيه ويستنى الإجابه يلحق فيه شام من اللي هي فيه وميعرفهوش.
وبس وصل عالبيت ودخل وشاف شام مرميه عالارض جري عليها، وتبعته ربيعه وشالوها التنين بين اديهم وحطوها عالسرير وهي قاطعه النفس خالص ووشها ازرق وشكلها ميطمنش، وربيعه مفيش معاها غير النواح على امها، وبعد كذا محاوله منهم هما التنين انهم يفوقوها، فتحت عيونها بضعف ودخلت فى نوبة كحه متواصله مكانتش قادره تاخد نفسها منها،
ولما ابو دراع لقاها مفيش امل ان حالتها تتحسن عن إكده وترجع لطبيعتها، جرى على بره يجيبلها عربيه وياخدها عالبندر يكشفلها عن داكتور.
وبالفعل جاب العربيه وخدوها هو وربيعه واندلوا بيها عالبندر، وعلى كد ما كانت امنيتها من سنين انها تطلع من بيت المقاول وتشوف الدنيا، الطلعه اللي طلعتها ماشافتش من الدنيا الواسعه شي، وراحت مغمضه عيونها من الوجع، ولحد ماكشف عليها الدكتور وهي على حالها، وبداية التشخيص قالهم انها حالة فشل تنفسى،
وحطها فوراً على جهاز التنفس، وبعدها ابتدا يأنبهم لان الحاله واضحه قدامه انها من مده طويله بتعاني من اعراض الفشل التنفسى وهما غفلانين عنها.. وابتدا يسأل لربيعه الاسئله اللي خلته تأكد من ظنه..
-هي والدتك بتنام كتير في الفتره الاخيره وبقت تصحى بصعوبه صح؟
ربيعه: ليها سبوعين بس ياداكتور بقت تنام نص النهار
- وبالليل نفسها بيديق وبتبقي زي اللي بتصفر وهي نايمه وبتجيلها نوبات كحه كتيره وتستمر معاها لفترات طويله؟
ربيعه: ايوه صوح.
الدكتور: للاسف انتوا المفروض كنتوا جبتوها بدري عن كده شويه ومأهملتوش في صحتها؛ لأن الظاهر انها حصلها مضاعفات كتيره بسبب اهمالكم ليها.. وكأغلب اهالي الصعيد طبعا الوالده بتتعرض للدخان وللشمس وللغبار والبيئه اللي حواليها كلها بالشكل ده.
ربيعه: ايوه ياداكتور حصل..طيب ديه معناتو ايه ياداكتور امي هتطيب ولا مش هتطيب ولا ايه؟
هز الدكتور دماغه بتفهم ورد عليها وهو شايف الرعب بدأ يظهر على ملامحها:
خير خير بأذن الله متقلقوش، وسابهم وخرج، وخرج وراه ابو دراع يستفسر عن الحاله زين بعيد عن ربيعه.. لكن للاسف كلام الداكتور مطمنهوش واصل.
وبعد كام ساعه من الانتظار شام اخيراً ابتدت انفاسها تهدا ولونها يتغير من الزراق للطبيعى، وابتدت تعود لوعيها من تاني، وكل ديه وربيعه جارها منتهيه من البكا والخوف على كل اللي ليها فى الدنيا وعلى روحها اللي مقرونه بأنفاس امها واتخنقت وكت خنقتها.
أما ابو دراع فكان واقف وعمال ياكل فبعضه من القلق على شام ومن الشفقه على حال ربيعه، وحاسس ان قلبه عيتعصر عصر على عزاز قلبه اللي بقو كل اللي ليه في الدنيا دلوك وكل اهله وناسه،
ومجرد إحساسه بأنه ممكن يخسر حد فيهم خلاه لا على حامي ولا على بارد، وعايز بأي طريقه يرجع لشام عفيتها حتي لو هيدفع كل قرش معاه، اهم حاجه تطيب وتقوم تنور الدنيا بقلبها الاوبيض وتبارك بيت المقاول اللي من بعدها هيتحول فعيون ابو دراع لمعبد كل سكانه كهنه من عصر الظلام.
واول مابدأت شام تفوق اتبسمت لبتها اول ما وعيت حالها وخوفها وعيونها اللي قفلوا من كتر البكا، وهمستلها بحس متعوب:
اني زينه ياربيعه متخافيش.. هبابة تعب وراحو لحالهم يابنيتي.
ميلت ربيعه على يدها تحبها وهي عتقولها:
انشالله مافيكي الا العافيه يانن عيني، بيا ولا بيكي التعب يمه.. اصلا انتي مينفعش تعيي ولا تتعبي وتغمضى عيونك وتغفلى عني دقيقه وحده.. اني عايشه بيكى ياشامه.
ابتسمت شام وهي عترد عليها:
شامه!! اتوحشت الأسم وصاحبته قوى والله ياربيعه، اتوحشت اترمى فحضنها وتهون عليا وتنصحنى وتصبرني،
اشتهيت احس فحضرتها بالأمان اللي محستوش من ساعة ماهملت بيت ابوي غير معاها.. اشتهيت ضحكتها وحسها الحنين وهى عتقرا وردها وتسبح على سبحتها.. الله يرحمها ويبرئ ذمتها ويحسن مأواها ويجازيها بالجنه ونعيمها عاللي عيملته معانا.
أمنت ربيعه وراها، وبعدها طلعت لابو دراع تخليه يسألها الداكتور لو ينفع أمها تاكل حاجه او تشرب حاجه دلوك؛ لانها ماداقتش حاجه من الصبح، ولما ابو دراع راح وسأل والدكتور سمحلها بالوكل والشرب، فطلع طوالي جابلهم وكل وعصير وميه وعاودلهم،
وهما التنين قعدوا يوكلوا شام، وبرغم زعل ربيعه من ابو دراع الا أن موقفه مع امها وجدعنته وحنيته دوبت الزعل وصفت القلوب، وخلت بسمتها ترجع من تاني، وعيونها يرجعوا يبصوله بنفس المحبه، أما هو فلما رجعت ربيعه تكلمه واتصافت معاه، حس بأنه كيف مايكون كان مضيع حاجه ولقاها.
وبعد ما اتحسنت ربيعه شويه الدكتور كتبلهم علاج ومتابعه مستمره، وبناء عليه كتبلهم خروج ووافق انها ترجع البيت.
❈-❈-❈
أما كرار فبمجرد ماعاود البيت وعرف ان ابو دراع وربيعه طلعوا وخدوا شام معاهم من غير مايسألوه او شام تاخد الاذن منه جن جنونه، وبقى يلف في البيت كيف المجذوب يسأل الكبير والصغير راحوا فين؟
وعشان محدش يعرف ومشافهمش غير ولده تمام وهما راكبين العربيه وماشيين وميعرفش رايحين فين ملقيش كرار إجابه على سؤاله،
والكل جاوبه بانه ميعرفش حاجه عنهم، وديه وصله للأنهيار التام وهو عيفكر ان شام احتمال تكون هملت البيت وراحت لأهلها،
ومن غير تفكير دخل على اوضة امه وخد الطبنجه بتاعته فجيبه، وطلع بيها على بلد اهل شام وهو حالف يايجيبها معاه يايسيبها هناك بس وهي جثه مفارقه الدنيا.
❈-❈-❈
وبالفعل كرار وصل هناك ووقف بعربيته قدام باب البيت بتاعهم، ونزل وابتدا يدق الباب بمنتهى العنف، واول ماعمران واد بشاير فتح الباب زقه كرار ودفع الباب ودخل بسرعه وهو شاهر الطبنجه بتاعته، وفتح اول اوضه اللي هي اوضة الضيوف وبص فيها ملقاش فيها حد، وبعدها دخل جوا في البيت من غير مايراعي حرمته وابتدا يفتح الاوض اوضه اوضه، وعمران يحاول يوقفه وهو عيزعق فيه ويقوله انت مين وعايز ايه، وبشاير نزلت من فوق تجرى على حس ولدها، ودهب طلعت من اوضتها جري، واول ماشافت كرار والطبنجه فيده شهقت وضربت على صدرها بخوف وهي عتمتم بأسم شام، ومن الفزع حست برجليها هربطوا فبركة طين مقدرتش تحركهم من موطرحهم!
وبشاير لما وعيته عدلت طرحتها على راسها وبحسها العالى قالتله:
ايه ديه كيف داخل البيت انت تتهجم وتفتح فبيبانه وكمان بالسلاح! اتجنيت انت ولا ايه؟
واد ياعمران اجري نادم ابوك من الغيط هو وجدك وقولولهم فيه حرامي هجام دخل علينا البيت فى عز النهار وببجاحه محدش شافها قبل سابق.
كرار التفتلها بغضب ورد عليها:
حرامي؟
بشاير:
إيوه حرامي ياكرار،واكبر حرامي في الدنيا عتسرق الفرحه من الناس وتسرق الاعمار الحلوة وتضيعها.. ودلوك اطلع بره على مارجالة البيت ياجوا.
كرار: مطالعش غير لما اخدها فيدي.. فينها مدسوسه خلوها تطلع قوام احسن ميحصلش طيب.
سمعت دهب كلامه والدنيا لفت بيها واستنتجت ان شام طفشت من عند كرار وياعالم جرالها ايه على يده وصلها للطفشان؟
وبصوت مخنوق ودموع اتجمعت في عيونها في الحال همست:
(بتي)
خلص كرار كلامه وبشاير راحت عليه وبخوف سألته:
هي شام هملت بيتك؟ راحت فين اختي وعميلت فيها ايه خليتها طفشت انطوق.. وكمان جاي علينا احنا بالسلاح.. قول اختى راحت فين احسن قسماً عظماً ياكرار ماتطلع من البيت على رجليك وبسلاحك ديه اخلص عليك.
زفر كرار بديق وكمل بعدها لف في البيت وتفتيح فى بيبانه من غير مايعمل لبشاير ولا لكلامها باعت،
ومش بس إكده دا كمان طلع عالسطوح يدور، ولما ملقيش لشام اثر في كل البيت نزل ووقف فنص الدار وبحسه العالي قال:
وديتوها فين انطقوا، والله ماههمل البلد غير وهي معاي، سوا ميته سوا حيه.
ردت عليه دهب بصوت عيرجف من الخوف:
والله ياولدى ماجات ولا عتبتلنا دار ولا خطتلنا عتبه ولا نعرفوا حاجه عنها واصل.. قولي ياولدي إنت عميلت فيها ايه، طيب بلاش عميلت فيها ايه طيب قولي ربيعه بتها وابو دراع معاها ولا طفشت لحالها؟
كرار بعصبيه:
كلهم غارو كلهم، مفيش حد فيهم قاعد.
دهب بس سمعت ان ابو دراع وربيعه مع شام بلعت ريقها بإطمئنان وكل خوفها اتبدد، وحست ان بتها خلاص اتحررت من قبضة كرار، وحتى لو مجاتش عليهم ولا شافوها يكفى انها مع ابو دراع معناها انها بخير.
ومعدوش ثوانى على كلام كرار وكان السيد داخل البيت يجرى وعيونه وقعت على كرار وكان فيهم غضب الدنيا كلها،
ووصل عنده وبدون مقدمات مسكه من خلجاته ومهتمش للطبنجه اللى فيده وابتدا يزق فيه على بره وهو عيقوله:
كيف تتعدى على حرمة بيتي وتدخل ع الحريم من غير استئذان ياخسيس؟
افرض وحده قالعه وحده متعريه وحده واخده راحتها فبيتها تبص على غفله تلاقي راجل فوق راسها واقف؟
ترضاها انت على روحك، ترضاها لأهل بيتك؟
قال كلامه وكان وصل لباب البيت بكرار دفع، فطلعه وطلع معاه والتنين بقوا فى الشارع، وفوراً ابتدت الناس تتلم عليهم من باب فضول اهل البلد المعروف، والتنين كانوا واقفين لبعض ند بند السيد ماسك كرار وكرار حاضض بوز الطبنجه فجبينه، وكل واحد مستنى التاني يبدأ بكلمه عشان يبتدى النزال الغير متكافئ بالمره واللي هينتهي لصالح كرار من قبل مايبدأ اصلاً.
وفي الوكت ديه وصل حداهم عبد الصمد اللي كان جايبها جرى من الغيط بس طبعاً على كد حيله،
وبمجرد وصوله وقف جار السيد ومسك فيه كحماية ليه من كرار، وبس شاف الطبنجه فيد كرار وقف قدام السيد يفديه بروحه وفرق مابينهم، وسأل كرار بهداوة:
فيه ايه ياولدي جاي علينا هداد ليه؟
خير عميلنالك ايه احنا ولا اعترضنا طريقك ميته؟
كرار:
اني مش جاي هداد ولا عهوش هويش، اني جاي اخد مرتي بالذوق او بالعافيه وانتو اللي تحددوا الطريقه عاد.
عبد الصمد بإستغراب ممزوج بفرحه سأله وقلبه وروحه طاروا عالبيت جوا يفتشوا عليها:
هى شام جات حدانا؟
ميته جات طيب!
كرار:
معرفش ميته جات ولا عايز اعرف اني عايز اخدها من إهنه واعاود بيها، خش شوف اهل بيتك واسألهم هي قاعده وين دلوك وخليهم يدلونى عليها.
همله عبد الصمد ودخل البيت قوام عشان يشوف صحة كلام كرار، لكن دهب وبشاير نفوا ان شام جاتلهم ولا شافوها حتى!
وكرار كان واقف بره ممنوع من الدخول بسبب السيد اللي كان واقف قدامه كيف الديك الحراجى وعيغلى غلى من فوتته عالبيت بالطريقه اللي وصفهاله عمران، ونفسه يمسكه يمنتره،
لكنه سكت منعاً للفضايح وكلام الناس احسن يقولوا دخل عمل حاجه فمرته وتفكيرهم العقيم يخليهم ينسجوا قصص على مزاجهم.
وطلع عبد الصمد بعدها رد على كرار بأن شام مجاتلهمش وحلفله على إكده، ولما كرار شاف الصدق فى عيونه وفكلامه اتحرك فوراً من قدامهم قاصد بلده عشان يشوف شام يمكن عاودت للبيت.
واول مااتحرك تبعه عبد الصمد، فلفله كرار وسأله بغضب:
رايح وين انت؟
عبد الصمد:
رايح معاك ياولدي اطمن على بتي راحت وين وجات منين ومالها، اسمحلي النوبادي بس ياولدي احلفك بتراب ابوك وامك.
كرار وهو عيشاورله بالطبنجه:
عاود ياراجل انت واقعد على حيلك مفيش جى ولا روح، ولو شفتك حدا بيتي هكومك بطلقه وحده.. مشفش حد فيكم حوالين داري فاهمين.
خلص كلامه وبص للسيد ودهب وبشاير اللي كانوا عالباب واقفين وركب عربيته وطلع بيها، وهمل الكل فحيره مابين فرحتهم بأن بتهم هملت كرار وراحت مع ابو دراع وين ماراح وديه معناه انها اتحررت منه اخيراً بعد مااطمنت على بتها،وخايفين عليها احسن يعتر فيها كرار ويأذيها وهو عالأذى ميتوصاش
وقف عبد الصمد موطرحه وهو حاسس انه متكتف، فقرب عليه السيد وقاله:
اني رايح ياعمي اشوف خبر ايه واعاود.
عبد الصمد:
له ياولدي اوعاك تروح احسن الفقرى ديه يعمل فيك حاجه انت معاك عيال عايزينلك، اني اللي هروح واللي يعمله البو ديه فيا يعمله.
ردت عليه دهب بخوف:
له ولا حتى انت تروح، وهو انت اللي مفيش حد عايزك يعني؟ حدش منكم يروح ويحط يده فجحر التعبان وبعدها ينوح ويقول ليه عضني.. هملوه وشام ليها رب وطول مامع جوز بتها مفيش عليها خوف.. شام فيد أمينه صاحبها بينه وبين ربه عمار.
رد عليها السيد:
له اني هروح يامرات عمي وهتطقس من بعيد لبعيد، وبعدين داي بلدي انتي ناسيه ولا ايه؟
يعني ميقدرش يحدتني ولا يتعرضلي لو رحت.
خلص كلامه ودخل جاب جزدانه وطلع، وهو وماشي بص لبشاير بصه اخيره وابتسملها يطمنها، وبعدها توكل على الله ركب القطر قاصد بلده.
❈-❈-❈
أما كرار.. فوصل البيت وبس دخل من بوابة الجنينه وشاف ابو دراع فى الجنينه عيرعى غنماته، خد نفس عميق وزفره بغضب وراح على بيته ودفع الباب بطريقته المعتاده الخاليه من اي ادب او ذوق،
ودخل يدور عليها، ولما لقاها قدام عيونه وقف وحس انه دلوك بس نبضات قلبه الثايره استكانت، وشبك اديه ورا ضهره وسألها من بين سنانه:
كنتى وين وكيف تطلعي من البيت من غير شوري، وكيف تطلعى من البيت اصلا واني محرم عليكي الطلعه منيه؟
شام غمضت عنيها ومردتش عليه واتقلبت على جنبها وادته ضهرها، لكن ربيعه هي اللي تولت امر الرد وقالتله:
إنت مواعيش حالها واللي هي فيه واقف تحاسبها عالطلعه والفوته؟ ديه بدال ماتقولها مالك وجرالك ايه حتى كرمال سنين خدمتها ليك ولاهلك وعيالك ومليت بطونكم ولحم كتافكم اللي كله من تعب يدها؟
كرار: عقولك ايه يابت انتي، انتي تبعدي عني خالص ومتتحدتيش معاي وخصوصي لما اكون عتحدت مع امك، داي مرتي وانتي ليكيش صالح بينا، مش شدوكي امحامي للناس انتي.
ربيعه بعصبيه:
كيف مليش صالح ديه، امي داي اللي واقف تتحدت معاها وتحاسبها على طلعتها عشان كانت هتموت وراحت للحكيم، امي داي اللي معاوزنيش احاميلها واقف اتفرج عليك وانت عتشتري وتبيع فيها، أمي ولا مكانش ليك ام ومتعرفش غلاوة الام كمان؟
كرار اتنرفز وزفر بغضب وبص لشام وقالها:
شوفي هقولك كلمتين تحطيهم حلقه فودنك.. رجلك بره البيت ديه متخطيش غير فحالتين.. انك تكوني ميته ورايحه علي قبرك، او تكوني مشتهيه الموت وعايزه تنوليه على يدي.. غير إكده عيانه مرضانه دم خاشش عليكي..
بت الحرام داي او جوزها يروحو يجيبولك السم الهاري اللي تتسمميه وانتي فموطرحك. غير إكده له.
واظون اني سبق وخيرتك وعطيتك فرصه تعيشي كيف البني ادمين وانتي اللي رفضتيها،
يوبقي تكملي حياتك فبيتي وتنهيها كيف مابدأتيها.. خدامه لا ليكي قيمه ولا قانون.
خلص كلامه وطلع، وابو دراع اول ماشافه طالع من بيته جري عليه بخوف احسن يكون عمل فربيعه وامها حاجه،
وحلف فى سره لو ديه حوصول هيكون اخر يوم فعمر كرار النهارده.
وصل قباله وسأله بتحذير:
اوعاك تكون مديت يدك على وحده فيهم، عليا النعمه ياكرار اعدمك عافيتك.
كرار:
بالك ياابو دراع مش هما اللي عايزين مد اليد والربايه، اللي عايز مد اليد هو انت، انت اللي قويت شوكتهم وخليتهم عرعرو عليا،
انت اللي خليتليش قيمه حداهم واصل ولا خليت فقلوبهم ذرة خوف مني.. انت اللي عطيتك البت وجوزتهالك عشان تربيها طلقتها علي حل شعرها وخليتها تطلع تلف الدنيا لحالها، والبندر خليتها تروحه لحالها وحتى علام علمتها!
والله والله لو حد غيرك اللي اتجوزها وخلاها تعمل إكده لكنت قطعت خبره وخبرها.
ابو دراع:
اسمع ياد انت، اني مرتي تعمل اللي يحلالها واللي تعوزه رقبتي سداده ليها، وتلف الدنيا كلها على حسي مش البندر بس. تعرف ليه؛
عشان هي رباية يدي واني خابر زين رباية يدي، وكمان عشان هي بت شام اللي مفيش اشرف ولا انضف منها فبيتكم كله، شام اللي اتشرفت اني اخد بتها مش عشان هي بتك.
وبخصوص التعليم ايوه علمتها ولسه هعلمها كمان وكمان وهخليها احسن وحده في البلد كلها، وهديها عمري كمان لو عازته.
بصله كرار بصه طويله وهو مديق عنيه وبعدها قاله:
ولو قولتلك ربيعه متطلعش من البيت تاني لا لعلام ولا غيره ايه قولك؟
ابو دراع:
كلامك تبله وتشرب ميته، داي مرتي وانت ليكش اي كلمه عليها.
كرار رد عليه بغضب وبحسه العالي:
وزي ماربيعه مرتك وحدش يحقله يحكم عليها غيرك شام كمان مرتي وحدش ليه حكم عليها غيري، يعني من اليوم وطالع اشوفك طلعتها من البيت بغير اذني ولا اتصرفت أي تصرف يخصها هيكونلي معاك حديت تانى..
واظون داي الاصول ولا الاصول عتطوعها ليك انت وعايز الناس تعاملك بيها وانت متعاملش بيها غيرك؟
ابو دراع سكت هبابه ورد على كرار بهدوء وقاله:
حقك.. بس ديه لما تكون انت تعرف الاصول وتعامل بيها الناس وكتها الناس تعاملك بيها ومتتعداهاش معاك.
كرار:
قلت اللي حداي ياابو دراع، واخر حاجه هقولهالك.. طلعة شام من بيتي لاى موطرح هيكون فيها دم.. مرضانه الداكتور يجيلها في البيت إهنه ويكشف عليها، غير إكده له.. وناسها لو لمحت حد فيه على بوابة البيت هكومه موطرحه بطلقه واقول جاي يتهجم على بيتي ومهاخدش فيه يوم واحد حبس.
خلص كلامه ومشى من قدام ابو دراع بخطوات غاضبه سريعه ناحية البيت، وابو دراع همس وهو مراقبه:
الهي يتهجم بيتك ديه هجم يابووو ياللي متتحسب عالبنى آدمين واصل.
ودخل ابو دراع بعدها بيته واطمن على شام وربيعه وانهم بخير، وبعدها غير خلجاته وطلع يجيبلهم شوية طلبات للبيت من سوق البلد.
❈-❈-❈
اما كرار فدخل اوضة امه ونام على السرير وبص للسقف وهو عيفتكر لحظة ادراكه ان شام مش في البيت وإحساسه وكتها، وكيف هيقدر يتحمل إحساس الشتات ديه لو غابت عنيه خالص! ومعادش ليها وجود فبيته او حياته، وقرر ان هو مش هيسمح لديه يجرا ابداً ولا بأى شكل من الاشكال.
❈-❈-❈
أما السيد فوصل البلد، وراح طوالي نواحي بيت كرار وقعد مراقب من بعيد لبعيد ومستني اي حد من شباب البيت يطلع،
وبرق عنيه وجري بفرحه وهو واعي ابو دراع طالع من بوابة البيت، وابو دراع وقف وبصله بإستغراب وهو جاي عليه باللهفه داي كلها،
لكن بطل عجبه لما وقف السيد قباله وسأله عن شام، وبعد ماقاله ابو دراع انها في البيت حكاله السيد على مرواح كرار لبلدهم وتهجمه عليهم وكل اللي عيمله، ولما ابو دراع عرف باللي عيمله المهجوم ديه مرضيش يزيد الخوف والرعب فقلوب ام شام وابوها،
فقال للسيد انهم راحوا البندر يتفسحوا ويشتروا شوية طلبات من ورا كرار وديه اللي جن جنونه، لكن شام زينه وفأحسن حال.
وبناء عليه مشى السيد وعاود على البلد وهو حامل الطمأنينه للقلوب المتلاعه، وكمل ابو دراع على السوق وهو عيستغفر ربه عالكدب اللي معارفش روحه هيتحاسب عليه لانه كدب ولا ربنا هيغفرهوله عشان نابع من شفقته عالناس الغلابه ورحمته بقلوبهم؟
❈-❈-❈
وعاود السيد وطمن اهل شام ورجعوا لصبرهم من تانى على الفراق، واستنوا جية ربيعه يوم الجمعه كالمعتاد عشان تطمنهم عليها وعلى امها وتقضي معاهم الساعات اللي عتخليهم يحسوا بإن شام قاعده وسطهم، وشايفينها بعنيهم وهما سامعين حديت ربيعه عنها،
ونقلها لرسايلها ليهم، وزي ماوصاها قطب مرضيتش تجيبلهم سيره عن تعبها، وكل اللي نقلتهولهم إن امها بخير وأمورها تمام وانهم مبسوطين ومرتاحين مع قطب،
وديه خلاهم يرفعوا اديهم للسما ويدعوله كالعادة من قلوب ممتنه مالياها المحبه ليه.
❈-❈-❈
وعدت الايام وشام حالتها استقرت لكن متحسنتش، ماشيه عالعلاج وربيعه بطلت تخليها نحط يدها فأي حاجه من شغل البيت، والطبيخ حتى ابو دراع منعها منه وبقي هو يساعد ربيعه فيه، واحياناً كانت تعاود من مدرستها تلاقيه هو اللي طابخ ومجهز الوكل كله، وبرغم ان طبخه مكانش بنفس طعامة وكل ربيعه وشام، حتي بعد توجيهات شام ليه، الا ان ربيعه كانت تلاقي اي حاجه يعملها بيده هي احلا حاجه في الدنيا، والوكل من طبيخ طابخه لذه مابعدها لذه، وكانت دايماً تطلب منيه الفول ابو تخديعه الحاجه الوحيدة اللي محدش غيره عيعرف يعمله حتى هي وأمها، وديه لأنه كان عايش عليه وهو عاذب واتقنه.
❈-❈-❈
أما كرار فكان مكتفى بأنه عارف ان شام فبيته حتي لو مش عيشوفها او يحتك بيها، لكن كون انها فبيته مخليه مرتاح، كيف مايكون قعادها في البيت جزء من البيت او حيطه من حيطانه لو غادرته يتهد باقيه ويبقى عريان
❈-❈-❈
اما عزت فكان كل يوم لازمن يعدى على بيت ابو دراع يتطمن على شام من ساعة ماعرف انها عيانه، وكمان عشان يتبارك بوشها ويتصبح بطلتها قبل مايطلع لشغله اللي عيحسه عيمشى عال العال بعد صباحها.
أما مرته بدور فولدت من كام شهر وجابتله واد كمان، وبس عرف انه واد حمد ربه انه مجاش بت وطلع على امه فى الشكل كان احتار فيها وفجوازها!
❈-❈-❈
أما شوقيه فهي كمان بقت على وش ولاده، وكل الشواهد عتقول ان فيها واد تالت، وشيعت ولدها التاني مع اخوه عند خاله، وبكده حرمت كرار من ولاده التنين، وقلعت فصوص كبده وبعدتهم عنه وكوته ببعادهم.
وإهناك اخوها شاكر غسل دماغهم من تلا ابوهم غسيل، ومن تلا البلد وناسها والعيشه فيها وكرههم فيها خالص.
❈-❈-❈
أما ربيعه فكانت طول الفتره اللي فاتت ساكته ومراقبه كل حركه من حركات قطب ومركزه معاه اعلى تركيز، كل كلمه كل حرف كل التفاته كل خطوه، ومراقبتها ليه بالتركيز ديه مازاده الا محبه فقلبها وهي كل يوم تشوف فيه اللي يخليها تعشق تفاصيله.
وهو طول الفتره اللي فاتت كان ملاحظ تركيزها معاه، وكان بكل الطرق عيحاول انه يحافظ على كلامه وتصرفاته معاها بحيث انه ميعلقهاش بيه، وكمان خف قعادة معاهم لحاله وخف ضحكه وهزاره معاها، وبقت معاملته ليها شبه ميري.
لكن هيهات بين اللي هو عايزه واللي ربيعه عتحس بيه من تلاه.. واللي لو عرفه هيتوكد إن الفاس وقعت فى القلب، وإن كل اللي عيعمله ديه بلا فايده.
وبعد فترة السكوت داي والمراقبه من بعيد قررت ربيعه انها مش هتاخد دور المتفرجه كتير، وإن ابو دراع جوزها وحقها وهو اللي علمها إن الحق ميتسابش، والدرس هتطبقه عليه غصب عنه وتعرفه انها اتعلمته وذاكرته زين.
وفيوم وهي قاعده فبين خالتها بسيمه في الوكت اللي خابره زين إن همام معيكونش في البيت فيه طلبت منها طلب بسيمه استغربته منها قوي!
ربيعه فركت اديها فبعض بتوتر وفضلت عيونها تتحرك بسرعه وبحركة امها الموروثه اللي خلت بسيمه خالتها تقولها:
قولي اللي حداكي يابت اختي ومتخشيش شي، مالك ايه اللي جواكي وملبكك إكده وخلي عيونك زاغوا؟
ردت عليها ربيعه بخجل وإحراج شديد:
عايزه اطلب منك حاجه ياخاله بس خجلانه منك.
بسيمه: واه.. خجلانه مني كيف ديه! اخص عليكي هو اني مش زي امك ياربيعه ولا ايه؟ قولي ياغاليه يابت الغاليه عايزه ايه واني عيونى ليكي.
ربيعه: تسلم عيونك ياخاله.. والله اللي هطلبه منك اخجل اطلبه من أمي حتى، بس اني معارفاشي اقول لمين ولا اطلبه منيه.
بسيمه:
قلقتيني ياربيعه متتحدتي طوالي يابتي فيكي ايه؟
ربيعه بخجل وهي باصه للأرض:
ياخاله اني عايزه احف وشي وحواجبي.
خلصت كلامها ورفعت عيونها علي خالتها بحركه سريعه ونزلتهم تاني بخجل اكبر لما سمعتها عتضحك عليها ضحكه عاليه وبعدها رفعت بسيمه وشها بيدها وقالتلها بمحبه:
كبرتي ياربيعه وعايزه تحفى وتظهري جمالك! بدك تخلى الناس تتخَبَل عليكي وهما واعين حسنك اللي مناقصش حلا يابت شام؟
ردت عليها ربيعه بإعتراض:
له ياخاله ناس مين، ومالي ومال الناس اني، اني هعمل إكده لجوزي، مش عايزه اكون حلوه فعيون حد ولا حد يبصلى غيره، اني عايزه اكون حلوه لقطب وبس ياخاله.
ابتسمت بسيمه وهي واعيه المحبه فعيون ربيعه وهي عتتحدت عن جوزها وسألتها بحنيه:
عشقتيه ياقلب خالتك؟
ربيعه: ومين غيره اتخلق لجله العشق ياخاله؟
وسعت ابتسامة بسيمه بعد ماتوكدت ان بت اختها واقعه لشوشتها، وقربت من وشها وقالتلها:
هحفلك وشك، لكن حواجبك حرام ياحبيبتي واصلا هما حلوين ومرسومين لحالهم، هشيلك الكام شعره المبعشكين بس، وهتطلعى كيف البدر فتمامه.. بس ابو دراع هيعمل فيكي ايه بعد إكده؟
ربيعه:
ولا هيعمل حاجه ويمكن ميلحظش اي حاجه من اللي هعملها، ديه مفيش حداه احساس ياخاله جبله بارد واسقع من مية طوبه من تلاي.
بسيمه: عيتهيألك.. الراجل مهما مثل البرود جواه عيكون بركان عيغلي بس هو دايس عليه بتقله.. وابو دراع مهما مثل الزهد فيكي مستعده احلفلك انه عيتمناكي اكتر ماعتتمنيه بس هو تفكيره انه معاوزش يظلمك معاه.. بس اني هعلمك كيف تعرفيه إنه لما يحرر قلبه ويعيش معاكي كل اللي اتحرم منيه ديه هيكون اكبر عدل ليه وليكي،
اما اللي عيعمله دلوك ديه هو الظلم بعينه وهيندم عليه بعدين وعالايام اللي عيضيعها داي من عمره ومعارفش السعادة اللي فايتاه.
خلصت كلامها وابتدت تحف لربيعه وشها، وربيعه رغم الم اول نوبه الا انها كانت متماسكه ومتحمله، وكانت تصبر روحها بأن كل الوجع يهون عشان عيون قطبها.
وفي الاثناء داي استفسرت منها بسيمه على كام حاجه، وحكتلها ربيعه علي وصية امها شام ليها فى بداية جوازها، واللي بسيمه قالتلها ترميها في الترعه نصيحة امك داي وتنسيها خالص، وابتدت تديها نصايح على النقيض تماماً.
وبعد ما خلصت بسيمه من وش شام بعدت عنها وبصتلها واتبسمت وهي واعياها بلمسات بسيطه شكلها اتغير خالص وكبرت عن سنها وزاد جمالها الضعف وقالتلها:
ورحمة ابوكي يابت شام ابو دراع لو عيحبك هيوبقى كتالك النهارده عاللي صاير فوشك وعيونه مهتنزل من عليكي مهما حاول يلجمهم، واني اهه وانتى اهه.
ويوبقى يوريني عاد ابو دراع كيف هيقدر ميبصش عالتفاح الامريكاني ديه ولا كيف هيبعد عنه.. بس انتي من النهارده تعملي اللي قولتلك عليه، وتقولي لامك البوه داى وسعى مجال وخليكي حسيسه متوبقيش عزول، انتي بس قوليلها بسيمه عتقولك إكده وهي هتفهم لحالها.
وخلصت كلامها وربيعه قامت عشان تروح،
وطلعت للشارع بشكل وشها وحماره اللي يجيب التايه، واللي خلى كل اللي رايح واللي جاى واللي واقف واللي قاعد وعيتحدت مع اللي جاره قطع حديته وانتبه للقمر اللي نزل من السما وماشي وسط الناس فعز النهار ديه، ولأنهم عارفينها مرت ابو دراع الكل ابتدا يحسد فى سره اللي صبر ونال.
أما ربيعه فبس دخلت البيت وشافتها امها برقت عيونها وفتحت خشمها بصدمه عاللي بتها عيملته فوشها وجايه بيه، وأبو دراع اللي كان جوه طلع على فتحتها للباب، وأول ماشافها وقف موطرحه وبدون وعي قالها:
حرق اللي جابك يابت كرار!
يتتتبع
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الخامس والاربعون
****
أبو دراع لربيعه:
ايه اللي انتي عاملاه فحالك ديه يابت المحروق، وكيف جايه فى الطريق إكده قدام الناس كلها؟
ربيعه بإستعباط:
وه.. عيملت ايه اني؟
ابو دراع:
يعني عارفاش عميلتي ايه، عميلتي حرق اللي جابك.
قوليلي بس ايه اللي عملتيه ديه وليه ومين اللي شار عليكي بيه.. خالتك بسيمه مش إكده؟
ربيعه:
له مش هي اللي شارت عليا اني اللي قولتلها وطلبت منها، وبعدين اني معميلتش حاجه بطاله اني عميلت اللي كل الحريم عتعمله.
ابو دراع:
وهي كل الحريم لما عتعمل حاجه فوشها عيوبقي شكلها كيف شكلك إكده؟ وبعدين انتي لساكي صغيره انتي وين والحريم وعمايلها داي وين؟
اسمعي يابت انتي.. من اليوم وطالع حاجه زي داي تتعمل فوشك تاني ورب العرش ياربيعه امد يدي عليكي وادوقك قسوتي وغضبي كيف عيكونوا، وطلعه من البيت تاني مهتطلعيش غير بعد ما حوا.. وقطع الكلمه وبدلها قوام.. غير بعد ماشنبك يكبر تاني واللي حاصل فوشك ديه يختفي.
وبعدين انتي معارفاش ان الناظر والمنظور ملعونين، يعني جايه طول الطريق تجني فلعنات وديه كله على حاجه لا قبض ولا صرف، كل ديه عشان الناس تبص عليكي ويتملوا فجمالك.
ربيعه ردت عليه بنفي:
له ياقطب اني معميلتش إكده عشان الناس، ولا غرضى بصت حد ليا، اني كل اللي عميلته ديه لجوزي، ليك انت ياقطب، اني ميهمنيش حد في الدنيا غيرك، ولا يهمني اكون حلوه غير فى عيونك انت وبس..ومش عيب انى اعمل اي شي عشان اكون حلوة لجوزي اللي مليش حد في الدنيا غيره.. سامعني ياقطب لجوووزي.
كانت تعيد وتزيد فى الكلمه وتتكى عليها كيف ماتكون عتأكدهاله وتخليه يستوعبها، لكن قطب كان مع كل كلمه وشه يحمر ويزيد خجل من كلام ربيعه وجراءتها وخصوصي قدام امها، ونكس عيونه للأرض وهم يطلع من البيت وهو خجلان خجل العذراء في خدرها، لكن وقفته ربيعه وهي عتعترض طريقه وتقوله:
على وين.. خليك متطلعش هنتغدوا اني جعانه.
كانت تكلمه وعينها فعينه ومتعمده تبص فى عنيه وداى كانت اول نصيحه من بسيمه ليها، انها متخليش عيونه يحيدوا عنها، يبعد تقرب، يصد تهاجم، يودي وشه فناحيه تلف وتقف قدامه، بمعنى اصح انها تزاوله ومتخليش عيونه يشوفوا غيرها ولا تديه فرصه يغفل عنها.
واهي ابتدت تطبق اول نصيحه، واللي بفضلها حست ان قطب اتخربطت احواله من عيونه اللي بقوا يهربوا منها فكل حته، وفي الاخر زاحها من قدامها وقالها إنه شبعان مهياكلش وطلع.
أما ربيعه فبعد ماطلع قلعت ملسها وطرحتها وراحت على امها اللي عارفاها مستنيه تفسير، وقعدت جارها وابتدت تحكيلها كل اللي جرا واللى دار بينها وبين خالتها بسيمه، وفى الاخر وصلتلها رسالة خالتها.
وشام بعد ماسمعت كلام ربيعه ورسالة بسيمه ضحكت بخفه وهزت دماغها بتفهم وهي عتفكر ياترى تخليلهم الجو كيف وتروح وين وبيت ابو دراع فيهش غير أوضه وحده، وبعد تفكير قررت قرار وعزمت على تنفيذه.
أما ربيعه فقامت حضرت وكل لامها وغدتها، وجهزت بعد إكده وكل ليها ولابوا دراع، وراحت على اوضتها لبست فستان جديد اول نوبه تلبسه ،وحطت احمر خدود واحمر شفايف من اللي عطتهملها خالتها بسيمه ، وطلعت بعدها عالموطبخ خدت الوكل وطلعت بيه لابوا دراع، وبمجرد ماوعيته بصلها وانتبه لوجودها، ابتدت تقرب عليه بدلع، وابو دراع شافها ورفع حواجبه وبص بعيد وهمس:
استغفر الله العظيم يارب،طيب اقوم اخنقها داي دلوك واطلع روحها فيدي ولا اعمل فيها ايه؟
ربيعه قعدت قدامه بالوكل وقالتله وهي عتغمس اول لقمه وتمدهاله قدام خشمه:
مرضيتش اكل بلاك، يلا كل عشان اني كمان اكل، ومتزعلش مني اني والله مااقصد ايوتها حاجه عفشه، اني كل غرضي اني اكون حلوة لجلك انت وبس.
ابو دراع وهو عيتلافى منها اللقمه ويرد عليها:
واني معاوزكش تبقي حلوه لا ليا ولا لغيري ،يابت الناس انتي مناقصاشي حلا داني عخاف عليكي من شرار النفوس علي اكده تقومي تزيدي الطيب بله وتجيبي الغافل باللي عاملاه ديه؟
خلص كلامه ورمي اللقمه قدامه عالصينيه ،وربيعه لما عيمل إكده قالتله وهي عتغمسله غيرها'
طيب خلاص كل عشان خاطري واني مهزعلكش مني مره تانيه.
رد عليها وهو عيتلافي منها اللقمه مره تانيه وميكسفهلش:
يعني عرفتى غلطك ومش هتعيديه تاني؟
ربيعه وهي عتغمس لقمه وتاكلها:
له هعيده اكيد، هعيده وازيده كمان، بس كل الحكايه اني لما اكون حافه جديد مش هطلع في الشارع وهقعد في البيت لغاية ماوشي يهدا حماره.
ابو دراع برقلها ولساه هيرد عليها سمعها عتقوله:
والله ماانت قايل حاجه اني خلاص قلتلك المفيد ومفيش حديت يتقال، اني وحده متجوزه ويحقلي اللي يحق لكل وحده متجوزه.
ابو دراع بقلة حيله:
يابوي افهمي يابقره افهمي انتي اللي عتعمليه ديه ممنيهش فايده، اني غير معاملة الاب لبته مش هعاملك وانتي غير بتي مش هتكونيلي، فكني واقعدي على حيلك احسنلك.
ربيعه رفعتله حاجب واحد وحطت عينها فعينه بتحدي وإصرار وردت عليه:
له مش هكن ياقطب ولا ههدا، وحكايتك البت وابوها داي هنشوفوها هتطول لحد ميته، وهوريك انك لا انت ابوي ولا اني بتك.. اني مرتك وانت جوزي واللي مابينا هيكون زي اللي بين كل راجل ومرته، واني اهه وانت اهه وبكره تشوف.
خلصت كلامها وقامت من ع الوكل وابتدت تتمشى في الجنيه قدام ابو دراع، وكل شويه تبصله بنظره جانبيه تلاقي عينه عليها، لغاية ماخلص وكل وعلق الشاي، وشاف شباب البيت داخلين عيال سلام ومعروف فقام من قدام الدمسه وراح على ربيعه ووقف جارها وحط يده على كتفها بتملك وهو عامل روحه عيشاورلها على تفاحه طايبه فشجرة التفاح.. لكن الحقيقه انه عيحط صور حمايه حوالين ربيعه من عيون شباب البيت، ويوصلهم رساله ان داي تبع ابو دراع وممنوع البصه عليها بأي شكل، فعدوا الشباب من جارهم وغضوا بصرهم غصب عنهم عن اللي واقفه فحماية الاسد وفعرينه.
اما ربيعه ففهمت حركة ابو دراع واتوكدت انها من باب الغيره بعد ما نزل ايده قوام بمجرد مادخلوا الشباب لبيتهم،
وهم يرجع لشايه ودمسته، لكن يد شام اللي اتشعبطت فدراعه وقفته، وإبتسامتها اللي اتبسمتهاله لما بص عليها خلته مبقاش خابر هو رايح فين ولا جاي منين ولا كان رايح يعمل ايه!
ووقف قدامها دقايق تايه لولا مارد عقله فراسه من تاني وراح لشايه اللي بقى يفور ويغلى ويكب وضاع طعمه اكيد، وكل ديه بسبب العفريته اللي ابتدت تلعب عليه الاعيب لا سنها يسمحلها بيها، ولا هو سنه يتحملها، ومعارفش اخرتها مع عمايلها داي هتكون ايه، لكنه متوكد انها مش هتكون زينه بالمره وجايز تنتهي بوجع لربيعه وصدمه تتعبها لفتره وهي موهومه بالحب ومقهوره من الجفا.
خلصت ربيعه لفتها في الجنينه واكتفت زغلله فى عيون ابو دراع، وعاودت البيت تزاكرلها هبابه، وابو دراع بعد ماخلص روح هو كمان عالبيت، وقعد جار شام وسأل على صحتها، وبعد كام كلمه شام جلت حسها وقالتله:
ابو دراع عايزه اطلب منك طلب.
ابو دراع:
أؤمريني ياام ربيعه.
شام:
عايزاك تاخد من القرشينات بتوعي اللي حداك وتبنيلي اوضه في البيت إهنه اقعد فيها الشتا جاي ومينفعشي اقعد فوش فتحة السلم في الهوا اني صدري تعبان لحاله.
ابو دراع:
وليه تقعدي إهنه في الشتويه مالاوضه اهه وتدخلي من دلوك تنامي مع بتك انتي اللي قاعده اهنه مخابرش ليه؟
شام: له اني عايزه اوضه لحالي عشان اكون على راحتي فيها، بس لو مش عايز تزنقر فبيتك وتعمل اوض خلاص بلاها من حكم في ماله ماظلم.
ابو دراع بعتب:
برضك إكده ياشام ديه كلام تقوليه؟ ايه مالي ومالك والكلام الخايب ديه، وهو مالي ومالكم ايه واني وانتوا ايه مش واحد.. من بكره هجيب نقلة رمل واسمنت وطوب وهجيب بنا يقطع اوضه من البيت، شاوري بس عايزاها وين وخدوا ساتر بكره انتي وربيعه من العمال.
ردت عليه شام بفرحه:
شاله يخليك ويبارك فيك يارب، هو ديه العشم فيك اللي عمرك ماخيبته ولا مره.
ابو دراع: تقوليش إكده احنا اهل ياام ربيعه..ودلوك شاوريلي عايزه الاوضه فين؟
شام:
عايزاها فأخر البيت من غربه.
ابو دراع بإستغراب: وليه هتشوحيها بعيد إكده، بدال ماتقولي جار اوضة بتي عشان نكونوا قراب على بعض ولما اديها حسي تسمعني وتاجيني قوام؟
شام:
له اني عايزاهاش فبوز الباب، عايزلها جوه ومختصره لحالها؛ عشان اللي يدخل من باب البيت ميطلش براسه فالاوضه يشوف اللي فيها.
ابو دراع سكت وقرر يعملها اللي هي عايزاه، مع انه مش مقتنع بأسبابها وحاسس انها عتطبخ طبخه مع ربيعه بتها وهو شامم ريحتها وعارفها زين، لان داي مش أول شتويه كمان تحضرها شام فموطرحها ديه، وداي اول نوبه تشتكي من البرد!
وبالفعل تاني يوم على طول جاب المونه والعمال وابتدوا يعملوا فالاوضه، وهما يوم وكانوا مخلصينها بنا وطرطشه وتاني يوم محروها وصبوا ارضيتها وتالت يوم انضربت وش جير وكب عليها باب وكانت جاهزه.
وبمجرد ماجهزت أبو دراع اندلى البندر ونقى لشام اوضة نوم خشب معتبره، وحلف انها ماتدخل موطرحها الجديد غير على عفشه جديده ومرتبه جديده،
وشام وربيعه طاروا من الفرحه بالاوضه الجديده اللي شام مكانتش تحلم بس حلم انها تنام عليها،
وابتدوا هي وربيعه يرصوا حاجة شام في الدولاب ورتبوا كل حاجه، وقعدت شام في مملكتها الجديده، أول حاجه تتعمل عشانها ولحسابها فبيت المقاول وتكون جايه على اسمها.
ومن أول يوم شام بيتت فيه فأوضتها ابو دراع رجع ينام تانى في السقيفه موطرح شام، وعاود تاني ينام على مرتبه بعد مانوم الارض والمصطبه نعنع ضلوعه.
ومن اول يوم نام فيه في البيت وابتدت ربيعه تسن عليه اسلحتها وتتقرب منيه وتقعد جاره لنص الليل تحكى معاه، وفي الاخر تعمل انه غلبها النوم وتنام على السرير، وابو دراع يشيلها يوديها فأوضتها وينومها فسريرها ويطلع هو ينام.
ويوم بعد يوم ربيعه تتجرأ على ابو دراع اكتر وهو يصد ويتقل ومره يصدها بالقسوة ومره باللين وهي لا مأثر فيها لا قسوة ولا لين ،ولاراضيه تحل عنه مهما عيمل فيها ،وبقت لاصقه فيه كيف ضله منين مايتحرك وراه ومنين مايقعد قاعده جاره.
واخر مازهق قرر انه يرجع ينام في الجنينه مره تانيه ويبعد عن اللي شندلت احواله وخلته طول ماهو قاعد وهو ماشي صورتها وشقاوتها ودلعها قدام عنيه، وعلى كد ماعيجاهد نفسه انه يبعد عنها فيه حاجه جواه بقت دايما عايزه تقعد معاها وحابه قعدتها وحابه كل اللي عتعمله ومرتاحاله.
وابتدت تمر الايام وربيعه على نفس حالها طول النهار مع ابو دراع دلع وغزل فيه وقرب وفكل فرصه تمسك يده أو تتشعبط فى دراعه لدرجة انه بقى حاسس انها بقت جزء منه ومبقاش يقدر يتحمل لو فارقته هبابه، ويفضل يدور عليها بعنيه، لكن لسانه ابداً ماعيبوح بالشوق.
ومن بعد ماقلبه كان قافل بيبانه اتفتحت البيبان كلها وابتدا القلب الساكن يرجع للحياة من تاني ويدق للصغيره اللي برجلته برجله بمحبتها اللي بقالها شهور كل مادا تزيد متقلش.. وكل حاجه فقطب كانت عتطالبه بأنه يعيش اللي اتحرم منه طول عمره ويطاوع قلبه ومشاعره اللي بدأت تهدد بالخروج عن السيطره، مفيش بس غير ضميره اللي كل شويه يفكره بالعهد والوعد اللي وعده لممدوح، ويحذره من انه يطاوع عيله صغيره معارفاش موصلحتها فين ومع مين ولا واعيه لأفعالها.
****
ومرت شهور الصيف والشتويه جات، وغصب عن قطب عاود ينام في بيته، والنوبادي ربيعه استغلت الوضع اقصى إستغلال وكله بتوجيهات خالتها بسيمه اللي قالتلها دوسي فى القرب ومتخافيش قطب استوى ومش هياخد فيدك غلوة تانيه وهيتم مرادك وتتحصلى عليه.
اما ابو دراع فكان طول اليل عامل كيف اللي قاعد على جمر وهو مغلوب على امره مع اللي بقت تشاركه فرشته بالغصب، وحتى وهو طول الوكت مديها ضهره وابداً معيرضاش يلف ناحيتها قربها ليه وحضنتها لضهره عتخليش عينه يزورها النوم، وزي مايسمع اذان العشا يسمع اذان الفجر، ويصدق مايطلع يصلي الفجر ويقعد في الجنينه ميعاودش، لكن طول قعدته لمستها وقربها وريحتها ودفوا جسمها وانفاسها مخلين عقله واقف عن التفكير فأي شي، فحزم أمره وراح على حكيم زمانه يفضفض معاه ويشوفله حل.
واول ماحكيم شاف حاله عرف طوالي ان العشق مرمر الاربعيني ،ومين غيره يعرف شواهد العشق وحافظ تاثيره وقادر يطلع العاشق من وسط ملايين ،من مجرد بصه لعيونه اللي عيكونوا تايهين فملكوت العشق ومش مركزين مع اي حد ولا فأي حاجه.
وبعد ماخد الاعتراف الغير صريح من ابو دراع واللي كان عباره عن شكوى من تصرفات ربيعه واستنجاد بيه عشان يقوله يعمل ايه ويتصرف كيف ،اتوكد من ظنونه ،واتبسم وهو عيطبطب علي يد ابو دراع بشفقه ويقوله:
اوعاك تضيع فرصه ربنا بعتهالك ياابو دراع ،اوعاك تضيع ربيع جايلك ينعش ايامك الباقيه ،اياك تضيع قلب عيحبك كل الحب ديه ،اياك تخذله ياابو دراع لا قلبك هيرتاح ولا ربك هيسامحك ،وكسرة القلوب اللي فيدنا جبرها ومجبرناهاش هنتسألوا عليها.
ابو دراع بحيره:
قصدك ايه ياشيخ؟
حكيم مسك يد ابو دراع ورفعها حطهاله علي صدره فوق قلبه وقاله:
قصدي استفتي ديه ياراجل ياطيب وشوف هيقولك ايه وتبعه..ماخاف من استشار وما اصدق من القلب ليُستشار ؟
اتنهد ابو دراع وهز دماغه لحكيم بتفهم ،وقام روح وهو حاسس بحيره اكبر من اللي راح بيها ،بعد مااتصدم بحكيم اللي عيأيد عمايل ربيعه وهو اللي كان فاكره هياجي فصفه ويقويه عالبعد ويعلمه كيف يقاوم!
****
أما كرار فبعد ولادة مرته شوقيه لولده التالت وبعدها التام عنه وانشغالها بنفسها وبمولودها وبس،
وهو بقى مهمل من الكل لا حد يهتم بيه ولا يشوف طلباته، وحريم اخواته شالوا يدهم منه من ساعة مابطل يصرف عالبيت كله وكل واحد عزل علي حاله بأمر من شوقيه،
وبقي يهاتي ساعه على كباية شاي ولا لقمة ياكلها وشوقيه تعمل ودن من طين وودن من عجين،
عرف قيمة شام اللي كانت واقفاله وقافي وفضلت واقفه لامه وشالتها فمرضها ولاخر لحظه فعمرها، برغم كل اللي عيملته فيها.
وفهم متأخر انه ضيع سنده وذخر الزمن ونفعه فأصعب ايامه، وخصوصي من بعد اولاده اللي بقي محروم شوفتهم وبقي يتحنس على القعده جارهم واتحرم محبتهم، وحسهم بقوا جافيين عليه وقلوبهم كيف الحجاره من تلاه او اشد قسوة ومعارفش ايه السبب وهو عمره ماادالهم غير كل حب وحنان وعطف.
وقرر انه ياخد بعضه ويسافرلهم ويقعد معاهم ويشوف حل لحالهم اللي بقي لا يسر عدوا ولا حبيب ومخليه طول الوقت حاسس ان حته من روحه فارقته وسكنت الغربه ورجوعها ليه بقى شبه مستحيل.
وبالفعل شد الرحال على البلد اللي خدت منيه الحبايب، وبس هو همل البيت ومشى شام لقتها الفرصه المناسبه، وقررت انها تروح تبيت طول مدة سفره فأوضة ستها عديله،
اول هام عشان تخلى الجو لربيعه وقطب يمكن يكون وجودها هو اللي مكتفه ومخليهش ياخد خطوة ناحية ربيعه،
وتاني هام عشان هي فعلا متوحشه القعدة فاوصة ستها عديله اللي كل ذكرياتها معاها فيها.
وبس هملت البيت قطب حس بناقوس الخطر عيدق فوق دماغه وهو داخل البيت وشايف ربيعه متزوقه على سنجة عشره ولابسه اللي خلاه وقف موطرحه معارفش يخش لجوه ولا يطلع لبره تاني ولا يتصرف كيف فالروبه اللي على راسه داي، وبس هم يطلع جريت ربيعه عالباب ووقفت وراه وسندت عليه بضهرها وبكل تصميم قالتله:
شوف ياقطب طلوع من إهنه مش هتطلع وهروب مش هتهروب، اني عميلتلك اللالي في الكام شهر اللي فاتو وانت عامل كيف حجر الرحايه معتقابلش محبتي غير بالطحن وكل مااقربلك تهرس خاطري هرس. والنهارده خلاص ياقطب هتتمم جوازك مني يعني هتتممه.
قطب استجمع كل قوته ورد عليها وهو مش قادر يمنع عيونه من انهم يتأملوا فالجمال اللي قدامه ديه واللي يخطف القلب قبل العين:
اسمعيني ياربيعه ومتتهوسيش، يابت الناس، يابتي ياحبيبتي، اني منفعش اكون جوزك ولا انتي تنفعيلي مره، واصلاً اني عاطى وعد مقدرشي اخلفه.
ردت عليه ربيعه وهي عتقربله بخطوات هاديه ودلع:
الوعد اللي وعدته ديه باطل، عشان وعدت بالنيابه عن غيرك، وبالنسبه لانك متنفعش تكون جوزي فداي حاجه مش من حقك تقررها عني،
ودلوك تعالا معاي عاوزاك، قالتها ومسكت يده وجرته ودخلت بيه علي جوه.
رد عليها ابو دراع وهو مستسلم ليها وماشي وراها وعيمطق فريقه اللي يبس وبقى كيف الصحرا من التوتر والخوف والموقف اللي حاسس انه مش كده ووصل فيه لمرحله مقادرش يرفض اي تصرف ربيعه هتتصرفه ولا كلام عتقوله، ولحد ماوقفت بيه قدام الحمام وقالتله:
خش مجهزالك الميه الحاميه، هروح اجيبلك غيار واجي، همل الباب مفتوح عشان هدخل امرشلك ضهرك.
خلصت كلامها ومشت من قدام قطب وهملته عقله واقف عن التفكير ومش عارف يعمل ايه؟
وشي عيقوله اجري واهروب قبل ماتعاود، وشي عيقوله اوعاك تهروب من السعادة،
ديه من جاه الفرح ورده جاه الزمان وهده، وبعد صراع وحيره بين الرفض والقبول،
عقلها وتوكل ودخل الحمام، ودقايق وكانت ربيعه جاياله بالغيار، وابتدا اول يوم في القرب، اللي بدأ بمرشة ضهر وانتهى بيهم مع بعض فالأوضه متممين جوازهم،
وربيعه طول الوكت مكانتش مصدقه اللهفه اللي كانت شايفاها من ابو دراع ولا قادره تستوعب حالته وهو عامل كيف طفل صغير كان محروم من الحنان وماصدق لقاه، وكيف مايكون سقط عنيه توب القوة اللي كان لابسه مع سقوط خلجاته عنه، وبقى مع ربيعه فحالة ضعف واحتياج مكانتش تتخيل أن ابو دراع يكون جواه ربعها حتي، وبرغم فرق السن الا انها فالساعة داي حست انها هي اللي امه وهو ولدها اللي عيطالبها فكل نظره وهمسه ولمسه انها تفضل معاه ومتهملهوش تاني واصل. وبرغم سكوته وعدم كلامه الا ان عيونه باحت بكل اللي جواه واكتر ،وقالوا اللي اللسان مقدرش يقوله
❈-❈-❈
وعدت ساعات الليل وصبح الصبح
أبو دراع صحي قبلها واتعدل علي حيله ،وفضل باصصلها بغضب الكون كله،كيف مايكون كان مغيب وصحي علي حاله دلوك، واول ما ابتدت هي كمان تصحي وفتحت عيونهل وبصتله دور وشه عنها وبنبرة تحمل كل انواع اللوم والعتاب والندم قالها:
ليه تعملي إكده ياربيعه ليه.. ليه تخلينا نوقعو في المحظور، يعني عاجبك اللي حوصول ديه يابت الناس، عاجبك اللي جرالك بسبب جلعك الماصخ؟
ردت عليه بكل دلع وهي عتزيح الغطا من عليها وتتمطع بدلال:
إيوه عاجبني، وعاجبني قوي كمان، وكان عاجبك انت كمان عشيه ولساه عاجبك لدلوك بس عتكابر وتقاوح، شفتها فعينك وحسيتها فأنفاسك، كنت راغبني بكل جوارحك ومش مصدق حالك اني بين اديك.. حالتك كانت حاله وماصدقت ان اني خدت الخطوه اللي انت مقادرشي تاخدها بقالك سنين. كنت بس تبص وتتمني ومعندكش اي جراءه، مع ان ابو دراع عمره ماكان جبان ولا حد فيوم شاف خوفه وتردده- الا اني- بس اللي شفتهم وشفت منك اللي محدش شافه، وعرفت اللي جواك واللي ماحد عرفه ولا قرب منه غيري.. وأوعاك تحملني غلط اللي حوصول لحالي، عشان انت كمان كانت ليك الغيه اكتر مني.
ابو دراع رد عليها بقلة حيله:
بقالك شهر بحالو عتتحنجلي حواليا وتاجي فرشتي فنص الليل وتنامي جاري ولاصقه فيا كيف جلدي، وتلبسي وتغيري وتبدلي وقدام عيني، وتتدلعي وتتقصعي واني قاومتك وصديتك على كد مااقدر بس في الاخر كنتيلي كيف حوا اللي وسوست لادم ووقعته في المحظور وطلعته من الجنه، واني واحد خطى الاربعين من غير مااقرب ناحية مره ولا مره تقرب مني وغصب عني ضعفت.
ردت عليه بكل دلع ودلال:
بذمتك اللي كنت فيها كانت جنه؟ واللي كنا فيها انا وانت عشيه كانت ايه عاد ياقطب؟
قالتها وغمزتله خلت الكلام مات علي شفايفه وبلع ريقه وهو عيتطلع لعيونها الوساع اللي عمرهم مافشلو انهم يخربطو احواله بس يتطلعلهم، وهي كملت بجديه لما لقته اتراجع:
قطب..مسمعش منيك كلمة وقعنا في المحظور داي مره تانيه عشان انت مش مرافقني ولا اني وحده جيالك من الشارع، اني مرتك وحلالك وانت حلالي، ومن اليوم وطالع هنعيشو كيف اي راجل ومرتو، في النهار تاخدنا مشاغل الدنيا ويفرقنا السعي عالمعايش، بس في الليل تجمعنا فرشه وحده وموطرح واحد وكل واحد فينا يرمي تعب يومه على صدر التاني ويشكيله اللي مكدر قلبه ومعكر صفو باله سامعني.. وكملت بدلع
ودلوك.. اني كنت عروسه عشيه والنهارده صباحيتي، وعايزه افطور فطور عرايس، هاه قولي استاهل افطور حاجه زينه ولا مستاهلش؟
اتنهد ابو دراع وابتسم ابتسامه مقدرش ابدا يداريها مهما حاول، وبرغم انه مردش عليها وقام طوالي دخل الحمام الا انه رد عليها في سره وقالها:
كيف ماتستاهليش ياغزالة البراري انتي، وان مكنتيش انتي تستاهلي الحلو والزين كلو اللي في الدنيا امال مين اللي يستاهل عاد؟
خلص سبوحه وطلع من الحمام وهو عيلبس خلجاته ووقف قصادها وهو شايفها حطت راسها تاني عالمخده وغفيت، فقرب منها وقعد جارها بهداوة ومد يده شال خصلات شعرها من علي وشها وقرب منها طبع بوسه حانيه فوق خدها وهمسلها جار ودنها بنبرة صوته اللي عتعشقها..
خربطتي حال العابد الناسك وغويتيه بتفاح خدودك ياحوا جات لآدم فآخر عمره وعلمته الغوايه، وقدرت عليه وعملت اللي رجاله بشنبات مقدرتش تعمله، غلبتيني وغلبتيني، وطلعتي ضعفي اللي كان مدفون وماحدش عمره شافه ولا عرف بيه..اااخ منك اااخ يافرح جاي للقلب فآخر خريفه.
خلص كلامه وقام فتح جذدانه وخد فلوس، وطلع راح عالسوق وجابلها كل حاجه عارف انها عتحبها وجابلها فطور يليق بأحسن عروسه في الدنيا، فطور يليق بعروسة ابو دراع ومرته وأول فرحته، واللي على يدها داق طعم السعادة وعرف طريق النعيم.
اما هي فمن بعد مامشى واتوكدت انه راح من قفلة الباب اللي سمعتها، فتحت عنيها بشويش وضحكت بفرحه وهي عتفتكر منظره عشيه وهو دايب فيها وطاير من السعاده فحضنها، مع انه لاخر لحظه كان يقاوم وخايف ينقض العهد،
بس من جواه كان عيهمسلها زيديني محبه وقرب، واياكي تسمعي كلامي وتبعدي،
وهى سمعت صوت قلبه ونفذت اوامره اللي جات على مرامها، أما لسانه واللي عيقوله فماداتهوش اي اهتمام، لانها عارفه انه كداب، والكدابين مابيتاخدش حكيهم بعين الاعتبار،
وادي لسانه اعترف من شويه باللي كان عيداريه عشيه وكل شي انكشف على عينك يامُحب.
بقلم ريناد يوسف
يتتتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا