رواية نفق الجحيم (الجزء الثاني) الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم ريناد يوسف كاملة
رواية نفق الجحيم (الجزء الثاني) الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم ريناد يوسف كاملة
نفق الجحيم الجزء الثاني
الفصل الحادى عشر
راحت شام على اوضة شوقيه وابتدت تنضف فيها وترتب، وشوقيه كانت واقفالها بالمرصاد، وطول الوكت عيونها عتاكل فيها وكل، وفرزتها من ساسها لراسها، وابتدت تجز على سنانها وهي شايفه كل الحسن اتجمع واتعجنت بيه شام عجن ومفهاش غلطه!
واتوكدت إن كرار حتماً ولابد ماهييجي يوم ويشتهيها ويروحلها، وخصوصي انها حلاله، وإن معركتها معاها هتكون صعبه قوي، وعشان تبعد كرار عنها وتبعدها عنه هتبذل جهد واعر قوي، والمعركه هتوبقي شرسه لابعد حد.
لكنها همست لنفسها إنها كدها وهبابه كمان.
❈-❈-❈
عند كرار في الشغل
كرار:
وقف ياكرار اني اللي هركب اللودر من اليوم وطالع.
سلام بإعتراض:
-اللوادر الاربعه متقسمين اني ومعروف تنين، وصفوت وعزت تنين، لو عايز تركب لودر خد واحد من اللي راكبينهم خواتك.
كرار بإعتراض:
-وتفرق ايه اللي واحد من خواتي ولا واحد منك او من معروف مادام في الاخر الفلوس كلها عتتحط علي بعضها؟!
سلام:
ومادام الفلوس عتتحط علي بعضها ليه الاتركب لودر؟ متركب حفاره ولا جرافه!
كرار:
-والله اني عرتاح لسواقة اللودر اكتر من ايوتها حاجه تانيه من المعدات.
سلام:
له وانت الصادق إنت عترتاح للي عيجيبه اللودر عشان شغله كتير وعيتحاسب بالساعه وفلوسه زينه.
كرار:
والله مادام ديه رأيك يوبقي إنت راكب اللودر عشان إكده.
سلام:
ايوه راكبه عشان إكده واللي عيزمر معيغطيش دقنه، وهي لافيها خوف ولا حيا، وبعدين كيف مااحنا راكبين لودرين انتوا راكبين لودرين مقسمه لحالها يعني.
كرار بعد كلام سلام سكت ومتكلمش، واتوكد إن فعلا كلام شوقيه صوح، وان الميه عتسير من تحته ومهواش حاسس، والكل ابتدا يحوز لروحه ويحط فجيبه وهو قاعد، وفاكر إن اللي عيتعمل عيتحط على بعضه وكله في البيت كيف حال لاول ايام ابوه!
مشى سلام بعد ماخلص كلامه مع كرار وركب اللودر بتاعه وطلع بيه،
وكرار فضل واقف موطرحه شويه يشوف هيعمل ايه وهيتصرف كيف، وفى الاخر ركب جرافه وطلع بيها عالمكان اللي وصفهوله صفوت اخوه وهما طالعين، وقاله إن فيه شغل مطلوب هناك بالجرافه وأول شي قرر يعمله لما يعاود البيت إنه هيتحدت مع عمه بخصوص الموضوع ديه.
❈-❈-❈
حد عبد الصمد فى بيته
دهب:
عبصمد اني هاخد بشاير وهنندلو البندر عشان ابتدي اجيبلها في جهازها وحده وحده وعلى ماياجي معاد الجواز نكونوا مخلصين كل حاجه ومفيش حاجه ورانا.
عبد الصمد:ومالوا خديها وروحوا، والفلوس اهي معاكي واشتريلها كل اللي نفسها فيه وفرحيها، اني شايف إنها راضيه بالجوازه ومرتاحه وحاسس إن ربنا هيكرمها دوناً عن خياتها اللي حظهم مرمر عيشتهم.
دهب بصت لبشاير وشافتها عتحلب في البقره ومبتسمه ابتسامه خفيفه وملامحها مرتاحه، وفعلا بشاير أول وحده من بين خياتها تكون مرتاحه فجوازتها، فدعتلها دهب فى سرها ربنا يكمل فرحتها على خير وتكون مستنياها ايام حلوه.
دقايق عدت من السكوت وانتبه عبد الصمد ودهب وحتى بشاير لصوت خبطات عالباب، وبعدها سمعوا الحس اللي خلى بشاير اتلغفنت وهي عتحلب وحاولت تعدل قعدتها واتخربطت احوالها لدرجة إنها بدأت تحلب بعيد عن الماجور!
السيد:
-يااهل الدار، صاحيين ولا اعاود بلدنا واجي وكت ماتصحوا؟
اتبسم عبد الصمد ودهب كمان وقام عبد الصمد يفتح الباب، وبمجرد مافتح الباب وشاف السيد قاله بضحكه:
وه، يابوي بايت تحلم بينا ولا ايه، ايه جايبك من غبشة الصبح بدري إكده قبل حتى الزرزور مايصحى من نومه؟
السيد رد عليه وهو عيمد دماغه جوا البيت ويلولج جواه:
هو ياعم لو على الاحلام والله انتوا مابقيتوا تفارقوا احلامي لا ليل ولا نهار، ولو عالجيه بدري فاني قاصد اجي الحقك قبل ماتروح الغيط؛ عشان اخد معاك اليوم من اوله واساعدك في العزيق.
عبد الصمد:
ياولدي مينفعشي كل يوم والتاني مهمل شغلك وجايني، وكل عيشك هيتقطع إكده!
السيد:
-له متخافش اني عستأذن من حكيم واد الشيخ وهو اول مايعرف اني جاي اساعدك عيسمحلي طوالي وعيمشيلي يوميتي كمان.
عبد الصمد رد عليه وهو عيوسعله الطريق يدخل:
والله يشكر الاصيل واد الاصول، وتشكر إنت كمان ياسيد.. طيب ادخل نفطروا لاول قبل مانروحوا الغيط الا تلاقيك لسه مافطرت.
السيد وهو عيدخل البيت بفرحه:
-والله ياعم لما عكون جايكم عشبع من الفرحه كني واكل خروف ومتربع فبطني.
خلص جملته ووقف والضحكه شقت خشمه وهو واعيها قاعده تحت البقره وعتحلب، ووشها أوحمر كيف حبة الطماطم الطايبه على عرشها، ومبتسمه وعيونها اتعلقوا بيه، فقال بعلوا حسه عشان تسمعه وهي بعيد مع دهب امها:
إصباح الخير عليكم، الله يعطي العافيه للناس الحركه النشيطه اللي قايمه تشوف اللي وراها من الصبح البدري.
ردت عليه دهب الصباح،
وبشاير بس اتبسمت ورجعت بصت للماجور اللي بين رجلها وركزت في الحلب وكملت وقامت تجهز مع امها الفطور، ولأول مره تجمعها مع السيد طبليه وحده ويقعدوا ياكلوا مع بعض، وطول الوكت بشاير من اللخمه اللي ملخوماها الوكل كذا مره يقع من يدها على هدومها، وديه يزود إحراجها قدام السيد، وفي الاخر قامت من ع الوكل خالص عشان تخلص من الموقف البايخ ديه،
والسيد أول ماقامت ضحك عليها بدون صوت، وقلبه كان طاير من الفرحه ببشاير الخير؛ اللي ربنا قسمهاله، وعمال يحمد ربه طول الوكت عليها وهو واعي حسنها وجمالها وخجلها اللي زايدها حلا ومخليه عايز ياكلها وكل.
❈-❈-❈
اما حدا همام في المستشفي
خبط الباب بتاع الاوضه ورد همام، وكان حكيم اللي عالباب، وسمحله همام بالدخول فدخل وبص لهمام وابتسمله بعد ماصبح عليهم، وراح علي همام وقف جنبه وقاله:
-كيفك اليوم يابطل، اني جايلك بخبر زين قوي، الداكتور طمني عليك وقال إنه هيفكلك جبس اديك النهارده، وكمان قال أنك تقدر تروح بيتكم تكمل علاجك فيه لغاية ميعاد فك الجبس عن رجلك.
همام سمع كلام حكيم وبدال مايفرح بص لأديه المجبسين وغمض عنيه بالم وهو عيهمس لروحه:
-يعني خلاص الحجه اللي كانت عتقربها مني وتخليها تقعد جاري هبابه معادش ليها وجود؟ يعني خلاص هتحطلي الحاجه جاري وتقولي اتلافي وحدك وامسك باديك، ولا هشم ريحتها ولا تسندني على دراعها وتقربني ليها مره تانيه؟
حكيم مكانش فاهم حالة الحزن اللي سيطرت علي همام مره وحده، وفسرها على إنه مقهور على حاله، لانه طلع من بيتهم على رجليه ومعاودله طريح الفراش، فقعد جاره وابتدا يخفف عنه ويوصفله فجزاة الصبر على الإبتلائات، وإن ربنا مش عيعمل شي الا لحكمه يعلمها وحده،
وبرغم إن همام ميعرفش ايه الحكمه من ورا أنه يتشل وهو في العمر ديه، الا إنه حمد ربه على كل شي، وبص لبسيمه واتبسم واحتسب إن أجره علي مرضه هما شوية القرب اللي قربتهم منه واللي لولا تعبه مكانش يحلم بيهم منها، وحتي لو بغرض الشفقه هو راضي.
وفعلا جه الدكتور وخد همام على أوضة فك الجبس وراح معاه حكيم واخوه عزام وفكوله جبس اديه، ورجع همام على اوضته متحرر من قيود الجبس، لكنه اتقيد بسلاسل البعد اللي خلت اديه مغلوله ومهيقدروش يلمسوا توب بسيمه لمس حتى من إهنه ورايح.
❈-❈-❈
عند بيت المقاول
عديله:
ياشام متخافيش إكده دول هبابة صخانه ويروحوا لحالهم، قومي بس انتي هاتيلها لمونه دعكيها بيها وهي تروق وتوبقي زينه.
شام بخوف علي بتها اللي كد الكف وسخنه زي النار بين اديها:
ياستي لمونة ايه بس اللي هتنفع في السخونه داي؟دي البت كيف الجمره!
عديله :
اسمعي بس انتي حديتي وهتشوفي بعد ماتعملي اللي قولتلك عليه بهبابه إنها هتوبقى مليحه ومابيها الا العافيه.
فقامت شام مغلوبه على امرها تعمل الحاجه الوحيده اللي فيدها، وطلعت للجنينه تجيب لمونه من اقرب شجره عليها.
ووصلت اول شجره وابتدت تهزها عشان تنزل لمون، ولما مقدرتش ابتدت تشب تحاول تطول اي لمونه، وابو دراع من بعيد شاف محاولاتها الفاشله، فساب غنماته وجه عليها، ووقف جارها ومد يده واتلافالها الليمون بمنتهي السهوله ومدهولها وهو بيقول:
كنتي بعتي مندوح بدال ماجايه بروحك واني كنت هديه اللي انتي عايزاه.
ردت عليه شام وهي عتاخد من يده اللمون بلهوجه:
مندوح مقاعدشي والبت عيانه ومقدرش اصبر عليها.. خلصت جملتها وجريت ناحية البيت وهو سألها بقلق:
عيانه مالها كفاله الشر؟
ردت عليه شام بحس عالي عشان يسمعه:
سخنه قوي وغاديه كيف جمرة النار ياحبة عيني.
خلصت جملتها وكانت وصلت لباب البيت فدخلت، وفضل أبو دراع واقف موطرحه، وقلبه نغزه على حالها وخوفها علي بتها؛ اللي حاسس إنها من ساعة ماجات خففت عنها كتير، وشغلت وكتها وصبرتها عاللي هي فيه،
وخاف احسن تروح منها ويروح معاها صبرها، والحاجه الوحيده الحلوه اللي عايناها عالايام واللي فيها وظلم البشر.
وراح على غنماته دخلهم الحوش بتاعهم وقفل عليهم ورجع يشوف اللي مستنيه من شغل ومشقه في الجنينه.
❈-❈-❈
خلص عزت شغله علي اللودر وعاود بدري عن الرجاله، عاود اول واحد فيهم، ودخل البيت وقعد يرتاح،
وفي الاثناء داي بدور استغلت قعدته لحاله وفضلت رايحه جايه قدامه بدلع، وكل همها تلفت نظره ليها ويناغشها بكلمه حلوه، ولا يتكلم معاها عن فرحهم اللي قرب، او يقولها اي شي.
لكنه طول الوكت كان باصص بعيد عنها، ولما تتعمد إنها تعلي حسها عشان يبصلها كان يغمض عنيه ويجز علي سنانه كأنه سمع صفارة انذار بغاره مش حس خطيبته اللي خلاص مفاضلش كتير ويتجوزو.
وعزت لما شاف إن بدور زودتها زعق فيها بعلو حسه وقالها:
-ماتقعدي علي حيلك خيلتيني راحه جايه قدامي تتنططي كيف النسناس إكده ماااالك فيكي ايه؟
غوري شوفيلك سجره اقعدي فوقيها وكني جاكي الحزن.
بدور وقفت وبصتله بزعل ولسه هتعاتبه وتحط يدها فوسطها وتاخد وضع الهجوم لكنها اتراجعت وهي واعياه عيميل بسرعه ويقلع الشبشب من رجله، وطبعاً مش محتاجه ذكاء عشان تعرف هو هيعمل بيه أيه والشبشب هيستقر فين.
دخلت بدور المطبخ تجري واتعنقلت فأمها عدويه اللي كانت قاعد في الموطبخ وعتغربل الغله، وقعدت جارها قوام وهي عتقولها:
دسيني يمه دسيني عزت هيمواتني.
عدويه بأستغراب:
هيمواتك ليه عيملتيله ايه ياقزينه؟
بدور: والله يمه ماعميلت حاجه، اني كنت رايحه وجايه في البيت لحالي وهو عينه عليا منزلهاشي، ومره وحده لاقيته عيقولي اقعديلك على جنب وبطلي روح وجاي قدامي وقام على حيله عايز يضروبني.
عدويه ضحكت بعد ماسمعت حديت بدور وردت عليها بعد مارجعت لغربيل الغله مره تانيه وقالتلها:
معذور يابنيتي، ديه من غيظه عشان مزغلله عنيه وراحه جايه قدامه ومقادرشي يطولك، فتلاقيه عيطلع شوقه ليكي قسوة عليكي، وانتي كمان خفي عليه يابدور وبطلي كيد فيه وروح وجي قباله،
خلاص كلها شهرين وتتجوزوا وتوبقي علي ذمته ويوبقي حلالك استري علي روحك وعلى الوِليِد.
الحريم اللي في الموطبخ كلهم اول ماسمعوا حديت عدويه بصوا لبعض وضحكو ضحكه مكتومه وداروا خشومهم باطراف طرحهم، عشان ضحكهم ميبانش، وحتي ورده اخت بدور ضحكت معاهم ودرات ضحكتها، وحوريه لما شافتهم عيضحكوا اتبسمت علي ضحكهم وشاورتلهم عشان يسكتوا،
وهما بعد ماخدوا الضحكه سكتوا ورجعوا كل وحده لشغلها اللي فيدها مره تانيه.
اما بدور فسمعت حديت امها وابتسمت ومسكت طرف جديلتها وابتدت تضفر فيها وردت علي امها بدلع:
إيوه إيوه يمه، حتي اني قلت إكده برضك، اصله كان عيبصلي قوي وعينه كانت عتاكلني وكل.
ردت عليها امها بتأييد:
إيوه يابنيتي مش عقولك.
بدور: عيحبني قوي يمه وحتي لو مقالش اني خابره لحالي، واد عمي عاد وعيتدلع علي بت عمه ولازمن اتحمله، وبعدين ضرب الحبيب كيف وكل الزبيب حلو ومعيوجعش مهما كان واعر.
كانت عتتحدت وعينها على شام اللي مكفيه عالكانون وعتعمل فى كراويه لبتها ومش معاها واصل.
وطلعت من الموطبخ بكنكة الكراويه وهي مهمومه وواخده الكل فوشها ومبصاش لحد كيف ماتكون مشايفاش حد حواليها.
وبمجرد طلوعها من الموطبخ، عزت اتعدل فقعدته وعيونه التنين جريوا وحضنوها بشوق، وفوراَ ابتسامه عريضه غزت شفايفه، وفضل متابعها لغاية مادخلت أوضة سته عديله وقفلت الباب وراها، وكل ديه هي مرفعتش عينها عليه ولا خدت بالها من وجوده اصلا.
لكن اللي خدت بالها ليه ولحالته وللعشق والعطش اللي فاضوا من عيونه وهو باصصلها.. هي شوقيه مرت كرار، اللي كانت واقفه علي باب اوضتها ومسنوده عليه ومربعه اديها وعتراقب الوضع، ونفخت لبانتها وطرقعتها بصوت عالي خلت عزت انتبه لوجودها، وهي اتبسمتله بخبث كيف ماتكون عتقوله اني عرفت الفوله وكيالها كمان.
واتحركت بعدها شوقيه عالموطبخ وهي حاسه بأول انتصار ليها، وأنها وصلت لنقطه هتخدمها فاللي جاي، وعرفت إن البيت ديه مليان أسرار هتخليها تلعب بأهله لعب.
وبدأت اللعب بكرار، وتاني اللعب مع ضرتها وسلفها، ولسه حاسه إن اللي جاى احلا، وانها هتطير سكان البيت ديه من حواليها كيف ورق الشجر الناشف اللي عتاخده الريح فوشها بمنهي السهوله.
دخلت شام الاوضه وحطت كنكة الكراويه جار السرير، وخدت بتها من ستها عديله، ضمتها لصدرها وميلت عليها وجستها بخدها وشهقت وهي عتبص لستها وتقولها:
ياستي البت كل مالها وحرارتها تعلى اكتر واكتر، ياستي هي مالها بس؟
أمانه يارب متاخدها مني بعد معطيتهاني وفرحتني بيها، رضيت بالظلم ورضيت بالذل ورضيت بالاهانه وهصبر على كل اللي جاي بس عشانها هي، لو خدتها مني توبقى خدت مني كل الصبر ومهتحملشى وإنت خابر، يارب ماتكلف نفسي بالفراق اكتر من وسعها، بزياده فارقت عشقي وفارقت اهلي وفارقت بلدي وفارقت الدنيا كلها،
خليلي بتي يارب ومش عايزه من الدنيا حاجه تانيه، خليني بس اشمها كل يوم واشوفها قدامي وخلى البشر تظلم فيا وتطغى ميعملش حاجه طول مامعاي دوا روحي.
بصتلها عديله واتصعبت على حالها وهي ماسكه بتها كنها ماسكه روحها فيدها وعتناجي ربها مياخدهاش منها.
فقامت عديله اتوضت وصلت الفرض اللي عليها ودعت لشام كتير وهي قاعده، ودعت لبتها ان ربنا يحفظهالها ويسيبهالها تفتح عينها عليها وتعيش عشانها وتتصبر بيها عالمر اللي هي فيه.
معداش وكت كتير وابو دراع كان واقف قدام الباب عينادم على سته عديله بعلوا حسه:
ستي عديله، ستي.. واياستي.
طلعتله عديله وردت عليه:
-إيوه ياابو دراع، إيوه ياولدي جيتك اهه.
وصلت حداه ومدلها قرطاس ورق وقالها:
اتلافى مني ياستي ديه دوا شرب لبت كرار اندليت البندر ورحت المستشفي وقلتلهم اني معاي بت في البيت مصخنه، سألوني عن عمرها قولتلهم وعطوني الدوا ديه.
تاخد من القزازتين معلقه صغيره كل يوم ٣ مرات بعد الرضاعه وامها تقسمهم صبح وضهر وليل وفى المواعيد هي هي.
عديله مدت يدها بفرحه وخدت القرطاس منيه وابتدت تدعيله بالصحه والستر، لكن قطع دعواتها حس عزت اللي كان واقف وراها وهو عيقوله:
-وإن بأيوتها صفه تعالج عيالنا ياخدام انت وتجيبلهم علاج ودوا؟
مين اللي قالك روح هات علاج ومين أمرك، ولا عتتصرف وتجَوِد من حالك؟
بصله ابو دراع بنص عينه ومردش عليه ورجع يأكد على سته عديله.. ٣ مرات بعد الرضاعه ياستي وفنفس المواعيد اكدى على شام.
هو نطق اسم شام من إهنه وعزت ركبته العفاريت الزرق، وهب فيه بعلوا حسه:
-شام فعينك ياقليل الحيا، مفيش ام ربيعه ولا مرت كرار، شام إكده حاف، والله عال والله، والله وجه الوكت اللي الخدامين ترفع فيه التكليف وتنطوق اسم اسيادها حاف إكده من غير القاب!
أبو دراع لف وكان هيمشي ويهمله، لكنه بص شاف بدور واقفه علي باب الموطبخ وشايفه وسامعه، فقرر انه يعلم عزت الادب قدامها كيف مااتهان قدامها،
وبحركه سريعه مسك عزت واداه روسيه جامده خلاه فقد التوازن وقاله بحسه العالي:
-اني لو لقيت فيكم راجل راح جاب دوا للمسكينه اني لاكنت رحت ولا جيت، بس متبقوشي حرييم وتتحدتوا عالمرجله، وإنت بالذات ياعويل مافي حد قليل ربايه غيرك، عشان اللي يعيل بحد من غير مايعمله حاجه يكون هو اللي ناقص ربايه، وإنت معلتش بأيوتها حد انت علت بأبو دراع،
وأبو دراع الغلطه فحقه بفوره.
خلص كلامه ونزل فوق دماغ عزت بقبضة ايده خلاه وقع في الارض محطش منطق، وجات عليه بدور تجري وهي عتصرخ وعلى حسها اتجمعوا كل حريم البيت، وقعدت جار عزت في الارض وفضلت تهز فيه، وبصت لابو دراع وبعلوا حسها قالتله: - عتضربه ليه شالله تنضرب فيدك يابعيد، كدك هو عشان تصب عليه قوتك الهي ربنا يجردك من قوتك وتقعد طريح فرشتك لا حول ليك ولا قوة.
بدور نطقت الكلام ديه وابو دراع اتلقاه من خشمها كيف مايكون اتلقى عشرات السهام المسمومه اللي كلها اخترقت صدره مره وحده،
وبصلها بألم وهي قاعده جار عزت وعتهز فيه وتبكي بخوف،
وفى اللحظه داي أبو دراع حس إنها عتطلع من قلبه كيف الشوكه ماعتتسحب من الجسم، طلعت بألم بس صاحبها عارف إنه بعدها هيرتاح.
وطلع من البيت وراح عالجنينه وطلع غنماته يرعاهم، وقعد جارهم وهو عيفكر فمنظر بدور اللي شافها بيه جار عزت وخوفها عليه،
وحط يده على قلبه، ولأول مره من سنين طويله يشوفه هادي وساكت ومش عيفرفط بين ضلوعه من بعد شوفتها، ولا عيتمني بإنه يشوفها اكتر، ولا عيهتف بإسمها مع كل دقه، كيف مايكون لفظها من جواه لفظ بعد ماسمع دعاها عليه.
❈-❈-❈
فاق عزت بعد ماأمه وبدور وباقي الحريم قعدوا يفوقوا فيه لغاية مافاق، وقعد علي حيله وفضل يتلفت حواليه ومواعيشي غير نجوم عتنور وتطفى قدام عنيه،
وكل مايعملوله ميه بسكر يشربها على امل ان الدوخه تخف والنجوم تختفي.
وفضل ساعتين عالحال ديه لغاية ماعمه واخواته جم وهو عيحاول يعد في النجوم اللي ورهاله ابو دراع في عز الضهر ومملاحقشي على عدهم.
دخل نعيم من الباب اول واحد ورمى السلام، وشاف بدور بته وحوريه مرت اخوه قاعدين جار عزت وبدور ماسكه فيدها سطل ميه وكل هبابه توديه على خشم عزت وتسقيه منه بوق.
نعيم بخوف:
-وه، فيه ايه مالك ياعزت ياواد اخوي جرالك ايه؟ واني اللي قلت عاود البيت يتجلع تاريك تعبان، الف لا بأس عليك سلامات.
بصله عزت ولسه هيرد عليه سبقته بدور وهي عتقوله:
-له يابوي متعبانش ولا حاجه، ديه ابو دراع عطاه روسيه شندله ولافاه بلكاميه علي نافوخه كومه ع الارض محطش منطق.
عزت غمض عيونه من بشاعة وصف بدور للموقف، وانها طلعته شُرابة خورج قدام الكل، ومدافعش عن حاله ولا صد ابو دراع،
وحتى لو هي دي الحقيقه المفروض متتقالش إكده واصل!
الكل دخلوا ورا نعيم وقعدوا بتعب، وابتدا صفوت بالسؤال عن سبب الخناقه واللي وصل ابو دراع لضرب عزت،؟
ولما عزت قال السبب الكل سكت، حتي بعد الطريقه اللي حكى بيها عزت وكان عايز يبين أبو دراع إنه شيطان ونيته عفشه.
الا ان رصيد ابو دراع من الادب والاحترام حدا الكل شفعله رغم انف عزت.
سلام اول واحد رد وقال لعزت:
-علي فكره ياعزت الراجل مغلطش ويشكر إنه سد موطرحنا،
واظون داي مهياش اول نوبه يندلى البندر يجيب علاج لحد من عيالنا واحنا في الشغل ومقاعدينش،
شمعنا النوبادي يعني شفتها عيبه فحقك وحقنا؟
عزت بص لسلام وسكت لان كلامه صوح وملقيش رد عليه غير السكوت، وسكوته اكد للكل إن اللي قاله عزت على ابو دراع من باب الكيد مش اكتر، ومحدش مستعد يتصدى لابوا دراع عشان واحد متكاد منيه من غير سبب.
وبعد فترة سكوت اتكلم كرار بحس عالي:
-يلا كل واحد يطلع الفلوس اللي عيملها النهارده من شغله.. وابتدا بروحه وحط كل الفلوس اللي فجيبه عالدكه جار عمه، وبعده صفوت اخوه طلع كل اللي معاه وحطهم عليهم، وحتى عزت حط يده فجيبه وطلع اللي اشتغل بيه.. ولما جه الدور على سلام ومعروف، بصوا لبعض وكل واحد فيهم مد يده فجيبه وطلع ملاليم لا تذكر جار الفلوس اللي حطوها عيال عمهم!
والنوبادي قبل ماحد يتحدت منهم ويحط اعذار وقف نعيم ابوهم وبزعيق قالهم:
-فيه ايه ياسلام انت ومعروف، هو كل يوم تجيبوا ميلامين وتاجوا تقولوا حجه شكل، وبعدهالكم فلوسكم عتروح وين قولولي؟!
خلص كلامه ووقف كرار وهو اللي رد عليه بدالهم:
متقلقش ياعمي الفلوس معتروحش فموطرح بعيد الفلوس عتروح فجيوب عيالك يعني فبيتها.
وقف سلام ورد عليه بعصبيه:
تقصد ايه ياكرار بكلامك ديه؟
كرار رد عليه بنديه:
اقصد اللي فهمته ياسلام.
سلام :
يعني قصدك إن اني واخوي حراميه؟
كرار:
والله اللي يكون عارف إن الفلوس اللي عيجيبها من شغله مش ليه لحاله ويكون خابر إن فيه عهد بإن محدش يخون.. وينسى كل ديه ويغرف ويحط فجيبه، يوبقي مليهش إسم ولا وصف تاني غير إنه حرامي.
سلام سمع كلام كرار ومسك فى قبه وهم بضربه، وقام صفوت ومعروف يحوشوا، وعزت قاعد يتفرج وممبينش اي رد فعل، ونعيم عشان يفض الخناقه ضرب بعكازه عالارض كذا ضربه ورا بعض وزعق بعلو حسه وقال:
مسمعش نفس حد فيكم، ابعد ياسلام عن كرار وكل واحد يقعد موطرحه، الكلام اللي اتقال كبير ومينفعش فيه الغلوشه عايزين نشوفوا اصل الحديت ونعرفوا كل واحد عايز ايه وايه غرضه.
كرار بص لعمه وبدون تردد قاله:
كلمه وحده مليهاش تاني ياعمي(العزلانيه)
الكل بصوا لكرار بإستغراب لأنه نطق كلمه الكل خابر زين إنها بمثابة المُحرم نطقها فبيت المقاول، لكن كرار نطقها واكدها علي مسامعهم مره تانيه وهو عيقول:
-متزعلش مني ياعمي إنت مش زي ابوي ولا عارف تحكم حكمه، وأول حد طلع عن طوعك وحكمك عيالك،
اللي بقوا يدسوا فجيوبهم ومعاملينلكش قيمه، او يمكن انت اللي مرسيهم وعتعملوا اكده قدامنا وخلاص، وعتعملوا بالمثل اللي عيقول اني واخوي علي واد عمي.
نعيم شاور لكرار بعكازه وبغضب رد عليه:
احترم حالك ياقليل الربايه، انت واعي روحك عتقول ايه؟
كرار: واعي وعارف وقاصد كمان.. وعقولهالك تاني وتالت وقدام الكل، احنا لازمن نعزلو من بعض، نعزلوا من كل حاجه، وكل وشرب ومعدات واراضي وبيوت وكل شبر يتقسم، حقك وحق ابوي واحنا عارفين القسمه زين، ومن بعدها اني واخواتي هنقسموا مابينا اللي هيطلعنا من ورث ابوي.. وطبعاً البنات لادول ياخدوا من ابوهم ولا دول ياخدو من ابوهم وراسين فراسين.
هز نعيم دماغه لكرار بتفهم، وبص للباقين وبعلوا صوته سألهم:
رأيكم ايه في الكلام ديه انتو؟
الكل سكت وطاطا راسه للأرض ونعيم فهم إن الكلام جه علي مرام الكل، والكل راغب في العزلانيه بس مقادرش يقول، وكرار قال اللي فنفسهم كلهم، فقالهم بنبرة صوت حازمه..
خلاص من بكره كل شي يتقسم بعدل ربنا وكل واحد يعرف اللي ليه وهو حر فيه.
هو قال إكده وحوريه حست ان قلبها اتفطر كيف الورثه اللي هتتقسم علي نصين مابين عيالها وعيال عمهم، ولامت كرار علي تهوره وقلة عقله، وهي كانت ناويه إن كل حاجه تكون ليه ولاخواته التنين وبس، لكن خططها كلها فشلت بسببه
اما شوقيه فكانت واقفه علي باب اوضتها عتسمع فكلام كرار وقلبها عيزغرت من الفرحه، عشان مشوار الالف ميل سيادة بدأ اهه بخطوه.
وعمت دقايق سكوت قطعتها عديله وهي عتتقدم من نعيم وتقوله قدامهم كلهم:
واني كمان ليا ورث فجوزي يانعيم، ليا التمن فكل اللي سابه كارم ابوك وهاخده. وعايزاه فلوس وعلى داير المليم سامع.
يتتبع
بقلم ريناد يوسف
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثاني عشر
❈-❈-❈
عديله خلصت كلامها ونقلت عيونها بين الكل، والكل سكت لكن رد عليها سلام وقالها:
ومن ميته الحريم عتورث؟ وبعدين انتي هتعملي ايه بالورث والفلوس ياستي وانتي في السن ديه؟!
عديله:
هعمل اللي اعمله، هجيب حمام واطيره حدش ليه صالح بيا.
كرار:تجيبي حمام وتطيريه!
عرفتي ليه الحريم متتورثش، عشان ميوبقاش الراجل تعبان وشقيان طول عمره عشان يعمل القرش للزمن وتاجي المره في الاخر تجيب بشقاه وتعبه حمام وتطيره!
عديله:
-اقفل خاشمك انت وهو ومحدش يتحدت معاي، اني كلامي بيني وبين ولدي، وديه شرع ربنا وحلاله، وبعدين لو مزعلك الحمام اللي هطيره فاني هروح احج بالفلوس واغسل بدني، هاه هتعترض على داي كمان ولا ايه؟
كرار بحزم:
مفيش ورث ليكي.
عديله بصت لولدها نعيم ومستنيه رده وهو بعد تفكير قالها:
هنعطوكي اللي يكفيكي تروحي الحج يمه.
عديله:
له مش اللي يوديني الحج بس، اني ليا حق وعايزاه.. وكمان ليا ورث من ولدي توفيق كنت هسيبه لعياله بس بعد قلة ادب ولده كمان عايزاه.
ردت عليها حوريه النوبادي:
واني ليا ورث فجوزي وعايزاه طالما كل واحد هيدور عاللي ليه.
عديله:
خديه حد حاشك؟
نعيم بزعيق:
باااااس، اسكتي منك ليها، كمان الحريم هتقوم بروس وتطالب على ورثه ياك، خشو كل وحده تشوف وراها ايه، ومفيش ورث للحريم وديه اخر كلام ومفيش بعديه.
حوريه اتبسمت وبصت لعديله بإنتصار لانها خلت خطتها فتشتيت الورثه فشلت، وخصوصي وهي عارفه ومتوكده الفلوس اللي عايزه تاخدها هتعمل بيها ايه وتديها لمين.
دخلت عديله اوضتها بعد مابصت لنعيم بصة عتب، وحوريه كمان دخلت الموطبخ، ووقفت وربعت اديها على صدرها بتفكير، وشوقيه كانت واقفه وعينها عليها، وفهمت إنها عتنسج خطه وعتفكر بشي، ايه هو داي حاجه لازمن تعرفها، وضروري تعرفها.
وطلعت تاني وفضلت واقفه على باب اضتها ومراقبه كل شي عيوحصول وكل كلمه عتنقال، ومن وقت للتاني عيونها تاجي فعيون كرار فتتبسمله وتهزله دماغها بتشجيع، وهو بس تعمل إكده حسه يعلا ويحاسب ويطالب بكل كبيره وصغيره، واتحدت مع عمه بخصوص كل شي ومهملش صغيره ولا كبيره الا وطالب بيها وطلب بتقسيمها.
واتفقوا علي كل حاجه، وقرروا إنهم بكره يحسبو كل شي وبعد يوم ولا تنين يجيبو القياس يقيس ويقسم،
وبعدها قام نعيم طلع أوضته وهو مهموم وحاسس إن كل اللي عيمله هو واخوه وحتى ابوه طول عمرهم، هده كرار واد اخوه فدقيقه وحده.
قلع عمته ودخل في سريره واتمدد، وغمض عيونه وهو مقهور، لكنه قال لحاله يمكن إكده احسن، ولما يقسم على حياة عينه بدال ماعياله وعيال اخوه يختلفوا بعدين ويعملوا كيف اللي عيسمعوا عنهم عيكتلوا بعض عشان الورث.
شويه وسمع صوت الباب عيتفتح، وعرفها من خطوات رجليها الخفيفه وهي عتقرب منه وتقعد جاره، وبلمسه حنونه حطت يدها على شعره ومسدت عليه وقالتله بهمس:
عارفاك مقهور ومتكاد، وعرفتك هتقعد تهري وتنكت فروحك فجيت اخفف عنك واقولك متزعلش روحك، هي الفلوس والورثه دلوكيت ولا بعدين مسيرها ليهم، ودلوك احسن من بعدين عالاقل يكون فى حضرة الكبير وتحقن الدم والمشاكل.
فتح نعيم عيونه ورفع يده مسك يدها وقربها من خشمه حبها وقالها:
من يوم يومك حنونه ياعدويه وعتشيلي عن قلبي كل الهم والغم، صدقيني كل اللي قولتيه ديه هو اللي جه فبالي، ولسه قايله لحالي،
اني بس كل اللي حازز فنفسي كلمة كرار واد اخوي - انت عمرك مهتكون كيف ابوي- مع ان داي الحقيقه بس وجعتني، اني عمري ماكنت كيف توفيق ولا هكون، توفيق برغم طيبة قلبه الا إنه قاسي وقت تلزم القسوة، لين مع الناس بس وكت الغلط انشف من الحجر..
واني عمري ماعرفت اكون قاسي ولا ناشف.. عمري ماقدرت ازعل حد مني.. جايز اللي هيوحصول دلوك ديه لموصلحتي اني وانتي، وكان لازم يحصول من زمان؛ عشان متوبقاشي فيه دايماَ مفاضله بيني وبين اخوي كيف اللي كنت اشوفها فعيون الناس.
اني عليم الله عمري ماحزت فنفسي ولا كنت عامل لبصات الناس ولا كلامهم باعت، بس كنت اشوفها فعيون عيالي وكت كانوا يشوفوا عمهم هو الامر الناهي واني اطيع زيي زيهم..
كنت اشوفها فتعبك وانتي شغاله زيك زي بت من بناتك وبنات اخوي، واختك واقفه علي راسك عماله تتامر وتتشرط عليكي وانتي تنفذي من خشم ساكت.
ردت عليه عدويه بحنيتها المعهودة:
طب وفيها ايه يعني ماهي في الاول وفي الاخر اختي ولازمن اسمع كلامها حتي لو هي الصغيره بس ومالو برضها اختي ، وبعدين اني عخدم فحد غريب، مش لجوزي وعيالي وبيتي، وعيال اختي اللي كيف عيالي ومربياهم فحجري!
عمر الخدمه ماعتهد حيل يانعيم ولا عمر المحبه عتتعب، واني طول عمري ععمل الحاجه بمحبه؛ وعشان إكده ربنا مباركلي فحيلي وعيني وصحتي.
نعيم بصلها وابتسم ورد عليها:
-طول عمرك قلبك اوبيض وحنينه ياعدويه، ووالله وحياة عيونك الحلوين دول اني كل مااتطلع عليكي احمد ربنا في سري إنك بقيتي من نصيبي واترحم علي ابوي اللي قسم القسمه وخلاكي من نايبي، واني اصلا كنت متمنيكي من ربنا بيني وبين روحي واقول يارب قسمهالي مع انها لتوفيق لان الكبيره للكبير، بس كان عندي امل فربنا، واقول يارب لما يختار اخوي توفيق ميختارهاشي هي، بس ابوي كارم عدل القول وليسه فحوريه اختك، كيف مايكون قلبه كان حاسس بيا وباللي فقلبي.
اتبسمت عدويه بخجل ونزلت عيونها للارض ونعيم كمل:
حقك عليا ياعدويه مع انها جات متأخره، واوعدك ان اللي جاي كله هيكون لراحتك انتي وعلى هواكي، وأول شي هيتعمل هيوبقي بيت سياح نياح يتبني علي شرفك انتي وليكي لحالك، وتكوني كبيرته والآمره الناهيه فيه، وتقعدي وتتستتي والكل يخدمك، واديكي الحلوين دول ميتمدوش فأي حاجه واصل والحاجه تاجيلك لحد عندك، وحريم عيالك التنين يخدموكي.
عدويه:
يانعيييم، بيوت ايه بس وأوامر ايه وبتاع ايه،، خلاص اللي باقي في العمر مش كد اللي راح واصل، واني اتولدت واتربيت واتجوزت وخلفت وهموت إهنه.. خلي البيوت للشباب اللي طالعه للدنيا جديد داي، وان كان عالخدمه ياسيدي ربنا يديم عليا الصحه وافضل اخدمك لحد مايخلص الأجل.
نعيم : ربنا يعطيكي طولة العمر يااصيله يابت الأصول ياراضيه بقليلك ياطيبة القلب،ويجعل يومي قبـ...
وقبل مايكملها عدويه حطت يدها علي خشمه منعتها تكمل وردت عليه بلهفه وخوف:
اوعا تدعي عليا الدعوه داي يانعيم، اوعاك تدعي عليا بالمذله والمرمطه والرخص، الوحده من بعد جوزها معتسواش بصله ولا حد عيعملها قيمه وعتوبقي لعبه فيد الصغير قبل الكبير وعتتمرمط، ومن بعد القيمه عتتقل قيمتها.
ربنا يجعل يومي اني قبل يومك وتوديني بأديك وتعززني لأخر نفس واعيش رافعه راسي على حسك لحد ماتقع على صدري.
نعيم بصلها ومتكلمش، لكنه فضل مبتسم وهمس لروحه:
صوح الدنيا معتديش كل حاجه، بس كل واحد عتراضيه باللي لو اتأمله يشوف حاله واخد حظه من الدنيا بزيادة، واني ربنا عطاني مره تغني عن كنوز الدنيا وجاهه.. الف حمد وشكر ليك يارب عالرفقه الطيبه والجوار الزين والسكن الدافي.
❈-❈-❈
انفض المجمع من حوش الدار وكل واحد راح علي غرفته وهو عيحسب في باله ياتري هيطلعله ايه من الورثه وهيعمل بيه ايه وهيرتب اموره كيف من إهنه ورايح.
كرار دخل لشوقيه اللي خدته بالحضن وفضلت تفخم فيه وفاللي عيمله ومبقتش تقوله غير يامقاول.
وسلام ومعروف وصفوت كل واحد كمان راح علي غرفته يشوف مع حاله هيعمل ايه الخطوه الجايه.
وعزت هو كمان فضل يفكر ياتري إيه اللي عتؤول ليه اموره وهو ماحداهش ادنى تفكير يدير حياته لحاله كيف، لكنه قرر إنه كيف ماهيعملوا خواته وعيال عمه هيعمل ويمشى علي نهجهم وخلاص.
أما عديله فدخلت اوضتها قبلهم وقت قالها نعيم تدخل، وقفلت الباب عليها وقعدت عالسرير جار شام ودموعها نزلوا غصب عنها وهي صعبانه عليها نفسها.
شام بس شافت دموعها متحملتهمش وقالتها بشفقه:
بسك ياستي ايه اللي مبكيكي عاد، ان كان عالحج خدي الدهبات اللي حداكي بيعيهم وحجي واعملي اللي نفسك فيه، هو اني هعمل ايه بالفلوس يعني؟
ردت عليها عديله بهمس وصوت مغلوب:
بس ياهبله انتي ايه اللي عتقوليه ديه، اني اصلا عايزه الفلوس عشانك وعشان بتك تقومي تحكي إكده.. اكتمي خالص، والدهب اوعاكي اسمعك تجيبي سيرته مره تانيه علي لسانك ولا حد يدرى بيه سامعه.
الدهب ديه لبتك هو اللي عينفعها من بعد ربنا، وهو اللي هتتكل عليه فاللي جاي من حياتها. حسك عينك ياشامه الدهب ولا اللي هعطيهولك حد يعرف شي عنه، انتي حواليكي كلاب سعرانه لو عرفوا إن حداكي هبره كيف داي هيخطفوها ويطيروا بيها ومش بعيد ينهشوا لحمك معاها نهش.
شام وهي عتبص لبتها ردت علي ستها:
اني ياستي معاوزاشي من الدنيا غير بتي وبس، لا عايزه دهب ولا جاه،، أباااي لو اخدها واروح اعيش بيها فبيت ابوي ووسط ناسي، ياااه عالحلم ديه ياستي.
عديله:
هملينا من الاحلام دلوك وخليكي فاللي احنا فيه ديه، عايزاكي من إهنه ورايح تفتحي عيونك زين وتحطيهم فنص راسك، البيت دخلته حيه جديده يمكن تفوق حوريه فسمها، البت من بصة عنيها مبينه إنها ناويه عالشرور، واديكي شفتيها من اول يوم قومت حاروقه في البيت.
وانتي دلوك اكبر عدوه ليها في البيت واول من هتبخ فيه سمها كله،
ففتحي وهملك من الهبل اللي انتي فيه ديه.
اوعي لروحك فلاول عشان تتعلمي توعي لبتك اللي مليهاشي غيرك في البيت ديه.
شام سمعت كلام ستها وهزتلها دماغها بفهم، وعديله رفعت يدها وحطتها على جبين ربيعه واتنهدت براحه وبصت لشام وقالتلها:
الصخانه راحت والبت بردت الحمد لله.
شام بإبتسامه: إيوه ياستي من اول ماعطيتها الدوا اللي حابه ابو دراع الصخانه راحت طوالي.
عديله: ربنا مايرقدله جته يارب ويراضيه ويرضى عنه.
شام: اميين يارب، والله الجدع ديه متزعليش مني ياستي برجالة بيت المقاول كلهم.
عديله ردت عليها وهي عتهز دماغها بتأييد:
وهزعل ليه من الحق يابنتي ماديه صوح، ابو دراع بكل رجالة البيت..واتنهدت وكملت وهي باصه لبعيد ومركزه كيف ماتكون شايفه حاجه في الفراغ:
بالك ياشامه، والله ابو دراع ديه ماكان عدلك الا انتي، كان صانك وحاجى عليكي بروحه وحطك تحت جناحه وضلل عليكي، بس حظك النحس جعلك مرت كرار، وديه خلاكي اخر وحده في الدنيا منكن ابو دراع يفكر فيها مره ليه او يبصلها حتي.
شام ردت علي ستها بمراره:
ياستي لو عالحظ كان اولى يهملني مع اللي اختاره قلبي وعشقته روحي، مش يجيبني لابودراع وغيره، همليني اني من صنف الرجاله عشان كرهتهم كلهم ومبقتش اطيق سيرتهم بالذات لو مقرونه بجواز وطلاق.. اني وهبت صحتي فى سبيل الله، ووهبت اللي جاي من عمري لبتي وخلاص علي إكده، بس ربنا يبعد عني كرار ويلهيه فمرته الجديده وينساني واصل.
عديله اتنهدت وردت عليها:
ياعالم عاد يابتي بكره شايلك ايه، مايمكن كل ديه يكون حديت وكلام والدنيا يتشقلب حالها معاكي وحظك يحط فعينه حصوة ملح ويتعدل، وكرار قلبه يحن عليكي، وانتي ربنا يهديكي عليه وتخلفي بدال العيل تنين وتلاته وتوبقي الكل في الكل وست الدار كمان.
شام ضحكت وهزت دماغها بإستنكار وهي عتلاعب فبتها اللي فتحت عيونها، وستها عديله كملت..متستغربيشي مفيشي حاجه بعيده علي ربنا، بس انتي لو تسمعي كلامي كل ديه هيوبقي فال وكان.
بس اني وراكي والزمن طويل ومش ههملك غير وانتي مفتحه ومتنصحه، ولو مت قبل إكده عاد يوبقي ربنا مرايدلكش بالنصاحه ياحزينه.
❈-❈-❈
حدا كرار فأوضته مع شوقيه:
شوقيه:
ودلوك ايه اللي هيوحصول يامقاول، ايه اللي هياجي من نصيبك؟
كرار: معارفشي لسه ياشوشو، بس الاكيد هاخد في الجنينه والارض والمعدات، بس المعدات لسه. مااعرفش كيف هيقسموها، هيقسموها معدات ولا ايه؟
شوقيه:
له معدات ايه، المعدات تتباع ويتقسم حقها فلوس واللي عايز معده يشتريها لحاله او ياخد المُعده بحقها اللي تتفصل بيه، اصل علي مااظون المعدات فيهم الجديد وفيهم القديم المهلوك، مين اللي ياخد ديه ومين اللي ياخد ديه، عقولك ايه ياحبة عيني تخليش حد يضحك عليك ولا يستغفلك، فتح وصحصح واوعا لروحك.. ولو باعو المعدات اشترى اجدد واحسن لودر فيهم ولو عوزت فلوس اني ابيعلك دهبي واكملك، ولو مكفاشي اجيبلك من ابوي مهيقوليشي له، والمعدات التانيه خد نايبك فيها معده، وبكده هتوبقي حطيت رجلك على اول الطريق يامقاول كرار.
كرار سكت وبص بعيد بتفكير وقلبها فراسه، وشاف إنه لو صوح اشتري اللودر وخد معده يوبقي عدي خط الفقر واتفتحت قدامه طاقة القدر، ديه ابوه بجلالة قدره ابتداها سواق على مُعده مش صاحبها.
ونام على دراع شوقيه اللي فضلت تلعب فى شعره وتخططله وترسمله خطاوي رجليه اللي جايه ووين يحطهم، وهو غمض عيونه واستسلم ليدها اللي عتلعب فشعره ولسانها اللي عيلعب في عقله، وهو بقي مابين داي وديه كيف حتتة العجينه الطريه اللي عتتشكل لاول مره.
❈-❈-❈
أما في المستشفى حدا همام
عزام وهو عيلم في الحاجه من المستشفي:
- خلاص ياخوي راجعين على دارنا وهنقعدوا فبيتنا وهنرتاحوا من قعدة المستشفيات.
همام بصله ومردش وبسيمه هي اللي تولت مهمة الرد:
ايوه الله ياعزام داي قعدة المستشفى تقصر العمر وتديق الصدر، يابوي على ريحتها وعلى القرف اللي الواحد حاسس بيه فيها، مع انها بلاط وحيطان نضيفه ومبيضه وسراير بسفنج بس برضك فيها حاجه إكده تنفر الواحد منيها.
عزام: فيها ريحة العيا يامرت اخوي، ريحة العيا عفشه قوي ومحدش عيتحملها.
بسيمه ردت عليه وهي عتطوي الحصيره اللي في الارض:
ايواالله ياعزام معاك حق.
والتنين انتبهوا مره وحده لحس همام وهو عيزعق فيهم:
ماتهموا وتخلصوا اللي فيدكم ديه بدال الرط والكلام الفارغ اللي عمالين تحكوه، خلص منك ليها عايزين نعاودوا عالزفت ونتزفتوا فيه.
بسيمه كشرت وكملت اللي فيدها، وعزام اتبسم وراح علي همام وقعد جاره وميل عليه وبخبث قاله:
عتغير علي مرتك من اخوك يابو، داي اختي ياحزين.
رد عليه همام بهمس وحِده:
بالك ياعزام اني مش عغير عليها منك، اني عغير عليها من خلجاتها اللي علي جتتها، عغير عليها من الارض اللي شايله رجليها، عغير على كلامها اللي عيسمعه حد غيري، على وشها لما يتطلع فيه حد غيري، ياخي والله العظيم لو بخطري كنت فتحت صدري ودخلتها وقفلت عليها ضلوعي.
عزام بضحكه رد عليه:
يابووي للدرجادي؟
همام وهو باصص لبسيمه:
واكتر ياعزام واكتر ياخوي، اخوك اتمرمر واللي كان كان.
❈-❈-❈
عدى اليوم وجه اليوم الموعود، ورجالة بيت المقاول كلهم عطلوا عن الشغل، وقعدوا عشان يقسموا الورث بينهم، وبعد ماقسموه وكل واحد عرف اللي ليه، جه الدور عالمعدات وكرار اقترح كيف ماشوقيه قالتله إنهم يتباعوا، واول ماقال إكده عيال عمه التنين اعترضوا، وحتي عزت، بس صفوت ايده في الرأي، ولما نعيم شاف إكده مرضيش ياجي مع عياله فرأيهم وجه مع عيال اخوه علي عياله عشان لو عدي الزمن ميقولوش عمي ظلمنا، وتمنوا المعدات، والمعده الجديده وقفلها كرار وقال اني هشتريها.
وهو نطق الكلمه داي وكل الوشوش اترفعت عليه وعلامات الاستغراب بانت وسلام سقف بأديه وهو عيضحك ويقول:
ايوااااااااه، والله والمدسوس هيطلع اهه والمستخبي هيبان وعرفنا القرد داسس وين ولده.
بقلم ريناد يوسف
يتتبع
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثالث عشر
كرار بص لسلام وهو مش فاهم قصده ايه وسأله بإستغراب:
تقصد ايه بحديتك ديه ياسلام؟
سلام: اقصد اللي فهمته واللي فهمناه كلنا ياكرار، فلوس اللودر اللي نافخ صدرك وعتقول اني هاخده هتجيبها من وين هااا.. الا إذا كنت طامرلك لوكشة فلوس خدتها لحالك من غير حق، يابوي اصلا ربنا عيكشف الضويه مهما طال الوكت.
كرار فهم سلام عيرمي علي ايه بكلامه ورد عليه بغضب:
اوعاك يكون عقلك انهبل وفكرت اني ممكن اكون اني اللي مديت يدي عالفلوس ياسلام وسرقتهم!
معروف رد عليه بدال سلام:
امال لما مش انت ومسرقتهمش امال عايز تدفع حق اللودر منين ياكرار؟
كرار كان هيرد عليه لكن سبقته شوقيه اللي اتدخلت في الكلام، ولأول نوبه مره تتدخل في كلام الرجاله وقالتلهم بحسها العالي:
الفلوس مني اني، اني هجيبله من حدا ابوي العمده اللي يعوزه واكتر من اللي يعوزه كمان، ومش هخليه يشتري لودر واحد له.. اني هخليه يشتري صف لوادر ومعدات ويرصها جار بعضها، كرار من اليوم الفلوس اللي يشاور عليها تحت رجله.. المقاول من النهارده يؤمر ومايتقاله غير حاضر وأمرك.
الكل بص لشوقيه وسكت بعد كلامها ديه، والجميع بلا استثناء قلبهم قرصهم من الغيره من حديت شوقيه، وبالذات عزت اللي حسد كرار على طاقة القدر اللي اتفتحتله، وخصوصي إنهم خابرين إن العمده حداه فلوس لو ولعت فيها النار متخلصهاش.. وغير إكده وإكده لقب المقاول.. الكلمه اللي طلعت من خشم شوقيه شقت قلبه شق، واللي كان فاكر إن لو فيه حد هياخد اللقب من بعد ابوه فهو صفوت او اي حد تاني، انما كيف يكون كرار؟!
فترة سكوت بعدها اتنحنح نعيم وقال:
خلاص ياكرار مادام باقي تمن اللودر هتوفرهولك مرتك خده علي بركة الله، وانتوا ياولاد كل واحد عرف اللي ليه واللي عليه، ولو حد عايز يقايض اخوه بحاجه اويبدله هو حر..بس الجرافه القديمه والحفار القديم دول مش من تبع الحسبه، دول هبيعهم واراضي بيهم عماتكم وستكم، وامكم ياصفوت انت وعزت وكرار نايبها معاكم عايزين تراضوها راضوها مش عايزين خلاص.
كانت واقفه ورده وباقي الحريم عيحطوا الوكل فوقفت وقالت لأبوها:
طيب ياعمي اللودر الجديد ديه مش احنا كلنا بعنا دهبنا فيه وقلتوا انكم هترجعولنا دهبنا؟
نعيم بص لبته بغضب وقالها:
والدهب اللي عتطالبي بيه ديه ياورده مين جايبهولك مش جوزك؟ وكل وحده فيكم من جايبلها الدهب مش جوزها، وفلوس الدهب اللي في المعدات اتقسمت اهه علي رجالتكم وكل واحد خد نايبه ودهبكم ماراحش لغريب.
رد عليها صفوت جوزها يراضيها لما لقاها زعلت:
متزعليش ياورده الدهب اني هجيبلك بداله واكتر منيه كمان، اصبري بس نعرفوا راسنا من رجلينا وهعوضك عن الدهب وعن كل حاجه.
وزي ماهو قالها إكده معروف و سلام كمان قالوا لحريمهم نفس الحكي وجبروا خاطرهم.
وفي النهايه اتراضى الكل وسلام خد لودر بس اقل من بتاع كرار بشويه وقال إنه هيقايض اخوه عليه بحتتة ارض من نايبه، والباقي اتتمن وكل واحد خد نصيبه.
واصبح كرار يمتلك اجدد واحسن لودر فيهم بمساعدة شوقيه مرته، اللي اتوكدت انها خلاص اسرته بمساعدتها وخلته طوع يمينها.
❈-❈-❈
في الجنينه عند ابو دراع
ابو دراع في الجنينه عيرعى غنماته وقاعد جارهم وبعصايته عيخطط في الارض، وفجأة لقى حد عيقعد جاره، بص لقاه كرار، فكمل تخطيط في الارض وتجاهله.
كرار:
عرفت إن احنا قسمنا الورث؟
ابو دراع بلا مبالاه:
وهعرف منين اني يعني؟
كرار: قسمناه.. والجنينه داي كل واحد فينا خد فيها ٣ فدادين، واني خدت نايبي في الفرده اللي فيها بيتك، عشان محدش يقدر يطلعك منيه ولا يقولك تلت التلاته كام.
ابو دراع وقف تخطيط ورد عليه وهو باصص بعيد:
على فكره ياكرار اني عادي الفح نفسى فأي وكت وامشي.
كرار: واني معاوزكش تمشي، وعشان إكده عميلت اللي عميلته واخترت ارضي اللي عليها بيتك.
شوف ياابودراع، اني برغم كل اللي عيملتوا معايا في الفتره الاخيره، الا إنك لساك ليك نفس المكانه فقلبي، وكلامي ليك إني حليتك من الاخوه ورباط الدم ديه كان من ورا قلبي، كلام لحظة غضب على صاحب عمري اللي جه عليا بالقوي في الفتره الاخيره.
ابو دراع اتنهد ورد عليه:
لو اتأملت فاللي عتعمله وراجعت حالك هتعرف إن كل اللي ععمله لموصلحتك، واني عايزك توبقي بني آدم وتعدل وقلبك يعرف الحنيه وترحم عشان ربنا يرحمك.
بس هو فيه ناس إكده اللي يعمل معاهم الخير كيف اللي يعمل معاهم الشر.. يعني كيف ماعيقول المثل إكده اللي يوضيهم كيف اللي ينجسهم.
كرار:
ياابو دراع إنت ليه مش حاسس بيا ولا حاسس بقهر قلبي، مع انك زمان اول واحد كنت تحس بيا من البصه فعيني ومن غير مااحكيلك عاللي واجعني الاقيك عتطبطب عليا وتاخد بخاطري.
ابو دراع: صوح كنت ععمل إكده واظون إن هو ديه اللي وصلك للي إنت فيه دلوك، عشان اني لو كنت حكمت عقلي فعمايلك من لاول وشفت إفتراك عالناس ووقفتلك فيه كان حالك بقى غير الحال، كان اتصلح، ولو كنت منعتك بالقوة من همام والسيد، وأني كنت اقدر اعملها مكنتش عملت عملتك السوده داي معاهم، ولا كنت اذيت المسكينه اللي عتعذبها علي غلطتك فحقها.
تعرف ياكرار اني لايم نفسي على اللي جرا للمسكينه داي وحاسس إني مشارك معاكم في الجريمه زيي زيكم؛
عشان كان فيدي الجِمك وادفع عنها اذى ومدفعتوش، وعشان إكده اني مديونلها بالاسف طول عمري وهتأسفهولها فهيئة حمايه ليها ولبتها منك
كرار:
ياصاحبي خليك بعيد عن الموضوع ديه عشان من ساعة مااتدخلت فيه وحصل كل الزعل اللي بيناتنا ديه.
أبو دراع:
معادش ينفع ياكرار، اني خدت عهد على نفسي ومات الحديت، ولو صوح عايزنا نعاودوا اخوات وحبايب من تاني وارجع اكون سندك وفضهرك كيف لاول، مش شوكه فضهرك خف اذاك عن شام وبتها، وامشي بالحق، واديك اتجوزت اللي قلبك هواها وخلاص مليكش موصلحه معاها، يوبقي هملها فحالها وخليك فحالك ومتقربش عليها.
كرار رد عليه:
صعبه حكاية اني مقربش عليها داي ياابو دراع، داي مرتي واني ليا حقوق عليها وغصب عنها لو عوزتها اقرب واخدها.
ابو دراع رفعله حاجب واحد ورد عليه بإستنكار وقاله:
-واني مقصدتش اللي إنت فهمته ديه، اني قصدي متقربش عليها بالاذي، انما مين اني عشان امنع شرع ربنا واحرم مرتك عليك، له من الناحيه داي قرب وخد راحتك بس بالادب والذوق والاصول مش تعاملها معاملة الكلاب واسمك عتاخد حقك، خده بس بالعقل..وبعدين أمرك غريب عجيب يااخي، يعني هي حليت دلوك فعينك وعرفت إن ليك حق حداها وعايزه، مش داي اللي كنتش طايق تبص فوشها، ولا عجبك الطير لما جربت الغير!
رد عليه كرار وهو سارح:
بدك الصراحه ياأبودراع.. شام وشوقيه التنين مختلفين عن بعض قوي، ولو جبت شام قصاد شوقيه في الجمال والحلا كفة شام اللي تنزل، وغير إكده شوقيه فيها حاجه إكده اني مَرتحتلهاش من اول يوم، بس مش عارف ايه هي!
بس في الاول وفي الاخر شوقيه بت ناس وشريفه وتوبها معليهش غبره، انما داي اللي جرا فيها ضيع كل حلاها، وغير إكده زانيه واتجوزتني وهي حبله ولزمتني بت مش بتي، يعني لو كنت هسامح فالأولي واحطلها عذر مش هسامح في التانيه واصل، بس برضك تضل مرتي وميته مااعوزها اروحلها، كيفها كيف بنت ليل من بتوع الغرزه متعة ساعه وخلاص.
ابو دراع بصله بصة غضب ومرضيش يرد عليه واكتفى بالسكوت، ورجع يخطط في الارض بعصايته من تاني، وهمس لروحه وهو عيهز دماغه بقلة حيله.. مفيش فايده فيك ياكرار، مخك وقلبك اتقفلوا من ناحية شام ومفتاح قفلهم ضاع ومليهش جمعه.. يلا خلي اللي فمخك فمخك بس اهم حاجه متأذيهاش ولا تأذي بتها، وديه المهم حداي وبس.
كرار: طيب بكره اني هكتبلك ورقة مبايعه للبيت اللي انت قاعد فيه ديه بأسمك.
ابو دراع: وليه ان شاء الله؟
كرار: إكده، عشان محدش يقولك تلت التلاته كام، وهقول إنك عطيتني حقه كمان عشان حدش يسمعك نص كلمه.
ابو دراع:
له متشكرين ياخوي، اني محدش يجبي عليا، ولو صوح عايز محدش يسمعني كلمه، تستنى عليا اكبر غنماتي وابيعهم واديك حق البيت ووكتها تكتبهولي بيع وشرا، غير إكده وفر صدقتك لحالك ياواد المقاول اني مهقبلهاش.
كرار بقلة حيله:
طول عمرك وش فقر غور اعمل اللي يريحك، عارفك مادام قلت حاجه مهترجعش فيها، وصوح بمناسبة واد المقاول داي، من اليوم وطالع قولي يامقاول، خلاص اني بقيت المقاول بدال ابوي.. قالها ومسك قب جلابيته يعدل فيه بخيلاء، ورد عليه ابو دراع وهو عيبصله بإستنكار.. مقاول ومقاول كبير كد الدنيا كمان، بس مقاول في النطاعه والبرود.
❈-❈-❈
حدا همام في البيت
لواحظ واقفه علي باب أوضة همام الصبح بدري في الضلمه، فتحته عليه وعلي بسيمه ومكانش لا هو ولا هي صحيوا لسه، وبعلو حسها قالت:
اصحي ياسنيوره، اصحي ياست الستات فيه جاموسه عايزه تتحلب وظاطه عايزه تتشال وبيت فيه خدمه عايزه تتخدم.
صحيو التنين مفزوعين على حس لواحظ، ورد عليها همام بزعيق:
فيه ايه يمه مالك، فيه حد يصحي حد إكده، وكمان من فجر ربنا والضلمه لساها مضلمه ليه يعني، من ميته ووحده منك انتي وبناتك عتصحى في الوكت ديه يعني وتعمل حاجه؟ اشمعنا جايه لبسيمه تصحيها في الوكت ديه؟
خلص كلامه وامه كانت هترد، لكن بسيمه خدت دورها في الحديت وردت عليها:
عقولك ايه ياخاله لواااحظ، اني حليب مهحلبش، زاطه مهشيلش، لبن من الجاموسه معشربش ولا عاكل شي من ريعها واصل يوبقي اللي ياكل هو اللي يخدم، البيت وخدمته مليش صالح فيهم غير بأوضتي وبوكل جوزي وشربه وخدمته بس. غير إكده اللي هيخدم يخدم لروحه.
لواحظ بغيظ: حديت ايه ديه، داي لا عمرها حوصلت ولا جرت في الدنيا ولا حد قبلك عيميلها!
عاوزه تتستتي وتوبقي هانم إهنه ولا ايه؟
رد عليها همام وهو باصص لبسيمه:
همليها يمه تعمل اللي يريحها، وبعدين هي الحق معاها كل واحد يخدم حاله، يعني هي هتخدمك انتي وبناتك ولا تخدمني اني العاجز؟
همليلي مرتي وانتوا اخدموا حالكم، ومتتقليش عليها بالكلام ولا تاجي نواحيها مره تانيه، خليها قاعده معاي ومتحملاني متطفشيهاشي مني،واصلا ياعالم هي هتقعد معايا كد ايه فمتعجليش بروحتها يمه الله يرضى عليكي
خلص كلامه وامه بصتله بغضب، وبصت لبسيمه بقهر وخبطت الباب عليهم ومشيت وهي عتبرطم ومعاجبهاش الحال.
وبعد مامشيت همام بص لبسيمه وقالها:
متزعليش من عمايل امي يابسيمه ولا تعملي باعت لكلامها، انتي من اهنه ورايح اللي عايزه تعمليه اعمليه واللي مش عايزه تعمليه متعمليهش، انتي بكفاياني اني عليكي وتشكري علي خدمتك ليا من الارض للسما يابت الاصول.
بسيمه بصتله ومتكلمتش، ورجعت نامت وبصت للسقف هبابه وبعدها غمضت عنيها، وهمام افتكر انها عاودت للنوم ففضل يتأملها، لكنه اتفاجأ بيها بعد شويه عتفتح عيونها وتتعدل من فرشتها وتقوم، ووقفت جاره واتنهدت وقالتله:
يلا عشان تقضى حاجتك واشطفك واصبلك تغسل وشك قبل مااروح اعملك فطور.
قالت كلامها وهمت تساعد همام يتعدل، وراحت جابتله النونيه والقروانه الصغيره والكوز وابتدت تعمل مهمتها اليوميه،
وبعد ماخلصت طلعت عالموطبخ جهزت ليه وليها فطور وعاودت فطرته وفطرت معاه،وحتي عزام جه فطر معاهم لما شاف بسيمه عامله فطور، وهو امه واخواته كل يوم عيطلعوه من غير فطور من كسلهم ولكاعتهم.. وبعد ماخلصوا فطور بسيمه عملتلهم كلهم شاي، وقعدوا يشربوه سوا.
بسيمه وهي قاعده على جنب وعتشرب شايها وعيت همام اللي كان عيشر عرق فبصت لعزام وقالتله:
عزام، هي الهوايه اللي في المشتشفي اللي كانت متعلقه في السقف داي تطلعلها بكام وعتاجي من وين؟
عزام بإستغراب لسؤالها:
ليه عتسألي عليها داي يامرت اخوي؟
بسيمه:
عشان عايزاك تشتريلي وحده اعلقها في الاوضه إهنه.
عزام بضحكه:
وهتشغليها بأيه يابسيمه، هتفخي فيها تشتغل؟ مش عايزه كهربا تشتغل بيها ولا ايه؟
بسيمه:
وهي الكهربا تتكلف كام وتاجي البيت إهنه يعني؟
عزام:
كتيير، ديه محدش مدخل كهربا حدانا في البلد غير العمده واتنين تلاته من الاعيان بس.
بسيمه: برضوا اسألي وشوفلي هيتكلف كام هو والمروحه وتعالى قولي ماشي.
عزام:
ماشي زي ماتحبي.
خلص شرب شايه وطلع، وهمل بسيمه مع همام اللي سألها:
ليه عتسألي عالهوايه وع النور يابسيمه ممتحملاشي الحر ولا ايه؟
بسيمه:
-وهو الحر ديه حد يتحمله يعني؟
همام: إيوه صوح معاكي حق.. خلاص اني هقبض قبض الشهر الجاي من حكيم واديهملك تجيبي الهوايه، وهشوف ابوي معاه فلوس ولا ايه وندخلوا الكهربا.
بسيمه:
له متشوفش ابوك ولا حاجه اني معاي فلوس، وحاجه تانيه كمان ياهمام عايزه اقولك عليها، اني معاوزاكش تاخد فلوس من حكيم تاني، الفلوس داي مليكش حق فيها، واني بصراحة ربنا متدايقه منها.
همام بكسره:
ونصرفوا من وين يابسيمه ونعيشوا كيف؟
بسيمه:
ربك عيرزق، سيبها عالله بس انت.. وبعدين اني معاك اهه واني حداي فلوس هوديها فين يعني، نصرفوا منها ونجيبولنا منهم بقره ولا جاموسه واخد كام قيراط راكب اوكلها منهم ويمشي حالنا هو احنا هنعوزوا ايه اكتر من إكده؟
همام بفرحه:
شايفك عتتحدتي كأنك باقيه معاي يابسيمه!
بسيمه بتنهيده:
باقيه امال هروح فين، عالاقل دلوك باقيه.
كشر همام، لأن نص كلام بسيمه فرح قلبه، بس نص كلامها التاني شقه شق. فسكت ومتكلمش، مع انه كان عايز يرد عليها ويقولها الفلوس اللي هتقطعيها عني من حكيم هتصرفي بدالها انتي دلوك، بس بعد ماتمشي وتهمليني اني هعمل ايه؟
لكنه بلعها وسكت ومرضيش يقولهالها ويبينلها احتياجه ليها اكتر من إكده، ولا يقدر يعترض علي أي حرف من كلامها، وعارف إن ماهي الا مسألة وكت وهتفر منيه كيف نسمة هوا مهما حاول يمسكها مهيقدرش.
❈-❈-❈
بعد شهر ونص بالتمام والكمال
صوت زغروته رنت في بيت المقاول
كرار بلهفه:
حبله ياخاله صوح؟
الدايه: اومال عزغرت ليه يعني فرحانه أنها طلعت فاضيه؟ مرتك حبله فاربعين يوم ياواد المقاول وباذن الله الواد اللي هيشيل اسمك جايلك في الطريق، يلا شخلل وفرحني.
كرار طلع من جيبه اللي فيه النصيب ولافاهولها، وبفرحه داخل لشوقيه يطمن عليها، لكن الدايه وقفته وهي عتقوله:
هملها دلوك ومشيني اني هي مطارتش اهي قاعده فبيتك.
كرار بإستغراب:
عايزه ايه تاني ماني عطيتك حلاوتك!
الدايه: عايزاك تنادم على امك من جار مرتك وتقولها تعطيني نصة غلة قمح الا قولتلها وقالتلي له خدي فلوس من كرار، واني عايزه قمح اطحنه واخبزه للعيال.
كرار بحس عالي:
فكريه، نعمه.. وحده فيكم تاجي تجيب نصة غلة قمح لخالتكم ام عطا، يلا قوام.
حوريه سمعت كلام كرار وقامت منشوكه من جار شوقيه خافت احسن يفتحوا الصومعه اياها، وطلعت بسرعه وقالت لكرار:
حدش يجيب غله اني اللي هجيبلها، اترزعى إهنه يامره انتي وبطلي فلقه، مره رطاطه وزنانه، ماقولتلك بكفياكي الفلوس ايه ديه؟
خلصت كلامها وطلعت لفوق تجيب الغله، وشوقيه استغربت نشكتها ولغفنتها وطلعتها تجيبلها الغله بنفسها!
وقالت لروحها إن اكيد فيه إنَ ولازمن تعرفها.
هم كرار بعد ماطلعت امه عشان يدخل الاوضه لشوقيه، لكن حس اخوه صفوت اللي عينده عليه وقفه، فطلع يشوف فيه ايه وعايزه ليه
والدايه استغلت اللحظه داي ودخلت اوضة شام كيف الاعصار وقفلت الباب وراها وبخبث بصت لشوقيه وقالتلها:
هاه يابت العمده، شايفه إن رقبة الحمامه كفت ووفت وسترت، مش قولتلك تخافيشي هتعدي بس انتي اسمعي كلامي.
شوقيه نزلت من ع السرير وجريت عليها وحطت يدها علي خشمها قوام..
وفي الاثناء داي في الموطبخ:
ورده:
وحده فيكم تودي الوكل لشوقيه اللي عامله حالها تعبانه ووحمانه من اول شهر بدال ماياجي كرار يقعد يتنفضلنا إهنه ويهز فبدنه علينا ويسمعنا كلمتين فارغين عشان ست السنيوره.
البنات ردوا عليها وحده وحده.. اني مش فاضيه، ولا اني، ولا اني، ولا اني كمان.
فبصت ورده لشام وقالتلها:
معلهش ياشام انتي قومي اغسلي يدك من الصابون وهملي الغسيل ووديلها الوكل وتعالي.
شام قامت من غير كلام ولا حديت، وخدت الوكل اللي غارفاه ورده وراحت توديه لشوقيه، وبمجرد ماوصلت قدام اوضتها وهمت تخبط عالباب وقفها همس شوقيه اللي وصل لمسامعها بس ممتفسرش وحست إن فيه حاجه راعباها، فقربت ودنها من خرم مفتاح الباب وسمعت شوقيه بوضوح وهي عتقول للدايه:
ايه ياوليه مالك، مسكوهمش وهما عيسرقوا مسكوهم وهما عيتقاسموا ولا ايه؟
الدايه: هيء، يتقاسمو ايه ياحسره، دانتي عطتيني ملاليم واديكي متنغنغه في الخير والعز لحالك، مع إن لولايا ماكنتي وصلتي إهنه ولا كان زمانك اتجوزتي وفيه عيل فبطنك مستنياه يشرف، ولا كنتي عايشه من اساسه.
شوقيه: وايه المطلوب يعني دلوك بعد كل الرط والكلام الفاضي ديه؟
الدايه:
كلك نظر، شوفي عاد الستره اللي اتسترتيها بسببي تسوى كام حداكي، شوفي رقبة الحمامه والخير اللي جابتهولك يطلع كد ايه..قدري اللي نجدك من الموت، وراضيني بدال ماللي دافنينوا سوا انبشه وساعتها عليكي السلام ياشوقيه.
شوقيه بلعت ريقها بخوف، وجريت علي الدولاب فتحته، ورفعت خلجاتها وطلعت من تحتهم فلوس، وراحت عطتهم للدايه وقالتلها:
خدي دول ومشوفش وشك إهنه مره تانيه، واوعاكي حسك يطلع بالحديت ديه تاني، والا اقسم بالله عمرك يخلص على يدي، وياروح مابعدك روح، فاهمه ولا افهمك.
الدايه وهي عتحط الفلوس فصدرها:
متخافيش مهنطوقش، بس لو عالجيه هاجي لما اولدك عشان اخد الحلاوه الكبيره، مع السلامه ياست البنته، هيهيهي
خلصت كلامها واتحركت ناحية الباب، وفاللحظه داي شام اللي سمعت كل حرف اتقال وكانت عترجف كيف زعفة النخيل، رفعت دماغها وجرت قوام على اوضة ستها عديله دخلت وقفلت الباب وراها واتسندت عليه، وعديله لما شافت منظرها ووشها اللي اوصفر كيف اللمونه سألتها بخوف:
يامري مالك ياحزينه وشك مخطوف ليه؟
شام بهمس ردت على ستها:
نصيبه ياستي نصيبه، الحقيني ياستي اني سمعت اللي لا يتقال ولا يتحكي.
❈-❈-❈
حدا همام في البيت
بسيمه في الموطبخ عتعمل وكل لهمام، وفي الأوضه جار همام قاعده لواحظ وبناتها التنين اللي من ساعة مابسيمه دخلت الكهربا البيت وجابت المروحه لهمام مطالعينش منها..
همام باصص عليهم بديقه وعايز يقولهم يطلعوا من جاره ومياجوش تاني؛ لانهم قاطعين عليه خلوته مع بسيمه، وحتي عنيه حاسس انهم بقوا متكبلين فوجودهم ومش واخدين راحتهم في البص عليها، لكنه مقادرشي يقولهالهم.
وساب كتير الموضوع لذوقهم وفهمهم، بس هما لا ذوق ولا فهم، وكل حجتهم إنهم عيسألوا عليه ويقعدوا جاره يسلوه، وهما قبل سابق مكانش حد منهم يعتبله أوضه!
عاودت بسيمه بالوكل،وراحت على همام وقعدت جاره، وحست من بصة عنيه على امه واخواته إنه مضايق منهم زي عادته، فبصتلهم وبحس عالي قالتلهم:
عقولكم ايه ياحلوين، خدوا امكم ويلا هوونا عايزين ننامولنا هبابه، وبعدين اني هحب اقلع خلجاتي وكت النوم وعستحي منكم.
ردت عليها لواحظ بكل برود:
وليه تستحي يعني مااحنا كلنا حريم كيف بعض!
بسيمه: اهي المستحه والحيا حداي كتار وزايدين عن حدهم ومبهدليني اعمل ايه فحالي عاد.
لواحظ: متعمليشي حاجه، قومي اشلحي جلابيتك واقعدي علي راحتك مفيش حد غريب
بسيمه بغيظ:
اني قولت قوموا اطلعوا من اوضتي يعني تقوموا، اني خابره إنكم قاعدين عشان الهوايه، واني من النهارده عقولكم هوايتي مهقعدش حد تحتها، معاكي فلوس وحلي كيسك وهاتيلك وحده فأوضتك وطري علي روحك وبطلي عفن.
لواحظ بصت لهمام عشان يتكلم، لكنه بص بعيد ومتكلمش كيف مايكون راضي بكلام مرته، فقامت منتوره وزعقت فبناتها وقالتلهم:
قوموا ياظنايا قاعدين ليه تاني بعد ماطارت ورانا من اوضتها، والدلدول التاني ولا فتح خشمه، قومي نهملولها هوايتها الا انشالله يارب تتلخلخ وتقع عليها تحش رقابتها، بقيتي بهوايه يامعفنه!
خلصت كلامها وطلعت من الاوضه ورزعت الباب وراها، وبسيمه بصت لهمام اللي لقته متبسملها، واخيرا عيونه اتعلقوا بيها من تاني، ومع انها لا راغبه فيه ولا فبصته عليها، لكنه في الاول وفي الاخر مريض وهي معتبصلهوش غير بعين الشفقه فقط لا غير.
خلصوا فطور وطالعه بسيمه تعاود مواعين الفطور للموطبخ، وهي فطريقها بصت للواحظ وبناتها اللي قاعدين وعلى وشوشهم مرسوم الغضب، لكنها تجاهلتهم وكملت طريقها، اصل في الاول والاخر هي جايبه الهوايه لهمام عشان تريحه وتعينه علي قعدته في الاوضه لانه خلاص مش هيقدر يشم هوا ربنا في براح الدنيا، وطالما هما عيدايقوه يوبقي يزعلوا يزعلوا.
دخلت المواعين وطلعت بعدها بسرعه علي حس عزام وهو عيقول بعلوا حسه:
ابوي وين، فينك يابوي.. ابوووي
لواحظ بخوف: مالك ياولدي فيك ايه؟
عزام بنبرة صوت مقهورة:
نصيبه يمه حطت علي راسي.. طلبوني للجهاديه يمه، مش لسني ولا ليا بس عشان اللي جرا لاخوي طلبوني بداله.
لواحظ ضربت علي صدرها وصرخت، وعزام قعد علي حيله وهو منتهي من الخوف، كيف مايكون جاله الموت وهو تارك الصلاة.
❈-❈-❈
في بيت المقاول
كرار داخل البيت يجري، ووقف في نص الحوش ينهج، والكل كان متجمع، فبصلهم وبحس مخنوق من الخوف قالهم:
اني انطلبت للجهاديه.
بقلم ريناد يوسف
يتبببع
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع عشر
في بيت المقاول في وقت سابق
عديله:
مالك ياقزينه زوعتيني فيه ايه نصيبة ايه اللي حوصلت؟
شام حكتلها اللي حوصول كله واللي سمعته، وعديله كانت تسمع وتضروب على رجليها وفاتحه خشمها بصدمه، واخر ماخلصت شام حديتها عديله بصت بعيد وقالت:
سبحان الله ربك يمهل ولا يهمل، خاض فعرضك وشرفك وصال وجال وظلم وشوفي ربك عيمل فيه إيه.. خليه يدوق المر هو وامه ولا يقدروا يفتحوا خشمهم.
شام وهي عتقعد جار عديله:
إيوه ياستي يعني الكلام ديه كرار لازمن يعرفوا ولا إيه، نقولوله عليه؟
عديله: مين اللي يقوله ياهبله، اياكي تكوني عايزه انتي اللي تقوليه ومفكره إنه هيصدقك!
عايزه تتشفي وتشوفي القهر على وشه قدامك صوح، بس احب اعرفك إنك لو قلتي لكرار حرف واحد من اللي سمعتيه ديه محدش هيتقهر غيرك، اول هام هيقول إنك مكيوده وعشان إكده جايبه الحكي ديه كله من حداكي، تاني هام هيقول إنك عايزه تمرمغي سمعتها في الارض عشان توبقي زيها زيك، وخصوصي إن واد الهبله لفت مخه الحيه وضحكت عليه بحوصلة الحمامه ومفكر إنه شاف شرفها بعينه.
وغير إكده شوقيه لا ابوها ولا امها هيسكتوا لو عرفوا ان شي كيف ديه اتقال على لسانك وهيمرمروا عيشة كرار وامه والمرمره هتاجى على راسك انتي.
شام: يعني نسكتوا ولا كننا سمعنا حاجه؟ طب والواد اللي فبطنها اللي مش واد كرار، يعني هو يتنكر لبته اللي من صلبه ويربي عيل غيره عادي؟
عديله:
بووووه عليكي وعاللي جابوكي وعلى كلامك اللي تطير فيه رقاب، ياغشيمه مش ولده كيف وهو خطبها شهور ومتجوزها من شهر ونص وطلعت حبله فاربعين يوم؟! الواد واد كرار متتهبليشي.
وبعدين اي حاجه هتتقال دلوك هتروحي فيها انتي مش حد تاني قولتلك افهمي افهمي.
إحنا دلوك ربنا بعتلنا سبب يمكن فيه رحمه ليكي من يد شوقيه.. خلينا نلاعبوها هبابه ونستغلوا خوفها من إنها تتفضح.. بعدى إنتي بس وهمليني اني اشوف شغلي معاها، وانتي اقفي بعيد واتفرجي وليكيش غير الذبده.
❈-❈-❈
أما في الوقت الحالي
كرار داخل البيت يجري، ووقف في نص الحوش ينهج، والكل كان متجمع، فبصلهم وبحس مخنوق من الخوف قالهم:
اني انطلبت للجهاديه
صدمه ظهرت على وشوش الكل، وشهقات طلعت من افواه الحريم، ومفيش غير تنين بس اللي وشوشهم وملامحهم لمعت بالفرحه.. عزت.. وشام اللي كانت طالعه بالشاى من الموطبخ وسمعته وهو عيقول إكده.. وهمست لروحها.. جهاديه يعني سنين بُعاد.. احمدك واشكر فضلك يارب
نعيم:
ميته ديه حوصول ومين اللي بلغك ياكرار؟
كرار:غفير دلوك جاني من حدا العمده وخبرني
حوريه:
إيوه امال ايه، ماراح اللي كان يعرف يطلعكم منها ومخلاش حد من رجالة البيت رجله خطت عالميري، له عقولك ايه يانعيم تتصرف وتطلع ولدي كيف مااخوك طلعلك عيالك التنين ومخلاش حد فيهم يخدم في الجهاديه يوم واحد.
نعيم بقلة حيله:
واني اعمل ايه يعني ياحوريه مانتي خابره إن توفيق الله يرحمه هو اللي كان معاه الحل والربط، وهو اللي كان يعرف يتصرف في المسائل داي وهو اللي كان ليه معارف كتير اني معرفش حد واصل.
كرار بخوف:
يعني ايه ياعمي، يعني اتاخدت عالجهاديه إكده خلاص، يعني لبست في المرار دوناً عن رجالة البيت كلهم؟
ليه بس ياربي إكده، ليه حظي عاثر لدرجة إنه عيخلي كل شين يحصول معاي اني دونا عن الناس كلها، ليه بس اني المبلي؟
شام كان نفسها ترد عليه وتقوله من عمايلك السوده، لكنها طبعاً متقدرش، وعشان ربنا دايما عيكلف اللي يجيب حق الملكوم بناس تانيه، ردت عليه سته عديله الرد اللي كان في نفس شام:
وعلى نياتكم ترزقون.
هي قالت إكده وكرار وحوريه انفجروا فيها كيف القنابل، اللي يقولها شمتانه واللي يقولها فرحانه، وحوريه غسلتها غسل بالكلام، لولا نعيم فض الموضوع وقالهم خلاص سيبوها كلمه وطلعت، وصفوت كمان دافع عنها وسكتهم. وكل ديه وشوقيه واقفه علي باب اوضتها متربعه وعتسمعهم، وحتي متدخلتش بحرف واحد.. الا لما كرار رفع عيونه عليها، وراحلها بخطوات مهزوزه وقف قدامها وبهمس قالها:
انطلبت للجهاديه ياشوقيه سمعتي؟
شوقيه ببرود:
سمعت
كرار: ومالك عتقوليها إكده كأنها هينه عليكي؟
شوقيه بنفس البرود:
عشان هي هينه صوح، هينه عليا وعليك انت كمان، وحلها في اليد، بس إنت اللي رايح تبكي وتشكي وتنوح للناس الغلط، من إهنه ورايح لما تجرا معاك حاجه زي داي اول وحده تاجي تترمي فحضنها وتشكيلها شوقيه وتشوف هتعمل ايه.. انما تروح تشكيلي للي لا يحل ولا يربط، واللي قاعدين يبصولك ولا هاممهم، وكتها هقولك خليهم ينفعوك وانفض يدي منك.. ودلوك.. هم بينا علي بيت ابوي، واوعاك تنسى إنك نسيب العمده وجوز بته، واللي يجرا علي باقي الخلايق مينفعش يجرا عليك.
قالت اخر جمله بحسها العالي سمعت البيت كله، وبعدها دخلت جابت الملس بتاعها لبسته وخدت كرار وعلى بيت ابوها العمده.
❈-❈-❈
اما حدا بيت همام
عزام بقهر:
يااابوي عالسواد اللي الواحد هيشوفه.
حمدون ابوه:
ولا سواد ولا حاجه، اجمد ياد إكده وخليك راجل، الجهاديه عتعلم المرجله، خليت ايه للحريم وانت عتولول إكده؟
عزام: عتعلم المرمطه يابوي مش المرجله، عتعلم الموت، دلوك ارجعلكم في صندوق ويقولولك ولدك الشهيد اهه يابو الشهيد كيف ماعنشوفوا صندوق داخل البلد كل يوم والتاني.
حمدون ولواحظ في حس واحد.. تف من خشمك الشر بره وبعيد.
حمدون: تفائل بالخير تشوفه ياولدي، هون على روحك والجهاديه كله عيروحها، والعمر مكتوب والموت حق واللي رايده ربنا هيكون، والموت لو اجلك خلص هيجيك لو كنت في برج مشيد
ودلوك هم جهز حاجتك وشوف هتاخد ايه معاك عشان تطلع على جبهتك يابطل وتدافع عننا وتحرسنا مع خواتك اللي هناك، وتخلينا نناموا واحنا مطمنين.
كلام حمدون هدى نار عزام هبابه وطمن خوفه، لكنه مهداش ناره هو، ولا برد قهر قلبه علي ولاده التنين، اللي واحد منهم اتشل، والتاني خدته الجهاديه وياعالم هيعاود منها حي ولا له، ويصفي هو لحاله في الاخر كأنه ماخلف ولاد ولا شم ريحتهم.
دخل عزام أوضته وابتدا يشوف هيعمل ايه وياخد معاه ايه، واول حاجه خدها مكنة الحلاقه، وبشكير وكام حاجه إكده بساط معرفش ياخد ايه غيرهم ولا يعمل ايه،
وطلع بعدها راح حدا اخوه همام يقعد جاره شويه، واثناء ماهو قاعد مع اخوه، دخلت بسيمه عليهم بالوكل، وهي وهمام اقنعوا عزام يتغدى معاهم بالعافيه، وفضلوا يصبروا فيه ويخففوا عنه خوفه، وفي الاخر راحت بسيمه على صندوقها فتحته وفتحت صرة الفلوس وطلعت منها مبلغ محترم وراحت على عزام ودستهوله فيده وقالتله:
خلي دول معاك واشتري بيهم اي شي تعوزه هناك، متجوعش ولا تعطش هات اللي نفسك فيه وبس تاجي اجازه هعطيك غيرهم.
عزام بص للفلوس اللي فيده ورفع عيونه عليها وبنبرة شكر وعرفان قالها:
وبعدهالك يابت عمي عبصمد جمايلك كترت علينا ميته هنقدروا نوفوا كل ديه؟
ردت عليه بسيمه بإبتسامه:
بين الاخوات مفيش جمايل ياعزام، واني عليم الله اني معتبراك اخ، وذادت اخوتك ومعزتك فقلبي من يوم مادافعت عني فبيت المقاول وكنت واقف تصرخ من خوفك عليا كيف اسد مجروح.
عزام اتبسم وبسيمه سكتت ومتعرفش إنها بكلامها ديه رمت شعلة نار على كوم قش فقلب همام اللي انفاسه ابتدت تعلى وتهبط وبعلوا صوته زعق مره وحده خلى الاتنين جفلوا:
ايوواااا. يعني استغفلتوني انتو التنيين، وكت ماسألتكم ايه اللي جرا قلتوا ولا حاجه، مجاتكمش الجراءة تقولوا اللي كنت خايف منيه حوصول ياهمام، انطوقي عيملك ايه كرار الكلب انطوقي.. لمسك، مد يده عليكي مسك طرف توبك شمك ضمك انطووووووقااااااي
بسيمه ردت عليه بعصبيه مماثله:
اخررررس قطع لسانك، وقطع اليد اللي تتجراء تتمد على طرف توب بسيمه وتمسه، مين داي اللي اتضمت واتشمت ياعويل انت؟
همام بوجع وصوت مخنوق من الدموع:
إيوه صوح اني عويل، عويل وعاجز ومشلول وحتى مرتي قادرشي احميها.
رد عليه عزام بإعتراض: مرتك حدش داسلها علي طرف ياهمام، وكرار ممسش شعره منها ولا جه ناحيتها حتي، كل الحكايه إنه طردها من البيت وحلف يمين طلاق ماتدخله تاني.
همام:.
ومن غير مايحلف مين هيخليها تخشه تاني ولا توصل حداه الخسيس ديه، اني من لاول مكنتش راضي بروحتها بس هي عفصت فنص قلبي وخلتني وافقت بالقوة والغصبانيه، وادي النتيجه.
عزام: ماجراش شي ياخوي سمعتلها كلمتين واني كمان سمعتلي كلمتين وخلاص، بس شافت اختها وبت اختها وجات، ومره ومش هتنعاد.. مش إكده يابسيمه؟
بسيمه ردت عليه وهي عتبعد وتروح تقعد بعيد :
اكده.. ودلوك اقفلوا الكلام في الموضوع ديه وانسوه خلاص، كيف مااني هنسى اختي وهنسى شوفتها مره تانيه.
خلصت كلامها وقعدت بعيد وشردت فأختها وحالها وملامحها كساها الحزن، وهمام برغم قهرته عليها الا إن قلبه اتعصر لما شاف حالها اتبدل والهم ركبها، وغمض عيونه بوجع واتمنى لو كان بيده يخلصها من كل شي مكدر صفوها مكنش اتردد لحظه وحده وكان خد كل الهم منها وحطه فقلبه هو بدالها
❈-❈-❈
اما فدوار العمده
شوقيه:
هاه قولت ايه يابوي هتطلع كرار من الجهاديه مش إكده؟
العمده مردش على شوقيه ومسك كباية الشاي اللي قدامه وشرب منها شفطه وعمل حاله عيفكر، وبعد دقايق من السكوت كرار انتهى فيهم من الخوف، اخيراً العمده نطق وقال:
هي صعبه يابتي، بس بأذن الله مفيش حاجه تصعب على ابوكي، ولكن عشان نعملوا ديه لازمن كرار يحل كيسه، الموضوع عيصرف وابوك الله يرحمه سيد العارفين واكيد قايل قدامكم يعني.
كرار: له والله ياعم ماقال حاجه.
العمده:
طيب اني قلتلك اهه، الحكايه بدها فلوس، واظون انت دلوك تحتكم، بعد ماقسمتوا الورثه.
كرار: صوح احتكم ياعمي، بس للاسف احتكم علي ارض ومعدات مش فلوس، واظون ان شوقيه جابتلي منك باقي حق اللودر عشان اقدر اشتريه.
العمده:إيوه صوح، طيب والعمل ايه دلوكيت، ماهو يالدفع يالجهاديه، واني معاييشي كان دفعت عنك.. يوبقي خلاص سلم أمرك لله واتجند ياولدي وربنا يسترها عليك وترجع سالم مش ترجع فصندوق.
شوقيه بس سمعت حديت ابوها شهقت وضربت علي صدرها وهي عترد عليه:
وه يابوي الشر بره وبعيد كلام ايه ديه، ربنا يحفظه لشبابه وليا وللي فبطني.. تقولش إكده يابوي على جوزي وابو عيالي، واتصرف عشان خاطري وطلعلي جوزي بأيوتها طريقه، اني مهخليهش يبعد عني ويروح للموت برجليه لو هبيع روحي عشانه.
العمده بتفكير:
طيب فيه حل بس معارفشي كرار هيوافق بيه ولا له؟
كرار بلهفه: قوله ياعمي واني موافق بس يكون فيه خلاصي.
العمده بخبث:
ال٣ قراريط اللي جوار ارضي طلعوا من نصيب مين؟
كرار: طلعوا من نايبي اني، اشمعنا؟!
العمده: يلزموني، هاخدهم منك واخصم منهم فلوس اللودر وفلوس طلوعك من الجهاديه، مع إن دول هيكلفوني اكتر من حق ال٣ قراريط، بس كله عشان خاطر عيون شوقيه وغلاوتها عندي، هاه قولت ايييه
كرار بتفكير: هاه؟
العمده: هاه ايه اخلص يا ايوه ياله ممحتاجاشي كتر تفكير.
شوقيه ردت بداله:
تفكير فأيه بس يابوي، إيوه طبعا موافق امال يعني يروح الجهاديه ويعاود بتابوت كفالله الشر، وقتها هتعملوا ايه الارض والقراريط؟ الارض تتعوض انما هو له.
كرار بإقتناع:
إيوه صوح كلامك ياشوقيه، تغور الارض، خدهم ياعمي ال٣ قراريط وطلعني.
العمده بفرحه مقدرش يداريها:
خلاص على بركة الله، روح اطلع لعواد هات من حداه ورقة مبايعه وتعالالي.
وبالفعل طلع كرار ورجع بورقة مبايعه، ولقى العمده مستنيه ومعاه تنين غفر شهود، ومضى العقد وخد الارض وقاله خد مرتك وروح وانسى امر الجهاديه نوهاااائي.
❈-❈-❈
عاود كرار بشوقيه البيت، ودخل معاها يده فيدها والابتسامه شاقه خشمه شق، وأول مادخلت شوقيه رقعت زغروته رنت في البيت كله، وعلى صوتها الحريم كلهم طلعوا من الموطبخ والرجاله انتبهوا، وحوريه سألتها بلهفه:
بشري ياشوقيه اتحلت؟
شوقيه وهي عتبص لنعيم وباقي الرجاله بخبث ردت عليها:
إيوه يمه اتحلت امال ايه،عشان بس تعرفوا مايجيبها الا حريمها.
قالت كلمتها ورجعت تاني تزغرت وتلف في البيت بالزغروته، وبعدها دخلت اوضتها وشاورت لكرار يتبعها.
وأول مادخل وراها نبهت عليه مايقولش لحد إنه باع الارض لابوها وخليهم مفكرين إنه ساعده مساعده عشان يعرفوا إنه وراه ضهر ويعملوله حساب، وهو كالعاده مايملكش غير إنه يقولها سمعاً وطاعه.
اما شام فكانت قاعده فأوضة عديله ترضع بتها، ومن أول ماسمعت الزغاريت عرفت إن كرار نفد منها، فإبتسمت بمراره على حظها اللي ولا يوم خلف عهده بيها، وقسمُه بأنه يحرمها من كل حاجه تفرحها.
وبصت لبتها ومسدت علي خدها بحنان وهي عتهمس لروحها:
الا انتي اللي غفل عني حظي الشين فيها ومقدرشي يمنعك عني، وكأنه عيقولي خدتي حاجه كبيره قوي ومتحلميش تاخدي حاجه زينه بعدها.
❈-❈-❈
عدوا شهر ونص
فيهم بت شام وتوتت وبقت كيف البدر فليلة تمامه وعليها خفة دم وقبول وحلا يخلي العين اللي تقع عليها تتعلق بيها معاوزاش تحيد عنها.
وصوح كرار جوزها بعيد عنها وملهي مع شوقيه، بس عيونه بقت تبصلها طول الوكت وبنظرات جعانه، كيف مايكون واحد عيان مشتهي الوكل وممنوع منه.
ومش بس عيون كرار اللي عتاكل وتشرب فشام، له دا عزت كمان عنيه مقاوطاها طول الوكت وطول ماقاعد في البيت باصصلها، وكل هبابه بس تسيب ربيعه مع ستها عديله يروح ياخدها ويفضل يلاعب فيها، وكل سبوع والتاني يجيبلها لبس ولا حاجه وهو جاي من الشغل عشان يفرح بيه شام.
أما حريم البيت كلهم فكانوا يبصوا لربيعه ومشتهيين شيلتها وحبه من خدودها الحمر الحلوين، لكن خوفهم من حوريه وشوقيه وحتى كرار مكتفهم، بس ديه ميمنعش إنهم عيسرقولهم حبه منها كل فين وفين في الخباثه ومن غير ماحد يشوفهم.
اما ممدوح فمبقاش يفارق ربيعه واصل، وطول الوكت قاعد جارها، تنام يقعد ساكت ويلعب من غير صوت ولا حس، وتصحى يقعد يلاعب فيها ويحكي معاها كيف ماتكون كبيره وفاهمه كل اللي عيقوله.
اما شام فكانت كل يوم تكبر فيه بتها قدامها وتتغير ملامحها وجمالها يبان قلبها يفرفط من الفرحه، وخصوصي لما البت ابتدت تتعرف عليها وتتعلق بيها وتبتسملها كيف ماتكون عتقولها افرحي يمه واصبري اني جارك ومعاكي.
اما شوقيه فممبطلاش دلع علي كرار ولا طلبات، وهو بس تقوله علي حاجه يلبيها فورا كرمال اللي فبطنها واللي طاير بيه السما.
وبقي كل يوم يصحى لحاله من فجر ربنا ويفطر ويطلع قبل حتي رجالة البيت كلهم، ويعاود اخر النهار وكل اللي عيمله يحطه فحجر شوقيه.. واتبدل حاله واللي يشوفه ميقولش إن ديه كرار حيلة امه المدلع واصل.
❈-❈-❈
اما فبيت همام
حمدون عاود من الغيط واترمى عالكنبه يلقط انفاسه بتعب.
بسيمه شافته وجريت ملتله كوز الميه من الزير وجابتهوله يشرب وهو خد منها الكوز وقالها:
تسلمي يابتي وتسلم يدك ويسلم ذوقك، ياللي معيملتها وحده من بناتي ولا مرتي.
لواحظ بزعيق:
كنا هنقوموا اهه ونجيبولك وكل وميه وكل حاجه، بس هي اللي كيف ماتكون هتاخد جايزه لو سبقت بيها، واديك قولتلها الكلمتين اللي عايزه تسمعهم وعطيتها الجايزه مبروكه عليها.
حمدون:
والله لو فيكي حيل ومروه كد طولة لسانك كان ربنا عطانا.
لواحظ بصتله ومتكلمتش، وهو شرب وقام راح لولده همام اللي طول اليوم مشافهوشي واتوحشه.
حمدون: كيفك ياولدي انشالله صحتك مليحه اليوم وزينه.
همام: مليحه يابوي نحمدو ربنا على كل حال، الله يعطيك العافيه انت، قولي عيملت ايه في الغيط.
حمدون:
تعبت قوي ياهمام ياولدي، الحيل مبقاش كيف لاول و يادوبك عزقت قراط ومقدرتش اكمل، ولو كريت للزرع اللي جاي هيكون حق الكروه ونوبقوا لا كلنا ولا شربنا.
همام: طب والعمل يابوي، هتعمل ايه دلوك؟
حمدون:ماهم لو التلات مساخيط اللي بره دول ياجوا يساعدوني كيف مالحريم عتساعد اجوازها وابهاتها مكنتش عتلت هم، الا دم داخل عليهم مسقطرهم لو طلعوا معايا يوم يقعدوا شهرين قباله يقولوا بوه عيانين.
بسيمه:
عقولك ايه ياعم ايه رأيك اني هطلع معاك اساعدك علي كد حيلي انفع؟
حمدون بص لهمام ياخد رأيه فكلام بسيمه، لكن لما شاف ملامحه اتعكرت بالزعل رد عليها قوام وقالها:
له يابنيتي خليكي انتي جار جوزك وهملي الغيط وتعبه وقرفه اني هشوفلي فيه حل. ولو لزم الامر هرهنها وابيع البقره ولينا رب.
بسيمه : طيب عندي حاجه تانيه كنت عايزه افاتحك فيها انت وهمام.. بعد اذنكم يعني اني طالبه من بيتكم كام متر من الاوضه اللي عالشارع هقفلهم واعملهم دكانه، بقاله صغيره إكده نجيبو فيها شاي وسكر وزيت وسمنه وتسالي للعيال.. اقرب دكانه علينا في النجع التاني، ولو عيملناها احنا هناخدوا كل زباين البلد، الفلوس معايا بتاعة البضاعه، والدكانه هي مخمرة طين نعملوا بيها حيطه ونحطوا عليها باب من بره وخلاص.. وتقعد فيها انت بدال الغيط وشقاه.
حمدون بتفكير: والله فكره زينه، ايه رأيك ياهمام فكلام مرتك.
همام رد عليه وهو باصص لبسيمه: اي حاجه تقولها بسيمه اني موافق بيها، الا إنها تطلع من البيت وتهملني، لا لغيط ولا لغير غيط.
حمدون: طيب حيث إكده من بكره نمخمروا ونعملوا الدكانه.
همام: والغيط ارهنه وبيع البقره.
بسيمه بإعتراض:
له، البقره له، الغيط يعطيه لحد نص يكلف نص، والبقره تقعد في البيت تاكل من النص بتاعنا واهو هيتزرع ببلاش.
حمدون ابتسم ورد عليها برضى:
والله يابنيتي ماقول يعلى على قولك.. خلاص على خيرة الله، من بكره اشوف حد ياخد الغيط نص يكلف نص ونبتدوا في الدكان، وربنا يجعله وش الخير علينا يارب.
بسيمه: امين يارب ياعمي.. ودلوك هقوم اجيبلك لقمه تتغدى إنت وهمام زمانك واقع من الجوع والتعب.
خلصت كلامها وطلعت طوالي، وحمدون بص لهمام وقاله:
والله ماعارف ياهمام ياولدي إنت عملت ايه في دنيتك زين عشان ربنا يجازيك ببسيمه، ولا هو باعتهالنا كلنا تعدل مايلنا ولا ايه بالظبط؟
همام بتنهيده:
والله يابوي على كد ماهي نعمه كبيره على كد ماهي عذاب اكبر، وعلى كد فرحتي بيها على كد خوفي احسن يكون ربنا ناوي يعذبني بيها ويدوقني الحرمان.
حمدون اتأثر بحاله ورد عليه:
سيبها عالله ياولدي، سيبها عالله وهو هيريح قلبك وبالك.
همام: ونعم بالله يابوي.. ونعم بالله.
❈-❈-❈
في بيت المقاول
شوقيه راحت عالموطبخ ووقفت على بابه وبأمر قالت لشام:
انتي يااسمك ايه، تعالى نضفيلي اوضتي وخدي الغسيل اغسليه حاكم اتكوم.
شام كانت عتغسل في المواعين، بصت لحوريه عشان تشوف رأيها ايه، وحوريه بصت لشوقيه اللي كانت بصالها بتحدي، كيف ماتكون عتقولها اعترضي واني اخلي كرار يشوف شغله معاكي، فجلت حسها حوريه وقالت لشام:
هملي اللي فيدك ياشام وروحي مع شوقيه وشوفيها عايزه منك ايه اعمليهولها.
سمعت الكلام شام وقامت من سكات، وراحت مع شوقيه الاوضه وابتدت تكنس فيها وترتب، وشوقيه قاعده قبالها عتميل وتتعدل وهي عتنضف وتروح وتاجي قدامها، ونار شعلت فيها، ولقت نفسها مره وحده عتقوم وتروح على شام وتمسكها من شعرها وتهز فيها بكل حيلها وهي عتقولها:
متنضفي زين ولا مكريه كرايه، عتخدمي ليه خدمة البت لمرت ابوها ها؟
شام فضلت تحاول تفك روحها منها وهي مش فاهمه عتعمل فيها إكده ليه، وفنفس الوكت خايفه تمد يدها عليها تجرالها حاجه وتنزل اللي فبطنها، ووكتها دبحها علي ايد كرار هيكون امر محتوم.
ولكنها لما اتوجعت ومقدرتش تتحمل ابتدت تصرخ وتستنجد بستها عديله، ولما عديله سمعت صراخها جات عليها جري وسبقت الكل على الاوضه اللي جاي منها حس شام، ولما شافتها بين ادين شوقيه وعماله تقطع فشعرها وتخبطها فكل حيط شويه، رمحت عليها وابتدت تحوش فيها، لكن شوقيه كانت كيف ديب مسعور ومسك فريسه، ولما مقدرتش بحس واطي وهي متشعلقه فأديها قالتلها:
همليها يافاجر يابتاعة حوصلة الحمامه يازانيه، همليها احسن افشي سرك واكشف المستور وتروحي ورا السمس وبدال مانتي معلقاها من شعرها وعتمرجحي فيها اخليكي تتعلقي انتي من شعرك فسجره وتتمرجحي بس هتكون روحك مفارقه جتتك.
وشوقيه سمعت كلام عديله واعصابها سابت، وحست برعشه سرت في كامل جسمها، وبلعت ريقها بخوف وهي عتبص لعديله وتنقل عيونها مابينها وبين شام، وكان في الوكت ديه الكل اتجمعوا علي باب اوضة شوقيه وابتدوا يسألوا ايه اللي حوصول، ولما شافوا منظر شام وفهموا إن شوقيه ضربتها، ورده ونعمه وفكريه وحتى عدويه طلعوا راحوا عالموطبخ من غير اي رد فعل، ومفضلتش غير بدور بس تتفرج وتتشفى فمنظر شام وهي مضروبه ومتقطع شعرها فيد شوقيه.. وحوريه اللي واقفه مش عارفه تعمل ايه في شوقيه اللي اذاها دلوك على شام وياعالم لو سكتتلها بكره اذاها هيطول مين؟
ويمكن يطولها هي ذات نفسها. لكنها في النهايه اختارت السكوت، واكتفت ببصة تحذير لشوقيه، ومتعرفش إن شوقيه فدنيا تانيه خالص ومش معاها.
عديله بحزم:
روحي عالموطبخ ياشام، واوعاكي اللي متتسماشي داي تقولك تعالي اعمليلي حاجه وتعمليهالها، لو عتموت قدامك، وجارك دواها وقالتلك لافيهوني اوعاكي تلافيهولها سامعه.
شام هزتلها دماغها بموافقه، وعديله بصت لشوقيه وبنبرة تهديد قالتلها:
وانتي حسك عينك تتطلعي عليها تاني بعين رديه ولا تطلبي منها شي، ولو ديه حوصول متلوميش غير حالك يابت العمده، فاهمه ولا افهمك وافهم الكل؟
شوقيه بخوف واضح:
فاهمه فاهمه، خلاص مش هقولها على حاجه تانيه ولا اطلب منيها حاجه اخر نوبه.
خلصت كلامها وهي باصه لعديله بترقب تشوف ايه اللي هيطلع من خشمها تاني، وعديله اكتفت بإنها خدت شام وطلعت بيها بعد مابصت لشوقية بصه بمعني اني خلاص من اليوم وطالع هقفلك بالمرصاد.
اما حوريه فكانت واقفه وشايفه كل حاجه عتجرا والعجب مخليها متاخده من خوف شوقيه من عديله وخنستها قدامها كنها ماسكه عليها حاجه!
أما بدور فبمجرد ماوصلت شام قصادها بلؤم بصت لشوقيه وقالتلها:
براوه عليكي يامرت واد عمي، إيوه أكده شدي حيلك وربي اللي عايز يتربي في البيت ديه.
عديله سمعت كلام بدور وهجمت عليها ومسكتها من شعرها ونزلتها للأرض بحيلها كله وهي دايسه على راسها وعتقولها:
والله مافي حد عايز يتربى في البيت ديه غيرك ياام كواشي يابتاعة الجاز يامقمله ياللي القمله فراسك تجر قطر، قطر لما ياخدك بالباط ياغياره ياام نار،
اصلا كل وحده عتكره شام من غيرتها؛ عشان شام احلى منكم كلكم ياشوية رمم يامعفنين.
خلصت كلامها وعدويه جات جري من الموطبخ علي حس صراخ بتها خلصتها من ادين عديله ومشت بيها عالموطبخ وهي عتسكت فيها من البكا بحسها العالي، وعديله خدت شام وراحت بيها على اوضتها، ومبقاش في الاوضه غير شوقيه وحوريه، وحده خايفه ومرعوبه لحد الموت، ووحده هتموت وتعرف سر رعبها وخوفها، وايه اللي حدا عديله وماسكاه عليها؟!
يتتتبع
نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الخامس عشر
طلعت حوريه من اوضة شوقيه اخيراً بعد ماادتها نظره معناها إني شكيت فحاجه وحتماً هعرفها، وهملت شوقيه في الاوضه لحالها هتتجنن من كلام عديله وتسأل روحها ياترى جابته من فين وعرفته كيف، ياترى الدايه هي اللي فضحت سرها ولا ايه، وقالت لروحها اكيد الدايه، ماهو مفيش حد يعرف بالسر غير تلاته، هي والدايه والتالت اللي هرب بعملته وبفلوسها ومن ساعتها مجاش ولا حس ولا خبر.
وخوف سيطر عليها والسؤال اللي عيتردد فدماغها دلوك هو ياتري كرار لو عرف هيعمل فيها ايه؟ وياتري عديله هتقوله ولا هي بس عتهددها عشان تكف اذاها عن شام؟
وهمست لروحها:
كله هيبان مع الايام، واللي مكتوبلك ياشوقيه هتشوفيه، بس اوعك تضعفي ولا تبيني خوفك عشان الخواف عيتداس ويتاكل، والناس كيف الديابه بس يشموا ريحة خوف الواحد عيهجموا عليه وياكلوه وكل.
❈-❈-❈
عاود كرار من بره، واتلفت حواليه، ولاول مره ميلقاش شوقيه واقفاله فمعاد رجوعه علي باب اوضتها وحارسه عيونه احسن يبصوا لشام!
فراح على الاوضه فتحها وشاف شوقيه قاعده علي السرير ومهمومه، وحتي مانتبهتش للباب وهو عيتفتح، ولا خدت بالها منه وهو عيدخل لغاية ماقعد جارها، ولولا مامسك يدها لحتنها انتبهتله، وبإبتسامه باهته قالته:
اهلا يامقاول جيت ميته ياحبة عيني ماخدتش بالي ليك؟
سألها كرار بإستغراب اكبر لنبرتها الهاديه:
مالك ياشوقيه إنتي تعبانه ولا حاجه؟
ردت عليه وهي سرحانه:
هبابه بس، تعبت واني عنضف الاوضه وحيلي هبط.
كرار وقف على حيله وبغضب قالها:
وليه تنضفي انتي ياشوقيه ومن ميته عتنضفي، مجبتيش المخفيه ليه تنضف مكانك، مش قايلك اني قبل سابق تخلي كل شغلك الشاغل اللي فبطنك وبس ويدك متتمدش على صنف حاجه؟ اني هجيبهالك من شعرها تلحسلك الاوضه بلسانها.
شوقيه وقفت منتوره وقالتله بإعتراض:
لااااه.. متجيبهاش معاوزاهاشي تعملي حاجه من إهنه ورايح.
كرار بعجب: ليه يعني واشمعنا؟!
شوقيه بلجلجه:
معرفشي، بس كل ماعتاجي تعملي حاجه في الاوضه وتتفرج علي حاجتي وعلي اللي فأوضتي واللي انت جايبهولي فيها، عحسها عتصيبني بالعين وعقعد بعدها يومين تلاته حاسه بخنقه وديقه، خليها بعيد عني عتستكترك عليا وتستكتر عليا الراحه.
كرار بتفهم:
امممم، طيب مادام إكده اوبقي نادمي على اي وحده من البنات تساعدك متتعبيش حالك وتتغاشمي في الخدمه، ياللي ماكنتي تعمليها وانتي فاضيه اتشطرتي دلوك وانتي حبله؟
شوقيه:
هي نوبه ومش هتتكرر تاني وهقول لوحده تساعدني او هبعت لوحده من اللي عيخدموا فبيت ابوي تاجي كل سبوع ولا حاجه تعملي الاوضه وتغسلي غسيلي.
كرار بإعتراض:
له، حدش غريب عيخش بيتنا ولا يختلط بينا، احنا عنعملوا حاجتنا مننا فينا،ديه سلوا بيتنا
شوقيه بإعتراض:
كان سلوا بيتكم زمان، وابوك. وامك اللي كانوا ممشينه علي هواهم، دلوك. ابوك مات وامك زمنها ولى، وبقي فيه مقاول جديد ومرت مقاول جديده ومن اليوم وطالع إحنا اللي هنعملوا سلوا جديد علي مزاجنا ياكرار فاهمني.
كرار بصلها ومردش وهي كملت:
من اليوم وطالع ياكرار الكلمه في البيت ديه كلمتك وكلمتي، والباقي كلهم يسمعوا ويطيعوا واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط، ياإكده ياإما تبنيلي بيت لحالي.
كرار:
جديده حقه النغمه داي ياشوقيه، ولا بس عرفتي إن عمي هو وعياله هيبنوا وهيطلعوا من البيت هتعاندي فيهم؟
شوقيه:
والله ماعرفت حاجه واول نوبه اسمع منك إن عمك هيبني!
كرار:
له هيبني في الجنب الغربي من الجنينه وجاب الاسمنت والرمل والطوب وبعد بكره هيبتدي بنا.
شوقيه بديقه:
شوف ولا قالوا ولا حد جاب سيره، وعدويه مرت عمك خانسه وساكته وممتكلماش ولا جايبه سيره، تلاقيها خايفه من العين.
كرار: له مش حكاية عين ومش عين، بس هي مرت عمي مش رطاطه ولا عتحب كتر الكلام، تقيله.
شوقيه: اممم طيب ماشي.
كرار:اتغديتي؟
شوقيه: ليش نفس
كرار: فيش حاجه اسمها اكده انتي حبله، همي يلا تعالي بره هقول لوحده من الحريم تجيبلنا وكل ونتغدوا اني وانتي الا اني ميت من جوعي.
وطلعت شوقيه معاه وقعدت في الحوش، وهو نادى على امه وقالها تخلي وحده من الحريم تجيبلهم وكل، وأمه بعد مانبهتله على وكل جات قعدت جارهم وبصت لكرار وقالتله:
الا عقولك ايه ياولد بطني.. امال يعني عمال تكبش وتحط فحجر مرتك وكل اللي عتعمله ليها هي وامك ناسيها خالص ولا بقيت حتى تبص فخلقتها!
كرار: وهو انتي محتاجه ايه يمه ولا هتعملي ايه بالفلوس، وبعدين شوقيه الفلوس اللي عديهالها عتحوشهالي مش عتصرف منها مليم اوحمر علي روحها.
حوريه:
وهي عتعوز ايه عشان تصرف، ماانت كل يوم والتاني داخل عليها شايل ومحمل ومعبي اوضتها بمشتهات الانفس ولا تقول ادوق امي من اللي جايبه حتي.
وبعدين اني ياحبة عيني معاوزاشي منيك حاجه، اني عايزه حقي بس، فلوسي اللي سلفتهالك لجوازك، اظون إن زنقتك اتفكت دلوك وجحا اولى بلحم توره.
كرار:
حاضر يمه هعطيهملك اني مش ناسيهم، بس وحده وحده عشان معاييش كل المبلغ اليومين دول.
حوريه: براحتك بس اهم حاجه ترجعهم. قالت جملتها وبصت لشوقيه اللي ملامحها اتعقصت بس جات سيرة الفلوس وسدادها، وركزت معاها زين وهي شام طالعه من الموطبخ ورايحه علي اوضة ستها عديله، ولاول نوبه تشوف عيون شوقيه عيبصولها بخوف مش بغضب، وأول ماانتبهت ان الجده عديله واعيالها من الاوضه وهي عتبص لشام خفضت عيونها للأرض قوام، وبحركتها داي زاد العجب فقلب حوريه، وزيه واكتر إتملك من كرار اللي شايف كل تصرفات شوقيه غريبه من ساعة ماعاود.
أما عديله فاتبسمت بفرحه وانتصار وهي واعيه عين شوقيه وسمها اتكسروا من ناحية شام وديه الاهم عندها، اما كرار وهمه ومصيبته فقالت إنه يستاهل كل اللي عيجرا فيه واكتر كمان، وإن فضيحة شوقيه قدامه مهتستفادش منيها حاجه، بالعكس ديه ممكن كله يصب فوق راس الغلبانه شام، فقررت إن شام هي اللي تستفيد وبسس.
❈-❈-❈
دخلت شام الاوضه وقفلت الباب وراها، وراحت على بتها شالتها وابتدت ترضع فيها، وبصت لستها عديله لقتها باصه بعيد وسرحانه بتفكير فسألتها:
مالك ياستي شارده فأيه؟
عديله ردت عليها وهي على شرودها:
عايزه ادس القرشينات اللي اداهملي نعيم، عايزه اخفنهملك فموطرح ميعرفوشي الجن الازرق، الفلوس الكل عارف بيها وهينبشوا عليها نبش مهيسكتوش.
شام: ياستي روحي حجي بيهم اني معاوزاشي حاجه.
عديله: دول مش ليكي دول لبتك، وقولتلك قبل سابق فموال الفلوس ديه متتحدتيش واصل، وبعدين لو عالحج اوبقي ادعيلي بس انتي وعلمي ربيعه بس تكبر تدعيلي وربنا يغفرلي ويسامحني.
وبعد فترة صمت قامت عديله منتوره كيف ماتكون اهتدت للي عتفكر فيه، وراحت على الصندوق بتاعها طلعت الفلوس اللي عطاهالها نعيم، ورفعت مرتبة السرير وفكت صرة الدهب بتاعة شام المربوطه في المله، وصرتهم على بعض ودستهم في قبها وهمت بالطلوع.
شام:
رايحه وين ياستي؟
عديله:
رايحه اودى أمانتك وأمانة بتك للي هيصونها ويحرسها برموش عنيه.
❈-❈-❈
حدا بيت همام
بسيمه ابتدت تبنى في الحيطه بتاعة الدكانه هي وحمدون حماها، وطول ماهما شغالين لواحظ تتمقلت عليهم ومش عاجبها، ولا راضيه عن الاوضه اللي خربتها بسيمه ومن وجهة نظرها وديقتها وخربت البيت.
أما همام فاطول الوقت باصص لباب الاوضه ومستني بسيمه اللي بقت تغيب عليه ومشغوله بالحيطه والدكان،
وهو كل ساعتين تلاته تيجي تبص عليه بصه تشوفه محتاج ايه وتعملهوله،وتهمله وتطلع تاني من قبل مايشبع منها، وطول النهار مهملاه جعان للبصه عليها معيشبعش جوعه وعطشه منها غير بالليل وهي نايمه عالارض جاره وهو يسهر يتملى فيها، كيف الصايم اللي ماعيصدق يجي عليه الليل عشان يفطر.
وبعد ٤ ايام شغل اخيراً كلمت الحيطه، واتركب الباب من بره، وجهزت الدكانه،
وادت بسيمه الفلوس لحماها نزل البندر وحمل بضاعه وجابها علي عربيه كارلوا، وفيوم وليله اتملا الدكان بالبضاعه، والناس اللي في البلد عرفت بأمر الدكان، وكشيئ جديد مثير للفضول، الكل راح عليه عشان يتفرج، واشتروا من الدكان حتي وهما مش محتاجين الحاجه اللي اشتروها، وديه خلى البضاعه اغلبها يخلص، والمكسب خلى حمدون طار من الفرحه بالرزق والمكسب اللي يعادل نص موسم شغل، وراح فوراً على البندر وجاب بضاعه تانيه وملى الدكان بضاعه لتانى يوم، ودخل يومها عشان ينام، لكن عينه مغمضتش من الفرحه، وفضل طول الليل يدعي لبسيمه ولعبد الصمد اللي رباها.
اما همام فكان واعي فرحة ابوه بالدكان والمكسب، وبمجرد مادخلت بسيمه فرشتها عشان تنام، بص عليها همام وقالها:
اللي عتعمليه معاي ومع اهلي مفيش حد يعمله مع حد يابسيمه،واني والله مااستاهل اللي انتي عتعمليه ديه واصل.
بسيمه ردت عليه وهي مغمضه عيونها:
مش عشانك ياهمام، ولعلمك انت مكدبتش عشان صوح إنت متستاهلش، متستاهلش حتى قعدتي معاك فأوضه وحده، بس اني مقدرشي معملشي معاك اللي ععمله؛ عشان ديه واجبي، انت اتعلقت فرقبتي امانه وهتسأل عليها يوم القيامه، واني معفرطشي فأمانتي واصل. نام ياهمام، نام وخليني انام اني كمان تعبانه.
قالت كلامها وسكتت، وهو كمان سكت، وفضل باصصلها وهو حاسس بغصه فقلبه، وفضل يتاملها وهو عيهمس لروحه:
زعلان ليه، ماانت خابر زين انها عمرها ماهتروقلك، وانها اتجوزتك غصب وباقيه معاك شفقه..وانت رضيت بقعدتها جارك وقلت حتى لو شفقه اني راضي، طمعان فأيه دلوك، فوق ياهمام وفوق قلبك، بسيمه عمرها ماهتبصلك غير بصه من تنين، يابصة كره يابصة شفقه، والشفقه اهون من الكره بكتييير.
ومر الليل، ومر تاني يوم، ويوم يجر يوم عدا شهر والتاني، وبسيمه لما لقت الدكانه ماشي حالها، فكرت ففكرة وهمت بتنفيذها، وقالت البحر الكبير يحب الزياده والرزق يحب الخفيه، وقالت فكرتها لحماها، وكمان رحب بيها، بس همام اعترض لان اللي قالته فيه تعب عليها وكمان فيه بعد ليها عنه، بس بسيمه وابوه اقنعوه، وفي الاخر وافق مغلوب على امره.
وطلعت بسيمه تتفق مع الجيران انها تاخد منهم خير البيوت من جبنه خضرا وبيض وسمن بلدي ويبيعوه هما في الدكان ويكسبوا فيه، وبالفعل ابتدت التنفيذ، وبقت تجمع ريع الجاموس وبيض الفراخ بكميات كبيره، وتبيع اللي تبيعه لأهل البلد، والباقي تاجيله تجار من البندر ياخدوه ويتاجروا فيه هما لما حمدون عرفهم طريق دكانه.
ويوم عن يوم بعدت بسيمه عن همام لدرجة انه بقي يشوفها مرتين في اليوم بس على ميعاد قضاء حاجته ووكله، وطول الوكت ياعتبيع سمنه وجبنه وبيض للناس ياعتلف تلمهم.
ومع كل اللي عتعمله دي، وظروف المعيشه بتاعة بيت حمدون اللي اتحسنت، الا أن همام مكانش راضي بكل ديه، وكان عيتمنى من كل قلبه إنها تبطل اللي عتعمله ديه لو هيشحتوا ويموتوا من الجوع، اهم حاجه تكون قدام عنيه..
دخلت بسيمه البيت اخر النهار بعد يوم من التعب، وبمجرد مادخلت نزلت الحاجه اللي على راسها وقعدت على الدكه تتهوى وتاخد نفسها هبابه، وفجأة سمعت حس لواحظ وراها عتقولها:
حمدالله عالسلامه، قومي خشي الموطبخ اعملي الوكل البنته تعبانين واني عنيا واجعاني مهتحملشي دخان الكانون..وشوفي اني سكتلك كتير بس النوبادي مش هسكتلك يابسيمه وهتسمعي كلامي غصب عنك.
بسيمه:
معملاشي ومحدش يقدر يغصبني، والوكل خشي صحي بناتك يعملوه دا لو عايزين تاكلو يعني، معاوزينش انتو احرار خليكم نايمين انتي وبناتك.
خلصت كلامها ودخلت عالأوضه بتاعتها وقلعت طرحتها وقعدت على الكنبه تاخد نفسها من التعب اللي حالل على كل بدنها، ورفعت عنيها عليه تتفحص حالو وشافته كالعاده عينه عليها ومراقبها وساكت، مكلمتهوش وخدت نفس طويل متعوب وزفرته، وقامت لما لاقيته مد يده عيحاول يتلافى القله يشرب بس مطايلشي،
راحت جابتهاله وقعدت جاره ورفعت دماغه على دراعها وبيدها التانيه سقته، وبعدها رجعت القله مكانها ونزلت دماغه تاني عالمخده وهي شايفه ابتسامته وفرحته المعتاده فكل مره تقرب منيه وتعمله حاجه، وخصوصي وهي عتسنده وتسقيه اكتر من ٥٠ مره في اليوم وكل مايشوف وشها يحس بالعطش، ولساها متعرفش سر عطشه الكتير ديه ايه؟
ولساها هتتحرك من جاره سمعت صوت بطنه عتعمل صوت من الجوع، بصتله تسأله بعنيها وهو حط يده علي بطنه وبص بعنيه بعيد عنها كيف مايكون خجلان من صوت جوعه اللي فضح حاله قدامها.
ومن غير كلام هي فهمت عليه وطلعت من الاوضه وراحت على الموطبخ وابتدت تعمل وكل وهي عتسب وتلعن فأمه واخواته البنته اللي حتي المريض العاجز معيشفقوش بحاله ولا يحنو عليه،
والتانيه بمجرد ماشافتها رايحه عالموطبخ اتبسمت بنصر ونشوة، واستنت الوكل اللي هياجيلها عالجاهز، لكن كل عشمها كان عشم ابليس وهي واعياها طالعه بصحن واحد ورغيف عيش وداخله بيه على اوضتها وقفلت بابها عليها، ولما دخلت الموطبخ بعدها ملقتهاش عامله غيره ولا بداله وكل ولا عملت لتهديدها ليها باعت.
طلعت لواحظ من الموطبخ وهي قايده نار ومصدقت شافت جوزها دخل من باب البيت وراحت عليه جري تشكيله وتبكيله منها، وهو صدها بعنف وقالها:
عقولك ايه همليها فحالها واوعاكي تختلطي بيها ولا تديقي خلقها؛ عشان هي اللي فاتحه البيت دلوك، ولو حملت حالها وخدت بعضها وهملتلك البيت من مكايدتك ومضايقتك ليها انتي وبناتك الوكل اللي مراضياش تقومي تطبخيه لا انتي ولا بناتك هتتمني يكون فبيتك وهتشتهييه وماتلاقيه..
وخصوصي ان واحد من رجالتك راح وواحد اتشل والارض مبقاش فيا حيل ليها، وبقينا على فيض الكريم.. لمي نفسك وطلعي بناتك يعملو الطفح اللي هتطفحيه انتي وهما،
وهاتيلي اي حاجه اتسممها عشان ارجع الدكانه بدال ماتروح مني الزباين لما يقصدو الدكان وميلاقوشي حد فيه.. الدكان بتاعها اللي فاتحاه بفلوسها هاااا، واخده بالك انتي.
بصتله لواحظ وسكتت ومردتش عليه وراحت عالموطبخ من سكات تجيبله وكل، بعد مادورتها فمخها وشافت انها لازمن تتخلى عن دور الحما اللي عتتمنى تمارسه عليها من اول يوم دخلت فيه البيت ومعارفاشي، ولا شكلها هتعرف.. وتسكت وتكف عن المحاوله.
❈-❈-❈
اما في بيت عبد الصمد
عبد الصمد:
خلاص يادهب خلصتوا وجهزتوا حالكم عشان كلها ايام على فرح البت؟
دهب: خلصنا كل حاجه متقلقشي. وميته ماتعقدوا احنا جاهزين، بس قولنا قبلها بيومين عشان نعملوا حاجة الفرح ونجهزوا بشاير.
عبد الصمد:
هقولكم قبلها تقلقيشي، بس فلاول هروح للشيخ جاهين عشان هو اللي هيحدد المعاد وهيعقدلهم.
دهب: طيب وهيتعمل الفرح من غير ماخواتها يحضروا فرحها برضك؟
عبد الصمد:
والله اللي فيدنا واللي نحكموا على اللي عندهم بحكم الاصول هي بسيمه، انما شام انتي خابره زين ومفيش داعي للكلام.
دهب: قلبي قايد نار عليها ومتوحشاها قوي ياعبصمد، وحتي بتها اللي شلتها مره وحده وضميتها لصدري قلبي عيفرفط عليها من الشوق كل ماتهب على بالي.. ياااابوي عالقهر والظلم، منك لله ياللي منك القطيعه.
عبد الصمد:
انسيها يادهب، انسيها كنها ماجات.
دهب بدموع وصوت مخنوق:
بذمتك إنت تقدر؟ خابره انك متقدرشي ومخابراشي كيف قلبك طاوعك تنطوقها، بس مهاخدش عليها وهعمل حالي مسمعتهاشي.
ودلوك وديني لبسيمه عايزه اشوفها واشوف حالها واطمن عليها بنفسي، هعملها زياره زينه ونروحوا نزوروها ونعزمرهم على فرح اختها كلهم هي واهل بيتها، واللي ياجي منيهم ياجي واللي مياجيش مياجيش، بس اهم حاجه بتي تاجي وتحضر عرس اختها.
عبد الصمد هزلها دماغه بموافقه وقالها:
طيب حضري زيارتك وجهزي روحك على بكره نروحولها.
ردت بشاير اللي كانت متابعاهم من بعيد وسامعه كل حكيهم بفرحه:
هروح معاكم مش إكده؟
عبد الصمد رد عليها:
له يابشاير مينفعشي، انتي كلها كام يوم ورايحه عالبلد هناك عروسه، مينفعشي تروحي وتاجي، احنا هنروحوا وانتي تقفلي الباب عليكي من جوه بالغلق لو مين نده مترديش عليه ولا تفتحيله، وخصوصي السيد فاهمه.ولو على اختك هتاجيلك.
بشاير هزتله دماغها بطاعه، لكن دهب ردت عليه بإعتراض:
وهتآمن تهملها لحالها وانت خابر ان السيد رجله راحت وجات وخدت عالبيت ياعبصمد؟ هتهملها مع الديب اللي كل غنمه منك قبل سابق؟
عبد الصمد:
الديب مبقاش ديب يادهب، ربنا تاب عليه وعرف ان الله حق، بس اني خايف من ضعف نفسه بالمحبه مش بالغصب.
وبعدين حتي لو هو شين كيف مانتي عتقولي اني خابر بتي وربايتها زين، وعارف إنها طول ماهي ورا باب مقفول عليها مهتفتحوشي للأذى واصل، واللي حوصول لشام كان بالمكاتره وفلاول والاخر نصيب.
وكمل وهو باصص لبشاير اللي ملامحها اتعكرت من السيره:
ومتنسيش انهم وكت اللي جرا مكانوش بعقلهم ولا فوعيهم يادهب، يعني لو كانوا صاحيين لحالهم مكانوش عيملوها.. وبالذات السيد عشان هو احسن واحد فيهم.
خلص كلامه وبص لبته، واتنهد براحه لما لقى ملامحها لانت ورجعت تتبسم مره تانيه، وغمز لدهب وهي فهمته، وقفلوا عالسيره احسن توقف نفس بشاير من السيد وهما لسه هيقولوا ياهادي.
تاني يوم حضروا بشاير ودهب زياره معتبره، وخدوها هي وعبد الصمد وراحوا على بيت بشاير، ومن أول ماوصلوا البيت ونزلوا الزياره، استقبلتهم لواحظ احسن استقبال، واحسن من استقبالها بألف مره استقبلهم حمدون، وكمان همام لما دخلوا يسلموا عليه رحب بيهم من كل قلبه،
ولما دوروا ملاقوش بسيمه في البيت سألوا عليها، وحمدون قالهم هي فين، وابتدا يحكيلهم عن كل اللي عيملته معاهم وهو فرحان بيها وطاير من الفرح، وكلامه عنها فرح عبد الصمد ابوها وحسسه بالفخر وخلاه رفع راسه ببته قدامهم.
لكن ابدا دهب ملدش عليها حال بتها، وخصوصي وهي واعياها داخله من الباب المشنه على دماغها وسبت فيدها، وخلجاتها كلهم عفار!
نزلت بسيمه اللي على راسها، وهي عتهتف بأسم ابوها وامها بفرحه، ولأول مره لواحظ تساعدها وتنزل منها شيلتها.
وراحت بسيمه على امها وابوها بلهفه سلمت عليهم وخدتهم بالباط، وقعدوا مع بعض فحوش البيت، ونسيت اللي قاعد من اول النهار يعد الثواني عشان تعاوله ويشوفها، لكنه كان سامع حسها وديه بالنسباله كفايه في الوقت الحالي لبين مايمشوا اهلها.
شويه وحمدون خد عبد الصمد وخد شايهم وراحوا عالدكانه يقعدوا فيها ويتسامروا وحمدون يشوف زباينه، وهملوا الحريم يقعدوا مع بعض لحالهم
اما لواحظ فغمزت لبناتها وابتدت هي وهما يدخلوا في الزياره اللي جايباها دهب عالموطبخ، وبتصرفهم ديه وسعوا لبسيمه وامها هبابه، وخلولهم مجال يحكوا مع بعض اللي فنفسهم.
دهب اتلفتت حواليها، وبمجرد مالقت الدنيا فضيت بصت لبسيمه بتها ومسكت اديها التنين وقالتلها:
ايه يابنيتي اللي عاملاه فحالك ديه، ليه تشقي نفسك يابنيتي ليه وعشان ايه، انتي لا عيل ولا تيل ولا هتقعدي في البيت ديه ومع ناسه من اصله.
بسيمه كانت ساكته وعتسمع كلام امها اللي كملت وقالتلها:
جوزك جاته من فوق يابسيمه، او خليني اقول إنها جاتك انتي من فوق عشان تخلصي منيه وتتطلقي وعذرك معاكي وهيجيلك سيد سيده بعد إكده.
بسيمه سحبت اديها بالراحه من ادين امها وردت عليها بهدوء.
مش وكته الكلام ديه يمه، الكلام ديه سابق لأوانه، اني مش هقدر اهمل همام غير بعد مايطلع اخوه عزام من الجهاديه، عشان هو الوحيد في البيت ديه اللي عياخد باله منيه وعيراعيه، اما الباقيين فمفيش منهم رجا.
دهب ردت عليها بحزم:
له مهيوحصلش ديه يابسيمه، مش ههملك تقعدي سنين رابطه روحك بواحد عاجز وكمان تشقى وتهدي فحيلك عليه وعلى اهله، وعليكي من كل ديه بأيه انتي.. اني هقول لابوكي يقول للشيخ جاهين اللي حاضر الموال من اوله ويخليه يطلقك.
بشاير سكتت مردتش، وفضلت علي سكوتها لغاية مااهلها خدوا قعدتهم ومشوا بعد ماعزموهم على فرح بشاير.. ودخلت بعدها على همام.. اللي وقفت موطرحها وهي شايفاه كاتم شهقاته فصدره، والدموع مغرقه وشه، وحالته حاله، وعيونه أول مادخلت لأول مره يغمضوا عن شوفتها وميحضنوهاش بلهفه!
واتوكدت من حالته إنه سمع كلام امها، وسمع ردها هي كمان عليه.
بقلم ريناد يوسف
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا