القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم ريناد يوسف كاملة






  


رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم ريناد يوسف كاملة 







رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم ريناد يوسف كاملة 



رواية نفق الجحيم ٢٦ريناد يوسف


خلص همام ليلته وشغله في التخديم عالناس بالبوظه والشيشه، وآخر الليل كالعاده فضل هو والسيد يشربوا البوظه الباقيه فقعر البرميل ويسكروا بالحشيش اللي مقلبينه من الناس، وبعد ماخلصوا، وتقريباً الكلام ديه كان قرب الفجر، نام السيد كيف القتيل واتكفى على بوزه، أما همام ففضل النوم مجافيه وهو عيفكر فاللي نفسه هفاه عليه من أول العشيه، وعمال يقلب في دماغه الموضع، ومع السكر الفكره شعشعت فنافوخه وعزم على تنفيذها لو هيوحصول ايه، وبناء عليه رسم خطته فإنه هيتربص بأول مره تروح تعبي ميه لحالها عالصبح البدري ويعمل اللي ناوي عليه في السريع.. وبالفعل طلع بعد مااتلتم ودارى وشه زين وطمس هويته، وراع قعد فزاوية الطريق اللي عيودي عالمجرى اللي عتملى منيها الحريم ميه كيف الديب اللي متربص بصيدته.


وبعد آذان الفجر والإقامه بشويه، شاف مبتغاه وهي جايه من بعيد فغبشة الصبح البدري، ولحسن حظه كانت هي نفس البت  اللي عيشوفها معديه من قدام الغرزه كل يوم المغربيه!وفسر ديه على إنه من حسن حظه. 


قام على حيله وإتلفت شمال ويمين وعدل اللثام على خاشمه ودارى بيه وشه زين مبينش غير عنيه، ولما ملقاش حد في الطريق هجم على البت كيف أسد مسعور، وعلى اثر هجمته العلاوة وقعت من فوق راسها اتكسرت، وقبل ماتصرخ كانت يد همام ملجمه خشمها وكاتمه صرختها، ومره وحده وبحيله كله كان جايبها الأرض ورامي عليها حمل جسمه كله مثبتها، لكن الصبيه عرفت تحرر يد من قيودة وبدون تفكير ضربته على عينه خلته إتألم، وقبل مايفوق من الضربه كانت ضرباه ضربه تانيه فنفس المكان، وداست على يده المكتفه خشمها بأيدها خلت لحمها جه بين سنانها وإتملكت فيها زين وعضته عضه فيده خلت روحه شاغت وشال يده قوام من فوق خشمها، وهو عيمل إكده واتحرر خشمها وطلع حسها يلعلع بالصراخ:


بووووه، الحقوني ياخاااالق، غيتوني يانااااس، غيتوني ياخللللق.


وهمام سمع صراخها وإتلبش من الخوف، لأن الناس أكيد سمعتها وفلحظه هيلاقي روحه متحاوط باللي هيطحنوا عضمه طحن لو اتلايموا عليه، وبدون تفكير قام من فوق البنيه منتور عشان يهروب، لكن البت مسكت فخلجاته ومرضتش تسيبهم وهي لساها عتصرخ، وهمام عيحاول يتخلص منها بكل قوته الخايره من السكر، لكنها كانت عامله كيف نمره عتدافع عن حياتها وجبدته ناحيتها تاني وقعته عالأرض ومسكت حجر كان جارها  وضربته بيه على راسه بكل حيلها خلته نزف في الحال، وماأكتفتش بضربه وحده، دي تنتها تاني وتالت، ومع فتح غَلق أول باب من بيوت أهل البلد وسمع صرير الباب عيتفتح، همام إتنفض والحيل دب فيه تاني وقدر يتخلص من مخالب البت، وجرى مبعد عنها وعن الناس اللي إبتدت تطلع من بيوتها تشوف خبر إيه، لأنه خابر إنه لو إتمسك منهم مهيهملوهوش من اديهم غير وهو منتهي خالص.


عاود للغرزه يجري وقوام لم خلجاته وهو عيقول لسيد:


سيد.. ياد ياسيد قوم، قوم اني ماشي أهل البلد جايين ورايا، سيد قوم الناس هيموتونا.. وبعد ماخلص لم خلجاته راح علي سيد يهزه عشان يصحيه، لكن سيد من السكر كان مكفي كيف القتيل، فهمام ملقاش قدامه بُد غير إنه يسيبه وينفد هو بجلده العمر مش رِبه، 


وبالفعل طلع في الشوارع يجري قاصد محطة القطر وهو غرقان فدمه ومن شدة الموقف محاسسش بجرحه، ووصل المحطه أخيراً بعد مسافه من الجرى وقعد على الرصيف ينهج، ولما شاف الناس القاعده عالمحطه مستنيه القطر عتتطلع فيه، قام خدله ساتر من عيونهم وقعد بعيد عنهم، وفضل يدعى إن القطر ياجي قوام.


أما حدا السيد


قام من نومته مهبوش وهو عيوقع عالأرض بجبده شديده من يد عفيه، وفتح عنيه لقى روحه وسط حلقة حاوي من الناس وكل واحد ماسك فيده شومه، وقبل ماينطوق من الفزع ويقول فيه إيه لقي الناس نازلين عليه بالشوم، ومن وسط الضرب سمع حد عيسأله صاحبه وين، فعرف إن همام عيمل مصيبه وهرب وهو اللي لبسها، وبرغم كل الضرب اللي كان عيتلقاها، إلا إنه كان ميت من الرعب من فكرة إن همام همله لحاله، وعيسأل روحه هو هيعمل أيه دلوك؟


وبعد مالناس إدته الطريحه التمام، وفتشوا الغرزه كلها ملقوش همام، طردوه شر طرده من الغرزه ومن البلد كلها، ونبهوا عليه لو شافوه هو ولا صاحبه في النواحي كلها هيخلصوا عليهم.


طلع من الغرزه قوام وهو مضروب ودمه سايح وبالعافيه عيمشي، وحتي من غير ماياخد جلابيه وحده من خلجاته غير اللي عليه، وبعد تفكير هيروح وين وياجي منين، قرر إنه هيعاود لبلدهم واللي يجراله يجراله، وبناء عليه راح على محطة القطر عشان يركبه ويعاود بيه.


لكن اللي حوصول غير كل مخططاته، لما وصل المحطه أخيراً وقعد على رصيفها، وفضل يتلفت يمين وشمال علي الكام واحد القاعدين عالمحطه وكلهم عيونهم عليه، ومع ظهور القطر من بعيد اللي رايح على بحري، بص عالرصيف المعاكس وإتفاجأ بهمام عيظهر من بين الناس، فأنتفض بفرحه ووقف وفضل ينادي عليه ويشاورله لغاية ماهمام إنتبهله، ومع وصول القطر ووقوفه مابينهم غاب همام عن نظر السيد، لكنه عرف إنه هيركب القطر ديه من وقوفه لحظة وصول القطر، وبناءً عليه فط السيد من على الرصيف وراح عالقطر وحاول يركبه من الناحيه التانيه، وهو يادوبك ركب سلمه حديد ولقي يد ممدوداله بص لقاها همام، فأبتسم بفرحه ومد يده ومسك فيد همام وتبت فيها كيف عيل كان تايه من أبوه ولقاه، وإتحرك بيهم القطر عالمجهول. 


السيد وهو قاعد جار همام ينهج من التعب سأله:


عيملت إيه ياقزين خلى الناس عيملت فيا إكده، وقبل مني سيحوا دمك؟ وغير ديه كيف تهملني وتهروب بروحك ياواطي ياهلس؟! 


 همام سند دماغه لورا وإبتسم وهو عيفتكر اللي جرا ورد علي السيد وهو هيمان:


حاولت أصيد غزاله ياسيد وأكلها لحالي، بس بت الكلب طلت ديبه وعلمت عليا ومقدرتش عليها، آخ بس لولا السطله اللي كنت فيها كانت هاده حيلي كان زماني فارمها كيف عجينة الطعميه وواخد منيها اللي يريحني ويهدي نارى القايده، بس يلا خيرها فغيرها. 


وعدل دماغه وبص للسيد اللي كان عيسمعع وهو فاتح خاشمه من الصدمه والمفاجأه وكمل:


 بس تعرف ياد ياسيد؛ البت داي خيشت فنافوخي قوى بعد اللي عيملته ديه، ولو كنت أقدر كنت قعدت متربص بيها لغاية ماكسرتها وخدتها بالغصب وكسرت شوكة ضهرها القويه.. بس يلا مليش نصيب عاد. 


رد عليه السيد بتفاجؤ:


روح ياشيخ ربنا يقندل عيشتك فوق مامتقندله ومقندل عيشتي معاك، يعني ياهمام متوبتش من أول نوبه اللي هجولتنا من بيوتنا وأهلنا ورايح تعملها نوبه تانيه! 


همام رجع بص بعيد عن السيد وبص تحديداً من شباك القطر وهو عيرد عليه:


ومالها الهجوله ماادينا ماشيين فدنية ربنا نشوفوا بلاد غير البلاد ونشوفوا وشوش غير الوشوش، ونشوفوا عيشه غير العيشه. 


السيد بزعل: إيوه وإنت تعمل العمله واني اللي اتحاسب عليها. 


همام: صحيتك عشان تهروب معاي وإنت كنت مكفي على عينك اعملك ايه، استني لحدت مايموتوني؟ 


السيد: له تهملني آني ليهم يموتوني. 


همام بديق: يوووه ياسيد، والله ياخي أني بديت اتدايق واتخنق منك ومبقتش حامل نقك، ياريت القطر كان جيه بدري هبابه وكنت ركبته وغورت من وشك، بس ملحوقه، المحطه الجايه ياتنزل إنت ياانزل أني، وكل واحد يشق طريقه لحاله. 


السيد بخوف: له ياهمام متهملنيش، خلاص اني مش هتحدت تاني، بس أمانه عليك ياشيخ ماتعمل حاجه تاني كيف إكده وتمرمرنا، روح لبنات الهوى لو لحت عليك الحاجه ياخي. 


همام بشرود: معيكيفونيييش كيف البنته البداااره، معيعدلوش مزاجي ياخي. 


السيد: يلعن ابو مزاجك الزنخ ديه ياشيخ. 


وكمل السيد بعد فترة سكوت.. إعمل حاسابك هلبس معاك فخلجاتك عشان خلجاتي هملتهم كلهم فالغرزه عشان انفد بجلدي. 


وبص لهمام مستني منيه رد، لكن همام كان سارح فدنيا تانيه وكل باله مع القطه المخربشه اللي فلتت من بين اديه وعلمت فنافوخه. 


أما فبيت المقاول


أبو دراع واقف وسط شجر المانجه يتطلع علي قناديل الطرح وعيكلم أبوه اللي قاعد جاره ينقي الحشايش من تحت الشجر:


السنادي شكل الشجر هيحمل بالطرح والمحصول هيكون زين يابوي. 


مخلوف:


ربنا يزيد ويبارك فالخير لأصحابه ياولدي، وبعدين كله بالمراعيه هيطرح ويجيب، كيف ما كل حاجه في الدنيا ربنا خلقها المراعيه عتخليها تزيد أضعاف. 


وعلى سيرة المراعيه ياولدي.. أني عايز أجيبلك اللي تراعيك وتراعيني، البيت محتاج حرمه ياابو دراع وإحنا التنين محتاجين وحده تشوف طلباتنا بزيادانا خدمه بروحنا لحد إهنه. 


رد عليه أبو دراع بلا مبالاه:


له يابوي أني مهتجوزش دلوك، لو لازمن ولابد من مره في البيت إتجوز إنت. 


مخلوف:


ماانت خابر إني مهتجوزش بعد أمك ياد إنت! داني معميلتهاش واني فعز شبابي هعملها دلوك؟ وبعدين تعالا إهنه قولي، هو إيه اللي مش هتتجوز دلوك! أمال ناوي تتجوز ميته؟ وإيه اللي يمنعك من الجيزه وإنت شاب فتىٍ ومقتدر ومناقصاكش حاجه؟ 


أبو دراع بإحباط:


ناقصني النفس يابوي، النفس مطالباش جواز دلوك ولا وجع راس، وبعدين أني اصلا نفسي إتسدت من الجواز بعد اللي عشوفه في البيت ديه بين المتجوزين، وشايف إن الجواز وجع قلب وبس مفيهش حاجه زينه. 


مخلوف ساب اللي فيده وبص لولده وقاله:


له وإنت الصادق، دا قلبك لساه متشعبط فحبال الهوى الدايبه، إقطع العشم خلاص يابو دراع البنيه مش ليك وعمرها مكانت هتكون ليك بس إنت قلبك عنيد وعاند عقلك اللي اكيد خابر الكلام ديه زين. 


ابو دراع بديق: مليهش عازه الحديت ديه يابوي أني خلاص قلبي وعقلي سلموا بإن البنيه مليهاش عيش على كتافي ولا اني ليا نصيب فيها ومش عتمنالها غير إن ربنا يسعدها ويريح بالها ويهدى سرها مع عزت الكلب.. وكل الحكايه إني والله معاوز اتجوز لحالي ومش هي السبب، حاسس إني مليش نفس للجواز وبس. 


مخلوف بإهتمام:


هجمه لتكون محداكش للحريم حاجه ياواكل أمك.. صارحني ياقزين لو فيك عله نشوفولها طب ودوا ونعالجوها. 


ابو دراع بعصبيه:


كلام ايه ديه يابوي اللي عتقوله عيب عليك، وبعدين أني كيف الآسد تعالج مين وتداوي مين؟ 


مخلوف:


ماهو مش طبيعي ياولدي زهدك في الجواز وإنت في السن ديه اللي الشباب عتعمل فيه معارك مع ناسهم عشان يجوزوهم، واللي مش عيلقاله بَصَاره هيمشي يهجم على البنته في الشوارع كيف صاحبك إكده، وتاجي إنت أقولك أجيبلك مره بالحلال تقولي ليش نفس! 


أبو دراع: والله كل واحد وقوته وصبره وجلده علي روحه واني الموضوع ديه لا عفكر فيه ولا عياجي علي بالي عشان يشغلني. 


مخلوف: يعني لو قولتلك دلوك هتتجوز بدور هتتجوزها ولا تقول مليش نفس للجواز برضك؟ 


أبو دراع بتمني: قولها بس إنت أحب على يدك قولها. 


مخلوف بيأس: يوبقي كيف ماقولت فلاول لساه قلبك متشعبط.. ورجع يشيل الحشايش وكمل بقلة حيله:


طول عمرك عتروح للوجع برجليك وبدراعك وحتي بقلبك، مع إني والله ماخابر إنت حبيت فيها أيه بدور داي، دا الواحد عيشوفها مايعرفها رايحه ولا جايه ولا عيعرف وشها من قفاها جاك الطين عليك وعلى نفسك. 


أبو دراع بسرحان:


اللي مشايفش بدور حلوه ياخد عيني يشوفها بيها. 


مخلوف: والله لو الواحد إعمي ماياخد عينك المعفنه داي ولا يشوف بيها، داني مش بعيد أحبلي جاموسه من بتوع الزريبه واتجوزها واشوفها احلي وحده في الدنيا لو على شوف عينك.. ياد ياغشيم نضف عنيك وبص على مرت كرار وشوف الجمال عامل كيف. 


أبو دراع: ولا تهز شعره مني هي ولا جمالها، وبعدين هي مش بالجمااال بس يابوي. 


مخلوف: إيوه هي بالحموريه، وعشان إنت جحش وبدور حماره حبيتها وإتعلقت بيها، ياولدي داي اغبى بنتتة البيت كله، داي توله على قول ستها عديله! 


ابو دراع: له هي مش توله ولا حماره ولا غبيه، هي قطه مغمضه معتعرفش حاجه ولا ليها فلؤم الحريم والبنته، ورده متداريه عن كل العيون ومحدش عيندرها ولا عينها ندرت حد خبيث عشان تلقط منه. 


مخلوف بص لولده وفتح خشمه من الوصف وردد بحس واطي:


سبحانه له في شئونه حكم، والله لولا إني خابر إنها محوصلتش كنت قولت إنها ساحرالك ياولدي! خلص حديته ورجع يشيل في الحشايش وهو عيهز دماغه بقلة حيله. 


أما أبو دراع فشبك اديه فبعض ورا ضهره، وراح يتمشي وسط الشجر ويتفقده وهو حاسس بنغزه فقلبه بعد ماأبوه صحى جواه الحنين لبدر بدور قلبه والحب الأول اللي قلبه دق ليه، ومهما كان الشخص اللي دقله القلب لأول مره سيئ في نظر الكل، الا إنه عيكون كل الكمال في عيون حبيبه. 


وصل السيد وهمام لآخر محطه في القطر وكانت بلد إسمها إسكندريه علي حسب قول ركاب القطر، ومن أول مانزلوا فمحطتها هما التنين شافوا العجب اللي مشافوهش قبل سابق من نضافه وجمال وناس مهندمه وشوارع واسعه ومرصوفه، وكانت بالنسبالهم جنه على الأرض عمر خيالهم حتي ماكان يوصلها، دول اقصي سفريه سافروها كانت من بلد لبلد تانيه زيها، ويمكن اقل منها كمان، وكانوا عيشتغلوا فيها فمزرعة مواشي كلافين. 


فضلوا ماشيين في الشوارع خطاوي تشيلهم وخطاوي تحطهم لغاية ماتعبوا وحيلهم باد عالاخر وبطونهم قرصها الجوع وهما معاهمش ولا مليم أوحمر فجيوبهم يسدوا بيه جوعهم، فقعدوا محتارين ومعارفينش يعملوا ايه فروحهم. 


وبعد ساعات من الصبر والتفكير سيد ملقيش بديل عن إنه يمد أيده لأي حد معدي ويشحت منيه تمن أي وكل ياكله، وهمل همام وقام ينفذ وحده لما همام رفض الإقتراح وقاله اني لو مت مش همد يدي لحد واشحت منيه. 


وبعد مالسيد مد يده بالفعل وشحت وجاب وكل وعاود حدا همام، همام مد يده عالوكل قبل منه، والسيد من غيظه قاله:


يعني تمدش يدك تشحت بس تمدها تاكل بالساهل صوح، تمدها عالسرقه عادي، إنما الشحاته كوخ مش إكده! 


همام وهو عياكل في السميطه بجوع ولهفه:


كل واحد يعمل الشي اللي نفسه تراضاه ياسيد، واني كسرة العين معقبلهاش علي روحي، خليلك إنت الشحاته وخليلي اني السرقه وفي النهايه اللي هيجيبه دراع واحد فينا خشم التاني ياكل منه وهو مقفول إستبينا؟ 


السيد بقلة حيله:إستبينا. 


وخلصوا وكل وقاموا يلفوا يشوفولهم حد يرضي يشغلهم، بس قبلها دخلوا جنينه واتشطفوا من حنفيه كانت فيها، وغيروا خلجاتهم، وشالوا عنهم اثر الضرب والدم وهندموا روحهم عشان بمنظرهم الأولاني اللي يشوفهم هيطردهم من قبل حتي مايسألوه علي شغل ولا يعرف هما عاوزينه فأيه. 


وبعد لف وبحث لقوا شغل فقهوة بلدي بنومتهم وكام قرش، ورضيوا بيها مؤقتاً عشان يلاقوا موطرح يلمهم لغاية مايشوفولهم حاجه أحسن. 


أما فبيت المقاول 


الوضع مع شام كان كل يوم يزيد سوء عن اللى قبله، حريم البيت كلهم بلا استثناء بقوا يدوها أوامر ويكلفوها بشغل حتي لو هما المتكلفين بيه من حوريه، ولو تكاسلت أو كلت، حوريه تستلمها شتيمه من المنقي ياخيار، وعشان تتجنب الكلام كانت تعمل كل اللي ينطلب منها من سكات، وعلي آخر اليوم تدخل اوضتها هلكانه من التعب، تدخل فرشتها وتتلكلك بغطاها ومتبينش منها راس ولا رجل، ومهما سمعت حس كرار عيبرطم، ومهما حست بيه عيحوم فوق راسها مكانتش عترد ولا تبينله إنها صاحيه، وكان بعد مايزهق يدخل فرشته وينام وهو عيلعن فيها وفي الظروف اللي خلتها تقع فزوره. 


وعدت الايام علي هذا المنوال ومن آخر مره قربلها فيها مقربلهاش تاني، وكل ماكانت عينه تاجي عليها كانت تشوف فيهم نظرة كره علي رغبه علي غضب تقشعر بدنها، وتفضل تقول لنفسها كل يوم إنه النهارده مهيتنازلش عن إفتراسها فآخر الليل، ويرجف بدنها من الخوف، لكن ربنا كان يسترها معاها وكانت تعدي علي خير، وكل ليله مكانش يقربلها فيها كانت توبقي عيد بالنسبالها وحياة جديده، 


لغاية اليوم اللي بدأ من حداه كل الوجع والقهر اللي مكانتش حسباله حساب. 


اليوم اللي قامت فيه بعد الفجر وهي حاسه بنفسها مارجه وغامه عليها ورمحت علي الحمام وإستفرغت، وعاودت وهي حاسه الدنيا عتلف بيها، وإترمت بتعب علي فرشتها مره تانيه. 


يتبع 


 

بقلم/ ريناد يوسف


نفق الجحيم ٢٧

إتطلعت حوريه حواليها وإتفحصت الحريم وشافت إن شام مش وسطهم، فطلعت بشرارها ونارها على أوضتها هي وكرار وخبطت عالباب كام خبطه قويه، وبعدها فتحت الباب ودخلت من غير ماحد يأذنلها، وشافت ولدها نايم علي السرير ولساه عيفرك وشه يضيع أثر النوم، وشافت شام ففرشتها، ومن غير صباح الخير زعقت بعلوا حسها:


وهتقوم ميته السنيوره تشوف اللي وراها ولا تكونيش إتنصبتي هانم وإحنا منعرفوش؟ قومي يامجلعه قومي إعملي بلقمتك اللي عتطفحيها مش خدامين أبوكي إحنا نجهزوا وانتي تطفحي عالجاهز.


وبصت لكرار اللي إتعدل وقعد علي السرير وغيرت نبرة صوتها وهي عتقوله:


إصباح الخير يانور عيني، يسعد صباحك ياغالي


رد عليها كرار وهو قايم:


إصباح النور يمه، قوام هاتيلي شوية ميه حاميين اتشطف.


حوريه ردت عليه وهي باصه لشام اللي قامت بضعف وإبتدت تطبق فرشتها:


وليه اني اللي اجيبلك الميه متجيبهاش السفيره عزيزه ليه؟


وليه تتشطف شطيف متتسبحش، أني واخده لاحظ إنك بقالك كام يوم معتتسبحش الصبحيه! خير؟ هي السنيورة متمنعه عليك ولا إيه؟


كرار بعدم مبالاة:


محدش يقدر يتمنع علي كرار، بس اني اللي مليش نفس ليها، وهاتي إنتي الميه عشان تشهلي لانك لو سبتي داي تجيبها هتاجي بيها بعد ساعه وهي عتتمارض، وكمان متخليهاش تحط يدها في الوكل النهاردة، قايمه من الفجور تستفرغ وقرفتني وخلت معدتي إتقلبت قلب.


حوريه سمعت كلام كرار وبصت لشام بإنتباه ولاحظت إن وشها مخطوف وشكلها متغير وحمار خدودها باهت، والشك دخل فقلبها في الدقيقه، وتقريباً عرفت اللي فيها، ومتعرفش ليه في اللحظه داي حست بضيق، ومع إن اعز الولد ولد الولد وخصوصي عيال كرار حبيب قلبها كانت حاسه إنهم هيكونوا الأقرب لقلبها من بين احفادها كلهم، ومعزتهم من معزة أبوهم، لكنها لما إتخيلت إنهم هياجوا من شام بالذات كرهتهم من قبل حتي ماتشوفهم.


وطلعت من الأوضه فوراً وهي عتتمني من كل قلبها إن شام متطلعش حبله من صوح، وإن المسأله داي تتأخر شوية.


لكنها طول اليوم كانت عتراقب شام اللي كانت تهمل اللي فيدها كل هبابه وتروح تستفرق ووشها غادى اوصفر كيف الكركم، وإتوكدت إنها حبله وديه شيئ مفيهش جدال، وحتي حريم البيت كلهم فضلوا يتغمزوا عليها وشكوا في الأمر، 


ومش بس هما اللي لاحظوا ديه، لا دي الجده عديله كمان لاحظت ومن جواها فرحت لشام؛ عشان هياجيلها اللي يهون عليها كل التعب والعذاب، وينسيها القسوة، ويخليها تصبر على الأيام عشانه، ومن غير كلام ولا حديت طلعت فلوس من جيبها وعطتها لممدوح واد صفوت وقالتله يروح يجيب كيس تسالي كبير ونص دستتة عصير قها علب من اللي عتحبه شام، 


وخدتهم منيه بعد ماعطتله نصيبه منهم هو واخوه ودخلتهم أوضتها وإستنت بعد ماخلصت شام الشغل اللي عليها بالعافيه، ونادمت عليها ودخلت بيها أوضتها، وعطتها الكيس وهي عتقولها:


أخدي ياشامه هبابة التسالي دول قروضي فيهم وكت ماتجوعي في الليل أو وكت ميبقالكش نفس للوكل، عشان الظاخر الحكايه داي هتوحصول من إهنه ورايح كتير.


شام سألتها بإستغراب وهي عتفتح علبة العصير اللي عتحبه بلهفه:


قصدك إيه ياستي هى إيه اللي هتوحصول كتير؟


عديله بإبتسامه: صدتك عن الوكل ياقلب ستك، أصله باين من أوله إنه صعيب ومتعب وإنك مش كيف حريم البيت اللي معتحسش بروحها غير بعد كذا شهر ويبقوا ماشيين ولا كأن فيهم حاجه.


شام بصت لعديله بإستغراب أكبر وهي مش فاهمه قصدها، وعديله طبطبت عليها وهي عتقولها.. إشربي عصيرك يابنيتي وإفرحي ربنا هيراضي قلبك ويثبت رجلك ويغير قدرك، كام يوم وهتعرفي كل حاجه بس دلوك إشربي يابنيتي إشربي.


وبالفعل إبتدت شام تشرب العصير وإتجاهلت كلام الجده عديله وإعتبرته لغز جديد من الغاز كتير معتعرفلهاش تفسير في البيت ديه.


وأثناء ماعتشرب فضلت عديله تمسد على شعرها وتضفر فاطراف ضفايرها المفكوكه ولمساتها فكرتها بحنان أمها وحضنها الحنين، ولقت روحها رقرقت عليها وعلى إخواتها وأبوها، وقلبها نبض بإشتياق ليهم، وهمست لعديله بتمني:


أني إتوحشت ناسي قوي ياستي، هو مينفعشي اروحلهم اقعد معاهم يومين؟


عديله سمعت كلام شام وضربت علي صدرها بصدمه وهي عتقولها:


يامري ياشامه، إنتي عايزه الناس تمسك سيرتك يابتي وسيرة ابوكي ويقولوا راحت بيت أبوها قبل ماتكمل سنه ولا حتي تروح بعيلها؟


شام. ردت عليها بعيون إتجمع فيهم الدمع قوام: 


طيب اعمل ايه ماني اتوحشتهم وهما زي مايكونوا راحوا ونسيوني ولا حد سأل فيا من ساعة ماجوني في الصباحيه، واديني داخله فشهر أهه ولا جيت على بالهم ولا كأني بتهم!


عديله: البلد بعيده وإحنا اغراب عنهم ومتنسيش إن بيتنا محدش غريب عيدخله يابنيتي وأكيد حد قال إكده قدام ناسك فهما مستحيين ياجوا. 


وعلى العموم أني هقول لتوفيق يشيع حد يروح يتلافاهملك على غفله بالطومبيل عشان لا يعملوا زيارات ولا يكلفوا روحهم اديكي شفتي اللي جابوه قبل سابق علياته اترمى وهما أحق بيه.


شام وشها اتهلل من الفرحه بعد ماسمعت كلام ستها عديله ونطت من الفرحه وهي عتقولها:


صوح ياستي هتشيعي تجيبيهملي؟


عديله ثبتتها بخوف وردت عليها:


صوح صوح بس هودي هبابه ومتفطفطيش كتير مش زين عليكي، ودلوك إنتي خلصتي الخدمه اللي وراكي كلها مش إكده؟


شام: إيوه خلاص مفيش غير تجهيز العشا بس لما يتجمعوا الرجالن وغسيل مواعينه.


عديله:


طيب نامي إهنه ففرشتي عالمرتبه وارتاحي ودفى روحك هبابه وريحي جتتك من نومة الأرض واني طالعه اكلم توفيق بخصوص جية ناسك.


شام ضحكت وحضنتها بفرحه وهي عتقولها: ربنا مايحرمني منك ياستي ويطولي فعمرك، والله إنتي أحسن وحده في البيت ديه كله.


عديله بضحكه: ربنا يسعد قلبك يابنيتي، بس خفي اديكي طبقتي ضلوعى ياقزينه


ضحكت شام وبعدت عنها ونامت في السرير وإتغطت باللحاف، وفضت جارها كيس التسالي وفضلت تاكل فيه بفرحه وهي عتمني روحها بشوفة ابوها وأمها وإخواتها اللي قلبها عيفرفط عليهم.


وعشان من القلب للقلب رسول والشوق مرسال فنفس الوكت فبيت عبد الصمد دهب كانت قاعده قبال عبد الصمد وبقلة صبر وخلق ديق عتقوله:


يابوي اني ممتحملاشي أكتر من إكده أني روحي عتفرفط من القلق على بتي اللي معارفاشي حالها عامل كيف ولا حد جايبلي خبر عنيها ولا حد مطمني عليها، أحب على يدك ياعبصمد وديني لبتي أطل عليها واطمن قلبي واكحل عيني بشوفتها، داي بكرية قلبي ياناس حسوا بيا.


رد عليها عبد الصمد بقلة حيله:


واني أعمل إيه بس يادهب ولا فيدى إيه مانتي بنفسك قولتي إن الناس النوبه اللي عدت معطوكمش وش وإستقبالهم ليكم كان بارد، وغير إكده الراجل الكبير قالهالي صريحه إنه معيدخلش حد غريب على أهل بيته.


دهب: اني مليش صالح بكل الكلام ديه، أني اللي اعرفه إن لو بيت عدوى ليا فيه حبيب هعفص علي قلبه وادخل لحبيبي ولو حتي على موتي.


عبد الصمد بعصبيه:


عدو ايه وحبيب إيه يادهب مش عاركه هي، ديه جواز وعادات بيت لازمن نقدروها ونحترموها غصب عننا ونمشوا علي نهج صحابه، وياستي لو على شوفة بتك توبقي بالأصول، بكره ولا بعده هركب القطر واخطف رجلي واروح استأذن المقاول في الزياره ونروحوا بالعدل، ولو مرضيش أشوف اني شام واطمن عليها واجي أطمنك.


دهب بصوت باكي:


أني مهينفعشي معايا غير شوف عيني ياعبصمد أني مليش صالح بالحكاوي. 


عبد الصمد:


يابوي متتعجليش اني قولت لو مرضوش إنك تروحي تزوريها لو، يعني لسه الحديت متعلق. 


وفاللحظه داي كانت بسيمه نازله من فوق بقشطة الرايب وبشاير نازله بماجور الرايب وراها، وبفرحه قالتله:


تروح وين يابوي، لو لشام رجلنا على رجلكم، إحنا لساتنا كنا فوق السطوح عنتحدتوا مع بعض اني وبشاير وعنقولوا إننا إتوحشنا شام ونفسنا نشوفوها ونطمنوا عليها. 


عبد الصمد نقل عنيه مابين البنات وامهم ورد عليهم وهو شايف شوقهم لشام اللي هو كمان حاسس بأضعافه لبته:


بأذن الله هتروحوا كلكم بس متقاطعوش وقولوا يامسهل، ومن دلوك لغاية ماربنا يأذن بالتلاقي مش عاوز نق ولا رط ولا نواح سامعين؟ 


بشاير وبسيمه هزوله راسهم بالموافقه ودهب نكست عنيها للأرض بخضوع لكلامه، وإتقلدت بالصبر اللي محيليتهاش غيره. 


أما حدا أبو دراع:


كرار واقف قدام الباب وعينادم على أبو دراع بإستعجال:


أبو دراع، إنت ياد اني طالع اتمشي تاجي معاي؟ 


أبو دراع وهو طالع يلبس فطاقيته:


غاير تتمشي فين فالمغارب داي؟ 


كرار:


معارفشي زهقان، تعالى نندولوا البندر، ولا اقولك تعالى نروحوا الغرزه نقعدولنا هبابه. 


أبو دراع سمع سيرة الغرزه ورفع عنيه على كرار وكرار شاف الشرار اللي فيهم وقوام غير كلامه:


خلاص بلاها غرز تعالا نتمشوا في البلد وخلاص أني حاسس بزهق. 


أبو دراع: يلا ياخويا قدامي إتمشى لما نشوفوا الزهق اللي إنت فيه ديه إيه سببه وإيه هيضيعه. 


وطلعوا التنين يتمشوا مع بعض فشوارع البلد، واثناء ماهما ماشيين طلعت من جوف كرار تنهيدة واعره خلت أبو دراع انتبهلها وسأله:


وه، حاسب هتحرقنا قدامك. 


كرار: متخافش محدش عيتحرق بنار حد، النار معتكويش غير اللي ماسكها بيده بس. 


ابو دراع:


والله اني ماشايف ايوتها نار فيدك ولا ف بطنك حتي، دانت اللي واهم روحك وعايش الدور بس. 


كرار: توبقي بطلت تحبني وتحس بيا ياصاحبي.. اني النار البي حاملها محدش يقدر يتحملها، نار من أبوي ونار من جوازي ونار من اخوي ونار من الكل، كل الي معاه بصاية مولعه منهم جه طفاها فقلبي. 


أبو دراع:


عيتهيألك، مش يمكن اللي جابلك بصايه ديه وحطها فقلبك كان قاصد يدفي قلبك البارد ويحميه ويخلي جليده يدوب ويحس بالناس، مش يمكن الكل كان قاصد بيك خير وإنت اللي خدت اللي عيعملوه علي محمل الشر، مش يمكن عنيك مغمايه ومشايفش الناس زين وظالمهم؟ 


كرار:  اني بقيت شايف إنك بقيت قاسي علي قوي زيهم إنت كمان! 


ابو دراع: هي الحقيقه إكده دايما عتكون قاسيه عالظُلام. 


كرار بزعل: أخص عليك ياابو دراع، بقيت ظالم دلوكيت، كرار بقي من الظلام خلاص! طيب قولي ظلمت مين؟ 


ابو دراع رد عليه وهو شارد بعيد:


إيوه بقيت ظالم ومش من ضمن الظلام وبس داانت بقيت اكبرهم، ولو عايز عينه من ظلمك العينه تحت سقف بيتك وعايشه تحت جناحك، جناحك اللي بدال مايضلل عليها خليته حمل يدوس عليها لما يكسر عضامها الضعيفه. 


كرار بفهم: اممم.. تقصد مرتي، طيب واني ظالمها فأيه وكل اللي عيجرالي عفش بسببها، ظلمتها فأيه وهي بسببي نجت من الموت واهي عايشه تاكل وتشرب وتسرح وتمرح فبيت مكانتش تحلم تخطيه برجلها هي ولا أهلها، ظلمتها فأيه وهي حامله إسم واد المقاول ونسب عيلتنا هو اللي رفع راس ابوها وسط الخلايق، فين الظلم اللي وقع عليها مني قولي؟ 


رد عليه ابو دراع بهدوء: ظلمك اللي وقع عليها وقع مره وتنين وتلاته وبنفس القسوة، ظلمك اللي وقع عليها كلنا سمعنا حسه ووقفنا عاجزين وإنت عتعذب فيها من غير رحمه، ياخي أني معارفشي أيه المتعه اللي عتحسوا بيها من قلب الوجع؟ 


كيف يكون إنسان قدامك عيتألم وإنت عمال تزيد فوجعه بيدك من غير رحمه، وبعد ديه الواحد يقول إن جواه قلب زيه زي باقي الخلايق! قلوب إيه داي اللي من كتر السواد اللي فيها ودهاليز الشر يدخلولها بمشاعل نار؟! 


كرار رد عليه بغضب: فيه ناس ميعينفعش معاها اللين في المعامله ولا تنفع معاها الطبطبه، فيه ناس غلطها عيكون أكبر من الغفران ولازمن تتحاسب عليه، وشام من الناس اللي غلطها المفروض تتحاسب عليه العمر كله، ومهما طال الزمن عمري ماهصفالها ولا عيني هتشوفها غير وهي علي الأرض متجرده من خلجاتها وهمام والسيد معاها، المنظر ديه عمره ماهيروح من بالي ياأبو دراع عمره، 


شكلها وهي بين اديهم دايماً يحضر قدام عيوني كل ماأبصلها، غصب عني ياخي مقادرشي اتحمله. 


زفر ابو دراع بقلة حيله وهو مش لاقي كلام يقولهوله تاني، وخصوصي بعد ماشاف عيونه اتكست باللون الأوحمر من شدة الغضب بعد ماجات سيرة شام في الحديت؛ وإتوكد إن اللي فقلب كرار من تلاها أكبر من أي نصح، وقلبه عمره ماهيرق ولا هيلين من تلاها غير بمعجزه من ربنا، وللحين ديه دعا لشام من كل قلبه إن ربنا يصبرها عاللي عتشوفه وهتشوفه على يد كرار واللي هيكون نابع من عنده وزناخة مخه. 


فضلوا ماشيين مسافه من غير كلام، لغاية ماشافوا واد العمده اللي معادى كرار قاعد علي قارعة طريق مع كام واد نداداته من أهل البلد، وبمجرد ماكرار شافه حس برغبه فإنه يجر شكله، فقرب عليه وهو ماشي، وقصادة بالظبط وقام غارز رجله في تراب الأرض ورفعها مره وحده خلى كل الغبار والتراب جم على خلجات واد العمده وفحجره وعلى وشه، 


وهو عيمل إكده وواد العمده كيف مايكون كان مستنيها منيه، فقام هب واقف على حيله وبدون مقدمات مسكه من خلجاته ولكمه فوشه لكمه كرار متوقعاش منيه ابداً فوجود أبو دراع معاه، وحاول قوام يردهاله لكن ضربة واد العمده التانيه كانت أقوي وأسرعه وإتوالت بعدها اللكمات، وكل ديه وكرار مستغرب إن أبو دراع سمح لواد العمده إنه يمد يده عليه، وهو كان يتلقي عنيه الأذي ومكانش يخلي يد حد تطوله واصل، فأتلفت كرار حواليه يشوف ابو دراع إيه اللي مسكته عن اللي عيجراله، لكن المفاجئه إنه ملقاش ابو دراع موجود، ولا ليه اثر في الموطرح كله، فبلع ريقه بخوف وهو شايف الشباب اللي كانوا مع واد العمده كلهم عيوقفوا واحد واحد، وإتوكد إنه النهاردة هيدفع تمن كل اللي عيمله قبل سابق هو وابو دراع فواد العمده وبالفوايد كمان. 


أما أبو دراع فمن أول ماشاف كرار عيبص لواد العمده ووعي المكر فعنيه وهو قرر إنه يسيبه يواجه نتايج أفعاله لحاله، وهمل الباغي تدور عليه الدواير؛


 عشان يدوق الوجع والقهر اللي عيدوقه للناس ويشرب من نفس الكاس المره اللي ياما أبو دراع كسرها قبل ماتوصل لحلقه، مع إنها كانت كاس عدل. 


عاود أبو دراع للبيت وولع نار وقعد جارها، وتقل قلبه على كرار وحط براد الشاي وجهز الشاي وصب وإبتدا يشرب في الشاي لغاية ماشاف كرار داخل من الباب وحاله متشندل خالص وخلجاته متقطعين، ووشه كله دم، وتجاهله خالص وكمل شرب شايه، وحتي بعد ماوقف كرار فوق دماغه وبعتب قاله:


خلاص ياابو دراع من اليوم وطالع وبعد اللي حوصول، وبعد تخليك عني اني إتوكدت إني معدتش اعنيلك شي، وإني خلاص معادش ليا محبه فقلبك. 


رد عليه ابو دراع من غير مايبصله:


محبتك فقلبي هي هي منقصتش بس المحبه مبقتش بغشوميه كيف لاول، خليك تتظلم من حد وشوفني هعملك فيه إيه، بس من اليوم وطالع مش هنصرك علي باطل ولا اقويك على مظلوم، بزياداني شيل ذنوب بسببك. 


كرار: يعني هي بقطت إكده يابو دراع؟ 


أبو دراع: إيوه بقيت إكده ياكرار. 


وكرار لما شاف التصميم فحديت ابو دراع على التخلي عنه، همله ودخل البيت، وبمجرد دخوله وأمه حوريه شافته بالمنظر ديه ضربت علي صدرها وصرخت بفجعه، والكل إنتبه لكرار وشكله، وعديله قلبت اديها واتمصمصت وهي شايفاه وهمست بحس مسموع:


سبحانك ياربي عتسلط ابدان على أبدان! 


أما كرار فمهتمش من بين كل القاعدين غير إنه يشوف عزت وتأثير منظره المضروب علي وشه، واللي إتوقعه لقاه لما شافه ضحكان وعيحاول يداري ضحكته لكنه مقاردش، وغصب عنه فرحته فيه مفضوحه، وضحكته قادت النار فبدن كرار وخلته دخل أوضته قوام من غير حتي مايرد على حد من اللي كانوا عيسألوه ماله وجراله إيه ومين اللي عيمل فيه إكده؟ 


أما توفيق فكان باصصله وساكت خالص لا إتكلم ولا سأل ولا تعب روحه لإنه خابر زين ومتوكد إن كرار دايما هو العايب ومحدش عيعيب عليه الاول ويبتدي بالغلط واصل. 


أما شام فكانت في الموطبخ مع الحريم عتحضر العشا، وطلعت معاهم على حس حوريه، وبمجرد ماشافت كرار مقدرتش تسيطر على قلبها اللي رقص من الفرحه بشوفته متكاد ولا قدرت متشمتش فوجعه كيف ماعيستحل وجعها، ودعت من كل قلبها إنه يقوي عليه الناس كلها ويدوقه من كاس الوجع اللي عيسقيها منيه كل هبابه بدون رحمه، ورجعت الموطبخ تاني وهي حاسه براحه رهيبه، وعاودت للي كانت عتعمله والضحكه شاقه حلقها، ومن سوء حظها إن حوريه شافتها وهي في الحاله داي ومخفيش عليها فرحتها فولدها، وديه خلاها تكرب عليها في الشغل وتكلفها بغسيل كل مواعين العشا لحالها تأديباً ليها على شماتتها اللي مقدراش تداريها. 


أما كرار فدخل أوضته وفضل يلف حوالين روحه وهو حاسس إنه بقي لحاله في الدنيا، وإن صاحب عمره وسنده وضهره إتخلي عنه للمره اللي مش عارف عددها كام، وبرضه ديه أسنده لسبب إنه إعترض على كلامه بخصوص شام، يعني شام في الأول وفي الآخر هي سبب كل حاجه عتحصل معاه، وديه خلى كرهها فقلبه يزيد ويقرر إنه ينتقم منها علي موقف أبو دراع منيه، وعلي الضرب اللي اكله بسببها، وإتحلفلها الليله عاللي بقاله أيام زاهد فيه، وحلف ليخلي روحها تصرخ من الوجع كيف ماكل خليه فجسمه عتصرخ من الوجع دلوك. 


وبالفعل قد كان، وعاشت شام بين اديه ليله من أسواء لياليها واللي زاد وغطي وزاد المها ألم، إن ريحته مبقتش طايقاها وكانت حاسه طول الوكت إنها عايزه ترجع بسببها، وبمجرد ماخلص اللي عيعمله قامت منتوره عالحمام وجابت اللي فبطنها كله، وعاودت إترمت على فرشتها بتعب، وفضلت تون قبل ما عينها تروح في النوم وتهروب من وشه وريحته وانفاسه ومن الدنيا كلها. 


وبعد ساعات أذن الفجر، وقامت شام فنفس ميعاد إمبارح تستفرغ في الحمام، وإستفراغها النوبادي خلي كرار قام وقعد على حيله وهو حاسس بقرف شديد من الصوت اللي بقي يصحى عليه كل يوم ديه، وبمجرد طلوعها من الحمام بصلها وبأمر قالها:


من الساعه داي وطالع تشوفيلك موطرح تاني غير أوضتي تنامي فيه، اني مهصحاشي علي القرف ديه كل صبحيه. خلص كلامه وقام منتور طلع بره الأوضه يشوفله حمام يدخله غير الحمام المستفرغه فيه شام، وبمجرد ماطلع شام حست إنه بكلامه ديه إداها حكم بالإفراج من سجن نومتها معاه فموطرح واحد وهي مطايقاش تبص فوشه. 


وطلعت النهارده عالموطبخ وهي حاسه بدال الفرحه بفرحتين، فرحة إنها هترتاح من وش كرار وفرحة إنه النهارده هتشوف أمها وابوها وخياتها على وعد الجده عديله ليها عشيه، وعلي كلام توفيق واوامره لصفوت إنه يروح يجيبهم بالطرومبيل بس يصبح الصبح


يتبع..

نفق الجحيم ٢٨

عدت أولي ساعات النهار وحلت الضهريه وشام كل دقيقه تطلع تبص من البوابه علي ناسها وهي عتدعى إنهم يوصلوا قوام، وبمجرد ماسمعت صوت الطرومبيل بره فطت من الفرحه وطلعت جري من الموطبخ تستقبلهم، والنوبادي قررت تطلعلهم في الجنينه عشان تقعد معاهم كلهم لمه.. أمها وأبوها الممنوع من دخول البيت وخياتها.. 


وهي عتجري زعقت عليها عديله بعلوا حسها:


-على مهلك ياشامه خطي بالهداوة يابنيتي لتروحي توقعي ولسه عنقولوا ياهادي. 


بس شام لا كانت سامعه ولا شايفه غير أمها واخواتها البنات وهما عيدخلوا من بوابة الجنينه وجريت عليهم ودموعها سابقاها وإترمت أول حاجه فحضن أمها وشكتلها الشوق والغربه نهنهات طلعت من نص قلبها، 


وأمها ردت عليها بنفس الطريقه وإخواتها البنات هما كمان دخلوا معاهم فنوبة البكا، والدموع نزلت عشرات تتسابق عالخدود، 


وبعد دقايق عدت علي وجود شام فحضن أمها حست فيها بالراحه والحنان اللي كانت متوحشاهم، بعدت عنها وهي عتسمع حس حبيب قلبها وهو عيقولها:


-مش بكفياها أمك علي إكده وتروي عطش غيرها لضمتك ياشامة الروح؟


بصتله شام بمحبه وإترمت فحضنه وشهقت بالبكا بحسها العالي وهي عتقوله:


-إتوحشتك قوي يابوي، إتوحشتكم كلكم وقلبي كان عيفرفط عليكم، بقي إكده تروحوا وتقولوا عدولي ولا تفكروا تطمنوا عليا ولا كأني بتكم؟ 


 وهو فضل يمسد عليها بحنيه ويضحك علي كلامها بهداوه ويقولها:


معلهش يابنيتي لازمن البنيه فأول جوازها تحس بالغربه فبيت جوزها وتشتاق لأهلها ولبيت أبوها، بس مع الوكت هتاخد على بيت جوزها وتعرف إنه بيتها وتعتاد عليه، ولما تروح بيت ابوها هتحس بالغربه وتحس إنها غريبه عن البيت، مع انها عاشت نص عمرها فيه، 


وعشان إكده البنته ميروحوش وياجوا عليها ياشام فبيوت إجوازها عمال على بطال، عشان تركز وتربيلها قعره وتعتاد على غيابهم وتعرف تعيش،


 واني خابر زين إن بنيتي اقوي من هبابة شوق وإنها هترفع راس أبوها في بيوت الناس الغريبه وتخليهم يقولوا عاشت إيد عبد الصمد وربايته عالعقل والتقل والادب اللي فبته.. مش إكده ياشامه؟


قالها وهو عيرفع وشها ويبصلها وهو عيبتسم برغم الوجع اللي عصر قلبه وهو شايف وشها الخاسس ولونه المخطوف، وأثر التعب مبين علي ملامحها.. لكنه مقدامهوش غير إنه يصبرها ويحسسها إن اللي هي فيه مليهش حل غير الصبر. 


ردت عليه شام بهزه من دماغها، وبعدت عنه عشان تدي نصيب إخواتها من الضمه لقلبها وتاخد منهم نصيبها من المحبه، وبعد السلامات إتنحنح صفوت وهو عيقولهم:


احمم.. طيب ياشام أخدي أمك وخياتك جوه واني هقعد إهنه مع عمي عبصمد ونبهيلنا علي شاي ولا حاجه نشربوها.


رد عليه عبصمد قوام: له مليهش لزمه اني مهشربش حاجه اني شوفت شام روتني.


وشام ردت وهي باصه لأبوها:


وأني مهدخلش جوه النوبادي هقعد القعدة كلها إهنه فوسطكم كلكم متجمعين كيف زمان.


صفوت سمع كلامهم وسابهم علي رحتهم قاعدين سوا ودخل البيت، وهو داخل قابلته سته عديله طالعه من البيت عشان تسلم عليهم، وهي الوحيده اللي عيملتها من حريم البيت.


وصلت حداهم وسلمت عليهم ورحبت بيهم أحسن ترحيب، وقعدوا كلهم قدام بيت مخلوف هبابه وبعدها عديله قامت عشان تعاود البيت وتهملهم علي راحتهم، لكن محدش رضي وكلهم مسكوا فيها تقعد معاهم، وعلي مسكتهم وحلفانهم قعدت هبابه وبرضوا قامت عشان تهملهم علي راحتهم وتسيب شام تشكيلهم اللي هتخجل تقوله قدامها، 


وهما يفضفضوا معاها بالكلام اللي بين كل أهل بيت وبعضهم، ومينفعش حد غريب يسمعه.


وبالفعل بعد ماعديله مشت شام إبتدت تتكلم معاهم عن عديله وتوفيق وزينهم معاها وتوصفلهم في الخير الكتير اللي فبيت المقاول، والوكل والفاكهه والطبيخ اللي معيخلصش، وكانت هي تحكي وأمها وخواتها يتفحصوا جسمها ووشها المجبودين، وبسيمه قاطعتها بغيظ:


عقولك إيه ياشام.. زمان سألوا ابو القردان عتاكل إيه ياابوا القردان قالهم عاكل سمن بلدي ودهان، قالوله كان بان علي رجليك ياحزين.. 


وانتي كان بان على وشك الوكل والخير اللي عتحكي عنيه ديه، دااللي يشوفك يقول إنك معتدوقيش الزاد غير قوت لتموت، فين وشك اللي كان مرغفن ولا خدودك اللي كان يتولع منهم كعب البوص؟


ردت عليها شام بتنهيدة حسره:


والله كل حاجه كتيره بس النفس هي اللي عتاكل يخيتي، واني بعدي عنكم سادد نفسي.


دهب بصت لشام بتفحص وسألتها:


وجوزك فين من حكاويكي ياشام مجايباش سيرته يعني؟ هو عامل معاكي إيه؟ زين ولا لساه مطنقر وراكبه العصبي؟


ردت عليها شام وهي باصه بعيد وعتتفكر فعمايل كرار معاها:


جوزي الظاهر إنه هيفضل لآخر العمر مطنقر يمه وراكبه العصبي، أصلا هو طبيعته إكده معجون بالزعامه وحتي مع الكل مش معايه اني بس.


رد عليها ابوها بهدوء:


جوزك لساه صغار ياشام مطبقش العشرين لسه، يعني لساه عيتجلع ومرجلش ولا عرف معني الدنيا والبيوت والحريم ومعاملتها، 


جوزك لساه طايش يابتي ولازمن تتحملي طيشه وعصبيته وزعامته، ديه قدرك والقدر ممنوش مهروب ولا الاعتراض عليه هيغيره وانتي محيلتكش دلوك غير الصبر تتلفحي بيه. 


شام إتنهدت بقلة حيله وردت علي ابوها: اديني صابره يابوي.. وعلى سيرة الصبر والصابرين بصت لبسيمه اللي فهمتها طوالي، وقالتلها وهي عتتلفت حواليها عالجنينه:


متقومي ياشام تفرجيني اني وبشاير عالجنينه بتاعتكم المغفلقه داي.


دهب ردت عليها بعصبيه:


ديه وكته برضك يابسيمه يعني إحنا قلبنا مفرفح عليها وجايين نقعدوا جارها هبابه وإنتي عايزه تاخديها وتمشي بيها؟


ردت عليها بسيمه وهي عتغمزلها:


معلهش مهنغيبوش يمه دول دقيقتين بس أشوف الجنينه واتفرج عالشجر ونعاودوا.


دهب فهمت من بعد الغمزه إن بسيمه عايزه اختها تتحدت معاها لحالهم، وقالتلهم روحوا بس متعوقوش عشان نقعدوا مع اختك هبابه قبل مانمشوا مجايينش نقعدوا لحالنا إحنا.


وبسيمه سمعت كلام امها وقامت قوام وهي ماسكه يد شام، وبشاير كمان قامت معاهم وراحوا يتمشوا في الجنينه وسط الشجر، وبمجرد مابعدوا المسافه الكافيه عن الكل بسيمه وقفت ووقفِت شام وقالتلها:


عارفاكي عايزه تسألي عن صابر، عنيكي سألت قبل لسانك، ولهفتك على سماع أخباره مفضوحه، واني مبعداكي عن الكل عشان اقولك آخر أخباره اللي مفيش بعدها سؤال عليه مره تانيه.. صابر خلاص عيرشوله أوضته جير وعينجدوله المرتبه ودخلته على بت عمه السبوع الجاي.


شام سمعت كلام بسيمه وحطت يدها علي قلبها اللي حسته إتمزع نصين وغمضت عنيها بألم ومنطقتش، وبشاير بصت لبسيمه وزعقت فيها بلوم وهي شايفه حالة أختها:


يابسيمه حرام عليكي خفي قساوة قلبك داي هبابه إنتي إيه ياشيخه قلبك حجر هتموتيها؟


ردت عليها بسيمه بحزم:


بس يابشاير اسكتي إنتي معارفاشي حاجه، 


الحكيم عشان يداوي الحته المعطوبه في الجسم عيشقه ويفتح فى اللحم عشان يقدر يوصلها ويداويها، ولو كانت تلفانه عيشيلها ويرميها لاجل صاحبها يطيب، 


يعني عشان الواحد يطيب من داء معشش جواه لازمن يتوجع فلاول، وصابر داء واختك حتماً ولابد تتخلص منيه.


 خلصت كلامها وبصت لشام وسألتها بنبره حازمه وشديده متديش اي فرصه للقدامها إنه يكدب أو يلاوع:


ودلوك قوليلي ياشام إيه اللي مخربط أحوالك إكده وإيه اللي عيجرا معاكي، وليه كل نوبه اشوفك فيها تكوني انيل من اللي قبلها والتعب عليكي زايد! 


قولي عيعمل فيكي إيه غضب الزمان كركور الكلب ديه؟ ولا ناسه اللي منهم الاذي ولا مين فهميني؟ 


ردت عليها شام بصوت موجوع: 


-معيعملش حاجه، العادي بتاع كل الرجاله على قول ابوكي، شوية طبع حامي علي شوية عصبيه واني عطاطي عشان اعيش، وهسمع وعفوت عشان ارتاح،


 ولو علي اهل البيت مليهمش حداي غير الخدمه وعخدمها من خشم ساكت وخلاص، وكل البيوت فيها خدمه يابسيمه.. 


المهم انتوا طمنوني عنكم وعن حالكم عاملين ايه وابوكم وامكم اخبارهم ايه من بعد اللي جرا.


بسيمه:


كلنا زينين ياشام وعايشين، ومادام البني آدم فيه النفس يوبقي زين، وحتي لو مش زين هيوبقي زين، كلها ايام عتعدي وتتنسي بحلوها بمرها والجدع اللي يتمايل على طوع هواها عشان الريح متقلعهوش من موطرحه وترزعه على جدور رقابته.


المهم حكيلي عن ستك عديله هبابه، المره داي اني حبيتها ونفسي أعرف عنها كل حاجه، طول عمري نفسي يكونلي جده حنينه كيف جدات البنته إنتي عارفه، واديكي إنتي اللي خدتيها الجده اللي اني اتمنيتها، يعني اني اتمني وإنتي تلاقي ههههه.


وبالفعل بدأت شام تحكي عن جدتها عديله وعن حنيتها، وإتغيرت ملامحها الموجوعه لملامح متبسمه وهي عتسميلهم في الحاجات اللي ستها عديله عتشتريهالها من الدكان، وبسيمه إتبسمت هي كمان وهي عتسمعها؛ عشان نجحت محاولتها مع شام فتشتيت قلبها عن وجع خبر جواز صابر وخلتها تغير التفكير فيه.


أما علي مسافه من البنات فكان قاعد مخلوف وولده أبو دراع تحت الشجر عينضفوا فيه، وواعين البنته وشام وشايفينهم زين، وبص مخلوف لولده وقاله:


طُل ياولدي وشوف البنته الزينه شوف..دول خيات مرت كرار، إيه رأيك لو أجيبلك البت الطويله المشرعه الحلوه اللي علي اليمين داي؟


قالها وشاور بدماغه علي بسيمه وأبو دراع بص عليهم بصه خاطفه ورجع للي عيعمله تاني ورد على ابوه بعدم مبالاه:


-قولتلك قبل سابق لاااه، معاوزش اتجوز بلا مشرعه بلا مفرعه، اني معفكرش في الجيزه دلوك وااااصل، ويلا بينا نعاودوا البيت عشان العصر خلاص واني جعت وقلبي فرفط من الجوع.


مخلوف إتعصب منه وكان نفسه يزعق فيه بس قال عيب من الناس الغريبه اللي قاعده تسمع، لكنه ممسكش نفسه من إنه يمسك شوية نجيله من اللي شايلهم من حوالين جدور الشجر ويرميهم علي أبو دراع ويقوله وهو جازز علي سنانه:


-خد كل اهه الوكل اللي ينفع معاك، كل لما تشبع ياحمار الحصاوي يابتاع بدور الكحله.


أبو دراع كان هيعدي لأبوه وصفه ليه بالحمار ورميه بالحشيش، لكنه مقدرش يعديله إنه جاب سيرة بدور بالشين، وإتعصب وبعلوا حسه رد علي أبوه:


-ياااابووووي عااااد.. قولتلك تجيبش سيرتها بالشين تاني المستوره فحالها واحنا فحالنا مهنقعدوش نجبدوا سيرتها في الحديت كل هبابه عاد؟ إكده مينفعشي. 


قال كلامه وقام من جار أبوه وهمله ومشي وراح علي البيت منتور، وحتي عدى من قدام البنات ملتفتلهمش ولا رفع عينه عليهم.


والبنات أول ماعدي من جارهم سكتوا عن الكلام وإستنوه لحد مابعد عنيهم، وبسيمه سألت شام وهي مراقباه عيبعد:


يطلع مين هرقل ديه يابت ياشام واحد من سلايفك؟


ردت عليها شام بنفي:


له ديه أبو دراع واد الغفير بتاع البيت وهو اللي عيراعي الجنينه وأرضها.


ردت عليها بسيمه وهي عتشيل عنيها عنه بعد مادخل البيت:


بس فيه الزعامه وقلة الذوق كيف أهل البيت برضك، ديه عدى ولا رمى السلام حتى، بس يلا ماهو من جاور القوم ٤٠ يوم عاد صار منهم.


شام بعدم مبالاه: معارفاشي عاد اني معطلعش بره البيت، ولا هو دخل البيت من ساعة ماجيت، ولا اعرفه زي اهل البيت ولا هما زيه..


انى خليني فحالي وخليني فاللي جوا البيت وعمايلهم، مش هدور عاللي بره، داللي في البيت عاملين كيف صندوق الدنيا كلهم تلوين وبَهَتَان.


بسيمه: 


-على رايك ربنا يعينك ويقويكي، ودلوك همي بينا نعاودوا حدا أمك أحسن تولع فينا ياخيتي. 


وهموا التلاته عشان يرجعوا، وفي الاثناء داي كانت طالعالهم عديله مره تانيه وهي محمله وردة ونعمه بصنيتين وكل من كل مالذ وطاب، وحطتهم مابين دهب وعبد الصمد علي المصطبه وهي عتقولهم بمحبه:


ضيافة بيت المقاول متتردش وستكم العجوزه متتخجلش عاد. 


ردت عليها دهب قوام: والله واكلين قبل ماناجوا طوالي يمه. 


عديله بإبتسامه: طب وحياة كلمة أمه اللي طالعه من حنكك كيف إقماع الجلاب داي لهتجابري الزاد وتكسري لقمتنا، 


بكفايه النوبه اللي فاتت كسفتي مدت صينيتنا وفوتهالك، بس مش كل مره هتشتمينا وتقلي بينا فقلب دارنا يابت الأصول عاد. 


رد عليها عبد الصمد بنفي:


ماعاش ولا كان اللي يشتمك ولا يقل بيكي ياأم المقاول.. هناكلوا وهنجابروا الزاد عشان يوبقي عيش وملح، 


مع اني كلت النوبه اللي عدت مع المقاول بس ومالوا ناكلوا تاني وتالت، إحنا بقينا أهل دلوك وعايزين إحبال المحبه تنوصل.. 


مدي يدك يادهب مدي، وانتي ياحجه إقربي وقنبري جار دهب إهنه وقاسمينا الزاد، وانتوا يابنته تعالوا، تعالي ياشام إتوحشت القعده معاكي على الوكل يابنيتي. 


وبالفعل الكل اتلم وقعدوا، وعديله قعدت فوسطهم والكل إبتدا ياكل، ولأول مره عديله تشوف المحَنَه داي فقلب راجل علي مرته وبناته! 


واللي واصله لدرجة إنه عيغمسلهم اللقم ويوكلهم فخشمهم، وبالذات شام اللي مخلاهاش تاكل لقمه لحالها، وكل الوكل وكلهولها هو، ومن إهنه عديله عرفت إن شام هتقعد متحسره على عيشة بيت أبوها وعلى حنية أبوها طول عمرها؛ 


 لأنها عمرها ماهتشوف زيها تاني، وخصوصي إن رجالة بيتهم قلوبهم أقسي من الحجاره على الحريم بالذات وعيعرفوش غير الأوامر. 


خلصوا وكل وشام خدت الصواني وخدت بسيمه وبشاير معاها بطلب من بسيمه وراحوا يدخلوا الصواني للموطبخ، أما الشاي فعفاهم مخلوف من عمايله عشان هو اللي إتطوع وعمله عالدمسه، ومسافة مامخلوف وأهل بيته خلصوا وكل كان صاببلهم الشاي وحاطه جارهم من باب ضيافته هو للي قاعدين قدام باب بيته. 


عديله فضلت باصه لدهب وهي مراقبه شام لغاية ماغابت جوا البيت وعنيها عيحاولوا يشبعوا منيها علي قدر المستطاع، فميلت عليها عديله وهمستلها بصوت مسموع:


متخافيش عليها والله مراعياها علي كد مااقدر وعلي كد مافيدي وممهملهاش، واقولك كمان على خبريه هتفرحك، بتك هتطلع حبله البشاير بانت عليها، ومع حبلها وولادتها كل شَي مايل هيتعدل ميزانه. 


دهب سمعت حديت عديله وإتعدلت فقعدتها قوام وبصتلها ودموع الفرحه لالت فعيونها، وحتي عبدالصمد هو كمان سمعها واتخربطت أحواله والتنين سألوها فنفس واحد:


عتتحدتي صوح بالله عليكي؟ 


هزت عديله دماغها ليهم بتأكيد وهي عتقولهم:


وغلاوة شامه عتكلم صوح، البنيه ليها يومين تلاته تقوم عالصبح تتوع اللي فجوفها، ونفسها مقابلاشي وكل، ولونها مخطوف، وعتشتكي من الدوخه، وكمان زي اليومين دول الشهر اللي عدى لما جات البيت كانت.. 


لمؤاخذه منك ياابو شام كانت حايضه واتأخرت عليها، واني مستنيه يومين تلاته واجيبلها الدايه تتوكد وتفرحنا بالخبر الأكيد. 


عبد الصمد إتبسم وهو عيبص لباب البيت اللي غابت فيه شام، ودهب حطت يدها علي قلبها وهمست بحنية ممزوجه بخوف علي فرحه:


ياحبيبتي يابنيتي واني اقول ليه وشها مخطوف وباين عليها التعب وكالَّه فنفسها إكده، اتاريكي وحمانه يانن عيني! 


عديله: بس وحمها ابتدي بدري قوي ياام شام ليه إكده؟ 


دهب بإبتسامه:


وحمها كيف وحم امها ياخاله، اني إكده من أول شهر ويبدأ معاي الوحم لغاية آخر الخامس، لا وكل ولا شرب غير قليل، وحتي الميه معدتي ماتحملهاشي. 


،قلبي عليكي ياشامه مكنتش اتمنالك تورثي التعب بتاعي يابنيتي كنت متمنيالهم يبقوا كيف الحريم اللي عتحبل وتولد متحسش بحاجه واصل.


عديله: كل وحده عتاخد الحته داي من أمها عاد، 


بس الله وكيلك حدانه الحريم اللي عتحبل وتولد محدش يحس بيها داي، اني مرت ولدي حوريه الفقريه كنتش اعرفها شايله غير وهي فيها الوجعه وعتولد،كانت عامله كيف الارنبه ماشيه تقطر عيال وحتي أختها عدويه زيها. 


ضحكت دهب بخفه وعبد الصمد كمان ضحك معاها والتنين وقفوا ضحك وعيونهم إتعلقت عاللي طالعه مع خياتها من جوا البيت يضحكوا ويهمسوا لبعض، وقلوبهم هما التنين نبضت بفرحه لحته منهم شايله جوا منها حته منها. 


قربت شام وقعدت جارهم وإتعجبت وهي شايفه نظرة أبوها وأمها ليها إختلفت، وعيونهم فاضت حنيه بزياده، وأبوها اللي رفع يده يمسد على دماغها بضهرها وهو عيهمسلها:


كبرتي ياشامه وبقيتي ست الستات يابنيتي! 


شام إتبسمتله وبصت للأرض وهي عترد علي ابوها فسرها:


كبرت صوح يابوي، كبرت سنين فأيام وشفت فيهم اللي غيري يشوفه فدهر كامل، كبرت يابوي قبل الأوان بأوان. 


وقطع حبل تفكيرها وشرودها حس أمها وهي عتقولها بحنان وهمس مماثل لهمس ابوها:


خلي بالك من روحك ياشام ومن النعمه اللي ربنا إداهالك وحافظي عليها؛ عشان داي شربة الميه البارده اللي هترطب قلبك من حموا عمايل الدنيا. 


شام بصت لأمها وهي مفاهماشي حاجه، ولسه هتسألها عن قصدها لكن قاطعهم حس كرار وهو جاي من وراهم وعيقول:


-إيه اللي جايبكم إهنه إنتوا، إحنا فتحناها مقام للزيارات إهنه ولا أيه؟ 


وقف عبد الصمد وهو محروج ومتلغفن من كلام كرار، وكان هيرد عليه لكن حس أبوه توفيق اللي دخل وراه من بره كان أسرع وأسبق:


كراااار.. إنت عتقول إيه ياعديم الربايه وكيف تكلم ضيوف بيتي إكده؟ اني اللي مشيع عليهم عشان ياجوا يشوفوا بتهم وتشوفهم. 


رد عليه كرار بغضب: 


ضيوف بيتك جايين لمرتي، واني مرتي معاوزش حد يزورها ولا يروح وياجي عليها، وان كانوا مقادرينش علي بعادها ياخدوها فيدهم وهما مروحين، وورقتها هتحصلها، وديه آخر حديت عندي.. لكن روح وجي كل هبابه ويقعد مقوطر هو وال.. الحريم بتوعه علي بيتنا وعلي حريمنا، 


داي اني مهقبلهاشي ولا هرضاها.


توفيق زعق بحس اعلي:


ياكرار لم روحك عشان اللي عتقوله وتعمله ديه عقابه كبير قوي عندي مهتتحملهوشي. 


كرار: لا متخافش إتحملت الاوعر من أي حاجه منك، إتحملت ١٠٠ جلده هتعمل إيه اكتر منهم تاني؟ 


توفيق رفع عكازه ولسه هينزل بيه علي دماغ كرار، لكن يده اتنفضت وقوته خانته ومقدرش يعملها، بس أبو دراع إتولي هو المهمه لماطلع بعد ماسمع كل حاجه إتقالت، 


ومسك كرار من دراعه وشده بعيد عن عبد الصمد وعيلته كام خطوه وقاله وهو عيهزه بغضب:


كرار إنت اتجنيت ولا إيه؟ جرا ايه لعقلك فهمني! إيه اللي عتقوله ديه ياقزين إنت، ديه كلام ميطلعش من ولاد الاصول واصل؟ 


رد عليه كرار وهو باصص لابوه توفيق بتحدي:


اني قولت اللي حداي، عايزين بتهم تقعد في البيت ديه وتستكان وميخربوش عليها رجلهم تتقطع من إهنه نوهائي، ومتخطيش البيت واصل. 


له عايزين خراب ياجوا بس نوبه تانيه.. واني عليا الطلاق بالتلاته لأكون مروحها معاهم وروحه من غير رده، أني أصلاً متغصب على وجودها إهنه وهتوبقي جات منهم وهما اللى جنوا وإتجَنوا علي خراب بيت بتهم عاد. 


توفيق كان هيتكلم لكن رد عليه عبد الصمد:


خلاص يامقاول اليمين إتحلف والكلام ممنوشي فايده، حاضر ياولدي مهنجوشي إهنه تاني، بس أمانه عليك تجيبهالنا إنت كل فين وفين نطمنوا عليها، أو حتي تسمحلي أبقي أطمن عليها من حد منكم من بعيد لبعيد من غير مااخطي البيت ولا أدوس عتبته. 


كرار بتعالي:


ماشي هشوف الموضوع ديه بعدين، بس لم حريمك دول دلوك وخدهم وفارق. 


عبد الصمد مسح عرق الخجل اللي كسى جبينه، وبص لبناته ومرته ولسه هيقولهم يلا، لكن لسان بسيمه إنطلق كيف السهم من القوس وبصت لكرار وقالتله:


ماعلي مهلك على روحك هبابه ياسبع الرجال وادينا ماشيين لحالنا ووفر زرزرتك أحسن يجيلك فتاق فنص بطنك وتمشي تكر فمصارينك كر،


 بيت إيه يابو بيت اللي عتشرط وتتشرط عليه وتمنع وتسمح بدخوله، داحنا اللي ميشرفناش رجلنا تخطيه، ولولا اختنا فيه ماكنا عتبنا، بالك بيتك ديه لو حدانا في البلد كنت كل ماعديت من قباله تفيت عليه عشان إنت اتربيت على أرضه، وحيطانه مداريه وراها واحد زيك قليل شرف وزاني وقليل دين، 


وفوق دول ودول قليل أصل وربايه، فهمني بس عينك قويه علي إيه وإنت اللي زيك المفروض عينه تتكسر عاللي جرا فيه قبال الناس كلها، واتضرب واتهان على عمله ميعملهاش غير كلاب الشوارع. 


قولي البجاحه اللي فيك داي جايه من وين ومين عيبيعهالك عشان نروحوا نشتروا منيه ونبجحوا زيك، بس باين إنك خدتها كلها لحالك مبقيتش لحد غيرك حاجه. 


وبصت لتوفيق وبنبرة سخريه قالتله:


وإنت ياعم الحج بدال ماعتلف فبلاد الله لخلق الله تعمل فلوس كنت اقعد فبيتك هبابه وربي عيالك زين، 


الفلوس معتشتريش أخلاق ولا تعمل رجاله، الرجاله عتتربي على ادين الرجاله، مش حي تجيبلهم فلوس وتخلي الحريم تربيهم لما اتطبعوا بطبع الحريم..


ودلوك هم بينا يابوي إحنا ميشرفناش نقعدوا فموطرح واحد مع الزاني ديه، ربنا مايجمعنا بيه دنيا ولا آخره. 


قالت كلامها ومسكت يد أمها ويد أختها بشاير وبصت لشام اللي دموعها كانت مغرقه خدودها وقالتلها:


ربنا يعينك على مابلاكي ياخيتي، أودعناكي الله وهملناكي فرعايته وهو عليكي أحن وارحم.. وبصت لكرار وقالتله، وإنت لا سامحك الله ولا حط فطريقك قلب رحيم ياشيخ، ولا يحطلك فقلب غريب ولا قريب شفقه ولا رحمه ابداً. 


 الا كل القوب اللي حواليك تتملى عليك قساوة كيف قساوة قلبك على أختي وكره كيف كرهك ليها وللي من ريحتها. 


خلصت كلامها كله دفعه وحده وإتحركت بامها وأختها على بره، أما عبد الصمد فبص لتوفيق ولسه هيتكلم ويستسمحه عاللي قالته بسيمه، لكن توفيق رد عليه بصوت موجوع:


تسلم ربايتك ياعبصمد وتسلم يدك، إنت ربيت بنات الوحده منهم بميت راجل، واني ربيت راجل المره أحسن منيه، روح يابوي وحقك على راسي وعيني، وبتك ميته ماتعوزها هجيبهالك لحد عندك ولحد باب بيتك، 


وهسيبهالك تشبع منها علي راحة راحتك، وخليني أشوف حد يعترض، وطلاق تلاته من حوريه أمك ياكرار شام ماهتتقطع ولا تتمنع من أهلها ولا هيتقطعوا منها طول مااني علي وش الدنيا. 


وأوبقي وريني ياسبع الرجال هتعمل إيه، ولو عالطلاق إنت تطلق واني هجوزها لاخوك عزت واخليها في البيت قبال عينك وأشوفك تحكم علي مين ياكلب البراري يانجس. 


خلص كلامه وخد نفسه بالعافيه، وهو واعي لعبد الصمد طالع من بيته مكسور، وبص لصفوت اللي إتحرك فوراً وراهم عشان يعاودهم لبلدهم بالطرومبيل، 


وكل الواقفين كانوا ساكتين من هول الموقف اللي عمره ماحوصول، ولا عمره ضيف قبل سابق إنطرد من بيتهم، وسكوتهم طال كأن على رؤسهم الطير ومحدش قادر ينطوق، ولا حد عارف يقول إيه، 


ومفيش من بينهم كلهم غير بس عزت اللي كان قلبه عيرقص طرب من يمين أبوه اللي حلفه، وإتمني من كل قلبه إنه ينفذ وعيده، ويجوزه شام بعد ماكرار يطلقها، وداي توبقي أمنيته الكبيره اللي إتحققت من كتر مااتمناها. 


أما توفيق فبعد مالجماعه مشوا دخل البيت وهو حاسس رجليه بقوا كيف الخيوط، وإن بدنه كله سرت فيه رعشه قويه، ودراعه الشمال فيه تنميل، وماصدق يدخل البيت وشاور لفكريه بته اللي كانت طالعه من الموطبخ وبضعف قالها:


-فكريه تعالي سنديني وطلعيني أوضتي قوام، حاسس رجليا مش شايلاني. 


جات فكريه عليه جري وسندته، وجات وراها حوريه تجري عليه وهي عتسأله ماله وجراله إيه؟ بس بمجرد مامسكت إيده تسنده نشك يدها بعيد ورفض مساعدتها، وطلع مع بته. 


وهي من حركته داي فهمت إن كرار عمل نصيبه جديده، فنزلت السلم تاني، وطلعت تشوف فيه إيه وهبب إيه كرار النوبادي، وهملت توفيق لفكريه طلعته اوضته ونومته ففرشته وغطته، وميلت عليه تسأله بشفقه وهي واعيه رجفة جسمه:


-فيه حاجه وجعاك يابوي أعمل حاجه دافيه تشربها تدفيك وتضيع رجفة بدنك داي؟ 


رد عليها توفيق بهزه من دماغه مصحوبه بصوت عيرجوف:


له يابنيتي معاوزش حاجه بس همليني لحالي وردي الباب وتخليش حد يصحيني واصل، سامعه يافكريه، خليني براحتي لما اقوم لحالي. 


فكريه ردت عليه بطاعه: 


حاضر يابوي مهخليش حد يقل راحتك، نام ياحبيبي نوم العوافي.. وغطته وقفلت الباب ونزلت،


 وعلي اول السلم لقيت عمها 


نعيم وجوزها معروف معاه وماسك فيده كيس قماش كبير وسألها عمها بلهفه:


-أبوكي فين يافكريه روحي نادميه قوام قوليله عمي جاب فلوس المشاريع الجديده.


فكريه :


أبوي بعافيه شويه ياعمي وطلع نام وقالي متخليش حد يصحيني واصل.


نعيم: طيب عايزين نعينوا الفلوس داي في الخزنه فأوضته دلوك ونعرفوه بيهم.


فكريه: 


إن كان ولابد خدوا مفتاح الخزنه من أمي وواحد فيكم يطلع ويدخل علي طراطيف صوابعه يحطهم ويطلع من غير مايصحيه عشان هو مشدد عليا قوي متجيبوليش الكلام منه بالله عليكم.


نعيم:


طيب روحي اتلافي المفتاح من أمك قوام، 


واقفه بره هي فالجنينه مع اخوكي كرار وشكلها فيه عركه جديده.


راحت فكريه بالفعل وجابت المفتاح من أمها وادته لعمها، وعمها اداه لمعروف وقاله يطلع الفلوس في الخزنه بالهداوة من غير مايصحي عمه، ويجيب المفتاح يديه لسته عديله تدسه معاها لغاية مايصحى عمه وياخده منيها ويتولي هو أمر الفلوس عاد.


وعدت حوالي ٤ ساعات، والعصر أدن وصلاته فاتت، والمغرب خلاص على ادان، وكل ماحد ياجي يصحي توفيق للصلاة ولا للوكل فكريه توقفله ومترضاش تخليه يطلعله وتقولهم هو قالي محدش يصحيني.


 لغاية ماعديله صرخت فيها وهي طالعه السلم بضعف وقالتلها بتهديد:


اوعاكي تقوليلي إطلعي ومتطلعيش والله افط فكرشك يافكريه اني قلبي ناغزني على ولدي اللي معيأجلش الفرض ولا يأخر معاده حتي فعز تعبه وعياه، أوعوا إكده خلوني اشوف ولدي ضناي الزعل عمل ايه فحاله.


وخلصت طلوع السلم، وغابت يادوبك كام دقيقه وبعدها صرخت صرخه زلزلت البيت كله بعز ضعفها، لكن فجعة موت الحبيب صرختها عتطلع من العدم وعلي كد المحبه عتكون قوتها..


يتبع

بقلم ريناد يوسف


رواية نفق الجحيم الفصل ٢٩


حزن خيم على بيت المقاول، كسرة ضهر ووجع مابعده وجع، توهه الكل حس بيها بعد ما كبيرهم وسندهم واللي معيخطوش خطوه من غير شوره وبدون إذنه فاتهم علي غفله بدون مقدمات. 


عديله إنزوت فأوضتها واتلفلفت بحزنها وفوق منه لحافها القطن ونامت طريحة الفراش ببدن وقلب موجوعين، وقطعت الزاد وحتي الكلام ومفيش غير دموعها عيوصفوا وجع قلبها. 


حوريه وباقي حريم البيت قضوا سبوع بكايين ندابين نعايين لغاية ماحسهم راح وصوتهم مبقاش طالع، 


أما الرجاله فقضوا الاسبوع كله في المندره يستقبلوا المعازي اللي متقطعتش ولا قلت وكل يوم يزيدوا، وفآخر اليوم السابع يتفاجأ الكل بالشيخ جاهين داخل عليهم المندره مع ولده حكيم. 


والكل بطلِتهم قام وقف إحتراماً وإستقبالاً ليهم، وبما فيهم كرار اللي قام متغصب ووقف في إستقبالهم زيه زي الباقيين، لكنه إتصدم وهو واعي ورا منهم عبد الصمد داخل. 


دخلوا التلاته وقدموا التعازي وقعدوا بعدها، ونعيم أمر أبو دراع يجيبلهم الضيافه، وقال لسلام يدخل البيت ينبه على أحسن غدا، 


وبعدها قعد جار الشيخ جاهين، اللي أول ماأهل البلد كلهم عرفوا بوجوده فمندرة المقاول جم رمح عشان يقعدوا معاه ويتباركوا بمجلسه الطيب. 


أما جاهين فأول ماشاف الناس إتجمعت إبتدا يكلمهم عن الموت والحيا ويخطب فيهم عن الصبر والجلد في الإبتلائات، وإن الانسان هيتحاسب على كل كلمه قالها فوكت حزنه، وكل كفر بقضاء الله وقدرة متمثل فى الصراخ والندب واللطم والعديد، وصبغ العمه للرجاله وشق الهدوم. 


وإن كل ديه بدع ماانزل الله بها من سلطان، وإن الحزن الحقاني عيكون في القلب ومعيتخطاش دموع العين بالهِدا. 


الكل سمع الخطبه، وبعد ماخلص الشيخ جاهين طلب من الكل يستغفروا عن كل ذنب إرتكبوه بعلم أو بجهاله، ويطلبوا السماح من رب العالمين، وإن كل واحد فيهم ينبه علي أهل بيته يكفوا عن حزن الجاهليه عند المواتم، ويعرفهم إن كل اللي عيعملوه فى العزا حرام، وقالهم إن اللي مش هيبلغ الرساله بعد مااتآمن عليها يعتبر كاتم علم وحسابه عند ربه كبير..وإنه منع فبلده والبلاد القريبه مهنة الندابه وخلي كل الحريم اللي عتشتغلها بطلتها لحرمانيتها وحرمانية الفلوس اللي عتاجي منها. 


والناس كلها أمنت على كلامه ووعدته بالتبليغ، وبعدها الكل إنصرف ومفضلش غير قله قليله مع الشيخ جاهين من اصحاب النزاعات والمشاكل والاستشارات الدينيه اللي إستغلوا الفرصه ووجود الشيخ جاهين فى حل مشاكلهم. 


أما كرار فكان طول الوكت عينه على عبد الصمد وعيبصله بنظره معناها إيه اللي جابك إهنه مره تانيه؟ 


وزي ما هو عينه كانت على عبد الصمد، حكيم هو كمان عينه كانت عليه ومراقب كل حركه منه، 


وفهم العداوة اللي بينه وبين عبد الصمد، واللي كانت مخليه عبد الصمد طول القعده حاطط عنيه في الارض ومدنقر راسه مرفعهاش، 


وصعب علي حكيم كسرته قدام عيل صغير من دور عياله وخصوصي إن هبد الصمد من اول ماسمع الخبر حزن علي  المقاول توفيق يمكن أكتر من عياله واخوه عليه،


 وجاي معاهم طول الطريق يبكي علي خبر موته اللي سمعه منهم، لما عدوا عليه يشوفوه عرف بالخبر وراح يعزي ولا لساه مسمعش زيهم. 


وفعلا لقوه معارفش والخبر نزل عليه كيف الصاعقه وفاجعته فموت توفيق كانت كبيره. 


قام حكيم من موطرحه وراح قعد جار عبد الصمد وميل عليه وسأله بهمس:


هو ايه ياعم اللي بينك وبين جوز بتك مخليه يبصلك إكده بعيون عتطق شرار؟ 


رد عليه عبد الصمد بخجل:


مفيش حاجه بيني وبينه ياولدي، وحتي اللي بيني وبينه قطَعُه لما حرج عليا اخطي بيتهم تاني، ولا اشوف اللي ليا جواه واطمن عليها،


 وطلعني بسواد الوش قدام الكل، وديه حوصول في اليوم اللي المقاول مات فيه من قهرته عاللى جرا لضيوفه فبيته علي يد ولسان ولده. 


فهم حكيم الموضوع، وفهم إن كرار عايز يقطع عن شام رجل حبايبها عشان يستفرد بيها، واستني حكيم لما الناس كلها مشت والمندره فضيت الا منهم ومن أهل بيت المقاول، فجلى صوته وهو عيقول بحس عالى:


بعد إذن كل الحاضرين، اني عمي عبد الصمد خولني بالنيابه عنيه بتولي مهمة زيارة المحروسه بته بداله والاطمئنان عليها بين كل حين وحين، 


وكمان غير طلب عمي عبد الصمد مني، المحروسه جات البيت ديه بناءً علي حكم أبوي حَكمُه، 


وأبوي عيحرص إنه يتأكد إنه مظلمش حد بأي حكم حكمه حتي بعد تنفيذة، والحديت ديه محدش يملك حق الإعتراض عليه. 


قال كلامه وبص لكرار بتحدي وكرار قام وقف على حيله ورد عليه بتحدي أكبر:


اللي إنت عتقوله ديه لا ورد في شرع ولا فدين، إللي عاوز تروح وتاجي عليها داي لا هي من محارمك ولا تربطك بيها صلة قرابه وشوفتك ليها حرام.. عاوزها بالدين اللي عتتكلم بيه اهي جبتهالك من ناحية الدين.


حكيم: لو تعرف الدين متمنعهاش عن ناسها ولا تمنعهم عنها، هو الدين برضك قال إكده؟ 


كرار: ايوه قال لما يكون الراجل عيخشي على مرته ضرر من شوفة ناسها والاختلاط بيهم. 


جاهين بهدوء: اقعد بس ياولدي واني هفهمك إنت فاهم النقطه الاخيره داي غلط، اقعد هفهمك القصد منها. 


كرار: مقاعدش ومفاهمش، ومرتي محدش هيشوفها ولا هتشوف حد، 


ولا هتخطى بره عتبة الدار وزيها زي باقي حريم بيتنا، وإسأل عننا في البلد لو كنا عنطلعوا حريم بره عتبة الدار، واللي عيسري عليهم يسري عليها غصب عنها وعن الجميع، وديه آخر كلام حداي، ومن حكم فاللي ليه ماظلم. 


خلص حديته واتحرك قوام مغادر المندره وهمل عمه وعيال عمه واخواته خجلانين من اللي قاله للشيخ حكيم وولده، وطلعهم بسواد الوش قدام ضيوفهم لتاني مره، وخصوصاً لما الشيخ جاهين اصر إنه يمشي من غير مايتغدي ولا ياخد ضيافته الكامله من بيت المقاول، وداي عيبه كبيره قوي فحقهم وخصوصي إن الشيخ جاهين مش اي حد. 


عاود كرار للبيت وكانت اول مره يعاودله من أسبوع، ودخل قوام على أوضته من غير مايبص لحد، وبمجرد مااختلى بروحه دفن وشه بين أديه وسمح لدموعه اللي ليها أسبوع عتكابر بالنزول في الخلوه بعيد عن عيون الناس، وفضل يهمس لنفسه:


إستفدت إيه لما مت غضبان مني وانا هفضل غضبان منك وممسامحكش واصل، إيه اللي استفدته بجفاك علي غير إني كل ماهفتكرك وتاجي سيرتك قدامي هلعنك فسري الف مره بدال ماادعيلك، كان يجرى إيه لو تعلمني غلطي بالهداوه وتقولي متعملهوشي تاني وتكون رحيم عليا في عقابك،


 روح ياشيخ ربنا مايرحمك ولا يسامحك زي مارحمتنيش وإنت عايش. 


خلص حديث النفس وكمل بكى لحد ماشبع وحس إنه فرغ كل الكبت والوجع اللي جواه.. ولأول مره واحد يبكي على موت أبوه وجع منه مش زعل عليه!


اما حوريه فكانت قاعده فأوضتها وواخده جلابية توفيق اللي كان لابسها آخر مره قبل موته فباطها وعتشم فيها وتهمس من بين دموعها:


طول عمري كنت شايفه فعنيك عدم الرضى عني ولا عن أي حاجه أقولها ولا اعملها ياتوفيق، 


بس برضك كنت محتميه بيك وعايشه على حسك ومتقويه بيك، 


وحاسه دلوك إن ضهري بقي عريان من بعدك ياغالي، كيف هقضي ايامي ولياليا من غيرك ومين هياخد بحسي وآخد بحسه، مشيت بدري قوي ياتوفيق وسبتني قبل الاوان، 


واني اللي كنت عقول هتسند عليك فكبري وهشيخ واني مطمنه بوجودك جارى ياواد عمي، خليت بيا والله ياحبة القلب ونن العين. 


بعدت الجلابيه عن وشها وبصت للباب اللي سمعت حد عيطقر عليه وبحس مبحوح يادوب طالع قالت:


ادخل ياللي عالباب. 


وإتفتح الباب ودخلت منه نعمه شايله صينية وكل صغيره واتقدمت علي امها وهي عتقولها:


جبتلك الوكل ياغاليه عشان تاكليلك لقمه تتقوتي بيها. 


ردت عليها حوريه بضعف:


وفين النفس اللي تاكل يانعمه، ماراح ابوكي وخد النفس والحيل ومعاه، خدي الوكل ديه نزليه تاني واني اول ماهجوع ونفسي تطلب وكل، هقول لوحده فيكم تجيبلي، أو حتي هنزل اني تحت آكل. 


ردت عليها نعمه وهي مستمره في التقدم برغم كلام امها لحد ماوصلت حداها وحطت الصينيه علي السرير وقعدت جارها وقالتلها:


يمه الجوع معيرجعش اللي راح، والحي لازمن يصلب طوله.. أمانه عليكي يمه كليلك لقمه الدنيا مهتوقفش ودلوك ولا بعدين هتاكلي، يوبقي تاكلي دلوك طالما الأمر محتوم وهيوحصول دلوك ولا بعدين. 


بصتلها حوريه وكانت هترد عليها لكن نعمه سبقتها وهي عتغمس لقمه وتقربها ناحية خشمها وتقولها:


خلاص عاد متكسفيش يدي أمانه عليكي، كلي يمه وقومي البيت من بعد أبوي مليهش عازه، ومن غيرك هيوبقي خراب، وديه مش هيرضي أبوي في رقدته ولا هيريحه، وانتي خابره.. ابوي طول عمره يلم فينا متبعشكيناش إنتي يمه ببعدك عننا وتفرقينا،


داحنا من يوم اللي حوصول وكل وحده لازمه غرفتها ومفيش وحده عتطلع ولا تنزل غير للضروره، والوكل كل واحد بقي ياكل لحاله.. بقي هو ديه بيت المقاول اللي اللقمه كله عيتلم عليها، والوكل بالميعاد، والوشوش لازمن تتقابل ٣ مرات في اليوم على الاقل؟! 


نزلت عنيها حوريه للأرض بقهر وفتحت خشمها للقمه اللي مداهالها نعمه، وكلتها من سكات وهي حاسه إن كل كلامها صوح، وإنها لازمن تلحق تمسك طرف السبحه اللي عاش ابوي توفيق يلضم فيها قبل ماحباتها تفرط وتتفرق وكل حبايه تروح فناحيه بعيد عن أختها، وشافت إن داي رسالتها وأمانتها اللي مهتفرطش فيها لحدت ماتروح لتوفيق فدار الحق. 


كلت حوريه اللي قدرت عليه على كد نفسها وبعدها خدت نعمه الوكل ونزلت بيه وهي مرتاحه عشان قدرت تقوت أمها، وراحت بالصينيه علي الموطبخ، وهناك لقيت شام واقفه في الموطبخ حتحضر فصينيه زيها هي كمان. 


نعمه:


إيه مودياها لجوزك داي ولا فين؟ 


شام: له مودياها لستي عديله هغديها مكلتش حاجه من الصبح. 


نعمه: وجوزك؟ 


شام: ماله جوزي؟ 


نعمه: مشفتيهش لو جعان توديله لقمه ياكلها؟! 


شام بعدم مبالاة:


لو جعان هيقول هو هيستحي يعني؟ 


نعمه: عيب تتكلمي عن جوزك إكده، وعيب كمان تستنيه لما يقرصه الجوع ويطلب بخاشمه، إنتي إكده توبقي مره ليكيشي عازه وعمر جوزك ماهيحبك. 


بصتلها شام ولسه هترد عليها وتقولها آخر همي محبته، بس قاطعتها بدور وهي عترد علي نعمه:


وهي من ميته كان ليها عازه ولا كانت مره من أصله، ولا كرار شايفها بعينه حتي، إنتي معتشوفيهش عيتطلعلها كيف وهو قرفان منها طول الوكت؟ اللي كيف داي يانعمه عمرها ماهتكون مره ولا تتحسب على الحريم واصل. 


نعمه: واني ععلمها عشان إكده. 


بدور:مهتتعلمش وفري جِهدك، هي بس همليها متكوله على حلاتها وحاسبه إن جمالها هيشفعلها ويكفي عن كل حاجه، متعرفش إن الراجل اهم حاجه عنديه شطارة المره ومراعاتها ليه ولطلباته ومحاديتها لبيته، وإن الجمال عيعوزه ساعه وحده في اليوم والمداريه عيطلبها باقي اليوم كله. 


شام بصت للتنين وهملتهم يغنوا ويردوا علي بعض، ورفعت الصينيه وطلعت بيها من الموطبخ على اوضة ستها عديله، وهملت بدور تتحرق بنارها عشان معرفتش تكيدها بكلامها الماسخ. 


أما حدا صفوت وعمه نعيم وسلام ومعروف وعزت في المندره:


نعيم:


هنعملوا إيه ياولاد في المشاريع كلها اللي خدها توفيق قبل مايموت وهنلاحقوا عليها كيف؟ 


سلام: تقال علينا والله يابوي أني عقول نعتذروا عن مشروع، او حتي نسلموه لمقاول تاني من الباطن بسعر اقل من العطا بهبابه وإحنا ناخدوا الفرق أولي بيه. وبكفايه علينا تنين. 


معروف رد عليه مؤيد:


والله فكره زينه قوي ياسلام و بكده منخسروشي كتير. 


نعيم:


إيه رأيك ياصفوت فكلام عيال عمك؟ وإنت ياعزت إيه قولك؟ 


صفوت بحيره:


معارفشي والله ياعمي، هما التلات مشاريع تقال قوي علينا وهيضلعونا ضلع ويهدوا حيلنا في الشغل ٣ شهور عالقليله من غير يوم راحه. 


عزت: طيب مانتحاملوا على روحنا ونشتغلوهم خساره. 


سلام: وليه التعب الزايد ديه ياواد عمي، المرحوم لما خدهم كان غرضه يجيب من ارباحهم طرومبيل جديد ويجوزك ويعاود دهبات الحريم، وإحنا ولا حاجه من داي هنقدروا نعملوها غير بعد ثانوية عمي، يعني الضغطه والتعب مليهمش عازه، إحنا نخلصوا مشروعين والتالت يشتغله حد غيرنا من الباطن، ونبقوا ناخدوا شغل تاني براحتنا الشغل معيخلصش. 


صفوت بتفكير: والله كلامك عين العقل ياسلام، ولا إيه رأيك إنت ياعمي؟ 


نعيم:


عمك مليهش رأي ياصفوت، متسالنيش عن حاجه بخصوص الشغل من اليوم وطالع، إنت الكبير وإنت اللي تاخد موطرح أبوك وإنت اللي تشوف وتفصل، واللي تشوفه في الموصلحه إعمله بعد المشوره بينك وبين خواتك وعيال عمك، وتبلغوني باللي رسيتوا عليه واني معاكم فيه، الشغل إنتوا اللي عتشتغلوه بيدكم يعني إنتوا ادري اذا كان هتقدروا ولا متقدروش. 


خلصت قعدتهم ومناقشتهم، وبصوا حواليهم ولقوا المندره فاضيه من بعد مامشي الشيخ جاهين وولده ومحدش جاي من الناس، فقاموا كلهم وعاودا البيت يشوفوا إيه احواله، وكل واحد يريح ففرشته هبابه بدال الدكك القاسيه اللي نعنعت ضلوعهم من النومه عليها. 


أما أبو دراع فراح عالجنينه وخد مكنة الري عشان يرويها، وهمل ابوه راقد ففرشته حزن علي توفيق صاحبه ورفيقه، واللي موته قلب عليه المواجع وفكره بموت مرته وأم ولده، وجدد حزنه عليها من تاني. 


أما حدا عديله، دخلت عليها شام الأوضه وحطت الوكل جارها وقربت عليها وقالتلها وهي عتحاول تعدلها بحنيه:


أني مكلتش حاجه من الصبحيه وحاسه روحي هقع من طولي، وانتي مكلتيش حاجه بقالك ايام وعايشه علي كباية حلبه ولا كباية ايسون وديه مينفعشي ياستي انتي عتموتي روحك إكده! 


عديله بحس يادوبك طالع:


هو فين بس الموت يابنيتي، الموت معياخدش غير الزين واللي ليه عازه، انما اللي زي حلاتي الموت عيهمله وينساه.. وكملت ببكي.. ياريتني كنت اني اللي موت وإنت اللي قعدت ياولدي لشبابك وبيتك وعيالك، إيه عازتي اني في الدنيا لما اني اقعد وهو يفارق ويموت؟ 


شام: متقوليش إكده ياخاله داي اعمار وكل حي عيفارق بس يخلص أجله، لا بالعمر ولا بالسنين هي. 


هزت دماغعا عديله بأسي وهي عترد عليها:


كنت عتمني من ربنا يومي يكون قبل يومهم وهما اللي يشيعوني مش اني اللي اتلوع على فراقهم، اني فراقي كان هيوبقي هين عليهم، لكن الضنا فراقه عيهد الحيل يابنيتي. 


سكتت شام وهي مش عارفه ترد عليها بأيه وهي ذات نفسها موت توفيق مأثر فيها وحزينه عليه وعلي غيبته اللي هتخلي كرار يتفرعن أكتر ماهو متفرعن وخلاص مبقاش ليه رداد ولا رادع. وهي مبقاش ليها من بعده في البيت ديه بعد ربنا غير الجده عديله واللي حالتها متبشرش بخير واصل.. ومن خوفها لتجرالها حاجه هي كمان وتفوتها لحالها عملت المستحيل عشان توكلها لقمتين وهي كمان كلت معاها لقمتين وبعدها قعدوا كل وحده تصبر في التانيه. 


أما حكيم وهو معاود هو وابوه وعبد الصمد في القطر كان طول الطريق ينفخ ويفش من الغيظ من كرار، وأبوه بصله وطبطب علي رجله بحنيه وقاله:


هدي خُلقك ياولدي هبابه النفخ والفش والغيظ معيحلش ولا يربط. 


رد عليه حكيم بعصبيه: 


وإيه اللي يحل ويربط مع البني آدم ديه يابوي؟ 


جاهين: مفيش مع اللي كيف كرار حل ولا ربط ياولدي، هي فيه ناس إكده عقلها عيقفل علي حاجات ومعيتفتحش ولا يقبل تفاهم فيها واللي فدماغه عيكون هو الصح وبس من وجهة نظره، وأي حاجه تانيه عتكون غلط. 


رد عليه عبد الصمد بغلب وقلة حيله:


يعني خلاص على إكده بتي مهشوفهلش تاني ولا اعرف حاجه عنيها ولا عيني تنضر طولها مره تانيه؟ 


طيب اعرفها كيف رايقه ولا عيانه، مرتاحه ولا تعبانه، عايشه ولا.. وقطم الكلمه مكملهاش واتخنق بدموعه ونكس عيونه للارض وحسبن في سره عاللي كان السبب واللي منه الاذيه كلها واللي حطه وحط بته في الوضع ديه، وفي الاخر إستغفر ربه ورمي الموضوع كله عالنصيب والمكتوب. 


جن الليل والكل عرف طريق نومته وشام دخلت تجيبلها غيار من أوضة كرار بعد ماخلصت المواعين اللي في الموطبخ واللي بقت كلها عليها من يوم موت توفيق ومحدش عيمد يده يغسل ماعون معاها، وبمجرد مافتحت الباب ودخلت شافت كرار نايم علي السرير وحاطط يد تحت راسه ويد على عنيه، ومن أول ماراحت علي الصندوق وفتحته ومدت يدها تاخدلها جلابيه غامقه سمعت كرار عيقولها بأمر:


هملي اللي فيدك واقفلي الباب وإنجري تعالي إهنه جاري عالسرير. 


اتنفضت يد شام اللي محمله علي الصندوق وحست بمغصه فبطنها وغمضت عنيها وهي عتتمني الموت ياجي ينجدها قبل اللي هيعمله كرار فيها، ولفت عليه وفي محاوله يائسه قالتله:


بس أبوك لساه ميت وناره مبردتش وميصوحش! 


وإهنه كرار إتعدل قوام ونزل من علي السرير وفثانيه بقي واقف قبالها وبدون مقدمات رفع يده وهوى علي وشها بكف بحيله كله وهو عيقولها:


وإنتي اللي هتقوليلي اللي يصوح واللي ميصوحش يابت الكلب انتي؟ عايزه تفهميني إن أبوي يهمك اكتر مني وإنك عارفه العيب واني معرفهوش؟ 


ايوه ماهي قالتهالي أختك الفاجر قبل منك،  صوح صدق اللي قال  ال*** تلهيك واللي فيها تجيبه فيك. همي خلصي واللي أمرك بيه يتنفذ في التو واللحظه من غير أي إعتراض ولا كلمه تطلع من خاشمك الخايس ديه. 


إتقدمت شام بخطوات مهزوزه من السرير وهي حاسه إنها عتنساق لسكرات الموت، وقبل ماتوصل السرير نفسها غمت عليها وميلت جار السرير وإستفرغت، وديه خلى كرار يرجع لورا بقرف وهو عيقولها: 


إيه القرف ديه جاكي الطين عليكي وعاللي خلفوكي فساعه واحده، غوري وقفتي نفسي جاكي غاره تغورك. 


وشام سمعت كلام كرار وطلعت من الأوضه تجري بكل سرعتها كيف المسجون اللي فتحوله باب السجن وقالوله أهروب لو مسكناك هنعدموك. 


وقوام دخلت أوضة ستها عديله وقفلت الباب وراها وحطت يدها علي صدرها وفضلت تاخد نفسها بالعافيه وحالتها حاله، وعديله شافتها ومدتلها إديها تحثها عشان تاجيلها لأنها مش قادره تنزل من فوق السرير و تروحلها وتاخدها فحضنها، وطبعاً إستنتجت إن كرار هو السبب فحالتها مفيش حد غيره. 


راحت شام عليها وقعدت جارها وعديله مسكت يدها وإبتدت تمسدلها علي ضهرها بحنيه وهي عتقولها:


هودى يابنيتي هودى، إيه بس وداكي الأوضه حداه ماكنتي قعدتي بخلجاتك ولا كنتي لبستي أي حاجه من حداي؟ 


خلاص ياشامه إنتي لازمن تتجنبي كرار على كد ماتقدري اليومين الجايين دول عشان تحافظي على اللي ربنا عطهولك. 


شام بصتلها وهي مفاهماش حاجه، فتبسمت عديله وهي عتقولها:


انتي حبله ياشام وبطنك شايله عوض ربنا ليكي، ولازمن يابنيتي تحافظي على روحك وعليه. 


وفي اللحظه دي كان كرار واقف قدام باب الأوضه كان جاي ياخد شام تشيل القرف بتاعها من الأوضه بتاعته، عشان يعرف ينام فيها، وسمع كل كلام سته عديله، وفتح الباب مره وحده ووقف قدام التنين وبحس عيرعد قالهم:


هي مين اللي حبله وحبله كيف انطقوا؟ 


أما في الدور الفوقاني فقامت حوريه عشان تشقر علي عيال صفوت وتطل عليهم لما سمعت حسهم عيتناكفوا مع بعض وخصوصي إن ليها يومين مشافتهمش، وفطريقها عدت علي أوضة نعيم وسمعت حسه وهو عيرد على سلام ويقوله:


إنت عتقول إيه ياسلام ياولدي؟ 


سلام:


عقول ليه يابوي تظلمني وتقل بيا وتضيع حقي كيف ماضيعت حقك وخليت اخوك. كبير عليك وجاي تعيدها تاني وتكبر صفوت ولده علينا، ليه يابوي إيه اللي زايده صفوت ولا إيه اللي عيزايد بيه علينا في الشغل ماإيدنا بيده وكتفنا بكتفه وخطوتنا اني ومعروف سابقه خطاويهم. ولو عالسن اني اكبر منيه بسنه يعني المفروض اني اللي اكون الكل في الكل مش هو. 


رد عليه نعيم بهدوء:


مكنتش هتقدر عليها ياولدي، المسئوليه شيلها مش هين وعتاخد من الحيل والعقل وحتي العمر واديك شفت عمك مات صغير من كتر شيل الهم، أني متحملتهاش قبلك ومحبيتلكش التعب لا إنت ولا اخوك. 


رد عليه سلام بعصبيه:


وليه تحكم علينا يابوي ماكنت تسيبنا نجربوا يمكن نطلعوا أهل ليها ونقدروا ونسدوا، ليه تظلمنا يابوي ليه. 


نعيم: مش ظلم ياولدي دي محبه وخوف والله. 


سلام نفخ بقلة حيله وهو عيحاول يهدي نفسه:


طيب يابوي خلاص اللي حوصول حوصول، بس من إهنه ورايح مليكش صالح باللي هعمله ولا تعترض عليه وهملني اشوف موصلحتي عاد. 


نعيم:


موصلحتك كيف يعني؟ 


سلام:


موصلحتي يابوي فأني هاخد من الفلوس بتاعة المشاريع وهندلى ادفع مقدم معدت حفر ولودر واجيبهم بالقسط واشغل عليهم حد واول حاجه هعملها بيهم هشتغل المشروع اللي إتفقنا هندوه لمقاول من الباطن، ومن بعدها هاخد شغل لروحي واشتغله بمعداتي وابقي كبير نفسي ومش هشتغل تحت رحمة حد تاني، حتي لو الحد ديه واد عمي، وأول مالمشروعين يخلصوا وناخدوا من مكسبهم حق دهب حريمنا هاخده واكمل بيه سداد المعدات ولو إتبقت حاجه بسيطه أمرها هيوبقي هين..


خلاص يابوي الزمن اللي جاي ديه زمن يلا نفسي، ولو إنت وعمي الله يرحمه كنتوا ماشيين مع بعض بما يرضى الله منضمنوش دلوك النفوس هي هي ولا متغيره وفيها خبث. 


سكت نعيم بعد كلام سلام ولده مردش، وحوريه ضربت على صدرها وهي فاتحه خاشمها بصدمه وممصدقاش اللي ودانها عتسمعه


يتبع



رواية نفق الجحيم الثلاثون ريناد يوسف


حوريه سمعت حديت سلام مع ابوه وبدال ماكانت رايحه اوضة عيال ولدها عاودت تاني لأوضتها، وفضلت تلف فيها وهي حاسه إن حريقه شبت بين ضلوعها من اللي سمعته.. يعني إيه؟


يعني عيال نعيم ناوين يلعبوا بديلهم من ورا عيالها وياخدوا منيهم الشغل والفلوس! ويحوزوا لنفسهم ويسحبوا البساط من تحت رجلين عيالها وحده وحده؟! 


خلاص مات توفيق وبانت النوايا وكل واحد عيقول يلا نفسي؟ فضلت تفكر هتعمل إيه، وهتقول إيه وإن أي حاجه هتقولها دلوك هتتحسب عليها هي وتبان هي اللي عايزه تفرق، 


وخصوصي إن سلام وابوه مطلعتش منهم حاجه قبل سابق تدل على طمعهم ولا ندالتهم، 


وعيالها زيهم زي أبوهم لا يمكن يصدقوا فعمهم وعيال عمهم واصل، ومش بعيد بعد كلامها اللى كانوا ناويين يعملوه في الدرا يعملوه عيني عينك قدام الكل، وتوبقي حجتهم إن مرت عمهم هي اللي قدمت الشينه وذمت فيهم وتهمتهم بالباطل.


فرست على أسلم حل يخرب عليهم كل تخطيطهم وفنفس الوكت يحفظ حق عيالها وتعبهم.


بس قررت إنها تستني لغاية ماالليل يقسم وتنفذ اللي عزمت عليه.


بص حوصول اللي مخلاهاش تستني لنص الليل عشان تنزل، 


لما سمعت صوت صراخ وزعيق ملى البيت ورجه رج، فرمحت هي وكل ناس البيت يشوفوا فيه إيه؟! 


وبمجرد نزولهم شافوا كرار فأوضة عديله ماسك شام منومها فى الارض ونازل ضرب فيها باديه ورجليه فبطنها وضهرها وهي تصرخ وهو يزعق فيها بعلوا حسه ويقولها:


حبلتي ميته ومن مين، اللي فبطنك ديه واد همام ولا السيد اللي سبقوني ليكي؟ 


ولا واد حد قبلهم انطوقي.. اصلك لو حطتيلي الف عقل فوق عقلي مهتحبليشي في النوبتين اللي قربتلك فيهم. 


ولا هيبان عليكي الحبل والوحم وإنتي يادوبك الشهر مقفلاه.. اني خواتي البنته مكانوش عيتوحموا ولا يعرفوا روحهم حبالىَ غير في الشهر التاني او التالت، وانتي تلاقيكي حبله من بدري، وحتى لو مش من بدري يوبقي اللي فبطنك ديه واد حد من التنين ياهمام ياالسيد..أني عارف إنك مش مظبوطه من ساعة ماشفتك فنصاص الليالي ماشيه بطولك فبلدك يافاجره، وطبعاً كيف مالبسوكي ليا ووقعتى فزوري عايزاني ألبس عيل غيري مش إكده؟ 


بس له والله مايوحصول ولا يكون. 


وفضل يضروب فيها وعديله تصرخ عليه بكل حيلها وهي عتتسند وتحاول تروحلها وتقوله:


حرام عليك ياظالم داي كانت حايضه فاول يوم جات فيه للبيت بزياداك ظلم.. 


اتكلمي ياحوريه وقوليله هاي هيموت البت فيده إنجديها حرام عليكي. 


طيب وقف نشوفوها حبله صوح ولا له محدش متوكد ولا عارف لسه. 


ردت عليها حوريه وهي عتطلع وتبعد عن الأوضه:


اني لا شفت ولا ريت هشهد واقول حاجه مشفتهاشي.


ردت عليها عديله وهي عتترمي بجسمها علي شام تحميها من ضرب كرار هبابه:


طول عمرك شيطانه خرسه عند الحق، وولدك راضع منك الشيطنه.. ربنا عليكم إنتي وهو، 


تعالىَ يانعيم حوش وإرفع الظلم ياولدي اللي كان عياخد حمى الغلبانه مات وهملها فيد الظلام. 


إتقدم نعيم وهو عيقول لكرار:


بزياداك ياكرار البنيه هتموت فيدك.. حرام عليك ياولدي متظلومش، ستك عتقول البنيه جات حايضه عيب عليك اللي عتقوله ديه. 


رد عليه كرار بعصبيه وصوت شق سكون الليل شق:


عمااااى.. اطلع إنت من الموضوع ديه متتدخلش لا إنت ولا أي حد تاني، الموضوع ديه بتاعي ويخصني أني وبس، وإن كان على ستي هي لا شافت حيض ولا محيضش هي عتقول إكده وخلاص عشان تخلص الفاجر داي من يدي. 


ردت عليه عديله بتاكيد:


له والله العظيم اني عقول الحق، البنيه كانت حايضه واحلف علي كتاب الله. 


كرار بعصبيه: شفتيهاااا بعييينك.. شفتي الحيض بعينك ولا ريتي منيه علامه ولا عتتحدتي وتحلفي علي كلامها ياستي انطوقي؟ 


عديله: مشفتش بعيني اني مش كد شهادة شوف العين، بس عارفه إنها معتكدبشي، هي قالتلي وامها وخياتها كانوا عارفين وقالوا قدامي.. هي هتكدب ليه يعني؟ 


كرار رد عليها وهو عيسحب شام من شعرها من تحتها:


يوبقي تقفلي خاشمك وتسيبيني أعمل الصالح مادام منضرتيش بعينك..ورجع يضروب فيها ومحدش قادر يقربله ولا يحوش عنها وخصوصي وهما شايفينه فحاله أول نوبه يشوفوه فيها، 


وعقلهم تايه بين تصديقه وتصديق اللي عتقوله ستهم عديله، لكنهم كلهم ميالين بعقلهم لكلام كرار لأنه الاقرب للصوح، وإنها ممكن متكونش حبله منيه.. وخصوصي إنها مقالتش قدام حد إنها حايضه اول ماجات البيت، ولا حد شاف منيها علامه! 


ومع صراخ عديله وصراخ شام ومنظرها وهي عتنضرب عزت ماتحملش وطلع رامح عالوحيد اللي هيقدر يخلص شام من يد كرار قبل مايموتها.


وثواني وكان واقف يخبط على باب بيت ابو دراع.. واللي طلعله مفزوع بنومه ولما شافه سأله بخوف:


عزت! فيه إيه ياعزت؟ 


رد عليه عزت وهو عيسحبه من يده ويتحرك بيه:


الحق ياابو دراع مفيش وكت للسوئلات صاحبك هيموت مرته ومحدش قادر يغيتها منيه. 


أبو دراع سمع كلام عزت وكان قرب علي البيت، وسمع بوضوح صراخ شام، وصراخ عديله بحسها المبحوح، ووقف ثواني قدام الباب متردد وحدود عهده مانعاه،


 لكن انسانيته نقضت العهد وهو سامع كرار هيموت شام فيده صوح، والكل واقف يتفرج عليه، مفيش بس غير سته عديله عتهابر معاه، 


وحتي هي مش راحم ضعفها وكل ماتقرب من شام يزيحها بكل حيله بعيد عنها.. وكل اللي نعيم عامله إنه عيحاول يمسك امه عشان متروحش لشام ولا تحوش عنها خوفاً عليها من كرار. 


دخل أبو دراع وشق الواقفين بدراعاته ووسعهم عن طريقه، ودخل كيف اسد غاضب على كرار، ورفعه عن شام وقام راميه بعيد عنها بكل حيله خلاه اتوجع  وصرخ من الخبطه، 


وقوام ابو دراع سحب اللحاف من فوق السرير ورماه على شام اللي كان شعرها ولحمها متكشفين قدام رجالة البيت كلهم، وكرار عيضروب فيها ولا مهتم للحمه اللي عراه للعيون تتطلع فيه. 


هو عيمل إكده وعديله رفعت اديها ودعتله من كل قلبها:


روح ياولدي ربنا يستر عرضك ويراضي قلبك كيف ماسترت الوليه وحُشت عنيها الديب المسعور اللي محدش قادر يحوش نيابه اللي عتنهش فلحمها من الصبح. 


كرار عيحاول يتعدل وهو واعي أبو دراع رايح عليه وعيونه عترمي شرر، وقاله بتحذير:


ابو دراع لو مديت يدك عليا مره تانيه تعتبر كل اللي بينا إنتهي وتنسى إن ليك صاحب إسمه كرار. 


رد عليه أبو دراع وهو عيسحبه ويوقفه قدامه بعنف:


ومين قالك إن كرار الواقف قدامي ديه تشرفني صُحبته ولا معرفته؟ 


إنت كل مادا ومعرفتك تعر متشرفش ولا تنفع.


إنت خلاص مشيت فطريق الطُغيان ومبقيتش شايف حد قدامك ولا عامل قيمه لحد، واحد موطرحك موت ابوه بحسرته المفروض ينكسر ويقعد الباقي من عمره يطلب السماح من ربه عشان يغفرلك موتتة أبوه وهو غضبان عليه،


 إنما إنت عميلت كيف فرعون كل مادا تزيد فرعنه وإنت ملاقيش حد يردك عن عمايل السو.


 بس ويمين الله ياكرار من اليوم وطالع لو مديت يدك علي الغلبانه داي ولا عميلت فيها حاجه عفشه لأكون خصيمك وخصمك واسففك التراب بالحفنه..واوعاك تفكر إنك لما منعت ناسها عنها إنها خلاص وقعت تحت رحمتك ومحدش هيحوشها منك وهتخليها تحت رجلك ياعديم الرحمه.. اني من الساعادي حاميها وسندها وموطرح ابوها وراجل يوبقي اللي يمد يده عليها فوجودي ولا من وراي. 


ودلوك هم إطلع من الأوضه داي ومرتك لما تتعلم تتعامل معاها كيف البني آدمين اوبقي تعالالها. 


رد عليه كرار بعصبيه وهو عيفلت منيه ويروح على شام تاني بكل مافيه من قهر وغيظ:


هضربها ياابو دراع وقدام عينك ولا عايزك ولا عايز صُحبتك من اليوم وطالع،


 وبت الكلب داي بالذات محدش هيتدخل بيني وبينها ولا يحوشني عنها، وإن كان ابوي مات بحسرته مني كيف ماعتقول فحسرته كانت علي الفاجر اللي جابهالي وعلي ناسها، واللي يتحسر عالفواجر وناسهم وياجي معاهم على ولده يستاهل الموت الف مره. قال كلامه ديه وبكل حيله ضرب شام فبطنعا برجله خلاها صرخت، ولسه هيتني الضربه عليها أبو دراع لحقه وشده بعيد عنها،


 لكن اللحاف اللي كان فوقها إتشد مع رجل كرار، وبمجرد مااتكشف اللحاف الكل شاف خيط دم سايل علي رجلها، وديه خلي كرار يحس بالراحه لانه إتخلص من واد الحرام اللي فبطنها، لكنه خلي أبو دراع جن جنونه ومسكه جره بره الاوضه وقفل بابها يداري بيه شام عن عيون الناس، ونزل فكرار ضرب لما عدمه العافيه.


كل ديه كان يحصول قدام ناس البيت اللي كانوا متابعينه بمنتهي البرود كأنهم. اصنام أو ناس محداهاش صنف الإحساس ومشاعرها متبلده! 


مفيش من بينهم حد إتأثر وزعل عاللي جرا لشام غير بس عزت، اللي كان شايف إن وحده بالجمال ديه حرام تتعذب كل العذاب ديه وتنضرب الضرب ديه وتتذل وتنهان، وبدور وباقي حريم البيت مرتاحين ومتستتين وعاملين حالهم حريم، والحريم اللي تنحسب حريم صوح يحصول فيهم إكده! 


أما حوريه فبعد ماشافت كرار وهو عيضروب فشام وبعد كلامها مع عديله هملتهم وطلعت على اوضتها وهي عتفكر في الأهم والابدي، وقفلت الباب علي روحها وراحت يم الخزنه ووقفت قدامها وحطت اديها التنين عليها بتملك. 


أما عديله فبعد مااتقفل الباب عليها وعلي شام قعدت جارها تفوقها وهي شايفاها رايحه فدنيا تانيه، وبكت وهي عتشد خلجاتها تغطي رجليها من البرد وشافت الدم اللي عليهم، وبحسره فضلت تدعي على كرار إن ربنا ينتقم منه شر إنتقام، ويخلص تار الغلبانه داي من حباب عنيه. وفضلت تدعى لابوا دراع اللي خلصها من يده وأتكتبلها عمر جديد بفضله. 


وقامت بضعف تنادم على عدويه ولا بتها ورده تساعدها يرفعوا شام من الأرض عالسرير ويغيرولها خلجاتها. 


اما شام فكانت بتأن وهي هتناجي ربها فسرها إنه يرحمها من العذاب والوجع اللي كل ماتنجى منيه وتقول خلاص مفيش اقوي ولا اشد منه، تشوف الاشد والأقوي علي يد كرار. 


جاتلها عدويه وساعدتها وغيرتلها خلجاتها وطول ماكانت عتغيرلها كانت عتتصعب عليها وعلي الزراق اللي فجسمها من ضرب كرار، وعلي شعرها اللي إتقطع كله فيده وملى ارضيه الأوضه، بس للاسف أكتر من الصعبنه والشفقه المكتومه مكانتش تقدر تعملها حاجه؛ لانها لا كد قلبة حوريه اختها عليها، ولا فيه حد حداهم عينفع يتدخل بين الراجل ومرته مهما عيمل فيها كيف مامتعودين. 


وطلعت عدويه بعدها من الاوضه وهملت شام مع عديله اللي نامت جارها وخدتها فحضنها وفضلت تقرا عليها قرآن وترقيها من شر حاسدٍ اذا حسد؛ لانها حست إن كل اللي عيجرالها ديه حسد وعين شافت جمالها مصلتش. 


عدى الليل وجه الصبح وشام إبتدا الوعي يرجعلها وفتحت عنيها وحاولت تتعدل وأننت من وجع جسمها، وعلى صوت انينها صحيت عديله وإتعدلت وهي عتقولها بخوف:


إسم الله عليكي يابنيتي، إيه ياشامه حاسه بيه ياحبة عيني؟ 


ردت عليها شام وهي عتتعدل فقعدتها:


جسمي ياستي جسمي كله مكسر تكسير وحاسه إني دايخه والدنيا مغبشه قدام عنيا وخصوصي عيني الشمال . 


بصت عديله فوشها زين وشهقت وهي شايفه عينها الشمال وارمه وكاسيها الحمار، وضربت على صدرها وشهقت قبل ماتقولها:


الله يكون بعونها عينك اللي شايفه غُباش عاللي فيها ديه.. داي واخده سدحه من المخفي بعدلها مخلياها وارمه وحمره كيف ضُغنة الدم.. تتكسر إيده اللي ضرب بيها قادر ياكريم. 


إتنهدت شام ونزلت شويه شويه من علي السرير وراحت عالحمام، وعديله شفقت عليها وخافت تتشطف بميه ساقعه فعز السقعه، راحت طالعه عالموطبخ وخلت ورده تجيبلها منيه بستلة ميه حاميه ودخلتهالها وطلعت، وعديله راحت أوضتها هي وكرار جابتلها غيار، وحمدت ربها إنها ملقتش بوز الأخص في الأوضه ولقتها فاضيه.. فخدتلها غيار وفوسط الصندوق شافت صرة الدهب بتاع شام راحت واخداها هي كمان ولفاها وسط غيار شام وراحت بيها على أوضتها، وهي داخله إتخبطت فحوريه اللي كانت طالعه من الأوضه متسربعه وعتعدل فخلجاتها، فسألتها عديله بإستغراب:


كنتي عتعملي إيه فأوضتي ياحوريه؟ 


ردت عليها حوريه بحده:


كنت ععمل إيه يعني كنت داخله اشقر عليكي وعالبلوه اللي اتبلينا بيها، واشوفكم هتفطروا اجيبلكم فطور ولا ليكمش نفس.. الحق عليا يعني؟ 


ردت عليها عديله بزعيق:


غوري محدش عاوز من وشك قطاع الخميره ديه وكل ولا شرب، وبعدين من ميته نزلت عليكي الحنيه داي؟


ردت عليها حوريه وهي ماشيه:


أول وآخر نوبه ومهتتكررش تاني ولا تزعلي روحك. 


وقفت عديله وراها هبابه، وبعدها دخلت الأوضه لافت الغيار لشام، وطلعت تدور فصندوقها وحاجتها بشك دخل قلبها من لغفنة حوريه اللي شافتها متلغفناها وهي طالعه.. بس الغريبه إنها ملقتش حاجه غايبه من صندوقها! وحتي حجلها الفضه اللي شبكها بيه كارم قاعد موطرحه! 


فقعدت وهي عتفكر ياترى إيه حكاية حوريه؟


شويه وطلعت شام من الحمام ورجعت نامت في السرير جار عديله وغمضت عنيها، وعديله سألتها بحنيه:


إيه بانيتي عتنزفي شديد ولا إيه؟ 


ردت عليها شام وهي مغمضه عنيها:


له ياستي مفيش خالص النزيف وقف.. ديه لساه نقطتين دم ونزلوا وراح لحاله.. وكملت بحسره..ملحقتش حتي أفرح بخبر وجوده جوا بطني، ولا أفهم الخبر زين حتي، خدني على خوانه وخسرهوني فثانيه، كيف ماخسرني شرفي وعفتي فثانيه هو واللي كانوا معاه.. مش عارفه هتني أخسر على يده لحد ميته بس.. لحد ميته يارب؟ 


ردت عليها عديله وهي عتطبطب عليها بمواساه:


معليهش يابنيتي ربك حداه العوض عن كل خساره، وعوضه قريب وكبير.. أصبري ياشامه وقولي يارب ومتعاتبيش ربك وتقولي ليه، ربنا ميتسألش ليه ومش ليه يابتي.. ربنا يتقاله احمدك واشكرك علي كل اللي تجيبه وراضيه بقضائك، وتطلبي منيه على كد البلا صبر. 


إتنهدت شام بقلة حيله وفضلت مغمضه عنيها وحاسه بجسمها عيصل عليها كله وعضمها عينشر. 


أما كرار فبعد العلقه اللي خدها على يد أبو دراع عشيه طلع من البيت وراح الغرزه وفضل يشرب بوظه براحت راحته، وعلى كيف كيفه لحد مااتسطل ونام في الغرزه، وصحي الصبح بعد طلعة الشمس لحاله، وقعد على حيله وهو حاسس إن راسه عتلوق وإن الصداع عيفرتكها، فخلي الواد اللي شغال في الغرزه يعمله كباية شاي تقيله، وقعد شربها وقام بعدها رجع البيت، ولأول مره يمشي بعد مايعمل الغلط وهو مش خايف من ابوه ولا من عقابه.


 بس كمان كان فيه حته مدايقاه.. وهي إن مفيش حد استفقده ولا سأل عليه ولا شيع حد يشوف هو وين وحصله إيه! 


لا حد من اخواته ولا عيال عمه، ولاحتي أمه، ولا ابو دراع اللي قبل سابق كان بياته بره وعمله كيف داي ممكن يطين عيشته عليها! 


وإتوكد إنه برغم قساوة أبوه الا إنه الوحيد اللي كان استفقده دلوك وحس بغيابه. 


عاود البيت ودخل طوالي حتي وهو واعي ابو دراع قاعد جار دمسة النار عيتدفى ويعمل شاي، بس لا كلمه ولا رمي عليه سلام،


 ولا التاني كلمه ولا حتي سأله كان فين وجاي منين، وكل اللي عيمله إنه رفع كنكة الشاي يصبله كبايه تانيه غير اللي خلصها. 


وبعد مادخل كرار البيت طلع مخلوف وراح على ولده قعد جاره وشاورله عشان يصبله كباية شاي، وبعد ماصبهاله أبو دراع خدها مخلوف وخد منها شفطه وبعدها اتلفت حواليه وقاله وهو عيتطلع عالشجر العالي:


بموت توفيق كل حاجه هتتغير ياابو دراع ياولدي، ومفيش حاجه هتقعد على حالها.. كل حاجه، واولهم النفوس.. اللي كان لامم الكل مات ودلوك كل حي هيروح فطريق غير طريق التاني..وحدش هيعرف حد وداي سنة الحياة.. وديه كان توفيق قاريه وعارفه زين. 


كان يقول عيالي قعدتهم مع بعض جبر ولمتهم غصبانيه.. وإن كل واحد فيهم معيفكرش فغيره ولا حد قلبه عالتاني فيهم. 


وديه اللي هيوحصول بين الاخوات ياولدي.. فمابالك بالغرب عنهم هيعملوا فيهم إيه؟ 


أبو دراع: قصدك إيه يابوي؟ 


مخلوف:


قصدي ياولدي إننا بقينا على كف عفريت في البيت ديه، وإن طلعتنا منيه بقت مرهونه بكلمه تطلع من خشم غضبان، وإننا لا لينا دقه فملك صحابه، ولا لينا غير هلهولتينا ناخدوهم ونفارقوا..


 ومن إليوم ورايح ياولدي اليوم اللي هنقعدوه إهنه هيكون فضل ونعمه من صحاب البيت، عشان الضهر والحبيب والسند واللي كنا متحزمين بيه وقاعدين على حس محبته لينا راح.


 فياريت نكننوا ونمشوا جار الحيط، ونراعوا لقمتنا ونومتنا وليناش صالح بحد ونبعدوا عن المشاكل. 


اني سمعت من معروف اللي جرا عشيه واني نايم ومداريشي بالدنيا. وعرفت كمان إنك ضربت كرار وإن إنت الوحيد اللي اتصدرتله من كل ناس البيت..وجاي اسألك عميلت إكده ليه ياولدي؟ 


يعني قبل سابق كنت كيف البهيمه ترمي روحك في النار عشانه، ولما ربنا نور بصيرتك لساك كيف البهيمه برضك بس بقيت ترمي نفسك فى ناره. 


بعد عن كرار ياابو دراع ومتقلبش المحبه عداوة، عشان ماعداوة اشد من اللي عتاجي من بعد محبه، 


بعد ياولدي واتفرج من بعيد كيف مالكل عيعمل. 


هزله ابو دراع دماغه بتفهم وسكت مقدرش يعترض ولا علي حرف؛ لانه للأسف معاه كل الحق.


بعد ٣ ايام من يوم ضرب كرار لشام..وفي الوقت ديه كانت قاعده مع جدتها عديله فأوضتها نهار وليل معتطلعش.. 


فقامت بعد اذان الفجر وطلعت جري علي الحمام واستفرغت اللي فبطنها وعاودت وهي عتتسند علي كل حاجه تقابلها، وكانت عديله عتصلي وسلمت وشافتها وراحت عليها وقعدت جارها علي السرير وسألتها بإستغراب:


شامه إنتي ليه عتستفرغي من بعد ماسقطتي؟ 


ردت عليها شام وهي عتلف روحها باللحاف من البرد:


معارفاشي ياستي مالي، لساها الدوخه قاعده كيف لاول ولساه لعبان النفس ولساه مِر الصبحيه اللي عستفرغه قاعد كيف ماهو، يمكن عياخد وكت بعد السقوط لولا مايروح. 


ردت عليه عديله وهي عتحط يدها علي بطنها وتتبسم:


له ياشامه له، دانتي لساكي حبله والعيل مخسرش وقاعد فبطنك، الوحم عينتهي بنزول العيل، بس طول مالوحم شغال العيل قاعد. 


ردت عليها شام بإستغراب وهي عتبص علي بطنها موطرح ماعديله حاطه يدها:


واه ياستي عيل إيه اللي يقعد بعد الضرب ديه كله؟ وبعد الدم اللي نزل عليا؟ 


عديله: متتعجبيش يابنيتي اللي ليه عمر متكتلهوش شده.. واللي ربنا كاتبله عيش عالدنيا مفيش مخلوق يقطع عيشه غير رب العالمين.. والظاهر إن ربك بعتلك الجبر قوام قوام. 


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع