القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق مختلف الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية عشق مختلف الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية عشق مختلف الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه في مدونة قصر الروايات 





15=رواية عشق مختلف الحلقة الخامسة عشر

” في ايه يا سلمى ؟ دخلتي الأوضة كده ليه ؟

* ريم…

” مالها ؟

* سمعتها بتكلم احمد اخو رنا… و كانت بتقوله ان رنا هربت من القصر ف اوصلها انت قبل ما يوصلها هيثم…

” انتي بتقولي ايه !!

* والله بتكلم بجد… انا اصلا شكيت فيها من اول ما ظهر اخوها ده فجأة… و شماتتها في رنا و فرحت انها مشيت…

” متأكدة ؟

* هيثم بالعقل كده… يعني رنا بقالها 4 سنين هاربة من اهلها و محدش عرف يوصلها… اشمعنا النهاردة اخوها جه ؟ عرف ازاي اصلا مكان القصر ؟

” يا ولاد الك*لب… والله لوريكي يا ريم…

كان سيذهب لكن منعته سلمى و قالت

* هيثم متتسرعش… انا سمعتها بس… يعني هتواجها دلوقتي هتنكر طبعا و احنا مش معانا دليل… لازم نمسكها متلبسة بحيث متقدرش تفتح بوقها…

” نعمل ايه ؟

* لو جبتلك تليفونها هتعرف تفتحه ؟


” اه

* خلاص مجرد ما تخرج من اوضتها هاخد التليفون و اجبهولك… لو عرفت اي حاجة جديدة هاجي اقولك

” تمام…

خرجت سلمى… وضع هيثم رأسه بين يديه و قال بغضب

” ماشي يا ريم… والله لوريكي… زودتيها اوي…

كانت رنا جالسة في شرفة شقة صديقتها… تشرب الشاي و تنظر الى تليفونها الزراير الصغير و تنتظر اتصال مهم… و بعد انتظار رن اخيرا و ردت

‘ السلام عليكم

* و عليكم السلام… رنا مؤمن معايا ؟

‘ اه انا رنا مؤمن…

* تم قبولك في الوظيفة… الساعة 9 الصبح تكوني موجودة في الكافية…

‘ شكرا جدا… حاضر هاجي في المعاد… ممكن اعرف المرتب كام ؟

* 1700 في الشهر

‘ تمام… شكرا يا استاذ محمد…

قفلت المكالمة و ارتسمت الإبتسامة على وجهها و ثم عادت للغرفة و نامت…

تاني يوم….

رن الجرس القصر…

* معلش يا سلمى روحي افتحي…

* حاضر يا ماما نسرين…


قاما سلمى و فتحت الباب… وجدت قاسم امامها… ابتسم و قال

• ازيك يا سلمى ؟

* تمام… اتفضل…

دخل قاسم و سلم على نسرين و ريم… نزل هيثم على السلم و هو يرتدي معطفه

” يلا نمشي يا قاسم…

* رايح فين يا ابني ؟

” هدور على رنا…

* هيثم بنت دي اخوها مش سهل و احنا مش عايزين مشاكل بسبب البنت دي…

” البنت دي تبقى مراتي…

* مفروض بعد اللي حصل ده تطلقها… سمعت اخوها قال ايه… كانت متحوزة و مقالتش لحد فينا و هاربة من اهلها

” مش هعمل حاجة غير لما تأكد اذا الكلام ده حقيقي ولا لا

* بس اخوها اللي قال كده مش احنا…

” مش هسيبها… و هلاقيها و اسمع كل حاجة منها هي… بعدين انتي بالسرعة دي يا امي هتنسي رنا ؟ رنا دي نفسها هي اللي خرجتني من مشكلة الفلاشة و اسم الشركة لسه موجود بسببها هي… كانت هتضحي بنفسها عشان الشركة… لو انتي نسيتي كل ده… انا منستش و هلاقيها… يلا نمشي يا قاسم…


خرج هيثم هو و قاسم… قالت سلمى لنسرين

* انا في الأول صدقت كلام اخوها ده… بس لما قعدت مع نفسي فكرت كويس… من اول ما رنا دخلت هنا و قبل ما تتجوز هيثم عمرها ما عملت حاجة غلط… بعدين احنا لسه منعرفش سبب هروبها من اهلها ف مش لازم نحكم عليها دلوقتي…

– يعني اخوها هيكذب ؟

* اه بيكذب يا ريم… صح يا ريم… انتي مش شايفة ان ظهور اخوها فجأة كده ده وراه حد ؟ بما ان رنا مز*ورة بطاقتها… يعني صعب يلاقيها… اشمعنا ظهر دلوقتي… و عرف ازاي مكان القصر ؟

– يعني وحدة هاربة من اهلها بقالها 4 سنين… اكيد عملت مصيبة عشان كده فضل يدور عليها لغاية ما يلاقيها…

* انتي شايفة كده ؟

– اه مش شايفة غير كده… ادينا قاعدين و هنعرف…

* عندك حق… قاعدين اهو و هنعرف كل حاجة…

قال هيثم لأحد رجاله

” طلعلي العربية من الجراج بسرعة…

* مستر هيثم في وحدة عايزة تقابلك…

” مش فاضي دلوقتي…

* بس هي مصرة تقابل حضرتك…

” هتطلع العربية من الجراج بسرعة ولا تحب ان ده يكون آخر يوم ليك هنا ؟


* حاضر يا مستر هيثم…

• اهدى يا هيثم…

” يا قاسم الناس بقيت مستفزة… انا على اعصابي النهاردة…

• هنلاقيها متقلقش…

ركب هيثم سيارته هو و قاسم… فُتحت بوابة القصر و لسه هيمشي… جات بنت قالتله من شباب العربية

* استاذ هيثم… ممكن نتكلم… عايزة حضرتك في موضوع مهم

” والله مش فاضي… عايزة تقدمي على وظيفة روحي للشركة و السكرتيرة هتتصرف…

* بس أنا عايزة حضرتك في…

لم تكمل جملتها ضغط على الفرامل و ذهب…

” متأكد ان ده العنوان يا قاسم ؟

• عيب عليك يا هيثم ده انا محامي و اقدر اجيب الناس من تحت الأرض… اه طبعا متأكد…

” طيب يلا ننزل…

نزلوا من السيارة… قاسم صعب على السلم و لم يجد هيثم معه… نظر خلفه وجد هيثم فتح شنطة السيارة و اخرج منها مضرب چولف


• هتعمل بيه ايه ؟

” فاكره ؟ كسبته في المسابقة من سنتين… مستعملتهوش… بس هينفعني النهاردة… مصنوع من الحديد و النحاس… تفتكر هيك*سر مناخيره ؟

• ده هيك*سره هو شخصيًا…

” كويس… يلا نطلعله…

ركبوا الاسانسير و وصلوا للشقة المطلوبة… مد هيثم يده ليرن الجرس لكن امسكه قاسم و منعه

• والنبي سيبني انا ارن الجرس…

” رن يا عم… اتفضل

رن قاسم الجرس كذا مرة وراء بعض

” خلاص يا قاسم الجرس هيتحر*ق في ايدك…

• الله على المتعة… بحب الحوارات اللي فيها اكشن دي…

” هقول ايه يعني… ما انت محامي و بتحب تو*لعها…

• دي وظفيتي ولازم ألتزم بيها…

فتح احمد الباب و تفاجىء عندما رأى هيثم… مجرد ما هيثم وجده أمامه ركله بقدمه في بطنه… وقع احمد على الارض… دخل هيثم و قاسم الشقة و قاسم اقفل الباب

– انت عايز مني ايه ؟

” جيت امبارح… مديت ايدك على مراتي و قولت عليها خا*نت جوزها السابق و هربت من اهلها…

– و دي الحقيقة…

” انا جاي بقا عايز اسمع الحقيقة دي… ( ضر*به في وجهه و اكمل ) قاسم اربطه…

اخذ قاسم الستارة و ربطه بها…

” تشرب ايه يا قاسم ؟


• اي حاجة…

” عندك شاي ؟

نظر له احمد بغِل ف ضحك هيثم و قال

” شكله بخيل و مش هيضايفنا… اقولك روح في المطبخ اعملنا حاجة نشربها…

• عيوني…

دخل قاسم المطبخ… نظر هيثم لاحمد بغضب و قال

” عايز اعرف كل حاجة… بسمعك اهو…

– قولتلك اللي عندي…

” نفترض انها هي فعلا عملت كده… في اخ يقول على اخته على الكلام ده ؟

– دي مش اختي… دي فا*جرة… تقع بس تحت ايدي و هد*بحها و هنضف عا*رها…

” بتتكلم بثقة أوي كده… ده على أساس انا هخليك تقربلها ؟

– والله انت صعبان عليا… انا جيت عشان ألحقك من قذ*ارتها… و ايوة خا*نت جوزها السابق و نامت مع غيره و هربت لما عرف… مش عايز تصدقني… انت حر… بس هيجي يوم و هتعمل كده معاك انت… و هتلاقيها نايمة مع واحد تاني غيرك… في لحظتها هتندم لانك مسمعتش كلامي من الأول

غَلى هيثم من داخله غضب كثيرا… امسك مضرب الچولف و نزل عليه برحه ضربًا به… جاء قاسم بسرعة و منعه

• خلاص يا هيثم هيمو*ت في ايدك !!

” هتقت*له… والله هتقت*له !!

• و تدخل السجن يعني في واحد و*سخ زي ده ؟

” انت مش سامع بيقول ايه عليها !!


• اهدى يا هيثم و يلا نمشي…

لم يتحرك هيثم و كان سيكمل… اخذ قاسم منه المضرب و خرجا من شقته… ركبا السيارة و لكن قاسم هو الذي سيقود لان هيثم ليس في حالة جيدة…

• خلاص يا هيثم اهدى…

” مسبتنيش ليه اكمل عليه و اطلع روحه في ايدي !

• هيثم اهدى… هو قال كده عشان يستفزك و نجح في كده… لو سيبتك تكمل كنت انت اللي هتغو*ر في دا*هية… يبقى انت ضعت و لا لقينا رنا حتى…

” رنا معملتش حاجة… رنا مش بتخو*ن… عيشت معاها سنة كاملة… عمري ما لاحظت عليها اي تصرف غريب… لو كانت فعلا خا*نته كانت هتخو*ني انا زيه… او على الأقل كانت باعتني ل دانيل… لكن هي معملتش حاجة… كل اللي بيقوله ده كذب…

• عارف والله… اهدى انت و متسمحلهوش يلعب بأعصابك اكتر من كده…

” طيب هلاقيها فين ؟

• متعرفش اي مكان ممكن تروحه… معندهاش بيت هنا ؟

” عندها… انا افتكرت… انا مرة روحتلها لشقتها… اكيد هي راحت هناك… شغل العربية و اطلع…

• حاضر…

شغل قاسم العربية و ذهبوا…

* قدمي المشاريب دي لترابيزة رقم 7…

‘ حاضر…

اخذت رنا المشاريب و قدمتها لهم

‘ حضراتكم تؤمروا بحاجة تانية ؟

* لا تسلمي… انتي جديدة هنا صح ؟

‘ اه جديدة هنا… عرفتي ازاي ؟


* بنيجي انا و صحابي هنا بعد ما نخلص محاضرات في الجامعة… شغل موفق

‘ تسلميلي… ايه أخبار الجامعة ؟ حلوة ؟

* هي متعبة شوية في المحاضرات و السكاشن و العملي و الخروج في الصبح في عِز البرد… بس مش هنكر… احلى أيام تعشيها في حياتك هي أيام الجامعة…

‘ ربنا يوفقكم…

ابتسمت رنا لهم و بمجرد ان اعطتهم ظهرها عبس وجهها حُزنًا و قالت في سرها

‘ حتى الطلب الوحيد اللي طلبته منك يا هيثم منفذتهوش… عشان موافقتش تاخد غرضك مني… نسيت كل حاجة و وقفتي معاك في روسيا… مقدمتليش على الجامعة زي ما وعدتني… بس عادي… كده كده مش عايزة حاجة منك… انت صفحة و اتقفلت…

ذهبت رنا و اكملت عملها

” متأكد انها مجتش هنا امبارح ؟

* اه متأكد يا فندم… الشقة دي مقفولة بقالها سنة و آخر مرة شوفتها هنا لما انتوا الاتنين خرجتوا منها…

” تمام…

خرج هيثم و قاسم من العمارة… قاسم كان سيركب السيارة لكن وجد هيثم جلس على الرصيف و وجهه عابس… اقترب منه و جلس بجانبه…

• هيثم متيأسش…


” هتكون راحت فين ؟

• هنلاقيها والله…

” هلاقيها ازاي… بقولك مشيت… مشيت من غير تاخد هدوم او فلوس… حتى تليفونها سابته… هوصلها ازاي ؟ و يا ترى ايه حالها دلوقتي…

• هي مشيت ليه ؟

” بسببي… قبل ما يظهر اخوها ده كنت متخانق معاها… زعلتها مني و انا قاصد كده… لاني واحد أناني… قولتلها كلام مكنش ينفع يخرج مني أساسا… سيبتها و روحت لكارما… و زودت من عندي و قولتلها انا روحت نمت في حضنها… ك*سرت قلبها… كنت سامع صوت عياطها في البلكونة… مع ذلك متحركتش و سيبتها لوحدها… فقدت ثقتها فيا… لقيتني مش خايف على زعلها… ف مشيت… و دلوقتي مش عارف اوصلها… تاني يوم يعدي اهو و انا معرفش طريقها…

• مش عارف ألومك على قعدتك عند كارما ولا ألومك على تصرفاتك دي… بس متقلقش… اكيد هتلاقيها… قوم يلا نمشي

اومأ له و ذهبوا…

‘ استاذ محمد… انا نضفت كل حاجة و مسحت الكافيه كله… في حاجة تاني اعملها ؟


* لا مفيش… الله ينور عليكي يا بنتي… بجد شغلك عجبني النهاردة… تقدري تروحي

‘ تسلم حضرتك… ممكن اخد جزء من المرتب دلوقتي ؟

* لا مينفعش… آخر الشهر

‘ حضرتك مش فاهم… انا ظروفي مش احسن حاجة… ف محتاجة جزء صغير منه…

* عايزة كام ؟

‘ 500 جنيه لو يمكن ؟

* تمام… هديهملك… بس اوعي تتأخري في اي يوم…

‘ لا متقلقش مش هتأخر…

اعطاها المال و سعدت رنا كثيرا لمنزلها…

كانت تقف رنا في المطبخ و تعد مكرونة بالجبن… فهي تعشق تلك الاكلة…

‘ بس كده استوت…

اطفأت النار عليها… فُتح باب شقتها و دخلت صديقتها رهف و هي تحمل بعض الاكياس… خلعت الكوتشي و قالت

* ايه الريحة القمر دي ؟

‘ عملت مكرونة بالجبنة… هتعجبك اوي…


ابتسمت رهف لها و جلست في الصالة… جاءت رنا و معها المكرونة…

‘ دوقي و قوليلي رأيك…

اكلت رهف معلقة منها ثم اكملت طبقها

* خطيرة أوي… في طبق تاني ؟

‘ اه فيه… ثواني اجبلك…

ذهبت للمطبخ و احضرت لها طبق ثاني… و اكلوا سويًا

و بعد انتهاء الطعام جلسوا في الشرفة يشربون الشاي و يدردشون

* ايوة صح… جبتلك بيجامتين كده يدفوكي…

‘ والله ملهوش لزوم… بكره هنزل و اشتري… انا معايا فلوس

* مش حوار معاكي فلوس ولا لا… دول هدية مني… و انتي طبعا عارفة اني قموصة و هاخد موقف منك لو مقبلتهمش مني…

‘ تسلمي جدا يا رهف… و شكرا لانك ضايفتيني هنا…

* مفيش شكر ولا حاجة… دي اقل حاجة اعملها معاكي بعد وقفتك معايا في المستشفى… و من ساعتها انا حبيتك و اعتبرتك زي اختي الصغيرة…

‘ و انا كمان حبيتك…

* بس انتي ملكيش يومين هنا و خليتي الشقة تلمع…

‘ كنت بسلي وقتي امبارح…

* كويس والله… كل ما ازهق من جوزي هاجي اطفش عندك شوية… هزهقك والله…

‘ زهقيني براحتك… مُرحب بيكي في اي وقت

* معلش في السؤال… انتي كده خلاص مع جوزك… هتتطلقوا بجد ؟

‘ اه… هنطلق

* بس انتي بتحبيه يا رنا…


‘ انا مش حبيته… انا اوهمت نفسي اني بحبه… انتي عارفة حكايتي طبعا من الأول… و اكيد عارفة اني عمري ما عرفت يعني ايه هي حنية… هو أول واحد يعرفني معنى الحنية و خلاني احسها… ف اوهمت قلبي اني بحبه و إن هو بيحبني… بس هو محبنيش… مع أول مشكلة ما بينا اتخلى عني بسهولة… راح ل غيري… و قالي بكل برود :

” انا اتجوزتك عشان مصلحة الشركة… الحياة تجارب… و انتي أول تجربة جواز ليا… تجربة فاشلة بمعنى الكلمة ” ف انا ايه اللي يخليني اكمل في جواز فاشل لتاني مرة ؟ انا مش عايزة كده… انا كل االي عيزاه اعيش عادي زي بقية الناس… مطلبتش اكون قاعدة على بانيو فيه فلوس يعني… انا اقصى طموحي لحد الآن… اكمل تعليمي… بس مفيش أمل… ظروفي بقت اسوأ من الأول

* كل حاجة هتتحسن والله…

‘ اتمنى ده اوي…

عاد هيثم الى القصر بعد ما اوصل قاسم الى منزله… نزل من السيارة وجد نفس البنت التي رآها في الصباح تقف عند البوابة…

” انتي لسه قاعدة هنا ؟

* مش همشي غير لما تسمعني يا استاذ هيثم…

” مين انتي ؟

* أنا ندى… اخت رنا زوجة حضرتك

” يوووه… انتوا هتقعدوا تظهروا واحد ورا التاني ؟ نعم انتي كمان… جاية تقولي ان رنا خا*نت جوزها السابق و هربت ؟؟ راحت عليكي… اخوكي جه و قال كده… اظن مفيش حاجة هتقوليها… تقدري تمشي…

إلتفت هيثم ف قالت

* رنا مخا*نتش جوزها السابق… و انا اصلا اللي ساعدتها تهرب من اهلها…

وقف هيثم و نظر لها…

* مستعدة احكيلك كل حاجة من الأول بس اسمعني للأخر…

كان سيدخلها للقصر لكن تذكر ريم انها تتواصل مع احمد…

” تعالي ورايا…

ءهبت ورائه و ركبوا السيارة… وصلوا الى مكان شبه مقطوع… نزل هيثم من السيارة و هي نزلت أيضا… سند ظهره على السيارة و قال


” بسمعك اهو… اتكلمي…

* انا ندى عندي 26 سنة… الحوار كله بدأ من 4 سنين لما رنا خلصت تالتة ثانوي و جابت مجموع كبير و كانت بتجهز للجامعة…

F

‘ ندى مشوفتيش الـ 10 آلاف جنيه بتوعي اللي شيلاهم لمصاريف الجامعة ؟

* لا مشوفتهمش… كنتي حطاهم فين ؟

‘ كنت حطاهم في شنطة و شيلاهم وراء الدولاب

* طب دوري كويس…

‘ انا بقالي ساعتين بدور عليهم في البيت كله مش لقياهم برضو… ليكون احمد اخدهم ؟ هو انتي قولتليه على مكانهم ؟

* لا مقولتش حاجة…

سمعت رنا صوت الباب قفل… طلعت بره الأوضة لقيت احمد جه

‘ احمد… مشوفتش الـ 10 آلاف جنيه بتوعي ؟

– اخدتهم… سددت بيهم ديوني…

‘ انت بتقول ايه !

تجمعت الدموع داخل عيناها و قالت

‘ ازاي تعمل كده ؟

– اتسجن يعني ؟

‘ و انا مالي بيك… الفلوس دول بتوعي انا… انا محوشاهم من شغلي… دول مصاريف الجامعة… ازاي تاخدهم ؟

– و مين قالك انك هتدخلي جامعة اصلا…


‘ يعني ايه ؟

– نشفتي دماغك و دخلتي ثانوي و اهو خلصتيها… مفيش تعليم تاني…

‘ ده اللي هو ازاي… بعدين انت مالك… على أساس انت صرفت عليا جنيه واحد في دروسي ؟! ما انا اللي كنت بشتغل بالليل عشان اجيب تمن الحصة اللي بروحها الصبح… و الفلوس دي بقالي سنين بحوشها عشان مصاريف الجامعة غالية… انت ازاي تعمل كده و بأي حق تاخد فلوسي ؟

– قولتلك مفيش جامعة و هتقعدي في البيت لغاية ما تتجوزي…

‘ لا مش هقعد و هات فلوسي اللي انت سر*قتها عشان تروح تلعب بيها قُما*ر مع الناس الشما*ل اللي تعرفهم !!

صفعها على وجهها بقوة… بكت رنا و لم يهتم وذهب… دخلت رنا عند امها و قالت و هي تبكي

‘ ابنك اخد مني الـ 10 الآف اللي كنت شيلاهم للجامعة…

* سدد بيهم ديونه…

‘ و انا مالي بديونه دي… بأي حق ياخدهم اصلا ؟ دول مصاريف جامعتي !

* مفيش جامعة يا رنا… عناديتنا كلنا و دخلتي ثانوي… عايزة ايه تاني ؟

‘ ايه اللي عايزة ايه تاني ؟ عايزة فلوسي اللي اخدهم… و الجامعة هدخلها…

* قولتلك سدد بيهم ديونه… ولا عايزة اخوكي يتسجن ؟

‘ و انا مالي بديونه… على اساس ديونه دي اتراكمت عليه بسبب صرفه علينا… اتراكمت عليه بسبب لعبه للقُمار… طالما هادبة كده… اكيد انتي اللي قولتيله على مكانهم !

* ايوة انا اللي قولتله… و مفيش جامعة… و اخذتي الثانوية اهو… اختك ندى اخدت الإعدادية و بعدها قعدت في البيت و محدش سمع صوتها… اسمعي كلام اخوكي


‘ لا مش هسمع كلام حد و مش سكت زي ندى و هلاقي شغل تاني و هدخل الجامعة يعني هدخلها !!

B

* فعلا عملت كده… دورت على شغل تاني لغاية ما لقيت و تدبر مصاريف أول سنة عشان تلحق تقدم… بس احمد مسكتش…

F

‘ يا احمد ارجوك افتح الباب خليني اخرج…

– قولتلك مفيش شغل ولا في جامعة هتدخليها…

‘ والله ما هكلفك جنيه واحد… هشتغل و هصرف على نفسي…

– قولتلك مفيش شغل ولا في جامعة و هتقعدي في البيت لغاية ما تتجوزي…

‘ ارجوك متعملش كده… التقديم هيفوتني…

– بقولك ادخلي !!

حاولت ابعاده عن الباب لكنه دفعها بقوة و وقعت على الأرض… دخلت الى غرفتها و ظلت تبكي

B

* و التقديم فاتها فعلا… لحظتها دخلت في مرحلة اكتئاب… قلبها اتك*سر و هي شايفة كل صحابها دخلوا الجامعة و هي لا… كانت تقعد كل صبح في البلكونة بتشوف صحابها و هم خارجين للجامعة و هي قاعدة في البيت مسجونة فيه… بطلت تتكلم مع حد و مكنتش بتخرج من اوضتها… الأمور زادت سوءًا لما ظهر حسن…

” حسن مين ؟

* جوزها السابق…

” اتجوزوا ازاي ؟ و اتطلقوا ليه ؟


F

– البسي حاجة حلوة كده عشان حسن جاي يشوفك…

‘ حسن مين ؟ و جاي يشوفني ليه ؟

– جاي يتقدملك…

‘ نعم ؟؟ ده اللي هو ازاي ؟

– هتتجوزي حسن…

‘ لا مش هتجوز حد… مرضيتش تخليني ادخل الجامعة و حطيت جز*مة في بوقي و سكت… لكن جواز مش هتجوز… انا لسه يادوب 18 سنة…

– مش مهم… المهم انك بلغتي يعني جاهزة للجواز…

‘ و انا مش هتجوز بقولك اهو…

صفعها على وجهها بالقلم… لم يكن ألم تلك الصفعة شىء امام ألم قلبها… بكت و ذهبت الى امها…

‘ يا ماما احمد عايز يجوزني !

* و فين المشكلة ؟

‘ ايه اللي فين المشكلة ؟ انا لسه صغيرة…

* اختك ندى اتجوزتك في سنك ده…

‘ و انا مالي بندى… هي استحملت انا مش هستحمل… كفاية كده انتوا دمرتوني… لمرة وحدة… لمرة وحدة حتى حسيسني انك امي بجد و اوقفي في وش احمد و عارضي كلامه… انا قعدت في البيت اهو زي ما انتوا عايزين… لكن جواز لا… ارجوكي ساعديني…

* هتتجوزي يا رنا و هتسمعي كلام اخوكي و مفيش نقاش في كده… انتي ادلعتي زيادة عن اللزوم… غو*ري من قدامي

ذهبت و تركتها امها… في كل مرة كانت تتعجب منها… لا تخاف عليا و تنفذ كلام ابنها دائما… ذهبت رنا الى غرفة اختها و قالت و هي تبكي

‘ ندى إلحقيني… احمد هيجوزني…

* و ايه المشكلة ؟

‘ ايه المشكلة ! ندى انا همو*ت لو اتجوزت…

* عادي يا رنا… انا اتجوزتك في سنك…

‘ اتجوزتي في سني… طيب كملي… لما اتجوزتي في سني ايه اللي حصل ؟ مفيش سنة عدت و اتطلقتي و اتحسبتي على المجتمع وحدة مطلقة فشلت انها تحافظ على جوزها و بيتها و انتي لسه 22 سنة… انا مش عايزة ابقا زيك… سكوتك دمر*ك بدري


* هعملك ايه يعني ؟

‘ ساعديني يا ندى… احمد و ماما دمرونا… تعالي نمشي من البيت ده… اوعدك انا هشتغل و هعمل كل حاجة بس نمشي من هنا…

* نمشي ايه ؟ لا انا مقدرش… احمد يقت*لني

‘ على أساس لما حرمك من تعليمك و جوزك بدري و جريتي في المحاكم و اتطلقتي بدون حتى ما تاخدي حقوقك… كده هو مش قت*لك ؟ و اهو نفس اللي عمله معاكي هيعمله معايا… ( امسكت يدها و اكملت برجاء ) قومي نمشي من هنا دلوقتي…

* هنروح فين يعني ؟

‘ اي مكان… المهم نخرج من البيت ده… يلا قومي…

سحبت يدها من يد رنا و قالت

* انا مش هعمل كده… آسفة يا رنا… مقدرش اخالف كلامهم

نظرت لها رنا بصدمة و الدموع في عيناها… ذهبت الى غرفتها و اقفلت الباب على نفسها و ظلت تبكي…

في الليل….

– اهي العروسة…

نظر لها حسن بخبث و لم يبعد عيناه عن جسدها طوال المقابلة…

* و انا شاري…

– ألف مبروك…

دخلت رنا الى الحمام غسلت وجهها و دموعها لا تتوقف… فقد باعها اخيها على انها مجرد سلعة تُشترى !!

B

* مكنتش دي أول مرة رنا تقولي فيها يلا نمشي… لما اتجوزت بالاجبار زيها كانت لسه في اعدادي… كانت بتشوفني و انا بعيط… كانت تمسح دموعي بإيدها و تقولي يلا نمشي و انا موافقتش… حتى يوم كتب كتابها من حسن قالتلي مليون مرة يلا نمشي و انا متحركتش بسبب خوفي منهم… للأسف انا اتربيت على الخوف من احمد و امي ف مقدرتش ولا مرة اعترض على اللي بيحصلها ده… مقدرتش اساعدها… تم الجواز و من ساعتها رنا قاطعتني… بطلت تكلمني و لما بتشوفني بستخبى مني… حسن اصلا شخص وحش و مدمن و احمد كان عارف كده و مع ذلك جوزهاله

F

‘ ابعد عني… ارجوك متقربش مني

* من اول ما اتجوزتك بقالي اسبوع كامل بعيد عنك و مرضيتش ألمسك لحد الآن لانك بتصدعيني بعياطك… بس انا جبت اخري منك !!


ألقاها على السرير انقض عليها كالوحش مز*ق ملابسها و يضع علامات امتلاكه على جسدها… رغم بكائها و صراخها الذي جلجل البيت بأكمله لم يهتم و اغت*صبها…

ذهب و تركها بعد ان اخذ غرضه منها… انكشمت في الغطاء و جسدها يرتعش بطريقة غير عادية و شفتاها تتخبط في بعضها من الخوف و انين بكائها لا يهدأ أبداً… قت*ل تلك الطفلة بدون أدنى رحمة !!

B

* من اول ما اتجوزته… بطلت تتكلم مع حد… كان بيسجنها في البيت… و يضر*بها لاتفه الأسباب… و احمد و ماما كانوا عارفين كل ده و ساكتين عادي… كلهم دمروها… استمرت معاناتها معاه لحد عدى 6 شهور على جوزاها من حسن… جه اليوم اللي يعتبر اسود يوم عاشته في حياتها…

F

‘ يعني انا مستحملة قرفك و ضر*بك الدائم ليا بدون سبب في الآخر تطلع بتخو*ني !

* اه بخو*نك… ما انتي مش عارفة تبقي زي بقية الستات الشاطرة اللي بتكفي اجوازها… ما انتي لو كنتي ست جدعة و مالية عيني… مكنتش هبص لبره…

‘ والله ؟ و المفروض اعمل ايه بقا عشان ابقى زي بقية الستات الشاطرة ؟

* تقربي مني… تلبسي حاجة مشخلعة كده و ترقصيلي…

‘ حسن… انا بكر*هك… بكر*هك انت و احمد و ماما… بكر*هكم كلكم… انا مش بطيق انام جمبك و اشم ريحتك حتى… انا عندي امو*ت احسن ولا اقربلك برضايا…

* مش مهم تقربي برضاكي… في جميع الحالات باخد منكم اللي عايزه غصب عنك… و متقدريش تفتحي بوقك بكلمة واحد حتى… و اوعي تنسي ان اخوكي باعك ليا عشان الفلوس اللي عليه… يعني انتي مِلكي و اعمل فيكي اللي انا عايزه !!

احست بك*سر قلبها… جُرحت كثيرا بدون سبب… قصوا لها اجنحتها… دفنوا روحها الجميلة بأعمالهم البشعة !!


لسه هتخرج من الأوضة امسكها حسن من يدها و دفعها بقوة على السرير… انقض على شفتاها بكل وحشية حتى جُر*حت… ظلت تقاومه لكن من هي امام ذلك المدمن ؟

لم تتحمل لسمه لها و بكل قوتها ضر*بته بقدمها تحت الحزام… تأ*لم حسن كثيرا و ابعدته عنها و ركضت للخارج…

لسه هتفتح باب الشقة و تهرب و جاء حسن و شدها من شعرها بقوة و دفعها الى الحائط…

قالت و هي تتأ*لم من مسكته

‘ حسن ارجوك سيبني…

* بعد اللي عملتيه مش هسيبك !!

رفع يده ليصفعها… امسكت رنا الڤازا و ك*سرتها على رأسه… اختل توازنه قليلا و لكن لم يفقد وعيه !

دفعته لتذهب مجددا و امسكت بمقبض الباب و لسه هتفتحه… جاء حسن من خلفها شدها إليه و ط*عنها بالسك*ين في بطنها… نظرت رنا إليه و الدموع في عيناها و ثم نظرت الى السك*ين الذي غرس في بطنها… اختل توازنها تمامًا و وقعت على الأرض غارقة بين دمائها !!

اتصدم حسن انه ط*عنها… لم يفعل أي شيء و لم يتصل على الاسعاف حتى و فتح الباب الشقة و ذهب هاربًا…

كان البواب يوصل بعض الطلبات لأحد سكان العمارة…

رأى باب شقة حسن مفتوحًا و يخرج منه دم يتسلسل على السلالم… اقترب من باب و رأى رنا وسط كل هذا الدماء ! اتصل بالاسعاف و الشرطة

B

* متخيلتش ان الأمور هتوصل لكده أبداً… كانت رنا في المستشفى بين الحياة و المو*ت… فقدت دم كتير و الجر*ح كان


عميق ده غير علامات الضر*ب اللي على جسمها… بس الحمد لله الدكاترة انقذوها… قدروا يوقفوا النز*يف و لقينا متبرع بالدم بس قعدت شهر كامل فاقدة وعيها… اول ما شوفتها في المستشفى و هي نايمة على السرير و متركب عليها كوم محاليل و وشها باهت و شبه الجثة… قررت اني مش هسكت تاني… رفعت قضية على حسن و الحمد لله وقعت مع ظابط كويس جدا… قدر يثبت بصمات حسن على السك*ينة و سجنه و طلق رنا رسمي… و حسن مسكتش و يوم الحكم النهائي أثبت على رنا بصور مفبركة انها خا*نته عشان كده هو ط*عنها انقاذًا لشرفه… اضطرت المحكمة تأجل القضية 3 شهور… و الوضع اتعقد خصوصًا ان احمد شهد زو*ر عليها و اثبت إدعاءات حسن الكاذبة على رنا… الحوار انتشر بين عيلة ابويا و الجيران و صحابها… كلهم صدقوا حسن و رنا بقت عا*ر العيلة… عمي اللي عمره ما رفع علينا سماعة تليفون قال اول ما رنا رجلها تعدي بره المستشفى هيقت*لها… مكنتش عارفة اعمل ايه ولا اساعدها ازاي… ملقتش حل غير انها تهرب و تسيب المحافظة دي نهائيًا… جهزتلها ورق و عملتها بطاقة مز*ورة غيرت فيها اسم العيلة و تاريخ الميلاد و محل الإقامة و استلفت مبلغ بسيط من وحدة اعرفها ادتهولها يساعدها لما تمشي… اول ما رجعت لوعيها و فهمتها كل اللي حصل و انها لازم تمشي… كانت منها*رة و حالتها النفسية زي الز*فت… بس كانت مضطرة تمشي… خرجتها من الباب الخلفي للمستشفى و وصلتها لحد محطة القطر… و سيبتها هناك لوحدها و كنت خايفة جدا عليها بس ليه تتقت*ل و هي معملتش حاجة ؟ بقالها 4 سنين هربانة من الأخ و الأم و الزوج اللي مفروض يكونوا ضهرها… دول كلهم قت*لوها…

كان هيثم مذهولًا مما سمعه الآن… عيناه احمرت من الغضب… لم يستوعب انها مرت بكل هذا…

* ارجوك يا استاذ هيثم… احمي اختي و متخليش احمد يوصلها…

” رنا مشيت !

* مشيت ازاي … مش هي متجوزاك ؟!

” لما ظهر احمد ال ****… خافت منه و هربت…

* دور عليها… اوصلها قبله… والله هيقت*لها لو شافها…

” ما انا مش لاقيها…

* لا دور عليها تاني… حتى خليني اشوفها لمرة وحدة بس… من اول ما مشيت من 4 سنين انا مشوفتهاش تاني…


” هلاقيها و هجبهالك… تعالي اقعدي في القصر لغاية ما الاقيها

* لا ملهوش لزوم… انا مأجرة شقة قريبة من هنا… هروح دلوقتي… ده رقمي و لو وصلتلها قولي…

” تمام…

مشيت ندى… اما هيثم مسح وجهه بيده و يحاول استيعاب كل ما قيل له الآن… اتضح كل شيء الآن

رد فعلها الأخير عندما اقترب منها… لم تقصد ان تهينه… بل كانت خائفة… خوفها من اقترابه منها ليس رفضًا له… بل كان خوفًا من ذلك الماضي الأسود…

تذكر هيثم كلامها قبل رحيلها

‘ انا معملتش حاجة تستاهل اني اتقت*ل… معملتش حاجة والله ‘

‘ حياتي مش لعبة ايدكم عشان تحكموا عليا بالمو*ت ‘

سقطت دمعة من عيناه و نظر للسماء وضع يده على قلبه… قلبه يؤ*لمه على حبيبته… كيف مرت بكل هذا ؟ ك*سرها الجميع حتى هو أيضا ك*سرها ” اها… على فكرة… حضن كارما دافي اكتر من حضنك ” تصحيح بسيط… انا نمت معاها مش نمت عندها…” امشي من قدامي لاني طايقك… مش عايز اشوف وشك طول ما انا موجود هنا ”

لعن نفسه لما فعله معها بدون وعي… جر*حها مثلهم و هاا هي هربت منه أيضًا !!

عاد هيثم للقصر و هو متضايق… دخل و لم ينظر لأحد و صعد الى غرفته… جلس على الأرض و بنظر لكل ركن في الغرفة و يتذكرها… رغم جر*حها و الندبة التي في قلبها اضافت لحياته نمطًا جديدًا… حركت مشاعره لأول مرة… احبها و لكن لم يحافظ عليها بسبب انانيته و تسرعه و رد فعله الغبي…


وسط تفكيره و تأنيب ضميره الذي ينهش قلبه… رن هاتفه كانت كارما التي تتصل… لم يرد عليها و عندما رنت مرة اخرى انزع من صوت الهاتف و قام بحظر رقمها…

بعد اسبوع…

كانت نسرين و سلمى و ريم و قاسم و معهم هيثم يفطرون… هيثم كان متضايقًا ولا يأكل و يحرك المعلقة داخل الطبق فقط و شارد…

• ما تاكل يا هيثم… هو انا اللي هعزم عليك في بيتك…

قالها قاسم… نظر إليه هيثم و تنهد و قال

” كلوا انتوا… مليش نفس…

قام هيثم و خرج… ريم كانت ستذهب ورائه لكن سلمى امسكت يدها و قالت

* مش معنى ان مراته مش موجودة يبقى الجو احلو… كملي فطارك يا ريم…

تضايقت ريم و لم تستطع التكلم لان قاسم موجود… ابتسم قاسم ل سلمى و سلمى لاحظت و خجلت… استأذن منهم و خرج…

كان هيثم يجلس في الحديقة… يضع رأسه بين كفيه و صامت… جاء قاسم و جلس بجانبه

• هيثم… هتلاقيها والله

” و لو لقيتها… هل هترجع معايا ؟

• ليه لا…

” هههه نكتة حلوة… بعد اللي عاشته زمان و بعد المعاملة الجافة اللي شافتها مني… هترجعلي ! مستحيل.. هي مشيت اصلا لانها مش عايزة سيناريو حياتها القديمة يتعاد تاني…

• يعني هتسيبها ؟


” اكيد لا… قاسم… انا انسان فيا العِبر كلها و مش ملاك اوي يعني… و مش معنى ان هي اتجوزت قبل كده و خبت عني يبقى ارميها انا كمان… والله لو كنت اعرف من الأول كل ده مكنتش هزعلها… مكنتش هجر*حها بكارما… هزيت ثقتها في نفسها اللي هي قعدت 4 سنين تبنيها من تاني لوحدها… جيت انا في ثانية واحدة كده هديتها… انا شخص وحش و أناني…

• خلاص بطل تأنيب في نفسك… يعني هتقعد تأنب في نفسك… هل في حاجة هتتغير ؟ مفيش حاجة هتتغير يا هيثم و انت قاعد كده بتاكل في نفسك… اللي حصل حصل… المهم دلوقتي ترجعها ليك…

” ازاي ؟ انا مش لاقيها لحد الآن…

• تعالى ندور تاني… المهم متيأسش

” ماشي…

لسه هينهض من مكانه رن هاتفه و كان سيف يتصل… تأفف و لم يرد لكن قاسم ألح عليه حتى رد عليه

” نعم ؟

• سلمى قالتلي كل اللي حصل يعني عرفت ان رنا مشيت…

” اه و بعدين ؟ جاي تشمت فيا و تقولي احسن انها سابتك ؟ سيف اقفل انا مش ناقصك

• انا في المول دلوقتي… شوفت رنا واقفة بتتكلم مع كارما…


يتبع….


16=رواية عشق مختلف الحلقة السادسة عشر

• سلمى قالتلي كل اللي حصل يعني عرفت ان رنا مشيت…

” اه و بعدين ؟ جاي تشمت فيا و تقولي احسن انها سابتك ؟ سيف اقفل انا مش ناقصك

• انا في المول دلوقتي… شوفت رنا واقفة بتتكلم مع كارما…

” انت بتتكلم بجد ؟؟

• اه والله… هبعتلك اللوكيشن…

اغلق سيف و هيثم قال

” سيف شاف رنا في المول…

• و انت مستني ايه… اتحرك…

ابتسم هيثم بفرح و ركب سيارته و انطلق…

* عمري ما تخيلت اننا هنتقابل… ( مدت يدها و كملت ) اهلا يا مدام رنا…

‘ اعذريني يا كارما… لسه غاسلة ايدي ف مينفعش اسلم عليكي…

تضايقت كارما و نزلت يدها… نظرت لها بحده و قالت

* سمعت انك سيبتي القصر و هربتي… صحيح الكلام اللي سمعته… هاربة من اهلك بقالك 4 سنين ؟

‘ اه صح…

* و هربتي ليه بقا ؟

‘ انتي حد ملهوش لازمة يا كارما… يبقى اقولك بصفتك مين ؟

* بصفتي عشيقة جوزك… لما نكدتي عليه جه انبسط معايا

غضبت رنا كثيرا و حاولت ان تظهر انها ثابتة… اقتربت من كارما و همست في اذنها

‘ انتي عشيقته و بيتبسط عندك بس في آخر السطر اسمك ” عا*هرة ”

غضبت كارما و لسه هتتكلم قاطعتها رنا

‘ ايوة انا فعلا هربت 4 سنين من اهلي… بس ربنا يشهد اني مترمتش جوه حضن واحد غريب عني… أو روحت با*رات مثلا… اذا كنتي عشيقته فأنا مراته… مقدرش يشوفني زيك و يبات عندي و انا وحدة غريبة عنه… كتب عليا رسمي قدام كل الناس… أما انتي مخبيكي لانك مهما بسطيته و احتوتيه هتفضلي مجرد غلطة و هو عارف كده… هديكي مثال بسيط… يقدر هيثم يطلع معاكي على التلفزيون و يقول دي عشيقتي ؟ ميقدرش… تعرفي ليه ؟ لانك مش حاجة يتشرف بيها قدام حد… أما انا كان فخور بيا و شاور عليا و قال دي مراتي… اي نعم في خلافات ما بينا و هننفصل قريب بس انتي هتفضلي زي ما انتي.. مكانك في زبا*لة…

* انتي مين عشان تتكلمي عليا بالطريقة دي !

‘ انا عارفة ان الحقيقة بتو*جع… بس هتفضل حقيقة و لازم تتقبليها…

إلتفت رنا عشان تمشي… امسكتها كارما من يدها و ضغطت عليا

* والله ما هتمشي غير لما ادفعك تمن كل كلمة قولتيها دلوقتي !!

‘ هتعملي ايه يعني ؟

* هوديكي لاخوكي اللي قالب عليكي الدنيا و عايز يحط رجله تحت رقبتك…

‘ اد الكلام ده انتي ؟

* اه اده… وديني لوريكي مين هي كارما !

‘ هتوريني كتفك يعني ولا هتوريني حتة من رجلك ؟ مستغربيش من كلامي بس انا هستنى ايه منك تورهولي غير جسمك اللي شافه الكل ؟

شاطت كارما غضبًا و رفعت يدها لتصفعها لكن رنا امسك بيدها و منعتها… ضغطت على يدها بشدة كأنها تريد ان تك*سرها… امسكتها من شعرها و قالت بتخذير

‘ مش انا رنا اللي تضر*بني وحدة زبا*لة زيك… احمدي ربنا اننا وسط ناس و مش عايزة اعلي صوتي و اف*ضحك قدامهم يا عا*هرة…

تأ*لمت كارما و لم تستطع فعل شيء… فجأة سمعوا صوت هيثم… هم الاثنان نظروا إليه… تركتها رنا و قالت

‘ روحيله… روحي اشكيله و احضنيه…

تقدم منهم هيثم… قالت له كارما ببكاء

* شايف عملت فيا ايه… بهدلتني و شدتني من شعري… كل ده عشان قولتلها فيه وحدة تهرب من اهلها 4 سنين إلا و كانت عاملة مصيبة…

” كارما اخرسي !

قالها هيثم و هو يقاطعها بزعم ثم اكمل بغضب

” اياكي تقولي عليها كلمة وحدة متعجبنيش… آخر مرة تضايقيها…

* اضايق مين… انت مسمعتش هي قالت ايه عليا…

” و مش عايز اسمع… و يلا ارجعي مكان ما جيتي…

اتصدمت كارما من كلامه ف ظنت انه سيقف معها ليس ضدها… نظر هيثم ل رنا و نظرة غضبه تحولت لنظرة اشتياق…

” وحشتيني…

لم تهتم و إلتفت لتذهب لكن شدها إليه و عانقها…

” وحشتيني أوي… بقالي كتير بدور عليكي… كنت هتجنن لما مشيتي والله كان متبقي تكة و اتجن… اختفيتي فجأة و معرفتش مكانك ولا عرفت اوصلك بأي طريقة… ( اخرجها من حضنه و وضع وجهها بين كفوفه و نظر لها بتفحص ) انتي كويسة ؟ فيكي حاجة ؟ كنتي فين كل ده ؟ اوعى يكون حد أذا*كي… انتي بخير صح…

تفاجئت رنا من كلامه فهي ظنت عندما يجدها سيغضب منها… لم ترد و ظلت صامتة

” ساكتة ليه ؟ اتكلمي

ابعدت يداه عن وجهها و امسكت بيد رهف و قالت

‘ يلا يا رهف نمشي…

اخذت صديقتها و ذهبت… تفاجىء هيثم من رد فعلها ذلك… لم تشتاق له كما هو اشتاق لها ؟ وقف قليلا و لا يعرف ماذا يفعل… امسكت كارما بيده و قالت

* يلا نمشي و انا هعوضك عنها و هقدر انسيهالك… هي اصلا مستاهلكش

سحب يده من يدها و ذهب خلف رنا…

خرجت رنا هي و رهف من المول و وقفوا في الشارع ينتظرون اي تاكسي يأتي ليأخذهم… جاء هيثم و قالها

” رنا… تعالي معايا…

لم ترد و لم تنظر له حتى… امسك يدها و قال

” يلا نرجع للقصر…

سحبت يدها من يده و قالت و هي تنظر للطريق

‘ مش راجعة اي مكان معاك… امشي يا هيثم… روح ل كارما… ارجع لحضنها…

” انا عارف اني غلطت… بس ارجعي و هصلح كل ده…

‘ فين ورقة طلاقي ؟

” طلاق ايه ؟

‘ لما اتخانقت معايا روحتلها… قولت بلسانك انك نمت معاها… المفروض انا بعد ده كله ارجعلك ؟ ليه يا هيثم ؟ هو انت شايفني عبيطة للدرجة دي ؟

” لا انا منمتش معاها… انا قولتلك كده عشان استفزك مش اكتر…

‘ والله ؟ هو انا لعبة في ايدك للدرجة دي ؟ لو نفترض انك فعلا منمتش معاها… ليه تقولي كده اصلا ؟ كسبت ايه قولي يا هيثم ؟ ينفع انا اقولك انا روحت نمت في حضن حد تاني عشان استفزك ؟ هتتقبل انت اقولك كده ؟

” عارف اني غلطت لما قولت كده… ارجعي معايا و هفهمك كل حاجة…

‘ رجوع مش راجعة… و ابعد عني و طلقني يا هيثم…

” مفيش طلاق… و هترجعي معايا…

‘ انت آخر واحد تفرض كلامك عليا… ملكش كلمة عليا…

” طب تعالي و نتكلم بالراحة…

‘ مش هتكلم معاك… ممكن تمشي انت ؟

” يا رنا….

وقفت رنا التاكسي و ركبت هي و رهف و ذهبوا… تنهد هيثم بتعب و ركب سيارته و تتبعهم…

* كنتي ادتيه فرصة يتكلم معاكي…

‘ رهف… انتي معايا ولا معاه ؟

* انا شايفة انه بيحبك…

‘ بس انا مبحبهوش… و موضوعنا منتهي…

سكتت رهف لانها رأت صديقتها غاضبة… وصلوا الى العمارة و نزلوا… صعدوا الى شقتهم و تتبعهم هيثم… دخلت رهف و رنا اغلقت الباب بسرعة… طرق هيثم على الباب و قال

” رنا افتحي… عايز اتكلم معاكي…

لم ترد رنا و دخلت الى غرفتها… وقفت رهف في الصالة و هي محتارة ماذا تفعل… فتحت الباب بهدوء ف قال هيثم

” ارجوكي خليني ادخلها…

* هدخلك دلوقتي و انا همشي لاني اتأخرت على البيت… بس ارجوك خلي بالك عليها و متزعلهاش تاني…

” لا مش هزعلها… دخليني بس

اخذت رهف شنطتها و خرجت… هيثم دخل الى رنا و قبل ان تذهب رهف اقفلت عليهم باب الشقة بالمفتاح من الخارج و قالت

* خليكم محبوسين هنا حلوا مشاكلكم… الراجل بيحبك يا هبلة… قال طلاق قال…

جلست رنا على السرير و خلعت حذائها و قالت

‘ رهف مشوفتيش الشبشب بتاعي ؟

” لونه ايه ؟

انتبهت لذلك الصوت… نظرت له وجدته ساند ظهره على باب الغرفة… وقفت و قالت

‘ انت بتعمل ايه هنا… و ازاي دخلت اصلا ؟!

” البركة في صحبتك…

‘ ماااشي يا رهف… تعالى انت بقا

امسكته من ذراعه و اخذته عند الباب… امسكت المقبض و ادارته و لكن لم يفتح الباب… حاولت مجددا و لم يفتح

‘ انت اللي قفلت الباب صح ؟ طلع المفتاح يا هيثم و متهزرش معايا…

” مش انا اللي قفلته… اصلا المفتاح هيجي في ايدي ازاي…

‘ يعني مين اللي قفله ؟ معقولة رهف قفلت علينا من بره ؟!

” والله صحبتك دي جدعة و بتفهم…

‘ اسكت !!

” سكت اهو…

امسكت رنا هاتفها و رنت على رهف

* نعم يا رنوش

‘ رهف ابعتيلي مفتاح الشقة…

* ليه ؟

‘ هو ايه اللي ليه… ابعتيلي المفتاح يا رهف

* لا…

‘ رهف متعصبنيش…

* لا هعصبك… الراجل بقاله اسابيع بيدور عليكي… اقعدي معاه شوية…

‘ متهزريش يا رهف و ابعتيلي مفتاح الشقة دلوقتي

* مقدرش…

‘ ليه بقا ؟

* مصطفى جوزي لسه نازل و مينفعش اخرج…

‘ ابعتي المفتاح مع اي حد…

* مقدرش برضو…

‘ ليه يا آخرة صبري ؟

* اصل واقفة على اللبن… لو اديت ضهري للكنكة هيفور مني… و مصطفى يطلقني فيها… اصل كيلو اللبن بقا ب 15 جنيه…

‘ رهف هزعل منك…

* ولا زعل ولا حاجة… اقعدوا سوا مع بعض… و هتلاقي في المطبخ جمب الطباق كيس لِب اسود كبير… اقعدوا في البلكونة و اتسلوا بيه… سلام يا رنوش…

‘ يا رهف هقت…

قفلت رهف المكالمة… تنهدت رنا و نظرت لهيثم بعصبية

” بتبصيلي كده ليه ؟ هو انا اللي قولتلها تقفل الباب ؟ انا اتفاجئت زيي زيك لما عرفت انها حبستنا هنا… بس الفرق انك اتعصبتي أما انا مبسوط اوي…

‘ يارب تفرقع من الانبساط…

” الآه ؟ طب ليه الغلط ؟

دخلت رنا الى غرفتها و دخل هيثم ورائها… وقف قصادها و قال

” اديني فرصة اتكلم يا رنا…

‘ اها… اتكلم…

” انا عرفت كل حاجة… اختك ندى قالتلي كل حاجة…

‘ ندى ! انت قابلتها ؟ هي فين ؟

” معرفش هي فين بس اخذت رقمها و هقولها اني لقيتك… هي قالتلي كل حاجة… و عرفت سبب هروبك منهم من 4 سنين…

‘ تمام عرفت كل حاجة… المفروض اعمل ايه ؟

” عايزك ترجعيلي…

‘ ارجع ليه ؟ بما انك عرفت كل حاجة و عرفت اني كنت متجوزة قبل كده… يعني انا مش بنت… عايز مني ايه هااا ؟

” انا مش عايزك عشان كده… انا عايزك عشان بحبك…

‘ ههه حُب اه… ده نفس الحب اللي قلبت عليا في يوم و ليلة عشان مسمحتلكش تلمسني… قولت كلام انا مش قادرة انساه لحد الآن… ده نفس الحب اللي خلتني انام معيطة بسببه ؟ حب ايه يا هيثم ؟ لو انت بالنسبالك ده حب فأنا مش عايزة حبك ده…

” والله لو كنتي قولتلي كل حاجة كنت هسمعك و مكنتش هبعد عنك…

‘ يعني انت راجع دلوقتي شفقةً فيا ؟

” شفقة ايه يا رنا ؟ اصلا قبل ما اعرف كل حاجة و قبل ما تظهر اختك كنت بدور عليكي عشان اسمع منك انتي… انا مسمعتش ولا صدقت كلام اخوكي اصلا…

‘ مش مهم…

” يعني ايه مش مهم ؟

‘ يعني رجوعك ده مش مهم بالنسبالي…

كانت ستذهب لكن امسك يدها ف بعدت عنه في الحال

‘ متقربش مني بأي شكل ! ولا نسيت القسم بتاعك ؟

” ما انتي متعرفش اني نزلت القسم ده أول ما مشيتي…

‘ نزلته ازاي ؟

” عملت كفارة قصاده… يعني دلوقتي مفيش قسم ولا حاجة ( وضع يده على وجنتها و اكمل و هو ينظر لعيناها ) رغبتي فيكي لسه موجودة حتى بعد ما عرفت كل حاجة عنك… انا بحبك…

ابتعدت عنه و اعطته ظهرها… تضايق هيثم لانها لا تريده… اخذ نفس عميق و قال

” في اليوم اللي روحت نمت فيه عند كارما ملمستهاش بأي شكل و نمت في الصالة ولا قولتلها سبب خناقنا… يعني مخو*نتكيش زيك ما انتي مفكرة كده… و اعترف بنفسي اعتراف صريح ان بياتي عندها غلط من الأساس… بس انا كنت متعصب جدا من رفضك ليا في الليلة دي و ده مش مبرر لكن والله ما خو*نتك… و اعتبري لسه الشروط موجودة…

لم تتكلم ف تقدم منها و وقف امامها

” اوعدك من اللحظة دي… اني هقطع علاقتي بكارما و غيرها… و مهما حصلت ما بينا مشاكل مش هروح لحد منهم… هقعد معاكي و نحل المشكلة دي سوا… انا بتكلم بجد والله… لو عايزة تاخدي تليفوني خديه و امسحي ارقامهم كلهم و هبقى قدامك عيونك 24 ساعة…

نظرت له لوهلة ثم قالت

‘ و انا ليه اخد تليفونك و اعمل كده ؟ انت لو عايز تعمل كده بجد اعمل بنفسك… و انت مش طفل عشان اراقبك… انت لو عايز تقطع علاقتك بيهم هتعمل كده من نفسك مش لازم انا اللي اوجهك

” طب اعمل ايه و تسامحيني ؟

تحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا و قالت

‘ عايزني اصدقك انك بتحبني ؟

” اه…

‘ مستعد تعمل اي حاجة اقولك عليها ؟

” اه هعمل اي حاجة… المهم تسامحيني و تصدقي اني بحبك…

‘ عايزك تبقى هيثم العادي…

” يعني ؟

‘ يعني تنسى انك هيثم عاصم رجل الأعمال المشهور اللي عنده سفن و قصور و ڤيلل و عربيات بالهبل… انا عايزة اشوف جوهرك من جوه… مش عايزة شهرتك ولا فلوسك… عايزة احس انك عادي زيي… عايزة اتقبلك و انت انسان عادي بسيط… مش هحبك عشان فلوسك يعني… هااا ايه رأيك ؟

” موافق…

‘ طب فكر شوية لانك مش هتقدر…

” لا هقدر…

‘ متأكد ؟

” اه متأكد…

‘ Deal ?

” Deal..

صافحته بيدها ثم نظرت الى الساعة التي يرتديها… اخذتها من يده و قالت

‘ هيثم العادي مبيلبسش ساعة تمنها 30 ألف… ( فتحت درج اخذت منه ساعة بسيطة و لبستهاله ) هيثم العادي بيلبس ساعة زي دي…

نظر هيثم الى الساعة… فهي ساعة رجالي لونها اسود و بسيطة لكن شكلها جميل

” عجبتني…

‘ لما نشوف بقا الجاي هيعجبك ولا لا…

” هيعجبني… مهما عملتي قاعد معاكي… يكفي اني هشوفك…

‘ هيثم أنت منحنح…

” وحشني اوي اسمع منك الكلمة دي…

‘ وحشني اوي اسمع منك الكلمة دي…

قالتها بسخرية و هي تقلده… ضحك هيثم عليها و هي لم تستطع كتمان ضحكتها و ضحكت…

تاني يوم….

” انا مش فاهم انتي جيباني ليه هنا ؟

‘ بما انك بقيت شخص عادي… ده معناه انك محتاج وظيفة عشان توفر احتياجاتك… و هتكون وظيفة بسيط بمرتب رمزي بسيط…

” اه يعني هشتغل ايه ؟

‘ خُد ده ( اعطته تيشيرت نبيتي ) البس ده…

” و بعدين ؟

‘ البنت اللي شغالة هنا معايا في الكافيه عندها ظرف و مش هتقدر تيجي و اخدت اسبوع اجازة… فأنا همسك مكانها في المطبخ و انت تلبس التيشيرت الخاص بالكافيه ( اعطته نوتة صغيرة و قلم ) و تخرج تاخد طلبات الزباين…

” جرسون يعني ؟

‘ بالضبط…

” انتي بتعملي كده عشان استسلم و اطفش ؟ بس انا قاعدلك…

‘ وريني عرض كتافك يلا…

ابتسم لها و دخل الحمام لبس التيشيرت و خرج ياخذ طلبات الزبائن… رنا تراقبه… كم هو جميل في عينها في كل حالته…

” واحد كابتشينو و 2 كاكاو بالشيكولاتة و 3 قهوة تركي

‘ حاضر…

اعدت رنا المشاريب و اخذها منها هيثم و نظر لها بإبتسامة و ذهب قدم المشاريب للزبائن… امسك النوتة و القلم و ذهب للترابيزة رقم 6

” حضراتكم تؤمروا بإيه ؟

* عايز كاكاو فوقيه طبقة ڤالنيليا… و شوية مكسرات كده في طبق… و انتي يا حبيبتي عايزة ايه ؟

* هاخد زيك…

” تمام…

ذهب هيثم ل رنا و اعطاها الورقة…

‘ شكلك زهقت… ده احنا لسه في أول اليوم… انا بقفل 1 الليل…

” مين قال اني زهقت ؟ لا انا مزهقتش… ممكن مش فايق اوي لان الهانم مراتي مصحياني 7 الصبح و انا نايم 3 الفجر…

‘ و انا نمت زيك الساعة 3 و صحيت في نفس معادك و متكلمتش… ولا انا اقوى منك ؟

اقترب منها هيثم و قال

” ما انتي فعلا اقوى مني… استحملتي حاجات محدش يستحملها مع ذلك وقفتي على رجلك تاني… انا باخدك مثال للقوة و فخور انك مراتي…

نظرت له لوهلة… سعدت كثيرا بسبب ما قال…

‘ شكرا يا هيثم…

” انتي عارفني مبحبش الشكر بالكلام ده… هاتي بو*سة…

‘ ما تِلم نفسك الناس قاعدة

” طب اجيلك المطبخ و اقفل الباب علينا… و اخد البو*سة

‘ هيثم…

” يا نعم ؟

‘ انت تاخد المشاريب دي و توريني عرض كتافك… و لا تحب ألسعك بالقهوة ؟

” خلاص يا عم دي مكنتش بو*سة اللي همو*ت قصادها… لينا شقة تلمنا…

غمز لها بعينه و اخذ المشاريب… مجرد ما إلتفت و ذهب ارتسمت الابتسامة على وجهها…

” حضراتكم تؤمروا بإيه ؟

* هيثم !

نظر إليه هيثم و تفاجىء

” ياسين !

قام ياسين و عانقه

* يا راجل ليه الغيبة دي ؟ ده انا مشوفتكش من ايام المعسكر من 5 سنين…

” مشغول شوية… بعدين انت غيرت رقمك و قفلت الخط الاولاني و معرفتش اوصلك…

* ما انا سافرت فرنسا بعد المعسكر… اشتغلت هناك لفترة… بس ايه يا ولا الحلاوة دي… ايه الفورمة الجامدة دي ؟

” انا بنام في الجيم اصلا

ضحكوا سويًا…

* انا سمعت حاجات كتير عنك… اسمعت ان شركتك اتعرضت لأزمة

” الحمد لله على عدت على خير…

* الحمد لله… و سمعت كمان انك اتجوزت… ( نظر الى التيشيرت الذي عليه اسم الكافيه ) و بتعمل ايه هنا ؟

” المدام بتعاقبني لاني نوتي شوية…

* شكلها صعبة… هي اللي هناك دي ؟

” اه هي…

* طب انتوا الاتنين بتعملوا ايه هنا اساسا ؟ يا بني مش مشكلة شركتك اتحلت ؟

” اه اتحلت… بص قصة طويلة… المهم ابقا سيبلي رقمك…

* حاضر هسبهولك… انت معاقب دلوقتي ؟

” اهاا

* طب انجر يالا هاتلي آيس كوفي انا و خطيبتي…

” ولاااا هتسوق فيها هدفنك هنا…

* امشي يلااا هات الآيس كوفي… و لو اتأخرت مش هدفع

” ده انا هدفعك انت أول واحد…

‘ ايه الصوت العالي ده ؟

قالتها رنا و هي تنظر لهم من نافذة المطبخ… أشار هيثم لها ب لايك…

” مفيش حاجة… احنا تمام…

‘ طيب…

” يخربيتك كنت هغو*ر في دا*هية…

* دي شكلها مسيطرة اوي…

” يا عم اسكت بدل ما اخبطك بالصنية اللي في ايدي دي…

ذهب هيثم و قال ياسين لخطيبته

* متعمليش زي مراته… انا عارف انك حنينة…

ضحكت خطيبته…

‘ كنتوا بتزعقوا ليه ؟

” مفيش حاجة… ده صديق قديم ليا… بقالنا فترة مشوفناش بعض… احنا متعودين نصرخ في وش بعض كده

‘ متتكررش تاني… الزباين هتنزعج على كده…

” حاضر مش هتتكرر تاني…

‘ اكلت ؟

” لا بس شربت قهوة…

‘ طيب خد ال 50 جنيه دي هات فطار لينا احنا الاتنين…

” بالخمسين ؟!

‘ اه بالخمسين.. و كمان عايزة الباقي…

” ده اللى هو ازاي ؟ اعملها ازاي دي ؟

‘ زي الناس يا هيثم… بُص انت تخرج من هنا و في الشارع اللي وراء هتلاقي محل بتاع فطير… الفطيرة هناك ب 20 جنيه… هات فطيرتين بالسكر و هاتلي الباقي…

” انا بطولي ده اروح اجيب فطير بالسكر ؟!

‘ اه هتروح… ولا انت بدأت تزهق ؟

” لا مزهقتش… هاتي الخمسين…

ضحكت رنا و اعطته الخمسين و خرج…

خرجت سلمى من الجامعة بعد ما انهت محاضارتها…

– سلام يا سلمى…

* سلام يا بناويت…

نظرت سلمى امامها وجدت قاسم… لم تتحدث معه و اكملت طريقها لكنه مشي بجانبها

* في حاجة يا قاسم ؟

• اه فيه… البنت اللي بحبها بقالها فترة زعلانة مني…

* انا مش بحبك يا قاسم…

• طب عيني في عينك كده ؟

* قاسم… سيبني امشي…

• نمشي سوا ؟ زي زمان…

* زمان كنا مخطوبين… دلوقتي لا…

• على فكرة انا استأذنت من سيف و قولتله اجي اوصلك و وافق…

* و انت مين عشان توصلني ؟

• حبيبك…

* ههه… نكتة حلوة بس مضحكتش…

• انا صديق العيلة على فكرة… و لو سيف مش واثق فيا مكنش هيوافق اجيلك الجامعة…

* انت و سيف اختلصوا… ابعد عني…

• ابعد لغاية امتى ؟

* لغاية ما تتجوز…

• انا اتجوز ؟ مفيش وحدة هستحملني غيرك على فكرة…

* لا فيه… شوفلك محامية زيك و جرجروا بعض في المحاكم… مش دي هوايتك ؟

• اه هوايتي… بس ده شغلي و انا بحب المحاماة…

* و انت اخترت شغلك… عايز مني ايه ؟

• سلمى انتي خيرتيني بينك و بين شغلي… و ده مينفعش… ينفع انا اخيرك بيني و بين تعليمك ؟ اكيد لا و انتي مش هتوافقي على كده طبعا… و مش معنى اني اخترت شغلي يبقى كده انا مش بحبك… انا بحبك لحد دلوقتي… والله حاولت الاقي وظيفة تناسبني و تناسبك بس ملقتش… انا بحب مهتني و ماشي فيها بما يرضي ربنا… و متقوليلش اتوظف في شركة هيثم… لو بقيت موظف عنده انتي عارفة هيثم… هيديني مرتب انا مستحقهوش… اي نعم انا المحامي الأساسي لشركته بس في أول و نهاية السطر اسمي محامي…

* اه و بعدين ؟

• تعالي نرجع…

* ليه ؟

• عشان انا زهقت من كوني اعزب في البطاقة…

* بنات الكرة الأرضية كتير… مجتش عليا يعني…

• بس انا عايزك انتي…

* و مين قالك اني هرجع ؟

• هيثم قالي…

* قالك ايه ؟

• لما اخدت برد شديد من كام يوم… كنتي واقفة فوق راس هيثم… اتاريه كان بيتصل عليا كل خمس دقايق عشان سلمى هانم كانت قلقانة عليا لاني وحيد و عايش لوحدي ف خافت يحصلي حاجة…

احمر وجهها خجلا و توعدت ل هيثم الذي كشف امرها

• معاملتك الجافة ليا كانت هتخليني اصدق انك شيلتيني من قلبك… بس بعد الموقف ده… اتاكدت ان مشاعرك ناحيتي لسه موجودة زي ما هي و متغيرتش… و انا بحبك… يبقى نرجع…

* مش بالسهولة اللي انت مفكرها دي…

• يعني ؟

* موضوعنا مُنتهي من زمان اوي…

• انتي اللي انهتيه مش انا… انا مش فاهم… هتفرحي لما تشوفيني مع وحدة غيرك ؟

صمتت قليلا ف اكمل

• هنتخطب تاني…

* مش بمزاجك…

• طب مروح معاكي اهو و نشوف الحوار ده بعدين…

مشيا مع بعضهم… لم تنكر سلمى انها فرحت لانه مازال يفكر فيها… و لكن هي متذبذبة بعض الشيء

‘ ايه يا هيثم ؟

” ايه ؟

‘ مش دي الفطيرة اللي كنت بتتريق عليها من شوية ؟ اكلتها كلها ؟

” جعان يعني اعمل ايه… بعدين طعمها طلع حلو اوي…

‘ طيب يلا قوم كمل شغلك…

” حاضر يا مراتي…

قالها و هي بيتك على كلمة مراتي… دخل المزيد من الزبائن و ذهب ليأخذ طلباتهم…

” اتفضلوا… تأمروا بإيه ؟

نظرت له فتاة و اعجبت به كثيرا…

* 3 آيس كوفي لو سمحت…

” حاضر…

ذهب هيثم الى رنا…

– مالك متنحة كده ليه ؟

* الجرسون…

– ماله ؟

* مُز أوي…

– عندك حق…

* لا ملكيش دعوة بيه… انا اللي هشقطه…

– ماشي يا ختي وريني شطارتك…

* هتشوفي…

” 3 آيس كوفي يا رنون…

‘ حاضر…

اعدتهم لهم و اخذهم هيثم و قدمهم

” الفاتورة اهي…

* اتفضل الفلوس…

” شكرا…

* بقولك… اسمك ايه ؟

” اسمي هيثم يا فندم…

* عندك كام سنة ؟

” 30 سنة…

* و انا 25 سنة… مناسبين لبعض اوي…

” افندم ؟؟؟

* اقصد عليك… يعني انت طويل و رياضي و ليك كاريزما حلوة… تنفع ممثل على فكرة…

” اشكرك ل رأيك…

* ينفع نخرج سوا ؟ نتكلم شوية احسن من هنا… هتخلص شغلك امتى ؟

فهم هيثم قصدها و نظر الى رنا التي لاحظت اعجاب تلك الفتاة بهيثم و كلامها ذلك و تنظر لهم بغضب… وضع هيثم يده في جيب بنطاله و اخرج خاتم زواجه و ارتداه امامها

” انا متجوز… كنت شايل الخاتم في جيبي عشان ميتضرش من المية…

* اه تمام… اسفة على الإزعاج…

” ولا يهمك…

خجلت الفتاة و هيثم عاد ل رنا…

‘ كانت بتشقطك ؟

” اها…

‘ لفلفي و تعالى…

” هتعاقب ولا ايه ؟

‘ تعلالي بس…

ضحك هيثم و لف من الباب… قفلت رنا باب المطبخ عليهم

” شكلي هتقت*ل… في ايه يا رنون… ما طلعت الخاتم قدامها و قولتلها اني متجوز… اعمل ايه تاني ؟

‘ تغطي نفسك…

” اتحجب يعني ؟

اقتربت منها رنا و نظرت الى عيناه بحده… اقفلت له أزرار التيشيرت و قالت

‘ مش لازم توريهم عضلاتك… بعدين انت مش لابس ليه بلوڤر تحت التيشيرت ده ؟

” الجو حر…

‘ يا راجل !

” اه والله حر…

‘ الجو حر و احنا في الشتا ؟! ده انا لابسة الدولاب كله بسبب البرد…

” مش برد للدرجة…

‘ متتكلمش مع اي بنت هنا تاني… ازيد من انك تاخد طلباتهم متتكلمش اكتر من كده…

” ليه بقا ؟ بتغيري عليا ؟

‘ اه بغير… عندك مانع ؟

” لا طبعا معنديش… ده شيء يبسطني جدا…

‘ يلا ارجع لشغلك…

إلتفت لتذهب لكن امسك يدها و شدها إليه و عانقها…

” بحبك يا رنون…

ربت على ضهرها و هي ابتسمت و اسندت رأسها على صدره…

اكملوا عملهم سويًا و انتهى اليوم و جاء محمد اخذ ايراد اليوم

* لا بجد انتوا حاجة فوق الخيال… حلو المبلغ بتاع النهاردة…

‘ هيثم ساعدني جدا… و تعب معايا…

” و هي برضو تعبت… من غيرها مكنتش هعرف اعمل حاجة

* شكلكم بتحبوا بعض اوي…

نظر هيثم الى رنا و غمز لها بعينه… ابتسمت رنا و قالت

‘ نضفت المطبخ و هيثم مسح الكافيه… في حاجة تاني نعملها ؟

* لا مفيش… شكرا ليكم… تقدروا تمشوا…

اخذت رنا حقيبتها و ذهبوا…

” قولتلك اجي بالعربية… اهو مفيش مواصلات…

‘ عادي يا هيثم… نتمشى لغاية الشقة…

” كام شارع ؟

‘ مش كتير… 8 او 9 شوارع كده…

” دول مش كتير ؟

‘ مش عاجبك روح لوحدك…

” اوووف… قولتلك مش همشي…

‘ أنت حر…

نظر لها هيثم و هو رافع حاجبه تنهد و مشى معها…

” حلو منظر الشوارع و هي فاضية كده…

‘ اه فعلا… بحب الهدوء ده…

” و هيثم بيحبك…

نظرت له و هي تبتسم… ابتسم لها أيضًا و امسك يدها و مشيا معًا…

اشتروا قهوة من كُشك صغير و شربوها في طريقهم… فجأة سمعوا صوت عالي… نظروا للسماء ثم نظروا لبعضهم

‘ ده صوت الرعد !

” هتمطر علينا يا ام وش حلو…

‘ الآه ؟ و انا مالي يا لمبي…

بدأت قطرات المياة بالتساقط عليهم… خلع هيثم معطفه بسرعة و وضعه فوقهم ليغطيهم من المطر

‘ هيثم انا لو اخدت برد هقت*لك…

” و انا مالي ؟ تصدقي انك باردة… اصلا الجاكت بتاعي اوعي كده

اخذ الجاكت لنفسه و هي عادت اليه بسرعة

‘ بتسيبني اتبل يا بارد…

” ما انتي اللي باردة… انا مالي بالظواهر الطبيعية اللي بتحصل دي…

‘ بس المطر تحفة…

” طب اقعدي تحته…

‘ تعرف يا هيثم لو سحبت الجاكت مني هقت*لك…

” يا عم امشي خلينا نغو*ر نروح…

عادوا الى الشقة و دخلوا…

” هروح استحمى بما اني كده كده اتبليت…

‘ ادخل…

” تعالي اغسليلي شعري…

‘ عايزني ادخل معاك اغسلك شعرك ؟

” اها…

‘ في احلامك… ( خلعت الشراب من رجلها و ألقته عليه ) روح استحمى بالمرة…

” يا معفنة بترميني بالشراب !

كان سيمسكها لكنها ركضت بسرعة للغرفة و اقفلت الباب

” طيب… لما تخرجي… ماشي يا رنا…

دخل هيثم الحمام… فتحت رنا باب الغرفة بعد ان بدلت ملابسها… سمعت صوت المياة في الحمام ف عرفت انه في الداخل… دخلت المطبخ لتعد مشروب ساخن يدفيها… رأت محبس المياة و ابتسمت بشَر…

” يا رناااا…

‘ يا نعم ؟

” المية قطعت عليا…

‘ يا عيني… خلاص نشف نفسك و اخرج…

” انشف ايه… انا شعري كله صابون و مش قادر افتح عيوني من الصابون اللي عليها…

‘ اعمللك ايه يعني ؟ في حد يستحمى في الشتا و الساعة 2 بالليل !!

” انتي مالك استحمى 2 بالليل ولا 5 الفجر ملكيش دعوة !! المهم اتصرفي يا رنا و الحقيني… انا بدأت اتكتك من البرد هنا

‘ اخرج اخد جردل مية من الجيران ؟

” لا متخرجيش… الوقت متأخر…

‘ خلاص نام في الحمام…

” انتي بتستعبطي !!

‘ اعملك ايه يعني ؟

” اتصلي بالز*فت اللي ماسك خط المية على المنطقة دي…

‘ مش معايا رقمه…

” انا هقولك رقمه بس انجزي انا بردت فعلا…

‘ اهو مسكت التليفون… بسمعك اهو…

” اكتبي عندك *****

‘ يووووه…

” في ايه ؟

‘ معنديش رصيد ڤودافون…

” يلهوي… طب اتصلي من تليفوني…

‘ اخدت تليفونك اهو… هتصل حاضر

‘ الو يا استاذ خالد… المية مقطوعة ليه ؟ ايه ! المية هتفضل مقطوعة 3 ايام !!

” 3 أيام ازاي يخر*بيت ابوكو

‘ مينفعش يا استاذ خالد… جوزي في محبوس في الحمام مش عارف يخرج… للأسف معنديش اي مية زيادة… انتوا قطعتوها فجأة… بعد ساعتين هترجع المية ؟ ماشي تمام اهو احسن من 3 ايام… سلام يا استاذ خالد…

وضعت رنا الهاتف على المنضدة… هي لم تتصل بأي احد اساسا…

” عملتي ايه ؟

‘ قالي هيرجعوا المية بعد ساعتين…

” ساعتين ايه… انا هتجمد هنا…

‘ معلش استحمل يا هيثم…

” مفيش اي مية في المطبخ ؟

‘ مفيش غير نص ازازة…

” طب هاتيها اشيل الصابون من على وشي…

‘ ما انا شربتها… كنت عطشانة…

” عطشانة في الشتا !!

‘ اه انا بشرب مية كتير في الشتا… حد قالك تستحمى اصلا…

” مااشي يا رنا مااشي…

كان هيثم جالسًا على السرير مُغطى بأكلمه بالطانية… دخلت رنا و معاها كوب كاكاو ساخن…

‘ اشربه هيدفيك…

اخذ منها الكوب و شربه

‘ ده انت بردت خالص…

” تقولي ايه بقا… بقالي ساعتين محبوس جوه…

‘ كتر خيرك… قولي يا هيثم…

” ها ؟

‘ الجو لسه حر ؟

قالتها و هي تبتسم له… فتح هيثم فمه بصدمة و قال

” انتي اللي قطعتي عليا المية !!

‘ ايوة انا اللي قطعتها… هيهمك في ايه يعني… ما الجو حر… مش ده كلامك ولا هتتبرى منه…

” والله لوريكي…

امسك الوسادة و ضر*بها بها…

‘ اد انت الضر*بة دي ؟

” اه ادها… و هضر*بك تاني…

ضر*بها مرة اخرى بالوسادة… توعدت له رنا و امسكت الوسادة و ضر*بته بها… اشتعلت حرب الوسائد بينهم

” نفسي افهم انا جوزك ولا عدوك… في حد يقطع على الحد المية في الشتا يا جا*حدة…

‘ ما انت قولت الجو حلو و مكنتش لابس البلوڤر… عامل فيها بات مان في نفسك اوي…

” ألبس اللي انا عايزه… متدخليش يا سحلية

‘ اه عشان البنات تقعد تبص عليك و تعاكس فيك و يحبوك…

” يا ستي انتي مالك… ربنا زارع فيا محبة الناس…

‘ قصدك البنات يا نسوانجي…

ضحك و ضر*بها مجددا بالوسادة… وقعت رنا على السرير و قبل ان تنهض حاوطها بجسده…

‘ هيثم…

” شششش… متخافيش… مش هعمل حاجة… بس انا صريح و بقولك اهو عايز بو*سة…

‘ هيثم اتلم…

” لا مش هتلم… انا اتلميت بدري عشان كنا في الكافيه و وسط ناس… دلوقتي احنا لوحدنا…

‘ ينفع بكره ؟

” هي تذاكر ولا ايه… لا انا عايز بو*سة دلوقتي… او مفيش نوم و خليكي مطبقة…

سكتت قليلا ف قرّب خده منها و قال

” هو انا هفضل مستني كتير… يلا يا رنون…

ابتسمت ثم قَبلته في خِده… مجرد ما شفتاها لامست بشرته احس انه في عالم آخر… كم هي جميلة و قُبلتها ساحرة مثلها…

‘ يلا ابعد عشان اتخمد…

” شكرا على البو*سة…

نظرت له بحرج اما هو ظل مبتسم لها…

” قبل ما ابعد هعمل حاجة بس متفهنيش غلط…

نظرت له بعدم فهم… رفع هيثم البلوڤر قليلا… رأى مكان الط*عنة…

” الو*سخ عمل فيكي كل ده ؟

اومأت له إيجابًا ثم بدات في البكاء بدون صوت… قَبل هيثم جر*حها بلطف و هي تفاجئت و كانت ستبتعد لكنه قال

” كنت بلعب في الشارع زمان وقعت و ايدي اتعو*رت و قعدت اعيط… ماما كانت بتحطلي مرهم يخفف الألم و برضو كنت بعيط… مسكت ايدي و مكان الجر*ح با*ستها… حسيت ساعتها إن اصلا متعو*رتش… مش عارف ايه السبب بس حسيت بكده بجد… ف قولت اعملهالك… يمكن أمي كان ليها نظره طبية مختلفة…

ابتسمت رنا بعد سماع تلك القصة اللطيفة و زال توترها… تسآلت هل هو حقا يبحث عن أي طريقة ليخفف من آلامها ؟

ابتعد عنها و وضع وسادة في نصف السرير… استلقى في مكانه و هي كذلك…

” رنا…

إلتفتت له… امسك يدها و قال

” اوعدك اني هعوضك عن كل اللي مريتي بيه… مفيش أل*م و مفيش معاناة تاني… ربنا يقدرني و اخليكي سعيدة دايما… يكفيني بس اشوفك مبسوطة من قلبك… بحبك أوي…

ابتسمت له رغم الدموع المحيطة بعيناها… مسح دموعها بيده و قال

” مفيش عياط تاني و اعتبري ده شرط جديد…

‘ يا راجل ؟ و دي اعملها ازاي ؟

” مسموحلك بالعياط في حالة وحدة بس… لما تفرحي… غير كده مش مسموح… و لو ملتزمتيش بالشرط ده هخلي قاسم يتدخل و ده ما بيصدق يلاقي قضية و يتحشر فيها و يو*لع الدنيا

ضحكت رنا ثم قالت

‘ هيثم… زي ما انت شايف يعني… انا بخاف بزيادة لما تقربلي… مش قادرة انسى و ده غصب عني… أنا مش هقدر اكون زوجة ليك…

” انا معاكي لحد ما خوفك ده يمشي…

‘ مش هتزهق يعني ؟

” مش هزهق… و هساعدك تتخطي كل مخاوفك… انتي بس ثقي فيا…

‘ واثقة فيك…

ابتسم لها ثم قال

” يلا بقا اتخمدي سهرنا اوي النهاردة… منه لله اللي كان السبب…

‘ بتلقح عليا ؟

” انتي عايزة تتخانقي ؟

‘ والله ؟ ده انت اللي عايز تتخانق… بعدين انت واخد اكتر من نص البطانية لوحدك…

” يعني الحتة دي مش مكفياكي ؟

‘ اديك قولتها بلسانك… دي حتة…

” اعملك ايه انا همو*ت من البرد…

‘ على أساس انا مش بردانة…

” بردانة ليه و حضني موجود ؟

‘ يا عم اتلهي…

قالتها ثم ضر*بته بالوسادة و اعطته ظهرها… ضحك هيثم و ظل ينظر إليها حتى غفي… بعد مرور بعد الوقت… إلتفتت له وجدته نائم… ظلت تنظر اليه و تتأمله و الإبتسامة لم تفارق وجهها… ثم امسكت بالوسادة التي تفصلهم… ألقتها على الأرض… اقترب منه بهدوء و هو ظل نائما… اقتربت أكثر و وضعت رأسها على صدره و عانقته…

‘ الحمد لله مصحيش… و لما يصحى الصبح هقوله انه هو اللي رمى المخدة و حضني و هبهدله…

” سمعتك على فكرة…

مسد على شعرها بيده… تفاجئت رنا عندما سمعت صوته… انه مستيقظ… نظرته له بخجل و قال لها

” غيرتي رأيك يعني ؟

‘ ما انت قولتلي بردانة ليه و حضني موجود… فجيت حضنتك…

” و دفيتي ؟

‘ اه…

” بحبك…

نظرت له بحُب ينبع من عيناها الجميلتان… ملس على خدها برفق… وضعت رأسها على صدره و استعمت لضربات قلبه حتى نامت…

كانت سلمى تراقب ريم و تنتظر لحظة خروجها من غرفتها… طلبت سلمى مساعدة من نسرين و جعلتها تنادي عليها و نزلت اليها… دخلت سلمى الى غرفتها و اصطادت الهاتف… ذهبت للحديقة من باب المطبخ و اتصلت على هيثم

” نعم يا سلمى ؟

* اخدت تليفون ريم اخيرا… فينك انت ؟

” خليه معاكي انا جاي…

يتبع….



تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع