القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روماا الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )

 



رواية روماا الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون  بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )





رواية روماا الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون  بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )




 وفجأة حسن قام من على السرير وهو بيتحرك يمين وشمال بعدم توازن وبيقول بعيون زايغة من التعب صلاح مين! يا عمي أنا بحبها أنا قولتهالها وهقولهالك مفيش حد هيصونها ويحُطها في عينُه قدي، روما.. مينفعش تتجوز اي حد وخلاص. 


بابا لاحظ تعبُه، وحطيت أنا إيدي على قلبي اللي كان بيدُق جامد، وحسيت إن قعدتنا في البلد دي سخيفة وهتجبلنا وجع الدماغ، جت مرات عمي وعمتي رباب سحبوني للمطبخ وبدأوا يلموا الأطباق المكسورة ويمسحوا السلم من الشوربة. 


كُنت قاعدة على الكُرسي في المطبخ بتنفض زي المسمو| مة، دا إحنا لسه جايين بيتكلموا في جواز كِدا على طول؟ 


دخلت عمتي بالصينية اللي عليها الأطباق المكسورة وقالت: حُطيلُه طبق شوربة تاني غير اللي وقع معلش فداكِ. 


إيديا وشفايفي كانوا بيترعشوا، فـ قربت مني عمتي وقالتلي: مالك يابنتي لا تكوني تعبانة إنتِ كمان! 


شيلت الوشاح عن شعري وحطيتُه حوالين رقبتي وأنا بتنفس بسُرعة وبقول بضيق: أه أنا تعبانة فعلًا، وعاوزة أرجع القاهرة ضروري. 


طبطبت عمتي على كتفي وهي بتقول: الصباح رباح لما الصُبح يطُل إتوكلوا على الله شوفوا مصالحكُم في مصر




قومت من على الكُرسي وأنا بقول في سري: مش هستنى للصُبح كفاية قلق وقلة نوم وتعب أعصاب. 


دخلت على الأوضة اللي فيها سريري وسرير مِنة، حطيت إيدي في وسطي وأنا بمشي في الأوضة بتوتُر.. مِمة بضيق خُلق: ما تقعُدي في حِتة العته دا! 


بصيتلها بنرفزة بس تمالكت أعصابي وأنا بقولي: إخرُجي بس ثواني هتكلم مع ماما في حاجة. 


مِنة بكيد وهي بتحُط رجل على رجل: مش طالعة دي مش أوضتك عشان تطرُديني. 


بصيتلها وأنا العياط واقِف في زوري، فاهمين الشعور دا! في كُتلة في حنجرتك مخلياك لا قادر تتنفس ولا قادر تعيط 


وقولتلها بنبرة كانت فعلًا مُتألمة: من فضلك يا مِنة مش وقت عِند. 


سحبت فونها وهي بتلبس الشبشب وبتخرُج وبتبرطم، دخلت ماما وهي بتسألني بإستغراب: عمتك بتقول روما تعبانة مالك يا ماما؟ 


قربت ماما مني وحطت إيديها على جبهتي وهي بتشوفني سُخنة ولا لا فـ مسكت معصم إيديها وأنا عينيا إتملت دموع فجأة وقولت: ماما هو صحيح عاوزين تجوزوني للي إسمُه صلاح دا



قعدت ماما على سرير مِنة وهي بتقول بهدوء:  دا إبن عمك يا روما وبيحبك، إنتِ الكبيرة لازم تتجوزي الأول. 


دموعي نزلت وقولت وأنا نفسي صعبانة عليا:  وليه مكونتش الكبيرة ولازم أتجوز الأول لما وافقتوا على خطوبة مِنة؟ ساعِتها كان عادي إن الصُغيرة تتجوز الأول عشان قالت من مرة واحدة إنها موافقة خلاص، أنا بحب مِنة ومش بحب أزعلها بس مش قادرة أمو|  ت نفسي تاني عشان أرضيكُم وأدوس على قلبي، مقدرش أتجوز راجِل وأنا قلبي مع راجِل تاني. 


ماما كشرت وقالتلي: وقلبك مع مين بقى إن شاء الله؟ حسن! خطيب أُختك القديم يا روما! 


حطيت إيدي على رقبتي وتحت عينيا بدأت تظهر هالات حمرا وقولت: ماما حضرتك عارفة كويس أنا كُنت برفُضه ليه، كانت تضحية وحشة أوي مني وخربت كُل شيء، يترتب عليه غلطة حسن فيما بعد غلطة بابا.. بس مينفعش تبقوا جلا| دين قسو| ة كِدا، إحنا مُمكِن نستحمل كلام الناس لو إنتوا معانا وفي ضهرنا! 


ماما قالتلي بصدمة وصوت عالي نوعًا ما: مينفعشش، مينفعش بكُل المقاييس، وبعيدًا عن الناس يعني فكرتي فـ أختك الأول وجاية دلوقتي متفكريش فيها؟ لما تتجوزي واحد كانت هي مخطوباله شعورها إيه ما هي لسه متعافتش منُه! 


تفكيري وقِف، في الأول كُنت بختار أضحي بـ حسن عشان مِنة، دلوقتي مش هقدر أضحي بـ أي طرف فيهُم، دي أُختي الصُغيرة اللي بعتبرها بنتي وبستحملها بجنونها بلسانها الطويل وبشقاوتها، ودا الراجل الوحيد اللي قلبي دق وإتعلق بيه وتنازلت عنُه في البداية عشان أختي صرحتلي إنها بتحبه رغم إن أنا اللي عرفته في البداية وهي تعرفت عليه فيما بعد عن طريقي


من البداية خالص أنا وحسن حبينا بعض بس محدش قال للتاني عن الحب دا بس كُنا حاسينُه وعارفينُه، لكن دلوقتي حُبه ليا إتحول لهوس ونفس، وحُبي ليه إتحول لعشق عميق مش هيتعوض لراجل مكونتش مُدركة حجم غبائي وأنا بخاطر بحُبنا وبعذبُه وبعذب نفسي، وبظلم أُختي في النص. 


كُنت عاملة زي المجنونة ومُخي عمال يكلم نفسُه ورايحة جاية في الأوضة، ماما مسكت وشي بين إيديها وهي بتهديني وبتقول: الدُنيا مش دايمًا عدلة، هتحاسبك على غلطة واحدة طول حياتك وتشيلي وزرها، بس اللي هينسيكِ الحُب اللي ملهوش نهاية واضحة دا، إنك تفتحي بيت وتبقي أم، وتنسيه.. عملتيها وكُنتِ على إستعداد تشوفيه بيتجوز أختك وكُنتِ بتجهزي معاهُم، كُنتِ كويسة ساعتها. 



كُنت كويسة! أنا كُنت أي حاجة غير إني كويسة، بس لأني من صُغري أتعودت مشيلش أمي وأبويا هم شيء يخُصني.. بسكُت وببتسم وبتعامل بضحك وهزار لغاية ما اليوم يخلص، وأرجع أوضتي كُل ليلة أنهار


حسن ميتعوضش، ولا يتنسي بجواز وعيلة وعيشة 


حسن دا راجل بييجي في العُمر مرة واحدة بس.. 


أنا مش روز اللي إتجوزت بعد چاك وفضلت عايشة على ذكراه وهي على ذمة راجل تاني، ولا أنا ويندي اللي سابت أرض الأحلام وبيتر بان وفضلت تحكي لولادها عنُه كُل ليلة. 


أنا روما.. مش عايزة نهايتي تبقى إني ست حزينة قاعدة في بيتها بعد ما إتجوزت راجل مبتحبهوش إرضاء للناس والتقاليد، وبتراعي ولادها وهي شايلة جوة صندوق خشب كُل ذكرياتها مع الراجل اللي قصة حُبها معاه مش هتتكرر 


لكنها.. 


منالتهوش.. 



في الأوضة اللي تحت كان حسن بيقول بقلة حيلة: قولي أعمل أيه تاني أكتر من اللي عملتُه! دا من كُتر حُبي فيها دخلت بيتك حداشر مرة، عشر مرات بطلُبها مبزهقش، المرة الأخيرة دخلت زي الخُفاش الأعمى اللي بيتخبط يمين وشمال ومش عارف هو عاوز إيه، وكُنت السبب في الحاجز دا 


قولي أعمل إيه أصلح اللي حصل، وتجوزني روما، تجوزني الست اللي من غيرها مش هعرف أعيش؟ 


بابا كان باصص للأرض بضيق هو كمان وقال: كُل اللي تعملُه أنك تسيبها لنصيبها، مش عشان أرضي بنت أجي على التانية، أنا غلطت مرة ومكونتش راجل حكيم، مش هغلط تاني. 


حسن بتعب: إنت عُمرك ما هتتخيل أنا عملت إيه عشان روما وعشان أشوفها بس، ومُستعد أعمل إيه عشان تكون ملكي وأكون حققت الحلم اللي عايش عشانُه، هفضل شايف نفسي راجل فاشل لو ضيعتها من إيدي رغم كُل الإنجازات بتاعتي في مجال شُغلي دي. 


روما مينفعش تبقى حرم حد غيري، أنا مُستعد أواجه أخوك بـ دا عشان.. عشان يبعد إبنُه عنها


طب إسألها! هتلاقيها هي كمان عيزاني. 


بابا بعصبية: ملعون ابو مشاعرك على مشاعرهاا! في حد هيتداس في النُص إنتوا مش حاسين بيه!! 


مِنة! 



بابا كان عندُه حق.. دا حاجز مش هيتردم 


لكِن.. 


٣٢



بابا كان عندُه حق، دا حاجز مش هيتردم 


لكِن أنا كمان عندي حق، إن أي إنسان يستحق فُرصة تانية، وإني أستحق بـ تضحية زي اللي أنا عملتها عشان أختي، عارفة إنُه صعب بس دي أُمنيتي ودا الأمل الأخير اللي مُتمسكة أنا بيه عشان مفيش غيرُه، كان كُل همي إننا نرجع القاهِرة، والأهم إني أبلغ عمي وعمتي بـِ رفضي لـ صلاح، لو مش هاخُد الراجِل اللي حبيتُه يبقى من حقي على الأقل أرفُض حد مبحبهوش. 


وصباح تاني يوم بلغت عمي بنفسي وفي وشُه، إني مبحبش صلاح إبنُه ومش شيفاه زوج ليا، محبيتش أبلغ بابا بلغت عمي دايركت عشان ميبقاش في أي مُحايلات من عيلتي.. 


حسن أخد حاجتُه ومشي على القاهِرة من الفجر، بعد ما إتدبس في أرض عبد التواب سابها وراه ومشي.. 


رجعنا القاهرة وبابا متضايق مني، وماما بتبُص ليا من وقت للتاني بـِ حُزن على حالي، أما أنا كُنت فارِغة من أي مشاعِر


إلا الحُزن. 


دخلنا شقتنا، غيرت هدومي وجيت أنزل لقيت ماما بتسألني بإستغراب:  على فين؟ 


قولتلها بـ ضيق: هروح لخالتي بسمة عشان أقعُد مع بسنت بنتها وحشتني. 


ماما قالتلي وهي بتخرج هدومنا من الشنطة: طب إستني أحُط دول في الغسالة وأجي معاكِ، أو إستني لـ بُكرة إحنا لسه راجعين من السفر. 


مسكت مقبض الباب وقولتلها وأنا بفتحُه: مش هقدر أستناكِ أنا هسبقك لو عاوزة تيجي هتلاقيني هناك. 


نزلت على السلم، كُنت لابسة وشاح حوالين رقبتي لونُه نبيتي في زيتي، وكوت زيتي تحتهُم فُستان إسود سادة وعليه بوت إسود، شعري كُنت لماه بس الخُصلات الأمامية سيباهُم 


ووشي باهِت مِن كُتر الحُزن، نزلت إتمشيت في الشوارع لقيت الهوا إشتد، ضميت الكوت على جسمي وأنا بترعِش، الشعور بالبرد مع الشعور بألم القلب دا أسوأ حاجة مُمكِن تحصل لحد، خالتي كان بين بيتنا وبيتها نُص ساعة، كُنت عايزة أمشي بلا هدف قبل ما أوصلها، جايز أقدر اتحكم في دموعي وأستمتع مع بسنت شوية.. وصلت للعُمارة، وفتحت الباب الحديد بتاعها المُزخرف.. وطلعت على السلم الشيك 


وصلت لشقة خالتي ورنيت الجرس، إستنيت شوية فتحتلي خالتي بسمة وهي شايلة شنطتها وبتقول: يا حبيبة قلبي جيالي في عز البرد، هاتي حُضن. 


حضنتني وكان نفسي أفضل في حُضنها شوية حلوين، وأعيط.. 


لقيت بسنت وراها شايلة قُطتها وبتقول بهزار: رمرامة جت. 


خالتي بضحك: تاني إنتوا وهزاركُم التقيل، على العموم كويس إنك جيتي ياروما تقعُدي مع البت دي، وأنا بعد الشُغل هفوت على أمك بالعربية أجيبها غصب عنها ونتغدى سوا. 


إبتسمت وقولتلها: معتقدش هتقدر أصل لسه جايين من البلد من عند عيلة بابا. 


خالتي بهزار: مش بمزاجها هجيبها غصب عنها، وعمتك رباب كانت هناك؟ 


ضحكت لإن خالتي يوم فرح أمي إتخانقت مع عمتي وقولتلها: أهي هي مبتتحركش من هناك. 


خالتي: الحمدلله إنها مبتتحركش من هناك، يلا إستمتعوا بس إياك تولعولي في الشقة زي يوم الفِشار. 


نزلت خالتي فـ نزلت بسنت القُطة على الأرض وهي فاتحة دراعاتها وبتقول: قبل أي كلمة عايزة حُضن عشان معُضكيش. 


جريت وحضنتها جامد، بسنت دي أختي التانية مبعترفش إنها بنت خالتي، بتحبني وبحبها وأحلى أيام حياتي كانت خروجات معاها وسهرات.. كُنا بنقول لبعض لو واحدة فينا إتجوزت هيبقى جوزها ضُرة التانية. 


لقيت نفسي بعيط في حُضنها فـ هي إستغربت وحضنتني جامد وهي بتقول:  مالك يا روما!! مِنة زعلتك وربنا أروح أروقها. 


بعدتني عن حُضنها عشان تشوف وشي لقيتني مُنهارة وشي أحمر وبتنفس من بوقي وأنا بتشحتف فـ إترعبت وقالت: إيه اللي حصل مالك!! 



_منزل حسن. 



دخل البيت ولقى والدتُه بتقطع فاصوليا خضرا قُدام التليفزيون، لما شافتُه قالت بنبرة عتاب:  حمدالله على السلامة، كِدا تقلق أمك عليك وتقولي مسافِر من غير سبب. 


قعد حسن على الكنبة اللي قُدامها وهو مرجع راسُه لورا ومبيتكلمش، وكان باين عليه إنُه لسه تعبان وقال: أديني رجعت. 


سابت والدتُه الفاصوليا على جنب وقامت حطت إيديها على راسُه لقتُه سُخن شوية فـ خبطت على صدرها بخضة وهي بتقول:  يالهوي دا إنت عندك سخونية، يا حبيبي يابني! 


جت عشان تروح المطبخ تعملُه كمادات وحاجة تسندُه قالها بنبرة تعبانة: أنا كويس عاوز أنام بس، هدخُل أنام. 


مامتُه برُعب عليه: تنام إيه إنت عاوز تموت نفسك، يابني إنت وحيدي ودُنيتي كُلها. 


وطت وهي بتقلعُه الشوز فـ مسك إيديها وهو بيقول: يا ماما متعمليش كدا هقلعُه أنا، قومي يا حبيبتي أنا بخير. 


والدتُه بزعل عليه: بخير دا إنت وشك ممصوص، وبعدين أنا ياما لبستك وقلعتك وإنت صغير. 


سحبت بقية جُزء الكنبة لبرا عشان تحولها لسرير لإنها الإتنين في بعض، وجامد مخدة مُريحة حطتها تحت راسُه وقالت: إستريح وإتدفى في الغطا هعملك كمادات وشوربة تسندك. 


حط حسن راسُه على المخدة وهو تعبان جسديًا وقلبيًا،خرج فونُه من جيب بنطلونُه وبعتلي مسچ


" إوعي تتخلي عني مهما كانت الظروف، إوعي تبيعيني تاني يا روما، أنا لأخر نفس فيا هعافِر تكوني ليا، يا جنتي "


تم الإرسال.. 



_بيت خالتي بسمة. 



بسنت كانت مغطية بوقها بإيدها وهي بصالي بصدمة وبتقول:  إنتِ مجنونة؟؟؟ طب مُتخلفة!!! يابنتي ما أنا قولتلك متعمليش أم الحركة دي وترفضيه عشان دا هيعمل مشاكل والواد بيحبك وواقع فيكِ وباين عليه على فكرة، تعاندي وترجعي تعيطيلي صح! 


حطيت إيدي على راسي بصُداع وأنا بقول: مش عِناد يا بسنت، إنتِ وماما عارفين كويس أنا عملت كدا ليه. 


بسنت زعقتلي وقالت: ياستي وأنا أول المُعترضين على عملتك وخالتو منرفزاني إنها عارفة وبرضو خلت أختك تتخطبلُه، هو إيه اللي بضحي عشانها إنتِ تعبانة في دماغك؟ وقعتي على دماغك وإنتِ صغيرة طيب؟؟ أختك مش بريالة عشان أي حاجة في إيدك تديهالها بطيب خاطر ودا مش حاجة دا راجل إنتِ عارفة كويس إنه بيعشقك واختك عارفة عشان كدا شبطانة فيه زي القوراض! وهو مُتخلف زيك على فكرة إيه اللي هخطب أختها عشان أكون قُريب منها، قمة الغباء بجد. 


كُنت بسمعها وبنزل في دموع وبس، كلامها كُله صح مقدرش أقول حاجة، بس أنا معنديش حاجة أقولها غير إن دا اللي حصل 


ماما كان عندها حق لما قالتلي إن في غلطات لا الناس ولا الدُنيا بيغفروها بسهولة 


فـ قولتلها بتعب: كلامك دا بسمعُه كُل يوم، من بابا.. من ماما.. ومن نفسي في المقام الأول، بس مش قادرة أتعافى وأكون كويسة بسبب قرار غبي خدتُه في يوم.. تمسُك حسن بيا وراني قد إيه أنا غبية مستحقش، وهو كمان ندمان. 


حطت بسنت إيديها على خدها وقالت: هو مبدأيًا سيبك من الناس عشان دول مبيبطلوش كلام متمشيش على هوا حد الناس مش المشكلة يا روما، مليانين عيوب وما بيصدقوا يلاقوا حد غلط عشان يبينوا قد إيه مثاليين على قفاه، المُشكلة إن عمو باباكِ في موقف صعب هو كدا محطوط إنه يختار يسعد بنت على حساب التانية، الحل إن أختك تتجوز بقى ولا ييجي واحد على حصان أو حمار إنشالله أعرج ياخدها ويطير بيها.. ساعتها مُمكِن يبقى في أمل. 


ضحكت أنا من طريقتها فـ ضحكت معايا وهي بتقول: وربنا كلكُم حارقين دمي عاوزة أمسككُم اعجنكُم في بعض، ومعاكُم عمو معلش يعني متزعليش بس بتواافق لييه ياعم. 


مسحت دموعي وأنا بحاول أضحك معاها عشان نفسيتي تروق شوية، لقيت مسچ من حسن وقرأتها ودموعي رطعت تاني


وكتبتلُه " لو مبقيتش ليك مش هكون لراجِل غيرك، مفيش راجِل يملى عينيا وقلبي غيرك يا حسن "



حسن يكتُب الأن.. 



٣٣



حسن يكتُب الأن.. 


.. 


" وأنا أوعدك إني مش هكون راجلك بالأسم وبس، بحبك يا أغلى حاجة في عُمري كُله"



إتنهدت تنهيدة طويلة وأنا ببُص لـ بسنت اللي كانت عاوجة بوقها من رومانسيتنا، فـ ضحكت ضحكة قُصيرة وقولتلها: سوري أندمجت. 


بسنت بهزارها المُعتاد: وجبتيلي جفاف، أنتوا عايزين مني أيه بجد إنتوا الأتنين؟ قولتوا دي سنجل بائِسة فـ نتسلى على مشاعِرها المُتحجرة؟ 


فضلت اضحك على كلامها راحت خبطاني على رجلي وقالت: بقولك إيه ماما بترجع من شُغلها الساعة 4 يعني قُدامنا وقت نقعُد فيه سوا، تعالي المطبخ نعمل أكلة كدا سريعة إندومي ولا حاجة ونكمل كلامنا، عشان أديكِ كلمتين في جنابك زيادة لإني متغاظة منِك. 


مسكت دراعها برجاء وقولتلها: والله عرفت إني غلطت وندمت، ربنا خلق الندم عشان منكررش الغلط دا فـ كلامك مش هيعمل شيء غير إنُه يفتحلي في الجرح زيادة، أنا عايزة حل بعترف إني عكيت الدُنيا بس على الأقل بحاول أصلح دا دلوقتي، أنا وحسن يعني. 


سحبتني بسنت من دراعي وهي بتقول: لا مجال للهروب من المُناقشة وتأنيبك مرتين تلاتة عشرة، عشان تعرفي قيمة البني أدمين في حياتك، قال ضحيت قال، قومي ياختي. 



_ منزل حسن



والدتُه عصرت الكمادات في المياه بثلج وحطتها على راسُه تاني فـ إتنفض من برودتها وهو بيقول: بجد بقيت كويس خلاص. 


مامتُه بضيق:  ما هو باين، داخل تتمطوح يمين وشمال ومش قادر تصلُب طولك، كُنت مسافر فين بالظبط وإوعى تقولي شُغل الكلام دا مش هيدخُل دماغي يا حسن. 


غمض حسن عينيه لثانيتين وفتحهُم وهو بيبلع ريقُه بألم وبيقول: كُنت في البلد، اللي روما كانت فيها. 


والدتُه بنفاذ صبر وغضب:  يخربيت روما على بيت اليوم اللي شوفناها فيه. 


إتنفض حسن من دعوتها وقال بصدمة: بعد الشر! متظعيش عليها تاني يا ماما من فضلك! 


كورت إيديها في روبها البيتي بغيظ وهي بتقول: هي عملالك العمل عند مين! قولي لما تبهدل نفسك وتوقف شُغلك عشان تروح وراها دا يبقى إسمُه إيه؟ 


حسن بهدوء: يبقى إسمُه بحبها. 


والدتُه بغضب: لا دا يبقى إسمُه جنون، جنون مش تصرُفات واحد عاقِل. 


حسن بنفس الهدوء: أنا عندي جنون بيها مبقدرش أعالجُه، صدقيني هي سِر سعادتي، السبب اللي مخليني أعيش.. 


والدتُه بنبرة متأثرة قالت: وأنا مش سبب يخليك تعيش يا حسن؟ يعني هي أهم من أمك؟ 


إتعدل وهو بيبوس إيديها وبيقول: لا طبعًا سبب وسبب مُهم كمان، مفيش مقارنة بين مكانتكم عندي يا أمي، بس روما.. روما دي البنت اللي الواحد يتغرب عشانها بلاد، لما بتبتسملي بس، بحس الدُنيا كُلها ضحكت في وشي. 


باب بيتهُم خبط، فـ حسن جِه يقوم عشان يفتح قالتلُه مامتُه بحزم: أقعُد مكانك! اللي جاي يزورني يقعُد عادي متتحركش إنت. 


سحبِت خِمار البيت بتاعها ولبستُه وراحت فتحت، لقت مريم بنت أُختها قُدامها وهي شايلة حاجة جوة كيس. 


رحبت بيها والدة حسن ودخلت مريم وأول ما شافت حسن قالت بإبتسامة: حمدالله على سلامتك. 


حسن برسمية: الله يسلمك، تعالي أنا كدة كدة كُنت قايم. 


بصتلُه والدته وقالت بحزم: مفيش قومان إنت تعبان أقعُد، إيه اللي في إيدك دا يا مريم؟ 


قتدت مريم وهي بتخرج الصينية من الكيس وبتقول: دي كيكة عملتها وجيت أدوقهالك، من حظي الحلو إن حسن رجع من السفر بتاعُه عشان يكون ليه نصيب مِنها. 


حسن بتجنُب ليها عشان عارف إنها بتحبُه: سامحيني يا مريم أنا تعبان مش هقدر أكُل سُكريات، وماليش في الكيكة اوي بصراحة. 


قام من على الكنبة وهو بيقول بدوخة: هغير هدومي وأنزل المعرض عشان عندي شُغل كتير. 


مامتُه بضيق:  برضو عاوز تنزل للشُغل وإنت في الحالة دي؟  عنيد من يومك مفيش فايدة فيك. 


دخل حسن أوضته وبعتلي ريكورد بصوته الرجولي اللي بحبُه قال فيه "معرفتش أكلمك أو أشوفك اليومين اللي كُنا في البلد، حتى لو هنقعُد في مكان عام وسط الناس بس خليني أشوفك وأسمع صوتك.. وحشتيني أوي يا روما، محتاج أخُد من عينيكِ جُرعة مقاوحة زيادة عشان أتمسك أكتر وأكتر، أنا هنزل دلوقتي هروح كافيه ___ اللي على البحر، هستناكِ" 



وصلني الريكورد بتاعُه وأنا في المطبخ بعد ما حطيت الكيكة في الفُرن لإن مريم بتحب الكيكة بتاعتي، قفلت الفُرن عليها وقولت لمريم وأنا بتعدل: تلاقي ماما هاتي الفون كِدا. 


فتحت الريكورد وسمعتُه بصوت واطي وبسنت بتغسل المواعين، إبتسمت.. أنا كمان كان نفسي أشوفُه جدًا بس مش عارفة أعمل دا إزاي. 



كتبتلُه " بلاش عشان الجو برد وإنت أصلًا تعبان محتاج يومين تتعافى "


حسن يكتُب الأن.. 


.. 


"أنا فعلًا محتاج أتعافى، عشان كدا طلبت أشوفك" 


وشي إحمر كـ عادتي وقولت لبسنت بنبرة سعيدة: بسبوسة. 


قالتلي بصوتها اللي بيجعر: هاا. 


قولتلها بهدوء: حسن عاوز يقعُد معايا في الكافيه اللي على البحر وأنا.. 


قاطعتني بسنت وقالت: لاا. 


قولتلها بجدية ونبرة حزينة: عايزة أشوفه عشان أتطمن عليه مش أكتر يا بسنت، كان تعبان بجد في البلد ووقع على الأرض. 


بسنت وهي بتكمل غسيل المواعين: يا بنتي التعبان دا بياخُد دوا، بيستريح في بيتُه في سريرُه عشان يخِف. 


قولتلها بسعادة: هو قالي لما يشوفني هيخِف. 


قالتي وهي مديالي ظهرها: ليه أنتِ قُرص مُحن مش دوا بقى. 


رميت عليها جوانتي الحراري اللي بنستخدمُه للمطبخ وقولت: ساعة بس وهرجع، هنقول لخالتو إيه؟ 


قفلت الحنفية وهي بتشاور للسما وبتقول: هنطلع انا وأنتِ وهنقول لأمي اللي هي هتجيب أمك أننا هنجيب أكل من برا، وبالفعل هنجيب بس عُقبال ما أروح أطلُب الأكل تقعدي حضرتك معاه وسط الناس بأحترامكم كدا وتطمني على البيه بتاعك وبعدها تقومي ونمشي، متفقين؟ 


قولتلها بلوية بوز: حاضر. 



نزلت أنا وبسنت، وبالفعل بلغنا خالتي كدا.. 


ووصلنا عند الكافيه اللي على البحر، بسنت كانت بردانة وقالت بعد ما وقفنا رُبع ساعة: هو فين يا ستي هموت من البرد. 


لمحت عربية حسن ركنت بإحترافية كـ عادتُه، مكانش في ناس كتير راكنين يادوب كام عربية لأن الجو برد بالفعل. 


نزل حسن من العربية فـ صفرت بسنت بصوت واطي وهي بتقول: على رأي الأُستاذ كاظم الساهِر، كُل ما تكبر تحلى. 


خبطتها بإيدي في دراعها بتلقاىية فـ قالت بمرح: الله، بنغير أهو. 


رجعت شعري ورا وداني وعضيت شفتي السُفلية بخجل.. 


قرب حسن مننا و.. 



_ في بيتنا



بابا كان قاعِد قُدام التليفزيون بعد ما صحي وكان متضايق من ماما عشان ودتني عند خالتي بدون إذنه فـهي أعتذرت وإستسمحته تروح عندها وترجع.. 


قعدت مِنة جنبُه وهي بتقول:  بابا مُمكِن أتكلم معاك؟ 


بابا بتركيز مع البرنامج الاجنبي اللي بيعرض حوادث: أيه يا بابا، قومي إلبسي وروحي مع ماما وإبقوا إرجعوا سوا. 


مِنة بإلحاح: تمام حاضر بس عاوزة أكلمك في حاجة أو بمعنى اصح أستأذنك. 


بصلها بابا وقال بفضول: خير يارب؟ 


إتوترت مِنة شوية وقالت: بُص أنا مُتفهمة إن حضرتك رافض حسن ليا ولـ روما، تمام لـ روما معاك حق يعني كان خكيب اختها اللي هو أنا وكلام الناس وكُل دا، بس ليا أنا لا ليه؟ على فكرة حسن بيحبني وبيختبر غيرتي بقُربُه من روما، وأنا بعد إذن حضرتك بحبُه ولو حب يرجعني كـ خطيبتُه مش هيبقى في أي مشاكِل أتنين فسخوا الخطوبة وحبوا يرجعوا، ولا أنت رأي حضرتك إيه؟ 


بصلها بابا بصمت لـ مُدة ثانيتين، بعدها رفع صوت التليفزيون وقال: رأيي تقومي تلبسي وتروحي مع أمك، موضوع حسن دا إنتهى بالنسبالكُم أنتوا الأتنين. 


مِنة بتصميم: إنت كِدا بتأذيني بجد! مش فارِق معاك سعادتي، على فكرة أنا لما بتعب قلبي بيدُق جامد ومُمكِن يوقف من الزعل، روما مش هيجرالها حاجة بس أنا.. أنا مينفعش تقول لا لو حسن عاوز يرجعلي يا بابا.. 


٣٤



زعق بابا لـ مِنة وقال: دا لو عاوز يرجعلك أصلًا، قسمًا بالله شوفي أنا دلعتك أد إيه ومجيتش عليكِ؟ بس لو فتحتي معايا سيرة في الموضوع دا تاني مش هيحصلك كويس، يا تقومي تغوري تلبسي عشان تروحي مع ماما عند خالتك بسمة، يا تروحي تنامي! 


قامت مِنة متنرفزة من جنب بابا ودخلت أوضتها تعيط، عدت على أوضتها ماما وهي فاتحة الباب وطلت براسها وهي بتقول:  هتيجي معايا ولا لا؟ 


حركت منة راسها يمين وشمال وقالت: لا هقفل على نفسي الأوضة عشان أنام، مش ناقصة تُقل دم بسنت. 


خرجت ماما من أوضتها وجهزت نفسها عشان لما خالتو تجيلها تنزل على طول. 


قعدت قُدام بابا وهي لابسة نظارة النظر وبتبُص في الأرقام في الفون، فـ قال بابا مرة واحدة:  الكلام اللي أنا سمعتُه لـ مِنة دا سمعيه لبنتك روما برضو، لازم الإتنين يشيلوا من دماغهُم خالِص نُقطة إن في واحدة مِنهُم هتتجوز حسن، ودا قرار نهائي مش هرجع فيه، كفاية تساهُل ولعب عيال. 



_بالقُرب من الكافيه



قطع حسن المسافة بيننا وبينُه، أول ما شوفتُه لسه تعبان قولت في سري"سلامتك يا حبيبي"


قرب مننا وسلم على بسنت اللي قالت:  تمام هروح أنا أجيب الاكل تكونوا خلصتوا كلامكُم. 


قطعت بسنت الطريق، بص ليا حسن في عينيا وهو ساكِت وقال بنبرة تعبانة: وحشتيني! 


رفعت عينيا وأنا ضامة شفايفي بخجل وقولتلُه: وإنت كمان


قالي بهدوء ونبرتُه بدأت ترِق: وإنت كمان إيه؟ 


رجعت شعري ورا وداني وأنا بقول بكسوف: إنت ليه بتحب تكسفني؟ 


قالي بتكشيرة تركيز في الملامح: بحب أسمعها من شفايفك، وإنت كمان إيه؟ 


بصيتلُه في عينيه وقولتلُه: وحشتني يا حسن. 


كان رافع رقبة الهاي كول على بوقه وقرب ليا وقالي بنبرة مبحوحة من البرد: يا روح حسن. 


وطيت راسي وبصيت للأرض فـ كمل وقال: يا دُنية حسن، يا كُل حسن إنتِ والله. 


خدت نفس عميق وقولتله: بس بقى بجد بتكسف. 


قالي بنبرة خلت قلبي يترعش: حد يتكسِف من حبيبُه؟ 


بصيتلُه والهوا بيطير شعري ومناخيري وخدودي إحمروا من البرد والكسوف وقولتلُه: ما دي أكتر حاجة مخوفاني، محدش واقِف جنبنا في حكايتنا، كُله واخد دور الجلا|  د. 


حسيت حسن الضيق حل عليه وكإنُه لما شافني كان نسي كُل شيء، وأنا اللي فكرتُه. 


قولتلُه بنبرة رقيقة: متسكُتش كدا، مبحبكش تضايق. 


حسن قالي بنبرة فيها عجز للمرة العاشرة بسمعها مِنُه: أنا عملت كُل حاجة مُمكُن تتخيليها ومتتخيليهاش عشان تبقي ملكي، كُل حاجة ودماغي دلوقتي واقفة، فاضل حاجة واحدة بس هعملها واللي يحصل يحصل. 


قولتله بترقُب:  حاجة إيه؟ 


قالي بهدوء: هتقدملك هعمل إيه. 


حركت راسي يمين وشمال كذا مرة وأنا بقوله: لا لا، بابا هيرفُض طبعًا مش هيوافق. 


قالي وهو بيهديني:  إهدي يا حبيبي، إهدي خالِص.. مش هروح لوحدي زي كُل مرة، أنا هاخُد عمامي وخيلاني معايا هيبقى قعدة رجالة. 


قولتله وقلبي بيدُق من الخوف: والله لو جيبتلُه رئيس الوزراء بنفسه ما هيوافق، الموضوع متعقد وإنت فاهِم ليه 


شاورلي بإيدُه إني أهدى وقال: أنا لسه أصلًا هروح لأعمامي وخيلاني عشان أقنعهُم ييجوا معايا لإن لما يعرفوا هما شخصيًا هيرفضوا فـ أنا اللي بعملُه الفترة دي إني بحاول أهدي الوضع مع الكُل وأظبط أمورنا عشان أخدك، أنا بهدي المركب عشان الموجة الجاية، مش مطلوب منك تعملي أي حاجة غير إنك تقولي موافقة عليا. 


بصيت لحسن وقولتله بتساؤل: طب ومِنة! موقفها إيه من كُل دا؟ 


حسن إتنهد وقال: يوم ما تعبتي وإحنا بنتكلم وجيت، قولتلها في وشها كُل حاجة.. المُهم دلوقتي أنا بقنع اللي حوالينا، هكلمك أقولك إننا جايين لوالدك نتقدملك. 


حسيت إني إتوترت، وهو إتوتر فـ قولتله بهدوء:  صحتك عاملة إيه دلوقتي؟ لسه دايخ؟ 


بص لعينيا تاني وقال: لسه تايه، من غيرك بتوه. 


لقيت بسنت جاية من بعيد فـ حسن ضيق عينيه وقال: هي ليه مقالتش عاوزة إيه وأجيبه أنا ليكُم؟ 


رفعت أكتافي وقولتله: ونجيب وقت منين نتكلم سوا أنا وإنتي


جيت عشان أمشي لقيت حسن بيقول: ما تخليكِ معايا شوية؟


بصيتله بإستغراب وقولتله: شوية أد إيه؟ 


قالي وهو سرحان فيا: العُمر كُله. 


ضحكت ضحكة قصيرة وقولتلُه: العُمر كُله شوية عليك؟ 


قالي بحُب: ميكفنيش والله، عايزك دُنيا وأخرة لو ينفع. 


حطيت إيدي على بوقي وأنا بضحك وجريت ناحية بسنت اللي إبتسمت لما شافتني مبسوطة، حسن حط إيدُه ورا رقبتُه بخجل وراح ناحية عربيتُه عشان يركبها ويمشي.. 


ياريتني ما مشيت في اليوم دا، ياريت الوقت كان وقف في اليوم دا



بس مش مُهم، طالما عايش وبيتنفس في الدُنيا أنا بخير 



٣٥



وقفت جنب بسنت وأنا مكسوفة وببصلُه من وقت للتاني، وهو مكانش عايز يمشي واقِف مكانُه عاوز يشبع مني زيادة


بصيت لـ بسنت وأنا بقول بسعادة: هو لازم أمشي أوي يعني؟  


بسنت بتأفُف: أاه عشان ماما إتصلت بيا قالتلي فاضلها شوية وتطلع من الشغل إستأذنت وهتفوت على مامتك. 


قولتلها بحنين: طب ما روحي إنتِ وهجيلك مش هيقولوا حاجة. 


بسنت بجدية: بقولك إيه إحنا جايين سوا وهنروح سوا، رجلي على رجلك. 


لفيت وبصيت لـ حسن وشاورتله باي، شاورلي هو كمان باي وركِب عربيتُه وفضل مستني لغاية ما ركِبنا وروحنا. 


وروح هو كمان. 



دخلنا الشقة وأنا هيمانة وبسنت بتحُط الأكل على الترابيزة وبتقول: هو شربك معلقة فراشات ولا إيه؟ 


قولتلها وأنا مبسوطة:  إزازة بحالها. 


إبتسمت وقالت وهي داخلة المطبخ: ماشي يا عم محدش يلومك، تعالي نحُط الأكل في الأطباق. 


دخلت معاها ولسه هنحُط الحاجة سمعنا باب الشقة إتفتح وخالتو وماما دخلوا 


ماما دخلت علينا المطبخ وسلمت على بسنت، بعدين قربت مني ووشوشت وهي بتقول: أختك مِنة شدت مع أبوكِ وسمعها كلمتين، قالتلُه عن حسن تاني. 


غمضت عيني وخدت نفس عميق وقولتلها من بين سناني: وبعدين؟ 


رفعت أكتافها وقالتلي: ولا قبلين، زعقلها ورفض وقالي قولي لبنتك روما نفس الكلام متتعشمش إن حسن يبقى من نصيبها. 


عينيا ملت دموع كـ العادة بس مسكتها وأنا بترعش من العصبية وقولت:  خلاص! خلاص عرفت وحفظت، مش عاوزة أسمع الكلام دا تاني أنا جاية لخالتو أرتاح من الهم دا 



صوتي إبتدى يعلى، وماما كُل اللي بتعملُه بتقولي ششش عشان تسكتني.. كُنت خلاص إنهارت ومش قادرة أهدى، حاسة لو سمعت حد بيقولي الكلام دا تاني هكتم نفسُه


مين إنت عشان تحرم حاجة ربنا محللها! بترفع العادات والتقاليد على شرع ربنا! أيوة أنا غلطت، وحسن غلط، وبابا كمان، بس زهقت من الناس اللي فاضيين يحكموا على غيرهم وبس، ودا ينفع ودا مينفعش من وجهة نظرهم، مجتمع عقيم خايف على علاقتي بأختي أكتر مني. 


خرجت من المطبخ ودخلت أوضة بسنت مددت على السرير وأنا بعمل وضعية الجنين، بضُم رجلي لبطني وبحضُن نفسي، حاسة بعدم أمان رهيب.. حاسة بقهر وغيظ.. 


دخلت بسنت الأوضة عليا وقعدت جنبي على السرير وهي بتقول: هتعملي إيه يا روما؟ أنا سمعت كُل حاجة قالتها خالتي، هتعملي إيه؟ 


كُنت باصة قُدامي بعيون جُثث وقولت بمُعافرة زي الفراشة اللي بتلفُظ أنفاسها الأخيرة: هتمسك بيه، مش هضحي بيه ولا بقلبي تاني أبدًا.. 



_ منزل حسن



حضر عمامُه الإثنين، وخيلانه الثلاثة لما إتصل وطلبهُم وقالهُم موضوع ضروري جدًا


عمُه جلال بهدوء: إيه يا حسن الموضوع؟ اللي أعرفُه إنك صاحِب أعمال رائِدة زينا ومش فاضي يعني. 


رجع حسن ظهرُه لورا وقال: ما لو مش مُهم مكُنتش إتصلت يا عمي 


عمو جلال: ومتصلتش بعمك غريب ليه؟ 


إتنهد حسن بضيق وقال: مش عاوزه يحضر. 


عم حسن " سميح":  مش ناوي تنسى يا حسن؟ الدُنيا بتفرق وبتجمع وخلاص اللي حصل بينُه وبين أبوك الله يرحمُه عدا وفات. 


حسن بضيق:  معداش بالنسبالي الله يصلح حالُه بعيد عني. 


عمو جلال لحسن وهو بيشرب مياه: خُد بالك إنت معزمتهوش على خطوبتك ومحدش فينا رضي يقول حاجة. 


حسن بتنهيدة: هو دا تحديدًا يا عمي اللي طلبتكُم عشانُه، وبشكركُم طبعًا إنكُم فضتوا وقت ليا وجيتوا. 


سميح بترقُب للي حسن هيقوله: خير يا حسن، إحنا كدا كدا سندك. 


حسن بهدوء: عاوز أخطُب. 


لحظة صمت عليهُم جميعًا، وبعدها بدأ خيلانُه أخيرًا يتكلموا ويقولوا بضحك: يا راجل، طب إستنى تتجوز الأولى عشان تجيبلها التانية،  جايبنا تهزر.. 


حسن بجدية: أنا فسخت خطوبتي الأولانية. 


سكتوا كلهُم وهُما بيبصوله بصدمة، ووالدتُه ضامة إيديها وبوقها وساكتة تمامًا لإن حسن قالها متتكلمش 


جلال بصدمة: وجايبنا هنا تقولنا إنك فسخت خطوبتك؟ ولا عاوزنا نساعدك ترجعلها. 


حسن بهدوء وضيق في نفس الوقت: أنا فعلًا عاوزكُم تبقوا معايا عشان هناسب من البيت دا تاني. 


سميح بتنهيدة راحة: طب يعني عاوز ترجع خطيبتك ليك تاني، موضوع مُحرج وكويس إنك كلمتنا عشان نيجي معاك لإن.. 


قاطعُه حسن وقال بتكشيرة: عاوز أناسِب من البيت اللي خطبت منُه أول مرة، بس مش العروسة نفسها


الصدمة على وشهُم كلهُم فـ قال خال حسن بتضييق عين: مش فاهم؟ 


حسن بهدوء: عاوز أتجوز أختها، وطالب إنكُم تيجوا معايا. 



صوت الصمت في البيت بعد كلام حسن وهو قاعد ضامم كفين إيديه لبوقه وبيبُص لوشهُم وبيشوف ردات فعلهُم 


جلال بحزم وجدية: يعني إيه الكلام دا؟ ما تقولي حاجة يا مدام! 


حسن بنفس الحزم: أنا راجل البيت يا عمي فـ إسمع الكلام مِن الرجالة مش من أمي، مع كامل إحترامي ليها هي بـ مية راجل عشان ربتني كويس. 


طبطبت مامتُه على كتفُه فـ قال خالُه الثاني بهدوء: هل فسخك لخطوبتك من خطيبتك الأولى إنك بصيت لأختها بعد الخطوبة؟ 


حسن بجدية وحزم: لا أنا مفكرتش بالدناوة دي، هي بس غلطة مني إني خطبت أختها وأنا بحبها هي. 


وقفت والدة حسن وهي بتقول بتوتُر: هعملكُم قهوة تروق أعصابكُم كدا عشان تفهموا الحكاية. 


خال حسن بجدية لأخته: قهوة إيه؟ ما تفهمينا إيه الحكاية كان خاطب وفسخ وعاوزنا نروح معاه تاني لنفس البيت نطلُب البنت التانية طب دا كلام ناس عاقلة! هندخُل للراجل بأنهي وِش! هنقوله إيه هي لسه في الضمان فـ هنرجعها وناخُد التانية. 


حسن قلب عينيه وقال: حضرتك مش فاهم الموضوع وابعادُه يا خالو، على ما ماما تعمل القهوة هحكيلكُم كُل حاجة بس قبل ما أحكي أنا فاهم كويس غلطي، وجايبكُم عشان إنتوا سندي وكُبار العيلة مقدرش أتسند على حد غيركُم وصعب عليا شوية أكون لوحدي في موقف زي دا، أتمنى تتفهموني وتساعدوني. 


غمض جلال عينيه وفتحها علامة الأطمئنان وقال: أحكي يا حسن، وربنا يعمل اللي فيه الخير. 



_منزل خالتو بسمة



قعدنا على الترابيزة ناكُل وانا كُنت بقلب بالمعلقة في الطبق وساكتة، خبطت خالتو على طبقي بمعلقتها فـ إتخضيت أنا وفوقت وإبتسمت


خالتو بسمة بهزار: اللي واخِد عقلك يا جميل. 


حركت راسي بمعنى مفيش فـ قالت هي: مفيش أخبار خلوة قريبًا تعوضنا عن موضوع مِنة. 


ساعتها أنا كشرت، وقلبي وجعني شوية، فـ قالت ماما بهدوء: ربنا يرزقهُم هُما الإتنين رجالة يستاهلوهُم. 


رفعت عيني وبصيت لماما كإني بقولها إنتِ عارفة كويس مين يستاهلني، بس نزلت عيني تاني أصل بلومها على إيه! هي ذنبها إيه، الموضوع في إيد ربنا وهو وحدُه حاسس بيا 


بسنت خبطتني في دراعي عشان أكُل وأبطل زعل فـ حركت راسي بضيق إني مش قادرة. 


وصل مسچ على فوني فـ خرجتُه من جيب الجاكيت اللي لبستُه من بسنت وبصيت 


لقيت حسن باعتلي مسچ على الواتس كاتبلي فيها 


"دُنيتي" 


معرفش ليه المرة دي خوفت، كان جوايا شعور سيء.. 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع