رواية العذراء والصعيدي الفصل الخاتمة بقلم نور الشامي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية العذراء والصعيدي الفصل الخاتمة بقلم نور الشامي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
الخاتمه
العذراء والصعيدي
خيم السكون الثقيل على المكان ولم يكن يسمع سوى صوت أنفاس لؤلؤ اللاهثة وأناملها التي تحفر التراب بجنون كان جسدها يرتجف وعيناها تلمعان بمزيج من الذعر والإصرار. لم يكن هناك وقت للتفكير حتي اصطدمت يديها بأطراف الخشب فأطلقت شهقة صغيرة ثم أسرعت في إزالة ما تبقى من التراب وحين رفعت الغطاء الخشبي.. اندفعت رائحة خانقة، تبعتها شهقة عصام متقطعة ضعيفة...فـ مدت يدها إليه وسحبته بكل ما تبقى لها من قوة حتى خرج معها على الأرض الجافة بجوار القبر وهو يسعل بشدة... وجلس متكئا على ساعديه ووجهه شاحب مغبر لكنها لم تمهله كثيرا واردفت بتوتر:
مين ال عمل فيك اكده.. اتكلم جول اي ال حوصل
عصام بتوتر:
مش فاكر... آخر حاجة فاكراها إني كنت في الأوضة كنت نايم... بعدها صحيت مخنوق ولاجيت نفسي اهنيه في الكفن
لؤلؤ بغضب:
جصدك اي عاد يعني حد من البيت؟! من ال في العيلة؟!"
عصام بصراخ :
معرفش... معرفش اي حاجه خلينا نخرج من اهنيه بجا انا كنت هندفن حي... كنت خلاص هموت.. لع انا مش عايز اموت دلوجتي.. مش عارفه عايز اموت
لؤلؤ وهي تنهض وتنفض التراب عن كفيها:
متخافش علي نفسك جوي اكده.. انت لسه عايش اهه... بس شوف سبحان الله.. ربنا عمل فيك نفس ال عملته في شمس... شمس ال انت دفنتها حيه بحجه انها كانت بتخونك يلا ما علينا بعدين نتحاسب علي كل دا
القت لؤلؤ كلماتها ونظرت حولها إلى الظلال الساكنة.. إلى قبور تحمل أسرارا كثيره فـ سارا الاثنين ببطء وخطوات متعثرة فوق التراب الموحل لا صوت سوى أنفاسهم المتقطعة وأنين الريح التي تداعب أطراف الأشجار اليابسة فـ تقدمت لؤلؤ بخطوتين ثم التفتت نحوه مردده بشك:
مفيش حد كان بيكرهك للدرجادي... غير غيم.. مستحيل حد يعمل فيك اكده غيرها
عصام بحده:
غيم..غيم مين عاد ... غيم ماتت خلاص.. جارح جتلها و
لم ينهي عصام كلماته حتي قاطعه صوت انثوي حاد وهتفت:
حتى لو موت... هفضل عدوتك طول العمر
توقفت أقدامهما في اللحظة ذاتها واتسعت عينا عصام وهو يراها تتقدم من بين الظلال برداء أسود وشعرها يتطاير كأفعى غاضبة وابتسامة باردة تعلو وجهها مردده بضحكة خافتة:
أنا قررت... انتجم من كل ال أذاني.. مدام معرفتش آخد بتاري وأنا عايشة... يبجى آخده بعد موتي.. انا رجعتلك تاني يا عصام
القت غيم كلماتها وفجأة، دوى صراخ... صراخ رجولي متألم جعل الدم يتجمد في العروق والتفتا في ذعر ليجدا أمام أحد القبور المفتوحة جسدين مربوطين بالحبال... مسعود وشفيق وعيونهما جاحظة وأفواههم تهمس برجاء مكتوم فأردف عصام بصوت مرتعش:
انتي عفريته صووح.. عفريته.. انا بتخيل.. لع انتي مش موجوده. انا شوفتك وانتي بتندفني جدام عيوني.. انتي مستحيل تكوني عايشه.... جارح جتلك و
وفجأة... شق سكون المقابر صوت مألوف، غليظ، متهدج بالغضب مرددا:
فيه واحد يموت مرته برده... ويموت أم ابنه كمان؟! انت فاكر الناس كلها خاينين زيك يا عصام
تجمد عصام في مكانه وهو يرااه يخرج من بين الضباب و يمشي بخطى ثابتة
وقبل أن يتحدث ظهر من خلفه رجال كثيرون... رجال بزي الحرس والتفوا حول مسعود وشفيق، وبدأوا في فك قيودهم فصرخ مسعود بجزع وهو يتوسل:
بالله عليك يا جارح... سيبني... انتوا عايزين مني إي عاد ؟! أنا... أنا كل ال كنت عايزه فلوسكم بس! مش أكتر والله العظيم.. جسما بالله ما كنت عايز حاجه تانيه
انخرط شفيق في البكاء هو ايضا ودموعه تسيل على خديه وهو يردد :
أنا... أنا كنت بنفذ أوامر... بس اكده... والله العظيم ما كنت أعرف النهاية تبجى اكده صدجني و
لم ينهي شفيق كلماته حتي قاطعه صوتا هادئا جاء من الخلف مردفا:
أوامر؟ أوامر إي يا شفيق دي... انت الخيانه والقذاره في دمك من زمان جوي
ظهر فارس من بين الظلال ووقف أمامه يحدق في عينيه ثم أردف مرده اخري:
انت مجرد كلب بس لع..الكلب بيبجي وفي لاصحابه وانت مش وفي يا شفيق انت غدار
شهقت غيم بصوت متهدج، ثم نظرت للجميع، وابتسامة مليئة بالمرارة ترتسم على وجهها وهي تقول:
الكل هيتحاسب... وده وجت الحساب
القت غيم كلماتها ثم اخرجت سلاحا وصوبته تجاه عصام الذي ردد بخوف:
جارح.. انت هتسيبها تجتلني انا اخووك.. بالله عليك يا اخوي
ابتسم جارح بسخريه وردد:
اخوي؟! اي اخ دا. انت بتكدب الكدبه وتصدجها... انت عمرك ماكنت اخوي ولا ناسي اننا جايبينك من الشوارع لا معروف اصلك ولا فصلك. . ولولا ان امك الله يرحمها كانت بتشتغل عندنا وكانت امي بتحبها مكناش ابتلينا بيك.. امك ال بتشتغل عندنا شغاله ومكنش ليك حد حتي ابوك اتسجن ومات قبل ما تتولد يعني انت مش اخوي ولا من عيلتنا مش معني بحا اننا كتبناك باسم العيله واعتبرناك واحد مننا تبجي واطي وغدار وخاين
نظر الجميع بصدمه لم يستوعب احد كلمات جارح عادا لؤلؤ التي كانت تعلم كل شئ عن ماضيه فاقتربت غيم ورددت بعصبيه:
تعرف انا هعمل فيك اي... هجتلك.. هجتلك يا عصام
نظر عصام اليها بتوتر واردف بعصبيه:
وانا بكرهك.. بكرهك علشان انتي كتتي عايزه تفضحيني وخدتي مني كل حاجه.. اخوي واهلي وعيلتي..... حتي جارح ضحك عليا.. كدب وجال انه جتلك... اخووي خاني بسببك انتي واحده متسواش ولا اصلا كانت تطول تتجوز حد من عيله الاسيوطي و
لم ينهي عصام كلماته حتي تلقي لكمه قويه علي وجهه من حارح الذي ردد بغضب:
لما تتكلم عن مرتي تتكلم زين يا جسما بالله العظيم هجتلك دلوجتي حالا.. الزم حدودك واتكلم كويس.. كفايه بجا كلام اكده... لازم الكل يتحاسب يعني تموتوا.. كلكم هتموتوا
القي جارح كلماته واقتربت لؤلؤ من جارح واردفت بعصبيه:
انا ال لازم اجتله.. لازم اخلص عليه زي ما دمر حياتي.. انا الغلطانه اني وثقت في واحد زيه
نظر عصام اليها بصدمه واردف:
انتي كمان بتخونيني يا لؤلؤ.. انا جوزك وابن خالتك
لؤلؤ بصراخ:
انا كنت معاهم وعارفه انك اهنيه وانا ال ساعدت جارح وغيم وحطيتلك المنوم في العصير علشتم يدفنوك.. وكنت عارفه ان غيم عايشه... انا ساعدتهم في كل حاجه علشان عرفت اني كنت واثقه في الشخص الغلط
نظر عصام اليهم بغضب واقترب من غيم بخطوات سريعة ووجهه مشوه بالغضب، وعيناه تقدحان شررا و مد يده نحوها كمن يوشك على إيذائها فارتجفت لؤلؤ في مكانها بينما بقيت غيم ثابتة كأنها تنتظر قدرها وفجأة دوى صوت طلقة في الهواء تبعها صياح جارح بغضب هادر:
قرب منها تاني وهطير دماغك في دجيجه واحده
كان يقف خلفه مباشرة والسلاح في يده مصوب بدقة نحو رأسه و إلى جواره وقف فارس يرفع سلاحه هو الآخر وصوته لا يقل حدة مردفا:
جرب اكده تلمسها وشوف هتطلع من اهنيه إزاي
تجمد عصام في مكانه مرتجفا من وقع المفاجأة وفجأه ظهرت الجدة شامخة كعادتها وإلى جوارها الشرطي الذي بادر فور وصوله:
ولا كلمة... انتوا مقبوض عليكم.. يلا
انقض الشرطي على عصام ومسعود وشفيق وسرعان ما طرح أرضا وقيدت يداه فيما علا صراخ جارح:
لييه اكده..مكنش لازم تدخلي ؟! إحنا كنا هنخلص عليه بإيدينا كان لازم يدفع التمن.. كان لازم يموت
رفعت الجدة رأسها ناحيته واردفت بحزن:
لو كنت سبته ليكم... كنتم هتعملوا زيه.. هو في جميع الحالات هيتحاسب.... كنت عايزني اسيبك تجتل اخوك يا جارح.. حتي لو هو مش اخوك الحقيقي.. بس لع برده.. خلاص بجا بالله عليك انسي يا ابني
القت الجده كلماتها واقتربت من غيم ووضعت يدها على كتفها وهمست بأسى:
سامحيني يا بنتي... كنت عاميه ومش شايفه اي حاجه من ال بتوحصل
خطي جارح ببطء نحو غيم ونظر في عينيها طويلا ثم جذبها إلى صدره، وضمها بحنان مخلوط بالخوف وهمس:
خلاص.. كل حاجه انتهت.. انسي بجا وخلينا نبدأ من اول وجديد
همست غيم بدموع مردده :
أنا... أنا كنت خايفة... خايفة تطلع كداب، وتكون بتخدعني.. كنت خايفه تجتلني بجد
شدها جارح إليه أكثر، ومسح على شعرها وهمس:
انا مجدرش أخونك... إنتي روحي... وده كان الحل الوحيد إني أحميكي بيه واخليه يعترف بنفسه بكل حاجه .. خلاص.. الخمد لله كل حاجه انتهت
طبعًا، يا نور، دي مسودة لمشهد بين فارس ونرمين، بالفصحى في السرد وبالعامية في الحوار، وفيه مشاعر صادمة وحقيقية:
وفي صباح يوم جديد كانت الشمس قد بدأت تتسلل بخجل إلى قلب الصباح، ترسل خيوطها الذهبية حيث وقف فارس ينظر بعينين لا تحملان سوى الخيبة حتي تقدمت نرمين بخطوات مترددة وعيناها متورمتان من البكاء، مردده:
أنا آسفه يا فارس... والله العظيم آسفه... أنا غلطت وعارفه إني وجعتك جوي... بس كنت خايفة... كنت مضغوطة ولما لاجيتك بتبعد حسيت إني لازم أعمل حاجه علشان أرجعك ليا واتأثرت بكلام ابوي
نظر إليها فارس بهدوء بارد، لم يصرخ، لم يهدد، فقط حمل صوته صدقًا مؤلمًا واردف:
إنتي كدبتي عليا، وجولتي إنك حامل، وإنتي مش حامل... دي مش كدبه بسيطه يا نرمين... دي خيانه.... انا عملت ال عليا وكتبت الكتاب لوجتي انتي طالج بالتلاته وورجتك هتوصلك لحد عندك ...انا كمان غلطان واستاهل كل دا... لو كنتي بس جولتي الحقيقة من الأول حتى لو كنتي بنت شفيق، كنت هسامحك... بس انتي الخيانه في دمك انتي وابوكي
سقطت دمعة ساخنة على خد نرمين، فأخفضت رأسها بخزي واردفت:
انا آسفه... آسفه ليك، وآسفه للجميع... هبعد... ومش هزعجك تاني... سامحني يا فارس، لو جدرت
القت نرمين كلماتها ورحلت فاقترب جارح منه وردد بضيق:
خلاص يا فارس.. انسي كل دا ولا كانها كانت موجوده في حياتك
تنهد فارس بضيق وجاء ليتكلم ولكنه تفاجي بـ لؤلؤ التي تجر حقيبتها فأقتربت الجده ورددت:
رايحه فين يا لؤلؤ
وقفت لؤلؤ وسط الجمع تنظر إلى الوجوه التي ألفتها يوما ثم اردفت بصوت خافت:
"أنا مسافرة... رايحة عند جدتي، أم أبوي الاه يرحمه.. يمكن دا الأحسن ليا وليكم. آسفه لو كنت وجعت حد فيكم، أو جصرت أو غلطت."
القت لؤبؤ كلماتها واقتربت من جارح، وانحنت برأسها نحوه، ثم همست في أذنه:
"أنا آسفه... علشان سيبتك قبل اكده وروحت لعصام ، وإنت كنت بتحبني.. انا اكتر شخص حبيتني في حياتي انا اسفه وياريت محدش يعرف إني كنت جميلة... حتى غيم.. خلي موضوع جميله دا ينتهي زي الماضي
ابتسم جارح بتسامة حزينة، واردف :
"هتوحشيني... يا بنت خالتي."
مدت لؤلؤ يدها تودعهم واحدا تلو الآخر، ثم استدارت ومضت في طريقها، كأنها تغلق بابا لن يفتح مجددا
وفي الليل، كانت غيم جالسة في الحديقة تتأمل السماء الملبدة بالغيوم، بينما كانت الأرجوحة التي تجلس عليها تتحرك برفق مع نسيم الهواء البارد و كانت عيناها تلمعان بتمعن وكأنها تراقب شيئا بعيدا حتي اقترب منها جارح وجلس بجانبها بهدوء و نظر إليها مرددا:
الجو هيشتي.. ادخلي عشان متتعبيش
أجابته غيم بنبرة هادئة، وفي عينيها لمعة حزن غامض:
مش هتيجي في يوم وتندم إنك معايا
جلس جارح بجانبها ومد يده ليمسك يدها برفق. نظر إليها بحب مرددا:
"مستحيل أندم اني معاكي يا غيم.....إنتي الحاجة الوحيدة ال مش ممكن أندم عليها، وكل لحظة معاكي بتعلمني إن في حاجات في الدنيا بتستاهل نعيش عشانها، وأنتي واحدة منهم
ابتسمت غيم، ابتسامة مليئة بالسلام الداخلي. ثم ارتفعت أولى قطرات المطر، وكأن السماء بدأت تبكي من شدة الفرح فـ نهضت غيم من مكانها، وفتحت ذراعيها للمطر، تلعب تحت زخاته وتدور حول نفسها، ضاحكة فـ اقترب منها جارح مرة أخرى، ومد يده ليحتضنها ولفت حوله بذراعيها، وعيناهما غارقتان في حب لم يعد بحاجة إلى كلمات ثم اردفت وهي تضع رأسها على صدره:
أنا بحبك، يا جارح.. بحبك جووي
ابتسم جارح ابتسامة دافئة، وحضنها أكثر وهتف:
وأنا بحبك... بحبك جوي يا غيم والله و
وفي تلك اللحظة، بين المطر والأحضان، انتهت الحكاية.
رايكم في القصه والفصل الاخير وبتمني تكون القصه عجبتكم وعايزه اشوف ريفيوهاتكم علي القصه حتي لو سلبيه وياتري مين هيتابع قصتي الجديده.... بالتوفيق للجميع
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا