القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنة الظالم الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سوما العربي كامله

 رواية جنة الظالم الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم سوما العربي كامله 





رواية جنة الظالم الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم سوما العربي كامله 


الفصل الحادي عشر


وقف يغلق لها ازرار قميصها بحب يحرص على كل شئ  وان ملابسها وهندامها على أكمل وجه يعيد تصفيف وترتيب شعرها على كتفيها.


يبتسم فى النهايه قائلاً باعجاب شديد :خلصت... قمر.. حبيبتي قمر.


اشاحت بوجهها عنه تكتفى بالصمت.. فمقابل دلاله واهتمامه الغير طبيعى يبدوا  لم يلحظ انه قد سلب منها حريتها بابسط الأمور.


مد يده يلمس ذقنها جعلها تنظر له وابتسم قائلاً :ايه حبيبي مكشر كده ليه؟ فى حاجة حاجة مضيقاكى؟


جنه:هو المصيبه الاكبر إنك مش شايف ان فى حاجة تضايق.

سليمان بسعادة كبيرة وهو يسحبها يحيط ظهرها بكتفه ويتجه للخارج يتحدث لها :لأ طبعا مش شايف ده انا عمرى ماكنت مبسوط كده.. انتى غيرتى حياتى يا جنه.. انتى فعلاً جنتى.


جنه بضيق:ايوه بس على فكره انا مش بتكلم عنك ايه ال أنا الى عندك دى.. انا بتكلم عن نفسي انا مش مبسوطه.


توقف قبل الدرج يقول بصدمه وحزن :أيه؟! مش مبسوطه!! طيب ليه؟!! ده انا بحبك اوى ياجنه.


جنه :سبق وقولتلك انى..... قاطعهم صوت شوكت بأول الدرج يقول بغضب بعدما ضرب عكازه ارضا:والله وجه اليوم الى هأخر نفسى فيه عن السفره عشان عيله اصغر من احفادى.


صمت سليمان ينظر حوله يرى عن بعد الكل مجتمع على السفره ينظرون ناحيتهم بفضول وصمت.


ستظل مدى عمرك تصنع قيود وقواعد ليأتى شخص ما يكسر تلك القاعده بجداره ورضا تام منك.


هكذا كان الحال.. وشوكت ينظر ناحية تلك الصغيره التى لو جمعت عمرها لكان فقط بمجموع السنوات التى سافر بها من بلد لبلد عمل وتجاره بما فيهم من مكسب وخساره.


لتأتى تلك النكره وتبدأ فى هدم اول حجر والذى سيهدد المعبد كله.

وسليمان ابنه الوحيد وامله الأكبر متعلق بها تعلق لم يسبق وان رآه عليه ليعرف ان القادم يحتاج لشده كبيره يجب أن يكون هو الرابح فيها.


حاوط سليمان خصرها بيد واحدة وهبط الدرج يقول لوالده بسعادة كبيره:ماعلش بقا يا باشا عرسان جداد.


ليقرص انف جنه ويكمل وهو يغمز بعينه الاثنين مضيفا:وجنه كسوله وانتوخه حبتين.


ليظل شوكت على صمته. فقط ينظر لمنبع الخطر الوحيد.


لا يعلم أن منبع الخطر هذا لا يريد شوى الفرار من تلك القلعه التى يخشى عليها من أن تهدمها هى.


ليتحدث سليمان بسعادة لا توصف:صباحك فل يا باشا.


واختتم كلامه بقبله عابثه له فى الهواء جعلت شوكت يتسمر بمكانه متسع العين يسأل ماذا حدث لابنه؟ هل جن؟!!


مازل يحاوطها بيده يضمها له يسير بتبختر وفرحه كبيره ناحية العائلة المجتمعه.


دلفت معه وقلبها ينبض بقوه... لاول مره تواجه وتتعرف على عائلته اصحاب ذلك البيت الاستورى.


اول من وقعت عينها عليها كانت تهانى... ترى غيظ عير عادى بعينها ولا تعرف لما هذا العداء المبالغ فيه من ناحيتها.

بعدها اتجهت انظارها لزياد زوجها ومن بعدهم رجل من نفس عمر سليمان تقريباً والى جواره احداهن على مايبدو زوجته ولجوارها فتاتين اصغر منها بقليل.


وسيده ارستقراطيه تشبه سليمان قليلاً.. الى ان وقعت عينها على تلك المرأه بالغه الجمال.


بل هى ايقونه... حتى ملابسها رائعه تجيد تنسيق الألوان بشكل احترافي وشعرها الجميل تجمعه بقصه بسيطه كلاسيكيه.


بالتأكيد هذه نهله ملكة جمال مصر السابقه وزوجته الحاليه.


تعلقت عينها بها وكانها تسأل لما وكيف تزوج على هذه... لتتذكر حديثه عنها أنها تعبد المال وقد تزوجته لامواله فقط وكم هى شخصية غير جيده اطلاقا فهل كلامه صحيح؟


لكن من تراها الان بتلك الملامح الناعمه الهادئه لا توحى بهذا ابدا.


ظلت عينها متعلقه بنهله رغم ان الأخرى عادت تنظر لصحنها فقط.


سليمان يسحبها معه حيث مقعده تجلس لجواره يبادر بسحب المقعد لها وسط زهول الجميع من ذلك الاهتمام الجديد على سليمان.


الا نهله التى استغربت وحزنت كونه لم يفعلها يوما معها ولكنها قد سبق وقررت عيشتها هنا ماهى إلا ايام فلتمضيها بلا مبالاه افضل.


لكنها وبنظره ثاقبه اقرت... هذه الفتاه بالنسبه لسليمان ليست مجرد نزوه او شئ اشتاه او حتى زواجه وستنتهى يوما.


هى شئ اكثر كارثيه وخطوره بالنسبة له... فأما ام تقضى هى على ظلمه وغوروه أو.... يقضى هو على برائتها.


ضحكت بسخريه تحدث حالها.. هذا لو كانت بريئه فالفتاه التى تستطيع الإيقاع بسليمان الظاهر مره واحده وتجعله يفعل كل ذلك كى يتزوجها ويظهر كل هذا الحب واللهفه عليها ليست بفتاه عاديه اطلاقا.


لكنها يبدو عليها الهدوء والبراءه حقا.

نهله هى الأخرى كجنه نفس الاحساس من بعثرة وتضارب الأفكار ناحية الأخرى.


جلست على المقعد الذى سحبه بتوتر قائله :شششكرا.

ابتسم لها ومال عليها يقبل رأسها ليشهق الجميع... لم يفعلها يوما مع والده حتى.


تلك الفتاه خطر حقا.

وهذا كان رأى شوكت أيضا الذى تقدم كى يجلس على طاولة الطعام فى محاوله واهيه منه للحفاظ على قواعده الصارمه منذ سنوات.


صمت رهيب سيطر على المكان لم يكسره سوى اعظم حاقده من وسط الجميع وهى تهانى تبتسم ابتسامه سامه تردد:إزيك يا جنه.


ليكن الرد من ناحية سليمان يصحح بتحذير:جنه هانم... يا تهانى.


لتجحظ اعين الجميع وشوكت يتابع بصمت

بهت وجه تهانى واصبحت غير قادره على ابتلاع رمقها من تلك الصفعه التى واتتها من حبيبها يدافع عن حبيبته اكبر عدوه لها.


ليتدخل زياد معترضا:ايوه يا خالى بس... دول ولاد عم اصلا.. عادى يعنى.


سليمان بحزم:لا مش عادى يا زياد.. خلاص بقت جنه سليمان الظاهر.


لتتدخل غاده بالحديث قائله بابتسامة :وانا كمان اقول يا هانم بقا !


هم يجيب بتأكيد لكن جنه تدخلت بقوه تعبر عن حالها:لا طبعاً ده حتى عيب.. انا من سن بنوتاتك الحلوين دول.


توجهت لها اعين سليمان ينظر لمقصدها بضيق.


ليتدخل ماهر يزيد بشماته مؤكدا قولها:ايوه طبعاً انتى من دور بناتنا.. انا وسليمان سننا بردو قريب من بعض... انا اكبر منه بكام سنه يادوب.


تم الضغط على الجرح بنجاح وسليمان عينه تطلق لهيب من نار تجاه ماهر لما يقصده وقد سدد هدفه ببراعه.


فيقرر شوكت إنهاء تلك الحرب قائلاً :ياريت نخلص فطار ونروح نشوف الشغل المتراكم علينا ده.


رفع ماهر يديه يقول :انا مافيش تقصير من ناحيتى... العطله من تأخير توقيع عقود واوراق يعنى من عند اااا... ههه.. عريسنا.


اغمض سليمان عينه وقال :اعتبرها اتمضت وعلى مكتبك يا ماهر دى مجرد حركة ايد يعنى مش هيبقى ليك حجه وماتقلقش... خلاص الأسد نازل ملعبه.


صمت ينظر ناحية نهله أخيراً يقول :ازيك يا نهله.

جاوبت بحياديه واقتضاب:الحمدلله.

تعجب قليلا من صمتها... قليلاً فقط ونظر لجواره يرى ان كانت جنته تاكل أم لا.


وهى لا تستصيغ طعامهم تشتهى طعام امها الدافئ.. ترغب بمشاكسه من مشاكستهم معا.


وشجارهم على المذاكره وهى تعرب عن سئمها وضيقها... اصبحت الان تتمنى لو تذاكر.


همس باذنها:مش بتاكلى ليه يا روحى.


جاوبت بضيق:مش عايزه.. مش عاجبنى.


سليمان :طيب قولى ياروحى تحبى تاكلى إيه؟

جنه:مش عايزه مش عايزه انا حره.  هبقى اكل بعدين ياسيدى.


كل ذلك وبقية الحضور يحاولوا معرفة مايقال بينهم... لكن صوتهم منخفض للغايه.


قطع كل شئ مجددا صوت شوكت يقول بنفاذ صبر وهو يقف:يالا على الشغل كفايه اوى لحد كده.


وقف يغادر لا يعرف كيف سيتصرف مع تلك التى قلبت الكيان الذى بناه لسنوات رأس على عقب فى أيام.


كذلك وقف سليمان مضطرا يوقفها لجواره يحتضنها له ثم سار بها متجها للخارج تحت أنظار الجميع حتى توقف امام سيارته وقال :خلى بالك من نفسك يا حبيبتي ولو احتاجتى اى حاجة كلمينى اوكى.


هزت راسها تكتفى باماءه مقتضبه ليقبل وجنتها قائلاً :هتوحشينى باى.


ذهب يعرف انها لن تجيب فتح باب سيارته يقودها مغادرا وعينه لا تريد تركها.


على الفور تحركت تهانى بسيارتها تلحق به ولم تذهب مع زياد متحججه انه بمكان وهى بأخر.


دلفت للداخل ترى زياد يخرج هو الاخر بعدما حياها مجددا بطيبه.

ووقفت نهله عن مقعدها تلتقطت حقيبتها تتجه حيثما تذهب يوميا تعيد بناء مستقبلها فلن تضيع يوم آخر فى بكاء لن يجدى شئ  على شخص لا يستحق بالأساس. 


ووققت هى تشعر يالتيه وسط ذلك الصرح الكبير لا تدرى أين تذهب ولا ماذا تفعل. 


لم يتبقى سوى تلك السيدة زوجة ماهر وفريال شقيقة سليمان. 


لم تستحسن الجلوس وسطهم ولا خيار أمامها سوى الذهاب للحديقه تشتنشق بعض الهواء ربما يخفف عما تشعر به قليلاً. 


لتبتسم غاده شامته:دى شكلها لاحسه عقل الظالم على الآخر... يحقلها بصراحة هى حلوه اوى. 


تنهدت فريال تضع الفنجان من يدها قائله :ماعتقدش الحكايه حكاية حلاوه مانتى شايفه نهله احلى واشيك... لأ... سليمان شكله حب ودى ياتبقى حاجه كويسه او تبقى مصيبه للكل.. فربنا يستر. 


______________________

يحاول انهاء عمله بسرعه قدر الإمكان فقد اشتاق لها كثيرا. 


لأسبوع وهى معه لا تفارق ذراعيه حتى أصبحت هواءه. 


جلب إحدى الصور التى وضعها له على مكتبه ينظر لها بهيام يقرر مهاتفتها وسماع صوتها ربما صبره قليلاً. 


لكن قطع نيته بذلك دخول تهانى المفاجئ بدون استئذان ليقف بغضب قائلاً :انتى اتهبلتى  لا إيه يابت.. إزاى تدخلى كده ماغير إذن. 


صرخ بأعلى صوته ينادى سكرتيرته التى دلفت سريعاً فقال بحده :ازاى حد يدخل لحد هنا من غير إذن منى.. إيه الى بيحصل هنا بالظبط. 


السكرتيره:ماهو يافندم هى الى قالت... قاطعتها تهانى قائله :قولتلها إننا أهل ومافيش اى... صرخ بوجهها يقول :اهل من يام اهل... انتى اتجننتى فى مخك ولا ايه اتعدلى بدل ما اتعدل ولا انتى جايه تفكرينى انى اتاخرت فى رفدك. 


صمتت بصدمه وحرج من لامبالاته باحراجها أمام السكرتيرة فنظرت لها قائله :روحى انتى على مكتبك. 


ليجن جنونه قائلاً :لااااااا... ده انتى نسيتى نفسك خالص... ماتيجى تقعدى مكانى احسن... امشى يابت اطلعى برا احسنلك دلوقتي. 


ظلت واقفه فى مكانها بلا اى نقطة دم واحدة ليقول لسكرتيرته:اخرجى. 


فى نفس الوقت وصل زياد للفرع الشركه الرئيسى بأوراق مهمه يدلف للداخل متجها ناحية مكتب سليمان. 


دلف للداخل ينظر للسكرتيره باستغراب يقول :ايه الزعيق ده ولمين


السكرتيرة بحرج :لمدام تهانى. 


ليتحرك سريعاً بصدمه وهى تحاول منعه دون جدوى. 


وبالداخل وقف مقابلها يقول :لمى الدور ياتوتو قولتلك بدل ما ابهدلك ها.


تهانى بهيام :ليه بس انا عملت كل ده عشان.. قاطعها بنفاذ صبر:بتتتت.. بطلى رخص بطلى رخص وعفانه سامعه. 

اقتربت تهم بمسك يده فى نفس لحظه دخول زياد الذى نظر لهم باستغراب يقول :فى ايه؟ 


فابتعدت عنه على الفور لكن زياد غير مرتاح لوضعهم فهو حقا مريب فيسأل مجددا :فى ايه. 


نظر له سليمان بغضب يقول :الهانم جايه تقو... قاطعته سريعا تنقذ الموقف بعدما ركضت تجاهه قائله:اأأ.. بقولو ان فى شكاوى كتير أأا.. ممن خدمة العملا وو مافيش استجابه فا.. فاحنا لازم ناخد اكشن مع الموطفين... تعالى تعالى معايا انا هشرحلك. 


سحبته من يده تعيد ترتيب أفكاره تجعله يترجم ما رأى بعينها هى وهو مشوش بسبب حبه لها. 


ليبصق عليهم مرددا بقرف:علاقه قذره. 


ليقرر عدم مهاتفة جنه... بل سيذهب لها فقد مل الجلوس بدونها. 


كان شوكت يجلس بسيارته فى نهاية اليوم يتصفح الأخبار ليستعر لهيب عينه وهو يرى تداول اخبار زفاف ابنه مرفقه بصور. 


فتح هاتفه يحدث صاحب شركة الدعايا تلك قائلاً :ايه الى انت مهببه ده ياصفوت. 


صفوت :خير بس ياباشا مين مزعلك وانا انسفه. 


شوكت :الى منزل خبر جواز سليمان يا صفوت. 


صفوت:آآآه.. اهى دى بقا الى مش هقدر عليها لأن الى منزل الخبر هو الباشا بذات نفسه وهو الى منقى الصور وبعتها. 


صدم شوكت يقول ببهوت:انت متأكد يا صفوت. 


صفوت:ايوه ياباشا وانا معقول اتخطى حدودى غير بأوامر معاليه. 


ليغلق الهاتف بوجه صفوت وهو لا يصدق ماحدث. 


فى نفس الوقت كانت جنه تجلس فى حديقة المنزل بعدما استهوتها قليلاً بهوائها وحضرتها وورودها. 


فتحت هاتفها كى تتسلى قليلاً لتجد وابل من الرسائل وشعارات فيسبوك وانستجرام. 


فتحت الرسائل اولا لتصدم من محتواها الكل يسأل منصدم هل تزوجت حقا... ومن ذلك.. البعض يعرفه والبعض لا. 


بمجتمعها رجال الأعمال غير معروفين بين الجميع الا المهتمين بأخبارهم. 


ظلت تقلب بالهاتف حتى وجدت انها ترند اليوم للسوشيال ميديا والكل يتحدث عنها هى والظالم. 


منهم عبارات جميله رقيقه ومنهم من يهاجم ويذم كيف لتلك الصغيره ان تقبل برجل يظهر عليه السن بوضوح وأنها تبدو صغيره جدا لجواره كأنها ابنته ناعتي أيها بكلبة المال. 


كان قد دلف للقصر يتقدم منها باشتياق منظرها وسط الخضره والورود جميل وخاطف. 


توقف امامهما يسحبها لاحضانه يخبرها بلوعه:وحشتينى وحشتينى حشتينييييى. 

اخرجها من احضانه يسألها باستغراب :مالك يا روحى. 


نطرت له بغضب ترفع الهاتف بوجهه تسأل :مين اللي نشر الصور دى... وبعد كلامنا بكام ساعه 


ارتبك فى الحديث تزامنا مع دخول والده يصرخ بغضب يناديه :سليمااااااان. 


التفت له وجده يقترب يقبض بيده بعض المجلات يسأل وهو يلوح بهم:اقدر اعرف ايه ده يابيه... من امتى اخبارنا الخاصه بتبقى ماده فى الصفحات والجرايد... ازاى تعمل كده. 


لتصرخ به جنه :يعنى انت الى عملت كده. 


شوكت :انا كلنت صفوت وحكالى كل حاجه. 


ليجيب بصوت عالى قد نفدت طاقته من شدة الغيره :ايوه انا...حقى.


شوكت :حقك؟! هو ايه الى حقك بالظبط. 


جنه :لا مش من حقك كفايه اوى لحد كده. 


سليمان بجنون وهو يضمها له تزامنا مع وصول نهله :ايوه حقى... البنت دى بقت مراتى وبتاعتى ولازم الكل يعرف كده وماحدش يفكر يقرب منها ولا يفتكرها لسه انسه. 


جنه:انا بجد زهقت وكده كتير.. كتير.. اكتر من كده مش هسكت.. مش هسكت ابدا... دول بيقولو عليا كلبة فلوس رضيت اتجوز راجل اد ابويا الناس بتشتم فيا... انا اتفضحت وسط صحابى. 


سليمان :هى السوشيال ميديا كده والتنمر بييجى قبل المدح فعادى...وبعدين صحابك مين دول بقا الى مش عايزاهط يعرفوا. خايفه على شكلك قدامهم... انسى يا جنه انتى خلاص بقيتى ليا للأبد. 


نفضت يده عنها وقد طفح بها الكيل :ماتنساش نفسك اوى كده انت متجوزنى عافيه بعد ما لويت دراع ابويا بتهانى فبلاش تتعامل كأننا واخدين بعض بعد قصة حب عنيفه... ومن هنا ورايح كل ده لازم يتغير وانا عايزه ارجع دروسى. 


سليمان :مش هيحصل. 


جنه :هيحصل وهتشوف. 


غادرت وتركته ينظر لاثرها بغضب  وبعدها تحركت نهله هى الأخرى 


وشوكت اقترب منه يقول :كل ده ليييه. 

سليمان :بحبها... ومش عايزها تقدر تمشى ولا حد يقرب منها. 


اقترب شوكت يربط على كتفه مرددا :والله لو ربطها بسلاسل حديد.. الست لو محبوسة فى قفص بردو هتعمل الى هى عايزاه... حسبتها غلط يا ابن الظاهر. 


فى غرفة جنه 


بعدما دلفت للداخل واغلقت الباب بغضب تفاجئت بدقات خفيفه على الباب وبعدها دلفت نهله. 


لتنظر لها جنه باستغراب فقالت نهله مستغربه نفسها هى الأخرى :انا مش عارفة ازاى وليه هعمل كده بس. 


اخذت نفس عميق تقول :انا عايزه اساعدك قبل ما امشى. 


لتتسع اعين جنه بصدمه فكيف ستساعدها والى أين ستذهب.....



الفصل الثاني عشر 


وقف شوكت فى ذروة غضبه.. فتاه صغيره تفعل بابنه الذى لقبه الجميع بالظالم هكذا.


يخرج عن كل القوانين التى سنها هو لهذه العائله وظل الجميع يسير عليها دون اى خطئ واحد.


المصيبه الاكبر انه لايرى من ابنه اى ندم او حتى مبالاه بما فعل... فقد أقدم على ذلك وفعله بل ويبدو على استعداد لفعل المزيد ربما ينال الرضا.


هم سليمان باللحاق بها لكنه اوقفه يناديه بغضب :سليمااااااان.


استدار وهو يقلب عينيه بملل ليقول شوكت بحده :انا عايزك اعرف إيه الى بيحصل بالظبط... ازاى البت دى تقف تزعق وتبهدل فيك بالشكل ده.


سليمان بغضب:بابا.... ماسمهاش بت.

لتتسع أعين شوكت ثم يزم شفتيه ويكتف يديه حول صدره يقول :والله... وايه كمان.


سليمان :اسمها جنه وتبقى مراتى يعنى ماينفعش حد يقول عليها بت.


اخذ شوكت يومئ برأسه يقول بهدوء خطر:حد... همممم.. والله عاال.


ليصرخ بعلو صوته قائلاً بغضب حارق:على آخر الزمن بقيت حد بالنسبة لك... جت البت دى  خلتنى حد بالنسبه لك... انت بتغرق يابن الظاهر وهتغرقنا كلنا معاك.


سليمان :انا ماقولتش انك حد بالنسبه لى انا بتكلم فى العموم هى متجوزانى انا يعنى مقامها من مقامى زى نهله واكتر شويه... ومش شايف انى بغرق خالص انا بعيش... بعيش زى ما انا عايز وعمرى ماكنت فرحان زى دلوقتي ولو غرقت سبنى... هغرق لوحدى.


شوكت :انت مش لوحدك... انت شايل اسم ومستقبل عيله.


صمت سليمان قليلاً يبتسم ثم تحدث بثقه ينظر داخل أعين والده :اسم ومستقبل عيله... طب خلى حد غيرى يشيل.. هتشيل مين بقا... ماهر المهزوز ولا زياد ابقو قلب خسايه... وخايف على مين هاااا... هى جنه ممكن تأذيهم فى ايه... خبر جوازى يأذى في ايه ولا مشكلتك انها فين بالضبط؟!


وقف وقد لخص الحكايه كلها بجملتين..لا أحد يستطيع تحمل كل تلك الاشياء ولا إدارة كل املاكهم بمنتهى الحزم والشده... ومنذ متى ووالده يخشى على بقية افراد العائله... خوفه كله من تأثير جنه القوى عليه.


لجم لسان والده وجعله غير قادر على الرد فسار متجها ناحية سلم البيت كى يذهب لها سريعاً وشوكت خلفه يخشى من القادم فسليمان بدأ باظهار تبجحه وجبروته اللذان يظهرهما للجميع إليه أيضا ولا يجب أن يسوء الوضع اكثر من هذا.


فذهب لغرفته يطلب فنجان من القهوه ويبدأ فى التفكير من جديد ليحدد كيف سيتصرف مع كلاهما الفتره المقبله فيبدو ان القادم يحتاج لهدوء وحكمه.


بينما وقفت نهله بعدما غادرت غرفة جنه وشاهدت شوكت يسير وهو هكذا لغرفته لتتشفى به مردده:اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.


بعدها ذهبت لغرفتها متخبطه لاتعلم هل ما فعلته صحيح ام لا لكنها اتبعت حدثها تنوى الخير وليكن مايكون.


لتتمدد على فراشها تغلق عينها بسلام تود النوم قليلاً.


فى غرفة جنه.


كانت هى الأخرى جالسه على احد الارائك تفكر... تتذكر حديثها مع نهله والذى قلب لديها بعض الموازين وصحح بعض المفاهيم.


     عوده بالزمن قليلا قبل نصف ساعه


دلفت لغرفتها تغلق الباب بقوه وعنف تجلس باكيه على ماوصلت اليه وكيف تدمر مستقبلها تشعر انها سجينه هذا الظالم.


دقات خفيفه على باب غرفتها ودلوف نهله تقول بتخبط:مش عارفة الى هعمله ده صح ولا غلط وانتى بنت كويسه ولا لأ بس... انا عايزه اساعدك قبل ما امشى.


اتسعت عينها لثواني ثم وقفت تحاول الخروج من صدمتها تسأل :هتساعدينى إزاى؟! ... وهتمشى إزاى وتروحى فين؟!


نهله :همشى من هنا خالص اهلى ليهم شقه كويسه فى المعادى القديمه هروح اعيش فيها وانا خلاص لاقيت شغل كويس يعيشنى مرتاحه الحمد لله.


جنه بخزى وهى تنظر أرضا :وطبعا كل ده بسببى..


صمتت نهله قليلاً تقول :مش بسببك اوى... ممكن كنتى دافع.. بس دافع ليا عشان افوق واعرف انى كنت غلط وان بجد من عاشر القوم ٤٠يوم صار منهم.

جنه:مش فاهمة؟!


اخذت نهله نفس عميق تقول :هفهمك... عشان مش عايزاكى تبقى زيى.


صمتت قليلاً ثم اكملت:انا اتجوزت سليمان ويوم بعد يوم غرقت فى العيشه الناعمه والفلوس وبقيت أنتخ يوم عن يوم لحد ما اتحولت من نهله شعلة النشاط لواحدة بتقول طب وهشتغل ليه مانا معايا أكتر من الى ممكن اقبضه من احسن شغلانه... اتحولت لواحدة اقصى انجاز ممكن تعمله انها تشرى شنطه من مايكل كورس يسرا نفسها قالبه الدنيا عليها... ههه لا واتصور بيها كمان واتفشخر اوى... شوفتى تفاهه اكبر من كده عمرك.


مسحت جنه دموعها تبتسم قائله :لأ بصراحة.


نهله بصدمه :ومالك بتقوليها كده وتزوديها عليا.


ضحكت جنه بوجهها الجميل فنظرت لها نهله بصمت متأمله وقالت :مش عارفه اغير منك ولا احبك المفروض اننا ضراير... بس عارفه انا مش غيرانه منك ليه رغم انك حلوه.


جنه بحيره:عشان مظلومه والله ومش بأيدى.


نهله:لأ... عشان انا سليمان فعلاً مش فارقلى... يتجوز.. يطلق.. يحج حتى مش فارق.


استغرقت جنه فى الضحك تقول:يحج مره واحده... ده تلاقيه مش بيركعها.


ابتسمت نهله عليها تقول وهى تنظر لجمالها :ليه حق سليمان يحبك.


تلاشت ابتسامتها تقول ببغض:يحبنى؟! هاه وهو الى زى ده يعرف يحب... ده اتجوزنى عشان عجبته مش اكتر.


نهله بثقه:لأ... انا كمان فى الأول كنت فاهمه زيك كده... لكن لأ... غيرت رأيى لما شفت بش نظرته ليكى عامله إزاى.. جنه سليمان بيموووت فيكى.


جنه برفض تاام:لأ.. الى زى ده مايعرفش يحب.

نهله :طيب جربى تديلو ريق كده هتشوفى.. لو ماقلبش معاكى عيل صغير يبقى انا غلطانه.


صمتت وهى تستمع لصوت شجار شوكت مع سليمان وبعدها عم الصمت لتقف سريعا قائله :خلصوا كلام واكيد جايلك على طول زى الى بيدور علي امه وسط الزحمه.. همشى مش عايزاه يعرف انى بساعدك.


وقفت بسرعه لتقف جنه تتمسك بها كأنها طوق النجاه تقول :هتشمى ليه خليكى معايا مش بحب اقعد معاه.


اشفقت عليها نهله كثيرا تنظر لها بصدمه وتعاطف قائله :ليه يا جنه ده بيحبك اوى.


جنه:انا مش بحبه ومش بحب حبسته ليا وبعدين انتى مش قولتى هتساعدينى... والنبى اعتبرينى زى اختك وقوليلى اعمل ايه؟!


تقطعت نياط قلب نهله وهى تجد تلك الفتاه بهذه الحاله لتربط على كتفها بحنو تقول:هقولك هساعدك ازاى ماتقلقيش... هجيلك مره تانيه يكون هو مش هنا.


ثم ابتسمت تحاول اضحاكها وهى تقول مازحه:والنبى انا ما عارفه ايه جو عائلة الحاج متولى الى احنا فيها دى.


بالفعل ابتسمت جنه فقالت نهله بسرعه وهى تغادر :ماتخافيش لينا قاعده... سلام.


      عودة للوقت الحالى


دلف لعندها باشتياق وهو يبتسم كأنه لم يكن فى شجار مع والده منذ قليل.


جلس لجوارها يقول:جنه.. جنه.


ظل يناديها لكنها كانت شارده ليكرر مره اخرى باستغراب :جنه.


انتبهت على وجوده معها وانه جالس لجوراها.


لتشيح بعينها للجهه الأخرى وقد عادت للغرق فى دوامتها مجددا... تشعر انها سجينه له.


حاول الحديث معها بهدوء يقول :انتى لسه زعلانه مش كده. 


جنه باقتضاب وقوه:ايوه. 

ابتسم عليها يقول :طيب مش تسمعينى انا.... قاطعته وهى تقف ثائره تصرخ وقد طفح الكيل :اسمعك؟! وهو انت بتسمع لحد انت بتعمل الى انت عايزه وبس... وانا بقا عايزه اعرف نهاية كل ده امتى؟


وقف ينظر لها باستغراب يسأل :نهايه؟! نهاية إيه؟ 


تحدثت بصوت حاد:انت مش اتجوزتنى واخدت الى عايزه لحد ما شبعت... انا عايزه اعرف انت هتطلقنى امتى؟ 


اتسعت عينه يتغاضى عن صوتها العالى يردد :اطلقك؟! مين قال اني هطلقك ان كان دلوقتي ولا بعدين!! 


جنه :بقولك ايه بقا عشان انت جبت اخر أخرى... انا زهقت وتعبت وعارفه اخرة كل ده ايه... دلوقتي ولا بعدين كده كده هتزهدنى ترمينى... اظن اسبوعين عسل حلو اوى ولو ناوى تكمل الشهر قول بس ابقى عارفه. 


حدثها بغضب اكبر يقول :انتى سامعه انتى بتقولى إيه... ازاى تقولى على نفسك كده... انتى ولا الى ب.... صمت لا يود جرحها لتكمل هى:ماتكمل.. سكت ليه... بس على فكره بقا انا انيل منها كمان.. اسوء منها بكتير... وانت الى وصلتنى لكده. 


تركها تتحدث ربما تهدأ لتكمل هى بغضب:انا... انا إزاى اقول على نفسي كده.. وازاى كلام زى ده ييجى على لسانى اصلاً. 


نطرت له باتهام وغضب تقول :شوفت وصلت بيا لفين.


اقترب منها يود تهدئتها قائلاً وهو يمد يده كى يمسح بحنو على كتفها :طيب اهدى يا حبيبتي.. اهدى بس. 


نفضت يده تصرخ به:ابعد ايدك عنى.. وماتقربليش تانى.. انت متخيل انت عملت إيه... خليت واحده فى سنى مدام... خلتنى اعرف واعيش حاجات ماكنش المفروض ابدا اعرفها دلوقتي وتقولى اهدى... عايزنى اهدى عشان تعمل الى بقالك اسبوعين بتعمله. 


يعلم انه شخص سئ.. فى نظر الكل وحتى بنظر نفسه لكنه لم يكن يعلم انها تراه بصوره ابشع... ليصمت نهائياً عن الحديث وهى تكمل ثائره :انا خلاص مش هسكت.. واعمل اللي تعمله.. ضربوا الاعور على عينه وانت كده كده ضيعت مستقبلى.. ورينى بقا هتعمل معايا إيه.. انا بقا قضيالك ومعنديش الى اخسروا. 


ظل مبهوت طوال ماهى تتحدث لينطق فقط بجمله واحدة :انا كنت عايزك تحبيني. 


جنه :وانا مش بحبك ومش هحبك... انت ضيعتلى مستقبلى... ده انت مستفز يا اخى... عامل كل حاجه غلط ممكن تبوظ حياة اى بنت ومستنى انك تتحب انت بجد مستفز.. وانا مش هسكت.. وهرجع اذاكر تانى وهحضر كل دروسى وامتحاناتى... انا مش هسيبك تضيعنى فاهم. 


صمتت وصدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال ليقترب منها قائلاً  وهو يجذب جبهتها له يقبلها قائلاً :ورينى هتعملى كده إزاى؟ 


تركها مصدومه وغادر بخطى سريعه ثابته وهبط الدرج يجلس بحديقه البيت الكبيره. 


وهى جلست مبهوته... حقا هو ظالم.. ظالم جدا. 


مرت ساعه أخرى وهى تفكر وتفكر بما ستفعله. 


وقفت امام الشرفه الزجاجيه تراه وهو يجلس حزين تسأل هل هو بالفعل حزين؟ وهل حزنه هذا بسبب ماحدث منها؟ 


نفضت راسها فهو وما يشعر آخر همها كل ما يشغلها الآن كيف ستنفذ ما أرادت بالفعل. 


وقد شاهدت بأم عينها... الشده لم تجدى اى نفع معه... الظالم لن يتراجع أمامها بل سيظهر مدى قوته كما فعل منذ قليل. 


ليقفز لرأسها سريعاً حديثها مع زكريا فى احد الأيام بعدما ذهبت إليه راكضه تشكو ملاحقه سليمان لها ووجدته يوبخ بسمله وقتها وحينما استغربت رد فعله العنيف. 

       عوده بالزمن قليلاً 


كان رده :لازم تعرف ازاى تدينى هيبتى ووضعى قدام الناس وتبتطل تبجح فيا... بسمله شديدة وانا الشده دى ماتمشيش معايا.. ممكن يبقى ليها دلال عليا لكن حتى ده يبقى جوا البيت مش براه... لو مشيتي كلمتك على راجل هتضيعى هيبته قدام الناس وهيبقى شكله وحش حتى هو نفسه مش هيبقى واخد باله.


نظرت له جنه بشرود غير واضح تسأل باهتمام :يعنى دى حاجة ممكن تقتل صاحبها وتقل منه مهما كان ظالم وشديد ومفترى.


زكريا :ده هى دى اكتر حاجه تجيب مناخير اى راجل الأرض خصوصا لو كمان بيحب والحب عاميه.. بيلاقى نفسه عمال يتنازل عشان الحاجه الى مش طايلها وهيموت عليها شويه بشويه يبقى شوخشيخه فى ايدها وكل حاجه بناها تتهد... بس الفرق انى صاحى لبسمله وناويلها اصلاً من البداية.


      الوقت الحالى

ترمش بعينها عدة مرات تفكر هل هذا ما كانت تقصده نهله؟!


ألقت نظره اخيره عليه تسأل كيف ستجعل شخص كهذا يفعل كل ما تريده.


خصوصا وهى غير مقتنعه تماما انه يعشقها.


قررت إعطاء اجازه لعقلها قليلاً.. ستطفئه كأى آله تحتاج للراحه وتذهب للنوم قليلا وبعدها ليكن ما يكون.


بعد مرور عدة ساعات... استيقظت من النوم على صوت دقات خفيفه على باب غرفتها.


تفاجئت به لجوارها غافى وقد استيقظ أيضا لتوه مثلها يسأل :مين ؟


الخادمه :العشا جاهز يا فندم.


سليمان :تمام.. روحى انتى.


نظر لها بجانب عينه ولم يقول او يعقب حتى... كأنه حزين منها... وغاضب عليها.. وايضا كأنه طفل عابس من امه.


وهى بداخلها حرب من الأفكار لا تعرف على اى فكره تستقر.


إلى أن ابتسمت بنعومه وصوت ناعم ودود:انت نمت جنبى امتى؟


دق قلبه لطريقتها الناعمه ينظر لها بجانب عينه لكنه لا يود وان ينجرف بالعشم.


ظل ينظر امامه قائلاً باقتضاب:مش فاكر.


ابتسمت اكثر تنوى زيادة جرعة السم قائله وهى تتمسك بكتفه:انت لسه زعلان مني؟


نظر لها باعين مسائله مصدومه عينه تنتقل من النظر لابتسامتها ولطافتها معه و ليديها المتشبسه بها.. فى اول مبادره منها للمسه بعد كل ما عاشه معها ومن مشاعر اى زوجين لكنه كان دائم الفاعل فقط.


رمش باهدابه ثلاث مرات ينظر لها باستغراب فاكملت:حقك عليا... انا كنت متعصبه شويه.


ابتعدت تقول عابثه:بس انت كمان عصبتنى وقولت كلام وحش كتير.


ليتحدث بحزن كطفل:مانتى الى قولتى كلام مافيش راجل يستحمله.


جنه بمكر الفتيات اكملت عليه:ومش اى راجل.. ده انت سليمان الظاهر حبيب قلب سيدات التجمع والشيخ زايد.


سليمان بثقه:ومدينتى.

ضحكت بدلال:ياواد يا واثق انت.


التمعت عينه يفتح فمه... جنه تمازحه... هل يحلم ام ماذا؟!


مزاحها لطيف ومحبب لقلبه يدفع نصف عمره ولتظل تتعامل معه هكذا فقط.


صمت ينظر مستغربا فسألت تضحك بشقاوه:ايه بتبصلى كده ليه؟ 


سليمان :لا بس.. 


اخذ نفس عميق يكمل:نفسى تفضلى كذه معايا. 


اخفت ضيقها منه تبتسم قائله :مانا بحاول اهو... تيجى نفتح مع بعض صفحه جديده يا سولى. 


تخشب جسده يسأل :يا ايه؟!! 

تحدثت بدلال وشقاوه وهى تقضم ارنبة انفه:يا سولى.. بدلعك.. مش قولنا هفتح صفحه جديده. 


سليمان بفرحه:قوليها بقا كده تانى. 

جنه وهى تبتسم باتساع:يا سولى. 


ضمها له بلهفه يقبلها ثم ابتعد عنها يقول :انا فرحان بيكى اووى. 


اتسعت عينها من الطريقه التى يتحدث بها وكانت الصدمه الاكبر وهى تسمعه يكمل بحماس:انا من بكرا هبعت اجيبلك كل كتبك من بيت باباكى.


لا تكاد تصدق هذا التحول الغير طبيعي... فقد تحول تماماً. 


كل هذا لمجرد إظهارها لاستجابة بسيطه من ناحيتها فعلت به كل هذا. 


هل نهله محقه وهو حقا يعشقها... وان كان فما هو القادم؟!


الفصل الثالث عشر 


ضمها له يهبط الدرج وهى معه كى يتناولا طعام العشاء.


وقد خرج شوكت من غرفته واتجه بعدهم محافظا على تقاليده


كان الكل فى الانتظار ومن ضمنهم نهله التى استيقظت لتوها تراه يضمها له هكذا وجنه تبتسم فى وجهه ابتسامة هى الوحيده التى تعرف ما خلفها.


تعرف ان تلك الفتاه لم تجد سوى ذلك حلا ريثما تستقر على ما يمكنها فعله.


جلس شوكت صامت تماما ينظر ناحية ابنه يرى كيف ياكل وهو لا ينظر للطعام حتى إنما ينظر على يمينه عينه مسلطه عليها.


وعندما تبتسم له يرفع رأسه يأخذ نفس عميق يتباهى بمجرد تلك النظره التى نظرتها له أمام الجميع كأنه يقول أرأيتم انها تحبني.


ليرى شوكت كيف خرج الامر عن طور السيطرة وان العنف لن يجدى اى نفع.. ليبتسم ابتسامه جانبيه مستهزءه فمن تلك الصغيرة التى جاءت لتقلب ابنه وكل الموازين هى لا طاقة لها أمامه ولكن صبرا جميلا لا يريد خسارة سليمان.. لم يخلق بعد من سيجعله يخسر ابنه.


ليتحدث مبستما فجأه :ازيك يا جنه.


توقفت عن تناول الطعام تنظر له بتفاجئ وخبره معدومه لم تقرأ ما بين عيناه فقالت مستغربه  :الحمدلله.


ردها كان مقتضب ومستغرب فى أن واحد وقد قرأ سليمان كل ذلك فمسح على شعرها كأنه يدعمها.


وسط نظرات الكل.. كل منهم بشعور مختلف مابين صدمه وحقد واشتغراب.


اما شوكت فما عاد يصدم... لقد فهم لأى مرحله وصل إبنه.


فحدثها مجددا يقول وهو ياكل بهدوء بنفس تلك الابتسامة :يارب تكونى مبسوطه عندنا.


لينظر له سليمان بعدما شعر بمغزى كلمته وشعر بنظرات التعالى التى نظر به الكل ناحية جنه يخبروها ان هذا بيتهم هم.


فتقول جنه :بحاول بس بصراحة بيت بابا كان دافى اكتر.


ترك شوكت طعامه ينظر لها بحده وقد نسى هدنته معها يقول ببعض الحده:قصدك ان بيتكوا احلى من هنا!


جنه بكل تأكيد :ايوه.


نظر لها سليمان هو الاخر بحده لتهز كتفيها بقلة حيله تقول :هو سألنى وانا جاوبت بصراحة... فى بيت بابا كنت مبسوطه اكتر.


ليتدخل زياد :طبيعى كل بنت بتبقى شايفه بيت باباها اكبر قصر فى الدنيا.


نطرت له تبتسم ممتنه وسليمان يتنقل بنظراته بينهم ليقول بحده:كملى اكلك وخلصى طبقك.


ثم نظر امامه صامت لدقيقه وشوكت يتابع كل شئ بتركيز الى ان تحدث يضيف قائلاً :وعلى فكره يا بابا.. ماسمهاش عندنا لانها بقت من صحاب البيت خلاص.


صمت لثانيه ثم اضاف:ويمكن اكتر شويه.


ليزداد غيظ غاده وتهانى ولم يستطيع ماهر الصمت اكثر فقال :إزاى يعنى.


سليمان :هو إيه الى إزاى يا ماهر.. انت مش واخد بالك انها بقت مراتى وانا... صاحب البيت ده من بعد اذن بابا طبعا... يعنى هى صاحبة البيت.


لينظر لوالده قائلاً :ولا ايه يا بابا.


صمت شوكت عينه بعين ابنه وماهر معترض يقول :ايه اللي بيتقال ده ياعمى.


شوكت بغموض وهو مازال ينظر بعين ابنه:زى ما قال سليمان يا ماهر.


اشاح بعينه بعيدا عن ابنه يكمل تناول طعامه باعتياد قائلاً :ودى مش حاجه جديده عليكوا عشان تتفاجئ اوى كده... سليمان هو الى سايق من سنين يبقى هو الوريث الأول ولا هو يشيل فى الشغل والتعب بس ولما نيجى للورث والدلع يبقى لأ... لما تبقى بتتعب وبتشيل ربع الى بيشيله ابقى اتكلم.


وقف ماهر محتج:ومين قال اني ما قدرش اشيل... ادينى يويمن وشوف.


شوكت بسخريه:بس بس يا ماهر بس... ده غاب اسبوع واحد... اسبوع واحد بس كنت محتاس انت وزياد.


اشاح وجهه ينظر للجميع يوجه لهم الحديث:ده كلام ونتيجه نهائيه... سليمان هو الوحيد اللي يقدر يشيل وكمان مالوش اى بديل.


جلس ماهر بغيظ وغضب ينظر ناحية سليمان بغضب وغيره.


بينما سليمام مال على صغيرته يقول بتباهى يغتنم الفرصه :شوفتى جوزك جامد إزاى؟


غمز لها بعينه عابثا لتجد نفسها مضطره على الضحك بوجهه ومسايرته.


كل ذلك جعل تهاني تجلس مقابل على كرسيها كأنها تفترش الجمر... دلاله لتلك الجنه يقتلها وقد اشتاقته حتى انها اشتاقت لتوبيخه لها. 


لا ترى تمام زياد بحنيته الجميله ولا حتى طيب قلبه...وكأن ربها قد سلط عليها قلبها وعقلها... جعلها لا ترضى او حتى ترى ماتمتلكه من روائع تطوق فقط لما هو بعيد يرفضها. 


ليقطع ذلك الصمت الرهيب صوت فريال التى قالت بهدوء لبق:بس غريبه يا جنه. 


انتبه لها الجميع خصوصا سليمان وجنه التى انتبهت لها قائله بابتسامة :إيه الى غريب؟! 


فريال:ان انتى وتهانى ولاد عم... قرابة دم وعصب يعنى من عيله واحدة بس فرق كبيييير بينكوا... فى الشكل وفى الشخصية كلو. 


ليكن الرد من سليمان حين ضم جنه له يقول وهو يسمح على شعرها:طبعا.. جنه مافيش زيها... جمال...


صمت ينظر ناحيه تهانى يكمل :وأدب. 


ابتسم شوكت عليه واكتفى بالصمت يتابع بتسليه. 


وتهانى احتقن وجهها غضبا تقول:قصدك ايه. 


ليتدخل زياد هو الاخر بضيق شديد :خالى ما.... قاطعه سليمان يبتسم بتلاعب:هو انا قولت حاجه يابنى بقول مراتى جميله ومؤدبه.. أما امرك عجيب يا اخى. 


ضحك شوكت بخفه.. يعشق اللعبه الحلوه ودائما سليمان اهدافه فى الصميم. 


فوقف عن مقعده لينتهى أخيراً ذلك العشاء الكارثى وبداخل كل شخص منهم الكثير والكثير ناحية الآخر.


فسحب سليمان جنه وغادر كأنهم توأم ملتصق وبعدها غادر الجميع واحد بعد الاخر وبقيت نهله جالسه تقلب النظر بكل شخص فيهم.


لأول مرة تكن خارج تلك الدائرة.. تنطر لهم من بعيد.. عندما شعرت انها لا تنتمى لهم وبعد ايام لن تكن هنا بدأت تتعامل على ذلك. 

وأنها شئ وهم شئ آخر فبدات ترى الحقيقه اكبر وأوضح. 


أخذت تردد:يا عيله قذره ياولاد الكلب.....كويس انى هنفد بجلدى... انا ربنا نصرنى.


وقفت كى تذهب لغرفتها لا تريد اثاره اى شكوك حولها ريثما تفعل ما تخططا له فقط.


فدلفت لغرفتها تغلق الباب وما ان جلست على فراشها حتى استمتعت لدقات خفيفه على الباب فسألت:مين؟


وكان الجواب بخفوت:انا جنه.


وقفت بسرعه تفتح الباب باستغراب تسأل :جنه!! ... هو سابك إزاى؟!


جنه:جاله تليفون شغل مهم هو والراجل الكهنه ابوه ده.


ضحكت تقول :كهنه... عارفه لو سمعك هيعمل فيكى إيه... ادخلى ادخلى.


دلفت لعندها تقول :يعمل الى يعمله بقا ياكش اعصبه واوجع كرامته ويخلى ابنه يطلقنى.


ضحكت نهله تقول :ياسلام وسليمان بقا هيسمع الكلام ويطلقك.. هههههههه هو انا ما قولتلكيش.


جنه ببهوت:إيه؟


نهله وهى مستغرقه فى الضحك:ماهو الى انتى بتعمليه مع سليمان خلاه يدوق طعم حلاوتك لما تبقى راضيه عنه وعمره ماهيطلقك بردو ههههههه... مش قادرة.. همووووووووت هههههه.


بهت وجه جنه تقول بعصبيه :على فكره انا مش شايفه فيها اى حاجة تضحك دى مش نكته تضحك دى تخوف.


صمتت تنظر لها بصدمه اكبر تقول :انتى كنتى بتلبسينى فى الحيطه بدل ما اقفله منى اعلقه بيا اكتر؟!!


توقفت نهله بصعوبه عن الضحك تقول :بتشكى فيا وانا الى كنت عايزه اساعدك هو فى واحدة بتساعد ضرتها بذمتك


جنه :لو سمحتى بطلى ضحك انا مش بهزر دلوقتي... انا جيت اكحلها عميتها


نهله :طيب براحه كده هفهمك انا خليتك تعملى ايه.


جلست جنه امامها بهدوء فقالت نهله :بصى يا جنه واضح اوى ومن البداية ان سليمان بيحبك ومش ناوى يسيبك فى حالك او حتى يطلقك تمام؟


جنه:هممم.

اكملت نهله :وفى نفس الوقت مانع عنك كل حاجه واى حاجة تقريباً كانوع من انواع العقاب ماتفهيش الى هو زى ما انتى حرمانى من اكتر حاجه عايزها هحرمك انا كمان من اقل حاجه تعوزيها.. واول الحاجات دى تعليمك.


جنه :مانا حاولت اتكلم معاه كويس وهو قالى هبعت اجيب كتبك كلها.


نهله :بالظبط.. ده الى خليتك تعمليه... إنك تسايسى امورك لحد ما تاخدى الى انتى عايزاه... لأن كده كده سليمان مش ناوى يسيبك فتختارى ايه أنه يفضل لازق فيكى ومانع عنك كل حاجه حتى دراستك ولا يلزق ماشى بس تخليه يعملك كل الى انتى عايزاه بإشاره واحدة منك؟


صمتت جنه تشعر انها بين المطرقه والسندان ثم قالت :ايوه بس انا مش بحبه ولا طايقه العيشه هنا...  حيطان البيت نفسها مش قابلاها... ده حتى السرير الى بنام عليه مش مرتاحه فيه مش هعرف استحمل والى مصبرنى انى معشمه نفسى أنه مسأله وقت وكل حاجه ترجع زى الاول... اصحى قلقانه على صوت بتاع اللبن والعيال فى الشارع صوتهم مضايقنى ومعصبنى.. ماما تفتح الباب تزعق وتقولى كل ده نوم قومى ذاكرى وانا مابقاش طايقه نفسى واخنسر من فلوس الدروس وتصوير الورق... انسى القصر ده بكل الى فيه كأنى ماجتش هنا ولا نمت يوم واحد فيه.


هزت نهله رأسها بأسى تخبرها :بصى يا جنه عشان انا خلاص قربت امشى فعايزه اقولك ياريت تأقلمى نفسك على العيشه دى لأنك مش هتعرفى تمشى.


جنه :انتى خلاص ماشيه.. طب ليه ده انتى الوحيده الى بتكلم معاها هنا.


نهله بصيق:انا خلاص رتبت أمورى ومابقتش عارفه اعيش هنا اكتر من كده... القاعده وسط الناس دى بقت تخنقني بجد.


جنه :وايه اللي جد مانتى كنتى عايشه معاهم سنين.


نهله:الى جد جواز سليمان بيكى.. مابقتش عارفه استحملها على كرامتى ولما دورت على مخرج ولاقيته وأمنت نفسى وبدأت ابصلهم من بره بدأت اشوفهم بصوره ماكنتش شايفاهم عليها قبل كده كلللللهم.. يعنى انا مثلا كنت بشوف ظلم وافترى سليمان على الى شغالين عنده ومافيش فى مره اعترضت... ولا حتى حاولت الفت نظره... زى ما اكون اخدت على ان ده عادى.


صمتت لدقيقه تتذكر ثم اكملت :حتى انا نفسى بقيت زى الستات الى بنسمع عنهم انهم مقضينها سفر وخروجات ونوادى.. عارفه المشكله فين؟


جنه :فين؟

نهله :انك طول مانتى عايشه وسط ناس لبسها كله عريان والموضوع عادى... بيسهروا ويرقصوا وعادى... مرات ده مع ده ده وبنت ده واقفه مع ابن ده عادى بردو..بتبقى عادى.. وكله عادى عادى عادى.. ومايحسش بالفرق ده غير الى يبص عليهم من بعيد لكن طول ماهو قالع وبيرقص زيهم مش هيحس بكده بل بالعكس ده لو الى واقف بعيد ده انتقد بنشوف انه ايه الغباء والتخلف ما عادى... فهمتى؟! 


جنه بسخريه وضيق كتفت يديها على بطنها تقول :انا كده استفادت إيه. 


نهله :يانهار ابيض... ايه الغباء ده.. بقولك كل ده عشان تعيشى هنا عمرك كله بس اوعى تبقى زيهم. 


ارتعبت جنه تقول بتحسر وعويل:ياخبر اسود هو انا هعيش هنا بقية عمرى مافيش امل خلاص؟!!! 


لم تستطع نهله حقا إنما غرقت فى الضحك مجددا مما استفز جنه جدا ووقفت بعصبيه تقول :انا غلطانه انى جيت اتكلم مع ضرتى... قال يعنى هتنصحنى.. اوعى كده. 


نهله من بين ضحكاتها:خدى تعالى هنا.. دى اخرة خدمتى ونصيحتى ليكى. 


وقفت وهى على اعتاب الغرفه تقول بغيظ:خدمتك ونصحتك لابستنى فى الحيطه اكتر مانا لابسه... مش عارفة اقولك ايه والله. 


نهله :ماقدمكيش حل غير كده يا جنه... سليمان ماحدش يقدر يخليه يعمل حاجه هو مش عايزها بالعافيه... على الاقل لحد ما تخلصى امتحانات وبعدها قدامك مده طويله تشوفى هتعملى ايه. 


اكتفت جنه بهز رأسها تخرج من غرفة نهله وتسير تجاه غرفتها هى. 


تائهه فى دوامه وضعت بها جبرا... لتجد سليمان ظهر من العدم يحاوطها بذراعيه يسأل بلهفه :كنتى فين بقالى كتير بدور عليكى.


نظر لها باستغراب لملامحها التائهه وذلك الضياع بعينها يسأل :مالك؟ 


كانت تنظر له بصمت... ترى بوجهه سجن مجبروه على التكيف معه... انه لا خلاص منه ويأتى ليسأل ما بكى.. بماذا تخبره. 


ولما صغيره بعمرها يكتب عليها كل ذلك ولما لا يتركها وشأنها؟


حاولت الخروج من حالتها تلك تحت عيونه الملحه فى السؤال وقالت :مافيش حاجة.. كنت مصدعه شويه. 


ضمها له بحنان كبير لا يمكنها استشعاره ابدا وهى لا تتقبله وقال:لأ لازم تاخدى مسكن عشان تفوقى كده. 


اخرجها من احضانه يحتضن وجهها بيديه ويضيف :لأن خلاص بعتت حد من السواقين يجيب لحبيبتى الكتب بتاعتها عشان تذاكر زى ما وعدتها.


انهى حديثه ينظر لها بحب سألا:مبسوطه؟ 


ابتسمت بصعوبه تومئ برأسها ليضمها له مجدداً وهى تحتضنه بلا اى حيله اخرى... ضمته لها تتنهد فكأنه قدرها على ما يبدو. 


اتسعت عينيه وشفتيه بفرحه كبيره غير مصدق بأنها تضمه لها.. تمد يديها على طول ظهره تحتضنه كما فعل. 


ليخرجهم من حالتهم تلك صوت مغتاظ حاقد يردد:يا سلام فى الكوريدور يا باشا. 


رفع حاجب واحد ثم اخرج جنه من احضانه ينظر خلفه ليجد تهانى تقف تهز قدميها بغيره  غل ليقول بسخريه :كوريدور  يا توتو؟! والله واتنجرتى... مش لايقه عليكى... الى زيك يقول طرقه... فسحه.. إنما تهانى وكرويدور مع بعض ما يركبوش خالص. 


فلتت ضحكه من جنه فنظر لها سعيد لسعادتهة وضمها له يكمل :انتى مالك بينا يابنتى انا عايز افهم... شكلك عندك جفاف عاطفي. 


لينادى بأعلى صوته:يا زيااااد... زياد. 


حضر زياد مستغربا يقول :ايه ده فى ايه؟! 


سليمان بتهكم:والله يابنى مانا عارف شوف المدام مالها. 


وقفت مغتاظه تقول :مايصحش تحضنوا فى بعض كده قدام الى رايح والى جاى. 


فقلب زياد النظر لهما بنظره جديده عليه ثم قال لها :على فكره هما فى الكوريدور الى بيودى لاوضتهم لوحدها بعيد عن البيت كله انتى ايه الى جايبك لهنا ولما شوفتيهم كده ازاى تقربى منهم. 


سليمان بسخريه مجددا :مش عارف والله.. روح اكشف عليها يا زيزو يا حبيبى... شكلها هرمونات حمل. 


بهت وجه تهانى مجدداً فقد ذكره بحملها المزعوم ليضم جنه له ويتجه يفتح باب غرفته وهو يكمل :انتى مش كنتى بتقولى حامل؟! ولاااااا... شكلك نسيتى ولا ايه؟!! 


تركها ودلف معه جنه لغرفتهم يغلق الباب بوجهه. 


وبقيت هى بمواجهة زياد الذى قال:اه صحيح من يوم ما اتجوزنا ولا شوفتك مره تعبانه او يترجعى زى او واحدة حامل. 


ابتسمت بتوتر تجيب :ماهو.. ماهو. مممش كل حمل زى التانى عادى يعنى. 


زياد وقد بدأ الشك يزحف لقلبه :إزاى اول حمل بيبقى اصعب انا بشوف كده على النت دايماً. 


تهانى:اهو بقا... امر الله.. هنعترض يعنى 


زياد :لأ استغفر الله. 

صمت ثوانى وقد تنهدت بارتياح لكنه اكمل :بس انا بقا حابب اتطمن على ابنى... فهروح احجز معاد عن دكتورة نسا.. نروحلها بكره ان شاء الله. 


تركها وتحرك ثم استدار لها جدها مازالت واقفه موضعها فسأل ببعض الغضب:إيه هتفضلى واقفه عندك ولا ايه؟! 


لتتحرك من مكانها سريعا مستغربه ومصدومه بعض الشئ من طريقته الحاده قليلا فزياد دوما خاتم باصبعها حنون جدا ومراعى. 


يجب عليها إعادته كما كان فلابد وان يظل هكذا معها ولا يتغير.


الفصل الرابع عشر 


طوال الليل وهو يأخذ الغرفه ذاهبا وايابا ينظر لها بغيظ شديد.

منذما جلب لها تلك الكتب خاصتها وهى منكبه عليهم كأنها لا ترى غيرهم... وهو يريدها والان بل منذ مده.


طال انتظاره كثيرا وهى تقريبا لم ترفع عينها عما بيدها الم يتألم عنقها حتى!


هى نفسها مستغربه جدا.. عندما كانت ببيت والدها وقبل هذا الكابوس الذى وضعت به كانت لا تحب المذاكره رغم كونها ذكيه ولكنها كانت تمقط شئ اسمه مذاكره.


لا طاقة لها ولا باع لذلك.. لو جلست ساعه تذاكر تأخذ فى المقابل ساعتين او اكثر لهو.


وقد ضاعت احبال والدتها الصوتيه فى تنبيهها احيانا وتعنيفها احيانا اخرى وهى كانت تتلقى كل ذلك بتأفف وضجر.


هذا حينما كانت فتاه مثل كل فتيات عمرها ولكن.... فى غمضة عين تغير كل شئ وتغيرت هى حتى تغير معها منظورها للاشياء.


فأصبحت دراستها الآن المتنفس الوحيد لها.. تتمسك به وكأن به متعتها.. كأنها حريصه على إلا تفقده.


او... كأنه حق لن تسمح للظالم بأن يسلبه منها وستدافع عنه حتى ولو بالحيله.


وهو مازال يدور حول نفسه كالاسد الحبيس.


لكنه قد فقد طاقته وصبره ولم يعد يطيق الانتظار.


تقدم منها على حين غفله يرفعها عن مقعدها هذا بغضب ونفاذ صبر.


غضبه الاكبر انه لا يمتلك ناحيتها تلك القوه التى يمتلكها تجاه كل شئ. 


أمامها فقط يشعر انه ضعيف وقليل الحيله... بات لا يعلم هل هى جنته؟! 


ام ناره وعقاب الله له بالأرض. 


كانت بين يده معلقه كالعصفور وهو يقلب النظر بها كأنه مستفهم... مستغرب. 


يبحث فيها عن إجابه لسؤاله.. لما يفقد قوته امامها وهى لا تفعل اى مجهود حتى. 


لم تفعل اى شئ.. كائن عادى.. يحيا بسلام.. لم تغويه.. أو حتى تلاعبت به... أو تجاهلته كنوع من انواع الجذب التى تتعمدها الكثير من الفتيات. 


هى فقط تتعامل كأنه غير موجود وتتمنى ذلك... يعلم انها لا تريد حياته او موته. 


هى تريده ان يتركها وحياتها.. فما السر؟!


هل لأنها جميله... وهو يعلم ذلك كأنها قطرة ندى سقططت على زهره باللون الودرى. 


لا..... لقد رأى من هى اجمل وارق. 


هل لأنها صغيره بالعمر ويخشى من تركها له؟ 


لا.... لو اراد من هى أصغر لحدث له ما أراد وبوقتها ستكن مطيعه وراضيه اكثر. 


إذا ما سر ضعفه امام تلك الجنه. 


اغمض عينه بقلة حياه وتعب يضمها له وهو يتجه ناحية فراشه يحملها. 


وقد بدأ بممارسة جنونه وشغفه بها.. قبلاته لا تفارقها يغرز يده بشعرها الكثيف.. يزيد من ضمها له ربما تلتصق بجسده ويشعر بالأمان ومن بعده الراحه. 


تعدت الساعه الثالثه فجراً وهو للآن لا يستطيع النوم. 


نظر لجواره وجدها غافيه بارهاق وهو يقتله التفكير والحيره. 


لا يشبع منها.. ولا حتى من النظر إليها.. يكره ذلك الضعف الذى بات يسيطر عليه تجاهها والأكثر رعبا كونه يزداد يوم بعد يوم. 


نظر لها يزيح الشعر عن وجهها لتظهر ملامحها البريئه التى غرق بعشقها ليأخذ نفس عميق يتنهد ويضرب راسه بظهر الفراش وهو ينظر للفراغ متسائلا... متى سيأتي اليوم وتتقبله... وهل سيأتي من الأساس ام لا؟! 


لم يجد اجابه ولا يملك سوى الغرق بعشقها فيتمدد على فراشه ويجذبها له يلصقها به وهذا اقصى ما يمتلكه او يمكن أن يفعله.. ان يستسلم امامها وينتظر. 


فى صباح اليوم التالى. 


استيقظت اولا تنظر حولها وجسدها كله يؤلمها. 


تتأوه بخفوت وتعب ثم نظرت لجوارها وجدته مازال غافى يضمها له بقوه. 


نظرت بسخط ليديه التى تقيدها بقوه كى تظل ملتصقه به ولا تبتعد.. تمقت تحكمه باجبارها على الالتصاق به حتى وهى غافيه. 


حتى غفوتها وطريقة نومها يحددها هو... لا تجد مبرر رغم أنها بدأت تتأكد من كونه عاشق لها. 


ولكن عشقه هذا لا يشفع له.. ربما لأنها لم ولن تبادله... تعلم انها لو بادلته لكانت احبت وابتسمت على فعلته تلك ولكن... 


لكونها مجبره وغير متقبله تأخذ كل أفعاله على العكس تماما. 


حاولت الخروج من بين ذراعيه ولكنه... قوى وجبار حتى وهو نائم. 


فقد همهم وهو نائم يزيد من تمسكه بها يتقلب على الفراش وهى باحضانه حتى أصبحت على الجهه الأخرى وهو بات بمكانها..ومازال متمسك بها بين ذراعيه. 


لتشيح عينها بضيق عنه فتنظر ناحية مكتبها الصغير الذى جلبه لها خصيصاً وعليه كتبها. 


ثم عاودت النظر له تحلل ماحدث.. وتعيد ترتيب افكارها. 


ابدا لن تصبح دميه... باتت تكرهه وتكره تحكمه فى مصيرها.. هو من قرر الزواج بها رغم تحذريها له مرارا انها لم ولن تعشقه. 


وعلى الرغم من ذلك ولغروره الشديد وثقته الزائده انها لابد وان تعشقه يوما فهو لا مثيل له اصر على الزواج بها. 


هى لم تخدعه هو من خدع وارغم الجميع... ترى انه لا يستحق اى شفقه... هو حتى لم يفكر يوما فى الذهاب لزوجته الأولى... منذما تزوجا وهو لم يذهب لغرفتها ملقيا السلام حتى. 


ومع الجميع حدث ولا حرج.. تجد كل ما يخطر ببالك.. ظلم.. افتراء..تجبر..تعنط..قطع ارزاق... كل الصفات السيئه تجدها بسليمان. 


هو حقا يستحق وعن جداره لقب الظالم. 


لذا حلال فيه اى شئ... ليرى ما جنت يداه إذا. 


دقات متتاليه على الباب جعلتها تجيب :ايوه. 


الخادمه:الفطار جاهز من فتره والكل مستنيكوا. 


جنه:حاضر جايين. 


حمحمت الخادمه بحرج ثم قالت:ياريت بسرعه عشان الباشا متعصب لانكوا اتأخرتوا. 


رفعت جنه حاجب واحد ثم وقفت عن فراشها وذهبت تفتح باب الغرفه. 


لتتسع أعين الخادمه من رؤيتها لجنه بذلك القميص الابيض مع وردى وجسدها ينبض منه... تعذر سيدها على عشقه المجنون لتلك الصغيره. 


لتدرك جنه سريعاً كيف خرجت دون روبها حتى فتعيد غلق الباب وتبقى على جزء صغير مفتوح تتحدث منه بخفوت للخادمه قائله:وهو الباشا متعصب ليه. 


الخادمه :البيت هنا له قوانين.. وهى حاجة كبيره ومهمه اوى لشوكت باشا... ومنها انه آخر واحد يقعد على الاكل واول واحد يقوم. 


صمتت جنه لثوانى ثم قالت :طيب بصى.. ماتقوليش لحد إنك لاقتينى صاحيه... اوكى؟ 


الخادمه :بس.... 


جنه:عشان خاطرى... بصراحة عايزه انام شويه كمان.. وكمان بصراحة اكتر مش بعرف اكل بالشوكه والسكينه زيهم انتى بنت بلد زيى وفاهمة. 


استطاعت جذب استعطاف الخادمه بكلمات رقيقه متواضعه جعلتها تبتسم قائله :حاضر من عنيا. 


جنه:تسلملى عنيكى. 


ذهبت الخادمه وهى اغلقت الباب ووقفت تنظر تجاه سليمان وهو مازال غافيا. 


لتجد هاتفه يدق فذهبت له سريعاً تغلقه وبعدها دلفت لحمام منعش. 


اما على مائده الإفطار فالكل يرى شوكت وهو غاضب.. حتى بعدما قرر تهدئة الأوضاع يعيد سليمان خرق كل القوانين كأنه لا يرى امامه غير تلك الصغيرة. 


نهله تتابع ما يحدث بتسليه... كذلك غاده متشفيه وماهر أيضا. 


اما زياد فعينه مسلطه على تهانى المتوتره.. وفريال مشفقه على والدها من الغضب تخشى ارتفاع ضغطه. 


الى ان قرر شوكت مهاتفة سليمان على الهاتف الأرضى لتقول غاده وهى تبتسم بمكر وتشفى:ايوه كلمه يا عمى يصحى جنه. 


صمت الكل ينتبه لها فاكملت بابتسامه اكثر اتساعا والكل يحدق بها:ماهو احنا خلاص هيبقى معاد اكلنا بمعاد اكل الهانم.... صاحبة البيت زى ما هو قال.


وقف شوكت يضرب الطاوله بيده قائلاً :صاحبة البيت إزاى يا غادة... امال انا روحت فين... شوفتينى موت. 


شهقت غاده بمكر توحى له انها ذلة لسان لا أكثر وقالت:ماقصدش ياعمى ربنا يديك طولة العمر بس. 


صمتت تنظر ناحية زوجها ثم قالت :هو قال كده وحضرتك ما عرضتش. ليزيد ماهر مؤكدا :ايوه ده الى حصل وانا لما اعترضت... وده كان عشانك انت قولت لأ هو صح. 


وقف شوكت ببطئ وتراجع عن فكرة اتصاله به. 


ود ترك الطعام ولكن تراجع... لو ترك الطعام لظهر بموقف ضعف. 


بل جلس بهدوء رغم غضبه... لن يسمح بما يقال وان يتحقق ويكون معاد طعامهم وفقا لهوا تلك الصغيره. 


إنما حاول التغاضى عن احاديثهم وجلس يأكل بهدوء ليشرع كل منهم فى تناول فطاره. 


فى غرفة سليمان.

خرجت من المرحاض وهى مستغربه فقد توقعت اتصال ارضى ولكن لم يحدث. 


لم تبالى كثيرا وتنهدت تقترب منه تنظر له وهو غافى بهدوؤ.


تحدث نفسها :كنت فين وانا فين وايه الى حدفك عليا... وايه الى انا عملته وحش فى حياتى عشان تظهرلى انت... بتحكم وتتحكم.. بس ماشى.. اشرب بقا من الى انت عملته... هنشوف مين الى هيحكم ويتحكم... مش هكون انا الضحيه ابدا... انا حذرتك وانت بردو الى فضلت مكمل... لو فى حد هيضيع يبقى مش انا... انا ما استحقش كده... انا عمرى ما اذيت حد. 


جلست لجواره تميل عليه بخصلاتها التى تقطر الماء للآن توقظه برومانسيه شديدة ودلال يوقف قلب اى رجل وهى تمسح على وجهه تعض شفتيها مناديه إياه بحب :سولى... سليمانى... اصحى يالا صباح الخير. 


رمش باهدابه عدت مرات هل يحلم... ولكن الصوت عاود التكرار بنفس النبره الحميميه :سليمانى... اصحى يالا. 


اتسعت عينيه يدور بؤبؤ عينه بكل الارجاء. 


يقشعر وهو يشعر بلمساتها الساخنه على وجهه وشعره... يشعر بقطرات الماء والريح الطيب القادم من شعرها. 


فينظر لها ويجدها تبتسم... لا يصدق عيناه ولا انها قريبه منه وتلمسه من تلقاء نفسها. 


يسأل ببلاهه:هو انا صحيت ولا لسه بحلم؟! 


ضحكت بدلال تقول :لا صحيت خلاص. 


سليمان بتوجس يخشى ان يكن حلما:يعنى دى انتى بجد؟! 


جنه:اممم. 


سليمان :وقاعده جنبى وحاطه ايدك على وشى. 


جنه:امممم. 


سليمان :وكنتى بتنادى تقولى إيه!!! 


اقتربت منه امام شفتيه تهمس بمكر لا تعلم ممن اكتسبته: سليمانى؟!! 


ليقتنص تلك الشفاه بقبله مجنونه وهو غير مصدق. 


ابتعدت هى عنه تحاول الاستمرار على نفس النهج قائله بنعومه وهو تملس على جوانب شعره بجوار اذنه عازمه على الا ترحمه وهو قلبه يدق بطريقه مخيفه لو علمت لاشفقت حقا عليه 


كل هذا دفعه واحده كثير جدا على رجل تمنى اقصى شئ ابتسامة رضا او حتى تقبل منها له. 


يردد بجنون لو رآه اكبر اعداؤه لتعاطف معه وهو يقول :سليماني؟!! بجد يا جنه؟! 


جاوبت بلا اى شفقه تزيد جرعة السم:بجد يا عيون جنه. 


فكرت بأن تزيد فعلتها وتضمه لكنها عدلت عن الفكره. 


لتجعلها بيوم اخر والا تخرج ما بجعبتها فى مره واحده حتى لايزهد.. موقنه انه من سيضمها الآن بجنون.. وقد فعل. 


يضمها وهو يشتم عطرها بعدما باتت سر حياته لتقتنص الفرصه باللحظه المناسبه تقول :عايزه اروح النهاردة بيت بابا. 


مرمغ رأسه بعنقها يقول :بلاش النهاردة... النهاردة خليكى ليا وبكره هبعت اجيبهم. 


صكت أسنانها بغيظ منه فقد رفض كما فعل امس حينما طلبت انت تذهب هى وتجلب كتبها بنفسها ولكنها اخدت نفس عميق وخرجت من احضانه تواجهه وهى تبتسم بنعومه تتمسح به كالقطه قائله:عشان خاطرى عايزه اشوف بابا وماما ومازن... واسلم على مرات عمى واشوف بسمله وابله عايده ووو... قاطعها بتملك ولهفه يقول :اييييه كل دول... طب وانا. 


ضمها يقول :انا ما صدقت بقيتى كويسه معايا. 


ابعدت ذراعيه عنها تقول وهى تزم شفتيها للأمام :عشان خاطرى... لو ماروحتش هفضل متضايقه كده ومتعكننه... يرضيك؟ 


قضم بيده شفتها السفلى تلك وقال :لأ طبعاً... هوديكى ياروحى... يا لا البسك. 


ابتسمت له بدلال وداخلها مقط كبير.. فحتى الثياب ينتقيها هو ويلبسها اياها أيضا كأنه كتب عليها. 


ولكن ما باليد حيله... فقد جربت العنف والرفض ولك يجدى كل ذلك نفعا.. فلا حل امامها سوى الخداع. 


لتقف فى منتصف الغرفه تقول :استنى صحيح نسيت. 


نظر لها باستغراب يسأل :إيه؟ 


ذهبت تجلب له هاتفه قائله :موبيلك. 


سليمان :ايه ده؟ بيعمل ايه معاكى؟! 


وقفت تتمسك بكفى يده تقول بدلال:كان عمال يرن... وانا كنت عايزه نفضل نايمين كده واحنا فاصلين عن الدنيا فحطيته فى بعيد شويه عننا. 


ضمها له غير مبالى أو حتى متذكر لوالده وقوانينه يقول :شطووره.. كويس انك عملتى كده. 


كانت تبتسم بترقب منتظره لرد فعله على اول خطوه منها لخرق ودعس قوانينهم بامبراطوريتهم هذه... لتأخذ أنفاسها اخيرا بعد ردة فعله تلك وتسحبه معها بحماس تقول :طب تعالى بقا اختارلى لبس ولبسنى. 


حركتها وطلبها بأن يلبسها ثيابها انعشت قلبه وروحه واوقفت عقله الذرى عن التفكير لما تريد هى الوصول اليه.. بل سار معها والدنيا لاتسعه يعتقدها أصبحت تراه والدها وحبيبها وولى أمرها حتى الثياب تحتاج له كى يساعدها. 


بينما كان يتفانى فى جعلها ترتدى ثيابها بيديه. 


ترى كم الحب القاتل والشغف... ابتسمت بوجع والم... تشعر بكم هى سيئه وهى ترى لهفته وحرصه عليها. 


عينه تلتمع.. تسمع بوضوح نبضات قلبه.. حتى أنفاسه عاليه من كثرة ماهو شغوف... لايريد ان يفعل اى خطأ أو أن ينتقى شئ لها ترتديه ولا يعجبها. 


اغمضت عينها بألم تتمنى لو لم يكن ظالم وسئ... لو لم يكن اكبر منها بكثير... لربما تغير كل شئ. 


فتحت عينها وهى تشعر به استدار يمشط لها شعرها عينها تدور فى المكان تشعر انها باتت اسوء منه بمراحل. 


_______________________


اما باقى افراد المنزل فقد ذهب شوكت مع ماهر للعمل بعدما اغلق اى فرصه فى الحديث عما حدث من سليمان. 


وقفت تهانى تسحب حقيبتها ليوقفها صوت زياد:استنى. 


استدارت له تقول :إيه... هروح شغلى. 


زياد :انتى نسيتى اننا رايحين النهاردة للدكتوره ولا ايه؟! 


بهت وجه تهانى :إيه؟! النهاردة؟! انا افتكرت اننا هنروح يومين كده مش النهاردة يعنى النهاردة. 


وقف يسحب هاتفه ومفاتيحه قائلاً :لأ مانا شاغل دماغى بالموضوع ده... اصله مهم بالنسبه لي. 


نظر لها بشك يقول :مش عارف ازاى مش شاغلك اوى كده زيى؟!


تلعثمت تقول :ا.. اا.. لا.. شاغلنى طبعا.. ده.. ده انا حتى كنت هحجز النهاردة عند دكتوره قريبتى. 


زياد :لا ماتتعبيش نفسك.. انا حجزت... يالا بينا. 


ذهب يسحبها معه لا يترك لها اى مجال للرفض فقد زحف الشك لقلبه من ناحيتها وأصبح يشك بحملها هذا جدا... اليوم يوم مصيرى له ولها. 


وهى أيضا تعلم ذلك.. ولا تعرف ماذا تفعل... فسيكشف اليوم امرها. 

______________________


كانت نهله بطريقتها لمبنى مدينة الإنتاج الإعلامى تضايقها اشعة الشمس كثيرا. 


فمدت يدها تبحث فى حقيبة يدها عن نظارتها الشمسيه إلا ووجدت سياره تصدر صرير عالى افزعها وجحظت عينها وهى تشعر بها تصدم سيارتها. 


توقفت بفزع وقد أوشك قلبها على التوقف. 


وجدت أحدهم يترجل من سيارته الفارهه بغضب كبير يسب سبات مابيه بصوت عالى جدا. 


جعلت فؤاد والذى كان يقود هو الاخر باتجاه عمله يتوقف بسيارته ليرى ما حدث بعدما هز رأسه باسى وقد رأى سياره تلك المتغطرسه... بالطبع تقود مثلها مثل كل النساء... لو بيده لاصدر قانون يمنع اى أنثى من القياده. 


ترجل من سيارته هو الآخر بتأفف منها ومن غباؤها. 


توقف امام الرجل وتفاجئ انه يعرفه:اهلا اهلا رؤوف باشا. 


تحدث رؤوف بغضب :اهلا ياعم... مش عارف انا إيه الغباء ده. 


نظر رؤوف لوضع السيارتين فادرك ان الخطأ منها فعلاً يقول:ماعلش حقك علينا هى.... قاطعته رؤوف بغضب :هى ايه وزفت إيه على دماغها الهانم خبطتنى في جنب العربيه... دى لسه جديده... وهى الغلطانه. 


مط فؤاد شفتيه بعدما فشل فى تهدئته يسب ويلعن بها وبكبرها فهى للان لم تتعطف وتتكرم وتهبط من سيارتها. 


كانت يدها تؤلمها بشده مما آخرها قليلا لكنها الآن فتحت باب السيارة تهبط فستانها الأحمر فيتلجم لسان رؤوف ويحدق فيها ببلااهه وفم مفتوح جعل فؤاد يلتفت خلفه يراها وهى هكذا فيدرك لما فعل رؤوف هكذا. 


ويجد لسانها تلقائياً يسب ويلعن بها يردد ياليتها لم تخرج من سيارتها. 


توقفت أمامهم تعتذر من رؤوف قائله بتلعثم :انا اسفه.. اسفه جدا والله انا الشمس كانت عامله على عينى.. فا.... قاطعه رؤوف ينظر لها ببلاهه يردد وهو يمد يده للسلاام:لأ مالهاش حق الشمس.. وحشه اووى. 


عض فؤاد لسانه بغيظ لا يعلم منبعه وهو يجدها تكمل باسف كبير:فا.. فاكنت بدور على النضاره.. انا اسفه والله.. 


رؤوف بهيام:ياريتنى كنت النضاره.. وبعدين ماتزعليش نفسك كده انا بردو الى غلطان. 


فؤاد بصدمه :اييييه. 


رؤوف بتأكيد :ايوه يا فؤش انا الى زودت بنزين وحودت من غير ما أدى إشارة. 


اتسعت عين فؤاد يكاد يجن وهو يردد:ياباشا دى هى الى خبطتتك من الجنب. 


رؤوف :جرى إيه يا اخى.. انا الغلطان وانا مصر. 


نظر لنهله يقول مبتسما:ولازم اعتذر للهانم...تسمحيلى اعزمك على الغدا... فى مطعم هايل قريب من هنا. 


ابتسمت نهله بتوتر وكانت تهم بالرفض ولكن فؤاد فسر ابتسامتها على أنها بوادر قبول وقاطعها بغضب يقول :لأ هى عندها شغل ولازم تتحرك دلوقتى... معايا. 


قبض على يدها يسير بها فقاطعته بتوتر وجهل:طب والعربيه. 


تحدث من بين اسنانه:قفليها وانا هبعت حد يجبها... يالا بسرعه. 


كان يتحدث بأمر غير قابل للرفض او حتى التفاوض. 


رؤوف:جرى ايه يا فؤش طب سيبلى حتى فرصه اعتذر. 


فؤاد بابتسامة سمجه:فرصه تانيه ياباشا بس زى ما انت شايف... مافيش وقت... سلام. 


جذبها خلفه جعلها تجلس بسيارته وهو قاد متجه بها للعمل لا يعلم سبب كل ما شعر به من غضب. 


وفى سياره زياد... كان عائد مع تهانى من عند الدكتوره وهى تجلس لجواره ترفع رأسها بثقه وهو يقول:انا اسف يا حبيبتى... انا مش هقاوح... انا جت عليا لحظه شكيت فى حكاية الحمل ده... حقك عليا انا اسف. 


دارت ابتسامتها اللئيمه ببراعه تقول باكيه:اسفك مش مقبول...مش مقبول ابدا يا زياد.. انا.. انا تشك فيا انا.. سورى يا زياد.. انا محتاجه بريك. 


اتسعت عينه برعب يقول :إيه؟ 


تهانى :انا عشان عارفه انت بتحبنى اد ايه مش هقولك هسيب البيت لانى مش هقدر ابعد عن... عنك.. بس انا هروح اوضه تانيه غير اوضتك لحد ما اهدى وطول الفتره دي مالكش اى كلام معايا لو سمحت. 


زياد :ياحبيبتي انا.... قاطعته تتصنع البكاء مجددا تقول :لو سمحت يازياد... محتاجه انسى شكك فيا. 


تنهد بحب يقول :حاضر ياحبيبتي... اى حاجة فيها راحتك وراحة ابننا هعملها. 


لتنظر من النافذه تتكئ برأسها على مقعدها وهى تبتسم بخبث بعدما فعلت ما أرادت....



الفصل الخامس عشر 


انتهت من نقل كل اغراضها لغرفه اخرى اختارتها خصيصا كونها قريبه من غرفة سليمان الذى اصبح مقيم بها ليل نهار بجوار تلك الصغيره.


نيران الغيره تنهش قلبها نهشا ولا تدرى ما بتلك الجنه يجذبه بهذه الطريقه لها.


لا هى ابنة عمها ولا تعرفها... لا تعرف او تشفق على اى سخص من الممكن أن يقف فى طريق وصولها لسليمان حتى لو كان من هو.

وقفت تنظر من شرفتها التى تطل على الحديقه لتكن على علم بوصول سيارته.


ابتسمت بثقه وفرحه فبذلك قد حاصرته من جميع الجهات. 


عازمه على اقتناصه لها مهما كانت الظروف. 


انتبهت على صوت الخادمه تقول :انا خلصت يا هانم.. تؤمرى بأى حاجة تانية. 


التفتت لها تسأل :سليمان بيه فين؟


الخادمه :ماعرفش والله يا هانم هو مش هيقول يعنى للخدم خط سيره.


تحدثت بعصبيه وعجرفه:ايوه ماشى بس لما بيبقى فى البيت بتعرفوا هو فين.

الخادمه :لأ ماهو خرج قبل ما حضرتك ترجعى بشويه.


تهانى :راح الشغل يعنى؟


تنهدت الخادمه تقول بنزق:والله مانا عارفه هو خرج وكان معاه الهانم.


تهانى:نهله؟

الخادمه :لا جنه هانم بس مانعرفش رايح فين.


بمجرد سماع اسم جنه قالت بعصبيه:طب امشى... امشى هاتيلى حاجة اشربها يالا.


خرجت الخادمه وهى تسب وتلعن بها بينما هى استدارت تكتف ذراعيها حول صدرها تردد بغل :جنه هانم؟! حتة البت دى بقت هانم؟!! واخدها وراح بيها على فين؟! بقا سليمان الظالم بيخرج ويفسح... يارب يكون خدها يرجعها لاهلها بعد ما زهق منها واخلص بقا.


____________________________


دلف فؤاد داخل المحطه الفضائيه يجرها خلفه وهى لا تعلم ما به ولا لما يتصرف هكذا.


لاحظت تركيز الانظار عليها.. الكل يلاحظ كيف يسوقها خلفه.


فوقفت على الفور تنفض يدها تنظى له بغضب:هو فى ايه ومالك جاررنى وراك زى البهيمه كده.


امام غضبها وان لها كل الحق ولا مبرر لفعلته توقف يفكر لثوانى ثم قال بتوتر :انتى عارفه انتى خبطى مين عايزه تعملى لينا مشكله.


نهله:ماكنتش اقصد ده قضاء وقدر وبعدين مشكلة ايه اصلاً وصاحب الشأن بذات نفسه قال هو الى غلطان وكمان كان عايز يعزمنى على الغدا يعتذرلى.


فؤاد وهو يشير على جسدها الفاتن وفستانها الأحمر :طبعا ما هو ماقدرش يقاوم وانتى لابسه له الاحمريكا

رددت ببهوت مصدومه :احمريكا!!!


لم تتحمل إنما غادرت سريعا قوه خطواتها خير دليل عن مدى غضبها.


زفر بقوه يرفع يديه الاثنين يجذب شعراته بجنون.. منذ متى وهو سريع الغضب هكذا.


لقد علمه عمله ان يصبح دبلوماسي راقى يوزع ابتسامات وتعبيرات لبقه مبطنه بما يريد.


لكنها اليوم وببراعه بخرت كل ذلك كأنه هواء.


_________________________


كانت بين احضانه وهو يقود شارده تفكر بضياع.


الى ستصل بما تفعل... رفعت انظارها تنظر له وجدته يقود بيد ويحتضنها باليد الأخرى.


يتحدث كثيرا وهى لا تسمع.. يبدوا انه كان يتحدث عن نفسه.


وهو الان يسألها :ها ايه رأيك؟!


ابتلعت لعابها بتوتر تقول :فى ايه؟

نظر جانبه بضيق فى المرأه الجانبية ثم ابتسم بصبر وقال مجددا وهو يشدد من احتضانه لها:لما نجيب ولد نسميه سيف ولو بنت نسميها بيرلانتى ايه رأيك.. حلو وشيك وكمان جديد وهيليق عليا... يااااااه... بيرلانتى سليمان الظاهر... وانا بتخيل بس حاسس انى هتجنن... واه بقا لو بقت شبهك ووو... قطع حديثه وهو ينظر لها بعدما شعر بتخشب جسدها بين يديه.

ليسأل برعب :جنه... مالك يا حبيبتي؟!


ابتلعت لعابها تسأل ببهوت:هو انت بتخلف؟!


هز رأسه يسأل باستغراب:إيه؟!!


جنه:يعنى.. اقصد انت مش عندك مشاكل في الخلفه.


ابتسم باستغراب يجيب :لأ ماعنديش.


جنه :نهله يعنى الى عندها؟!.


سليمان :ولا نهله.. انتى بتلفى وتدورى على إيه؟!


ابتعدت عنه وهو تكرها يشعر انها تائهه وهى بالفعل كذلك.


تشعر بالضياع... قد ظنته لا ينجب.. ولذا ظنت انها لن تحمل منه ابدا


لم تضع فى حسبانها شئ كهذا... نظرت له بتيه تسأل :امال انت ونهله ليه ماخلفتوش كل ده؟


سليمان :حصل حمل مرتين.. وفى المرتين ماكملش... مره نزل لوحده لانه كان ضعيف جدا ومره كانت العيله كلها مسافره وحصل حادثه.. كانت بسيطه لكن البيبى مات فيها... ولأن الحملين كانوا ورا بعض على طول الدكتور نصحنا انها لازم تستخدم موانع حمل لان الرحم لازم يرتاح وياخد وضعه وجسمها كمان.


لو كان الأمر بيدها لصرخت الآن... ما الذى يعنيه حديثه هذا... هل من الممكن أن تحمل فى طفل له.... لا... لا يمكن أن تربط نفسها به اكثر من هذا... هى تمنى نفسها باليوم الذى ستتركه به... وجود طفل سيجعل الأمر مستحيل وهى لن تسمح بذلك.


توقف عن القيادة ينظر لها باستغراب قائلاً :ايه.. وصلنا... ماحستيش؟


نظرت له بنفس نظرة التيه بعينها صمت قليلاً ثم قال بهدوء:يالا ننزل.


ترجل من سيارته وذهب يفتح لها باب السياره ودلفت معه لبيت والدها لاول مره منذ خرجت منه مرغمه... تتذكر أيامها ولياليها هنا قبلما يسلبها هو كل ذلك...


وقفت امام الباب تدق الجرس ليفتح كالعادة والدها وهو لا يصدق عيناه يضمها له بقوه يردد اسمها باشتياق:جننننننه... جنه.. بنتى... وحشتيني وحشتينى اوى يا جنه... البيت مالوش طعم من غيرك... ايه المفاجأة الحلوه دي...جنه... مش بتردى ليه. 


جاء الرد من ذلك المغتاظ يخبره بغيره:وهى هترد إزاى وانت خلاص قربت تخنقها... مابراحه على البت. 


خفف من شدة احضانه لها يضمها بحنان يلفها قائلا:وانت مالك.. بنتى على فكره . 


سليمان :مراتى على فكره. 


محمود :انت ايه الى جابك معاها. 

سليمان :بقا هى دى اهلا وسهلا نورتنا. 


محمود :ولا اهلا ولا سهلا.. انت مش جبتها... اتكل يالا على الله. 


سليمان بتهكم:انت بتتكلم كده ليه محسسنى انى جاى ارجعهالك انا شويه وهروح بيها تانى. 


محمود بتقزز:يا اخى مش بقبلك يا اخى... مش يتنزلى من زور. 


سليمان ببجاحه ازال يداه من على جنه قائلاً :ايدك بس عشان انت طولت وانا بغير.


نظر له محمود بغضب يهم بضربه لكن فاجئه ذلك المتبجح مكملا وهو يعدل جاكيت بذلته :ويالا قولى اتفضل نورت اهلا وسهلا. 


اقترب منه محمود كى يسدد له لكمه محترمه تليق به ولكن اوقفه صوت داليا تصرخ بفرحه :جننه... وحشتيني... وحشتينى اوى 


احتضنتها بقوه وهى تقلب النظر بها:مالك يا حبيبتى.. وشك مخطوف كده. 


انتبهت على وجود سليمان فقالت بحياديه:موقفه على الباب ليه يا محمود خليه يتفضل. 


محمود بتجهم:لا هو كان نازل. 


سليمان :لأ مش نازل.... يا حمايا


احمرت أعين محمود من شدة الغيظ يردد:حما مين يا طور انت... انت هتعيش الدور ولا ايه؟ 


سليمان :حقى.. انا مش اى حد بردو.. ومتجوز قمر... حقى ولا مش حقى. 


داليا كى تهدأ الاجواء وسط شحوب ابنتها :حقك طبعا... اتفضل.. دخله بقا يا محمود انت الكبير. 


صمت محمود مرغما وتركه يدلف للداخل واول ما دلف ولانه ملك العالم فى البجاحه قال لجنه :تعالى بقا ورينى اوضتك يا حبيبتي. 


رمشت داليا باهدابها بينما قال لها محمود :مش دخلتيه... قابلى بقا... ملك العالم فى البجاحه. 


وقف يبتسم لمحمود وهو يجذب جنه معه قائلاً :الخشا فى الرجال يجيب الفقر يااا... يا حمايا. 


دلف للداخل معها يقهقه ومحمود يجلس كأنه يفترش الجمر يفرك يقول لداليا:ماتسبونى عليه اضربه انا متغاظ منه. 


داليا :اهدى الله يخليك يا محمود احنا ماصدقنا بقا يجبها تزورنا خليه يجبها تانى. 


ضرب محمود فخذيه بيداه وهو يردد بغيظ وقلة حيله :وانا حايشنى عنه الا كده ابن الكلب البجح ده. 


فى الداخل... دلف معها وهى بعالم آخر تائه بما اخبرها به للتو. 


اما هو فكان ينظر بحنين لكل ركن بغرفتها الصغيره مثلها. 


كل جانب به سمه من سماتها.. حتى الوسائد الملقاه أرضا.. ومرأتها... فراشها الصغير ولون الدهان مع عرائس ديزنى التى تزين الجدران


اخذ نفس عمييق و ضمها له بإحساس مختلف هذه المره. 


يقبل وجنتها ثم ينتقل بهدوء لشفتيها يمسح على شعرها. 


ثم يبتعد عنها وهو يهمس لها :عشان كل مكان يبقى لينا فيه ذكرى واهم مكان هو الى حبيتي اتولدت وكبرت فيه. 


كانت بين يديه صامته تائهه ترمش بعينها فقط.. مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهه كى تنظر له وقال :مالك يا جنه... من لما كنا في العربيه وانتى فى دنيا تانيه. 


بللت شفتيها تقول بتلعثم وهى تضع خصله خلف اذنها:للا ولا حاجة. 


مسح على شعرها مع وجنتها يقول بشك كبير :متاكده؟ 


جنه:اااايوه. 


ابتسم يغمز بعبث:طب انا بقول نجرب سريرك الحلو ف..... قاطعه محمود من خلف الباب :ماتخلص يا جبله انت.. هو مافيش عندك من الأحمر. 


ابتسم  يقول لها :ماعرفش بس بحس بلذه غريبه وانا بغيظه بيكى... استنى. 


ذهب يفتح له الباب يقول :يطلع ايه الاحمر ده يا حمايا؟! 


محمود :ما طبعا... ماتعرفوش.. ماعداش عليك... الأحمر ده اسم الله عليك الى هو الدم.. بيبقى عند البنى آدمين... الى بيحسوا يعنى. 


جلس على الاريكه  باريحيه كبيره يقول :الى بيحسوا بقا يا حمايا. 


واعقب كلمته بابتسامه سمجه لتردد داليا :الله يكون بعونك يابنتى... سبحان الله برميل سماجه.. ما الحاجات دي الفلوس ماتشفعش فيها بردو. 


كل هذا وهو يجلس كأنه ببيت والده يعبث فى هاتفه وبانتظار الغداء أيضا. 


تحدثت جنه لوالدتها هامسه:ماما.. عايزاكى فى موضوع مهم. 


فهمت داليا على الفور وقالت :تعالى معايا يا حبيبتي ساعدينى فى المطبخ. 


رفع عينه بعدم رضا عن هاتفه ينظر لها ولكن لم تبالى بنظراته وذهبت مع امها تاركين زوج من الثيران كل منهم يحجم حاله عن الاخر بصعوبه يتبادلون النظرات فيما بينهم محمود باشمئزاز ونفور وسليمان ينظر له نظرات انتصار. 


فى المطبخ 


شهقت داليا تضرب على صدرها قائله :بتقولى ايه؟!


جنه :عايزه مانع حمل. 


توترت داليا لا تعلم ماهو الصواب تقول بتذبذب:ايوه انتى لسه صغيره وعندك امتحانات ودراسه.... قاطعتها جنه بحسم :لا مش بس عشان كده.. بس انا مش عايزه حاجه تربطنى بيه انا مش ناويه اكمل معاه. 


وقفت داليا تكشف عن الوعاء على الموقد تقلبه وهى تقول بهدوء :اااااه... طيب... احب اقولك مش هتعرفى... الجدع ابو دم بايعه الى برا ده شكله متنيل على عين اهله وبيحبك بجد فلو دى حجتك انسى... مش هيطلق يا عين امك. 


جنه :انا هعرف ازاى اخليه يطلقنى... وبالتلاته كمان. 


وضعت داليا المعلقه الكبيره من يدها تقول لها بغضب:ازاى يابنت بطنى؟


جنه :مش عارفة لسه. 


رفعت داليا حاجبها تقول :مش عارفه لسه... طب ماشى.. عايزاه يطلقك ليه؟ عشان كبير؟ انتى خلاص اتجوزتيه وبقى جوزك بعد الجواز الكبير بيبقى زى الصغير كلها محصله بعدها... قوليلى بخيل عليكى ؟ 


جنه :لأ 

داليا :بيمد ايده؟

جنه:لأ.. بس بيتحكم فيا.. فى النفس الى بتنفسه.. عايزنى ليل نهار فضياله هو وبس. 


داليا :اتوكسى حد لاقى. 


جنه:ياماما انا... قاطعتها تقول بتنهيده تعب :انا عارفه الى عايزه تقوليه بس مش عارفه.. لكن الراجل ده خلاص اتجوزتيه والى كان كان...انا سبحانك يارب مش بطيقه بس هو ليه ملك يتكلم عنه... الراجل هيتجنن بيكى كفايه الى عمله عشان يتجوزك. 


جنه :يا ماما ده راجل ظالم ومفترى... ماشفتيهوش بيعامل الناس ازاى.. انا شوفته قطع عيش واحد اد ابوه بكلمه وهنروح بعيد ليه ماهو سبق وقطع عيش بابا. 


داليا :مالكيش دعوه با ابوكى دلوقتي اتكلمى عن نفسك. 

جنه:ازاى مش ابويا... الراجل ده مفترى. 


وضعت داليا ما تحمله تمسح يدها بقماشه قطنيه ثم قالت :خلاص يا حبيبتي اطلقى منه ونجوزك عثمان بن عفان.


جنه:انتى بتتريقى عليا يا ماما. 

داليا :لا بقولك الى فيها يا عين ماما... السوق كله كده يا حبيبتي... ده حتى ابوكى نفسه شوفى بقا هو اد ايه طيب وحنين بس فيه خصال يا ستااااااار ماتطقوهاش... بس انتو مش بتشوفوا ده.. انتى يوم ما تطلقى منه هتتجوزى مين يعنى ماهو راجل زى اى راجل على الاقل ظلمه مش واقع عليكى انتى... مش احسن من عمك عبد السلام جارنا... اديكى بتشوفيه سايح ونايح مع كل خلق الله ويوماتى يرقع مراته الغلبانه العلقه المتينه لما يحبة عينى الأمراض ركبت جسمها... احمدى ربنا وبلاش بطر... انا عارفه انه كبير اوى عليكى ومش راضيه عن الجوازه دى لحد دلوقتي ولا قبلاله زافره بس هنقول ايه ربك رايد... وليه فى كده حكمه.. ظلمه بقا انتى وشطارتك عرفتى تغيريه كان بها ماعرفتيش.. هاه هنقول ايه ربك يهدى العاصى.... يالا.. يالا معايا نخلص الاكل ونطلع بدل ما ابوكى خلاص شويه وهيبلعه... ولو على تأجيل الحمل كلميه ولو انى عارفه انه مش هيوافق... ده راجل كبير فى السن ومش هيرضا يأجل خلفه اكتر من كده...بس كلميه كده بالهدواه يممكن يوافق عشانك وانا زى ما شوفت كده هيتجنن عليكى يبقى مش هيفرفضلك طلب... يعنى زى ما قولتلك... انتى وشطارتك...فهمانى يا جنه. 


اغمضت جنه عينها تسأل الا يوجد اى مهرب وهل انتهى الأمر بها معه؟ 


طوال طريق العودة للبيت وهى صامته... تقريباً لا تتحدث عقلها كأنه فى حلبة مصارعه لا تعلم على اى فكره تستقر وتهتدى. 


وقفت تهانى فى شرفة غرفتها الجديدة تنتظره وقد طال انتظارها حتى آلمتها قدمها لكنها مازالت تنتظر بشوق لا ينضب. 


حتى تهلل وجهها وهى تستمع لبوق سياره فتأكدت انه هو ققد عاد الكل من الخارج الا هو. 


انمحت ابتسامتها على الفور وهى تراه يترجل من سيارته وباحضانه يضم تلك الجنه له. 


هل بات يأخذها معه أينما ذهب... أصبحت لا تفارقه مطلقا. 


صكت على أسنانها بغيظ شديد لا تعلم ماذا تفعل. 


دقات زياد المتتاليه على الباب اخرجتها من تفكيرها اللعين وهو يردد:حبيبتي... انتى صاحيه.. عايز اتطمن عليكى. 


صرخت تخرج به كل غيرتها :مش عايزه اتكلم مع حد... امشششى. 


تحدث بأسف لا تستحقه:انا عارف انك لسه مجروحه منى وجرحك كبير بس حقك عليا انا..... قاطعه صوت جاء من خلفه ووصل لاذنها جيدا يقول بسخريه وتهكم:مين دى الى جرحها كبير يا حبيبي... انت بتكلم مين اصلا فى الاوضه الفاضيه دى. 


استدار زياد يحدث سليمان الواقف امامه يضم جنه وقال :لأ مااا... احمم. تهاني نقلت هنا النهاردة. 


سليمان بتقزز:نعم.. جنبنا..ليه يعنى. خلاص ضاقت بيها الدنيا مابقاش إلا جنب اوضتى انا ومراتى وتقعد. 


على الفور وبسرعة البرق فتحت الباب بلهفه كى تملى عينها منه تنظر له فقط بانبهار 


ليكمل زياد :هى بس عشان زعلانه منى.. انا بصراحة شكيت فيها... وفى الحمل.. بس الدكتوره أكدت انه موجود وفى الشهر التالت. 


سليمان :نعم. 


نظر لها بغيظ ثم سار تجاه غرفته يسحب جنه معه قائلاً دون النظر لهما:عرفها انى مش عايز ازعاج لا ليا ولا جنتى... وياريت مالمحهاش قدامى خالص. 


دلف لغرفته يغلق الباب وهى اخذت تضرب الأرض بغيظ... لا يراها او يبالى لها بل انه حتى يطلب الا تريه وجهها متمسكا بتلك الغليظه معه. 


لتدخل هى الأخرى غرفتها تغلق الباب بوجه زياد غيظا وغلا وهو يردد فى الخارج بأسف وتعاطف:ماتزعليش نفسك يا حبيبتي حقك عليا... هسيبك دلوقتي واجيلك وقت تانى تكونى هديتى. 


كانت تستمع له وهى تدور حول نفسها بالغرفه لا تعلم ماذا تفعل. 


اما بالغرفه المجاوره 


فقد انتهت جنه من حمام هادئ ثم وقفت امام سليمان يشمط لها شعراتها الرطبه وهو ينظر لوجهها عبر المرأه ثم سأل :مالك يا حبيبتي؟ 


جنه :ما.. مامفيش. 


استمر فى تمشيط شعرها يقول بثقه:متأكده؟ 


جنه :من ايه؟! 


سليمان :انك مش عايزه تقولى حاجة مهمه.


استدارت له بتردد تقول وهو تقضم اصبعها:بصراحة عايزه اقول. 


قررت اخذ الطريق المشروع مره معه متبعه نصيحة والدتها فقالت وهى تعبث بازارا منامته:انا عايزه اطلب منك طلب. 


رفع حاجب واحد.. بات يعلمها عن ظهر قلب يتوقع طلب غير مرضى منها فقال بشك:اكيد طبعا. 


ليكمل بكياسه:لو هينفع. 


ابتلعت لعابها تقول بتلعثم :انا... انا عايزه نأجل... نأجل ال.. ال... 


نظر لها بثقه وخبره يقول :ال إيه يا حبيبتي؟ 


جاوبت جنه دفعه واحده :الخلفه... انا لسه صغيره وعندى امتحانات والمستقبل قدامى وعايزه اعيش سنى زى باقى البنات. 


تركها تتحدث وهو فقط ينظر لها بصمت غامض لا يفسر. 


انتهت من حديثها تنظر لصمته بتوجس ثم سألت :ماقولتش ردك إيه... انا حاجه زى دى قولت... قولت لازم يعنى اخد رأيك لأنها تخصك بردو زى ما ماما قالت. 


ظل على صمته ينظر لها دقيقه كامله حتى قال :عايزه ردى؟ 


أمأت براسها متوجسه فتقدم منها يفكك ازارار منامته حتى خلعها نهائياً وجذبها له يفكك روب الاستحمام خاصتها يكمل بجنون:لو ينفع نخلف الصبح ولو بأيدى كنت عملتها... عايزه ردي؟ ده ردى... وقريب اوى هتبقى ام ابنى... مش هتعرفى تخلصى منى يا جنه.. انا مش عيل اهبل وعارف انتى بتعملى ايه.. مش هتعرفى تخلصى منى. 


لم يترك لها فرصه لا للاستيعاب او حتى للإستفسار إنما ضمها له يبدأ معها جوله حميمه يؤكد لها معنى حديثه حتى وقت متأخر من الليل. 


اما بغرفة نهله فقد جلست تاكل طبق فاكهه كبير تفرغ بالخوخ كل غضبها من ذلك المختل المتعجرف. 


كيف جرؤ على ذلك... كيف يحدثها هكذا من الأساس. 


كلما تذكرت هيئته وهز يقول لها (احمريكا) يزداد جنونها تقضم الخوخ بغل كبير. 


لتنتبه على صوت هاتفها برقم غريب فتحت الهاتف تقول :الو. 


جائها الرد من صوت رزين يقول :الو. 


نهله :مين؟


حمحم محدثها يقول بحرج:انا فؤاد. 


اشتعلت عينها بغيظ وغل تقول وهى تنوى افراغ شحنة غضبها وغيظها عليه الآن :ايوه.. نعم.. خير. 


تحدث بهدوء يقول :احممم. انا.. انا متصل عشان اقولك... احممم.. انا اسف. 


اتسعت عينها بزهول.. ما هذا الذى تسمعه وهل فؤاد العصبى المتعجرف يعتذر... ولها. 


لتقول تلك التى كانت تتعهد بأن تفرغ به شحنة غضبها وغيظها :احممم.. طيب خلاص حصل خير......



تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع