القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روماا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )

 



رواية روماا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )




رواية روماا الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )


الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر






 بصيت لبابا وهو بيراضي مِنة وداخلين المطعم سوا، وفتحت المسچ اللي جاتلي من حسن، كان فيها كلمتين بس 


" أنا أسِف". 


معرفش ليه إتضايقت لما شوفتها وقفلت فوني وحطيتُه في شنطتي، دخلت وراهُم المطعم وبدأنا نُطلب الأكل، بصلي بابا وقالي بدون مُقدمات: روما، أنا عارِف إنك الكبيرة والعاقلة، لكِن في نُقطة الهزار مع خطيب أختك دي أنا مش معاكِ. 


قفلت المنيو وقولت بصِدق: والله يا بابا كُنا بنهزر كان بيسألني فين هديتُه، وأنا عارفة إني غلطانة ووعدتها مش هظهر قصادُه كتير. 


بصت مِنة مِن ورا المنيو وهي بتقول: أما نشوف. 


بدأنا نتعشى وروحنا البيت، دخلت أوضتي وغيرت هدومي وبدأت أستعِد للنوم، لقيت مسچ تانية جاتلي على الفون فـ قولت أكيد حد من زمايلي من الشُغل أو واحدة صاحبتي، لقيت المسچ من حسن برضو



"مش ناوية ترُدي عليا؟" 


كشرت، وبدأت أتأفف وأنا بكتبلُه وبرُد عليه "أقول إيه إنت حطيتنا في موقف وحش مش فاهمة ليه تصرُفاتك كدا، وطالما إعتذرت خلاص الأهم متزعلش مِنة تاني" 


يكتُب الأن.. 


حسن:  " أنا مبعتذرش عشان كِدا، بس عمومًا أنا محبش أحُطك في موقف زي كِدا تاني.. تصبحي على خير"


شوفت المسچ ومردتش، قفلت شاشة الفون وقررت أنام 


نمت نوم عميق، وفاتني ميعاد شُغلي لأول مرة تقريبًا دور البرد إشتد عليا، أول ما فوق وشوفت إن الساعة ١٢ الظُهر بعتت لمُديري رسالة إني تعبانة جدًا إنهاردة، وهو وقراره بقى. 


سيبت الفون وقومت غسلت وشي وسناني، خرجت من حمام أوضتي وسمعت صوت برا. 


فتحت الباب نُص فتحة وأنا بشوف مِن اللي برا، لقيت مِنة وماما بس فاردين هدوم الجواز بتاعة مِنة، وماما ماسكة نوت وقلم وبتكتب اللي ناقِص. 


خرجت من الأوضة وأنا ببُص لبهدلة البيت وبقول: صباح الخير. 


مِنة وهي بتاكُل كاندي: قصدك مساء الخير. 


ماما بصت ليا وقالتلي بقلق:  إيه يا ماما مروحتيش الشُغل ليه؟ أنا مرضيتش أصحيكِ لإنك متعودة تصحي نفسِك بالمُنبِه. 


قعدت جنبهُم على الأرض، وأنا لابسة بنطلون البيچاما المخطط بتاعي، وفوقه چاكيت سبورتي.. سحبت كاندي مِن مِمة وقولت: جسمي كُله سُخن تقريبًا البرد إزداد عليا. 


ضربتني ماما على كف إيدي وهي بتقول: طب بلاش سُكريات عشان متزيدش الحرارة، وإنتِ يا سِت مِنة مش هنعرف نقفل الفُستان عليكِ. 


بصيت لماما وقولت: هو ناقص حاجات كتير؟ 


ماما بتركيز: شوية حاجات بناتي كِدا، هتاخدي أُختك بعربية أبوكِ للمول وتجيبوها سوا.. ولا صح إنتِ تعبانة إنهاردة. 


مِنة بحماس وهي بتمسك وشي وبتبوس خدي جامد: لا مش تعبانة هعزمها على ساندوتشات. 


ضحكت أنا وقولت: خلاص هروح معاكِ متقلقيش، طب في غدا ولا هننزل على لحم بطننا. 


ماما وهي مركزة: في رُز معمر وملوخية جوة، بس بلاش إنتِ خُدي مغرفة شوربة من حلة الفرخة وإعصُري ليمونة عليها تفوقك. 


قومت ودخلت المطبخ وإتغديت، لما المغرب أذِن أخدت مِنة وروحنا المول. 


ووقفنا نتفرج على المحلات وإحنا بنهزر وبنضحك.. 


وبدون مُقدمات لقيت حسن في وشنا وهو بيقول: أنا قولت أجي عشان محدش يضايقكُم. 


لساني إتلجم! عرف مكاننا منين. 


مِنة بصدمة: إنت جيت بجد؟ عشان كِدا سألتني أنا فين. 


حسن وهو بيعدل چاكيتُه قال: طبعًا راجِل حُر زيي مينفعش يسيب مراتُه المُستقبلية بتتسوق مع أختها لوحدهُم 


ضحكت مِنة وضحِك هو معاها، بعدها بص ليا وقال بعد ما الإبتسامة راحت من وشه: إزيك يا روما 


رفعت راسي وبصيتلُه وإبتسمت بـِ رسمية وأنا بقول: تمام، إحنا إتفرجنا على كذا محل بس ملقيناش حاجات مُناسبة فـ غالبًا هنكمل بُكرة. 


جيت عشان أمسي فـ قال حسن: هو إذا حضرت الشياطين إنصرفت الملائِكة ولا إيه؟ 


بصيتلُه بنظرة ذات معنى إنه يبطل تصرُفاتُه دي، حطت مِنة دراعها في دراعُه وهي بتقول: روما قصدها نتفسح في المول ونشرب حاجة إنما بقية طلباتي هجيبها بُكرة


بصلي حسن وقال بإبتسامة: شوفتي سهلة أهي. 


رجعت شعري ورا وداني، بتلقائية كـ عادتي 


وفجأة.


٧



وفجأة جت بنت تتكلم معانا وتوزع علينا أوراق مِن اللي بيكون فيها عطور، سحبت مِنة ورقة مِنهُم وعجبتها وبدأت تتكلم مع البنت، وقف حسن قُدامي وقال بنبرة هادية عشان مِنة متسمعش: شكلِك مش مبسوطة إني جيت. 


قولتلُه ببرود: وأنا أتبسط أو أزعل ليه خطيبتك مثلًا؟ 


قالي كلمة حسستني بـِ شلل: ياريت. 


إتلجمت، وجسمي إتنفض مِن أثر وقع الكِلمة عليا، ساعتها لقيت مِنة جاية عليا وبتمد قُدام مناخيري الورقة وبتقول:  شمي البيرفيوم دا كِدا؟ 


شميت البيرفيوم وأنا عيني في عين حسن وقولتلها بضيق: معجبنيش، تقيل على القلب. 


وإتحركت قُدامهُم فـ إبتسمت مِنة لإني سيبتلهُم مساحة يكونوا سوا من غير ما أمشي وسطهُم، لفت نظري محل فخم وراقي جدًا، بيبيع ديكورات للبيت، لوحات.. أنتيكات، زرع.. 


قولت لـ مِنة: دوروا على مطعم حلو ناكُل فيه عشان نروح، على ما أبص على المحل دا. 


مِنة وهي بتسحب حسن للسلم الكهربائي: خُدي راحتِك على الأخر. 


محبيتش دلقتها عليه لإن دي يمكِن مِن الحاجات اللي مخلياه ميركزش معاها، كان عاجبني لبسي يومها كُنت لابسة كولون شتوي إسود وچيب جِلد إسود، ورابطة جُزء من شعري لفوق وبقية شعري سايب وهايش. 


دخلت المحل وأنا مبهورة بالحاجات اللي فيه، لفت نظري أوي دريم كاتشر لونها بيبي بلو في أبيض، اللونين اللي بعشقهُم ومِنة مبتحبهُمش. 


سرحت فيها أوي وعديت صوابعي ما بين خيوطها اللي مليانة خرز، فجأة سمعت صوت هادي بيقولي: بيجيلك كوابيس ولا إيه؟ 


قولت بصدمة:  يحيى! 


خرج مِن ورا الحاجات دي وهو بيبتسِم إبتسامتُه الجذابة وبيبُصلي


يحيى كان عيلتُه جيراننا، كُنت بذاكر للثانوية العامة في المنطِقة القديمة بتاعتنا وأنا سهرانة على شباك الصالة الواسِع بعد ما ماما وبابا يناموا، كانوا بيناموا ٨ لإنهُم موظفين، ويحيى كان بيلعب كورة تحت وكان كُل ما يجيب جون يبتسِم الإبتسامة الحلوة بتاعتُه دي، كان وسيم طويل وعنده غمازة في خده بتبان أوي لما يبتسِم، بس كانت أكتر حاجة بتلفت الإنتباه ليه هي عينيه الرمادي. 


حسيت بالإحراج لما شوفته فـ حرك راسُه لليمين شوية وهو بيقول: عرفتيني يعني. 


رجعت شعري ورا وداني *مش قادرة أبطل الحركة دي * وقولتله بإحراج: أكيد مش كنتوا جيراننا. 


قال بذوق: دا من حظي الحلو إني شوفتك. 


حسيت بالكسوف فـ حبيت أغير الموضوع وقولتله: هو دا المحل بتاعك؟ 


ضحك وقال بحماس: لا دا بتاع أختي، بس أنا كُنت بعملها كام حاجة كدا أظبطهولها هي بتجيب قهوة تشربها لما تيجي سلمي عليها. 



الدور اللي فوق اللي فيه المطاعم كان حسن بيتمشى مع مِنة وباصص تحت من السور اللي بيبين الأماكِن تحت، ومِنة بتبُص على المطاعِم، قال حسن لـِ مِنة: مش يلا ننزل نشوف أُختِك ولا إيه؟ 


مِنة بهدوء: أنا مش فاهمة هيجرالها إيه إحنا في مول عليه سيكيوريتي خلينا نتمشى سوا شوية. 


بص حسن على المطاعم وإختار مطعم وقال: دا كويس، يلا بقى ننزل نجيب روما. 


بصت مِنة على المطعم وقالت: بيتزا؟ طب حِلو تمام يلا. 


ونزلوا تاني للدور اللي تحت، مشي حسن بهدوء وهو باصِص على المحل اللي قولت هدخلُه من برا، من ورا الإزاز شافني واقفة بتكلم وبضحك بتلقائيتي مع يحيى، حس بغضب غير مُبرر وبقى يسرع في خطواتُه ومِنة ماشية وراه مش فاهمة حاجة


دخل المحل


وكانت أسوأ لحظة في حياتي بسبب اللي عملُه.. 


هو تجاهل يحيى تمامًا وقالي مُباشرة: لقينا مطعم وقلقنا عليكِ قولنا ننزل نشوفِك. 


رديت عليه رد سخيف عكس طبيعتي بس عشان معجبنيش تصرُفاتُه وإحراجُه لـ يحيى: هو أنا صغيرة عشان تقلقوا عليا؟ 


بصت مِنة لـ يحيى وعينيها وسعت وهي بتقول:  إيه دا مش دا جارنا اللي كانوا الجيران بيشتكوا لباباه من لعب الكورة؟ 


برقتلها وأنا بعُض شفايفي عشان إسلوبها الصريح فـ قالت بهدوء: فُرصة سعيدة


يحيى بذوق: أنا أسعد. 


لاحظت إن حسن كور إيدُه وقال: يلا مستنيينك برا يا روما. 


وخرج فـ خرجت مِنة وراه، قال يحيى بأسف: أسِف لو سببتلك اي مُشكِلة. 


قولتله بسُرعة: لا لا دي مِنة أختي فاكرها؟ ودا خطيبها. 


يحيى قالي بصدمة: دا خطيبها؟؟ دا أنا حسبتُه خطيبك إنتِ. 


بصيت للأرض وأنا بضُم شفايفي بإحراج فـ قال: عمومًا أنا أتمنى إنك تيجي تاني هيكون فيه أيتيمز جديدة. 


إبتسمت أنا وقولت: أكيد هنيجي بُكرة عشان نجيب بقية جهاز مِنة، سلملي على أختك كتير معلش ملحقتش أسلِم عليها. 


وخرجت من المحل، لقيت حسن واقِف ووشُه جايب ألوان مكانش طبيعي أبدًا، ومِنة بتهزر معاه وبتحاول تفرفشُه مفهمتش ليه. 


قال لـِ مِنة من غير ما يوجهلي كلام: هطلع أنا بسُرعة أحجزلكُم ترابيزة. 


وطلع على السلِم الكهرباء، وشي كان عليه ريأكشن " مالُه دا! "


لاحظت مِنة الريأكشن دا فـ حطت دراعها في دراعي وهي بتقول بسعادة: أصلُه غيران عليا عشان إتكلمت كدا مع جارنا. 


بصيتلها بشفقة حقيقية، وبضيق مِنُه.. هو أقل حاجة منُه بتفرحها، وياريت الحاجة دي ليها أصلًا، لإنُه إنسان لعوب قدِر يقنعها إن غيرتُه عليا هي مش عليا أنا، مع إن كان واضِح للأعمى 


لقيناه قاعد على ترابيزة فـ روحنا قعدنا، راح قال: شوفوا هتطلبوا إيه عشان أقوم أجيبُه. 


مِنة قالت بتعب وهي بتغمزلي عشان لسه عندها ظروف: طب معلش إطلبوا إنتوا لغاية ما أروح الحمام، أنا عايزة تشيكن رانش. 


راحت مِنة الحمام فـ بصلي حسن بضيق وقالي: وحضرتك عاوزة إيه؟ 


كُنت هادية في رد فعلي بطريقة تلج، وقولتله: مالك يا حسن بتتكلم كِدا ليه؟ 


رد بعصبية وقال: بسألك عشان أقوم أجيب، ولا ننزل تحت ناخُد رأي الباشا؟ 


قولتلُه بتكشيرة بسيطة لكن لازلت محافظة على هدوئي:  على فكرة مينفعش تتكلم بالطريقة دي. 


رد فعلُه، مكانش مُناسب، مكانش ينفع أصلًا في مكان عام، مكانش ينفع يحصل من خطيب أُختي. 



٨



لقيتُه خبط بإيدُه فجأة على الترابيزة وقال بضيق: متستفزنيش يا روما، متعمليش فيها إن عُمر ما كان في بيني وبينك حاجة! 


إتعصبت أنا، وبصيت ليه بعيون  مبرقة من الغيظ وقولت: لا فوق بقى ومتقولش كلام محصلش بناء على أوهام في مُخك، إنت إتقدمت مرة وإتنين وعشرة فـ أنا رفضتك فـ روحت متقدم لأختي، بابا رفضك لـ مِنة عشان كُنت متقدملي قولتله إنك عاوز تناسبُه عشان عيلة مُحترمة و و و.. خلاص خطبت أختي تتلم، واللي فات يتمسح، فرحكُم كمان شهر وعامل مشاكل لا حصر لها بيني وبينها وقولت أهزر واضحك معاك وأعاملك زي أخويا عشان أشيل الحساسيات دي عشان خاطر مِنة اللي إتمسكت بيك بس يظهر أنا كُنت غلطانة. 


سحبت شنطتي وجيت أقوم مسك كف إيدي، لاحظت في عينيه دموع بتلمع وهو رافض ينزلوا وبيتنفس بسُرعة وهو بيقول:  عاوز أبقى جنبك وبس، بقالي أربع سنين براقبك، مبحسش يومي بقى حلو غير لما بشوفك.. أنا عارف إن مِنة ملهاش ذنب، بس أنا مش مُجرد بحبك، أنا سعادتي متعلقة بيكِ. 


سحبت إيدي مِن إيدُه وقولتله بضيق: ومش عشان أسعدك أخسر أختي وأخليها تعيسة. 


سيبتُه على الترابيزة وكُنت رايحة بكامل غضبي للحمام عشان أستعجل مِنة اللي إتأخرت، وقبل ما أدخُل لقيتطنط مامة حسن في وشي ومعاها واحدة تقريبًا صاحبتها


قالتلي بصدمة وذهول: معقولة الصُدفة الحلوة دي إزيك يا روما. 


باستني وحضنتني، وحسيت إن الغضب اللي جوايا هدي فـ سألتها سؤال بديهي:  إنتِ جاية عشان حسن يا طنط صح؟ 


وشها إتصدم وقالت: معقول هو حسن هنا؟ لا أنا جاية مع صاحبتي بنشوف شاشات التليفزيون عشان عاوزة شاشة جديدة لأوضتي، خارجين سوا يعني أنتِ ومنة وأحمد طب هو فين؟ 


خرجت مِنة مِن الحمام وهي بتعدل أكمام قميصها وقالت بصدمة سعيدة: إيه دا طنط إزيك. 


حضنتها مامة حسن وهي بتقول: العرايس الوحشين، اللي مبيسألوش دول. 


مِنة بذوق: والله بسأل حسن عنك دايمًا. 


مامة حسن بصت ليا وقالت: هو فين صحيح؟ 


ردت مِنة بدالي وقالت: على الترابيزة هناك تعالي نقعُد سوا يا طنط طالبين بيتزا. 


برقت أنا وإبتسمت وقولت: لسه مطلبناش كُنا محتارين في المنيو شوية حظكُم حلو. 


رجعنا للترابيزة،  لـ حسن.. اللي يدقق فيه هو إبن ناس أوي، راقي ومُهندم، بـ شعرُه الكستنائي الغامِق، وعيونه العسلي الفاتحة، وبشرتُه القمحاوية، عشان كِدا مِنة إتمسكت بيه لما إتقدملها مِن أول مرة، وعشان كِدا في فـ عقلها دايمًا نُقطة دا كان متقدم لأختي فـ بتغير عليه مني، ودا حقها! 


رجعنا قعدنا على الترابيزة وبدأوا يتكلموا، وحسن قام يطلُب فـ مِنة قالتلُه: أجي معاك؟ 


سحب مفاتيحُ حطها في جيبُه وهو بيقول: خليكِ عشان متتزحميش وسط الرجالة. 


أتنهدت هي وفي فراشات خرجت مِن وشها، وأنا ضميت شفايفي وأنا بحرك رجلي وببصُله عشان ميعملش تصرُفات ملهاش لزوم قُدام مامتُه، بصلي بنظرة عتاب اللي هو رفضك هو اللي عمل فينا كُل دا  


مشي خطوتين، وأنا حسيت الكُرسي بتاعي بيتلخلخ مش مظبوط، جيت أقوم عشان أبُص مالُه، وقع الكُرسي بيا لورا فـ صوتت غصب عني


بس اللي لمحتُه وش حسن، كان مرعوب 


مخضوض بجد، كإن بنتُه اللي وقعت


وجريه عليا بلهفة خلى مِنة تبُص بصدمة


ومامتُه كمان.. 


٩



عدلت نفسي ومن صدمة مِنة ومامة حسن بـ رد فِعلُه الغريب محدش مِنهُم حاول يساعدني، قومني وبصيت على الكُرسي لقيته بايظ


حط حسن الكُرسي بتاعُه مكان الكُرسي بتاعي وهو بيقول: دا سليم تقدري تقعُدي عليه. 


اللي كُنت خايفة مِنُه حصل.. عمل تصرُف مالوش لازمة قُصاد مِنة ومامتُه. 


الأكل جِه وأكلنا، أخدت مِنة عشان نروح لإننا جينا بعربية بابا، وحسن أخد مامتُه وصاحبتها. 



_في عربية حسن. 



نزلت صاحبة والدتُه لبيتها ووالدتُه بتودعها بـ وِد وبتقولها: سلام يا حبيبتي أشوفك بعدين بإذن الله. 


طلعت السِت لبيتها وإتحرك حسن بالعربية ومعاه مامتُه اللي كانت بتبُصله بضيق وبتقوله: ودا إسمُه إيه اللي حصل في المول دا؟ 


حسن ببرود: إيه اللي حصل؟ 


مامتُه بجدية:  الجري بتاعك على روما لما وقعت بالكُرسي 


حسن بسُخرية: حاضر المرة الجاية لما أشوفها بتوقع هقف جنبها أو|  لع سيجارة. 


والدتُه بغضب: حسن أنا مبهزرش، إوعى تكون لسه بتحبها.. إنت خلاص فاضل على فرحك من أُختها شهر. 


حسن بضيق وخنقة: فاكِر مش ناسي. 


مامتُه بطبطبة: أيوة يابني ربنا يهديك خليها تعدي على خير وأفرح بيك. 



أما الوضع عندي أنا ومِنة مكانش أحسن حاجة. 


كانت بصالي وأنا سايقة عربية بابا وقالتلي بنبرة معجبتنيش:  أخبار ضهرك إيه يا روما، إرتاح؟ 


من غير ما أبُصلها قولتلها بهدوء: بخير يا مِنة متقلقيش. 


لقيتها بتزعق، وبترفص تحتها زي الطِفلة وبتقول:  لا دا إنتِ مُستفزة بجد، إنتِ عاوزة مني إيه بطلي بقى حركات السهوكة اللي بتعمليها قُدام حسن دي، يا حبيبتي هو نساكِ خلاص والدليل فرحنا قرب بس إبعدي إنتِ. 


برقت أنا ومبقتش قادرة أتحمِل نبرتها دي ليا وقولت: والله؟ أنا اللي كسرت رجل الكُرسي يعني ولا إيه؟ وبعدين أنا مالي ينساني ولا مينسانيش شيفاني بحاول أخرب فرحتك. 


زعقت بطريقة أوڤر وقالتلي: أيووة، عايزة طول الوقت تبقي إنتِ اللي ظاهرة وحلوة وأنا بنت ستين في سبعين، قولتلك لما حسن يكون معايا مش عيزاكِ تكوني موجوظة وجودك تقيل على قلبي. 


إتعصبت أنا وقولت: لو سعادتك ناسية أنا وإنتِ كُنا نازلين سوا لوحدنا وإنتِ اللي كلمتيه عشان ييجي! يعني أنا مخلفتش بوعدي معاكِ يبقى بتصوتي في وشي ليه! 


بصت مِنة قُدامها وبقت تطلع كُل اللي جواها وهي بتقول:  روما العاقلة، روما الكبيرة، روما الفاهمة.. مِنة مش هتعرف لوحدها لازم روما، أنا عاوز أتجوز روما مش مِنة. 


إتصدمت وأنا سايقة، بس اللوم عليا وعلى بابا وماما.. وعلى اللي حوالينا، وعلى حسن. 



بصتلي مِنة وقالتلي بعياط: سألتك يوم مة إتقدملي راضية تسيبهولي قولتيلي أه وعملتي فرحانة، بتحومي حواليه تاني ليه. 


سكتت أنا وغمضت عيني ثانيتين وبعدها قولت بعد ما ركنت على جنب: طب يا مٌنة أنا هسألك سؤال، ليه مُتمسِكة بواحِد مش مرتاحة معاه، مش مريحك مخليكِ طول الوقت شاكة في نفسك وفيا! إيه جابرك هتعيشي معاه إزاي. 


زعقت في وشي وقالت: بحبُه، زي ما رفضتيه عشر مرات سيبيهولي مرة أعيش حياتي وأتبسط معاه،  أنا عرفت أخليه يحبني وهخليه يحبني أكتر وأكتر. 


حطيت إيدي على كِتفها وقولتلها بهدوء: يا حبيبتي غلط، هيفضل عقلك طول عيشتك معاه شغال معاه ودا مع الوقت هيزهقه مِنك، إنتِ تستاهلي أحسن مِن حسن بـ كتير يا مِنة 


قالت بسُخرية: أه وإنتِ اللي تستاهليه صح؟ أصلك مشوفتيش وشه عمل إزاي لما وقعتي بالكُرسي. 


تمالكت أعصابي عشان أحاول أهديها وقولت بهدوء: طب إيه المطلوب مني طيب؟ قولتيلي متظهريش وهو معايا ودا اللي أنا عملتُه، هو اللي ظهر وأنا معاكِ يبقى الوضع إزاي؟ 


كتفت مِنة إيديها وهزت رجليها جامد وهي بتقول: معرفش متنزليش معايا تاني هبقى أنزل مع ماما. 


كلامها جرحني، إستنيت مِنها تقول مثلًا لما ننزل أنا وإنتِ مش هعرفُه إحنا فين، بس إحترمت رغبتها وقولت وأنا بدور العربية تاني عشان أتحرك: حاضر يا مٌنة. 



_المكان: بيت والدة حسن. 



قعد حسن على الكنبة قُدام مامتُه بيسمع مِنها كلام كتير عن عِلاقتُه بـِ مِنة 


وكان ساكِت وهو باصص للأرض. 


والدتُه بهدوء: تمام يا حبيبي؟ 


قالها حسن بهوس هيقـ|  تلُه في يوم: أنا عاوز روما.. 


١٠



صرخت والدة حسن فيه وقالت: يا إبني مينفعش!! بنات الناس مش لعبة نقول خلاص عاوز دي، طب لا خلاص هسيب دي وأخد دي! مالك يا حسن أنا مربيتكش على كِدا؟ إسمع يابني عشان ننهي القِصة دي أنا مش هظلم بنت الناس معانا، إنت تروح بُكرة وتقول لحماك كُل شيء نصيب، وتبعد عن روما خالص لإنُه الناس هتقول عنكُم كلام زي الهباب لو إتقدمتلها ورضيت بيك بعد ما سيبت أُختها،  دا لو رضيت.. إنت طينت الدُنيا على الأخر. 


حسن ساعتها كإنُه مريض فاق من غيبوبة، وجس باللغبطة اللي عملها بوظت الدُنيا أكتر وتمنى لو يرجع الزمن يحاول يحبب روما فيه بدل اللي عملُه، فـ قال بنبرة كُلها عجز وقِلة حيلة: طب أعمل إيه! أصلح كُل دا إزاي. 


إتنهدت والدتُه وبدأت نبرتها تِهدى شوية وقالِت: زي ما قولتلك تسيب الغلبانة اللي عملتها كوبري عشان تبقى جنب أختها، وتنسى روما خالِص وتحاول تحِب من جديد او متحبش المُهم تبعد عن العيلة دي، عشان متأذيش نفسك وتأذيهُم أكتر من كدا، ومش هروح معاك هتروح بطولك وتتنازلهُم عن الشبكة عشان إنت اللي سايب حتى لو من حقك دي أقل حاجة تعملها، وإسم روما مش عاوزة أسمعُه في البيت هِنا تاني مفهوم! 



كان الوضع صعب وقاسي عليه، لدرجة إنُه منامش، وكان شايل جِدًا الهم مِن المشوار اللي هيعملُه دا، لكِن لما قرر يروح بيتنا، أنا مكونتش هناك


روحت المول، أيوة بالظبط.. محل الأنتيكات بتاع يحيى. 


كانت الساعة بعد المغرب، والغريب إن المول مكانش زحمة في اليوم دا كان يُعتبر شِبه فاضي، دخلت للمحل وأنا ببُص للأنتيكات وبدور على يحيى، لما ملقتهوش ندهت عليه تلقائي وقولت: يحيى! 


كان صوتي هادي، بالرغم مِن كدا خرجت بِنت مِن أوضة صغيرة جوة غالبًا مخزن المحل وهي بتقول بعفوية: طب متنفعش يُمنى؟ 


إبتسامتي وسعت لما شوفتها، يُمنى لا تقِل لذاذة عني، نفس وسامة أخوها، فيها جاذبية موردتش على حد، قمحاوية وشعرها كيرلي وبتحب الألوان المبهرجة جدًا، والغريب إنها بتطلع شيك عليها، مستغربتش إن محل الأنتيكات التُحفة دا مِن شُغلها، كانت بتعمل من الشاليموه بتاع العصير أشكال، الخيوط اللي نازلة سايبة من جاكيت كانت تعملهُم فيونكات


وكان عندها سكيتش رسم مليان رسومات تهوس من جمالها. 


أول ما شافتني إبتسمت وسنانها بانت من السعادة وأنا إتحرجت عشان هي سمعتني بنادي يحيى، قربت مني وهي بتسلم وبتقول:  عاملة إيه مِن زمان مشوفتكيش. 


رجعت شعري ورا وداني بخجل وقولت: أنا بخير، جيت هِنا إمبارح بس ملحقتكيش. 


قالت بمرح وهي بتحُط صوباعين على جبينها: روحت أجيب قهوة عشان كان هنا وقِف، إنهاردة بقى يحيى اللي راح يجيب القهوة ههههه زمانه جاي، تعالي إقعُدي.. ولا تحبي أفرجك على الأتيليه؟ 


قولتلها بإحراج: يحيى فرجهولي إمبارح. 


قعدت معاها وقعدنا نهزر ونضحك، الوضع كان جميل ورايق عكس ما بقعد مع مِنة لإنها دايمًا تقلِب قعدتنا بخناقة من اللاشيء 


دخل يحيى المحل وهو شايل إتنين قهوة وشنطة من الورق البُني فيها مخبوزات، أول ما شافني ظهرت إبتسامتُه الحلوة تاني وقال: كُنت مراهِن نفسي إنك هتيجي. 


إتنحنحت يُمنى وقالِت: إحم، هروح أجيب قهوة لنفسي بقى وإشربوا إنتوا دي. 


قربت مِن وِدن يحيى وقالتلُه: عِد الجمايل. 


قبل ما تطلع قالتلُه: لو حد عاوز يشتري حاجة وأنا لسه مرجعتش الأسعار عندك في النوت هتلاقي وصف الأيتيم والسعر قُدامه. 


خرجت يُمنى وقعد يحيى مكانها، في الكُرسي اللي قُدامي، ورا عمود كِدا مِتعلق عليه الدريم كاتشرز. 


مد إيدُه بكوباية القهوة ليا وقال: لو أعرف إنك اللي هتشربيها مكونتش جبتها سُكر زيادة. 


وشي إحمر، وشكرتُه وبدأنا نتكلم سوا وإحنا بنشرب القهوة، كُنت محتجاها عشان تدفي جسمي، وكُنت محتاجة يحيى عشان كلامُه يدفي قلبي. 



أما في بيتنا، كان الوضع كالتالي، حسن حاطط دبلتُه على الترابيزة قُدام بابا اللي وِشُه مكانش عليه أي ريأكشن وساكت 


بلع حسن ريقُه وقال بألم: كُل شيء قِسمة ونصيب.. 


نطق بابا أخيرًا وقال: طب أفهم إيه السبب؟ دا فاضل شهر على فرحكُم! 


خرجت ضحكة فيها ألم مِن حسن وقال: إحنا أصلًا.. بقالنا ثلاث أسابيع مخطوبين.. مش هقدر أكمل عشان.. 


سكِت حسن 


وخرجت مِنة مِن أوضتها وهي معيطة وقالت: عشان روما، مُش كِدا؟ 


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع