رواية جنة الظالم الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سوما العربي كامله
رواية جنة الظالم الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سوما العربي كامله
الفصل السادس عشر
صباح يوم جديد
استيقظت فيه جنه مبكراً تنظر له وهو يغفو لجوارها وكما هو يتمسك بذراعيها يقربها له حتى وهو نائم.
تسللت من بين يديه شيئا فشيئا ليس حرصاً منها على ازعاجه.. ابدا لا سمح الله.
ولكنها لا تريده ان يستيقظ لها من الآن وقد تعمدت الاستيقاظ مبكراً كى تراجع تلك الماده الأولى التى لديها بعد أيام.
فموسم الثانوية العامة لم يتبقى عليه سوى كام يوم فقط يجب ان تستغل كل دقيقه.
ما يريحها قليلاً هو معرفتها من بعض زميلاتها ان الكثيرات منهن توقفن عن الذهاب للدروس الخصوصية يركزن فقط على لم المنهج خلال الثلاثة ايام التى تسبق الامتحان.
لذا قررت انها لن تدع اى عقبه تقف فى طريقها... ربما ثلاثه ايام جيده او اقل من جيده لجمع المنهج ولكنها فى تحدى مع نفسها والأكثر انها فى تحدى مع هذا الظالم.
لن تتحول الى فتاه فاشله فى كل شئ ابدا... هى تستطيع.
غسلت وجهها سريعاً وبدون أي نوع من انواع الكافيين او المنبهات بدأت فى المذاكره.
ربما الدافع الاقوى وسر كل هذا الحماس هو روح التحدى.
ربما لو كانت ماتزال فى بيت والدها لما أصبحت بكل هذا الحماس الآن.
الآن فقط ادركت تلك الحكمه التى تقول" رب ضارة نافعة"و انه "بعض النكبات حياه "
تجلس امام الفراش لا ترى اى شى سوى كتبها ومراجعها وفقط.
اما على الجهه الأخرى
فقد استيقظت نهله على صوت هاتفها... لتجد انها غفت وهو بيدها تتذكر وهى متسعة العين تردد :يانهار ابيض.... انا راحت عليا نومه وانا بكلمه... وفضلنا نتكلم كل ده... معقول.
نظرت للهاتف الذى يدق بيدها مره اخرى وابتلعت رمقها بتوتر ترى انه المتصل.
ظلت تنظر فى الارجاء حولها بحرج منه وتوتر ثم فتحت الخط فلم تجد بد من ذلك لتسمع صوته الرزين يقول :صباح الخير.
رزانة صوته تركبها من الأساس فقد حمحمت قائله وهى تشد ملابسها عليها وكأنه أمامها تقول :صباح النور.
مازحها قائلاً :ينفع ابقى بكلمك وتروحى فى النوم كده... حركات العيال الصغيرة دى.
اتسعت عينها تنتطق بغل وهجوم :ايه عيال صغيره دى انا مش صغيره.
قهقه عليها يقول بهدوء وصوت جذاب :مش تقولى ان الكلمه دى بتعصبك... بحب انا اوى امسك ذله على الى قدامى.
زمت شفتيها بغيظ تقول:مش ذله ولا بتعصبنى واقولك على حاجه.. اقفل... اقفل.
ضحك مجددا مما زاد من غيظها وهو يقول :طب خلاص خلاص هقفل... بس ياريت يعنى تقومى تلبسى وتيجى شغلك.
صمت لثواني ثم قال وهو يحاول كبت ضحكاته لكنها خرجت رغماً عنه ووصلت لمسامعها وهو يقول :ماهو مش بتأخير على شغله غير العيال الصغيرة.
لتصرخ فى وجهه وهو يقهقه:اقففففففللل
غرق فى النوبه من الضحك زادت من غيظها مما جعلها تغلق الهاتف بوجهه من شدة الغيظ.
ووقفت عن فراشها سريعاً تنتقى ملابسها وتذهب لأخذ حمام دافى لم يتعدى دقائق.
وبعد اقل من نصف ساعه وقد أتمت اناقتها التى لا تستغنى عنها ابدا استقلت سيارتها وذهبت سريعاً كى تصل عملها ولا تبدو مثلما قال كالصغار.
طوال الطريق وهى تسب وتلعن به تاره وتبتسم بينها وبين حالها تاره اخرى.
وعلى الجهه الأخرى
جلس فؤاد ينظر لها بعدما وصلت للمحطه فى وقت قياسي.
يراها من جدران مكتبه الزجاجى حاله حال تصميم كل غرفات الشركه.
ينظر لها بتمعن وهى تدلف للداخل سريعا.. الان فقط اتضحت له بعد الأمور.
عرف السبب وراء ضيقه الدائم منها ومن اول يوم... ولما دوما كان يتضايق وينفر فقط من رؤيتها او الحديث معها.
لما دوما يراها سيئه ولا يطيق حتى ان يمدحها أحدهم.
يقال دوما فى علم النفس ان شدة الكره قد تأتى من شدة الحب.
شدة الانتقاد تأتى من شدة التأثر فلو وجدت شخص دائم التنمر او النقد لشخص ما بسبب وبدون سبب فاعلم ان ذلك الشخص الاخر يؤثر بصوره كبيره فى الشخص الأول.
وان هذا النقد ربما لجذب انتباه الاخر.. او للتقليل منه من كثرة ماهو ناجح ومؤثر اوو.. كى يشوه صورته فلا يراه أحدهم جيد.. اوو احتكاكا به لإنشاء اى علاقه من اى نوع.
كذلك كان الأمر معه... تعجبه من اول يوم.. يراها جميله جداً.. لبقه.. ذكيه.. هادئه.. لها طله كاريزما خاصه بها ووووو... متكبره... معتزه بحالها... تعلم قدر نفسها جيدا.. والاسوء من هذا وذاك انها متزوجه وليس بأى شخص انه ابن الظاهر... يعرفه جيدا ويسمع عنه أيضا.
لا يعلم من اين ولما أتته الراحه لمجرد معرفته ان سليمان قد تزوج مؤخراً وبعدها بأيام جاءت هى للعمل معهم.
كل هذا وبالاضافه لشخصية نهله يؤكد انها ستنفصل عنه بكل تأكيد.. وهذا هو امله الوحيد.
وربما هو السبب الذى جعله يفسر لحاله بوضوح حقيقة مشاعره ونظرته لها.
ابتسم بحب وهو يراها تتقدم من مكتبه بغيظ واصرار تخبره انها جاءت سريعاً ولم تتأخر.
فتحت الباب الزجاجى ووقفت امامه تنظر له باصرار تقول :انا جيت.. فى معادى.
كبت ضحكاته بصعوبه يقول :شطووره.
نهله :انت شايفنى جايلالك بشرايط فى شعرى ايه شطوره دى هو انا بنت اختك.
ضحك كثيراً وهو يتحرك يمينا ويسارا بمقعده يردد:مش محتاجه الشرايط هو انتى كده تمام.
ليكمل بغمزة عين عابثه:وبعدين هو انتى تطولى تبقى بنت اختى... ده انا كنت هدلعك دلع بخدودك دى.
اتسعت عينها من مغزى حديثه الوقح... لأول مره تكتشف ان فؤااااد الرزين هو بداخله رجل عابث جدا.
وهو أيضا قهقه برجوله وهو يرى اتساع عيناها ترمش بحرج ثم قال وهو يحاول مساعدتها على تخطى حرجها:تشربى إيه بقا.
تحركت سريعاً تذهب لمكتبها وهى تقول :هشرب فى مكتبى.
خرجت سريعاً وهو ينظر لاثرها بحب يتابعها بعيناه حتى اختفت ثم تنهد يعود برأسه للخلف يقر بحقيقة مايشعره ناحيتها.
وهى بمكتبها تلقى حقيبتها بغيظ تجذب مقعدها كى تجلس عليه وهى تردد بغل:قال عيله قال... عندى ٣٢سنه ويقول عليا عيله... عيله فى عينه.
فتحت الا باد الخاص بعملها تحاول الاندماج به ربما تهدأ قليلاً.
_____________________________
فى بيت الظالم.
استيقظ سليمان بعدما اخذ يمد يده يبحث عنها لجوراه وشعر بفراغ المكان ليعتدل سريعاً فى الفراش.
يراها منكبه على مراجعها فهدأ ذلك من فزعه قليلاً... تنهد ينظر لها لدقيقه كامله وهو يراها بنفس ثياب ليلته معها تجلس بتركيز شديد.
يتذكر ما قالته وما كان رده.. رمش بعينه يعلم ان رده كان عنيف قليلاً ولكنها حقا اغضبته.. هو يتمنى لها الرضا كى ترضا وهى فقط لا تريد الا بعده عنها.
هو يحلم باليوم الذى سيصبح فيه اب لابن منها.. منها هى بالتحديد حتى ان الامر يجعله يجن.
وبالمقابل هى لاتريد طفل منه لانه سيزيد ويوثق ارتباطها به مدى الحياة وهذا عكس ما تريد او تخططت.
مسح على شعره بعنف وغضب يعلم انها تمنى نفسها باليوم الذى سيتركها به.. يحاول تغيير تفكيرها هذا قدرما يستطيع ولكن يبدو الأمر صعب للغايه وسيحتاج لوقت طويل.
يعلم أنه من اختار ان يسلك معها هذا الطريق خصوصا بعدما تزوجها عنوه عنها وعن والديها أيضا..
نظر لها ثانية وهى مازالت مرتكزه بكل حواسها على مذاكرتها وفقط... له وقت يجلس على الفراش ينظر لها وهى لاتشعر حتى من كثرة تركيزها ودئبها على ما تفعل.
ابتسم مجددا عليها.. صغيرة تجلس بقميص نوم مغرى وسط كتب المدرسه.
وقف عن سريره وتقدم منها حتى اصبح ملتصق بها ووضع يده داخل شعرها والآن فقط شعرت به ورفعت عينها له ليقول بصوت هادئ جدا :صباح الخير
عاودت النظر لما بيدها تقول بلا اهتمام به:صباح النور.
ضم رأسها الى خصره يقول لها :ماتزعليش مني على الى حصل .
رفعت عينها تنظر له مردده:مافيش وقت للزعل.. عندى اول امتحان كمان ٣ ايام.
سليمان :امتحان إيه؟
جنه:امتحانات الثانوية العامة.
همهم متذكرا يقول :احمم... صاحيه بقالك كتير؟
جنه وهى مازالت تنظر لما بيدها :من سبعه الصبح.
ابتسم يداعب شعراتها قائلا :طيب مش كفايه بقا وتقعدي معايا شويه.
جنه:مش هينفع لسه قدامى كتير اوى على ما اخلص.
انكمشت ملامحه بضيق ثم قال :طيب تعالى نفطر سوا.
جنه:مش هينفع اضيع دقيقه واحده... المنهج كبير وكتير يمكن ال٣ ايام حتى مايكفوش.
سليمان وهو على وضعه:طيب حتى قومى خدى دش.. انتى لسه زى مانتى من ليلة امبارح.
جنه :لما اتعب هبقى اخد ريك استحمى فيه... مش هينفع اضيع وقت ابدا.
نظر بضيق لنبرة حديثها المليئه بالاصرار... اخذ نفس عميق ثم تحدث مهادنه:طيب يا حبيبتي هبعت حد من الخدم بكام ساندويتش وعصير ليكى عشان تاكلي.
لم تجيب منهمكه.. تركيزها كله فقط مع ذلك الكتاب.
زفر بضيق يحاول ان يكن طويل البال خصوصا بعد ردة فعله العنيفه ليلة امس.
نادها مجددا :جنه بكلمك يا حبيبتي.
رفعت عينها له مستفهمه فتنهد للمره الالف يقول :هبعتلك اكل وعصير مع حد من الشغالين.
جاوبته بلا اهتمام:لا بعد الدش هبقى اخد بريك واكل.
سليمان :كمان...كده كتير.
جنه بهدوء:لا مش كتير ولا حاجة.
لم يجد حيله أمامها كل ما استطاع فعله هو انه مال عليها يقبل جبهتها ثم اتجه للمرحاض وهو مضطر على كبت غضبه.
هى لم تشعر لا بقبلته ولا بمغادرته المكان... كأنها اتخذت عهد على نفسها بالا تضيع ثانيه واحده يمكن ان تذاكر بها ولو كلمه.. فهى فى تحدى سافر مع سليمان اما ان تكون او لا تكون.
بعد دقائق خرج من المرحاض يلقى نظره عليها ماتزال جالسه لم تغير حتى وضعية جلوسها.
دلف لغرفة الملابس يرتدى بذلة بلون القهوه مع قميص ابيض وبعدما رش عطره خرج لها وجدها كما هى.
هز رأسه بيأس وتقدم منها يسأل :انا رايح شغلى يا حبيبتي عايزه حاجه.
لم تجيب او تنتبه ليردد مجددا بغضب :جننننه.
رفعت انظارها له ليقول بحده :مش معقول كده انتى مش شايفانى اصلاً.. ولا كأنى موجود... انا جوزك على فكره.
جنه بغضب من ثقل مسؤليتها وكبتها:ماحدش قالك تتجوز عيله فى ثانوى.
احتدت عينه ينظر لها بغضب قائلاً :قصدك إيه.
ابتلعت رمقها بصعوبه... يتردد فى اذنها حديث امها.
فكرت لثواني هل ستحارب بمئه اتجاه؟ الا يكفى ضغط الثانويه و مسيرها المجهول.
اتجهت للطريق الأسلم الان تقوس شفتيها بعبوس وهى تردد بحزن تمسح عينها :اقصد إنك المفروض تقدر انى مضغوطه ومش باكل حتى ولا اشرب عشان الحق الم المنهج وان الوقت زانقنى بسبب ايام الفرح.
ليردد بضيق لا يهتم ابدا :انا الى مش فاهم ايه لازمة كل الى بتعمليه ده... انتى مرات مليونير محتاجه الشهادة فى ايه... سيبك منها وافضيلى...ولو على الشهادة ممكن بالفلوس تدخلى احسن جامعه.
صكت أسنانها بغيظ منه ولكن ابتلعت رمقها بصبر تبتسم فى وجهه وتقف تفتح ذراعيها فصدم.
اتسعت عينه حتى حجظت وهو يشعر بها تضم نفسها له وتحتضنه بقوه تتمسح به قائله بعبوس لذيذ:انا عايزه ابقى ناجحه وليا كرير مش بهيمه... يرضيك مراتك الى بتقول انك بتحبها تبقى بهيمه يا سليمانى؟!
رمش بعينه... قلبه الظالم يصبح ضعيف بحضرتها.. ابتلع رمقه بصعوبه أثر احتكاكها الغير برئ به.
ليجد صعوبه بالحديث وهو يقول :ال.. لاا. لأ ما مايرضنيش يا حبيتي.
ابتسمت بثقه ومكر تبتعد عنه قائله وهى تعدل له الكرافت :خلاص يبقى خلينى اكمل ولو بتحبنى صحيح زى ما بتقول مش كلام وخلاص هتساعدنى غير كده تبقى مش بتحبنى.
نظر لها بتذبذب.... أفعالها وغنجها له جديد عليه.
ليسأل بضيق:نعم.. يعنى عشان اثبتلك انى بحبك لازم اسيبك تنشغلى عنى ده فى شرع مين ده.
جنه:شرع الى بيحبوا بعض بيضحوا بنفسهم عشان الى بيحبوهم....بطل المسلسل التركي مش اجدع من يا سولى... ده انت سليمان الظالم بجلالة قدره.
اتسعت عينها تعض لسانها الذى نطق بما تكنه له تدرك انها نطقت ظالم بدلاً من ظاهر.
فتقول سريعا بتبرير:اا ماعلش انا... قاطعها يضحك وهو يجذبها له يقبلها بعمق ثم يفصل قبلته قائلاً :انا بحب ظالم منك اوى.
اخذ نفس عمييق يعبئ صدره برائحتها ثم قال :خلاص يا حبيتي انا هبقى اجدع من بطل المسلسل بتاعك وهتشوفى.. خلى بالك من نفسك لحد ما ارجع اوكى.
تنهدت أخيراً تقول بدلال:اوكى.
هم كى يغادر ثم توقف قائلاً وهو يمشط جسدها كله بتفحص يحذرها بقوه :اوعى تفتحى لحد الباب وانتى كده حتى الشغالات... فاهمه.. اوعى حد يشوفك كده.
ابتسمت بصعوبه تقول :حاضر.
هم ليغادر مجددا لكنه عاد يقبل جبينها بقوه ثم ذهب سريعاً يغلق الباب وهى تردد:اه يا ابن الكلب يا واطى
تنهدت تجلس بغيظ ثم قالت :اعمل ايه لازم اجر معاه ناعم لحد ما اعمل الى انا عايزاه.. والله وبقيتى لئيمه يا جنه... منه لله.. بس بيحط ريحه...جامده ابن الجامده.
نفضت رأسها سريعاً تنظر مره اخرى وتصب كل تركيزها على كتابها.
_______________________
وعلى طاولة الطعام جلس شوكت بغضب يرى سليمان وحده فقط دون تلك الصغيرة.
فيضرب الطاوله بقوه يقول :والله عال هنستنى الهانم ولا ايه... شوكت الظاهر هيقعد يتسنى العيله دى.
سليمان :اسمها جنه.. جنه سليمان الظاهر.. تبقى مراتى... وعندها مذاكره مش هتنزل.
شوكت بغضب:والله عااال.
فتزيد غاده الموقف بشماته:ده مش كده وبس... دى نهله كمان خرجت من بدرى.. واضح ان نظام البيت كله اتغير والبركه فى الهانم الجديدة.
لتكمل وهى تشيح بنظرها عن شوكت وتنظر ناحية سليمان تكمل:صاحبة البيت زى ما سليمان أكد وحضرتك ما اعترضتش حتى.
ليعم الصمت على الجميع كل منهم ينظر للآخر بشعور مختلف... الشعور الأسوء كان لشوكت وهو يرى اول قوانينه تنهار وهو مضطر على الصمت.
______________
مرت ايام وجنه تؤدى امتحان يليه آخر كان توفيق ربها حليفها بكل هذه الأيام.
استطاعت تحقيق إنجاز كبير وربحت التحدي.
بكل يوم يعمل لديها سليمان كسائق خاص.
وهى دوما تترجل من سيارته بوقت مبكر قبل تجمع الطلاب..
لازالت تشعر بالحرج لجواره لكبر سنه... وحرجها الاكبر الذى يشعرها بانها اقل شأنا من رفيقاتها هو كونها متزوجه... تحرج كثيرا ولكن لا تتحدث بهذا الأمر معه.
كل يوم كانت تخرج مبكراً عشر دقائق قبل كل رفيقاتها كى تغادر سريعاً قبلما يراها اى احد وهى تستقل سيارة سليمان.
لكن اليوم هو آخر يوم في الامتحانات... معروف ان كل الفتيات يخرجن معن فربما لن يجمعوا ثانيه.
كانت في موقف لا تحسد عليه تشعر بالحرج الكبير وهى تقف وسطهن يطلبن منها الخروج معهم وهى تعلم انه دقائق ويكن سليمان امامها.
وقفت فى حلقه كبيره من الفتيات يتحدثن.
فتاه ١:يالا يا بنات نخرج.
فتاه ٢:بجد عايزين نخرج كبت الايام... ايام ايه دى شهور... عايزين نخرج كبت الشهور فى الخروجه دى.
فتاه :انا معاكوا.
فتاه ٤:وانا.
فتاه ٥:وانا
فتاه ٦:وانا
فتاه١:وانا
فتاه٢ بحاجب مرفوع:هاا وانتى ياجنه معانا؟!
ابتلعت رمقها بحرج.. تتمنى الذهاب معهن تلهو مثلها مثلهن... ولكنها متزوجه لرجل كبير لا يريدها ان تبتعد عنه.
حزنت على حالها كثيرا تنظر لهمن كأنها محرومه لا تجد رد ولا تحب ابدا ان تكون ضعيفه.
لتتحدث فتاه ٣ بسخريه:لا طبعا جنه دلوقتي بقت مدام... مش حره زينا.
وأكملت فتاه ٦:ايوه ياعم جوزها المليونير هيوديها الجونه يومين.
فتاه ٤:مليونير صحيح بس اد ابوها.
فتاه ٢:اد ابوها بس مز السنين شوجر دادى شوجر دادى يعنى.
لتجدهم فجأه يرددن:اوووبااا.. اهو شوجر دادى وصل اهو راكب الرانج روفر.. اوعى.
فتاه ٤:والله لو راكب ايه عمرى ما ابيع نفسى بالفلوس واعمل فى نفسى كده ابدا.
تركتهم وذهبت سريعاً تحبس دموعها... لم تعد تتحمل حديثهم ولو كان معظمه على سبيل المزاح.
صعدت لجواره تبكى وهى تطلب منه ان يذهب سريعاً.
ضمها له بلهفه وهو يقود قائلاً :مالك يا حبيبتي... حد ضايقك.. البنات دول مش صحابك.
تحدثت من بين دموعها :ايوه صحابى... بس عايرونى بيك.
توقف مره واحده عن القيادة يوقف سيارته بحده يسأل :نعم؟! هو انا بقيت عيره... يعايروكى بيا إزاى؟!
قال اخى كلماته يصرخ بها جعلها تنفجر به قائله :عشان هيخرجوا مع بعض آخر يوم وانا حتى مش عارفه... قالولى بعتى نفسك لواحد اد ابوكى.
ردد بغضب وصدمه :اد ابوكى.
اغمض عينيه يعود برأسه للخلف لا يعلم ماذا يفعل.
كان يعلم بفارق العمر الكبير وهو من اختار ذلك.
رغما عنه روادت عقله ذكرى قديمه
منذ ثلاث سنوات
جلس امام نفس الفتاه الشقراء يتمدد على مقعد البحر يعبث بهاتفه لا يعيرها اى اهتمام وهى كل اهتمامها منصب عليه فقط تقول :سليمان بكلمك.
نظر لها مره واحده بلا اهتمام ثم قال :ها.. اه كنتى بتقولى حاجة؟
حزنت كثيراً فهى لأكثر من نصف ساعه تحدث وقالت :بقولك نرتبط إيه رائيك.... جرب بس.. عمرك ما هتلاقى واحده تحبك زيى.
رفع عينه ينظر لها بملل وهى تنتظر رده بفارغ الصبر ليقول :عرضتى عليا قبل كده وانا بردو قولت لأ.
حطم قلبها لاشلاء تنتطق بصعوبه :ليه بس يا سليمان انت عارف اني بحبك.
سليمان بجحود:انا مش عارف وبس... ده تقريباً مصر كلها حتى هنا فى الساحل كله عرف.. انتى رايحه جايه ورايا فى كل مكان ياماما.
اتسعت عينها وبرد جسدها تقول ببهوت:انت بتعايرنى عشان بحبك يا سليمان؟!!
زفر بضيق يقلب عينه بملل ثم قال بعدما وقف :انا سايبلك البحر بالشط كله وماشى يا ساره... اقولك انا هسيب الساحل وارجع مصر يمكن تفكك منى شويه.
تركها محطمة الفؤاد وغادر يعبث بهاتفه غير مبالى لتلك التى ينزف قلبها خلفه.
عودة للوقت الحالى.
عاد من الشرود فى الماضى على أصوات السيارات من خلفه تنبهه انه يعيق سيرهم.
ينظر بجواره يجدها تنظر للجهه الأخرى باكيه ولا يجد شئ بيده سوى أن يجذبها بقلة حيلة لاحضانه يسأل بصوت مرتفع ملح:ياترى انتى جنتى ولا عذابى.
__________________________
فى احد المقاهى الشهيره جلست تهانى أمام بسمله التى وصلت للتو تسأل باستعجال:ايه الى فكرك بيا يا تهانى وموضوع حياه او موت ايه اللي عايزانى فيه.
تهانى :عايزاكى تتصلى بزياد تقوليلوا انى عملت حادثه وسقطت البيبى.....
الفصل السابع عشر
جلست بسمله جاحظة العينان بلسان منعقد وفم مفتوح تنظر فقط لتهانى بصدمه.
وأخذ الأمر منها اكثر من دقيقه كامله الى ان استطاعت الحديث بزهول واستتنكار:انتى بتقولى ايه... هو انتى اتجننتى.
تهانى بنفاذ صبر وعصبيه:لا ما اتجننتش وهو ده الحل.. اعمل ايه مافيش قدامى حل غيره.
بسمله :قولتلك... قولتلك يا تهانى التمسليه بتاعتك هتقلب فى الآخر على دماغك ليه قولتى من الاول إنك حامل.
تهانى :وانا كنت هدبس زياد ازاى فى جوازه غير لما اقول انى حامل.
بسمله :غلطانه.. غلطانه وغلطك كبير.. قولتلك الى يبص لفوق يتعب.. ماسمعتيش الكلام.
تهانى بعصبيه وقلة حيله:يووووه انا جيباكى تقطمينى ولا عشان تشوفيلى حل... انا ربنا كرمنى وقدرت أكدله انى حامل بعد ما كان بدأ يشك فيا.
رمشت بسمله باهدابها تقول باستغراب شديد :وصدق إزاى؟!
تهانى بفخر:من الدكتوره.. ومش تبعى لا.. دى معرفته هو وهو الى اخد المعاد وانا روحت معاه عااادى وهى قالتله انى حامل ومن كذا شهر.
بسمله بجنون:ده إزاى.. وانتى مش حامل لا امبارح ولا النهاردة ولا من شهور حتى.
ضحكت تهانى تقول :حبيبتي انا مسيطره اوى وعارفه الباسورد بتاع موبايله ويوم ما كنا رايحين لها لما قالى بعد الفطار اجهز عشان اروح راح هو يغسل ايدو... فى ثانيه كنت فتحت الفون وجبت اخر رقم ارضى كلمه وبعت على طول واد حيطه يسد عين الشمس... ثبت الدكتوره وحفظها تقول ايه الا هيقفلها المكان ده فى خلال ساعتين ويقول انها بتعمل عمليات يعاقب عليها القانون يعنى اقل ما فيها شطب من النقابه مع فضيحه وتبقى تخلى زياد ولا اهله ينفعوها لو فكرت تستنجد بيهم ولا تلعب عليا... وقد كان... روحت اتمخطر زى الهانم وهى ماشاءالله قالت الى عايزاه بالحرف... لأ وكمان وصته انى لازم ماتعرضش لاى زعل ويسمع كلامى دايماً عشان سلامة وصحة البيبى.
انتهت من حديثها وبسمله قد تصنمت مكانها... لا ترمش حتى بعينها من شدة الزهول والصدمه.
تهانى تخطتت كل الحدود... شريره من الدرجه الاولى.. زكريا لديه كل الحق حين امرها بالابتعاد ونهائيا عنها.
اخذت ترمش بعينها وتهانى تناديها:انتى يابت.. مالك تنحتى كده... يالا كلميه.
وقفت بسمله ترتدى حقيبة كتفها تقول بتقزز:انا ماليش دعوة بأى حاجة انتى عايزه تعمليها وياريت ماتكلمنيش تانى انا بجد مش عايزه يبقى ليا صاحبه زيك ابدا.
اتسعت أعين تهانى تتمسك بها تقول برجاء :لأ بسمله... استنى انتى رايحه فين... انا ماليش صاحبه غيرك مين هيساعدنى.
بسمله :انا عشان الصحوبيه الى بتقولى عليها هسكت ومش هتكلم على الكارثه الى عايزه تعمليها وبكده لعلمك بردو ابقى مشاركاكى وعليا وزر... حلى مشكلتك بعيد عنى.. انا واحدة متجوزه وجوزى اصلاً حالف عليا اقطع علاقتي بيكى من عمايلك الى واضح انك مش ناويه تبطليها... بس قبل ما امشى عايزه اقولك حاجة... فاكره زمان واحنا عيال لما كانت امك تقولك روحى ربنا يحليلك دنيتك وانتى ماكنتش بتعجبك الدعوه دى... كنتى بترفضيها وتقولى لا ادعيلى يبقى عندى فلوس كتير... دعوة امك الى انتى رفضتيها هى كمان رفضتك... وربنا حرمك من أكبر نعمه... حرمك انك تشوفى الحلو اللي فى ايدك... مش شايفه انك معاكى شاب صغير.. أصغر منك اصلاً.. طيب وحنين وبيتمنالك الرضا.. مش شايفه انك معاكى صحتك وبتتمارضى.. الرسول قالك لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا.. وانتى مش شايفه كل ده.. زى ما تكوني ربنا مسلط عليكى نفسك... والحكايه هتخلص فى الآخر على انك هتخسرى كل حاجه ويمكن ساعتها تحسى وتشوفى كل ده.
قلبت تهانى عينها بملل.. اذنها مسدوده عن كل ماتقوله بسمله ثم قالت ببرود:من امتى يا بسبوسه الحكمه دى كلها.
هزت بسمله رأسها بأسى ثم قالت :واضح ان مافيش فايده... ساعات بزعل اوى انى فى فتره من عمرى كنت زيك وبفكر زيك بس الحمد لله ربنا بعتلى زكريا يوفقنى بيه ولما رضيت عرفت معنى الراحه والسعادة.. ربنا يهديكى.
ثم قالت وهى تغادر بنزق:او ياخدك ونرتاح.
غادرت سريعا تركت تهانى تفكر ماذا تفعل تنظر ناحية بسمله وهى تغادر باستنكار تردد:قال أرضا بزياد قال... معذوره.
تنهدت بحالميه وهى تتذكر سليمان مردده:ماهى ماجربتش تعيش كده جنب سليمان... وكاريزمة سليمان.. ولا دلعه للمزغوده الى اسمها زفته دى.
اخذت نفس عميق تفكر وهى تردد:لازم افكر دلوقتي هعمل ايه مافيش وقت... بس اكيد هلاقى حل مش هغلب.
فكرت قليلاً حتى وجدت الحل ترفع حاجب واحد قائله:انا إزاى مافكرتش فى كده... طب ما البسها لجنه... واقول وقعتنى وسقطتنى.
اخذت تصفق لنفسها تقول :برااافوووو.. برافو تهانى.
_________________________
فى المحطه الفضائيه التى يملكها فؤاد
جلس على مقعده بغضب... يوم بعد يوم يقترب منها اكثر حتى بات يعشقها.
وهى فقط تتعامل بحدود.. تخبره دائما بطريقه غير مباشره انه زميل لها ومالك القناه التى تعمل بها فقط.
حديثها دائما غير مباشر ولكنها توصل به هدفها ومغزى حديثها... كلما حاول الحديث بطريقه ودوده معها يجدها تتحدث بمهنيه فى ايحاء منها له الا يتعدى تلك الحدود التى تضعها هى.
لا ينكر ابدا انه قد زاد احترامه وتجليله لها كونها تضع تلك الحدود خصوصا وهى مازالت بعصمة رجل.
لكنه تعب من كل هذا ويريد إطلاق العنان لكل المشاعر التى يكنها لها.. لن يتحمل أكثر من هذا.
وقف عن كرسيه يخرج من مكتبه مندفع ناحية مكتبها يفتح الباب دون الدق عليه حتى فتقف عن مكتبها مصدومه من فعلته وطريقه دخوله الهجوميه.
لكنه شن عليها هجوم أعنف.. وهو يحدثها بضيق وكأنه نفذ صبره نهائيا واصبح بطور الا وعى يسأل وهو يشير بيده:انا عايز اعرف انتى هتطلقى امتى فى سنتك دى.
سقط فكها من هول صدمتها.... هل جن فؤاد. وهل يبدأ احدهم الحديث مع أى شخص هكذا؟!!!!
وجدها مصدومه.. متخشبه.. فمها وعينها مستعان تنظر له فقط عينها لا تتحرك فقال بضيق شديد :خلصى ردى عليا انا جبت أخرى خلاص ولا بقى فى عقل ولا صبر.
رمشت باهدابها تسأل :انت.. انت بتقول ايه... وازاى.. وش كده.
فؤاد :اه وش.. عشان انا زهقت.
حمحمت بحرج تقول :ومين قال اصلاً انى هتطلق.
فؤاد بضيق :وبعدين بقا فى اللف والدوران ده.. انا عارف ان سليمان اتجوز عليكى.
ابتلعت رمقها بحرج ثم حاولت الحديث تقول :اا.. حتى لو.. انا مش ناويه.... قاطعها يقول :بجد... امال ليه بقالك شهر كل يوم بتروحى شقة المعادى بتجهزى فيها.
صدمت اكثر... هل يراقبها.. تسمعه بزهول وهو يكمل:مره دهان جديد... مره عفش جديد... مره حد ينضف كفايه كده ولا اكمل.
نطقت مصعوقه:انت بتراقبنى.
ابتسم باتساع يجيب بسماجه:اه.
رددت خلفه باستنكار :اه!! ومين اداك الحق ده هو عشان انا شغاله ف... قاطعها بنفاذ صبر:اه عشان شغاله عندى.. فكك من جو الصعبنيات ده... انتى عارفه انا براقبك ليه
دارت فرحتها تسأل متصنعه الغضب:ليه؟
ابتسم بمكر يقول :مش هقولك... هسيبك كده... ياريت تمشى فى الاجراءات بسرعه وتسيبى البيت الى انتى فيه انا مش اوبن مايند خالص.
حمحمت بحرج تسأل بعصبيه :انت إزاى بتؤمرنى كده.
راقص لها حاجبيه يقول :بفلوووسى...عشان انتى شغاله عندى.
خرج سريعاً وهو سعيد جدا يبتسم تركها تحاول مدارت سعادتها لحين خروجه.
عاد يطل من خلف الباب يقول بمشاكسه:وياريت تجهزى نفسك عندك هوا كمان اسبوع... شوفتك وانتى بتضحكى على فكره.
ودت ضربه الآن لكنه اختفى سريعاً بنفس سرعات دقات قلبها التى تزايدت عند معدلها الطبيعي بسببه.
___________________________
جلس شوكت يهز قدميه بعصبيه ينتظر ابنه.
فوجده يدلف للحديقه البيت بسيارته ولجواره تلك التى أصبح لا يفارقها ابدا.
يترجل من سيارته ويذهب لها يفتح الباب يساعدها.
نظرا لارتفاع السياره عن الأرض قليلاً ولقصر قامتها كثيرا يحملها دوما وهى تخرج من السياره وهو يضحك عليها.
يضمها له يفرك شعرها بيده يدللها قائلاً :حبيبتى القصيره.
نظرت له بشراسه فابتسم قائلاً :خلاص خلصتى امتحانات اهو... سيبتك تنشغلى عنى كل ده عشان تعرفى انى اجمد من اجمد بطل فى مسلسل.
وأخيراً ابتسمت له قائله :صح.
سعد كثيرا برضاها عنه يقول :يبقى تفضلى بقا.
غمرها بحراره يكمل بمغزى غير برئ :انتى وحشتيني اوي.
اتسعت عينها تحذره بحرج:سليمااان.
ابتسم وهو مغمض عينه بسعادة يهمهم بتلذذ من أثر سماع اسمه وهى تنتطقه يردد:همممم... حلوه سليمان منك اوى.
فتستمر قى مناداته محذره:سليمااان... احنا في الجنينه.
فتح عينه يردد بعدما استدرك حاله :ايه ده احنا لسه هنا.
هزت رأسها بأسى وحرج تكمل :وباباك ورانا كمان وعمال يبصلك.
اغمض عين واحدة يحمحم بحرج قليلاً ثم قال :احمم.. طيب تعالى نروحله.
نفت بسرعه :لأ لأ هتحرج اروح عنده دلوقتي بعد ما شافنا كده.
سليمان :هو إيه الى كده هو انا كنت بعمل حاجه عيب.. عادى ياروحى وبعدين بابا ده ياما شاف.
جنه :ماشاء الله ومالك فخور كده... انا هطلع مش هقف.
غمز لها عابثا:احسن بردو... اجهزى واستنينى... انا مابحبش حد غيرى يشوفك اصلاً.
هزت رأسها بيأس منه تنوى المغادره.
لكنها عاودت الوقوف قائله :سليمانى.
ابتسم بسعادة يجيب :نعم يا حبيبتي.
تحدثت بدلال تنظر له باعين قطه لامعه :عايزه اروح النهاردة عند بابا.
سليمان :نعم.. بابا ايه ياحبيبتي بقولك وحشتينى... اقولك انا بابا.
جنه :عشان خاطرى بقالى كتير ماشوفتش حد فيهم وعايزه اروح.
سليمان :ياجنه بقولك انتى وحشانى.. هبقى ابعت عربيه تجيبهم كمان يومين.
صمتت تقول :طيب خلاص حاضر وهطلع كمان فوق استناك بس.. ممكن تسيبني اخرج بالليل مع صحابى.. رايحين شارع المعز وهيلفوا شويه عايزه اروح معاهم.
من شدة اشتياقه المجنون لها وافق.. يزيد عليها قائلاً :حاضر.. عشان تعرفى بس انى مش حابسك زى ما بتقولى.
قفزت من الفرحه تعطيه قبله سريعه على وجنته مردده:يا أحلى سولى انت.
خلعت قلبه من فعلتها وتحركت قدمه لا إرادياً خلفها يريد اللحاق بها وعدم تركها بعد فعلتها التى لاول مره تقدم عليها منذ رأسها ووقع لها.
ولكن صوت والده الحازم يناديه بغضب اوقفه.
حاول الثبات يرجع لرشده كى يستطيع التحدث مع والده ذهب اليه بخطوات رزينه يقف امامه قائلاً :نعم.
شوكت بنظرات قويه :والله عال.. ده ولا كأنى واقف اصلاً.. لا عامل اعتبار ليا ولا لأى حد... خلاص مابقاش فى خشى.
اغمض سليمان عينيه يبتسم بتهكم قائلاً :مابقاش فى خشى؟!
ضحك بسخريه يجيب :دى مراتى على فكره.
اعتدل اكثر يشد جسده وهو يقول لوالده :ده انا لما كنت بحضن وانا بسلم على اى بزنس ومن او مرات رجل أعمال مهم ولا بنت وزير ماكنتش بتقول كده...وياما فى حفلاتنا حصل الاكتر من كده دى.... بتبقى مليييطه... وجاى عند مراتى وتقولى مافيش خشى؟!!
سكت ثم نظر له يواجهه بقوه قائلاً :ولا عشان دى جنه... انا مش اعمى ولا عبيط وواخد بالى انك مش طايقها اصلاً.
شوكت بقوه هو الاخر :ايوه مش طايقها.
سليمان :غريبه والله مع انك انت بردو بنفسك الى قولت هجوزهالك حتى لو ايه.
شوكت :عشان شوفت ابنى هيموت على حاجه عايزها... انت عارف انى ماعنديش أغلى منك.
سليمان :ولما انا أغلى حاجه عندك مش عايزني ابقى فرحان ليه؟
شوكت :انا يا سليمان؟!
سليمان :انت عارف وشايف ان راحتى معاها ومصر تبعدها عنى.
شوكت :انت ابنى وعارفك كويس.... وعارف انك كنت عايز تتجوزها عشان عجباك ونفسك فيها بس زى اى حاجة بتبقى عايزها واما تملكها بتزهدها.. يعنى كنت عارف إنك شويه وهتطلقها... فأنا دلوقتي عايز معاد محدد تعرفنى فيه هتشبع امتى وتطلقها.
ابستم سليمان بحزن وقال :انا ابنك اه.. وانت الى مربينى.. وشربت طبعك كله.. وطلعت شاطر فى التجاره زيك... كل ده عندك حق فيه... بس طلعت انت الى مش عارفنى كويس... لو عارفنى بجد كنت هتعرف انى مش هطلقها... وأنى بحبها... و اووى.
صمت كلاهم ينظران لبعضهما طويلاً الى ان قال شوكت وهو لا يجد بد من ذلك:يبقى نجيب النهايه يا سليمان وهقولك الى عمرى ماكنت افكر انى أقولو.
نظر له سليمان بترقب يعلم والده جيدا.. تلك المقدمه الذهبيه سيعقبها قرار شديد.
لينطق شوكت قائلاً برزانه:يا أنا... ياهى فى البيت ده.. واختار.
صعق سليمان كليا... آخر شئ توقعه بل حتى لم يتوقعه من الأساس.
حل الصمت مجددا وشوكت ينتظر الاجابه ويراهن عليها.
ليتحدث سليمان بعد تفكير بهدوء حسم :لأ يبقى انت.
تهللت وجه شوكت يبتسم بسعادة وهو يردد بفخر :كنت عارف... كنت عارف انك هتختارنى انا.. انا وانت الى بنا اكتر من مجرد ابن وابوه... كنت عارف.
سليمان بتأكيد :طبعا... انت مش بس ابويا انت اكتر من كده.
شوكت بسعادة :طيب هتطلقها امتى؟
ابتسم سليمان يقول :اطلق مين؟
شوكت :البنت اللي اسمها جنه.
سليمان بعيون يتحدث العشق بدلاً عنها :انا ما اقدرش اطلق جنه...انا روحى فيها لو بعدت عنى مش بعرف اتنفس... طول مانا فى شغلى بعيد عنها بيبقى نفسى ضيق ومخنوق.
بهت وجه شوكت يقول :انت مش لسه مختارنى انا من شويه!!
سليمان :انت قولت ياناا يا هى فى البيت فخلاص لازم اختارك لأنك حاجة كبيره ومهمه عندى وقررت اخدها ونعيش فى بيت تانى لأنى مابقتش عارف استغني عنها... صدقنى انا حتى مش عارف.
هم ليغادر وشوكت مصدوم صدمة عمره يصرخ فى سليمان سريعاً :سليمااااااان... استنى... استنى يا سليمان
تحرك سريعا خلفه تسعفه قدميه بصعوبه يقف امامه يمنعه عن الحركه قائلاً :معقول يا سليمان... ممكن تهد كل حاجه عشانها وتسيب بيتك؟! تسيبنى؟! وكل ده عشان البت بنت امبارح دى... دى الذكريات الى بنا انا وانت اكتر من سنين عمرها احنا شوفنا مع بعض كتير اوى وشيلنا بعض كتير اوى... ماحدش بيشوف ضعفى غيرك ولا حد يشوفك ضعيف غيرى... تيجى البت الى لسه مفطومه من كام سنه وتعمل فيك كل ده... ليييه وعشان اييه...دى نهله بجلالة قدرها الاحلى والاشيك ماعرفتش تعمل فيك ربع الى البت دى عملته.... فيها ايه لكل ده.. انا عايز اعرف.
سليمان بضعف وقلة حيله:انا كمان عايز اعرف.... مش عارف.. بس انا مش بعرف اقعد حتى من غيرها وماعنديش استعداد انها تسيبنى او تبعد عني... ولو هى مضيقاك هاخدها ونعيش برا.
اوقفه شوكت سريعاً :استنى عندك.
وقف سليمان ينتظر حديثه فقال شوكت على مضض:خلاص.. تفضل.. لاعاش ولا كان الى يبعدك عني... انت ابنى انا ولا يمكن اسمح بكده ابدا.
سليمان :بس زى ما انت غالى عليا... هى كمان مش هقدر اشوفك بتعاملها بطريقه ماتجبنيش.
شوكت بغضب :والله عال مش فاضل غير انى اروح اتحايل عليها وادلعها هى كمان... كفايه دلعك الى عمال تدلعهولها قدام الى يسوى والى مايسواش.
ضحك سليمان أخيراً بسعادة بعدما سوى الأمر بينهم يقول :كنت عارف انك حبيبي... تموت فيا ماتقدرش تستغنى.
اغمض شوكت عينه بأسى وهو يرى مدى السعادة التى ظهرت على وجه ابنه بعدما وافق على وجود جنه يقول له بتحسر:ياااااه يابنى.. للدرجه دي بتحبها... حالك اتبدل لمجرد انى وافقت... وعشان كده انا مش طايقها... شايفك بتحبها اد ايه ومموت نفسك عليها وهى... هى بتكرهك.
القاها فى وجه ابنه كالطلقه ردت فى قلبه.
نظر لوالده بحزن كبير وعجز ثم غادر يذهب اليها بلا حيله.
يصعد الدرج سريعاً كى يصل لعندها يفتح الباب بشوق ليطير عقله وهو يجدها تنتظره بغلاله سوداء قصيره تتوسط الفراش بانتظاره تبتسم له بحرج.
اقترب منها وهو ينظر لها باشتياق غير مصدق عينيه انها فعلت وارتدت هكذا دون أن يطلب مثل كل مره.
جلس بجوارها على الفراش مزهول ينظر يريد لمسها كى يتأكد انها حقيقه.
سليمان بجنون واعين لامعه:ده بجد؟!!!
وضعت خصله خلف اذنها تحمحم بحرج وهى تفرك يدها تخفض عينها وهى تومئ برأسها ايجابا.
جعلته يجن جنونه ويفقد عقله تماما يفقد السيطره على كل حواسه معها.
مرت ايام وهو قد تهاود معها قليلا بعدما ذاق القليل من رضاها عنه.
يتركها تخرج احيانا... فى اضيق الحدود ولمده قليله جدا لكنه اصبح يتركها بعدما كان ممنوع نهائياً.
الى ان جاءت نهله تخبره برغبتها فى الطلاق.. وأنها قد جهزت كل امورها حتى احوالها الماديه.
وقد صعق الجميع من هذا الخبر وكيف ومتى فعلت كل هذه الترتيبات.
وهو صعد لعند جنه ينظر لها بهوس وهى تسأل بريبه:مالك يا سليمان فى ايه؟!
سليمان بنظرات مريبه :نهله عايزه تطلق.
لم يظهر عليها الدهشة حتى وهو يخبرها بعملها والشقه التى جهزتها.
نظر لها بجنون وهو يقترب منها قائلاً :انتى كنتى عارفه؟
جنه :انت زعلان عشانها؟ وان انا السبب؟
هز رأسه برفض قاطع يخبرها بهوس :لأ... بس فتحت عينى على الى ماكنتش واخد بالى منه...نهله قدرت تمشى عشان كانت بتدخل وتخرج وتعمل علاقات... علاقاتى كمان ساعدتها... لكن انتى لأ.
ازدردت لعابها بخوف من طريقة حديثه والإصرار بعينه يكمل كالمجنون وهو يضمها له:مش هسيبلك الباب اللي ممكن تخرجى منه ابدا... هقفل اى باب ممكن يدخلك اى هوا او يبعدك عني يا جنه.....
الفصل الثامن عشر
مرت ايام على الجميع كانت نهله قد انهت فيها كل شئ بسلاسة شديدة.
خرجت من البيت مرفوعة الرأس تشعر انها عادت فتاه ذات عشرون عاما.
حريه غريبه لا تعلم ماهو مصدرها... تعلم ان سليمان لم يضيق الخناق عليها يوما.
ولم يمنعها عن شئ بل على العكس كانت دائمة السفر والسهر لديها أصدقاء كثر.
ولكن.... الان الوضع مختلف.. فهى أصبحت الاعلاميه نهله وليست حرم سليمان الظاهر.
ستنتفق من اموالها وليست أمواله... من سيتقرب منها سيكون لشخصها ولن يحدث ويتودد لها احد لا يتقبلها فقط لانه يريد خدمه من زوجها.
لن تصبح مسخ او تمثال.. بل أصبحت كتله من النشاط والافكار... لديها الكثير لتقدمه.
اما سليمان..... فقد عاد لما هو تحت الصفر بكثير جدا مع جنته.
بعدما أصبحت تتقبله قليلاً جاءت فعلت نهله ذكرته بما يخشاه.
كأنها تحذير من القادم لو ترك لها أبواب او ايادى تساعدها على الخروج.
لم يتأثر او حتى يشعر بذهاب نهله ولكن جنه..... ممنوع.. لن يستطيع.
استيقظ من قبلها على الفراش وهو يجلس يتكئ بظهره للخلف... ينظر لها وهو يداعب شعرها المنسدل على وجهها يخفى غرتها وجنتيها.
شارد بحزن يتذكر غضبها منه يبتسم أحياناً عليها... جنه ولو كانت صغيره فهى ذات شخصيه فكما قرر هو حبسها وغلق اى سبيل امامها قررت هى الأخرى قرار اصعب.
يتذكر بعد ذهاب نهله بيومين
عاد من عمله منهك وجدها تجلس على الفراش تعبث بهاتفها وهى ترتدر تنوره قصيره جدا من اللون النبيذى وفوقها توب بالكاد يصل لمنتصف خصرها من اللون الذهبي.
اذهبت عقله كليا وجعلته يجن جنونه عليها اكثر ماهو بالفعل.
بل زادت الأمر بعدما وضعت الحكل بعيناها وجعلت شعرها غجرى بتمويجات رهيبه.
ساحره لأقصى درجه تجلس خصيصاً هكذا له تنتظره حتى يعود من العمل.
اقترب منها بنفس مرتفع وانفاس لاهسه وقد تمكنت من كل خليه به.
يمسح على شهرها وهى تبتسم له يقول وقد فقد عقله نهائياً :مستنياني؟
ابتسمت اكثر بلوع تقول ببطئ:ايوه.
ابتلع لعابه بصعوبه يقول :وعملتى كل ده علشانى.
بابتسامه ساحره وعيون ناعسه أجابت :اممممم... كنت عايزاك تشوفنى كده.
انقض عليها يشن هجوم شديد ولكن.......
وجد نفسه قد انقض على الفراش... وأنها بخطوه خاطفه منها كانت قد وثبت على أرضية الغرفه تنظر له بقوه.
نظر لها بجوع يقول :قومتي ليه.
رفعت حاجب واحد تبتسم :عايزه اتعشى.
سليمان :نعم؟!
تحدثت بجديه شديدة :جعانه الله.. يالا عشان ننزل.
جلس على الفراش يمد يده لها قائلاً بمهادنه:نبقى نتعشى بعدين تعالى دلوقتي وانتى قمر كده.
جنه بقوه :لأ
وقف امامها يبتسم وهو يمد يده يدلك كتفيها بدلال :وحشتيني يا جنتى اووى وجننتينى اكثر بالى انتى لابساه ده... حلووو اوووى عليكى.
ابتسمت فى وجهه تقول :مانا عارفه انه يجنن.
ابتسم اكثر يداعب شعرها قائلا:طيب تعالى بقا انا هموت عليكى... مش بتقولى عامله كل ده علشانى.
ردت بتأكيد :وقاعده مستنياك من بدرى عشان تشوفنى كده.
ضمها له يغزو عنقها مع كتفيها وصدرها بقبلات حاره يقول كالمجنون:طب ايه بقا.
ابعدته بيديها قليلاً تقول :يوم ما اتجوزنا انا كنت مش طايقه ولا قابله بس سيبتك عملت إلى انت عايزه وبقيت مراتك بجد... مافيش مره قربت منى وكنت عايزنى ورفضت لكن..... زى ما انت بتعرف تاخد قرارات انا كمان بعرف... هتحبسنى... هحبسك... انا مش عصفوره هتحطنى جوا قفص.. ولا عسكرى فى لعبه شطارنج هتحركه شمال ويمين... انا جنه... بنى ادمه... عايشه وبتنفس.. اتولدت حره.. ربنا بقا وقعك فى طريقى ده مش ذنبي... ممكن يكون ذنبك انت.
كان يستمع لها باعين مصدومه متسعه يقول :ايه اللي بتقوليه ده.. انا... قاطعته هى تبتسم قائله :فى حاجة عدت عليك وما اخدتش بالك منها... ان انا لسه سنى صغير وده زى ما ليه مميزات ليه عيوب والعيوب دى هتطلع عليك انت اول واحد... يعنى مثلاً فى سنى ده وبعقلى ده لما كمان ابقى تربيتك تفتكر هبقى عامله إزاى... انت ماخدتش بالك انى عايشه معاك بشوف وبتعلم... شوف انت بقا لما جنه تبقى سليمان رقم اتنين هتعمل ايه...
عاد من شروده على صوت سعالها وهى تتقلب على الفراش حتى اصبحت قريبه منه وملتصقه به مازالت غافيه.
اخذ نفس عمييق.... بلفعل هو يكاد يجن على قربها ويشتهيها لدرجه لا يتخيلها احد لكنه حقا لا يعلم لما هو سعيد يبتسم بردود فعلها تلك.
ولا يعلم ما سر سعادته حينما قالت له انها تتربى على يده وتتعلم منه.
الأجمل والأكثر جاذبيه انها تمتلك دائما رد فعل مساوى له بل يكاد يكون اقوى.
فهى وبالفعل منذ منعها عن كل شئ منعته هى أيضآ ولكنها ترتكب يوميا جريمة حرب بشعه وهى تتركه ينام لجوارها بما ترتديه هذا.
متعمده جدا جدا وهو يعلم.. يقتله الشوق كل يوم ولكن يتذكر جملتها (انا مش قابله لمسك ليا هتقبلها على نفسك وأنت سليمان ياشا الظالم انك تلمس واحدة غصب ومش قابلاك؟!) بارعه صغيرته وتسدد بمهاره... تجيد اللعب وهو كوالده... يعشق اللعبه الحلوه... لذا يغرق بعشقها أكثر وأكثر بعدما ادرك انها بالفعل ناره وليست جنته لكنه يعشق هذه النار للأسف.
عاود النظر لها وهي ملتصقه به هكذا فيسرق حضن كبير منها قبلما تستيقظ يسحب لصدره اكبر كميه من رائحتها الخفيفة.
ثم ابتعد عنها وهو يبتسم بداخله شك كبير انها واعيه وتركته يضمها بعدما اصبح على علم بمدى مكرها لكنه مكر لذيذ بالنسبة له.
دلف للمرحاض يأخذ حمام سريع بعدما جفاه النوم ويقرر الذهاب لمكتبه كى يعمل به ريثما يستيقظ البقيه ويفطروا سويا.
خرج من غرفته كى يذهب للمكتب بالطابق الاول باستمعت تانى لصوت فتح باب غرفته التى تجاورها.
فتحت الباب قليلاً وجدته بوسامته التى تقتلها يوميا... يرتدى قميص ابيض مفتوح معظمه مع شورت ابيض قصير ومريح.. رائحة عطره قويه تملأ الأركان.
وقفت بدقات قلب عاليه تتابع خطواته لتعلم اين سيذهب.
تتبعته وهى تسير على اطراف اصابعها حتى وجدته يدلف لغرفة مكتبه.
وبمنتهى الجرأه ذهبت تغرق جسدها بعطرها وتحركت على الفور تذهب اليه.
فى نفس التوقيت... ولسوء الحظ.
كان زياد قد بات ليلته لجوار والدته بعدما شعرت ببوادر تعب فجلس لجوارها حتى اعطاها الدواء بميعاده والآن اطمئن ان حرارتها قد انخفضت فقرر الذهاب لغرفته كى يأخذ راحته اكثر بالنوم.
ولكن قلبه الحنون المراعى جعله يذهب لغرفة زوجته يلقى نظره يطمئن عليها أن كانت بحاجة لشئ.
ذهب لعندها ليتافجئ بأن الغرفه خاليه وينتشر بالاركان عطرها المثير الذى يعلمه جيدآ.
استغرب كثيراً ورجح انها ذهبن لتاكل شئ فهى حامل وقد قرأ كثيرا عن هذه الفتره ويعلم ان كل هذا طبيعى.
ابتسم بحب وقرر الذهاب للمطبخ كى يضبطها وهى شرهه تأكل بشراسه.
فذهب للطابق الارضى سريعاً كى يلحق بها ولكن استمع لاصوات قادمه من غرفة مكتب خاله.
فقاده فصوله لهناك يزداد استغرابه وهو يشتم رائحة عطرها تلك.
وقد كان الباب غير مغلق بشكل جيد... ليرى زوجته أمام خاله بهيئه لا يجب ان يراها بها سوى زوجها وسليمان يقول لها:اتلمى يالى اسمك بتاعه انتى... ايه اللي انتى عاملاه ده.. امشى من قدامى يالا.
اقتربت منه اكثر تود تقبيله وهو ليس بزاهد لكنه لا يرى سوى جنه بعينه فابعدها بنفور يستهزئ بها:رخيصه وكل يوم بترخصى اكتر... مش حلوه انتى بتتدلعى ليه ممكن تبطلى تتدلعى لأنك مش حلوه.. وايه الى الريحه الى حطاها دى... حطالى كلونيه خمس خمسات وفاكره نفسك بقيتى مش عارف إيه يابنتى انتى مش حلوه افهمى.
كان زياد قد تصنم جسده وهو يرى ويستمع لكل مايحدث وهى تقول بوجع حقيقي :انت ليه بتعمل كده معايا.
لتتسع أعين زياد وهو يستمع للطامه الكبرى التى شقت قلبه شقا:انا عملت كل ده علشانك.. اتقربت من زياد واتجوزته علشانك عشان ابقى جنبك ومعاك بنفس المكان.. انا بحبك من زمان وانت عارف.
تقربت تمسح على شعر ذراعه بيدها تكمل باغواء وثقه :وعارفه انك جوزتنى لزياد عشان تدخلنى البيت مش كده.
كل حديثها السابق قد قتل زياد ولكن تلك الجمله اوقفت قلبه فسليمان كوالده ومن رباه وله مكانه كبيره جدا.
توقف عقله عن العمل وحتى قلبه يستمع لسليمان يقول بسخريه وهو يبعد يدها عنه قائلاً :لا يا توتو... خيالك وداكى ورا مصنع الكراسى... ولو عرفتى الحقيقة هتجيلك سكته قلبيه.
اتسعت عينها تنظر له بتوجس فابتسم اكثر يقول :من غباءك عمرك ما فكرتى انا اتجوزت جنه إزاى وازاى وافقوا على جوازى منها مع انى اكبر منها بكتير اوى.
تحدثت بترقب تقول :اااكيد هى فضلت تلف حواليك لما لاقتك غنى وو.. قاطعها يهز رأسه بنفى قائلاً :توتوتو.. دى طلعت عينى وأهلها قالوا مستحيل عرضت عليهم فلوس ماحدش يحلم بيها بردو رفضوا... عارفه وافقوا إزاى.
كان زياد يقف بجسد منهار ينتظر الاجابه مثلها وهى تنظر لسليمان بترقب فأكمل:وافقوا لما استغليتك انتى وزياد وهددت عمك بفضيحتك... كنت عارف انه العرض والشرف عنده حياه او موت هيوافق فقولت اخلص من زن زياد واعملها بجميله ليه ولعمك... يعنى انا الى استغليتك مش انتى يا هاطله وضربت عصفورين بحجر واحد... انا سليمان الظاهر انا اللعب لكن مايتلعبش بيا.
ما عاد قادر على التحمل ولا الاستماع لأكثر من هذا.
صعد لغرفته يشعر بأن العالم كله ينهار من حوله مصدوم من كل شئ.
اما بمكتب سليمان فهى الأخرى كانت مصدومه غلها وغيظها فى ازدياد.. تستمع له وقد فعل كل هذا واستغل الجميع كى يستطيع الوصول لتلك الصغيره ويتزوجها وهى كانت تتمسح تحت اقدامه ولم يراها.
بينما هو وقف عن مقعده يعطيها ظهره يكمل بقوه :عمر زياد ما كان هيفوق إلا لما يعاشرك ويعرف إنك واطيه.. وعلى العموم هو راجل لو اتجوزت الف مره ماحدش هيقول حاجة وحتى لو طمعتى فى قرشين واخدتيهم مش هياثروا اوى بس اكون انا فوزت بجنه وهو عرفك على حقيقتك.
التف ينظر لها بسماجه قائلاً :فهمتى... يلااا بقا لمى لحمك ده واطلعى قبل ما جنه تشوفك كده انا اه بجح وما بيهمنيش بس مش عايز جنه تزعل منى مش خوف من حد ولا حاجة... يالا... يالاااا.
كان يصرخ بها وهى متخشبه ومتسعة الأعين لا تصدق ان هذه هى القصه وما بخيالها المريض لم ولن يحدث.
نظر لها بنفاذ صبر قائلاً :يالاا امشى ماتتنحيش.. اوووف.
تقدم وجذبها بغلظه من ذراعها يسير بها لعند الباب يفتحه يلقيها أرضا كما تلقى القمامه ثم أغلق الباب بوجهها.
وهى ظلت لأكثر من خمس دقائق أرضا كما ألقاها تحاول فقط الاستيعاب.
حتى استمتعت لاصوات غاده مع ابنتها على السلم يبدوا ان الكل بدأ فى الاستيقاظ فوقفت سريعا قبلما يراها احد بما ترتديه وهى أرضا.
تدارت خلف احد الجدران حتى اختفوا وصعدت هى لغرفتها تغلق الباب بغيظ وغضب لاتشعر بشئ سوى غلها وغيظها من تلك الجنه تقكر وتفكر ماذا تفعل.
___________________________
فى نفس الصباح بالمعادى القديمه
حيث روعةو سحر القاهره وقفت فى شرفتها بالطابق الارضى تشقى الزهور مختلفة الألوان بشكل مبهج جدا حيث كانت واقفه وحولها مزهريات مستطيلة الشكل ملونه بالوان زاهيه ومختلفه تحتوى على الازهار وحولها خضره منتشره.
وهى كانت زاهيه ومبهجه اكثر منهم حتى... وجهها فج نوره بلفعل قد عادت فتاه فى العشرين وربما اقل.
تخلت قليلاً عن تسريحات شعرها الأنيقة ولا تعرف لما.
لكنها تشعر انها تريد إطلاق العنان لجنون عقلها ان تصبح هواجائيه قليلاً.
ربما هذه تضارب هيرمونات ما بعد الطلاق... ربما تشعر ان كل سنوات زواجها من سليمان قد ردت لها وتريد ان تحياها بطريقه مختلفه ربما تكن احسن وتعوض قليلاً.
ولكن على الأرجح انها تفعل ما تهواه تريد ان تعيش حياه بوهيميه قليلاً.. تفعل ما يحلو لها.
اتسعت عينها وفمها على صوت تعلمه جيداً يردد بحماس عنيف عشوائى بوهيمى هو الآخر :صباحك فل يا عم محمد.
ليجيب عليه حارس العقار الذى يجلس على مقربه منها كونها فى الطابق الأرضى اى تقريباً بالشارع يقول:صباحك زى الفل ياباشا.
تركت بخاخ الماء تقترب منهم تراه وهو يحمل اكياس بيضاء بيده يقول للحارس:ايه الاخبار.
العم محمد:كله تمام ياباشا... اهى الهانم اهى... ماتقلقش واخد بالى منها ولو احتاجت حاجة عنيا.
نظر لها يبتسم بسماجه واتساع وهو يراها مصعوقه مما تسمعه ثم عاود النظر للحارس يقول :مانحرمش يا ريس.
ثم اشار على الأكياس التى بيده يقول بعزيمه:اتفضل معانا.. شوية فول وفلافل سخنين وفول مفقع إنما ايه حكايه.
العم محمد :لااا سبقتك على عربية الفول الى على الناصيه.
ضحك يجيب عليه:الف هنا على قلبك بالاذن... هدخل انا اودى الفطار للجماعه.
لتردد هى بعدما كانت تستمع حديثهم بصدمه :جماعة مين؟!!
لتتسع أعين العم محمد ينظر له بشك وغضب فصحح فؤاد سريعاً يقول بحيله وخبث:اصلها مغصوبه على الجوازه ههههههه
العم محمد :استغفر الله العظيم يارب.. طب وليه كده يابنى... يالا ربنا يهديلكوا الحال.
هم كى يغادر فاوقفه ثانيه يقول بتذكر وذكاء حاد:استنى استنى.. ماعلش انا راجل فلاح وفى الحاجات دى غبى ومابتفاهمش... ورينى قسمية الجواز.
نظر لها يستنجد وهى اشارة له تقول (جاوب) فحمحم وقال سريعاً :ياعم محمد انت سيد العارفين القسيمه بتاخد وقت على ماتطلع ده احنا حتى لسه بنجهز عش الزوجيه وبعدين يعنى خلاص حبكت عليا.... مالناس داخله خارجه عند بعديها مش بتكلم حد ليه؟
العم محمد :لااااا.. الكلام العاطل ده فى العماير التانيه لكن معايا هنا مافيش كلام فاضى انا عندى ظبت وربط... احنا ناس فلاحين مانفهمش الدخول والخروج ده.
فؤاد :عيني يا عم المحترمين انت اسبوعين.. شوف هما اسبوعين وتلاقى القسيمه عندك.
اخذ منه العم محمد الأكياس التى كان يحملها وقال له بتحدى:طب عنك بقا يا بيه.
فؤاد :ايه بس.
العم محمد :لما تبقى تصدق وتجيب القسيمه هبقى ادخلك دى وليه وعايشه لوحدها وكمان شكلها مش متقبلاك وانا راجل اوى... عايزها استناها بره.
فؤاد بنبره باكيه:ليييييه.
نهله بتشفى:جدع ياعم محمد يسلم فمك.
نظر لها بغيظ ثم قال مبتسما:وماله... يحقلك الدلال يا قمر... انا مستنى تحت بلكونتك هنا لحد ماتجهزى عشان نخرج يا قمر يا عسل انت ها... ها.
غمز لها عدت مرات بعبث... وكأنها تكتشف فؤاد جديد غير صاحب المحطه الفضائيه ذو البذله والكرافت.
وتكتشف معه نفسها وروح الشقاوه والمرح بها.
فتقول للعم محمد:قوله يستنى وهو ساكت وعرفه انى مش عارفة هخلص امتى.. ماشى يا عم محمد؟
العم محمد :عنيا حاضر.
نظر له قائلاً :روح اقف بقا بعيد لحد ما تخلص.
فؤاد:انا فى العربيه مستنى.. قولها انى هدعى ربنا يقرب البعيد.
هزت كتفها بلا اهتمام ودلال تختفى بالداخل وفؤاد يردد:قمر قمر.
العم محمد :تشكر يابنى.
تلاشت بسمة فؤاد وهو يجد العم محمد هو من تبقى امامه فقال بغيظ:منور يا عم محمد.
___________________________
ارتدت ملابسها سريعاً بعدما استيقظت ووجدته لأول مره غير ملازم لها تتنهد لا تعلم الى اين ستصل معه ولكن كل ما تعلمه انها ماعادت تتحمل حبسه لها هكذا.
ارتدت فستات صيفى من اللون الفيروزى وتركت لشعرها العنان مع خف منزلى خفيف وخرجت من غرفتها.
بلمسات بسيطه تصبح فاتنه ومثيره وهى تعلم ذلك جيدا.
خرجت خلفها تهانى والتى كانت تنتظرها وعلى مايبدو لم تستطع الانتظار حتى تحقق انتقامها منها من كثرة ماهى غبيه.. بل عماها غيظها ووقفت تتربص بها.
كادت جنه ان تهبط الدرج لولا صوت تلك الحيا اوقفها ينوى على الكثير.
استدارت لها جنه تقلب عينها بملل فى اول مواجهه حقيقيه بينهم منذ زواجها من سليمان.
ترى تهانى وهى تتقدم منها تنظر لها من أسفل لأعلى تتميز غيظا تراها بالفعل وللأسف جميله جمال واضح لا جدال عليه.
ترتدى ثياب فخمه مخصصه لها لايسمح لسليمان لأحد فى المنزل ان يرتدى من نفس تلك الماركه حتى.
تضع يدها على فستان جنه تقلب به قائله بحقد:لبسنا واتنجرنا وبقينا بنى ادمين وبتلبسى وان بيس يابنت داليا.
ابتسمت جنه تقول لها:عاجبك الفستان؟..تاخديه؟! بس تفتكرى هيبقى حلو عليكى يا تهانى.
لتبتسم وهى تتصنع الأسف :اصل مش كل جسم يبقى جنه... زى ما الفستان وان بيس انا كمان مافيش منى اتنين... وطبعا مش محتاجه افكرك ان الحلو حلو لو صاحى من النوم والوحش وحش ولو استحمى كل يوم.
رفعت تهانى حاجب واحد تقول :طول عمرك لسانك طويل.
جنه بكيد:ربنا ما يقطعلى عاده.
تهانى :بس الى زاد ان قلبك قوى.
جنه:تقدرى تقولى كده... مش شايفه سليمان ميت عليا إزاى.
ابتسمت لها تهانى تقول :بس لو موتى حفيد العيله وابن زياد الى بيموتوا فيه مش هيسموا عليكى وهيرموكى برا رمية الكلاب.
زوت جنه مابين حاجبيها متفاجئه بشده تقول :ايه الى بتقوليه ده.. انا ماموتش ابن حد وفين ابنه ده اصلاً؟!!!!
تهانى ببساطه وصوت خافض كحفيف أفعى :الى فى بطنى.. ناويه البسك مصيبه وأخلص منك يابنت عمى.
تقدم تقف امامها وجنه تردد بزهول :إزاى؟!
ابتسمت تهانى باتساع قائله :كدهو.
ثم تركت قدميها تتهاوى بها على الدرج وهى تصرخ:الحقنى يا زيااااااااد جنه عايزه تسقطنى الحقننننننننننى.
لطمت جنه وجنتيها برعب ازداد وهى ترى الكل تجمهر حولهم وزياد خرج من غرفته أخيراً ينظر للجميع بغضب وكذلك خرج سليمان مع شوكت من مكتبه فقال شوكت بفزع:إيه ده فى ايه؟
تهانى وهى تمثل الاغماء:جنه... جنه يا جدو.. رمتنى من على السلم... قالتلى هموت ابنك عشان ماحدش يورث هنا غيرى.
لتتجه أعين الكل لجنه بصدمه واتهام وهى تقف مرعوبه فى موقف اكبر من عمرها بكثير لا تعرف كيف تتصرف ولا ما الذى سيفعلوه بها......
الفصل التاسع عشر
فى موقف صعب يعم الصمت به على الجميع.
تهانى ملقاه اراضا تتصنع الألم وهى تصرخ.
وجنه ترتجف اوصالها وقلبها يكاد يقف وهو يدق بفزع هكذا وقد انسحبت الدماء من جسدها تعلم لن يسموا عليها.
فعائلة الظاهر لا ترحم من يمس أحدهم ولن يتركوها وشأنها.
بادر شوكت يتحدث بغضب يصرخ بها :ايه اللي حصل ده؟
وبدأ كل شخص يسلخ لحمها بعدما سقط العجل الذى جلبه سليمان وجعله على رأس الكل.
لتقول غاده :يانهار ابيض... انتى وحشه للدرجه دي.... من اول يوم دخلتى فيه هنا وانا كنت عارفه انك مش سهله.
وأضاف ماهر:ايوه طبعاً ما ايه الى يخلى عيله صغيره ترضى تتجوز واحد كبير بالشكل ده الا لو كانت ناويه على كتير.
تحدثت ابنة غاده وماهر:لأ دى ماينفعش تعيش معانا دى ممكن تقتلنا كلنا.
وقفت وقدميها تقريباً ذابت وتحللت ماعادت تحملها.
واوشكت على الشقوط... لقد قطع كل واحد منهم فيها وهى لا تعلم ماذا تفعل.
تقدم سليمان يصعد الدرج بهدوء يتخطى تهانى ويقف لجوارها بوجه غير محدد الملامح.
تحدث بثبات يقول :انتو حكمتوا عليها منين ان هى وقعتها عايز افهم ولا عشان دى جنه؟
كل ذلك وزياد يقف يغلى من الغضب يصرخ به:انتو واقفين تتعازموا وانا ابنى بيموت.
زم سليمان شفتيه بسخريه واضاف:بيموت؟! انا الى اعرفه ان الى بتبقى حامل وتقع واقعه زى دى بتبقى غرقانه دم... فين الدم انا مش شايف.
اتسعت أعين زياد لما توصل له عقله ولكن سليمان لم يكن يقصد هذا ابدا... إنما قصد انها لم تسقط من الأساس.
ولكن زياد وصل لشئ اخر بشك اكبر.
اما سليمان فتقدم من جنه يضمها وهو يمسح على كتفيها بذراعيها يقول بغضب:انتى بتترعشى كده ليه.
تركها يتقدم من تهاني يهبط لها بعض الدرجات يقول بحاجب مرفوع :يالا ياتوتو انا لازم اكشف عليكى... انتى عارفه غلاوتك عندى.
اتسعت عينها برعب تعلم سليمان جيدا لن يمرؤ عليه ما تفعله مع زياد.
تقول سريعاً برعب:لأ لأ انا.... قاطعها سليمان بصوت حاد وحاجب مرفوع:هو إيه الى لأ ده انتى حتى واقعه من على سلم عالى وبتسقطى مش خايفه على الى فى بطنك ولا انتى ماوقعتيش اصلاً.
وزياد يراقب كل شئ من بعيد يتذكر بعض التفاصيل الخاصه والصغيره جدا جدا تؤكد له كل ظنونه.
فتحدث يفصل بينهم قائلاً بصوت رخيم:انا هوديها للدكتوره بتاعتنا.
اول ما ذكر اسم الذكتوره التى سبق وهددتها ارتاحت كثيرا وأخذت انفاسها بهدوء.
ابتعد سليمان يقول :يكون احسن... خدها من قدامى يالا.
صعد ثانيه لعند جنه يحتضنها قائلاً بحنان:وقعتيها يا حبيبتي... ماعلش فداكى.
اتسعت عينها وهى تراه يتحدث بصدق يقصد كل ماقاله وليس على سبيل السخريه خصوصا وهو يكمل بعدما ذهب زياد وتهانى:مالك بتترعشى كده... دى تهانى يعنى.
فتدخل شوكت بغضب:سليمان... هى وصلت بيك لكده... دى عملت جريمه وانت واقف تدلع فيها!
رفع سليمان كتفيه بتعجب واستغراب:فين الجريمه انا مش شايف جرايم.
شوكت بأنذار:سليمااااان.
سليمان :بكره تفهم كل حاجه يا والدى...سليمان ابنك مش بيريل.
كاد ان يتحرك لولا صوت غاده الذى صدح يقول:سليمان انت واخد بالك انت بتعمل ايه.
توقف سليمان يقول :تصدقى فكرتينى يا غاده انا إزاى كنت هنسى.
اخذت غاده انفاسها ترفع رأسها وهى تنظر لجنه بانتصار لتصعق من قول سليمان بحزم:اعتذريلها.
غاده وماهر بغضب:نعم؟!!
سليمان بصوت لا يقبل النقاش:اعتذرى لجنه هاانم ومش انتى وبس... انتى وماهر وبنتك دى الى شايفه انها هتموتكوا... والله لو هتموتكوا ماتقعدوش معاها فى نفس المكان.
شوكت :سليمان هى حصلت... هتفكك العيله الى بقالى عمر احافظ عليها.
سليمان :والعيله دى لازم يبقى ليها نظام وقوانين تمشى عليها... كله فجأه قام يتهم عيله صغيره بنت امبارح انها عايزه تقتل وانت بنفسك شوفت احنا عرضنا عليها وعلى اهلها إيه ورفضوا... بس ازاااى.. لااا.. العجل لما يقع تكتر سكاكينوا... كل واحد قعد يسلخ فيها شويه والى يسوى والى مايسواش وقف يحاكم فيها وناسيين انها ست البيت الى هما عايشين فيه ده... يعنى الكلام معاها يبقى بحساب.
ماهر بغضب:تانى هتقول ست البيت انت جرى لمخك حاجة يا باشا ولا ايه دى عيله اكبر من عيالى بكام سنه تبقى ست البيت إزاى وبتقولها كمان قدام ابوك... فى وجوده... خلاص مابقتش عامله حساب.
سليمان باستهزاء وتقزز:مش بتعرف تعمل غير كده... التسخين ده بتاع النسوان يا ماهر افهم مره بقا يمكن تفلح... مالكش دعوه بابويا مهما اعمل فيه هو راضى.. ده غير انى قولت هى ست البيت...مش راجل البيت... يعنى حتى ماحصلتش النسوان على الاقل بيبقوا ناصحين.
ضم كتفى جنه له يعززها قائلاً وهو ينظر لماهر بأمر:اعتذر انت ومراتك وبنتك بسرعه واتمنى.. اتمنى انها تقبل اعتذاركوا.
نظر ماهر لشوكت بغضب ليقول شوكت بثبات :اعتذر يا ماهر.
اتسعت أعين ماهر يدرك ان سليمان قد كيف وسيطر على عقل شوكت ككل مره ليضطر هو ان يعتذر قائلاً :انا اسف.
غاده بفحيح:احنا اسفين ياجنه هانم
ابنة ماهر :انا اسفه.
سليمان بحيره :مش عارف قبلت اعتذاركوا ولا لأ.
نظر لجنه قائلاً :ها ياروحى قبلتى.. اقولك تعالى نشوف الموضوع ده فى اوضتنا.
سحبها يغادر لغرفتهما وهو يقول :انا مش عارف انتى متلجه وبتترعشى كده ليه... دى تهانى!
نظر ماهر لشوكت يقول :عجبك الى حصل ده ياعمى.. سليمان خلاص مخو فوت.. حتة عيله اكلته.
شوكت :سبق وقولت بدل المره عشره... سليمان مش اهبل ولا عبيط دى مراته وكرامتها من كرامته وانت عارف انه هو الكبير الى شايل... طبيعى مراته تاخد نفس مكانته ودى حاجة انا مش معترض عليها بعد ما فكرت لاقيت انه صح جدا...العيله محتاجه القوه والشده وده الى هو بيعمله... بالنسبه بقا للى حصل لمرات زياد فاحنا لسه هنشوف...انا داخل مكتبى خليهم يجبولى قهوتى.
غادر شوكت بخطى ثابته وبقى ماهر بحوار غاده يسمعها وهى تقول :ولسه ايه هيحصل تانى.... لسه هنتهان ويتقل مننا اكتر من كده ايه... لما أقف اعتذر لعيله من دور بناتى.. لأ ومافيش حاجة بتهز فيها ولا بتأثر... عامله زى دى كانت تتطرد فيها بس الى حصل العكس.
ماهر :يظهر ان سليمان هو الى هيفضل مسيطر.
غاده :ده الى انت شايفه... ده بدل ما تفكر هنعمل ايه... خلاص سلمت.
ماهر:هنعمل ايه يعنى يا غاده سليمان شديد وماحدش يقدر عليه.
ربطتت على كتفه تقول بوعيد:هنشوف... هنشوف يا ماهر.
______________________________
وصل زياد لعند الطبيبه بوجه خالى من اى تعبير...لا حزن... لا غضب.. لا شئ.
وهى لجواره تتأوه متصنعه الألم تصرخ به بتمثيل متقن:بسرعه... بسرعه يازياد ابنى... ابننا هيموت يا حبيبي.
زياد بنبره عاديه:لا كله إلا ابننا يا حبيبتي... خلاص وصلنا.
ترجل من السياره واستدار يذهب لعندها يساعدها وهو يسأل :بس الحمد لله مافيش دم يعنى.
تهانى بتوتر:مااا.. ماانا لابسه هدوم قطن بتتشرب وبعدين إحنا في إيه ولا فى ايه يالااا.
بلا اى تعبير او تعقيب سار بها للداخل لا يسأل او يستفسر عن شئ وكما توقع... قالت الطبيبه انها بالفعل فقدت الجنين.
وتحتاج لراحه تامه بالإضافة لكونها بحاله نفسيه سيئه جدا جدا.
فأخذها بصمت تام وعاد بها للبيت وهو فى تخبط شديد مابين الحزن... الغضب.. القهر.. يشعر ان الكل تلاعب به ولكن حزنه الأكبر على ولده رغم وجود شك كبير بداخله وقرر قطع الشك باليقين.
فبعدما اوصل تهانى لسريرها ذهب سريعاً يستقل سيارته يقودها سريعاً.
_________________________
بغرفة سليمان جلس على فراشه يحتضنها وهو يسأل بحنان يمسح على جسدها:بقيتى كويسه ياحبيبتي؟
أمأت برأسها التى يستند بذقنه عليها فضمها له أكثر يقول :بس تعرفى انى متضايق منك اوى.
رفعت وجهها عن كتفه تنظر له باستغراب فأعاد رأسها لكتفه يقول :عشان متأكد إنك فعلاً ما وقعتيش... كنتى وقعتيها وخلصينا من وش امها الى يجيب الفقر ده.
جنه:دى امها طيبه وغلبانه اوى.
سليمان :امها بقا ياحبيبتي مش هى.
ضحكت بخفه فزاد من ضمها يقول :ايوه اضحكي ومالكيش دعوه بحد... اقولك على حاجه... انا هخرجك إيه رأيك... بمناسبه وقوع تهانى.
ضحكت بشده فابستم بسعادة يقول :قمر يا روحى.. يالا قومى البسى... هخرجك خروجه.... تحفه.
وقفت سريعاً تغتنم الفرصه... لها مده لم تخرج من البيت
وهو تنهد بقوه يسأل الى اين سيصل به العشق اكثر من هذا فهو ذائب تمام الذوبان بها.
ياخذ نفس عمييق وهو يسأل :هتعملى فيا ايه تانى اكتر من كده يا جنه.
وقف سريعا يتذكر :ايه ده.. هروح اشوفها هتلبس ايه دى.
ذهب لغرفة ثيابهم وجدها قد ارتدت بالفعل فستان ابيض بنقوش زهريه صغيره جدا يصل لركبتيها ومشطت شعرها بسرعه وعلى مايبدو قد انتهت وذهبت ترتدى حذاء رياضي ابيض.. كل ذلك وهو يتابعها باعجاب شديد لكنه تحدث قائلاً :بقولك ايه يا حبيبتي.. البسى حاجة بكعب بليز.. عشان انتى بجد قصيره اوى.
جنه بعبوس وغضب تقول بجديه شديدة :قصيره... فى وشى كده... على فكره انت جرحتني بالكلمه دى.
قهقه عليا وجلس لجوارها يحتضنها قائلاً وهو يغمر رأسه فى عنقها:طب بس ماتزعليش... بس انتى فعلاً قصيره.
تحدثت منذره اياه:سليمان.
ضحك بسعادة يضمها له وهو يقبل وجنتها قائلاً :قلب سليمان.
صمتت بهدوء... لن تنكر... كلماته وغزله يريحانها كثيرا.
فتحدث بحب يقول :خلصتى لبس... اقفى كده اشوف.
ذهب بها للمرأه يقف خلفها يقر:حلو... قمر... بس ناقص حاجة.
نظرت له فى المرأه باستغراب فجلب من خزانه بجواره :ده.
شهقت بزهول وهى ترى طقم ماسى رائع ياخذ قلادته ويلبسها إياه قبلما يستأذن منها حتى.
وهى اخذت تتلمس العقد تنظر له فى المرأه بزهول تردد:ده الماظ؟!
سليمان :ايوه طبعاً واتعمل مخصوص عشانك.
اخذت تقلب عينها بزهول... شئ جديد عليها... لم تعتاد ارتداء الذهب لتجد نفسها دفعه واحده ترتدى الماس.
ترمش بعينها لا تعلم ماذا تفعل هل ما هى به شئ جيد ام ماذا... لا تعلم.
نطرت مره اخرى بالمرأه تقول بتردد:بس.. حاسهم مش لايقين على الفستان الى لابساه.
ادار جسدها له فأصبحت بمواجهته وهو يبتسم يضع يده تحت ذقنها قائلاً :بالعكس ده حلو اوى عليكى... انتى اصلاً محلياه.
ابتسمت بتذبذب وهو اغتنم الفرصه يقبلها بعمق ثم يبتعد عنها وهو يقول :يالا؟
أمأت برأسها موافقه فشبك يدها بيده يسحبها معه حتى خرجا من البيت نهائياً تحت أنظار تهانى التى تقف فى غرفتها تراقب كل شئ.
ظلا تحت انظارها تراه وهو يساعدها بحنان واهتمام مبالغ به يساعدها كى تصعد سيارته العاليه ويغادر بها.
ظلت تزرع الغرفه ذهابا وإيابا تضرب قبضة كفها بالكف الآخر وهى تردد بغل:بقا بعد كل القصه دى ياخدها ويخرجوا ايه بيكافئها مثلاً.. لا وخلى الباقى يعتذر لجانبها كمان... دى ركبت ودلدلت بقا... ماشى... ماشى يا جنه... يانا يانتى واما نشوف.
__________________________
جلس زياد أمام تلك الطبيبه يسمعها وهى تقول بتوتر:ايه الى رجع حضرتك تانى... احممم.. المدام حصلها حاجه؟!
ابتسم زياد بسخريه ثم قال:لأ كويسه... انا الى عايز افهم حالتها كويس.
قالها بتهديد مبطن كأنه يعطيها فرصه كى تنقذ حالها وتقول الحقيقة.
لكنها لم تفعل واخذت تفتح القلم وتغلقه دليل على توترها وهى تقول :زى ما قولت لحضرتك المدام فقدت الجنين بعد ما وقعت فعلاً واقعه عنيفه من على السلم لأن الواقعه كانت شديدة.
ابتسم زياد ووقف عن مقعده يستدير حول المكتب حتى وصل لعندها وابتسامته تزيد اكثر فيزيد رعب الأخرى حتى جلس على حافة المقعد مما جعل عينها تتسع تبلع رمقها بصعوبه .. ومد يده يعبث فى قصة شعرها من على جبهتها قائلاً بصوت بطئ مرعب:برافو عليكي... كنتى شغاله في الطب الشرعى قبل كده....عرفتى منين أنها وقعت وقعه عنيفه من على السلم؟! ولاااا بقيتوا باشخصوا الوقعات زى ما بتشخصوا التعب يا.... دكتوره.
ابتلعت لعابها تقول بهلع:ماهو.. مااا الحاجات دى بتبان ان كانت واقعه ولا خبطه ولا حاجة تانيه وو.. احمم الخبره والشطاره بتفرق بردو.
زياد :صح حلو... اقنعتينى على فكره... الخبره بتفرق وانتى شكلك خبره... بس...
قبض على مقدمة معطفها الطبى يقول بغضب:كل ده مادخلش زمتى بربع جنيه... انجدى نفسك وقولى الحقيقة احسن... بدل ماتشوفى وش مش بحب اوريه لحد.
تحدثت سريعا برعب:ماقدرش... ماقدرش... مراتك شرانيه وبنت ستين كلب هتودينى فى داهيه.
نظر لها بزهول... كان يشك فى الأمر ولكن ان يتأكد شئ اخر... تهانى بكل هذا الشر.
ابتعد عنها يقول :قولى وماتقلقيش انا الى مش عايز حد يعرف... إزاى قدرتى تعرفى كل التفاصيل دى وانا جيبهالك بنفسى وما سبتهاش لحظه.
الطبيبه :مش محتاجه مجهود... بعتتلى رساله.
اغمض عينه يتذكر رؤيتها وهى تبعث رساله لأحدهم وحين سألها قالت إنها تحادث والدتها تخبرها كى تلحق بهم... وهو لكونه مشغول بابنه لم يدقق ولكن لم تتصل والدتها ولم تلحق بهم حتى.
بكل دقيقه يكتشف شئ جديد يجعله شخص غير سوى او متزن... من السئ ان يغدر بك شخص حاربت العالم لأجله وتقبلته رغم كل عيوبه بل راهنت عليه.
وبالمقابل لم تأخذ منه سوى الخيانه والغدر والخداع... من الصعب اكثر على رجل ان يكتشف بكل دقيقه تفصيله اخرى غفلته فيها زوجته المصون...وانه رجل مهزء ومغفل.
نظر لها يقول وهو بحاله غير عاديه :احكى من اول الحكايه واوعى تكدبى احسنلك... الى قدامك ده راجل مدبوح ومش باقى على حاجه.
جاوبت بسرعه ورعب من هيئته :لأ لأ هقول كل حاجه والله هقول.
اخذت تقص عليه كل ما حدث وهو يطعن كلما فتحت فمها اكثر واكثر حتى قتل زياد وتولد زياد آخر.
_____________________________
فى احد المطاعم الفخمه المطله على النيل.
جلس فؤاد يرتدى بذله انيقه جدا ينظر بهيام لنهله التى تجلس امامه ترتدى تنوره بالوان مزرقشه وفوقها قميص كت ابيض جعلها بهئيه فتاه غجريه خصوصا وهى صنعت فى شعرها تمويجات جميله جدا.
فانتفتضت على صوته وهو يضرب الطاوله بيده قائلاً :وبعدين يابت.. انتى هتتجوزينى امتى بقا.
نهله بزهول :بت؟! انت بتقولى يابت؟!
فؤاد بغزل راقص لها حاجبيه يقول :وست البنات كمان.
نهله بثقه لا متناهيه وهى ترفع رأسها :طبعا.
صفق فؤاد بكفيه بطريقه بوهيميه:اوعى الثقه.
اتسعت عينها تضع يدها على فمها تقول :اييه الى بتعمله ده انت عارف احنا قاعدين فين.
فؤاد:بفلوسى زى ما قولتلك.
نهله :انت انت... انت ازاى كده... عندك انفصام في الشخصية ولا إيه حكايتك.
فؤاد :ولا انفصام ولا حاجة بس اللبس والبدل ده عشان ظروف شغلى.
ضحكت قائله :اكل عيش يعنى.
فؤاد وهو يرتشف قهوته:بالظبط.
نهله :ههههه ده انت طلعت مسخره.
فؤاد :اوى... بس قوليلى ايه رأيك في الأكل. تحفه مش كده.
نهله :اه اوى.
فؤاد مباشرة:هنتجوز امتى بقا.
وضعت ما بيدها تقول بجديه :انت عايز تتجوزنى بجد يا فؤاد.
فؤاد :هو الجواز فيه هزار يانهله.
حمحمت بحرج تقول:بس... ليه تاخد واحدة فى التلاتين الرجاله كلهم بيحبوا البنات فى العشرين كده... تبقى لسه صغيره.
اتكئ بظهره يقول بثقه:هبل ما بيفهموش... مش خبره.
اتسعت عينها تردد:خبره؟!
فؤاد :ايوه.
نهله :زيك كده؟!
فؤاد :ايوه انا خبره ودى حاجة ماتقلش منى... شوفى هقولك... خدى الراجل الخبره يكون لاف وصاع وجايلك عينه شبعانة بلاش تاخدى الخام ده يفتح على ايدك ونفسه تتفتح بقا على الدنيا ويمشى يدوق كل الى ييجى قدامه.
نهله :ايه اللي بتقولو ده.
فؤاد :ماقتنعتيش صح؟
نهله :خالص.
فؤاد:احممم... ما علينا... نرجع للمهم... بصى ياستى انا... الست بعد التلاتين دى بقا للراجل الرايق.. ليه تسأليني ليه هقولك عشان بتبقى خلاص استوت... رايقه بردو كده.. بقت خلاص عارفة هى ايه وعايزه ايه... مالهاش فى شغل دراما كوين زى بتوع العشرينات.. تحسى كده انها عايزه تلحق من الدنيا كل حاجه ومش ناويه تضيع دقيقه فى الزعل... حتى فى لبسها دايماً تلاقيها ليدى كده وشيك... لا زعل بقا ولا قمص ولا تقولك مانت لو مهتم كنت عرفت لأ.. خلاص دماغها كبرت على الهرى ده كله... هى عدت الليڤل ده وفهمت ان الراجل مابياخدش باله اصلاً.. الست بعد التلاتين باختصار كده بتبقى بنبونايه... فهمتى.
نهله :ده انت طلعت خبره خبره يعنى مافيش كلام.
فؤاد :ابهرتك صح؟
نهله :بصراحه اه ماقدرش انكر.
فجأه توقف عن الضحك ينظر خلفه بصمت فسألت باستغراب :مالك؟! فى حاجة؟
تحدث بجديه :سليمان... هنا.
استدارت تنظر بفضول وتأكد وعادوت النظر له تقول :طب واحنا مالنا؟
فؤاد:مش فارقلك يعنى؟
نهله:خالص...ولو انى عايزه اروح اسلم على جنه... البنت دى هايله بصراحة وانا حبيتها.
فؤاد :لو اتحركتى من مكانك انتى حره.
نهله بتفاجئ:فؤاد ايه ال. قاطعها بحسم:مافيش فى الحاجات دي هزار يا نهله لو سمحتى قولتلك قبل كده انا مش اوبن مايند خالص... كملى الايس كريم بتاعك.
تناولت المعلقه تكمل اكل الحلو من بعد الغداء.
اما سليمان فقد دلف للداخل وهى لجواره يضمها له وهى قالت بفرحه:نهله هنا.
سليمان :وانتى مالك بيها.
جنه:هااا.. احمم لا ولا حاجه.
سليمان :تعالى نقعد هناك.
اخذها يجلس على طاوله بعيده يسحب لها مقعد ويتأكد من جلوسها ثم استدار يجلس مقابلها يبتسم قائلاً :عجبك المكان؟
جنه:حلو اوى.
سليمان :عشان تعرفى انى مش حابسك ولا حاجة.
ابتسم يكمل بتمنى وشوق:على انتى تحنى عليا.
حاولت مدارات ضحكاتها تنظر للجهه الآخرة فقطع كل ذلك صوت غريب يقول :سليمان باشا... عاش من شافك يا راجل.
وقف سليمان مبتسما يرحب:وجدى باشا... إيه الأخبار؟
سليمان :الحمدلله.
أشار وجدى على شاب لجواره يقول :اظن عمرك ما قابلت شريف ابنى... كان برا ولسه راجع.
تجهم وجه سليمان وهو يجد ابنه ينطر لجنه بتفحص فقال :لأ حمدالله على السلامه.
شريف مبادرا:فرصه سعيده يا سليمان بيه انا سمعت عن حضرتك كتير.
لم يتقبله فابتسم على مضض يود لو يرحلوا الآن.
لكن وجدى تحدث بحفاوه:احنا كنا جايين نتعشى... إيه رأيك... بقول نتعشا كلنا سوى.
بحث سليمان فى عقله كثيرا كيف يجد طريقه للرفض ولكن وجدى بادر يجلس قائلاً لابنه:اقعد... اقعد يا شريف... نتعشى كلنا مع بعض.
نظر لجنه قائلاً :ااااه دى المدام الجديدة صح؟ شوفت الخبر على انستا.
تجهم وجه سليمان وهو يسمعه يسأل ابنه:قموره اوى يا شريف مش كده؟!
وسليمان يغلى من الغضب ينتظر إجابة الاخر كى يبرحه ضربا وينتهي.
وجنه تتنمى لو تمر الليله بسلام.
عادا للقصر وجنه تدب الأرض غيظ وغضب وهو خلفها يسير برواق شديد قائلاً :انا مش عارفة انتى متعصبه اوى كده ليه؟
جنه بصراخ :يعنى البس وأخرج وفى الآخر ترجعنا زى ماروحنا زى ما جينا... بتضرب الناس ليه.
سليمان بغضب وهو يتذكر:بغير عليكى وانتى عارفه.... وانتى عارفه انى طولت بالى جدا جدا جدا جدا... يعنى قعد يوصف فى جمال سيادتك وسكت بالعافيه لكن كمان يقولك تشتغلى معاه مذيعه اهو ده بقا الى على جثتى.
جنه:ومالهم المذيعات هو قالك انى هشتغل رقاصه.
سليمان :شغل لأ يا جنه.. شغل لأ.. قولتلك مش هسيبلك الباب الى تقدرى تخرجى منه ابدا... ابدا ياجنه.
دبت الارض بغيظ مجددا تتركه وتغادر وهو يبتسم عليها قائلاً :بطلى دبدبه يا اوزعه وغيرى بسرعه عشان تيجى نتغدى بدل ماعرفناش منهم.
اما زياد فقد كان يقف فى شرفة الغرفه التى تقبع بها تهانى بعدما تغير حاله.. يشعر بالتيه والغضب من كل شئ... الكل خدعه وتلاعب به وأولهم سليمان.
فى عز غضبه وجد جنه تخرج لشرفتها غاضبه جدا.
لتلمع عينيه ويقترب منها يسأل بصوت حنون مراعى وقلق ايضا:مالك يا جنه... فى حاجة مزعلاكى؟!
فتنظر له باستغراب وهو يبتسم بغموض شديد
الفصل العشرين
وقفت تنظر له باستغراب شديد فابتسم بعذوبه متقنه يقول:لأ انا عرفت انك ماوقعتيش تهانى.
اقترب اكثر يهمس بحذر:هى اعترفتلى أنها وقعت لوحدها بس جابتها فيكى خافت لأقول مهمله... بس ده سر... اوعى تعرفيها انى قولتلك.. مش احنا بقينا صحاب خلاص ولا إيه؟
حاولت ان تبتسم تقول بشبه تقبل:ايوه طبعاً... واكيد مش هقول لحد.
مد يده للسلام قائلاً :وانا مبسوط اني هيبقى عندي صاحبه صغيره وقمر كده... والأهم انك قريبه مني فى السن... زى مانتى شايفه كله هنا اكبر منى حتى تهانى اكبر.
نظر لها بنظرات ثعلب يقول عن عمد:وانتى زيى بالظبط... خالى اكبر منك بكتير اوى... انا عارف انك متجوزاه غصب مش كده؟
سأل الاخيره زياده تأكيد لتأتى اجابتها بالصمت الحزين فيبتسم بثقه وتشفى يشعر انه يسير بالدرب الصحيح.
ابتسم بحنان اكبر يقول :طب ايه بقا.. معاد الغدا جه يالا ننزل نتغدى.
ثم قال وكأنه تذكر:اه صحيح السفرجى كان قال ان الباشا هيتغدى برا وانتى معاه رجعتوا ليه؟!
زمت شفتيها بغيظ تخبره:ضرب واحد عشان عرض عليا اشتغل معاه.
زياد :وفيها ايه؟! دى فرصه هايله جدا ومش بتيجى لأى حد.
جنه:شوفت. مانا قولت كده بس ازااى لأ ده قام مديلو بوكس لف وشه للناحية التانيه.
ضحك عليها بشده ثم قال :طب وليه كده؟
جنه:الباشا بيقيدنى عايز يضمن انى هفضل طول عمرى محتجاله.
لمعت عينه وقال بهدوء :لأ وانتى لازم ماتسمحيش بكده... لازم يبقى ليكى كيانك.. كده هتضطرى تقبلى باى حاجه معاه لانه هو الى بيصرف عليكى.. وده الى هو بيعمله دلوقتي.
نظرت له باستغراب وشك كبير... جنه فتاه ذكيه وليست ساذجه وهو يعلم فاستدرك حاله يقول بتوتر يخفيه ببراعه :ااانا بقولك كده لأنى شايفك أصغر بكتير من كل المواقف دى.. انا بحب خالى سليمان جدا على فكرة بس بردو انتى باين عليكى غلبانه وخام اوى.
ابتسمت له بامتنان تقول :شكرا جدا يازياد
زياد:طب ايه مش ننزل ناكل بقا ولا ايه... جدى مش بيحب التأخير ابدا.
جنه مبتسمه:هغير بسرعه واجى.
زياد بغزل صريح :لأ وتغيرى ليه ده انتى كده قمر بفستانك ده... يالا بينا على طول.
شعرت بالحماس للطعام قليلاً... لاول مره يتحدث أحدهم إليها بقول حسن وتقبل داخل هذا البيت من بعد نهله وسليمان لم يحدث.
ذهبت سريعاً كى يتقابلا خارجةالغرف ويذهبا معا.
كان سليمان يجلس على السفره يعبث فى هاتفه حتى يحضر والده.
والبقيه يجلسون معه منتطرين.. وإذ به يستمع لصوت همهمات خفيفه لجواره منهم فرفع رأسه باستغراب وهو يرى زياد يتقدم ولجواره جنه يتحدثان بود شديد كأنهما اصدقاء عمر.
رفع حاجب واحد مستغرب... من المفترض انها اجهضت زوجته ماذا حدث.
كان الكل ينظر لهما مستغربين وبالطبع غاده لا تعرف كيفية السيطرة على لسانها فتحدثت بغل تقول :غريبه يعنى يا زياد... الى يشوفك من كام ساعه وانت هتتجنن على ابنك ومراتك مايوفشكش دلوقتي وانت داخل معاها عادى.
توترت جنه قليلا فابتسم زياد يقول :مانا عرفت ان الى حصل كان سوء تفاهم مش اكتر وما محبه الا بعد عداوه.. مش كده يا جنه؟
ابتسمت جنه تقول :كده يا زياد.
ابتسم بتذبذب وكذلك سليمان الذى شعر بغيره لكنه وئدها سريعاً يذكر نفسه ان زياد كأبنه كيف يغار منه.
حضر شوكت يجلس بوقار يسأل :فريال عامله ايه دلوقتي يا زياد؟
زياد باقتضاب:بقت احسن الحمد لله.
شوكت :ومراتك؟
زياد :اكلت ونامت.
شوكت :تمام... ياريت بعد الغدا كل واحد يشوف شغله... المشاكل الاخيره طلاق نهله وسقوط تهانى اخدتكوا عن الشغل.
ماهر:والله ياعمى ماحدش متاخد من شغله غير سليمان... ملازم جنه دايما.
سليمان :لما تبقى تشوف تقصير ابقى اتكلم يا ماهر ده غير انك تحت ادارتى يعنى انا الى احاسبك مش العكس.
شوكت بحزم:خلاص... انتهى... بعد الغدا كله على شغله.
صمت الكل وشرعوا فى تناول الطعام وداخل كل منهم الكثير.
__________________________
مرت ايام كان يتقرب فيها زياد كثيرا من جنه وهى رأته شخص لطيف جدا.. ودود ومراعي.
اما زياد فجلس يخطط لاشياء كثيره وبعد طول تفكير وجد ان جنه هى سكينه التى سيذبح بها سليمان وتهانى معا.
فالأول يعشقها بجنون قد يسمى بالهوس والأخرى لا تكره في حياتها اكثر منها.
وهو لديه فرصه كبيره كى يتقرب منها خصوصا وهو بنفس عمرها بل سيخلق اشياء اخرة.
علاوه على ثقة سليمان الامتناهيه به.
كما مرت الايام عليهم مرت أيضا على سليمان وهو يكاد يجلب قطعه من السماء من شدة الجنون.
كل تلك الفتره لم تسمح له بلمسها ابدا وهى القريبه البعيده حتى انه يسيطر على حاله بصعوبه.
حضر اليوم من عمله مبكراً يسأل عنها لتخبره الخادمه انها تقطع الفاكهه بالمطبخ.
ذهب إليها سريعاً وجدها ترتدى فستان ارجوانى قصير لطالما اخبرها انه سيقتله ذات مره.. يبدوا انها تتعمد ارتدائه وهو المكسين لا يقدر.
وقف خلفها يلتصق بها يحتضنها من ضهرها يقول بهمس وهو يقبل ظهر عنقها:وحشتيني.
فى تلك الأجواء انسحب الخدم وتركوا لهم المكان.
وهى استدارت تبتسم قائله :شكراً.
قبل عنقها مجددا يقول :بتعملى إيه؟
جنه :سلطة فاكهه.
حمحم بحرج.. للآن لم تفهم حالته ليقول مجددا :جنه... اححمم.. انتى وحشتينى.
هزت رأسها كأنها تقول لقد قلتها من قبل وعادت ترد:شكراً.
شعر بأنه يشحذ... يطلب وهى حتى لا تشعر.
يلتصق بها بحراره يكاد يذوب وهى مستمره بما تفعل لا تشعر.
غرس يده بشعرها ربما لم تفهم بعد يعذر صغر سنها وكرر ثانيه :وحشتينى اوى.
ابتعدت قليلا تغسل تفاحة وهو رغماً عنه داهمته بعد اللحظات.
*** **.
كان يجلس على فراشه يتصفح هاتفه وهو يحادث اصدقاءه.
وجد نهله زوجته تقترت منه وهى ترتدى غلاله حمراء تبتسم له وهى تجلس لجواره.
احمر وجهها خجلا وهى تقول : وحشتنى.
لم يجيب حتى.. إنما كان يبتسم على دعابة إحدى صديقاته.
شعرت بالحرج لتقول مجددا :سليمان.. سليمان.
سليمان بنصف عقل ولم يرفع عينه حتى عن هاتفه:هااا.. بتقولى حاجة؟
حاولت ان تشجع نفسها اكثر.. وان تتخلى قليلا عن حرجها فهو اولا وأخيراً زوجها وقالت بحراره :ايوه... انت وحشتنى اوى.
لم يسمعها إنما اقتراح أصدقائه للخروج الآن حمسه واستجاب فوقف عن الفراش يقول :انا خارج.. عايزه حاجه.
كأنه دلو ماء وسقط علسها بعز يناير.. هل نبذها ورفضها وهى قد تجهزت له لااا بل الأكثر انها طلبت بوضوح.
خرج من غرفته بعدما انهى تبديل ثيابه يراها تمددت على الفراش نائمه... يعلم انها تطلبه لكنه لا يريد الان ويفضل الخروج مع أصدقائه ماذا يفعل هو.
عاد من شروده على صوتها تناديه
تبتسم وهى تشير على طبق الفاكهه:إيه رأيك.
نظر لجسدها بجوع يقول :حلو اوووى.
رفعت حاجب واحد تقول بمكر:هو إيه الى حلو؟
ماعاد يتحمل او يطيق... وهى بجماله تهلكه اكثر... يتأكد كل يوم انها ناره وعذابه.. بل هى تخليص ذنوبه.
حملها بلا اى كلمه زياده يقول :خلاص مش قادر امنع نفسى اكتر من كده... انا عايزك دلوقتي.
كان يصعد بها الدرج أثناء دخول زياد وقد عاد من عمله.
يراه يحملها ويصعد بلهفه لا تفسر إلا بشئ واحد فقط.
جلس على احد الارائك يضع قدم فوق أخرى ينادي إحدى الخادمات :بث...بث... انتى ياااا.
تقدمت تقف امامه تقول بغضب:ايه بث دى أنت بتنادي قطه؟!
لف جسدها بنظره شامله يقول :تصدقي قطه فعلاً.
زاد غضبها تقول :ماتتلم يا أخ عيب عليك.
ردد باستنكار:اخ... شكلك جديدة هنا...انتى مش عارفة انا مين.
جاوبت وهى تبتسم بسماجه:لأ.
قال بغطرسه:انا زياد بيه... حفيد العيله دى.
تحدثت بنفس السماجه تقول :أنعم وأكرم... تأمر بحاجه ولا امشى.
غضب كثيرا بلا سبب مقنع وقال :لا مش عايز.. امشى.
تحركت تغادر سريعاً فاوقفها قائلاً :بث.... بث.
استدارت بأعين مستعره فابتسم بتسليه:ينفع اقولك اسمى وانتى ماتقوليش... القطه بقا اسمها ايه؟
تحدثت من بين أسنانها تقول بغضب :دمك سم مش خفيف خالص... ومش هقولك اسمى.
صدر صوت من المطبخ يناديها :تسنيم... تسنيم.
فابتسم بانتصار يقول :تسنننيييم... عاشت الاسامي يا نيمو.
احمر وجهها واوشكت على ارخراج اللهب من فمها كالتنين تردد :نيمو؟!
زياد :الله بدلعك طالما قطه مش عاجبك.
اقتربت وهى ترفع اصبعها تحذره:اسمع ياجدع انت انا شغل المرقعه ده مايعجبنيش بلا قطه بلا نيمو...انت اصلا كنت منادينى ليه؟!
فكر قليلاً وقال يتصنع الغضب:انا فاكر... مانتى الى فضلتى ترغى لحد ما نستينى.
زمت شفتيها تقول بسخريه:اى والله عندك حق انا الحق عليا عماله اقولك بث وياقطه واسمك إيه... تصدق انا غلطانه ده انا حتى همشى من قدامك عشان كده كتير.
غادرت سريعاً بغضب وهو قهقه عاليا... منذ فتره لم يضحك هكذا.
فتلاشت ابتسامته سريعاً وهو يجد تهانى تهبط الدرج وهى تتصنع التعب.
زفر بقوه وقلب عينيه بملل... كلما نسى قليلاً جاءت هى لتذكره.
لن يلقيها خارج حياته الا بعدما ينتقم حتى يشبع ويكتفى أيضا.
تقدمت تبتسم فى وجهه تقول بنعومه:ازيك يا حبيبي.
ابتسم قائلاً :انتى الى حقى اسأل عليكى يا حبيبتي انتى تعبانه ومسقطه.
تدللت كثيرا تشعر براحه كلما تأكدت ان خطتها مرئت عليه.
اتكأت بظهرها على الاريكه تقول:احسن شويه... قولهم فى المطبخ يعملولى بيتزا... نفسى فيها يازيزو.
رفع شفته باستنكار... كيف رآها جميله يوما فهو الآن يراها اقل من عاديه ولا يليق بها الدلال... حقا كان أعمى.
تحدث مستنكرا عن عمد:بيتزا ايه ياحبيبتي... انتى لسه منزله بيبى الى زيك بيشرب شوربه سخنه وفراخ.
حمحمت بحرج وقالت :ااا.. ما.. مانا زهقت بقالى كتير اوى مش باكل غيرهم وقولت اغير النهاردة.
اقتربت منه تتعلق برقبته متسائله بدلال يسبب القيئ:ايه يا زيزو يا حبيبي مستخسرها فيا ولا ايه.
قربها منه بهذه الطريقة ذكره بقربها من خاله كانت بنفس الوضع تقريبا.
رغما عنه لم يستطع التمادى فى تمثيله وابعد جسده عنها بنفور ينادى احد الخدم :ياعم مسعد...عم مسعد.
حضرت تلك الفتاه ثانيه تقول بمهنيه:نعم.
لا يعلم لما تطيب روحه بمجرد رؤيتها.. يحب إطالة النظر لها.
بالفعل هدأت روحه قليلاً وقال بتعجب:انا ناديت عم مسعد.
جاوبت تسنيم:انا بنته وهو رجله اتجبست وانا هنا مكانه الشهرين دول.
تحدث مستغربا:طب ليه كده شكلك لسه صغيره وبتدرسى.
رفعت تهانى حاجب واحد ليس غيره وإنما حقدا... زياد بعمره لم يدلل غيرها ولم يعجب حتى.
تحدثت تسنيم وهى تبتسم بمهنيه بحته:دى حاجة مالهاش دعوه بالشغل انت ناديت يبقى اكيد عندك طلب. اتفضل مشكورا قولو عشان اروح بسرعه انفذ لان ده شغلى.
حمحم زياد بحرج... احرجته ولم تخطئ بحرف واحد... هو من تدخل بما لا يعنيه.
تحدثت تهانى بعصبيه وعجرفه تشيح بيدها :مالك بتتكلمى كده... انتى خدامه يا ماما.
ابتسمت تسنيم مجددا بمهنيه تقول وهى تكتف كفيها عند معدتها:بتكلم من بوقى يافندم... واه انا خدامه هنا.. ده شغلى... شكراً على المعلومه.
ابتسم زياد وزاد غيظ تهانى ترفع صوتها:امشى يالا من قدامى... امشى.
تقبلت أمرها على مضض واستدارت كى تغادر لتوقفها تهانى مجددا :اقفى عندك.
استدارت لها تسنيم بوجه خالى من الانفعالات لا غضب ولا تقبل إنما وقفت تضع كفيها على معدتها تقول :افندم.
استغرب زياد ردت فعلها كثيرا... غريبه جدا هذه الفتاه.
ومع ردت فعله هذه زاد غضب تهانى فقالت بغضب:خليهم يعملولى بيتزا... سامعه.
تسنيم :حاضر...تؤمرى بحاجه تانيه.
تهانى بكهر اشد من قوتها:ايوه... تعمليها انتى وعلى الله.. على الله ماتعجبنيش.
ابتسمت الأخرى بثقه وقالت:لأ من الناحيه دى ماتقلقيش... دى دراستى أساساً.
وغادرت سريعاً وهى تدندن بصوت تعمدت ايصاله للاخرى كى تستهزء بها :على الله تعود على الله.. يا ضايع فى ديار الله.. على الله تعود على الله ياضايع فى ديار الله.. من بعدك انت يا غالى مالى احباب غير الله... من بعدك انت يا غالى مالى احباب غير الله... ومالى احباب غييير الله.
لم يستطع زياد كبت ضحكاته... تسدد بمهاره هذه الفتاه وهو كجين سائد فى عائلته يعشق اللعبه الحلوه.
وهى استهزئت بها دون الوقوع بأى خطأ... فما الخطأ من دندنة خادمه او اى عامل.
اما تهاني فقد صرخت بغيظ ووقفت عند مقعدها تقف امامه تهتز غصبا :انت بتضحك على إيه...دى بتتريق عليا... البنت دى لازم تتطرد فوراً.
وقف هو الاخر يقول بلا اهتمام ودون النظر لها:واحده وبتغنى... شاطره بصراحة ومخها شغال... حاولى تشغلى مخك زيها كده.. بدل ما بقيتى استاذه فى الغباء والملل وانا بدأت امل بصراحة.
قال كل ما اصبح يشعر به ولكن عمدا وليس سهوا منه كى يضايقها وايضا كى يعلم رد فعلها.
اما بغرفة سليمان.
فكان وكأنه ارتوى بعد ظمأ سنوات.... يضما له وهو لا يصدق أنها وأخيراً رضت عنه.
اصبح بيدها ترمومتر حالته. إن رضيت عنه اصبح سعيد يقفز فرحا... وان غضبت وبعدت تزيد عصبيته وهياجه.
قربها له يشتم رائحة جسدها بعمق يقول :وحشتينى... وحشتينى اوى ياجنتى... جالك قلب تحرمينى منك كده.
ابتسمت تتمسح به وقالت:حقك عليا.
اغمضت عينها وهى وتغرس رأسها بين راسه وكتفه.. عند عنقه تحديدا... لا إرادياً تسحب اكبر كمية من رائحته وهى تبتسم.. كانت مستمتعه معه كثيره والآن شعرت براحه كبيره بين يديه واصبح مستحب لديها استنشاق عطره.
تردد بلا تفكير وبتلقائيه قاتله :بقيت بحب ريحتك اوى.
تصنم جسده توقف عن المسح على ذراعها يبتعد عنها قليلاً ينظر لها بصدمه كبيره غير مصدق حقا :بجد.. بجد يا جنه.
سؤاله بصدمه جعلها تدرك ما قالت وكانت صدمتها هى اكبر تتسع له عينها وهى تهز راسها باقرار انه نعم.
صدمتها فى نفسها كبيره عينها متسعه تخشى القادم وهو يضمها له بقوه يعتصرها غير مصدق يردد:بجد يا جنتى انا فرحان اوى اوى.
كانت ماتزال مزهوله وهو يحركها بين يديه مره يحضنها ومره يبعدها كى ينظر لها وهو يقول :انا بحبك اوي... اوى ياجنه اكتر من اى حاجة فى الدنيا دى.. وهتحبينى انا عارف.
كانت على نفس حالتها مزهوله وعينها متسعه وهو مسح على شعرها وجذبها لحضنه مجددا وهى تحاول ان تدرك فقط.
حتى بدأت تستوعب انها بطريق الاعوده... بدأت تتقبل سليمان او ربما تخطت مرحلة التقبل.
اغمضت عينها مستسلمه وهى تشعر بحرارة قبلاته تغزو صدرها عنقها تحرك بها مشاعر كثيره... مقره انه حقا طريق الاعوده تتمنى لو يصبح هو الدرب الصحيح.
صباح يوم جديد
استيقظ من نومه على صوتها....وكان صادق خالى من اى مكر او نوايا سيئه:سليمانى... سولى... سولى... اصحى.
فتح عينيه بتشوش مصدوم... اعتقد ان تقبلها امس كان نتيجه مشاعر انسانيه تتولد لدى اى شخص فى هذه الأوضاع.
لكنها تبتسم له وتدلله.. ارتفعت انفاسه يسأل :انتى كويسه.
ابتسمت باتساع تقول :جدا.
رمش بعينيه مزهول يردد :اصلك كويسه وبتكلمى كويس.
جلست لجواره تضع رأسه على ركبتها جعلت عينيه تحجظ مصعوك... لأول مرة يفعل معه أحدهم هكذا... وما هذه الراحه التى يشعر بها معها وهو يضع رأسه على فخذها.
زاد الأمر عليه وهو يشعر باناملها الناعمه تداعب فروة رأسه بعذوبه وحنان يفقتده... لاول مره يشعر انه يفقتد للحنان فى حياته اصلاً... لم يلحظ ذلك مسبقاً حتى.
مسحت على وجنته بيد وهى مازالت تداعب شعراته قائله بصدق واحتواء :انا فكرت كتير طول الليل.
اخذت نفس عميق وأكملت :انا قررت ننسى الى فات ونبدأ مع بعض من جديد خصوصا.... اححمم.. خصوصا يعنى ان انا... انا.
نظر لها بالحاح يقول بترجى:انتى ايه؟
رمشت بعينها وتوقفت عن مداعبة وجنته وشعره تفرك يديها ببعض تقول:ان انا... بص.. انا. انا بدأت احس حاجات حلوه ناحيتك.
وثب على الفراش يقول :بجد.... أخيراً... أخيراً يا جنه.. مش مصدق بجد... انا بحبك اوي. عمرك ما هتلاقى حد يحبك زيى ابدا.. ابدا يا جنتى.
اشفقت عليه كثيرا.... سليمان الظالم ذليل امام اى كلمه منها.. راضى بأقل القليل.
مسحت على وجنته تبتسم بصدق وقالت:انا حاسه كده... على فكره انا نمت بعدك وصحيت قبلك وطول الوقت ده عماله ابصلك وافكر.. إيه آخر كل ده... هنوصل لفين ومين فينا الغلط... لاقيت انى جوايا حاجة ليه بس مش محددة ايه هى فقولت ليه مانبدأش مع بعض من اول وجديد خصوصا.. خصوصا يعنى انه واضح انه مافيش منك مهرب.
ردد بهوس امام ما يسمعه منها يقول بمالا يقبل الشك:ايوه مافيش مهرب منى.
ابتسمت عليه وقالت :خلاص ننسى الى فات... والطريقه الزفت الى اتعرفنا بيها والطريقه الازفت الى اتجوزتنى بيها.. نبدأ من جديد كأننا مانعرفش بعض إيه رأيك؟!
جاوب سريعاً بلهفه لأى فتات تلقيه له:موافق... موافق جدا.
هم كى يضمها له يبدأ وصلة عشق جديده كأمس لكنه اوقفته بذراعها تقول:طالما وافقت يبقى نبدأ بأول خطوه.
سليمان بفرحة طفل وحماس اشد:يالاا بسرعه.
ابتسمت باتساع:اخطبنى.
ردد باستنكار وزهول:نعم يا روحي؟!!!!
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا