القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنة الظالم الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون الأخير بقلم سوما العربي كامله

 رواية جنة الظالم الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون الأخير  بقلم سوما العربي كامله 




رواية جنة الظالم الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون الأخير  بقلم سوما العربي كامله 



الفصل السادس والعشرين 


فى صباح اليوم التالى.


جلس على فراشه وهى غافيه بارهاق لجواره.. يتذكر جيدا لم يتركها حتى ساعات الصباح الأولى.


يتذكر حديثها عن كونها اسفه على ما سمع وما قالت وأنها لم تقصد.

ظلت طوال الليل وهى بين يديه تكرر اسفها.


لكن كل هذا لن ينفى ماسمع... ماسمع اوجعه لانه الحقيقة ببساطه.


حول بانظاره إليها يراها وهى غارقه فى النوم وأثر إجهاده لها واضح عليها... بمنتهى الضعف وقلة الحيلى اقترب يمسح على شعرها يقبل رأسها يغمض عينه بتعب.


نظر لها مطولا ثم وقف عن فراشه يتقدم نحو المرأه ينظر لانعكاس صورته وهو يرتدى شورت قطنى داخلى... يتأمل حاله جيدا يسأل اين سليمان الظالم؟


يرى امامه شخص ضعيف مذلول... لقد كسرته ببراعه... اصبح ذليل حبها.. يتحين لأى نطرة رضا او ابتسامة.


يتذكر كان يميل عليها وهو يتنفس بحرارة وسرعه ينظر لها بهوس يقبلها بتلذذ كأنه يلتهمها.. يهمهم وهو يلتهم جلد وجهها وهى متجاوبه تماماً لكل ما يفعل.


تقريبا لم يكن مهتم بالتقاط أنفاسه كان كالمجنون بعدما رأى هيئتها على ارضيه الغرفة متجهزه له تنتظره وقد فعلت هذا لاجله.


وكيف أوقفت قلبه واذهبت عقله وهى تشير له بدلال ان يقترب لعندها.


حاول الخروج من شورده يقف تحت المياه بالمرحاض وهو تاره حزين لما وصل اليه.


وتاره يبتسم ويقشعر بدنه وهو يتذكرها ليلة امس من اول اسفها لتجاوبها الخجول معه.


جنته وناره هى... كسرت شئ ما بداخله وهو غير قادر على إعادة تقويته... شئ غير مرئى او ملموس... غيرت دون هدف او قصد منها هى حتى لم تنتبه.


ذهب ووقف امام المرأه ثانيه بأمل... تبا... فحتى بعدما ارتدى البذله والكرافت لم يتغير كثيراً... بل ظل كذلك الذى رآه بالملابس الداخلية.


الملابس الرسميه لم تغير كثيرا ولم يعد بها سليمان الظالم.. انه نفس الشخص...ذلك الذليل امام رضى طفله عنه.. فتاه لم تتجاوز التاسعه عشر بعد.


لاول مره يبعد عينه عن النظر لنفسه فى المرأه... لاول مره لاينظر لحاله بزهو.


غادر يفر هاربا من النظر لنفسه لكنه... ورغما عنه يتقدم منها على الفراش يسحب شرشف الفراش يغطى مفاتنها الظاهره وينظر لها مطولا..


بل اى حيله يميل عليها يقبل وجنتها بعمق ثم يعيد تدثيرها جيدا يبتعد بضيق.


شعر بالغضب من حاله بعدما واجه نفسها بكسره أمامها من المفترض أن يبتعد او يكرهها لكنه الان يريد تأجيل ذهابه قليلاً وان يبقى معها.


غادر بغضب... كل شئ يخرج ويتعدى حدود السيطره.


دانت لها السيطره... وهو اصبح بلا سلطان... اصبحت هو كل شئ.. كل شئ.


غادر ولم يهتم بقوانين البيت من مواعيد الإفطار او اى شئ.. غادر سريعاً بمشاعر مختلطه حزن.. فرح.. ضيق وسعاده .


وصل لعند الشركه يسير وسط العمال المعتصمين واول ما رأوه زادوا بالهتاف. 


وقف اول الدرج ليدلف للداخل متجاهلا إياهم. 


لكنه استدار بضيق ينظر لهم بعدما زادوا من حدة هتافهم. 


وقف دقيقه صامت صمت تام وهم يزيدون. 


امام نظراته الجامده صمتوا... وهو ظل هكذا.


حتى رفع رأسه ينظر لهم بكبر قائلا :عايزنها تخلص على إيه؟


فرغ الكل فاهه حتى حراس الأمن... نظروا له بزهول.

وهو كرر:خلصوا انا خلقى ضيق... وقبل ما ارجع فى كلامى.


تحدث رمضان سريعاً :شهرين تعويض على كل سنه ونمشى خالص إحنا ماعدناش قادرين على شغل المصنع.


تكلم بكبر يتفاوض :شهرين كتير.


تحدث رمضان برضا تام فهو لم يحلم ان يصل مع الظالم لتلك النقطه من الأساس :شهر... شهر على كل سنه يا باشا وكده رضا.


اماء برأسه ونادى مساعدته باشاره من يده يقول :اصرفى لكل واحد فيهم شهر قصاد كل سنه قضاها هنا وخلصى كل حاجه.. ساعة زمن وتكون قصتهم انتهت... هطلع دلوقتي مكتبى مش عايز المح حد لسه واقف.


نظرت له تردد بزهول :اوامرك يافندم.


تقدم للداخل وصعد لمكتبه يرى مكان تجمهرهم خالى.


واجهه نفسه بوضوح... لم يكن مباليا بتجمهرهم ولم يهتز... حتى لم يشعر بالشفقه على اى واحد منهم... ولكنه ذلك الشئ الذى كسرته جنته... كسرت شئ يجعله غير قادر على الاستمرار فى الكبر.


اغمض عينه يأخذ نفس عميق يهون على حاله.. لو تركهم متجمهرين يهتفوا لما استفاد شئ.. ولو فض كل ذلك بالقوه وهو قادر على ذلك أيضا لن يستفيد شئ.. وو... صمت.. صمت وهو يعلم لما برر الامر لنفسه ولم يطلب منه احدهم حتى الآن تبرير

ولكنه يبرر لحفظ هيبته امام نفسه... حفظها أمام نفسه هى البداية لاستمرار حفظها امام الكل... كل شئ نابع من الداخل ولو فقذ الشئ لن يقدر على إثباته. 


اخذ نفس عمييق واستدار يجلس خلف مكتبه وهى ساعه بالضبط حتى تقدمت مساعدته تخبره انها انهت الأمر. 


________________________


استيقظت من نومها تبحث عنه لجوارها تبتسم... هو من دثرها هكذا.. تعلم طريقة تدثيره وهو يضع الشرشف بين كتفها وعنقها يلفها به جيدا. 


سحبت الشرشف وهو تبتسم بخجل لجرئة ما فعلته امس تلفه حول جسدها وتذهب بكسل للمرحاض. 


خرجت منه بعد دقائق وارتدت فستان اسود به نقط بيضاء قصير مع زينه للرأس من نفس لون القماش. 


وهبطتت الدرج تبحث عنه لتجد شوكت خلفها يناديها:جنه. 


استدارت تنظر له وهو يردد:سليمان مش هنا... مشى على شغله.. من غير ما يستنى حتى الفطار... لاول مره. 


ظل ينظر لها بقوه وهى وقف مهتزه... لاول مره تواجه شوكت لحالها... دائما مايكن سليمان موجود سد وسند يحول عنها اى شئ. 


تحدث شوكت مجددا بحزم بعدما تقدم بضع خطوات مرددا :اسمعى الى هقولوا ده كويس وفكرى قبل ما تردى. 


صمتت ليس استماعا انما رهبه... شوكت الماده الخام للهيبه والكاريزما وقد ورث منها لابنه. 


أمام صمتها واصغائها تحدث هو:فى الدينا دى كلها ومن بين فلوسى وشركاتى ماعنديش اهم من سليمان... فجأة حاله اتغير وبقا عايز يتجوزك وكان عندى استعداد اعمل اي حاجه... اى حاجة عشان اجيبك ليه.. بس هو عرف واتجوزك قولت هيشبع ويسيبك بس الى حصل كان العكس... ابنى عمره ما كان مبسوط الا دلوقتي لأ وكمان بيتعلق بيكى كل يوم اكتر من الأول... وانا عارف انك مش عايزه تكملى معاه والواحده منكوا طالما حطت في دماغها حاجة هتعملها حتى لو اتسلسلت بسلاسل من حديد وانا مش هشوف ابنى بيموت من بعدك واسكت... قدامك شهر... شهر واحد وتقررى هتكملى معاه للأبد ولا انا عارف همشيكى من هنا إزاى... شهر واحد يبقى ردك عندى. 


استدار بوقار يغادر وتركها خائفه متخبطه... حديثه مختلط مابين تهديد... وعيد... رجاء... وتمنى. 


اغمضت عينها وهى الأخرى متخبطه... لتتذكر سليمان وانه ذهب بلا إفطار. 


لا تعلم ولكن ساقتها قدميها للخارج حيث مرآب السيارات تجد رجل كبير هناك وقف لها على الفور احتراما يردد:صباح الخير يا هانم. 


ابتسمت له بتوتر.. تلعن الظروف التى جعلت رجل اكبر من والدها يحييها باحترام ويناديها هانم. 


ابتسمت له باحترام تقول اسمى جنه.. جنه بس يا عم... ماعلش اسم حضرتك ايه. 


ابتسم لها بامتنان يقول :رضا. 


جنه:بقولك إيه يا عم رضا... ممكن تودينى عند سليمان. 


رضا :ايوه ياهانم بس البيه محرج إنك ماتخرجيش من البيت. 


جنه:مانا رايحه له هو فعادى... وكمان حضرتك الى هتودينى مش هيقول حاجة. 


فكر قليلا يقول :خلاص حاضر عنيا... اتفضلى غيرى هدومك وانا مستنى. 


نظرت لنفسها وما ترتديه وقالت :ليه طب ما اروح كده. 


نظر لها رضا مبتسما يسأل :هتروحى بشبشب البيت. 


ضحكت بخفه وقالت بتوتر :مانا.. مانا.


ابتسم عليها رضا فقالت بسرعه :اصلى بصراحة مش عايزه ادخل جوا واقابل شوكت باشا تانى لوحدى. 


اماء براسه يتفهمها وقال ضاحكا:طيب طيب تعالى... يالا بينا. 


جلست داخل السيارة التى قادها رضا يقول فر الطريق وهو سائق :انتى خايفه من الباشا الكبير ليه يابنتى. 


رمشت بعينها بتوتر فأكمل :انا عارف انك مغصوبه على الجوازه دى.. وان البيه تقريباً حابسك ومش بيخرجك ولو انتى بنتى كنت هبقى حزنان عليكى... بس اقولك على حاجه... بيحبك... بيحبك اوى... الباشا بتاعنا ده شديد اوى.  انا معاه من زمن الزمن.. اديلى عشر سنين وازيد... عمرى ماشفته بيبص لحد كده زى ما بيبصلك... فكرى كويس وانا راجل اهو وبقولك... كلنا زى بعض الرك على الحب والحنيه... الحنيه دى بقا تخطف كده. 


توقف عن الكلام والسير أيضا يقول :وصلنا.. ابقى فكرى فى كلامى. 


ترجلت من السياره تنظر له باستغراب فابتسم لها كأنه يمدها بالدعم. 


دلفت للداخل وهى تسير منحرجه لما ترتديه والكل ينظر على خفها المنزلى. 


البعض بزهول والبعض يكبت ضحكته بصعوبه. 


الى ان وصلت للطابق المنشود تقف امام مساعدته التى نظرت لها تبتسم بلطافه قائله :ههه انتى مين ولا جايه لمين. 


حمحمت بحرج... تبا لها ولما ترتديه وتبا لشوكت أيضا. 


تحدثت بحرج:انا...احمم..انا جنه. 


نظرت له السكرتيرة مستفسره:جنه؟! جنه مين؟! انتى تايهه من حد...بابا شغال هنا. 


جنه بغيظ :لأ بابا صاحب الشغل. 


وضعت يدها بخصرها تقول :انا جنه مرات سليمان بيه. 


ضحكت الأخرى مردده:هههه طيب والله بتكلم بجد من غير قمص عيال... انتى جايه هنا لمين؟ 


جنه بغيظ :بقولك مراته... الله. 


وقفت السكرتيرة عن مكتبها تقول :طيب انا هقوله. 


انتظرت جنه بالخارج تهز قدميها بغيظ فى حين دلفت السكرتيره تقول ضاحكه :سليمان بيه.. فى بنوته صغيره برا شكلها تايهه ولا ايه بتقول انها مراتك... انا حاولت امشيها بس هى ماشاءالله مصره انها مراتك. 


وقف عن مقعده بزهول يقول :ده بجد؟!


السكرتيره :ايوه يا فندم هههه بصراحة لذيذه اوى بس مش عارفة امشيها. 


تحرك سريعاً يخرج من مكتبه يراها تقف متخصره تهز قدمها بعصبيه وهى مرتديه خف منزلى بقدميها. 


وقد قدم من الخارج وفد من إحدى الشركات ينظرون لها باستغراب. 


خطفها أمامهم داخل احضانه وسط زهول الكل. 


وهو يردد:حبيبتي ايه المفاجأه دى. 


رددت بعصبيه وهى داخل احضانه تقول للسكرتيره:مش قولتلك... قال تايهه من بابا قال.


ابتسم بجنون عليها وهو يراها تتحدث بعصبيه تكمل :اقولها مراته... تقولى تايهه من بابا... قولتلها بابا صاحب الشركه. 


ضحك بجنون ممزوج بحنان وحب يرى نظرات وفد الشركه الغريبه له وهو يرتدى بذلته تظهر سنه بوضوح وقد شارف على الأربعين يحتضن بنت صغيره تقول انها زوجته. 


كانت ابتسامته متسعه يجذبها لاحضانه وهو يخبر سكرتيرته قائلاً :ايوه يا الهام هى جنه مراتى. 


اتسعت اعين الهام تقول :انا.. انا اسفه يافندم.. بس... بس يعني حتى الصوره الى شوفتها ليكوا كان الميك اب مغير شكلها شويه وبانت اكبر من كده انا اسفه. 


اغمض عينه بوجع قال متفمها:تمام. 


دلف للداخل وهو معه يحول بينها وبين الهام بصعوبه تقول وهى تحاول ان تفلت من يده :سيبنى يا سليمان... سيبنى عليها دى بتقول عليا عيله وتايهه... اوعى ماتحوشنينش. 


توقف وهى لامامه ينظر لها ثوانى وبدون كلمه اقتنص شفتيها بقبله مفاجئه قويه يعبر فيها عما شعر به الآن. 


ابتعد عنها وعينه لامعه يبتسم قائلاً :جيتى ليه؟ 


بللت شفتها بحرج تضع خصله من شعرها خلف اذنها قائله وهى تنظر أرضا :وحشتنى. 


سليمان بفرحه:بجد. 


جنه :بجد. 

سليمان :معقول بقيت اوحشك كده... ده انا لسه سايبك. 


رفعت وجهها تنظر له تكمل عليه :لأ مش بس كده... ده عشان خرجت من غير فطار. 


اتسعت عينه وتوقفت انفاسه... جنه تهتم به وطعامه يهمها. 


زادت دقات قلبه وتقدم يحملها يسير بها حيث إحدى الارائك الجلديه ويجلس وهى باحضانه يقبل عنقها بحرارة قائلاً :يبقى نفطر مع بعض. 


كانت ترمش بعينها بسرعه خجله مما يفعله هنا بالشركة تردد:سليمان... إحنا فى الشركه. 


سليمان :بس بردو لوحدنا وانتى مراتى ماحدش يقدر يدخل اصلا. 


توقف عن تقبيلها يبتسم بمشاكسه وهو يمسك ملابسها قائلا :ماليها حق تقول عليكى تايهه من بابا ايه الفستان الى خارجه بيه ده وايه ياروحى التوكه دى. 


نظرت له بمشاكسه تقول :بس يجننوا عليا مش كده. 


تحدث برغبه حارقه :هما يجننوا بس... دول مخلينك قم... قطع حديثه ضاحكا وهو ينظر لقدمها مرددا :شبشب بصباع... مش مصدق بجد. 


جنه بعصبيه لذيذه:سليمان همشى. 


همت لتقف عن فخذيه فأعادها قائلاً وهو يقهقه بسعادة :ههههههه لأ لأ خلاص... استنى...ده انا ماصدقت.. بس ينفع كده... ينفع الناس برا تشوف حلاوتك دى غيرى...مش عارفة انى بغير عليكى؟


ابتسمت بدلال :انا الى قمر اعمل ايه... حظك بقا. 


ضمها بقوه يردد:حظى الحلو والله. 


تنهد بقوه ثم قال :تعالى بقا اطلب انا وانتى اكل عشان انتى فتحتى نفسى على الاكل اوى. 


رفع الهاتف يطلب سكرتيرته التى دلفت للداخل وعلى فتح الباب اعتدلت جنه تجلس لجواره بدلا من قدميه وهو نظر لها بغضب يسأل :إيه؟!


جنه بهمس :ايه؟! الناس عيب. 


صمت مرغما والهام مازلت تنظر لهم بزهول... مظهرهم غير مقنع.. هناك عدم توافق فى كل شئ.. جسم ضخم وآخر صغير وضئيل... هزت رآسها تحاول الاستيعاب. 


فنظر لها بضيق يعلم ما تفكر به من نظرتها لهم فقط. 


تحدث ببعض الغضب قائلا :اطلبى لنا فطار ونسكافيه والقهوه بتاعتى... اتفضلى. 


هزت كتفها بإذعان :حاضر... حاضر يا فندم. 


خرجت ليقربها منه مجددا يقول :على فكره زياد هيتجوز. 


جنه بصدمه :ايه.. تانى. 


اوقفها كى تجلس على فخذيه مجددا يقول :ايوه... ومش عارف هو بيعمل كده ليه. 


هزت رأسها تقول بأسى:زياد ده شخص تايه جدا... وعايش فى دور المظلوم... انت عارف انه جالى من فتره يقول ان العمال عاملين وقفات ومش عارف وفضل يحكى يحكى.. حسيت انه عايز يقلبنى عليك... قلبان بلا هدف... ماتفهمش هو عايز ايه ولا رايح فين. 


نظر لها يبتسم بحب ثم وضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول قد اقترب منها اكثر يسأل :ولما قال كده انتى قولتى ايه؟ 


نظرت له بثقه تقول :سألته انت بقا يا زياد عملت ايه؟ 


اغمض عينه يبتسم بفخر... صغيرته لا مثيل لها ليست هينه. 


وهى اكملت دون توقف:الدنيا فيها كل حاجه متاحه الصح والغلط كل واحد يختار طريقه وزياد اختار يكون سلبى... كان ممكن يعترض ويعمل كتير اوى. انا قولتله الى بحسه.. والى شايفاه انا شايفه انه بنى ادم مايع لا صايب شر ولا صايب خير حتى مش عارف هو عايز إيه. 


ضمها له يقول بفخر :انا الى مش عارف اوصفك بس انا فخور بيكى اوى يا روحى. 


صمت يكمل بزهو يعلم ان ما فعله سيثقل من كفته لديها قائلاً :بس جوزك الوحش الى هو بيقول عليه ادى العمال حقوقهم وعوض المرضى كمان. 


اتسعت عينها بفرحه تسأل :بجد؟! بجد يا سليمان؟! 


اماء لها مؤكدا :ايوه... هحكيلك. 


ظل يقص عليها كل ما حدث بين صدمتها وسعادتها الكبيره به غير مصدقه انه فعل كل ذلك من نفسه... لا تعلم انها السر وراء كل شئ. 


______________________


وقفت تفرك يديها ببعضهم وهو أمامها يخبرها بفرحه كبيره:خلاص.  خلاص يا تسنيم اخدت تعويض كبير من الشركه خلاص ونقدر نتجوز فى اى وقت.. انا.. انا عارف انك زعلانه منى عشان ماكنتش برد عليكى الايام الى فاتت بس والله من ضيقتى وقلة حيلتى بس خلاااااااص... انا اجرت شقه حلوه نفرشها سريع سريع والباقى نعمل بيه مشروع صغير... انا هاجى النهاردة بعد العشا لعم مسعد.


صمت مستنكرا وهو يراها تقريبا تبكى يسأل :تسنيم... تسنيم مش بتردى ليه انتى لسه زعلانه. 


رفعت انظارها باكيه تخبره :انا... انا اسفه... كنت بدور لينا على حل ماكنتش اعرف ان كل حاجه ممكن تتحل فى غمضة عين وان ربنا قادر على كل شئ. 


نظر لها بتيه كأنه يسأل ماذا فعلت وهى لا تعلم كيف تخبره انه قد عقد قرانها على آخر بالأمس.....



الفصل السابع والعشرون 


نظر لها بتيه يحاول استيعاب ماتقول يسأل بتخبط:انتى بتقولى ايه انا مش فاهم حاجه!


اغمضت عينها تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها لكان الأمر اهون.


ظنها تمزح فى البدايه.. لربما تثأر من جفاءه كل تلك الأيام.


ابتسم يمسك بكفيه كفيها قائلاً :حبيبتي مش عايزك تخافى خلاص... وانا ياستى غلطان وعيل زباله ودمى تقيل وعارف انى زودتها اليومين الى فاتوا بس.. بس طول عمرك اجدع منى ومستحملانى... طول الوقت بتراعى طروفى وشالانى وشايله همى.


ادمعت عينيها تبكيه وتبكى حالها مردده:يااااااه يا سعيد... لسه جاى تقول الكلمتين دول دلوقتي... هو احنا ليه مش بنقول لكل واحد الكلام اللي يستحقه الا بعد ما يموت... او يضيع مننا خالص.


نظر لها وعينه متسعه بزهول يردد:ايه اللي..


ابتلع رمقه الذى جف يكمل :ايه اللي بتقوليه ده... مات ايه وضاع إيه.. إيه الى بتقوليه ده... مانتى معايا اهو وانا عمرى ما هسيبك تضيعى منى.


سالت دموعها تبكى تكمل بشجن:بس انا ضيعت منك خلاص يا سعيد... انا.. انا اتكتب كتابى.


جحظت عينيه وتوقفت كل حواسه ينظر لها يحاول الاستيعاب مرددا :إيه؟! تسنيم ماتهزريش فى الحاجات دي... الحاجات دي مافيهاش هزار.


نفت برأسها ودموعها تسيل بغزراره :ياريته هزار... انا اتكتب كتابى


استوحشت نظرات عينه ينظر لها على أنها خانته وطعنته بشرفه... يعتبرها شرفه... منه وله.. شرفه ولا يسمح بالمساس به أبدا.


قبض على كتفيها يتحدث بجنون وغضب:ايه اللي بتقوليه ده... انتى اتجننتى... اتكتب كتابك ازاى... خونتينى مع مين انطقى.


نفضت يدها عنه تصرخ به:انا ماخونتش... ماخونتش ياسعيد... انا كنت بدور على حل... بدور على مخرج.. انت الى كنت فين.


صرخ بوجع:وانا ماقصرتش... انتى اكتر حد عارف انى ماقصرتش... عارفه انا بشتغل كام ورديه عشان احوش... لولا عملية امى الله يرحمها اخدت الى ورايا والى قدامى.. ودى امى انتى نفسك قولتى امك أولى صح.


تسنيم :كويس انك فاكر... انا واقفه معاك دايما وواثقه فيك عمرى ما اخون.


ردد وهو على حافة الجنون يقول :امال الى بتقوليه ده اسمه ايه؟!


ضحك بجنون يجذب خصلات شعره يردد :ههه يعنى انتى واقفه معايا دلوقتي وانتى على ذمة راجل تانى... راجل غيرى... عملتى كده ليه... انطقى.


تحدثت بخوف ظهر امامه فقط نادرا مايحدث وقالت :ده مجرد اتفاق... جوازه على ورق مقابل اتنين مليون... مش هيلمسنى يا سعيد اقسم بالله.


غرز يده بلحم ذراعها يتحدث بفحيح وغضب رجل مذبوح حيا:إيه الى بتقوليه ده... انتى عارفه انتى بتقولى ايه... هو انا الراجل اللي يقبل كده على نفسه ولا على لحمه؟!


هدر بها جعل جسدها يتفزز :انتى اتجننتى ولا جرى لمخك حاجة.... انتى لحمى.


لكز عقلها باصبعه يقول بحده مره آخرى مؤكدا :انتى لحمى.. لحمى يابنى ادمه.


استقام يعتدل فى وقفته وهى تبكى بهستيريا... اعطاها ظهره يخفى بكاؤه... تربى على ان البكاء للنساء فقط.


حاولت التحدث تمسك ممعصمه بيديها تتحدث برجاء :سعيد.... سعيد بصلى.. بصلى عشان خاطرى.


حاول التحدث دون اى نبرة بكاء يقول بجلد:ابصلك؟! ابصلك إزاى؟! احط عينى فى عينك إزاى؟! بقيتى على ذمة راجل تانى؟! طب... طب إزاى؟! طب وانا؟!... ده انا لا ليا اهل ولا اخوات غيرك... هتروحى من ايدى؟! ده انتى الى مصبرانى على الدنيا.


تحدثت تبكى عليه وعلى نفسها :مش هيحصل... ده كان كتب كتاب.. كتب كتاب من غير لا فرح ولا دخله... انا.. انا هخليه يطلق.. مش عايزه الفلوس دى... انا غلطانه والنبى سامحنى.


سعيد :الى عملتيه حسابه كبير... كبير وصعب اوى يا تسنيم.. وهتتحاسبى عليه... لكن ترجعى ليا تانى فاهمة... لازم.


اقترب اكثر يسأل بجنون:مين؟! مين ده؟!


خافت عليه كثيرا.. تحدثت برجاء :حقك عليا انا غلطانه.. كل حاجه هترجع زى الأول.


سعيد بصراخ وجنون :بقولك مين انطقى.


تسنيم:عشان خاطرى ياسعيد خلاص.. غلطه وهصلحها... انا وانت مالناش الى بعض... انت منى وانا منك.


كان هناك آخر يتقدم.. تغرس سكين حاد بقلبه وهو يتسمع حديثهم.


يرى سعيد يمد يده يمسك ذراعها يتحدث بجنون: بقولك مين... انطقى.


تقدم يفصل بينهم... كلما احب واحده يجدها تعشق آخر.

ولكن تسنيم لا... لن يفرط بها.. ستكون له حتى لو رفضت.. لن يتركها لاحد حتى لو أرادت.


ابعد يده عن تسنيم يقف حاجز بينهم مرددا :إيدك جنبك يا حبيبى.


اتسعت اعين سعيد من تدخله بينهم يقول بمقط فهو يوما لم يتقبل ذلك الفتى المدلل:بتعمل ايه هنا يا ابن الاكابر.


زياد بغضب:قولتلك ابعد عنها احسنلك.


زاد جنون سعيد وتسنيم تنظر ارضا تبكى بخزى غير قادره على رفع رأسها.


سعيد :احسنلى؟! انت عبيط يالا... انت مالك بينا... امشى روح اقعد جنب ماما ياحبيبي لا تستهوى.


اغتاظ زياد بشده من طريقته المهينه فى الحديث علاوه على اقترابه هكذا من زوجته والواضح بشده انه ذلك الرجل الذي تحدثت عنه وعن عشقهم.


لكزه بصدره يقول بغيظ:استهوى.... لم نفسك يا حبيبي بدل ما اوديك ورا الشمس.


سعيد بسخريه:ههه والشمس دى بيركبولها إيه ولا مؤاخذه... انت حاشر نفسك وسطنا ليه.. اوعى من قدامى.


ابعده بعنف ليشعر زياد بالإهانة ويتقدم يضربه بقوه بعدما سدد له لكمه عنيفه وهو يردد:ايدك من على مراتى.


اتسعت اعين سعيد وزاد استعار تلك النار التى بقلبه يردد بجنون ووحشيه:هو انت.


نظر لها يسأل :هو ده؟! خونتينى انا مع الواد الني ده.


تحدثت بخزى وتوسل:ماخونتش والله ما خونت.


كانت تتحدث وزياد يسدد لكمه له مره اخرى بعدما اوجعته كلماته.


تقدمت تفصل بينهم تقول لزياد:خلاص الله يخليك..  خلينا نرجع كل حاجه زى ما كانت.. خد فلوسك وطلقنى.. انا خلاص مش عايزه فلوس.


كل ذلك يحدث فى حاره صيقه بحى شعبى فتجمهر الحى كله حولهم.


وهو يستمع لها بجنون.. كأنها حرقته حيا.


ردد بغيره :انتى انجننتى... انتى مراتى يا هانم.


سعيد :ماتخلى عندك دم.. بتقولك مش عايزاك.. طلقها.


نشب عراك بينهم كبير.. وزياد وحده


تدخل رجل كبير في السن جعل كل شئ يتوقف وهو يردد:والله عال... ايه يا سى سعيد.. المنطقه مالهاش كبير... بتستقوى على جدع غريب وسط حتتك... فى ايه.


أحرج سعيد كثيرا... لا يستطيع النطق بأنه تزوج من تسنيم... يراها عيب كبير بحقه.


ولكن زياد هو من تحدث يخرج قسيمة زواج رسميه من جيب معطفه مرددا بصوت جهورى قوى:تسنيم تبقى مراتى على سنة الله ورسوله... وده عقد جوازنا... هعمل ايه يعنى لما اشوف واحد غريب واقف يرخم عليها.


جن جنون سعيد... من ذا الذى يتحدث عن تسنيم هكذا.. تسنيم له ومنه هو من يخشى عليها كل شئ.


فصرخ بجنون :انت بتقول ايه.. مين ده اللي يرخم عليها... انا الى اقول كده انت هتخاف عليها أدى؟


تحدث الرجل الكبير بحسم بعدما نظر فى عقد الزواج :ولا كلمه ياسعيد... عقد الجواز مظبوط وعمك مسعد اصلاً كان عازمنى فى اليوم ده


صمت سعيد بزهول... متى وكيف حدث كل هذا. 


أحدث هذا كله فى اليومين الذان اكتئب وانعزل بهم ولم يجيب على محادثاتها؟! 


خرج من زهوله على صوت حبيبته وهى تتحدث لغريمه برعب:انت واخدنى على فين؟! 


لينظر لها زياد بوعيد ينذرها بالا تتحدث افضل لها. 


تقدم بدون تفكير كى يخلصها قائلاً بوحشيه:انت رايح فين بيها كده من وسطنا. 


دفعه زياد بعنف ووحشيه فارتد خطوه للوراء مما جعل وحشية سعيد تزداد يزأر بعنف بعد تلك الاهانه علاوه على اخذه لتسنيم وسط الكل هكذا. 


هم ليهجم عليه ولكن تدخل الرجل الكبير يحول مجددا بينهم قائلاً لسعيد:سعيييد... انت جرى لمخك حاجة... واحد ومراته هما أحرار مع بعض خليهم يصفوا أمورهم مع بعض لوحدهم. 


بهت وجه سعيد... هل هو من يقال له هكذا وعلى تسنيم. 


هل اضحى هو الغريب عنها وذلك المدلل الغريب هو القريب والاولى بها. 


اشار على نفسه ببهوت يشعر بتسرب كل شئ من بين يديه وقال:هو الكلام ده ليا انا... هى خلاص تسنيم بقت تخصه.


الرجل :ايوه واحد ومراته... شرع ربنا اقوى من كل حاجه. 


اعتدل سعيد يقول بقوه:ماهو بردو الشرع الى قالك لا يخطب احدكم على خطبة اخيه. 


نظر له الرجل بقوه يراه شخص متبجح وأتى الرد من زياد الذى قال عن علم:خطبة ايه اللي بتتكلم عنها.. انا ولا مره شوفت دبله حتى فى ايدها انت حتى مش قارى فاتحه مع ابوها فين خطبة اخيه دى يا شيخ سعيد. 


بهت وجه سعيد يرى تحول نظرات تسنيم التي يمسك يدها زياد... تقف بهدوء تنصاع لسحبه لها وهو يتحرك بها تجاه سيارته يجعلها تجلس ويغلق الباب ثم يستدير يجلس لجوارها ويذهب باتجاه بيت عائلته. 


وسعيد يقف لا حول له ولا قوه يرى آخر اخذها معه وذهب باعين قويه وهو لديه كل الحق. 


والحشد ينفض من حوله ويبقى هو وحيد يسأل هل ضاعت تسنيم منه وهل يوجد هناك امل او فرصه.


______________________________


جلست لجواره تسأل بفضول :سليمان هو ايه اللي زياد عمله ده؟! تسنيم مش مبطله عياط. 


استمر فى العمل على الاب توب يتحدث لها:هو حر خليه عمال يعك يمين شويه وشمال شويه. 


ابتلعت رمقها بتوتر تتذكر مكالمتها مع نهله تسأل هل ستأتي للعمل معها ام لا. 


حاولت استجماع شجاعتها والتحدث بعدما حسمت أمرها. 


كل ذلك وهو يراقب كل شئ يخفى ابتسامته يراهن حاله وينتظر هل ستقول وتطلب ما تريد بقوه وجرئه كما اعتاد منها ام هل ستلجأ لطريقه اخرى؟! 


بات يعملها جيدا ويحفظ مالذى تنم عليه كل حركه من حركات وجهها ويدها بل جسدها كله. 


ينتظر الاجابه.. يريد أن يعلم فعلاً ماذا ستفعل. 


ظلت مترددة كثيراً الى ان قفزت امامه فجأة 


حتى لو كان ينتظر ما ستقول لكنه تفاجئ واتسعت عينيه يبتسم لها قائله وهو يضمها له:ايه يا حبيبي مش نعقل ونبطل شغل القرود ده. 


ابتسمت باتساع تقول:حاضر. 


رفع حاجب واحد على طاعتها الغير عاديه.. يقلق كثيرا عندما يرى منها كل هذا الكم من الطاعه.. طاعتها تكون خير دليل على طلب كارثى سيعقبها بالتأكيد. 


زادت الأمر سوء واكدت كل ظنونه وهى تمسح بدلال وغنج على شعرات يده بعدما مسكتها بيديها الاثنين تناديه :سووولى. 


بالتأكيد اكبر دواهى الزمن ما ستطلب.. دلال وغنج مع طاعه عمياء دون اى جدال. 


اخذ يردد فى سره يا ستاااااااار. 

والتقطت شهيق عميق يقول :عيون سولى يا حبيبة سولى. 


هى الأخرى باتت تعرفه... كشف أمرها ويمثل العكس. 


لكنها حسمت أمرها وستختار مصيرها بيدها.. الكذب بدايه كل كارثه. 


تركت يده فابتسم علم انها فهمت عليه كما فهم عليها. 


اخذ نفس عمييق مجددا يده يده داخل خصلات شعرها التى على وجنتها يقول بحنان :عايزه تطلبى اي يا روحى... انا عنيا ليكى.


ظلت على صمتها تنظر له فقال :اممم طيب ايه عايزه عربيه؟! مش بحب اخليكى تمشى على الطريق لوحدك... مصاريف الجامعه دفعتها فى صحافه واعلام زى ما صممتى... ايه طيب؟ 


بللت شفتيها تفكر فى التراجع لكنها تحدثت بحسم :انا... انا جايلى أوفر شغل حلو وعايزه اقبله. 


تجهمت نظراته.. لا يتحدث فقط يحاول فقط الاستيعاب.. أنى لصغيرته بكل هذا. 


سأل بهدوء حذر :اوفر شغل إيه؟ 


حاولت التحدث بشجاعه تقول :إعداد فى برنامج تليفون. 


زم شفتيه يقول :واو.. اعداد و برنامج تليفون كمان.. امممم. 


صمت يوترها ثم اكمل :إزاى وفين وامتى بسرعه فسريلى. 


جنة:هو إيه الى ازاى وفين. 


سليمان ببعض الحده :إزاى وامتى مين عرفك بناس تجيبلك اوفر زى ده؟ 


حاوبت بشجاعه:من نهله.. هشتغل معاها في البرنامج بتاعها. 


وقف يتحدث بغضب :نهله... هى الحكايه كده بقا.. انا ليا كلام تانى معاها. 


اتسعت عينها بزهول يراه يتحرك كى يبدل ثيابه فعلياً تسأل :انت رايح فين. 


أجاب بغضب عازم على ما فى عقله :هروح اديها درس عمرها ما تنساه... الهانم بتنتقم منى عشان سيبتها وروحت لغيرها عايزه تبوظلى حياتى عشان اندم عليها. 


صرخت فيه بغيظ:تندمك إيه وتنتقم إيه... رايح فين الست اتجوزت عيب تعمل كده. 


سليمان بجبروت:حلوووو اوى.. خلى جوزها القمور يعرف انها لسه بتفكر في طليقها. 


زادت عينها وحشيه تقول :ايه اللي بتقولو ده انت ولافى دماغها اصلاً وهى فرحانه وعايشه. 


سليمان وهو مستمر فى تبديل ثيابه :حلو.. تفرح بعيد عنى... مالهاش دعوه بيكى. 


اغتاظت من حديثه وتفكيره ككل تقول بغضب ومقط:تصدق انا فعلاً غلطانه... غلطانه انى قولت اختارى الطريق الصح وبلاش كدب.. غلطانه انى ماردتش اغفلك واسمع كلام زياد رغم انه كان هيساعدنى اروح واجى من غير ما انت تحس حتى... بس انا الى قولت لأ مش همشى فى السكه الغلط...تبقى هى دى النتيجه؟! 


توقف عما يفعل وتقدم منها يسأل بزهول:إيه؟! زياد!!زياد يعمل كده... طب ليه؟! 


صرخ بأعلى صوته يصدح فى كل الأركان ينادى عليه:زياااااااد. 


خرج من الغرفه يبحث عنه وهى وقفت خلفه تزفر بغضب..  هو كما هو.. لم يتغير كثيراً.... 

لايرى سوى مايريد فقط. 


اوشك الفجر على البذوغ وهو للآن ينتظره بعدما بحث عنه ولم يجده بالبيت كله. 


وها قد عاد أخيراً من الخارج يترنح... واقعه مرير واصرف فى الشرب كى ينسى ليأتى النبيذ ويذكره اكثر. 


وجد سليمان يجلس بغضب فى حديقة البيت ينتظره يصفق له قائلاً :اهلا اهلا وسهلا  بحبيب خاله... اهلا بزياد باشا.. زياد باشا الى عمال يخرب ويعك فى حياة خاله. 


وقف زياد بلا اتزان يقول :يا اهلا بالباشا الكبير. 


سليمان :لا كبير ايه بقا... هو فى كبير غيرك هنا... بيحرض العمال ويخليهم يعملوا اعتصام قدام الشركه فى وقت ابن كلب وهو عارف.. ويروح يوسوس فى دماغ مراتى.. وكمان يقولها وافقى على الشغل يا جنة انا هساعدك. 


ابتسم زياد بنصر وهو يترنح قائلاً :جننننننة... ايوووه هى الحكايه ومافيها جنة... هى نقطة ضعفك واكتر حاجة توجعك... قررت الاعبك بيها هى جنة الى تقدر تعمل كده... هى الى اقدر بيها اموتك...لو بعدت عنك أبقى قتلتك من غير ما اوسخ ايدى. 


نظر له سليمان ببهوت يراه يتحدث بكره شديد ودفين يسأل بجنون:ايه يا بنى ده؟! ايه كل ده... ليه؟! ده انا الى مربيك... انا معتبرك ابنى واخويا هو ده رد الجميل... انا طول عمرى شايل همك؟! 


صرخ به زياد يقول :مربى ايه وجميل مين... انا مش جنه ولا انا صحافه وتلفزيون هتلمع نفسك قدامى... انت.... انت على علاقة بمراتى.... انا شوفتك. 


ردد سليمان بزهول:مراتك مين... تسنيم دى بنت محترمه وانت ماتستاهلش واحدة زيها. 


زياد بوجع :تهانى.... شوفتك وهى جيالك المكتب...شوفت وسمعت كل حاجه ماتقدرش تنكر... انت تستاهل كل الى بعمله ولسه هعمله... تستاهل جنة تسيبك.. تستاهل القتل حى تستاهل.... قاطعه سليمان بصفعه قويه ادارت وجهه للناحيه الآخرى. 


صفعه اذهبت قليلاً مفعول الكحول وجعلت زياد ينظر له بصدمه يسمعه وهو يقول :انت فعلا عيل طرى ومايع ومدلع.. مافيش حد قابلك إلا وده كان انطباعه عنك... مهما حاولت سنين اغيرك بردو الناس بتشوفك كده. 


صرخ به زياد:انت لسه هتتكلم انت.. قاطعه سليمان :انت مالكش اى حق ولا اى حاجة عندى... انت عايز تشوف وتفسر على هواك عشان تفضل ضحيه... بس عايز بقا الحقيقة وعاملى فيها بورم... تعالى بقا ياحلو واسمع. 


صمت لثوانى ثم اكمل عليه:الحقيقة ان البت دي راميه لحمها عليا من اول يوم شافتني فيه عينى عينك وانا عارف... ماعرفتش تلاقى سكه معايا اخدتك كوبرى... كوبرى عشان تعرف تدخل بيتك... تبقى على اسمك وهى عينها من حد تانى... كنت فاهم وبحذرك بس ازاى العيل المهزوز الى عندنا مسك فى لعبه وعجبته واللعبه عملتله غسيل مخ... تهانى تهانى جوزونى تهانى... انا حذرتك ومنعتك انت الى كنت مصر واتجوزتها. 


زياد باتهام مجددا :اااه استخدمتنى عشان تتجوز ست الحسن بتاعتك ووهمتنى إنك عامل كل ده علشانى. 


سليمان :وانت ايه مشكلتك؟! ولا مش لاقى تهمه تتهمنى بيها... بتدور زى العيال على اى تلكيكه؟! كنت عايز تتجوز ست زفته جوزنهالك... استخدمتك ماستخدمتكش مالكش فيه... كون بقا انك مش عارف تملى عينها دى حاجة تانيه... انت عيل وهتفضل طول عمرك عيل... حتى لما جيت تاخد حقك منى ماجتش تاخده راجل لراجل وقعدت تلف وتدور.. 


صمت يستوعب بعد تفكير يقول :ياااااه.. انا دلوقتي بس فهمت انت اتجوزت تسنيم ليه... بقا مش قادر تواجه تهانى رايح تجيب واحده تانيه تكيدها... ايه حركات الحريم الرخيصه دى؟ انت حتى مش عارف تخلى تسنيم تحبك. 


جلده ببراعه جعله كالعارى تماماً أمامه.. ليتحدث زياد يجلده هو الاخر :كلنا في الهوا سوا... انت كمان ماعرفتش تخلى جنة تحبك...البت منى عينها تهرب منك وانت الى مكلبش فيها... الواد لخاله بقا هنعمل إيه... شكلك بقى وحش اوى. 


تحرك سليمان يترك له المكان بعدما جلد كل منها الآخر. 


زياد يعلم ان كل ماقاله خاله صحيح وسليمان يغمض عينه بتعب يعلم أنها بالفعل تريد الفرار منه وهو يحجمها وكل ذلك الغضب الذى افرغه بزياد لخوفه من فتح باب لها من الممكن أن يساعدها على الاستغناء. 


لتمر ايام كل منهما تائه غير مستقر... لكن جنة تذهب لكليتها مع بداية العام الجديد. 


تقف كى تشترى كوب من النسكافيه لتشهق بتفاجئ حين وقف شاب وسيم لجوارها يقول :جنة مش كده؟


نظرت له بتوتر.. تحاول قدر المستطاع السير على القواعد التى يعيدها عليها سليمان يوميا وهى ذاهبه للجامعه. 


لكن من هذا ومن أين يعرفها فسألت بتردد :حضرتك تعرفنى؟! 


ابتسم باعجاب يقول:بصراحة اتمنى. 


مد يده بالسلام يعرف عن حاله ورغباته:انا شامل صدقى.. اخر سنه فى هندسه.


وجدها مبهوته لم تمد يدها ترد السلام حتى فابتسم بحرج يكمل :احمم.. ممكن اكون فاجئتك وهجمت عليكى مره واحده كده بس... بصراحة انا عايز.... قاطعته برعب تقول :عنئذنك.. عنئذنك انا لازم امشى. 


ترحكت سريعاً تغادر الجامعه كلها وهو ينظر لاثرها بحب. 


لينضم اليه صديقه قائلاً :حلوه الكسفه دى... ماله جو الصحوبيه يامان.. خليك انت عايز تدخل البيت من بابه.. اديها كسفتك. 


شامل باصرار:عملت كده عشان بنت مؤدبه.. انا عرفت انها من بيت الظاهر وهاخد والدى ووالدتى بكره ونروح نخطبها من سليمان الظاهر هو كبير العيله هناك. 


زم صديقه شفتيه يقول :ده انت مصمم بقا... انت حر... سلام. 


ابتسم شامل ينظر لاثرها بوله يردد:ايوه مصر.....


الفصل الثامن والعشرين 


كان يقف ينتظرها يراها وهى تتلفت حولها كمن يطارها شئ ما.


نظر لها بتمعن يحاول الوصول لما بها.. لكنها كانت صامته متوتره فقط.


فتحت باب السيارة تجلس دون التفوه بحرف.


ابتسم لها وحبه يظهر عليه بوضوح :مالك يا حبيبتي؟!


جاوبت بتوتر :ولا حاجة... يالا نروح البيت.


زاد قلقه.. بات يعملها جيدا.. جنه بها خطب ما.


تحدث بقلق :مالك بس.


جنه:مافيش بس يمكن قلة اكل... يالا نروح.


سليمان :حاضر.


أشعل مقود السياره يضمها له يقود بهدوء يستمع لتنهيدة حاره خرجت منها... ابتسم بسعادة  يغمض عينه بوله حينما شعر بها تتمسك بجوانب قميصه تستمد منهم القوه والأمان.


طار فرحا من فعلتها تلك رغم رغبته فى معرفه ما بها.


وصلا للبيت وكالعادة يترجل من سيارته يساعدها كى تهبط من السياره ويحتضنها له


دلف للداخل وهى معه يسأل الخادمه الجديدة :الباشا فين.


الخادمه :فى مكتبه من بدرى.


سليمان :طيب حضرى الغدا.


امأت برأسها وانصرفت وهو ضم جنه له يقبل رأسها قائلاً :نطلع بقا ناخد الدش التمام وبعدها ننزل للغدا.. يالا بينا؟


ابتسمت له بحماس تقول :يالا.


لمعت عينه بشقاوه يغمز لها بعبث مرددا :بقيت خطر انت ها... بقيت خطر.


ضمها اكثر يهمس فى اذنها بحراره :بس جامد.


احمر وجهها خجلا مما يقصده فيضمها له مجددا وهو يقهقه بسعادة عليها يهمس فى اذنها بعدة اشياء تقشعر بدنها حتى وصلا لغرفتهما واغلقا الباب.


فى حين كان زياد أمام باب آخر يقف بتوتر شديد.


ثم حسم امره ودلف للداخل.. وجدها تجلس ترتدى ملابسها يالكامل.. دريس طويل بكم وفضفاض... حتى حجابها ترتديه جيدا.


جلس لجوارها يقول :مساء الخير.


نظرت له ثم اشاحت بوجهها عنه ليقول مجدداً :تسنيم.


لم تنظر له حتى فقال:طيب قومى عشان ناكل.. انتى من ساعة ما جيتى هنا تقريباً مش بتاكلى.


عاودت النظر له تقول بتقزز:طلقنى وخلينى امشى لو سمحت.


زياد:مش هينفع انا... قاطعته بتحدى وهجوم تكمل هى:انا الى عايزه اعرفك انى مش هنفذ اى حاجة من الى عايزها... وشغل النسوان بتاعك انا كبنت ماعرفوش وماحبوش.


نظر لها بصدمه وبوادر غضب يسأل :شغل نسوان ايه الى بتقوليه ده؟!


تسنيم:بص يابن الناس ومن الآخر كده انا متعلقه بواحد تانى واظن ان انت عرفت ده وسمعت بودنك.. فلوسك الى اديتهالى هديهالك على داير مليم.. لكن شغل كيد النسوان بتاعك ده انا لا أحبه ولا اعرفه.


تغاضى عن كل حديثها يقترب منها بغضب يقول :عيب لما تبقى واقفه قدام جوزك وتقولى ببجاحه انك متعلقه براجل تانى.


واجهته تقول بقوه:لا دى مش بجاحه بس دى حاجة كده اسمها قوه... مش عارفة انت تعرفها ولا لأ بس انا من يومى دوغرى وماليش فى السكك العوجه.. انت بس اللي مفكر خلق الله كلهم زيك يا حبة عينى من كتر ما انت مهزوز وضعيف ومش راجل.


صفعه قويه هبطت على وجنتها جحظت عينها وعينه بنفس الوقت... بعمره لم يعرف للعنف باب ولم يرفع يده على احد.


وهى زاد معدل الادرينالين فى دمها وهاجت اعصابها تتحدث بطريقه هيستيريه وتقدمت تضرب به بهوجائيه :انت بتضربنى... بتضربنى انا... وجعتك اوى الكلمه.. مانت مش راجل.. انت مش راجل.. بترفع ايدك عليا يا طرى.. طب كنت روحت رفعتها على مراتك الى شايله إسمك الى راحت ترمى لحمها على راجل تانى وانت اتداريت زى النسوان وسكت.. دى حتى النسوان اجدع منك.. ويوم ما جيت تتحرك عملت ايه.. تعالى يا تسنيم.. تعالى اتجوزك عشان تكيدى تهانى... انت مش راجل يا زياد...مش راجل.


كانت عينه متسعه.. جلدته ببراعه... فعلت مالم يقدر على فعله سليمان.


أصبح غير قادر على النظر حتى بوجهها.. خرج من عندها يهرب منها وهى تصرخ خلفه :استنى هنا.. انت مش ماشى من هنا غير لما تطلقني.. استنى عندك... طلقنى لو راجل.


جلست بغيظ وغضب تراه اختفى تمام وقد غادر البيت كله تقريباً.


______________________


فى غرفة سليمان وجنه وقف على باب المرحاض يدق عليها الباب قائلاً بعبث :ايه يا حبيبي... مش كفايه دخلتى لوحدك.. يالا وحشتينى.


فتحت الباب شيئا فشيئا تظهر عن وجهها فقط شعرها ندى ووجها ابيض ناصع.


تحدث برغبه من بين أسنانه :قمر يا ناااس. تتاكلى اكل بنت اللذينا.


رمشت باهدابها تكمل فتح الباب فتظهر منامتها البيضاء ليصاب بالصدمه يسأل ببهوت:ايه ده؟!


رمشت باهدابها مجددا تقول ببراءه :إيه؟


سليمان :ايه اللي ايييه.. فين الحاجااات.. مش ده اللي اتفقنا عليه.


ابتلعت رمقها يتوتر تقول :سليمان... ده عريان اوى.


اقترب يقضم شفته السفلى يقول :عريان إيه بس يا أسد انت... مش اكتر من القميص الدهبى الى كنتى نايمه بيه على الأرض لما... قاطعته باعين متسعه تضع يدها على فمه تقول :سليمان... خلاص بقا.


تركها وذهب ناحية غرفة ملابسهم وهى خلفه بحرج تحاول منعه تقول :يا سليمان... سليمان.. خلاص بجد بتكسف.


وهو يبحث بحماس مصر على مايريد :والله ابدا مش هسكت الا اما اشوفك بالبيبى دول الجديد.


ظل يبعث عنه يردد:هممم.. مخبياه... ماشى يا جنتى هلاقيه بردوا.


بين منعها له بمرح وصوت ضحكاته بحب وشغب لتستقر يده على شئ ما.


فتتوقف ضحكاته ويخرج ذلك الشئ وقد توقفت كل حواسه... هو فقط ينظر لما بين يديه ببهوت يسأل :ايه ده يا جنه؟!


تسارعت دقات قلبها وبهت وجهها لا تسعفها الكلمات تردد:سليمان... انا.. انا.


التوى ثغره بابتسامة حزينه يسأل :مانع حمل؟! مانع حمل يا جنه؟!


كانت عينه خاويه من اى شئ يتحدث بوجع حقيقي :ليه يا جنه؟! انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد آدك... ليه كده... انتى الوحيده الى فى الدنيا حبيتها واتمنيتها.. انا بحبك اكتر من نفسى.. حتى ابويا كان عندى استعداد اضحى بعلاقتي بيه علشانك... ليه مش عايزه تخلفى منى... ليه دايماً عايزه تمشى.. مهما اعمل عايزه تمشى.


اقتربت تحاول التبرير تردد:سليمان والله انا... قاطعها مجددا يقول وقد فرت دمعه منه :انتى إيه؟! ها؟! انتى إيه؟! هتنكرى؟! هتنكرى ايه يا جنه انا كنت عارف.


اتسعت عينها... كانت تشك بالأمر وهو الآن يؤكد باعتراف وهو يكمل:ايوه كنت عارف... بقالنا كام شهر متجوزين اهو طبيعي كان يحصل حمل وماحصلش... توترك لما عرفتى انى بخلف عادى... كل حاجه بتأكد بس انا ولا مره فتشت وراكى... مش ثقه عاميه فيكى لأ... ده من عشقى ليكى الى قاتلنى.


حاول التحكم فى حاله والا يبكى أمامها يكمل بعدما اخذ شهيق عالى يحبث معه دموعه بقوه :ماكنتش بفتش وراكى عشان خوفت اتأكد... لو اتأكدت هعمل ايه؟!


ظلت على صمتها لا تجد ماتبرر به موقفها.. لديها دوافع كثيره لكن لو ذكرتها لسائت الأمور اكثر.


اتسعت عينها وهى تراه بلا اى حيله يتقدم منها يحتضنها بقوه يردد بوجع:آآآآآآه... تعب.... تعبتينى يا جنه.... ليه كده... انتى نارى مش جنتى.


صرخ بقوه آلمتها هى اولا :مش عارف استغنى عنك... مش هعرف اخد موقف واخرجك من حياتي... يارتنى اعرف... انا نفسى اخرجك من حياتى... نفسى اخف منك.


ضمها له بقهر يتذكر كم فتاه رفضها بعنجهيه وكبر يتلذذ بألمهم.


ليمر اليوم طويل وصعب على الكل.. هو يحاول التماسك والا يظهر ضعفه أمام احد.


تسنيم كالعاده لن تبرح غرفتها ولا حتى لتناول الطعام ولم تهتم بعدم عودة زياد للآن.


وتهانى تجلس على طاولة الطعام تلقى اوامرها  للخادمه الجديدة التى فاض بها الكيل تقول بتعب:انا تعبت يا مدام... اديلك ساعه عماله تؤمرى.


تهانى:نظام البيت كله مش عاجبنى.. قولتلك لمعى المعالق تانى.


الخادمه :معالق ايه يا فندم دى متعقمه فى غسالة الاطباق إيه الى بتقوليه ده بس...


ليقاطعها صوت زياد القادم من الخارج.. يدلف للداخل بقوه يردد:ماعلش اعذريها اصلها ماتعرفش الحاجات دي.


تغاضت عن اهانته... خطتها الحاليه الحفاظ على مكانتها كزوجة فى بيت الظاهر.


ابتسمت به بدلال تقول :زياد.. كنت فين يا حبيبي.


ابتسم لها بحب كبير كأنه يدللها وهو يخرج إحدى الأوراق من جيبه يفتحها أمامها يضع يده الأخرى تحت ذقنها بحنان:كنت بطلقك يا روحى.


شهقت بفزع تضرب صدرها تقول :إيه؟! انت بتقول ايه.


هز رأسه بانزعاج يقول :انتى لسه هتتصدمى وتستفسرى... يالا... يالا على برا.


سحبها بما ترتديه وفتح باب البيت يقول لها :يالا.. الداهيه الى جابت تودى.


ثم أغلق الباب فى وجهها يطوى صفحتها.. يطويها حرفياً كأنه يوما لم يعرف شخصيه تدعى تهانى.


أراد الذهاب لعندها... حبيبته.. لكن منع نفسه كى لا تفسر انه فعل كل ذلك من بعد حديثها.


دلف لغرفته وجلس على الفراش يواجه نفسه... هل استخدم تسنيم كى يكيد بها تهانى؟! ام... هل استخدم تهانى كى يتخذها ستار فى طلب الزواج من تهانى.


_________________________


كان يجلس فى غرفته يراها تجلس امامه تحاول استذكار دروسها الجديدة.


لكن فى الحقيقة هى تنظر له من فوق كتبها تراه ينظر لها.. عينه لا تتركها... يرى انه بالفعل ضعيف جدا امامها.. أنها غيرته دون طلب او اصرار منها.. جعلت قلبه يرق... لم تكن جنه بل هى النار التى شكلت الحديد... شكلت سليمان الظالم من جديد.


لا يملك رفاهية الاختيار.. لا يستطيع إخراجها من حياته.. لا يستطيع... أصبحت تجرى بدماءه.. هى التى لا شفاء منها.


لاحظ انظارها المسلطه عليه.. فتقدم منها وعينه لا تفارقها يحملها عن مقعدها وهى تنظر له بزهول وتوجس تفكر ماذا سيفعل... هل سيقتلها؟!


اتسعت عينها تدرك الى اين وصل به الأمر سوءا فى عشقها وه. تشعر به يستقر بها بين يديه على سريهم يلتهم جسدها بقبلات راغبه جداً حاره على عنقها نزولا الى مفاتنها  تغمض عينها الما عليه وهى تسمعه يردد :بيقولو لكل واحد نصيب من اسمه... كنت دايماً بسأل انتى جنه ولا نار... انتى جنتى ولا نارى ياجنه


بعد مده كان ينام على جنبه يحتضنها من ظهرها له  تتألم لأجله وهو يمشط بيده على كتفها يردد :لكل واحد نصيب من إسمه.. انتى جنتى ولا نارى... بس انا خلاص عرفت... انتى نارى الى بتخلص ذنوبى فى الدنيا عشان ادخل الجنه.


ضم جسدها العارى له بلا اى حيله يقبل رأسها يردد :بحبك يا جنه.. بحبك ومش قادراستغنى. 


اغمضت عنيها متألمه لأجله... لاول مره تراه ضعيف هكذا... ربما أرادت هذا اليوم وحينما أتى آلمها مثلما آلمه. 


قطع احضانه لها دقات الخادمه على الباب.. ليحمحم محاولا صبغ صوته بالقوه يسأل :مين؟ 


الخادمه :فى ضيوف مستنين حضرتك تحت يا فندم. 


سليمان :ضيوف؟! ضيوف مين؟! 


الخادمه:مش عارفة بس الباشا الكبير شكله عارفهم وهما عايزين حضرتك. 


سليمان :طيب شوفيهم يشربوا إيه وانا عشر دقايق وجاى. 


وقف عن الفراش يذهب لاخد دش سريع وهى غير قادره على النظر له او حتى مواجهته. 


ظلت معطيه اياه ظهرها حتى بعدما شعرت به خرج من المرحاض وذهب يرتدى ثيايه ووقف خلفها ينظر لها يعلم انها تتهرب من مواجهته. 


غادر سريعا يغلق الباب خلفه وهى شرعت فى البكاء... لم تكن تتوقع ان تتألم يوما لالمه. 


حاولت الوقوف عن فراشها تسير بخطى بطيئه تجاه المرحاض لاخذ حمام دافئ. 


اما فى غرفة الاستقبال الانيقه جلس صدقى لجوار ابنه شامل يتحدث مع شوكت عن اعماله الحاليه والقادمه يثنى كل منهما على شغل الآخر. 


الى ان تقدم سليمان بثبات وخطى واثقه تخفى وجعه والمه اللذان ظهرها امامها فقط. 


ليقف صدقى وشامل مرحبين :الباشا بتاعنا الى مختفى وواحش الكل. 


ابتسم سليمان يقول :لا ولا مختفى ولا حاجة... موجود. 


صدقى :كده بردوا يا باشا تتجوز وانا برا مصر. 


قهقه عاليا يخفى دموعه والمه ببراعه قائلاً :هو كل حاجه جت بسرعه كده.. انت عارف الجواز ده زى القدر. 


ابتسم صدقى يقول :ايوه فعلا زى القدر واهو الاستاذ شامل تقريباً قدره ساقه لعندكوا. 


استغرب سليمان قليلاً يسأل :لأ مش فاهم. 


بادر شامل بالحديث مبتسما:بصراحة انا قولت ادخل البيت من بابه خصوصا بعد أدب وأخلاق بنت حضرتك.


هز سليمان رأسه يحاول الاستيعاب :بنت مين وباب إيه؟ انا مش فاهم حاجه. 


شامل :بصراحة انا طالب ايد جنه بنت حضرتك. 


اتسعت اعين شوكت وهو يرى سليمان يقف عن مقعده يطالعهم بصدمه عمره. 


_____________________


خرجت من المرحاض وجدته يجلس على طرف الفراش كأنه ينتظرها. 


وقفت امامه تسأل باستغراب :سليمان... سليمان مالك؟!


رفع عينه بعينها فشهقت برعب وهى تراه مدمع العين بوضوح لا يكابر. 


تحدث بصوت يتعاطف معه ابليس قائلاً :انا بحبك وبموت فيكي... عارف انى اتجوزتك غصب وعملت حاجات كتير مع اهلك غلط.... عارف انك كنتى عايزه تاخدى حقك... كنت بحاول اوصلك حقك وانا صابر عليكى... لأ انا ماكنتش بحاول اوصلك حقك... انا ماكنش قدامى حل لأنى مش قادر ابعد عنك... كنت شبه متأكد إنك بتاخدى موانع حمل ومارضتش ادور وراكى عشان لو دورت وتأكدت يبقى لازم اخد موقف قدامك.. ههه بس الى حصل انى انا... سليمان الى الناس بتقول عليه فى ضهره الظالم. ماعرفش ياخد موقف قدامك... ماعرفتش حتى اتخانق معاكى واخد موقف يومين لأ ده انا... 


قطع حديثه يغمض عينه بألم ويفتحهم مجددا يقول :لكن يوصل بيكى الحال إنك تبقى مفهمه الناس انى ابوكى.. تخلى واحد ييجى يدبحنى وهو بيقولى انا جاى اخطب بنتك... كنتى قاصده ايه ولا عايزه ايه.. كنتى عايزه تدبحينى؟!!


بكى بوجع يقول :ارتاحى ياجنه انتى دبحتينى.... انتى قدرتى تاخدى حق كل الى ظلمتهم... انتى كسرتينى ياجنه. 


وقفت تحاول فهم ما يحدث... ضربه خلف ضربه وكل واحدة اقوى من الأولى. 


تحدثت بوجع كبير عليه لم تتوقعه يوما :سليمان انا.. انا مش فاهمه حاجه. انا عملت ايه... سليمان انا.... 


قاطعها يقف عن مكانه يذهب لغرفة ملابسهم يضع كل ملابسها فى حقيبه كبيره وهى عينها متسعه تسأل :سليمان... اننت بتعمل ايه. 


صرخ بوجع وهو منهمك فى جمع اغراضها:هرحمك... هرحمك من الراجل العجوز الى اتبليتى بيه... هرحمك من الراجل الكبير الى هيموت على نظرة رضا منك وانتي عايزه تسبيه... هرحمك من الراجل الراجل الى شاريكى وانتى كل همك تبعديه عنك... هعملك الى انتى عايزاه عشان ترتاحى ويمكن انا كمان ارتاح عشان انا تعبت.. تعبت يا جنه. 


حاولت الحديث قائله :سليمان انا...


منعها عن الحديث يقول :ماتخافيش يا جنه.... انا مأمن كل حاجه... حتى مصاريف كليتك.. والمكان اللي هتعيشى فيه ورصيد خاص فى البنك... تلت شهور وهتبقى حره.... حره خالص يا جنه يمكن... يارب اخف منك.... 


انهى حديثه وغادر المكان كله لها بعدما أمر السائق بأخذها لبيتها الجديد......



الفصل التاسع والعشرون 


مرت عليه الأيام وهو كمن غرس السكين بقلبه يسير بقلب مطعون فى كل مكان.


يحاول تمضية كل وقته فى العمل وان عاد للبيت لا يبرح غرفته.. ليس اكتئابا او هروبا لكنها لم تترك له اى شئ يشتم به رائحتها ولا حتى تى شيرت صغير... لم يتبقى منها سوى رائحتها على ملابسه فقد كان دائم الالتصاق بها يشحذ حبها.


ولن يجلس كالمجنون يشتم ملابسه البيتيه أمام الكل... يكفى ما رؤه من ضعف وذل أمامها.


فى اضاءه خافته للغايه كان يتمدد على فراشه يحتضن له إحدى مناماته العالق بها رائحتها وكذلك وسادتها يغرق بهم داخل فراشه ربما يصبرانه على البعد.


لم تذق عينه النوم إلا بعد احلام اليقظه التى يتخيلها مازالت معه لجواره وباحضانه يفعل ما كام يفعله.


هى لم ترحمه ولن ترحمه.. حتى لو ادعى التماسك امام الكل لكن جنة فعلت ومازلت تفعل حتى لو ابعدها.


دقات على الباب قطعت عليه ذلك الحلم الذى انتظره طويلا بعدما كانت تقف امامه ترتدى ملابس مشابهه لملابسه واوشكت على تقبيله.


ليقطع عليه كل ذلك صوت دقات الباب التى جعلته ينتفض بصدمه وغيظ يرى من ذا الطارق الذى قطع عليه حلمه الجميل.


اضطر لاخذ نفس عميق يهدئ به حاله وهو يرى ان الطارق لم يكن سوى والده الذى لا يأتى لغرفته الا نادرا.


حاول التحدث بهدوء وهو يرى نظرات والده تتفحصه جيدا يستشف بها حالته.


سليمان :خير يا بابا فى حاجة؟! اول مره تجيلى اوضتى.


رفع شوكت حاجبه يقول بتهكم:لا ابدا ولا حاجة... جيت اشوف ابنى.. اصلى تقريبا بقالى اسبوعين مش بشوفوا


تنهد سليمان فقال شوكت :وايه؟! آخرة كل ده ايه؟

سليمان بوجع لا طاقة لديه للنقاش قال :انا تمام والشغل تمام ماتقلقش.


شوكت بتمعن :طلقتها ولا لسه؟

توتر وجه سليمان... كيف يخبر الكل انه غير قادر على فعلها.

كرر شوكت سؤاله مجدداً :ماترد يابنى... طلقتها ولا لسه؟


سليمان :ها؟! ااا.. مافضتش اروح اطلق.. هحاول افضى نفسى واروح.


شوكت بتهكم:الله يعينك والله مشغولياتك كتير... بس ده الطلاق أسرع من الجواز مش بياخد تلت ساعه


زاغت أعين سليمان ينظر بكل الاتجاهات يعلن كشف والده لأمره خصوصا بعدما قال :ده انت حتى مش لاقى وقت تحضن فيها المخدات


بهت وجه سليمان بحرج ووالده يردد بخزى:بقا على آخر الزمن سليمان الظاهر بيحضن فى المخدات.. يوضع سره فى اضعف خلقه.


ما فعلته به جنة كثير.. كثير والله.


استدار شوكت يردد بحسم وهو يغادر :ياريت زى تعمل زى عادتك فى اى موضوع

.. تقطع عرق وتسيح دم


اغمض عينيه يغلق الباب بعد انصراف والده.. يريد ان يفعل ما قاله لكنه ليس بقادر... أصبح بلا سلطان على نفسه... جسده..او حتى قلبه


بل تلك التى تقبع فى شقة بالزمالك على كورنيش النيل هى فقط المتحكمه الأولى والاخيره.


سبها بينه وبين حاله الأف المرات وحاول عدم التفكير بها ويعود يسبها من جديد.


لم تترك له شئ دون بصمه منها فحتى أرضية الغرفه استخدمتها لصنع ليله ولا اروع يقشعر جسده فقط حين يتذكرها وهى ممدده أرضا تمتظره باغواء


تبا لها ولما فعلته... دلفت لحياته تعيس بها فسادا وهو غير قادر على ايقافها.


لا يمتلك حلول أخرى او اختيارات... لا يمتلك سوى التمدد على فراشه يحتضن وسادتها وملابسه الذان تعلقت رائحتها بهما يحاول الاستغراق كالمراهقين بحلم من أحلام اليقظه حتى يحنو عليه الله وينام


صباح يوم جديد


خرج زياد من الغرفه التى كانت تقطن بها تهانى فهو يمكث فيها حاليا بعد إعلان تسنيم رفضها القاطع له فقرر ترك لها متسع من الوقت ريثما تتقبله لكنه بأى حال من الأحوال لن يطلقها او يتركها لغيره.


خرج من غرفته يذهب بتردد ناحية غرفة سليمان... يشفق عليه كثيرا يراه متماسك ظاهريا لكن عينه التى كانت تبرق مسبقاً انطفئت منذ ذهاب جنة.


وقف يدق الباب حتى فتح له سليمان ينظر له ببرود مرددا :خير

رغم نظرة الجمود التى بعينيه إلا أن اشفاق زياد مازال موجود يسأل :انت كويس؟


رفع سليمان رأسه يردد بكبر وعناد:اوى.


ابتسم عليه زياد.. سليمان الظاهر لا يولد او يستحدث من العدم... هو سليمان واحد فقط ولا مثيل له.


ردد سليمان بحده لم ينسى بعد مواجهتهم الماضيه :جاى عندى ليه... ولا يمكن اكون على علاقه بتسيم هى كمان.


ردد زياد بمرح خرج بنبره يائسه باكيه :لا حتى لو عندك النيه دى ماحدش بيسلك معاها... انا لسه مش عارف امسك ايدها.


رغما عن سليمان ضحك... زياد ابنه وتربية يده لا يحتاج لأكثر من ذلك كى يتصافا.


بضحكة سليمان تأكد زياد من مسامحة خاله له لكن حتى لو حدث فهو بداخله يحمل نفسه ذنب كبير.


سأل بتعاطف كبير :جنة هترجع امتى.


على سيرة جنه تتحرك رأس سليمان وترتفع كأنه يريد أن يثبت قوته.. أنها لم تكسر كبرياءه بعد.


فاقد الشئ يحاول إثباته.


فترك الباب وتحرك تجاه المرأه يغلق ازرار قميصه كأنه غير مبالى او مهتم يقول :مش هترجع.. نهائى.


قلب زياد شفتيه يحاول كبت ضحكاته وهو يسأل بتهكم:نهائى؟؟!


ضبط سليمان هيئته يستعد للخروج يظهر انه غير مهتم بإكمال الحديث يقول وكأنه مصر او حتى يملك القدره على ابعادها :ايوه نهائى.


كان سيخرج من غرفته يترك زياد بها ويذهب لعمله الى ان تخشب جسده وهو يستمع لزياد يقول عن عمد بتلاعب:على العموم انا هقابلها كمان شويه اناا وتسنيم.


استدار بجسده شيئا فشيئا يقول :تقابلوها فين وليه؟


زياد بمكر:عادى بقا يا خالو وبعدين ماتشغلش دماغك بالتفاهات دى... دى واحده انت الى قطعت علاقتك بيها واكيد.. اكيييد مش بتحاول تعرف أخبارها ولا تحركاتها.


حمحم سليمان يقول :ايوه.. اه... انا ماعرفش عنها حاجه... براحتها.


خرج سريعاً كأنه يهرب منه وزياد يخرج خلفه يضحك عليه يراه قد غادر البيت سريعاً ولم ينتظر حتى الفطور.


خرج بطريقه للدرج لكنه قابل تسنيم التى خرجت من غرفتها بتأفف... اشتاقت بيت والدها وفراشها البسيط... مرت فتره غير قليله على مكوثها ببيت الظاهر وللآن لم تتأقلم از ربما ترفض.


يسمعها تغلق الباب ولم تراه بعد تردد بمقط:استغفر الله العظيم يارب... ولا هنعرف ننام فى ام البيت ده.


شهقت بصدمه وهى تشعر باحدهم يطوق خصرها بذراعه.

اتسعت عينها وهى تدرك أنه زياد يبتسم لها وهو يمشط ملامحها بعينيه يقول باعجاب شديد :ما عشان بتنامى لوحدك بالك انتى لو حد رخم زيى كده جنبك كنتى روحتى فى النوم على طول.


ابعدت ذراعه عن خصرها تبتسم فى وجهه بسماجه ونفور مردده:ممكن بردو عشان هبقى عايزه اهرب من وشك.


زياد بخبث:طيب شوفتى... تعالى نجرب بقا بقالك تقريباً شهر مش بتنامى.


تسنيم :لأ اجرب إيه انت عايزنى احلم بكوابيس... هيبقى فى الحقيقه وفى النوم كمان.


تحولت نظراته الماكره لأخرى حزينه وهى سألت :هتطلقنى امتى؟


رفع عينه بها يخبرها ما سيحدث فعلياً :انا مش هطلقك يا تسنيم حتى لو انتى عايزه.


صكت أسنانها تقول بغضب:انا عايزه افهم انت بتعمل كده ليه ماتخلصنى وتخلص نفسك.


جاوبها ببساطه وصدق:انا كده بعمل الصح يا تسنيم... انا مابقتش زياد بتاع زمان بقيت بفكر اكتر... فكرى انتى كمان هتلاقى إننا اكيد ما اتقابلناش كده وجمعتنا الظروف عشان  نقعد نشد فى شعر بعض وخلاص... الظروف مش جمعتنا وبس يا تسنيم لأ دى كمان جوزتنا وانا مش مؤمن بحاجه اسمها صدفه... كل حاجه بتحصل لعله... فكرى كويس.


صمتت تفكر... هى الأخرى مثله تملم لا تؤمن بالصدف.... لكن ما حكمة القدر من جمعهم سويا؟!


أوقفته بصوت متردد فيه بعض بوادر التقبل :زياد.


التفت لها يبتسم قائلاً :نعم.

تحدثت بتلعثم تسأل :أأأ.. احممم.. أأهى جنة فين؟


جاوبها بحزن:مشيت.


تسنيم:إيه؟ مشيت إزاى؟ وسليمان بيه سابها تمشى.. ده بيموت فيها.


تنهد زياد يقول :هو الى خلاها تمشى.. ومن ساعتها وهو فعلاً بيموت من غيرها بس بيمثل انه كويس.


حزنت كثيراً تقول :خساره والله.


زياد بعد تفكير لثواني قال :بقولك ايه... تعالى نروحلها.


ضيقت عينها تسأله بترقب:ناوى على ايه؟


زياد بحزم :ناوى اعمل اي حاجه مش هقف اتفرج عليهم... ادخلى غيرى وتعالى.


تحولت واتسعت عينه يقول بخبث:او اجى أساعدك عشان تنجزى.


نهرته بحده :اتلم يالا... وانزل استنى تحت.


امال نفس النظرات ومكر عينه قالت :ولا انا هقفل على نفسى من جوا انتو عيله منحله ماشافتش ربع ساعه ربايه.


قهقه عليها وهو يراها دلفت لغرفتها يستمع بالفعل لصوت تكات قفل الباب.


________________________________


جلس بمكتبه يحاول صب تركيزه على عمله والا يسمح لها بالقفز داخل عقله وخياله.


وعندما استطاع أخيراً قطع كل ذلك اتصال ليجيب عليه سريعاً بلهفه :الو.


.... :ايو يا بيه انا الهانم كلمتنى عايزه طلبات من برا .


سليمان : عايزه ايه من برا؟

...... :مش كتير... كانت عايزه شويه جبن وعصير للتلاجه.

سليمان :وهاتلها مربى توت هى بتحبها.

.... :والنبى انت حنين يا بيه.. طب مالو كده مش بتجيلها ليه؟


سليمان بحزم:ماتسألش فى الى مالكش فيه.. تخلى بالك منها ومن طلباتها وبس... قولى هى خرجت فى حته من بالليل للنهارده؟


.... :لا يابيه بس امها جت ومعاها تقريبا قرايبها هما مشيوا وامها مانزلتش. شكلها مبيته.


سليمان بحده وغضب:وانت جالك منين ان دى امها ودول قرايبها مش يمكن حد غريب ولا حاجة تاذيها.


.... :لأ يابيه دى شبهها بالحته وبعدين مالست بخير اهى وطلبت فطار عشان امها عندها هى اساسا ماكنتش بتطلب اى حاجه.


لا يعلم لما شعر بالسعادة لكونها ربما قد فقدت شهيتها بسبب بعدها عنه.. يتمنى.


عاد من شروده بتنهيدة تعب وحزن:طيب روح هاتلها الى هى عايزاه واشتريلها المربى زى ما قولتلك.


صمت قليلا يكمل بصوت عاشق وقد غلبه الحنين :وأبقى هاتلها شوكلاته مع الحاجه.

.... :حاضر يا بيه ربنا يخليهالك.


اغلق الهاتف يتمتم برجاء يدعو الله :يارب... يارب.


قطع عليه كل ذلك صوت السكرتيرة تدلف للداخل تقول :فى واحد برا عايز يقابل حضرتك.


سليمان :عنده معاد؟

السكرتيرة :عارفه ان حضرتك مشغول والله يافندم وسألته بس هو قالى انك مستنى مقابلته واقولك اسمه بس.


سليمان بتهكم:بجد؟! مين الشبح بقا؟! 


السكرتيرة :شامل صدقى.


تجهمت ملامح سليمان يقول على الفور :دخليه.


نظرت لتغير ملامحه باستغراب وقد وافق على مقابلته بمجرد ذكر اسمه بالفعل كما قال شامل.


فذهبت تسمح له بالدخول... حيث دلف يبستم وهو يرى سليمان يود لو يبرحه ضربا.


تقدم يمد يده للسلام فسلم سليمان ببرود يحاول ان يبدو غير مهتم ولت يشعر بالغيره منه يقول :خير.


ابتسم شامل يقول :كل خير.. الحقيقة انا حبيت اجى اصحح اللبس الى حصل لانى حاسس اني اكيد عملت مشكله.


سليمان بترقب:لبس إيه؟

شامل :انس... صصح حديثه وهو يرى احتداد أعين سليمان يقول :أقصد مدام جنة ماقالتش انها بنت حضرتك ابدا.


سليمان بترفع:امال قالت إيه؟

شامل :الحقيقه هى ماقلتش حاجة اصلا لأنها مالهاش كلام معايا ولا مع حد من الجامعه كلها تقريباً.


تراقصت دقات قلبه يحاول إخفاء وتهدئة تنفسه السريع يسأل بوقار يجاهد للحفاظ على هيبته:امال انت قولت كده ليه؟


شامل :دى كلها اجتهادات شخصيه... انا كنت مسافر مع والدى فى فترة فرحكوا ماشوفتش اى صور ولا حضرت الفرح... هى حتى شكلها فى الصور مختلف شويه.. انا قولت كده لما شوفتك بتوصلها تقريباً يوميا... ياحضرتك يا السواق بنفس عربيتك وفضلت ماشى وراها فى يوم عرفت ان ده عنوانها فترجمت كده مع نفسى لكن بصراحة.. جنه.. احمم.. اقصد مدام حضرتك فى حالها ومؤدبه جدا يمكن ده الى خلانى اتهور وما فكرش كتير او واسأل الناس.


ابتسم برضا وهو يستمع مدح احد الشباب أخلاقها وكم كانت تصون غيبته حتى بعدما يتركها وزاده فخراً حين اكمل شامل :انا حتى حاولت افتح كلام معاها فى يوم قبل ما اجى لعندك بيومين ماردتش عليا اصلاً وخافت وسابتنى وجريت.


اتسعت ابتسامته وأصبح غير قادر على التحكم بها وهو يستمع لكل ذلك يربط الكلام بالأحداث يتذكر  قبل مجئ شامل بيومين عندما كان ينتظرها ووجدها متوتره واحتضنته ذلك اليوم.


اغمض عينه بوله.. كانت تحتضنه كى تظمئن حالها انه موجود... تستمد منه الأمان والراحه ولا رغبه لديها فى الإبتعاد.


____________________________


فى ظل ذهاب حارس العقار لشراء ما طلبت حضر لعندها فى نفس الوقت زياد مع تسنيم.


كذلك نهله جاءت لتطمئن عليها.


جلست أمام جنه تقول بتلاعب ومكر:بس إيه ده يا جنه.. وشك مخطوف خالص.. مش بتاكلى؟ لا ويا حرام شكلك مش بتنامى.


جنه بكبر :لا خالص... انا بنام وبشبع نوم.


هز زياد رأسه يقول :واضح واضح.


صمتت بحزن تقول :هو الى قالى امشى.. الله.. ده لملى هدومى فى الشنطه يعنى طردني.


نهله :حقه.. لاقى واحد جاى يخطب مراته منه


صمتت بحزن... تتذكر افتقادها له طوال الأسبوعين الماضيين.


افتقدت حتى غيرته وملاحقته لها.. ولهفته حتى التصاقه بها والذى كان يغضبها ويحنقها افتقدته.


تحدثت تسنيم تقول :هو انتى مش كنتى مغصوبه عليه وعايزه تمشى.. ومنفشه ريقه زى ما زياد قال... عايزه ايه بقا.


اندفعت تقول :عايزاه يصالحنى بقا.


ضحكت نهله تقول :اه يا سوسه.

فركت جنة أصابعها معا بتوتر تقول :اصلى ماينفعش اروح اصالحه انا... عايزه ارجعله بس من غير تنازل.... عايزاه هو الى ييجى.


زياد :اد ايه انتى قادره.


نظرت له بشراسه فى حين دلفت داليا بالعصير تقول :اتفضلوا العصير.. منورنا والله.


نهله وتسنيم:بنورك.

صرخ زياد بحماس :لاقيتها... انا هجيبهولك.


____________________________


كان منكب على مكتبه ينتظر دخول زياد كى يعنفه على تأخيره هذا.


رفع عينه ينظر له بسخط:انا عايز افهم انت مخك ده فيه ايه... الشغل متعطل يمين وشمال وسيادتك عمال تتمرقع.


زياد ببراءه مصطنعه:انا؟ ابدا.. ده انا حتى كنت فى مشوار انسانى.


سليمان بسخريه لاذعه:والله؟! مشوار انسانى ايه كنت فى جمعية رساله ولا الهلال الأحمر.


جلس زياد بكبر يقول بتفخيم وزهو:لا خالص كنت فى الزمالك على الكورنيش عدل.


ظهر القلق على وجه سليمان يقول :إيه؟ الزمالك ليه ليك مين هناك.


نظر زياد لاظافره يقول بروقان شديد :ابدا يا سيدى اصل جنه رجلها اتلوت كانت لازم تروح للدكتور ماتشغلش بالك انت.


لم يدرى ما الحدث لكن سليمان قد هب من مكانه سريعاً وخرج بلهفه وقلق يغادر ليتكئ زياد بظهره للخلف يضع يديه أسفل رأسه وهو يقول بتنهيدة :ااااه.... ده الحب بهدله بصحيح يا ولاد.


الفصل الأخير


كانت تتمدد على أحد الارائك تضع رأسها على فخذ والدتها التى اخذت تعبث فى شعرها بحنان قائله :طب انا عايزه اعرف دلوقتي هو مقعدنى هنا ليه؟ ها؟!انا بقا عايزه اروح بيتنا.


داليا مشجعه اياها بخبث:ايوه عندك حق.. كلميه بقا وقوليلو.


رفعت جنه عيناها تنظر لها بحده قائله :لا هو انا الى هكلمه... لأ طبعاً هو الى يكلمنى... انا مش ممكن اتنازل ابدا.


ابتسمت داليا تقول بفرحه لأجل ابنتها :عودك على الدلع واخدتى عليه.


ابتسمت جنه تتذكر حبه الشديد وازدياد دلالها عليه يوم بعد يوم.


تحدثت مراوغه :انا مش هكلمه... لأ بردو... واصلا انا عايزه اعرف هو ماطلقنيش ليه لحد دلوقتي 


داليا بمكر:ياعبيطه... اسمعى من امك.. انتى اتصلى بيه اتخانقى معاه.. كلمه منك.. كلمه منه الخناقة تكبر يقوم رامى عليكى يمين الطلاق على طول.


اتسعت أعين جنه تسأل :واتطلق؟!


اكدت داليا بشده :ايوه طبعا... ولا اقولك انا هقوم اغير واروح اتخانق معاه خناقه من بتاعت الحموات دى اخليه يلعن اليوم الى شافك فيه ويطلقك... هو انا ليا الا راحتك يا قلب امك.


استقامت من على فخذها تقف أمامها بغيظ تقول :انتى امى انتى؟!


اخفت داليا ضحكتها تقول :الله مش ده اللي انتى عايزاه يابنتى. 


دبت قدميها بالأرض تقول بكبر لا تستطيع التراجع :ايوه... وبسرعه... كلميه. 


دق جرس الباب داليا :ده اكيد البواب جاب حاجة الغدا. 


وقفت واتجهت للباب تفتحه وجنه استدارت تذهب لغرفتها كى تدارى عيظها خلف الجدران. 


لكنها تخشبت وتهلل وجهها تستمع لصوته الملهوف يسأل فور ما فتح الباب دون سلام :جنه مالها. 


لا تعلم اين ذهب كبرها ودلالها بهذه اللحظه... تصرفت بلا عقل او لنقل ساقتها قدماها لعنده ركضا تقف امامه بسرعه كى تراه يبدو أنها اشتاقته. 


لمعت عينه بسعاده وهو يراها تركض لعنده تو ماسمعت صوته فقط واللهفه تظهر جاليه على ملامحها الفاتنة. 


اثلجت قلبه وردت الكثير من صبره عليها وعلى نفورها منه ببدايه معرفته بها. 


لا يصدق وهو يراها تركض لعنده بلهفه تردد:سليمان. 


ادمعت عينه وهو يرى لأول مرة لهفتها عليه يبتسم وهو يتنفس سريعاً يحاول فقط الاستيعاب. 


صدى اسمه منها وهى غير مصدقه لوجوده هنا داوى قلبه الملتاع. 


جذبها لاحضانه يضمها بقوه يردد باشتياق :ياروح سليمان الى راحت منه لما مشيتى. 


ضربته بقبضة يدها الصغيره على ظهره تقول بلوم:ماسمهاش مشيتى يا اخويا اسمها طردتنى. 


ضحك عليها... رغم كل شئ جنه تظل جنه.. روحها  واحده. 


زاد من ضمه لها يدور بها فى المكان :كان غضب عنى. 


اعتصرها اكثر يكمش ثيابها على جسدها قائلاً : وحشتيينى. 


مد يده لنحرها يتلمسه بأنامل مشتاقه فتملصت من بين يديه تقول محذره:سليماااان... ماما؟ 


اخرجها من حضنه يتذكر والدتها التى فتحت له الباب يقول :هى فين؟! 


استغربت بشده تدور بالمكان ولم تجدها ففهم سليمان وابتسم قائلاً :بتفهم الست دي والله. 


أغلق الباب الذى كان مازال مفتوح وعلى مايبدو خرجت منه داليا دون أن يشعرا كل منهما منشغل بالآخر فقط. 


بغمضة عين تغيرت كل ملامح جنة المتلهفه لأخرى معارضه تضع يدها بخصرها مع هز القدمين تسأل بتمرد:جيت ليه سليمان بيه... مش قولتلى هتطلقنى؟! 


تعب كثيرا منها... فمد يده وجذبها لعنده يردد بمكر لكن فرحته اكبر:شوفت خلاص كل حاجه يا جنة. 


جنة بغيظ :شوفت إيه؟ 

ابتسم يضع خصله من شعرها خلف اذنها مرددا:شوفت لهفتك عليا الى لأول مرة اشوفها.. كان عندى استعداد ادفع نص عمرى واشوف لهفتك دى. 


جنة بغيظ:ونص عمرك ليه... ما تدفعوا كله. 


اتسعت عينيه بجنون وهو يراها تضربه بقبضة يدها الصغيرة بكل قوتها تردد بغيظ:بقا انا تلملى هدومى فى شنطه... بقا انا تقولى هسيبك براحتك... انا تمشينى من البيت... ده انت يومك مش معدى. 


كانت تضربه وهو يتراجع للخلف خطوه حتى استكفى يقبض على قبضة يدها بكلتا قبضتيه  يجذبها له يسأل بأمل ان تروى ذمئه مرددا :وحشتك؟ 


جاوبت على الفور بصراحة ووضوح :اوى... اوى يا سليمان. 


التأمت كل جروحه من جملتها البسيطه يمرر وجنته الخشنه على وجنتها الناعمه سعيد بلهفتها عليه والتى صرحت بها هذه المره. 


ابعدها عن احضانه وكوب وجهها بين كفيه يسأل بخوف كبير :جنه.... أول وآخر مره هسالك.... هتكملى معايا يا جنه؟ 


همت بقول الإجابه لكنه قاطعها يقول :قبل ما تتسرعى وتجاوبى فكرى... لو قولتى هكمل مش هينفع تسبينى...انا مش هسمح لك.. هتعامل معاكى على أنك حق مكتسب.. عشان كده فكرى لو قولتى لأ مش هكمل هحررك من كل حاجه. 


اخذت وقتها بالفعل تنظر داخل عينيه تقول أخيراً :انت صحيح ظالم واكبر منى وعملت حاجات مش مسموحه عشان تتجوزنى بس. 


قطعت حديثها تزم شفتيها بيأس تقول :بس انت بتحبنى اوى.. مش هلاقى حد يحبني زيك.. لدرجة انى مش عارفة اتخيل لو سبتك هعمل ايه... انت عرفت تحولنى من واحدة اتغصبت على الجواز لواحدة مش عايزه تزعلك. 


اتسعت عينه بانبهار وخفقان ايسره يتزايذ... لم يكن يعلم انها اصبحت تخشى حزنه بعدما كانت تتفنن به و تريد إيلامه كما فعل هو بها وبوالدها والكثير.


ابتسمت  ترى سعاده لا مثيل لها بعينه تشفق عليه وهى تراه بأقصى درجات السعادة لما تقوله. 

فاكملت تهز رأسها مردده:ايوه انا مابقتش احب اشوفك زعلان ولا بحب اسمع حد بيقول عليك ظالم... أو يفكروك كل شويه إنك اكبر منى. 


ضمها له بقوه يردد بجنون :كان نفسى تقوليلى بحبك مره... بس كلامك ده احلى واكبر منها... انا الى مش هبطل اقولها ايدا.... بحبك اووى يا جنه. 


شعر بها تضمه لها هى الأخرى ليبتسم بسعادة كبيره. 


يميل عليها وهو يقبلها بشغف لن يتوقف ابدا. 


_______________________


عادت نهله من عند جنه للبيت مباشرة تغلق الباب خلقها  تهز رأسها بقلة حيله وهى تستمع لصوت ضوضاء وجلبه قادمه من المطبخ. 


ومن غيره زوجها غريب الاطوار


ابتسمت بحب تقر :غريب بس لذيذ. 


تقدمت من المطبخ تشم رائحة مايطهوه تقول بنفور :إيه ده يا فؤاد بتعمل ايه؟ 


استدار لها يقول بفخر :اليكى حركات وتكات الشيف فؤاد... شوية شكشوكة إنما إيه. 


شعرت فوراً بالغثيان تضع يدها على فمها مردده إيه الارف ده. 


ركضت على الفور ناحية المرحاض تتقئ وهو يردد بجنون:وبعدين فى بنت المجنونه دى مش كانت بتحبها. 


ثوانى انتبهت حواسه يردد بزهول :معقول؟! تكونشى حامل؟!!!


ركض لعندها بحماس وجنون يقول :لا الف سلامه الف سلامه.. يالا يا حبيبتي البسى. 


نظرت له باستغراب تقول :ماله ده؟!


فؤاد مهللا يصفق بيديه:الصلاه على الصلاه وكمان مش طايقانى... كده حامل وشش. 


هزت كتفيها تسأل بزهول :هى مين دى الى حامل؟!!


فؤاد بثقه كأنه هو الحامل :انتى يا حبيبتي... انتى حامل. 


نهله :لأ مش حامل. 


فؤاد :لأ حامل انا بقولك انتى ايش عرفك انتى. 


بعد نصف ساعة كانت تجلس لجواره فى السياره تسأل بجنون:يابنى واخرة الجنان ده ايه... انت ايه الى ماكدلك كده انى حامل؟ 


فؤاد بثقه:قلب الأب.. قلب الأب يام العيال. 


رددت ببهوت:ام العيال... يا عينى يا فؤاد... كنت عاقل وطيب.


فؤاد :هتشوفى. 


ذهبت للطبيبه التى طلبت منهم فحص دماء وجلست تتصفح فيه تردد مبتسمه :هههه واضح ان استاذ فؤاد على اتصال مباشر بابنه من دلوقتي... انتى حامل فعلاً. 


وقف فؤاد يردد بجنون :مش قولتلك... قولتلك.... قلب الأم إيه وبتاع ايه هو قلب الأب يعلى عليه؟ 


كانت تستمع له مزهوله... فرحة العمر اجتاحت قلبها... والأكثر رؤيتها لسعادة فؤاد بطفلهم الجديد. 


______________________________


كان يتمدد على الفراش يضمها له يقبل جبهتها

قائلاً :ماتبعديش عنى تانى.


جنه :ماتفتحش بقا ف الى فات بقولك انت الى مشيتنى.


مسح على كتفها بحنان يردد:حقك عليا بس الى حصل كان كتير عليا. 


ابتسمت له تردد بأسف:حقك عليا... انا عذبتك معايا اوى. 


سليمان :عذبينى وجننينى بس المهم تفضلى معايا. 


ابتسمت له لكنها شارده... تفكر 


ليقتنص منها قبله سريعه يقول بعدما جذب انتباهها :حبيبى بيفكر في ايه؟ 


رفعت عينها له تسأل :هو انا ممكن اتحول لشخص زى نهله القديمه او زياد؟ 


زوى مابين حاجبيه مستفهما يسأل :زيهم إزاى؟! 


تنهدت تقول :مش عايزه اتحول لنهله وهى مراتك وابقى مجرد خيال بيتحرك لا ليه كرير ولا هدف... او ابقى زى زياد مشتت ومتردد مش بيعرف ياخد اى قرار صح.. ولما بياخد بيكون غلط ومتهور. 


سليمان :لأ...انتى حاجة تانية. 


اخذت نفس عميق تطلب:سليمان انا عايزه اشتغل. 


أبتعد قليلاً بغضب لتجذبه لها قائله :هو الشغل بيعصب فى ايه... انا معاك لانى معاك مش لأنى مضطره انت كمان هتحس انها احلى. 


سليمان :حبيبتي انتى مش فاهمة حاجة... بتتكلمى عن الشغل كأنك رايحه دريم بارك.. انتى بسكوته يا روحى مش هتستحملى الأشكال الى هتشوفيها. 


اعترضت بقوه فقال :جنه... خلصى بس كليتك وساعتها نبقى نشوف هنعمل ايه... اكيد مش هتشتغلى بالثانوية العامه. 


اخذت نفس عميق تسأل :وعد؟ 


ابتسم لها بحب يقول :وعد. 


انتبه لشئ قد سهى عنه ينظر لقدمها بقلق متسائلا :رجلك عامله ايه دلوقتي؟


جنة بجهل:رجلى؟! مالها؟! 


سليمان :مش اتلوت.. زياد قالى كده. 


ضربت وجهها بكفها تردد:غبى.. طب يقولى.. حتى لما يحب يستجدع يبقى غبى. 


ضيق سليمان عينيه يقول :انتى مش تعبانه؟! 


تتراقص دقات قلبه يسأل :عملتوا كده عشان اجيلك؟! 

رفضت بكبر شديد :لأ طبعا وانا ماكنتش عارفه. 


ثوانى وتحولت عينها للمكر الشديد تقول بدلال:وكده كده انت كنت جاى بقيت عارفه خلاص... انت بتحبنى ومش بتقدر تستغنى عنى. 


مال يضع جبهته على كتفها يردد بتعب :عندك حق... اتقتلت على إيدك والى كان كان. 


جنه بحاجب مرفوع :هممم شكله مش عاجبك 


رفع رأسه ينظر لها بغزل قائلاً :وانا اقدر! 


ضربها على مقدمة رأسها بمشاكسه يكمل:هو انا كنت عمرى مبسوط الا لما دوقت نارك يا جنتى. 


ابتسمت له... ابتسامتها الآن باتت مختلفه... أصبحت على قدر كبير من التقبل بها بوادر عشق. 


ضمها يقبل شعرها مجددا يقول :يالا عشان نرجع البيت. 


ابتعدت بضيق تقول :بيت إيه؟ ماهنا حلو. 


سليمان :حبيبتي هناك البيت الكبير لازم ابقى متواجد... ماتنسيش بابا مالوش غيرى وانتى عارفه هو متعلق بيا اد ايه. 


صمتت بلا حيله تقول :عندك حق. 


فى الطريق للبيت جلست لجواره يحتضنها بيد ويقود بالآخرى. 


ابتسم وهو يشعر بها تنظر له بتردد تود قول شئ. 


نظر لها بطرف عينه وهو يقود قائلاً بهواده:قولى الى عايزه تقوليه يا حبيبتي.


لم تعد تستغرب... باتت تعلم انه على علم كبير بكل تفاصيلها يفهم حالتها دون أن تتحدث. 


قطعت ترددها تقول :انا ماقولتش لحد انك بابايا.. وانا.... 


ضمها له أكثر بسعاده كبيره وراحه أخيراً وجدها يخبرها :عارف يا حبيبتي... شامل جه وحكالى على كل حاجه. 


نظر لها بفخر يقول :ماتعرفيش اد ايه كنت فخور ومبسوط وهو بيقولى انك ماقولتيش حاجه وانك اصلاً مالكيش كلام معاه او مع حد.. كان نفسى انط اجيب حته من السما وانا سامع شاب بيقولى الكلام ده على البنت اللي انا بحبها وعايزها ماتبصش لغيرى. 


وصلا للبيت يقول بحبور:أخيراً البيت نور تانى وبقا له معنى وطعم. 


جنة بزهو يليق بها قولت بمشاكسه تجيب عليه بعدما استدار يحملها كى تترجل من السياره :ايوه انا عارفه انتو كنتوا عايشين فيه ازاى من غيرى. 


قهقه عاليا على غرورها ومشاكستها يقول وهو يحتضنها يسير بها للداخل:انا بردو مش عارف 


دلف بها للداخل بطريقه كى يصعد الدرج لكن اوقفه  صوت شوكت يقول :حمدلله على السلامه. 


التفت له مع سليمان تعمل... هو غير مرحب بوجودها. 


تحدثت بتوتر:الله يسلمك يا عمو. 


ابتسم سليمان يقول :عنئذنك يا بابا هنطلع نغير هدومنا. 


اماء لهم بهدوء فصعدا الدرج تاركين إياه يقف غير راضى عن كل ما يحدث. 


_______________________


فى بيت جنه كان محمود يسير يمينا ويسارا بلا هواده او استقرار


لتتحدث داليا كى تهدئه قليلاً :انا مش عارفة انت شايله فوق راسك وزاعق ليه... ماتسيبه. 


محمود بغيظ وغل:ايه اللي اسيبه فى حاله... ده واخد بنتى.. قال اسيبه قال. 


داليا ببعض الحده:جرى إيه يا محمود واحد ومراته والى حصل يزعل اى راجل... تفتكر لو كانت متجوزه اى واحد تانى كان هيعدي الموضوع كده.. ده قليله أن ما رقعها علقه محترمه.. اعقلها انت معايا لو واحد راح يخطب واحده من جوزها.. لكن ده صبر عليها واخدها في بيت شرح وبرح والكل فيه بيخدم عليها.. واهو هناك راح يراضيها كمان ويحايلها. 


محمود :ولو... الى اعرفه لما واحدة تزعل تروح بيت ابوها لكن ده مقعدها فى شقه تانيه ليه... المفروض تجيلى هنا. 


داليا :ايه اللي فرضه بقا.. ده لسه على ذمته يعنى يقعدها مكان ماهو عايز.. دول الى بيطلقوا بيقعدوا شهور العده مع بعض يمكن ربك يصلح الحال ويرجعوا.. هو اى ذله منك عليه وخلاص.. اهدى.. اهدى بقا بنتك نفسها عايزه تكمل معاه. 


محمود برفض قاطع:لأ طبعاً... مين اللي قالك كده. 


هزت داليا رأسها بتعجب وقالت :دى بنتى يا محمود وانا الى مربياها... البت كانت مش على بعضها وهى بعيد عنه. 


محمود بتردد:بس. بس دى اتجوزت بدرى اوى يا دليا. 


داليا:ده نصيب ياخويا بدرى بقا ولا متأخر الرك على هدو السر والهنا.


وجدته مازال يقف بلا هوداه فأخذت نفس عميق ووقفت تسحبه معها بهدوء قائله :استهدى بالله ياخويا... وبدل ما انت عمال تتشال وتتحط كده ادعيلها ربنا يروق لها الحال ويحلى أيامها.. اتجوزت كبيره اتجوزت صغيره انا هنعوزلها أيه غير الهنا والسعد.. ده نصيب. 


وجدته هدأ قليلاً فاكملت بالكثير من اللين:ادخل ياخويا خدلك دش حلو كده يشيل تعب الشغل من هلى بدنك لحد ما اعملك الغدا... ادخل.. ادخل البت بخير والله.. ادخل يالا وانا هجيبلك الغدا. 


وأخيراً هدئ يخرج سليمان قليلاً من رأسه وذهب ينفذ اقتراح زوجته يدعو لابنته بالسعادة والهناء. 


اما ببيت تهانى فقد عادت لتوها من عملها الجديد تسب وتلعن زخمة المواصلات العامه تجلس لجوار والدتها التى قالت:ارضى بقا. ارضى كل الى حصل لك ده من عدم رضاكى. قولى رضيت يارب يمكن.... يمكن يرضى عنك.


اغمض تهانى عينيها بندم.. تعلم انها من نبذة النعمه ولم ترضا فعاقبها الله ورددت:الحمدلله. 


والدتها بهدوء :ايوه كده.. الرضا بالمقسوم عباده... اختارى مصير حلو يابنتى بلاش تبقى وحشه كده. 


هزت تهانى رأسها مقرره العمل بكد.. فهى ذكيه جدا وتعلم لو وضعت تركيزها بعمل ستنجح نجاح باهر وفى هذه الحاله لن تضطر مره اخرى ان تتزوج شخص من أجل المال وهى تعشق شخص آخر. 


اختارت العمل حتى تصل لما تريد وتتزوج من تريد وترضا به. 


       فى حى شعبى آخر 


وقف سعيد يتنتظر تسنيم حسب الموعد المتفق عليه.


كل تلك الأيام التى مرت لم يكن واقف مكتوفى الايدى. 


بل كان يتحرك فى كل الاتجاهات.. استأجر شقه متوسطه بالحى الذى يقطن به. 


ووضع كل المبلغ الذى اخذه كمكافأه من شركات الظاهر فى استثمار متوسط حيث قام بافتتاح متجر لبيع كل المنتجات الغذائية (هايبر ماركت) يطمح بأن يفتح له فرع بكل أحياء القاهرة مستقبلاً. 


وهو الآن يقف بأمل كبير ينتظر قدوم تسنيم. 


تهلل وجهه وهو يراها تقف بتردد على بعد أمتار منه... ود بقطع المسافه والذهاب لها. 


وهى كانت مترددة هل تتقدم لعنده ام ماذا. 


تصاعد الموقف بوصول سياره زياد يقف على بعد.. ترجل من سيارته يقف لجوارها قائلا بأمل وترجى:ماتسبيش يا تسنيم... ما اتجوزتكيش عشان انتقم من تهانى زى ما قولتلك... انا الكبر خلانى اقول كده بس الحقيقه انى استخدمت تهانى عشان اتجوزك... انا بحبك اوى يا تسنيم بلاش تسبينى.


كانت تقف متردده مهزوزه وجدت سعيد يقترب قائلاً :إيه يا تسنيم.. اكيد مش هتروحى معاه... انا وانتى شقينا سوى.. وتعبنا سوى فلما نرتاح نرتاح سوى... وانا خلاص ربنا فتحها عليا وهنعيش مرتاحين. 


زياد بغضب :تسنيم... اظن مافيش راجل يقبل على نفسه ان البنت الى هو كاتب كتابه عليها توقفه فى موقف زى ده... لو سمحتى خلصى القصه دى... يا هتيجى معايا وتبقى ليا للأبد يا تختاريه وانا هطلقك وكده كده مالكيش عده. 


اخذ نفس عميق يكمل ببعض اللين:بس وانتى بتختارى اعرفى انى بحبك وانى محتاجك... انى لما حبيتك اتجوزتك وانتى جيتى بيتى بنفسك وعرفتى ان مش سهل اعمل كده بس انا اصريت.


نظر ناحية سعيد يقول وهو يضغط على الوتر الحساس :لكن البيه بقاله سنين معلقك بيه من غير حتى ما يقرأ فاتحه... وبيتحجج بفقره مع ان ابوكى راجل طيب وكان هيستحمل ظروفه. 


وقفت تستمع له ترى سعيد يقف يتوسلها بنظراته... الآن فقط حينما شعر انه على وشك فقدها. 


لكنها لم تنسى بعد فجاءه وقوة قلبه... كم من ليالى انتظرت مهاتفاته لكنها كان جاف كثيرا.. عصبى.. يتحجج دائما بضيق اليد... وهى ترى والدها بنفس ظروف سعيد بل وأكثر لكنه كان حنون جدا على والدتها كأنه اب ثانى لها. 


نظرت لزياد تتذكر لين قلبه وحنانه... عيبه التهور والتذبذب لكنه حنون جداً. 


رفعت حاجب واحد تحدد مصيرها. 


ستبقى مع من رأت فيه حنان والدها... غليظ القلب لا يناسبها. 


حسمت أمرها تستدير تحت أعين زياد المتسعه وازدياد نبضات قلبه لاول مره يشعر بحلاوة ذلك الاحساس.. ان يختارك شخص ما ويفضلك على غيره.


اتجهت لسيارته وسط صدمة سعيد.. فقد كان على يقين تام انها ستختاره هو ولكنها خالفت كل توقعاته. 


ركض زياد سريعاً لسيارته يصعد بها ويحتضن تسنيم له يسأل بجنون وعشق:هتكملى معايا؟! 


ابتسمت له براحه تقول :هكملك وانت تكلمنى... انت محتاج حد يقويك وانا محتاجه حد حنين زيك. 


كان ينظر لها بسعادة كبيره واتته أخيراً لا تسعفه الكلمات يردد:انا فرحان.. فرحان اوى.. مش عارف اعبرلك عن... عن.. 


كان يحرك يديه يحاول التعبير لكنها مسكت كفى يديه تطمئنه قائله :انا حاسه حتى لو ماقولتش... خلينا نختار مصير احلى لينا مع بعض. 


ثم قالت اجمل وابلغ ما قيل في الحب:يالا نروح بيتنا. 


          ___________.           


بعد مرور أشهر 


حاولت الاقتراب منه لكنه كمن يحمل شحنه كهربائيه... سيصدم كهربائيا من يقترب منه. 

يقول وهو على حاله :كل ما اقول كبرت وعقلت اتفاجئ بحاجه جديده... انتى يا مالكيش كتالوج. 


وضعت يدها بخصرها تقول :وفيها ايه لما انضم للتيم ده... ده تيم تطوعى على مستوى كل الجامعات الامريكيه الى فى العالم وبعد التخرج بيفتح لك فرص حلوه للشغل. 


سليمان :آآآآآآه قولى كده بقاااا.. شغل. 

جنه :إيه... إيه... مش وعدتنى هتسيبنى اشتغل ولا كنت بتسجدنى عشان اسكت. 


اتسعت عينه يردد بزهول وهو يضربها على شعرها برفق :اسجدك؟ ايه يابت الكلام ده؟! 


جنه بأباء:هاااا... معقول سليمان باشا الظالم رجع فى كلمته؟! ده حتى عيب. 


زم شفتيه بغيظ وصمت لكنها اكملت... بعض الرجاء لن يضر. 


فمالت عليه وهو يوليها ظهره تتعلق برقبته قائله وهى تعبث بلحيته:عشان خاطرى.  خليني اخطار مصيرى... مابقاش خيال ماليش لازمه...كل ما بقيت مبسوطه هخليك مبسوط. 


سليمان :لأ.. انا خايف عليكى و... قطعت حديثه تقول ما يستكبر قوله:انا مش بشوف غيرك قدامى والله خلاص مابقاش يملى عينى غير سليمان الظاهر. 


تلاشى عبوس وجهه وحلت عليه ابتسامة عريضه مرتاحه قائلاً بعبث :لأ قولى سليمان الظالم بحبها منك اوى. 


حاولت التغاضى عن ذلك الدوار الذى يداهمها تقول بسعادة كى تسعده:خلاص مابقاش... يملى عينى... غير.. سليمان.. الظا.... 


سقطت قلبه بسقوطها خلفه بعدما كانت متشبه بظهره. 


يصرخ بأسمها عاليا... وقلبه يكاد يقف. 


بعد نصف ساعة انهى الطبيب فحصها يقول مبتسما:مافيش اى حاجه بس واضح عشان هى صغيره ومش فاهمه ماعرفتش. 


تهلل وجه سليمان لكنه خاف الا يكن حدسه صحيح وقال بترقب:ماعرفتش ايه؟ 


الطبيب :مدام حضرتك حامل...على ما أعتقد بالحسابات كده فى شهرين. 


اندفع سليمان بفرحه كبيره لعندها يضمها له قائلاً :مبروك يا روحى... لا اقصد شكراً... شكراً. 


جنه :شكرا على ايه؟!


اقترب منها يتنفس أنفاسها مرددا:إنك وافقتى تخلفى منى.


مسحت بيدها الصغيره على ظهره تقول :ماتقولش كده انا الى عايزه يبقى عندى بيبى منك.


ابتعد عنها ينظر لها بزهول قلبه مهما كان قوى لا يتحمل كل هذه الأحداث السعيده. 


هزت رأسها تكمل بتأكيد :انت هتبقى اب هايل.. انا متأكده.. بس اوعى تنسانى. 


ضمها له بجنون... فقد تعب كثيراً بحبها يردد :ماقدرش... انا فرحتى النهاردة ماتتوصفش.. انا بخلف وعارف انى بخلف وكنت متجوز قبل كده وحصل حمل بس فرحتى عشان ابنى هيبقى منك وشبهك...منك انتى حاجة تانيه يا جنة. 


مرت أشهر وانجبت نهله طفلها واصبحت تصرخ.. ليس من طفلها الصغير... ولكن من والده الذى اول ما رأه تحول معه لطفل صغير وأصبح الوضع لا يوصف. 


لتمر أشهر اخرى بين اعتناء شوكت شخصياً بجنه... يخشى عليها من نسمة الهواء.. ليس حبا بها..  إطلاقا... وهى تعلم.  لكن حرصاً منه على الوريث الشرعى لعائلة الظاهر. 


وماهر مجبر هو وغاده على الاستمرار فى الطاعه... هو من اختار ذلك المصير بجبنه وقلة جهده. 


وزياد يكمل تعليمه هو وتسنيم.. يصلح كل منهما الكسور فى شخصية الآخر بعدما اختارا مصيرا صحيحا. 


الى ان جاء اليوم وانجبت فيه جنه تجلس متعبه تقول بجنون :سليماااان.. انا عايزه ابنى. 


سليمان بقلة حيله لكنه سعيد :والله يا حبيبتي انا لسه حتى ماشوفتوش... مش بيرضا يسيبه. 


جنه :طب... طب ارضعه طيب حلو؟ هنسميه ايه؟ احنا كنا متفقين على سيف لا اقولك سفيان حلو اهو لايق على سليمان 


اتسعت عينها بوحشيه وسليمان يغمض عينه يخشى الحرب القادمه وهو يستمع لوالده يتمشى بالطفل يداعبه بل ويحدثه ايضا :شوكت.... ولا... سامعني...فتح عينك يالا يالا يا شوكت يا صغير عشان اوريك المهره باعتك الى اشتريتهالك. 


ليصدح فى المشفى كلها صوت جنه وهى تصرخ فى سليمان :لااااااا مش هسمى ابنى كده ابداااا 


وسليمان ينظر لها لاول مره بقلة حيله لكن السعادة تغمر قلبه..... 


مخلص الروايه 

      "  الحياه مافيهاش ملايكه.. انت المسئول عن تحديد مصيرك" 

                         سوما العربي 


     تمت بحمد الله 


تعليقات

التنقل السريع