رواية جنة الظالم الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سوما العربي كامله
رواية جنة الظالم الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سوما العربي كامله
الفصل الأول
صوت منخفض لوضع اطباق ومعالق على مائده الطعام.
مائده طويله عليها كل أفراد عائله الظاهر الكل ينتظر شوكت الظالم.
اخر شخص يجلس واول من يغادر... هناك قوانين فى هذا القصر تسرى على الجميع.
على السفره اجتمع الجميع بناته واولاد بناته وكذلك اولاد اشقاءه.
لكنه مازال هو عامود الخيمه ومن بعده ابنه الوحيد سليمان او لنقل الظالم.
كما يلقبه الجميع... وها هو يتهادى فى خطواته على السلم من خلف ابيه... يعتبر هو الشخص الوحيد الذى تستثنى له كل قواعد ابيه الصارمه.
لما لا وهو الابن الوحيد البكرى له... ظل شوكت هو واخواته ينجبون الفتيات فقط حتى بلغ منه المشيب وعلى كبر انجب أخيراً سليمان فاصبح الابن المدلل والحاكم المتحكم فى كل شئ.
الكل يقدسه ويؤهله كى يصبح كبير العائله وقائدها من بعد شوكت.
لربما اصبح لدى هذه العائله عقده... الذكر فيها ياخذ نصيب كبير من الأهتمام والطرف كأنه عمله نادره.
لكن احقاقا للحق الفتيات أيضا مدللات فهن من بيت الظاهر يتمتعن بالكثير والكثير من الوان الطرف والرفاهيه.
يجب ان يسخر لهم كل شئ وان يحظوا على إعجاب الجميع.
من ذا الذى لا ينجذب لواحدة من بنات الظاهر.
انها الحقيقه الرعناء، بيت يضج بالكبر والقيود.
صمت يغلف الأجواء لا يقطعه الا صوت عكاز شوكت الذى تخطى الثمانون من عمره لكنه مازال متماسك حتى الآن.. كأنه جبل رغم كل تلك الأمراض التى يحملها فى جسده.
تقدم بثبات وخلفه سليمان.. ليجلس سليمان على مقعده بجوار ابيه وكذلك يجلس الجميع وآخر شخص هو شوكت.
ثم يبدأ الخادم بسكب الشوربه الساخنه لشوكت حتى يشير له بيده دليل على اكتفاءه وبعدها يذهب الخادم لسليمان.
والذى اكتفى بالقليل أيضا لينصرف الخادم عنه ويذهب ناحية زياد ابن شقيقته.
وبعده يأتى باقى الأفراد، انه ترتيب الاهميه الذى يعلمه حتى الخدم.
يقف كبير الخدم فى زاويه ينتظر اى أوامر أخرى لكن شوكت يصرفه بعدما فرقع باصابعه.
فينظر الخادم ناحية سليمان الذى يشير له بعينه وايماءة كبر بأن ينصرف.
يضع شوكت السكين والشوكه من يده وينظر بصمت ناحية ابنه والذى فهم عليه فوراً ونظر ناحية زياد.
ليتحدث بعد برهه قائلاً بصوته القوى :زياد.
ينتبه ذلك الفتى الوسيم كثيرا قائلاً :نعم.
سليمان:من النهاردة هتتنقل فرع الشركه فى سته اكتوبر.
صدم زياد وبهت وجهه... هو غير قادر على الإبتعاد عن تهانى.
وما هذا القرار المفاجئ فخرج حديثه مصدوم :إيه؟ ليه؟! انا قصرت في حاجة؟
سليمان :لأ... بس فرع اكتوبر محتاجك اكتر ده غير انه معظمه شباب كده وفى نفس حماسك... سيب الفرع الرئيسي للعواجيز الى زيى انا وجدك.
تبادل زياد النظرات مع والدته '' فريال'' التى نظرت لشقيقها تشكره بعيناها صامته.
احتج زياد واقفا يقول:ايوه بس انا مش عيل صغير عشان تنقلونى من هنا لهنا زى اللعبه.
كل هذا وشوكت صامت تارك لوحيده إدارة كل الامور.
ليتحدث سليمان بصرامه افزعته:وطى صوتك وانت بتكلم خالك ياولد.. ده شغل وانا هنا البوس بعد جدك يعنى الى بقولو ده أوامر.. واوامر الشغل تتنفذ بالحرف والا هتتحول للتحقيق.
زياد بغضب :تحقيق؟! انا؟!
سليمان:ايوه تحقيق... إيه كبيره عليك.
رفع زياد رأسه بكبر ارعن رافض اى خدوع يرى نفسه على صواب دائما كصفه موروثه انتقلت له عبر دماء بيت الظاهر.
نظر شوكت بجانب عينه لسليمان كى يهدئ الامور بينه وبين حفيده.
فصمت سليمان لثانيه يحاول ظبط اعصابه ثم قال :تعالى اوصلك فى طريقى ونتكلم.
وقف يمد يده يقبض على معطفه ويغادر.
وهناك الى جواره توجد من تتابع كل مايحدث بصمت مريب.
انها زوجته '' نهله الاتربى'' ملكة جمال مصر فى العام السابق... اصبحت تحفه فنيه انيقه يتزين بها سليمان وبيت الظاهر كله.
تنظر له بصدمه ربما اعتادت عليها... لم تحنو منه اى التفاته لها.
أهذا ما كانت تتمناه؟! هل هذه هى جل أحلامها.
هل العيب منها ام منه هو ام من كليهما؟؟! هى حقا للآن لا تعلم اوو.... ربما لا تريد ان تعلم.
خرج سليمان ومعه زياد فتحدثت فريال لابيها: Thank you بابى لأنك اتصرفت.. انا بجد من غيرك انت وسليمان كنت هعمل ايه... الموضوع ده كان تاعبلى اعصابى.
شوكت:ماعاش ولا كان الى يتعب اعصاب بنت الظاهر ياحبيبتي... عايزك تتطمنى وترتاحى... اخوكى هيحل الموضوع ده نهائى.
ليتدخل فى ذلك الوقت '' ماهر'' ابن شقيق شوكت قائلاً :هى ايه الحكاية ياعمى... وزياد اتنقل ليه؟
نظر له شوكت بغضب ثم قال :طالما مافتحتش الموضوع قدامك وقولنا تفاصيل يبقى ما تسألش يا ماهر انت سامع.
امتعض وجه ماهر بحرج ونظرت له زوجته '' غاده '' لطالما شبعت من توبيخ الكل له وهو كالعادة يتلقى الإهانات بصدر رحب.
حتى اصبحت هى وابنتيها محل تقليل من الجميع بسبب أفعال زوجها.
بينما باقى الافراد كالدجاج حول شوكت لم يجروؤ أحدهم على الحديث.
أخيراً وقف شوكت عن مقعده يغادر قائلاً :هات البنات فى طريقك يا ماهر وحصلنا على المصنع فى ورانا هم مايتلم مش عايز دلع.
غمغمت غاده بغضب وصوت خفيض:ومن امتى وهو اتدلع ولا اشتكى.
التف لها شوكت بحده يسالها وجها لوجه :بتقولى حاجة يا غاده؟
ابتسمت باتساع على الفور مردده:ابدا ياعمى... بدعيلك ربنا يوفقك.
اغمضت نهله عينها.. ماعادت تتحمل كل هذا النفاق.
فوقفت على الفور تغادر المكان ولم يبالى لها شوكت كثيرا.
لقد اعتادت على ذلك كيف سيبالى لها احد مالم يكن زوجها يبالى.
يخرج شوكت ومن بعده ماهر ومعه بنات شوكت ليتجهوا للمصنع بعد الكثير والكثير من المشاكل التى تفاقمت به.
_____________________________
فى مكان آخر
اكثر بساطه ودفئ فتحت تلك الجنيه عينها تبحث حولها فيمن ستفرغ طاقتها الصباحيه.
ظلت تبحث عن والدها فلم تجده.. اتجهت للشرفه حيث والدتها تقول :يا صباح الورد والياسمين والريحان على احل ام فى الدنيا.
التفت لها'' داليا'' والدتها بامتعاض واعادت النظر للشرفه بدون اضافه حرف.
رفعت جنه حاجبيها باستغراب تقترب منها قائله:جرى ايه يا دودو زعلان منى ولا ايه يا بطل... بقولك صباح الخير ردى الصباح مش كده.
نفضت داليا يد ابنتها عنها تقول بغضب:غورى من خلقتى.. صاحيه العصر تقولى صباح الخير... ده ايه الخلف المايل ده.. الناس خيبتها السبت والحد وانا خيبت بنتى ماوردت على حد... غورى... غووورى من قدامى.
جنه:يا سلام على ده صباح... اهى دى صباح الخير المشرقه الى الواحد فعلاً يستفتح بيها يومه... هناكل ايه بقا أدودو؟
صرخت داليا بنفاذ صبر:كتير عليا... كتير يااارب.
جنه شاكره:الله يخليكى والله.
لم تجيب عليها والدتها او حتى تبالى وظلت تركز بسمعها وعيناها على ذلك الجمع الرهيب فى القهوه وتلك الأصوات العاليه خصوصا بعدما ندب أحدهم زوجها محمود كى يشترك معهم ويأخذوا رأيه.
تقدمت منها جنه تلتصق بها مستغربه :هو فى ايه يا ماما وايه الزحمه والدوشه الى فى القهوه دى؟
داليا بحيره :مش عارفة حتى ابوكى دخل قعد وسطهم بقاله ساعه مش عارفة فى إيه... خير يا رب.
جنه:يارب.
نظرت لها داليا باشمئزاز ثم لكزتها بغضب:امشى اغسلى وشك ولا سنانك بلاش قرف ده مش منظر على الصبح.
جنه:ايه يا امى فى ايه.. بتقلبى فى ثانيه.. وبعدين ماله منظرى... قمرررر قمر.. الحلو حلو ولو صاحى من النوم والوحش وحش ولو بيستحمى كل يوم.
ازاحتها داليا تقول :اغسلى وشك اخلصى روحى اعملى اى ساندويتش عشان تاكلى وتكملى مذاكره.
ثم رفعت اصبعها بتهديد صريح مردده:عارفه لو ماحبتيش مجموع عدل ودينى... ودينى وايمانى لانطف شعرك شعرايه شعرايه.
جنه :الله على موشح كل يوم.. والنبى بتموتى فيا ومش هتقدرى تعمليها...
قاطعتها داليا تقول بحماس :اوعى ابوكى جه اهو خلينى اعرف فى ايه الا انا الفضول قاتلني.
أسرعت تسابق جنه التى قالت :وانا كمان يالاا.
ركضت كل منهما للباب يفتحن له بحماس ففزع على الفور من هيئتهم يردد:سلام قول من رب رحيم... فى ايه.. هاجمين عليا كده ليه.
سحبته كل منهما لأول مقعد تساله داليا :الا هو فى ايه يا محمود وإيه الزحمه الى كانت على القهوه دى؟
محمود :ابدا ياستى انتى عارفه ان نص حتتنا شغاله فى مصنع الادويه الى بيشتغل فيه الاسطى عطوه.. مانتى عارفاه ابو كريم ماهو تقريباً معاكى يا جنه.
ارتبكت جنه على اسمه وقالت :احمم.. اااه ماله.
محمود :هو سحبهم بقا واحد فى واحد من قيمة كام سنه كده لحد مابقت حتتنا كلها فاتحه بيتها من المصنع ده ومافيش بيت الا وفيه واحد شغال هناك.
داليا بملل:ماشى وبعدين بقا... ايه الحكايه.
محمود :الحكايه ان من سنه تقريبا فى حاجة غلط بدأت تحصل وعمال كتير بداو يتعبوا.. واحد في واحد لحد ما العدد بدأ يبقى ملفت... العدد بيزيد.
جنه :طب مايقدموا شكوى للمصنع ولا لصحابه.
داليا :اي والله صحيح مايقدموا شكوى.
وقف محمود وهو يتنهد قائلاً :ماهم عملوا كده ومستنين يشوفوا صحاب الشغل هيعملوا ايه ولو ان البشاير ماتسرش.
نظر حوله متفحصا يقول:امال فين الغدا وفين الواد مازن.
داليا :بيلعب فى الشارع تحت.. تعالى ياجنه نحط الاكل لابوكى.
جنه:ها؟!
داليا :وكسه عليا وعلى خلفى... اقعدى ياختى والاكل يجيلك لحد عندك.. والله.. والله مامصبرنى عليكى غير انك ثانويه عامه...تمتحنى بس وهدعكك فى ايدى كده هدعكك زى العجينه.
راقصت لها جنه حاجبيها باستفزاز فصرخت داليا بغيظ وعجز بينما استغرق محمود ضاحكا.
بعد دقائق معدودة كانوا جميعاً ملتفين حول مائدتهم الصغيرة يأكلون بنهم وسعادة.
____________________________
وصل سليمان لفرع الشركه الرئيسي ومعه زياد والذى اصر على القدوم بنفسه متحججا بجمع اشياؤه.
توقف سليمان ليترجل من سيارته بهيئه خاطفه وجسد مشدود.. سيجاره الكوبى لا يفارق يده ويزيد الوضع فخامه.
يتقدم ينهب الخطوات نهبا تجعل الكل يقف له احترام ومهابه.
ومن خلفه يسير زياد يريد الوصول لمكتبه سريعاً.
دلف سليمان لمكتبه ومن خلفه مساعدته تتلو عليه جدول اعماله اليوم.
وهو يسير بخطى سريعه يستمع بتركيز شديد.
الى ان انتهت فقال:تمام رحلى باقى مواعيد بالليل لبكره زى مانتى شايفه النهاردة بادئين اليوم متأخر.
السكرتيرة :تمام يافندم.
انصرفت وجلس هو مقعده يدخن بشرود يعلم مايحدث الآن بمكتب ابن شقيقته.
وكما توقع بالظبط... فقد كانت تلك الفتاه تقف أمام زياد تتصنع البؤس مردده بتوسل:مش معقول... لأ يا زياد مش هقدر ابعد عنك.. ارفض ولا قول اى حاجه.
وقف ينظر لها بتعاطف كبير يراها فتاه هادئه ومطيعه بل وبريئه أيضا.
تمسك بكلتا كفيها يقول بتأكيد وهو يمسح دمع عينها المخادع:تهانى حبيبتي ماتعيطيش... انا عمرى ما هتخلى عنك.
وضعت يدها على معدتها تقول :وابننا يا زياد.. ابننا.
اتسعت عينيه يردد بزهول:ابننا؟! انتى؟!
اخذت تهز رأسها باخر كارت لديها ربما يحدث شئ تؤكد :ايوه يا حبيبي.. ابننا.
اتسعت عينيه بصدمه يحاول الاستيعاب وهى للحظه ندمت على تهورها والذى ربما يؤثر سلبا.
خرج من عندها على الفور يتجه حيث مكتب خاله يفتح الباب دون استئذان يقول دفعه واحده :انا مش هينفع اسيب الفرع هنا ومش هينفع ابعد عن تهانى.
وقف سليمان عن مقعده يحاول كبت غضبه.. كان يعلم ان تلك الفتاه ذات تأثير كبير عليه ولكنه لم يتوقع رد الفعل السريع هذا.
رفع حاجب واحد وهو يضع يديه فى جيوب بنطال بذلته يقول :نعم؟! إيه الى بتقولو ده؟ وتهانى مين دى.
ابتلع زياد رمقه بصعوبه وتوتر يقول:انت. انت عارف.. انا عارف انك بتعرف كل حاجه بتحصل هنا.. وحيث كده بقا لازم تعرف انى مستحيل اتخلى عنها خصوصا انها حامل... حامل فى ابنى.
احتدت أعين سليمان تتسع شيئا فشيئا يقول بعيون حمراء :نعم.... حامل من مين... قول تانى كده؟
زياد بتوتر:منى.
سليمان :لااااا.. دى شطحت بخيالها اووى المره دي ونهايتها على ايدى انا.
زياد :ايه اللي حضرتك بتقولو ده.
سليمان:ولااا.. انا ساكت وبعدى واقول خلى ابن اختك يدلع شويه... واه عارف كل حاجه بتحصل... لكن بردو عارف ان البت دى بتستهبل.. خلص انت الموضوع يا زياد بدل ما اخلصه أنا.
زياد :اخلص ايه...مين قالك انى كنت بتسلى... انا بحبها وهى بتحبنى وفعلا هى دلوقتي حامل.
حاول اخذ نفس عمييق يهدأ حاله ويتحدث له بهدوء... زياد مازال صبى صغير ياخذه عنفوان ومشاعر الشباب.
فلجأ للتحكم بغضبه والتحدث بهدوء وتروى:اقعد يازياد يا حبيبي خلينا نتكلم.
جلس زياد ظنا منه انه نجح في اقناع خاله.
ليجلس سليمان لجواره على احد الارائك الجلديه يقول :زياد ياحبيبي... انت ابنى الى مخلفتوش ولسه العمر قدامك... انت أصلا لسه طالب بتدرس.. لما تخلص على الاقل جامعتك.. لسه قدامك سنتين فى كليتك ليه ترتبط من دلوقتي... وليه تبص لواحدة اكبر منك بكذا سنه كده... ده بدل ماتخلص كليتك وتقول اسافر اخد الماستر من برا... تتعرف على الشقرا والسمرا وتشوف.... مش تقولى تهانى.. تهانى ايه بس.
زياد :ايوه بس انا حبيتها بجد.
صك سليمان اسنانه يخفيها تحت شفتيه ثم حاول الابتسامة قائلاً :طيب روح بس كمل لم حاجتك وانا هشوف الموضوع ده.
زياد بأمل كبير :بجد يا خالى.
سليمان:اه اه طبعاً.. روح انت لشغلك.
خرج سريعاً من عنده وكله امل بخاله فهو سنده الأول فى هذه الحياه خصوصا بعد تخلى والده عنهم.
بينما زاد غضب سليمان وضغط على احد الازرار يحدث مساعدته:اندهيلى الى اسمها تهاني من قسم الكول سنتر .
ظل يدق علي المقعد دقات متتاليه بغيظ يتوعد لها.
عاودت السكرتيرة الرد عليه تقول :سورى يافندم بس هى مش على مكتبها... ساعات شغلها خلصت.
صك على اسنانه بغضب يتذكر انه جاء العمل متأخر اليوم وقد انتهى دوام معظم الموظفين.
وقف عن مكتبه لن يصبر عليها كثيرا.. لقد تمادت زياده عن اللزوم ولابد من رؤية الوجه الحقيقى للظالم.
خرج سريعا وهو يتوعدها هل انتهت كل اشغاله حتى تصبح سيادتها من اساسيات يومه.
كان يتحدث لسكرتيرته وهو يسير :انا خارج وعايز عنوان البنت بتاعت السرفيس يتبعتلى على واتساب حالا... سامعه.
اومأت له مساعدته تقول :تمام يافندم.. والغى باقى المواعيد؟
سليمان :لا طبعا انا راجع اشوف شغلى.. كفايه اوى كده.
خرج يصعد سيارته يشق الطريق بطريقة تنم عن كم الغضب بداخله.
_____________________________
وقفت جنه وهى ترتدى فستان اصفر من القطن وتجمع شعرها البنى الرائع فى جديله فرنسية رائعه تتدلى خصلاتها الناعمه على جبهتها البيضاء فكانت بهيئه خاطفه ناعمه تتلاعب بالوقت ربما تراه.
وأخيرا ظهر من بعيد يخرج من ذلك النادى الذى يتمرن به وهى همت بالسير غير مباليه به.
لكنه نادى عليها بعلو صوته :جننننه.
وقفت بخوف... نبرة صوته غير مبشره.
وقف خلفها مباشرة يقول :مش بنادى عليكى.
التفتت له تقول بكبر:افندم نعم خير..فى حاجة ياسى كريم.
كريم :إيه الى موقفك هنا قدام النادي والى طالع والى داخل يتفرج عليكى بالى لابساه ده.
كانت تتراقص داخليا من غيرته الواضحه لتقول هى :اانا كنت معديه من هنا بجيب حاجات لماما قبل ما اروح الدرس.
كريم :طيب يالا قدامى... وتانى مره ماتقفيش كده.
جنه:خلاص ماشيه.
ذهبت من امامه سعيدة جدا وبداخلها طاقه كبيره وهو ظل ينظر لاثرها بحب كبير يراها وهى تتقدم بحماس حتى اختفت من امامه... يدعو الله أن يقرب البعيد.
بينما وقف سليمان بسيارته أمام بيت تلك الحيه ينفس دخان سيجاره الكوبى ثم يترجل من سيارته ويسحق السيجار تحت قدميه كما يود سحق تلك الفتاه الان.
ينظر للمنطقه باشمئزاز واضح وكذلك البيت الذى تقطن به على حسب العنوان الذى وصله للتو.
وهو يفتح باب سيارته شعر بالباب قد صدم احدهم ليستمع لصراخ احد الاطفال:اااااه مش تحاسب ياعم.
نظر له بقرف يبعده عنه قائلاً :بس يا حبيبي... وابعد بلاش قرف.
نظر الفتى لتلك الصغيره التى كانت تلعب معه تتابع كل شئ بغيظ وقال:قرف ايه ماتتكلم عدل.
ازاحه سليمان عنه بعنف اكبر
ليدلف للداخل وهو يتحاشى وضع يده على الجدران من كثرة الاتربه... لا يعلم كيف يقطن أناس هنا.
توقف أمام الشقه التى تحمل يافته باسم والد تلك التهانى يدق الجرس.
حتى فتحت له الباب لتشقه بصدمه :سليمان بيه؟!
كانت جنه قد أتت للبيت فوجدت اخيها يقف حزين قائلاً :جنه ياجنه.
اقتربت منه تقول :فى ايه يا موزه؟!
مازن:فى واحد من شويه وقف بعربيته وخبطنى وقل منى اوى قدام الحته بتاعتى.
شهقت بقوه:قل منك قدام رحمه لا ده كله الا كده.
مازن :حارقلى دمى اووى وعايزه اوجعه.
ابتسمت بشر تقول :هى فين عربيته دى؟
أشار لها مازن على سيارته البيضاء المرسيدس فابتسمت بشر اكبر تفرق يديها ثم تقول :طب والله ياواد يا موزه لاحرقلك قلبه اكبر حرقه.
مالت على اذنه تهمس له بشئ شرير فالتمعت عينيه يشير لها :حمامه.
ذهب سريعاً وتقدم منها يقول :خدى مسمار اهو جبتوا من عند النجار.
اخذته منه بصدر رحب تقول :تعالى لى بقا.
اما عند سليمان وقف أمامها يقول :ايه ياحلوه مش هتدخلينى ولا ايه؟
تهانى :لا والنبى ده امى جوا.
سليمان :ايه ده ايه ده هى الست الوالده مش عارفة ولا مشاركه فى كل ده ولا ايه؟
تهانى وهى تتوسله بيدها :لا والنبى دى تعبانه وماتعرفش اى حاجه.
سليمان:اووووو.. يعنى مش عارفة ان بنتها لفت على ابن اختى... ومفهماه انها حامل منه.
اتسعت عينيها برعب تعلم... سليمان الظالم لاعبث معه بتاتاً.
ليكمل حديثه بغضب وتوعد :اسمعى يابت... الى فى بطنك ده اى ان كان ابن مين ينزل... هاااا، تحبى تنزليه فى مستشفى نضيفه وعلى سرير ولااااا... إيه رأيك انزله انا بايدى وارميكى على اول رصيف وانتى عارفه انى اعملها.. قلبيها فى دماغك واعقليها احسن واعرفى ان اللعب معايا غلط... غلط ياتوتو.
تركها وذهب يتوعد لها وهى مابين خائفه منه ومابين الذوبان فى حضوره وهيئته المهلكه..تبا لها يعحبها كما لم تعجب برجل من قبل.
خرج من البنايه بغضب واشمئزاز ليقف بصدمه وهو يرى طفلين كل منهم يجثو امام سيارته.
صرخ برعب:انتو بتعملوا إيه؟
انتفضت من موضعها أثر صراخه لتستدير له.
وليتها لم تفعل... توقفت كل حواسه... توقفت نعمه وخطاياه.. كل آثامه توقفت.
وبقت هى بهيئتها البلوريه الرقيقه وفستانها الأصفر ومن تحته جسدها الابيض الغض يفصل الفستان تفصيلا.
شعرها البنى الناعم وهى تجمعه بطريقه ناعمه تليق بها.
عيناها يخرج منهما نيران تجذبه كأنه فراشه تتوق للهب.
تعالت انفاسه وهو يتطلع لها منبهرا لتتحدث هى رغم خوفها منه تقول :وكمان طلعت راجل كبير... مش عيب عليك تبقى كبير كده وتزعل عيل صغير.
على عكس المتوقع... لو لمس اى شخص شئ يخصه لبات فى خبر كان الآن.
لكنه ابتسم لها يتسمع لها باستمتاع رهيب يضع يديه فى جيوبه وهى تكمل بشجاعه لم تخلو من توترها:عشان تبقى تتعظ بعد كده وتراعى خلق الله.
تقدم منها بثبات... تقدم لانه يتوق الاقتراب ولمسها.
بالفعل بات قريب منها للغايه بطريقه اخافتها هى شخصيا ليقول :انتى إيه الى انتى هببتيه ده... عارفه هتبقى عواقبه إيه... عارفه اصلاً انا مين؟
احقاقا للحق لقد ارتعبت وذابت قدميها بل كل عظامها امامه.
لتزم شفتيها تحت عينيه المتفرسه لكل شئ بها تركز عليه ثم تبلل شفتها السفليه تجعله يفقد صوابه وتكمل :لأ مش عارفة ومش هاممنى انت زعلت اخويا وانا حكيتلك عربيتك... كده واحدة بواحده يعنى خلصانه.
رفعت مابيدها تقذفه فى الهواء تقول :اقففشششش.
رغما عنه شتت انتباهه وهم للقبض على ذلك الشئ المعدنى الذى قذفته ببراعه وهربت يتسمع لصوت ذلك الصغير يقول :اجررررررى يا جنه.
الفصل الثاني
جلس بمكتبه يحاول الانغماس بالعمل و التحكم فى تلك القشعريرة التى تتلبس جسده ما ان يلوح طيفها بخياله.
يغمض عينه بشعور مخييف وهو يتذكرها حينما كانت قريبه منه تطبق شفتيها ثم تبللهم بتلعثم واضح مهما حاولت التماسك.
تبا لها من اين ظهرت له.. أنها مجرد طفله هل جن بالاخير؟
اخذ نفس عمييق يحاول تناسى اى شئ فقط التركيز بعمله وامواله.
ليدق الباب ويدخل اليه ابن عمه ماهر :هو إيه الحكايه يا سليمان؟
رفع رأسه له يقول:حكاية ايه
ماهر وهو يجلس :زياد... بتنقلوه ليه؟
اغمض عينيه بملل ليتحدث بيأس:عارف يا ماهر انت هتفضل طول عمرك كده.
اهتز ثبات ماهر يقول:كده الى هو إيه يعنى.
سليمان :كده الى هو كده.. جاى دلوقتي وبتسأل مع ان سبحان الله يا اخى انت عارف انى مش هقول اى معلومه بس بردو طبعك ولا هتشتريه يا ماهر.
امتعض وجه ماهر دائما ما يتم توبيخه من سليمان تاره ووالده شوكت تاره اخرى وهو عليه تشرب كل هذه الإهانات الى متى لا يعلم.
اخذ سليمان نفس عميق تبا لها مره اخرى تعود لاقتحام عالمه بهيئتها تلك.
خرج صوته غاضب جدا لماهر يسأله ربما ينساها:عملتوا إيه مع عمال المصنع؟
ماهر:الوضع بيتأزم اكتر وكلهم عايزين يرفعوا قضية وياخدوا تعويض كبير.
سليمان :يا حلاوة ليه قالولهم انها جمعيه تعاونيه ولا بنفرق هنا.
وقف عن مقعده يقول :قوم قووم خلينا نروح ولا انت قاعد ولا ايه؟
وقف ماهر يقول :لا مروح يالا بينا.
خرج يخطو بثقى وثبات لابد وان ينسى تلك الفتاه.
وصل للقصر أخيراً تفتح له الأبواب الكترونيا.
يصل حيث البهو الكبير وكل افراد الأسره مجتمعه.
سليمان :مساء الخير.
جاوبه الجميع ماعدا زياد الذى ظل ينظر لاثره بغضب.
فهم سليمان نظرته جيدا بالتأكيد تلك الحيه حدثته تبكى مافعله ،ورسمت دور الضحيه جيدا.
فقط لو يعلم زياد الى ما تخطط تلك يعرف جيدا أنها لا ترى زياد بالأساس.
تحدث شوكت لغاده زوجة ماهر :خليهم يحضروا العشا يا غاده.
غاده :حاضر يا عمى.
ذهبت غاده للمطبخ وبقى الجميع وهو لا يعلم لمى تضايق كثيرا وهو يجد نهله تهبط الدرج مرتديه فستان اصفر.
كان جميل عليها فنهله جميله جدا لكنه بالفعل تضايق كثيرا ووقف عن مقعده يقف امامها يمنعها قائلاً :نهله انا جاى تعبان لو سمحتي تعالى حضريلى الحمام.
نظرت له باستغراب... حتى طريقة حديثه مختلفه ومنذ متى يطلب منها تحضير الحمام له.
لكنها اماءت له موافقه وصعدت معه الدرج.
اول ما اغلق باب الغرفه حاول التحكم فى غضبه الغير مبرر والتحدث بلباقه:نهله لو سمحتى اقلعى الفستان ده.
رفرفت باهدابها غير مستوعبه :نعم؟ ليه ماله.
اعطاها ظهره يخفى ارتباكه الواضح لاول مره يفشل فى إخفاءه يردد:مش عاجبنى.
التف لها يبرع فى رسم ابتسامة رائعه ويقول مبتسما:البسى حاجة تانية.. مش المفروض تلبسى الحاجه الى تعجب جوزك.
نظرت له بتخبط لا تعلم ما به ثم اطاعته مردده وهى تذهب ناحية المرحاض:حاضر.
اوقفها بصوته مستغربا:رايحه فين؟
نظرت له بحيره :هجهزلك الحمام زى ما طلبت.
سليمان :لأ مش مهم غيرى الأول.
تركها وذهب لغرفة ثيابه لتتنهد بحيرة.. اصبحت مثل الاله تنفذ أوامر لا تفهمها.
خلعت عنها فستانها وارتدت غيره بسرعه ثم خرجت من الغرفه نهائياً.
باتت لا تريد اى تفسير... تعلم انه لا يقول إلا مايريد ان يقوله فقط.
وهو بمجرد ماشعر بها خرجت من الغرفه خرج هو من غرفة الملابس بلهفه يلتقط ذلك الفستان من نفس اللون الذى كانت ترتديه تلك الصغيرة اليوم.
ينظر له بمشاعر مختلطه غير مفهومه او مبرره.
ربما ما يشعر به لهو جنون او ماشابه لكنه الآن بات مرتاح اكثر... لم يعجبه ارتداء احد لنفس اللون بعدها.
فتح خزانته ووضع الفستان به ورحل من الغرفه كلها وهو اكثر راحه عن قبل.
____________________________
جلست جنه على فراشها مقرره إعطاء نفسها عطله طويله فهى قد ذاكرت ساعه كامله.
إذا عدل الله ساعه مذاكره وساعه راحه.
تمددت على الفراش بكسل تفتح هاتفها على موقع فيسبوك.
ضحكت باتساع يبدو ان الفشل جماعى... كل صديقاتها مجتمعات على فيسبوك فى جروب إحدى الدروس.
بعد جدال طويل اتفقن على تمضية بعض الوقت سويا بعد الغد.
اغلقت الهاتف تتنهد وخرجت لتجلس مع عائلتها.
كان محمود والدها قد عاد لتوه من العمل يجلس بتعب كبير على اول مقعد.
محمود :ااااااه.... رجلى.... رجلى مش حاسس بيها.
تقدمت منه تخلع عنه حذاءه قائله :سلامتك... سلامتك يا بابا.
مسح على رأسها مبتسما:الله يسلمك يا حبيبة بابا.. مش بتذاكرى ليه؟
جنه:كنت بريح شويه وهدخل دلوقتي.
نظرت له وجدت علامات التعب باديه على وجهه تذكرت كم يتعب لأجلها هى وشقيقها.
شعرت بالحرج الشديد ودلفت لغرفتها سريعاً تتمتم:كفاية مرقعه.. كفاية مرقعه يا جنه وذاكرى خلى عندك دم.
لاح كريم على بالها لتفتح فيسبوك ثانيه تريد رؤية صفحته الشخصية.
وغضبت كثيرا حينما وجدته واضع صور له بجمع عائلى كبير والى جواره بنات خالاته وأقاربه.
اغلقت الهاتف وهى غاضبه تردد :اولع بيهم... انا الى غلطانه اصلا خليك مصدارلى عضلاتك شمال ويمين... ذاكرى يا حلوه.. ذاكرى وكفاية مرقعه... بطلة العالم في المرقعه وانتى ابوكى طالع عينه برا فى الشغل... ذاكرى.
فتحت الكتاب بقوه... ستذاكر حتى ولو غصباً.
_____________________________
صباح يوم جديد
كان شوكت يبحث عن ابنه فى كل الارجاء.
هنا وهناك ولكن لا أثر له... نادى على زوجته نهله بالتأكيد اى زوجه تعلم أين زوجها.
شوكت:سليمان فين يابنتى؟
نهله :مش عارفة والله ياعمى.
شوكت :مش عارفة إزاى.. انتى مش مراته؟فى واحدة ماتعرفش جوزها فين؟؟!
تنهدت نهله تشعر بنظرات غاده الشامته بها ثم قالت :انت عارف سليمان ياعمى... ماحدش بيعرف عنه غير الى عايز هو يعرفهولوا.. بقالنا كام سنه اهو متجوزين وهو نظامه كده ومش بيتغير.
تدخلت غاده تبتسم بشماته واضحه :لأ بس مالكيش حق ابدا يا نهله طب ده حتى المثل بيقولك جوزك على ما تعوديه... عندك مثلاً ماهر حبيبي كان كده بردو بس انا واحدة واحدة خليته يلين ويعرفنى كل حاجه عنه.
ضحكت بشماته اكبر تكمل :ههههههه امال ميس ايجيبت وبتاع مش المفروض بتتعلموا الحاجات دى.
وقفت نهله تقول بقوى:ايوه عندك حق مش اى حد يبقى ميس ايجيبت يا غاده ابسط حاجة يبقى عنده معلومات عامه الى من ضمنها ان كل معدن بيحتاج نار تشكله على حسب قوته يعنى مثلاً فى معدن يحتاج شويه شرار بسيط عشان يتعدل وفى بقا معدن بيحتاج نار فرن ياحبيبتي وكل ما المعدن احتاج قوه كل ما كان هو الاقوى والاشد.
سددت لها الضربه فى الصميم وتركتها وغادرت.
لتقف غاده امام شوكت تقول وهى تتميز من شدة الغيظ :هى قصدها ايه بالى قالته ياعمى... قصدها إيه؟
وقف شوكت يضرب الأرض بعكازه:وكمان مش فاهمه.... بجد لايقه اوى على ماهر يابنتى.. اوعى من سكتى اوووعى.
غادر هو الاخر يبحث عن ابنه الذى اصبح غريب الاطوار بين عشية وضحاها ووقفت غاده تبحث عن ماهر كى تفرغ به طاقتها من تلك الإهانات التى يسددها لها الجميع.
فى مرأب السيارات تحت الارض.. تقدم شوكت بعدما اتصل بابنه كثيرا فقاده صوت رنين الهاتف حيث جراج السيارات الخاص بالبيت.
جلس سليمان على مقدمة إحدى السيارات مباشرة امام سيارته البيضاء والتى شوهتها تلك القصيره.
بين ثانيه والاخرى تحين منه ابتسامة سعيده ويتحسس الباب الذى نقشت عليه إسمها.
حيث كتب على الباب بأله حاده '' للذكرررررررى جنه محمود قنديل''
انتبه على يد والده التى وضعها على كتفه يسأله باستغراب:سليمان... فيك ايه.. وايه اللي مقعدك هنا.
حمحم سليمان يحاول الخروج من تلك الحاله السيطره عليه :احمم.. فى حاجة يابابا؟
نظر له شوكت نظره شموليه ثم قال :بقالى ساعه بدور عليك فى البيت كله وحتى مراتك مش عارفة انت فين... ايه اللي مقعدك هنا.
نظر بصدمه للسياره ثم قال:إيه ده... ايه الى عمل فى عربيتك كده وازاى ماشى بيها كده... انا هديها لحد يعملها لك.
هم ينادى على احد الخدم ولكن اوقفه سليمان بلهفه يمنعه وهو ينظر لاسمها المحفور على السياره بنظرات غير مفهومه مرددا :لا سيبهالى كده.
نظر له شوكت باستغراب... حال ابنه لا يعجبه... ليتحدث بشأن آخر اهم قائلاً :طب تعالى انت على المصنع النهاردة عايزين نشوف ايه حكايه العمال دول... في منهم رافع قواضى وفى الى طالب تعويض.
على الفور تحولت ملامح سليمان وعاد لشخصية الظالم المعهود بها.
ليضم قبضة يده على بعض قائلاً :تعويض ايه الى عايزين حد قالهم اننا بنفرق هنا... دول شوية حشرات افعصهم تحت رجلى.
ابتسم شوكت بفخر وثقه وهو يضع يده على كتف ابنه:تمام.... يالا بينا.
خرجا سويا ليذهبا للفطور وبعدها للمصنع.. لابد من وضع ضوابط صارمه لما يحدث.
_____________________________
وقف وسط العمال ببذلته الانيقه وطوله الفارع كعادته يضع يديه بيجوب بنطاله يطالع الكل بكبر.
العمال فى اوج ثورتهم يصرخون بشكواهم ومطالبهم وهو على بروده وصمته ثابت.
صرخ كبيرهم '' عطوه'' :يابيه يابيه احنا مننا ناس شغالين هنا من زمن الزمن.. معقول هترمى رجالتك.
اخرج يد واحده من جيبه ينظر لاظافره بغرور ثم يعاود النظر له قائلاً بنفس البرود:لا مش برمى رجاله يا سطى عطوه.
تتفس عطوه الصعداؤ لكن مالبث وتجهم وجهه ثانيه وهو يسمع ذلك الظالم يكمل:بس كمان مش بفرق فلوس... والبشوات راحوا عملوا فينا احنا محاضر... طبعا هى لا هتقدم معانا ولا هتأخر وانت عارف... بس زعلتنى يا عطوه.... وانا زعلى وحش انت عارف.
نظر عطوه أرضا... يعلم أن تلك المحاضر لن تفيد بأى شئ لذلك لم يفكر ان يلجئ إليها.
ويعلم أيضا كم ان سليمان رجل ظالم فاخذ يردد:عارف يابيه.
ثارت ثوره العمال من جديد وهم يرون ريسهم يتهاون امام رب العمل.
ليصرخ سليمان بصوت حازم :الى هقولوا ده آخر كلام عندى فاسمعوه وركزوا فيه كويس اووى... مكافأت مافيش... اجازات مافيش.. علاوات واحوافز بردو مافيش.. ساعات الشغل هتزيد بسبب العطله الى حضراتكوا عملتوها... عشان تبقوا تعملوا
فينا محاضر اوى وعلى اخر الزمن اسم الظاهر يتقدم فيه شكاوى... ده اخر كلام عندى... الى يقعد هنا يشتغل زى الكلب والى مش عايز الباب يفوت جمل... يمشى واجيب بكره مكانه عشره بكفاءة اكبر وصحه اكتر.... العواطليه فى البلد مافيش اكتر منهم... وده اخر اخر اخرى.
تركهم وغادر يضع نظارته السوداء على عينه غير مبالى لا لدعائهم ولا حسبنتهم عليه.
طوال الطريق من المصنع للشركه وشوكت يمدح فيه بفخر... لقد اخرسهم جميعآ وادارهم بقبضه من حديد... على عكس ماهر والذى وقف يحاول التفاوض معهم فتمردوا.
اما هو فقد فعل كل شئ حتى ينسى ولم يستطيع... حتى وهو يصرخ فى العمال كان يتهيئ له انه يراها بفستانها الاصفر وجديلتها البنيه الناعمه بينهم... تبا له ولها.
قبض على رأسه بغضب يسب تحت انفاسه... يمنع نفسه بصعوبه عن الذهاب لرؤيتها الان.
توقف بسيارته امام الشركه يجب نسيانها.
خطى مع والده للداخل....اعماله ستنسيه كما فعلت دائما.
كانت أعين تهانى تصاحبه طوال الوقت حتى اختفى داخل المصعد.
هو الرجل الوحيد الذى يحرك بها كل شئ وتفقد عقلها امامه... لا تنكر انها تريد أموال وحياة بيت الظاهر لكنها أيضا تريد ذلك الرجل.
فأمامها زياد والذى أصبح كالخاتم باصبعها لكن تبا لها... أنها تريده هو.
اخدت نفس عميق.. نار الشوق تمكنت منها ولن تستطيع الصمت كثيرا.
وقفت عن مقعدها وتقدمت تذهب حيث مكتبه.
كان يجلس يغمض عينه يفصل عقله لدقائق ربما يعود لثباته الذى يشتته التفكير بتلك الصغيره.
ليصك اسنانه بغيظ وهو يستمع لصوت مساعدته تخبره ان المدعوه تهانى تود رؤيته.
دلفت له بعدما اعطى السكرتيرة الأذن تقف امامه تنظر له والإعجاب يفضح عينيها.
تتأمله بوله... قميصه المشدود على صدره مفتوح اول ازراره.. بشرته الحنطيه ووجهه العريض.. شفتيه الغليظه وعيونه القاتله.. لحيه خفيفه تفقدها صوابها.
زاد الأمر سوء وهو يقف امامها بطوله الفارع يضرب مقدمة المكتب بغضب:انتى رجلك هتاخد على هنا ولا إيه؟ انتى شكلك نسيتى نفسك.
تقدمت منه تستدير خلف المكتب حتى وقفت امامه تنظر له برغبه واضحه:وحشتنى.
مدت يدها تتحسس عضلات صدره لكنه نفض يدها عنه بسرعه يصرخ:انتى اتجننتى ولا هبت منك.... فوقى.
حاولت الثبات فى وقفتها من بعد دفعته تلك تنظر داخل عنيه العاصفه تقول :مش بفوق ومش بتخرج من بالى... حتى فى عز ماكنت بتزعقلى قدام بيتى...نسيت كل حاجه ومش عارفة افكر غير فيك.
رفع حاجب واحد يبتسم بثقه:بت... انا صابر عليكى عشان الهبل الى زرعتيه فى دماغ ابن اختى... يخرجك بس من دماغه وانا والله لاعرف ازاى اتصرف معاكى.... امشى غورى من قدامى وفى ظرف يومين تكون كل حاجه منتهيه وتشوفى سرفه البتاع الى فى بطنك ده... شوفيه ابن مين لانه حتى لو ابن زياد مش هنعترف بيه.... فاهمه.
هدر الاخيره بغضب وهى ثابته امامه اوصل لتفكيرها شئ واحد... زياد هو بالفعل الحل والأمل الوحيد كى تظل قريبه من سليمان... طوال ما زياد متعلق بها طوال مالها عمر ووقت ببيت الظاهر.
صرخ بها مجددا :انتى لسه واقفه عندك... امشى اطلعى برا.
خرجت من عنده وهو استدار يضع يديه بخصره ينظر من نافذة مكتبه.
ما عاد يتحمل.
خرج بسرعه مقررا انعاش قلبه برؤيتها.
وقف بسيارته فى نفس المكان وهو يكتشف انه لا يعرف عنها أى شئ سوى اسمها.
سياره كبيره وفخمه من الصعب تواجدها فى تلك الحاره.
توقف احد الشباب بجوار سيارته يدق له على النافذه:باااشا... أباشا.
فتح زجاج السياره يرفع حاجب واحد قائلا باشمئزاز وكبر:نعم؟!
الشاب:أمر أفخامه... شايفك واقف كده لا بتطلع ولا بتنزل زى الى راقم حد... لاغينى يابا لو فى اى حاجة.
صمت سليمان ثم ابتسم يخرج بعض الأموال من جيبه يعطيها له قائلاً :طب اركب عايزك.
سال لعاب الشاب وهو يرى تلك النقود يستدير يجلس لجواره فى سيارته وتحمله سليمان على مضض ولكن كله لأجل صغيرته يهون.
بعد نصف ساعة كان يترجل من سيارته امام احد مراكز الدروس الخصوصيه بالمنطقه يبحث بعينه عنها.
مرت اكثر من ربع ساعة حتى بدئ وفد من الفتيات والصبيه يخرجون.
تهلل وجهه وخطفت انفاسه مجددا ينظر لها عاجز امام جمالها وسحرها عليه.
كأنها تعويذه والقت عليه من حيث لا يدرى... تبا إنها تبتسم وتضحك لرفيقاتها
لو ظل طوال عمره يقف ينظر لها من بعيد فلن يكتفى ابدا منها.
اليوم هى اجمل بكثير بذلك القميص الكاروه وبنطلونها الجينز البسيط مع حقيبه حمراء صغيره تحملها على كتفها وتصل لخصرها.
كأن أحدهم وقع في الغرام.. انه لشرك كبير وها قد وقع به.
لن يكابر مع حاله كثيراً.. بل يقر ويعترف.
لأول مرة يقع بالعشق.. وقع لتلك الفتاه ولا يوجد اى تفسير آخر.. بل لا يوجد حل.
اقترب منها وقد توقف العالم من حوله واصبح متمركز بتلك الجميله.
يناديها بصوت كله حب واحتياج :جنه.
نظرت له هى ورفقاتها باستغراب تقول:نعم؟ حضرتك تعرفنى؟!
لكمه عنيفه سددت لقلبه هو طوال الليل ومنذ امس لا يفكر سوى بها وبالمقابل لقد نسته تماما ولا تتذكره حتى.
لاول مره يتوتر.. ابتلع رمقه ثم قال :انتى مش فكرانى ياجنه؟
شهقت متذكره وهى تشير عليه بإحدى يديها وتضع الأخرى على فمها:الراجل اللي علمت علييييه.
ضحكت صديقاتها وهو اتسعت عينه يردد وهو لايستطيع إخفاء ضحكته :علمتى عليا؟!
حمحمت بحرج تسأل لما جاء الآن :ووو.. جاى ليه اوعى تكون جاى تاخد حقك من عيله صغيره زيى.. انت مخك كبير ومش هتعمل عقلك بعقلى مش كده.
عندما يكن بحضرتها يبقى بحاله يرثى لها.. فقط العشق وخفقات قلب عاليه والجميع يختفى.
ينظر لها باعجاب... جميله وناعمه.. كأنه لم يرى فتيات من قبل.
الهواء يطير حول خصلاتها من حول عنقها واشعة الشمس مسلطه على بشرتها الحليبيه.
عيون بنيه وشعر بنى.. لكنها قصيره بعض الشئ ولكن جمليه... جميله جدا... اكثر مايعجبه بها هو وجنتيها الممتلئه تلك.. يود قضمها كلما رآها.
ايضا جسدها الممتلئ هذا.... يروقه كثيرا.
طال الصمت وكأنه تلميذ بليد امامها حتى بدأت صديقاتها بالثرثره وهن ينظرن له مابين فضول واستغراب و نميمه.
وهى استاءت من الوضع كثيرا.. فتحدثت بسأم:طب إيه.. فى حاجة حضرتك؟ عايز حاجه؟
بدون تردد نطق بما يريد حقا :عايزك.
جنه :نعم؟
سليمان :عايزك ياجنه.
ضربت كف بآخر :لا حول ولا قوة الا بالله... مش كده حضرتك خالص يعني... انا عارفه انى غلطانه.. مش هنكر بردو ان جيت للحق انا زودتها... يعنى انت زعلت اخويا ماكنش لازم ابدا احكلك العربيه بس اهو اعتبرها عيل وغلط وانت شكلك راجل كُباره ومش هتزعل على عربيه زى دى.
يستمع لثرثرتها بحب كبير وخاص لأول مرة.
فاكملت هى بثقه:بص طالما جت فى الصاج ماتزعلش.. الى ييجى فى الريش بقشيش.. الفلوس بتروح وتيجى المهم الصحه.
مازال تحت وطئة سحرها... ساحره وقادره على خطفه لبعيد... لفوق بساط على السحاب مبتعد عن اى شخص فقط هو وهى.
لينقطع سحر اللحظه حين تحدثت صديقتها بملل:ايه بقا... خلصى معاه ورانا خروجه وكدزه.
سليمان بتجهم:انتى رايحه فين.
جنه:نعم... لا مؤاخذه فى السؤال يعنى بس وانت مالك.
يحبها ولكنه سليمان الظالم وسيبقى.
نظر لها بحاجب مرفوع:ايه وانت مالك دى... تعالى معايا.
لم يترك لها فرصه إنما جذبها من ذراعها يتجه لسيارته.
ذهبت صديقاتها خلفهم يهللون وهى أيضا كانت تستنجد بهن.
الفتيات فى صوت واحد :ايييه.. انت مفكرها سايبه خد تعالى هنا سيب البت.
استدار لهن يقول بحزم واعين لا تعبث أبدا :خطوه كمان وهتعصب وانا عصبيتى وحشه.
مظهره مخيف جدا وغير قابل حتى للنقاش.
فتحدثن بخوف:طب مع السلامه انتى ياجنه ياختى
اتسعت عينها تشقه وهو مازال يجرها خلفه وهى ترى صديقاتها يبتعدن فعلاً.
وهو وضعها بالسياره واستدار سريعاً يتحرك بها.
ظلت تصرخ وتصرخ به وهو فقط يقود باستمتاع رهيب.
زاد صراخها فجذبها لاحضانه بيد واحده وهو مازال يقود قائلاً بتنهيده تعب وشوق:بس بقا تعبتينى.
كانت عينها متسعه من وضعها فى احضانه هكذا وهو يضع يده على فمها.
تصرخ من تحت يديه فقال :عايزانى اشيل ايدى؟
اماءت رأسها مرارا فقال :ولو صرختى تانى؟
نفت بشده فازاح يده عن فمها لتاخذ اخيرا انفاسها وهو مازال يضمها لاحضانه.
وأخيراً جنه معه... باحضانه.
بعد مده من القياده الصامته يستمتع بها داخل احضانه وهى فقط مرغمه.
توقف امام مرسى كبير لمجموعه يخوت على ضفة النيل وترجل من السياره يسحبها معه.
حاولت الهرب من بين يديه فقال :لأ عيب احنا اتفقنا على اييه.. يالا من غير ماتغلبينى معاكى.
سارت معه تراه يخطو بها داخل ذلك المرسى ومن ثم الى يخت فخم وكبير.
وهى ذائبه.. حتى عظمها ذاب من الرعب.
الى اين ياخذها ولما... هل سيقتلها ثم يلقيها بالمياه وكل هذا لأجل سيارته.
تقدم لداخل الكبينه يحرك اليخط وهى مازالت بيده من شدة الخوف توقفت حتى عن الاعتراض.
استدار لها بعدما اطمئن انهم وأخيراً معا ولا مجال للهرب منه وهم بعرض النيل.
سقط قلبه بقدميه وهو يجد كل جسدها حرفياً يهتز من الخوف.
تنظر له مرعوبه... ولها كل الحق... سب تحت انفاسه مالذى فعله بها هذا.
اقترب منها بلهفه :جنه مالك.
صرخت برعب وقد سقطت دموعها كالشلال:والنبى خلاص انا اسفه.. اسفه والله غلطانه... شوف الترضيه الى تعجبك وهخلى بابا يدفعهالك بس والنبى رجعنى الله يخليك.
تقدم اكثر يضمها لكنها ابتعدت برعب وهو يردد:جنه.. إيه الى بتقوليه ده؟!!
جنه وهى تشهق وتبكى تفرك اصابعها ببعض رعبا:والنبى والنبى ماهعمل كده تانى والنبى ماترمينى فى الميا،طب طب بلاش عشانى... عشان خاطر اهلى.. هيزعلوا عليا اووى.. والنبى سبنى اروح بلاش ترمينى فى الميا.
لم يعد يتحمل... سليمان الظالم والذى يحلو له دائما عذاب الآخرين لم يتحمل.
اسرع بضمها له يغرسها داخل حنايا صدره يعتصرها داخله يهدئها:ايه الى بتقوليه ده... انا ماقدرش أذيكى.. انا بحبك يا جنه.
صمتت تتسع عينها غير مصدقه ماسمعت من هذا المعتوه وعن اي حب يتحدث.
لكنه أخذ يردد مجدداً وكأنه يقر بإصرار بائِس:بحبك ياجنه ومش عارف ابعد... وجيتلك عشان مش قادر ابعد خالص يا جنتى.
الفصل الثالث
كان يضمها لاحضانه لا اراديا مُسير وليس بمُخير.
وهى تحاول استيعاب هذا الهراء.. مالذى يقوله وما هذا الذى يحدث.
دفعته عنها تستدعى كل قوتها كيف له ان يفكر بالاقتراب بل ولمسها أيضا.
لتصرخ به بعنف:انت اتجننت ياجدع انت.. عيب على سنك إيه الى انت عامله ده؟
اتسعت عينه لاول مره يفعل احدهم معه كما فعلت... لم يذق للرفض طعماَ من قبل.. ماذا تقصد بجملتها الاخيره تلك.
تقدم ينظر لها بمزيج من الغضب المكبوت والاستغراب متسائلا:ايه عملت ايه؟ وايه عيب على سنك دى انتى شايفانى كبير ولا ايه؟
جنه:عملت ايه؟! مش عارف ماشاءالله... واه شايفاك كبير وعجوز ومش لايق لك الى بتعمله ده... ازاى تمد إيدك عليا مين سمحلك اصلاً.
صدم كليا من فارق العمر وانه بالفعل ملحوظ لها وغير مرحب به.
تقدم خطوه يقول باصرار وعنجهيه:انا الى سمحت لنفسى...وفرق السن الى بينا عادي على فكره وبتحصل كتير.
شدت شعرها غيظها منه ومن كلامه ومن عجرفته تحاول تفاديه وفقط الوصول للبيت تقبض راحة يدها تحاول تهدئة اعصابها مردده:طيب ماشى وماله.. ممكن ترجعنى بقا لو تكرمت.
استدار بهدوء يشعله سيجاره الفخم ثم يتكى على الاريكه ببرود شديد وهو يردد بعدما نفس دخان سيجاره:نرجع فين يا حبيبتي.
صرخت بجنون :حبيبة مين ياجدع انت... انت عايز تموتنى.
سليمان :بعد الشر عليكى يا روحى.
بروده سيجلب لها جلطه بالتأكيد جعلها تصرخ مجددا :رجعنى بقولك.
صمته هو المقابل فقالت من جديد ولكن بنبره حاولت صبغها باللين:لو سمحت رجعنى دلوقتي انا عندى درس تانى كمان نص ساعه ويادوب الحق اروح.
بمنتهى الهدوء رفع رأسه يخرج الدخان من انفه يقول :مش ضروري.
جنه بجنون:هو إيه ده الى مش مهم ياجدع انت؟!
سليمان :الدرس او الدراسه عموما.
جنه:يامثبت العقل والدين يارب... ده الى هو ازاى يعنى؟
رفع كتفيه ببساطه كانه يخبرها بطقس اليوم ليس بقرار يقلب حياة اى شخص:انتى هتبقى مرات ملياردير هتحتاجى الدراسه فى ايه؟!
يتحدث بجديه تثير الجنون... فقدت بالفعل كل اعصابها صارخه فى وجهه :إيه الجنان الى بتقولو ده... بتقرا الكف مثلاً وملياردير مين الى انا هتجوزوا؟
وقف وقد حانت اللحظه... اقترب منها.. ضمها له مبتسما بثقه مستفزه يخبرها:انا يا حبيبتي.. انا ملياردير وقررت اتجوزك.
ابعدته عنها فابتعد ونظرت له كأنه انسان باربع اذرع تردد:يا حليله.. قررت خلاص يعنى... ياما شاء الله ياما شاء الله.. وماله ياخويا... يالا بقا نرجع للبر بس وبكرا هنتجوز انا وانت وبابا وناهد وكلنا... يالا.
ابتسم يعلم انها تستهزء به.. فجلس مجددا يقول :مش قبل مايحصل كل الى خططله.
جنه:الى هو؟
سليمان :نقعد مع بعض هنا شويه... ونتغدى.. انا محضرلك غدا هايل على زوقى.
كتفت ذراعيها حول صدرها تردد:شكراً مش عايزه.
وقف يمسك يدها وهو يقشعر لاحساس يدها بيده ثم يبتسم أثر ذلك ويسحبها خلفه حتى جلسوا على حافة اليخت على مائده معده بإتقان بها اصناف شهيه من الطعام.
سحب لها مقعد يجلسها بحب وعنايه:اقعدى ياروحى.
نظرت له بضيق تنفذ أمره مرغمه تحاول مسايرته لحين الخروج من هذا الوضع.
ابتسم عليها مقررا الاستمتاع مهما كان فهى معه وانتهى.
جلس لجوارها يبدأ فى طعامه يلاحظ انها لا تأكل هى فقط تنفذ الأوامر.
وضع قطعة لحم بفمه يمضغها باستمتاع ثم قال لها:كلى ياجنه لو عايزة فعلاً ترجعى والا هنبات هنا وانا برجح الحته دى اكتر بصراحة.
على مضض بدأت بتناول الطعام تدعو ان ينتهى سريعاً كل هذا.
كان يجلس يراقبها بحب كبير... يشعر لاول مره بطعم سعاده جديد ومختلف لا يضاهيه اى شعور شعر به مسبقاً.
يعلم انها تجاريه فقط كى تخرج من هذا الوضع.
يمضغ طعامه وهو ينظر لها وهى لجواره.. يأخذ نفس عميييق بزفره براحه يستمتع بالنظر لها وهى معه.. مد يده يمررها بخصلاتها البنيه الرائعه... متعه مابعدها متعه رغم معرفته انها لجواره مرغمه.
وضعت الطعام من يدها تزيح يده عن شعرها بسماجه وضيق قائله :ايدك ملحوسه على فكره ماتقرفوناش بقا.
ضحك بشده وهى نظرت له تتأكد انه ابله قائله :ايه الفاّنى فى الى قولتوا عشان تكركر كده يعنى.
نظر لها بهيام يعض شفته قائلاً وهو يستمتع بكل وقته معها بطريقه غير عاديه.
تحسس وجنتها وهو يقشعر لاحساسه بها يخبرها:اى حاجة منك مختلفه وبتبسطنى ياجنتى.
ازاحت كفه السارحه بحريه من على وجنتها تقول بضيق:يامثبت العقل والدين يارب.. شيل ايدك يا ابا لأ توحشك.. وايه جنتى جنتى.. بأمارة ايه يعنى ولا بتاع ايه.
سليمان وهو يبتسم على شراسته التى اعجبته :شكلك بتنسى ياروحى.. انا من شويه صغيرين زيك كده قولتك انك بقيتى حبيبتي.. وانك بردو هتبقى مراتى... يبقى اعمل واقول الى انا عايزه.
رفعت شفتها العليا مستنكره تردد:والنبى صحيح... بقولك ايه.. انا شبعت مايلا بينا عشان انا عندى مراره واحده.
رفع حاجب واحد بضيق منها.. حديثها لا يعجبه... يتغزل بها وبالمقابل يتلقى الصد.
اخذ نفس عمييق يهدئ حاله فليمتلكها اولا وبعدها يتصرف.
حاول رسم ابتسامة على وجهه وقال :اوكى يالا بينا.
وقفت تشعر انه واخيرا سيفرج عنها.. تقف سريعاً وهى تشعر باليخت يقف على احدى الضفاف.
وأخيراً تستطيع التقاط انفاسها تهم بالتحرك سريعاً لكنه نادى عليها يوقفها :جنننه.
التفتت له وجدته يجذبها بقوه لاحضانه يخرج هاتفه قائلاً :مش هنمشى غير لما نتصور مع بعض الأول هنا.
لم يترك لها خيار او جواب إنما ضمها له بقوه يبتسم باتساع وفرحه كبيره مستمتع جدا.
يلتقط عدة صور لهم سوياً وهى تنظر له بزهول.
انتهى يتنهد براحه قائلاً وهو يضع الهاتف فى جيب بذلته :يالا بينا.
زفرت بضيق.. لو تصل فقط للبيت.. لو تصل.. ساعتها ستفرغ غضبها به وتريه لسانها السليط على حق.
تقدم وهو يتنهد بعشق يشبك يده بيدها.
وهى تجاريه اول ماخطتت بقدمها خارج اليخت همت لتركض بسرعة البرق تفض يدها عن يده لكنه الاقوى.. جذبها ناحيته يتحدث من بين أسنانه :بتجرى منى من اولها يا جنتى... كنت حاسس والله ان مالكيش أمان.. سو تعالى بقا.
جذبها يلصقها به يضمها من خصرها بتملك.
وهى اعانها الله عقلها سينفجر.. تحملته بكل طاقه لديها لكنه يزيد الأمر سوء.. كأنه يختبر طاقتها التى نفدت فعليا فاخذت تتحرك بعنف من تحت قبضته التى تضمها وتجذبها له لكنه احكم قبضته أكثر يقول:بس ياروحى بطلى حركه عشان الى بتعمليه ده انيل، مش عايز افسرلك.
صكت أسنانها بغيظ وهو اكمل يشير للسياره:خلاص وصلنا عربيتى اهى... تحفه مش كده.
جنه:ماتخلص بقا مش قولت هتروحنى ولا كان كلام عيال.
علم انها تخبره... لم انبهر واريد التخلص منك.
رفع حاجب واحد بعدم رضا ثم قال بجديه:انا الى عايز نروح بيتك اكتر منك.. يالا يا حبيبي.
مازال يسحبها معه كأنها قطعه منه وهى بالفعل له كذلك.
اما بالنسبة لها فالوضع مستفز لدرجة تتمنى لو لديها القدره الجسديه على سحقه ضربا... تندم بشده كونها لم تصغى لنصيحة والدتها حين نصحتها بتعلم اى فنون قتاليه.
فتح لها باب السيارة يجلسها بها وهو يطمئن عليها يناظرها بحب واهتمام لم يسبق ووجهه لأحد ولا حتى والده الحبيب.
استدار يجلس لجوراها سعيد لاقصى درجه يقود السياره قائلاً :بصى ياحبيبي واحنا قدام بابا ماتقلقيش وسبينى انا هتكلم وهخلص كل حاجه معاه.
رفعت وجهها تدعو الله :يارب يارب انا لا عايزه جاه ولا مال... يارب ربع ثقته بنفسه يارب.
قهقه بقوه عليها يحاول التحدث من وسط نوبة ضحكه:ههههههه..مش هتحتاجى جاه ولا مال ياحبيبتي ههههههههه.
مد كف يده يجذب يدها يقبلها مرددا:انتى هيبقى عندك فلوس لو فضلتى تاكلى فيها لحد ما تشيبى مش هتخلص.
نظر لها ينتظر الانبهار وهو يكمل عليها :انا عندى فلوس كتير اووى.
تهللت اساريره وهو يراها بالفعل بدأت تنبهر تستدير بجسدها تنظر له بفضول :يعنى عندك فلوس كتير اووى؟!
اخذ يؤكد لها بقوه ربما تقترب :اوى اوى ياروحى.
فاجأته تقول:طب مابتروحش تتعالج ليه بدل ما تطلع جنانك على بنات الناس.
سددت ضربتها فى الصميم جعلته ينظر لها بزهول لدقيقه ثم زم شفتيه يبتسم باعجاب يخبرها:اووووه.. انا هسميكى بطلة قصف الجبهات... انتى طيرتى الجبهه خالص ياروحى.
جنه:على فكره قديمه.
ضم كفها له يبتسم بسعادة وأمل ويتنهد براحه :مش مهم.. انا مبسوط انك معايا.
جنه:صبرنى ياصبر.
ابتسم عليها وصمت قليلا حتى تحدثت هى بهلع وهى تراه يقترب بسيارته من منطقتها قائله بتوسل:خلاص بقا والنبى نزلنى هنا انشالله يخليك ماينفعش انزل من عربيتك قدام الحته.
سليمان باعتراض:نعم لأ طبعاً واتعودى على كده قولتلك.. بقولك هتبقى مراتى.
جنه مسايره إياه :ايوه ماشى حاضر هبقى مراتك وماله بس والنبى نزلنى هنا الناس هتمسك سيرتى وهياكلوا وش بابا يقولوا على بنته إيه؟
سليمان :بس يا حبيبي... اهدى خالص وانا اصلاً طالع معاكى عشان اتكلم مع بابا فى الى اتفقنا عليه.
نفذت طاقتها... كونها ستدخل للحاره معه وبسيارته لاهى كارثه كبيره بالنسبة لها ولاهلها ولمجتمعها كله.
انفجرت به دفعه واحده :اسمع بقا ياجدع انت انا سايرتك كتير واخدتك على اد عقلك كتير لكن لحد كده وكفايه اوى انا... قاطعها هو بقوه يخبرها فقط بما قرر:انا الى عايزك تعرفى انى بتكلم جد وقررت فعلاً يا جنه وعارف انك كنتى بتسايرينى... انزلى معايا من غير ما نلم الناس حوالينا.
اغضمت عينها تستغفر الله تسأل عن ذلك الذنب الذى اقترفته كى يفعل بها الله هكذا.
دلف بسيارته داخل الحاره بالفعل وبعض الماره يركز بانظاره على جنه ابنة منطقتهم وهى تخرج مع رجل من سياره فارهه.
وزاد الأمر سوء وبجاحه وهو يتقدم لجوارها ويضمها له كأنه يتمشى بالشانزلزيه وليس بمنطقه شعبيه فى احد حارات مصر القديمه.
هنا ولم تتحمل دفعته بعزم قوتها تقول :ماتبس بقا.. ماتبس بقا وتتلم.. حط فى عينك حصوة ملح انت مفكر نفسك في مدينتى... ماتقرفوناش بقا.
ضحك مجددا يحب حتى دفعتها فى الحديث ويخبرها بذلك:عنيفه انتى اوووى.
نظرت له بنفور تتقدم معه لداخل بيتها همت لتصعد السلم ولكن شكت بأمره فالتفتت له وقد كان شكها بمحلٍه فقد ضبطه ينظر لجسدها من اسفل هنهرته بغيظ ونفور :مش عيب عليك.. بتبص على ايه؟
سليمان :واحد وبيبص على مراته عادى جدا.
جنه:لسانى عاجز عن الشتيمه... اطلع انت قدامى.. اتفضل خلينا نخلص.. او روح احسن والله.
تقدم امامها يقول ببرود وثقه فعلاً مستفزه :لما نتجوز هروح يا حبيبي.
حاولت كبت اعصابها قدر المستطاع حتى تصل فقط لاحضان والدها.
توقفت عند باب شقتها تدق الباب فعرف ان هذه شقتهم فعاد وتوقف لجوارها يبتسم بسعادة.. يضم يدها له كى يصدم والدها
فتح الباب وكان والدها الذى ابتسم لها بترحاب مالبس وتجهم وهو ينظر لكف يد ابنته التى بيد رجل كبير وامامه.
تملصت من يد سليمان عنوه وتحامت باحضان والدها الذى رغم احتواءه لها باحضانه لكنه مازال متعصب بشده يسأل بغضب :مين الراجل ده يا جنه وماسك ايدك كده ليه.
همت لتتحدث بسرعه تستنجد به من أفعال ذاك المعتوه ولكن سليمان يسبق دائمآ.
حيث اسكتها يمثل بمهاره:استنى انتى يا حبيبتي انا هفهم بابا كل حاجه.
اتسعت أعين محمود بغضب يردد :حبيبتو؟!
نفت جنه سريعاً :لأ والله يا بابا.. ده راجل معتوه وشاكله عنده مشكله في مخه... ده.. قاطعها سليمان :ماتخافيش من بابا يا حبيبي هو اكيد هيفهم ان الحب مالوش كبير وهيوافق على جوازنا زى مابنحلم بقالنا كتير.
محمود بصدمه لابنته :بقالكوا كتير؟!
رفعت جنه اصبعها تحلف مئه يمين:واقسملك بالله ماشفتو فى حياتى غير مرتين مره امبارح ومره من ساعه.. بس هو الى معتوه اقسم بالله.
سليمان :جنه حبيبتي انا معاكى ماتخافيش من حد طول مانا موجود.
غار محمود كثيرا علاوه على كونه مستفز يقول :ماتيجى تقف مكانى انا الى اقولها كده انا الى ابوها.
سليمان :اوعدك انى ابقى ابوها زى ما بقيت حبيبها.
جنه :والله يا بابا مافى حاجة من دى.
اخذ محمود نفس عميييق يتحكم فى غضبه يقول من بين أسنانه :استنى انتى دلوقتي.
وضعها خلف ظهره يقف مقابل سليمان يكتف ذراعيه حول صدره قائلاً :اؤمر.
نوى سليمان تحمله حتى يصل لها وابتسم بتحمل يقول :طب هنتكلم من على الباب دى مش أصول ولاد البلد ابدا.
محمود :لا طبعا... اتفضل.
دلف وجذب ابنته لحضنه حتى يفهم مايحدث سيحميها خصوصا وهو يشعر فعلاً بخوفها.
أشار له على احد الارائك قائلاً :اتفضل.
نظر لجنه وقال :خلى ماما تعملنا حاجة نشربها ياحبيبتي.
سليمان :لا شكرا.
محمود بكبر :براحتك.
ابتسم سليمان عليه يعلم ممن اخذت صغيرته خصالها ثم قال :انا سليمان الظاهر... قاطعه محمود بنفور :سليمان الظالم؟
همهم سليمان... وصل لوالدها ذلك اللقب إذا مهمته صعبه بعض الشئ.
صمت لبرهه ثم قال :دى كلها القاب مالهاش لازمه طلعوها عليا عشان انا فى الشغل مابرحمش.
محمود بعدم اقتناع:مفهوم مفهوم... اؤمر بردو.
رغم نبرة محمود الهجومية الا ان سليمان لم يرتبك.. كيف لرجل ظالم ومتجبر ان يرتبك.. هو معتاد على الجبروت والتبجح.
تحدث بهدوء لكنه لم يظهر الجانب المغتر داخله حتى الآن فقط ليظفر بها أولا وبعدها تظهر شخصية الظالم.
سليمان :طيب كده مش محتاج اعرفك بنفسى كتير... كده انت عارف انا مين وابن مين فندخل فى الموضوع على طول.
محمود بكبر يجيب بالقطارة :الى هو؟
صك سليمان أسنانه يحاول التماسك وتقبل كبر احدهم عليه فقط كونه ولى امر الفتاه الوحيده التى وقع لها.
حاول رسم ابتسامة متقبله يقول :انا عايز اتجوز جنه بنتك.
اتسعت اعين جنه... اصراره غريب ومريب بالنسبة لها.
رغم صدمة محمود الداخليه إلا أن العضب كان أكبر فصرخ به وهو ينتفض:انت اتجننت ياجدع انت.. ولا رافع حاجة وجاى تعمل دماغ عندنا.
وقف سليمان يرفض اى إهانه يقول بغضب:استاذ محمود انا ماسك اعصابى بالعافيه بس مش هسمح... قاطعه محمود :بلا تسمح بلا ماتسمحش... جاى وماسك فى البت وعمال تكدب وعايز تفهمني انكو مترافقين بس انا مربى بنتى كويس وحافظها وغير ده وده هى اصلاً لو عايزه وموافقه تتجوزك انا بردو مش هجوزهالك ولو على جثتى.
سليمان بدأت تظهر عليه إمارات الغضب... الوجه الحليم الذى ارتداه لا يلائمه ولا يدوم معه كثيرا.
خرج صوته غاضب :ليه بس يا استاذ محمود.. انا داخل البيت من بابه إيه المشكله؟
محمود :لأ هى مش مشكله دى مشاكل وانا حتى مش مجبر اقولها... واتفضل من غير مطرود وإياك تتعرض لبنتى تانى.
هاجت اعصاب سليمان اعتقد انه سيتزوجها بأقرب وقت.
فلتت اعصابه يقول :وانا مش ماشى من هنا إلا اما اعرف لأ ليه.... ايه الى يمنع.
محمود :ماهو بعيد عن سمعتك الى زى البلاك.. انت مش شايف انك من سن ابوها.
سليمان بحرج:ااا. لأ.. انا أصغر منك بكام سنه.. ووو.. دى مش مشكله اوى.. عادى بتحصل.. انا بحبها وهوفرلها العيشه الى اى بنت تتمناها.
محمود :اهى دى بقى نمره اتنين... فى حاجات انت مش هتعرف تشتريهالها حتى لو انت عايز... لو سمحت وبهدوء امشى انا مش حابب اهينك.
سليمان :حاجات الى الى مش هعرف اشتريها... هى تشاور بس وانا نفسى تحت أمرها.
محمود بحزم:الكلام خلص لو سمحت اطلع برا.
سليمان بصدمه :نعم؟
محمود :ايه؟ بطردك.. هتطلع انت برا ولا ازقك اطلعك؟
وقف سليمان باعين متسعه مصدوم يتنقل بنظره بين محمود وجنته المنكمشه بوالدها تستنجد منه به.
تحدث بغضب :همشى... بس ورب السما والأرض ماحد هيلمس شعره ولا هيقرب منها غيرى.
وقف محمود غاضب :انت بتحلف عليا وعلى بنتى وف بيتى.. طب نجوم السما اقربلك منها وابقى روح اتعالج عشان انت مش مظبوط.
سليمان بتوعد:ماشى... تمام اووى.
القى نظره عليها ليزداد وهج عينه وهو يراها موافقه على كل ماقاله والدها وتحتمى بظهره أيضا.
خرج من البيت كله ليستدير محمود لابنته التى ابتلعت رمقها بصعوبه تقول :بص... انا والله هحكيلك كل حاجه حصلت واقسم بالله ما هكدب بحرف.
محمود بجمود:قولى.
عاودت بلع رمقها تقص عليه كل شئ حدث وهو يتسمع بانتباه شديد
_____________________________
ايام مرت وهو بحال غير الحال.. تقريبا جن وفقد اعصابه... حتى بالبيت انتبه الكل لذلك.
وجلست نهله مع شوكت بعدما فاض بها الكيل تشتكيه:بقى مش طبيعي خالص ياعمى.. يعنى انا عارفه انه عصبى وغامض وشديد بس الفتره دي هو فعلاً مش طبيعي.
كان يصغى لها وهو صامت.. بالفعل قد لاحظ تغير غير عادي على ابنه.
تحدث بتروى وقال :طب روحى انتى يا بنتى وانا كده كده كنت رايح الشركه وهتكلم معاه.
نهله بتوتر:بس ياعمى... قاطعها يومئ برأسه مؤكدا :مش هيعرف إنك اتكلمتى معايا في حاجة.. ابنى وعارفه.
نهله :شكرا ياعمى.. عنئذنك.
هز رأسه بصمت وهى وقفت تغادر.. وبعدها وقف يستند لعكازه وأمر سائقه ان يذهب به لعند سليمان.
_____________________________
وصل محمود بيته فى اول النهار على غير عادته.
فذهبت له داليا سريعاً مستغربه تسأل :مالك يا محمود.. فيك إيه... انت تعبان ولا ايه كفالله الشر.
محمود :ماتقلقيش يا داليا انا كويس.
داليا :امال فيك ايه بس... اوعى تكون لسه زعلان من جنه مش اتكلمنا معاها وعرفت غلتطها إيه وقالت مش هتسكتله تانى.. وهو كمان الى بجح وفرض نفسه عليها.. البت كانت بطولها ماعرفتش تتصرف.
محمود :لأ مش زعلان منها.
داليا بحيره وقلق :امال بيك ايه بس.
محمود بتعب وهم:رفدونى من الشغل.
صدمت داليا تضرب مقدمة صدرها:إيه؟ ازاى؟ وليه؟ ده انت من احسن وأقدم الموظفين هناك وصاحب الشغل راجل محترم.
محمود :الراجل زى ما يكون مجبور يرفدنى يا داليا.
اتسعت عينها تقول :يعنىى..
هز رأسه يؤكد :ايوه مافيش غيره... عايز يلوى رقبتى.
صمتت داليا تأخذ نفس عميق تقول بغضب وإصرار :ولا يهمك ياخويا.. سلمها لله ده هو الى بيرزق... خلينا نعيش اليوم بيومه لحد ما ربنا يسهل.
هز رأسه يردد:ونعم بالله... ونعم بالله.
_____________________________
وصل شوكت للشركه يمشى فى اركانها وهو يشعر بتوتر ف الأجواء.. بالتأكيد كل ذلك بسبب مزاجية ابنه.
صعد لمكتبه حتى وصل ودلف للداخل دفعه واحده وجده يصرخ بمساعدته :مش قولت أجلى... يبقى يتأجل،وخدى القهوه دى.. عايزها ساده وبوش... غورى من خلقتى... غوووورى.
صمت وهو يرى والده امامه واستدار يحاول مداراة غضبه.
نطرت السكرتيرة لشوكت بعجز فأمرها بعينه ان تنصرف.
كان مازال موليه ظهره يبتعد بعينه عن مواجهته.
ولكن شوكت ذهب ووقف مقابله يقول :فيك ايه.✨✨
لم يجيب... فصرخ به :انطق... فيك اييه.. بقالك كام يوم عمال تلغى وتأجل فى مواعيد مع اهم ناس فى البلد... سليمان الى عمره ماغلط غلطه واحدة فى شغله بدأ يعك.. حتى فى البيت كله واخد باله انك فيك حاجه..
إيه الى حاصل؟
سليمان بغضب:اديك قولت... عمرى ماغلط.. طول عمرى شايل وساكت.. مافيهاش حاجة لو... قاطعه سليمان باصرار:الحكايه دى فيها ست.. قولى هى مين وتجيلك تحت رجلك وقتى.
اغمض عينيه يصك اسنانه ويضم قبضة يده بعجز.
نظر شوكت لحركاته بغضب يقول :قولى هى مين وانا مابقاش شوكت ان ما جبتها تركع ليلاتى عند رجلك... هى مين ولا بنت مين حتى لو متجوزه وعندها اورطة عيال هجيبهالك.
تحدث بعدما فاض الكيل بوالده:مش ست... مش ست... دى عيله... ابنك سليمان بص لعيله... وبنت موظف عادى خالص بكلمه منى قطعت عيشه... بس رفض... وكل يوم بيرفض.
شوكت:قوم تعالى معايا... والليله... شوف الليله هجوزهالك.. خليك تروق وتفضى لشغلنا.
الفصل الرابع
وقفا اسفل بيتها يجلس خلف مقود السياره يغمض عينه ويأخذ نفس عميق بأمل.
بالتأكيد لمجئ والده أثر كبير.. هو يعرف قدرات والده جيدا لن يترك الأمر حتى ينتهى.
نظر له شوكت بجانب عينه غاضب الى حد كبير.. من ابنه لأنه وقع بهذه الصوره.. والغضب الاكبر من تلك الفتاه لأنها فعلت بابنه هكذا.
مد يده يربط على فخذه قائلاً :ماتقلقش... اعتبر الموضوع ده خلصان.
هز رأسه بثقه يحلم بتلك اللحظه التى ستصبح بها زوجته.
ترجلا من السياره ودلفا داخل ذلك البيت القديم.
وقفا امام شقة محمود يدق سليمان الجرس ليفتح لهما ويقلب نظره بين سليمان وذلك الرجل المهيب قائلاً بحاجب مرفوع:افندم.
اغتصب شوكت ابتسامة محايدة يقول برزانه:إيه يا ابنى حد يستقبل حد كده؟
محمود وهو ينظر ناحية سليمان :ماسبق والبيه جه وطلبو مرفوض.
مرغم على التحمل فقط لأجل عيون ابنه.
اضطر لابتلاع حديثه وابتسم قائلاً :احنا قدام باب بيتك يا ابنى مش كده.
تنهد محمود ثم افسح لهما الطريق يرحب على مضض:اتفضلوا.
دلفا للداخل سليمان بلهفه يبحث بعينه عنها وشوكت متفحص لحال البيت يدرك مستواهم المادى.
ولأنه على قدر عالى من التبجح نظر لمحمود يسأل بلهفه واشتياق :هى فين جنه.
محمود :اد إيه انت بجح!
تدخل شوكت وهو مستاء من حال ابنه :أقعد يا ابنى عشان نتكلم.
جلس كل منهما فقال شوكت بود كبير جدا :شوف يا ابنى.. انا جاى بنفسى عشان اطلب ايد بنتك جنه لابنى سليمان وعارف إنك مش هترد طلبى ان شاء الله.
محمود :ابن سيادتك سبق وجه وانا رفضت وهو عارف.
شوكت:بس انا ماكنتش معاه... بنتك هتبقى فى عينى وتحت رعايتى انا.. انا الى طلبت ايدها منك وهتبقى مرات ابنى وتحت عينى.
محمود وهو على حافة الجنون :ياباشا انا بنتى دى عيله لسه مابلغتش عمرى ما هجوزها دلوقتي لو على رقبتى... ولما تيجى تتجوز بعد خمس ست سنين مش هجوزها بردو لواحد زى ابنك.
سليمان بجنون:خمس ست سنين ايه.. لأ انا مش هقدر استنى.
محمود وهو يشير على سليمان :شايف ياباشا... بجح.
شوكت :قولى بس يا ابنى سبب رفضك لسليمان... انا شايفه عريس لقطه لأى حد.
محمود :مالخنفسه بتقول يامحلى عيالى زى اللولى على الحيط.
شوكت بحده :نعم.
محمود :زى ما سمعت ياباشا بالظبط.
رفع شوكت حاجب واحد بغضب... أوشك الصبر على النفاذ لم يسبق وتحمل احدهم هكذا لكنه مظطر قليلاً ربما يفلح الحلم معه.
تحدث بتروى:قولى اسبابك.
محمود :ياباشا ابنك كبير... سنه كبير وراجل مفترى وسمعته سبقاه وبجح ومش بيخاف ربنا والمثل بيقولك الى مايخافش ربنا خاف منه اقوم انا مجوزوا بنتى الى انا زى ما قولتلك مش بفكر فى جوازها دلوقتي.
شوكت بلا اى مقدمات:طب طلباتك.
محمود :والله لو وزنتها دهب.. وزنتها ايه لأ ده انت لو وزنتنا كلنا كده هيلا بيلا بردو مش هجوزهالوا.
لم يفلح معه الترغيب.. إذا لا مفر من الترهيب.
فوقف بغضب جم يتحدث بصوت غليظ :اسمع يابنى انت انا ماسك نفسي من الصبح وبحاول اطول بالى عليك بس يظهر ان الذوق مش نافع معاك فوق واعرف انت بتكلم مين ويقدر يعمل فيك إيه.
محمود :المقابله انتهت... مع السلامه.
شوكت:نعم.
وقف بهدوء يردد:زى ما سمعت بالظبط... اتفضلوا بهدوء.
اقترب منه شوكت يقول بتوعد:انت بتطردنا... مش خايف من نتيجة عمايلك دى.. انت عارف انت بتتحدى مين؟
محمود :لأ انا عارف انا بحمى مين... شوف انت عايز تعمل ايه واعملوا.. مش انتو بردو قطعتوا عيشى؟ كمل ياباشا وانا معاك لماااااا تجيب اخر اخرك.
رفع شوكت حاجبه يرى العند فى عيونه... الماثل امامه الأن شخص لن يهاب شئ فى سبيل الدفاع عن ابنته.
وضع يده على كتفه يقول بابتسامة واثقه :ابقى قابلني لو لاقيت جنيه.. انت الى هتيجى تبوس ايدى وساعتها هبقى افكرك بقعدتنا دى.
نظر لابنه قائلاً بأمر :يالا يا سليمان.
كل هذا وسليمان مصدوم وغاضب... حتى والده مالك مفاتيح كل الأبواب المغلقه لم يفلح معه.
خرجا من البيت وكل منهما يغلى من الغضب وشوكت يتحدث :بقا على آخر الزمن اروح برجلى لحتة واد زى ده وكمان اتحايل عليه ويرفض ويطردنا.. ماشى... والله لأوريه ويبقى يوريني هيلاقى فين مكان يشغلو... انا هخليه ييجى يبوس ايدى ورجلى... بقا على آخر الزمن احنا نترفض مايعرفش البتاع ده كام عيله تحلم بس انها تسلم علينا ولا يجمعها بينا طريق.
كانت تهانى قد عادت لتوها من العمل واوشكت على الدخول لبيتها ولكن لمحت سياره من سيارات سليمان التى تحفظها عن ظهر قلب متوقفه امام البنايه التى يقطن بها عمها محمود.
تقدمت كى تعرف ماذا هناك ولكن السياره تحركت سريعاً ولم تلحقها.
ظلت واقفه لدقيقتين مستغربه تفكر هل هذا هو سليمان الظاهر بالفعل ولو هو ،فلما جاء ولمن.. هل كان هنا ليتحدث مع عمها بشأن ابتعادها عن زياد... هل سيفضح أمرها امامهم.
دقيقه ورفعت كتفيها بلا اهتمام... ليقل له ماذا سيفعل عمها حتى لو عرف.
تراجعت تعود لبيتها وهى تبتسم اقصى مابوسعه هو محاولة إجبار زياد على الزواج بها وبالتالي ستدخل لبيت الظالم وتكون لجوار حبيبها والرجل الوحيد الذى تراه.... سليمان.
مرت ايام وليالى وهو من سئ لاسوء... أصبحت شغله الشاغل..
لم يستطع التحمل إنما ذهب إليها كى يراها.
وقف كثيرا امام مركز الدروس الخصوصيه الذى تذهب إليه وطال الانتظار لكنه لم يجدها ولم تخرج حتى أنه بعد مده وجد رفيقاتها الاتى شاهدهن معها المره السابقه يخرجن.
فذهب اليهن يسأل :امال فين جنه؟
نظروا له باستغراب لقد ظللن لأيام يحاولن الاستفتسار من جنه لكنها كانت تراوغ ولم تعطى اى إجابه تهدئ فضولهم.
تحدثت احداهن قائله :مانعرفش.
سليمان :ماتعرفوش ازاى انتو مش مع بعض فى كل الدروس؟
الفتاه:لأ طبعا احنا علمى وهى ادبى والى خلصناه ده درس كيميا.
تحدثت أخرى تسأله بخبث:بس قولنا بقا انت مين وتعرف جنه منين وجيت لها المره الى فاتت ليه واخدتها وروحتوا فين؟
سليمان بثقه كبيره :انا خطيبها.
اتسعت عينهن يرددن بصوت واحد:خطيبها؟!!
سليمان :ايوه.
رفعت احداهن حاجب واحد وقالت عن عمد:خطيبها إزاى؟ طب وكريم؟!
كأن الزمن قد توقف... باقى الفتيات ينظرن لها باعين محذره وهى وضعت يدها على فمها تتصنع انها اخطائت:اوبسس.. نسيت.
اما هو فقد دارت به الدنيا.. اهى على علاقه بآخر... هل تحب احدهم.. هل وهل وهل.
الف سؤال يدور يخلده ينهش قلبه ويفتك به.
تقدم خطوه من تلك الفتاه يقول بهدوء مخيف:انتى قولتى إيه؟ كريم مين وايه علاقته بيها؟
وقفت إحدى الفتيات امامه تقول بسرعه تنقذ ما يمكن انقاذه:م. مممافيش حاجة... هى سجى كده بتحب تهزر.
سليمان :لأ مش بتهزر.
الفتاه:أنا..انا هقولك... بص هو.. هو كريم ده ولد اكبر مننا و.. وبيحب جنه من زمان بس هى ولا ف دماغها بس الكل عارف انه بيحبها و.. و سجى قالت كده يعني عشان احنا عارفين انه ناوى يخطبها.. مش كده يا سجى؟
كانت تسألها وهى تنظر لها محذره فاضطرت سجى تأكيد حديثها قائله:اها.. اه.. صح.
مازل قلبه يغلى... ولو كانت أمواله كثيره.. فارق العمر لا يعوض بالمال وهو يعلم... الان فقط تذكر حديث والداها عن الأشياء التى لن يستطيع شرائها.
تبا له ولعمره ولكل شئ.. وتبا لذلك الكريم ايضا.. أكان ينقصه... لكنه قرر وانتهى الأمر.. هى له.. زوجته ولن تكن لآخر حتى لو أرادت.
حاول التحكم بغضبه ونظر لهن قائلاً :هى عندها درس هنا امتى.
سجى بابتسامة ماكره :هو مش انت خطيبها... إزاى بقا مش عارف مواعيدها؟!
سليمان بضيق:لسه مخطوبين من يومين مش عارف مواعيدها وكمان مش عارف رقمها... هاتيه بقا.
أسرعت تعطيه رقم هاتف جنه تحت تحذير الفتيات لها ولكنها لم تتوقف إنما اعطته اياه.
بدون كلمة شكر واحدة استدار وذهب تتبعه نظرات سجى المعجبه.
ثوانى ونزل عليها سيل من اللوم والسباب من زميلاتها:انتى اتجننتى.. ازاى تقوليلوا على موضوع كريم... تصدقي كان عندها حق انها مش بترضى تحكى قدامك اهو فى الاخر روحتى قولتى... مالكيش امان.
سجى:ذلة لسان الله.. ماكنتش اقصد.
الفتاه :والله... عبط احنا بقا.. وازاى تديلوا رقمها؟
سجى :مش قال خطيبها امال بتزعقيلى ليه انى قولت على حوار كريم.
الفتاه:واحنا نضمن منين انه خطيبها بجد... انتى مش شايفه سنه ولا شكله.. والمره الى فاتت أخدها بالغصب مايمكن لا خطيبها ولا حاجة تديلوا رقمها بتاع إيه.
سجى:ياسلااام.. ولما هو كده حورتى ليه فى موضوع كريم.
الفتاه :عشان مافيش حاجة مضمونه مايمكن لما يعرف يقول لحد ولا ابوها ولا اى نيله... امشى يا سجى.. انتى مش سالكه يابت وكل حاجه قولتيها عن قصد على فكره انا مش عبيطه.
_____________________________
كانت تجلس بغرفتها تحاول مراجعة بعض دروسها الهامه المتراكمه.
شعرت باهتزاز هاتفها فنظرت له وجدته رقم غير مسجل فلم تهتم.
عاود الدق من جديد ففتحت الخط تجيب :الو.
بدون سلام او كلام باغتها بسؤاله:مين كريم ده؟
اتسعت عينها.. من ذاك الذى عرف بموضوع كريم.
خرج صوتها خائف تسأل :انت مين؟
زاد النهش بقلبه.. تنهشه حيا بل وتعتصره.. تعرف كريم ولكن لا تعرفه.
تحدث بصوت حاقد غاضب :انا سيلمان.
وأخيراً اخذت انفاسها... فليعرف او يذهب للجحيم حتى لا يهم.. طالما والدها للآن لم يعرف فلا يهم.
تحدثت بهدوء وبرود تحتمى بجدران بيتها :ايوه نعم افندم خير.
شعر ببرودها ولا مبالتها له وهو ينكوى بالنار حيا وحده.
تحدث وكأن اللهب يخرج من فمه:انطقى.. انا ماسك اعصابى عنك بالعافيه.
جنه:والله تمسكها تسيبها... عادشى.
سليمان:والله وقلبنا جمد.
جنه:اوى اوى اوى.
رغما عنه ابتسم... ناحيتها يشعر بأشياء لا تفسير لها.. معها الشئ ونقيضه.
اشتاق لها كثيرا وخرج إشتياقه على نبرة صوته وهو يقول:وحشتينى يا جنه... عايز اشوفك.
جنه:والله عيب عليك... قولى ياسيدي لو مش معاك تمن الدكتور الم لك من الحته عندنا وتروح تتعالج.
سليمان :انتى مافيش منك علاج يا جنه... انتى علاجى ومش هسكت غير لما تبقى جنبى وملازمانى منين ما اروح.
صمت قليلا ثم تنهد بهيام وقال :انزلى بقا.. انا تحت بيتك وعايز اشوفك.
اتسعت عينيها برعب تقول :يانهار اسود... تحت البيت؟
سليمان :ايوه... انزلى يالا.
جنه :مش هنزل... عايز تفضل واقف اقف... وبقولك اهو وانا بتكلم بجد عشان ابقى خلصت زمتى منك انا بجد مش عايزه يبقى ليا اى صله بيك.
سليمان بصدمه وقلب موجوع :بس انا بحبك يا جنه.
جنه :وانا مش بحبك ومش هييجى حتى يوم واحبك... روح دور حواليك هتلاقى كذا واحده بيحبوك ويتمنوا رضاك بس انا لأ.
سليمان بجنون :لأ ليه عايز اعرف.
جنه:هو كده.. امر الله.. لحكمه هو وحده الى عارفها انا مش بحبك ومش هيحصل واحبك ومش عارفة ليه بس انت حتى مش عاجبنى ولا النوع اللي بيعجبنى سبحان الله.. ده غير إنك راجل ظالم.. ظلمت كتير ودوست على غلابة كتير عمري ما ابص لحد زيك بلص انك فعلاً عجوز.
اغلقت الهاتف بوجهه عند آخر كلماتها تشعر براحه كبيره... ربما أصبح فى ذلها له راحه.
اما هو فسقطت كلماتها على اذنه كسهام سامه احرقت قلبه فى الصميم.
نزل الهاتف من على اذنه وهو لا يشعر به يعود فقط بذهنه لاحداث قديمه مرت عليها سنوات.
كان يقف فى احد الانديه الرياضية يقم بمسح العرق من على جبهته يستمع بضيق لتلك الواقفه خلفه بذل تتحدث:بس انا بحبك يا سليمان.
استدار لها لتظهر تلك الصهباء بجمال ولا اروع سبحان من خلق وابدع تكوينها و رغم كل ذلك لم يعجب بها.
إنما ابتسم بغرور يقول ولم يبالى صدمتها ولا احساسها:بس انا مش بحبك يا ساره ولا حتى ممكن احبك فى يوم.
ساره بدموع وقهر:طب لييه؟
سليمان:مش عارف... لو سمحتي انا لازم امشى.
اوقفته تمسك ذراعه تتوسله:سليمان لو سمحت ماتقولش كده... انا حياتى كلها متوقفه عليك... مش عارفة اشوف غيرك برفض كل العرسان الى بتتقدملى مستنيه إشارة بس منك... مش بدخل فى اى علاقه ولا بصاحب اى حد عشانك عايزه اصون نفسى ليك.
سليمان بملل من ثرثرتها وتوسلها:ايه يا سوسو الجو ده، ماتصاحبى ولا انتى حره.. محسسانى ان فى بنا حاجة... ساره انا مش شايفك أصلا.
نفض يده عنها ولم يبالى لدموعها النابعه عن قلب مجروح وتقدم يسير فى خيلاء وغرور وهى خلفه تبكى وتنتحب.
عاد من شروده على صوت دقات مُفزٍعه على سيارته.
انتبه على محمود الذى وقف يضرب السياره بيده قائلاً :هى حصلت... ايه.. هتعيش تحت بيتى... اتفضل امشى من هنا.
اخذ نفس عميق... ثم خرج من سيارته يقف امام محمود قائلاً :اه.. جوزهالى وانا اخدها وامشى.
محمود :نجوم السما اقربلك... ويالا من غير مطرود.
سليمان :مش خايف؟
محمود :كله على الله والى فيها لله مابتغرقش... انت مش رفدتنى من شغلى؟
رفع سليمان حاجبه باعجاب فاكمل محمود :ايوه عارف ان انت ورا رفدى بس زى ما قولتلك دى أرزاق والى بيقسمها الخلاق... اصل لو الرزق على عبد كانت خربت.
لكزه فى صدره باهانه قائلاً :يالا يا بابا اتكل على الله الساعه دى يالا حبيبي... يالااااا.
ذهب لبيته وتركه يتوعده بغضب :اتجوزها بس والله والله لاندمك وادفعك تمن اهاناتك دى غالي اووى.
دلف محمود لبيته يضع المفتاح على السفره وهو يتنهد بتعب.
تقدمت داليا وجنه يجلسن لجواره وداليا تهدهد على كتفه قائله :روق يا خويا مش كده.
محمود :اديلى اسبوعين بلف كعب داير على اى شغل.. اى شغل مش لاقى.
داليا :منه لله الى كان السبب.
جنه :انا اسفه يا بابا انا السبب.
رفع وجهه ونظر لها بغضب طفيف قائلاً :اوعى اسمعك تقولى كده تانى... سامعه.
جنه :حاضر.
ابتسم قائلاً :وبعدين انتى ايه مقعدك كده يا هانم... ادخلى ذاكرى.
جنه:زهقت والله قولت اخرج اقعد معاكوا شويه.
محمود :طب تعالوا نقعد فى البلكونه شويه.
كانت عينيه متسعه بخبث كبير فهمته على الفور جنه فضحكت وهو معها... بالتأكيد رآه تحت البيت.
بعد عشر دقائق كانوا يجلسون جميعا فى الشرفه.
قام محمود بتجميع قشور اللب والترمس يقول لمازن صغيره :ارمى يا حبيبي على عمو.
كان سليمان يجلس تحت البيت بسيارته يملى عينه منها وهى مع اسرتها يتحمل قشور المسليات التى يلقونها عليه كأنه مستودع قمامه.
____________________________
فى مكان آخر
جلست تهانى باحضان زياد فى إحدى الشقق السكنيه تتحدث بتوسل من بين بكائها وهو يهدهدها بتعاطف كبير :لازم يبقى فى حل بسرعه يا زياد.. انا خايفه ماما تعرف دى تموت فيها.
زياد:ماتخافيش ياحبيبتي قولتلك عمرى ما هتخلى عنك... انا مش هسيب خالى سيلمان إلا اما يقتنع وييجى معايا نخطبك.. انا بس ساكت اليومين دول لانه عصبى جدا وماحدش عارف يقرب منه خالص.
تهانى :ايوه ده الشركه كلها ماشيه تخبط في بعضها من الخوف منه... هو ماله كده؟
زياد :مش عارف ياحبيبتي فعلاً متغير ٣٦٠درجه.
تهانى:انا شوفت عربيه زى بتاعته عندنا فى الحته موت فى جلدي لايكون رايح لعمى محمود.
زياد :حبيبتي بجد ماتخافيش انا معاكى.
ابتسمت له بنعومة أفعى تحتضنه بحنان زائف مقرره انها ستفعل اى شئ لتكن بجوار حبيبها.
____________________________
ايام أخرى مرت ومحمود للآن لم يجد عمل.
جلس على احد المقاعد لجوار داليا يقول :وبعدين يا داليا... هنعمل ايه.
داليا بقلة حيله :والله مانا عارفه ياخويا.
محمود :الفلوس اللي معانا قربت تخلص وانا لو فيها قطع رقبتى مش هجوز بنتى للراجل ده.
صمت كل منهما بقلة حيله حتى خرجت جنه من غرفتها تقول :لاقيتها يابابا لاقيتها.
محمود :هى ايه الى لاقيتها؟
جلست على ركبتيها امامه بحماس تقول :سينابون جنه.
نظر لزوجته بجهل ثم عاود النظر لها يقول :مش فاهم.
جنه :مشروع يابابا... نبدأ بتكاليف بسيطه ومع الوقت من ارباحه نزوده... مافيش حل غير كده عشان ماتبقاش تحت رحمة حد.
محمود :بردو مش فاهم والله.
جنه : بص، دلوقتي الناس بقت تحب تخرج تتمشى على النيل تشترى قطعه سينابون او دوناتس مع عصير فريش بسعر كويس كده يعنى.. احنا هنحتاج ايه عربيه شيك للحاجات دى وانا كلمت زكريا قالى يعرف واحد بيعمل حاجات بالوان مبهجه وطريقة عمايل الحاجات دى مش هغلب انا وماما.
محمود وهو مذبذب:لأ لا الموضوع مش بالبساطه دى... وامتحاناتك.. والتراخيص.. ده انتى لو هتفتحى كشك سجاير فى البلد دي محتاجه تراخيص وورق... الى رفدنى ومانع شغلى مش هيوقفلى كل حاجه؟
جنه:بردو فكرت فيها وزكريا لسه رادد عليا دلوقتي... المعلم سلطان بتاع الفلافل... عارفه.
محمود :طبعا... راجل رجوله.
جنه :اهو بقا ليه واحد حبيبو عارفه من زمان وقال لزكريا اعتبر الورق تحت مخدتك.
تهلل وجه داليا تقول لمحمود :سبحان الله... يقطع من هنا ويوصل من هنا.
محمود :ايوه بس.. لأ لا.. فيها مخاطره والفلوس الى معانا دول الى حيلتنا نروح نحطها فى مشروع يمكن يخسر ونقعد نعيط بعدها.
جنه :بابا الفلوس دى هيجيلها يوم وتخلص بردو يبقى نجازف وبيقولك تلت اربع الرزق فى التجاره.
داليا مؤيده:اللى ربنا كاتبهولنا هنشوفوا مش ده كلامك وان الى مالوش قلب مالوش رزق.
صمت ينظر لهن ثم قال بتنهيده:ربنا يتسر.
____________________________
مرت ايام واوشك محمود على الانتهاء من مشروعه وبالفعل جلب له سلطان كل التراخيص اللازمه.
اما سليمان فالوضع عنده يزداد سوء ووالده يتابع مايحدث بغضب شديد.
لكن زياد لم يعد يتحمل الانتظار خصوصا مع الحاح تهانى.
ذهب لعند سليمان يتحدث معه وانتهى النقاش بحده وصوت سليمان الغاضب :زيااااد... انا مش فايقلك انت والبت الشمال دى.
زياد :خالى لو سمحت تهانى مش شمال.
سليمان :لأ شمال وشمال قاسى كمان... اتفضل اطلع برا انا مش فايقلكوا.
خرج زياد من عنده مصدوم لأول مره يرى ذلك الوجه لسليمان.
اما سليمان فجلس خلف مكتبه يحدث مساعدته فى الهاتف بغضب كبير :هاتيلى ملف الهانم بتاعت الكول سنتر الى اسمها تهانى.
جلس ينتظر الملف وهو غاضب بشده.. جنه هى جهنم الخاصه به على الارض.. تشغله طول الوقت.
ليتخلص من تلك التهانى إذا حتى يتفرغ لجنته.
فتح الملف وهو ينتوى لها على الكثير لكنه توقف عند اسمها كاملا يقرأ :تهانى عبدالرحمن قنديل.
اتسعت عينيه باجرام وشر وهو يتمتم براحه كبيره :تهانى بنت عم جنه.
ابتسم لأسمها وكأنه ارتاح ووجد ضالته يقول :ياحبيبتى يا تهانى.......
الفصل الخامس
بعد مرور ايام كان محمود يقف مع أسرته يتأمل مشروعه الجديد.. يرجو من الله أن يكن فتحة خير ومصدر رزق له ولأسرته.
المكان عباره عن عربة من معدن مصنوعه بشكل لطيف واولوان مبهجه تعكس روح اصحابها وما يقدموه وبالفعل تجذب انتباه الماره.
وقفت لجوار والدها تساعده بحماس.. فكرة انها كانت السبب برفد والدها صعبه للغايه لا تجعلها تغفوا يوميا.
وفكرة انها تحدت الظالم وانتصرت عليه لها لذه اخرى... لذه من نوع خاص ولكن رغم تلك اللذه إلا إنها بالفعل تتمنى لو يتوقف عن الركض خلفها فالأمر اصبح مزعج للغايه خصوص على والدها فظهوره الدائم اسفل بيتهم بمنطقتهم الشعبيه آثار الاقاويل حولهم.
عادت من شرودها على صوت تألفه جيدا... مجرد سماعها لصوته يرقص قلبها وتتقلص معدتها تقلصات متعدده.
كان ينظر لها مبتسما ويقول :الف مبروك... عرفت ان كل الديكورات دى زوقك.
كانت تنظر له بانبهار... تراه فارسها.. فارس احلامها المغوار.
هذا هو الحبيب على حق.. شاب وسيم... خلوق.. من نفس سنها.. كل فتيات الحاره تعشقه.
وليس ذلك البغل العجوز المتعجرف.
عينيها تلمع بانبهار عجيب له وهو مازال يقف مبتسما حتى اسعفها لسانها ونطقت:الله يبارك فيك يا كريم.
كريم :مبروووك... المكان تحفه بجد.
جنه:بجد عجبك.
كريم:اوووى.
صمت قليلاً يلاحظ ارتباكها ليبتسم متسائلا:عامله ايه يا جنة.
وجد من يحتضن وجه تحت إبطه كرجال الشرطه ويجيب هو :عامله كويسه يا حبيبى.
نظر لجنة متسائلا بغضب:مين ده؟
توقفت موسيقى الاحتفال على أثر صراخه الغاضب وتوجهت أنظار الكل لهم.
قبل ساعه من الان
خرج من غرفة اجتماعاته يسير سريعا وخلفه كالعادة مساعدته تحاول مجارات خطواته السريعه وهى تخبره بباقى التزاماته لليوم.
جلس أخيراً على مقعده خلف مكتبه وهو يفرك عينه من التعب قائلاً :بس بس... اريح شويه وابقى تعالى كملى.
السكرتيرة :حاضر يا فندم.
سليمان :وابعتيلى قهوتى بسرعه.
السكرتيره:حاضر.
ارتفع رنين هاتفه فنظر لهاتفه بتعب ولكنه انتبه عند رؤيته لرقم المتصل.
انه الشخص المكلف بتتبع صغيرته... نظر لعدد المكالمات الفائته بزهول يبدوا انه اتصل به كثيرا.
فتح الخط على الفور يقول :الو..خير يا فتحى... فى حاجة حصلت لجنة؟
فتحى :انت فين يا باشا انا من اول اليوم بحاول اوصلك.. وفى الآخر بتروقنى انا وبتقول عليا نايم على نفسى
سليمان :اخلللص انا فى اجتماعات من اول اليوم ومش فايقلك وكنت عامل موبيلى سايلنت ولسه مشغل الصوت... اخلص وقول جنة حصلها حاجة يا حيوان انت.
فتحى:لأ ياباشا دى حته فرحانه ومزقططه ولابسه فستان شيفتشى.
هب من على مقعده يضرب بيده على المكتب وقد اكلت الغيره قلبه يردد:انت بتقول ايه يا حيوان انت... انت مش عارف انا ممكن اعمل فيك ايه.
فتحى :يابشا انا خدام جنابك وبنقلك كله صوت وصورة زى ما معاليك أمرت وهو ده الى انا شايفه قدامى.
هز رأسه بجنون يقول :شايف ايه وصوت وصورة إيه.
اتسعت عيناه وكأن السنه النار تندلع منها يسأل :لاهى فين ولا بتعمل ايه عشان يبقى صوت وصوره؟
فتحى :شوف ياباشا احنا فى شارع *****على النيل طس كده.
سليمان بنفاذ صبر:اخلص يازفت انت هتنقطنتى.
فتحى :بص ياباشا ومن غير عصبيه انا الصراحة مش عارف هما عملوا كل ده امتى بس هما تقريباً عندهم افتتاح حاجة النهاردة مشروع تقريباً حته اسمه سينابون جنة... بس ايه حاجة كده...
صمت بزهول وهو يستمع لإغلاق الهاتف بوجهه.
فقد وقف سليمان والدم يجرى بعروقه يتوعد لها... كل يوم تتمرد اكثر واكثر.. ومتى حدث كل هذا... هو متأكد بأنه قد اغلق كل الطرق أمام محمود من ذا الذى ساعده.
عودة للوقت الراهن.
تجمهر الكل حولهم وأولهم محمود الذى اندفع يحاول إبعاد ذلك الهمجى عن كريم.
ولكن اولا وضع جنة خلف ظهره وهو يبعد كريم عن يد سليمان التى يحكمها حول عنقه.
محمود :انت اتجننت يا جدع انت.. واقسم بالله انا نظرتى فيك ماتخيبش.. انت مريض نفسي ومحتاج تتعالج... روح شوفلك داهيه اتعالج فيها بدل ما انت مطلوق على خلق الله... اوعى سيب الواد.
سليمان بغضب جم:اسيب مين ده هطلع عين امه دلوقتي... بقا انا انشغل يوم بليله ارجع الاقى المهزله دى.
محمود من بين أسنانه :لم نفسك وسيب الواد... واتفضل يالا امشى من هنا.
سليمان :انا عايز افهم إيه الى بيحصل هنا بالظبط.
تقدم احد الحضور ولم يكن غير المعلم سلطان يحاول التحدث معه:بس بس كده ووحد الله.. سيب الواد بس وقولنا انت مين وتعرف كريم منين.
زاد ضغطه على عنق الفتى يصك اسنانه بغل وهو يدرك أن الذى تحت قبضته هو ذلك المدعو كريم الذى أخبرته بشأنه تلك الفتاه.
لاحظ سلطان كل ذلك الغل والقوه فتحدث سريعاً :استهدى بالله ياجدع فى ايه مش كده سيب الواد... أدك ده؟
سليمان وقد تحكمت به غيرته :مش سايبه انا هحرمه يقرب منها.
سلطان :هى مين دى... انت فى حد يخصك هنا.. احنا هنا كلنا اهل وولاد حته واحدة وانت عدم الامؤاخذه انا اول مره اشوفك.
سليمان وهو يشير على جنه بجنون مختل :دى تخصنى.. ومش هسيب دبانه تقرب منها.
صمت الجميع بزهول وسلطان يقلب النظر بين هيئة سليمان فهو واضح عليه السن جدا بالاضافه الى طوله المبالغ به وحجمه ايضا.. وهيئة جنه تلك العصفور الصغير بفستانها الأخضر هذا كأنها عصفور من عصافير الزينه.
الشكل والهيئة غير متوافقة او مناسبة لا من قريب ولا من بعيد على الإطلاق لذا انطلق لسانه باندفاع سلطان المعهود عنه يقول :اخس الله يخيبك.
سليمان :نعم؟
حمحم سلطان يدرك أبعاد الموقف خصوصا بعدما اقترب منه زكريا يهمس له:لم معاه الليله يا معلم ماتنساش ده مكان اكل عيش مش عايزنها تقلب بعاركه هنا.
وافقه سلطان الرأى وهو يؤكد له بعينه ذلك ثم نظر لمحمود وجده متحفز لأى اشتباك فقال لسليمان بتروى:مش القصد بس يعنى دخلتك كانت حاميه.. ماينفعش يعنى تعمل اللقطه دى وسط الشنبات الى حاضره دى كلها.. شكلك صايع وتلقطها وهى طايره.
سليمان :عايزنى اعمل ايه يعني وانا قاعد فى شغلى يجيلى خبر انها واقفه هنا وبتترقص.
اندفع محمود يزجره:هى هبت منك ولا اييييه.. ماتصحى كده للكلام ايه بتترقص دى.. انا بنتى مافيش زيها... واصلا وانت مال اهلك انا عايش مامتش وطول مانا عايش بنتى تعمل الى على كيفها.... وبعدين تعالالي هنااا.. انت ممشى ناس يراقبوها ولا ايه.. ده انت سنتك سوده.
هم ليهجم عليه ولكن حال بينهم سلطان يقول :اهدى يا محمود... ده مكان اكل عيش ولسه بنقول يا هادى.
محمود :انت مش شايف الفجر والبجاحه.
سلطان :شايف الصراحة.
سليمان :نعم.
سلطان :لا بقولك ايه... انا المعلم سلطان... ابقى انزل مصر القديمه بس كده واسأل عليا كله هيقولك ان فتحة الصدر دى ماتنفعش معايا ولا تنفع بردو مع اخويا وحبيبي الاستاذ محمود.. تعالى كده سكه وطريق على الهادى.. هتتكلم نتكلم.
سليمان بدون اى مقدمات :يجوزهالى.
سلطان بزهول:هى مين عدم الامؤاخذه؟!
سليمان بعصبيه:هيكون مين... جنة.
سلطان بتروى:يابنى قول كلام يتعقل... انت مش شايف انت عامل إزاى وهى عامله إزاى.. ماااينفعش.
رغماً عنه ضحك وهو فقط يتخيل ويحاول إيصال مقصده.
سليمان :انا مش بهزر هنا.
حاول سلطان كبت ضحكاته وهو ينظر لعايده التى تقف على احد الجوانب تتابع مايحدث بزهول وتكبت ضحكاتها بصعوبه وهى تدرك مقصد زوجها هى الأخرى.
حاول التوقف عن الضحك يمد يده بهدوء يحرر ذلك المسكين من تحت يده قائلاً :على الهادى.. على الهادى بس احنا عايزين نحل والى بتعمله ده هيزود الطين بله ولا انت مش عايز تحل ولا ايه.. سيب الواد... سيب ياجدع الله.
أخرجه سليمان من بين قبضته العنيفه يتنهد بصعوبه لكنه بالفعل يريد الوصول لحل.
تنهد سلطان يشير لمشغل الموسيقى بان يعيد تشغيلها حتى يبدأ الكل بالاندماج معها عنهم ويستمر الاحتفال.
وتقدم يجذب سليمان له يجلس معه على أحد المقاعد قائلاً :طلباتك.
محمود باندفاع وسخريه :يتجوز جنة... مفكر نفسه قاعد في الجنة.
سلطان :استهدى بالله يامحمود عايزين نحل.
سليمان :قبل اى كلام تروح.
سلطان :ايه؟! ماعلش مش فاهم.
سليمان:جنة... تروح.
محمود وهو يهم بضربه :ده هيتحكم فى بنتى... ده عبيط واقسملك بالله يا سلطان عنده نسبة عته.
اخذ يشمر عن ساعديه يكمل بغل :وعظيم بيمين بقا لاكون انا الى معالجه بالصدمه أدام هو مش عايز يروح من نفسه يتعالج.
منعه سلطان بقوه مهدأ اياه :احنا قولنا إيه يامحموووود... استهدى بالله ياسيدى احنا في مكان اكل عيش.
سليمان بملل:كل ده مش قصتى... انا عايزها تروح... ماتقفش قدام حد بفستانها ده كده.
كل ذلك وهى كالكومبارس الصامت... احيانا تكن مزهوله وأحيانا مصدومه من جرئته بالحديث وأحياناً أخرى يود لسانها بالنطق لكنها تتحكم به بصعوبه لوجود والدها وتدخل المعلم سلطان أيضا.. تقف خلف ظهر والدها تحتمى به ولكن تتابع كل ما يحدث بترقب.
سلطان :طيب نهدى بس كده وانا اصلاً كنت مروح دلوقتي هاخدها معايا في طريقى.
محمود :انت إيه الى بتقولو ده يا سلطان انت هتخلى كلمته تمشى على بنتى على حياة عينى ولا ايه؟!
سلطان :لأ انا اتدخلت وانتو الاتنين هترضوا بحكمى.
محمود :الكلام ده عندنا فى الحاره عند ولاد البلد لكن ده مايعرفش حاجة عن احكامنا دى.
سلطان :ليه يعنى جاى من باريس فى كيس.... استهدى انت بس بالله خلينا نكمل الافتتاح وهى كده كده ثانويه عامه ولازم تذاكر وحتى الجو بدأ يبرد احنا على النيل عدل فأنا هروحها معايا.
هم محمود ليعترض مجددا :انت بتقول ايه يا سلطان ماهو كده يبقى مشى عليا وع..... قاطعه حديث سليمان بملل ونفاذ صبر:استنوني بس ماعلش... تروح مع مين؟!! على اساس انك مش دكر مثلاً عشان اسيبها تروح معاك انت شايفنى داقق عصافير.
لهنا وسلطان هو الذى فقد تحكمه باعصابه ليهدر بغضب:لأ بص انا على أخرى منك ومطول بالى عليك مع ان ده مش طبعى.. انا مش أهطل زيك عشان ابص لعيله فى سنها.
احمرت عينيه يقف امامه يردد :انا أهطل؟!
سلطان بنفاذ صبر:بص عشان انا جبت اخر أخرى... انا معايا المدام والعيال هاخدها فى طريقى وده مش خوف منك ولا بكده تبقى مشيت كلامك علينا احنا كفاءه نقوم بيك ده انت بطولك وسطنا بس ضربه منى ضربه منك هتبقى ليله واحنا مش هنبوظ افتتاح الراجل... فأنت مقدماكش حل غير إنك تاخد بعضك وتروح.... قولت ايه؟
صمت يزن حديثه.. وجد انه اقرب الحلول فأماء موافقا ليتحدث محمود :ايه اللي عملته ده ياسلطان.. انت كده مشيت كلامه عليا وعلى بنتى.
سلطان :عيب عليك.. بقا انا اعمل كده؟بس زى ما قولتلك ده افتتاح واحنا بنقول يا هادى ودافعين كل الى حيلتك فى حتة المحل ده وكده كده الوقت اتأخر انت اصلاً هتفضل هنا تقفل انت والست داليا وانا هروحلك جنة ومازن مع عيالى مش حوار يعنى عدى الليله.
تدخل ذلك الطفيل اللزج يخبرهم بنفاذ صبر :يالااا ولا اوصلها انا.
محمود لسلطان :هضربه.
سلطان بجهل حقيقى :عترتوا عليه فين الاعته ده ولا عرف طريقكوا منين؟!
محمود بقلة حيله : أهو.. ربك.
سلطان :سبحانه.
أشار بعينه لعايده يقول :يالا ياعبده.. تعالوا مع جنة يالا.
سار خلفهم يتأكد انها بالفعل غادرت ثم نظر لمحمود قائلاً بانتصار مستفز:سلام... نتقابل قريب يا حمايا.. فى كتب الكتاب ان شاء الله.
محمود :ده بعدك.. ولو السما انطبقت على الارض.
رفع كتفيه يرد باستفزاز:من غير ما تنطبق... وزى ماقولتلك هنتقابل قريب.. جايلك بالى عمره مايخطر على بالك.
غادر بزهو تاركا محمود خلفه يفكر بحيره عن مغزى حديثه خصوصا بعد كل الثقه التى رآها فى عينه.
_____________________________
فى سياره سلطان.
جلس يقود وبالخلف جلست جنة مع اخيها واطفال سلطان.
اما عايده فكانت تجلس لجوار سلطان متأنقه فى عبايه زرقاء مزركشه بالذهبى تتحدث بزهول:انا مش قادرة استوعب الى حصل لحد دلوقتي.. مين ده وعرفك منين اصلاً ياجنة.
جنه :ولا اعرف يا ابله عايده... ده كان يوم مهبب لما جه فيه الحاره.
عايده :وواحد زى ده جاى حارتنا ليه ولمين؟
جنه :انا عارفه ياكش كانت ايدى اتشلت قبل ما احكله العربيه ماكنش لا شافني ولا... صمتت بعدما تجمعت الخيوط برأسها :تهانى.
عايده :مالها.
جنة:تهانى بنت عمى شغاله في شركته وكان نازل يومها من بيتها انا إزاى ما خدتش بالى.
عايده :وهو ماله بتهانى.. هو بيروح يزور كل الموظفين الى عنده مثلاً !.. لأ لأ فى حاجة مش مظبوطه.
اما سلطان فقطع الحديث يتفاخر بحاله امام عايده يقول وهو يغمزها:بس إيه رأيك في جوزك... ظبطه.
عايده بفخر:ايوه.
ضحك سلطان ثم قال :عايزين ليله ح.... قطع حديثه وهو يجدها تمنعه بعينها محذره تشير على جنه فقال :طيب طيب ماشى... شويه ونروح يا جميل.
ثم رفع صوته قليلاً يقول :على فكره فرح زكريا كمان يومين.. انتو عارفين.
جنة:اه عزمنا طبعا.
سلطان :ربنا يكملهم على خير يا رب.
_____________________________
صباح اليوم التالى.
فى قصر الظاهر
جلس شوكت يحتسى قهوته الصباحيه فى حديقة القصر فتقدم زياد ابن ابنته وماهر ابن اخيه يجلسان لجواره.
ماهر بفضول واستغراب:بس غريبه يا عمى.. سليمان ماكنش على الفطار النهاردة... دى عمرها ما حصلت... ده حدث.
شوكت بغضب طفيف:بلا حدث بلا بتاع... ماجراش حاجة لكل ده.
ماهر بخبث:لا بس ياعمى ده الكل ملاحظ سليمان مش على بعضه خالص... ده مكهرب كل الموظفين فى كل الفروع وكله بيتكلم على حاله المتغير هوووواا.. هو بيتعاطى حاجة يا عمى؟
هب شوكت من اتكاءه ينظر له بغضب ونيران تندلع من عينه وحتى نبرة صوته :انت اتجننت يا ماهر... ازاى تجرؤ وتقول على سليمان ابنى كده... انت نسيت نفسك ولا ايييه... ولا عشان تعب يومين شميت نفسك وطلعلك صوت... فوق لافوقك.
حديث شوكت آثار غضب ماهر فتحدث بهوجاء:روح شوف ابنك الى عامل زى ما يكون مدمن ومش لاقى جرعته قبل ما تقعد تقولى شميت نفسى ولا لأ.
غادر بغضب وهو يسمع شوكت يقول بغضب نارى:اخرس.. بس خلاص كل ده هيخلص وقريب وكل حاجه ترجع لوضعها.
ظل صدره يعلو ويهبط واضطربت أنفاسه فاقترب منه زياد بلهفه:جدى جدى.. اهدى أهدى.
شوكت من بين أنفاسه المتهدجه:كل ده لازم يخلص... سليمان لازم يتجوز البت دى كفايه تلسين ولعب لحد كده.
زياد باستغراب :بنت مين ويتجوز إيه... انا مش فاهم حاجة.
شوكت :مافيش.. مافيش.
لكن زياد بدأ يستجمع هو بعض الخيوط ويفسر:خالى سليمان بيحب واحدة؟! وهى الى عامله فيه كده؟! معقووول!! سليمان الظاهر يحب.... ياترى دى عامله إزاى الى تعمل فيه كده.
غرق فى بحر أفكاره وشوكت لجواره يسمعه صامت ماذا لو علم انها طفله... ماذا لو علم الجميع أيضا.
_____________________________
مرت ايام وهى لا تجيب على اى من اتصالاته ولا اى رقم غريب لربما يكن هو.
وها هى الآن تقف ترقص وسط حفل زفاف زكريا.
والكل مندمج سعيد ولم ينتبه احد لذلك العاشق الولهان الغيور.
يقف بعيد تأكله نيرانه وهو يراها... تقف بهيئتها الناعمه الساحره التى خطفت لبه وقلبه من اول وهله.
لن يقف ينتظر كثيرا... ولن يترك غيره يتمتع برؤيتها... أيضا يريد تفسير مفصل عن ذلك المدعو كريم.
اخذ قراره سريعاً وبعث لها رساله من رقم جديد محتواها (قابلينى تحت البيت)
لسوء حظها او لنقل غباؤها دفعها فضولها لترى ماذا هناك.
تحركت بهدوء لم يثير انتباه اى شخص.
وخرجت من الباب ثم هبطت سلم البيت .
كان يختبئ أسفل نهايه الدرج ومن خلف ظهرها حيث توليه اياه ضغط باحتراف على احد اوردتها ضغطه طويله أفقدتها وعيها.
استغل انشغال الكل بالعرس ووضعها بسيارته وغادر.
بعد ساعه تقريباً
رمشت باهدابها عدت مرات أثر ذلك الشئ الذى تسلل لأنفها تحاول الاعتياد على الضوء العالى المواجه لها تقول بضياع :انا فييين؟
استمعت لصوته البغيض يردد بلهفه كبيره :انتى فى حضنى يا جنتى.
استفاقت لحاله تدرك وضعها.. وانا بالفعل داخل احضانه.
فانتفضت بصراخ:احنا فين.
كبت محاولتها فى الإبتعاد يقول :مش مهم فين المهم انك فى حضنى ياحبيبتي... وحشتينى... وحشتينى اووى.
صرخت بوجهه تستوعب وجودها على نفس اليخت :انا إيه الى جابنى هنا.
صمتت قليلا ثم اكملت باتهام:انت الى بعتلى الرساله.
سليمان :أيوه انا.
جنة:خطفتنى.
سليمان :واحدة بواحده.. زى ما انتى خطفتى قلبى وروحى وخطفتينى انا شخصياً.
جنة بجنون:يا اخى افهم بقا انا مش بحبك ومش بحب اشوفك.
اتسعت عينه وكانت مرعبه يتقدم منها يتحدث من بين أنفاسه بيأس وتعب:لييييه... انا اعمل كل ده ويبقى ده حالى فى حبك وانتى مقبلاه بكل الكره والرفض ده لييه؟!
ازاحت يده عنها بعنف تخبره:عشان انت ظالم... مفترى... يمكن اكون انا نارك على الأرض.
سليمان وهو يقترب منها بخطوات مدروسه مرعبه:انا الى زييى ناره عند ربنا... عارف انى لما اموت هروح جهنم بس على الارض هعيش جنتى... وانتى جنتى على الأرض.
قال آخر كلماته يضمها له بقوه بكلتها يديها يعتصرها وهو يقبلها بعمق ويأس مع نفاذ صبر.
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا