القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روماا الفصل الحادى الاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )

 رواية روماا الفصل الحادى الاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )




رواية روماا الفصل الحادى الاربعون والثانى والاربعون والثالث والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )




٤١


فضلت ساندة عليه بإيديا وأنا ببُص لعيونه وملامحُه ودايخة ومش مستوعبة من الدوخة إن دا حقيقي، إننا قومنا من ترابيزاتنا وواقفين قُصاد بعض كدا 

فـ قولت بنبرة كُلها تعب: حسن. 

صوته إخشن عن الأول فـ قالي بهمس: يا دُنية حسن. 

ساعتها دوخت خالص وحسيت إني بفقد الوعي، مسكني هو من ظهري سندني وهو مصدوم، عمو جلال إنتبه لما ملقاش حسن وراه وولاء كمان، وحسن حط إيدُه تحت رجلي والتانية تحت ضهري ورفعني بين إيديه على الأرض وهو بيقول لعمو جلال بـ رُعب: هاخُدها للمُستشفى!! 


فتحت عينيا ولسه الدوخة موجودة، وسقف الأوضة اللي أنا فيها هو اللي قُدامي وبيتحرك يمين وشمال، غمضت عيني جامد وفتحتها تاني لقيت حسن قاعد قُدامي وساند بدقنُه على طرف الكنبة، وباصصلي.. لما شاف عيوني أتفتحت إتعدل بـِ هدوء وهو بيشيل خُصلة شعري عن وشي وبيقول: روما. 

إتعدلت أنا بالراحة فـ شاورلي بإيدُه وقالي: إستني عشان متوقعيش، هنروح المُستشفى نتطمن عليكِ. 

لما إتعدلت إكتشفت إنُه قُدامي بالفعل، كُنت نايمة على كنبة في إستراحة صغيرة Vip وولاء قاعدة معانا. 

سحبت شنطتي وقولت بضيق من غير ما أبُصله: مُتشكرة أنا بقيت أفضل، عن إذنك. 

خرجت من الأوضة دي بسُرعة على قد ما أقدر يعني عشان لسه الدوخة موجودة، سمعت صوت خطوات ورايا في القاعة وعرفت إنُه حسن لكن موقفتش مشي، لغاية ما خرجت من القاعة ووصلت لـ الباحة الداخلية اللي فيها عزف البيانو

حسن قالي بنبرة مجروحة: غصب عني يا دُنيتي. 

وقفت انا وساعتها دموعي اللي كتماها من ساعة ما شوفتُه نزلت، الناس كُلها كانت في القاعة وأنا وهو وعازفة البيانو الأجنبية بس اللي في الباحة. 

لفيت وبصيتلُه ودموعي بتنزل: غصب عنك؟؟ من إمتى كان حد بيغصبك على شيء؟ سنة! غيبت عني وسيبتني سنة بتعذب عشان مش بشوفك بعد ما علقتني بيك وجاي تقولي دُنية حسن، وحسن عاش إزاي سنة من غير دُنيته، إيه كانت إقامة جبرية في جُهنم. 

عينيه إحمرت وهو بيقطع المسافة بيني وبينُه وبيوقف قُدامي وبيقول: صح! أي مكان مبتكونيش فيه بيكون جُهنم، والله ما كُنت مسافر أنا لما نزلت من عندكُم بعد ما تم رفضي للمرة الأخيرة، عمي جلال هو اللي حجزلنا تذكرتين وسافرت معاه كان المفروض السفر ثلاث أيام، بعدها رفض نزولي مصر 

مقدرتش أتواصل معاكِ، معنديش أي مُبرر لسفري فجأة، كُنت طول السنة دي بتعذب زيك وأكتر، كُنت حاطط إيدي على قلبي إن حد يتقدملك وتوافقي، أنا إستنيتك سنين وممليتش حُبي ليكِ، وإنتِ مستخسرة فيا سنة! 

روما بعياط: أنا فعلًا هشوف حياتي، كُنت بتقولي مش بتقدر تتخلى عني فجأة سافرت وغيبت سنة، هفضل كُل دا مستنياك تاني ليه، مكونتش بنام وكُنت بروح عند المعرض بتاعك كل شوية على أمل أشوفك، طالما قدرت تبعد سنة كملها، لولا إنك شوفتني صُدفة مكونتش هتعرفني إنك رجعت مصر أصلًا. 

حسن بألم: لا! يشهد عليا ربنا إني كُنت جايلك قبل ما اروح بيتي حتى، وعشان ربنا عارف كويس إن مفيش أي ست إتخلقت خاطفة كياني زيك، خلاني أشوفك هِنا. 

كُنت بترعِش، وأنا ببُصله من فوق لتحت بقهر وألم، جيت أمشي مسك دراعي وقال: قوليلي أعمل إيه تاني عشان تكوني ليا، عملت كُل حاجة ممكن أي حد يعملها، قوليلي حاجة واحدة بس أعملها وهعملها. 

سكتت أنا لإن نبرتُه كانت وحشاني، وعينيه، وبرفانُه.. قرب مني ووقف قُصادي، أنفاسُه كانت دافية وقالي: أي حاجة تخليني أحضُنك من غير حدود، تخليني أحِس إني على قيد الحياة، بدل ما تهربي مني جاوبيني. 

رجعت شعري ورا وداني فـ كان بيتأمل شكلي كُله بعشق وشوق، شعري وفُستاني وعينيا وشفايفي وخدودي.. 

مد إيدُه ومسح عينيا فـ بصيتلُه وقولتله: قولتلي خليكِ قوية عشاني وعملت دا، لكن أكون قوية إزاي وإنت مش هنا؟ مش هعرف أسامحك على إنك سيبتني مرة، إنت عمال توجعلي في قلبي بتصرُفاتك اللي بتعقد الدُنيا بيننا، مكانش بيهون عليك متشوفنيش يوم، سنة إزاي! 

حسن كان سرحان فيا بطريقة غريبة، رومانسية وكإنُه هياكُلني

وقالي بهدوء: أعمل إيه عشان تكوني ملكي. 

التوتُر والحُزن تعب معدتي زيادة فـ حطيت كف إيدي على بطني وأنا بتألم، حط كف إيدُه فوق كف إيدي اللي على بطني  وكان قُريب مني وهو بيقولي بنبرة هيام: أعمل إيه عشان يكون هنا في الحلال حِتة مني جواكِ. 

وقفت عياط

وكُنت برمش بعيني كذا مرة، رفع حواجبه الإتنين بتساؤل وقال بهمهمة حزينة:  همم؟ ليه صعب تكوني ملكي للدرجة دي؟ 

جيت أشيل إيدي من على بطني مسك إيدي وباس باطِن إيدي

فـ بلعت ريقي وقولتله بتعب: حسن.. 

رد وقال بهمس: يا عيونُه. 

قولتله بتعب:  أنا دايخة ومعدتي تعبانة، سيبني أمشي من فضلك. 

قالي بـ لا مُبالاة للحفلة: هوصلك. 

حركت راسي يمين وشمال وقولتلُه: لا ميرسي هعرف أروح. 

شد على إيدي جامد وقال بقلق وضيق: هوصلك!! دا مش أوبشن. 

سحبت إيدي وقولتله بعصبية: ملكش عندي حاجة عشان تتشرط. 

كشر وقالي: ليا عندك كُل حاجة، كياني كُله عندك. 

رجعت شعري ورا وداني فـ سحبني من إيدي وخرجنا من القاعة 

فوني كان بيرن من المدير عشان أكيد ولاء عرفتُه اللي حصلي، بس مقدرتش أرُد

وصلنا عند العربية

و... 


يتبع..


٤٢


وصلنا عند العربية وفضلنا واقفين، حسن كان بيبُصلي بحُزن وشوق وأنا كُنت ببُصله بعتاب وألم، قالي بنبرتُه الحنونة: مُمكِن تركبي هوصلك بس؟ 

قولتله بنبرة مجروحة:  إنت وصلتني فعلًا، وصلتني أسأل نفسي كُل يوم في غيابك هو كان بيحبني ولا لا، وصلتني حتى إني أستسخف نفسي عشان سمحت لمشاعري تتجاوز عقلي وتروحلك. 

قرب مني حسن، كُنا واقفين على الباركينج الصحراوي اللي في وش الفُندق، الهوا كان بيطير شعري.. 

بص ليا وعيونه بتتحرك على كُل جزء في وشي:  أنا مِن إمتى إستسلمت وضعفت وسيبتك، غير بس لما حسيت إني بأذيكِ في وجودي، بس مقدرتش.. مقدرتش أفضل هناك وأبعد أكتر. 

بصيت للأرض وأنا بعيط فـ مسك دقني وخلاني أبُصله وهو بيقول: أنا عايزك تبُصيلي، عشان أشوف أجمل عيون في الدُنيا. 

نقلت عينيا ونظراتي بين عينيه، فـ مسح دموعي تاني وهو بيقول: بس مشوفهاش بتعيط وموجوعة ابدًا. 

فتحلي باب المقعد اللي جنبُه، وركبت لإني كُنت تعبانة بالفعل ومفيش فيا حيل للجدال، لف وركب هو وبص ليا وقالي: نروح للمُستشفى بس أتطمن عليكِ وبعدين أوصلك.

فتحت باب المقعد بتاعي وجيت أنزل مسك حسن إيدي وشدني للعربية عشان أقعُد تاني، قفل الباب بإيدُه التانية وهو بيقول: مش بضغط عليكِ، أنا بس خايف عليكِ. 

قولت بضيق من غير ما أبُصلُه: لا كتر خيرك بجد، قلقان فعلًا ويهمك أمري. 

سكت بحُزن وحرك العربية، ساق بينا وأنا باصة للإزاز وكُل شوية ينزل دموع من عيني غصب عني، قولت "تؤ" بضيق من الدموع اللي مش راضية توقف، لقيتُه وقف العربية على جنب الطريق السريع والعربيات رايحة وجاية، قولتلُه بنبرة مبحوحة من العياط: حسن من فضلك يا تتحرك يا تسيبني أنزل أمشي. 

بلع ريقُه وقالي بنبرة حزينة: إتحركت كتير أوي ناحيتك، كُل ما كُنت أقربلك أحسك بتبعدي أكتر، قطعت أميال من الوقت والتفكير عشان أطولك، حاسس إن نفسي هيتقطع يا روما. 

ساعتها قلبي إتقبض مِن كِلمتُه، لفيت وبصيتلُه وقولتلُه بقلق:  بعد الشر عنك. 

إتنهد وهو باصصلي وقال: نفسي الشر يبعد عني وتقربيلي إنتِ، الحنية اللي في عينيكِ دي تخليني أتمنى أعيش العُمر كُله معاكِ تحت سقف واحِد، وساعتها مش هتمنى حاجة تانية لإن خلاص، خدت اللي بحلم بيه. 

قولتلُه بنبرة إشتياق: وحشتني. 

إتعدل هو في قعدتُه وهو بيتنفس بسُرعة وبيقولي: قولتي إيه؟ 

بصيتلُه بإبتسامة موجوعة: وحشتني يا حسن، أوي. 

حط إيدُه ورا رقبتي وسند راسُه على راسي وهو بيقول: يا كيان حسن، وكُل دُنيتُه. 

بعدت راسي عنُه حاجة بسيطة فـ حط إيديه الإتنين على خدودي وهو بيقولي بنظرات تأكيد: هتكوني ليا، عاوز أتنفسك يا روما، تعبت أتخنق من غيرك. 

لويت بوقي عشان معيطش وقولتله وأنا قُريبة منه: مينفعش تمشي وتسيبني وتغيب تاني حتى لو، لو محدش وافق نكون سوا. 

حسيتُه تاه في ملامحي وطريقتي وقالي: مقدرش، مش هعرف أعمل دا تاني، أحرم نفسي منك إزاي. 


لأول مرة حسيت روحي ردت ليا، كان جوايا عتاب كبير ليه بس داب لما حسيت إنه واحشني أكتر من إحساسي بالزعل تجاهُه، القُرب منك دوا يا حسن. 


رجع هو بيتُه بعد ما وصلني وإتطمن عليا، وأول ما دخل حضنتُه والدتُه وهي بتقول بعياط: كدا يا حسن، تهون عليك أمك سنة متشوفكش. 

حسن بتعب: وحشتيني يا أمي. 

باست خدُه وهي بتقول: ربيت دقنك، إسم الله على راجلي.. تعالى إدخُل

دخل البواب الشُنط وحسن إدالُه بقشيش ونزل وقفل الباب، سمعوا صوت زفة برا فـ حسن قال: هي الأفراخ بقت تفضل لوقت متأخر في مصر ليه؟ 

رفعت إيديها للسما وقالت وهي بتدعي: عقبال عروستك ما تيجي هنا شايلها بين إيديك وأفرح بيك. 

إتنهد حسن وهو بيفتكرني وقال: أمين، أمين بجد. 

قالتلُه بسعادة: يلا إدخُل غير هدومك وخُد شاور وأنا هفضيلك الشُنط وأحُطلك الهدوم في الدولاب. 

دخل حسن أخد شاور وخرج وهو لابس قميص إسود مش قافل زرايرُه وبنطلون إسود، وبينشف شعرُه بالفوطة، لقى مامتُه قاعدة على سريرُه في أوضتُه وهي ماسكة علبة دوا وماسكة الفون بتبحث عن إسمها عشان تعرف دي بتاعة إيه

رفعت راسها وهي بتبُصله مصدومة وقالت: مموم يا حسن؟؟ بقالك أد إيه بتاخُده. 

بص حسن بتعب للعلبة وكان حاسس إن نفيش فيه حيل للجدال فـ قال: مكونتش بعرف أنام من غيره، عقلي مكانش بيوقف تفكير. 

والدتُه بضيق مني: بسبب روما برضو! 

قال حسن بنبرة تعبانة: أنا بحبها، مقدرش أعيش من غيرها.. حاولت ودي كانت أسوأ مُحاولة عملتها في حياتي. 

والدتُه بمكر: عارف هتنساها إمتى؟ لما تتجوز وتخلف من واحدة تانية ساعتها كُل عقلك وتفكيرك يبقى لمراتك وإبنك، وهي تشوف حالها. 

إتعصب حسن وقال: أنا حالها، ومينفعش واحدة تبقى على ذمتي غير روما، مينفعش يبقى جوة حد حِتة مني غيرها 

المكانة دي ليها هي وبس. 

هدي شوية وعينيه رفت وقال: أسف يا أمي مقصدش أعلي صوتي، بس لو ليا خاطر عندك بلاش السيرة دي. 

والدتُه وهي بتقوم ومش عاجبها الحال: طيب أنا هقوم بس هاخُد المنوم دا معايا. 

حسن بإستسلام: خُديه أنا كدا كدا هعرف أنام إنهاردة من غير تعب. 

خرجت من الأوضة فـ رمى جسمُه على السرير وهو باصص للسقف، مسك فونُه وفتحُه وفتح السوشيال أخيرًا، وأول حاجة بعتهالي كان ريكورد، ثلاثين ثانية مقطع من أغنية. 


كُنت غيرت هدومي وخدت شاور أنا كمان عشان أفوق من الدوخة، قعدت على طرف السرير ولقيت مسچ وصلتني من حسن 

فتحتها لقيت الريكورد ولما شغلتُه كان 

" وببقى هموت وأشوفها وأد إيه بيوحشني خوفها كسوفها لما بكون واحشها دي دُنيا كُنت هموت وأعيشها لقيتها فيها، حلم حلمت بيه، كُنت هموت عليه "

وشي إحمر وأنا شيفاه مُتصل الأن، رجع صورته على الواتس تاني وكان شكلُه شيك أوي بهدومه الراقية والشمس اللي مبينة لون شعرُه ومديالُه لمعة، فتحت صورتُه وبوستها وأنا بكلم الصورة وبقول:  كُنت واحشني أوي يا حبيبي، بعد الشر عنك من الموت. 


_صباح تاني يوم.. 


يتبع.. 



٤٣


_صباح تاني يوم. 


وقفت قُدام مراية أوضتي وأنا بلبس كوت بيچ على فُستان كريمي تحت الرُكبة وهاف بوت لونه أبيض بكعب ربطت شعري كعكه بفيونكة كريمي ولبست شنطة بُني. 

دخلت مِنة من غير تخبيط، كان عندها زيادة في الوزن بسيطة يعني حوالي خمسة كيلو، من ٦٠ لـ ٦٥ بسبب أكلها المُستمِر للحلويات طوال السنة لإنها بتعاني من إكتئاب، فتحت الباب وقالتلي بضيق: مجبتليش كيك الكيندر ليه؟ 

بصيتلها بعد ما لفيت الإسكارف البُني حوالين رقبتي وقولت: معلش ملحقتش لإن كُنت تعبانة، هجيبلك وأنا جاية أكيد. 

قالتلي بضيق: أو سيبيلي فلوس أجيب لنفسي أطلُبها أنا. 

شيلت شنطتي من على كتفي وفتحت المحفظة طلعت فلوس وإديتهالها وأنا بقول بهدوء: جيبي اللي نفسك فيه، مش ناوية ترجعي شُغلك؟ 

قالتلي بملل: مش الفترة دي، أنا مُنعزلة، لو مش عاوزة تديني الفلوس خُديها. 

قولتلها برسمية: مش دا قصدي، لإن شكلك تعبانة وزعلانة فـ الشُغل هيحسن نفسيتك شوية. 

قالتلي بتكشيرة: محدش هيحسن نفسيتي غير حسن. 

وخرجت وقفلت الباب! 

وأنا واقفة متصنمة مكاني، كُنت فاكرة إن سنة كافية تنسيها وكُل ما أقول الحال هينصلح يرجع يتعقد، لبست شنطتي تاني وخرجت من أوضتي عشان أنزل، الفرق بيني وبين مِنة وقت زعلي وإكتئابي مبيبقاش نفسي في أكل نهاىي، هي شهيتها بتكون مفتوحة. 

جيت عشان أنزل وقفني بابا وقالي بصوت حزين: مش ناوية تاخدي العربية تحركيها برضو؟ 

إتمسكت بدراع شنطتي وأنا ببتسِم بـِ بُهتان وبقول بذوق: لا يا بابا مُتشكِرة، في الشتا بحب أمشي مسافات طويلة مبتعبش. 

سكت شوية وهو بيضُم شفايفُه بمُحاولة لفهم معنى كلامي وقال: مش عايزة تاخدي مني لا عربية ولا فلوس، ولا بتاكلي معانا ولا بتاكلي كويس من الأساس، ليه يا بابا! بتعاقبيني عشان بحاول أكون أ.. 

قاطعتُه بذوق وقولتلُه: لا يا بابا العفو حضرتك مقامك ميسمحش ييجي في تفكيري كلمة أعاقبك بتصرُفاتي دي، أنا بس صفاتي إتغيرت مش أكتر بقيت بحب أقعُد مع نفسي يكون أكلي بسيط يحييني بس، بقيت بحب أتمشى وأتحرك من غير عربية.. أتمنى دا ميضايقش حضرتك. 

بابا بزعل عليا: أنا بس مش عايزك زعلانة مني، عايزك تتفهميني، بُكرة لما تكوني أم ويبقى عندك أولاد.. هتفهمي شعوري. 

قولت في عقلي بُكرة لما يكون عندي ولاد عُمري ما هاجي على حد عشان خاطر حد تاني، مش هفرق في المُعاملة. 

لكِن بصوت واضح قولت: عن إذن حضرتك عشان متأخرش. 

نزلت من البيت، ومِنُه للعمارة.. الشارع كان هادي وريحتُه تُراب مبلول، وثللج.. ضميت الكوت على جسمي والهوا عامل صوت صفير، البرودة مفيمة الرؤية الواضحة للشوارع. 

مناخيري ووشي بدأ يحمر. 

وصل لفوني مسدچ على واتس آب، خرجتُه مِن الشنطة وأنا ببُص على المسدچ كانت من حسن 

كتبلي " إنتِ فين، يا دُنيتي؟ "

كتبتلُه وأنا صوابع إيدي منمِلة من البرد "نزلت من البيت بتمشى عشان أروح الشُغل في نُص الطريق هركب تاكسي وخلاص". 

حسن يكتُب الأن.. 

.. 

"  أنا مشيت بعد البيت بشوية، خلاص شوفتك إركبي"

لقيت عربية حسن وقفت جنبي فـ إتخضيت، حطيت فوني في الشنطة وركبت العربية جنبُه وقولت وأنا باخُد نفسي: إيه اللي صحاك بدري كدا؟ 

حسن وهو بيهرُش في دقنُه بخفة: أنا واخد أجازة مِن كُل مسؤولياتي إنهاردة عشانِك، كان في مؤتمر مِن المُفترض أحضرُه، لقاء صحفي مع صحفية مِن جورنال ****

إجتماع في مكتب عمي جلال، كُل دا إعتذرت عنُه. 

قولتله بتضييق عين في مُحاولة فهم: عشان إيه؟ 

حسن بنبرة فيها حنين: عشانِك.. ممكن تعتذري عن الشُغل إنهاردة بحجة تعبك إمبارح؟ 

قولتلُه وأنا مستغربة: أيوة بس، بس هنعمل إيه طول الوقت دا. 

كان لابِس كوت رجالي إسود على هاي كول إسود، وبنطلون قُماشي رمادي عليه حزام لونُه هاڤان، وشوز رسمية بنفس لون الحزام. 

رفع حواجبه بتساؤل مستني مني رد، فـ خرجت فوني وبعتت ريكورد على جروب الشُغل ببلغهُم فيه بتعبي وبعتذر عن حضوري

وبصيتلُه وقولتلُه: مجاوبتنيش، هنعمل إيه طول الوقت دا. 

بصلي وقالي: هكون معاكِ ودا يكفيني 

إتحرك بالعربية، ووقف عند بحر كان فيه مركِب كبيرة فيها ناس، يعتب عائلات أجنبية.. 

وقف على حافة المركِب ومد إيدُه ليا، مديت إيدي وركبت معاه، العائلات كانوا يا مُستمتعين بالموسيقى.. يا بيتكلموا سوا

يا بيرقصوا تانجو

فـ قولتلُه بإبتسامة: إعتذرت عن شُغلك عشان تتفرج على البحر؟ 

سند على سور المركب وهو بيقربلي ومميل وقال: عشان أتفرج عليكِ، عشان أكون جنبك وبس. 

وطيت راسي بخجل وريحة برفانُه طمنتني من تاني، أيام غيابُه كُنت بركز في برفانات الناس يمكِن أشِم ريحتُه، ملقيتهاش 

رفعت راسي والهوا بيطير القوصة بتاعتي والشمس جاية على عيني، بص ليا هو بإنبهار وقال بهمس رجولي: بحبك. 

قولتلُه بكسوف:  حسن! 

قالي بنفس النبرة:  عيونُه. 

سكت وأنا مُبتسمة وباصة للبحر فـ قال:  عارفة لما نتجوز، وتيجي تهربي مني بعيونك بالمنظر دا، مش هسمحلك، كُلك مش هتعرفي تهربي مني لإن خلاص هنكون تحت سقف واحد، وعُمري ما هقبل بمُكافأة غير نظرة من عينيكِ. 

قولتلُه بتغيير للموضوع عشان فعلًا إتكسفت: شوفت صورك في أميريكا في بيدچات الشُغل، كُنت جد أوي حتى ردودك جد ومُختصرة حسيتك حد تاني خالِص. 

الشمس كانت جاية على عينيه وموضحة لونها وهو بيقول: دا حسن من غير روما، روبوت حرفيًا الإجابة على قد السؤال، إنما حسن مع روما،، فـ هو لـ روما بس.. 

قولتله وأنا باصة للأرض: أنا كمان زيك. 

حسن بمُغازلة: زيي إزاي، هو أنا حلو كدا؟ 

ضحكت ضحكة خفيفة وقولتله: أقصُد في غيابك، وبعدين إنت حلو فعلًا. 

سكت شوية وهو بيبُصلي مبيتكلمش، بيدقق فيا وبس فـ قولتله: ساكت ليه؟ 

لما نطق قالي: نفسي أتجوزك، لما نتجوز، على الأقل رُبع مشاعري ناحيتك هتفهميها لما نكون سوا، إنما الحواجز اللي بيننا دي كُلها، مضيقاني.. تتجوزيني؟ 


يتبع..

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع