رواية الثعبان الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم الكاتبه فريده الحلوانى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية الثعبان الفصل التاسع عشر والعشرين بقلم الكاتبه فريده الحلوانى حصريه في مدونة قصر الروايات
روايه الثعبان
الفصل التاسع عشر
سار بها وسط الليل الدامس ....بثبات ...بقوه ظاهريه...و لكن داخله يرتعش ...يشعر أنه عاد الي ذاك الطفل الضائع الذي يحتاج الي حضنً دافيء يحميه
جلس معها علي احدي الصخور الكبير ...يلتف حولهم ظلام الصحراء و هدوئها المرعب ...لا يسمع الا صوت وجيب القلوب التي ترتعش عشقا ..و رعبا
لم تتحدث ...و لن تسأله علي اي شيء ...ستعطي له كل الوقت كي يبدأ هو من حيث يريد ...لن تعلق علي حديثه الا عندما ينتهي
مسكينه ...قررت هذا و هي لا تعلم ما سيلقي عليها من كوارث عقلها لن يستوعبها
نظر للامام بعدما سحب نفسا عميقا كي يشجع حاله علي ما هو مقبل عليه
ثم قال بصوت خرج من هوه سحيقه لا يعرف لها نهايه : انا هفتحلك قلبي ....هقولك عالي مفيش حد فالدنيا يعرفه غير ...رامي و الشيخ بشار
موثقتش في حد فيهم طول حياتي ...نظر لها بعيون يملأها الرجاء ثم اكمل : بلاش تقاطعيني ...اسمعي للاخر و بعدها هسيبك تتكلمي براحتك
هزت راسها بهدوء رغم وجيب قلبها
تنهد بهم ثم قال : كنت طفل وحيد لاب سادي و ام ضعيفه....كنت بشوفو بيعذبها لدرجه الكوي بالنار ...و لو صرخت او حاولت تهرب كان يعذبني انا مكانها
كان بيجيب ستات زباله البيت يخونها معاهم قدامها ...محدش كان ليصدق عليه اي حاجه لو فكرت تشتكي منه ....كان انسان محترم و الكل بيحلف بيه لان محدش يعرف حقيقته الوسخه
طلعني مسخ....مجرد مسخ العيال بيتنمرو عليه و يضربوه....حتي الاكل كانو بياخدوه مني و مقدرش انطق ...لان مره اشتكيت ليه عشان يجيلي المدرسه و يجبلي حقي
ههههه ...حرمني من الاكل تلت ايام ....ربطني بحبل و رماني فالأرض عريان ...اعمل حمام علي نفسي مكاني و مقدرش انطق ...امي مفكرتش او مقدرتش تدخل تبص عليا لحد ما هو خرجني و انا مغمي عليا
كبرت عالحال ده لحد ما خلصت الاعدادي ...و لما دخلت ثانوي ...حاجه جوايا رفضت اكمل فالزل ده ...مكنتش قابل الي زمايلي بيعملو فيا
بس مكنتش عارف اعمل ايه ...و في عز ما انا بفكر ...روحت فيوم لقيت امي قتلت نفسها ...انتحرت ...عاشت ضعيفه و ماتت جبانه
أنانيه ...عمرها ما دافعت عني و أختارت الموت عشان ترتاح و تسبني معاه لوحدي ....منها لله مش مسامحها
خالي صمم ياخدني اعيش معاه بعد الي حصل لأخته الوحيده و الي مكنش بيصدق الي بتحكيه عليه
ااااه مانا نسيت اقولك اصله كان صاحبه ...الاتنين كانو ظباط فالجيش...كنت مفكر اني هترحم اخيرا من العذاب ...بس للاسف روحت لعذاب اكبر
خالي ممشي بيته كأنه كتيبه عسكريه ...النوم بميعاد الاكل الي يتأخر علي معاده خمس دقايق ميكولش طول اليوم
صمم يدخلني الحربيه ...بس بردو لازم اجيب مجموع عالي مش هدخل بواسطه
وافقت بس طلبت منه ينقلني لمدرسه تانيه محدش يعرفني فيها. ...وافق و من هنا ابتديت اتغير
لما زمايلي الحداد لاحظو ان شخصيتي ضعيفه ...بقيت اهددهم ياخويا التوأم...مكنوش مصدقين
بس لما ظهر و ضربهم بداو يخافو مني ...لا دول بعدو عني خالص ...خلصت ثانوي من غير اي مشاكل غير معامله خالي
دخلت الحربيه و نفس الي كان بيحصل معايا زمان بقي يحصل فالكليه ...و خالي متابعني كل ما يعرف اني ضعيف يعاقبني
لحد ما خلصت و اتخرجت ...بقيت ظابط مسؤول عن كتيبه عسكريه ....بس بردو العساكر كانت بتستخف بيا....غصب عني لقتني بتحول لواحد تاني معرفهوش ...اتضربت علي كل أنواع الألعاب القتاليه...مفيش سلاح في الجيش غير لما اتضربت عليه و بقيت امهر واحد فيه
و كل ده بفضل اخويا التوأم...نظر لها بقوه و اكمل : الي خلقته جوايا عشان يدافع عني
هنا و لم تتحمل اكثر من ذلك ....رغم بكائها حزنا عليه ...شهقت بقوه و جحظت عيناها ثم قالت : عندك شيزوفرينيا
ابتسم بهم و قال : مكنتش اعرف اني حالتي انفصام ...لاني كنت عارف امتي يوسف يظهر...و امتي لازم عيسي الي يكون موجود
دربت عقلي و اجبرته عالتركيز عشان مغلطش او اتكشف ...فضلت تلت سنين محدش حاسس بحاجه
لمعت عيناه بالغل و هو يكمل : خاااالي هو الي اكتشفها ....و بدل ما يعالجني بلغ القياده ...مقدرتش اتحمل نظرات زمايلي بعد ما الخبر انتشر ....ضربت واحد و اتسببتله في كسور قعد يتعالج منها سنه ....هربت ...رميت استقالتي فالاوضه بتاعتي و هربت
كنت عارف ان اليوم ده هايجي ....رتبتله كويس ...جهزت كل حاجه عشان مقعدش دقيقه واحده فالبلد دي
سافرت ايطاليه ...بعد شهر من وصولي هناك اتعرفت علي راجل من رجاله جوزيف ....تطلع لها بخزي و هو يكمل : زعيم المافيا الإيطالية
شهقه اقوي من ذي قبل ...دموع انهمرت بفزع ...عيون اصبحت مهتزه و رأس تهتز يمينا و يسارا بهستيريه كي تنفي لحالها ما سمعته توا
و لكن ...امساكه لكفيها بقوه و صراخه عليها حينما حاولت التخلص من قيده لها
صرخ بكل ما يحمله من وجع و عذاب و عشق تملك منه : اااااسمعيني ....لااااازم تسمعي ادام وصلت لهنا ...يبقي هكمل غصب عنك
افاقته من حاله الجنون التي تلبسته هيئتها المرتعبه حد الموت ...لانت ملامحه ...بل لمعت عيناه بدموع غزيره أبت رجولته ان تفرج عنها ....و لكن دمعه واحده ...أبت الحبس و سالت علي وجنته الملتهبه
و تلك الدمعه التي هبطت فوق قلبها كجمرً من نار حاميه احرقته ...هي ما جعلتها تهدأ قليلا و تعطي له الفرصه لإكمال ما بدأه
ظل محتفظا بكفيها بعدما لاحظ سكونها
تنهد بهم و اكمل : كان في ناس عايزين يقتلوه ...و انا كنت معدي صدفه في نفس المكان ...دافعت عنه و ساعدته انه يتخلص منهم ...وقتها اعتبره جميل و بقي قريب مني بعد ما اتعرفنا علي بعض
بعدها بأسبوع قالي علي شغله مع المافيا و لو حابب اكون معاهم ...حسيت ان دي الحاجه الوحيده الي هتشفي غليلي من الدنيا
وافقت من غير تفكير ...و عمليه فالتانيه فالعاشره بقيت الثعبان ...و اقرب واحد للزعيم
سألته بخوف: طب ازاي عايش في ايطاليا ...و ليك شركه حراسات في مصر ...الي هي المفروض بتاعت اخوك ...و رامي شغال معاك ....قطبت جبينها و هي تكمل بجنون : طب ازاي و انت ظهرت معاه اكتر من مره ...انا هتجنن
ناس علي كفها بحنان ثم قال : أقنعت الكل اني ليا أخ توأم...و فتحت شركه الحراسه ...ااااه مانا نسيت اقولك ان مصطفي كان صاحبي الوحيد فالجيش ...و هو الي كان ديما بيدافع عني ....و بعد ما سافرت بسنه ...عرفت ان خالي ساوي الحكايه و متعملتش قضيه لا ده كمان اخفي الملف الطبي بتاعي ...مش عشان خاطري لا ...عشان سمعه العيله و أولاده ميضروش بسببي
انا كنت قاطع علاقتي بأي حاجه و اي حد في مصر ...بس بالصدفه شوفت خبر ....جز علي اسنانه بجنون حتي كاد ان يحطمها
و هو يكمل : ابن الكلب ...واحده من الزباله الي كان بيجيبهم قتلته ...وقتها اتواصلت مع مصطفي و حكالي عالي خالي عمله
المهم ....نزلت مصر و فتحت الشركه و أقنعت مصطفي انه يديرها في غيابي ...و كل كام شهر انزل مصر عشان اظهر فالصوره علي اني يوسف
و في فتره غيابي الي يسال مصطفي يقوله اني في حراسه سريه لحد مهم
نظر لها باحتياج و هو يكمل: رامي مش شغال معايا ....رامي دكتور نفسي ....اتعرفت عليه في ايطاليا لما كان بيعالج مرات جوزيف قبل ما تنتحر ...او الاصح قبل ما يتخلص منها و من جنونها
و لانه مش بيثق في حد ....قرر يتخلص من رامي هو و عيلته كلها عشان يضمن ان سر مراته يموت معاه
لما عرفت ...حاجه جوايه خلتني مقبلش الي هيحصل فيه ...حظرته و حميته بس للاسف ملحقتش انقذ مراته و عياله البيت انفجر بيهم قبل ما نوصل
و طبعا مفيش و لا فون كان شغال عشان نتصل بيهم و نقولهم يخرجو من البيت
وقتها كان بقالي اسم و كيان داخل المنظمه ...و هددت جوزيف لو عايز يخسرني ...يمس شعره من رامي ...ضمنته عنده و وعدته ان مفيش مخلوق هيعرف حاجه من الي رامي عارفها
و عشان هو دكتور شاطر اكتشف مرضي ...و بقاله خمس سنين بيحاول يعالجني
نور بوجل : طب ازاي كنت بتظهر انت و هو في نفس الوقت
عيسي : مش بتحصل كتير لما اكون مضطر بس ...زي يوم ما وصلتي القصر ...انا الي جبتك من البيت
و الي استقبلك ببرود يومها كان مصطفي
سألته بزهول : مش ممكن ازاااي
عيسي : جسمه زي جسمي ...بيلبس ماسك عملته مخصوص نفس ملامحي للطواريء
و نبره الصوت ....جهاز قد حبه العدس بيتحط جوه البوق اول ما يتكلم تطلع نفس النبره الي الجهاز مبرمج عليها
تطلع لها بعيون يملأها العشق و التوسل ثم قال : دي المره الوحيده الي خليت مصطفي يبقي عيسي
كل المرات الي بعد كده كان بيبقي يوسف ....مقدرش اخليه يبقي عيسي و انتي تكوني معاه
لمعت عيناه بالغيره و هو يكمل : لو مسك ايدك بس ...كنت هنسي انه صاحبي الوحيد و أقتله
بكت بقهر و هي تسأله: القتل عندك حاجه سهله ...طب امتي هتقتلني ....و كان ايه لازمت كل الافلام الي عملتها دي ...محاولات قتل و كوخ معزول ...و فالاخر قاعدين في صحرا ....الي مش عارفه الاقي ليه تفسير
بكت بقوه و هي تكمل : انا من اول يوم قولتلك كل حاجه ...يبقي ليه متخلصتش مني ...و ليه عملت تمثيليه القتل الاخيره و جبتنا هنا ....لييييبه ...ليييبه.. انا وثقت فيك
كوب وجهها بقوه ثم ثبت عيناه بتوسل داخل خاصتها و هو يقول: اول محاوله خطف بس دي كانت لعبه مني
انما بعدها كله حقيقي ...انا مخونتش ثقتك و لا كنت ناوي اقتلك زي ما كان مطلوب مني
اول ما شوفت صورتك حسيت ان قلبي بيدق جامد ...مكنتش اعرف انه لسه حي ...لقتني بقول لجوزيف لااااا مش هقتلها
اديني فرصه شهر و انا هخليها تشتغل معانا ....حاولت اهرب بالضلمه الي جوايه من نورك
بس ضيك كان اقوي مني مليون مره ...من غير ما احس لقيت جوايا بقي بيحس و يخاف لا بيترعب عليكي
انا عمري ما خوفت علي نفسي ...بس اترعبت عليكي ...وعدتك و وعدت نفسي اقبلك اني احميكي منهم ...مش هخلي حد يمس شعره منك
و هما حاليا طالبين رقبتي مش عشان فاكرين اني خنتهم مع ميشيل لااااا.....عشان هربت بيكي و من غير تفكير عرفو اني بحميكي منهم
دي كل حكايتي يا نوري ...مكدبتش و لا خبيت حرف واحد عليكي
دمعت عيناه رغما عنه و اصبح قلبه يخفق بجنون ...أنفاسه لاهثه مما جعله يسألها بصعوبه : هتسيبني
بكت بقهر و هي تري صدقه ....و لكن كيف لها ان تظل معه
سألته بقهر : طب انا اتجوزت مين ...و مين الي معايا دلوقت ...انا عقلي اتشل ...مش عارفه افكر ...الي حكيته دلوقت اكبر من اني استوعبه
انا قاعده دلوقت مع عدوي ...و لا اماني ...اتجوزت قاتل ...و لا مريض نفسي ....
شهقت بقوه و هي تكمل : الي قاهرني ان برغم كل الي قولته ....بدور علي ذره خوف جوايه منك مش لاقيه
نظرت له بغل و هي تكمل: ان تعبان فعلا ...عرفت ازاي تحسسني بالأمان....كنت عارف ان اللحظه دي هتيجي صح ...كنت عامل حسابك ....صح ...ااااانطق
صرخ صرخه اقوي من خاصتها ...بل اهتزت لها الجبال حوله: لااااااااا....حبيتك ....عشان كده حميتك
عشقتك ...عشان كده حكيتلك ...بموووت في التراب الي بتمشي عليه ...عشان كده هفديكي بروحي
انتي مش خايفه ....بس انا مرعوب ...ميت من الخوف يا نوري ....انا بخاف مالضلمه مش عايز ارجعلها تاني
لو عشت فيها ثانيه هموت ....انتي اتجوزتي عيسي ...عيسي الي حبك ...الي عنده استعداد يضحي بروحه عشانك
و الي هيرمي نفسه فالنار بردو عشانك ....اوعي تسيبيه...هيموت من غيرك ...صرخت عينه بالرجاء قبل لسانه و هو يكمل : هتموتيني
حيره ...بل صدمه و ضياع ..هذا هو كل ما تشعر به الان ....بماذا ستجيب ....عقلها عاجز عن التفكير
حديثه و نظراته التي لاول مره تراها داخل عيناه التي تصرخ حزنا في تلك اللحظه ....صعبت الامر عليها كثيرا
و هو ...يجلس امامها علي جمرً ملتهب ...ينتظر الحكم عليه ....اما بالموت او ....بالحياه
ماذا سيحدث يا تري
احيانا ...مجرد ثواني نعيشها في الانتظار ...تمر علينا بمثابه دهرا...ما اصعبها تلك اللحظات التي تقتلنا فيها الحيره حتي نسمع ما يٌميتنا او ....يبقينا علي قيد الحياه
و هذا كان حال عيسي ...الثعبان لقبه ظاهريا ...ام باطنه ..من اطهر القلوب و انقاها...يجلس امامها ...يناظرها بتوسل ...بتملك ...بتوعد ان تتفوه بغير ما يريد ...و وسط كل هذا ....شعاع من نور يتوهج داخل مقلتيه ...يصرخ بعشقً اذا وزع علي العالم أجمع....لكفي و ...فاض منه ما يكفي عوالم اخري
و هي ...تنظر إليه تاره ....و تهرب من تلك النظرات تاره اخري
داخلها حربا دروس ...اعتادت طوال حياتها ان تحكم بالعقل و المنطق...و لكن اذا لم تجدهما في امرٍ ما هنا ...تتبع حدثها الذي لم يكذب عليها ابدا
و في تلك المعضله التي وقعت فيها ...غاب عنها العقل ...و لا يوجد منطق فيها ...اما القلب قد اصابها بزهول بسبب يقينه التام ان القابع امامها ...ما هو إلا طفلا تائه يحتاج من يمد له يده و يحتويه ..بل يشعره بالأمان
امامها ...رجلا عاشق باع الدنيا و ما فيها ...بل باع حياته المهدده بالانتهاء علي يد هؤلاء المجرمين...من أجلها...هي فقط من فعل كل ذلك لها ...حدثها يونبئها ان ما زال لديه الكثير ليقدمه لها ....
و في وسط ازدحام الأفكار و المشاعر ...لمع داخل عقلها سؤال حقا ...لا تعرف له اجابه
الا وهو ...ماذا قدمت له كي يفعل معها و من أجلها كل هذا ...لا شيء
و امامه سؤالا اخر جعلها تغرق في بحر الحيره ...هل تستطع العيش مع قاتل محترف
يالا سخريه القدر ...من يخاف العالم منه ...اصبح ملازها الامن الذي يحميها من الجميع ...بل يفديها بروحه
اخيرااااا ...قررت أن ترحمه من سياط الانتظار الذي يجلد فيه
تطلعت له بعيون يملأها الحيره و الألم ثم قالت : انت مين فيهم ...عيسي و لا يوسف ...طب انا اتجوزت مين ...كده جوازنا باطل ...انا ...
قاطعها سريعا بلهفه : لاااااا ...جوازنا حقيقي و حياتك عندي ...
ردت عليه بالم : طب ازاي و انت يوسف علي ما اعتقد
تنهد بحزن ثم قال : انا اتولدت يوسف ...و عشت الزل و القهر و انا يوسف ...بس لما قررت اتخلص من كل ده ...بقيت عيسي ...غيرت اسمي في كل الاوراق
رامي تعب معايا كتير عشان يعالجني ...و نجح بنسبه ٨٠% ...حاله الانفصام مش بتجيلي غير لما اتعرض لضغط شديد
مش برجع اعيش بشخصيه يوسف ...بس يتخيله قدامي ...بيكلمني و بيلومني ان بقيت قاسي و مليش قلب ...و انا بهاجمه و ممكن اتخيل اني بضربه كمان
مش عايزه يظهر في حياتي تاني ...انا تعبت عشان اتخلص منه ...مش عايزه
نور : لما سمعتك بتتكلم فالكوخ و قولتلي ده الفون كان هو صح
هز راسه بخزي فاكملت : طب مين فيكم الي حبني ...عيسي القاسي الي ملوش قلب ...و لا يوسف الضعيف
تطلع لها بعشق يغلفه الحزن : الاتنين ...الاتنين عشقوكي يا نوري ...اكتشفت بسببك ان الاتنين عايشين بقلب واحد
عيسي الي كان فاكر انه ملوش قلب ...اول ما شافك دق بجنون ...بيتحداني اني ادفنه بالحيا
و يوسف الضعيف ....حبك عشان بقيتي قوته ...حس انه اخيرا هيقدر يتحرر من ضعفه ...لقي حاجه يحارب عشانها
نظر لها بعيون تصرخ عشقا ثم اكمل : حاجه تستاهل انه يحارب العالم عشان بس يشوفها بأمان...
حارب خوفه و هزمه...كنتي سلاحه الي انتصر بيه علي كل عذاب الماشي و وجعه الي كان محبوس فيه
انا حطيت حياتي بين ايديكي يا نوري ...يا تحييني...يا تموتني....
كوب وجهها بحنو قوي مليء بالتملك ثم اكمل بنبره يملأها الرجاء : انا بخاف مالضلمه يا نوري ...مترجعنيش ليها تاني
هل توجد انثي علي وجه الارض تجد كل هذا العشق ...و الخوف ..و الرجاء ...بل التمسك بها لاخر نفس و ترفضه ...لا و الله حتي اذا كانت مختله عقليا ...يوجد داخلها قلب سيجبرها علي المضي قدما معه مهما كانت المخاطر التي تعلم ...بل توقن انها ستكون في امان وسطها
درعها الحامي معها ...امانها معها ...من ضحي بحياته معها ...و الاهم ....حبيبها اصبح معها بل يتوسلها بالبقاء ...و هي ابدا لن تتركه
لن تخزله ...لن تترك يده ...ستكمل معه الطريق الي ان توصله هي الي بر الأمان...ستكون له عونا كي يتخلص من مرضه...و تحقق معه و له المعادله الصعبه ...
الا وهي ....ان يحافظ علي قلبه الطاهر النقي ...مع شخصيته القويه التي دفع الكثير و الكثير كي يصنعها
و هنا ....لم تجد ردا يستحقه بل هو كل ما يحتاجه الان الا ان تلف زراعيها حول عنقه...تضغط عليه كي تخرجه من حاله الصدمه و تيبس جسده من هول مفاجأه هذا الرد الذي لم يتوقعه في اقصي أحلامه
و الادهي من ذلك ...قبله رقيقه لا تعلم كيف فعلتها داخل تجويف عنقه ...ثم همس بنبره تقطر عشقا و تصميما علي البقاء معه : انا معاك ...و عمري ما هسيبك ...اطمن ...بحبك
لااااا ....هذا اكبر من مقدرته علي الاستيعاب....عناق دافيء كان في اشد الحاجه اليه ...وعد بالبقاء ....اعتراف بالحب تختصه به وحده رغم كل ما قاله ....
اذا كنت ساموت في ابتعادها...الان سيتوقف قلبي الذي تضخم حتي كاد ان يكسر قفصي الصدري بعد ان ارتوي بتلك الكلمه التي لم يتخيل أن يسمعها منها
و بدوره ...بعدما شددت علي عناقه كي يعود له رشده ....حقا فاق ....بل ضمها بكل ما اوتي من عشق ....و تمني ...و امتنان
لم يقوي علي التفوه بحرف ....لكن دموعه الساخنه التي سالت علي كتفها و بللت ثيابها ...كانت أبلغ من اي حديث ينطق
حاولت فصل العناق و. هي تسأله بخوف و قلق : عيسي ...انت بتعيط ....
رفض ابتعادها و شدد عليها اكثر
بل فاض لها بما يجيش داخل صدره كي يتطهر من اي شوائب من الممكن ان تعيده الي ماضيه الأسود
رد عليها من بين شهقات شبيه الأطفال دون ان يخجل : ايوه يعيط يا نوري ....بعيط علي طفل كان بيتمني لعبه ...و علي شاب كان يتمني يحب و يتحب....بعيط بدل الدموع دم ....علي ايدي الي بشوف جواها دم الناس الي قتلتها ...حتي لو كانو يستحقو القتل....شهق بطفوليه و هو يكمل : ساعات بفضل اغسل ايدي اكتر من ساعه عشان الدم الي شايفو فيها يروح ...بس مش بيروح ...عارف انه وهم بس بحسه حقيقه
مش عايز افتكر الي حصلي زمان ...و مش عايز أفضل فالي انا فيه ...نفسي في بيت صغير مليان ولاد كتير ...اخلفهم من حببتي الي هيبقي مليش غيرها فالدنيا ...اكون عايش ليها و بس ...و اعيش ولادي منها كل الي اتحرمت منه
كتير عليا يا نوري ...هو انا مينفعش اعيش الحياه دي ...نفسي في عيله يا نوري ...تعبت من الغربه....مش عايز ابقي غريب تاني
بكت بقهر مع كل حرف يخرج من اعماق قلبه المذبوح ....ضمته بقوه و حنان ...ربتت علي قلبه بحديثها الذي شعر بصدقه
نثرت عدت قبلات فوق وجنته لتواسيه كطفلً يحتاج الحنان و هي تقول من بينها : تستاهل يا حبيبي ...تستاهل كل الحلو الي في الدنيا ....هتخلص من كل ده و هنتجوز و نخلف و هتبقي احسن و احن اب فالدنيا
و صحاب ولادك هيحسدوهم عشان عندهم اب زيك ...انا واثقه فيك و عارفه انك قدها و هتقدر تخلص من كل حاجه في اقرب وقت
اجبرته عالابتعاد ثم كوبت وجهه و أخذت تمسح دموعه و هي تقول بمزاح كي تخفف عنه : بس كفايه ولدين و بنت ده اخري في الخلفه عشان تبقي عارف
لاول مره يبتسم براحه اخيرا لامست قلبه ...رد عليها بمزاح يشوبه الجديه
و بمنتهي الهمجيه و عيون متوهجه قال : لاااااا..انا عايز عشر عيال و معنديش حريم تقول لا سااامعه
نظرت له بملامح متجهمه رغم عيونها اللامعه: حرررريم ...نقي الفاظك لو سمحت
دفعها فوق وجنتها بخفه و قال : اتعودي عليها ....خدي الباكدج علي بعضه و مفيش ترجيع
انتشر صدي ضحكاتها الفرحه أرجاء الصحراء الساكنه...امام نظراته العاشقه لها ....اقترب بوجهه من خاصتها كي يبتلع تلك الضحكات داخله كي تنشر الفرحه بين خلاياه
الا انها ابتعدت سريعا و قامت بوضع يدها فوق ثغره ثم قالت برجاء : بلاش ...نظر لها بعدم فهم فاكملت : لما نخلص من كل الي احنا فيها ...و نتجوز بجد وقتها هكون ملك ايديك
رد عليها بنزق : مش فاهم ...هو احنا متجوزين كده و كده
تنهدت بهم ثم قالت بتعقل : لا متجوزين بجد ...بس كان جواز مضطرين ليه ....او زي ما كنت مفهمني ....انما باذن الله لما نخلص و نعيش في امان هنعمل فرح كبير و اكون معاك بكامل إرادتي وقتها هبقي موافقه بجد ...و كل حته فيا عايزاك
غير كده ....هتوعدني بشويه حاجات هنتفق عليها. و لما تعملها ...هكون مكافآتك بعد صبرك و اصرارك....ايه رايك
وفي بحنق مفتعل ثم قال : ايه الغلب ده يا ربي نسوان غاويه نكد ...عديمه الرومانسيه
ضربته بغيظ فوق صدره ثم قالت : حريم و نسوان في نفس الوقت ...كده كتير بجد علي فكره
سحب راسها تحت زراعه ثم قال بعد ان قبل راسها بامتنان : احلي نون نسوه عرفتها في حياتي
وقف بسرعه و حماس ثم سحبها لتقف قبالته و قال : يلا بينا....مش عايز اضيع لحظه من دلوقت
سألته باستغراب و هي تتلفت حولها لتري بزوغ الفجر يداعب ظلام الليل كي يطغي عليه : يلا بينا فين مش فاهمه...النور قرب يطلع
احتضن وجهها و قال بنبره تقطر عشقا ....نبره يملأها وعد غير منطوق انه لن يخزلها و لن تندم علي امساك يده : بس انا نوري طلع خلاص ....لازم انهي كل حاجه عشان مرجعش للضلمه تاني ....
لف زراعه حول خصرها بقوه ثم رفعها لتجابه طوله ....الصق جبهته في خاصتها ثم قال : انا نوري طلع ...و ضحايا ملي قلبي بهجه....لو هدفع عمري كله ...مش هفرط فيه ابدااااا
اعقب قوله بامساك راسها من الخلف ثم اختطف منها قبله الحياه عنوه ...قبله تؤكد علي وعوده الصادقه لها ....قبله أعادت له الحياه بعد ان كان غارق في ظلمات اليأس و القهر ....و المعاناه
كم كان يحتاجها كي يؤكد لحاله انها معه ...بين يديه ...يشاطرها الهواء الذي يخرج منها فيبتلعه بنهم ويملأ به رأتيه العطشه لانفاس نقيه تحتل مكان السموم المليئة بها منذ زمن
و بعد ان فصلها بشق الانفس ...و قبل ان تتفوه باي اعتراض او لوم ....كان يدور بها و يصرخ بجنون : بحبببببببببك
ظل يرددها حتي اعتقد ان احجار الجبال بدات تهتز طربا لها ...و الطيور تحلق فوقهم فرحا و تصديقا علي تصريحه الذي جعل روحه تتحرر من الظلمات ....و تخرج اخيرا الي النور
و في ظل كل هذا ....كانت قوي الشر مجتمعه في اخبث مكان علي وجه الارض ...فيلا جوزيف الذي كان يجتمع مع كلا من عصام و هيثم و معهم بعض الرجال
هيثم : رجالتي جمعت كام بنت ...و لوسي بدات تجهزهم عشان المزاد
عصام : اوعي تكون واحده فيهم اكبر من ١٦ سنه مش ناقصين مشاكل
جوزيف : كل الي هيحضرو المزاد ده كيفهم البنات الصغيره ...لو واحده بس اكبر من السن المطلوب يبقي هيتهد فوق دماغنا
رد عليهم هيثم بخوف : اطمن يا باشا ...انا مختارهم بنفسي كلهم بين ١٤ و ١٥ ....و كمان جهزت التركيبه الي هتخدرهم بس هيكونو واعيين لكل حاجه بتحصل حواليهم
جوزيف : انا مش عايزهم يبقو مساطيل يا هيثم ...عايز رجليهم تبقي شيلاهم
رد عليه بثقه : اطمن كل الي هيحسو بيه مجرد خيالات انهم في فرح او حفله انما تحركاتهم هتكون طبيعيه
جوزيف : تمام ...قبل أن يكمل ساله عصام بغل : الرجاله لسه مقدرتش توصلهم بردو
جوزيف : لاااا....دول قربو...و جدا كمان..احتمال كبير يكونو تحت ايدي بكره او بعده بالكتير
داخل غرفه المكتب الخاصه بعمر ....كان بحادث حسن من خلال هاتف أمن لا يمكن اختراقه
ساله باهتمام : مصطفي رجع
حسن : رجع و شديت عليه بس و لا اتهز
جو علي اسنانه غيظا ثم قال : الوفاء قاتله ...انسي اننا نعرف ناخد منه كلمه ....المهم ...عايزك تسافر معايا قنا
زوي بين حاجبيه و قال : قنا ....طب ليه و الي هنا هنعمل فيهم ايه
عمر : مش هيقعدو تاني فالقصر
حسن : امال هيروحو فين ....و رامي و مصطفي و يوسف ...هتعمل معاهم ايه
ابتسم عمر بمكر ثم قال: يوووسف ...انت لسه هتقولي يوسف
ضحك حسن برجوله ثم قال : لا ...اصل كان في واحد من الرجاله معدي من جنبي فحبيت اجيب اسمه عشان العبه و يخلع بعيد
ضحك عمر ثم قال ؛ مش سهل انت بردو ...بس مش هتقولي اكتشفتها ازاي
حسن : عيب عليك دانا حسن الجيزاوي بردو ....انا احترمت انك مقولتش المعلومه دي ...حقك ده شغلك و انا مجرد طرف مساعد مش اكتر ....بس لما انا اكتشفت بقي ان مفيش يوسف قولتلك علي طول عشان ممكن متكونش عارف
عمر بغل : عرفت لما درست ملف القضيه ....ابن الكلب كان مفهمني انه متفاجيء بوجود توأم ليه
حسن : اهو ده بقي الي مش فاهمه ...ازاي هشام خاين و شغال مع المافيا ...المفروض عارف عيسي ...طب ازاي وصل ليوسف و طلب يشتغل معاه
عمر : ماهو عيسي خلاهم يصدقوا فعلا ان له أخ توأم....و هو الي اقترح علي هشام شركه يوسف علي اساس انهم كده حاصروها من كل الاتجاهات
حسن : يعني كده المفروض هشام مفهم يوسف انه كويس و بيحميها
عمر : بالظبط و بيضغط عليه عشان يعرف سر التركيبه بعد ما حاول مع نور و رفضت ....متخيل أنها بوجودها في بيت يوسف ام عيسي هيقدرو يوصلوا لاي حاجه
حسن : ازاي واحد بالغباء ده يشتغل في المخابرات الي اصلا شغلتها معتمده علي الذكاء
رد عليه عمر بحزن : كان ذكي و من أشطر الظباط في مجاله ...بس ربنا حط غشاوه علي قلبه و عقله لما قرر يبيع نفسه و بلده مقابل الفلوس
حسن : انت عارف من زمان انه خاين و لا لما مسكت القضيه
عمر : اساسا انا مسكت القضيه بامر مباشر من رئيس الجهاز بعد ما اتأكد من خيانته
حسن : هو الخسران ...المهم عايزني اسافر قنا ليه
قبل ان يصل بها الي الخيمه التي خصصها الشيخ بشار لهما ....اتجه الي سيارته و قام بفتح الصندوق الخلفي ...اخرج حقيبه جلديه داخلها جهاز لاب توب ...و بعد الأقراص المدمجة ثم اغلق الصندوق مره اخري
سألته باهتمام : ايه ديه ...انت ناوي علي ايه
نظر لها بقوه ثم قال : ناوي اخرج التعبان من جحره....انا سبتهم يلعبو معايا الفتره الي فاتت عشان مكنتش فايق و لا مركز
سألته بدلال فطري جعله يذوب فيها عشقا : ليه بقي ...و ايه الي خلاك تفوق فجأه كده
رد عليها بحروف خرجت من اعماق روحه : عشان كنت تايهه....كنت مشغول بقلبي الي رجعتيه للحياه ....و عقلي الي كان مرعوب تبعدي عنه
ابتسم بحب ثم اكمل : و بما أن الاتنين اطمنو و بقو في امان ...يبقي افوق للكلاب دول و المهم في سله واحده و هووووب....ضم قبضته بقوه ثم اكمل بغل : افعصهم كلهم بايدي
كادت ان تسأله علي ما ينوي فعله ....الا انه فاجأها بميله نحو وجنتها التي طبع عليها قبله حانيه رغم مجونها ثم اعتدل و قال : بحبك
ماذا سيحدث يا تري
سنري
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا