رواية خيانة الدم الفصل التاسع والعاشر بقلم الهام عبد الرحمن حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية خيانة الدم الفصل التاسع والعاشر بقلم الهام عبد الرحمن حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل التاسع
...تم عقد قران زهرة وأكرم بشكل رسمي في وجود كبار العائلتين كحل وسط، مع تعهد من أكرم بتحمل المسؤولية كاملة، وطلب من الحاج صالح وعبدالرحيم إنهاء الخلاف من أجل سمعة العائلة. كان الاقتراح صعبًا على الطرفين، لكن بعد نقاش طويل ووسط ضغط الحاضرين، وافق الحاج صالح على مضض.
صالح: (بتنهيدة غضب) خلاص...يا أكرم، لكن أنا مش مسامحك على اللي عملته. زهرة مش هتدخل دارى إلا لما تثبت إنها تستحق تكون مرت ابني.
عبدالرحيم: (بتردد) وأنى كمان مش مسامحك يا بتى... بكفاية حطيتى راسى فى الطين وبدل ما بجى
بتشرط على اللى يطلب يدك منى خلتينى ماليش كلمة كيف الحريم.
أكرم: (بحزم) بكرا تشوفوا إننا اخترنا صُح، وآنى هبجى جد المسئولية و هحمي زهرة مهما حُصل.
تم عقد القران في منزل الحاج يونس، بحضور أفراد من القرية كشهود على الزواج. ورغم أن الأجواء لم تكن سعيدة تمامًا، إلا أن زهرة شعرت لأول مرة ببعض الأمان وهي بجانب أكرم، الذي بدا مستعدًا للتضحية بكل شيء من أجلها.
مع انتهاء المراسم، عاد كل شخص إلى بيته، لكن التوتر ظل يخيم على العلاقة بين العائلتين. زهرة وأكرم بدآ حياتهما الجديدة، لكن كان عليهما مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك استعادة ثقة العائلة وإثبات أن حبهما لم يكن خطأ.
ظل عثمان طوال تلك الفترة يجمع معلومات كافية عن شاكر العوامى حيث كلف أحد الاشخاص الموثوق بهم لفعل ذلك فقد كان يريد أن يعرف مدى علاقته براغب حيث كان يشك بان له يداً فى قتل ابيه.
بعد عدة ساعات جاء اتصالا هاتفيا لعثمان من ذلك الشخص المكلف بجمع المعلومات....
عثمان: ها يامحمد عملت ايه؟! سبع ولا ضبع؟!
محمد: اطمن يا سى عثمان آنى چبتلك كل المعلومات اللى انت رايدها بس الحديت مينفعش فى التلفون تعالالى فى اليمة الجبلية يمة ارضكم هنجعد فى الدوار وأحكيلك على البلاوى اللى عرفتها عنيه.
عثمان: خلاص نص ساعة واكون عنديك.
اغلق عثمان الهاتف واستعد سريعا وذهب للجهة القبلية كما اتفق معه محمد.
وحينما وصل بدأ بسرد كل المعلومات....
محمد: الموضوع شكله واعر جوى يا دكتور لان شاكر ده طلع راچل أعمال كبير جوى وحويط كيف التعلب داهية محدش يعرف عنيه حاچة وله سلطة كبيرة جوى جوى يابوى وآنى بجى جدرت أعرف ان له علاجات مشبوهة وبيعمل صفجات مريبة والأدهى والأمَّر ان جلبه مليان بالغيرة والحجد من ابوك الحاج صفوان الله يرحمه عشان ابوك كان راچل محترم وصاحب سمعة طيبة.
شاكر ده كان الاول راچل فجير وعيلته على كدها بس بسبب الحجد والغل اللى چواه يمة عيلتك جدر انه يبجاله نفوذ وثروة ياما وبجى عنده شركات وفضل يتمحلس لاخوك راغب ويغويه لحد مابجى بيناتهم شغل كتير شاكر لا مؤاخذة كان بيدى لاخوك فلوس كتير وكمان كانوا يعنى... يعنى معلش فى اللى هجوله كانوا بيعملو صفجات مشبوهة وشاكر بعلاجته كان بيغطى على راغب بيه وراغب بيه كان بيساعد شاكر فى انه يخلص من اى حد يجف فى طريجه وكان بينفذله كل اعماله القذرة.
راغب بيه كان واخد شاكر طريجة عشان يحجج طموحاته ويجدر يسيطر على العيلة كِلياتها وتبجوا كِلياتكم تحت طوعه بس مكانش بيثج فى شاكر واصل بس شاكر مكانش هين وكان خابر كل نجاط ضعف اخوك وكان خابر كمانى عداوته ليك.
عثمان بتوتر: يعني إيه يا محمد؟ الكلام اللي بتجوله ده لو صحيح، يبجى إحنا مش كد الموضوع ده واصل. شاكر ده مش بني آدم، ده شيطان ماشي على الأرض بس جولى بجى انت چبت كل المعلومات دى كيف؟!.
محمد بنبرة جادة: اللي عرفته مش من معلومات على ورج، يا دكتور. أنا عندي مصدر، وهي اللي جالتلي كل حاچة.
عثمان باستغراب: مصدر؟ مين ده؟
محمد: (بتردد) اسمها هالة، السكرتيرة الخاصة بشاكر.
عثمان: (بصوت مرتفع) سكرتيرته؟ إزاي چبت منيها الكلام ده؟ وهي هتتكلم ليه أصلاً؟
محمد: (وهو يتحاشي النظر لعيني عثمان) يا دكتور، الموضوع معجد اشوية... هالة مش مچرد سكرتيرة عند شاكر. هي... يعني... بيني وبينها علاجة.
عثمان بصدمة: علاجة؟ انت اتهبلت يا محمد! أنت بتلعب بالنار، شاكر لو شافك چنبها، هتكون نهايتك!
محمد: (بحذر) عارف يا دكتور، وعشان اكده خليت الموضوع في السر. بس هالة جالتلي حاچات مهمة. هي كمان مضغوطة ومش راضية عن اللي بيحصل.
عثمان: (بتفكير) وإيه اللي جالته بالظبط؟
محمد: شاكر مستغل راغب عشان طموحه الشخصي. بيخليه يعمل كل الشغل القذر بتاعه، بس من تحت لتحت شاكر ناوى يخلص من راغب بمجرد ما مصلحته تخلص وياه .
عثمان: (بدهشة) يخلص منيه؟ ليه؟
محمد: شاكر ما بيثجش في حد، ولا حتى راغب. بيعتبره أداة، ولما تنتهي صلاحيتها، هيخلص منيه. وهالة أكدت إن شاكر عنده أدلة وملفات على راغب ممكن تدمره لو ظهرها.
عثمان: (بحنق) يعني حتى راغب اللي خاننا وباع كل حاچة، شاكر ناوي يحطه تحت رچليه في الآخر.
محمد: (يهز رأسه) أيوه. وهالة جالت كمانى إن شاكر مش بس بيستغل راغب،لا ده بيخطط لحاچة أكبر ضد العيلة كِلاتها.
عثمان: (بحزم) طيب، ومكان هالة ايه في ده كله؟ ليه بتتكلم معاك؟ ليه ما هربتش؟
محمد: (بتنهيدة) لأنها خايفة. شاكر ماسك عليها حاچات كبيرة، بس هي شايفة فيا فرصة إنها تتخلص منيه. وأنا وعدتها إنك ممكن تساعد.
عثمان: (بفكر عميق) محمد، إحنا مش كد شاكر لو اشتغلنا لوحدنا. بس لو فعلاً هالة عندها الشچاعة تساعدنا، ممكن ده يكون المفتاح اللي يوجعه.
محمد: (بقلق) بس يا دكتور، لازم نخلي الموضوع بعيد عن عيون أي حد. لو شاكر شم ريحة اللي بنخططله، هيخلص علينا كلاتنا.
عثمان: (بثبات) ما تجلجش، يا محمد. أنا مش ناوي أسيب حجي ولا حج ابوى. هالة لازم تكون مستعدة تواچه الخطر، لأنها دلوقتي مفتاحنا الوحيد.
عاد عثمان الى المنزل وعقله لايتوقف عن التفكير فقد اصبح متاكدا ان شاكر هو من قام بقتل ابيه واراد ان يقتص منه ولكن لابد ان يصبر حتى يستطيع جمع الحقائق التى تساعده فى تحقيق العدالة.
حينما وصل المنزل كان الجميع على طاولة السفرة يتناولون الطعام.....
صالح: حمدالله على السلامة ياعثمان ياولدى يلا تعالى عشان تاكل يظهر ان حماتك كانت بتحبك.
عثمان بتهكم وهو ينظر لسما: وآنى كنت بحب بتها بس ياخسارة طلعت متستاهلش الحب ده.
شعرت سما بالتوتر والحزن من وصف عثمان لها وكانت تريد ان تصرخ وتقول له على كل ماحدث ولكنها تعلم انه لن يصدقها ولن يستمع اليها، فنظر راغب باتجاهها ثم التفت لعثمان قائلا....
راغب بغضب مكتوم: الا جولى ياعثمان صحيح هى مرتك راحت فين آنى عرفت انك طلجتها وانت فى السچن.
عثمان وهو ينظر له بنظرة ثاقبة: راحت للى يستحجها بعد مااتخلت عنى فى محنتى اتچوزت خسيس زييها.
راغب بخبث: خلاص يا اخوى هى من الاول ماكانتش من نصيبك سيبك بجى من الحديت الماسخ ده واجعد كل الوكل چميل جوى ويستاهل حنكك.
عثمان: ماليش نفس هطلع انام.
راغب: لا والله ابدا دا حتى نچمة مارضياش تاكل الا لما انت تاچى يرضيك البنية تنام من غير وكل.
نظر لها عثمان بابتسامة حانية وذهب وجلس بجوارها....
عثمان بحنان: ازيك يانچمة عاملة ايه ياجلب عمك؟
نجمة بغضب طفولى: انت اتاخرت ليه كل ده انا كنت مستنياك عشان ناكل سوا واوريك العروسة الجديدة اللى مامى جابتهالى.
عثمان: لا آنى مجدرش على زعل الچميل حجك عليا بس كان وراى مشوار ضروري وأدينى اها چيت ياجلب عمك وهناكل سوا.
راغب وهو ينظر تجاه عثمان بخبث: بت ياهنية انتى يابت.
هنية: اؤمرنى ياسى راغب.
راغب: هاتى الوكل بتاع سيدك عثمان ألا الوكل اللى اهنه محيهبوش عشان بارد وهو بيحب الوكل سخن ومشطشط.
عثمان بتهكم: لساتك فاكر بحب ايه ياولد ابوى؟!
راغب: اومال يا عثمان ماهو الدم عمره ما يبجى ماية ولا ايه.
وضعت هنية الطعام امام عثمان وذهبت وبدا بتناول الطعام ثم اخذ نجمة واجلسها على قدمه وحاول اطعامها ولكن هب راغب من مكانه مسرعا وجذبها اليه قائلا...
راغب: اصل نچمة مبتحبش الوكل الحراج آنى هوكلها بيدى كل انت بالهنا والشفا.
نظر له عثمان باستغراب، ثم اكمل تناول طعامه وبعد قليل استاذن منهم وذهب الى حجرته وهو يشعر ببعض التقلصات فى معدته.
عثمان بألم : يظهر ان معدتى مبجتش واخدة على الوكل الحراج اااه حاسس ان بطنى بتتجطع.
بدأ يبحث فى الادراج عن مطهر معوى يخفف الم معدته ولكنه سقط فجاة على الارض من شدة الوجع فى ذلك الوقت دخل عليه راغب واغلق خلفه الباب ورآه ملقى على الارض يتألم.
عثمان بألم: الحجنى ياراغب بطنى بتتجطع ودينى المستشفى بسرعة.
راغب بهدوء: ولازمتها ايه المستشفى ياولد ابوى ما انت كدا كدا ميت اومال آنى حطيتلك السم ليه؟
عثمان بصدمة: سم! سمتنى يارغب عاوز تجتلنى يااخوى طب ليه اكده.؟!
راغب بصوت يشبه فحيح الثعبان: عشان بتنخور وراى وعاوز تدمر حياتى عاوز تهد كل اللى بنيته فى السنين اللي فاتت وآنى مش هسمحلك تعمل اكده واصل وبكفيانا حرب لحد اكده لازم واحد منينا يسيب الدنيا واكيد مش آنى الواحد ده وبصراحة جولت اريحك من تعب جلبك كل لما تشوف سما معاى لا وكمان عيالنا اللى هيملوا الدار وبصراحة اكتر آنى مش هستحمل وچودك معاها فى مكان واحد و آنى من الاول حاولت ابعدك لكن انت مارضيش فخلاص احصد نتچية عنادك.
عثمان بتوسل: ابوس يدك يا راغب ودينى المستشفى دا آنى اخوك كيف اهون عليك تجتلنى؟
راغب بجبروت: ماهو جابيل جتل اخوه هابيل هتكون انت احسن منيه اياك؟
بدا عثمان يشعر بانه يلفظ انفاسه الاخيرة وتراخى جسده وغادر عن الدنيا وكانه لم يكن موجودا بها يوما ما.
دخلت سما مندفعة بعدما سمعت حديثهم من خلف الباب...
سما بلهفة: عثمان... عثمان مالك ليه كدا ياراغب عاوز تقتل اخوك حرام عليك.
راغب بحدة: ايه اللى چابك اهنه فزى جومى وروحى على اوضتك جبل ما اخلص عليكى انتى التانية.
سما بتحدى: لا مش همشى وهنوديه المستشفى حالا.
ثم ذهبت ونادت بصوت عالى على من فى المنزل...
سما: الحقونا بسرعة اتصلوا بالاسعاف عثمان تعبان اوى.
صالح بلهفة: ماله يابتى فيه ايه عثمان؟!
سما ببكاء ولهفة: مش عارفه بس بسرعة خلونا نوديه على المستشفى قبل مايجراله حاجة.
يتصاعد التوتر ويزداد الإلحاح في تصرفات الكل
راغب بجمود: مفيش داعي للدراما دي، عثمان كويس، مجرد شوية إرهاق.
سما وهى تصرخ بغضب: إرهاق؟! دا نايم ما بيتحركش، انت عاوز تخلص عليه، بس أنا مش هاسكت!
صالح وهو ينحني بجانب عثمان ويتفحصه: يا ساتر يا رب! نبضه ضعيف، مينفعش نستنى، لازم نلحجه حالًا.
راغب وهو يحاول التظاهر بالسيطرة: أنا جولت كفاية اكده! مش محتاچ حد يجرر عني في بيتي!
سما تتقدم خطوة للأمام متحدية: بيته؟! دا مش بيتك، دا بيت عثمان، وأي حاجة هتحاول تعملها أنا هفضحك قدام الكل.
صالح ينظر بين راغب وسما، ويتضح عليه الارتباك، لكنه يتخذ قرارًا حاسمًا
صالح: خلاص، بكفياكم حديت. تعالى يا سما يابتى، ساعديني نشيله ونوديه على العربية.
راغب وهو يقترب بخطوات غاضبة ويحاول منعهم، لكن سما تدفعه بعيدًا بكل قوتها
سما بحزم: قرب مني لو تقدر! مش هاسيب عثمان يموت هنا.
يدخل الخدم بعد سماع الضجة، ينظرون بقلق ويقتربون للمساعدة
أحد الخدم: يا بيه، نجدر نساعد؟
صالح: أيوة، بسرعة شيلوا عثمان وودوه العربية.
يُحمل عثمان بحذر، وسما تتبعهم بعينين مليئتين بالخوف والدموع، بينما يقف راغب خلفهم مكفهر الوجه، يفكر في خطواته التالية
راغب هامسًا لنفسه: ما تفتكرش إنك كسبتني يا عثمان، دي لسة البداية وروحك تحت يدى.
خرج الجميع من المنزل متجهين إلى المستشفى، تاركين راغب وحده في الظلام، وعقله مليء بالأفكار المظلمة.
في المستشفى
وصل الجميع إلى المستشفى وهم في حالة هلع، وصالح يصرخ في الاستقبال:
صالح: الحجونا، ولدى حالته خِطرة حد يغيتنا ياهوه!
تم نقل عثمان بسرعة إلى غرفة الطوارئ، بينما جلست سما في غرفة الانتظار وهي تبكي بلا توقف، تحتضن يدها المرتعشة بين يديها. وقف صالح بجانبها محاولًا تهدئتها، لكنه كان قلقًا بدوره.
سما ببكاء واخذت تقول فى نفسها: يارب استرها يارب واشفيه يارب هو عمره مافرح ولا اتهنى احفظه يارب خليه يرجع لبنته والنبى يارب ماتيتمها !
صالح حينما وجدها تبكى بشدة: اهدي يا بتي، ربنا كبير، وهو هيرچعلنا بالسلامة آنى هنزل الحسابات لحد مايخلصوا كشف على عثمان.
خرج الطبيب بعد دقائق طويلة بدت وكأنها ساعات. نظر إلي سما بعينين تحملان بعض القلق:
الطبيب: المريض حالته حرچة، وهيحتاچ يدخل العناية المركزة فورًا. يظهر ان حد كان جاصد يجتلهوآنى مضطر ابلغ البوليس . هنبدأ الإجراءات دلوجتي، ادعوله.
سما ببكاء: ارجوك يادكتور بلاش حد يعرف موضوع السم دا دى كانت غلطة هو ضعف فى لحظة وقرر انه ينتحر ولو حد عرف هيبته هتروح وسمعته هتبقى فى الارض وعمه راجل كبير زى ماانت شايف وبيعتبره زى ابنه ولو عرف بموضوع انتحاره ممكن يروح فيها ارجوك بلاش تضيع عيلة بحالها بسبب غلطة وكفاية القلق اللى احنا فيه دلوقتي واحنا مش عارفين اذا كان هيقوم منها ولا لا.
الطبيب بعد تفكير: خلاص آنى مش هبلغ وهكتب انه اكل وكل فاسد وهو معدته ضعيفة.
سما: متشكرة بجد يادكتور والله جميلك دا مش هنساه ابدا.
عاد صالح وسال الطبيب عن حالة عثمان فابلغه بما اتفق عليه مع سما.
بعد يومين في العناية المركزة
جلس الجميع مترقبين خارج غرفة العناية المركزة، حينما خرج الطبيب أخيرًا بابتسامة صغيرة.
الطبيب: الحمد لله، المريض بدأ يستچيب للعلاچ واستعاد وعيه. لكن لازم يفضل تحت المراجبة الطبية يومين كمان.
سما (بلهفة): يعني هيبقى كويس؟
الطبيب: إن شاء الله، بس محتاچ راحة تامة وبلاش أى وكل من بره عشان معدته حساسة چدا اظن انتى فهمانى يامدام.
تنفست سما الصعداء لأول مرة منذ أيام، وعيناها امتلأتا بالدموع:
سما: الحمد لله... الحمد لله يا رب طبعا فاهمة يادكتور واطمن الحكاية دى مش هتتكرر مرة تانية ابدا.
عودة عثمان إلى المنزل
بعد بضعة أيام، عاد عثمان إلى المنزل، متكئًا على صالح وسما كانت تسير بجوارهم تحمل حقيبة ملابسه فى يدها، وكانت ملامحه شاحبة لكنه حاول الابتسام لطمأنتهم. دخلوا به إلى غرفته، حيث أعدت سما كل شيء بعناية.
عثمان بصوت ضعيف: شكراً ليكم... آنى تعبتكم معايا.
سما بحنان وهي تنظر إليه: تعبك راحة يا عثمان... أهم حاجة صحتك.
دخل صالح الغرفة وأغلق الباب خلفه بعد أن تأكد من راحة عثمان، ثم التفت إلى سما وهمس:
صالح: يا بتي، انتى خابرة إن راغب مش هيسكت وخصوصا لما أصريتى تفضلى معانا فى المستشفى وبصراحة هو عنده حج راچل غيران على مرته مايصوحش تجعدى مع خوه فى مكان لوحديكم؟
سما: بس انا معملتش حاجه غلط ياعمو صالح اولا طنط ست كبيرة مش هتقدر تخدمه وكمان حضرتك مش هتعرف تعمله كل حاجه فعشان كدا اصريت افضل معاكم وان كان على راغب انا هعرف اصالحه.
صالح: خلاص يابتى انتى ادرى بحالك مع چوزك ربنا يهدى سركم.
نظرت سما إلى عثمان النائم، وداخلها مزيج من الحب والخوف والغضب. كانت تعلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنها أقسمت على حماية عثمان مهما كلفها الأمر.
في غرفة عثمان مساءً دخلت سما لتطمئن على عثمان فوجدته مستلقيًا على السرير، يتنفس بصعوبة، فجلست بجانبه بهدوء واخذت تمسح عرقه بقطعة قماش مبللة.
صالح دخل الغرفة بابتسامة خفيفة وهو يحمل كوب ماء:
صالح: حمد لله على سلامتك، يا عثمان. لازم ترجع تجف على رچليك جريب، البيت من غيرك مالوش كبير.
عثمان بصوت ضعيف: متشكر يا عمي، طول عمرك السند.
صالح جلس على طرف السرير وأشار إلى سما:
صالح: البت دي تستاهل كلمة شكر كبيرة، كانت طول الوجت جارك. ما سابتكش لحظة في المستشفى.
عثمان نظر إلى سما بحذر، بينما ردت هي بهدوء وهي تحاول إخفاء مشاعرها:
سما: أنا عملت الواجب وبس، عثمان أخو راغب، يعني زي أخويا.
صالح ابتسم: كتر خيرك يا بتي، ربنا يچازيكى خير.
في الخارج مع راغب
راغب كان جالسًا في مكتبه، يفكر في سما وكيف بدأت تأخذ خطوات جريئة للدفاع عن عثمان فأرسل لها أحد الخدم وظل شاردا فى تصرفاتها حتى سمع صوت الطرق على الباب فقطعه من أفكاره:
راغب: ادخل.
دخل أحد الخدم بخوف واضح:
الخادمة: ستى سما مش فى اوضتها ياسيدى.
راغب وقف غاضبًا:
راغب: سما؟ مش فى اوضتها ازاى اومال هى فين؟!
الخادمة بتردد: فى اوضة سيدى عثمان.
عثمان بحدة: بجى اكده ياسما بتتحدين طيب اصبرى عليا
انسحبت الخادمة بهدوء، تاركة راغب يتوعد في داخله.
صالح وسما في حديث خاص
صالح (بابتسامة أبوية): سما، أنا عارف إنك بنت چدعة، لكن خلي بالك من نفسك. راغب شكله مش مبسوط إنك بتجفي چنب عثمان هو بردك يابتى راچل صعيدى وغيران عليكى حتى لو من اخوه.
سما: ما يهمنيش، أنا بس عايزة أساعده لحد ما يقف على رجليه.
صالح: طب خلي بالك، راغب مش سهل. وهو طول الوجت شايف إن كل حاچة لازم تمشي على مزاچه.
سما أومأت بصمت، وهي تدرك أن صالح لا يعلم الحقيقة الكاملة، لكنها كانت مصممة على حماية عثمان بأي ثمن، حتى لو كانت الحقيقة تهدد بكشف الماضي.الفصل العاشر
بداخل غرفة عثمان
كان عثمان مستلقيًا على سريره، ملامحه شاحبة وعيناه تحدقان في السقف. الباب يُفتح بهدوء، تدخل سما حاملة كوبًا من الماء وطبقًا صغيرًا به الدواء. نظرت إليه بحذر قبل أن تقترب منه.
سما بصوت ناعم: "لازم تاخد الدوا دلوقتي، الدكتور قال إنك ما ينفعش تأخر الجرعة."
رفع عثمان عينيه إليها ببطء، ثم زفر بضيق، محاولًا أن يبدو قويًا رغم ضعفه.
عثمان بحدة: "سما، جولتلك جبل اكده إني مش محتاچ مساعدة. ممكن تسيبيني لوحدي؟"
توقفت للحظة، لكنها تجاهلت حدة صوته وجلست على طرف السرير.
سما بإصرار: "مش هسيبك،يا عثمان. مهما حصل، أنا مش جاية هنا عشان أضايقك، أنا بس عايزة أساعدك."
نظر إليها بغضب ممزوج بحزن عميق، ثم أدار وجهه بعيدًا.
عثمان: "ليه؟ عشان تكملي اللي بدأتيه؟ عشان تظهري قدام الكل إنك انسانة كويسة وزينة بتحبى تساعدى لكن هم مايعرفوش انك مچرد واحدة خاينة غدرت بأجرب انسان ليها"
تغيرت ملامح سما، وصوتها ارتجف قليلاً وهي ترد.
سما: "ما تقولش كده... أنا عارفة إني غلطت لما استسلمت لراغب بس غصب عنى خوفت والله خوفت وكنت اجبن من انى اقف قصاده ، لكن دلوقتي... كل اللي يهمني إنك تقوم بالسلامة."
مدت يدها لتضع كوب الماء على الطاولة بجانبه، لكنه أمسك بمعصمها فجأة، نظر إليها بعينين مليئتين بالغضب والارتباك.
عثمان بصوت خافت ولكنه مليء بالعاطفة: "سما، وجودك اهنه... بيوچعني أكتر من المرض نفسه. كل ما بشوفك... مشاعري بتتلخبط. ليه بتعملى فيا اكده بتبجى مبسوطة وانتى خابرة زين انك بتأثرى فيا؟
انحبست أنفاسها للحظة، ثم سحبت يدها برفق وهي ترد بهدوء:
سما: "انا هنا عشان أكون جنبك... مش عشان أوجعك،يا عثمان. لو وجودي بيسببلك ألم، أنا آسفة، بس مش هقدر أمشي وأسيبك."
نهضت من مكانها، ووضعت الأدوية بجانبه، ثم استدارت لتخرج من الغرفة. قبل أن تصل إلى الباب، توقف صوتها المرتعش للحظة.
سما دون أن تلتفت: "عارفة إنك زعلان مني... بس حتى لو ما سامحتنيش، عمري ما هبطل أحاول أعوضك عن اللي حصل."
خرجت بهدوء، تاركة عثمان غارقًا في صراع داخلي بين غضبه عليها ومشاعره التي بدأت تلين مرة أخرى، رغم كل شيء.
فى بهو المنزل كان راغب واقفا يتحدث الى زينب الخادمة حينما لمح سما خارجة من حجرة عثمان فغلى الدم بعروقه واتجه ناحيتها صاعدا الدرج بسرعة فائقة ولحقها قبل ان تدخل غرفتها وجذبها من يدها بقوة ساحبا اياها ثم دخل الغرفة واغلقها خلفه بشدة والقى سما ارضا، ثم تحدث بحدة وغضب...
راغب بحدة وغضب: كنتى بتعملى ايه فى اوضته يامحترمة يامتربية ها ولا هو سكتناله دخل بحماره؟
سما وهى تحاول ان تظهر القوة: بقولك ايه انا اعمل اللى انا عوزاه وعثمان انا هفضل اراعيه لحد مايقف على رجليه تانى ومش هسمحلك تأذيه انت فاهم.
راغب وهو يجذبها من شعرها: لساتك بتحبيه لساتك ريداه عشان اكده لسة محصلش حبل اوعاكى تكونى بتاخدى موانع تخليكى متحبليش الله فى سماه لو كنتى بتعملى اكده لاكون مخلص عليكى.
سما بصراخ والم: اوعى كدا سيبنى انا مباخدش حاجة.
تركها راغب ونظر لها بترقب: اومال ازاى لحد دلوك مفيش حبل انتى مفكرانى عيل اصغير هتضحكى عليه لا آنى متوكد انك بتاخدى حاچة من وراى عشان تجدرى ترچعيله تانى بس دا بعدك هتخلفى منى يعنى هتخلفى منى ثم مارس حقوقه الشرعية رغما عنها.
في مساء اليوم التالي، كان شاكر يجلس في مكتبه داخل شركته الخاصة، ينظر بتمعن في بعض المستندات التي تخص أحدث الصفقات. المكان كان هادئًا، لكن الجو بدا متوترًا. فجأة، فتح راغب الباب ودخل دون استئذان،كانت ملامحه متجهمة وعيناه تلمعان بالغضب.
راغب: "واضح إنك مشغول چدًا، يا شاكر."
رفع شاكر عينيه ببرود دون أن يبدى أي انزعاج من اقتحام راغب.
شاكر: "مشغول بالغلطات اللي بتسيبها ورا صفجاتك. وكنت متوجع زيارتك."
جلس راغب على الكرسي المقابل، يتكئ للخلف بثقة مبالغ فيها.
راغب بسخرية: "غلطات؟ يا راجل! إحنا شركاء في الشغل ده، يعني لو في غلطات،يبجى نصها عليك."
شاكر بنبرة جادة: "صح شركاء، لكن في حدود. اللي عملته في صفجة الأراضي الأخيرة اتعدى كل الخطوط الحمرا. العجد كان واضح، وما كانش المفروض نتورط مع الناس دي."
راغب بنبرة استفزازية: "الناس دي اللي بتحكي عنيها هم اللي ضمنوا نچاح الصفجة. لو مش عاجبك الطريجة، كان ممكن تجول بدل ما تجعد تعطلنا بملاحظاتك."
شاكر: "أنا ما بعطلش حاچة، أنا بحمي نفسي. واللي بتعمله يا راغب ما يعتبرش شغل، دي مجامرة، والمجامرات دي هتغرقنا كلنا."
اعتدل راغب في جلسته، ونظر إلى شاكر بحدة.
راغب: "اسمعني كويس، ياشاكر. الصفجة دي طلعت ذهب، وإحنا كسبنا أكتر مما كنا نحلم بيه. لو مش عاچبك المكسب، أنت حر. لكن ما تحاولش تلعب دور البريء جدامي."
شاكر ببرود: "المكسب مش كل حاچة، ياراغب. لما الناس اللي اتعاملت معاهم تبدأ تجلب علينا أو تفتح ملفات جديمة، ما تتوجعش مني أجف فى ضهرك و أنقذك. أنا بجولك من دلوك، لو وجعنا بسبب تهورك، أنت اللي هتشيل المسؤولية لوحدك من الاخر تشيل شيلتك."
راغب بنبرة مليئة بالتهديد: "شاكر، احنا شركاء في كل حاجة، سواء النجاح أو المشاكل. لو فكرت تتخلى عني، أو تبيعني في أول فرصة، صدجني هتندم."
شاكر بصرامة: "التهديدات دي ما تاكلش معاي يا راغب. لو كان عندك وجت تضيعه في الكلام الفارغ، استغله في إنك تصلح أخطائك جبل ما تتدهور الأمور."
وقف راغب من مكانه، يحدق في شاكر بابتسامة متكلفة.
راغب: "ما تجلجش يا شاكر، آنى عارف إزاي أجدر أحمي نفسي... وعارف كمان إزاي أحميك، غصب عنك."
استدار راغب ليغادر، لكنه توقف عند الباب وألقى نظرة أخيرة.
راغب: "بس خلي بالك، اللي بيحاول يمشي لوحده في لعبة زي دي... نهايته دايمًا معروفة."
خرج راغب، تاركًا شاكر يعيد النظر في الأوراق أمامه، ويفكر في الخطوة التالية التي قد تكون حاسمة لإنقاذ نفسه من دوامة الشبهات التي جره راغب إليها.
في إحدى الليالي، كان عثمان مستلقيًا على سريره في غرفته، يحاول أن يريح جسده المنهك بعد يوم طويل. فجأة، سمع خطوات صغيرة تقترب من الباب، ثم سمع طرقًا خفيفًا.
عثمان بصوت منخفض: "ادخلي."
انفتح الباب ببطء، وظهرت نجمة، ابنة الأربع سنوات، بثوب نومها الصغير، تمسك بدمية قماشية في يدها. ابتسمت فور أن رأت عثمان، وركضت نحوه بحماس.
نجمة: "عمو عثمان! جيت أطمن عليك. ماما قالت إنك تعبان."
جلس عثمان على السرير وأشار لها لتقترب.
عثمان بابتسامة خفيفة: "أهلاً يا جمر. تعالي اهنه."
صعدت نجمة إلى السرير وجلست بجانبه، تنظر إليه بعينيها الواسعتين الممتلئتين بالبراءة.
نجمة: "إنت لسه تعبان؟ أنا عاوزاك تبقى كويس عشان نلعب مع بعض."
ضحك عثمان بخفة، ووضع يده على شعرها الناعم.
عثمان: "آنى ببجى أحسن لما أشوفك، يا نچمة. إنتي بتخلي جلبي مرتاح."
ابتسمت نجمة بسعادة، ثم وضعت رأسها على صدره.
نجمة: "أنا هبات هنا جنبك، عشان أحميك."
قبل أن يتمكن عثمان من الرد، سمع صوت خطوات ثقيلة على الدرج. الباب انفتح فجأة، ودخل راغب، ملامحه غاضبة بمجرد أن رأى المشهد أمامه.
راغب بحدة: "نچمة! إيه اللي بتعمليه اهنه؟ جومي على طول وارچعي أوضتك."
رفعت نجمة رأسها ونظرت إلى راغب بخوف، لكنها تمسكت بعثمان أكثر.
نجمة بإصرار: "لأ! أنا هنام مع عمو عثمان. مش عايزة أروح أوضتي."
راغب بغضب: "أنا جولت جومي! يلا يا نچمة، ماينفعش تباتي اهنه."
لكن نجمة، بعناد طفولي، دفنت وجهها في صدر عثمان وصرخت بصوت مرتفع:
نجمة: "لأ! مش هروح! أنا عايزة أبقى مع عمو عثمان."
نظر عثمان إلى راغب، وكانت ملامحه متجمدة ولكن عينيه مليئتان بالتحدي. وضع ذراعه حول نجمة ليطمئنها.
عثمان بهدوء: "راغب، مش لازم تخوف البنت. سيبها معايا الليلة. لو مش مرتاحة في أوضتها، ليه تضغط عليها؟"
نظر راغب إلى المشهد أمامه، ملامحه ازدادت حدة، لكنه لم يقل شيئًا. ألقى نظرة غاضبة على نجمة ثم على عثمان، واستدار ليخرج من الغرفة دون كلمة أخرى، مغلقًا الباب خلفه بعنف.
بعد أن خرج، نظر عثمان إلى نجمة التي بدأت تهدأ بين ذراعيه.
عثمان بصوت خافت: "ليه بتصرّي تباتي معايا يا نچمة؟"
رفعت رأسها ونظرت إليه بعينيها البريئتين.
نجمة: "عشان بحبك... بحس إنك... زي بابا."
تجمد عثمان للحظة، كلماتها أصابته في الصميم. نظر إليها طويلًا، شعور غريب اجتاح قلبه، شعور أقوى من مجرد كونه عمها. شيء ما بداخله كان يربطه بها بشكل لا يستطيع تفسيره.
ضمها إليه برفق وهمس:
عثمان: "وآنى كمان بحبك، يا نچمة. بحبك أكتر من أي حاچة."
بينما نامت نجمة بهدوء في حضنه، بقي عثمان مستيقظًا، غارقًا في أفكاره وشكوكه، يحاول فهم السر الذي يربطه بهذه الطفلة الصغيرة.
في صباح اليوم التالي، استيقظ عثمان ليجد نجمة لا تزال غارقة في نومها. أخذ نفسًا عميقًا ثم وضعها برفق على السرير، محاولًا ألا يوقظها. لكنه لم يستطع تجاهل الأسئلة التي أرهقته طوال الليل.
جلس عثمان على طرف السرير، يفكر في الخطوة التالية. كان عليه التأكد من الحقيقة، لكن دون أن يثير الشكوك حوله.
في ذلك الوقت كان راغب جالسًا في مكتبه، يعبث بالأوراق أمامه بغير تركيز. عيناه شاردتان، وأفكاره غارقة في سؤال واحد يطارده منذ شهور: لماذا لم تحمل سما حتى الآن؟
وقف فجأة، وكأنه اتخذ قرارًا حاسمًا. ارتدى معطفه وخرج مسرعًا من المنزل متجهًا إلى أحد الأطباء المختصين.
استيقظت سما من نومها وتوضات وادت فرضها ثم ذهبت الى حجرة نجمة ولكنها لم تجدها فأخذت تبحث عنها فى كل مكان ولكن فجأة، شعرت بدوار مفاجئ، وعندما حاولت التمسك بالدرابزين فقدت توازنها وسقطت من أعلى السلم.
صوت الارتطام جذب عثمان، الذي كان في غرفته المجاورة. أسرع إليها ووجدها ملقاة على الأرض تتألم.
عثمان بقلق: "سما! إنتي كويسة؟ فيه حاچة وچعاكي العيل اللى فى بطنك زين؟"
ثم أمسك بيدها بحذر وحاول مساعدتها على النهوض، لكنها تأوهت من الألم.
سما بصوت ضعيف: "مش قادرة... ضهري بيوجعني."
أسرع عثمان بإحضار ماء وبعض الإسعافات الأولية، ثم ناداها بلطف.
عثمان: "متتحركيش دلوك. آنى هتصرف جوليلى بس فى وچع فى بطنك هو انتى أصلاً فى الشهر الكام دلوك؟."
كان يوجه لها الاسئلة وهو يقوم بالكشف عليها ولكنها
نظرت إليه بعينين مرتعبتين، لكن سرعان ما تمالكت نفسها، فقد انقذها حضور احدى الخادمات تناديه التفت لها عثمان بينما كانت سما تحاول النهوض بمفردها لكنها شعرت بدوار جديد....
الخادمة: "يا بيه، سيدى صالح بيه عاوزك ضروري في المكتب!"
عثمان: روحى جوليله هياچى بعد شوية.
الخادمة بقلق: هى ست سما مالها ياسيدى؟!
عثمان: مفيش حاچة وجعت من على السلالم روحي اعملى اللى جولتلك عليه.
التفت عثمان مرة اخرى لسما وقام بحملها وتوجه بها ناحية الدرج وهو يعيد سؤاله مرة اخرى، لكن قبل أن تتمكن سما من الرد، دخل راغب إلى البهو وهو يشعر بالضيق والحزن واكنه صدم حينما رأى عثمان حاملا سما بين يديه.
راغب بغضب: "إيه اللي بيحصُل اهنه؟ مالها سما، شايلها اكده ليه؟!
ثم اقترب وأخذهامن بين ذراعي عثمان بعنف، و حملها وصعد بها إلى غرفته. بينما كان يصعد، وقعت من جيب معطفه ورقة طبية على الأرض دون أن يلاحظ.
في داخل الغرفة قام راغب، بوضع سما على السرير بقوة، لكنه لم يخف قلقه عليها.
راغب بحدة: "إيه اللي كان بيحصل تحت ده ياهانم ازاى تسمحى لعثمان يشيلك اكده؟ مش كفاية اللي بيحصل معاى الفترة دى الاحج آنيعلى ايه ولا ايه؟"
سما بصوت ضعيف: "مش عايزة أتكلم دلوقتي،انا تعبت."
نظر إليها راغب ببرود، لكنه شعر باضطراب داخلي. وتركها لتنام، وخرج من الغرفة.
في البهو عثمان، الذي بقي في البهو، لاحظ تلك الورقة الملقاة على الأرض. التقطها بفضول ونظر إليها. كانت تحمل ختم مستشفى وعبارة قصيرة وحينما بدأ فى قراءة تلك العبارة قاطعته الخادمة مرة اخرى وهى تخبره بان عمه صالح يريده فورا لامر هام، فطوى الورقة ووضعها بجيب معطفه وذهب الى المندرة حيث ينتظره عمه صالح.
في المندرة....
دخل عثمان ليجد صالح جالسًا بجانب نافذة كبيرة، ملامحه متجهمة.
عثمان بهدوء: "خير يا عمي، كنت عاوزني في إيه؟"
صالح بجدية: "كنت محتاچ رأيك في موضوع اكده. مرت عمك، حالتها بجت واعرة جوى من يوم ما أكرم ساب البيت واتچوز بت عبدالرحيم. آنى حاسس إنها مش هتتحمل أكتر من اكده."
رفع عثمان حاجبه باستغراب.
عثمان: "تجصد عايز أكرم يرچع يعيش اهنه تانى؟"
صالح: "مش بس يرچع ياولدى، عايزه يصالح أمه ويعيش اهنه معانا. بس آنى مينفعش أطلب منيه بنفسي... مش عايزه يحس إني ضعيف جدامه."
تنهد عثمان وفهم القلق الذي يشغل عمه.
عثمان: "طيب، آنى هتكلم وياه. بس لازم نختار الوجت الصح، وأكرم لازم يحس إن ده جراره مش حد فرضه عليه."
ابتسم صالح بخفة، وكأن الحِمل انزاح قليلاً عن صدره.
صالح: "عارف إنك هتعرف تتصرف، يا عثمان. مرت عمك تستاهل انى اتنازل عن كبريائى واسمح لاكرم ومرته ياچوا ويعيشوا اهنه دى رفيجة عمرى ياولدى."
عثمان: خلاص اطمن ياعمى آنى هروحله آخر النهار وهتحدت وياه وربنا يجدم مافيه الخير.
في وقت لاحق من اليوم....
عثمان التقى أكرم في أحد الكافيهات خارج المنزل.
عثمان بهدوء: "أكرم، آنى عارف إن علاجتك بأبوك مش سهلة، بس والدتك حالتها صعبة چدًا. وچودك في البيت هيفرج معاها اكتير أكتر مما تتخيل."
أكرم كان مترددًا، لكنه شعر بصراحة عثمان ورغبته في تحسين الأمور.
أكرم: "ما كنتش عايز أرچع عشان المشاكل اللي حصلت بيني وبينه، بس... لو ده هيفرج مع أمي، آنى هفكر في الموضوع.
فى ذلك الوقت كان راغب ، وجهه شاحب وعيناه غائرتان كمن يحمل سرًا ثقيلًا. جلس على طرف السرير في غرفته، يتذكر كلمات الطبيب:
"للأسف، التحاليل تؤكد أنك عقيم. مش هتجدر تخلف أبدًا لان عندك عيب خلقى يمنعك من اكده."
تدفقت الأفكار إلى رأسه كالطوفان. إذا كان عقيمًا، فكيف سيقنع الجميع بأن نجمة ابنته؟ كيف سينفذ خطته بجعل سما تحمل منه وتتحول الكذبة الى حقيقة؟ وماذا عن عثمان وسما؟ هل من الممكن ان تتركه وتعود الى عثمان مرة اخرى؟! شعر بالغيرة والغضب التى بدأت تغلي في صدره.
راغب ظل جالسًا على طرف السرير، يداه ترتعشان، وقلبه ينبض بعنف. فكرة أن نجمة ليست ابنته كان يتعامل معها ويتقبلها على أمل ان ترضى عنه سما ويعيشا سويا كأى زوجين طبيعيين وتناسى ان نجمةابنة عثمان واحبها ولكنها بدأت تبتعد عنه منذ عودة عثمان و أصبحت الآن تلك الحقيقة تؤرقه أكثر من أي وقت مضى. كل خطوة في خطته كانت تعتمد على هذه الكذبة، وإذا انكشفت... ستكون نهايته.
نهض راغب وبدأ يتجول في الغرفة بعصبية. لم يكن راغب من النوع الذي يستسلم بسهولة. قرر أن يجد حلاً. فاخذ يحدث نفسه قائلا....
راغب: "لازم أسيطر على الوضع، أكيد هلاجى طريجة عشان الكدبة دى متتكشفش واصل ... بأي تمن."
في تلك اللحظة، خرجت سما من الحمام وهى تنشف شعرها. كانت متعبة ووجهها شاحب، لكنها شعرت بالقلق من حالته.
سما: "راغب؟ مالك؟ شكلك مش طبيعي."
نظر إليها راغب بعينين مشحونتين بالغضب والغيرة.
راغب: "مش طبيعي؟ أكيد مش طبيعي! شايفاني هنا وأنا بحاول أظبط حياتنا، وأنتي تحت بتخلي عثمان يشيلك؟ هو إيه اللي بيحصل؟!"
تراجعت سما خطوة للخلف، محاوِلة تهدئته فهى ليست لها طاقة به الان ولا عنفه عندما يغضب.
سما: "أنا وقعت، وهو كان بيحاول يساعدني، ماكانش في حاجة تانية."
لكن غضبه كان أكبر من أن يهدأ بسهولة. أمسك بذراعها بشدة وقال بصوت خافت لكنه مهدد:
راغب: "بصي، آنى مش هسمح لأي حد يجرب منك،يا سما. فاهمة؟ ولا حتى عثمان."
ابتعدت سما عنه بصعوبة، تنظر إليه بخوف ممزوج بالغضب.
سما: "راغب، أنا تعبت من كل دا. أنتَ مش بتسيب لي فرصة أتنفس حتى مش كفاية انى عايشة معاك بالغصب ."
راغب تجاهل كلماتها تمامًا وخرج من الغرفة بغضب، مغلقًا الباب خلفه بقوة. كانت سما تشعر بأن الوضع بينهما يتجه نحو الانفجار، ولم تعد تعرف كيف ستنتهي الأمور.
في مكان آخر، عثمان كان مع عمه صالح.
عندما انتهى من مناقشة موضوع أكرم، عاد إلى غرفته ليجد الورقة التي التقطها سابقًا في جيب معطفه. فتحها ليكمل قراءتها. كلمات قليلة كانت كفيلة بإثارة ذهوله:
"التحاليل تؤكد أن المريض عقيم تمامًا."
جلس عثمان على الكرسي بصدمة. "راغب عجيم؟ كيف ده؟... إذا كان راغب ميجدرش يخلف، تبجى نچمة... نچمة مش بته؟!"
تدفقت الذكريات إلى عقله بسرعة. مواقف سما، نظراتها، كل شيء بدأ يتضح الآن. لكن عليه التأكد أكثر. هذه الورقة ليست دليلًا كافيًا ليواجه راغب.
في اليوم التالي، عثمان قرر التصرف بحذر.
ذهب إلى أحد المختبرات الطبية وأخذ عينة من دمه وأخرى من نجمة. كان يعرف أن هذا القرار قد يقلب حياته رأسًا على عقب، لكنه لم يعد يستطيع تحمل المزيد من الأكاذيب.
راغب، بدأ يشعر أن عثمان يشك في شيء ما، قرر اتخاذ خطوة جريئة.
في إحدى الليالي، استغل غياب عثمان وكانت سما تقوم باعداد كوبا من القهوة فدخل المطبخ وجذبها من ذراعها بقسوة ودخل بها المكتب وقد بدا على وجهه مزيج من التوتر والغضب.
راغب: "آن الأوان نتكلم بصراحة. إنتى مخبية حاچة عني، مش اكده؟"
سما، ببرود: "وانت ليه مهتم دلوقتي؟ مش كل حاجة بتكون دايمًا تحت سيطرتك يا راغب."
اقترب منها بغضب وقال بصوت منخفض:
راغب: "انتى متعرفيش آنى ممكن أعمل إيه لو حسيت إنك بتلعبي بيا. فاهمة؟ لو حد عرف أي حاچة عن نچمة... هتكوني إنتي السبب فى اللى هيچرى وساعتها ماتلوميش غير نفسك وحبيب الجلب هعيشك العمر كلاته تتحسرى عليه ."
كانت كلماته تحمل تهديدًا واضحًا. شعرت سما بالخوف والضعف، لكنها قررت ألا تُظهر ذلك.
سما: "لو عايز تعرف الحقيقة، اسأل نفسك الأول: إيه السبب اللي مخليك تخاف؟"
خرجت كلمتها كالصفعة على وجهه، لكنه تجاهل الرد وترك الغرفة غاضبًا.
بعد أيام قليلة، استلم عثمان نتيجة التحاليل.
وقف في المختبر، ينظر إلى الورقة بين يديه، ووجهه شاحب. كانت النتيجة واضحة:
"نچمة بتى آنى مش بت راغب."
أغمض عينيه للحظة، مشاعر مختلطة من الغضب، الحزن، والراحة اجتاحت قلبه. لكنه الآن لديه دليل قاطع. عاد إلى المنزل وهو يعلم أن المواجهة أصبحت وشيكة.
في المساء، عثمان قرر أن يبدأ مع سما.
دخل غرفتها بهدوء بينما كانت جالسة تقرأ. رفعت عينيها لتجده يقف أمامها، يحمل في يده ورقة.
عثمان، بهدوء لكنه يحمل في صوته نبرة حزم:
"سما، آنى عايز أعرف الحجيجة دلوك . نچمة... تبجى بتي، مش اكده؟"
كانت سما تنظر إليه بصدمة، عيناها امتلأتا بالدموع. لم تكن تعرف كيف ترد، لكن الكلمات بدأت تخرج منها ببطء:
سما: "عثمان... أنا حاولت أحميها... حاولت أحميك... كان غصب عنى والله "
اقترب منها وقال:
عثمان: "عايز أعرف كل حاچة، يا سما. ماينفعش نسكت أكتر من اكده الحجيجة كلاتها تتجالى من غير حرف ناجص فاهمة يابت الناس ولا حرف ينجص."
في تلك الأثناء، كان راغب يستمع خلف الباب.
كلمات سما واعترافها كانت كافية لتحطم عالمه. لكنه لم يكن ينوي الاستسلام بهذه السهولة.
راغب بكره وغضب: "لو كانت اللعبة انتهت بالنسبالهم، فآنى لسة عندي خطوات أخيرة لازم ألعبها."
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا