رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم ريناد يوسف كاملة
رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم ريناد يوسف كاملة
نفق الجحيم الفصل١٦
الكاتبه ريناد يوسف
أبو دراع بص لكرار وتقريباً عرف هو عيفكر فأيه، ومن حالته عرف إنه بطيشه وعنده هيودي روحه فسكة اللي يروح ميرجعشي، وكمان هو متوكد إن لو كرار حس إنه معارضه مهيقولهوش على اي حاجه هيعملها وهيتصرف من عقله الخربان.. فسكت ابو دراع يقلبها شويه فدماغه وفي الاثناء داي كرار سأله بفضول:
يعني مرديتش علي كلامي.. وكمل بتهكم.. اكيد تلاقي مش عاجبك الحديت ماانت خلاص بعتني وبقيت عليا معاهم.
أبو دراع: لو بايعك صوح هقولك امشي وإعمل اللي فراسك واعينك عليه كمان.. اعينك عشان تبعد وتتغرب وتتقطع من جدورك؛ لان ابوك اللي عيطلع عن طوعه ويشرد من تحت جناحه معيخليهش يعاود تاني وإنت خابر ديه أكتر مني.. هقولك روح إنت راجل ميتخافش عليك ودراعك يجيب دهب، ومش هقولك إنك هتوبقي فنظر الناس واطي ومليكش ناس ولا اصل، ولو حبيت تتقدم لبت ناس محترمين أول سؤال هيسألوهولك.. ناسك وين، وشردت منيهم ليه.. ومن كل بُد هياجو لحد بلدك ويسألوا عنك ويعرفوا سبب طفشانك ومحدش هيرضى يحط يده فيدك ولا يصاهرك.. مش هقولك إنك وكت ماتحب تتجوز مش هترضى بيك غير وحده مليهاش اهل ولا بدنه ولا عيله، ولا راجل يدور ورا اللي هتتجوزه.. واللي كيف داي مهتوبقاش شيالة إسمك ولا راعية عيالك.. لو بايعك صوح هقولك اهروب وامشي كيف همام والسيد وهمل عزوتك وناسك وسندك وابوك اللي عمال يرقع وراك فعمايلك الشينه وشايل عنك بلاوي،، ولولاه كان زمانك ملطشه لكل الناس.. ديه لو بايعك يعني.
كرار: طيب مش بايعني وخايف عليا يوبقي تاجي معاي وهملك من كل حديتك الخايب ديه.
أبو دراع: اني مهملش ابوي وهو في السن ديه واشرد، ومش أبو دراع اللي يهمل بلده لو اطبقت السما عالارض.. اني امي ماتت واندفنت إهنه وهدفن جارها ابوي واني هندفن جارهم بأمر الله.
كرار سكت ومردش وكمل أبو دراع كلامه:
كرار اسمعني.. أني اخوك اللي لو لفيت الدنيا مهتلاقيش حد يحبك كدي.. اني عحبك بكل عيوبك وبلاويك ومرارك الطافح، ومهتخلاش عنيك، وهفضل ساندك لاخر العمر، ودراعي سد ليك من أي حد يحاول يأذيك...صوح عزعل منيك لما تعمل الغلط بس معتهونش على قلبي واصل.. وعشان عحبك ومش عايزلك غير كل خير عقولك متطلعش عن طوع ابوك ومتبعدش عنه.. انت ليك حداي النصيحه واني اديتهالك اهه وإنت حر ياواد الناس.
خلص كلامه وقام وقف علي حيله عشان يمشي بس وقفه كرار وهو عيقوله: يعني هتهملني؟
ابو دراع: إنت اللي هتهملني.. واني اللي ميبقاش عليا مبقاش عليه..روح ياكرار موطرح ماانت عاوز.
كرار: يعني إنت راضي إني اتجوز بت الليل داي ياأبو دراع؟
أبو دراع: حرام عليك تقول عليها إكده ياكرار.. اني اللي عرفته وسمعته إنها كانت طالعه تجيب علاج لابوها قليل الولَد، وإنتوا قطعتوا طريقها، والكل خابر إن بنات الليل هيكون موطرحهم في الغرز والمواخير.. لكن اللي كانت ماشيه فطريقها داي مهياش بت ليل ابداً.. وبعدين البنيه كانت عفيفه واني شوفت عفتها بعيني علي خلجاتك ولو نكرت ادب صوابعي فحباب عنيك.
كرار: بس ديه دم جرح كيف ماقال همام مش دم شرفها.
أبو دراع: وليه ميكونش دم شرفها كيف ماقال السيد؟!
كرار بضيق: يوووه مخابرش عاد كنا سكارى وكتها ومحدش فينا متوكد من حاجه.
أبو دراع: يوبقي تخليش عقلك يوسوسلك بالشين وحط ربنا قبال عنيك.. ودلوك اني ماشي جاي معاي ولا لساك باقي علي عندك؟
كرار سكت شويه وابو دراع إتحرك ومشي من قدامه، لكنه اتبسم وهو واعي ظل كرار جاي ورا منيه وعرف إن عقله رد فراسه.
وصلوا التنين البيت ودخلوا سوا، وتوفيق كان في الجنينه قاعد مع مخلوف، وبمجرد مادخل كرار راح علي ابوه واترمي تحت رجليه وحب علي يده وفضل يستسمح فيه كتير وأبوه ساكت مردش غير في الاخر وبعد عذاب:
قولي إستفدت إيه دلوك من عندك غير إنك إتسببت فطلاق أمك وفتعب قلبي.. قلبي اللي محدش واجعه ومورمه دايماً غيرك.. قولي إيه اللي عتحس بيه وإنت تاعبني؟!
كرار بص للأرض و سكت ومردش وتوفيق إتنهد وإستغفر ربه وقاله:
غور على جوه وحضر حالك عشان عالعصريه رايحين لبيت البنيه المسكينه نخطبوها قدام الناس ونطلبوا يدها من ابوها ونكبروا بيه.
كرار سمع حديت أبوه وغمض عيونه بألم ورفض مكتوم جوا قلبه، وقام وقف وهز دماغه بطاعه وإتحرك ناحية البيت، لكنه وقف علي بعد خطوتين ولف وقال لأبوه:
أني رجعت اديني وطاوعتك، يوبقي ترجع أمي هي مليهاش ذنب تتطلق في السن ديه.
توفيق: بس روح إنت شوف هتعمل ايه وهمل امك دلوك.
أما حدا بيت الشيخ جاهين..
تماضر: خلاص يابنيتي ماشيه؟ والله هتوحشك، يعلم ربنا إني حبيتك ودخلتي قلبي فاليوم ديه ونفسي لو كان فيدى حاجه كنت عملتهالك.. لكن المكتوب إتخط عالجبين خلاص يابنيتي ونصيبك اتكتب.
شام: واني راضيه بالمكتوب ياخاله وكل اللي عياجي من حدا ربنا اكيد فيه خير وليه حكمه منيه.. وعايزه اقولك قبل ماامشي إني اني كمان حبيتك عليم الله، وحسيت فيكي بحنيه تفوق حنية أمي وحنية اي حد قابلته.. اتاري حتي الحنيه مكاييل وكل واحد عياخد منيها علي كد كبر قلبه.. ربنا يعطيكي الصحه والعافيه ويحسن مابين اديكي على كرم الضيافه اللي شفته منك ومنيكم كلكم.. وحتي غاليه حبيتها وحسيتها كيف ماتكون وحده من خياتي مع انها صغيره عني وعنهم، بس عيني بارده عليها سابقه سنها وعقلها يوزن بلد.
تماضر بصت لغاليه بإستغراب وقالتلها: مين داي اللى عقلها يوزن بلد؟ التمساحه!
غاليه بإعتراض: إيوه الحقي روحك حد قال عليا كلمتين حلوين وشافني بصورة زينه الحقي بدلى رأيه!.. خلصت كلامها واتحركت من جارهم وهتهمل الموطرح لكن وقفها صوت شام..
ايه ياغاليه رايحه وين مش هتسلمي عليا قبل ماأمشي ياك؟
غاليه لفت وعاودتلها تاني وخدتها شام فحضنها وهي عتقولها:
تزعليش روحك أمك عتضحك معاكي من محبتها فيكي.. انتي احلي واعقل بنيه في الدنيا كلها.. واحلي تمساحه كمان.
غاليه بعدت عن حضنها وبصتلها بغرابه وقالتلها: قولتي ايه؟ اني احلي بت في الدنيا! أمال انتي إيه؟ خلاص ياشام اني دلوك عرفت إن أمي حداها حق وانتي عتجامليني بالكدب.. واني ولا عاقله ولا نيله.. متشكرالكم ياناس.
خلصت حديتها ومشت من قدامهم وهي عتمثل الزعل وشام اتبسمت غصب عنها وتماضر قالتلها: تمساحه يابوي مفيش فايده فيها.. المهم ياشام قنبري جاري إهنه عايزه اقولك كلمتين قبل ماتمشي.
شام قعدت جارها وشبكت اديها فبعض بتوتر، وبصت للأرض؛ عشان من ملامح تماضر اللي خدت وضع الجديه مره وحده عرفت إن اللي هيتقال صعيب.
تماضر: انتي طبعا دريتي بالحكم اللي اتحكم وقالهولك ابوكي لما شيع عليكي حدا الشيخ جاهين مش إكده؟
شام بشرود:إيوه دريت والشيخ جاهين فهمني علي كل حاجه، وقالي إن اني وخياتي مقدمناش حل تاني.
تماضر: له قدامكم حلول كتيره وهتكون فيها راحتكم بس هيكون فيها تعب وقهر لأبوكم.
شام: وإحنا فدا تراب رجلين ابونا ياخاله وتهون الروح ولا يهون علينا تعبه وقهرته.
تماضر: إنتي عاقله قوي ياشام وطيبه يابتي..وربنا اكيد هيوقف معاكي ويوقفلك ولاد الحلال، وعشان إكده اني هقولك عاللي انتي داخله عليه.. أوعاكي تفكري إن اللي جاي هتكون فيه راحه ليكي من أي نوع ياشام.. انتي داخله على ذل يابنيتي وقلة قيمه.. وابدا أهل جوزك مهيتقبلوش اللي حوصول فيكي ومن بعده جيتي مرت ولد علي بيتهم..وحتي لو ولدهم كان ليه يد فيه..
وديه غير جوزك اللي هتفضل دايماً صورة التنين التانيين واللي عيملوه فيكي قدامه مطبوعه فباله وفعنيه، وكل مالمحبه ولا الموده تخبط علي باب قلبه الصوره داي هتطردهم شر طرده.. فعشان إكده يابنيتي لازمن تحطي فبالك إن الجفا اللي هيكون فقلب جوزك عليكي غصب عنيه.. وتخلي الصبر خليلك علي كل اللي هتشوفيه.. وأهم حاجه تخلي ربنا دايما قدام عنيكي وتحتسبي كل صبرك عنده وتناجيه دايماً وتشتكيله اللي مهتقدريش تقوليه للمخلوق.. عشان كل ديه يتصب فميزان حسناتك وتطلعي من الفائزين في الآخره حتي لو مش هتفوزي في الدنيا.
شام هزت دماغها بتفهم وردت عليها:
كل ديه اني عارفاه ياخاله وحطاه فبالي.. واني في الاصل ممستنياش من الكلب ديه محبه ولا موده؛ عشان دول عمرهم ماهيسكنوا قلبي اني من ناحيته.. أني كل اللي قاطع فيا خياتي البنات وإنهم كيف هيتقبلوا إنهم يعيشوا مع اللي عيمل إكده فأختهم.. وكيف هيعاشروا ديابه ميأمنوش شرهم.. طيب بسيمه عادي تتحمل وهتعرف تتعامل معاه عشان واعيه وقوية.. لكن بشاير القطه المغمضه داي هتعمل وهتعيش كيف؟
تماضر: متخافيش عالمغمضه خافي عالواعيه اللي مهتنساش ولا تعدي.. وحتتة إنهم ينسوا ويتقبلوا داي فيدك إنتي يابنيتي.. هونيها قدامهم وهما هيهونوها علي روحهم، وريلهم إنها سهله عليكي وهتسهل عليهم.
شام خدت نفس ونفخته بعد ماسمعت حديت تماضر وفهمته زين وردت عليها:
حاضر ياخاله.. ربنا يهونها علينا جميعاً.
وخد عبد الصمد بته وعاود بيها علي بلده.. وركبت القطر من تاني.. بس النوبادي كان إحساسها غير، وكانت عايزه تحضن كل حاجه فيه وتشكره على خوفه عليها، وإن صراخه هو السبب اللي فوق أبوها وخلاه يبعدها ويبعد حاله عن الموت فآخر لحظه.
ونزلت شام من القطر بعد ماحفظت شكله من جوه صم وإتحققت اخيراً امنيتها بإنها تركبه وربنا إستجاب لدعواتها، لكنها لو كانت تعرف إنها عشان تركب القطر هيكون اللي حوصول ديه هو تذكرة ركوبه لا كانت دعت ولااتمنت، ويمكن كانت كرهته كره العمى.
عاود عبد الصمد بشام وهو ماسك يدها قدام اهل البلد كلهم، والعيال من أول ماشافوهم جروا يبشروا دهب مرته وبناته اللي سألوا عليه طوب الأرض وخلوا اهل البلد كلها تدور عليه.. وغير كل اللي يقابله يسأله كان فين وكان يعمل ايه،، لكن عبد الصمد كان ماشي ساكت مكانش يرد علي حد.
وصل اخيراً عبد الصمد لبيته ولقى بسيمه وبشاير واقفينله عالباب مستنيين وحالتهم حاله، وبمجرد ماشافوهم جريوا عليهم خدوهم بالأحضان والدموع لحالها عتشكي الشوق والخوف والوجع اللي حسوا بيه، وكمان فرحتهم برجوع شام أختهم وإنها حية قدامهم ترزق لا تضاهيها فرحه.
دخل عبد الصمد البيت وشاف دهب مرته قاعده في الارض وخلجاتها مطينين وحالتها حاله، وبمجرد ماشافته هو وشام واقفين قدامها شهقت شهقه من نص قلبها، وسوحت ومحستش بروحها الا وهي فباط شام وعتصحي فيها وتحب فأديها ووشها وتطمنها إنها بخير..
دهب فتحت عيونها بضعف وبصت لشام ورفعت يدها حطتها علي وشها وهمستلها بتعب: إنتي صوح قدامي ياشام يابنيتي ولا ديه حلم وهصحي منيه؟
شام مسكت يد أمها وحطتها علي قلبها وهي عتقولها: عايشه ياأم شام وعتنفس وقلبي لساه عينبض اهه.. اطمني ربنا نجاني ونجى ابوي فآخر دقيقه من الموت.
شام نطقت كلمة أبوي ودهب كيف ماتكون انتبهت لحاجه كانت ناسياها، وإتعدلت قوام واتلفتت حواليها تدور عليه، وشافته قاعد قدام الكانون عيقلب فرماده المطفي ويدور عن شوية دفى.
دهب قالتله بعتب:
بالك ياعبصمد لو كنت إتأخرت هبابه كمان كنت هتعاود مش هتلقاني.. صدقني كان الموت هياخدني شفقه بحالي.
رد عليها عبد الصمد وهو شارد:
له متخافيش مكونتيش هتموتي ولا حاجه.. الموت مش هين ولا عياجي للناس اللي عتتمناه.. الموت مش عياجي غير للي الدنيا حلوه فعينه ومشايلش هم.. لكن المبلي الموت عيقف بعيد عنيه يتفرج عليه وهو عيرقص علي مزمار العذاب وهو يسقفله.
دهب قامت بوهن وراحت عليه وقعدت جاره وحطت يدها علي رجله وبحنان سألته:
احكيلي حوصول ايه ورحت وين إنت وشام وعميلت إيه؟
وإبتدا عبد الصمد يحكيلها علي مسمع من البنات التلاته اللي ولا وحده فيهم نطقت كلمه طول ماهو عيتحدت، ودهب فضلت تنقل عيونها مابينهم وتضروب علي رجليها بقهر طول ماهو عيحكي، وبعد ماخلص بدأت نواح وعويل ومفيش علي لسانها غير:
ضاعوا بناتي التلاته، راحت زرعة عمري وحشها منجل الظلم.. راح تعبك وشقى عمرك يادهب.
وعبد الصمد هملها تنوح وتعدد وقام دخل أوضته وقفل علي روحه الباب، عشان يطلع ضعفه بينه وبين روحه مش قدام بناته اللي معارفش إيه مستنيهم.
أما بسيمه فقامت من جار شام، وراحت علي أمها دهب وقعدت جارها ومسكت اديها اللي عتضروب بيهم علي رجليها وقالتلها:
بسك يمه بطلي نواح وبكا وندب.. أختي عاودت زينه وأبوي عاود على رجليه يوبقي كل حاجه تهون من بعد إكده.
إفرحي يادهب إننا باقيين كيف ماأحنا منقصناش ولا حد مننا خطفه الموت.
دهب بحسره: هيجوزوكم لدباح. ين اختكم يابسيمه وتقوليلي هينه؟
بسيمه: إيوه عقول هينه؛ عشان مهما كانت الخساره فاهي اقل من خسارة الارواح يمه.. إيوه اني موافقه إني اتجوز كلب منهم مادام ديه تمن إن اختي تفضل عايشه وعتتنفس من هوا الدنيا معانا.. وعارفه ايه كمان.. أني عتمني إنهم يجوزوني اللي اسميه همام بالذات.. عايزه اللي بدا من حداه الامر، ومن تحت يده حوصول كل شى.
دهب ردت عليها وهي عتحاول تحرر اديها منها:
ماديه العن واضل.. كون إنك هتاخديها عافيه هتتكسري كيف عود حطب سمسم يبان ناشف بس من جواه اجوف وفاضي واقل حفه ينكسر علي مية حته.
بسيمه: بس همليني اني وهعرف اكون عود خزران يلسع وعمره ماينكسر.. ودلوك قومي هوني عالغلبان اللي جوه وبطلي نواح بخشمك عشان قلبه هو كمان يبطل نواح.. قلبه اللي تلاقيه عيفرفط بين ضلوعه ومحدش شايفه.. صدقيني يمه ابوي اكتر واحد يتحزن عليه، لا اني ولا بشاير ولا حتي شام.. أبوي الضربه شديده عليه وجاتله فوكت ضعفه.
سكتت دهب عن النواح لكن دموعها غصب عنيها فضلوا يسحوا محكمتش توقفهم.. أما بسيمه فأخدت شام وبشاير ودخلوا أوضتهم وقفلوا علي روحهم الباب.
بسيمه : اسمعوني زين يابنات عبد الصمد.. إحنا لو رضينا بالحكم وبجوازنا من ال٣ دول، فرضانا ديه قبل كل شى لاجل خاطر ابونا اللي ربانا، وإتحمل معايرة الناس ليه إنه قليل ولد وأبو بنات، ومرضيش يتجوز على أمنا ولا يجيب الواد من غيرها من محبته فيها وفينا.. واللي ميستاهلش غير إنه يرفع راسه قدام الناس ببناته اللي كسر عمره عليهم.
بشاير: إيوه يعني دلوكيت إحنا هنتجوزوا اللي هتكوا عرض أختنا كيف! طب وديه يجوز؟
بسيمه: لو ميجوزش مكانوش شيوخ حكموا بيه يابشاير..المهم دلوك كل وحده منكم تحط فبالها إنها متجوزه واحد نجس وبلاشرف واياكم وحده فيكم عينها تتكسر قدامه.. خلي دايماً راسكم مرفوعه وفكل فرصه تفكروهم إنهم هما العايبين، وانهم هما اللي لازمن عيونهم توبقي مكسوره قدامكم.. اياكم وحده فيكم تطاطي ولا تنزل عينها في الارض من اول دقيقه تدخل فيها بيت جوزها.. حولوا حياتهم جحيم بكل طريقه ممكنه كيف ماحولوا حياتنا كلنا لجحيم.
شام كانت باصه لبسيمه وهي عتتحدت بحرقه وجسمها عيتنفض وعيونها مفتوحه علي آخرهم والدم هيبوك من وشها، كيف ماتكون اتلبست بروح شريره، واستغربتها واستغربت موقفها لانها كانت متوقعه منيها رد فعل غير ديه بالمره.. كانت مستنياها تبكي وتنوح او تزعق وتهلل وتعترض، او حتي تشتمها لأنها السبب فكل ديه.. إنما قوتها داي وإنها هي بالذات اللي تشد من ازر الكل ديه اللي مجاش فبال شام واصل.
وحدا الشيخ جاهين..
-حكيم ياولدي.. قوم بينا علي بلد عبصمد نعقدوا لبته علي واد المقاول ونشهدوا ونشهدوا الناس علي جوازهم.
حكيم بطاعه: حاضر يابوي.
غازي: استنوني جاي معاكم.
جاهين:له ياغازي إنت خليك إهنه وبعد صلاة العصر هات الناس كلها من الجامع على المندره إهنه وضايفهم واستنانا معاهم لغاية مانعاودا.
غازي: ليه عايز الناس؟
جاهين: لما نعاودوا هتعرف كل حاجه.
غازي: طيب ولو جيه فصل فغيابك افصل فيه اني واقول للناس عمي قايلي؟
جاهين: والله العظيم اطين عيشتك ياغازي ماتحكم بين الناس وتفصلهم بفصل خايب زيك يوقع الناس فبعضها اكتر مايصلح مابينهم.
غازي بعصبيه: اني نفسي اعرف ميته هتخليني احكم وافصل واتعلم وخلاص كلها كام سنه وامسك المشيخه؟
جاهين: في الكام سنه دول يمكن ربنا يكرمك وتتعلم وتعقل.. سبحانه مغير الاحوال قادر علي كل شي.. بس خف إنت اللي عتعمله فلاول عشان لما تاجي تحكم بين الناس حكمك يُحترم وكلمتك تتسمع.. أصل الناس مهتوليش عليها سفيه حطها فبالك.
غازي: مش بمزاجهم.. المشيخه ورث واني واريثها.. وغصب عنهم هيرضوا بأحكامي وينفذوها واحترامهم لشيخهم واجب.
جاهين نفخ بيأس وقلة حيله وهمله واتحرك من قدامه هو وحكيم وهو عيقول: مفيش فايده واااااصل.. بشندي.. خلي بالك يابوي فغيابي واي حد ياجي ففصل قوله استني الشيخ جاهين لما يعاود.
بشندي: إطمن ياشيخ اني حارس إهنه ومفنجل عيني، واللي يفصل فغيابك افصلك رقبته عن جسمه واستناك بيها فيدى علي اول البلد.. قال كلامه وهو مبرق لغازي اللي بلع ريقه وبص الناحيه التانيه كأنه مسمعش حاجه.
ورد عليه جاهين وقاله: ومتنساش تحضرلي كورباج سوداني من اللي قلبك يحبه لعدوينك عايز اعاود الاقيه.. وعروسه متينه
بشندي: موجود متقلقشي.. هلينه فهبابة ميه عشان يلين لانه من زمان مااشتغلش ولما تعاود هتلاقيه كيف الملبن يزغرت عالجسم زغرته.. والعروسه هي كمان موجوده
غازي بخوف: ليه كرابيج يابوي خلاص مهحكمش ولا هفصول اني كنت عضحِك معاك ياعمي.. هيهيهييي.
جاهين بصله وطلع ومردش عليه وراح علي حكيم اللي كان راكب في الكارته ومستنيه وبمجرد ماركب جاره طلع بيهم الغفير علي المحطه.
ووصلوا بلد شام واستدلوا علي بيت عبد الصمد من الناس، وكانت دخلتهم لبيت عبد الصمد ليها هيبه، وخصوصي قدام الناس اللي كانوا عارفين الشيخ جاهين من كبارات البلد، وكل واحد كان يعزم عليه من كل قلبه إنه ينزل عليه ضيف، لكن جاهين قالهم إنه جاي لبيت عبد الصمد بالخصوص يعقد لبته علي واد المقاول.. وديه الخبر اللي خلي الكل يستغرب ورافقوا الشيخ جاهين لبيت عبد الصمد؛ عشان يتأكدوا من الخبر، وديه اللي كان عايزه الشيخ جاهين.. إن العقد يتم قدام الكل.
ووصلوا لبيت عبد الصمد ودخله جاهين وحكيم قعد بره مع الناس المتجمعه ومستنيه تحضر كتب الكتاب.
جاهين لعبد الصمد وهو واعي خلجاته وشكله: خش غير خلجاتك ياعبصمد والبس حاجه عليها القيمه وطس وشك بشوية ميه وارفع راسك بين الناس.. واوعاك حد يشوف الكسره فعينك.. بتك هتتجوز واد المقاول اللي اكبر راس في البلد تتمني تصاهره.. ديه اللي عايزك تحطه فبالك وتتصرف على اساسه قدام كل الناس.
قام بعد الصمد وطاوعه ووجه جاهين حديته لدهب مرت عبد الصمد اللي كانت واخده جنب وقاعده وقالها:
والحديت ليكي انتي كمان ياأم العروسه.. قومي البسي ولبسي بناتك واقدحي زغروته بكل حسك خلي البعيد والقريب يسمعها وخصوصي اللي قصدتوه للستر ومسترش.. واهو محدش يعرف إن اللي جاي يخطبها هو اللي عيملها، واتصرفوا كنه واحد غريب جالها وخدها علي عيبها.
وفعلا دهب عيملت اللي قال عليه الشيخ جاهين وغيرت خلجاتها، وبمجرد ماسمعت إن المقاول وولده جم، طلعت فوق سطوح بيتها وفضلت تزغرت لغاية ماخلت كل مره من جيرانها طلعت فوق سطوح بيتها تشوف خبر أيه.. والكل بص للشارع عالطرومبيل اللي مفيش واحد فبلدهم معاه واحد زيه، وعيونهم طلعت عالحاجات المتحمله فوق منيه واللي كلها نزلت لبيت عبد الصمد..
نزلت دهب وشافت بسيمه عتلبس فشام وحتي هي واختها لابسين واللي يشوف حالهم يقول ولا كأن فيه حاجه حاصله معاهم.
وقعد توفيق وولده كرار ومعاهم ولده صفوت وابو دراع وطلع جاهين وإبتدا يكتب الكتاب قدام الكل واللي شهدوا عليه صفوت وابو دراع.
وبعد مااتكتب الكتاب طلع توفيق من جيبه صره
وحطها عالطربيزه قدامه وفتحها، وكان فيها دهب خلي كل القاعدين عيونهم كانت هتطلع من محاجرها وهما باصين عليه لانه كان تقريباً كيلوا عباره عن غوايش تعبان وحلق مخرطه وكردان وخواتم.. وبحسه العالي قال لكرار ولده:
خش ياكرار لبس لمرتك شبكتها.. لبس الغالي للغالي وقولها إن حظك الحلوا هو اللي خلانا نعرفوا طريقا وطريق ابوها الراجل الزين..
وكرار فضل ساكت هبابه ومردش لولا ماابو دراع دكمه حتنه قام ولم الصره وخدها ودخل بيها البيت مع عبد الصمد.. وبمجرد دخوله وعبد الصمد قالهم إن ديه جوز شام.. دهب زغرتت بحسها العالي وفضلت تلف في البيت كله..
اما شام فبمجرد ماشافته انفاسها عليت وقلبها إتقبض وحست إنها عتتخنق، وخصوصي لما رفع يده بالصره وشافت فصباعه الخاتم ابو فص أوحمر.. وإهنه الدنيا لفت بيها ومحستش بحاجه تاني، ووقعت بين ادين بسيمه اللي كانت عتبص لكرار بسخط كيف لبوه عتبص للي حاول يكتل عيل من عيالها..
اما كرار ففضل شويه باصص لشام وعيتملى فجمالها، وفوراً إفتكر اللي حوصول وبنفس الصوره اللي إتوقعتها تماضر.. شاف همام والسيد وهما عيتناوبوا عليها، وديه خلاه رمي صرة الدهب اللي فيده عليها وهمل الموطرح كله وطلع وهو مش طايق روحه..
وبمجرد ماطلع وقف جار ابوه وبغضب قاله:
مش إكفايه على إكده وعملنا المطلوب مش يلا بينا.
وإهنه وقف جاهين وقاله بحزم:
له لسه ياكرار.. إنت بكده اديت حق المخلوق وباقي تعطي حق ربك..
كرار: حق ربي فأيه كمان؟
جاهين:هم بينا علي بلدنا وإهناك تعرف حق أيه.
وبالفعل الكل قام.. توفيق وابو دراع وصفوت وجاهين وحكيم وراحوا علي بلد جاهين.. وأهناك لقوا جمع مستنيهم، وعاملين حلقة حاوي، وفوسطهم فيه عروسه خشب متثبته في الارض، وبمجرد وصولهم طلع بشندي من المندره فيده حبل وفي اليد التانيه كورباج، وقرب من توفيق وولده، وبدون مقدمات مسك كرار اللي شاورله عليه جاهين بعنيه، وربطه في العروسه ومرحمش توسلاته ولا حتي ابوه رفله جفن وهو عيستغيث بيه، ولا حتى ابو دراع اللي كان كرار يبصله بتوسل وعيونه مرغرغه بدموع الخوف والخزي من الناس، وأبو دراع نكس عيونه للارض وإتجاهله خالص.. وكانت القاضيه لكرار لما بشندي شقله خلجاته من على ضهره، وادى لأبوه الكورباج وابوه خد منيه الكورباج ونزل عليه بأول جلده خلي روحه فرفحت من الوجع.. ومكانش يعرف إن لسه فيه ٩٩ جلده باقيينله.
وللحكايه بقيه...
بقلم ريناد يوسف
نفق الجحيم ١٧
الكاتبه ريناد يوسف
خلص توفيق ال١٠٠ جلده وبص لكرار اللي ضهره بقي شوارع ومنظره يكشش البدن، وحس بشفقه علي حاله، وخصوصاً وهو عيصرخ بإسمه عشان يعتقه، ويترجاه يكف ضرب فيه..
لكن شفقته سرعان مااتحولت لرضى عن اللي عيمله وهو عيقول لروحه إنه بعذابه عالدنيا جايز ينصلح حاله ويتبدل ويجتنب عذاب الآخره اللي أوعر وأشد، والجلد ديه مياجيش فيه حاجهه.
أما كرار فكان حاسس بألم عمره مااختبره ولا داق جزء منه، وفوق الوجع الحيا اللي كان حاسس بيه وهو عيجرا فيه إكده على مرأى ومسمع من الناس كلها،وبقي فرجه للصغير قبل الكبير، وحاسس إن نفسه إتكسرت قبل عينه.. ومن كتر ماكان الوجع فوق إحتماله أغمي عليه وغاب عن الدنيا.
اما أبو دراع فكان طول الوكت عاطي ضهره لكرار وللكل عشان ميشوفش اللي بيجرا فصاحبه واللي قلبه قبل عينه مهيتحملهوش، لكنه مع كل ضربة كورباج كانت تنزل علي جسمه ويصرخ بوجع كانت روحه تشوغ قبالها..لكن عقله كان يصبر فقلبه وروحه ويقولهم هملوه ياخد عقابه يمكن الخوف من الوجع يخليه يراجع نفسه قبل مايحاول يغلط مره تانيه، ويتصلح حاله بعد المحاكمه والجلد اللي قدام عيون الكل ديه.
قرب كرار من ابو دراع بعد ماأبوه خلص وإبتدا يفكه من على العروسه، وجاله صفوت اخوه يساعده، والتنين خدوه عالطرومبيل وركبوه وهو فدنيا تانيه خالص.
أما توفيق ففضل واقف مع الشيخ جاهين اللي إبتدا يخطب فالناس القاعده وكلامه موجه بالذات للشباب منهم ويقولهم:
ديه عقاب هوى النفس وقلة الدين.. ديه عقاب الجرى ورا الحرام وعدم الصبر علي حلال ربنا لما ياجي فأوانه.. ديه عقاب كل زاني فاجر.. ديه عقاب كل واحد يستباح عرض غيره ويدنسه.. من إهنه ورايح البصه الشينه اللي هيبصها واحد لوحده مش من محارمه في الطريق وهي معديه، وجات اشتكت منيه هيتحاسب ويتعاقب وتنكسر عينه النجسه قدام الكل.
وبعد ماخلص كلامه فيه اللي أيده وهلله، وفيه اللي بصله وبص لغازي بنظره هو فاهمها زين،، بمعني شوف اللي حداك فلاول وحاسبه وأوبقي دور علي الناس.. وما كان من جاهين الا إنه ينكس عنيه للأرض بخجل من اللي جايبله اللوم والعار وسط كل الناس، ومخلي جوانب هيبته قدام بعض الناس ناقصه ومش مكتمله.
خلص جاهين كلامه الموجه للناس وبص لتوفيق وقاله: كفوا يامقاول.. عارف إنها صعبه عليك بس والله كفيت ووفيت واديت حق ربك.. ربنا يهديه ليك ويجعلها الغلطه اللي بعدها الاستقامه ومعرفة إن الله حق وحدوده متتخطاش
ودلوك تعاوده للدار وبكره علي اخر النهار تاجي تاخدله عروسته فزفة تشرف الراجل الغلبان قدام كل اهل بلده.. تم جميلك وكيف مارفعت راسه وراسي بيك من لاول، خلي الروس تترفع دايماً باصلك الطيب والاصول اللي مترسخه فروحك.. والبنيه أمانه فرقبك ياتوفيق تخلي عينك عليها وتحميها من اللي هتشوفه علي يد ولدك.. واللي هتشوفه مش قليل.. واني اتوكدت من ديه من عيونه اللي كل ماابص فيهم أشوف محارق شر قايده.
توفيق هز دماغه بموافقه وأمن وراه واستأذنه ووعده بإنه هيحافظ علي شام، ودعاه بكره عالعرس، وجاهين اعتذر منيه لأنه معاه فصل بس قاله إن حكيم ولده سداد وهو اللي هيحضر موطرحه.. وتوفيق رحب بحكيم وقاله يوبقي كنك جيت بالظبط،
وهمله وراح علي الطرومبيل وعاود بولده لبلده وهو حاسس براحه؛ عشان رجع الحقوق لأصحابها.
وقف الطرومبيل قدام بوابة البيت ونزل ابو دراع وشال كرار ودخل بيه، وتوفيق بص لولده صفوت وقاله:
استني إنت ياصفوت متدخلش البيت.. خد دول.. قالها ومد يده فجيبه وطلع رزمة فلوس جنيهات ومدهاله وهو عيكمل كلامه:
تاخد القرشينات وتاخد معروف واد عمك وتندلوا البندر تجيب توب عرس زين يلبس وحده ارفع من بدور بشويتين، وتجيب شوار عرس كامل وتجيب للعروسه كل اللي تحتاجه كنك عتجهز وحده من خياتك.
صفوت: واااه.. وشوار العروسه هنجيبوه إحنا ولا إيه؟ فوق مارضينا باللي بيها كمان هنشوروها فوق دول ودول!
توفيق زعق بعصبيه: اييييه هو اللي فيها ياد إنت.. ووطي نبرة صوته لما انتبه علي روحه وإنه في الشارع وكمل بغضب مكتوم.. أوعاك أسمعك تقول الكلام ديه تاني ياصفوت ولا حتي بينك وبين روحك..
المستوره اخوك اللي عيمل فيها إكده وهو اللي كسر نفسها وكسر فرحتها وفرحة اهلها.. واي حاجه هنعملوها عشانها ولا هنجيبوهالها متاجيش حاجه في اللي جرالها وجرالهم علي يد اخوك.
صفوت:وهو كان على يد اخوي لحاله اياك!.. يابوي بصراحه اني شايف إن كرار إتظلم بجوازته من البت داي.. ليه هو ياخد وحده اتناوبوا عليها رفقاته قدام عنيه وهما ياخدوا بنتَّه بكر!
ليه إحنا ندفعوا إكده دهب وإكده شوار وهما هيدفع كل واحد فيهم قرشين وياخد عروسه عالجاهز بت بنوت وهو اللي هياخد رايتها..
متزعلش مني يابوي بس والله صعيبه علي اى راجل.. صعيبه يابوي.. وكل ديه كتير على كرار غير كسرة نفسه النهاردة قدام كل الخلايق..
والله اني كنت واقف ومكسوفله.. ليه بس يابوي مضربتهوش بينك وبينه ولا حتي قدامنا إحنا إخواته في حضور الشيخ وبس..
لعلمك كسرة كرار قبال الناس كلها يابوي مهتطيبش بسهوله وهيفضل الجرح معلم فروحه مهما السنين طالت.
توفيق: وهو ديه المبُتغى من اللي حوصول ياصفوت..
إنه يقعد فباله وفاكره ويسيب فروحه علامه كل ماياجي يعمل الغلط نوبه تانيه يفتكرها ويخاف تتكرر.. ودلوك بلا كتر حديت وخد واد عمك وروحوا هاتوا الحاجه.. وأوعاك تسترخص عشان هسأل جدتك عالحاجات اللي هتجيبها لو مليحه ولا سَكه ومليهاش عازه..
وإنت عارف ستك لا هتستخسر وتدس عليا كيف أمك ولا هتداري عليك كيف مرتك.
اتنهد صفوت وهز دماغه بالسمع والطاعه ودخل جاب معروف وراحوا عالعباره عشان يروحوا البندر.
أما في البيت قبل قليل..
حوريه من بعيد شافت ولدها علي كتاف أبو دراع وخلجاته متمزعه وضهره شوارع وحالته حاله جريت عليه وهي عتصرخ بإسمه ودخلت ورا ابو دراع اللي دخله جوا بيته ونومه ففرشته علي بطنه عشان مهيقدرش يدخل بيه البيت ويكسر عهده.
حوريه قعدت جار ولدها عالفرشه وفضلت تولول بحسها العالي وهي عتتطلع علي ضهره وتسمي عليه وتحاول إنها تفوقه، وهو غير الانين مفيش منيه أي استجابه لمحاولاتها.
طلعت حوريه لأبو دراع اللي كان عيغسل وشه من الطرمبه ومسكته من خلجاته وقالتله:
مين اللي عيمل فولدي إكده وليه.. مين اللي خلى جسمه شوارع ومثل بيه إكده مين؟
أبو دراع بصلها بعدم إهتمام ومتكلمش وواصل غسل وشه وراسه من الطربمه، لكن الرد جالها من توفيق اللي قالها:
أني اللي عميلت فيه إكده وبيدي.. وديه حكم ربنا عالزاني ياأم الحشاش الزاني.
حوريه بصتله وبالدموع ردت عليه:
يابوي على قلبك القاسي اللي معيحنش علي حد واصل، ولا تفرق معاه عشره، ولافيه محبه لاي نفر من أي نوع.. يابوي عالحجر اللى محطوط بين ضلوعك ديه!
توفيق: اللي يمشي بالاصول وحق ربنا يوبقي فعينك قاسي وقلبه حجر ومعيحبش حد صوح؟
له يابت عمي اني قلبي فيه محبه لكل الناس اللي زيك ميتوصلش لربعها ولا يعرف قدرها حتي.. لكن خوفي من الله غالب علي محبتي للمخلوق..
وعشان اللي زيك وزي ولدك آخر حاجه عتفكروا فيها رضى ربنا وغضبه.. فاللي زيي حداكم قلبه قاسي.. يابوي أني راضي بقساوة قلبي وفرحان بيها..
واللي عاجبه يقعد معايا بقساوتي أهلاً وسهلا واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل.. واللي بيني وبينك كلمه وإتقالت، واللي بيني وبين أي حد تاني كلمة وداع يقولها ويفارق.
حوريه ردت عليه بعتب بعد ماحست إنه بايع خالص وإنه حتي محداهش نيه للرجوع، غيرت نبرتها من اللوم للعتب اللين وقالتله:
وتهون عليك بت عمك ورفيقة عمرك ياتوفيق تمشي ومتشوفهاش مره تانيه؟ واني اللي عتمني كل يوم إنه يجعل يومي قبل يومك وتوديني بيدك لقبري واموت علي يدك. إكده ياتوفيق هانت حوريه خالص!
توفيق بصلها ومردش وهي كملت: خلاص عاد ياتوفيق اهو كرار إتجوز البت وعيمل كل اللي أمرت بيه يوبقي أنى لساك واخدني بذنبه ليه! ولا إنت ماصدقت؟
توفيق إتنهد وبص بعيد، وحوريه عرفت إنها عالطريق الصحيح وكملت بدلع :
واني اللي قولت هيعاود النهارده وهو راددني لعصمته حدا المأذون اللي هيكتب لولده، ويعاود يدفي فرشتي وانام علي انفاسه اللي إتوحشتها.. اتاريني ولا فبالك!
خلصت حديتها وإتحركت من قدامه بزعل وهو مردش عليها وبعد مامشت بص لابو دراع وقاله:
احممم.. ابو دراع نادملي أبوك عشان واصلين للشيخ عطيتو المأذون وقوله هم قوام قبل الليل مايليل.
خلص حديته ودب عكازه في الأرض وإتحرك وهمل أبو دراع عيهمس لروحه من وراه:
نخيت يامقاول من أول كلمتين ناعمين؟ والله إحنا الرجاله غلابه قوي ياخال.
دخل توفيق البيت وقعد جار أمه وحكالها كل اللي حوصول معاه واللي عيمله وهي طبطبت على روحه التعبانه بكلمتين، ونبهته لإنه لازمن يدهن أوضة كرار بالجير عشان العروسه الجديده، ويجيبله عفشه زينه عشان يفرحه..
وهو قالها إنه هيعمل إكده بس بعدين مش دلوك؛ عشان مقدامهوش وكت يعمل كل ديه.
وقام وقف علي حيله وهو سامع مخلوف عينادم عليه من بره وعدل عبايته علي كتافه زين قبل مايطلع وهو باصص علي حوريه اللي كانت واقفه علي باب الموطبخ وبصاله بصة توسل.
عديله: رايح وين ياولدي دلوك في المغارب؟
توفيق: رايح ارد حوريه لعصمتي يمه.
عديله: بوووووه.. ليه ياولدي ليه.. داني كنت هشيع للدلاله تشوفلي عروسه ليك زينه وأجوزك واهنيك واجيبلك اللي ترجعلك شبابك اللي إتفني مع بوز الاخص داي!
توفيق بضحكه: خلاص عاد يام توفيق الشباب اللي راح معيعاودشي تاني.. وبعدين ولدك مفيهش حيل لجلع نسوان صغار ولا فيه خلق يحادي ويدادي ويجلع.. يلا مسك الختام ياحجه.
عديله: والله ياولدي بحوريه هيوبقي يلا زفت الختام.. يلا عاد مكتوبالها بت معوض تقعد فزورك العمر كله.
توفيق: النصيب وعمايله يمه، واني طول عمري راضي بنصيبي وعحمد ربنا علي كل اللي يجيبه.
عديله: إيوه الله ياولدي الحمد لله علي قضاه وقدره.. ربنا يجازي صبرك ويجعل عوضك في الاخره بحور العين.. الحوريات اللي من صوح مش الشواطين اللي إسمهم غير وصفهم.
ضحك توفيق على أمه وطلع من البيت وبمجرد طلعوعه طلعت حوريه اللي كانت سامعه كل الحديت اللي دار بين توفيق وأمه، وراحت قدام عديله وفضلت تطق بصوابعها وتترقص قدامها وتغيظ فيها وهي عتغني:
وياااالوليف عاود لوليييفه، واللي متغاظ مننا ياحيييفه.. وحبيبي توفيق الليله راجع لبيته.. ويااااطياره طيري ياطياره.. توفيق حبيبي معاود علي داره.
وعديله كانت بصالها وهي عتترقص وهمست بحس مسموع: اترقصي واتبعتري ياوقيد الحريم ياللي عامله روحك مره ولالا.. جاكي نورج يقب راسك قب ويريح ولدي ويريحني منك.
وكملت حوريه رقص وغناوي بحسها العالي وكل ناس البيت إتجمعوا علي حسها وكله إبتدا يسقفلها وهي ترقص، وحتي عديله بقت تسقف معاهم بس سقفتها كانت تشبه الندب وهي مبتسمه بغيظ ومن جواها عايزه تقوم تسك راس حوريه في الكانون وتتدفي بيها.
خلصت حوريه رقص وقعدت بعد ماتعبت وبصت للبنات وقالتلهم:ودولي بستلة ميه فايره فغرفتي يابنته عايزه اتسبح واغير خلجاتي قبل ماتوفيق ياجي.
عديله ردت عليها: نسيتي ولدك المضروب ومتبهدل ومتهان ومرمي كيف شريط اللمضه فبيت الجنينه ووعيتي لحالك دلوك! صوح حريم آخر زمن.
حوريه:هيروق ولدي مهتجرالهوشي حاجه، وبعدين ديه ابوه اللي ضربه ميعملش حاجه
عديله: يمي يمي علي مُحن الحريم وقلة ادبها اللي عيهون قصادها الضنا وعتموت عزة النفس. بقي ابوه النهارده وميعملش حاجه!
حوريه:مرت عمي متتعبيش حالك عشان مهتقدريش تنكدي عليا النهارده.
عديله: ينكد عليكي ربنا من حداه اني لا هتعب ولا هنكد.
أما حدا بيت عبد الصمد..
بمجرد ماتوفيق وعياله مشوا والرجاله اللي كانت متجمعه مشت والطريق فضيت، إبتدت الحريم تطلع من بيوتها وتجري علي بيت عبد الصمد؛ يتاكدوا من إن كل اللي شافوه من فوق سطوح بيوتهم حقيقه وإنهم مكانوش عيهزوا!
وبمجرد دخولهم للبيت إبتدت دهب تزغرت وخصوصي قدام ام صابر اللي كانت أول الحاضرين، وعينها طلعت علي الدهب اللي بسطته دهب قدام عنين الكل، وكل الحريم خدتها الهوله من الدهب اللي مجاش زيه شبكه لبت اكبر راس في البلد!
وغير اقفاص الفاكهه والطيور والخير اللي إتملي بيه بيت عبد الصمد، وديه خلي كل كلمه قالتها أم صابر لحد من الحريم ماتت وإتقتلت في التو واللحظه؛ أصل اللي هما شايفينه بعنيهم ديه لا شبكة وحده فاجر، ولا تسويقة وحده حد عيمل فيها ايوتها حاجه!
أما اللي كان ميت بقهرته اكتر واحد هو اللي كان مراقب كل حاجه من شباك اوضته الموارب بسيط، وشايف اللي إتخلي عنها ومرضيش بيها وهي عتتكرم وسط الناس بالدهب والفلوس، والشيخ جاهين ذات نفسه هو اللي عقدلها علي عريسها، والغيره كلت قلبه وكل لما حس إن فراشته الحلوة خلاص هتحوم فبستان حد غيره،
وإتمني لو إنه وافق إنه ياخدها وستر عليها فحاجه مش بيدها، ومكانش قال لامه ولا لأبوه، لكن للأسف وكت الوجع عيعمي القلب والعقل والنظر.
أما شام فهملت الحريم تتفرج علي الدهب وتتهول وهي دخلت الأوضه، وفردت جتتها بتعب وهي عتحاول تتخيل حياتها الجايه هتكون كيف.. وأخر ماعقلها تعب من التفكير غمضت عنيها وغفيت بإستسلام للمقدر والمكتوب.
عاود توفيق بالليل وسأل علي صفوت، وحوريه قالتله إنه لساه معاودش هو وواد عمه من البندر، واتعشي وكانت حوريه محضره عشا زين وبعد العشا طلع توفيق علي غرفته وحصلته حوريه وكل واحد دخل ينام مفضلش حد صاحي من البيت غير عديله فليلها الطويل اللي معيخلصش، وكرار اللي الوجع كله حس بيه دلوك، وأبو دراع اللي قاعد جاره وعمال يهون عليه الوجع والكسره ويلهيه باي حديت فأي حاجه عشان ينسيه الوجع هبابه.
وخلص الليل قوام على مرتاح البال اللي حط راسه علي مخدته وراح في النوم،، وعدي بالتناهيد وبألف قولة يارب علي الموجوع.
توفيق صحي الصبح ونزل وشاف الحاجات اللي جابوها صفوت ومعروف عشيه، واللي حطوها فأوضة ستهم عديله، وسأل توفيق أمه عن الحاجه وقالتله مليحه، وبعد مافطر قال للجميع النهارده اجاره من الشغل عشان هيروحوا يجيبوا عروسة كرار.. وقال لسلام يشوفلهم طرومبيل تاني بالأجره عشان يروحوا في الطرومبيلين مع بعض.
طلع سلام يشوف الطرومبيل وراح توفيق علي بيت مخلوف ودخل لكرار اللي كان قاعد علي حيله فوق السرير ومتغطي باللحاف ومش لابس حاجه تحتيه، وأبو دراع جايب جاره قروانة جمر عشان تدفيله الموطرح، وحاطط عليها براد شاي وقاعد جاره..
وبمجرد مادخل توفيق كرار بص الناحيه التانيه بزعل وقهر.
توفيق سكت هبابه وكان عايز يطيب خاطره، لكنه اتراجع فأخر لحظه وقاله بأمر:
عاود البيت عشان رايحين نجيبوا عروستك النهاردة.. اخوك جابلك جلابيه بيضه تلبسها عشان الناس اللي هتاجي ورا العروسه.. وأياك تعمل ولا تقول حاجه تنزل راسي قدام الناس.. يمين عظيم ياكرار ماديه يوحصول اجيب كورباج واعيد اللي عيملته فيك من تاني.
وإهنه رد عليه كرار بقلة حيله وحس مدبوح وبالعافيه طالع من كتر الالم اللي شافه الليله اللي عدت:
السمع والطاعه يامقاول.. السمع والطاعه يابوي.. حاضر هعمل كل اللي تؤمر بيه.
قالها وفضل باصص لابوه والدموع لالت فعنيه، وأبوه قوام دب عكازه في الارض وطلع من جاره قوام قبل ماتاخده بيه الشفقه..
وخصوصي وإن هو كمان صعبان عليه الحال، لان لا ديه العرس اللي كان عيمناهوله، ولا داي التجهيزات اللي المفروض تتعمل لفرح واد المقاول.. لكن الظروف هي اللي عتحكم والغلط فلاول والاخر غلطه.
طلع توفيق من بيت مخلوف ووقف يتحدت مع مخلوف هبابه،وبما إن مخلوف عيعرف يدبح وهو اللي عيدبحلهم كل الدبايح.. توفيق قاله يدبح ٣ خرفان من الحوش ويوضبهم ويدخلهم للحريم يطبخوهم..
وبعدها دخل البيت وقال لصفوت بما إنه هو اللي راح معاه وعارف بيت عبد الصمد ياخد بدلة العرس بتاعة العروسه ويروح يوديهالها عشان تلبسها، وإهناك تشوف جمل بهودج أفراح تتأجره وزي ماياخد، وتبركه قدام بيت عبد الصمد عشان نلففووا العروسه البلد كلها على ضهره قدام البلد كلها.
صفوت هز دماغه بعدم رضى، وكان هيتكلم لكن نظرة أبوه سكتته وخلته يتحرك من سكات وهو بالع لسانه بالحديت اللي كان علي طرفه.
وبعدها دخل توفيق البيت وإدي أوامره للحريم إنهم يطبخوا طبيخ يشرف، وإنهم يفرشوا اوضة العرسان بالفرش الجديد اللي إتجاب من البندر عشيه، ويوضبوا الدنيا ويعملوا الاستعدادات اللي عيعملوها فكل فرح، وميقصروش فحاجه ابداً والكل إتحرك فوراً ينفذ.
وصبر هبابه توفيق وطلع راح عالمندره وطلب من عزت يفتحها وينضفها عشان الناس اللي هتاجي، وعزت إبتدا ينضف فى المندروه بكل حيله، والفرحه مش سايعاه فأخوه المجلع اللي جلعه وقعه في شر أعماله..
وعلى كد ماكان زعلان من ورطته فى بدور، علي كد ماهو فرحان دلوك بيها؛ عشان بدور طلعت احسن من غيرها بكتير، وعالاقل متكشفتش علي راجل قبله ولا حد شاف زوالها غير ابو دراع، وحتي ديه بدور ولا واخده بالها منيه ولا حتي عارفه إن عينه منيها.
عدت ساعات النهار قوام، وكل واحد مكلف بمهمه خلصها، وبدا البيت بالاستعدادات كيف مايكون بيت عرس بحق.. وعيال صفوت وواد سلام مش مبطلين رقص وسقيف وأغاني.
أما كرار فكان طول الوكت قاعد فبيت مخلوف ومرضيش يروح البيت غير بعد ماابوه واخواته مشوا بالطرومبيلات يجيبوا العروسه.
دخل الحمام وحاول يتسبح، لكنه صرخ أول مافضي كوز الميه فوق جسمه المتمزع من أثر الكورباج، فإكتفي بغسل راسه ووشه ورجليه وطلع لبس جلابية العرس البيضه اللي بعد مالبسها بشويه طبعت فيها الجروح وبقي ضهرها كيف خريطة وجع باللون الاوحمر.
أما حدا شام..
قاعده علي سريرها وقدامها البدله البيضه اللي ياما حلمت تلبسها لصابر، وكل يوم كانت تتخيل شكلها فيها، ولما جه اليوم اللي هتلبسها فيه هتلبسها لواحد غيره، وتروح علي بيت غير البيت اللي بنت فيه كل احلامها، وراجل غير اللي مكانتش تتخيل فيوم من الأيام وليف لروحها غيره.
دخلت عليها بسيمه وقطعت شرودها وهي عتقولها:
شام.. ياشمامه.. قومي ياقلب اختك عشان تتسبحي وتتزوقي وتلبسي فستانك الحلو ديه اللي كل بنتتة البلد هيتخبطوا من الغيره لما يشوفوه عليكي.. قومي ياغزالة عبد الصمد انفضي الهم عن روحك وكيدي الاعادي دانتي إتجوزتي جوازه متحلمش بيها بت العمده.
بصتلها شام واتنهدت بغلب والدموع لالت فعنيها، وبسيمه قربت منيها وقعدت جارها ومسكت يدها وبمحبه قالتلها:
شااااام.. القلب لازم تكونلة كرامه، عشان القلب البلاكرامه عيتهان ويتذل بعشقه للواطيين.. اللي نساكي انسيه واللي باعك شحتيه شحاته، ووريله إنه ولا فارق معاكي.. قومي يابت عبد الصمد إلبسي واتزوقي جبتلك من الدلاله قلم اوحمر انجليزي هياكل من بياض وشك حته..
قومي اركبي الهودج اللي مستنيكي بره ديه عشان تتزفي بيه كيف زفة بنات الملوك.. قومي وارفعي راس عبد الصمد اللي كان هيموت معاكي وعليكي ومهونتيش عليه.. متخليهش يهون عليكي ولا يشوف الكسره علي وشك.. قومي حضرتلك المغره عشان افركك بالرده واخليكي تلعلطي كيف النجفه البنور، واول ماتدخلي علي بيت ناس جوزك تزغللي عيون الكل بجمالك.
وبالفعل قامت شام مع بسيمه اللي عيملت اللازم معاها بمساعدة بشاير، وطلعت شام في الاخر بعد مالبست فستانها كيف جنيه إتجسدت فاحسن صوره وجمالها يخطف الناظر.
وطلعت من الأوضه لما نادم عليها أبوها وقالها إن ناس جوزها وصلوا.. وأول ماطلعت عليه شام وقف متسمر قدامها وهمل دموعه هي اللي توصف حالته..
قربت منيه شام وبحنيه مسكت يده وحبتها وهي عتقوله: ليه يابوي الدموع.. ماإنت شايف كرم ربنا اهه وإنه سترنا ستر جميل ورفع راسك قدام الناس.
عبد الصمد بوجع: خايف عليكي يابنيتي وقلبي مش مرتااح.
شام: ليه يابوي ديه حتي المقاول راجل طيب وعيفهم فالأصول وماظنيش إن اللي تحت جناحه ينضام واصل.. إنت طمن قلبك ومتخافش عليا اني بالادب والاصول اللي علمتهملنا هعرف اعيش وسط قبيلة شواطين.. خلي بالك من روحك بس إنت ومن أمي وخياتي.. وشد حيلك عشان إحنا مليناش في الدنيا غيرك ياابو البنات.
اتبسم عبد الصمد فوشها وخدها فباطه وحب علي جبينها وودعها وهو عيتمنالها خير الدنيا كله، وبعد منيه حضنوها أخواتها التنين اللي ودعوها بالبكا والنهنه وخلوا قلبها يرجف عليهم شوق من قبل ماتهملهم وتمشي.
وطلعت شام اخيراً َركبت الهودج واتزفت فشوارع البلد كلها، وأبوها كان ماسك حبل الجمل وشاده وماشي قدامه وتوفيق وصفوت وسلام ومعروف حوالين الجمل محاوطينه وماشيين قباله، وعيال البلد كلهم ماشيين ورا الجمل يسقفوا، وكانت زفة شام اكبر زفه حصلت في البلد من سنين فاتت، وخصوصي مع كل الشباب اللي جابهم حكيم وجه بيهم يحضر العرس، ومشوا فزفتها وكبروا بيها وبأبوها وسط أهل البلد كنها بت ملك مش بت عبد الصمد المزارع الغلبان.
خلصت الزفه وعاودوا بشام حدا بيت عبد الصمد مره تانيه، ونزلت من الهودج، وودعت ناسها الوداع الاخير، وودعت البنات صاحباتها اللي كلهم حضروا يودعوها، ماعدا حنه أخت صابر، واللي رفعت شام راسها لفوق وهي متوكده إنها هتلقاها فوق سطح بيتهم، وبالفعل لقتها واقفه وبصالها وعتبكي بالدموع عشان مقادراش تودعها كيف باقي البنات.. وشام إبتسمتلها ورفعت يدها شاورتلها والتانيه تكشيرة وشها قوام اتحولت لضحكه وهي عتردلها إشارة الوداع وعتتمنالها من كل قلبها حياة حلوه.
وركبت شام الطرومبيل مع توفيق والباقيين ركبوا الطرومبيل التاني، وحكيم والشباب اللي معاه وعبد الصمد وباقي اهل البلد اللي دق فيهم توفيق عشان ياجوا ورا العروسه ركبوا القطر وحصلوهم.
ووصلت شام حدا البيت ونزلت من الطرومبيل قدام البوابه الضخمه، وبصتلها من ورا البيشه اللي علي وشها، وهي عتتفتح قدامها بأدين أبو دراع، كيف ماتكون بوابة دنيا جديده.. ودخلت شام من البوابه علي مقدرها..
ودخلوا وراها صفوت وعزت وسلام ومعروف يدخلوها، وباقي الرجاله دخلوا المندره وأبو دراع بدأ يطلع في حلل الوكل والصحون والعيش للمندره هو وابوه عشان يعشوا الناس.. وعزت وقف مقابل كرار اللي كان قاعد عالكنبه اللي قبال كنبة سته، ومراقب حركات وشه المقهوره وهو باصص لشام وهي متلفلفه بتوبها الاوبيض من ساسها لراسها، ومن نظرة كرار ليها إفترض فيها القبح، وحس إن ديه عقاب ربنا لكرار على كل جلعه.
وللحكاية بقيه..
بقلم /ريناد يوسف
نفق الجحيم الفصل ١٨
وقف عزت ورا شام يتبسم وهو واعي عيون كرار عيقدحوا نار من أول ماوعيها داخله عليه،، وبمجرد ماوقفت في صحن الدار كشر كرار عن انيابه كيف أسد عايز يهجم علي فريسته اللي دخلوهاله القفص بتاعه وهو جاعان ليه اسابيع..
ومجرد مادخلت العروسه زغرتت عديله وهللت، وعلي صوت زغاريتها الكل حضر، اللي في الموطبخ واللي فأوضته واللي كان ملهي فحاجه عيعملها هملها وطلع قوام يشوف شكل عروسة كرار عامله كيف؟
أو بمعني اصح وادق يشوفوا شكل المُغتصبه كيف عيكون، وكل فكرهم إنها هتكون مختلفه عن البشر.
حوريه إتقدمت من بينهم وراحت عليها ووقفت قدامها تتطلعلها هبابه وتتفحصها من ساسها لراسها المتغطيه بالبيشه، لأديها اللي ماسكين بعض وعيترعشوا بخوف.. وبحركه بطيئه مدت يدها عليها تشيل غطا وشها وهي عتقولها:
اكشفي وشك ديه وفرجينا كيف عيكون شكل الفلتانين..ورينا كيف شكل اللي عتنذل بسببهم الرجال وتتجلد وتتهان.. ورينا كيف شكل سلعوات الليل السراحه؟
خلصت كلامها اللي كان عينزل علي قلب شام كيف حجارة جبل إتهد فوقه ونزل عليه حجر حجر..
وبمجرد ماحوريه خلصت كلام كانت رفعت البيشه بالكامل، وأول ماكشفت وش شام رجعت لورا بخطوه وهي متفاجئه من اللي شافته!
وزيها واكتر منها عيمل كرار اللي التكشيره اللي على وشه إتبدلت لملامح مذهوله وعيون جحظت من المفاجأة، وأما باقي الحريم كلهم بصوا لبعض بصدمه كأنهم شافوا شى غريب عمرهم ماشافوه!
والوحيد اللي بقي على نفس ملامحه الفرحانه المبتسمه هو عزت اللي كان واقف ورا العروسه وإستشف من ردة فعلهم إن تخميناته كلها طلعت صوح، وإن عروسة كرار فيها من العفاشه اللي لجم خشوم الكل.. وبحركة بطيئه لف عشان يشوف اللي هيبرد ناره من تلا كرار.. ولكن اللي حوصول إن اللى شافه شعلل النار فقلبه هو ووهوج الجمر بين ضلوعه وخلي الصهج طلع من كل حته فبدنه.
وقف عزت لدقايق وهو باصص لشام اللي باصه للأرض بخجل ومحتار يبص علي أيه ولا أيه من طوابع الحسن اللي ماليه وشها.. البياض ولا الغمازات اللي ظهرت فجأة لما بلعت ريقها.. ولا العيون اللي لما رفعتهم وبص فيهم عزت حس كيف لسعة كورباج نزلت علي قلبه خلته يفرفط من الغيره.
وبدال ماداخل وناوى علي الشماته فكرار.. وقف يبصله بقلب إتعبي بالغيره والغل وصوت نحيب قلبه بقي يسمع لسابع جار؛ بعد مابص لبدور ورا مابص لعروسة كرار وشاف إنها ظلم تتحسب علي صنف الحريم.. وحتي كل حريم البيت شاف إنه من العدل إن نون النسوه تتسحب منهم جميعاً.
دقايق قضتها شام وهي حاسه إنها واقفه وسط ساحة محكمه كلها قضاه. وحكم عليها منهم اول قاضي واللي هي حوريه اللي متعرفهاش مين تكون بالظبط، وفي إنتظار حكم الباقيين.
وقطع السكوت ديه عديله اللي إتقدمت من شام ووقفت قصادها وبصتلها وضحكت بفرحه وهي عتمد يدها اللي خط عليها الزمن سنينه تجاعيد علي خدها تمسد عليه بحنيه وهي عتقولها:
يامية ليله بيضه يالمضة البنور.. دخل الحلا على بيتنا اللي كل حريمه عور
بسم الله الله اكبر، يازينك يابنتيتي وحلاكي..من يومه كرار الحظ محاديه من دعا المزغودة أمه ليه ليل نهار.
إتبسمت شام غصب عنها مجامله للوحيده اللي التمست منها هبابة حنية واتوسمت فيها الطيبه.. ودارت بعيونها علي الكل تتفحصهم، وهي مش عارفه مين سكان البيت من ضيوفه، علي إعتبار إن العدد ديه كله ميكونش عيله وحده وعايشه فبيت واحد!
خلصت الرجاله عشا وحكيم قام من جار
الرجاله وخد توفيق علي جنب وطلب
منه إنه يكلم كرار كلمتين لحالهم..
وتوفيق لأول نوبه يسمح لراجل غريب إنه يدخل من سور الجنينه لداخل البيت ويشوفه من الداخل.. وكان الاستثناء ديه لحكيم.. اللي دخله بيته وراح بنفسه ينادمله علي كرار عشان عارف إن كرار ممكن ميتبعش اي حد غيره لو راح ينادمه
ودخل توفيق وشاف كرار قاعد علي الدكه اللي في الحوش، والعروسه قاعده جار أمه عديله، والكل قاعد حواليها ومبحلق فيها كيف العيال ماعيتلفوا حوالين صندوق الدنيا.. وتوفيق أول ماشاف منظرهم زعق فيهم:
ايه أمال هتقعدوا الليل بطوله تبرقوا للبنيه ومحنطينها قدامكم ولا أيه؟.. قومي يامره منك ليها وحده فيكم تدخل العروسه غرفتها ووحده تحطلها لقمه تاكلها زمانها علي لحم بطنها من الصبح.. قوموا كلتكم الديابه.
عديله بهمس: يارب الديابه ياكلوا حوريه اول حاجه..وكملت بحس عالي.. عداك العيب ياواد الأصول.. ماهو اصل ميفهمش في الاصول غير ولاد الأصول مش أيوتها حد.
ردت عليها حوريه وهي عتقوم من موطرحها:
والله لو هو واد اصول يبقي البيت كله زيه ولاد أصول.. ماهو اصل يابت عمي ايش يعليكي عني وإحنا من نفس العرش مفرعين..ووجهت كلامها لشام..
قومي ياحبيبتي قومي تعالي ادخلي أوضتك وغيري خلجاتك الحلوين دول.. واقلعي الفستان ديه قبل مايتوسخ عشان هتلبسه بدور ففرحها.. ديه غالي وكله ترتر ومرجان.. كانت عتتحدت وهي عتمسد علي فستان شام بإعجاب شديد، وبصاله كيف ماتكون عتتمني هي إنها تلبسه مش بدور، ومبطلتش تمسيد غير علي حس توفيق اللي فززها وهو عيقولها:
متبطلي برود ياوليه وتحليس ومليس وتدخلي البت أوضتها.. هتخليها طول الليل واقفه قبالك ولا ايه!
خلص حديته وبص لكرار وبأمر قاله:
وإنت تعالا معاي فيه واحد عايز يتحدت معاك في الجنينه.
بصله كرار ببرود ومتكلمش ولا اتحرك، لكنه قام وقف وهو شايف أبوه عيدب عكازة في الأرض بغضب، وديه نذير شر بالنسبه لكرار، وهو مش حمل أي حاجه من أبوه دلوك.. فقام من سكات وتبعه علي بره؛ عشان يشوف مين اللي عايزه ديه كمان.
وبمجرد ماطلع من البيت وعي اللي كان قاعد علي المصطبه قدام بيت ابو دراع وعرفه طوالي.. وبص لأبوه ومن بين سنانه قاله:
مدخله البيت ليه إهنه ديه وجاي ليه هو أصلاً.. مش ديه الواد اللي حكم عليا بالحكم ديه وأبوه خد بشوره ونفذه؟ مش ديه الواد اللي بسبب حكمه عيجرا فيا كل ديه؟
توفيق: ديه واد الشيخ جاهين وكلمته مسموعه وحكمه صايب وأبوه عياخد بشوره فكل كبيره وصغيره إكمنه من أهل العلم والدين ومن أهل العقل والحكمه مش زي ناس.
كرار بقهر: له وإنت الصادق ديه اللي أبوه عيمشي برأيه وبقوله ومكبره علي روس الناس كلها ومعلي مقامه قدام كل الخلق ومخلي الكل يحترمه ويقدره والناس تعمله الف حساب..أصل فيه أبهات إكده عتعمل قيمه لعيالها وتعلي مقامهم فعيون الناس حتي لو مليهمش عازه.. مش كيف ابهات تانيه تهين عيالها وتجلدها بيدها وتكسر عينها قدام الخلايق.. صوح كل حاجه في الدنيا رزق حتي الأبهات الزينه.
قال كلامه وبص لأبوه بوجع نابع من وجع بدنه وروحه، وكان كله أمل يشوف شوية رأفه على حاله فعيون أبوه، لكنه ملقيش فيهم غير حجرين صوان حاطين قلبه وسطهم وطابقين عليه.
إتقدم كرار من حكيم وهو حاسس نايحيته ببغض الدنيا كلها.. ووقف قباله ومن غير مقدمات ولا ترحيب قاله:
قول عايز تقول إيه.. يكونش فيه لسه احكام وجاي تمليها علينا، وخصوصي إنك لاقي اللي يطاوعك ويمشي علي هواك ويقابل احكامك واحكام غيرك بالسمع والطاعه؟ قالها وبص لأبوه بلوم.. ورد عليه حكيم بنبره هاديه وقاله:
متقلقشي مفيش احكام ولا حاجه.. كل الحكايه اني عايزك فكلمتين بس.. هقولهم وامشي طوالي.. عارف إن النهارده يوم عرسك والمفروض مفيش كلام ولا حديت فيه يتقال.. بس معلهش اعذرني دول كلمتين لازم يتقالوا وفي الوكت ديه بالتحديد.
ربع كرار أديه وبصله بترقب مستني منيه الكلمتين.. وحكيم بص لتوفيق بصه فهما قوام، واستأذن منهم وبعد عنهم ووقف بعيد، بحيث إنه يكون شايفهم بس مسامعهمش؛ عشان لو كرار قل عقله مع واد الشيخ وحاول يعمل معاه اي غلطه يلحق توفيق الضيف اللي فبيته واللي إهانته هتاجي فوشه هو.
أما حكيم فكمل كلامه لكرار وقاله:
إسمعني زين ياكرار.. إحنا شباب كيف بعض ونفهموا علي بعض زين.. أني عارف إن اللي حوصول كله من تدابير الشيطان وانه لولا مالقاك إنت واللي معاك ضعاف النفس مكانش قدر يدخلكم من أي منفذ.. لكن اللي جرا جرا ولا نقول الا مايرضي الله.. قدر الله وماشاء فعل.. ودلوك اللي فات عايزين نموتوه ونبتدوا من جديد.. وأني النهارده جاي اقولك إن عقلك اللي ذللك الغلط وعميلته فلحظة طيش وعدم وعي.. أوعاك تطاوعه وتكرر الغلط مره تانيه برضاك وإنت فكامل وعيك..واني إهنه ماقصودش بالغلط نفس الغلط القديم له.. اني خابر إنك مهتعيدهاش.. اني قصدي عالمستوره اللي بقت فبيتك وفعصمتك وتحت إمرتك، وليها عليك حقوق والقلم هيخط عليك كل حاجه تعملها معاها.. فخليها حجه ليك يوم الموقف العظيم مش حجه عليك.. خليها سبيل تغرف منيه حسنات ومتخليهاش بركان غضب تشرب من حممه وتكرع.
كرار كان عيسمع حديت حكيم وهو باصصله بعيون كارهه وملامح جامده،وحكيم بعد ماخلص كلامه وبص لعنين كرار وشاف نظرتهم ليه وعرف إن كلامه اللي قاله مهوبش ناحية قلب كرار ولا عقله، ففوراً غير أسلوبه من النصح للتهديد واتنحنح وهو عيعقد أديه ورا ضهره وبصله بوعيد وقاله:
طيب ياكرار الظاهر إنك مقابلش نصح.. او خلينا نقولوا إنك من النوع المختوم علي قلبه واللي فمخه عيفضل فمخه معيتغيرش.. والنوع ديه اني خابره زين وخابر أيه اللي عيفيد في التعامل معاه.. فياواد المقاول هقولك كلمتين مليهمش تالت.. (اتقي غضبي)
اني من النهاردة نصبت روحي وآلي على أمر شام بت عمي عبد الصمد، واديت لروحي حق أخوتها.. يعني من اليوم وطالع مرتك في حما حكيم واد الشيخ جاهين وتحت جناحه.. وهاجي وهسأل عليها كل هبابه ومن غير مواعيد.. ولو لقيت شكوه طلعت من لسانها تفيد بإنك معتتقيش ربنا فيها وكتها إئذن بحرب مني.. والجلد اللي دوقته علي ادين أبوك هعيده عليك بيدي اني.
وآخر جمله من حكيم فجرت براكين الغضب الكامنه جوا صدر كرار ومسك حكيم من قبه وقاله بحسه العالي:
إنت مين ياد إنت وكيف تسولك نفسك تتحدت إكده معاي.. وكيف أصلا تهدد بضربي.. طيب أني هعمل كل حاجه شينه في الفاجر اللي جوه داي وعايز اشوفك هتعمل ايه.. داي مرتي وعلي ذمتي واني حر التصرف فيها.
حكيم رد عليه بنفس الحس العالي وهو غينفض اديه من خلجاته:
لو على أني مين فأني حكيم جاهين ولو متعرفنيش إسأل عني الصغير قبل الكبير والناس تعرفك.. ولو على باقي الكلام الخايب اللي قولته.. نفذه وشوف بعينك إيه اللي هيجرالك.. اني جيت احدتك بالحسني والنصح.. لكن اللي زيك مليهش المعامله الحسنه.
اني اللي حداي قولته وحذرتك وقعد اعذر من انذر.. قالها وبص لتوفيق اللي كان وصل عندهم واللي جه جري عليهم بمجرد ماشاف كرار ولده مسك فحكيم وبخجل قال لحكيم:
متآخذنيش ياولدي امسحها فيا اني.. إهانتك فبيتي وعلى يد ولدي عار وإمسحه فشيبتي.. السماح منك ياولدي.. وحطلي عذر إني معرفتش اربي، واكيد إنت إتوكدت من إكده وعارف أن ولدي قليل ربايه.
كرار بعصبيه: يابوووي عاااد
توفيق رفع عكازه وشاور لكرار بوعيد وقاله:
اخفى من قدام وشي دلوك بدال مااخلي العكاز يخرطك خريط وإنت مفيكش موطرح خالى تنضرب فيه.. غور ياكرار من قبال عيني بدال ماتشوف مني اللى مهيلدش عليك
كرار رد عليه بسخريه وهو ماشي:
وايه الجديد يعني، وهو اني من ميته عشوف منيك حاجه تلد عليا!
خلص جملته وكان بعد عن ابوه وتوفيق المسافه الكافيه، وعاود توفيق يبص لحكيم وقاله:
أعذره ياولدي صعيبه عليه برضك.. هو شايف إنه هو اللي عيحاسب علي مشاريب غيره.
حكيم: بس ديه يزعله لو مكانش شرب معاهم.. لكن هو كان من ضمن الشاربين.. وإن كان علي الزعل اني مزعلانش ياعم الحج، وعمري معاخد ذنب حد بحد..
أبوي الشيخ جاهين علمني إكده.. ومتشكر على كرمك وجودك معاي اني والشباب..
واللي هتحاكي بيه وسط الدواوين كل ماتاجي سيرة بلدك في الحديت واشهد إن فيها راجل زين معرفته تزيد الناس شرف..
ودلوك اسمحلى هستأذنك اجي من وكت للتاني اشق علي قليلة الاخ، واعتبرها اخت ليا، واطمن عليها حتي من باب صون الأمانه.
توفيق: فأي وكت ياولدي تشرف وتآنس.
حكيم اتبسم وهو عيرد عليه:
وديه العشم برضك ياعم الحج.. ودلوك استأذنك هاخد الشباب ونعاودوا يادوبك على إكده.. وخلي بالك من الأمانه اللي اتحطت فدارك وحاجي عليها.
توفيق: مايكون خاطرك الا طيب ياولدي.. وبلغ سلامي للشيخ وقوله أمانتك وأمانة عبد الصمد في الحفظ والصون.
وطلع حكيم وخد الناس ومشى، والناس كلها روحت بيوتها، والفرح إتفض وعاودوا رجالة بيت توفيق من بره، بما فيهم أبو دراع اللي راح علي بيته ونام طوالي من تعب اليوم..
والكل نام زيه مفيش حد قعد صاحي يتقلب بناره غير عزت اللي طول الوكت كان واعي ملامح عروسة كرار قدام عنيه وهي عامله كيف يمامه بيضه حطت فوسط شوية غربان وبينت سواد لونهم وعفاشة مناظرهم..
وبين اللحظه والتانيه يطلع تنهيدة حسره لو قدامه كومة قش تخليهم يولعوا من كتر ماطالعه بلهيب غيره نابع من نص قلبه.. وإتمني من كل قلبه لو كان هو اللي موطرح كرار وكان فاز بالجنيه اللي جات لكرار علي طبق من دهب.. وكان زمانه هو اللي عيتمتع بالجمال ديه اللي موعيش زيه قبل سابق.
أما حدا كرار.. دخل أوضته ورزع الباب وراه وشاف شام قاعده علي السرير.. وهي أول ماعيميل إكده وبصتله وشافت الخاتم فيده حست الدنيا برمت بيها، واتملكها خوف يشبه خوف ارنب صغير طلع من قُطرته لأول مره وتاه معرفشي طريق الرجوع لأمه مره تانيه.. ولقي روحه ممسوك فيد بني آدم..
أما كرار فراح عليها بخطوات سريعه وشدها من دراعها قومها ونترها بعيد وهو عيقولها بكل غضب الدنيا:
قومي من فوق فرشتي متدنسيهاش بنجاستك.. أوعاكي تقعدي فوق سريري ولا تتغطي بفرشتي.. نومتك من إهنه ورايح عالأرض كيف الكلاب ماعتنام.. إنتي اللي زيك متتعززش ولا تتكرم.. ودلوك غوري إطلعي حمي وكل غير اللي برد ديه واعملي كباية شاي.
خلص كرار كلامه وبص لشام اللي كانت واقفه عتبصله وعتتمني إنها تكون فكابوس ونفسها حس أمها او وحده من خياتها يصحيها منيه.. لكنها فاقت من أمنياتها على كرار اللي قطع المسافه اللي بينهم فخطوة وحده، ومسكها من دراعها بيد واليد التانيه مسكها بيها من دقنها وهمسلها من بين سنانه:
أني لما ادي أمر قبل ماأخلص أخر كلمه تكوني رايحه تنفذيه فاهمه.
أوعاكي تدي فرصه لعقلك إنه يفكر فالأمر ديه ولا تسولك نفسك تعصيلي كلمه ولا حتي تراجعيها وراي..
إنتي من الساعه اللى جيتي فيها عالبيت ديه وخطيتي عتبة بابه.. وإنتي إتجردتي من كل حاجه..وأول الحاجات داي كرامتك.. يعني بقيتي بلا كرامه ديه لو كنتي تملكيها من الأساس.. وأهم حاجه اتجردتي منيها بعد الكرامه هي كلمة( له) اللي لو طلعت من خاشمك علي أي حاجه اقولها لسانك يتقص بعدها بيدي وابلعهولك.. إنتي من النهاردة مش أكتر من (جاريه ليا) واني اشتريتك من سوق النخاسه وأبوكي النخاس قبض حقك.
وهو جاب سيرة أبوها وقال عليه إكده وشام رفعت عنيها اللي كانت منكساهم للأرض وبصتله بغضب.. وهو بص لعيونها الوساع وحس بكهربا سرت فكل جسمه وفقد الوعي والادراك.
وللحكاية بقية...
بقلم ريناد يوسف.. صاحبة السعادة.
رواية نفق الجحيم ١٩
كرار جاب سيرة أبوها وقال عليه إكده، وشام رفعت عنيها اللي كانت منكساهم للأرض وبصتله بغضب.. وهو بص لعيونها الوساع وحس بكهربا سرت فكل جسمه وفقد الأدرارك وجميع حواسه إتعطلت، وفلحظة ضعف قرب وشه من وش شام وانفاسه لفحت وشها، واللي شام غمضت عنيها بمجرد ماشمتها وقوام إفتكرت نفس الأنفاس داي وهي عتلفح وشها في النفق ورجعتها لأصعب لحظات حياتها،
وبدون وعي رفعت اديها التنين وزاحته من صدره بقوة عشان تبعده عنها وهي شامه ريح سَموم الجحيم فأنفاسه..
ومع غضبها وكل حيلها اللي اتمثل فزقه كرار رجع لورا لدرجة إن ضهره اتخبط فعمود السرير النحاس، ومع الخبطه روحه شاغت بسبب جروحه اللي فضهره من الجلد ولساها ماطابت، وخلته أتأوه بوجع، وفلمح البصر كان راجع قدامها، وترجم الوجع ديه لكف نزل بيه علي وش شام بكل حيله خلاها طارت وقعت على الأرض كيف ريشه حملوها شوية هوا ونقلوها من موطرحها..
شام بصتله وهي عتمسح بطرف فستانها الأوبيض الدم اللي سال من طرف شفتها، ولسه هتفتح خشمها وتتكلم سبقها كرار وهو عيقومها من الأرض ويوقفها قدامه ويكتف حركتها بأديه التنين ويهمسلها بصوت يشبه فحيح التعابين:
يدك اللي إتمدت عليا داي المفروض جزاتها يكون القطع.. لكني هكتفي بعقاب بسيط النوبادي عشان أول مره وهتكون أخر مره.
إتحركت شام بغضب وبحركات هوجاء لمسكته ليها بأديه اللي حساهم أصفاد إتصنعت من قلب الجحيم ولمستهم عتدوب جسمها تحتهم.. وقالتله بغل:
إنت اللي تبعد اديك النجسين دول عني.. إنت اللي نجس مش اني.. إنت اللي معايزاكش تعدي من جاري واشم ريحتك اللي مش طايقاها.. إنت اللي مفروض عينك تنكسر قدامي وتخجل من حالك يازاني ياسكري.. إنت اللي...
وقبل ماتكمل كلام كان كرار متني عليها بكف تاني اوعر من الأولاني، لكن النوبادي يده اللي ماسكاها من دراعها منعتها من الوقوع عالارض.. وهمسلها مره تانيه:
عارفه ياكلبة الشوارع انتي.. اني كنت ناوي اعاقبك عقاب بسيط علي الزقه والتطاول باليد.. لكن بعد كلامك ديه.. عقابك لازمن يكون كبير علي كد طولة لسانك وقلة حياكي.. عقاب يعلم فروحك وميتنسيش.. ومفيش حاجه عتعلم في الروح كد الجروح.
خلص كلامه وطلع من الأوضه قوام وهما دقايق وكان معاود وماسك فيده حطبه مدخنه وأولها محروق ومتحول لجمر، وقفل باب الأوضه زين وقرب منيها بخطوات بطيئه وملامحه اقرب لملامح شيطان رجيم.. وكل مايقرب شام تبعد.. لغاية ماوصلت للحيط وراها، وبمجرد ما وصلتها قرب منها كرار قوام وبحركة سريعه مسك يدها وحط الحطبه المولعه فكف يدها خلاها صرخت من قعف راسها صرخه شقت ضلام الليل وعكرت سكونه..
شام صرخت وعلى صرختها قامت عديله من فرشتها وطلعت من أوضتها تتفقد أهل البيت، وبمجرد ماطلعت شافت أوضة عزت عتتفتح وعزت عيطلع منها وهو عيتلفت زيها بالظبط علي مصدر الصوت.. ولما قرب منيها وبقوا هما التنين قريبين من أوضة كرار سمعوا نهنهه وحس عيتوجع، وحس كرار عيتحدت بس مكانش واضح ليهم!
أما كرار فكمل حديته لشام وقالها:
داي أقل حاجه ممكن تشوفيها مني.. أعتبريها ترحيب بسيط بجيتك عالبيت اللي هيكون موقبرتك اللي مهتشوفيش فيها غير عذاب كيف عذاب الملكين.. وعينك مش هتوعى النور تاني ولا رجلك هتخطى براه.. ودلوك قومي إعملي اللي قولتلك عليه من سكات ولا حبيتي لسعة الجمر وعايزاها تنعاد علي جتتك والنوبادي وشك الحلو ديه هو اللي هيكون مرساها مش يدك.
رفعت شام عنيها من يدها اللي كانت عتتطلع عليها بيهم، وبصت لكرار وشافته ماسك الفرع ومتاهب والغضب والغل اللي كان باين فعيونه عيقول إنه مهيترددش لحظه وحده من إنه يكرر اللي عيمله أول نوبه من غير مايرفله جفن.. فسلمت أمرها لله وإتحركت ناحية صينية الوكل وشالتها مع إنها مكانتش قادره من وجع يدها، بس إتحاملت علي روحها وراحت على الباب اللي كان مقفول، رفعت صينية الوكل حطتها علي راسها وفتحت الباب وطلعت بيها.. وبمجرد ماطلعت وشافت عديله وعزت واقفين قدام باب الأوضه إتكسفت ووقفت موطرحها متسمره.
قربت عديله منها ووقفت قصادها وبحنيه بصتلها وسألتها:
مالك يامليحه صرختي ليه الصرخه اللي فززتني من عز نومي داي؟
سكتت شام منطقتش وعديله عشان خابره إن السبب اللي كان يخلي صرختها شي طبيعي في اليوم ديه زال.. فديه اللي شجعها عالسؤال.
أما عزت فمكانش محتاج أكتر من البصه علي وشها عشان يعرف إنها مضروبه وشفتها مشقوقه، وبمجرد ماتاق كرار من باب الأوضه وهو ماسك الحطبه المدخنه فيده إتعرف سبب صرخة شام.
وعديله من اول ماشافتها فيده ضربت على صدرها بصدمه وهي عتتفحص شام من ساسها لراسه وعتقول لكرا:
الله لا يديك العافيه ولا الحيل لو كنت عميلت فالبنيه اللي جه فبالي ياكرار ياواد حوريه!
بصلها كرار وراح ناحية الموطبخ يرجع الحطبه من غير مايرد عليها.
أما شام فبمجرد ماعديله قالت إكده كأنها إتكت علي زرار الوجع فقلبها واللي ادى أمر لعنيها عشان يفرجوا عن دموعهم المحبوسه، وفتحت يدها وبصت فيها وهي عتشهق من البكا شهق.
وعديله شافت يدها وشهقت بصدمه ومسكت يدها وبصت فيها وهي عتقول لعزت:
خد الصينيه من على راسها ياعزت وغورها جوا، اخوك معذب البنيه بالحرق كيف عذاب الكفار!
إتقدم عزت وخد الصينيه من فوق راس شام، ودخل بيها الموطبخ ورا كرار اللي كان واقف قبال الكانون وعاقد اديه ورا ضهره وباصص للجمر اللي قلبه بالحطبه وخلاه يوهوج كيف الجمر اللي فقلبه..
إتقدم منيه عزت بعد ماحط الصينيه علي المصطبه جاره، ويادوب نطق وقاله:
ليه إكده ياخي حرام عليك؟!
وإهنه إنفجر فيه كرار بغضب وهو عيقوله:
عزت اللي بيني وبين مرتي مش مسموح لأي مخلوق علي وش الدنيا إنه يتحدت فيه.. ولا حتي يحاسبني عليه.. ولا يقولي ليه ولا كيف.. أني متحمل كل حاجه من كل الناس، وعسكت وعفوت عشان خابر زين إن كل اللي عيوحصول معاي من كل الناس مرحله وهتنتهي وهتاجي مرحله غيرها.. والناس داي مهيوبقاش ليهم وجود فحياتي إما بالموت أو بالبعد،
إنما بت الكلب داي إتربطت فرقبتي بجنزير مهيتحلش ابداً.. ومدام إكده يوبقي تمشي بمزاجي أني مش بمزاج حد تاني مهما كان هو مين.. ولو عشان ديه يوحصول هحارب الدنيا كلها هحارب..
واول اللي هحاربهم أبوك.. أبوك اللي كل ماهيعترض على حاجه أعملها في الفاجر داي هيخليني اتقل عليها العيار عشان بس اكيده،
ولو كيده هيكون فإهانتي ليها فأني هولع فيها قبال عنيه.. وأشوف مين اللي هيمنعني.
عزت كان عيسمعه وهو ساكت وآخر ماخلص كلامه رد عليه بحسره:
بس البنيه خساره فاللي هتعمله فيها ياكرار.. مش هقولك خلي ضعفها يشفعلها ولا خلي مسألة إنها غريبه فبيت غريب عليها مااعتادتش عليه يشفعلها.. خلي جمالها يشفعلها ياخي!
رد عليه كرار وهو مش واخد باله لنبرة صوته اللي إتحولت لنبرة تمني والحسره باينه فيها:
مفيش حاجه في الدنيا ياعزت هتشفع للمخلوقه داي عندي واصل.. ولو فيه حاجه هتشفعلها وتخليني احل عنها الحاجه داي توبقي الموت ليا او ليها.. ودلوك لم جناحات الملاك اللي طلعولك توهم دول أحسن نار الكانون تمسك فريشهم وتاكلهم وإنت لساك ماتهنيتش بيهم.
خلص حديته وهمل الموطبخ وهمل عزت وهمل البيت كله وطلع، وراح علي المصطبه اللي قدام بيت ابو دراع وقعد عليها وحده، وبعز مالدنيا راميه تلج، وبعزما الهوا اللي يخلي أعفي بدن يرجف من السقعه.. كرار النار اللي جواه مكانتش مخلياه حاسس بأي برد ولا سقعه.
وبعد مافضل قاعد مع روحه يحاول يتقبل بأي طريقه الوضع اللي هو فيه.. صورة همام والسيد وهما عيتابوا عاللي بقت مرته وحامله إسمه مرايحاش عن باله واصل.. ولغاية ماعينه غفيت وهو موطرحه آخر حاجه كانت واعياها قبالها هو المنظر ديه.
أما شام فأخدتها عديله لأوضتها وراحت علي الطاقه الخشب اللي فالحيطه بتاعة أوضتها، وفتحتها وطلعت منيها قزازه وجات على شام ومسكت يدها وكبتلها من القزازه خلت روحها فرفطت من الوجع.
شام: آااي ياخاله واعره قوي.
عديله: عشان الجرح يتكوي يابتي ويدك متنزنزش.. ديه سبيرتو زين للجروح عايناه حداي دايما عشان اول ماعيل يقع ولا يتعور اكبله منيها علي جرحه.
فضلت شام تنفخ فيدها بألم وهى عتبص على الجرح، وعديله قربت منها وقعدت جارها، وكانت ربطة راسها البيضه إتزاحت لورا وبان شعرها ونزل علي جوانب وشها، وعديله مدت يدها مسكت خصله منه وقالتلها وهى عتفرك الخصله بين اديها:
بسم الله تبارك الله.. شعرك عامل كيف توب حرير هندي يابنيتي!
شام بعدم إهتمام: شعري كيف شعر امي ياخاله وشعور خواتي كلهم إكده.
عديله: ياحلاتكم كيف ماتكونوا قمتوا بدري يوم توزيع الحلا وسرقتوا كل طوابع الحسن لروحكم.. وحريم دارنا راحوا اخر النهار بعد ما الحلا كله خلص وعاودوا بوشوشهم المبومه تاني هههههه.
إتبسمت شام غصب عنها وعديله إتنهدت بوجع عليها، وكملت وهي عتتطلعلها وشايفاها قدامها كيف حوريه من حور الجنه:
عقولك ايه يابنيتي.. هوصيكي واعلمك قبل مالزمان يوصيكي ويعلمك، وعلام الزمان مش بالساهل..داري حُسنك عن عيون أهل البيت وخصوصي الحريم.
يعني لا تخلي وحده تشوف شعرك ولا تمدي رجلك قدامهم ولا تكشفي أي حته فيكي..إن مكانش عشان الحسد وقرصة القلب اللي ساعات عتضيع بني آدم.. عشان الغيره يابنيتي.. والغيره نارها شطيطه ولما عتشعلل في القلب عتوبقي كيف شراره عتولع فكومة قش تاكله كله وتبيته رماد.. واللي قلبه هيوبقي رماد معيتشافش منيه غير السواد.
ودلوك عايزه افطنك على طبع الراجل اللي إتجوزتيه، واللي متعرفيش عنيه أيوتها حاجه.. جوزك يابنيتي واد أمه.. وواد أمه المجلع عمره ماعيرجل ولا يزرع معرفه مع الرجوله.. وكل حاجه عياخدها عند بعند.. واللي زي ديه يابتي محدش عيقدر يوقف قدامه.. تمام كيف القطر اللي يقف قدامه عياخده فوشه ويدهسه تحت عجلاته.
شام سمعت سيرة القطر واتنهدت وهي عترد على عديله فسرها:
والله القطر حنين علي الناس ومعيرضاش بالاذي لصحابه واصل.
وقطعت حديت عديله اللي شردت عنيه بعد سيرة القطر وماعرفتهاش قالت ايه تاني وهي عتسألها:
صوح ياخاله هو القطر يتشاف من إهنه؟ يعني لو ركبت عالسطوح بتاع البيت أشوفه؟
ردت عليها عديله وهي مستغربه سؤالها:
له يابتي مهتشوفيهش.. كان زمان يبان قبل مايكبر الشجر ويعلى وفروعه تحجب الرؤيه.. وخصوصي شجر السيسبان اللي عيفط للسما فط.. بس يعني عتسألي عالقطر ليه؟
ردت عليها شام وهي عتتنهد بحسره:
له ابداً بس كنت عحب اشوفه وهو معدي.. أصله عيعدي من قدام بيتنا طوالي.
عديله: بصي ياااا.. اسمك ايه قولتيلي؟
-شام ياخاله.
عديله:عاشت الاسامي ياشامه.. بصي يامي أول هام اني جدتك عديله مش خالتك.. أني جده للاكبر منك يوبقي تقوليلي ياجدتي او ياستي كيف ماعيقولولي الباقيين.. ديه أول هام.
وتاني هام كل اللي كنتي عتعمليه فبيت ابوكي من لعب وتنطيط وفرجه عالقطورات إهنه تنسيه خالص.. من اول مارجلك خطت البيت ديه وجلع بيت ابوكي هملك على عتبة الدار وفارقك ودخلتى البيت من غيره.. هتتوحشيه صوح بس مهتتلاقيش معاه تاني.. والمفروض أمك اللي كانت قالَتلك الكلام ديه؛ بس عشان الظروف تلاقيها ماقالت ولا عادت.. فخدي النصيحه من خشم ستك ياشامه عشان تعرفي تعيشي.
والمره يابنيتي متنفعشي شوكتها توبقي واقفه هتلاقي الكل يتسابق عشان يكسرها.
والكلام ديه عيتقال للمره اللي داخله بيت جوزها بت بنوت وعلي شرفها ختم ربنا.
بس ليكي إنتي هيكون محتوم ولازمن تعملي بيه، وحاجه كمان.. اقطعي جسر الوصل اللي مابين ودنك وقلبك؛ عشان الشين اللي تسمعه ودنك مايلقاش طريق لقلبك ويروحله ويعشش فيه ويوجعه.
إسمعي من ودن وفوتي من التانيه.. والحديت عمره ما عيتعب غير اللي يحطه فباله يابنيتي.. يعني انتي لحالك اللي بيدك وجعك وبيدك راحة بالك.
هزتلها شام دماغها بتفهم، وعديله مدت يدها علي ربطة شام رفعتها علي راسها تاني وقالتلها:
عارفه إني وجعت راسك بحديتي الكتير، وإنك فيكي اللي مكفيكي، بس اني عامله علي موصلحتك.. ودلوك قومي عاودي لفرشتك ونامي وإنعميلك بهبابة دفى.
قامت شام وإتحركت عشان تروح أوضتها هي وكرار، لكنها وقفت ولفت وبصت لعديله والإحراج بان على وشها..
عديله: عايزه تسألي عليه ومستحيه صوح.. مهيرجعشي راح ينام حدا ضرتك.
بصتلها شام وديقت حواجبها بغرابه وهي عتستوعب إنها كمان داخله علي ضره!
لكن عديله قوام صححتلها الفكره وهي عتقولها:
قصدي على صاحبه ورفيقه ابو دراع
تخافيش.. جوزك انتي أول بخته وانشاله هتكوني الاخيره.. بس يعني لو الغيره فكرت فيوم تدخل قلبك على كرار مع المحبه لو دخلته يعنى.. اوعاكي تحطى أبو دراع في حسابات غيرتك، عشان ماهينوبك غير الوكل فحالك كيف حوريه أمه.
ردت عليها شام بنبرة تهكم:
له ياجده انتي فهمتيني غلط.. اني مكنتش هسال عليه كركار ديه ولا اسمه ايه، اني بس كنت عايزه اسألك علي فرشه افرشها في الأرض وانام عليها عشان هو نبه عليا منامش ففرشته.
ضحكت عديله علي كلمة كاركار وهي عتروح لمها وتقولها:
ديه حديت ساعة غضب وهيروح لحاله.. وهو يعني هيقدر يشوف كل الحلا ديه قدامه ويمسك حاله!
ديه مش بعيد يرجعلك دلوك وياخد اللي عيمل حاله زاهد فيه.
شام برجفه سرت فكل جسمها وهي عتفكر إن ممكن اللي حوصول معاها يوحصول تاني ردت عليها قوام:
له ميرجعشي.. واصلا مهينفعشي.. أني حايضه ومينفعشي يقرب مني واصل.
ردت عليها عديله وهي رايحه ناحية صندوقها الخشب الكبير:
ومالك اتنفضتي إكده كيف الملسوعه! مامسير رايتك الحمره تبيض، واللي مهيحصولش دلوك هيحصول فأي وكت لاحق.
ودلوك خدي الكليم واللحاف دول تعالي قليهم من الصندوق اني حيلي ممساعدنيش.. وتفرشيهم في الارض جار سريره باللطع وتنامي عليهم طول ماهو قاعد في الغرفه.. أما هو ومقاعدش تنامي عالسرير وتتغطي بغطاه وتطبعي ريحتك الحلوه فكل حاجه عيمسها، عشان يألف ريحتك ويعتادها ويوم ماتغيبي عنيه يدور عليكي كيف العيل التايه من أمه.
راحت شام على عديله وخدت الكليم واللحاف من الصندوق، وكان الحمل على يد وحده، واليد التانيه عتساعد مساعده، وراحت على أوضتها وهي عتحدت روحها وتضحك من جواها، عاللي عتديها النصايح اللي تعلق بيها واحد هي مطايقاش تشوفه قدام عنيها حتي..
وأول مادخلت الأوضه وردت الباب قلعت فستانها وراحت علي الصندوق اللي قالتلها حوريه ام كرار إنه فيه خلجات ليها وخدتلها جلابيه ولبستها، وفرشت فآخر زاويه في الأوضه ونامت واتلكلكت باللحاف القطن اللي كانت ريحة تراب الركنه فيه تكتم النفس، وبصت للسرير بفرشته البيضه الستان، وبصت لفستان عرسها المرمي عالأرض، واتبسمت بفرحه واتعدلت من نومتها وهي واعيه صابر عيفتح عليها باب الأوضه وداخل عليها بجلابية فرح بيضه ووقف يبصلها بشوق ولهفه، ومدلها يده وهي قامت منتوره راحتله واترمت فأحضانه وهي عتشهق بوجع وتشكيله بالدموع من اللي جرالها والعتب مخنوق فجوفها مش طالع غير فصوت أنين مكتوم..
وللحكاية بقيه..
بقلم ريناد يوسف.. صاحبة السعادة
رواية نفق الجحيم الكاتبه ريناد يوسف
نفق الجحيم روايه
نفق الجحيم البارت ٢٠
قامت شام منتوره وراحت علي صابر وإترمت بين درعاته وإبتدت تشكيله عن عذابها واللي شافته، وتعاتبه بأنينها عن تخليه عنها.. وحست وهي فحضنه بالدفى اللي حسسها بالأمان مره تانيه.. وفعز إحساسها بالراحه فتحت عنيها علي دوشه وصوت كركبه، واتلفتت حواليها ملقش حواليها من اللي كانت شايفاه وحاسه بيه غير سراب.. وطلع صابر وحضنه حلم وإتبخر بمجرد مافتحت عنيها.. وعاودت للواقع الأليم اللي إتبدل فيه صابر الحنين لواحد الحنيه عمرها ماعرفت طريق لقلبه..
اتنهدت شام بوجع وهي عتفتكر إنها دلوك علي ذمة راجل، وحرام عليها تفكر فراجل غريب..ولكنها زاحت الذنب بأنها تبرر لحالها إن ديه حلم والاحلام محدش ليه يد فيها.
ومن وسط شرودها انتبهت لباب الأوضه وهو عيتفتح، ودخل منيه نصيبها الاسود، وراح علي الصندوق وطلعله جلابيه وعبايه صوف وكان عيتكتك من البرد، ووراه دخلت أمه وهي شايله بين اديها بستلة ميه حاميه وبواخها لساه طالع، ودخلتهاله الحمام، وطلعت وقفت قدام شام وحطت اديها فوسطها وهي عتقولها:
اياكي تكوني ناويه تعملي فيها عروسه وصباحيتك النهارده والجلع الماسخ اللي مش ليكي ديه! قومي ياحبيبتي عالموطبخ عشان تجهزي الفاطور معانا قومي.. قومي وهملي الجلع لصحابه اللي يستاهلوه مش أنتي.
كانت حوريه تتحدت وعينها علي كرار ولدها اللي ملامحه كاسيها الهم، وقلبها مقهور عاللي المفروض ديه يكون أجمل يوم فعمره، لكنه اتبدل لأتعس يوم.
قامت شام علي حيلها وبدت تطبق في فرشتها، وحوريه قربت لكرار وحطت يدها علي ضهره، وهو قز من لمستها اللي جات علي جرح من جروحه وبعد عنها قوام..
حوريه باسف: يقطعني ياولدي نسيت إن ضهرك موجوع.. منه لله اللي كان السبب يتوجع قلبه بحق جاه النبي محمد..كانت تتحدت وعينها علي شام اللي بصتلها بصه سريعه تتأكد إنها تقصدها هي بالكلام، ولما اتوكدت انها هي المقصوده دورت عيونها عنها تاني، وكملت طبيق ففرشتها وهي عتضحك من جواها عاللي يعملوها ويخيلوا.
أما حوريه فبصت لكرار وقالتله:
خش يانور عيني اتسبح وغير عبال ماتعاودلك مرتك بالفطور عشان تفطر فأوضتك النهارده.
كرار اتنهد واتحرك من قدامها عالحمام ومردش عليها ، لكن حسها وقفه.. كرار إنت زعلان مني ياك!
معتردش عليا ليه يانور عيني؟
كرار جاوبها من غير مايبصلها:
له وهزعل منك ليه يمه.. عميلتي ايه إنتي يزعلني منك.. كنت مجلود ونايم بين الحيا والموت وهملتيني وقعدتي تترقصي وتغني وفرحانه برجوعك لعصمة توفيق؟ ولا مسألتيش عليا كلت ولا مكلتش ولا حتي شَقيتي عليا فى الليل تشوفي الوجع عامل إيه فيا؟
عميلتي ايه انتي من ديه كله عشان ازعل منك؟
أنى يمه عرفت إنك زيك زيهم كلهم اهم حاجه حداكي نفسك وموصلحتك ويغور كرار ووجعه، ومحبتك ليا طلعت كدابه.
حوريه سمعت حديته وجريت عليه ووقفت قباله وهي عتقوله بعيون ملاها الدمع :
سامحني يانن عيني غصب عني.. بس إنت هتعذرني لو عرفت اني عميلت كل ديه عشانك وعشان موصلحتك إنت.. أبوك لو فضل مطلقني.. طولت ولا قصرت كان هيرميني بره البيت ويتجوز وحده بدالي، وساعتها إنت أول واحد هيقولك مع السلامه ورا أمك لانه معيطيقكش وإنت خابر، ويطردنا بره رحمته وعزه ومهنلقوش من وسط ناس البيت شفيع لينا حداه حتي اخواتك وخياتك لانهم معيقدروش يعارضوه فأيوتها حاجه.. وهو معيطيقش حد فينا إحنا التنين ولو طلعنا بره البيت مليناش رجعه ليه تاني.. أني رجعتله عشانك قبل مني ياولدي صدقني.. ومش اني اللي اقعد طول عمري ابني فبيت وتاجي وحده غيري تسكنه.
وهي خلصت حديتها وسكتت تشوف رد فعل كرار عليه، وكرار بس اتنهد وهملها ودخل الحمام من غير مايرد عليها، وديه خلاها تحس بالضيق علي ولدها اللي
قلبه شال منها.. وطلعت ضيقها ديه علي شام لما زعقت فيها بعلوا حسها فززتها:
ماتعمليلك همه ياسنيوره مش هتقعدي تلمي وتفرطي في لحاف وكليم طول النهار؟
خلصت كلامها واتحركت عالموطبخ، وشام غيرت جلابيتها بوحده تانيه وربطت حاجه على راسها وطلعت وراها.
وبمجرد ماطلعت من الباب إتفاجات بالبيت كله صاحي وطبالي ممدوده وناس قاعده تتحدت مع بعضها!
شام وقفت موطرحها تتلفت عليهم، ومحتاره تصبح عليهم ولا تدخل الموطبخ طوالي، وياتري لو صبحت حد هيرد عليها الصباح ولا هيكسفوها وتشوف فيهم حوريه وكركار تانيين؟
لكنها اتشجعت وهي واعيه الجده عديله عتشاورلها بايدها وهي متبسمه وقالتلها:
إصباح الخير ياوش الخير.. تعالي ياشامه قربي وطلي بوشك الحلو ديه خلي الرزق ياجي على سماحة وشك.. قربي يابنيتي وصبحي على أبوكي توفيق وابوكي نعيم وعمامك الصغيرين.
وبالفعل شام إتقدمت عليهم، والكل بعد كلام عديله إنتبه عاللي عتشاورلها، واللي منهم مشافش شام عشيه واتصدم من شكلها وجمالها، شافها النهارده ولحق عالصدمه.
قربت شام وهي مستحيه وماسكه صوابعها فبعض ومداريه يدها المكويه، وبنبره خجوله وحس ناعم قالتلهم:
إصباح الخير عليكم.. يجعل يومكم نادى وكله خير وبركه..
وإهنه الكل رد عليها الصباح، وتوفيق اتبسم وهو عيتطلعلها وحط يده فجيبه طلع فلوس ومدهالها:
صباحيتك مباركه يابنيتي.. الله يصبحك ويمسيكي بالخير والسعاده.. خدي يابوي دول نقوطك مني.
بصت شام للفلوس وبصتله ومرضتش تمد يدها، وعديله قالتلها:
مدي يدك ياشامه وخدي من ابوكي عيب عليكي تخلي يده متعلقه في الهوا إكده!
مدت يدها شام بمستحه وخدت منيه الفلوس وهي عتقوله بخجل:
تسلم وتعيش يابوي.. من يد مااعدمها ولا تعدم اليد العطى واصل .
ضحك توفيق علي لسانها الحلو واتكالها بعنيه، وهي كانت هتتحرك وتمشي لكن وقفها نعيم وهو عيقولها:
استني يابنيتي رايحه وين.. استني اتلافي نقوطك مني اني كمان.. ومد يده فجيبه وطلع فلوس كيف اللي طلعهم توفيق ومدهملها، وهي خدتهم منيه بعد ماشكرته بنفس الطريقه..
وعديله بصت لكل القاعدين، لسلام ومعروف وصفوت وعزت وقالتلهم:
وانتوا ياباردين مهتنقطوش مرت اخوكم ولا ايه؟ ادفس يابارد إنت وهو يدك فجيبك وطلعوا نقطة تليق بمقامكم وقيمتكم ياقلالات القيمه.
الكل ضحك وقوام مدوا اديهم فجيوبهم وشام حست بنار طالعه من خدودها من شدة الخجل وردت على عديله:
اني معاوزاش فلوس تاني ياجده اللي معاي دول كتير هعمل بيهم ايه؟
عديله: الفلوس عيتعمل بيها حاجات كتير اسكتي انتي، ومدي يدك وخدي نقطتك وانتي ساكته.. وبعدين داي مره في العمر هو انتي هتتنقطي كل يوم؟ مدي يدك وخدي نقطتك من عمامك يابت همي.
وشام سمعت الكلام ومدت يدها خدت من كل يد ممدودالها بالفلوس، ولغاية مامدت يدها لعزت اللي كان مطلع فلوس اكتر من أي واحد.. حتي اكتر من اللي اداهملها أبوها توفيق! وبمجرد مامدت يدها تاخد الفلوس منيه رجع الفلوس فيده لورا، وخلي يده تلمس اطراف صوابعها وهي عتاخد الفلوس منيه، وحركته داي خلت شام جسمعها قشعر، وخصوصي لما رفعت عنيها عليه وشافت عنيه كيف عيتطلعولها ومرتاحتش لبصتهم واصل.
خدت شام الفلوس منهم وراحت علي الموطبخ وهي عتربطهم علي طرف طرحتها، وكانوا باينين لضعيف النظر إنهم فلوس وفلوس كتيره مش قليله كمان.
دخلت الموطبخ وشافت خلية نحل من حريم شغالين كل وحده ماسكه حاجه فيدها وعتعملها.. صبحت عليهم، والحريم كلهم رفعوا روسهم من اللي عيعملوه واتطلعولها وفيهم اللي رد عليها الصباح وفيهم اللي فضلت تتطلعلها من غير ماترد.. كيف بدور إكده.
حوريه: خشي ياحلوه وامسكي العيش ديه قمريه عالجمر ومتحرقيهش.
اتقدمت شام عشان تعمل اللي قالتلها عليه لكن حس بدور وقفها:
اوقفي حدك.. غسلتي اديكي لاول قبل ماتحطيها فوكلنا ولا قايمه بعبلك تعكي وتليسي؟
سكتت شام ومردتش لانها فعلا مغسلتش اديها ولا حتي وشها، ومعارفاشي كيف فاتت فيها!
وبدور لما لقيت منيها السكوت كملت حديتها بإنتصار كيف اللي لقي لعدوه غلطه:
توبقي كنتي هتمدي يدك من غير غسيل ياحزينه.. اسمعي زين يابت انتي.. اوعاكي تتغري فبياض اديكي وتعكي بيهم من غير غسيل.. إحنا أهم حاجه حدانا النضافه.. ونفوس اهل بيتنا عفشه واللي عيشوفوا منها حاجه توقف النفس معيخلوهاش تمد يدها فوكل ولا فشرب.. وعتكون كل مهمتها الظاطه والشيل من تحت البهايم وقريص الجله.. فاهمه ولا اقول كمان؟
ردت عليها شام وهي عتستغفر ربنا فسرها وعتتفحص بعنيها بدور من ساسها لراسها، ومستغربه إنها هي بالذات اللي تتحدت عن النضافه وهي أبعد مايكون عنها!
-فاهمه وحاضر هغسل يدي.. اني بس كنت جايه اسألكم اغسل وشي واديا منين عشان الحمام مشغول وكاركار جواه.
وهي قالت إسم كاركار والكل ضحك عليها وردت عليها حوريه بغيظ:
كركرك كلب لما ياكل مصارينك.. متونطقي إسم جوزك زين ياهامله انتي.. غوري الطرمبه قدامك اهي واتشطفي وتعالي.. واوعاكي بعد إكده تدخلي الموطبخ من غير ماتكوني متشطفه ومتغسله.
همي يلا روحي عالطرمبه.. وانتي ياورده دوريلها خليها تخلص وتاجي تعملها حاجه معانا.
وبالفعل شام راحت على الطرمبه وورده تبعتها وابتدت تدورلها الطرمبه، وشام تتلقي الميه المتلجه علي ايدها وتغسل فوشها.. وورده لاحظت الحرق اللي فيدها، واللي تقريباً مكانش فيدها عشيه، لكنها قالت لروحها تلاقيه كان فيدها من لاول بس هي مخدتش بالها..
وبعد ماخلصت شام غسيل وشها مسكت طرف طرحتها تنشف بيه، وبعد مانزلته من علي وشها بدور اللي كانت متابعاها بعنيها فتحت خشمها بصدمه وهي واعيه خدود شام بقوا كيف الطماطم، ووشها زاد نور فوق نوره من يادوبك هبابة ميه، وهي اللي عماله تمرش فوشها بالليفه الحمره صبح وعشيه وبرضك إكحل كيف ماهو!
أما حوريه فخدت بالها من حاجه تانيه خالص وهي باصه لشام.. خدت بالها من الصره اللي على طرف طرحتها، واللي عرفت طوالي إنهم فلوس، وهملت اللي فيدها وراحت علي شام ووقفت قدامها وبدون مقدمات مدت يدها علي صرة الفلوس وفتحتها وهي عتقولها:
عطهالك توفيق الفلوس داي؟
هزت شام دماغها بإيجاب، وكانت عديله فتحت الصره ومسكت الفلوس بين اديها وابتدت تعد فيهم وهي عتقول:
واه كل ديه ياتوفيق؟ وجايه بالفلوس إهنه ليه ياهامله.. خايفاش طرحتك تتدلدل في الكانون والنار تلهفهم منك؟
بس هقول ايه ماهي فلوس جايه من الهوا انتي شقياناش عليهم!
نهايته هدسهملك معاي عشان باين عليكي متوهه شويتين تلاته..خلصت كلامها وهي عتحط الفلوس فصدرها وشام راحت عالعيش خدته وقعدت قدام الكانون تقمر فيه، ومهمتهاش الفلوس اللي خدتم منيها حوريه؛ لأنها في وسط المعمعه اللي هي وسطها داي، والدنيا الجديده اللي دخلت فيها ومش عارفالها ملامح، مع أن بدايتها متبشرش بأي خير، وتخلي الفلوس آخر حاجه تفكر فيها او تحطها فبالها.
خلصت شام تقمير العيش وكل اللي فيدها حاجه عتعملها كانت خلصتها، والكل إبتدا ينقل في الوكل لبره، وحوريه بصت لشام وقالتلها تطلع هي كمان بالعيش ترصه عالطبالي وترجع تجهز فطور لجوزها.. وشام نفذت.
وطلعت وراهم بالعيش وإبتدت ترص العيش عالطبالي، وفي اللحظه داي توفيق شاف الحرق اللي فيد شام وبرق عنيه وهو عيوجه كلامه لحوريه اللي كانت واقفه جاره:
الله يحرق روحك ياحوريه كد الحرق اللي فيد المسكينه داي.. بقي ياوليه من أول يوم تقعديها قدام الكانون وتخليها تتحرق! .. البيت مليان حريم كيف الخيل خلاص يعني جات عليها؟
وإهنه ردت عليه حوريه بغيظ:
حوريه لا حرقت ولا شنقت، هي اللي جايه محروقه من بيت أبوها تلاقيه كان عيأدبها بالنار.
ردت عليها عديله قوام:
ولدك اللي حرقها عشيه بالنار ياأم ابو لهب.. حرقها وخلى حسها يلعلع بالصراخ فقلب الليل، ولولا إننا لحالنا فحته مقطوعه ولولا إن الليل ستار كان زمان الناس ملمومه علينا تشوف خبر ايه.. وكل ديه وانتوا مخمودين كيف أهل الكهف.
وهي خلصت حديتها من إهنه وتوفيق قام علي حيله وراح علي اوضة كرار كيف الإعصار، فتحها ودخل وكان كرار يادوبه طالع من الحمام وعينشف فدماغه، ومع خبطة الباب شال الفوطه من على وشه وبص شاف ابوه قدامه ومنظره وطريقة دخلته عيقولوا إنه جايله بشر.. لكن كرار كان حاسس إن كل شر في الدنيا حصله واي حاجه بعد إكده مش هتفرق.
توفيق بعصبيه: حرقت بت الناس ليه ياكافر.. دا لا يعذب بالنار الا رب النار.. للدرجادي قلبك اتنزعت منيه الرحمه؟
رد عليه كرار بنديه وببرود مستفز:
أيوه يعني مشكلتك دلوك إني عذبتها بالنار ولا مشكلتك إني عذبتها من الاساس؟ أصل لو هتوصفني بالكفر وعدم الرحمه عشان عذبتها فهقولك إني جايبهوشي من بره.. دا فيه غيري عيجلد ضناه جلد من غير مايرفله جفن.. ومش جلده ولا تنين ولا عشره ولا حتي عشرين.. دول ١٠٠ جلددده.. ١٠٠ جلده عدتهم روحي جلده جلده.
توفيق بغضب: ديه حكم ربنا واني نفذته وميتساواش باللي عميلته واصل.. إنت اتحاسبت على ذنبك هي عتحاسبها على ايه؟
كرار: عحاسبها وهحاسبها علي كل الذنوب.. وأولهم ذنبك وذنب كل اللي أذنب فحقي.. حتي على ذنب الزمان وعمايله فيا هحاسبها.. هحرقها واحرق روحها كل يوم وكل ليله وهخليها تتمني الموت ومتطولهوش..إشمعنا اني اللي أتحاسب علي ذنوب غيري واشيل شيلتهم.. ولو كانت تهمك وخايف عليها اطلقهالك وبعدها عني عشان اني ماعنديش الا داي معامله للفاجر سراحة الليل.
وكرار قال إكده وتوفيق رفع عكازه ونزل بيه بحيله كله على دماغه وحوريه صرخت على ولدها.. ولولا ماكرار ميل راسه كان زمان راسه مفتوحه، ومع ان الضربه جات على كتفه وآلمته لكنه كتم ألمه وفضل جامد قدام أبوه يبصله بعيون عتقدح نار من الغل..
وتوفيق رفع العكاز عشان ينزل بيه تاني علي كرار الباجس.. لكن حوريه وقفت قدام كرار وفردت اديها تحميه، ونعيم كان وصل حداهم ومسك العكاز من توفيق ومنعه يتني الضربه على كرار تاني وهو عيقوله بحس واطي:
مش قدام مرته ياتوفيق متضيعش هيبة الواد مش إكده.. الراجل معيحبش يتكسر قدام مرته واصل.
نعيم خلص كلامه وشاف توفيق عيتلفت حواليه، لغاية ماعينه وقعت علي شام اللي كانت واقفه بره الباب مع الكل وعتتفرج عاللي عيوحصول، ونادم عليها توفيق بعلوا حسه وقالها:
شام.. تعالي إهنه قوام.
دخلت شام تتنفض ووقفت قريبه منيه وهو بص لسلام و بأمر قاله:
خش عالموطبخ ياسلام وهات بصاية نار وتعالا قوام.
وقف سلام ثواني متحركش ولا سمع الكلام، لكنه خضع للأمر أخيراً مع زعيقة عمه فيه بكل حسه للمره التانيه.
وقوام راح للموطبخ وجاب حطبه مولعه
وتوفيق مسكها منه ومدها لشام وقالها:
إمسكي داي.. ولما ملقاش شام ماده يدها زعق فيها بعلوا حسه.. امسسكي.
ومدت شام يدها قوام ومسكت منيه الحطبه وهي مش فاهمه حاجه.. وتوفيق بص لكرار وبأمر قاله:
مد يدك يدك خلي اللي كويتها من غير ذنب تاخد حقها ويتحقق القصاص.
وإهنه حوريه فتحت خاشمها عشان تعترض لكن توفيق وقفها بحركه من يده وبجمله لجمتها تلجيم:
قبل مالسانك يونوطوق حطي قبال عنيكي إنك النوبادي مليكيش رجعه.
وبص لكرار وبأمر قاله:
مددد يدك وجرب النار ياكرار.
ومن غير ولا كلمه كرار مد يده وفتح كفتها لكنه بص لشام بصه معناها.. إعمليها وشوفي إيه اللي هيجرالك.
وشام شافت بصت عيونه الجاحظين، ويدها الماسكه الحطبه اترجفت، ولكنها إتشجعت وقررت تعميلها أول ماعينها وقعت على الخاتم اللي فيده، واللي فكرها بالألم اللي شافته، واللي إتمنت إنها تحط الجمره لكرار فقلب روحه تحرقها عقاباً ليه.. وفعلا مدت يدها ناحية يده مع تشجيع توفيق ليها، ومكانتش سامعه ولا حاسه بكل الاصوات اللي عتحذرها من حواليها..وخلاص الحطبه كانت علي بعد حبة شعير من يد كرار.. لكنها وقفتها وهي سامعه من وسط الاصوات الحس اللي متقدرش تتجاهله.. وكان حس الجده عديله اللي قالتلها:
اوعاكي ياشامه تعمليها.. هتوجعيه نوبه بس هيوجعك قبالها العمر كله.. رجعي يدك يابتي توفيق محاسبش حساب عند ولده، وناسي إنه مهيقعدش بينك وبينه يحرسك منيه ليل نهار.
وإهنه شام رجعت يدها ورمت الحطبه من يدها وبصت لتوفيق وقالتله:
خلاص يابوي إني سلمته بيد ربنا وحقي هو اللي يخلصهولي.
توفيق بصلها واتنهد ورد عليها:
وداي أخلاق بنات الاصول يابتي.. روحي يابوي ربنا يرضى عليكي ويسلم اللي رباكي.
وهمل الأوضه وطلع مع إنه كان يقدر يغصب شام تكوي كرار وتخلص تارها منيه.. لكنه فكر فحديت أمه وخاف عليها من بطش كرار لما يختلي بيها لحالهم وميردعهوش عنها رادع.
أما كرار فبمجرد ماابوه طلع من الأوضه زعق في الكل خلاهم طلعوا، وبقي يزيح فامه وشام زيح، وقفل الباب وراهم، وابتدا يلف في الأوضه كيف المجذوب وهو عيسأل حاله.. كيف أبوه كان هيخلي مرته تكويه بالنار ويكسره قدامها.. لكنه جاوب علي سؤاله بنفسه:
مهياش أول نوبه يكسرني ومش جديده عليه.. والظاهر إنه هيفضل يكسرني إكده طول العمر.. بس له.. قسماً برب العزه لأكون حارق قلبك ياتوفيق كيف ماكنت عايز الفاجر داي تحرقني.
خلص حديته وعينه جات علي فستان فرح شام المرمي عالأرض، وبدون وعي مسكه وإبتدا يمزع فيه بحرقه كأنه عينتقم منه عن كل حاجه حصلتله وعتحصله وهتحصله بسبب صاحبته.
وبعد ماخلص وقعد علي السرير وابتدت انفاسه تهدا، قام وطلع علي ابو دراع يقعد جاره ويهملهم البيت خالص.
وبمجرد ماطلع للحوش وشاف الكل قاعدين وساكتين كأن علي روسهم الطير.. اتخطاهم وطلع، وموقفش حتي وهو سامع حس توفيق اللي قاله:
إعمل حسابك من بكره هتندلى الشغل..اصل حيلك اللي عتتعافى بيه علي مخاليق ربنا الضعاف ديه لازمن يتهد.
أما حدا عبد الصمد فبيته قبل ساعات..
عبد الصمد:
ايه يادهب مهتناميش هبابه اديلك طول الليل صاحيه والفجر خلاص!
ردت عليه دهب:
وهو وين النوم بس ياعبصمد وياجي كيف وحته من قلبي اتنقلت لموطرح بعيد ومعرفهاش قضت ليلتها الاولانيه كيف ولا ايه اللي جرا معاها.. إنت مشوفتش بصات جوزها ليها كانت عامله كيف ياعبصمد.. ديه كيف مايكون عايز يقطعها بسنانه.
رد عليها عبد الصمد:
متخافيش عليها يادهب الغول معياكلش مرته..وياستي يطلع الضو وياجي المقاول ونستأذنوه وهاخدك ونروحولها ونطمنوا عليها واخلي قلبك يبرد هبابه بشوفتها وترتاحي من تلاها.
دهب: ياريت ارتاح من تلاها.. اني معارفاشي ليه قلبي واكلني عليها قوي وحساها مش مرتاحه.
عبد الصمد: داي وساوس من شيطانك بس عشان يوجع قلبك.. بتك فحماية راجل عادل ويعرف ربه يادهب.. واللي عيعرف ربه ويخاف منيه ميتخافش علي حد فبيته..
خلصوا حديتهم وصوت الاذان صدح، وقاموا التنين عشان يصلوا الفجر..وبعدها راح عبد الصمد يشوف ارضه وزرعته اللي هملها بقاله كام يوم، بعد ماخابت زرعته اللي فبيته..
وخلص شغله فالأرض وعاود بالبرسيم علي العربيه الكارلوا، ونزلوه منيها بسيمه وبشاير وودوه للبهايم وكلوهم، ولما عرفوا من أمهم إنها هي وابوهم رايحين لأختهم شام النهارده شبطوا فيهم لازمن يروحوا معاهم يشوفوا البيت اللي هتعيش فيه اختهم..
وبعد ماعملوا كل شغل البيت إبتدوا يجهزوا في زياره لشام ويخبزولها الفطير ابو سمن بلدي ويجيبوا ويحطوا من كل حاجه في البيت لحد ما عملولها زياره ترفع الراس.
وعلى الميعاد اللي حدده المقاول توفيق لعبد الصمد إبتدوا كلهم يجهزوا، واللي كان بعد العصر، وبناء عليه توفيق خلي الكل عاودوا بالقطر وقالهم إن الطرومبيل هيركب فيه أهل شام وياخدهم معاه عالبيت..
وبمجرد ماخلصوا لبس سمعوا زمارة الطرومبيل بره الباب وإبتدوا البنات ينقلوا في الاقفاص و الحاجه علي بره.
وتوفيق أول ماشاف الحاجه اللي ملت سقف الطرومبيل وشنطته عاتب عبد الصمد عتاب محبه وقاله:
والله ماليه لزوم اللي جايبينه ديه ياراجل ياطيب.. البيت مليان من خيرات الله وبتك مهتنضامش وطول ماني عايش هتكون فيد من اديها كعكه واليد التانيه بتاوه.
عبد الصمد : عارف يامقاول إن بيتك مليان وبيت كرم ربنا يزيدك ويملاه بالخير كمان وكمان.. بس داي زياره واجبه ولازمن تروح عشان تفرح شام وتفتح عينها قدام سلايفها.
توفيق: وماله ياطيب تعيش وتزور..مع أن سلايفها مفيهمش حد غريب، ودلوك يلا استعجل الجماعه الطريق طويل يابوي!
ودخل عبد الصمد البيت وزعق فمرته والبنات:
ماتيلا عاد الراجل تعب من الوقفه عيب عليكم إكده!
دهب: أيوه ياعبصمد جايين اهه.. بس مستنيين بشاير اللي دخلت ألاوضه وقالت هتجيب حاجه وعوقت معرفاشي ليه.. وإهنه عبد الصمد بص ناحية الاوضه وبحسه كله نادم علي بشاير:
يلا يابشاير يابوي عيب عليكي الراجل متعطل بسببك.. ويادوبك خلص جملته وطلعت بشاير من جوا اوضتها وهي عتعدل فخلجاتها وتلف طرحتها وقالتلهم:
اني جيييت اهه.. يلا بينا..
وطلعوا كلهم وركبوا الطرومبيل وراحوا علي بلد الحبيبه يطمنوا عليها..
أما فبيت توفيق قبل ساعات..
أبو دراع كان قاعد عالارض جار القروانه المليانه جمر وحاطط عليها براد الشاي والوكل قدامه وعيفطور وبص لقي كرار داخل عليه كيف الإعصار من غير إحم ولا دستور وقعد جاره على المصطبه ووشه مرسوم عليه الغضب وقاله:
صبلي كباية شاي.
وابو دراع صبله من غير كلام ومدهالهو، وبدأ كرار شرب فيها، ومن طريقة شربه للشاي عرف كرار إن عصبيته واصله لمنتهاها، ومرضيش يساله فيه ايه، وهمله لغاية ماهو يحكي من روحه عشان مينقطهوش بالكلمه ويقعد يتعزز عليه..
وفعلا قبل مايخلص كرار كباية الشاي بهبابه إتكلم بهم وهو باصص للنار وشارد:
قولي ياأبو دراع اللي ممتحملش بني آدم ومطايقشي يشوفه قدامه ولا يبصله ونفسه يطفش منيه بس ملاقيش بصاره يعمل ايه ويصبر حاله كيف عالعشره المكروهه؟
أبو دراع رد عليه وهو عامل حاله مش مهتم بالموضوع:
والله مادام كيف ماعتقول مفيش بصاره يبقي الواحد يتحمل وياجي علي روحه هبابه ويسلك أموره مع الناس ؛عشان يعرف يعيش وسطهم.. وأهم حاجه ميوبقاش عايب ويجيب العيب فغيره.
خلص أبو دراع كلامه وساد الصمت مابينهم هبابه، وبعدها إبتدى كرار يحكي لأبو دراع كل اللي حوصول معاه وكل اللي عيمله مع شام، وأبو دراع كان يسمع وهو عامل روحه هادي برغم إنه كان من جواه حاسس بقهر من اللي عيمله كرار فالبت الغلبانه داي، وكمل عليها بالعذاب والحرق وبمجرد ماخلص كرار كلامه بص لأبو دراع عشان يشوف رد فعله، لكنه مشافش منه غير هدوء.. وهدوئه قلق كرار أكتر من غضبه، لأنه خابر زين إن سكوت أبو دراع أوعر من كلامه، وإنه دلوك عيقلب فدماغه الكلام الواعر اللي يسمعهوله.. لكن سكوت ابو دراع طال لدرجة إن كرار حس إن أبو دراع محطش كلامه فدماغه.. وكمل كرار شرب شايه وهو سرحان، وفجأه صرخ كرار ورمي الكبايه من طول دراعه، وهو حاسس بوجع مش محتمل فرجله، ورفعها قوام وكانت القروانه اتقلبت عليها بطريقه مافهمهاش، ولما بص لأبو دراع يسأله أيه اللي حوصول، لقي ابو دراع باصص لرجله وسأله ببرود:
اسم الله عليك ياغالي.. واعر حرق النار قوي يابوي عارفه اني.
كرار مردش عليه ورجع يبص فرجله اللي فقفقت في الدقيقه وعيتفحصها بوجع ومن وسط وجعه سمع أبو دراع عيقوله:
شوف ياخي ربك عيخلص الحقوق كيف.. شوف اللي عميلته فالبنيه الغلبانه معداش عليه ساعات وربك دوقك من اللي دوقتهولها.
بصله كرار ولولا ماعارف ومتوكد إن ابو دراع ميعملهاش كان قال إن هو اللي زاح عليه قروانة النار.. لكنه كدب إحساسه وقام راح على الطرمبه وفضل يدور فيها على رجله لعل الميه تبرد ناره.. لكن الميه مزودتش غير النار فرجله.
أما أبو دراع فطلع وراه وفضل باصصله وهو عيغسل فرجله ويتألم وحاسس إن اللي قدامه ديه واحد تاني غير كرار اللي يعرفه، واحد إتملكه شيطان وغمى عنيه ونفخ فقلبه من روحه الداميه.
ولأول مره يبصله وهو عيتألم ومتاخدهوش بيه شفقه ولا رحمه.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا