رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ريناد يوسف كاملة
رواية نفق الجحيم (الجزء الاول) الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ريناد يوسف كاملة
نفق الجحيم
البارت السادس6
كرار نزل علي ركبه يفوق فابو دراع وابوه جاله من جوا جري وصرخ بخوف لما شاف ولده مرمى على الأرض وفضلوا التنين يفوقوا فيه لحدت مافاق وفتح عنيه.
كرار بصوت مخنوق: قوم ياخوي اسماله عليك من الوقعه قوم ياعفي الطيحه داي مش ليك
ابو دراع بألم:والله طيحة القلب أوعر من طيحة البدن ياكرار..خلاص أخوك لا عاد عفي ولا هيكون فيه حيل.. راح الحيل مع طيحة القلب.
مخلوف بعدم فهم:
فيه ايه متفهموني انتوا التنين.. ماله أبو دراع ياكرار وايه اللي وقعه إكده ديه كان كيف الجبل من هبابه؟ ايه اللي حوصول وقالكم ايه توفيق آني كنت سامع حسه واني جوه.
كرار: أبوي قالنا إن عزت خطب بدور ياعم مخلوف.
مخلوف فهم اللي فيها ورجع لورا بعيد عن ولده وسند ضهره علي الحيطه وبص لولده وقال:
طيب ماديه اللي كنا كلنا عارفينه.. ومتوكدين إن بدور ياهتاخدها إنت، ياهياخدها عزت ومهتطلعش منكم إنتوا التنين.. بس هي فيه ناس إكده توبقي عارفه الحاجه زين وتغشم حالها وتجيب لروحها وجع القلب..وتشعلق قلوبها بحبال دايبه وفي الاخر يقولوا قلوبنا طاحات.. طول عمرك غشيم ياولدي ومعتحسبهاش وجايب لروحك الوجايع.
كرار بص لأبو دراع شافه غمض عنيه بتعب فقال لأبوه:
أمانه عليك ياعم سيبه فحاله ومتقولهوش ولا حاجه زياده، كفايه عليه اللي هو فيه.. وإنت قوم ياد إنت، مش راجل اللي وحده تعمل فيه إكده.. تسكر فين بدور وسط البنته التانيه.. ديه الواحد عيشوف البنته اللي بره عيعاود البيت عيحس كأنه دخل جبلاية القرود.. قوم ديه ربنا نجدك ومرايدلكش بحاجه عفشه، داني كنت كل يوم اقول حب فيها ايه الحزين ديه واسكت عشان بت عمي.
أبو دراع بصله واتنهد وكرار ابتسمله وقاله:
وحياة عيونك الحلوين دول لأجوزك وانقيلك ست ستها.. وأجيبلك وحده علي عجب عيني، وأوبقي وكتها شوف هتضروب حالك مية مركوب كيف إنك كنت عاوز تتجوز بدور..
قوم يلا بينا طالعين نسهروا بره النهارده وهوكلك وكله زينه وهنسيك بدور واللي خلفوها.
خلص كلامه وسند أبو دراع وقومه وغيرله خلجاته وخده وطلع تحت انظار ابوه مخلوف.. اللي شفقان علي ولده لكن فنفس الوكت مغصوب إنه يجلده بكلام واعر، ويحمله كل اللوم على عشقه اللي فغير محله؛ عشان يفوق قوام ويعرف إنه بعشقه لبت نعيم عيمل حاجه مكانتش تصح ولا تنفع.
أما حدا شام في البيت..
نزلت من فوق السطوح ولقت إخواتها حاطين الوكل وأبوهم قاعد علي الطبليه هو وامهم وبشاير عتعبي الكوز من الزيره وبسيمه عتجيب العيش.. راحت غسلت اديها من الطرمبه قوام قوام وجات قعدت علي يمين ابوها وسمت وبدت وكل قبل الكل.
دهب: مش تصبري ياملهوفه لما ابوكي ياكل لاول؟ دايما إكده حداكيش صبر!
عبد الصمد: همليها يادهب مانتي خابره إن بطنها طويله من زمان ومعتتحملش تشوف وكل قدامها ومتاكلش.. وبص لشام وقالها:
كلي يام بطن طويله كلي.. قال إكده وزاح الطاجن قدام شام اكتر وهو عيضحك.
شام ردت عليه بخشمها المليان وكل:
والله لولا إنك ابوي وانها امي كنت زعلت منيكم وماكلت ولا حطيت لقمه فخاشمي تاني.. بس يلا عشان اني بتكم هتحملكم وخلاص.. وعموماً كلها كلها خمس شهور و٢٧ يوم ومهملهالكم وماشيه وهتقولوا ولا يوم من ايامك ياشام.
دهب : واه واه.. شوفوا البت قليلة الحيا عاداهم باليوم!
شام اتكسفت ووشها احمر وبلعت اللي فخشمها بصعوبة لما حست بغلطتها قدام ابوها، وهو ضحك ورد علي دهب مرته:
همليها يادهب متكسفيهاش امال.. الا بالحق.. ميته هتندلي البندر عشان تجيبيلها في الشوار بتاعها؟
دهب: معارفاشي والله ياعبصمد ضهري واجعني اليومين دول ومانيش حمل لف ولا شيل وحط.. خليها على اول الشهر الجاي أكون روقت هبابه.
عبد الصمد: علي اقل من راحتك.. القرشينات معاكي ووكت ماتلاقي روحك زينه اوبقي روحي.
شام لأمها : رجلي علي رجلك هروح معاكي.
دهب: له
شام: وه.. ليه عاد ديه شواري ولازمن أنقيه معاكي!
دهب: ولا هتنقي ولا رايحه عشان شوار؛ انتي رايحه عشان كل حاجه تشوفيها تقولي عايزه منيها اللي تعرفيه واللي متعرفيهوش عايزه تشتريه وتدوقيه.
عبد الصمد: وماله خديها معاكي وهاتيلها اللي نفسها فيه.. حدانا كام شام يام شام وهنجوزوها كام مره.
بسيمه كانت جات بالعيش وقعدت جارهم وقالت: واني كمان هروح معاكم.
بشاير: واني كمان معاكم.
دهب: ايوه ماعشان فرح بت العمده هو!
له يابوي مهروحش موطرح واني واخده زعيط ومعيط فديلي.. هروح اوعالكم هناك واقول تعالوا وروحوا ولا هنقي الحاجه!
شام: بت انتي وهي اتلموا محدش هيروح غيري.. هو شواري أني وآني بس اللي هروح، وكل وحده تروح فشوارها.. خِلص الحديت خلاص.
عبد الصمد بضحكه: هههههه حكم القاضي شام خلاص..بس كلامها صوح كل وحده توبقي تروح فشوارها.. يلا هموا كلوا عشان تقوموا تشوفوا وراكم ايه.
دهب: لو عاللي وراهم كتير.. قوموا ادوا الفرن رشتين وقيد واصمطوا مواجير الحليب(يسخن الماجور الفخار علي النار لقتل أي باكتيريا ضاره) عشان يلحقوا يهودوا هبابه قبل معاد الحليب.. وانتي ياشام اطلعي عالسطوح شوفي لو فيه مواجير رايب طلعت اقشطيها وغطي الباقي زين وربطيه عشان مايتسمش.
شام: قشطاهم الصبح والباقي كله لبن مروبش.. الصبح اقشطهم واخضهم بالمره عشان القربه اتملت قشطه.
دهب: طيب شدي حيلك وحوشيهم عشان ناخدوهم البندر معانا نبيعوهم هما والجبنات الخضر والبيض بتاع الفروجات بالمره.. الناس هناك عتشتري السمن البلدي والجبنه الخضرة والبيض بفلوس زينه مش زي ناس البلد عاوزين ياخدوا منك حاجه وحده بفلوس وعليها اتنين شحاته.
شام: حاضر يمه.
الكل بدأ ياكل وعبد الصمد قال لدهب.. تناميش النهاردة بدري هطلع اروح حضره فالنجع اللي جارنا، وأني ومعاود هحود علي أبو الليف أجيبلك من حداه شوية دهن حنش ادهنلك بيهم ضهرك هتوبقي عال العال.
دهب : معنامش وحدي من الوجع من غير ماتوصيني بس يارب تلقى حداه.. داني عياجي عليا الليل وضهري عيموتني.
عبد الصمد: له هلقي بعون الله هو لساه من يومين مموت حي عفي وصالخه ماظونش باع دهنه كله..وحتي لو مفيش حداه هخليه يشوفلي عند حد.. داني الفلك البلاد كلها عشان اجيبلك اللي يطيبك يام البنات
دهب: تسلملي يابو البنات ربنا مايحرمني منك يارب ياغالي.
اما حدا بيت توفيق:
عدوية بفرحه: لولولولوليييي.. إمبارك عليكي بدور ياحورية ياخيتي.. الحمد لله داي أخر نمره ليا في الجواز وعولان الهم وابقي فاضيه وماده رجليها عاد .
حوريه: قال يعني عتتعبي فحاجه ولا عتعولي هم حاجه ولا حتي عنفرحوا بجواز عيالنا كيف الخلق !
داحنا وقاعدين في الدار الرجاله هي اللي عتجيب الشوار وهما اللي عيجيبوا الخشب وحتي الفستان وكسوة العروسه وكل حاجه حتي حاجات الحريم عيعملوها هما، ولا يخلونا نروحوا بندر كيف الحريم ولا نطلعوا نشوفوا الدنيا.. الا قاعدين في البيت اللي كيف المقبره ديه لا حد عياجينا ولا عنروحوا لحد ولا حد عيفرحلنا ولا يفرح معانا.
عديله: جرالك ايه ياحورية عايزه تطلعي وتتصرمحي علي اخر الزمن ولا ايه!
ومن ميته حريم بيت كارم رجلهم عتخطي بره عتبة الدار ولا حد عيشوف ذولهم؟
بدور كانت داخله الموطبخ وسامعه الكلام كله وردت علي امها:
وفيها ايه يمه ماكل الناس عتطلع من البيوت وتروح وتاجي علي بعضها وتشوف الدنيا.. متقولي لابوي يخلي اخواتي ياخدوني معاهم البندر وهما عيشتروا شواري بالله عليكي.
عدويه: حنش لما يلوشك ياقليلة الربايه.. كيف عايزه تروحي معاهم وهما عيشترولك القماصين والكرك وتبصي بعينك اللي تندب فيها رصاصه داي وتتفرجي قدامهم! هرب الدم من وشك وفر الحيا ولا ايه يابت نعيم؟ اختشي يافردة البولغه.
حوريه:
بطلي شتيمه فيها ياعدويه البت عروسه متكسريش نفسها.. وبعدين هي الحق معاها، والمفروض الحاجات داي تنقيها الحريم مش الرجاله.. بس يلا حكم القوي عاد.. المهم يابدور.. انتي من اليوم وطالع متحطيش يدك لا فظاطه ولا تقربي عليها، ولا تقعدي قدام كانون، خلي اديكي ورجليكي يلحقوا ينضفوا من إهنه للفرح.. وكمان هخلي عزت يجيبلك كوم خرافيش جديده من امينة طوب، وكل عشيه تحكي رجليكي وتنقعيهم فالزيت وتلبسى عليهم شراب وجزمه بلاستك؛ لغاية مالقشف يروح منهم خالص..وكمان تتسبحي كل يوم وتدهني راسك جاز وتسرحيه نوبتين في اليوم خليه ينضف ويطول خلي الواد يشوفله يومين زينين ويتهنى.
بدور بخجل: حاضر ياخالتي هعمل إكده من النهارده
حوريه: ومتقعديش في الشمش تاني خليكي تبيضي.. واتداري عن عيون عزت لحدت ماتتجوزوا عشان يتوحشك ويشتاقلك.. وخفي الوكل خلي الواكل صحابه ديه يخف هبابه؛ حتي عشان لما تلبسي الفستان متبانيش فيه كيف الحبله اللي علي وش ولاده.
بدور بإعتراض: له عاد ياخاله كله الا الوكل.. وبعدين ماولدك عياكل كتير وفيه كرش برضك! ولا هو حلو لولدك وعفش ليا؟
حوريه: تصدقي إنك بولغه صوح على قولة امك.. متشوفي ياعديله بتك البغله اللي عايزه تعاند فولدي وكرشه!
متقوليلها إن المره غير الراجل، وإن الراجل لازمن يكون بكرش ،وإن الراجل اللي من عير كرش ميسواش فسوق الرجاله.
عدويه:ايوه يابدور خالتك عتتحدت صوح، الراجل لازمن يكون بكرش والمره لازم تكون سلت ملت مفهاش بطن.
بدور بإعتراض: ياسلام ماهو أبو دراع اهو مفيهش كرش لا هو ولا ابوه مخلوف، يبقوا مش رجاله على إكده؟
حوريه بغضب: وايه جاب سيرة ابو زفت هو وابوه دلوك! وايه اللي عيبصصك عليهم وعلي بطونهم يابت عديله؟
واهنه عزت كان داخل الموطبخ وسمع كل حاجه وهو اللي رد علي أمه:
ماعشان متربيه زين يمه.. مالبصبصه عالرجاله من تبع الربايه الزينه برضك.. بصي يابت انتي.. من اليوم وطالع رجلك متخطيش عتبة البيت ديه، ولا تطلعي للجنينه لأي سبب مهما كان.
حتي لو امي ولا امك ولا أي حد من اللي في البيت قالك اطلعي اتلافي حاجه من بره عتبة الباب، قوليله له.. عزت منبه عليا مطلعش من الدار.. سامعه وفاهمه قدام امك وخالتك ولا اكسر راسك وافهمك بالغصب.
بدور: حاضر اني مهطلعشي من اصله ولا تكسر راسي ولا تكسر رجلي.. خلصت كلامها وطلعت علي بره ووقفت قصاد عزت وقالتله بزعل:
واني متربيه زين ياواد عمي ومش عبصبص علي حد... وبعدين متدخلش الموطبخ إكده مره تانيه عشان اني المفروض هتدارى منك اليومين دول ومتشوفنيش واصل لحدت معاد الجواز..واوبقي متساش تجيبلي شوية خرافيش زينين وخشنين وكله عشانك وكملت مشي.
عديله: بالهداوة على بت عمك ياعزت لساها صغار وهبله ومتدراش باللي عتقوله.. امانه عليك ماتكدرها داي عروسه والمفروض دول يومين فرحتها.
حوريه: له مهيزعلهاش تاني متخافيش دا عزت طيب وغلبان.. مش إكده ياعريس؟
عزت نقل عنيه مابين خالته وامه واتنهد بغلب وطلع وهمل الموطبخ وراح قعد جار جده وجدته.
عديله بفرحه: خلاص هتتجوز ياعزت وتوبقي راجل!
عزت: واني ايه دلوك ياستي مش راجل ياك؟!
عديله: له راجل هبابه.. بس بعد الجواز هترجل اكتر وتعقل إكده وتوبقي ملو هدومك.. مبروك ياواد حوريه الفقريه ههههه
عزت: والله ماعارف انتي عتباركيلي ولا عتبكتيني.. الله يبارك فيكي ياستي.
كارم: مالك ياعزت مفرحانش ليه ياولدي؟
عزت: له ياسيدي فرحان مفرحش ليه يعني
كارم: معارفشي بس حاسك مش عريس وفرحان!
عزت: فرحان يابوي فرحان.. اعملكم ايه يعني عشان تعرفوا اني فرحان اقوم اتحزم وارقصلكم!
في الوكت ديه صفوت كان نازل من علي السلم ورد هو عليه:
له مترقصش بس يعني اتحمس هبابه ياخي.. يعني قولي تعالا معاي البندر ياخوي نقطعولنا كام توب قماش ونودوهم لخياط يفصلهملك للفرح.. تعالا نقي معاي العفشه.. نقي الأوضه اللي هتسكن فيها إنت ومرتك عشان ندوهالك وش جير بلون..الحاجات داي يعني.
عزت: واه.. كل ديه عايزني اتكلم فيه واني مبقاليش كام ساعه خاطب!
صفوت:إيوه مفيش وكت الشهر عيعدي هوا متحسش بيه ولازمن تخلص حالك قوام قوام
عزت: له ماني قولت لابوك يأجلها لأول الصيف وهو قال إنه إكده اكده كان هيأجلها؛ عشان مفاضيينش.
صفوت كان وصل عند عزت ورد عليه وهو عيقعد جاره:
اممم مقالش قدامي حاجه.. بس هو صوح إحنا مفاضيينش اليومين الجايين عشان خدنا مشروع جديد في العرابه وهنبتدوا فيه بعد مانخلصوا حفر في النفق طوالي.
عزت: إيوه ماهو عشان إكده قولنا نأجلوا هبابه والجواز قاعد مهيطيرش.. وكمل بهمس.. واهي بت عمك مرزوعه كيف العمل الردي.
صفوت: عتقول حاجه؟
عزت:له معقولش.
عديله: واد ياصفوت عتروح قنا؟
صفوت: إيوه ياستي المشروع اللي شغالين فيه قريب علي قنا.
عديله: طيب تندلى علي سيدي عبد الرحيم القناوي وتقرا الفاتحه اهناك وتقوله داي من ستي عديله شللاه ياسيدي عبد الرحيم.. وتجيبلي وقية حنه احني راسي عشان الحنه اللي حداي خلصت وشعري لونه بَيٍض وعياكلني وعهرش فيه لما قطعت راسي.. وتجيبلي وقية حمص ليا لحالي..وتجيبلي ملبن. وأسأل الباقيين اللي عايز هاتله.. أني لا هدي حد من حنتي ولا من الحمص ولا الملبن بتوعى.
كارم بعتب: ولا أني ياعديله؟
عديله: ولا إنت ياكارم... واد ولدك قبالك اهه وقوله لو عايز.
كارم:له والله ماهاخد غير من بتوعك واوبقي وريني هتحوشيني كيف.
عديله: والله إنك راجل كياد ودشاع
كارم: والله مافيه حد بارد ودشاع وعينه فارغه وجعان غيرك.
صفوت: خلااااص خلاص.. اني هجيب قنطار من كل حاجه وهجيب للكل وكله هياكل لما يشبع.
عديله: ايوه ناس تعكر وناس تصيد، ناس تطلب وناس تاكل عالجاهز.
كارم: شوفوا الحرمه تقولش عتدفع من مال اللي جابها!
عديله:كارم مليكش صالح بحديتي واعمل حالك مسامعش احسنلك.
كارم: هتعملي ايه يعني؟
صفوت: يييييه والله لقايم من جاركم خالص هو هيوبقي نكد وهم وعراك فوق وتحت!؟
عزت: استني خدني معاك موطرح مارايح زهقت من قعدة البيت من امبارح مطلعتش
صفوت: يلا قوم بينا
عزت: هود هبابه هدخل اشُك الجلابيه قوام واعاود.
أما كرار فخد أبو دراع وعدى بيه المعديه للبندر وخده فجوله بين الدكاكين والناس، ودخله مسمط وطلبله ليه ولنفسه غدا معتبر، ونزل قدامه الوكل اللي كان أبو دراع يخلص منيه طلبين تلاته ميكفوهوش، بس النهارده النفس مسدوده ومكانش فيه غير عنيه يبص بيهم للوكل ومقادرش يمد إيده ولا نفسه قابله وكل.
كرار: مخلاص عاد يابو دراع روق ياراجل قولنالك.. ممستهلاش والله.. بص حواليك عالنسوان الملعلطه وإنت تعرف إن بت عمي بلا وربنا دفعه عنيك، كانك عامل خير فحياتك ياواكلهم ههههه.
ابو دراع بعدم إهتمام:
إنت خابر زين إني معبصش على صنف حريم ولا عيني عتستباح عرض الناس ياكرار.
كرار: وحياة ابوك؟ أومال بدور داي كانت عرض الحيط؟ كانت عرض كلاب؟ متلم لسانك يابو إنت.
أبو دراع بزهق:
بت عمك مكنتش عبصبص عليها ياكرار أني المستوره كنت عحبها.
كرار: وليه بت عمك ومستوره كلت إسمها ولا أيه؟
أبو دراع: خلاص اتسمت علي إسم راجل وحتي إسمها معادش ينفع يتنطق علي لساني، كيفها كيف المستوره اختها والمستورين اخواتك.. ولا حتي بقى ليا خشه لبيتكم من إهنه ورايح.. حُرم عليا البيت كيف ماحرم عليا سكانه.
كرار: والبيت ماله كمان يابارد؟
أبو دراع: اخاف عيني تخون غصب عني وأني مش طبعي الخيانه.. فخليني ملجم عيني وحارس حالي.
كرار: علي العموم براحتك.. يلا كل عاد احسن حرام القرشينات اللي هيتدفعوا فوكل مكلناهوش..اصل لو إنت مكلتش أني مش هاكل، واني جعان من الصبح يرضيك؟
ابو دراع: له ميرضينيش وهتاكل إنت واني مليش نفس دلوك، بس هاخد الوكل ديه معايا البيت وفي الليل هاكله لما اجوع.. خلص كلامه وبص للواد اللي شغال في المسمط.. أبو عمه خد تعالا لفلي الوكل ديه هاخده معاي.. واني يعني هموت حالي من الجوع عشان حرمه ياك!
كرار: ايوه إكده ياراجل أهم حاجه في الدنيا البطن وشبعها بلا حريم بلا عشق بلا هم.. أهو دلوك الواحد ياكل بنفس.. وابتدا ياكل وعامل إن أبو دراع صوح اقتنع بكلامه، لكنه ميعرفش إن ابو دراع نوى إنه يخلي اللي في القلب في القلب وميبينش للناس غير اللي ميزعلهمش لا معاه ولا عليه.. وخصوصاً إن المحتوم نفذ ولا زعل ولا إعترض هيغيروه.
خلص كرار وكل وخد أبو دراع واتمشوا في البندر شويه واشتروا خاتمين فضه شكل بعض حتي نفس لون الفص ولبسوهم وعاودا للبلد تاني.. بس النوبادي عدوا لبلدهم فمركب صغير من المراكب اللي عتقف جار المعديه اصحابها تلقط عيشها بقرش ولا قرشين ومستنوش المعديه لما تعاود.
وهما ماشيين في الطريق..
كرار: عقولك ايه متاجي نروحوا الغرزه تلاقي الواد همام والسيد إهناك دلوك نقعدولنا هبابه معاهم.
أبو دراع: له روح إنت اني مرايحش اني معاود البيت.. ولو حد سالك عالبطحه اللي فراسك قول إن سطل الكراكه خبطك متقولش ابوك ضربك عشان محدش يضحك عليك.
كرار: له هتاجي معاي ومش ههملك النهارده لحالك واصل، وحتي بيات هبيت معاك فبيتكم الليلادي.
أبو دراع: مش للدرجادي يعني ياكرار قولتلك خلاص مفيش حاجه.
كرار: له للدرجادي..وهتاجي معاي يعني هتاجي.
ابو دراع: طب والوكل اللي معاي ديه هعمل فيه أيه؟
كرار: ابعته لابوك مع عيل صغير.. حسبوو.. واد ياحسبو خد تعالا إهنه.
جالهم واد صغير كان عيلعب الحجله مع باقي العيال.. أيوه ياعم كرار عاوز ايه
كرار: خد اللفه داي من عمك ابو دراع وروح وديها لبيتنا واعطيها لعمك خلف، قوله باعتها ولدك وهو هيعوق هبابه بره.. وخد القرش ساغ ديه إشتريلك بيه حاجه.
خد الواد القرش بفرحه وخد اللفه من ابو دراع وجري بيها علي بيت المقاول، وكرار خد ابو دراع وراحوا عالغرزه.
وصلوا الغرزه ومن على بابها كرار وعي لهمام والسيد اللي قاموله هما التنين واستقبلوه بفرحه:
همام:كراااار الردي.. ليك وحشه والله.. إكده يادون توبقي خابر إننا في البلد بقالنا شهر ولا تاجي ولاتقعد معانا هبابه، ولا كأنك تعرفنا ولا بينا عشره وسهر وحكاوي!
كرار: غصب عني والله اكيد بلغك إني نزلت الشغل مع ابوي واخواتي ومفيش فاقه عاد.
السيد: له إذا كانت الحكايه فيها شغل فعذرك إتقبل ياواد المقاول.. كيفك وكيف احوالك يابوي.. كيفك يابو دراع عاش من شافك
أبو دراع من تحت الضرس: عشتوا.. وقعد.
السيد بإحراج: احممم.. طيب قولوا تشربوا ايه.. كامل.. واد ياكامل تعالا شوف عمك كرار وعمك ابو دراع يشربوا أيه.
همام: أما النهاردة ياكرار الواد كامل عامل شوية بوظه انما أيه.. دوا.
كرار بص لابوا دراع: حلوة يعني؟
همام: عقولك دوا ياراجل.. السطل منها يشفي العليل.. اني والسيد كل واحد فينا شرب سطلين ولو معانا فلوس كنا شربنا أكتر.
كرار: له هاتوا وإشربوا اللي إنتوا عايزينه واني هحاسبلكم متقلقوش.
همام والسيد بصوا علي بعض بفرحه، وهمام قاله:
وإنت مش هتشرب معانا؟
كرار بص لابو دراع: والله ودي ياخي بسس.
أبو دراع: مبسش اشربلك سطل ولا اتنين علي نفسك، واديك هتبيت معاي النهارده كيف ماقولت وابوك مهيشوفكش.. بس مش اكتر من اتنين عشان متتدهولش وتعوز تتشال واني النهارده فياش حيل اشيل ولا احط حاسس قطر بضاعه معدى علي جتتي.
كرار بفرحه:
له متخافش مش هكتر هما سطلين بس.. ونادي علي صالح ووصاه علي سطلين كبار لكل واحد فيهم هما التلاته.
نزلت البوظه وهمام خطف السطل وابتدا يشرب أول واحد بإستمتاع وبعد ماخلص اول سطل مسح خاشمه بكم جلابيته وقال:
يابوووي عتجلي القلب جلي الواكلاهم داي.. عتخلي الواحد يحس حاله خفيف كنه لساه مولود جديد من غير هموم ولا قلب مليان وجايع.
السيد بعد ماخلص سطله هو كمان:
ايوالله ياد ياهمام البوظه داي عتطبب القلب العليل.
كرار وهو عينزل اول سطل: ياااابوي والله صدقتوا شوية بوظه فاخرين.. وكمل بحس عالي: تسلم الاياااادي ياااصااالح
صالح من بعيد: صحه ياسي كرار.
اما ابو دراع فكان متابع التلاته وهما عيشربوا بفرحه كانهم عيشربوا فأحلى حاجه في الدنيا مع إنه قاعد مطايقش ريحتها!
لكن كلامهم عنها والسعادة اللي شايفها منيهم وهما عيشربوها ولدت جواه رغبه بإنه يجربها؛ يمكن تهدي النار القايده فجوفه وتطلع صوح كيف ماعيقولوا عليها.. فنادى بحسه العالي:
سطل بوظه من الكبير ياصالح.
هو قال إكده والتلاته همام والسيد وكرار نزلوا السطال من علي خشومهم وبصوله بغرابه وعيون مبرقه من الصدمه وهو قالهم:
أيه مالكم.. هو حلوا ليكم وعفش لغيركم ولا ايه؟
همام بسعادة: له يابوي له.. إحنا فديك الساعه لما ابو دراع كله يشاركنا شرب البوظه!
دا احنا والغرزه وصالح والبوظه النهاردة الدنيا مش سايعانا من الفرحه.
كرار: ايه يابو دراع دانت عمرك ماعميلتها أيه جرالك؟
أبو دراع: هعملها مره من نفسي ياخي؛ يمكن تكون صوح زي ماعتقولوا عليها وتطبب القلب.. ولا قلبي أني حرام يتطبب ولا يطيب.. ماانت عارف اللي فيه وإنه اكتر قلب فيكم محتاج تطبيب.
كرار: وماله.. اشربلك سطل ولا تنين وجرب يمكن ترتاح.
وجاب صالح البوظه لأبو دراع وشرب أول سطل مستطعمهوش لكنه شرب التاني علي اي حاله وبصلهم وقالهم:
روحوا ربنا يقرفكم عاللي عتشربوه وتقولوا فيه اشعار ديه!
همام: إتكىَ عالصبر بس هبابه وإنت هتقوم ترفع برميل البوظه اللي قدامك ديه كله وتشربه مره وحده ومهتشبعش هههه
أبو دراع: طيب بس هود بلا اشرب البرميل.
بعد ياجي ساعه...
كرار: بزياداك ياواكل ناسك.
أبو دراع بحس تقيل وصوت واحد سكران طينه:
له مبيزيادانيش هاات يااا هئ صاااالح.. صبلي ياد خليني أنسى المستورة والردي اللي خدها مني، والردي اللي مرضيش يديهاااا هئ اااني واني عخدمه خدمة العبد هئ للسيد.. ليه يامستوره تروحي لغيري واني هئ اللي غزلت الصبر عباية ولبستها لقلبي وغطيت بيها عيوني.. ليه شجرتي الصغيره اللي رويتها كل يوم بالمحبه لما هئ كبرت قدامي وطرحت عناقيد حلا ياجي غيري ويقطفهم هئ.
بدوووو
كرار حط ايده على خشمه بخوف: يخرب بيييتك هتطين الدنيا قوم هنروحوا قوم.. قال وكان خايف أحسن اسكر ويشيلني، لما هو اللي سكر طينه.. وقام وحاول إنه يرفعه من فوق المصطبه ويوقفه لكنه مقدرش يزحزحه من موطرحه، وبص لهمام والسيد اللي كانوا شبه سكارى هما كمان لكنهم قادرين يقوموا ويمشوا.. قوموا شيلوا معاي هشيله كيف لحالي ديه اني.. قوموا مش انتوا اللي قعدتوا تحلوا البوظه فعنيه.. والله ماحد يتقطع حيله في الشيل والحط غيركم عشان تتأدبوا.
أبو دراع بعدم وعي:
وعزت كمان عايز يتأدب.. عزت اللي قطف العناقيد عايزله.. هئ كتله تمام التماااا....
مكملش الكلمه ومال على همام بحيله كله وحضنه وحبه من خده وبعدها غمض عنيه وغاب عن الوعي
كرار بصله وحط اديه فوق دماغه بغلب وقال: اااه يامرار أبوي أني.
همام مسك كرار من يده وقعده واتلفت حواليه وقاله بشويش:
ولا مرار ولا حاجه.. طب ديه عز الطلب.. تعالا بس داني والسيد كنا عاوزينك فحاجه ضروريه.. همل ابو دراع إهنه وصالح حداه بطاطين عيغطي بيها اللي يتكفي كيف أبو دراع واحنا نطلعوا حدا المعديه نقعدوا هبابه وبعدين نعاودوله وهو اهو مطوووش مهيصحاش لحدت مانجوله.
وللحكاية بقيه....
بقلم/ ريناد يوسف.. صاحبة السعادة.
نفق الجحيم
البارت السابع 7
كرار بتعب:
اني مش فاهم ايه سر إنكم تجيبوني لحدت إهنه مكنا قولنا الكلمتين فأي موطرح مفيهش حد وخلاص؟
همام وهو عيشدة من يدة بيد واليد التانيه ماسك بيها كلوب منور بيه الطريق:
يابوي اللي عاوزك فيه مينفعش فأي موطرح لازمن موطرح تكون الرجل فيه مقطوعه.. وإهنه الرجل اتقطعت من بعد العشا وهنوبقوا براحتنا لا حد يقطع خلوتنا ولا يشوفنا، وحتي لو حد قرب هنوعوله من بعيد بالكلوب بتاعه مش يطلعلنا من ورا بيت علي غفله.
كرار بتوجس: وليه ديه كله هتتحدتوا فى سر حربى ولا ايه؟
السيد: ماهو لو كان حديت كان هينفع فأي موطرح لكن ديه مش حديت ياكرار.. اتكى عالصبر بس إنت وخلاص هتعرف كل حاجه اهه.
نزلوا المنزل وقعدوا بعد ماهمام حط الكلوب علي الارض.
كرار بذهق: ادينا قعدنا.. قالها وهو عيقعد جار الكلوب.. يلا خلصونا عاد الفار لعب فعبي منكم انتوا الجوز
همام اتلفت يمين وشمال وحط يده فجيبه وطلع منه علبتين صفيح صغيرين وقرطاس من ورق وحطهم قدامه وابتدا يفتح فيهم..
كرار كان متابعه بعنيه وشاف اول علبه اتفتحت فيها ورق بفره والتانيه فيها تبغ والقرطاس كان فيه اعشاب مطحونه!
السيد: النهارده هتركب معانا الهوا ياد ياكرار، وهتعدل الطاسه مادام سجانك مكفي علي بوزه.
كرار بإعتراض: حشيش ياك؟! له يابوي اني مهشربش حشيش واصل، اني اخري سطلين بوظه.. وبعدين هو ديه اللي انتوا جايبيني عشانن من اخر الدنيا؟.. طيب كنتوا شاورتوني واني كنت هقولكم له وتوفروا عليا التعب والمشوار!
السيد: ياكرار خدلك سجاره بس وجربه ولو معجبكش متكملهاش.. وبعدين ديه خشخاش يعني مش مضر.
همام وهو عيلف اول سجاره اتكلم من غير مايبص لحد:
همله ياسيد إحنا كنا عايزين نبسطوه ويختم الليله بحاجه حلوه، بس مادام معاوزش متغصبهوش.. الحاجات داي مهتوبقاش حلوه بالغصب واصل.. خلص كلامه وولع السجاره وخد منيها نفس جامد ونفخه فوش كرار وبعدها مدها للسيد وهو عيقوله:
خد شد إنت وعمر دماغك وسيبه هو على راحته.
السيد خد منيه السجاره وضحك وهو واعي كرار عيكح من النفس اللي نفخه فوشه همام..
أما همام فلفله سجاره تانيه وولى على كرار وبقي مواجهه وابتدا يشرب في سجارته وكل دخان السجارة ينفخه فوشه، وعشان يلهيه كان يتحدت معاه في الشغل، وحتي السيد عمل كيف ماهو عيعمل.
كرار في الاول كانت الريحه مضايقاه بس بعد إكده ابتدا يعتادها ومش بس إكده دا حبها كمان.. وبعد حوالي نص ساعه ولع فيها همام سجارتين والسيد كدهم لقوا كرار عيبص للعلب والقرطاس ويقول لهمام:
لفلي سجاره ياهمام الكلب الريحه ضربت فنغاشيش نافوخي
همام بفرحه مكتومه:مابلاش يابو الصحاب إنت مش كدها احسن تتكفي منينا كيف ماصاحبك إتكفى.
كرار: له متخافش صاحبي اتكفي عشان دماغه خفيفه إنما اني دماغي تقيله ومتكلفه.. لف لف بس إنت ومليكش صالح.
همام: ورايح تطلب بعد مالقرطاس خلص ماكنت طلبت فأوله كنت طلعتها من خشم سيد واديتهالك.. كنت عايز ابقيلي هبابه اصطبح بيهم الصبح
كرار: خد ٥٠ قرش اهم بحالهم يامعفن اوبقي اشتري بيهم كلهم واصطبح واتمسى كمان.
السيد بص لهمام بصدمه: اخص
همام خد الفلوس من كرار قوام وضربهم فجيبه ورد علي السيد وهو عيلف لهمام سجاره وصايه:
معلهش ياصاحبي اعذرني اللي تعوزه الدماغ يحرم عالصاحب.. قالها ومد السجاره لكرار والتاني خدها منيه وابتدا يشرب وحس بمتعه مابعدها متعه.
اخر الليل..
كرار: حاسس الضو قرب يطلع ياحزانه واني ولا ابو دراع معاودناش البيت زمان ابويا وابوه قالبين علينا الدنيا.
همام بتقل: رجٍّل ياكرار مااحنا لينا بيوت ومعانا ابهات.. كح كح.. مخايفينش ليه زيك إكده!
السيد: تقل قلبك ياكرار المعيله اللي إنت فيها داي متنفعش.. إنت راجل والراجل لا يتخاف عليه ولا يتحكم من.. كح كح.. حد
كرار حاول يوقف بضعف:له معلهش روحوني دلوك وهرجل بكره.. يلا حد ياجي معاي يقولي امشي كيف واروح من وين، اني معارفش حاجه راسي عتبروم.
وقفوا الاتنين وخدوه علي الغرزه ولأنه اول نوبه يجرب الحشيش كان مسطول سطله تمام.
وصلوا الغرزه وراح على ابو دراع اللي كان لساه نايم، وصالح كان رامي عليه بطانيه وكليم وقعد كرار جنبه وابتدا يهز فيه ويصحيه :
ابو دراع قوم.. قوم النهار هيطلع علينا إهنه وأبوي هياخدنا عالبيت بزفه.
آبو دراع فاق وكشف وشه وأن، وكرار سمع انينه وقاله بعدم وعي:
سلامتك من الآه ياخوي مقولتلك بدور متستاهلش.. بت ع... وقبل مايكمل كان أبو دراع قايم وكاتم خاشمه وهو عيتلفت حواليه بخوف ودماغه تايهه مش عارف هو فين ولا أيه اللي منومه إكده! وحمد ربه وهو واعي همام والسيد واقفين هما التنين بعيد عنهم هبابه جار برميل البوظه الفاضي مميلينه وعيغرفوا بالسطل شوية البوظه اللي فقعرته باقيين.
ابو دراع بتعب: يامرك ياابو دراع اتسطلت!
وبص لكرار لقى حالته حاله وعنيه حمره وعتشرق وتغرب وهمام والسيد بنفس الحاله فعرف طوالي إنهم استفردوا بكرار وشربوه من السم الهارى اللي عيشربوه.
قام بالعافيه وهو حاسس إن الدنيا عتلف بيه، وخد كرار من يده وراحوا عالبيت وبمجرد ما دخلوا من البوابه اللي كان مهملهالهم ابوه مخلوف النهارده مفتوحه على غير عادة، وأبو دراع حمد ربه إن مفيش حد صاحي ومستنيهم لا أبوه ولاتوفيق ابو كرار.
بص ابو دراع حواليه وحس بروايح الفجر وقال لنفسه إن توفيق خلاص هيصحي هو وباقي عياله والمفروض انهم هيصحوا الحزين كرار عشان يروح الشغل معاهم.. ولو شافوه في الحاله داي هتوبقي مندبه وعزت هيلاقي على كرار الفرصه اللي مستنيها، ويسم بدنه بالكلام في الراحه والجايه ويقَوم ابوه عليه من تاني وهو يادوبك هيبتدي يهدا عليه.
فقوام قوام جمع ابو دراع شوية حطب وولع فيهم وحط فوقهم خشبتين عفاى عشان اللهب يكون عالي، وجر كرار قعده تحت الطرمبه بعد ماقلعه خلجاته وقعده بس باللباس، ودور عليه الطرمبه ونزلت الميه المرصرصه علي كرار خلته اتنفض نفض، وكل مايحاول يصرخ ويطلع من تحت الميه ابو دراع يسكته ويرجعه تاني لما فوقه خالص.
كرار برجفه: كفايه يافقري صحيت والله صحيت هموت من البرد ياحزين ززززززز
ابو دراع حس فعلا إن كرار فاق فطلعه من تحت الميه ولبسه خلجاته ووداه قعده جار النار وعاود هو للطرمبه حط راسه تحتها، ودور بيد الطرمبه وفضل يفرك دماغه باليد التانيه، لغاية ماحس إن الميه الساقعه نفضته وفوقته هو كمان.
راح علي كرار وقعد جاره وبصله بعتب والتاني فهم البصه وقاله:
أول وأخر نوبه وسايق عليك كل عزيز وغالي ماتتحدت دلوك حاسس دماغي فيها طبل ومزامير وفرح مليهش صحاب.
رد عليه ابو دراع بغضب: طيب احمد ربنا إننا لحقنا حالنا قبل مالوكت يفوت والا كان زمان الفرح اللي فراسك ديه اتقلب لندب وصراخ وعويل على عمرك اللي كانت نهايته هتوبقي على يد ابوك النهاردة..
حتي آني خلتوني شربت معاكم بوظه واتسطلت ياصحبة السو ياسكان جهنم..منكم لله.. قوم ادخل جوا غير خلجاتك من خلجاتي اللي في الصندوق لباسك اللين نقعك ميه خالص احسن تعيا.
كرار: هقوم اغير وانعسلي ساعه واوبقي صحيني على وكت الطلعه عالشغل.. الله يقطع الشغل ويقطع تعبه ويقطع عزت اللي اتردح عليا عشان اندلى الشغل ويقطع الكل كليله.
خلص حديته وقام دخل لبس من خلجات أبو دراع واتلكلك باللحاف ونام ففرشة ابو دراع بتعب.
أما ابو دراع ففضل صاحي وقاعد جار النار وباصص للهب اللي يشبه اللهب القايد بين ضلوعه ولحدت ماالفجر أذن، وهل يوم جديد، قام أبو دراع وهو عيستغفر ربه إتوضى وصلى ولأول نوبه ميستهلش دُعاه بأن ربنا يجعل بدور من نصيبه، وانها تكون مرته وام عياله، واستبدل دعاه بإن ربنا يعوض قلبه عوض خير عنها.
النور ابتدا يختلط بالضلام ويفتِح عتمته كيف الحليب مايتخلط بالشاي التقيل وابتدا أبو دراع يسمع حس أهل بيت توفيق عيقوموا، فطفي النار بشوية ميه وقام دخل لكرار يصحيه:
-كرار إنت ياد قوم كنك هتروح على بيتكم يلا قبل ماأبوك ياجي مناقصينش فلقه عالصبح اللى فينا مكفينا قوم.
كرار بتعب: قولتلك بعد ساعه يابو دراع مش يادوبك اغمض تصحيني!
-قوم ياياد يابارد بلا يادوبك تغمض، دانت ليك ساعة وشوية ناس بيتكم كلهم صحيوا.
قام كرار واتعدل وطلع بقلة حيل على بيتهم.
دخل من باب البيت واخواته التنين وعيال عمه وجده وجدته وعمه وابوه والكل كان قاعد فصحن البيت، والكل من أول ماشافوا كرار فيهم اللي ضحك بحسه العالي، وفيهم اللي كتم ضحكته.
وديه لما شافوا منظر كرار بالجلابيه الطويله عليه وعتكر في الارض، وقبها المبلوج وكمامها الطوال وعرضها اللي تايهه فيه كرار كنه عيل لابس جلابية ابوه!
طلعت حوريه من الموطبخ شايله صحون الفطور وبصت لكرار وسالته بإستغراب:
خلجات مين دول ياكرار ووين خلجاتك؟
كرار وهو داخل ومداش لحد من القاعدين أى إهتمام :
اصباح الخير لاول.. دول خلجات أبو دراع يمه.
حوريه: وعتلبس من خلجات أبو دراع ليه!
كرار بنيه صافيه: عشان خلجاتي إتبلوا وغيرتهم حداه.
وإهنه كل اللي كان قاعد ضحك حتي اللي كان كاتم ضحكته قبل سابق وخصوصي بعد ماسمعوا عديله وهي عتقوله بحس عالي:
يخيبك شخيت علي نفسك؟!
كرار: إيه ياستي اللي عتقوليه ديه؟ أني اتبليت فمية الطرمبه.
عديله: إيوه إيوه الطربمه.. طيب قول للطرمبه متبلكش تاني في الليل عيب إنت كبير وعلي وش جواز.. نقولوا ايه للي هتتجوزها لو بلتك الطرمبه وإنت نايم جارها في الليل؟ نقولولها معلهش اصل كرار طرمبته سايبه !
قالت كلامها ديه وضحكت بخبث والكل ضحك وراها وكرار بغيظ دخل علي اوضته يغير خلجاته لأنه مفهوش حيل لخفة دمهم ولا لحديتهم الماسخ عالصبح.. ولما قعد بينه وبين حاله راجع نفسه وشاف إن الحجه اللي قدمهالهم عن سبب تغيير خلجاته حجه خايبه محدش يصدقها، وأي حد يشك إنه صوح عملها علي روحه خصوصي بعد كلمة الطوربمبه بلت خلجاتي داي، وإنه طرمبة ايه اللي هتبل خلجات واحد كلهم فعز الشتا فنص الليل وليه!
ولام نفسه لانه مقالهمش اي حجه تانيه غيرها..وعشان غبائه ديه مضطر إنه يتحمل ضحكهم ومقلتتهم عليه لحدت ماينسوا الموضوع بموضوع تاني.
لبس كرار خلجاته وطلع قعد وسطهم وعمل روحه إنه عيفطور معاهم بالكدب؛ عشان محدش يقوله مالك ولا فيك أيه، لكنه لو علي حالته لا ليه نفس للوكل، ولا عنيه اللي كل مايوطي يحسهم عيتكحرتوا قدامه، ولا مخه اللي عيلق جوا الجمجمه كيف البيضه الخربانه، والصداع اللي ماسكه مخليينه حاسس إنه هيقدر يشتغل النهاردة.
والمفروض كان نام النهارده اليوم بطوله علي حالته داي، لكن حكم القوي عاد.
خلصوا الفطور والكل طلع وابتدوا الحريم روتين يومهم وابتدت حوريه تمارس سلطتها و توزع المهام ع الجميع.
في الحوش عند كارم وعديله:
كارم: عايز اخش انام ففرشتي ياعديله معارفش ليه حاسس إن جسمي متدشدش والنوم كابس عليا قوي.
عديله: إيوه ماانت طول الليل لا نمت ولا خليت عيني آني كمان زارها النوم من جضك وقولة اه يارجليا وجنابي وبطني وضهري وراسي.. معارفاشي ياخيي ايه اللي فجتتك مواجعكش؟!
كارم: عتعايريني بالعيا إكمنك عفيه ولساكي بحيلك ياعديله ولا زمن هدك ولا السنين خدت من عفيتك؟
ربك كبير وقادر يدوق المحروم.
عديله بخوف: بعد الشر الشر بره وبعيد.. ليه يافقري عتفول عليا اني مععايركش ولا حاجه داني شفقانه عليك والله.. قوم قوم خش جوا هلكلكك باللحاف ونام نامت عليك حيطه بزربها.
كارم النوبادي بص عليها ومردلهاش الشتيمه وابتسملها ومد يده مسك عُقصتها الحمره من لون الحنه اللى راح من قمة راسها وباقي بس فأطراف شعرها وقربها لم خشمه وشمها وقالها:
هتوحشك ياام لسان طويل.. ربنا يجعل كل الحيل والعافيه فيكي لحدت ماتاجيني.
وقفت عديله موطرحها وبصتله بصدمه ممزوجه بزعل وقالتله:
هتموت ياك ياكارم؟
اوعاك تعملها ياحزين الشتا لساه طويل واني عبرد لحالي، وكفوف رجليا المتلجين معيدفوش غير لما ادسهم فوسط رجليك.
كارم بضحكه هاديه:
اهم رجليكي المتلجين دول اللي جابو اجلي.. اوبقي بيتي حد من العيال الصغيرين جارك عاد.
دخل كارم ينام وعديله غطته وحبته وضحكت وهي عتقوله بمناغشه روح انتم السابقون ونحن اللاحقون وهو ضحك وقالها:
متنسنيش من دعاكي.
وهي قالتله اطمن مهنساكش، وهملته وطلعت راحت الموطبخ تقعد جار الكوانين وتتدفي من هوجهم، وتخزن دفا لبرد الليل الواعر.. ولأخر لحظه كانت عملاه عيضحك ويتمسخر بالموت والحيا كيف عادته، ومتعرفش إنه النوبادي كان عيتحدت صوح وإنه اخر حديته معاها فعلاً.
اما في الموقع حدا كرار..
كرار بتعب: تعالا يامعروف اركب الجرافه بدالي هبابه.
معروف بضحكه: آهو بدا التعب واللي يشوف كرار امبارح ميشوفهوش النهارده.
كرار: له مش تعب من الشغل والله بس حاسس إني دايخ وعايز استفرغ معارفشي مالي.
عزت كان جارهم ورد عليه بضحكه:
تلاقيك خدت برد لما الطرمبه بلتك عشيه هههههااااي.
معروف ضحك وعزت كمان، وكرار نزل من فوق الجرافه وهملهالهم وراح قعد بعيد عشان كان تعبان وحاسس بالاعراض اللي قال عليها لمعروف من صوح.
توفيق كان واقف بعيد مع باقي العمال اللي عيحولوا بالمقاطير والجرارات التراب اللي عيطلع من الحفر، ووعي كرار راح وقعد لحاله ومسك راسه بتعب، راح عليه ووقف جاره وقاله بخوف مغلف بقسوة كدابه:
مالك فيك ايه؟
كرار رفع راسه بص لابوه ونزلها تاني بين اديه ورد عليه:
معارفشي حاسس إني عيان راسي وجعاني وبطني وعايز استفرغ.
توفيق: تلقاك خدت برد فمعدتك الليله اللي عدت عشان امك مبيتتش تغطي وتلكلك وتلهمز فيك كيف كل يوم..
قوم روح عاود البيت خلي امك تغليلك لمونه اشرب ميتها ونام.
كرار: له مش للدرجادي هكمل اليوم وابقي اروح معاكم.
توفيق بنهره: قووم روح اسمع الحديت، إنت إكده عيان وممنكش فايده إهنه، الا هتخلي عيون الكل عليك حارساك وحتي هما مهيشتغلوش.. خلص حديته ونادى علي الغفير بتاع المعدات بحسه العالي:
عطا.. واد ياعطا.
جاله الغفير يرمح:إيوه يامقاول أؤمرني.
توفيق: خد كرار عشان تعبان وروح بيه للمحطه وركبه القطر اللي رايح لمحطة بلدنا واركب معاه وصله للبيت وعاود تاني.
عطا: حاضر يامقاول.. قوم ياسي كرار الف لا بأس عليك.. واخد كرار وراح بيه علي محطة القطر.
وصل كرار مع الغفير وأول مادخل من البوابه وأبو دراع وعيه والغفير مسنده رمي الطوريه من يده ورمح عليه قوام وخده من يد الغفير وسأله بخوف.
- مالك ياد فيك ايه ماكنت طالع زين! ماله يابو عمه؟
كرار: معارفشي مالي ياخوي! .. من الميه اللي نقعتني بيها عشيه.. خد بيدي ووديني لفرشتي انام حاسس إني مقادرشي اصلب طولي والسخانه عتطلع من عيوني.
أبو دراع خده من الغفير والغفير استاذن ومشى، وسنده لغاية ماوداه حدا عتبة البيت ووقف ونادى على ممدوح واد صفوت وقله ينادم سته لعمه كرار عشان بعافيه
كرار: متكمل معاي لحد اوضتي يابارد
أبو دراع: ومن ميته أبو دراع عيرجع فعهد قطعه على روحه!
روح ياكرار سلامتك الف سلامه أوبقي طمني عليك كل هبابه مع الواد مندوح، شيعهولي واني قاعد إهنه قبال البيت مهغيبش لو حسيت روحك تعبت قوى أطلعلي اوديك الاسبتاليه في البندر.
كرار هزله دماغه واتقدم خطوه واتلقته امه اللي طلعت من الموطبخ وشافت وشه مزنهر من السخونه وندبت علي صدرها وفضلت تسأله بخوف: ايه اللي صابه، واللي نابه في الهبابه اللي طلعهم دول!
ودخلته اوضته نومته ففرشته وراحت قوام عملتله كباية لمون مغليه وشربتهاله، وبعدها دعكته بلمونه فقورته واديه ورجليه وغطته، وعاودت للموطبخ من تاني وهي عتبرطم بغلب علي عيالها..
اللي كل يوم واحد فيهم داخل عليها متصاب، يابالضرب يابالعيا، ويوم يوم يتصابوا كلهم سوا.
حوريه وهي داخله الموطبخ: هو اليوم الزين عيوبقي باين من اوله.
عديله وهي عتاخد دفي الكانون باديها:
مالك يابومتنا العتقيه عتقوقي ليه؟ الواد مصخن هبابه مفهاش حاجه دلوك يقوم ويوبقي كيف القرد زي امه.
حوريه بصتلها ومرضتش ترد عليها، وعديله سكتت وبعد شويه ندهت علي نعمه اللي كانت قريبه عليها:
نعمه.. انتي يابه تعالي امسكي يدي قوميني اروح ابص علي سيدك طول في النعس ومهياجيلوش نعس في الليل ويسهرني معاه، واني معتحملش السهر..
آني هقوم اصحيه وانتي اغليله هبابة بلح يشربهم دافيين عشان بطنه تدفي.
نعمه: حاضر ياستي.. وجات عليها قومتها ونفضتلها خلجاتها من التراب ومسكت يدها لغاية ماودتها علي باب أوضتها هي وسيدها، وهملتها تدخل لحالها وراحت هي عالموطبخ تغلي البلح..
في اللحظه داي كان داخل توفيق والرجاله كلهم من بوابة الجنينه بعد ماعاودوا من شغلهم، وبمجرد ما دخلوا سمعوا صرخات وقعت الرجيف فقلوبهم وخلتهم كلهم يجروا علي البيت، وحتي ابو دراع جري معاهم.. بس وقف على عتبة البيت مدخلشي، وابوه جه وراهم يجري من الجنينه..
توفيق دخل اول واحد وسمع الصراخ جاي من أوضة ابوه وشاف الحريم كلهم متجمعين في الأوضه ومن بين الحسوس سمع حس أمه فعرف إن أبوه هو اللي اتنقل لدار الحق.
لف وشه وبص لنعيم وبحس مخنوق قاله:
ابوك غادرنا يانعيم.
نعيم غمض عيونه بألم وراح علي الأوضه وطلع الحريم منها ودخل هو وتوفيق وعيالهم الرجاله ودعوه وطلعوا، وهملوا الحريم معاه وشيعوا أبو دراع يجيب الكفن والمغسل، وقالوا لمخلوف يروح يفتح دوار العيله للنصبه ويبلغ الناس بوفاة الحج كارم.
أما كرار واخواته وعيال عمه فودعوا جدهم بدموع القلب، لكن عينهم قعدت علي حالها مزارهاش الدمع، عشان الرجال خابرين زين إن الدمع للحريم.. والحريم مقصروش بُكا وندب وشيل تراب عالراس.
حضرت الرجاله وخدوا كارم يغسلوه والحريم اتدارو في الموطبخ لغاية ماكمل الغسل، وطلعوا بكارم الرجاله ومن بعده انطلقت صرخات الحريم مودعين.
والحزن الأكبر كان من نصيب عديله مرت كارم وبالذات لما جم المعددات وبدأو طقوس العديد بضمير؛ عشان كل ماالعديد عيكون مؤثر ويبكي الناس عيقبضوا اكتر.
المعدده لعديله: قصي عقوووصك الحمره قصيها.. جملك وراح لمين ياخيتي هتخليها.. قصي عقوصك وحرمي الحنه عليها.. راح العزيز لمين ياحبيبتي هتحنيها
عديله مسكت جديلتها اللي مسكها كارم لآخر مره ودموعها نزلوا بحرقه وهي عتتمني لو كانت طولت فوداعه أو حتي قعدت جاره وكت طلوع روحه.. بس هي كانت هتعرف منين يعني..
المعدده التانيه:
خايفه عليك ياغالي من لسعة الدوده واديك ورجليك في القبر ممدوده.. خايفه عليك من نومة القبر بعد ماتتقفل عليك بيبانه.. واناا لا هقدر ياغالي من برد القبر اضمك ولا افتح عليك من تاني بيبانه.
اندفن الجد كارم وعاودت الرجال للمندره واتدبحت الدبايح واتشيع منها للبيت، والطباخ جه للمندره عشان يطبخ وجبة الغدا للمعازي، وطبعاً طول ال٣ ايام الرجاله مهيهملوش الدوار، ولا الحريم هيبطلوا شاي وقهوه، وطبيخ للعشا والفطور لرجالتهم و للمعازي طول ال٣ ايام
خلصوا ٣ ايام العزا واتفض المجمع وعاودوا الرجاله اخيراً علي بيتهم، والكام حرمه والمعددات اللي كانوا ملازمين بيت كارم طول ال٣ ايام بالنهار ندب وعديد، وبالليل كل وحده تاخد منابها ومناب عيالها طبيخ وعيش ولحم وتروح تبيت معاهم. وتشحن طاقتها لتاني يوم روحوا هما كمان علي بيوتهم بلا رجعه، وكل واحد عاود لفرشته جار مرته، وكل وحده عاودلها جوزها، الا عديله اللي فرشتها خليت من ولفها، والليل بقي عليها اطول من الدهر، ومعيعديش غير بطلوع الروح وياطول ليالي الشتا علي اللي قاعد لحاله.
وفي ليلة. اليوم الرابع كرار طلع من البيت وراح على ابو دراع لبيتهم لقاه لامم خلجاته وخلجات ابوه وقاعد على الطشت وعيغسل فيهم.
كرار: العوافي عليكي يابت يادروعه والله تسلم يدك عالغسيل الملعلط ديه يابه.
أبو دراع بعدم إهتمام: عتتمقلت بدال ماتمد يدك مع اخوك تاخد من عليه فوم ياردي!
كرار: داني اتبرى منك ومن اخوتك ولا اني اقعد علي طشت غسيل واغسل.
ابو دراع: ماانك اصيل.
كرار اتلفت حواليه وكان باين عليه التفكير وأبو دراع عرف إن فيه حكي علي طرف خاشمه، وتقريباً فهم هو عايز أيه فحب يرزله بالكلام فقال:
ايييه، الله يرحمك ياجد كارم مع انك مش جدي لزم، بس الواحد حزين عليك ونفسه مسدوده من كل حاجه حتي الطلعه من الدار.
كرار: ومالها الطلعه من الدار بالحزن كمان! داي حتي عتخلي الهموم تخف شويه من فوق كتاف البني آدم وشوفة الناس عتهون على الواحد حزنه.
أبو دراع بإبتسامه جانبيه: وطبعاً مش اي ناس اللي شوفتها وقعدتها عتنسي الهم.. فيه ناس ناس بس اللي عتعمل إكده.. والناس دول هما اللي عييت بسببهم وكنت هتفرفط من السخونه لولا ستر ربنا، والمزين اللي عطاك خلطه روقتك في العزا.. وكمان هما اللي بسببهم كنت هتروح فداهيه مع ابوك لولا ستر ربنا برضك.
كرار: بالله عليك يابو دراع زهقان هطق وحاسس حالي مخنوق.. اروح اشربلي سطلين بوظه واقعد هبابه جار همام والسيد وهنعاودوا قبل مااليل ينصف ومن غير ماحد ياخد باله.
أبو دراع:إسمها هعاود مش هنعاودوا؛ عشان اني مهطلعش ولا هروح معاك كفايه غضبت ربي مره وطاوعتكم واتسطلت هتعملوا فيا ايه تاني! وبعدين مش كل مره عتسلم الجره ولو حد عكشك عتحشش ياواد المقاول هتفضح حالك وتفضح حتي ابوك في البلد.
كرار: يابوي متخافش مهشربش حشيش تاني قولتلك.. طيب خلاص بص خليك متروحش بس استناني ومتنامش؛ عشان تفتحلي البوابه وابيت معاك.. هما سطلين بوظه بس اشربهم ياعالم.. هموووت شامم ريحتها فمناخيري كيف اللي عيتوحموا!
ابو دراع: خلاص غور اشربلك سطلين على نفسك؛ احسن العيل ينزل بايظ من قلة البوظه.. هستناك بس متطولش.. وهما سطلين بس، أحسن ورب العزه النوبادي لاكون اني اللي مسلمك لابوك بنفسي، واروح علي همام والسيد واكسر سداغهم لو شربوك سم هاري تاني..
وقولهم الكلام ديه عشان اني كنت ناوي اقولهولهم بس مقابلتهمش من ساعتها.. دول حتي فعزا جدك مجوش الردايا!
كرار: يابوي دول ناس مليهمش في الزعل والهم والعزا، ليهمش غير في الهلس والفرفشه بس.. يلا سلام هروح اني عشان الحق ارجع بدري.. خلص كلامه واتحرك قوام، وساب ابو دراع وراه عيهمس بغلب:
والله ماهيبعدوا عنك العيال دول، ولا هتبعد عنهم غير لما اشدك واشدهم الشده التمام.. افوقلهم بس وحياة وجع قلبي لأطفشهم من الناحيه كلها.
أما فبيت عبد الصمد..
دهب وهي عتغطي فعبصمد.. سلامتك ياابو البنات بعد الشر عنك بيا ولا بيك ياغالي.. قالت إكده واتعدلت بعد ماكانت موطيه ومسكت ضهرها بألم:
آي.. قطع الوجع وقطعت سيرته.
عبد الصمد:
ناقصه انتي عشان عايزه تاخدي وجع فوق وجعك كمان يادهب.. مااللي فيكي مكفيكي ياام البنات.
دهب : اني اتحمل عنك، وبعدين اديني مرزوعه في البيت لا عشقى ولا اتعب علي لقمة العيش زيك.
في الاثناء دي دخلت عليهم شام..
دهب: تعالي ياشام حطي قروانة الجمر إهنه قريب على ابوكي عشان تدفي الموطرح، ابوكي متزفزف قوي وعيرجف رجف.
شام بزعل: بعد الشر على حبيبي وحبيب روحي من العيا بيا ولا بيك ياغالي.
عبد الصمد بضعف: بعد الشر عنكم كلكم ياهدبة العين.. عارفه يادهب ابو الليف كان المفروض مواعدني يجيبلي دهن الحنش النهارده من واحد معرفه، بس عييت ومقدرتش اعدي عليه واني جاي من الغيط كان خف ضهرك هبابه.
دهب : ميهمش اوبقي هاته لما تروق هي طابت واتحرقت يعني! نتحملوا الوجع ليله كمان مفيهاش حاجه.. خلصت كلامها وقعدت علي السرير جاره واتألمت ومسكت ضهرها بوجع.
عبد الصمد: والله الوجع واعر وخصوصي لو كان في العضم اني عارف يادهب.
شام: طيب ايه رأيكم انتو التنين اخطف رجلي اني لبيت عمي ابو الليف اجيب من حداه الدهن، واحود علي بيت عم جابر المزين اجيبلك من حداه شوية اعشان للبرد اللي حداك ديه يابوي واغليهملك عشان تطيب منا للصبح؟
عبد الصمد: وه.. وتطلعي دلوك ياشام! في الليل ديه والعتمه داي؟
شام: وفيها ايه يعني يابوي؟ البلد أمان وهاخد الكلوب معاي وهخطف رجلي اجيبهم واعاود قوام قوام.
عبد الصمد: دانتي هتعدي للجيهه التانيه ياشام!
شام: مفيهاش حاجه يابوي وهي الجيهه التانيه بعدت يعني.. داي فركة كعب.. وعشان تتطمن أني هاخد بسيمه معاي، وادينا التنين نونسوا بعض في الطريق.
دهب: خليها تروح ياعبصمد البلد امان صوح ومفيش خوف.. وعشانك إنت والله مش عشاني.. اصلك مهتتحملش الوجع اني خابره.
عبد الصمد بص لشام بإستسلام وشاورلها بيده عشان تروح، وهي اول ماخدت الإشاره إتحركت قوام.
طلعت ولبست عصبتها وفوق منيها اتلتمت بشال أمها القطيفه الاسود من البرد، وقالت لبسيمه تاجي معاها وبسيمه رفضت بالثلث؛ عشان عتخاف من السكه الحديد والعفاريت اللي على الشريط بتاعها من الناس اللي واكلها القطر وخصوصاً بالليل... وزيها بالظبط بشاير حلفت ايمانات الله كلها إنها مهتطلع ولا تنقله من البيت، ولا تمشي فمحاذاة شريط السكه الحديد المسافه داي كلها لحدت المزلقان ابداً في الليل ديه.
فاضطرت شام إنها تاخد الكلوب و تروح وحدها وهي عتصبر روحها وتقوي حالها إنه مفيش حاجه من اللي خياتها خايفين منيها.. بس هي خوفها كان من حاجه تانيه خالص.. خوفها كان من الالات الصفره العملاقه اللي كانت واقفالها في الضلام كيف الوحوش اللي مستنيينها تقرب منيهم، واول ماهتكون قبالهم هيهجموا عليها..ومتعرفش إن فيه وحوش من لحم ودم في إنتظارها.
وللحكاية بقية...
بقلم / صاحبة السعادة ريناد يوسف
نفق الجحيم
البارت الثامن8
مشت شام في طريقها وعدت من جار الات الحفر بقلب عيرجف من الخوف، وجات قبالهم ورمحت لحدت مابعدت المسافه الكافيه عنهم، واللي تحسسها بالامان منهم، وبعدها كملت طريقها لغاية المزلقان وعدته، وبقت في الجيهه التانيه من البلد..
راحت الأول لجابر المزين اللي كان بيته ابعد من بيت ابو الليف وجابت الاعشاب قوام قوام منه وهي واقفه عالباب، وبعدها رجعت لبيت ابو الليف..
خبطت خبطه والتانيه طلعلها ابو الليف وكان عيلبس فجلابيته وهو متبرجل وشكله فيه حاجه مش طبيعيه..
شام: عم اني شام بت عبصمد وباعتني عشان.
ابو الليف قاطعها: إيوه ايوه عارف باعتك تاخدي دهن الحنش وهو جاهز.. بس امانه عليكي يابنيتي تدخلي تقعدي جار ام مرعى هبابه؛ عبال مااروح اجيبلها الدايه واجي.. جالها الطلق وعتولد ومفيش حد معاها، وانتي ربنا بعتك ليا نجده من السما.
شام:إيوه بس..
ابو الليف: مبسش مهعوقش والله بس بالله عليكي ولعي الكانون وحطي عليه هبابة ميه سخنيهم لحدت مااعاود.. خلص كلامه وجري من قدام شام وحطها قدام الامر الواقع، وملقتش قدامها بُد غير أنها تدخل وتعمل كيف ماقالها ابو الليف.
وفعلا بدت تسخن الميه وفضلت تهون علي ام مرعي طول ماهي شايفاها عتتألم قدامها.
اما حدا كرار في الغرزه...
همام : ايه ياكرار البوظه ممكيفاكش عارف اني.. حاكم اصل الكيف ديه كيف السلالم كل ماتطلع سلمه عايز تطلع اللي بعدها، ومتوبقاش عايز تبطل طلوع غير لما توصل للقمه.. وقمة الكيف هي سجارة الحشيش اللي عتاجيب من الاخر.
كرار بحسره: ايوه الله معاك حق ياد ياهمام.. بس ياخساره مهقدرش اشربها تاني الواكلاهم داي.
السيد بإستغراب: ليه اومال منعك منيها الحكيم اياك؟
همام: له وإنت الصادق ديه المأمور اللي متعين عليه اللي مسامحلهوش إنه يتكيف.. ياخي أني اول نوبه اشوف أجير يتحكم فسيده ويحكم عليه!
كرار بغضب: همام أياك تجيب سيرة ابو دراع تاني علي لسانك بالشكل ديه، ابو دراع مش أجير حداي واني سيده.. ابو دراع اخوي.. فاهم يعني ايه اخوي.. اني وابو دراع متخاويين بالدم وادينا تشهد.. خلص حديته ورفع يده فوش همام وشاورله بيده التانيه علي الجرح.
همام شاف كرار اتحول، وكلمة تانيه منيه فحق ابو دراع ممكن يقطع علاقته معاهم خالص، فحب يلطف الجو ويحتوي الموقف فقاله:
وه.. روق يابوا عمو عنضحكو معاك! اني بس كنت عشوف غلاوته عندك، وطلع غالي عندك قوي.. إنت صاحب جدع ياد ياكرار، وعشان إكده الواحد عمره مايندم علي صحبتك.. وخلاص ياسيدي متزعلش روحك هنخلوك علي راحتك، وهنروحوا إحنا فباط البحيره حدا الهيش نولعولنا سجارتين ونعاودولك تاني.. استنانا إهنه..
أما ياد ياسيد النهارده جايبلك حشيشه انما ايييه.. الواكلاهم تدخل النافوخ بطيارة.
السيد : طيب قوم داني خرمان قوي وحاسس إن دماغي فاضيه من جوه.
قاموا التنين واتحركوا كام خطوه وصوت كرار؛ خلى همام ابتسم بإنتصار وهو سامعه عيقوله:
-وقف انت هو.
همام والسيد وقفوا وبصوا لبعض واتبادلوا الابتسامه ولفوا لكرار اللي كان وراهم بالظبط، وشافوا اللهفه عتنط من عنيه وهو عيقولهم:
استنوا جاي معاكم أشرب سجاره وحده بس علي نفسي.. سجاره وحده مش هتعمل حاجه ولا حد هيعرف إني شربتها مش إكده؟
السيد: هو إكده بالظبط.. تعالى ياغالي متحرمش نفسك من حاجه.
ومشوا هما التلاته علي موطرحهم المعتاد.. لكن للأسف لما وصلوا لقوا فيه ناس قاعده بالكلوبات فيه.. فوقفوا بعيد وهما حاسين بخيبة أمل..
السيد: دا ايه الحظ ديه ياربي ديه أءمن مكان الواحد معيخافش حد يقفشه فيه.
همام: تعالوا نروحوا ناحية الغيطان اهناك الحته مقطوعه قطعه تمام.
كرار بخوف: ايوه عشان لو نفدنا من الديابه مننفدوش من مطاريد الجبل اللي عتنزل تلقط رزقها وقوتها من الغيطان بالليل!
السيد: طب والحل اتقفلت يعني وخلاص الليله اتضربت؟
كرار بتفكير: أني عندي حل.. ايه رايكم المحطه قَريبه علينا اهي، والقطر زمانه جاي، نركبوه وهوديكم موطرح محدش يعرفنا فيه واصل، ونعملوا اللي نعملوه محدش يقولنا فينكم.. وبعد ماناخدوا كيفنا نعاودوا فقطر كيف مارحنا ولا من شاف ولا من دري.
همام بإهتمام:
فين الموطرح ديه ياد ياكرار؟
كرار: في البلد اللي عنحفروا فيها النفق...
وفعلا التلاته راحوا علي محطة القطر وهما يادوبك وصلوا المحطه، ووصل القطر ركبوه وطلع بيهم علي بلد النفق..
وبعد حوالي ساعتين بالظبط وصل بيهم القطر لمحطة البلد اللي فيها الحفر، ونزلوا ومشوا ورا كرار اللي كان ماسك الكلوب وماشي قدامهم وعيقودهم لغاية ماوصلوا حدا المعدات..
همام بإعجاب: يابوووي عالسكوت والروقاااان اللي في الموطرح ديه ياريتها بلدنا!
كرار: طيب حسك عشان انت واعي الدنيا هوس هوس والحس عيسري في الليل.
السيد: هو مش المفروض المعدات داي ليها غفير ياكرار عيحرسها! هو فين امال؟
كرار: أيوه الغفير عطا.. الله اعلم تلاقيه متلكلك ونايم تحت ساس حيطه من البرد إهنه ولا إهنه.. ولا راحله غرزه يسهر فيها.. هملنا منيه، خليه مكفي، احسن مايعكشنا ويروح يقول لابوي.. داني كنت ناسي امره خالص الواكلهم ديه..
المهم تعالوا هنقعدوا فسطل الكاشيك ديه عشان نبقوا فأمان اكتر ومتداريين وحدش يشوفنا.
وراحوا التلاته قعدوا فسطل الكاشيك وابتدا همام يلفلهم في السجاير وهما يشربوا، وسجاره تجر سجاره، وعشان الصنف عالي النوبادي اتسطلوا قوام.. واللي قال مش هشرب غيرها وحده هو اكتر واحد شرب فيهم.
أما عند شام...
ياام مرعي عم ابو الليف غاب قوي اني ناسي تلقاهم اتشغل بالهم عشان عوقت، ومش بعيد ابوي يطلع يدور علي بذات نفسه، وهو عيان مهيتحملش طلعة الليل والبرد.
ام مرعي بصراخ: واني اعمل ايييه اني عايزااااه ياجي اكتر مننننك اني عمممووووت ياابو الليف تعااااااالى... ااااي.
وبعد ماخلصت صرختها اتفتح باب البيت بقوة ودخل منه ابو الليف يجري وهو عيقول:
جيييت.. جيييت اهه معلهش حقك عليا؛ الدايه كانت عتولد مرت بخيت قصاص الحمير وديه فآطراف البلد، ورحتلها اهناك واستنيت لما ولدت المره وجبتها طوالي..
ام مرعي: طب قوااام تعالي ياحبيبتي حاسه راس الواد طلت اسحبيه مني وريحيني هاموووت..
ودخلت الدايه بيها قوام للاوضه وشام دخلت وراهم الميه الحاميه للأوضه وطلعت..
شام: هات ياعم الدهن اتأخرت علي ناسي زمان الخوف كل قلوبهم..
ابو الليف بربكه وكركبه: ايوه ايوه صوح الدهن..ودخل الاوضه وجابه وطلع فثانيه.. خدي اهه.
خدته شام واتحركت من قدام ابو الليف قوام وهو وقفها لما قالها:
طيب يابتي ماتستني الوليه تولد واطمن عليها واروح معاكي اوصلك لحد باب بيتكم.. الوكت اتأخر!
شام: له مش ضروري اني هعاود لحالي، معايا الكلوب ومفيش حاجه ََخليك إنت جار مرتك ربنا يقومهالك بالسلامه ويطعمك صبي يخاوي مرعي قادر ياكريم.
ابو الليف رفع اديه للسما وهو عيرد عليها:
ربنا يسمع من خشمك اللي عينقط شهد ديه قادر ياكريم..
وطلعت شام وخدت طريق الرجوع وهي عتلفلف قلبها بتوب القوة الكداب اللي كانت لابساه وهي جايه..
اما فبيت عبد الصمد..
دهب رايحه جايه في الدار وهي ماسكه ضهرها.. ياتري عوقتي ليه ياشام.. يعني يابولغه منك ليها مقدرتش وحده منيكم تغور معاها تونسها، ياكلاب ياللي خساره فيكم. الربايه..
بسيمه بحس عالي:
يمه عنخافوا عنخاااافوا.. بتك حلوفه معتخافش مالنا بيها احنا!
وبعدين اهي عوقت تلاقي عفريت طلعاها خبلها علي شريط القطر، هتعاودلك ملبوسه دلوك، يلا عشان ترتاحي انتي وابوي، وهي كمان معاكم، مادام مقادرينشي تتحملوا الوجع للصبح!
دهب : شششش وطي حسك؛ ابوكي نايم مصدقت عينه غفلت بعد مادعكته بلمونه، ياكش يعرق والصخانه تنزل هبابه... وكملت وهي عتتلفت لبره من الباب المفتوح... ياتري ايه اللي عوقك ديه كله ياشام؟
والله لو معاودتي بحجة الغايب اللي تخليني أسامحك لاكون مق.طعه السباطة علي جتتك النهاردة.
اما حدا ابو دراع..
كان مولع نار وقاعد جارها، وعينه علي بوابة الجنينه، وكل هبابه يهمس لروحه لما اتأخر عليه كرار:
والله ياكرار عيملتها وشربت حشيش مع الكلاب دول، بس ورحمة امي النوبادي مهعديهالك علي خير واصل، ولا هخليك تمشي تاني نوبه فطريق اللي يروح مايعاودش ديه.
في بيت المقاول..
عديله قاعده في اوضتها لحالها متلفلفه باللحاف كلها وحاسه إن الليل لما عياجي عياجي كنه زمن مليهش آخر وإن البرد زاد وجسمها دايماً عيرجف، متعرفش داي رجفة برد الليل ولا رجفة وجع الفراق.. واثناء ماهي قاعده عتتأمل فليلها الطويل سمعت حس خطوات وشافت ظل حد ماشي في الحوش من تحت فتحة الباب فسألت بحس عالي:
مين.. انت مين ياللي برا؟
حوريه بحس عالي: اني.. نامي متخافيش.
عديله بحس واطي:
غوري نامت عليكي حيطه.
اما حوريه فراحت علي اوضة كرار فتحتها وطلت فيها عشان تشقر عليه كيف كل يوم ولما ملقتهوش قفلت باب الاوضه بعنف وهي عتقول بحس عالى:
اكيد مبيت حدا ابو زففت وياجيني الصبح بردان وعيان وحالته حاله.. عدمني أبو دراع وابوه يارب دعيتك فجوف الليل والناس نيام..
عديله ردت عليها من جوه بحس عالي:
ماعشان هيقبل دعاكي ياللي ماعتعرفي تركعيها ولا عتعرفي ربنا غير وكت عازتك.
حوريه بغلب: ناااامي.. قولتلك ناااامي.
وحدا كرار وهمام والسيد..
كرار بدوخه: الوكت ايه دلوك عدوا قطرين خايف نكونوا عوقنا ياعيال.
همام: مالك بالوكت بس ياكرار همل الوكت وخليك في الراحه اللي إحنا حاسين بيها داي ياقزين... يابوووي عارفين الواحد نفسه فأيه دلوك.. نفسه يجرب النسوان.. عسمع دايما اصحاب المزاج يقولوا سجارة حشيش مع مره بالدنيا ومافيها..
السيد بلسان تقيل: إنت وين والحريم وين ياحزين.. دانت مقفلتش العشرين ولسالك كام شهر وتقفلهم.. ولا فكرك ابوك هيجوزك جوازة عز وإنت لساك فرخ صغير، وهو محيلتهوش اللضى، ولا حداه حق الخشب اللي هتتجوز عليه حتي!
همل جوازات العز لاصحابها.. يعني للي كيف كرار إكده.
كرار: يلعن ابو القر ياخي!
همام بسرحان:
ركبببت فوق السطوووح هز الهوا كمي.. كل اللي كدي اتجوزوا واني قاعد جاااار امي. وكمل بحس عالي.. ياااارب نفسي فمره يارب اجرب معاها اللي حاسس إني هموت قبل مااجربه ياااارب.
في اللحظه داي كانت شام وصلت قبل المعدات بحاجه بسيطه، والخوف عينفض فقلبها كيف ورقة الشجر ماعينفضها الهوا، وزاد بعد ماسمعت حس حد جاي من عند الكشيك، وكان حس راجل عالي بس ممتفسرش!
وقفت موطرحها ورفعت الكلوب عشان تشوف زين، وبلعت ريقها بخوف، لكنها كملت مشي بخطوات مهزوزه لما ملقتش حاجه!
ولغاية ماوصلت قبل المعدات بحاجه بسيطه استعدت للجري، لكن للأسف كان همام شافها ونط من سطل الكاشيك قوام وهو عيقول:
واااه ديه باينه قطر الجنه كان معدي لما اتمنيت وبعتلي اللي عتمناه!
قوم ياد انت وهو لقيتلكم غزاله شارده فنص الليل، وباين الليله داي والله اعلم هتكون احلى ليله في العمر..
وراح جري على شام اللي صرخت بخوف وجريت وهي حاسه بخطوات وراها معارفاشي صاحبها مين.. لكنها للاسف كانت عتجري كيف غزاله عتحاول تجري تحت شبكة صياد
وفأقل من دقيقه كانت شام بين ادين همام، مطوقها بيد وحده ورافعها من على الأرض، وكاتم نفسها بيده التانيه، وعيجري بيها ناحية النفق لحد ماوصل حدا السيد وكرار وهو عيضحك بنصر، كيف اللي جابلهم صيده ثمينه.. وشاور للسيد بعنيه عالكلوب وقاله:
الكلوب وورايا انتو التنين عالنفق.. الليله عيد ياولاد الفرطوووس...
دخلوا بشام النفق.. وهمام ابتدا يجردها من خلجاتها بالقوة وهي تصرخ وتنادي علي ابوها.. بس صرخاتها مكتومه تحت يده العفيه اللي مكبله خشمها، واول ماجسمها اتكشف وخلاص همام هيعمل عملته.. كرار حس برجفة خوف وقاله:
بلاش يافقري هملها هتجيبلنا نصيبه.
همام بإصرار علي الشر كانه اتلبس بروح شريره : مفيش نصايب ياد جمد قلبك، احنا اغراب عن البلد والليل ستار، وربنا اللي ساقهالي لحد عندي لما اتمنيتها منيه، واني هدية جاياني من السما والله مااردها.. سيييد أمسك رجلين بت الفرطوس داي اللي عتفرفط بيهم..
وفعلا سيد ساعده فتثبيت شام وابتدا همام يغتصبها بمنتهي الوحشيه اللي ممكن انثي تتعرضلها فعلاقه.. كيف أسد جعان ولقي فريسته، ومن بعد منه اتولى السيد المهمه وجه عليه الدور ومقصرش هو التاني وكان عيقلد همام فكل حاجه عيملها فشام.. وبعد ماخلص السيد جه الدور علي كرار، اللي كان واقف بعيد وحاسس بخوف مخلوط برهبه بإثاره بسكر ودماغه مش قادر يستوعب اللي عيحصول ولا قادر يحدد أيه اكتر إحساس هو حاسس بيه في اللحظه داي!
السيد بنهجان:
دورك ياكرار قرب..
كرار بخوف: ااا اني؟
همام: ايوه إنت ياكرار قرب خد نايبك من الحظ ياد، واوبقي ادعيلي بعد ماتخلص.. وعشان الاخير كومه كبير، اهي سكتتلك ومعتحطش منطق، يعني هتتمزج علي اقل من مهلك، وعلي راحة راحتك.. قرب ياكرار قرب ياد متوبقاش جبان.
وفعلا قرب كرار منها بخوف سرعان مااتلاشى بإثارته من منظر شام اللي صحى جواه وحش الرجوله الكاسر، وخد دوره فى دب.ح شام بنفس الطريقه اللي دب.حها بيها همام والسيد..
وقام وبعد عنها وهو حاسس بنشوة لا تضاهيها نشوة.. وقعد وسند ضهره علي حيطة النفق وهو عينهج ومبتسم ابتسامه واسعه..
ومن بعد منيه رجع همام تاني لشام وعاد الكره مره بعد مره لحدت ماشبع وتعب، وبعد منيه السيد عاود الكره كيف ماهمام عيمل بالظبط، وكل واحد فيهم همه يمتع نفسه وكأن اللي بين اديهم داي مش بني آدمه ولا فيها روح تتألم!
أما شام فوصلت لمرحله إنها حاسه بكل حاجه لكنها لا قادره تصرخ ولا تتالم ؛كأنها اتسجنت ورا قضبان الصمت والألم، وهملت روحها للعذاب يهلك جسدها وروحها هلك
أما كرار غير المره اللي قربلها فيها معاودهاش.. واخر ماخلص منها همام والسيد بعدوا عنها..
وفضل كرار يبصلها هبابه ويتأمل فيها وفجمالها على نور الكلوب، وبعدها راح عليها لما شفق عليها لأنها عريانه بالكامل فعز البرد والسقعه.. والتراب اللي تحتها رطب من الدم اللي عماله تنزف فيه ، وحط خلجاتها عليها من البرد..
واثناء ماعيمل إكده، وفي اللحظه داي شام فتحت عيونها بتعب، ومقدرتش تشوف منيه غير يده بالخاتم اللي فيها.. أما الملامح فأختلطت مع بعضها فعنيها،
ومكانتش شايفه فاللحظه داي قدام عيونها بوضوح غير ملامح ابوها الباكيه وكسرة نفسه لما يشوفها بالحاله داي، وأمها اللي نفسها تاجيلها دلوك وتاخدها فباطها وتدثرها من الوجع، والبرد، والخوف، اللي حاسه بيهم، وتطمنها إن ريحة الموت اللي شاماها داي مش حقيقيه ومش ليها..
وللحكاية بقيه.....
بقلم / صاحبة السعادة
ريناد يوسف
نفق الجحيم
البارت التاسع9
فى بيت عبد الصمد بعد ساعات من الانتظار...
دهب وهي عتحط يدها علي قلبها بألم بعد ماحست بنغزه مفاجئه :
له والله البت جرتلها حاجه.. يامري لتكون عدت السكه وهي غفلانه والقطر خدها فوشه.. يامرك يادهب.. يارب ماتكتبها علينا..يارب لا تكتبها ولا تكون.. كانت تردد في الجمله وهي رايحه على أوضتها هي وجوزها، وبدون مقدمات شالت الغطا من فوق عبصمد خلته قام مفزوع وقبل مايسألها قالتله هي:
قوم ياعبصمد نشوف شام جرالها ايه البت معاودتش لحد دلوك والليل قسم قوم نشوف البت جرالها ايه.
عبد الصمد رمي الغطا من فوقه وقام مفزوع، ومن ربكته معارفش يلبس مركوبه، والنار اللي قايده فجسمه من السخونيه مخليه عيونه مزغلله وفضل يقول لدهب:
قولت بلاش وبلاها الروحه دلوك يادهب، ركبتي راسك انتي وبتك، وتروح يعني تروح.. طب اهي راحت يادهب..
ياعالم ايه اللي حصلك ياشام يابتي واخرك كل ديه..استر يارب مايكون طلع عليها ديب.. يقطعني ويقطع عيايا يابتي.. خلص حديته وكان لبس مركوبه وجلابيته كمان، ومن لغفنته لبس الجلابيه مقلوبه بس مااهتمش وطلع قدام دهب وخد الكلوب التاني اللي في البيت، ولعه وطلع بيه..
دهب وهي ماشيه وراه :
وقف هأجي معاك ياعبصمد
- له خليكي إهنه مع البنات متهمليهمش اني هدور عليها لحالي.. خلص كلمته وطلع وابتدا يمشي قوام وهو رافع الكلوب عشان ينورله اكبر مسافه، وعمال يتلفت يمين وشمال، وللاسف مقادرش ينادم بإسم بته عشان ناس البلد ميصحوش علي حسه، واللي ماسمع إن بت عبصمد قسم الليل عليها وهي بره دارها يسمع.
قطع عبد الصمد اغلب المسافة لحدت ماوصل لنقطه معينه وقف عندها واتسمر موطرحه وهو واعي الحاجه اللي اكدتله إن شام بته مش بخير، وانها جرالها حاجه وخلت قلبه دب فيه الرجيف..
الكلوب المكسور علي الارض ومتفحم من السبيرتو اللي اتكب منه، وخلي النار لحمت فبدنه كله، واللي عرفه طوالي إنه الكلوب اللي كان مع شام.. وعلي بعد خطوه منيه لقي قرطاس واقع وعلبه جاره، وعرف إن دول الدهن وخلطة الاعشاب، فاتخطي عبد الصمد الكلوب والحاجات المرميه عالارض قوام وبتدا يلف حوالين روحه كيف المجذوب، وعيونه تلولج فكل موطرح كيف الغريق اللي عيدور علي قشايه يتشعبط فيها وتنقذه من إحساس الخوف اللي طمس فيه نوبه وحدة.
أما قبل شويه في النفق..
كرار : همو بينا نعاودوا اني تعبت وحاسس إن الانبساط ديه كله هيقلب بغم.
همام: فال الله ولا فالك ياشيخ.. يلا بينا نلحقوا اخر قطر زمانه جاي.. يلا قبل ماالضو يطلع..مع اني مش هاين عليا اسيب قمع الجلاب ديه وافارقه، وكان نفسي اقعد معاها كد يومين تلاته الترفه بت الكلب داي.
السيد: له بكفايه إكده ياهمام إن كان اللي قدامك عسل متلحسوش كله..
همام :ديه العسل غطسنا فيه لودانا واتمرمغنا فيه ياواد الفرطوس.
وطلعوا التلاته قوام من النفق علي المحطه، وهملوا شام لحالها فالنفق اللي إتدشن بدمها واللي داقت فيه الجحيم فأصعب حالاته.
اما عبد الصمد فوصل لحد الالات ووقف قبالهم وهو حاسس إن روحه اتسحبت منيه مره وحده، وبالذات لما رفع الكلوب وشاف جوا سطل الكراكه ورق بفره متبعشك وعلبة تبغ واقعه تحت منيه ومكبوبه.. لف حوالين روحه ببطئ وهو عيبلع فريقه، وواجه النفق وحس بإن قلبه عيفرفط بين ضلوعه لما عقله حدثه باللي شاكك فيه ورافض تصديقه..
فاتحرك عبد الصمد لجوا النفق برجلين عترجف وعيجر فيهم جر، كيف اللي واخدينه ينفذوا فيه حكم إعدام.. بس اللي مصبره ومخليه مواصل الدخول إن جواه إحتمال إن اللي عقله فكر فيه ميكونش هو اللي حوصول.. لكن كل الإحتمالات إتقتلت بطعنة بيد الحقيقه، وهو واعي لحمه اللي متكوم على الارض وفحالة تد. بح أي أب على شوفة بته بالمنظر ديه..
قرب منها وهو حاسس إنه عيتخنق والنفس مداخلش جوا صدره، وحط الكلوب علي الأرض وقعد علي ركبه جارها ومد يده اللي عترجف ورفع خلجاتها من فوقها ووكشف جزعها التحتاني، وغمض عنيه بألم وهو واعي رجليها متلطخه بشرفه.. عاود هدومها تاني عليها وسند ضهره على حيط النفق، ودموعه نزلوا وع.ض صباعه السبابه بدون وعي وهو عيحاول يكتم صرخته جواه لغاية ماخشمه اتملى دم من صباعه وهو مش حاسس.. خد صدمته فدقايق وقف فيهم عقله عن التفكير تماماً، وبعدها اتلفت حواليه بإستغراب كأن توه إبتدا يدرك الموقف اللي هو وبته فيه..
قرب قوام ناحيتها ومسك خلجاتها وإبتدا يلبسها، وطول ماعيلبسها اديه عتترعش ودموعه نازله فوق بدنها اللي عامل كيف لوح التلج بين أديه، وشالها علي كتفه ومسك الكلوب وطلع بيها من النفق بسرعه علي بيتهم، وهو مش عارف جاب الحيل إنه يعمل إكده من فين؛ وهو حاسس إن حد غارز سك- ينه فقلب روحه وعتفرفط من الوجع..
وصل الدار وبمجرد ماتاق من الباب ودهب وعيته شايل شام بالمنظر ديه ضربت علي صدرها بصدمه، وصرخت بإسم شام لكن عبد الصمد لحقها قبل ماتتَني الصرخه وقالها وهو جازز علي سنانه:
اكككتمي نفسك خالص معاوزش حد يحس وتعالي وراي..وبص لبسيمه وبشاير، وانتي وهي خشوا على أوضتكم واقفلوا بابها عليكم اختكم عضها الديب ومعاوزش حد يسمع بيها عشان محدش يقول ايه اللي طلعها للديب فنصاص الليالي فاهمين.
قالها ودخل اوضته هو ودهب مرته، ونوم شام علي السرير، وبسيمه وبشاير دخلوا اوضتهم وقفلوها عليهم ودموعهم عتنزل عشرات عشرات علي اختهم، ومفاهمينش ليه أبوهم مخلاهمش يكونوا جارها فوكت لازمن يكونوا جارها فيه ماسكين اديها وعيهونوا عنها!
أما دهب أم شام فكانت واقفه وعقلها عيودي ويجيب وهي عتفتش بجسم بتها اديها ورجليها علي عضة الديب اللي قال عليها أبوها، وملقتش اثر عضه ولا انياب لكنها لقت الدم والجرح اللي عرفت بيه إن انياب ديب من ديابة البشر إتغرزت فلحمها.. اما الديابه بتاعة الجبل فبريئين من دم شام كيف ما اتبرأو من دم ابن يعقوب.
دهب بصت لعبد الصمد وهي عتلطم علي خدودها وشافته وهو عيندب علي راسة وبصلها وقاللها:
كيف وجعك دلوك يادهب؟ .. كيف الوجع اللي حاسه بيه.. مش كان وجع الضهر اهون.. شفتي بتك طلعة الليالي عيملت فيها ايه دهب.. شفتي كسرة الضهر اللي من صوح يادهب.. خلص كلامه وقلع عمته ومرمتها في التراب في الارض وحطها علي راسه من تاني، وقال وهو عيمشي يده علي تراب الارض ويمسح بيها وشه:
-من النهارده عمتك اتصبغت ياعبصمد،. ووشك كمان اتصبغ بلون العار.. ياريتني مت ولا شفت اليوم ديه.
دهب قعدت جار بتها اللي ابتدا جسمها يتشنج وتترعش بطريقه غير طبيعيه، وبحنان أم شدت اللحاف عليها وغطتها ورفعت الغطا لغاية ماغطت وشها براسها كأنها ميته والدموع اللي نازله منها دموع الوداع.
دهب بشرود: وأيه العمل دلوك ياعبصمد؟
-عبصمد معارفشي حاجه يادهب.. قوليلي انتي ايه العمل.. فكريلها فحل ودبريها كيف ماعتدبريلي كل أموري.. طمني قلبي وصبريني كيف ماعتعملي دايماً.. قوليلي إنها هينه وهتعدي كيف ماعتقولي علي اي حاجه عفشه عتجرا معاي.. هزي بدني وصحيني من النوم يادهب وقوليلي قوم الفجر عيأدن صليه واطلع علي غيطك إنت كنت عتكوبس من العيا.
بكت دهب بحس عالي وهو علي حس بكاها فضل يخبط دماغه في الحيط وراه بغلب وقلة حيله وساد الصمت مابينهم بعدها، مكسرهوش غير صوت أنين شام واذان الفجر اللي أول ماقال الله اكبر فمكنة الصوت رفع عبصمد اديه للسما وقال:
الله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله، وإن لله وإن اليه راجعون.
قام عبد الصمد بضعف اتوضى وصلى وفضل ساجد يدعي ربه يطلعه من النصيبه داي ويرشد عقله يتصرف كيف.
اما حدا بيت المقاول قبل شويه...
كرار داخل من بوابة الجنينه يتمطوح ويغني بحسه العالي، وأبو دراع أول مالمحه جري عليه وشده قوام وكتم خشمه عشان ميتحدتش وخده معاه على بيته..
ابو دراع بغضب:إكده ياكرار الكلب تخلف الوعد وتخالف تحذيري ليك!
كرار بتعب: هملنييي يابو دراع همووووت من التعب والهزل.. نومني خليني ارتااااح هباااابه.
أبو دراع كان هيفوقه كيف النوبه اللي فاتت، لكنه اتراجع لما افتكر إنه عيي ورقد من الميه الساقعه وصعب عليه، فانومه ففرشته وغطاه وقال فنفسه إنه هيشوفله أي تصريفه مع ابوه الصبح؛ عشان يخليه قاعد من الشغل بكره، وكمان عشان هو يعرف يحاسبه على مهمله وبراحته.
وهم عشان يغطيه باللحاف، لكن ايده وقفت وهو شايف بقعة دم علي جلابية كرار الفاتحه!
إستغرب منها وفتش اديه ورجليه يمكن يكون اتعور ومن السطل ماحسش..لكنه ملقيش اي تعاوير، فا على اي حال غطاه وقال إنه لما يصحي الصبح يعرف منيه كل حاجه.
واخيراً صبح صبح جديد حامل فجعبته الخراب عالكل، وكاشف اللي ستره الليل تحت جناح ظلامه.
توفيق وعياله صحيوا واتجمعوا على الطبالي للفطور، ولساه عيتفقد الكل ولاحظ غياب كرار وهيسأل عنه امه حوريه، قام مقاطعه حس ابو دراع وهو عينادم:
ياعم الحج توفيق،، يااهل الدار.. حد ياجيب تلقيمة ينسون اغليها لكرار؛ عشان صابح مصخن وطول الليل جسمه كان منشِل.
حوريه سمعت كلام ابو دراع وردت عليه وهي طالعه من الموطبخ بصحون الوكل فيدها:
والله كان قلبي حاسس إنه هيعيا طول مابيت معاك فبيتكم المرصرص ديه، طيب انت وحلوف ومعتحسش، هو عليه عُقب شقاوة يبيت معاك ويعيا كل يوم والتاني؟!
أبو دراع من بره:
أوبقي متخليهش ياجي يبيت حداي تاني، اني اصلا معرتاحش وهو نايم معاي.
حطت حوريه الوكل ونترت باديها وعاودت عالموطبخ وهي مكشره وعتبرطم، وطبعاً الكل عارف إنها عتدعي على ابو دراع.
توفيق: متاجي يابو دراع واقف بره ليه.. تعالى اتريق معانا.
- متشكر ياعم بألف هنا اني اتريقت ولساتني شارب شايي وجاي.
توفيق:طيب وهو كرار تعبان التعب اللي ميخليهش يندلى الشغل معانا النهاردة يعني؟
- له ياعم شغل ايه ديه اللي يندلاه، ديه عيرجف رجف ومقادرشي يقوم من فرشته.
توفيق بحس واطي: إيوه ماهو زرع الضله إكده عيبقي رهقان واقل حاجه تنومه.. ربنا يصلح حاله.
اما ابو دراع فكان واقف علي الباب وماسك اديه ورا ضهره، ومستني حد يطلعله بالينسون، وفي الاثناء داي وعي بدور وهي نازله من فوق.. ومن اول متاقت وعينها على عزت منزلتهاش، والابتسامه من الودن للودن.
نكس عنيه أبو دراع بوجع، ولف الناحية التانيه واداهم ضهره، وتوفيق كان متابع الموقف واتبسم براحه؛ عشان اتوكد دلوك إن ابو دراع قطع حبال العشم خلاص.
وبعد شوية طلعتله حوريه بصنيه عليها كنكة ينسون مغلي وفطور وعيش وادتهاله عشان يفطر كرار ويشربه الينسون..
خلصوا الرجاله فطور، وقاموا كلهم وراحوا علي شغلهم، وكرار عاود لبيتهم بالصينيه وركنها في البيت وطلع يشَوط على الارض لغاية ماكرار ياخد نومته ويصحى ويصحصحله.
أما حدا بيت عبد الصمد..
طلعوا بشاير وبسيمه من اوضتهم يتسحبوا علي الاوضه اللي فيها شام وهما سامعين جضها وانينها وصوت بكا امهم المكتوم وعويلها الهامس،
وفتحت الباب بسيمه وطلت منه وقالت لامها:
أمانه يمه دخلينا نطمنوا علي اختنا احنا من ساعة مادخل بيها ابوي من الباب وإحنا لا على حامي ولا على بارد وقلبنا نار عليها.
دهب شاورتلهم بدماغها عشان يدخلوا وهما ماصدقوا، ودخلوا يتسابقوا علي اختهم وكل واحده راحت علي جنب من جوانب السرير ومسكت يد من شام وحبتها وهي عتبكي بعد ماكشفوا عن وشها الغطا وعن اديها..
بسيمه: اسم الله عليكي يختي ياريتني كنت رحت معاكي ومهملتكيش تروحي لحالك، كنت فديتك بروحي والله.
بشاير: حقك عليا ياشام، اني مش اخت اني رديه، ومستاهلش كلمة اختي اللي عتقوليهالي؛ عشان هملتك تطلعي لحالك.
وريني ياخيتي عضك فين الديب ديه بيا ولا بيكي الوجع ياضي عيني..
خلصت بشاير كلامها وهمت تشيل الغطا من فوق شام وتشوف عضة الديب فانهي موطرح فجسمها، لكن صرخت امها وقفتها:
بشاير بعدي يدك.. أختك مش حمل نبيش دلوك همليها فحالها.. يلا خدي بعضك انتي واختك واطلعي وهملوها وهملوني.
بسيمه بصت على امها بصة تفحص، وبعدها رجعت بصت لشام وشاورت لبشاير عشان يطلعوا.
وبعد ماطلعوا من ألاوضه وبصوا لابوهم لقوه قاعد علي المصطبه وساند دماغه عالحيط ومغمض عيونه بتعب ووشه كساه سواد مره وحده ميعرفوش منين، وعمته متمرمته في التراب..
بشاير: بسيمه اني خايفه قوي.. هي شام الديب عضها عضه واعره ومش هتطيب منها تاني ولا ايه؟
بسيمه بشرود: توفي من خشمك يابومه.. شام هتروق وتعاود كيف الورده المفتحه.. خدي المواجير وروحي إنتي احلبي البهايم واني هعمل الفطور..
بشاير إتحركت وعملت كيف مابسيمه قالتلها طوالي.. اما بسيمه فراحت قوام عالكانون سخنت بستلة ميه وخدتها علي الاوضه حدا شام، واول مادخلت بيها أمها بصتلها بغضب وقالتلها:
أيه ديه يابسيمه جايبه الميه داي ليه؟
بسيمه طلعت ومردتش علي امها وعاودت بطشت وكبت فيه نص الميه اللي في البستله، وبقت نصها، وقفلت باب الاوضه ووقفت قصاد امها وقالتلها بحزم:
امه أني مش عيله صغيره أني فاهمه كل حاجه.. أختي إتاخد شرفها يمه ومتألمه ومحروقه روحها.. مش هقولك مين اللي عيمل إكده ومش وقت قول دلوك.. همي معاي نقعدوا شام في الميه الدافيه داي خلي جسمها المتلج يدفى والميه تبنج جرحها من الوجع هبابه.
وفعلا دهب استسلمت لاوامر بسيمه اللي طلعت فاهمه كل حاجه، والتنين قلعوها خلجاتها، وأول ماحركوها من موطرحها شافوا بركة الدم الصغيره تحتها، وبسيمه بقت تبكي و تشهق من جوا قلبها وشهقة تلسلم شهقة، وخصوصي لما قعدوها في الميه وهي رايحه في الملكوت واتعكر صفوا الميه باللون الأوحمر..
دقايق في الميه بسيمه دعكت فيها جسم اختها من كل الوسخ اللي فيه، ونضفت جرحها اللي كل ماتكب عليه ميه ينزف وممبطلش، وشام نطقت اخيراً بتعب:
كفااااايه حرام بعدوا عناااااااي.. يااابوي الحقنننننني..
وداي كانت جملتها الوحيده اللي نطقتها وبعدها عاودت لدنية صمتها.
بسيمه بحرقه علي حال اختها ودموع عتكوى خدودها:
ربنا يكوي قلب اللي كواكي ياقلب اختك.. ربنا يسلط عليه نار في الدنيا تكوي قلبه ونار في الاخره تكوي روحه.
اما دهب فكانت منتهية من حالة بتها وحاسه إن رجليها بقوا كيف الخيوط ومعادوش شايلينها ويادوبك نقلت شام مع بسيمه علي السرير وسابت بسيمه تلبسها واترمت هي على الارض بتعب وعينها على دم بتها اللي خلي الدنيا بقت فعنيها كلها بلون الدم.
أما بسيمه فلبست شام خلجاتها بالهداوه وغطتها وابتدت تطلع المواعين والميه اللي موطرحها.
شوية ودخل عبد الصمد الأوضه وقعد علي الارض جار السرير وجنب دماغ شام وهمسلها بكسره:
مين ياشام اللي عيمل فيكي إكده؟
شام مردتش وهو كرر سؤاله مره وتنين وتلاته وعشره وكل اللي لقاه من شام في الاخر جضه بتعب، ودموع نزلوا كأنها عتقوله مقدراشي اتحدت ولا اقول حاجه..
فقام عبد الصمد وهمل البيت وطلع يدور على واحد واد حرام عمل عملته فبته، ولا عارف هو مين، ولا هيعرفه كيف، وكل اللي يعرفه إنه هيدور عليه في الموطرح اللي حصلت فين المصيبه.
وصل عبد الصمد حدا النفق وعدا علي الكلوب المكسور مره تانيه واللي يشبه روحه فى الوكت ديه، واول حاجه جات فباله إن الغفير بتاع المعدات هو اللي عيملها..
اتلفت شمال ويمين وشاور لحد من العمال وسأله:
الغفير اللي عيحرس المكن ديه في الليل انهو واحد في الناس داي يابو عمو؟
شاورله العامل علي راجل قاعد قصاد دمسة نار، وماسك يد الكنكه الحديد الطويله وعيعمل في الشاي فقرب عليه عبد الصمد ومن غير وعي شاط الكنكه اللي فيده بعيد خلاها طرطشت عليه من الشاي الفاير، وميل على الراجل ومسكه من خلجاته قومه وابتدا يهز فيه بحيله كله وهو عيقوله: عيملت إكده ليه ياواد الحرااام.. عيملت إكده ليه ياكافر ؟
عطا كل ديه مش مستوعب إيه اللي عيوحصول ورد عليه بعدم فهم وهو عيحاول يخلص خلجاته من بين اديه:
عيملت ايه ياراجل يامهووس إنت. أوعي إكده بعد اديك كنك تعبان فمخك!
عبد الصمد:
له وإنت الصادق اني معادش فيا مخ عشان يحس بتعب ولا براحه.. العقل إنت ضيعته بعملتك النجسه يانجس.
عطا وهو برضوا مش فاهم:
يامثبت العقل والدين يارب.. ياراجل عملت ايه ومين النجس يخرب مطنك اتحدفت عليا من انهو نصيبه عالصبح؟!
اصواتهم عليت والناس ابتدت تاخد بالها والكل راح عليهم، وحتي توفيق خد باله من بعيد وراحلهم وفرق الناس وقرب منهم وهو عيسال بحزم:
فيه أيه.. إنت مين ياراجل إنت وماسك فالغفير إكده ليه!
وانت ياعطا عميلت ايه؟
عطا: والله وحق الصبح الجديد ماعميلت ايوتها حاجه!
وهنا عبد الصمد إنتبه علي روحه وشاف الناس كلها متجمعه حواليه، وحتي اهل البلد فيه منهم اللي جاي عليهم من بعيد فقال بحسه العالي:
الليله اللي عدت إتسرقت مني غنمه، ومفيش حد غريب في البلد غيره، وطول عمرنا بيوتنا امان ومحدش عيقدر يخطيلنا دار ولا يدوسلنا علي عرض.
عطا بصدمه: أني! والله ماحصل، واصلا من كرم ربنا أني الليله اللي عدت قضيتها كلها عالقهوة اللي فالجيهه التانيه، وحتي روح إسأل صاحب القهوة والناس اللي كانت سهرانه أهناك.. إني مهملتش القهوة لحدت اذان الفجر.
عبد الصمد أديه اترخت من خلجات عطا الغفير بعد ماسمع كلامه، وحس إن الدنيا لفت بيه، وإنه بعد ما كان فاكر إنه اهتدي للمجرم طلع نقبه على شونه، فأتحرك بضعف وخيبة أمل من وسط الناس واتراجع لورا وهو عيضروب كف بكف ويسأل روحه بحيرة:
أمال مين بس اللي عميلها ياربي مين؟
وبدات الناس كلها تواسي فيه على نعجته المسروقه، وتقوله فداك، وهما شايفين حاله اللي يقطع القلب.
اما عطي الغفير فخلص من قبضة عبصمد صوح لكنه وقع فبراثن توفيق اللي إستلمه شتيمه وتوبيخ:
بقى إكده ياسي عطا.. أئمنك علي معدات بحق بلدك كلها تقوم تسيبهم وتروح تسهر عالقهاوي؟!
من النهاردة إنت مليكش عيش معاي تاخد حسابك ومتورنيش وشك، وخلي القهاوي تنفعك.
خلص حديته ولم اطراف عبايته ومشي من قدام عطا وهمله عيندب حاله، ويولول على وكل عيشه ورزق عياله اللي إتقطع، ويدعي عي عبد الصمد اللي جاله فارر ميعرفش منين عالصبح، كيف الدبور اللي جاي يزن علي خراب عشه ويفضح اللي ستره ضلام الليل.
اما توفيق فبص علي عبد الصمد اللي عمال يحوم حوالين الالات وعينه عتلولج في الارض كيف اللي عيدور علي حاجه واقعه منه!
وكل هبابه يطل براسه في النفق ويرجع تاني كيف اللي عيلعب لعبة الغميضه مع حد ومتخباي منيه و يتلفت فوشوش العمال؛ يمكن يلاقي علامه ولا خربوش فوش حد فيهم يعرفه إن ديه هو اللي عيمل إكده فبته مادام الغفير طلع بريئ منها..
قرب عليه توفيق وسأله بحيره:
فيه أيه يابو عموا وقعت منك حاجه إهنه وعتدور عليها ولا أيه.. قولي لو فيه حاجه واقعه منك اوقفلك الالات وتدور عليها براحتك.. ولا ايه حكايتك إنت شكلك مش مظبوط!
عبد الصمد بدون وعي:
- سُمعتي.. سيرتي الطيبه مابين الناس.. شرفي.. دول كلهم وقعوا إهنه عشيه وجاي ادور عليهم.
توفيق بعدم فهم: انت تقصد أيه اني مفاهمشي؟
عبد الصمد: خليك مفاهمشي قلة الفهم احسن.. الا قولي يابو عمه هو حد من عمالك غايب النهاردة.. اصلي حاسس إن فيه حد غايب مش هما دول كلهم اللي عشوفهم كل يوم.
توفيق بإستغراب لسؤال الراجل :
-له محدش من العمال غايب، مفيش بس غير ولدي اللي صبح بعافيه النهارده وغاب مقدرش ياجي معانا.. ايه هو اللي سرق نعجتك ولا ايه؟
عبد الصمد: له يابوى العفوا منك ومن ولدك إنتوا وين والسرقه وين.. ولاد الاصول متطلعش منهم الشينه.
خلص كلامه واتحرك من قدام توفيق بتعب وخطوات مهزوزه كيف مايكون واحد طالع من معركة وخد فيها ضرب لما شبع..
عاود عبد الصمد البيت ودخل علي بته شام اللي فعالم تاني وعتجض بوجع وقالها:
شام.. امانه عليكي يابتي قوليلي مين اللي عيمل إكده فيكي؟
شام النوبادي قدرت تجمع نص حيلها وتحوله لكلمه نطقتها بالعافيه لأبوها وبحروف متقطعه:
معا رفا همش.
عبد الصمد:
-يعني اغراب عن البلد.. طب حتي قولي علي علامه في اللي عيمل فيكي إكده اقدر اعرفه منيها.. علامه وحده بس ياشام.. وحده بس.
شام سكتت هبابه تلقط انفاسها وبعدها جمعت باقي الحيل اللي فيها وقالت بحس واهن:
خاتم بفص.. اوحمر..
وللحكاية بقيه...
بقلم / ريناد يوسف.. صاحبة السعادة❤️
نفق الجحيم
البارت العاشر10
عبد الصمد خد الكلمه من خشم شام، وقام وراح على الموقع تاني، والنوبادي بدال ماعيبص عالناس والوشوش من بعيد، بقي يهجم علي كل واحد فيهم ويمسك اديه التنين بالقوة ويبص فيهم
وتوفيق كان شايف اللي عيعمله مع العمال من بعيد وجه عليه بغضب وقلة صبر وزعق فيه وقاله:
يابو عمو والله ماحال ديه، عايزين نشوفو مصالحنا عاد متعطلناش مش كل هبابه تاجي وتقعد تشاغل العمال وتلهيههم عن اشغالهم!
عبد الصمد مكانش سامع توفيق عيقول أيه، وبمجرد ماوصل حداه مسك اديه بعنف وبص فيهم..
توفيق سحب يده من ادين عبد الصمد وقاله:
والله إنك راجل تعبان صوح، يابوي عتهبش فالادين إكده ليه؟ يابوي قولي عتدور على ايه وريح روحك وريحني وريح العمال معاك؟
عبد الصمد بوجع غمض عنيه وهو عيرد عليه:
عدور على خاتم بفص أوحمر.. متعرفش حد من عمالك عيلبس خاتم بفص اوحمر ياواد عمي.. امانه لو تعرف حد قولي عليه ربنا يستر ولاياك.
توفيق بحيره: خاتم اوحمر ايه اللي عتدور عليه يابوي ديه، وايه حكايتك بالظبط مره عتدور علي نعجه مسروقه منك، مره على خاتم! اقولك.. تعالا معاي اني عاوزك تعالا.. وحط يده علي كتفه وخده بعيد عن الناس، ودفس يده فجيبه طلع منه خمسين قرش ودسها فجيب عبد الصمد وهو عيقوله:
خد دول يابوي وروح اشتري بيهم ريوق واتريق، وعاود علي داركم وناملك هبابه شكلك منايمش من إمبارح وعنيك حمره وباين علي وشك التعب.. فين ناسك مهملينك تطلع لحالك ليه وإنت تعبان إكده!
بص عبد الصمد للفلوس وبص لتوفيق ومهتمش لا لكلامه ولا لفلوسه وسألة بتوسل: يعني مهتقوليش مين صاحب الخاتم فرجالتك.. لازم يكون صاحب الخاتم من رجالتك، يابوي بلدنا حدش فيها يعمل إكده فعرض صاحبه واصل.. يابوي ميعملهاش غير غررريب غريب..ونزل ايد توفيق من على كتافه ومشى وهو عيضروب كف بكف وضهره انحني كيف مايكون كبر سنين فساعات معدوده ويقول بهمس مسموع لتوفيق:
ياحظك العاثر ياعبصمد.. ياسوااادك ياعبصمد.. يانصيبتك السوده ياعبصمد.
وتوفيق وقف يبص عليه بإستغراب وهو مش فاهم منيه حاجه، بس حاسس إنه مد.بوح وفيه حاجه واعره حاصلانه معاه مغيبه عقله وطافيه الضى اللي فعيونه ومبدلاه بلون الغضب!
عاود توفيق لكرسيه اللي قاعد عليه وعيراقب الكل منه، وبص للجرافه وهي عتمد رقبتها الطويله وتجروف تراب من النفق وترمي لبره، وشاف إن النفق خلاص مباقيلوش كتير ويخلص حفر، وياخد ألاته ويمشي ويهمل البلد اللي ناسها غريبه داي!
أما عبد الصمد فعاود لبيتهم وقبل مايوصل البيت بكام خطوة وقفه حس صابر وهو عيسأله بخوف:
وااه.. مالك ياعم عبصمد ايه اللي عامل فيك إكده!
أيه اللي مرمتك ومرمت خلجاتك تراب وقعت ولا ايه اسم الله عليك؟
رد عليه عبد الصمد وهو عيتطلعله بحسره:
وقعت والله ياصابر وطحت طيحه واعره قوي.. وكمل بتوسل.. وإنت الوحيد اللي تقدر تمد يدك وتقومني من الارض ياصابر.. إنت بس اللي فيدك تحوش عمك عبصمد من تحت رجلين الناس اللي هتعفص عليه لما تساوي وشه بالارض.
صابر بحيره: اني مفاهمش منك حاجه!
عبد الصمد مسكه من يده ومشي بيه ناحية بيته وهو عيقوله:
هفهمك علي كل حاجه ياصابر.. اصلك لازمن تفهم وتعرف.. ضروري هتعرف.
ودخل بيه البيت، وصابر عمال يتلفت يمين وشمال وعينه جات علي بشاير وبسيمه اللي كانوا قاعدين قدام الكانون وحاطين ايدهم على خدهم كيف اللي طحينهم مكبوب، واستغرب لما لقي إن عمه عبد الصمد مكمل بيه ناحية أوضه في البيت! وهما مش من عوايدهم إن الغريب يدخل الاوض! وأخر الضيف هو حوش البيت أو المندره!
فتح الباب عبصمد ولقي دهب مرته نايمه علي الأرض من غير فرشه تحتها ومغمضه عنيها بس هو متوكد انها منايماش فقالها بأمر:
دهب قومي اطلعي بره قوام وردي الباب وراكي.
فتحت دهب عنيها وأول ماشافت صابر قامت ودموعها اللي نشفت علي خدودها اتجددت من تاني، وبصت لشام اللي لساه صابر مواخدش باله ليها، وبمجرد مابصتلها صابر شد يده من يد عبد الصمد وراح عليها بخوف وهو عيسأل بلهفه:
مالها شام فيها ايه.. فيكي ايه ياشام؟
ولما ملقاش رد من شام بصلهم وسالهم بخوف اكبر:
شام مالها ياناس حد يرد عليا؟
عبد الصمد بزعيق: ماتطلعي يادهب وتغوري بره خليني اعرف ارد عليه عاد.
طلعت دهب طوالي وردت الباب وراها واول ماعيملت إكده صابر كرر سؤاله على عبد الصمد بترجي:
قولي شام فيها ايه ياعم حاسس إن قلبي عيتخنق من الخوف والوجع؟
عبد الصمد: صابر ياولدى أني عارف انك عاشق شام ومهتهونش عليك واصل، وإنك واد أصول وهتراعي حتي حق الجيره فعمك عبصمد الغلبان.
صابر ضم حواجبه بحيره وعبد الصمد كمل كلامه وهو عينكس عيونه للأرض بخزى..
شام خسرت شرفها وعرضها عشيه ياولدي.. واحد واد حرام اتعدى عليها وهي رايحه تجيبلي وتجيب لأمها علاج من الجيهه التانيه؛ عشان كنا مبطونين وعيانين، ياريتنا موتنا ولا حوصل اللي حوصول.
خلص حديته وغمض عنيه بوجع وفتح عشان يشوف رد فعل صابر اللي كان واقف كيف الصنم عيونه على شام ومعيربشوش حتي ومش مستوعب اللي سمعه، وبعد ثواني ابتدا يهز راسه برفض وعدم تصديق وبص لعبد الصمد وقاله:
إنت عتقول ايه ياعم عبصمد؟
عبد الصمد: قولت اللي سمعته ياولدي واللى حوصول.. ودلوك رقبتي حطيتها فيدك ياصابر، واعتبرني جيتك شايل كفني وكفن شام بتي على ادينا وبكلمه منك ياتهملنا نعيشوا ياتغرز سك.ينك فنص قلوبنا.
صابر بعصبيه راح على عبد الصمد ومسكه من خلجاته بعدم وعي وقاله:
رقاب ايه وكفن ايه وكلام فاضي ايه اللي عتقوله ديه! قولي دلوك مين اللي عيمل إكده.. انطوق ياعم عبصمد مين اللي خد مني فرحتي اللي كنت مستنيها وععد الساعات عشان افرحها قولي مين؟
عبد الصمد ضرب اديه التنين فجنبات رجليه ورد عليه بقلة حيله:
والله مااعرف ولا هي تعرف، وكل اللي شافته من اللي عيمل عملته خاتمه اللي لابسه.. اصله عيمل عملته في النفق والنفق ضلمه.
صابر ساب خلجات عبد الصمد ورجع لورا خطوتين وبص لشام وبعدها طلع آهه عاليه طالعه من نص قلبه وقال وهو باصص لشام:
ليه ياشام تعملي فيا وفيكى إكده ليه.. ياما قولتلك كني في البيت واقعدي كيف باقي البنته، واتقلي وارسى، بس إنتي طبع الخفيه معجون فيكي عجن..
كان هيجرا ايه لو صبرتي للصبح، كان حوصول ايه لو قولتيلي واني اللي كان رحت جبت اللي عايزينه، كان هيجرا ايه لو حتي كنتي قولتيلي اروح معاكي.. خفتي على روحك مني اروح معاكي موطرح في الليل لحالنا ومخفتيش من ديابة الليل المسعورة؟
كان عيتكلم بحرقه طالعه من نص قلبه وجسمه كله عيتنفض نفض كيف الملبوس..
شام فكانت متكبله بسلاسل الوجع والسكوت، لكنها سامعه كل حرف قاله صابر، وكل اللي قدر يرد منها على كلامه دمعتين سالوا من عنيها وهما مغمضين.
اما عبد الصمد فكان واقف ساكت وميملكش أي حق في الدفاع عن بته ولا عن نفسه حتى؛ لأن الغلط راكبها وراكبه من ساسهم لراسهم، وهو اللي عليه الكوم الكبير من الغلط؛ لأنه وافق بته تطلع فوكت متأخر، وسمع كلامها وكلام مرته وهو خابر زين إن الأمر مايخلاش مهما كانت البلد أمان، لكنه كان عيصبر حاله بإن ساعة القدر عيعمي العقل قبل النظر.
سكت صابر اخيراً وهديت نوبة غضبه لكنها خلفت وراها فصدره انفاس عاليه ومتسارعه.. كنه حد كان عيرمح وراه ولففه البلد بحالها.
وعبد الصمد كان ساكت خالص ومترقب لأي كلمه من جوف صابر تطلع حامله معاها حاجه من اتنين.. يأما حياة بته أو موتها وموته قبلها.
شوية سكوت عموا المكان و٣ قلوب عيعلوا علي بعض فسرعة الدقات، واخيراً نطق صابر وهو باصص لشام بصة مظلوم:
والعمل أيه دلوك ياعم عبصمد؟ ايه المطلوب مني؟
عبد الصمد: كل العمل فيدك إنت ياولدي.. ومش مطلوب منك غير شوية ستر تتفضل بيهم علينا ومستعد اعيش خدام جزمتك اني وبتي طول عمرنا.
صابر بحيره:
واني ذنبي أيه فديه كله ياعم عبصمد! عيملت إيه اني عشان يحصول معاي إكده.. إشمعنا اني اللي اخد وحده حد وطأها قبلي وماكونش اني أول راجل يقطف بِكرها ليه؟
عبد الصمد: لا انت ليك ذنب، ولا هي ليها ذنب ياولدي.
اتحرك صابر لورا وهو باصص لشام بقلب مفطور وهو عيردد ويضروب باديه علي جنبات رجليه:
أمال ذنب مين بس ياناس.. ذنب مين ديه ياناس.. ذنب ميييين ياناس.. وفضل ماشي لحدت ماخبط في الباب ولف ولساه هيخطى بره الباب وقفه صوت عبد الصمد وهو عيقوله:
هاه ياصابر قولت ايه ياولدي؟
صابر بحيره: والله ماخابر اقول ايه ياعم.. هملني دلوك امانه عليك لغاية مااتلم علي قلبي وعلي حيلي وعلي روحي اللي اتمزعت داي.. اني عقلي واقف عن التفكير خالص.. خلص حديته وطلع من البيت يجري وهو عياخد فوشه كل حاجه عتقابله ويوقعها.
وعبصمد لما شاف حالة صابر عرف إن اللي حوصول اكبر، واقوي، واتقل من إن صابر يشيله عنه، أو حتي يشيله معاه، وإن صابر طلع اضعف من الشيل.. وخصوصي شيل العار.
وقعد علي حيله علي الارض، وسند ضهره عالحيط، وجاتله دهب قعدت جاره من غير ماتنطق وهي كمان عرفت إن صابر مهيرضاش بشام بعد اللي جرى فيها، ولا هي ولا عبد الصمد ولا حد في الدنيا كلها يقدر يلومه.. وعم السكوت ومبقاش فيه غير صوت التفكير اللي عيردد فعقل كل واحد منيهم.. والعمل دلوك؟
وعدى اليوم على نفس الحال وبيت عبصمد مخيم عليه الحزن والكل علي نفس قعدته محدش حط لقمه فخاشمه، ولا حتي عبد الصمد طلع للغيط ولا جاب برسيم للبهايم وطول اليوم الهايم قاعدين عالتبن والعلف.
أما قبل ساعات فبيت المقاول..
ابو دراع راح عالجنينه يشوف شغله فيها هو وابوه علي مايصحي كرار، وهمل جاره صينية الوكل اللي بعتتها معاه حوريه امه.. وغاب كام ساعه وعاود علي امل إنه هيرجع يلاقي كرار فايق، لكنه لقاه لساه مكفي علي بوزه.
ابو دراع وقف فوق دماغ كرار وفضل يهز فيه بكل حيله، لما نده عليه كام حس يصحيه و مصحيش،، وابتدا كرار يتململ بضيقه وينفخ وهو عيداري فعنيه من ضو الشباك اللي فتحه ابو دراع قصاد عنيه..
أبو دراع بقلة صبر وهو عيشد اللحاف من عليه:
قوووم وبطل افأفه عشان فيه حساب ليك حداي ولازمن تاخده.
كرار إتعدل نص عدله وسند علي كيعانه وبص لابو دراع بعين مفتحه وعين مغمضه وقاله:
حساب أيه ديه اللي ليا حداك؟
وبدون مقدامات ضم ابو دراع قبضة يده وضرب كرار بونيه فوشه خلاه وقع عالفرشه والدم طلع من جنب خشمه بسبب شفته اللي اتفتحت من الضربه.
كرار زعق وهو عيمسح خاشمه من الدم:
واه مالك يافقري اتهوست عالصبح ياك؟ عتضروبني ليه؟
ابو دراع: صوح ياد معارفشي عتنضرب ليه ولا هتستعبط.. شربت ليه امبارح لحد ماعميت من الشرب واني منبه عليك؟
كرار رد عليه بأسف وهو عيحاول يتعدل تاني:
والله غصب عني، ضعفت ونفسي هفتني علي سجاره وإنت عارف إللي عيبدأ معيعرفش يوقف.. بس حقك عليا معدتش هعيدها وغلاوتك عندى، واصلاً العيال دول اني مهماشيهمش تاني واصل.. واوبقي لو قولتلك هطلع اروحلهم اربطني فشجرة ياعمي وهملني في الطل للصبح وإعمل فيا مابدالك.
أبو دراع خد نفس جامد ونفخه بغلب ولانت ملامحه بشفقه وهو واعي الدم اللي سال علي جنب خشم كرار، فمسك كمه بيده ومسح بيه الدم وهو عيقوله:
من غير ماتقول.. اصلاً اللي قولته ديه اقل من اللي هعمله فيك لو ديه حوصول.
كرار مسك يد ابو دراع وبص عالدم اللي فكمه وقاله:
إكده تسيح دمي؟ حد يصبح علي حد إكده ياغشيم إنت!
قوم قوم اعملي كباية شاي عالدمسه اشربها عشان افوق حاسس راسي كد الدنيا والزمان ومقادرش اشيلها.
قام ابو دراع يعمله الشاي، لكنه بعد ماوقف رجع قعد تاني وسأل كرار وهو مديق عنيه:
علي سيرة الدم صوح.. ايه الدم اللي كان على جلابيتك عشيه ديه، وجالك من وين واني فتشتك ملقيتكش متصاب ولا مجروح؟
كرار بإستغراب:
دم! دم ايه ديه؟
أبو دراع وهو عيشيل الغطا من فوق كرار، الدم ديه ياغالي.. قالها وهو عيشد كرمشة جلابية كرار ويكشف بقعة الدم قدامه.
كرار بإستغراب وهو باصص لبقعة الدم:
واه.. ديه دم صوح! جيه منين ديه؟
ابو دراع وهو ماشي.. جه من.. ولا بلاش.. قوم ياخربان قوم كنك هتغير خلجاتك وتطس وشك بهبابة ميه عبال مااقندلك الشاي.
خلص حديته وطلع وهمل كرار باصص لبقعة الدم ومستغرب، وعيحاول يفتكر جات عليه منين؟
وإبتدت لقطات تظهر وتختفي قدام عنيه من ليلة امبارح.. عباره عن ملامح بت حلوه قوي.. بس كان شكلها عيتألم!
وشويه بشويه إبتدت اللقطات تزيد مدتها، وتوضح قدامه الرؤيه اكتر، واللقطات تتحول قدامه لمشاهد بس مش واضحه ومش مفهومه، كيف مايكون عيتفكر فحلم حلمه، بس مش عارف بدايته من نهايته!
لكنه جه عند لقطه معينه وعقله وقف عنديها، لقطة ليه وهو مع البت داي فوضع غريب!
رفع اديه وفرك وشه ودماغه وعشان مش بس العقل ليها ذاكره، وان الحواس كمان ليها ذاكره، حس بإحساس جميل وغريب وإنه حسه قبل سابق بس مش عارف كيف ومع مين؟
فغمض عنيه وعصر مخه يحاول يجمع الصورة كامله.. وأفتكر حاجه خلته برق عنيه قوام بصدمة وبلع ريقه بخوف، ووقف علي حيله مره وحده وهو عيهمس لروحه:
يادي النصيبه اللي عيملتها ياكرار.. الله يقطعك ياهمام إنت والسيد ويقطع صُحبتكم السو.
خلص كلامه وبأيد عتترعش إبتدا يرفع جلابيته، ولما وصل لغياره الداخلي شاف إللي اكدله اللي افتكره، بعد ماكان حداه شك بنسبه بسيطه إنه يكون هلاوس سُكر..
شاف دم علي سرواله كيف اللي علي جلابيته واكتر، وعلي فلنته كمان!
فنزل جلابيته تاني قوام؛ قبل مايعاود أبو دراع ويشوف اللي شافه ويسأل ويعرف اللي حوصول ووكتها هيبقي
دب. حه ع القبله وعلي ايد ابو دراع مش غيره، وهمس لروحه وهو شارد فالنصيبه اللي عميلها:
قال واني اللي زعلان عشان ابو دراع ضربني لوكاميه.. ديه لو عرف اللي عيملته هيشقني نصين كل نص كد التاني.
خلص ابو دراع الشاي وعاود بيه لكرار اللي شربه وهو فدنيا تانيه، وعنيه من كتر مامبرقين كانو كيف اللي هيطلعوا من محجرهم، وخصوصاً إن فيهم جحوظ خفيف بطبيعتهم.
أما ابو دراع كان متابعه بعنيه وهو ساكت، لغاية ماخلص كرار كباية شايه وقام عشان يعاود للبيت وبرضوا وهو شارد.
وأبو دراع همس وراه وهو ماشي: والله شغلتك مش خاليه ابداً ياواد المقاول!
وصل كرار لباب البيت ومسك جلابيته ضمها علي بقعة الدم عشان يداريها، ودخل قوام علي اوضته عشان محدش يشوفه.. لكن عديله شافت اللي عيمله وقالتله بحس عالي:
طيب صبِح صباح ربنا يافردة المركوب القديمه!
داخل ترمح رمح معارفين إن الطرمبه بلتك كيف المره اللي عدت.
كرار دخل اوضته وقفل الباب علي روحه، وخلع خلجاته ورماهم علي جنب كأنه عيرمي عنه الجريمه اللي عميلها،
وقوام لبس خلجات غيرهم، ودول زاحهم برجله تحت السرير؛ علي مايشوفله صرفه فيهم، وإهتدى لأنه يحرقهم لما يخيم الليل والكل ينام، احسن حد يشوفهم حداه ويروح فنصيبه..
ونام علي سريره وكمر روحه بالغطا وهو عياخد ويدي مع روحه ويسالها.. لو عملته داي إتكشفت.. أبوه ممكن يعمل فيه ايه؟
وجاتله امه بعد شويه تطمن عليه لما عرفت من سته عديله إنه عاود من عند ابو دراع ، وعملتله وكل ووكلته بالعافيه ودعكته بلمونه، وغطته زين علي اساس إنه عيان، وراحت مع الحريم يحضروا الغدا للرجاله وتشوف مصالح البيت.
وبعد ماعدت ساعات النهار..
عاود توفيق والرجاله من الموقع ودخلوا البيت، وابتدوا الحريم يحطوا الوكل عالطبالي..
قعد توفيق علي الطبليه وبمجرد ماجات حوريه مرته بالوكل سألها :
ولدك المجلع فين اراضيه دلوك؟
حوريه إتعدلت وضربت يد علي يد وهي عترد عليه:
جوه نايم ومتلكلك ياحبة عيني، هيكون فين يعني وهو عيان!
توفيق: طيب روحي نادميه يطفح معانا، وقوليله رجل هبابه، مش حتي شوية البرد يناملهم الراجل في الفرشه ويتلكلك ويجض كيف المره الوالده!
خلص كلامه وزعق بحسه العالي عشان عارف إن حوريه مهتنادمهوش:
كرررررار.. إنت ياد ياكرار تعالى إهنه قوام وإطلع من الكن اللي لابد فيه ديه.
كرار سمع حس أبوه وقام منفوض وحس برجفه سرت فكل جسمه، وخاف يكون عرف حاجه، وديه يكون سبب زعيقه،
وقام وهو عيرجف وفتح الباب وطلع وراح علي ابوه كيف اللي رايح لقضاه،
وتوفيق اول ماشفه:
قرب تعالا واقف بعيد إكده ليه؟
قرب كرار كام خطوه لغاية مابقي قدام ابوه، وبصله بخوف وأبوه بأمر قاله:
أقعد إهنه قدامي عشان تاكل معانا.
كرار رد عليه وهو حاسس بكركبه فبطنه من كتر الخوف اللي كان حاسس بيه، واللي مراحش حتي بعد ماأطمن إن أبوه معرفش حاجه:
له يابوي إعفيني مجعانش لساتني واكل من مفيش.
توفيق بزعيق:
أني لما عقولك تقعد تتطفح.. يوبقي تقعد تتطفح.. اني عأمرك مش عشاورك.. اقعععد.
قال آخر كلمه بحس عالي خلى كرار رمي روحه عالارض رمي قدامه، وقعد من غير ولا كلمه.
وعزت والباقيين كتموا ضحكتهم بالعافيه، وكرار من بين كل القاعدين مبصش غير علي عزت يشوف تأثير الموقف عليه، وكيف ماتوقع بالظبط شاف لمعة الشماته عتوبوق برق فعيونه..
خلصوا الحريم حط الوكل وشمر توفيق كمام جلابيته وبدأ بحس عالي عشان الكل يبدأ بعده: بسم الله.
وبالفعل الكل سمى بعده وابتدوا وكل، وكرار مسك رغيف العيش وكسره نصين، وخد منيه لقمه، وأول مامد يده علي الصحن اللي فنص الطبليه عشان يغمسه، أبوه توفيق وعي الخاتم ابو فص اوحمر فيده، واللي كان ناسيه وناسي إن كرار معاه خاتم بالشكل ديه!
وعاود اللقمه من علي خشمه تاني وهو عيستعيد فكلام الراجل المجذوب اللي شافه الصبح في الموقع وافعاله..
وبص لكرار وبشك عبى عقله وقلبه فاقل من الثانيه وسأله بنبرة صوت وملامح محذره متسمحش للي قدامه بإنه يكدب:
كرااار... إنت رحت الموقع ليه عشية إمبارح؟
وللحكاية بقيه...
بقلم/ ريناد يوسف
صاحبة السعادة
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا