رواية عشق مختلف الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية عشق مختلف الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم الكاتبه هدير محمد حصريه في مدونة قصر الروايات
17=رواية عشق مختلف الحلقة السابعة عشر
وقفنا لما عرفت تاخد تليفون ريم و اتصلت على هيثم عشان يكشفها بالظليل انها سبب في ظهور اخو رنا
كانت سلمى تراقب ريم و تنتظر لحظة خروجها من غرفتها… طلبت سلمى مساعدة من نسرين و جعلتها تنادي عليها و نزلت اليها… دخلت سلمى الى غرفتها و اصطادت الهاتف… ذهبت للحديقة من باب المطبخ و اتصلت على هيثم
” نعم يا سلمى ؟
* اخدت تليفون ريم اخيرا… فينك انت ؟
” خليه معاكي انا جاي…
قفل هيثم تليفونه و اخذ معطفه و ارتداه… جاءت رنا المطبخ و قالت
‘ أنت خارج ؟
” في مشوار كده لازم اخلصه و جاي…
‘ تمام
اخذ مفاتيح سيارته و خرج… لكن عاد مجددا و وقف امامها
‘ نسيت ايه ؟
” نسيت اهم حاجة…
‘ ايه هي ؟
اقترب منها و قَبلها في خدها… تفاجئت رنا… هذا أول مرة يودعها بهذا الشكل اللطيف… لكن سعدت كثيرا من قلبها
” مش هتأخر و اسبقيني انتي على الكافيه…
اومأت له بإبتسامة… ابتسم هو ايضا و ذهب… وضعت رنا يدها مكان القُبلة و زادت ابتسمتها…
‘ هتوقعني في حُبك اكتر ما واقعة يا هيثم
وصل هيثم للقصر و دخل… احضتنه والدته مجرد ما رأته
* وحشتني اوي…
” انتي كمان وحشتيني…
* هترجع القصر امتى ؟
” مش عارف بس قريب اوي
قال ذلك و هو ينظر للاعلى بإتجاه غرفة ريم
” عن اذنك يا امي هروح اجيب حاجة من اوضتي
* والله مش هتتحرك… تعالى نفطر سوا…
” دقيقة بس…
* ولا كلمة… يلا الفطار على السفرة اهو…
لم تسمح له بالذهاب فاضطر ان يجلس… كتبه رسالة على هاتفه و ارسلها ل سلمى
” انا تحت و امي مش مخلياني اطلع… اوعى التليفون يبعد عن ايدك….
رأت سلمى تلك الرسالة… ف عرفت انها سوف تُلهي ريم حتى يأتي هيثم…
• سلمى… مشوفتيش تليفوني ؟
قالتها ريم و هي تدخل لغرفتها… تفاجئت سلمى و بحركة سريعة وضعت هاتفها تحت الغطاء…
* بتقولي ايه يا ريم ؟
• تليفوني مش لاقياه
* شوفيه هنا ولا هنا… او اسألي الدادة عليه
• سألتها و قالتلي متعرفش و مشافتهوش حتى… عشان كده جيت اسألك…
* لا مشوفتهوش… لو شوفته هقولك
• ماشي
إلتفت لتخرج لكن عينها لقطت طرف شيء لونه بنفسجي تحت الغطاء… هي تعرف ذلك اللون جيدا… هذا لون جراب هاتفها !!
* اقفلي الباب وراكي…
• ما تدوريلي شوفي تليفوني ممكن جه بالغلط عندك
* لا معنديش… انا لسه مرتبة الأوضة و مشوفتهوش
• متأكدة ؟
* اه متأكدة…
• امممم ( تحولت نظرتها العادية الى نظرة غضب و اقترب من السرير و اخذت هاتفها من تحت الغطاء ) هو ده اللي مش عندك ؟ انتي ازاي تاخديه و بتعملي بيه ايه اصلا !
* و مالك اتعصبتي كده ليه ؟ مش انتي بنت عمي… كنت بنكشك مش أكتر
• والله؟! ازاي ايدك تتمد على تليفوني من غير اذني !!
* عادي
• ده انتي اتجننتي شكلك ( امسكتها من يدها و ضغطت عليها بقوة ) اخدتي تليفوني من ورايا ليه و عملتي بيه ايه ؟
نظرت لها سلمى بلامبالاه و لم تتكلم
• اتكلمي… كنتي بتعمبي ايه بتليفوني !!
* بتجسس عليكي… بشوفك بتكلمي مين…
قالت سلمى ذلك ببرود… تفاجئت ريم و خافت ان يكون كُشف امرها
• شوفتي ايه ؟
* مالك خايفة كده ليه ؟
• بقولك شوفتي ايه انطقي !!
* طالما متوترة كده يبقى فيه حاجة كبيرة…
• قصدك ايه ؟
سحبت سلمى يدها من قبضتها و ازاحت شعرها للخلف و قالت
* قصدي انك سبب ظهور احمد اخو رنا… انتي اللي عرفتيه ان رنا هنا في القصر و جه و حصل اللي حصل ده…
• لا انتي اتجننتي فعلا… و انا هعرفه من فين ده ؟
* اسألي نفسك…
• سلمى انتي بجد غبية… ايوة انا فعلا عايزة رنا تمشي و تبعد عن هيثم…بس هوصل لاخوها ده ازاي…
* جو العبيطة ده مش هياكل معايا…
و بحركة سريعى اخذت سلمى منها الهاتف
* يا ترى التليفون ده فيه ايه خلاكي خايفة للدرجة دي اني اعرفه ؟
• سلمى هاتي التليفون !!
* لا… لما هيثم يجي ابقا ادهولك…
• بقولك هاتيه !!
شدوا مع بعضهم… سلمى تشد الهاتف من جهه و ريم من الجهة الاخرى… فلت الهاتف منهم و تزحلق على الأرض حتى وصل عند الباب و اصطدم به… ريم تركت سلمى و ركضت لتأخذه… مدت يدها ل تلتقطه من الأرض… اخذ هيثم الهاتف قبلها… تفاجئت عندما رأته و بلعت ريقها بخوف و حاولت ان تتصرف بطبيعية
• هيثم !! اخيرا جيت… نورت والله
” ايه اللي بيحصل هنا ؟
• ولا حاجة… شوفت بلوزة على النت عجبتني و مش فاضل غير قطعة وحدة بس… سلمى عجبتها نفس البلوزة دي ف شدينا مع بعض على مين يطلبها…
” ما شاء الله… ريم انتي بقيتي محترفة اوي في الكذب
• مش بكذب… بعدين تليفوني وقع… ممكن اخده اشوفه حصله ايه…
” لا مش هتاخديه…
• ليه ؟
” جه الوقت نعرف كل حاجة…
• حاجة ايه ؟
نظر لها هيثم بحدة ثم فتح الهاتف و اوصله بهاتفه و اخترق الرمز… تفاجئت ريم و سلمى تنظر لها بشماتة…
” مين مروة دي اللي انتي متصلة بيها كتير ؟
• صحبتي… هتكون مين يعني ؟
” صحبتك اه… بس انا مش فاكر ان عندك صديقة اسمها مروة… انا اعرف ان صحبتك اللي قريبة منك اسمها سالي… صح كلامي ولا لا ؟
• مروة دي صاحبتها جديد و بنتكلم…
” صاحبيتها جديد !! امممم
قال ذلك ثم اسند ظهره للحائط و قال
” انتي عارفة اني بخاف عليكي انتي و سلمى بما انكم بنات عمي و في مقام اخواتي… ف بحب اعرف انتوا ماشين مع مين… مروة دي اول مرة اسمع اسمها… هتصل عليها و نشوف مين مروة دي…
قلقت ريم كثيرا… اتصل هيثم عليها… و لكن لم ترد
” نتصل تاني… كده كده انا فاضي اصلا…
اتصل هيثم مجددا… ريم ايقنت انها ستُكشف لو رد احمد على هيثم… اقتربت لتسرق الهاتف من يده لكنه امسك يدها
” تؤ كده غلط… احنا مش عيال عشان نعمل الحركة دي… انضجي يا ريم…
• هيثم دي مروة صحبتي… انت عايز ايه ؟
” عايز اسمع صوتها… يمكن تعجبني…
• يا هيثم…
” ششش ولا كلمة…
لم يرد و اتصل مجددا و رد…
* هااا يا ريم… فيه اخبار عن رنا ؟ عرفتي هي فين ؟
ذلك صوت احمد… نظر هيثم ل ريم بغضبٍ شديد و هي تمنت ان تمو*ت في تلك اللحظة…
* الو ؟
” هوصلك يا ابن ال ******…. قسمًا بربي ما هسيبك و هبقى كبوسك الأسود…
اغلق هيثم الهاتف و ألقاه على الأرض بقوة…
” تعالي ورايا….
قال ذلك موجهًا كلامه ل ريم التي بدأت في البكاء… امسك يدها و قال
” شكرا يا سلمى…
قال ذلك و هو ينظر ل سلمى
* العفو يا هيثم… دي اقل حاجة اعملها…
تفاجئت ريم… هم الاثنان متفقان مع بعضهم !!
شد هيثم ريم خلفه و ذهب الى مكتبه و اغلق الباب عليهم بالمفتاح… وقف امامها و هو في حالة غضب شديدة…
• هيثم خليني اشرحلك…
” تشرحي ايه ؟ انتي ايه بالظبط ؟ معندكيش دم !!
• معنديش دم عشان بحبك ؟
” ده مش حب… ده اسمه مرض…
• حُبي ليك بقا اسمه مرض ؟
” اه مرض… مفيش حد بيحب حد يبقى يأذ*يه… و انتي اذ*تيني كتير و شتتي علاقتي بمراتي
• انا حبيتك بجد… مفيش حد حَبك ادي انا… انا حبيتك قبل ما هي تتجوزك…
” كام مرة قولتلك اني مش بحبك ؟ كام مرة قولتلك اني مش بعتبرك اكتر من اخت ؟ كام مرة قولتلك انسي اني ابقا حبيبك ؟ كل ده قولتلهولك قبل ما اتجوز بسنين اصلا…
• انت مش حاسس بمشاعري ناحيتك… ولا عمره حاولت تحبني ولا تدي نفسك فرصة انك تحبني… لو حبتني انا كنت هخليك اسعد انسان في الدنيا كلها…
” أنا بحب رنا… و مش هحب غيرها… مستحيل اقبل غيرها تكون مراتي…
• و انا ؟
” انتي ايه ؟ هل انا عَلقتك بيا ؟
بكت و قالت
• اه علقتني بيك… حبيتك من و انا طفلة… بس لما كبرت قولت عادي دي مجرد مشاعر طفولة ملهاش لازمة… بعد وفاة ماما و بابا انت اللي كنت موجود معايا… مهتم بيا و كنت تروح معايا كل يوم الجامعة… كنت بتشاركني في تفاصيل يومي كلها… اهتمامك بيا ده خلاني احبك… علقتني بيك… خلتني احبك و مشوفش غيرك
” انا عملت كده عشان متحسيش انك لوحدك… و عملت كده برضو مع سلمى… عملت كده معاكم عشان تحسوا ان ليكم حد مهتم بيكم و ان لسه عندكم عيلة بعد وفاة اهلكم… اشمعنا انتي فهمتي اهتمامي ده على أنه حُب ؟ ليه سلمى معملتش زيك ؟
• عشان سلمى عندها قاسم في حياتها… بيحبها و هي بتحبه… انا معنديش حد بيحبني… انت الوحيد اللي حسستني انك بتحبني و مهتم بيا و انا افرق في حياتك… عشان كده مش عيزاك تبعد عني… و بعمل اي حاجة عشان تكون ليا وبس…
” و انا قولتلك بصراحة و بكلام مباشر اني مش بحبك… و مستحيل ابادلك نفس المشاعر… حُبك اللي من طرف واحد ده دمر*ك… مفكرة اني هكون ليكي لما تخلي احمد يلاقي رنا و يقت*لها ؟
• هي غلطت لما خا*نت جوزها السابق و هربت من اهلها يبقى تستاهل القت*ل !!
” مخا*نتهوش… هو اللي خا*نها… و لما عرفت و جات تمشي حاول يقت*لها و كانت هتمو*ت بسبب طع*نته بالسك*ينة ليها… و لما اتقبض عليه و أثبتت التهمة عليه قال انها خا*نته و ده اللي دفعه يعمل كده… اخوها اللي انتي عيزاه يوصلها ده عارف كويس اوي ان رنا بريئة و عشان الفلوس اللي عليه من جوزها السابق بقا في صفه… شَهَر بسُمعتها وسط عليتها و عايز يقت*لها على حاجة معملتهاش… و هي هربت لانها معملتش حاجة…
تفاجئت ريم و قالت
• الكلام ده حقيقي ؟
” اه حقيقي… و للأسف انتي بقيتي مشتركة في وسط القذ*ارة دي… طبعا انتي اللي هكرتي تليفونها و كلمتيني على أساس انها هي…
نظرت ريم للارض ف قال هيثم
” كنت عارف انك بتكر*هيها… بس مكنتش متخيل ان الكُره يوصلك لكده… ليه يا ريم ؟ انتي لو بتحبيني زي ما بتقولي كنتي هتتمني تشوفيني سعيد… مش تخربي حياتي معاها…
• هيثم والله انا بحبك… انا مكنتش اعرف كل ده…
” مكنتيش تعرفي لان هدفك الأساسي انك تأ*ذيها هي… و آذ*تيني انا كمان معاها… نجحتي في تشتيت علاقتنا… بس اديكي عرفتي كل حاجة اهو…
• خلاص انا اسفة… مش هعمل كده تاني و لا هكلم احمد ده تاني…
ضحك هيثم بسخرية و قال
” هو انتي مفكرة ان ده كله هيعدي بكلمة أنا آسفة ؟!
• يعني ايه ؟
” لمي هدومك… هتسافري على ألمانيا تشتغلي هناك… هتديري فرع الشركة من هناك
• اسافر !
” اه تسافري… شوفي الناس بره… اعرفي وجوه جديدة… قعدتك في البيت خلاتك وحدة تانية انا مش عارفها…
• لا مش هسافر… و مش هتقدر تجبرني اسافر بالعافية
” خلاص عادي… يبقى كله يعرف اللي انتي عملتيه…
تحرك هيثم بإتجاه الباب ف قالت
• أنت هتقولهم بجد ؟
” اه هقول… خليهم يعرفوا قلبك الأسود اللي انتي مخبياه عن الكل…
• لا يا هيثم متعملش كده… ارجوك متقولش لحد…
” يبقى تسافري…
• هيثم انت عارف ان عندي رُهاب اجتماعي… مقدرش اسافر… انا فعلا غلطت و ندمانة على اللي عملته… و حياة باباك مش هعمل حاجة ل رنا و هصلح من نفسي بس سفر لا
” مش هتسافري لوحدك… كريم هيسافر معاكي
• كريم مين ؟
” حد كده انا اعرفه… محل ثقة يعني… هيسافر معاكي و هيساعدك ترجعي ريم اللي كلنا نعرفها… لو انتي فعلا ندمانة و عايزة تصلحي من نفسك…يبقى تسافري…
نظرت له ريم و عيناها مليئة بالدموع
• هتسامحني لو سافرت و اتغيرت ؟
” أكيد… مفيش غيري يعرف بكده… و سلمى مش هتتكلم
• خلاص موافقة… هسافر…
ابتسم لها ابتسامة خفيفة و ذهب….
خرجت سلمى من الجامعة بعد ما انهت محاضارتها…
– سلام يا سلمى…
* سلام يا بناويت…
نظرت سلمى امامها وجدت قاسم… لم تتحدث معه و اكملت طريقها لكنه مشي بجانبها
* في حاجة يا قاسم ؟
• اه فيه… البنت اللي بحبها بقالها فترة زعلانة مني…
* انا مش بحبك يا قاسم…
• طب عيني في عينك كده ؟
* قاسم… سيبني امشي…
• نمشي سوا ؟ زي زمان…
* زمان كنا مخطوبين… دلوقتي لا…
• على فكرة انا استأذنت من سيف و قولتله اجي اوصلك و وافق…
* و انت مين عشان توصلني ؟
• حبيبك…
* ههه… نكتة حلوة بس مضحكتش… جرب غيرها
• انا صديق العيلة على فكرة… و لو سيف مش واثق فيا مكنش هيوافق اجيلك الجامعة…
* انت و سيف اختلصوا… ابعد عني…
• ابعد لغاية امتى ؟
* لغاية ما تتجوز…
• انا اتجوز ؟ مفيش وحدة هستحملني غيرك على فكرة…
* لا فيه… شوفلك محامية زيك و جرجروا بعض في المحاكم… مش دي هوايتك ؟
• اه هوايتي… بس ده شغلي و انا بحب المحاماة…
* و انت اخترت شغلك… عايز مني ايه ؟
• سلمى انتي خيرتيني بينك و بين شغلي… و ده مينفعش… ينفع انا اخيرك بيني و بين تعليمك ؟ اكيد لا و انتي مش هتوافقي على كده طبعا… و مش معنى اني اخترت شغلي يبقى كده انا مش بحبك… انا بحبك لحد دلوقتي… والله حاولت الاقي وظيفة تناسبني و تناسبك بس ملقتش… انا بحب مهنتي و ماشي فيها بما يرضي ربنا… و متقوليلش اتوظف في شركة هيثم… لو بقيت موظف عنده انتي عارفة هيثم… هيديني مرتب انا مستحقهوش… اي نعم انا المحامي الأساسي لشركته بس في أول و نهاية السطر اسمي محامي…
* اه و بعدين ؟
• تعالي نرجع…
* ليه ؟
• عشان انا زهقت من كوني اعزب في البطاقة…
* بنات الكرة الأرضية كتير… مجتش عليا يعني…
• بس انا عايزك انتي…
* و مين قالك اني هرجع ؟
• هيثم قالي…
* قالك ايه ؟
• لما اخدت برد شديد من كام يوم… كنتي واقفة فوق راس هيثم… اتاريه كان بيتصل عليا كل خمس دقايق عشان سلمى هانم كانت قلقانة عليا لاني وحيد و عايش لوحدي ف خافت يحصلي حاجة…
احمر وجهها خجلا و توعدت ل هيثم الذي كشف امرها
• معاملتك الجافة ليا كانت هتخليني اصدق انك شيلتيني من قلبك… بس بعد الموقف ده… اتاكدت ان مشاعرك ناحيتي لسه موجودة زي ما هي و متغيرتش… و انا بحبك… يبقى نرجع… على فكرة… دبلتك لسه معايا…
* مش بالسهولة اللي انت مفكرها دي…
• يعني ؟
* موضوعنا مُنتهي من زمان اوي…
• انتي اللي انهتيه مش انا… انا مش فاهم… هتفرحي لما تشوفيني مع وحدة غيرك ؟
صمتت قليلا ف اكمل
• هنتخطب تاني…
* مش بمزاجك…
• طب مروح معاكي اهو و نشوف الحوار ده بعدين…
مشيا مع بعضهم… لم تنكر سلمى انها فرحت لانه مازال يفكر فيها… و لكن هي متذبذبة بعض الشيء
ذهب هيثم للكافيه و دخل الحمام ارتدى التيشيرت الخاص بالكافيه… خرج وجد رنا تأخذ الطلبات من الزباين
‘ جيت اخيرا… على العموم انا اخدت كل الطلبات… و الصراحة زهقت من قعدة المطبخ دي… تعالى نبدل النهاردة… انا هبقى الجرسونة
” لا…
‘ الآه ؟ ليه ؟
” مرات هيثم عاصم متبقاش جرسونة في وجودي… مش عايز حد يبصبلك بصة متعجبنيش…
نظرت له لوهلة ف قال و هي يأخذ منها النوتة و القلم
” على المطبخ…
‘ لولا ان الناس قاعدة كنت هردحلك…
قالت ذلك و ذهبت للمطبخ… ضحك هيثم و قال
” يا حبيبي ابوس ايدك سيب علبة المناديل في حالها… مش كل ما تيجي هنا تطلع المناديل و تقطعها… ما تلمي ابنك يا مدام !
* انت بتزعق ليه ؟ ابني عمل حاجة ؟
” لا معملش… انا اللي عملت… انا مني لله… تطلب ايه يا حبيبي ؟
* كراميل بالبندق… و ماما لبن بالمكسرات…
” حاضر…
ذهب هيثم الى رنا و اعطاها الورقة… كانت تضحك
” بتضحكي على ايه ؟
‘ ساعات بحس ان الطفل ده مستعندك… اول ما يجي هنا يقطع في المناديل…
” شقي مش بيتهد… بس بقولك يا رنون…
‘ يا نعم ؟
” تفتكري لما نخلف… ابننا هيطلع شقي زيه ؟
نظرت له و قالت
‘ نخلف ؟!
” اه نخلف…
‘ قبل ما نتجوز… لما كنت شغالة في القصر يعني… سمعت مامتك بتقول انك ضد الخلفة و انك لما تتجوز مش هتخلف
” اه فعلا بس بما اني بحبك ف اكيد حابب اخلف منك…
نظرت له بتعجب و لم تتكلم
” الواحد لما يلاقي الإنسان اللي بيحبه… بيبقى حابب يعمل كل حاجة معاه… متأكد اننا هنكون أسرة لطيفة…
‘ بس مظنش إني هبقى ليك الزوجة اللي انت عايزها…
” عادي… اصبر…
‘ لغاية امتى ؟
” لغاية ما انتي تيجي بنفسك و تترمي في حضني… مش العكس…
نظرت في عيناه المليئة بالحُب المُكنن لها… وضع يده على وجنتها التي احمرت من الخجل و اقترب ليُقبلها ف ابعدته بسرعة
‘ هيثم لِم نفسك… احنا في الكافيه مش في البيت
” اه معلش سرحت شوية…
‘ الطلب جِهز اهو… يلا يا جرسون شوف شغلك
” حسابك في البيت…
ضحكت و ذهب…
مَر اليوم و انتهى… جاء محمد اخذ إيراد اليوم مثل العادة و سلموه المكان نظيفًا و ذهبوا للبيت… اكلوا سويًا… كان هيثم يتحدث مع قاسم و بعد انتهاء المكالمة لم يجد رنا بالغرفة… وجدها جالسة في الشُرفة
” مالك ساكتة ليه ؟
‘ مفيش…
” متأكدة ؟
همهمت بنعم… جلس هيثم بجانبها على الكنبة الصغيرة…
” عايز اسألك سؤال…
‘ اسأل…
” يعني من اول ما عرفتك… لاحظت انك بتحبي تقعدي في البلكونة كتير… ليه ؟
تنهدت و نظرت إليه
‘ في الأربع سنين اللي عشتهم لوحدي… كنت بتقعد في البلكونة زي كده… ابص للسما… و اتكلم مع نفسي… مكنش معايا حد… ف كنت بلجأ للكلام مع نفسي… عارف احساس لما تكون عيلتك موجودة بس مش موجودين في نفس الوقت و انت ولا حاجة بالنسبالهم ؟ احساس وحش اوي… اتمنى متجربهوش ابدا…
” بس انتي مش لوحدك دلوقتي… انا موجود معاكي و مش هسيبك… قولتلك الماضي بتاعك هغيره لحاضر جميل هينسيكي كل حاجة
قال ذلك ثم امسك بيدها… لكن ابعدت يدها عنه و قال
‘ بس انت مش مجبر تغير حاجة انت ملكش ايد فيها… اللي حصل فيا ده لسه لحد الآن سايب ندبة جوايا… ساعات بحس ان غلط اني ابقا سعيدة… اتعودت اني اتك*سر و ازعل… مش عارفة انت متمسك بيا ليه و انا حتى حقوقك الزوجية انا مش قادرة ادهالك… و مش هقدر اصلا… انا جسمي كله بيرتعش مجرد ما تمسك ايدي بس… بفتكر كل حاجة وحشة عملها فيا… بفتكر كل ليلة سودة عيشتها معاه بدون إرادتي و بدون رغبتي… حاولت انسى بس مش قادرة… هيثم… انا مش هقدر اكون حبيبتك اللي أنت عايزها… هتصبر على الفاضي… مش همنعك انت حُر… امشي
تنهد و قال و هو ينظر للسماء
” مش همشي ولا هسيبك…
‘ ليه يا هيثم ؟ فهمني !
” عشان بحبك و مقدرش اعيش ساعة وحدة من غيرك… افهمي بقا !!
قال ذلك بزعيق و غضب… سقطت دمعها من عيناها السوداتين… دخلت للداخل… جلست على طرف السرير و تمسح دموعها بكُم البلوڤر… جلس هيثم بجانبها و قال
” انا آسف… مقصدش ازعق فيكي كده… خلاص متزعليش
‘ المشكلة مش فيك… المشكلة فيا انا…
” بصي… متستسلميش للماضي و متبقيش اسيرة جواه… كلنا عندنا جوانب سودة في ماضينا… يعني عندك انا اهو… مرة بابا ضر*بني و كان هيك*سر ايدي لما بو*ست زميلتي في المدرسة من بوقها…
ضحكت رنا وسط دموعها
‘ بو*ستها بجد ؟
” اه… ما انا نسوانجي من طفولتي… كان يوم خرابة بجد… اشتكت للميس و جابتلي امها و ابوها و اتصلوا على بابا… اتفضحت في المدرسة… دي بو*سة بس والله…
ضحكت رنا مجددا
” عارفة الغصن بتاع شجر المانجا ؟
‘ اه…
” اهو بده ابويا ك*سره على ايدي في اليوم ده…
‘ صعبة اوي…
” الحمد لله عدت و ايدي متك*سرتش… بس قعدت مشلول كام يوم كده… بس والله كان يوم صعب مش هنساه ابدا… ان جيتي للحق انا استاهل… كنت خاربها و انا طفل…
‘ خربتها برضو لما كبرت…
” ما خلاص توبنا اهو…
ضحكت رنا و هو ايضا ضحك…
” ضحكتك جميلة أوي… اضحكي دايما…
نظرت له و قالت
‘ شكرا على كل حاجة بتعملها عشاني… شكرا على وجودك جمبي…
” هفضل دايما جمبك… شكلنا مش هنام بدري… تيجي نتفرج على فيلم ؟
كانت ستتكلم لكنه قاطعها و قال
” فيلم تركي بوليسي…
ابتسم و هي سعيدة من قلبها… فهو يعرف كل ما تحبه…
‘ في فيشار باقي من امبارح… هروح اعمله…
ذهبت رنا للمطبخ و اعدت طبقين فيشار كبيرين و عادت للغرفة… جلست بجانبه و اعطته طبقه و بدأ الفيلم… هيثم لم يكن مهتم بالفيلم… كان عيناه عليها كل الوقت… يراقب حراكتها و ريأكشانتها التي يحبها… و يسأل نفسه… كيف حَبها و تعلق بها لهذا الحد ؟ دونًا عن الكل حَبها هي…
‘ شوف بت الجز*مة !!
” ايه اللي حصل ؟
‘ البت جونول طلعت هي اللي قت*لته…
” دي اللي عاملة فيها ملاك من اول الفيلم ؟
‘ اه هي…
” اخس… اتفووو عليها… تستاهل الاعد*ام
‘ بس فيلم جامد… اختياراتك بتعجبني…
” ما انا اختارتك انتي… طبيعي تكون اختياراتي التانية جميلة…
خجلت من كلامه و اسندت ظهرها للخلف و هو فعل مثلها… ظلا صامتان و ينظران لبعضهم فقط
‘ هيثم…
” عيون هيثم… هااا ؟
‘ احضني…
” ايه !!
‘ بقولك احضني…
ابتسم بحُب و يداه إلتفت عليها و احتضنها و مسد على شعرها برفق… دفنت رأسها في رقبته و اغمضت عيناها و هي تستشعر دفىء حضنه و حنانه… سمعت بعض الكلمات… تفاجئت… انه يغني لها ! ظل يغني لها مقاطع من اغاني مختلفة… يختار كلمات معينة و يغنيها لها ليعبر عن حُبه
‘ صوتك حلو اوي…
” بجد ؟ الواد قاسم قالي وحش
‘ لا بالعكس… جميل اوي…
” كويس انه عجبك… هصدعك بيه…
‘ صدعني براحتك…
” الواحد في قمة السعادة لان رنا في حياته…
اهتز قلبها فرحًا من كلامه… ظلت بداخل حضنه وقتًا طويلاً و هو يلعب بشعرها…
” تعرفي… انا بحب اوي الشعر الطويل و الأسود…
‘ كنت هقصه…
” خلي المقص كده يقرب منه و انا هوريكي…
‘ هتعمل ايه يعني ؟
” مش هخرجك من حضني غير لما نخلف…
‘ لِم نفسك يا هيثم…
” ملموم اهو…
ضحكت و هو ايضا ضحك
‘ عمري ما كنت اتوقع انك تبقى جوزي و تحبني بالشكل ده… اول مرة لما شوفتك فيها قولت ايه ده ماله النطع المتكبر ده… كنت بكر*هك أوي
” حب ما بعد عداوة…
‘ بالضبط…
” بس تعرفي… جميلة اوي تدابير ربنا… يعني مكنتش اتوقع اني احبك بس حصل اهو و روحي بقت فيكي حرفيا… تحسي ربنا له حكمة انه يجمعنا بعض…
‘ انت عشان تلملم جر*حي و تنسيني اللي فات… عوض ربنا الجميل
” و انتي عشان توجهيني للصح… اشكرك جدا على تجربة اني اخرج من مود الاغنية ده… حبيت اوي حياتي البسيطة دي… طبعا حبيتها لانك معايا… حاسس براحة فظيعة… اول مرة احس بكده كأني مكنتش مرتاح قبل كده
خرجت من حضنه… نظرت له و هي مبتسمة… وضعت يدها على ذقنه و قالت
‘ انا بحبك…
قَبَل يدها و قال
” و انا كمان بحبك… و متقوليش امشي تاني عشان بتضايق بجد…
‘ انا آسفة…
” يا روحي… ايه الكياتة دي…
‘ انا كيوت غصب عنك يا منحنح…
” والله حبيت الكلمة دي بسببك…
ضحكا في ذات اللحظة…
” طب يلا ننام عشان الوقت اتأخر ؟
‘ سبحان مغير الاحوال… مين اللي بيتكلم ده ؟
” عشان نعرف نصحى بدري و كده…
‘ الله يرحم ايام ما كنت بتطبق…
” عايز اصحى فايق يعني ايه المشكلة…
‘ ننام و ماله…
رتبوا السرير سويًا و ناما… كان كل واحد ينظر للاخر… امسك هيثم خصلات من شعرها و شمّها…
” ايه الشعر الخطير ده… متجوز روبانزل يا ناس…
‘ بس يا اوڤر…
” خرست اهو…
ضحكت و ملست على ذقنه
‘ هيثم…
” قلب هيثم من جوه… هااا ؟
‘ بُصلي…
ترك شعرها و بمجرد ما نظر إليها اقتربت منه و قَبلته بين شفتيه… تفاجىء هيثم لكنه سَعد كثيرا… مال عليها حتى اصبح فوقها و اغمض عيناه و بدأ في تقبيلها و هي منسجمة معه… فجأة دفعته بقوة بعيدا عنها و اعتدلت… تعجبت هيثم و قال
” مالك ؟
‘ متقربش… خليك بعيد لو سمحت…
” رنا متخافيش… انا هيثم…
وضع يده على كتفها احس بجسدها يرتعش… ابعدت يده عنها و قالت بخوف
‘ ارجوك متقربش…
” خلاص انا بعيد اهو…
نظرت له بحزن و بدأت الدموع تتساقط من عيناها… لم يستطع فعل شيء… لو اقترب منها ستخاف اكثر
” اهدي خلاص مفيش حاجة…
‘ حاولت و فشلت…
” عادي والله… اهدي بس
قامت ف قال
” رايحة فين ؟
‘ عايزة اقعد لوحدي…
” القعدة لوحدك مش كويسة عشانك…
‘ معلش سيبني لوحدي
” لا مش هسيبك… بطلي تتهربي… هتفضلي لغاية امتى كده ؟
‘ يا هيثم….
” اسمعيني قبل ما تتكلمي… متخافيش مني… انا هنا عشانك… عشان اساعدك و عشان تحسي انك مش لوحدك… لو سيبتك تقعدي لوحدك يبقى ايه فايدتي انا ؟ رنا طول ما انا هنا و معاكي انسي حاجة اسمها اقعد لوحدي… انسى معنى الوحدة ده… انا معاكي…
زادت دموعها و نظرت بعيدا و قالت
‘ هيثم… امشي…
” امشي؟!
‘ اه امشي… انت مش مجبر تستحملني… انت تستاهل تعيش مع وحدة طبيعية… مش مع وحدة مريضة زيي
” انتي مش مريضة… اوعي تقنعي نفسك بكده…
‘ لا انا مريضة فعلا… بطل تقول كلام أنت مش عارف معناه… ايوة انا مريضة
قالت ذلك بزعم و انفعال عليه
‘ و لو مش مصدق تعالى اثبتلك…
لم يفهم شيء… اقترب من الدولاب و فتحته… ألقت كل ثيابها على الأرض… اخرج ورق كثير من تحت تلك الثياب… إلتفت له و اعطته الورق
‘ اقرأ الورق ده
قرأ هيثم ذلك الورق… اتسعت عيناه عندما قرأه… رنا مصابة بمتلازمة الجاموفوبيا !! نظر لها و ظل صامتًا
‘ دي كلها نتيجة كشوفات عملتها لما حسيت اني مش طبيعية و بتظهر عليا اعراض زي الخوف المستمر بدون سبب و حاجات تانية اظن كانت واضحة قدامك زي الشمس… كنت خايفة اقولك و اترددت كتير عشان اقولك… بس كان لازم تعرف… اتأكدت دلوقتي اني مريضة بجد ؟
لم يتكلم ف اكملت
‘ انا مش هزعل لو مشيت… لانك عمرك ما هتعرف تعيش بطبيعية معايا… فأنا بقولك بنفسي اهو… امشي يا هيثم…
ألقى الورق على الأرض و اقترب منها… نظر في عيناها التي غرقت وسط تلك الدموع… وضع وجهها بين كفوفه و قال
” قولتلك مش همشي…
‘ يا هيثم افهم بقا… انا مريضة !!
” و أنا مريض بيكي !! يعني مفيش فرق ما بينا
كانت ستتكلم لكن اسكتها بقُبلته…
يتبع….
18=رواية عشق مختلف الحلقة الثامنة عشر
‘ يا هيثم افهم بقا… انا مريضة !!
” و أنا مريض بيكي !! يعني مفيش فرق ما بينا
كانت ستتكلم لكن اسكتها بقُبلته و حضنها… تفاجئت رنا و حاولت ابعاده و لكن لم يبتعد… يتعمق في تقبيلها ليشعرها بحنانه و أنه مصدر أمان لها… احس بجسدها يهتز من الخوف… ابتعد قليلا وجدها تبكي… مسح دموعها بيديه و اسند جبهته على جبهتها
” مفكرة انك لما تقولي على نفسك مريضة و توريني الورق ده كده انا هبعد عنك ؟ يبقى انتي لسه متعرفنيش… مستحيل اسيب اللي قلبها اختارها لأي سبب… انا معاكي للاخر و مش همِل مهما حصل…
‘ بس…
” شششش… كلامك و تفكيرك الاعتيادي ده هو اللي بيتعب نفسيتك… عادي والله… مفيش انسان صحيح و متكامل… كلنا مرضى بس بمصطلحات مختلفة… مهما كنتي بتعاني من ايه… انا معاكي و مكمل…
‘ انت مش مجبر تعمل كده…
” لا مجبر… تعرفي ليه ؟ عشان هبقى غبي جدا لو سيبتك… انتي أول وحدة اتمسك بيها التمسك ده… لانك خلتيني ابقا انسان طبيعي… انا كنت متصنع في كل حاجة… حتى مشاعري كانت متصنعة و ملهاش اساس مبني عليه… لما ظهرتي في حياتي عملتيني يعني ايه حب و يعني ايه انسان يبقى على طبيعته و يتصرف عادي بدون تصنع… على فكرة… انا ضارب بوز نكد للكل بره… مش بهزر غير معاكي انتي… لتكوني مفكرة اني فرفوش و كده… محصلش… انا كنت وجه نكد والله
فلتت قهقهة منها وسط دموعها
” ايوة كده اضحكي… ايه الضحكة القمر دي… لاحظت ان الناب عندك حاد زي السك*ينة…
‘ تحب اعضك ؟
” لا كفاية العضة اللي سابت علامة في رقبتي…
‘ ايه ده هي لسه موجودة ؟
” اه لسه موجودة… الدكتور قالي شيلها بعملية تجميل…
‘ ليه عضك كل*ب ولا ايه…
” الظاهر كده…
ضر*بته على صدره و قالت
‘ انا كل*ب يا هيثم ؟
” انتي اللي قولتي مش انا…
‘ و انت اللي أكدت !!
” اه فهمتك… عايزة تتخانقي ؟
‘ ولا خناق ولا حاجة… انا عايزة انام…
اقتربت من السرير و استلقت عليه…
” انتي مدياني ضهرك ليه… هعمله ايه ضهرك ده ؟
‘ اعمل ايه يعني ؟
” لفيلي…
إلتفتت إليه و في الحال شدها لحضنه و اقفل عليها… قَبل جبينها و قال
” متخافيش… انا هيثم مش هو… انسي كل الأيام اللي عيشتها معاه
‘ بحاول انسى…
” نحاول سوا… Deal ؟
‘ Deal…
اسندت رأسها على صدره و قالت
‘ هيثم…
” ها ؟
‘ عشان محسش اني بظلمك… ف بقولك تاني اهو… اي وقت تحس انك زهقت مني… امشي… و انا مش هزعل…
” تعرفي تتخمدي ؟
‘ انا بتكلم بجد على فكرة…
” و انا برضو بتكلم بجد… مش همشي يا رنا ريحي نفسك
‘ مش هرتاح و انا بظلمك معايا…
” هل انا اشتكيتلك ؟ لا… يبقى تبطلي كلام في كده…
صمت و لم تتكلم… تنهد و قال
” آسف لو طريقتي ضايقتك… بس انتي كمان بتضايقني بكلامك ده…
‘ انا عايزة راحتك اللي مش هتحصل و انت معايا…
” راحتي معاكي…
‘ انت ليه مش عايز تفهمني ؟
” فاهمك كويس اوي كمان… عشان كده بقولك بطلي تجر*يح في نفسك… هتبقي مبسوطة لو مشيت ؟
صمتت قليلا ثم قالت
‘ بس ده احسن عشانك…
” و انتي ؟
‘ انا ايه ؟
” مش حاسبة نفسك ليه ؟ ليه مُصرة تحصري نفسك بين الحزن و و*جع القلب و اقنعتي نفسك انك مستحقيش تتحبي ؟
‘ عشان انا كده فعلا… هيثم انا عيلتي نفسهم محبونيش و بعوني لواحد مد*من و قذ*ر… عايزني ازاي اصدق انك بتحبني ؟
” بعد كل ده… و بعد كل اللي عيشناه سوا… لحد الآن مش مصدقة اني بحبك ؟
‘ انا مستغربة حُبك ليا ده… انتي ليه بتحبني بالطريقة دي ؟ انا فيا ايه يتحب ؟
” جاوبتك على السؤال ده مليون مرة… بس شكل كده مفيش نتيجة…
ابتعد عنها و اعطاها ظهره…
” حاولت استحمل كلامك اللي بيجر*حني ده و اعديه عادي كأن مفيش حاجة و بقول بلاش اتعصب و بلاش اقول كلام يو*جعك لاني مش عايز اجر*حك بأي طريقة… بس انتي متعمدة تقفليني منك بكلامك ده… و نجحتي في كده…
سقطت دمعة من عيناها و قالت
‘ غلطت لما حاولت تستحملني… قولتلك انا مش البنت اللي بتتمناها تكمل معاك… انت متستاهلش تعيش مع وحدة مُعقدة زيي… هتتعب بسببي… و انا لسه عند كلامي… في اي وقت و في اي لحظة… امشي عادي و انا هفهمك… و اشكرك على الأيام الجميلة اللي عشتها معاك… مش هنساها أبداً…
لم يرد و لم يعطيها اي رد فعل… اعطته ظهرها و نامت و هي حزينة لانها جر*حته بكلامها ذاك…
تاني يوم….
استيقظت رنا و لم تجد هيثم بجانبها… نظرت في الهاتف و وجدت الساعة 9 الصبح… نهضت غسلت وجهها و ربطت وجهها… عادت للغرفة… لم تجد هاتف هيثم… حتى معطفه و حذائه غير موجودان…
‘ راح فين ده ؟ مش متعود يصحى في الوقت ده اصلا… ولا مشي فعلا ؟
استقر الحزن في وجهها… هل ذهب حقًا ؟ هل اختار ان يتركها ؟
جلست على الكرسي و تنظر لجانب السرير الذي ينام عليه دائمًا… غلبتها دموعها و سقطت على جدها
‘ بس كده احسن… عمره ما هيبقى سعيد معايا… هو ده اللي كان مفروض يحصل من زمان… هو عمل الصح…
وقفت امام المرآة… نظرت لنفسها… وضعت يدها على شفتاها و اغمضت عيناها… تذكرت قُبلته لها بالأمس… و احتضانه لها… فعل الكثير ليشعرها بحنانه و انه مصدر أمان لها… لم يقصر… لكن المشكلة فيها… ذلك الماضي يلاحقها دومًا… لا تعرف معنى السعادة لنفسها… و بسببها احزنته هو أيضا…
‘ اتمنى ليك حياة سعيدة… هتوحشني يا هيثم… هتوحشني اوي…
رن جرس الباب… مسحت دموعها و ابتسمت
‘ ده أكيد هيثم…
ركضت و فتحت الباب و ابتسماتها اختفت…
‘ ندى ؟
اقتربت منها و حضنتها في الحال… سعدت رنا انها رأت اختها… بدالتها الحضن
* اخيرا شوفتك…
‘ وحشتيني…
* انتي أكتر…
خرجت من حضنها و اغلقت الباب
* مالك كنتي بتعيطي ليه ؟
‘ مفيش… انتي عرفتي مكاني ازاي ؟
* هيثم قالي عليه… اول ما بعتلي العنوان جيت جري هنا… بعدين ايه الجمال ده… كنتي قمر بقيتي 14 قمر في بعض…
ضحكت رنا و قالت
‘ تعالي نعمل حاجة دافية نشربها…
دخلوا المطبخ و اعدت رنا مشروب شيكولاتة ساخن و جلسوا في الغرفة سويا…
* رنا متأكدة ان مفيش حاجة ؟
‘ اه…
* حساكي بتكذبي… بعدين فين هيثم… مش هو عايش معاكي هنا ؟
‘ كان عايش…
* بمعنى ؟
‘ مشي…
* هيجي امتى ؟
‘ مش هيجي…
* ليه ؟
‘ امبارح اتخانقنا شبه خناقة كده… فقولتله يمشي ف مشي فعلا…
* يا بت انتي غبية ؟
‘ اهو ده اللي حصل… بس والله مش هيعرف يعيش معايا… انا شايفة ان كده احسن
* عايزة تفهميني انك مش بتحبيه ؟
‘ طبعا بحبه… بس هظلمه بحبي ده…
* ليه ؟
‘ لاني مش طبيعية… بصي… في حاجات كتير متلخبطة جوايا… مش عارفة انا عايزة ايه اصلا…
* بصي اللي عرفاه ان هيثم بيحبك… هيتقمص شوية و يجي…
‘ مظنش…
* هيثم بيحبك و هيجي ( قامت و ازاحت الستار من الشباك ) ده حتى سايب رجالته تحت عينهم على البيت… خايف عليكي…
‘ شوية هيبعتلهم و يمشوا…
* بت بطلي نكد… اقولك ايه بدل ما انتي زعلانة احكيلي اتعرفتوا ازاي… حبيت ارتباطكم سوا و عايزة اعرف كل حاجة…
ضحكت رنا و جلست ندى بجابنها و ظلا يدردشان…
” ده العنوان ؟
• اه هو ده العنوان… يلا نقتحم
” استنى رايح فين ؟
• هقتحم يا هيثم…
” بوشك ده ؟
• يا ابني ما تنضج شوية و تبطل تنمر…
” مش بتنمر… ده انت سكر اصلا… قصدي مينفعش ندخل بوشنا… ممكن فيه كاميرا مراقبة هنا ولا هنا
• عندك حق… بس نسيت اجيب ماسك
” بس انا جبت…
• اوعا عليك يا معلم دي شكلها هتو*لع…
نزلا من السيارة و ارتدوا الماسك الأسود و بهدوء ذهبوا للبيت…
” يعني احنا رايحين نقتحم و انت عايز ترن الجرس ؟ ايه رأيك نرنه و نجري نستخبى كمان ؟
• زي أيام ابتدائي… يلا نرنه…
” قاسم اسكت…
• طب هنعمل ايه ؟
” اتفرج عليا…
ضر*ب هيثم الباب بقدمه كذا مرة حتى انك*سر القفل و انفتح… رفع مسد*سه و دخل و هو و قاسم… لم يكن هناك احد بالصالون… دخل ليتفقد الغرف
• مفيش حد هنا…
” يبقى في الأوضة دي…
فتح هيثم بهدوء… وجده نائمًا…
” نايم براحة كده اللي عملته يا ابن الك*لب… مااشي
ضر*ب هيثم طلقة في السقف… قام حسن مفزوعًا منها…
( للتذكير حسن ده جوزها السابق )
* انتوا مين !!
” انا اللي هدخلك قبرك النهاردة… هاته الصالة و اربطه
• عنيا…
امسكه قاسم و كبل يديه و اخذه للصالون
* انتوا عايزين مني ايه !
” بُص عشان نبقى على نور من اولها… تعمل اللي انا عايزه من سُكات ولا تحب نعذبك شوية ؟
صمت و لم يتكلم… وضع هيثم المسد*س على رأسه
” ها قولت ايه ؟
* طب فهمني انت عايز ايه ؟
” رنا مصطفى ابراهيم… تعرفها صح ؟
* اه… كنا متجوزين… بس اتطلقنا…
” طلقتها بعد ما حاولت تقت*لها… و لما لقيت نفسك هتتسجن مسحت بشرفها الأرض قدام عيلتها كلها… و انت خرجت بعدها بكام شهر… و هي هربت عشان متتقت*لش ظلم…
* انت مين ؟
” انا اللي اسأل مش انت… بس هديك نبذة عني… انا ابقى الشخص اللي هيخليك ترجع السجن اللي خرجت منه زمان بعد ما شَهرت بسُمعتها…
* انا معملتش حاجة… هي اللي خا*نتني…
” والله ؟! اخص عليمي يا رنا… ازاي تخو*ني الراجل ابو كِرش ده… معندهاش نظر الصراحة…
قال ذلك و هي يضحك بسخرية… ثم تحولت نظرته لحدة و قال
” هو انتوا بتكذبوا الكذبة و تصدقوها ؟ بس ماشي…
اخذ هيثم الساعق الكهربي و سعقه به…
* كفاية ارجوك…
قالها حسن و هو يصرخ من الألم… ابعد هيثم الساعق عنه ثم قال
” هي اللي خا*نتك برضو ؟
* عايز ايه و اعملهولك…
” جدع… بحب الناس الدوغري دي… على العموم… احنا هنصور فيديو لذيذ كده ليك… تعترف فيه بكل اللي حصل من يوم الحادثة من اربع سنين… هتزود او تنقص حرف واحد بس… هقت*لك و ادفنك هنا و محدش هيعرفلك طريق…
* هتعمل ايه بالفيديو ده ؟
” هبعته للبوليس…
* كده هتسجن 8 سنين !
” قاسم حبيبي هيخليهم 15 سنة…
* نعم ؟ انت عايزني ادخل السجن بنفسي و عشان الو*سخة دي !
غضب هيثم كثيرا… لَكمه في وجهه و ترنح للخلف من قوة اللكمة… امسكه هيثم من ياقة ملابسه و قال بغضب جحيمي
” لو سيرتها جات على لسانك القذ*ر ده تاني بأي شكل… محدش هيرحمك مني…
* مستحيل اعترف على نفسي…
” اممم… طب بُص عشان ريحتك المعفنة دي خانقتني… حتى الشقة كلها ريحتها معفنة زيك… هتيجي عندي شوية…
* اجي فين !
ضر*به هيثم بمقبض المسد*س على رأسه و غاب عن الوعي…
” لا سيبه… الرجالة جايين ياخدوه
• احسن برضو… لو شيلته كان هيجيلي الغضروف اصلا…
ضحك هيثم و قال
” يلا نمشي…
خرجوا من شقته و قابل هيثم رجاله…
” تربطوه و تاخدوه على المخزن… مش عايز حد يعرف بحاجة…
* تمام يا مستر هيثم…
• استأذن انا بقا…
” خُد هنا… رايح فين يا حضرة المحامي ؟
• الساعة 3 دلوقتي…
” اه و بعدين ؟
• سلمى هتخلص محاضراتها بعد ساعة… يادوب الحق اوصل من هنا لهناك…
” و بعدين ؟
• اتفقت معاها نتغدى بره…
” اخدت إذني ؟
• والله بعتلك على الواتس و انت مفتحتش… انا اخدت أذن سيف كمان…
” هتتجوزا امتى ؟
• مش عارف… الوقت اللي تحب نتجوز فيه قوله و انا معاك…
” امممم… ماشي… ليا قعدة مع سلمى
• يعني مش هتغدى انا و هي ؟
” تروح الجامعة… توصلها للبيت عِدل… و اتغدى عندنا… أكل امي ولا اكل المطاعم يا حضرة المحامي ؟
• أكل الحجة طبعا…
” يلا امشي متتأخرش عليها…
• حاضر…
* بدل ما انتي قاعدة كده متوترة… رني عليه
‘ ارن على مين ؟
* على هيثم…
‘ لا… ممكن يكون ينام… منمش كويس امبارح
* انا مش فاهمة… طالما انتي بتحبيه كده… ليه قولتيله يبعد عنك ؟
‘ معرفش…
جلست بجانبها و عانقتها
* اختي الصغيرة القمر… هيثم بيحبك و هيجي…
‘ مبعتليش اي رسالة حتى…
* هيجيلك بنفسه…
‘ يجي ليه و انا اللي ضايقته ؟
* هيجي عشان بيحبك…
‘ معتقدش بعد اللي عملته ده… انا مش عارفة مالي…
* الحب يعمل اكتر من كده… تعالي نروحله ؟
‘ تفتكري هيرضى يشوفني ؟
* و هيحضنك كمان…
اخرجتها من حضنها و مسحت دموعها بيدها
* يلا قومي إلبسي…
اومأت لها و نهضت…
في الليل….
* ايه ده… رنون !
عانقتها سلمى و قالت بفرح
* وحشتيني جدا… فرحت اوي لما عرفت ان هيثم لقيكي… ( نظرت لندى و قالت ) صحبتك دي ؟
‘ لا دي ندى اختي…
سلمت عليها و قالت
* تشرفنا… اتفضلوا…
دخلوا للداخل
* ماما نسرين… بصي مين جه…
نظرت نسرين الى رنا… تذكرت رنا ما حدث في آخر مرة… اكيد لم تقبلها بعد ذلك…
* تعالي…
قالت ذلك و هي تفتح يداها الاثنتين… فرحت رنا و نظرت لندى
* بتقولك تعالي… روحيلها
ابتسمت رنا بفرح و عانقتها
* نورتي بيتك…
‘ كنت مفكرة انك هتكر*هيني…
* اتضايقت شوية بس بعد ما هيثم قالي كل حاجة… انتي لسه مرات ابني و اعتبريني في مقام مامتك
‘ من اول ما جيت هنا اعتبرتك ماماتي اصلا…
* حبيبتي… نورتي بيتك…
‘ هيثم فوق صح ؟
قالت سلمى
* هيثم ؟ لا مجاش هنا النهاردة… مش هو جاي وراكي ؟
‘ مش عارفة… هو خرج الصبح بس معرفش راح فين
* ممكن راح الشركة… قاسم قاله امبارح يجي الشركة… روحي انتي استنيه في اوضتكم… و انا اخد الامورة دي اوريها اوضتها
* اوضة ايه ؟
* اوضتك… اللي هتنامي فيها
* لا انا مش هبات… انا جيت اوصلها بس…
* ششش ولا كلمة… هتباتي يعني هتباتي…
* بس…
* مبسش… قدامي يلا…
ضحكت رنا و نسرين… سلمى اخذت ندى و ذهبوا…
‘ استأذنك يا ماما نسرين… هطلع فوق
* اطلعي ارتاحي…
ابتسمت رنا و طلعت لفوق… دخلت غرفتهم…
‘ يااااه… ليا شهرين بعيدة عن الأوضة دي…
اغلقت رنا الباب و فتحت الدولاب… ملابس هيثم كلها و ملابسها موجودة بداخله… لفت نظرها بلوڤر لونه بيبي بلو… ذلك البلوڤر اشتراه هيثم لها… خلعت الجاكت و ارتدت ذلك البلوڤر… نظرت لكل ركن بالغرفة و تذكرت بالذكريات التي تجمعهم في تلك الغرفة…
استلقت على السرير… في المكان الذي ينام به دائمًا…
‘ ريحته لسه موجودة… اول مرة اعرف اد ايه انت غالي عليا يا هيثم… والله ما كنت اقصد ازعلك… ارجعلي و النبي…
طُرق باب الغرفة ف اعتدلت و قالت
‘ ادخل…
دخلت ريم و بمجرد ما رأتها رنا شحب وجهها و تذكرت كل الاهانات التي قالتها لها
• ازيك يا رنا ؟
‘ عايزة ايه ؟
• عارفة انك مضايقة مني بسبب معاملتي ليكي… انا آسفة على كل اللي عملته…
‘ ماشي و بعدين ؟
• انا مسافرة بعد ساعتين… فجيت اسلم عليكي
‘ رحلة موفقة…
• اللي فهمته من ندى اختك ان هيثم مشي و متعرفش هو فين من اول الصبح…
‘ اه طبعا انتي مبسوطة بكده… خلصتي شماتة… اخرجي يلا
تنهدت ريم و قالت
• عايزة تروحيله ؟
‘ على اساس تعرفي مكانه…
• اه اعرف…
‘ تعرفي ازاي ؟ هو قالك ؟
• لا مقاليش… هو اصلا مبيكلمنيش… بس انا عندي تخمين عن مكانه…
‘ فين ؟
• هيثم عنده بيت عند الجبل… ساعات لما كان يزهق من هنا كان بيروح يقعد في البيت ده… فاحتمال كبير يكون هناك دلوقتي…
‘ معاكي العنوان ؟
• لا بس جمال السواق يعرفه… خليه يوصلك…
فرحت رنا… اخذت هاتفها و قبل ان تخرج قالت
‘ شكرا يا ريم…
• العفو…
ابتسمت رنا لها و ذهبت للسائق و اخذها الى ذلك البيت…
‘ متأكد ده هو البيت ؟
* اه متأكد يا مدام…
‘ مفيش بيوت حواليه و الدنيا ضلمة…
* خط شبكة الكهرباء ضعيف في المنطقة دي… تلاقي الكهرباء قطعت عشان كده العواميد مش منورة…
‘ ماشي…
لم تنزل رنا و اتصلت على هيثم لكن اعطاها مشغول
* متقلقيش يا مدام هو ده البيت…
‘ تمام
نزلت رنا من السيارة ف قال السائق
* انا واقف هنا… لو مفيش حد جوه تعالي ارجعك القصر
اومأت له و فتحت كشاف هاتفها و مشيت بين الصخور حتى وصلت للباب… رنت الجرس
‘ انا ليه رنيت الجرس ؟ … ايه الغباء ده… ما الكهرباء قاطعة اصلا…
نظرت للسائق رأته شغل السيارة و ذهب…
‘ هتسيبني لوحدي !! يا عم انت استنى…
ابتعد و اختفى ضوء السيارة
‘ على كده بقيت انا هنا لوحدي… يلهوي انا جبانة اوي… ايه المنطقة اللي تخوف دي…
رنت على سلمى لكن شبكة الاتصال انقطعت و لم يتصل
‘ هيطلع عليا ذئب دلوقتي يُعضني… و ابقا انا ذئب زيه… زي الافلام… ايه اللي بقوله ده… خرجوني من هنا…
لم تجد امامها سوى ان تطرق الباب… طرقت الباب كثيرا و لم تجد ردًا…
‘ انا همشي انفد بجلدي بدل ما يطلعلي عفريت من البيت ده…
كانت ستلتفت لكن فُتح الباب… رأت شخص طويل و وجهه ليس واضح من الظلام…
” رنا…
ارتسمت الإبتسامة على شفتاها عندما سمعت ذلك الصوت… اندفعت عليه بقوة… رجع للوراء من اندفاعها عليه بتلك القوة… إلتفت يداها الاثنتين حول جسده و حضنته… تفاجىء هيثم… كيف عرفت مكانه ؟
‘ وحشتني…
قالت ذلك بنبرة باكية و هي تتشبس به أكثر…
” عرفتي مكاني ازاي ؟
‘ مش مهم… المهم اني لقيتك… انت وحشتني أوي…
” انتي كمان وحشتيني…
قالها ثم بادلها الحضن… مسد على شعرها برفق و قال
” خلاص بطلي عياط…
خرجت من حضنه و قالت
‘ هو انت سيبتني بجد ؟
” سيبتك ؟؟
‘ اه… من اول الصبح و انت مش موجود… كل ما ارن عليك بيديني مشغول…
” لا انا مسبتكيش… كتبتلك ورقة اني هغيب النهاردة لان عليا شوية حاجات لازم اعملها…
‘ مشوفتهاش…
” يعني اني مشوفتيش الورقة… و لما مردتش عليكي افتكرتي اني مشيت ؟
اومأت له ف ضحك بمرح و قال
” انتي هبلة والله… انا فعلا اضايقت من كلامنا امبارح بس مش لدرجة اني اتقمص زي العيال الصغيرة و امشي… الواحد كِبر و بطل يعمل حركات العيال دي… ادخلي اقفل الباب لان الجو برد
دخلت و اغلق الباب
‘ انت قاعد ليه هنا و ايه البيت اللي يخوف ده…
” بالعكس ده حلو اوي…
‘ بالضلمة دي ؟
” كنت لسه بكلم اللي ماسك خط الكهرباء هنا…
‘ بتقطع كتير ولا ايه…
” هي قطعت الصبح و قطعت دلوقتي…
‘ اممم… انا بخاف من الضلمة على فكرة
” طب تعالي فوق…
طلعوا و دخلت الغرفة… استنشقت الهواء و قالت
‘ ريحة بخور دي صح ؟
” اها…
‘ و مشغل اغاني انحليزية و مولع شموع و بخور… ده انت مزاجك عالي بقا…
” تشربي سحلب ؟
‘ اه بس ازاي و النور مقطوع ؟
” معايا كاتل بيشتغل ب باور بنك…
‘ اه فهمت… انا مش شايفة سرير هنا… نظري ضِعف
” لا ما انا بِعت السرير عشان بقا قديم… الجديد هيوصل بكره… اهي المرتبة و المخدة على الأرض و ماشي الحال… الواحد بطل تَكبر و بقا قَنوع بسببك…
‘ اتعلمت كتير…
” احلى حاجة اتعلمتها…
ابتسمت له و هو ايضا ابتسم… جلست على المرتبة خلعت حذائها… اعد هيثم كوباين سحلب و جلس بجانبها اعطاها الكوب
” ايه معجبكيش ؟
‘ لا بالعكس ده حلو أوي… بس ايه البتاع الصغير الناشف ده ؟
” بندق…
‘ اه… كويس انك قولت… كنت خايفة اكله… ما انا مش شايفة حاجة…
” بس انا شايف…
‘ شايف ايه ؟
” شايف ان فيه قمر هنا في الأوضة…
‘ اللي هو انت…
” اوعاا يا جامدة… خطيرة دي… عجبتني…
‘ اي خدمة ؟
ضحك ف ضحكت هي أيضًا… انهى هيثم كوبه… اسند رأسه على قدمها… ظلت تلعب في شعره بيد و يدها الثانية على ذقنه
” حتى في الضلمة عيونك بيلعموا…
‘ بيلعموا عشان شايفينك…
” ايه ده… شكلك هتديني درس في الغزل…
تنهدت و قالت
‘ لما فكرت انك مشيت… حسيت حياتي وقفت… كأني انتهيت… كنت محتاجاك اوي… بقولك يا هيثم… فُكك من الكلام الاهبل اللي قولته ده…
” ما انا عارف انه كلام اهبل عشان كده باخده من هنا و اطلعه من هنا ولا كأني سمعت حاجة… بعدين انا مَقدر كل ده ف مش بلومك… انا بلوم عيلتك اللي قسوا عليكي
‘ تعرف… مامتك النهاردة حضنتني و قالتلي اني في مقام بنتها… و امي اللي انا حتة منها… عمرها ما قالتلي كلمة حلوة… عمرها ما حضنتني…
” مش مهم… احضنك انا…
قالها ثم اعتدل و حضنها… سندت رأسه على صدره و قالت
‘ هيثم…
” يا نعم ؟
‘ انت جميل اوي…
” عارف… مش محتاجة تقولي…
‘ يا متواضع…
” شوفتي تواضع اكتر من كده ؟
‘ خايفة احسدك يا متواضع… بس تعرف… جو البيت ده حلو و هادي فعلا زي ما قولت…
” تيجي الكهرباء و افرجك عليه حتة حتة…
‘ انت بايت هنا ؟
” اه…
‘ خلاص هبات معاك…
” ده على أساس انا كنت هسيبك تمشي يعني ؟
‘ قعدالك اهو… صح كنت بتعمل ايه طول اليوم و هنا كمان ؟
” هقولك في وقتها…
‘ اممم… ايوة برضو بتعمل ايه ؟ عايزة اعرف
” لو اتنططتي من هنا للصبح مش هقولك
‘ يوووه… ليه ؟
” اهو كده…
‘ انت بارد…
” تسلمي…
بعدت عنه و استلقت على المرتبة و اخدت الغطاء
” انتي واخدة البطانية كلها لوحدك…
‘ كل ده و مش مكفيك ؟
” مش مكفيني ايه… الحتة دي تغطي رجلي بس…
‘ كويس… غيرك مش لاقي الحتة دي…
” اه انتي ناوية تشليني النهاردة ؟
‘ بالظبط…
ابتسم بخُبث و حضنها
” انتي تدفيني… انتي احسن من مليون بطانية
‘ يا هيثم ابعد… رجلك ساقعة…
” هتجيبي نص البطانية بما يرضي الله ولا احط رجلي الساقعة في ضهرك و اجيب اجلك ؟
‘ إلا دي… خلاص خُدها
غطته بالغطاء… وضع يده على وجنتها و قال
” متخافيش مني…
‘ مش خايفة… انا بطمن بوجودك معايا…
ابتسم و قال
” سامعة الأغنية بتقول ايه…
‘ بتقول ايه ؟
” بتقول لا تتركني و اقترب مني…
تحركت يده على شفتاها… نظر لها ف اومأت له… اخد شفتاها في قُبلة لطيفة… احس بيدها ترتعش ف ابتعد
” خلاص… نخليها بعدين… متخافيش
‘ متبعدش… انا عيزاك يا هيثم…
تعجبت من كلامها… وضعت يدها على ذقنه و ألصقت شفتاها بشفتيه… قَبلها هيثم بلطف و ضمُها إليه أكثر… طبع قُبلاته على رقبتها و يضع علامات امتلاكه عليها… الغريب ان رنا لم تبتعد… بل استسلمت له… و استسلمت ل عِشقه لها…
تاني يوم….
استيقظ هيثم و فتح عينيه بتثاقل… وجد رنا نائمة في حضنه… ابتسم و ابعد شعرها عن وجهها و تذكر ليلة امس… كان سعيدا حقًا لانها لم تخاف منه و اصبحت زوجته بالفعل…
” رنون…
همس بذلك في اذنها…
” بت اصحي…
فتحت نصف عينها و قالت
‘ تصدق انك بارد بجد… بتصحيني ليه ؟
” يمكن عشان انتي حضناني و مش عارف اتحرك منك…
‘ بس كده ؟ عنيا ليك…
اعطته ظهرها و قالت
‘ اقفل الشباك ده و اخرج…
” عادي كده ؟ بالسهولة دي ؟
‘ اه بالسهولة دي… يلا يا هيثم سيبني انام…
اقترب منها و قال بهمس
” هسيبك براحتك يا عروسة…
نظرت له و عضت على شفتاها ف ضحك و قالت بغضب
‘ فيه ايه يا هيثم ؟
” مفيش… بس احب اقولك اني مش هنسى ليلة امبارح دي ابدا…( همس في اذنها ) كانت اجمل ليلة اعشيها معاكي… هنكررها كتير…
احمر وجهها من الخجل و هم مبتسم لها ابتسامة جانبية… اقترب و قَبلها ثم وضع يده على وجنتها و قال
” هقوم انا… نامي انتي شوية…
نهض و اقفل النافذة… نظر لها… مازالت على ريأكشن خجلها ذلك…
” لو منمتيش هاجي ابو*سك تاني…
‘ نمت اهو…
قالتها و سحبت الغطاء عليها بسرعة… ضحك هيثم و خرج…
• ها قولتي ايه ؟
* قولت ايه في ايه ؟
• هنتجوز ولا لا يا سلمى ؟
* بس…
• هترفضي كده هعنس بسببك…
* يعني انا منعاك عن الجواز ؟
• اه طبعا…
* ليه بقا يا سيادة المحامي ؟
• القلب و ما يهواه يا سلمى…
* خش في الموضوع…
• مفيش وحدة هتستحملني غيرك… اتجوزيني و استري عليا…
ضحكت و قالت
* انا بتكلم بجد… يعني احنا فلكشنا من سنتين لما كنت في تانية جامعة… جاي لما اتخرج تقولي نرجع ؟
• ايه الفرق ؟
* جايلي عريس من الجامعة
• بطلي هزار…
* والله بتكلم بجد… و جه كلم سيف عليا…
• اممم… هلبس واحد تاني قضية… كده كويس
* في ايه يا قاسم… اوعى تقربله…
• ده انا همسحه وشه من الأرض… بعدين مالك كده مرحبة بالموضوع ؟ عاجبك و لا ايه ؟
* هو وسيم اوي… شبه الاجانب…
• يعني انا شبه عم جمال بتاع الطعمية ولا ايه مش فاهم… بقولك ايه… تكلميه و تقوليله انك رافضة… و تكلميه ليه اصلا… انا هخلي سيف يكلمه…
* طب اهدى بس… مالك اتعصبت ليه ؟
• و كمان بتسألي !! بت انتي اسكتي عشان انا على اخري…
* لا بجد اتعصبت ليه ؟
• عشان انا بحبك و مستحيل اخليكي تبقي لواحد غيري… و ترفضي الواد ده من سُكات بدل ما اجيب اسمه و قرار اللي خلفه و اروحله البيت اولع فيه…
* خلاص هرفضه… اهدى بس
قالت ذلك و هي تضحك
• وحدة مستفزة… منك لله عصبتيني… سديتي نفسي… مش مكمل اكل اهو…
نهض من الكرسي و قبل ان يذهب قالت
* قاسم…
• نعم ؟
* انا موافقة نتجوز…
يتبع….
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا