القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنة الظالم الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم سوما العربي كامله

 


رواية جنة الظالم الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون  بقلم سوما العربي كامله 





رواية جنة الظالم الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون  بقلم سوما العربي كامله 






الفصل الواحد والعشرين 


يجلس وهو يهز قدمه بغيظ ينظر لها بنفاذ  صبر وهى تجمع أغراضها متسائلا:انتى بقا مين قالك انى موافق على الى بتقوليه ده! 


توقفت عما تفعل تنظر له بعيون قطط:انت بتقول إنك بتحبنى اوى فعشان كده هتوافق. 


عض على شفته بغيظ يقول من بين أسنانه :وهو فى واحدة تقول لجوزها اخطبنى. 


تقدمت تحدثه بتفخيم كى تستفزه :سليمان.. رشدى اباظه مش اجمد منك يا سليمان. 


عض على شفته وكاد يقضمها من شدة الغيظ وهو يضم اصابع يده يقول :وانتى بقا عايزانى ابقى رشدى اباظه.


جنه:ايون.

سليمان :همممم... حاضر.... والست شاديه بقا بتعمل ايه. 


جنه:شاديه مين؟ 

سليمان :مانا لو هبقى رشدي اباظه تبقى انتى شاديه. 


جنه:ولا وبقيت تقلش يا سولى. 


اقترب منها يضمها بحب قائلاً :حلوه اوى سولى منك.


ابتعد عنها يقول :بس ماتبقيش تقوليها قدام حد. 


جنه :ليه بس؟!


سليمان :اسمعى الكلام ياروحى اسمعى الكلام. 


جنه :حاضر. 


نظر حوله يقول بغيظ :انتى بقا عماله تلمى فى لبسك وشنطك ورايحه على فين مش فاهم؟!


جنه :هروح بقا بيت بابا. 


ردد بغضب وغيظ:نعععم يا رووحى. 


رمشت باهدابها تدعى البراءه وهى تقول:انت مش وافقت تخطبني يا سولى. 


سليمان :لأ انا لسه ماوافقتش.

جنه:عشان خاطرى. 

سليمان :خاطرك ايه... خطوبه ايه الى نتخطبها بعد المدعكه دى. 


جحظت عينها بحرج تحمر خجلا وهو شعر بوقاحة تعبيره فاستدار الجهه الأخرى يردد كطفل :ماهو انتى الى بتعصبينى وتخلينى اقول كلام مايسرش. 


استدار ينظر لها قائلاً بعدما زفر يستدعي طولة البال:ماشى حاضر.. ابقى رشدى اباظه.. رشدى حلو بردو. 


تهلل وجهها تقول بفرحه :بجد يا سولى. 

ابتسم لفرحها يقول :بجد يا نارى مش جنتى. 


ثم عاود الحديث ببعض الحده :بس مافيش حاجه اسمها اروح بيت بابا. 


جنه:ودى يبقى اسمها خطوبه؟! 


سليمان :خروج من عندى هنا مش هيحصل... عايزه تروحى بيت ابوكى اروح معاكى بس انتى عارفه ابوكى بيعشقنى. 


ضحكت بقوه وهو يكمل بسخريه:مجرد بس مايشوفنى قلبه بيرقص. 


جنه:مالى انت عملته ماكنش شويه بردو... انت رفدته من شغله وساومته وو... اكمل ولا كفايه؟ 


سليمان وهو يهز كتفيه :اعمله ايه مااااعشان يوافق... مانا من اول ما شوفتك وحلفت لا تكونى ليا كنت أعمل إيه وهو رافض. 


جنه:ماشاءالله عليك.. انت بتوجد نفسك مبررات تنيم اجدعها ضمير لأ بجد برافو. 


اقترب يغمز بعبث:شوفتى جوزك.. دماغه سم. 


كان يتحدث وهو يعيد وضع ملابسها فى مكانها المخصص فتقدمت بغضب تسأل باعتراض:انت بتعمل ايه؟ 


سليمان :برجع هدومك يا روحى 

جنه باعتراض:سليماااان. 


تقدم يقبل رأسها ثم اكمل ما يفعله من تعليق ثيابها فى شماعات وهو يقول :بلا سليمان بلا بتاع... سليمان جاب آخره... قولتى اخطبنى ووافقت لكن مشيان بعيد عني مش هيحصل. 


كتفت ذراعيها حول صدرها تقول بضجر:ودى تبقى اسمها خطوبه إزاى؟


صمتت قليلاً وقالت :خلاص اروح اوضه تانيه. 


سليمان بغيظ:هو اى بعد والسلام. 


كتفت ذراعيها حول صدرها تهز قدم واحده باصرار فتنهد بتعب وحب ارهقه يقترب منها يمسح على ذراعيها قائلاً :هوافق... ماتعرفيش انا مبسوط اد ايه عشان بقينا بنتكلم مع بعض زى اى اتنين. 


قرص انفها يقول :حتى الجدال معاكى له طعم... هوافق عشان تفضلى كده كنا فين وبقينا فين... ماعنديش استعداد ارجع معاكى لنقطة الصفر تانى. 


ابتسمت بدلال فتنهد مجدداً يقول وكأنه لا يقول شئ :تقعدى فى الاوضه الى جنبى هروح ارمى البت الى فيه برا واجيلك. 


تحرك بالفعل وهى خلفه متسعة العين سيلقى بنى ادم لحم ودم وهو لا يبالى يبدو أن الظلم شئ متأصل به ولا يمكن استئصاله. 


اغمضت عينها تهز رأسها بلا حيله ماذا تفعل وهى لاتجد اى مفر منه. 


_________________________


دق الباب على غرفه تهانى التى فتحت فورا وتهلل وجهها تقول :سليمان.. اخيرا جيتلى. 


اتكئ بمرفقه على الباب يقول بسخريه:أهلا مسقطه هانم.


صدمت تنظر له بغضب وهو اكمل :وايه سليمان دى... لمى نفسك يا قطقوطه ولا انا لازم اجز عليكى عشان تتلمى...على فكره انا قابلت من نوعيتك قبل كده الى هما بتوع وبخنننننى. 


نظرت له بحاجب مرفوع وقالت بسخريه:ده انت فرحان ومزاجك عالى لدرجة إنك بتقلش. 


سليمان :ايوه اصلى مبسوط اوى وجنه خلت حياتى جنه...غيرتها خالص. 


تهانى :لأ واضح انها غيرتها وغيرتك انت كمان دى خلتك تخبط على الأبواب بأدب. 


سليمان بسخريه مستهزأ :لأ دى لأ وانا لسه بجح زى ما انا بس خوفت على نفسى ادخل عليكى تقلعى وتلبسينى مصيبه مانتى عنوان للرخص. 


اتسعت عينها من اهانته الفجه تقول بصوت عالي :انت ازااى قاطعها وهو يضرب على ذراعها عدت مرات بحده ينذرها:بس بس وطى صوتك ده ياحلوه ده انا سليمان الظالم انتى لسه هتقولى ازاى ومش إزاى يابت يا رخيصه ده انتى المكتب تحت يشهد عليكى...فاتلمى ولمى نفسك انا سليمان مش زياد.


كل هذا وزياد يقف منزوى فى احد الأركان يستمع لهم يكبت غضبه بصعوبه. 


مد سليمان يده وسحبها يلقيها ارضا يقول :شوفيلك داهيه تانيه تتخمدى فيها عشان جنه هانم عايزه الاوضه دى... جايه على هواها فلازم وحكما تفضى دلوقتي... عقبال ما زياد يفوق وافضى البيت كله منك يا رخيصه. 


تحرك مغادرا يقف على الدرج ينادى احد الخدم وأمره :نضفلى الاوضه دى.. كويس ها... كويس.


تحرك مره اخرى لغرفته عند جنه واغلق الباب بوجهها.. وزياد مازال بعيدا يصك اسنانه بغضب يتوعد لهم. 


_______________________________


جلست فى احد المطاعم الغريبه تنظر حولها باستنكار. 


ثم نظرت له قائله :ايه المكان العجيب ده يا فؤاد. 


فؤاد باعتراض شديد مدافعا:لأ لأ لأ ماعلش ماسمحش اه.... ومن هنا ورايح فى الاكل بالذات تمشى ورايا وانتى مغمضه... امسكى. 


ناولها زوجى من اكياس البلاستيك بهيئه كف اليد يقول لها :يالا البسى.... هأكلك أحلى برجر فى حياتك. 


نهله :والله.. ده على اساس انى عمرى ماكلت برجر. 


اشار لها بيده وكله ثقه وفخر :صبرك بس بالله انتى مع فؤش يعنى كل شئ غير... البسى البسى الأكل جه اهو. 


نظر للنادل وهو يضع لهم الطعام يقول بترحاب شديد :ايوووه... انزل يا وحش. 


النادل :اى خدمه تانى. 


كانت تنظر للطعام وطريقه تقديمه باعين متسعه... قطع برجر كبيرة الحجم بشكل مبالغ به تسأل كيف ستسعها فمها... جبنه صفراء منتشره على صينينة التقديم وعلى قطع اللحم.... شرائح من البطاطا المقليه غارقه فى الجبن السايح.


نظر البطاطا يقول :هاتلنا بطاطس تانى هوت صوص يا باشا. 


النادل :تأمر يا كبير. 


نظرت بزهول لكمية البطاطا المقليه تقول :بطاطس ايه تانى انت مش شايف. 


فؤاد :لا فؤش بيحب البطاطس دى قاعده رقم واحد... احفظى معايا عشان ما تتلخبطيش. 


نهله بزهول:هما كتير؟! 


فؤش بتأكيد وفخر:امااااال... طبعاً.. مع فؤش كل شئ مختلف. 


نهله وهى تشير على الطعام بزهول :وهناكل ازاى الأكل ده.... ايه البرجر العملاق ده وايه.. إيه كمية الجبنه دى ها... هااا...هناكل إزاى. 


فؤاد بثقه:هنهطل على روحنا. 


نهله:إيه؟! 


هز رأسه بتأكيد يكرر:ايووووووه...شوفى... هو انا مش روحت وقلعت لبس الشغل البدله والكرافت. 


نهله :ايوه 

فؤاد :كده مستر فؤاد بخ والى قاعد بالتى شرت والشورت الجينز ده فؤش يبقى ايييه. 


نهله بترقب:اييييه. 


فؤاد :يبقى نهطل على روحنا...يلا نعييييش مع الجبنه. 


نهله برفض قاطع وانف مرفوع :جاميه...مستحيل... سيتاامبوسيبل... انا ميس ايجيبت. 


بعد خمسة عشر دقيقه بالضبط كان تهمهم بصوت عالى تغمض عينها والجبن السائح يلطخ فمها بكل الجوانب وقطعه صغيره او اثنين لطخت صدر قميصها تقول :هممممم... مش قااادره تحفه تحفه تحفه. 


فؤاد :عظمه مش كده.. قولتلك... قولتلك. 


ثم اكمل بحماس ولعاب سائل يفرك كفيه معا:احنا نحلى بقا... تضربى معايا ام على


_______________________


بقصر الظالم 


جلست تهز قدميها لا تعلم الى أين ياخذها مصيرها وهل هى على الطريق الصحيح ام ماذا. 


وجدت اتصال من رقم نهله فتهلل وجهها تجيب سريعاً :نهله.. ازيك وحشتينى اوى. 


نهله :بس يابت انتى واطيه وبق اصلاً. 


انكمشت ملامح جنه باستنكار تردد:إيه الى جالك يا نهله بقيتى بيئه امتى؟!


نهله بهيام:هييييح... اتارى الحب بيدلع يابت يا جنه... الى بيحب بيدلع حبيبته وعمرها مابتبقى تقضية واجب... أصغر التفاصيل بتبقى بجد ومن القلب... انا اتضحك عليا وفى الكام سنه الى فاتوا... والله ابغى اعيد من الاول هههههههههه. 


جنه بزهول:ياااااه... وده مين ده اللي لحق عمل كل ده؟! 


نهله:دى حكايه يطول شرحها... فاضيه نتقابل؟ 


تنهدت جنه بحزن وقالت :مش هيرضى. 


نهله :وبعدين يا جنه هيفضل حابسك... كده احلى سنين عمرك هتروح فى سجنه. 


اغمضت عينها بأسى وهى تفكر لو كانت ببيت والداها واخذت إجازة اخر العام مالذى كانت ستفعله. 


نهله :جنه... جنه انتى معايا؟ 


جاوبت بتعب :معاكى. 


نهله باصرار :حبيبتي مش عايزه اقلب عليكى المواجع بس انا بنصحك عشان انتى لسه العمر قدامك وجامعتك يا جنه... انتى صحيح نتيجتك طلعت ولا لسه. 


جنه:بعد اسبوع 


نهله :حاولى ياجنه... انا فعلاً عايزه اشوفك. 


جنه:وانا كمان... طيب هحاول. 


نهله :هبعتلك رساله باللوكيشن... باى. 


جنه:باى. 


اغلقت الهاتف وهى تنظر أمامها بشرود تفكر كيف ستجعله يوافق. 


الى ان دق الباب فأذنت للطارق بالدخول لتجد زياد يدلى برأسه من خلف الباب قائلاً :صبااح الجمال على البنات الحلوه. 


ابتسمت ببشاشه تقول :صباح النور. 


زياد:طبعا انا ماينفعش ادخل... هستناكى تحت. 


كاد ان يغادر لولا أن نادته تقول :زياد. 


استدار قائلاً :نعم. 


جنه :عايزه اخرج وسليمان مش موافق.  تعبت بجد ومش عارفة اعمل ايه. 


ابتسم بمكر وقال :والى يخليهولك يوافق. 


تهلل وجهها تقول فرحا:بجد!! 


زياد:بجد... استنى. 


اخرج هاتفه وهو مازال على الباب وهى اقتربت منه تسمعه وهو يهاتف زوجها.


زياد :الو... مساء الجمال يا باشا. 


سليمان :ده انت الى باشا والله وانت سايب شغلك من بدرى كده. 


زياد :ماعلش المره دي.. احممم... بقولك ايه.. جنه كانت عايزه تكلمك تطلب منك حاجه. 


سليمان بحاجب مرفوع:وانت معاها ليه؟! وهى ليه ماكلمتنيش تطلب الى عايزاه. 


زياد:حاسه إنك مش هتوافق فأنا قولت أتدخل. 


سليمان :تتدخل؟!! اديها التليفون... اديها التليفووون. 


زياد بهمس يتصنع النصح :ياباشا بلاش القافله دى... البنت لسه صغيره وعايزه تخرج زى الناس.. سيبها تخرج تعيش سنها وترجعلك فريش واهو تبقى لفته حلوه منك وياسيدى انا هروح معاها والازمها زى الحارس اى خدمه. 


صمت يبتسم بمكر يعلم ان سليمان يفكر يدير الأمر برأسه. 


وبالفعل فكر سليمان قليلاً بأن يدعها تخرج ربما يتحسن مزاجها معه وأيضاً زياد معها... يغار من العالم كله ولا يغار من زياد ابن شقيقته هو كأبنه واكثر. 


تحدث بعد تنهيده طويله قائلاً :ماشى يا زياد خرجها...بس... خلى بالك منها يا زياد... اوعى عيل كده ولا كده يقرب منها... اوعى يا زياد. 


زياد بخيث ثعلب حديثه يحمل معانى كثيره :عيل يقرب وانا موجود.. وانا روحت فين.


اغلق الهاتف معه وسليمان يتنهد بخوف وقلق وزياد يبتسم بمكر ينوى على الكثير اما جنه فاتسعت عينها فرحا تسأل :وافق؟


زياد بزهو:عيب عليكى ده انا زياد. 


جنه وهى تقفز فرحا:نص ساعه واكون جهزت. 


زياد:اكون انا شربت فنجان قهوة. 


اغلقت الباب كى تستعد وهو ساقته قداماه للمطبخ. 


يقف وهو يرى تلك الفتاه صغيره الحجم تقف بكل هدوء تصنع الطعام بمهاره وخبره. 


تحرك يديها بهدوء كأنها اميره بالمطبخ... حتى ملابسها منمقه ومضبوطه. 


تقدم يقول :مساء الخير. 


استدارت تنظر له قائله بمهنيه:مساء النور يافندم.... تأمر بحاجه. 


ابتسم لها قائلاً :اسمى زياد... افندم دى قوليها للباقيين ده احنا حتى شكلنا كده من سن بعض. 


جاوبت بلا اى ملامح... وجهها تعلوه المهنيه فقط :زى ما تحب يا زياد... تأمر بحاجه؟اكيد مش داخل المطبخ تقولى قوليلى يا زياد. 


صك اسنانه من ردودها يقول :ايوه. عايزه قهوه.. زياده.. بن فاتح.


ابتسمت بعمليه:حاضر. 


اعطته ظهرها تصنعها له بنفس الهدوء والتمكن وهو مغتاظ بشده ولن يصمت سيجعلها تغتاط مثله فقال عن عمد:بس غريبه يعني. 


لم تسأل ما الغريب لن تأخد وتغطى معه. 


سألها بغيظ:مش تسألينى إيه الغريب. 


تسنيم :لأ ماسألش يا فندم....حضرتك انا هنا وظيفتى اعمل اكل مظبوط ونضيف مش عشان اقف أسألك ايه الغريب. 


يشعر بالدخان يخرج من اذنه.. افحمته دون غلطه واحدة ليزيد حقده ويقول :كنت عايز أسألك انتى إزاى يعنى مابنش عليكى الزعل لما تهانى هانم مرررااتى قالت عليكى خدامه. 


جاوبت وهى تزم شفتها تقول ببديهيه:لانى فعلاً مازعلتش عشان يبان او لأ. 


رفع حاجب واحد مستنكرا:نعم.. ازاى يعنى؟! 


تسنيم:دى ثقافات وبيئات وكل واحد بقا على حسب ثقافته وبيئته وكمان تعليمه... انا أتدربت لفتره تقارب سنه ان شغلى هو ارضاء العميل... وان الطبخ ده مهاره وموهبه وان مش كل الناس عندها الموهبه دى وانى فى شغلى هقابل اشكال والوان كتير ماقدرش احكم على كل الناس دى انها تشوفني بنفس العين. 


استدارت تقلب القهوه وهو مزهول من حديثها المرتب والضبوط بالملى لتكمل وهى تقصد كل كلمه :يعنى فى مثلا ناس شبعانه اوى بيتعاملوا كويس مع اى شيف او سيرفيس عندهم زى مدام جنه وفى ناس مش بتتعامل خالص زى شوكت باشا وابنه وفى ناس شبع من بعد جوع بتتعامل بطريقه تعبر عن شخصيتهم زى مدام غاده والهانم مراتك. 


زياد يزهول:انتى شتمتى مراتى على فكره. 


تسنيم:ابدا لا سمح الله انا بس كنت بحاول اوصفها. 


صبت القهوه له تمد يدها قائله بابتسامه سمجه وقالت :القهوه يافندم. 


صك اسنانه منها بغيظ يقول بأمر:طلعهالى برا.


قالت بمهنيه بحته:تأمر يافندم ده شغلى اصلاً. 


تقدمت امامه تحمل صينيه عليها القهوه وهو يسير خلفها بغيظ يشعر أمامها بالعجز فى الصد والرد كأنها مدربه على ذلك. 


__________________


وصلت مع زياد حيث تنتظرها نهله. 


انبهر اثنتيهم وهم يرون نهله بشكل حديد كلها حيويه ونشاط عكس تلك التى كانت تحيا معهم بنفس البيت. 


جنه بزهول وهى تصافحها :ماشاء الله.. بقيتى احلى واحلى. 


زياد :ياترى ايه سر التغيير. 


نهله :هو فى غيره... لامور يا زيزو. 


زياد مستنكرا:لامور وزيزو... ماشاءالله ده انتى عديتى. 


جنه بحماس وفضول:مين.. مين هو؟ 


نهله :طبعا هحكيلك كل حاجه بس انا طلبت اقابلك عشان حاجة اهم. 


جنه بقلق:ايه هى قولى. 

صمتت نهله تنظر ناحية زياد فقالت جنه :لا امان ماتقلقيش احنا بقينا صحاب جدا 


نهله :متأكده؟! طيب بصى يا جنه... انتى بوضعك ده لازم لازم تشتغلى... سليمان عايز يقفل عليكى كل الجهات عشان تفضلى محتاجاه لازم يبقى فى مخرج 


جنه :ازاى بس. 

نهله :انا جبتلك شغل معايا إيه رأيك؟ 


جنه:طب إزاى.. وسليمان. 


تدخل زياد فى هذه اللحظه يقول :نهله عندها حق لازم تخرجى من السجن ده وانا مش قادر اشوفك بتتحبسى كده يوم عن يوم... كل يوم خالى بيبنى فيه سور يسده فى وشك ويضيع بيه احلى سنين عمرك لانه بس بيحبك وعايزك ليه لوحده... وافقى وانا هلاقى صرفه.....


الفصل الثاني والعشرون 


كانت تجلس لجوار زياد شارده تتذكر هيئه نهله المتغيره كليا وما فعله الحب بها.. اصبحت فراشه. 


استمع زياد لتنهيدتها الحاره يسأل :مالك... من بعد ما مشينا وانتى فى دنيا تانيه. 


نظرت له باعين مغرورقه بالدمع تقول :شوفت الحب مغيرها إزاى... كأنها طايره... انا حسيت ان هى الصغيرة وانا الى كبيره. 


ضحك قائلاً :ههههههه ايه الحقد ده دى لما كانت ضرتك ماكنتيش بتغيرى كده ههههههه. 


صمتت بلا حديث.. مزحته سخيفه جدا.. حمحم بحرج يقول :احمم... مين مزعل الجميل بس؟ 


صمتت.... الكلام لن يعبر عنها قالت بتعب:مافيش حاجة مافيش. 


زياد :طيب ماتقوليش حاجة لخالى عن موضوع الشغل ده. 

جنه:والله انا خايفه وانت مصر انى هقدر... ماقولش دلوقتي إزاى بس.. امال هروح واجى إزاى؟


صمت يفكر يغموض:هنلاقى صرفه... ماتقلقيش... بيقولك الواد لخاله. 

نظرت له بعمق لثانيه تقول :يعنى انت ظالم زى سليمان؟ 


رمش بعينه ينظر لها... فقد باغتته بسؤالها. 


رفع حاجب واحد سيسأل هو ويربكها ليباغتها هو :مرتاحه مع خالى... يعنى بقيتى متقبلاه. 


تنهدت تأخذ نفس عميق وقالت:بحاول.... بحاول اعيش مع الوضع. 


تحدث سريعا يقول :طب وليه... انتى صغيره وحلوه والعمر كله قدامك... اتمردى... اطلبى منه الطلاق. 


جنه :رفض. 

صمتت لثانيه ثم قالت :بس انت ازاى بتقول كده... الى اعرفه انه خالك ومربيك... هو صحيح ظالم ومفترى بس مش كده معاك. 


ابتسم زياد بثقه يقول مستنكرا:طب ماهو كده معاكى بردو بس مش بتحبيه. 


جنه:بس مش بكرهه. 

زياد بثبات :ولا انا كمان بكرهه... كل الحكايه انى اعتبرتك حد قريب منى جدا وحبيت اساعدك لكن انتى لو مش مرحبه دى حاجة تانية. 


نظر لها بجانب عينه يكمل عن عمد:خليكى كده محبوسه بين اربع حيطان والبنات برا عايشه بتطير.... وهنروح بعيد ليه مانتى شوفتى نهله بنفسك... مع انها وهى مرات خالى كانت بتلبس اغلى من دلوقتي لكن شوفى هى ايه دلوقتي كأنها عيله لسه متخرجه من ثانوى.. الدور والباقى عليكى بقا. 


تشوش رهيييب وتخبط وهو يزيد عليها الأمر... الن ترسى على بر؟ 


تحدث سريعاً يقول : احنا خلاص قربنا على البيت... فكرى فى عرض الشغل بتاع نهله لأنه فرصه ولو وافقتى انا عندى الطريقه الى تدخلى وتخرجى بيها. 


شقت سيارته الفارهه المسافه بين البوابه الحديده الضخمه وكما توقع. 


وجد سليمان يزرع الأرض ذهابا وايابا ينتظرهم. 

يتذكر كم المرات التى هاتفه بها يستعجل رجوعهم. 


اصبح كاليتيم وهى والدته... بات هو الصغير الذى لا يتحمل بعدها عنه. 


توقفت السياره وهو تقدم منها بلهفه وشوق يغمرها داخل احضانه يردد بعتاب كبير:اتأخرتى كده ليه ياروحى... لاول مره من يوم ما اتجوزنا ارجع البيت وماتبقيش فيه...ماقدرتش اقعد من غيرك. 


تحدث زياد من خلفه مرددا :براحه عليها هتخنقها من حضنك. 


ادرك سليمان حديثه يخرجها من احضانه وهى بالفعل كان نفسها ضيق. 


تدرك انه سيقتلها يوما ما والسبب حبه لها. 


هل ما يفعله شئ مقبول يسعد اى زوجه ام على العكس. 


ام انها تلك القاعده لو زاد الشئ عن حده انعكس لضده. 


ام لأن الأمر كله متعلق بمقارناتها لأنها صغيره وهو كبير... تسأل هل لو كان بنفس المواصفات ومن نفس عمرها هل... هل كانت ستتقبله ام انه ولشخصه مرفوض... ام... 


قطع سيل تفكيرها وهى تشعر ذراعيه يلتفان حولها بحميميه شديدة لتدرك انه صل بها لغرفته... غرفته هو وليست غرفتها. 


لتنكمش حول نفسها تسأل :جينا هنا ليه؟


رفع ذقنها بأنامله يمسمح بيده الآخرة على وجنتها عينه تلمع برغبه قرأتها جيدا :وحشتينى... وكمان رجعت البيت مالقتكيش.... كده انا محتاج جرعة.


اغمض عينه يتشم عبقها وهو يردد بأسف:بقيتى إدمانى. 


زاد من احتضانه يقول بوجع :وخايف اموت اوفر دوس. 


تنهدت هى الآخرة بوجع... لا تعلم هل عليها ام عليه هو. 


تشعر انه ذائب بها... حرام والله... اغمضت عينها ترفع يدها تمسح على شعره وهى تردد:بعد الشر عليك. 


اتسعت عينه بفرحه كبيره لتقضى عليه بالاكبر وهى تقول القاضيه:انا معاك ومش هسيبك.... ماتخافش... مش هقابل حبك ليا بالغدر ابدا. 


تصنم جسده وأخرجها منه احضانه... أنفاسه متسارعه... صدره ويعلو ويهبط.. يقترب منها يضمها وهو يقول :بحبك يا جنه... بحبك اوى.


اغمض عينه وهو يشعر بشفتيها على وجنته... جنه بادرت بتقبيله... حتى ولو من وجنته هو راضى... بل مصدوم من مبادرتها. 


ليضمها بجنون يفقد بعده السيطرة يذيقها قوة عشقه وكيف تكون. 


بعد مرور ايام 


وقفت تهانى وقد انهت ارتداء ملابسها تنظر فى المرآه بكبر. 


وجدت زياد يخرج من المرحاض فقالت باستغراب شديد:مالبستش ليه؟ 


جاوب دون النظر بوجهها :هلبس. لو خلصتى انتى انزلى. 


نظرت له بقلق مستغربه تسأل وهى ترفع حاجبها:انت فيك ايه كده عايزه افهم... من ساعة ما رجعت الاوضه معاك وانت بتنام بينى وبينك متر تقريباً..... حتى الكلام مش بتتكلمه... إيه حكايتك. 


هز كتفيه قبلما يدخل لغرفة الملابس قائلاً :ششش... بسس كلام... ماليش مزاج ارد. 


اتسعت عينها تقول بصدمه:لاااااا.. ده انت قسما بالله فيك حاجه وحاجه مش عاديه كمان... فين زياد اللي كان بيهتم بكل تفاصيل حياتى الصغيرة قبل الكبيره. 


كل ذلك وهو يرتدى ملابسه حتى انتهى وخرج من الغرفه نهائياً دون الرد عليها. 


جحظت عينها لا تصدق... ذهبت خلفه سريعاً.. ترى ماسر تغييره. 


وهو كان ذاهب كى يتناول الإفطار بمعاده ولكن تسوقه قدميه دوما لعندها... تلك التى على مايبدو ستعيد تربيته. 


دلف لعندها وتهانى تقف من بعيد تراقب. 


يقول :صباح الخير... فين قهوتى. 


رفعت حاجب واحد تزفر بضيق تردد:صباح الغباء على الصبح. 


ابتسم بتسليه يقول :بتقولى حاجة؟! 


رسمت ابتسامة رسميه على شفتيها تقول على مضض :خالص يافندم.. كنت جاى طالب حاجة؟ 


كتف ذراعيه يقول بعند كالاطفال:ايوه عايز قهوه. 


اغتصبت مره اخرى وبصعوبه ابتسامتها التى تدربت عليها لسنوات فى دراستها وهى تقول :حاضر يا فندم بعد الفطار تكون قهوتك جهزت. 


عاود الجديث بعناد طفل حقيقى:لأ عايزها دلوقتي. 


لم تستطع... حقا لم تستطع... دلاله مستفز.. سمج وبارد حتى أنه جعلها تفقد السيطره على ما تعملته لسنوات وهى تقول باشمئزاز:جاتها نيله الى عايزه الخلف. 


اتسعت عينه يقول وهو لا يستطيع كبت ضحكته :إيه؟ انتى قولتى إيه؟! 


ادركت حالها سريعاً تعود لمهنيتها البحته:ولا اى حاجة يا فندم... اتفضل حضرتك برا معاهم وانا هجيبلك كل حاجه لحد عندك. 


لتتدخل تهاني بغيظ وصدمه تصرخ :الله الله... البيه بيعمل ايه هنا فى المطبخ ومع الخدامه. 


الفتت تسنيم تجيب بجديه:انا بردو بقول كده من بدرى... ياريت تخليه عشان اقدر اشوف شغلى انا مش عارفة اتحرك منه. 


اغتاظت تهانى مت ردها الجدى.. صراخها ونعتها إياها بالخادمه لم تؤثر بها. 


تقدمت من زياد تقول باهانه شديدة :ايه يا بيه خلاص... مستواك نزل للخدمات كمان. 


لم يجيب تركها لنارها وغادر... وهى خرجت خلفه كى تكمل صراخها به. 


لكنها توقفت وهى ترى جنه بيد يدى سليمان يهبط بها الدرج يهددها وهو يمسح على كتفيها كى يطمئن قلبها. 


رفع زياد عينه ينظر لها ويقول بسخريه مبطنه: مالك يا جنه؟ 


كان الجواب من عند سليمان الذى قال :النهاردة نتيجة الثانوية العامة مش عارف هى شاغله بالها اوى كده ليه؟!


ضحك زياد بسخريه يقول :يمكن عشان هيحدد مستقبلها. 


زاد سليمان من ضمها له يقول بحسم :مستقبلها معايا. 


لم تستطع تهانى وذهبت تجاه طاولة الطعام تهز قدمها بصعوبه. 


كانت تسنيم تتقدم وهى تحمل بيدها ابريق من الماء المغلى ولجواره اكواب خزفيه راقيه. 


عند عمد ونوايا سيئه عرقلت سيرها فصرخت تسنيم ليسرع زياد إليها يقول بخوف شديد :مالك... حصلك حاجة... فيكى حاجة. 


تهانى بغيظ :قومى يابت وبطلى مرقعه. 


حاولت تسنيم الوقوف لكنها لم تستطع متألمه. 


زجرها بنعنف فى اول رد فعل منه عليها يقول :اخرسى شويه.. اخرسى. 


على الفور حمل تسنيم يسرع ناحية سيارته يقود بإتجاه المشفى. 


اما سليمان فجلس على احد الارائك لجوار جنه التى لم ترى كل ماحدث. 


يلتصق بها ويضمها له قائلاً بعتاب:رجعتى تنامى فى اوضه لوحدك تانى.


جنه بتوتر :سليمان حرام عليك انا بجد حرفياً مش عارفة افكر في اى حاجه تانيه دلوقتى الله يخليك. 


اشاح وجهه بعبوس ولم يضغط عليها لتجد هاتفها يدق وينظر هو لاسم المتصل اولا يردد :مين... مين بيتصل. 


جنه :بابا. 


جاوبت على الاتصال تقول:بجد... يعنى ظهرت خلاص.... امال سليمان قالى بالليل ليه. 


زاغت أعين سليمان يميناً ويسارا ثم ابتسم لها باتساع وهى تنهى حديثها تنظر له يردد:ماااا.. ماعشان شايفك متوتره. 


جنه بلوم:حتى دى... الله يسامحك والله. 

باشرت هى فتح الهاتف تدخل على موقع الوزارة وهو يضغ قدم فوق الأخرى يردد :انتى الى كل ما الموضوع يقرب بتبردى وتسخنى وجسمك يترعش... انا خايف عليكي.


هزت رأسها بيأس وهى تردد:دايماً عندك مبرر لكل الى بتعمله. 


شعر بحديثها المرتعش.. نظر لها مره اخرى بتعاطف وحنان لا ينضب.. رغماً عنه يحبها. 


مد يده يضمها له ويأخذ هو منها الهاتف... كل شئ سهل ومتاح ولكن يداها المرتعشه هى مالم تسعفها. 


فتح الهاتف وطلب منها ادخال رقم الجلوس. 


بعد ثوانى معدوده نظر لدرجاتها يرفع حاجب واحد قائلاً :لأ برافو... درجاتك عاليه. 


كان جسدها يهتز تبلع رمقها بتوتر وهى تفرك كفيها معا تسأل وقد نفذ كل الصبر :يعنى جبت كام... المجموع كام. 


رد سريعاً كى يرحمها قائلاً :94٪


اتسعت عينها  بفرحه ووقت تصرخ وهى غير قادره على كمان فرحتها .


تزغرد وعينها تزرف دموع الفرحه... كان منبهر بها وسعيد لفرحتها. 


تركها تفعل ماتفعله.... بقية من بالبيت لم يهتموا بالطبع. 


وقف بعد دقائق يتقدم منها بجسده العريض فى ثبات. 


ضمها له يمسح على شعرها يقول بحب :مبروك يا حبيبتى... الف مبروك. 


اخرجها من احضانه ينظر لها بحاجب مرفوع قائلاً :عملتى بقا كل ده امتى... انا ماكنتش يفارقك. 


رمشت اهدابها تردد:هاااا.. اااا.. ما.. لما انت كنت بتروح الشغل. 


ابتسم بسخريه.. وضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول:بجد.. امممم لأ ده انتى على كده شاطره اوى... بس حلووو... اهى الثانويه العامه خلصت يعنى خلاص. 


ابتعدت عنه تزيح يده من على ذراعها قائله ببوادر غضب:يعنى ايه؟ 


اخذ نفس عميق يبتسم باتساع وهو يهم باحتضانها :يعنى خلاص بقا... فضيتيلى.. عايزين نعيش حياتنا. 


داعب عنقها بيده يقول بحراره :وانا عايز بيبى منك. 


حجظت عيناها ترمش باهدابها مزهوله تبتعد عن احضانه تنظر له بصدمه وهو ينظر لها بثبات وإصرار يردد بحسم:عايز بيبى منك يا جنه. 


تلعثمت فى الحديث... اعتقدته نسى.. حاولت الحديث تبلل شفتيها قائله :ماهو... ااا... انا. 


نظر لها بعمق عقله يفكر بأشياء كثيره ليتحدث مجددا :هو الى انا مستغربه إنك ماحملتيش لحد دلوقتي.. الا إذا... كان فى حاجة تمنع مثلاً. 


ابتلعت رمقها بصعوبة تسأل :حاجة إيه؟


اخذ نفس عميق يغمض عينه بألم وهو يقول :مش وقته... النهاردة انتى ناجحه وان عايز احتفل بيكى. 


اخذت أنفاسها أخيراً تبتسم وقالت :بالظبط.. احتفل بيا. 


ينظر لها بقلة حيله.. يغمض عينه بتعب ولا شئ بيده سوى أن يضمها لاحضانه أكثر. 


سحبها معه يقول :يالا عشان الفطار وبعدها.. قاطعته بدلال :بعدها ودينى بيت بابا... وحشونى اوى. 


اقتنص منها قبله سريعه وقال:هبعت حد يجبهم بالليل... ماتبوظيش اليوم. 


جنه :حاضر. 


________________________


فى المشفى انتهى الطبيب من لف ساقها يقول:الحمدلله لله الحرق بسيط.. ربنا ستر... بس تاخدى بالك وحاولى بلاش إجهاد. 


اغمضت عينها تقول:طيب ماعلش يا دكتور ممكن مسكن قوى عشان شغلى. 


صرخ بها زياد الواقف يتابع كل شئ بغضب :شغل ايه بيقولك رجلك محروقه وبلاش شغل... انتى لازم تاخدى أجازه. 


اضاف الطبيب مؤيدا:فعلاً ماينفعش تتعرضى للنار ولا ميه ولا تقفى عليها كتير... والمسكن مش هيطول فى تسكين الألم. 


وقفت تحاول الاستمرار بقوتها قائله :ده شغل والشغل مافيهوش هزار.. اكتبلى انت بس مسكن قوى وسيبها على الله. 


الطبيب:طب كلمها انت يا استاذ مش انت خطيبها بردو. 


زياد :هااا.. اااه. 


تسنيم برفض شديد نفت بقوه:اه ايه... لا طبعاً 


نظر لها بغيظ شديد وهى لم تعيره اهتمام وحاولت السير للخارج. 


لتقف بعجز تنظر له قائله بجديه:لو سمحت... ممكن تساعدني. 


زياد بشماته وعند :لأ... مش انتى سوبر ومن ساعدى بقا نفسك. 


تسنيم:اكبر شويه... اكبر شويه وبلاش شغل العيال بتاعك ده... بقولك ساعدى يعنى خلى فى رجوله. 


استفزت رجولته بنجاح واحرجته فتقدم يساعدها... بارعه فى الحصول على ما تريد ومشتفزه جدآ بالنسبة له. 


تقدم يساندها حتى وصل للسياره يساعدها على ادخال قدمها والجلوس بارتياح. 


ثم استدار يجلس لجوارها يقود بهدوء قائلاً :عنوان بيتك ايه؟ 


تسنيم:وانت عايز عنوان بيتى ليه؟


زياد :اكيد مش عشان اسرقكوا بالليل... عشان اوصلك ياست الكتكوته. 

تسنيم :انا مش كتكوته ومش هروح بيتنا دلوقتي لسه عندى شغل لازم يخلص وبعدها اروح يعنى ودينى على بيت اهلك. 


نظر لها بغضب يزجرها بعنف :هى نشوفية دماغ وخلاص ماقالك رجلك محروقه ولفها ونار لا وميه لأ هتقفى إزاى عليها. 


تسنيم: هروح الأول اخد اذن ده شغل بابا لو كان شغلى كنت ممكن اتحمل انا المسؤليه لكن انا مكانه افرض ماروحتش راحوا استغنوا عنه وانتو عيله ماشاءالله قلبها قاعد ومش بترحموا.


زياد :انا هعرف إزاى أخذلك أجازه... قولى عنوان بيتك. 


نظرت له بشك وقالت بتمنى فهى حقا متعبه تتألم بشده ولا تقوى الوقوف على قدمها:يعنى هتعرف؟


ابتسم يقول :ايوه... انا زياد بردو... قولى العنوان. 


تنهدت بتعب تحمد الله انها ستعود للبيت وقالت :طب ادخل اليمين الجاى وانا هقولك تمشى إزاى. 


طوال الطريق وهى صامته تتكئ برأسها على نافذة السياره تاركه الهواء يداعب وجهها الجميل. 


وهو يسترق النظر إليها بين الحين والآخر يبتسم لها بحب وراحه نفسيه كبيرة.. يشعر معها بسكينه غير عاديه. 


ليقرر الحديث قائلاً :بقا انا الدكتور يسألني انت خطيبها اقوله اه تقومى انتى تقولى لأ وتحرجينى؟!


انتبهت له تقول :ولا احرجتك ولا حاجة بس ليه الكذب يعنى هو ليه عندى حاجة واحد شافني بتلسع ولا ميه سخنه وقعت عليا وجه ساعدنى ليه بقا لازم يبقى خطيبى.. كده الشعب كله هيتجوز بعضه... وهو انت كنت خطيبى يعنى وانا أنكرت عشان تزعل اما امرك عجيب والله. 


مستفزه ومتعبه... حديثها جدى مرتب لا غلطه واحده به 


نظر لها يقول بتحد:طب انا عايز اخطبك. 


ضحكت بشده تقول :والله ضحكتنى.


غضب يقول بحده:ايه الى يضحك فى كده. 


صمتت ولم تجيب فرفع صوته عليها حاد جدا لأنها رفضته تقريباً وهو بالفعل يريدها ولا يمزح يردد بغضب:ماتردى. 


نظرت له بشراسه تقول بحده:انت بتعلى صوتك عليا كده ليه ماتتكلم عدل. 


بنفس قوة غضبه سألها:ردى على سؤالى انا بكلمك. 


اعتدلت اكثر بجلستها تنظر له بجديه وهى تكتف ذراعيها حول صدرها تقول :اوى اوى.. اقولك وماله... عايز تعرف ليه... لانى فعلاً شايفاها حاجة تضحك.. انت نفسك حاجه تضحك عيشتك كمان... لا ليك لا طعم ولا لون ولا ريحه.. اوعى تكون فاكرنى عاميه وخارصه انا فى بيتكوا ليل نهار وبشوف ادق أدق التفاصيل بسكت ومش بعلق لانى اتعملت كده ودى قواعد شغلنا لكن انا تقريباً حافظه كل شخص فى بيتكوا من اول الباشا الكبير شوكت لحد ولاد ماهر بيه الصغيرين... وواخده بالى كمان بالى بتحاول تعمله مع مرات خالك. ومن نطراتك لمراتك الى انا مش عارفة انت سايبها على ذمتك ليه لحد دلوقتي بعد كل الى بتعمله. 


نظر لها بصدمه فقالت :ماتتصدمش كده... الخدم والشغالين هما اكتر ناس بيبقوا كاشفين وشايفين كل تفصيله بتحصل فى البيت الى بيشتغلوا فيه... بيبقوا عارفين شمس البيت ده بتطلع منين ومعاهم حل لأى لغز بيحصل يعنى شايفه وراقمه كل حاجه بس اتعملت انى اعمل مش واخده بالى وانتو حرين. 


كانت صدمته كبيره وهى لم ترحمه لتكمل عليه:انت بنى آدم مهزوز وصغير حتى مش عايز تتعلم ماشى تلوش زى الأعمى ومش عارف لا بتعمل ايه ولا رايح على فين... ودايما بتحب تعيش دور الضحيه مع ان انت مش ضحيه لحد انت ضحيه لاختياراتك وبس... فعمر فلوس عيلتك ما هتعملك راجل ملو هدومك. 


صمتت تشيح بنظرها للجهه الأخرى ليقول :ياااااه... ده رأيك فيا؟!


تسنيم :انت الى طلبت تعرف... ونصيحه منى ليك.. اعرف انت عايز ايه الأول بدل ما هتخسر كتير بانتقام اهبل ماحدش اصلاً ظلمك فيه... انت الى مصر تبقى مظلوم. 


ليتحدث بحده محتج يكابر كطفل فعلاً :لا ظلمنى.. سليمان أساساً ظالم... ههدله حياته زى ما حطمنى... ههدها فى اكتر حاجه حبها فى عمره كله.. انا مش بلوش انا عارف انا بعمل ايه وهكمل. 


وضعت يدها تسند رأسها على راحت يدها تقول :وماله ياخويا انا هوجع قلبى معاك ليه.. هو انت من بقية اهلى ماتغور فى ستين داهيه. 


زياد:على فكره انتى قليلة الذوق.

تسنيم :احسن ما بقى قليلة العقل والتمييز.. سوق سوق ووصلنى . 


________________________


فى بيت الظالم. 


كان على فراشه يضمها له يداعب ذراعهاقائلاً :ماكنتش اعرف ان النتيجه هتغير مودك اوى كده. 


ابتسم له تقول :طبعا مش مستقبلى. 


مسح على وجنتها يقول :انا مستقبلك يا حبيبتي. 


جنه:اا.. ايوه طبعاً بس الدراسه شئ مهم.. احمم... سولى. 


اغمض عينه يبتسم وهو يعلم القادم فيجيب بنبرة سخريه :يا عيون سولى وقلبه. 


فهمت عليه... كشف عن نيتها بطلب شئ لكنها استمرت فى الحديث تقول :هروح بكره اسحب ورقى من المدرسه عشان الحق التنسيق والتقديم. 


ابتسم باتساع يقول ببرود:مافيش داعى حبيبتي تروحى وتتعبى نفسك والجو حر اصلاً واخاف علي جنتى من الفرهده. 


نطرت له بصدمه فاكمل يقر بحسم :انا هبعت حد يسحب ورقك ويقدملك فى AUC. 


شهقت بصدمه تقول :ايه... إزاى.. وانا هقدر على مصاريفها إزاى... دى.. دى غاليه اوى. 


ابتسم يرفع حاجب واحد مستنكرا يسأل :هو حد طلب منك تدفعى.. على اساس انى مش هعرف ادفع. 


كان ينظر لها بترقب ينتظر رد فعلها... يعلم أن جنه لا تريد تقييد حالها به والا يصبح له السلطه بأى شئ ولو فعل ما قال ستصبح تحت رحمته لأنه من سيدفع مصاريف دراستها. 


ظل مستمر فى النظر لها يسأل :مالك يا روحى.. عايزه تقولى حاجة... اظن دى احسن جامعه فى مصر لو فى واحدة اغلى واحسن عايزه تروحيها قولى انا ماعنديش اغلى منك. 


ابتلعت رمقها بصعوبه... لن ترضخ بما قاله... ستبحث عن مخرج... لن تفعل ابدا......


الفصل الثالث والعشرين 


مرت اسابيع على الجميع والاحوال بين جيد وسئ


جنه تتابع طريقة سليمان وعشقه المتهور لها لا تعلم هل الاستمرار معه صحيح ام لا... لكنها بالأساس لا تملك خيار اخر.


اما سليمان فعشقه يزداد يوم بعد يوم يشعر بسعادة كبيره لجوارها... أنها اعظم وأهم ما يملك... كل مناه ان يرزق بطفل منها يزيد ربطها به.


بينما شوكت يتابع كل شئ بصمت تام... يأسه مما يفعله سليمان وطريقة تعلقه بتلك الصغيرة اوصله لطريق اليأس بل والصمت أيضا. 


غاده وماهر يتابعان كل شئ ولا يملكان سوى الغمز واللمز. 


وتهانى كالنار تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله. 


وقفت تسنيم تنهى ارتداء حذائها وتعيد ضبط حجابها لتشهق بعنف وهى تشعر بيد تديرها لها بغضب تقول بغلظه وغيظ:انتى يابت انتى ايه هتفضلى قعدالى هنا ولا ايه.


كانت تسنيم مصدومه فقط لكنها لم تفقد لسانها انها الصدمه فقط جعلتها صامته تستوعب فى حين اكملت تهانى :تلمى نفسك وتاخدى بعضك كده وتخرجى من هنا بشرفك بدل ما وحياة امى اخرجك من هنا ملفوفه فى ملايه. 


اتسعت اعين تسنيم من تعبيرها الفج تقول ببساطه مستغربه :بملايه.. ده كل ده ليه ولا عشان مين؟!


تهانى :بت.. هتعمليهم عليا.. إيه الى بينك وبين جوزى يابت. 


ازاحت تسنيم يدها من على ذراعها تقول :ايدك بس بهدلتى هدومى. 


رفعت تهانى حاجبها تردد:والله... لأ ده انتى بجحه بقا. 


تسنيم :البجاحه مع البجح مش بجاحه يا تهانى.... ولااااا تحبى اقولك يا توتو. 


هبط قلب تهانى بين قدميها تتسع عينها بزهول... هل تعلم تلك الفتاه بما بينها وبين سليمان؟


تسنيم بقوه ولكنها ثابته هادئه :بالظبط... تهدى وتهبطى كده ياحلوه انا تسنيم مش الدكتوره الى بتكلميها فى التليفون تهدديها. 


احمر وجه تهانى تهجم عليها قائله:انتى بتتسنطى عليا يابت. 


تسنيم :بالظبط... الخدم بيبقوا عارفين كل حاجه بس ساكتين وانا كنت ساكته وفى حالى انتى الى جيتى تجرى شكلى يبقى تاخدى بقا الى فيه النصيب.... ف انتى الى لمى روحك معايا ياروح امك بدل ما مش هخرجك بملايه لأ لأ... ده انا جاحده وهستخسر فيكى حتى الملايه. 


تهانى بصدمه :يااااه... ده اتارى الوش البرئ ده مخبى وراه قدر وفجر. 


فلتت أعصاب تسنيم تصرخ عاليا :لمى روحك واحفظى ادبك بدل ما اوريكى الفجر بيكون إزاى. 


دلف زياد مستغربا يقول بغضب :ايه ده فى ايه. ايه اللي بيحصل. 


وقفت تهانى تكتف ذراعيها حول صدرها تقول باصرار وكبر وهى تهز قدميها تأمر:البت دى تمشى من هنا النهاردة... مالهاش قاعده هنا... تترمى بره زى الكلاب. 


زياد :ده على اساس انك ست البيت مثلاً.


اكمل باستفزاز وابتسامه شامته:كلنا عارفين مين صاحبة البيت والى تقول مين يقعد ومين يمشى. 


تهانى بعصبيه:الى هى مين بقا 


زياد:هههه يعنى مش عارفه... جنه.. جنه هى صاحبة البيت. 


تدخلت تسنيم تقول:بقولكوا ايه انا زهقت وقرفت منكوا واصلا ده كان آخر يوم ليا. 


تفاجئ زياد كثيرا يردد ببهوت:آخر يوم. اخر يوم إزاى؟!


هاجت تهانى تشعر بانهيار عرشها تقول بعصبيه :انت خلاص.. راحت منك... ايه مالك انت تقعد ولا تمشى واقف قدام الخدامه تقولك ببجاحه زهقت وقرفت منكوا وانت كل الى همك وسمعته انها مشايه.. ماتمشى ولا تغور فى ستين داهيه. 


زياد:اخرسى شويه... اخرسى... تعرفى تخرسى.


لاااا..زياد يفلت بين يديها واصبح الأمر خارج عن السيطره فتصرخ بفظاظه:أخرس.... اناااا اخرس يا زياد... بتقولى أخرس عشان الخدامه بنت الخدامات دى. 


صفعه قويه نزلت على كفها زلزلت جسدها حتى ان تسنيم شهقت بفزع. 


انهارت تهانى واصبحت من الصعب السيطره عليها... ظلت تصرخ بهستيريا وهى تنتفض :انت بتضربنى... بتمد ايدك عليا... عليا انا.. ده انا تهانى.... تهانى الى حفيت عشان تتجوزها... وعشان مين عشان البتاعه دى واقسم بالله ماخليها نافعه حتى نفسها. 


همت تهجم على تسنيم بكل غل العالم ودع بها وهى تشعر بضياع كل شئ حتى زياد رغم عدم حبها له لكنه المأمن الوحيد لتلك العيشه الرغده. 


كانت تهم كى تنهش لحم تهانى حيه ولكن زياد قبض على ذراعها ابعدها عنها وهى مستمره فى صراخ اجتمع عليه كل من بالبيت يقول وهو يسحبها يقبض على ذراعيها :انا غلطت غلطة عمرى... بس تتصلح عادي وهتجوز الخدامه عليكى تتربى وتتكسر مناخيرك.


ألقاها أرضا يغلق عليها الباب ويهبط الدرج وسط زهول الكل يجد تسنيم تحاول الاعتذار منهم بمهنيه :انا اسفه على كل الى حصل بس والله انا ماجتش ناحيتها... واتمنى ان الى حصل ده مايأثرش على شغل والدى. 


غاده بغطرسه:والله حبيبتي احنا مانعرفش الى حصل بس عمر بيتنا ماحصل فيه كل ده. 


شعرت بذل كبير... لو لم يكن عمل والدها لما سمحت لكل ذلك ان يحدث. 


لتتحدث جنه قائله بزهول :هو إيه الى عمرنا ما حصل فى بيتنا كده... تسنيم بقالها شهرين تقريباً معانا وعمرها مارفعت لا صوتها ولا عينها فى حد.... دى كانت رجلها ملسوعه والدكتور محرج عليها من المجهود وبردو كانت قايمه بكل شغلها... الراحمون يرحمهم الله يا ابله غاده. 


ابتسمت تسنيم براحه كبيره لتلك المخلوقه فى حين شهقت غاده تردد:ابللله؟؟ 


جنه:ايوه امال عايزانى اقولك ايه الحق عليا انى بحترمك. 


كان سليمان قد عاد لتوه من الخارج يقف امامهم وهو يرى زياد يهبط الدرج بغضب يتقدم ناحيتهم. 


وقف سليمان هو الاخر يقول :فى ايه؟!


ضم جنه له يقول :وقفه كده ليه يا حبيبتى؟! هو فى ايه؟! 


وقف زياد يقول :لو سمحتى يا تسنيم عايز اتكلم معاكى لوحدنا. 


تسنيم:ده ليه يعني...زياد بيه كل الى حصل كان سوء تفاهم والمدام هى الى.... قاطعها زياد وهو يقول :تسنيم انا عايز اتجوزك. 


شهق الكل ورفع سليمان حاجب واحد مثله كمثل تسنيم يردد كل منهما فى ان واحد:نعم؟!! 


زياد باصرار :عايز اتجوزك على سنة الله ورسوله. 


وقف سليمان يحاول الاستيعاب يحدث جنه مازحا وهو يشير على زياد:الاسم زياد... المهنه عايز يتجوز اى واحدة يشوفها على سنه الله ورسوله. 


كبت الكل ضحكته لكنها صدحت رغماً عنهم... الكل حتى تسنيم التى حاولت التحدث بمهنيتها المعهوده: اسفه على كل الى حصل النهاردة... بابا خلاص هيرجع شغله من بكره. 


زياد بحرج لكنه عصبى:هو انا هوا.... انا مش بكلمك. 


تسنيم:لا العفو... بس حاضر... طلبك مرفوض.. عنئذنكوا.... شكراً يا مدام جنه انتى بجد مافيش منك. 


وقف زياد مصدوم من رفضها له... وسخرية الكل منه.. وتسنيم تنسحب من البيت كله. 


حتى استدار سليمان يضم جنته له قائلاً :جنتى حبيبتى الى الكل بيموت فيها ويحبها.


غمز لها عابثا:بس مش أدى. 


ابتسمت بحرج تدارى وجهها فى عنقه بينما زياد يقف يغلى من الغضب وهو يرى لا مبالاة خاله فيردد بغضب وغيظ:انت إيه... عايز منى إيه. 


نظر سليمان حوله يبحث الى من يتحدث بهذه الطريقة يقول وهو يشير على نفسه :ده انا.. انت بتكلمنى انا. 


صرخ زياد بقوه:ايوه انت... هو حد هنا ظالم غيرك.... واقف تتمسخر عليا قدام الكل لييييه.... عملت فيك اييييه لكل ده؟! 


صوته العالى اغضب سليمان كثيرا يقول بحده:انت بتعلى صوتك عليا انااااا؟!


زياد وقد فقد السيطره :وماعليهاش ليه... واقف تمسخر فياااا وعايزنى اسكتلك. 


ترك سليمان جنه وتقدم منه يقول :اه بتمسخر عليك وانت الى عملت فى نفسك كده.


زاد غضب زياد فاكمل سليمان ينفور وعدم تقبل:الأول تهانى تهانى... جوزونى تهانى بحب تهانى... يابنى يهديك يرضيك... لااا عايز تهاني... جوزنهالك... شهرين الحقوا تهانى بتسقط... دى جنه وقعتها تانى يوم الصبح لأ لأ جنه ماكنتش تقصد... بعد شويه تسنيم عايز اتجوزك يا تسنيم... كللل ده ومش عايز حد يتمسخر عليك... ياخى ده حتى البت الى المفروض خدامه وماتصدق يجيلها عرض زى دى عملت ولا كأنها سمعت حاجه عارف ليه؟! 


صمت الكل وهو مرتكز ببصره على سليمان الذى اكمل يؤكد ويتكئ على كل حرف:عشان عيل... حتى العيال دلوقتي انصح من كده... انت عامل زى البنت البكر الى الريح مامسش طرف ايدها وفاكر نفسك صايع بقا ويتفهم فى الناس واخرتها دخلت واحدة زى الى فوق دى عيلتنا.... قبل ما تفكر فى جواز فكر تبنى شخصيه الاول بدل ما انت عامل كده... لأ وكمان مش عاجبك كلامى. 


كانت جنه محرجه ومصدومه... ترى ان سليمان قد تمادى كثيرا وأحرج زياد. 


وزياد كان يناظره باعين مشتعله وغضب يحرق كل ما حوله بلا اى عقل او تروى. 


فيتحرك أقوى من الإعصار يخرج من البيت غير محدد الوجهه. 


وقفت غاده مبهوته... لو فعل كل ذلك فى زياد الذى يعتبره ابنه ماذا سيفعل بها وهى التى كانت تخططت لايقاع جنه فى مصيبه تخرجها من هنا... تراجعت فمع من تعبث هى.... هى مجرد سنجاب صغير امام اسد الغابه... تراجعت تصرف نظر نهائياً عن المساس بجزه.. بل تركت المكان وغادرت تصعد الدرج حيث غرفتهم. 


استدار سليمان ينظر لجنه التى تناظره بحزن ولوم فقال ينفاذ صبر:ماتبصليش كده... هو الى عصبنى...عيل ترى ومش عارف يحدد اصلاً هو عايز ايه... وصلنا ان واحده زى دى تدخل بيتنا. 


جنه :ايوه بس.... قاطعها وهو يضمها له يصعد الدرج:مابسش.. ده عيل على نياته.. هيروح يلف شويه بالعربيه ويرجع خليه يتعلم.. على الله بس كلامى يفوقه. 


صعد لغرفته يغلق الباب وهى باحضانه يقول :وحشتينى.


ابتسمت له بتوتر تقول :وانت كمان. 


تهلل وجهه يقول :بجد. 


جنه:بجد. 


سليمان :اوى اوى. 


احمرت خجلا تتمسح برقبته وهو يحتضنها يتنهد بفرحه:ياااه يا جنه اول مره تقولى انى وحشتك. 


رفعت رأسها عن عنقه تقول بحرج:لأ بقيت بتوحشنى. 


اقترب منها يلثم عنقها وهو سعيد يبتسم.. يشعر مع لمساتها انها حقا تشتاقه وكم كان الشعور مختلف... شعور انها تبادله أحدث فرقا جعله يحلق في السماء 


يحتضنها له بعد مده وهو يداعب عنقها يشتم عطرها قائلاً ولكن بترقب يشوبه لمحة حزن:مش عايزه تقوليلى حاجة. 


فقد ظن رضاها عنه تمهيدا لطلب شئ لكنها صدمته حين خالفت توقعاته بل وتمسحت به قائله وهو تتنهد براحه :تؤ. 


جعد مابين حاجبيه ينظر لها بين زهول وصدمة سعاده يردد:بجد!! 


جنه :بجد... هو فى ايه. 


مسح على شعرها يقول:لأ مافيش يا روحى.. بس انا الى عايز اقولك حاجه. 


جنه بحماس :ايه هى 


قبل ارنبة انفها يقول بمشاكسه:مش هقولك. 


جنه :والنبى والنبى والنبى. 


سليمان باستمتاع :ابدا... نفسى مره اتعبك زى ما انتى تعبانى. 


جنه بعبوس لذيذ:يعنى هتسيب فضولي قاتلني كده لبكره! 


نظر لها برغبه حارقه قائلا :لأ طبعاً لازم حاجة تنسيكى. 


يضمها له بقوه كى ينسيها فضولها واى شئ الأن يستمتع معها لاقصى درجات الجنون. 


فى ظهر اليوم التالى. 


وقف زياد وسط العمال يتسمع لشكواهم قائلاً :ايوه طبعاً كده ظلم وانتو ساكتين ليه ياعم رمضان؟!


رمضان :يابنى مانت عارف شوكت باشا وابنه صعبين ده الى ينطق يترمى فى الشارع يعنى هيبقى موت خراب ديار. 


زياد:ايوه بس سكوتكوا مش هيجيب نتيجه. 


ليخرج احد العمال عن صمته يقول بمرار:شوف مين الى بيكلم... مانت منهم ياباشا وقاعد قايم واكل ماتكلمهم وتجبلنا حقنا. 


صمت زياد مصدوم ليتحدث رمضان يزجر ذلك العامل :عيب يا سعيد مايصحش ده زياد باشا بردو. 


سعيد وقد نفذ صبره:طقينا خلاص يا عم رمضان وخلص الصبر... الناس دى مصت دمنا وعمرنا اديلنا سنين شغالين عندهم والى يتعب يرموه دول ناس كافره مالهمش لا ميله ولا دين...واخرة المتامه جاى ابنهم يقولنا اعملوا وقفه... يا صلاة النبى احسن كده المشكلة انحلت. 


زياد :انا مش هعرف اجيب حق واحد ساكت.... من الصبح تلموا بعضكوا وروحوا اقفولوا قدام شركتوا... اكيد هيخاف لكن طول مانتوا هنا هتفضلوا مرميين فى المصنع ماحدش معبركوا.


نظروا لبعض... كلامه مقنع بعض الشئ... البعض يراه حقيقه والبعض الاخر يراه مجازفه. 


وهو وقف ينظر لهم عازم على أحداث مشاكل. 


سيخرج سليمان عن طور السيطره... سيهدم له معبده الذى يتفاخر به...وليرى انه ليس بحكيم وسيد العارفين... هو مثله ضعيف ولديه ثغرات. 


خرج من عنده قاصدا للمطعم الذى تعمل به تسنيم ينتظرها حتى انتهت من عملها وخرجت ليسير خلفها بسيارته حتى نفد صبره وقطع الطريق بسيارته يوقفها وهى جاحظة العين تشهق بخوف صارخه:مش تفتح ياجدع انت. 


ترجل من سيارته يقف أمامها قائلاً :اركبى. 


تسنيم:هو انت... عايز ايه؟! 


زياد بعصبيه:عايز اتكلم معاكى... ايه هنتكلم فى الشارع. 


تسنيم:بقولك ايه انا لسه مخلصه شغلى وتعبانه وقرفانه مش زيك خارجه من المكتب ابو تكييف. 


نظر لها بغضب يقول :يعنى مش كفايه اللي انتى عملتيه.... كمان واقفه تتكلمى بالطريقه دى... انا غلطان اني جيت اتكلم معاكى...وغلطان انى قولت عايز اتجوزك... ايه... بتحبى اللعب اكتر ولا كان الباشا عجبك انتى كمان. 


عقدته التى صنعتها تهانى جعلته يفقد السيطره على اعصابه ولسانه ويقول ما قال ليجعلها تفقد هدوئها المعتاد وتصفعه بقوه قائله :انت فعلاً عيل ومحتاج قلم يفوقك. 


صك أسنانه بغضب جعلها ترتعد. من ماكانت هى أنثى صفعت أحدهم للتو.. لتستدرك حالها سريعاً وتركض توقف اول سياره أجرى وهو ينظر لاثرها بصدمه كبيره غير مصدق ماقاله ولا انه صفع فى الشارع للتو. 


___________________________

فى المحطه الفضائيه التى يملكها فؤاد. 


تقدم بخطوات سريعه يفتح باب مكتبها دون الدق عليه حتى وبجنونه الذى يظهر معها قال وهو يراقص حاجبيه :انا بمسى التماسى احسن تماسى اجدع تماسى لحسن تقولوا اننا نااسى. 


نهله برعب وتوسل:فؤاد ابوس ايدك الشغل لسه ماخلصش ارجع لعقلك وبلاش جنان برا ده اعقل حتى بوص انت لابس البدله والكرافت لسه. 


فؤاد:تؤتؤ انسى يا وحش النهاردة اربعه منه. 


هزت رأسها بزهول تقول :هو إيه الى اربعه منه. 


نظر لها بحماس مجنون متهور يقول :النهاردة هنتجوز يا بطل قلبى امبارح عدتك خلصت يا وحش والنهارده هنتجوز. 


رمشت بعينها عدة مرات.... يااااه.. لقد نست تماما.. نست سليمان بظلمه وجفاءه ونست أيامه كلها. 


تشعر انها ماكانت تعرفه يوما ولا نامت لجواره ليله واحده... كأنه ماء وتبخر. 


اخرجها من شرودها وهو يفرقع باصابعه امام وجهها يقول:اييييه....روحت لحد فين يابطل قلبى انت. 


انتبهت له تقول :لا بس سرحت.. فى الى فات والى كان. 


تقدم منها يمسك يديها بكفيه يقول :ننسى بقا الى فات... انتى ضيعتى كتير وانا كمان... انا مش صغير... تعالى نتجوز ونخلف لنا ولد ولا بنت يكملونا ويجنونا... بصى انا عارف انك خارجه من تجربه مخلياكى ملغبطه وو.. قاطعته بثقه واصرار تقول :ولا ملغبطه ولا حاجة... انا خلاص اتغيرت... مش هسيب الدنيا تودينى وتجبنى وارجع اقول اتظلمت... الحياه مافيهاش ملايكه انت المسؤل عن تحديد مصيرك.. انا عايزه اتجوزك يا فؤاد وأخلف منك ولد او بنت ونعيش مرتاحين. 


ابتسم لها بسعادة كبيره يقول بفرحه :بجد فرحتينى...قولت هاخد وقت معاكى... كلام فى سرك حاسس انك معقده سيكا. 


ضحكت على مشاكسته تلكزه بكتفه وهو قال بوعيد :على الطلاق لاعملك فرح يجنن. 


نطرت له بتوجس....اصبحت تخشى جنونه هذا وعواقبه 


________________________


جلست فى السياره لجواره كل دقيقه ينظر لهل ببعض الضيق وهى كذلك. 


قال بضيق :ممكن اعرف انتى ليه قدمتي صحافه واعلام؟ 


جنه:انا الى ممكن اعرف ايه سر إصرارك انى ادخل جامعه خاصه مع انى مجموعى حلو وادخل بيه اى جامعه حكوميه بالكليه الى انا عايزاها. 


زاد غضبه.... مازالت تفكر فى الفرار. 

تحدث بعدما فقد السيطره:لسه عايزه تمشى... مش عايزه حاجه تربطك بيا مش كده. 


جنه:انت ليه حاسبها كده. 


توقف بسيارته على جانب الطريق على فجأه يقول :كل تصرفاتك بتقول كده مش شايفه نفسك.


نظر لحالتها المرعوبه من صراخه... ليسب تحت انفاسه ثم اخذ نفس عميق. 


صمت لدقائق.... ثم مد يده جذبها لاحضانه رغم امتناعها  وظل يمسح على كتفها وشعرها حتى هدأت يقول بهدوء :انتى لو لفيتى الدنيا كلها هتلاقى كتير يحبوكى... مانتى صغيره وجميله... بس زيى مش هتلاقى... صحيح اول ماشوفتك عجبنى شكلك وانك جميله بس لو على الجمال فأنا بشوف منه أشكال وألوان... ارتباطى بيكى اكبر وأقوى من كده... انتى بالنسبه لي حاجه صعب تتوصف.


اغمض عينها تومئ برأسها قائله :عندك حق. 


ابتسم عليها يقول :يعنى مش زعلانه؟ 


نفت برأسها أسفل ذقنه فقال :تعالى هروحك على البيت واروح اخلص الميتنج واجى. 


وافقت بهدوء ليشعل سيارته ويقود بهدوء فى اتجاه المنزل. 


وهى ظلت تفكر وتفكر... ماذا تريد.. ولما دائما رغم كل ما يفعله تنوى عدم الارتباط به اكثر من ذلك... لما تود الفرار وهى حقا قد اعتادت عليه حتى انها اعتادت دلاله وتعلم لن تجد من يدللها ويتهافت عليها هكذا دائماً. 


ليست غبيه وتعلم انه ليس بغبى ايضا.. اغمضت عينها داخل احضانه تبتسم... سليمان يعلم انها تاخذ موانع حمل وللآن يترك لها فرصة التراجع دون اى مواجهه منه قد تخلق نزاع كبير... يصبر عليها ويعطيها فرصه لا يعطيها اى رجل لزوجته لو علم انها لا تريد الإنجاب منه. 


ترجلت من السياره تلوح له وهو يبتعد تتذكر حديث امها... تقر.... ظلمه غير واقع عليها... يعشقها حد الهوس ودائما يدللها... يراها صغيرته التى لن تكبر. 


ظالم مع الكل شغوف معها... يحميها ويجعلها على رأس الكل حتى ان والده تقبل الأمر الواقع ورضخ لكل ذلك. 


سارت داخل الحديقه تتجه للمطبخ وهى تفكر انه يجب أن تعرف ماذا تريد.. يجب عليها تحديد مصيرها... سليمان يعشقها وهى لن تفر منه... هو محق لن تجد من يعشقها مثله.. وهى ليست بظالمه ولن تنجرف خلف المغريات كما حدث مع نهله.... لا يوجد ملائكه على الأرض وهى ليست بملاك.... قررت اخيرا وهى تبتسم... ستظل مع سليمان وستنجب منه أيضآ. 


توقفت فجأه وهى ترى زياد جالس فى المطبخ الفارغ ينظر حوله حيث كانت تقف تسنيم. 


ثم استدار حين شعر بها خلفه ينظر لها بتذبذب. 


اقتربت منه تقول :زياد.. رجعت امتى... انت لسه زعلان.


زياد بنبره عاديه :نسيت الزعل... صحيت من نومى على مكالمات من العمال... بيكلمونى يشكولى من ظلم جوزك. 

نظرت له بتذبذب وهو يروى تفاصيل تبكى القلب... ظلت تستمع دون اى تعبير وه يروى ويزيد واضعا لمساته الخاصه ينتظر صدمتها لكنها هى من صدمته تسأل :وانت بقا عملت ايه؟!! 


ليتصنم جسده وهى تنظر له بقوه... كأن سليمان هو من يجلس امامه.... انها نسخه طبق الأصل منه.......



الفصل الرابع والعشرين 


جلس وهو ينظر لها بتوتر متسائلا :قصدك إيه؟


نظرت له بقوه تقول:يعنى الساكت عن الحق شيطان أخرس يا زياد.... انا بجد زعلانه عليك وانت فعلاً فعلاً صعبان عليا.


طريقتها فى الحديث اثارت عصبيته ليقول بحده:ايه صعبان عليكى دى هو انا مالى؟!


هزت رأسها بأسى تخبره :انت مابقتش بتعمل اى حاجة غير إنك تتعصب وتتزرزر كده... من يوم ماجيت البيت هنا وانا تقريباً مش بسمعلك حس... فجأه الفتره الاخيره بقيت عصبى ودايما صوتك عالى.. مش عارف تقريباً انت بتعمل ايه... هو الواضح حتى انك مش عارف انت عايز ايه فى حياتك... عارف يا زياد... انطباعى عنك ايه... إنك رد فعل.. حلو انك تبقى شخص مش مؤذى وعمرك ما تبدأ فى اذية حد ولكن حد زيك وفى بوزشن شغلك لازم يبقى فعل.


صمت ينظر لها بغضب.... حديثها يعريه ويذكره بما قالته تسنيم.

وهى اكملت بجديه:انت شغال وسط العمال دول بقالك اد ايه... بوزشن شغلك مديك صلاحيات كتير اوى.. ليه اخترت تكون ساكت؟!


رفع حاجب واحد يقول وهو مصر على ما يفعل:مهما كانت صلاحياتى... جوزك هو المسؤول عن كل حاجه.... مافيش اى حاجه ممكن تمشى الا بموافقته وامضته... لو اخد اجازه كل حاجه تتعطل... واديكى سمعتى بنفسك لما اخد اجازة جوازكوا مرتبات الموظفين فى كل الفروع اتعطلت.


ردت عليه تنظر داخل عينه بقوه:ماتبررش لنفسك يا زياد... لا انا هبله ولا عبيطه... انت كان ممكن تعمل كتير... حتى لو.... ليه مارفضتش الوضع ده ووقفت ضده.. ليه ما قولتش لجدك وخالك انا معترض... للأسف يا زياد انت الى اخترت طريقك وشخصيتك ماحدش اجبرك عليها... انت اخترت تكون شخص سلبى... حتى كمان عصبيتك وقلبتك بالنسبة لي مش مفهومه.. يعنى مالهاش لا طعم ولا لون ولا ريحه.


وقفت تنوى الذهاب ليوقفها قائلاً بغموض:قريب.... قريب اوى هتعرفى.


نظرت له بحيره لكنها هزت رأسها بعدم رضا وغادرت المطبخ كله.


حتى اصبح وحيدا لدقائق يفكر بما قالته وحديث تسنيم له مسبقاً... ثم صفعهة له... يتذكر تلك التهانى وما فعلته... لن يطلقها هكذا يخرجها من حياته عادى... لن يشفى ذلك غليله أبدا.


لابد من اهانتها وذلها... لن يصمت... وتلك التسنيم... اه منها يريد ان.. ان... يريد أن تعشقه كما يفعل.


لكن عاد وتذكر صفعتها له... ليقف عن مقعده ويذهب حيث سيارته يخرج بها من البيت سريعاً... لابد وان يحصل على ما يريد.. طفل عائلة الظاهر المدلل سيأخذ ما يريد.


__________________________


كانت قد عادت وهى تلهث خائفه... لقد صفعته.. لن يصمت.. لن يصمت.


دقات على باب غرفتها ورغم خفتها ولكن جعلتها تشهق بخوف.


ليدلف والدها وهو يعرج على قدمه يقول :حمدالله على السلامه... دخلتى اوضتك ليه وماجتيش المطبخ زى كل يوم.


ابتلعت رمقها بتوتر تأخذ انفاسها أخيرا... لقد صفعت رجلا للتو... هل تخبره؟! لا لا بالطبع.. والدها وتعرفه جيدا.. سيوبخها لفعلتها فتربيته لها لا تسمح لها بكل هذا.


جلست على طرف سريرها تقول بتوتر وهى تفرك يديها معا ثم تمسح حبات العرق على جبهتها:ما.. مانا. انا اصلى.


مسعد :ايه يا بنتى مالك... حد ضايقك في الحته ولا حاجة.

نفت سريعاً تقول :لأ لأ خالص... انا بس كنت راجعه تعبانه قولت اغير وابقى اجيلك.


ابتسم بحنو ثم تقدم يحتضنها قائلاً بعدما جلس لجوارها وهو يضمها له:خضتينى عليكى... قولت مالها عمرها ماقطعت عادتها... اصل انا امى كانت دايما تقولى قطع العاده فال وحش.


على تلك الكلمه ودق الباب... فابعدها والدها عن احضانه يقول :ده مين الي حماته بتحبه ده.. خليكى انتى هروح اشوف مين.


اخذت تمسح على وجهها فى محاوله منها لكى تهدأ من روعها.


مالذى حدث مثلاً كى تكن خائفه هكذا... صفعت زياد... وما بها؟!! انه زياد.


تراه فتى مدلل طائش ومهزوز لن يجورؤ حتى على فعل.


لتحدث نفسها بصوت خفيض:ماتثبتى يابت فى ايه... ولا يقدر يعمل حاجه ده عيل متنى.


لتتسع عينها وهى تسمع والدها بالخارج مرحبا بالطارق:اهلا اهلا يا زياد بيه اهلا اتفضل.


وقفت من موضها تقول :يادى النهار الى مش فايت... ده جه لبابا.. هيقولو.. هيقولو.


اما بالخارج


فتقدم زياد يبتسم خلف مسعد يقول ببشاشه :إيه زياد بيه دى ياراجل يا طيب.. ده حضرتك الى مربينى.


ابتسم مسعد يضع يضعه على صدره كعلامة امتنان:الله يكرم اصلك يابنى.


قلب زياد عينه بكل الارجاء تحت نظرات مسعد الذى قال بجديه :خير يا ابنى.


لا يحتاج للتفكير فقد فكر فيما يريد ولديه جميع الردود ليتحدث وبجديه:كل خير ان شاء الله.. انا طالب ايد تسنيم منك يا عم مسعد.


زهل مسعد كثيرا يقول :ايه؟! تسنيم؟! بس يابنى... قاطعه زياد يبتسم بود:بس إيه يا عم مسعد؟!


مسعد :اصل يابنى احنا وانتو يعنى...


زياد :احنا ايه وانتو ايه بس وبعدين انا شارى فين المشكلة؟


مسعد :مشاكل كتير يابنى اولها إنك جاى بطولك.

ابتسم زياد بثقه:لأ ما تقلقش... هجيبهم.. كلهم.


مسعد بكبرياء:مش كده وبس... انا لسه مش عارف بنتى هتوافق ولا لأ.


وضع زياد يده على وجهه مكان صفعتها وقال بوعيد:لأ هتوافق... انا حاسس.. ناديها بس بعد اذنك اكلمها


رفع مسعد صوته مناديا:تسنيم يا تسنيم.


خرجت سريعا مندفعه.. مقرره ان افضل وسيله للدفاع الهجوم.. إن جاء لوالدها شاكيا فهى لن تصمت وستقول على كل شيء.


فاندفعت تعد وتحصى:بص يا بابا.. الواد ده عيل مستفز وكداب وماشافش ربع ساعه ربايه هو الى استفزنى ده عيل......


قاطعها زياد مبتسما باتساع :شوفت متفاهمين إزاى ياعم مسعد.. انا متفائل خير ان شاء الله.


مسعد بتيه:متفاهمين ايه بس يابنى استنى لما اشوفها بتتكلم بحرقه وعصبيه كده ليه.


لاحق زياد عليه يقول :لا خلاص هى طبعها كده انا عرفت.


مسعد:لأ خالص دى عاقله وصبوره.


زياد بتوتر :ماااا... ما تعملنا اتنين عصير بعد اذنك على ما اتكلم معاها.


ظل مسعد لدقيقه يفكر الى ان وافق وسار ناحيه المطبخ يقول:عنيا حاضر.


انتظر كلاهما حتى اختفى داخل المطبخ لتنظر له بشراسه قائله :انت مفكر انى هموت فى جلدى لما اشوفك جاى تحكى لابويا.. لأ خالص ده ابويا... حتى لو شتمنى وهزقنى... ولا حتى رننى علقه ده ابويا ويعمل فيا الى هو عايزه.


حاول النظر لها بجديه يدارى إعجابه الشديد... تبا لها.. من اى نوع صنعت هى.... شراستها تعجبه... حاول الحديث بحده وتهديد :لمى روحك معايا انا سبحان من صبرنى عليكى.. ابوكى هيخرج دلوقتي من المطبخ.. مطلوب منك تبصى فى الأرض تعملى مكسوفه وتقولى الى تشوفو بقا يا بابا.


نظرت له كأنه ابله... ولما كأنه.. بالأساس هذا هو رأيها به لتردد :ولا انت عبيط ولا راضع من بقره شرك.


زياد :لمى نفسك يا قطقوطه... لمى نفسك للصبر حدود.


تسنيم :انت الى جاى تقول كلام يفور الدم على المسا... انت دلوقتي تايه من امك مثلا ولا جعان ولا قصتك إيه... اقول موافقة على إيه؟


قلب عينه بملل يقول :هجيب اهلى واجى اتجوزك.


وقفت تشيح بيدها :ماقولنا لأ.. الله!

جذب معصمها بقوه فتجلس مكانها مره اخرى أثر حركته وهو اضاف بعدما اخذ نفس عمييق : بلاش العنف وخلينا فى الطريق الحلو.


نظرت له بتشوش ففسر قائلاً :انا هاجى معاكى سكه وهقولك انا عايز إيه... بما إنك عارفه كل حاجه كانت بتحصل في بيتنا فأنا عايز اذل تهانى ومافيش حاجة تذلها.... قاطعته تكمل بوجع :إلا إنك تتجوز عليها الخدامه.


رق قلبه لصوتها الذى عبر عن وجعها لكنه كافح كل ذلك بقوه وقال مؤكدا :ايوه.


رمش بعينه يخفى انجذابه وقال :بس كل ده مش ببلاش... حاجة قصاد حاجة... مش ببلاش... هتتجوزينى مقابل مليون ونص.. فكرى كويس... لأنه عرض مغري... جوازه من غير ما تتكلفى حاجة مقابل مليون ونص.... تقدرى تشترى المطعم إلى بقالك سنين بتحوشى انتى وابوكى فى تمنه.


كانت تنظر له بغضب حارق ليتحدث سريعاً... جينات عائلته تنضح من حديثه وهو يقول بذكاء :صعب تلاقى عرض زى ده ولا جوازه زى دى... إحنا فى مجتمع ابن كلب وأنى روحتى ولا جيتى ومهما اخدتى شهادات اسمك طباخه ولو اكرموكى تبقى شيف لكن الحقيقة هى الى قولتيها بنفسك... خدامه... حتى دى كانت مهنة ابوكى وامك... مين هيرضى يتجوزك إلا إذا اتجوزتى خدام.


جلدها ببراعه دون شفقه.. فقد يرغب فى الوصول لما يريد.


خانت عينها دمعه فرت منها لتسقط عليه كصوت يقطع قلبه لكن تماسك وقال بجديه شديدة :قدامك اسبوع.. اسبوع واحد تفكرى.


وقف كى يغادر لكنها وافقت سريعاً تقول :وليه اسبوع... انا موافقه.


انشرح صدره... وتهلل وجهه.. نسى تهانى ومن انجب تهانى واليوم الذى ولدت به... كل تفكير ان تسنيم وأخيراً ستصبح له وبين ذراعيه.


ياخذها داخل صدره وبين احضانه يمد يده على طول...... اخرجته من سلسلة تخيلاته الغير بريئه وهى تسدد له الصاع صاعين تقول :موافقه على الجوازه مقابل اتنين مليون مش مليون ونص... اصل فى راجل.. بس راجل بجد عاجبنى وعايزين نتجوز لكن الظروف مش مساعده... ف وماله... اخدك كوبرى عشان اوصل ليه.


صرخ بها بحده :نعم يا روح امك.


صرخت اكثر بحده :احفظ أدبك... كفى لسه معلم على وشك.


خرج مسعد على صوتهم يقول :ايه ده فى إيه؟


ظل زياد ينظر لها بحده وهى قالت وهى تنظر بثبات وتحدى داخل عينيه:لا ماتاخدش فى بالك يا بابا... اصل احنا كده دايما زى ناقر ونقير.


مسعد:طب ايه رأيك يا بنتى فى الى بيقولوا.


نظرت لزياد تبتسم بمكر وهو مازال ينظر لها بلهيب مستعر سيخرج من عينه.


لتخفض رأسها بخجل مصطنع وتقول بوداعه منقطعة النظير:الى تشوفوا يا بابا.


وتفر بعدها لغرفتها سريعاً تقف خلفها وقد انجلى وجه القوه الذى ارتدته بالخارج.


ادمعت عينها تبكى وهى تقر... لقد فعلت الصواب... ظروفها فردت عليها واقع لن يتغير.. هى كما قال.. خادمه سليلة خدم.. حتى سيدات حيهم الاقل من متوسط لا يقبلوها لابناءهم.. زواج شرعى مقابل مبلغ كبير تنهى به تلك المأساة... تنتشل نفسها ووالدها لحياه اكثر راحه....يكفى كل ذلك العمر من التعب على والدها حتى أصبحت قدمه لا تحمله رغم نحافة جسده.


زواجه لبضغة أشهر لن تضر مقابل اثنين مليون جنيه... لقد سأمت تحمل تعليقات الزبائن.. طاقتها وتحملها لضبط النفس نفد... الى هنا ويكفي... لقد اخذت القرار الصحيح.


___________________________


وصل اخيرا للبيت يجدها بانتظاره أمام البيت تنتظره.


نظر لها باستغراب قائلا وهو منشرح الصدر كونها تنتظره:حبيبتي مستنيانى؟


جنه بابتسامه :ايوه مستنياك... خدنى خرجنى.


زوى مابين حاجبيه يقول ضاحكا:مالك يا حبيبتي ماحنا كنا لسه برا.


جنه:كنا فى الجامعه... انا عايزه اخرج معاك يا سليمان... مش عايزنى أقرب منك؟


دقات قلبه ارتفعت يضمها له بقوه وهو يردد:نفسى.


جنه:خلاص... تعالى نخرج ونروح مكان جديد ولا ايه رأيك نسافر.


اخرجها من احضانه ينظر لها بانبهار سعيد... يقول وهو لا يصدق :انتى الى بتقولى كده؟!


تقدمت كى تقتله وهى تجذبه لها وتقبله من وجنته بعمق جعلته يغمض عينه ويذهب لعالم آخر.


فيضمها له متهورا كى يقبلها من شفتيها بجنون وهى تبتعد عنه بحرج تنذره:سليمان احنا مش فى اوضتنا.


ليتحدث بأنفاس لاهثه:طب مانطلع اوضتنا.


وضعت يدها على صدره تقول ياغواء فطرى:لما نرجع.


اعتبره وعد منها قائلاً :وعد؟!


اغمضت عينها تومئ بدلال ليجذبها لاحضانه قائلاً :لا انا هاخدك مكان انا وانتى وبس.


جنه :فين.

جذبها حيث سيارته يقول :تعالى بس.


عدت ساعات متواصله على الطريق حتى وصل للساحل الشمالى وهى تجلس لجواره مستغربه.


تراه قد توقف أمام منزل فخم بحديقه تؤدى للبحر مباشرة.

فسألت مستغربه :ده بيتك؟

التفت لها يجذبها له ثم يقبلها بعمق يغرس يد فى شعرها  والاخرى تسرح على طول عنقها يقول من بين قبلاته:ده بيتك انتى ياروحى.


تقريباً لم تستوعب... سيطرت عليها عاطفة قويه اثر قبلاته الجياشه.


يحملها بين يديه وهو على مقعده وهى صغيرة الحجم هكذا ويترجل من سيارته وهى بين ذراعيه.


يقول وهو ينظر داخل عينها بوله :هنا انا وجنتى وبس... مافيش مخلوق يقدر يدخل.


صعد بها لاحدى الغرف الكبيره يقول وهو يخلع عنها ثيابها :كان نفسي اعمل كده من اول مره شوفتك فيها... لما كنتى بتحفرى بالمسمار على عربتيتى.... لسه فاكر فستانك الأصفر وضفيرتك الى تجنن... كان نفسى ساعتها اخدك فى مكان مافيهوش الا انا.. وانتى وبس.


مال عليها يريها عمليا مالذى تمنى فعله يومها ومنذ رآها اول مره.


____________________________


تقدم داخل غرفته يخلع عنه ثيابه وكانت على غير العادة بانتظاره.


تبتسم له قائله بوداعه:كنت فين يا زياد... بقا كده... تهانى حبيبتك تهون عليك... تعمل كده فيا انا يا زياد.


نظر لها ولما ترتديه بتقزز واضح جدا على ملامحه... كلامه رأها بملابس عاريه يتذكر هيئتها وهى تعرض نفسها بمنتهى الرخص على خاله.


تحدث باشمئزاز قائلاً :ايه اللي انتى لابساه ده.


تحدثت باغواء منفر:اللون الى بتحبه عليا يا حبيبي... انا عارفه إنك بتحب البمبى.


زياد:بحبه اه بس مش لايقلك... روحى غيرى البتاع ده.


اتسعت عينها... فكرت لأيام ان اسلوب الشد الذى اتبعته معه منذ عرفته لن يجدى.... زياد يفر من بين يديها ولابد من الجذب قليلاً.


لذا ستتحمل... يعجبها سليمان ولكن زياد هو الضامن الوحيد للتلك العيشه وبقاءها داخل بيت الظالم.


لذا ابتسمت تقول برضوخ:حاضر.


ذهبت تبدل ثيابها سريعاً وهو للأسف أدرك كل ماتفكر به ولكن متأخر جدا ليبصق عليها قائلاً بعدما غادرت :ملعون ابو القرش الى يخليكوا تبقوا كده.


لتقفز لعقله تلك المتمرده مجددا.. هى الأخرى وافقت عليه لأجل المال ولأجل الوصول لرجل آخر... رجل اخر تفضله عليه. ستأخذ امواله كى تتزوج بأخر تعشقه... انه العجب حقا.


ما به لا يعجب اى امرأه... هو حتى حينما خطط كى يوقع جنه بشباكه لم يفلح بل وافصحت عن مدى قلة حجمه بنظرها... تراه مشوش.. متخبط.. حتى جنه المتزوجه من رجل كبير بالعمر وظروفها تساعده بكل المقاييس لم يقدر على جذبها له.


وتهانى التى فعل لأجلها الكثير تزوجته للوصول لخاله.


حتى تسنيم الفتاه الوحيده التى شعر ناحيتها بأشياء لم يشعر بهل مع اى فتاه وافقت على عرضه المغرى كى تستطيع بناء عشها السعيد مع رجل آخر.


كل ما حدث معه بكفه وما قالته تسنيم بكفه آخرى.. كخنجر مسموم دس بقلبه جعلته ينزف ألما.


_____________________________


لم يتحمل فؤاد كثيراً... فلم يمر يومين الا وعقد قرانه عليها.


تقف امام المرأه غير مصدقة تقول له :انا مش مصدقه انك تعمل فرح كده.... انت راجل اعلامى وليك هيبتك.


جذبها له وجعلها تستدير قائلاً :شكلك يهبل فى الفستان.


مسح على وجنتها قائلاً :انا عامل الفرح على الطريقه الى تفرحنى وتفرحك لينا واصحابنا والناس الى بتحبنا وممنوع التصوير.. نلبس ونرقص بجنان طول الوقت.. إيه رأيك مش كده احسن...لسه فى وقت.


ابتسمت له بحماس تقول :لأ... يالا بينا عملنا ايه بالعقل يعنى.


فرقع اصابعه يقول بجنون هو الآخر :هو ده يعني يا زين نا اخترت بجد... جبت واحدة اجن منى.


بعد نصف ساعه كانا فى وسط الحفل هو ببدله زرقاء على شورت قصير... وهى بفستان زفاف ابيض قصير كل منهما يرتدى نظاره سوداء يرقصان بجنون ومرح وسط قله قليله من أصدقائهم المقربين... سعادة لا توصف وهى بدت اصغر من ثمانية عشر عاماً.


__________________________


عاد سليمان مع جنه الى القصر.. يترجل من سيارته ثم كالعادة يذهب إليها يساعدها ويضمها له.

تحت أنظار تهانى بشرفتها... ووالده الذى يجلس ينتظره بغضب.


الى ان تقدم يقف امامه وباحضانه جنه يقول بسعادة باديه بوضوح على كل ملامحه:مساء الورد والياسمين على الباشا.


اغمض شوكت عينه بأسى... ابنه سعيد.. بعمره لم يكن سعيد هكذا.. وهو سعيد لأجله لكن ما باليد فمن سيصلح كل هذة المشاكل غيره.


نظر له يبتسم :شكلك مبسوط.


ضم سليمان جنه له فهى واخيرا رضيت عنه يقول لوالده بسعادة :اوى اوى يا باشا.


نظر لجنه نظره عابره ثم قال :عايزك فى موضوع مهم.


اخذ سليمان نفس عميق... لايريد تركها الآن ونظرة والده خلفها كوارث.


ليوافق رغماً عنه قائلاً لجنه:اطلعى انتى ريحى حبيبتي من الطريق وانا جاى وراكى.


قاطعه شوكت :لا انت هتتاخر... لازم نروح مقر المجموعة دلوقتي.


سليمان بقلق:ايه اللي حصل؟

شوكت :يالا وهحكيلك فى الطريق.


ذهب معه سريعاً.. خير ما فعل والده... لا يريد أن ترى جنه وجهه الآخر فى العمل حين تحدث مشاكل.


وهى صعدت الدرج حيث غرفتها معه وجدت تهانى تجلس على طرف الفراش يبدوا انها تنتظرها......



الفصل الخامس والعشرين 


فتحت باب غرفتها وهى تبتسم ايام جميله قضتها باحضانه.


تلمست مدى حبه ولأى درجه من الهوس وصل إليها.


قربه منها احتياج وهى بالنسبة له شئ لا يوصف... لدرجة تشعرها بالشفقه عليه وهى تراه بهذه الحاله فى قربها... ليس سليمان الظالم.. المليونير بل معها يكن طفل يتيم محتاج لها يتمنى بل ويتحين نظرة رضا.


عادت من شرودها حين انصدمت بتهانى على فراشها فى غرفتها.


وقفت تتصنع التفاجئ قائله وهى تضع يدها على فمها شاهقه:جنه... انتى... انتى جيتى امتى.


رفعت جنه حاجب واحد تقول :جيت امتى؟! دى اوضتى... ومالك عامله متفاجئه كده حبيبتي انتى شكلك قاعده مستنيانى من بدرى.


زمت الحرباء شفتيها بغيظ صغيره ولكنها حيه كشفت حيلتها بثوانى ونظره واحده.


لل تعلم كيف يراها الكل بريئه وهى بذكاء وخبرة عجوز فى السبعين.


تقدمت تقول بقوه وحاجب واحد مرفوع:طول عمرك ناصحه وماحدش يعرف يلعب بيكى.


ضربت على كتفها ببعض الحده عدة ضربات تقول :شاطره.. بس بيقولك وقعة الشاطر بألف.


ضحكت جنه تقول :والله؟! ده الى هو إزاى بقا.


صمتت لتكمل بحده :انتى المفروض الأول تبرريلى سبب وجودك هنا فى اوضتى وعلى سريرى.


ابتسمت لها تهانى تقول ببجاحه:كده اللعب هيبقى على المكشوف وانت صغنن اخاف على قلبك الصغير.


لوت جنه فمها تبتسم بسخريه ثم قالت :لأ ماتخافيش على قلبى انا ادرى بيه. 


مدت يدها ترد لها الضربات بنفس الطريقه على كتفها كما فعلت منذ قليل تكمل :العبى على المكشوف يا سكر وخلينا نشوف.


تهانى بسخريه واستنكار تنظر على ذراعها مكان رد الضرب :سكر... والله وبقينا نرد ونفهم فى كيد الحريم.


رفعت جنه رأسها بشموخ ليزداد حقد وغيظ تهانى وتتهور قائله بعدما استعانت بنظره ساخره شامته:ما سألتيش نفسك سليمان جوزنى زياد ليه وليه انا هنا لحد دلوقتي.


نظرت جنه ببؤبؤ عينها فى كل الجهات تتصنع التفكير وقالت بحيره مستهزءه:ليه ياترى؟!


ابتسمت تهانى بثقه لا توائمها وقالت :عشان عايزنى.


تحولت نظرات جنه لتكمل تهانى بتأكيد:اممم.. عايزنى... عايز ست فى حياته... وانتى مش عارفه تبقى ست.. انتى اخرك تلبسى شورت على بدى وتعملى الضفرتين لكن لو احتاج ست... قاطعتها جنه تضحك بهيستيريا غير قادره عن التوقف تشير عليها وكأن الأخرى بلهاء مردده من بين ضحكاتها:ههههههه.... بتفكيرينى بالولاد الى بالناس العبيطه الى بتبقى لابسه بدله وعامله فيها واحد بخوف... ههههههه تهانى انتى هبله... ههههههه ايوه هههههه هبله ومسكوها طبله هههههه لأ وياحرام مصدقه ههههههه والله حرام.


كانت أعين تهانى تزاد مع كل ضحكه وكلمه منها حقدا يزيد لهيب نارها تصرخ بها:ايه اللي بتقوليه ده انا... قاطعتها جنه تقول :انتى هبله او ساذجه او عبيطه يا متخلفه لأ انتى كل دول على بعض... حبيبتي انتى سليمان استخدمك عشان يقدر يوصلى.


اتسعت عينها... إذا ما قاله مسبقاً صحيح. قالها لكنها لم تصدقه... غبيه غباء بلا حدود.


كيف لم تربط الخيوط ببعضها.. اولا تمت الموافقه على زيجتها من زياد وحلت كل العقبات بطريقه أقرب للسحر بعدها ضربها عمها ضربا مبرحا... اعتقد لأنه فقط اكتشق علاقتها المسبقه بزياد.. لم تربط الخيوط ببعض حتى بعدما صرح سليمان بما قاله.. اعتقدته يتهرب منها لأنه ثقيل ورزين مما يزيدها تعلق وانجذاب تجاهه.


لكن الآن أكدت تلك الصغيره كل شئ.. حتى هى كانت على علم بما حدث.. وهى البلهاء الوحيده بالقصه... الكل لعب بها كأنها كره من جوارب مقطعه وقديمه.


وقفت متصنمه امام جنه التى اكملت بتشفى :فاكره لما قولتى لامك مش عايزه تكلمينى عشان شكلى بتمسح فيكى عشان عريس ولا وظيفه.... شوفتى الزمن... اهو سليمان الظالم الى انتى هتموتى عليه بيموت فيا انا... هيموت على نظره رضا منى انا ويا اديهاله يا ما اديهالوش.. بيقى فى حضنى زى العيل اليتيم الى فجأه رجعولوا أمه وخلاص هيعيط... الظالم الى ظلم وافترى على الناس حياته متعلقه بنظرة رضا منى.


تخشب فى موضعه وهو يضع يده على الباب كى يفتحه يغير حذائه بآخر مناسب.


يغمض عينه بوجع... كل ما قالته صحيح... هو كذلك واكثر.. مريض بها ولا يملك الدواء رغم امتلاكه ثمنه.


اندفعت تهانى تفتح الباب تغادر وهو توارى قليلاً بخزى كى لا تراه... لاول مره يتوارى عن احد محروج.. مخزى.. لطالما كان قوى.. ظالم.. متبجح ومستبد.


جنه كسرت كل جبروته وطغيانه... هى التى لا شفاء منها ولابد.


لا يملك حتى رفاهية الإختيار.. قرار البعد ليس بيده.


تقدم يفتح الباب وهى تتسع عينها بصدمه تستمع لخطواته المتمهله على غير عادته.


مصدومه.... هل سمعها... استدارت تنظر له وجدته مذلول... ضعيف.


ينظر لها بانكسار... تقدمت بصدمه تحاول تبرير اى شئ.


لكن ولا كلمه ستسعفها او تغير ما سمع... وضع يده على وجنتها بعيون مدمعه يقول بعجز والم :ماتقوليش حاجة... كل الى قولتيه صح.. انا كده قدامك واكتر...حتى مش عارف ابعد.. مش بشبع ولا هشبع وبحتاجك كل يوم اكتر من الى اليوم الى قبله.


حاولت الحديث :سليمان انااا.. قاطعها بحزن:ياترى انتى جنتى ولا نارى... سبب سعادتي ولا انتى الى جايه تكفرى كل ذنوبى؟!


جنه:سليمان اسمعني... هى الى بدأت انا كنت برد على موقف عملته زمان.. انا والله بقيت بحب العيشه معاك.


تقدم يضع يده على شفتيها ثم قال بوجع وعجز:هتقولى ايه... ولا اقولك.


اخذ نفس عميق يغمض عينه ثم قال:قولى... بررى بأى حاجة... أى حاجة اضحك بيها على نفسى لأنى مش هقدر ابعد عنك.


تقدم يأخذها بين احضانه يغلق عليها ضلوعه مغمغما من بين دموعه:مش عارف ابعد حتى وانا عايز كده.... ربنا يرحمنى منك يا جنه... يا سرطانى الى انتشر فى دمى لحد ما اتمكن منه وخلاص موتنى.


ضمها له اخرسها... اى حديث لن يجدى نفعا الآن خصوصا مع سليمان وبشخصيته هذه.


اغمضت عينها تفكر... زوجها واصحبت تعرفه... زوجها لا يجدى معه الكلام نفعا... الفعل لديه افضل واحسم.


ابتسمت بحنان وهى تمشط يدها على طول ظهره كأنها تداعبه بنعومه.


حركتها اللطيفه وصلته.. جنه تريد وتحاول مصالحته.. زوجته ذكيه رغم صغر سنها ولقطتت طبعه بسرعه.. الأفعال تأثر قلبه أكثر.


رفع رأسه عن حضنها يتحدث بتماسك:انا... احممم.. اوعى.


ابعدها بجفاء غير مقنع فابتسمت قائله:رايح فين.


جاوب باقتضاب:هكمل شغلى... عندى حاجات مهمه.


تقدمت بدلال يدها تتمسح بعضلات صدره:اهم من جنتك.


حاول التماسك والا يتراجع.. لكنها مرهقه. لا سيتخذ موقف.. تحدث بكل ما استطاع من قوه وضبط النفس :ايوه... شغلى.. على الاقل بحس انه بيحبى... لما بيديلو وقت وتعب بيدينى فلوس ومعارف وسلطه.


ذهب بقوه لابد من الثبات على موقفه ولو ظل دقيقه امام عيونها الواسعه تنظر له بطريقتها المهلكه هذه لضرب كل قراراته عرض الحائط واخذها بكل ما اوتى من قوه يصدق على حديثها ولأى درجه وصل به الحال.


تقدم سريعاً وهى خلفه حزينه عليه... لم تريد جرحه تبدأ. فقط ارادت تأديب تلك العقربه.


عاد بخطوات سريعه حزينه يجلس فى سيارته لجوار  والده ويشعل مقود السياره.


ليتحدث والده مجددا يكمل:ماردتش عليا يا ابنى هنعمل ايه فى البلاوى دى.


نظر لوالده بحزن اخفاه كما تعود وظهر متماسك كما يراه الكل الا هى يقول بثبات : زياد ده عايز ايه بالظبط كل يومين عايز يتجوز واحدة.. هو قادر على الى معاه لما يروح يجيب غيرها.


شوكت بعدم رضا:انا خلاص تعبت من دلعه ده هلاقيها منه ولا من العمال الى معتصمين قدام الشركه... المصنع واقف مافيهوش ولا عامل كده الطلبيه هتتأخر والشرط الجزائى كبير.


اخذ نفس عميق... كل شئ يتكدث فوقه.. حاول التركيز وان ينحى حبيبته على جنب وقال :هتصرف انا... هتصرف.. إن شاء الله الله هجيب عمال بسرعه يعملوا ورديات... والعمال الى عند الشركه بقا انا هتصرف معاهم الاوباش دول.


شوكت :وزياد؟!


سليمان بنفاذ صبر:سكته.. سكته.. مش عايز يتجوز... خليه يشيل.. طب قسما بالله لاجوزهاله بكره خليها تضحك عليه تانى ويتربى... هفضل ادلع واحايل فيه لحد امتى.


شوكت باشفاق:اهدى.. اهدى يابنى... مالك قلبت كده... كنت راجع من السفر مبسوط.


نظر لوالده بحزن وقال :شكله مش مكتوبلى يا بابا... مش مكتوبلى.


صمت كل منهما بحزن طوال الطريق حتى توقفا عند الشركه.... وجد جموع غفيره من العمال بلبس العمل الأزرق يقفون محتجين.


اول ما شاهدوا سيارته زادوا بالهتافات المحتجه. 


سار وسطهم برأس مرفوع وقوه الى ان توقف اعلى درجه بسلم الباب الخارجى للشركه يهتف بهم بقوه:انتو عارفين الى انتو عاملينوا ده ايه..  ده اسمه امتناع عن العمل... موقفين شغل بملايين وعليه شروط جزائيه وقاعدينلى هنا تندبوا.


صرخ رمضان به:حقوقنا ياباشا... احنا نصنا عيان والنص التاني على وشك... الظلم وحش. 


سعيد :ايوه واحنا مش منقولين من هنا إلا لما نوصل لحل.. للناس المرميه فى بيوتها والى تعبت والى لسه هتتعب. 


سليمان بتعنت وجحود:حلوو اووى... باتوا هنا بقا وخلوا الكلام الفارغ ده ينفعكوا... شغلى الهتافات يابنى. 


قال الاخيره بطريقه مستهينه مضحكه... بمعنى انه لا يهمه هتافهم. 

واستدار يدلف داخل شركته بقوه وجحود غير مهتم بمن خلفه. 


بينما ورد لسعيد اتصال من احدهم... جاوب عليه بضيق:ايوه... تسنيم الله يباركلك انا على اخرى. اقفلى دلوقتي. 


اغلق الهاتف بوجهها ولم يستمع حتى... وهى على الجهه الأخرى محتاره ومشتته.


هل هذا وقت للجفاء... وهو دائما هكذا وكلما تذمرت يتحجج بضيق الحال وفراغة اليد . 


اغضمت عينها غاضبه... القلب الرحيم الحنون لا يتغير بضيق الحال ولا فراغة اليد... لكنها.. 


تحبه وستختلق هى الحل... زيجه لمده محدده وتنفرج عقدتهم. 


لا تعلم ان كان ماتفعله صحيح ام خطأ.. او... ربما نصيب. 


لا تعلم.. استفاقت من شرودها على اتصال من زياد. 


نظرت للهاتف بامتعاض ثم فتحت الهاتف تجيب:ايوه. 


زياد بسخريه :اهلا اهلا ام العيال. 

تسنيم بشراسه:عيال مين ياجدع انت... هى فيها خلفه وعيال... لا بقولك ايه من دلوقتي انا قبل اى حاجة احب احط النقط فوق الحروف... احنا لا همس ولا لمس ولا عيال... مش هنضحك على بعض. 


تقلصت تعابير وجهه بضيق... بعدما فرح بموافقة جده وخاله جاءت هى تذكره باتفاقهم.. تبا لها.. تعجبه. 


تحدث من بين أسنانه :عرفى ابوكى اننا جايين النهاردة نكتب الكتاب. 


بهت وجهها تردد بخوف:ايه.. كتب كتاب على طول. 

زياد مؤكدا:ايوه ويومين بالظبط وهنعمل الفرح. 


ضربت صدرها بيدها تندب بعويل:يا لهووى.. وفرح كمان.. هتعمل فرح.. انت عايز تفضحنى. 


ردد بجنون:افضحك ايه يابنت الهبله 


صرخت فى وجهه بحده:احفظ أدبك. 


زياد بسخريه :ايه الى كل ما اكلمك احفظ أدبك احفظ أدبك مش لما تحفظى انتى عقلك.. هو جوازك على سنة الله ورسوله من زياد بيه الظاهر فى فرح كبير قدام الناس يبقى فضيحه يا هبله ولا ابقى بقدرك؟! 


لتردد دون وعى منها ولكن هذا هو موطن خوفها :مش عايزه حد يعرف انى اتحوزت عشان ما.... قاطعها بغضب حين فهم ما ستقوله ليبادر هو الذبح:انا بعمل كده عشان اهين تهانى مش اكتر... جهزى نفسك.... سلام. 


اغلق الهاتف بوجهها وداخل كل منهما الكثير ولا احد يعلم ما يخفيه القدر ولا النصيب. 


___________________________


عادوا من بيت تهانى وقد اتفقوا على كل شئ بعد عقد القران. 


كل هذا وتهانى لا تعلم... تجلس بعدما تلقت صفعات متتاليه من جنه تريها كيف تلاعب بها من تعشق تراب قدمه من أجل الوصل لها. 


لابد من الحفاظ على مكانتها كزوجه لزياد... فقد اعتادت هذه الحياه ولن تقدر على تركها. 


يجب ان تحفظ مكانتها عنده... تلاحظ تغيره منذ فتره... لابد من المحافظه عليه. 


فتح الباب يتقدم للداخل وفى عينه نظره غريبه اليوم. 


تقدمت منه تتحدث بود شديد :حمدلله على السلامه يا قلبي... اتاخرت ليه. 


حل عقدة كرافت بذلته يقول بسعاده كبيره :كنت فى مشوار مهم اوى. 


حاولت إظهار فرحتها لفرحه تقول :ايه ه. المشوار الى مفرحك ده. 


جاوبها بسعادة وهو يبتسم باتساع كأنه يقول كيف حالك :كنت بتجوز عليكى. 


_____________________


فى غرفة سليمان. 


عاد معهم من الخارج لا يعلم كيف سيتعامل معها.. لايعلم حقا. 


تقدم يفتح باب غرفته.. لتتسع عينه وهو يجد ممر من الورود الحمراء تحدها الشموع تقود لقلب كبيير من الورد والشمع وهى تتمدد داخل القالب بقميص قصير مت من اللون الذهبي لا يخفى شيء تقريبا تنتظره بابتسامة ودلال يلين له الحديد. 


وقف وهو على اعتاب صدمة قلبيه متسع العين غير قادر حتى على ابتلاع رمقه يطالعها فقط بزهول وهو يراها هكذا تنتظره.....


تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع