رواية الثعبان الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية الثعبان الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى حصريه في مدونة قصر الروايات
روايه الثعبان الفصل الخامس عشر بقلم فريدة الحلواني
داخل ڤيلا چوزيف ...وصلت مجموعه من الرجال الذين يحملون الجنسيه الروسيه و الإيطالية....يعدون من أخطر العناصر و أقواها داخل تنظيم الماڤيا العالميه....
قام چوزيف باستدعائهم كي يبحثون عن عيسى و يحضروه له....حيًا كان أو...ميتًا
القى عليهم كل ما لديه من معلومات تساعدهم في العثور عليه....و هم بدورهم اختاروا أحدث الغرف الكبيره و قاموا بوضع أجهزتهم الحديثه التي ستساعدهم في عمليه البحث الغامض
عصام : تفتكر هيقدروا يلاقوه ...ده تعبان و أكيد مأمن نفسه كويس
چوزيف بثقه: دول أقوى و أذكى ناس على مستوى العالم ... أجهزه المخابرات عجزت أنها تمسكهم او٥ توصل لواحد فيهم
ضحك عصام بشماته ثم قال : دانت جايبله جيش يا چو ... أما نشوف هيعمل إيه
نظر للأمام بغل ثم قال : هعمل منه وجبه للكلاب .... أنا الي عملته ...و أنا الي هقضي عليه
عصام بخوف : تفتكر مش هيكون مأمن نفسه و عامل حساب اللحظه دي ... أكيد هو مش غبي عشان يأمن للماڤيا و مياخدش احتياطات
چوزيف : أكيد طبعاً ...بس الي هعمله فيه هيخليه يقول على كل الي مخطتله...و معايا الكارت الرابح
عصام بدهاء: تفتكر هيفرق معاه
نظر له بثقه ثم قال : محدش في الدنيا هيفرق معاه ....غيره
بعد أن أسند بكفيه على السطح الرخامي ...تطلع لها بهدوء ثم قال : نور ...لازم نتكلم ... أنا عارف أن اليوم من أوله كان صعب بس كل دقيقه بتمر علينا لو مستغلتهاش صح ممكن أخسر كتير
أنا عارف شويه تفاصيل عن مشكلتك أنتي و عصام
بس إحساسي بيقولي أن الموضوع أكبر من تركيبه دوا عايز يسرقها منك ....
تطلع لها بقوه حانيه ثم أكمل : لأن ببساطه ممكن ياخد العقار الي أنتي عملتيه و يحلله وقتها هيعرف التركيبه...لا و ممكن يغير فيها بمزاجه كمان ... يبقى ايه بقى
هزت رأسها بتفهم ثم تنهدت بهم و قالت : هحكيلك يا عيسى ....هقولك على الي محدش فى الدنيا يعرفه لأني تعبت و محتاجه حد يشيل معايا
محتاجه حد أرمي الحمل عليه ...سالت دموعها بهدوء حزين و هي تكمل : بقالي تلت سنين عايشه في رعب ...بموت في اللحظه ألف مره
خايفه على نفسي و على خالتو الي مليش غيرها في الدنيا ...لو أذوها بسببي مش هتحمل...شهقت بقوه و هي تكمل : مش هقدر و الله
لم يجد حلاً غير احتوائها داخل صدره بحنو قوي جعلها تشعر بالأمان و الطمأنينة
ملس على شعرها و قال : اهدي ....محدش هيقدر يعملكم حاجه طول مانا عايش ...ششششش...قبله فوق الراس ثم حديث داخلي اعترف به أخيراً : اهدي يا نوري ...مش هسمح لحد يطفي نور بعد ما خلصت من الضلمه..حتى لو لسه جوايا عتمه....واثق أنك هتنوريها
أكثر من ثلاث ساعات يحاول الإتصال بها و لكن هاتفها مغلق ....حتي ولده الذي يجلس حزيناً علي ما أصاب أمه ترك هاتفه داخل الغرفه ...لا يريد أن يتحدث معه ....لا يقوى على لومه أو الصراخ به ....
تفاجأ بوجود مصطفي يجلس جانبه دون استئذان....لم يكلف نفسه عناء النظر إليه
وجد زراعً قوياً يلتف حول كتفه ثم سمعه يقول : أنا مش هقولك متزعلش ...و لا هطلب منك تقف جنب حد على حساب التاني
بس هكلمك كراجل...امك محتجالك الفتره دي يا عدي ...الغدر وحش ...و هي حست أنه ضربها في ضهرها
سالت دموع الصبي رغماً عنه ثم قال بقهر : محدش في الدنيا يقدر يتحمل الي أمي عاشته
كلهم فاكرني صغير مش فاهم ...بس أنا شايف و فاهم كل حاجه
من أول ما كانت بتحاول تعوضنا غيابه ....خصوصا لما يكون في مناسبه ....كانت بتشوفني أنا و أختي حاسيين بالنقص لما بنتجمع مع العيله ...كل عيل قاعد مع أبوه ...و لا صلاه العيد ....كنت بروح مع عمي الي كل همه عياله و أنا كنت بمشي جنبهم زي اليتيم الي ملوش أهل و بيتلزق فيهم
بهدلت جدتي ليها لما تعرف أنها نزلت بحد فينا المستشفي بالليل ...بدل ما تلوم عمي الي مردش عليها اصلًا بتلومها هي
و أمها الي كل ما تشكلها تقولها عيشي عشان عيالك ... أنتي بترفصي النعمه ...جوزك مش منقصك حاجه و الف واحده تتمنى تبقى مكانك
كل ده خلاني أهرب من البيت و أفضل مع صحابي طول اليوم ...من جوايا أبقى نفسي انجح عشان افرحها....بس غصب عني نفسيتي زفت مش بعرف اذاكر
السؤال هنا بقي ...يا تري جدتي لما تعرف انه اتجوز علي بنتها هتقف معاها ....و لا هتقولها عادي ده حقه
ضمه مصطفى بحنو و بداخله يلعن أبيه بل عائلته بأكملها
ربت على ظهره بمواساه ثم أنتظر قليلاً و قال بحكمه : مش مهم أي حد يقول ايه
ابعده برفق ثم نظر داخل عينه بقوه كي يبثها له و أكمل : الأهم أن أنت الي تكون جنبها ...و تدعمها في أي قرار تاخده
في ولاد بتبقي انانيه ...كل الي يهمهم أن ميكونش أبوهم و أمهم مطلقين....و في رجاله بتقدر تفهم و تحس بالي تعب و عانى عشانه
و أنا واثق أن أنت من النوع التاني ....أمك محتجالك يا عدي ... أقف جنبها و ادعمها في أي قرار تاخده
مش بقولك اقف لابوك ...طبعًا لا لأن مهما حصل هيفضل أبوك ....بس خليها تحس أنها مش لوحدها ... أن ولادها حاسين بيها و بتضحيتها عشانهم
و أنا واثق أنك هتقدر تعمل كده
نظر له بشك من بين دموعه و قال بعدم تصديق : بجد ...تفتكر هعرف
مسح دموع الصبي بحنو و قال بيقين : محدش هيعرف يعملها غيرك يا حبيبي ...
ارتمى فوق فراشه بتعب بعد إنتهاء هذا اليوم المرهق ....كاد أن يتصل بغاليته التي أشتاق لها حد الجنون
وجد عمر يحادثه...رد عليه بجديه : كنت هعمل مكالمه و اطلبك
عمر : طمني ... إيه الدنيا
حسن : مبدئياً كده ... أنا مش عايز أي حد من رجالتك يعرف حاجه عن القضيه ....كل واحد ليه مهمه أنت بتكلفه بيها ....يا ريت الباقي محدش يعرف حاجه عنها
ضيق عمر عيناه و قال بشك أقرب لليقين: كلامك بيأكدلي شكوكي...و طبعاً أنت تقصد حد معين من رجالتي
حسن : بالظبط ... أعتقد أنك اصلا شكيت فيه و من زمان بس مكنش عندك دليل يأكد شكوكك....و كلامي ده اكدهالك صح و لا أنا غلطان
ابتسم عمر بإعجاب ثم قال : بالظبط ....بس أنا من اول ما بدأت اشك ا٦ن في حاجه غلط ....قفلت على أي معلومه يوصلها...و لو ناوي اروح شمال ...بقوله رايح يمين
حسن : الله يعينك و يقويك ...الخيانه صعبه بالذات لو في مكان حساس زي ده ....بس الحلو أنهم بيتكشفوا بسهوله
عمر : ديته طلقه و تمنها خساره فيه كمان ....المهم أنت وصلت لأيه
حسن : كده القصر كله بقى في أيدينا ...مفيش أي ثغرات و كل ده متوصل بالفون بتاعك و بتاعي عشان تبقى على درايه بكل الي بيحصل
طبعاً اجهزتنا اتزرعت بمنتهى السريه....و الراجل بتاعي الي عند ميشيل عمل نفس الي عملناه في قصر عيسى
عمر : الله ينور ...و چوزيف برضو وصلني أنه جاب ناس تقيله عشان يجيبولوا عيسى
حسن : بص الي أنا استشفيتوا ... أن كل الخيوط الي بنحاول تجمعها....نهايتها واحد بس ...و كل الي ظاهرين على السطح دول مجرد عرايس بيتحركوا بأوامر
عمر : ده الي هيجنني ...لو چوزيف و ميشيل مش هما رؤساء المنظمه .... آمال مين
حسن : أنا عن نفسي لما كنت بشتغل ....كان الخيط بيتقطع عند ناس معينه ...الي هما التجار الكبار الي ييجييبوا المخدرات من بره ....بس مين الي بيدخلها البلد أو بتيجي منين ...مكنتش بوصل
و الصراحه مكنتش شغلتي ...الي يهمني الكميه الي مسكتها مع الرجاله و خلاص....بس بدأت أدور و أن شاء الله توصل
عمر : و عدنان كمان بدأ يجيب الناس الي ورا عزيز المصري الي كان شغال معاه
و بدر قدر يتعرف على ابن الكلب الي محدش عارفله مٍله
حسن : ماهو ده يأكد كلامي ....كل دول مرتبطين ببعض و واحد بس الي بيحركهم ...
بعد أن اجبرها على الطعام بعدما هدأت من نوبه بكاء المت قلبه
ها هو يجلس معها أمام المدفئه ينتظر بدأ حكايتها التي يوقن أنها مختلفه عما علمه من قبل ....حدثه يونبأه أن القصه أكبر من مجرد عقار اكتشفته فتاه صغيره
سحبت نفساً عميقاً كي تشجع حالها على الحديث
نظرت له بتوسل أن يكون على قدر الثقه و المسؤوليه التي قررت أن تشركه معها في حملها
ثم قالت : كنت طالبه مجتهده في كليه العلوم ....كل سنين دراستي اخدت فيها امتياز ....الدكاتره كانو بيتنبؤلي بمستقبل مبهر عشان التركيبات الي كنت بعملها
و أنا في سنه تالته طورت من عقار الإيدز....بمساعده دكتور خليل ....التركيبات الي ضيفتها عليه عملت مفعول ...صحيح ضعيف بس كان أفضل بكتير من غيره
و في الوقت الي شركات الأدوية بدأت تحط عينها على الطلبه المتميزين ....كان دكتور خليل ...بكت بحزن و هي تكمل : اكتشف أن التركيبه دي زي ما هي فعاله للمرض ده ...لو غيرنا فيها نسبه بسيطه هتتحول لسلاح بيولوجي خطير ممكن يدمر العالم
كان عارف أنه مستهدف ...مكنش بيثق في حد ...حطني في اختبارات كتير من غير ما أعرف عشان يقدر يحط ثقته فيا
أنا مكنتش أعرف أنه قدر يوصل لحاجه شبه كده ....انصدمت لما قالي
و عشان كان متراقب و في ناس جوه الجامعه تبع الماڤيا ....قرر أنه يخفي كل حاجه تخص التركيبه الجديده ....دمر كل التجارب الي عملناها
و طبعاً الجواسيس الي كانوا محاوطينوا عرفوا كل ده....هددوه بالقتل ...عملوا كل حاجه عشان يخاف و يقولهم التركيبه
كل ده أنا مكنتش أعرف عنه حاجه غير قبل ....شهقت بقوه و هي تكمل : غير قبل ما يتقتل بيوم
طلبني في مكتبه ...كان شكله مرعوب ....كان بيتلفت حواليه ....مكنتش أعرف أنهم زارعين أجهزه تصنت عنده
كتبلي على ورقه أن اتكلم في أي حاجه تخص الدراسه ....خوفت وقتها بس نظرات الرجاء و الثقه الي كان بيبصلي بيها خلتني أتمالك نفسي و اتصرف عادي
كتبلي تاني أن في ناس بتسمعنا دلوقت ....و أنه موثقش في حد غيري .....اخد كتابي و حط جواه ورقه صغيره و فلاشه....بس بعدها عمل نفسه بيشرحلي حاجه في المنهج
و دي كانت آخر مره شوفته فيها ....بكت بحرقه و هي تكمل : قتلوه ...و هو خارج من الكليه ...كان قلبه حاسس أنه مش هيعيش
كان يسمعها بغضب و حرقه و شفقه ....لم يتحمل الم قلبه على بكائها المقهور و حروفها المرتعشه ....
تمالك حاله بشق الأنفس و سألها : طبعاً الورقه فيها سر التركيبه ...طب و الفلاشه
ردت عليه بصعوبه: كانوا ورقتين جوه بعض ...واحده فيها التركيبه ....و التانيه بيوصيني فيها إني مفتحش الفلاشه غير بعد شهرين على الأقل من وقت ما اخدتها
و إن اخفيهم و مفيش مخلوق في الدنيا يعرف الكلام ده
عشت في رعب و أنا حاسه إني مراقبه ....مكنتش بنام ...بس على قد ما قدرت اتعاملت بطبيعتي
و لما عدى الشهرين و فتحتها ....انصدمت...
.حكالي كل الي قولتهولك و سر التركيبه ....وصاني أكون قد الأمانه مهما حصل ...و أنه موثقش في حد غيري
و أهم حاجه أتخلص من التسجيل ده بعد ما اشوفه ....انصدمت و حسيت اني غرقت في بحر ملوش اخر... أول حاجه عملتها ...كسرت الفلاشه مسبتش فيها حته سليمه
روحت على النيل و رمتها فيه عشان أتأكد انها مش هتقع في أيد حد حتى لو كانت متكسره ميت حته
و حفظت التركيبه أكتر من اسمي ...قطعت الورق و رميته في الميه
بعدها بحوالي شهر كنت حاسه طول الوقت ده أن في حد بيراقبني ....ظهر عصام ...ابتسمت باستهزاء و هي تكمل: كان جاي يختار الطلبه المتفوقين عشان ينزلوا تدريب عنده
اهتم بيا بطريقه مبالغ فيها و قد إيه هو معجب بذكائي و شطارتي
و قبل ما أخلص سنه رابعه...كان ماضي معايا عقد شغل ....حط فيه شرط جزائي خرافي
مشكتش فيه لأن الكل بيحلف بأخلاقه و سمعته ...فكرت أنها فرصه كبيره ليا في مجال شغلي
بعد ما اشتغلت عنده بكام شهر ...بدأ يسألني علي دكتور خليل ...و هيثم الي شغال معانا بقي يقرب مني بطريقه غريبه ....لما بدأت اشك من حوالي سنه ....ظهر الظابط هشام
عرفني أن عصام تبع الماڤيا و أن شغلني معاه عشان يعرف سر التركيبه .... طبعاً أنا طول وقت شغلي كان مخليني أهتم بتطوير عقار الإيدز....
هههه كان متخيل اني ممكن اعمل نفس التركيبه ....بس لما اكتشف ان الي بعمله بعيد كل البعد عن التركيبه التانيه....و اني مش يسمح لحد انه يكون معايه وقت التجارب ...بدأ يشك فيا
جاتلي تهديدات كتير ...و هشام كان بيطمني ....حاول معايا ان اديلو سر التركيبه عشان اكون في أمان
بس انا الصراحه مش بثق في حد حتي لو كان ظابط ...بس و الباقي انت عارفه
أطفأ سيجارته التي كان يدخنها بشراهه مع اخر قولها
حدثه كان صحيحا ...ليس مجرد عقار يريدون احتكاره...
زفر بغضب حاول مداراته ثم قال : انتي وثقتي فيا ...
نظرت له باحتياج ...تحرك من مجلسه ثم جلس جانبها
كوب وجهها يكفيه. ...ثبت عيناه داخل خاصتها و قال : عمري ما هخون ثقتك ....مش هتندمي ابدااا انك ادتهالي
انطلقت نظرات الخوف لاول مره من عيناه و هو يكمل برجاء : مهما حصل ....و مهما سمعتي عني ....خليكي واثقه ان عيسي الي انتي عرفتيه....غير عيسي الي الكل يعرفه ....ارجوووكي يا نوري ...اوعي ثقتك تتهز فيا ...مهما حصل
نظرت له بحيره يملأها الخوف ثم قالت بوجل : ليه بتقول كده ....و ايه الي الناس يعرفوه عنك انا معرفهوش
ملس علي وجنتها بحنان يشوبه الاحتياج ثم قال : مش مهم الناس عارفه ايه ....الاهم انتي شايفاني ازاي
انتي الوحيده الي عيسي الحقيقي ظهر ليها ....انا بقولك من دلوقت لان عارف الي هيحصل قدام ...و الي هتسمعيه ...سواء كنت عايش ...او ميت
انتفض جسدها رعبا و أخفق قلبها بجنون....لن تتحمل تلك الفكره....دون شعور وجدت حالها تضمه بخوف و احتياج ....بكت داخل تجويف عنقه و هي تقول : اوعي تقول كده ....طب انا هعمل ايه من غيرك ...متخوفنيش
انقلب حزن قلبه الي فرح و طبول تقرع بصخب داخله ....أحدهم يخاف عليه ...يهتم لوجوده
من شده فرحته بتلك الكلمات التي زلزلت كيانه ....ضمها بقوه المتها مما جعلها تتأوه بدلال لم تقصده
وجد رجولته تتحرك بمشاعر راغبه في تلك الانثي التي تشع نورا بين خلاياه
رغم احتياجه لها ...رغم مطالبه جسده بها ...الا انه ابدااا لن ينصاع لكل تلك المشاعر الجحيميه....سيثبت لنفسه قبلها ...ان الامان خلق فقط ...داخل اضلعه
ابعدها برفق ...نظر لها برغبه و احتياج .....مال عليها بهدوء ينافي حربه الداخليه ثم اهداها قبله حانيه فوق وجنتها
ابتعد قليلا ثم قال بصوت متحشرج : نوووور ....اطلعي نامي ...يلااااااا
انتفضت من مجلسها فور صراخه ...القت عليه نظره مصدومه يملأها الخوف ...ثم اتجهت سريعا نحو الدرج الخشبي الصغير الذي صعدت فوقه كي تصل الي الفراش....و بمجرد ان ارتمت فوقه ...غطت حالها من اول راسها الي اغمص قدميها كي تتواري عن انظاره التي ارعبتها حقااااا
اما هو ...تحرك سريعا تجاه الخارج كي يهرب من وجوده معها في نفس المكان ....بعد أن انتظمت انفاسه قليلا ....اخرج هاتفه السري و قام بتشغيل احدي البرامج التي تمكنه من رؤيه ما يحدث داخل قصره
انطلقت منه ضحكات صاخبه حينما راي رامي يرتدي ثيابا جديده بعيده عن الحلي الرسميه التي يفضلها دائما
أراد أن يشاكسه فقام بالاتصال عليه و بمجرد أن رد عليه قال : شايفك صارف و مكلف يا رامي ....لابس جينس يا نهار اسود هي حصلت
جز رامي علي اسنانه غيظا ثم قال : احترم نفسك يا عيسى ...ليك نفس تهزر و أنت سايب الدنيا خربانه
ضحك بصخب ثم قال : احترم نفسي ايه يا راجل ...دانت اتغيرت خالص ...طب بلاش عشان اللبس الشبابي الي أنت لابسه ده مع أنه مش لونك ....مش مكسوف من نفسك و أنت أسمك رامي و داخل على الخمسين
برقت عيناه من الصدمه و هو يقول : هي الناس بتغير اساميهم لما بيكبروا مش فاهم ....ضيق عيناه بشك ثم أكمل : انت مالك ...في ايه شكلك رايق و مش هامك حاجه من البلاوي الي بتحصل هنا
تنهد بهم ثم قال : لو معملتش كده هموووت من القهر ....المهم ايه الجديد
رد عليه بجديه : الوضع ميطمنش ابدًا يابني .... أنا خايف
........
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني
مر يومان لم يحدث فيهما أي جديد ....غير اقتراب نور من عيسى بل و ارتياحها في التواجد معه
هبه أغلقت على نفسها لا تريد التحدث مع أي شخص حتى آلاء ...ترجتها أن تتركها وحدها علها تستطع أن تلملم شتاتها
احترمت رغبتها و لكنها جلست حزينه ...وحيده ...مهما حاولت التفكير لا تجد حلاً لما هم فيه
عمر يتواصل على مدار الساعه مع حسن و عدنان كي يطلع على آخر ما وصلا إليه
و بدر قدم له حلًا لأهم الألغاز التي تحيط بتلك القضيه الغامضه
حينما تعرف على أحدهم
حينما رآه من خلال شاشه الهاتف صرخ بغل: يخربيت أمك ...ده هو
عمر بأهتمام : هو مين ...يبقى مين من أفراد العصابه يا بدر
رد عليه بغيظ : ده الزفت عابد الي محدش عارفله أسم و لا جنسيه ...وقتها كان شرط الماڤيا إني اهربه عشان يسيبوني في حالي أنا و عيلتي
عمر : و طبعاً سببته و اختفى شويه و ظهر بشخصيه جديده ....
بدر : هو اختفى اااه ...بس معرفش أنه هيظهر تاني بالسرعه دي...بس أنت ايه الي خلاك تشك فيه و تسألني أنا بالذات
عمر بذكاء : لأن ببساطه دورت ورا كل واحد فيهم حتى الحرس ...ده بالذات شكيت في ملفه ... إزاي رجل أعمال ليه شركه معروفه ملوش أي أهل و لا صحاب
غير كده هو ظهر فجاءه من حوالي خمس سنين ...و لو حسبتها هتلاقي الوقت ده بعد الي حصل معاك تقريباً بسنتين
جمعت كل شكوكي و دورت ورا الإسم ...لقيت كذه حد بيحمل أسم عصام عبدالفتاح إبراهيم المنيسي....
دورت وراهم و جبت صورهم ...طلعوا كلهم ناس عاديه و ليهم أهل و أولاد .... إلا واحد بس
نظر له بدر بأهتمام فأكمل : واحد بنفس الأسم من محافظه الشرقيه ...مات في حادثه و هو شاب مكنش متجوز بالتالي مفيش ولاد يحملوا أسمه ... أبوه و أمه ميتين من زمان و ليه أخت وحيده متجوزه و عايشه مع جوزها في السعوديه تقريباً من عشر سنين منزلتش مصر غير لما أخوها مات قعدت أسبوع و سافرت
باقي عيلته بقى عم أو خال متفرقين كل واحد في محافظه و محدش بيسأل على حد
بدر بغيظ : ايوووو يا جدع ...دماغ ابالسه ...شغل ماڤيا على حق
عمر : أقل معلومه ممكن توصلك لحاجه كبيره عشان كده دايمًا بهتم بالتفاصيل الصغيره
تنهد بدر و قال : الله يعينك ..على العموم أنا موجود لو احتاجتني في أي وقت
عمر : من ناحيه هحتاجك ده أكيد لأن ليك دور أساسي في الي جاي
و فقط....تلك كانت المحادثه بينهما و التي كشفت جزءًا من اللغز ...و ها نحن في إنتظار المذيد
بينما كان غارقًا في نومٍ هاديء ...تسحبت للخارج بعد أن لفت حولها وشاحًا كبيرًا نظراً لبروده الجو
أرادت أن تختلي بحالها قليلاً كي تفكر فيما هو أت...لا تعلم ما الذي يخبأه القدر لها ...و لكن دون فائده وجدت أمامها مستقبل مبهم لا يظهر له أي ملامح
جلست فوق الرمال أمام مياه البحر تتطلع إلى أمواجه العاليه .... أبتسمت بهدوء حينما رأت موجه عليه تحتضن أخرى اقل منها حجماً
هي رأتها هكذا ...مع أن المنطق يقول أن الكبرى قد دهست الصغرى..و لكنها تخيلت عنفوان عيسى و هو يحتويها بين زراعيه مثل تلك الموجه العاتيه...كما أظهر هذا العناق ضئاله حجمها بالنسبه له.... إلا أنها شعرت بسياج فولازي يحاوطها ...و لا يمكن اختراقه
أما بالداخل ...كان الوضع مغايرًا تماماً لتلك الأفكار الحالمه
...فقد دار نقاشًا حاد بين الأخوين كاد يصل إلى الإشتباك بالأيدي... إن لم يقتل أحدهما الآخر
انتفض عيسى من نومته الهادئه على يد أخيه الذي يوكزه بقوه و غل واضح
نظر له بغضب ثم قال : ااايه الي جابك هنا ... أنت اتجنيت
ابتسم يوسف باستهزاء ثم قال : و إيه الي يخليني مجيش هاااااا....تحولت ملامحه إلى الشراسه و هو يكمل بحقد و كره : عايز تاخدها زي ما أخدت مني كل حاجه زمان صح....كل حاااااجه أنت الي بتنجح فيها
و أنااااا دايمًا يوسف الفاشل الضعيف الي بياخد على قفاه من الناس كلها ....كل حاجه أحبها تاخدها مني ... أنت دايمًا الي بتظهر في الصوره...القوي الشجاع ابو قلب ميت ...
إنما لحد نووووور ...مش هسمحلك ...هقتلك..همحيك من على وش الدنيا ساااااامع
اعتدل عيسى من مرقده بعد أن كان ما زال مسطحًا فوق الفراش...يستمع لأخيه ببرود ظاهر....و لكن بالداخل كان يغلي كالمرجل
التقط علبه السجائر ثم سحب واحده و اشعلها ...هبط من فوق الفراش ثم اتجه إلى الأسفل بعدما نفث دخانه بكثافه دون أن يعير الواقف أمامه أدنى إهتمام
جن جنون يوسف ...تحرك خلفه و هو يصرخ به : ااااستنى عندك ... أنا مش بكلمك ...مش بترد عليا ليييبه
بدأ في تشغيل السخان الكهربائي كي يصنع له كوبًا من النسكافيه ....
رد عليه دون أن يكلف نفسه عناء الالتفات له : أنت مصدق نفسك يا يوسف ...مقتنع بالي أنت بتقوله ده
هنا ...لم يستطع كتم غضبه أكثر من ذلك ...التف بجسده و نظر داخل عينه بقوه ثم قال : طول عمرك بتضحك على نفسك ....و طول عمري بجبلك حقك ...كنت بتضرب من صحابك و بتتهان و يطمرمط بكرامه أهلك الأرض ....مكنتش بتقدر تنطق
ضرب على صدره بقوه ثم أكمل : و أنااااا ..... أنا الي كنت بجبلك حقك و أطلع ميتين أبوهم ....خليتهم يخافوا يعدوا من جنبك ....مكنش ليك صحاب و أنا كنت صاحبك الوحيد
قويتك و حميتك و دافعت عنك حتى قدام أبوك الزباله الي كان كل همه يعذبني و بس
و بعد كل ده بدل ما تشكرني...بقيت تحاربني كأني عدوك ....عايز تاخد أي حاجه و كل حاجه وصلت ليها ....
بعد ما وصلتك للي أنت فيه ...عايز تمحيني....هههههه
ضحك بشيطانيه ثم قطعها فجاءه و أكمل : متخيل أن دوري أنتهى في حياتك ...و أنك هتقدر تعيش من غيري ...من غير حمايتي ليك
اقترب منه كثيراً ثم أمسك مقدمه ثيابه و أكمل بصراخ : فووووووق.... أنت من غيري و لا حاجه سااااامع
ضرب بإصبعه السبابه جانب رأس اخيه المرتعش أمامه ثم أكمل : حط الكلام ده في دماغك كويس عشان نعيش كويسين مع بعض
جز على أسنانه غيظا ثم قال بشجاعه واهيه: مش هسمع و مش هعمل أي حاجه من الي قولت عليها...و الي عايزه هاخده و هوصله من غيرك .... أنا مبقتش محتاجك
نظر داخل عيناه بغل و كره ثم أكمل : أنا مبقتش محتاجك في حياتي ... أنا خلاص اتحررت منك و من تحكمك فيااااا
مش هخليك تاخد مني حاجه تاني ...و بالذااااات نوووور حببتي الي حبيتها من أول ما شوفت صورتها ....كانت هتحبني لولا أنك ظهرت في حياتها ...مش هسبهالك سااااامع
رغم غيرته التي تأمره بقطع رأس أخيه ... إلا أنه نظر له بشماته و قال : تاخد مين ...نووور...
مراااااتي
جحظت عين يوسف من الصدمه بعد سماع تلك الكلمه التي زلزلت كيانه....كاد أن يرد عليه الا أنهما سمعا طرقًا فوق الباب
ارتعش جسد عيسى لوهله ثم قال بأمر لا يقبل النقاش...خرج منه قوي رغم انخفاض نبرته: غوووور من هنا ...اختفي بسرعه ...مينفعش تشوفك هنااااا....يلااااا
تحرك يوسف الي الداخل بينما اتجه عيسي نحو الباب بعدما وضع احدي يديه داخل جيبه
فتح الباب ثم نظر لها بابتسامه و هدوء....بمنتهي الثبات الانفعالي سالها : كنتي فين ...صحيت ملقتكيش
تحركت الي الداخل ثم تلفتت حولها و قالت باستغراب : هو في حد هنا ...سمعتك بتتكلم
رفع الهاتف الذي أخرجه من جيبه قبل ان يفتح لها ...و قال : كنت بكلم رامي
اتجه ناحيه السطح الرخامي كي يسكب بعضا من الماء الساخن في الكوب الخاص به...هذا في الظاهر ...اما داخله كان يريد الهروب من نظراتها التي توشي بعدم تصديقها لحرفً واحد مما قيل
عيسي : اصبلك نسكافيه
تنهدت بحيره ثم قالت بعدما اتجهت لتجلس فوق الاريكه : لالا...مليش نفس
لاول مره منذ ما حدث تقرر هبه الخروج من عزلتها...هبطت للأسفل وجدت رامي و الاء يجلسون مع عدي و نادين طفلتها الصغيره
ابتسمت ببهوت ثم قالت : صباح الخير ...عاملين ايه
ردو عليها التحيه وهي تجلس علي احد المقاعد بعد ان سحبت ابنتها الصغيره و احتضنتها باشتياق
نظر لولدها المهموم ثم قالت برفق : عامل ايه يا عدي ...حقك عليا يا حبيبي بقالي يومين مش عارفه اشوفك
رد عليها برجوله و ثقه لاحظتها بوضوح : و لا يهمك يا ماما ...المهم تكوني كويسه و تفوقي ...يا ماما انا ديما شايفك قويه مينفعش تضعفي مهما كان السبب
حقك تزعلي و تزعقي و تهدي الدنيا و متسبيش حقك ...بس متضعفيش يا ماما
نظرت له بدموع ملأت عيونها التي تنظر له بقهر
بينما قالت الاء بقوه : برافو عليك يا عدي ...قولت كلمتين لخصو كل الي المفروض يتقال
نظرت للصغيره و قالت بهدوء : نودي حببتي ...اطلعي العبي شويه فالجنينه
تحركت الطفله للخارج فاكملت هي بحكمه : على رأي ابنك مش هقولك متزعليش ...هقولك أحمدي ربنا انه كشفه على حقيقته بدل ما كنتي تفضلي مخدوعه بقيت عمرك
بكت بقهر و هي تقول : انا حزينه علي نفسي يا الاء ...اكيد العيب فيا ...هو كل الي يسافر و يشتغل بره يتجوز علي مراته ...طبعا لا
و اكبر دليل علي كده جيجي مامت اسيل صاحبت نادين ...جوزها مسافر من بعد جوازها بشهرين ...و بينزل كل سنه مره ...بس هي بتعشقه و هو بيموت فيها ....عندها استعداد تديله عنيها..و هو علي قد ما يقدر بيحاول يعوضها عن غيابه...شايل معاها الحمل حتي لو عن طريق الفون
مشاركها في كل حاجه كانه موجود في وسطهم ...يبقي كده اكيد العيب فيا انتى انا...اعقبت قولها بالانهيار
بينما رد عليها رامي بتعقل : اوعي تفكري كده يا مدام هبه ....انا راجل و بقولك ...الرجاله صنفين...واحد جدع و ابن اصول و بيصون العشره...بيقدر كل التضحيات الي مراته قدمتهاله ...فا بيحطها جوه عنيه
و واحد معندوش اصل و عينه فارغه ...بياخد كل ده حق مكتسب ...لا ده ممكن يحسسك انك مقصره كمان عشان يفقدك ثقتك في نفسك....و توصلي انك تلومي نفسك او تقولي الي انتي قولتي دلوقت
العيب مش فيكي ...نظر لعدي ثم اختار كلمات بسيطه كي لا يجرحه حينما قال : العيب في اختياراتنا الغلط من الاول
مسحت هبه عيناها بقوه ثم قالت : و انا هصلح الغلط ده ....و حالا
الاء : ناويه علي ايه
هبه : هرفع عليه قضيه خلع ...مش مستني لحظه واحده علي زمته
عدي : و انا معاكي في اي قرار يا ماما ...كفايه الي اتحملتيه طول حياتك ...مش هقدر اظلمك و اقولك كملي
وقفت من مجلسها و قالت بابتسامه ارتياح لحديث ولدها : طب يلا تعالي معايا نروح للمحامي
دلف مصطفي في تلك اللحظه و قال : و ليه تخرجي ...انا هجبلك المحامي و الشهر العقاري لحد عندك عشان تعملي توكيل ...و لا تتعبي نفسك
لف زراعه حول عدي ثم اكمل : الباشا عنده امتحانات كمان اسبوع ...وعدني انه هيقفل و انا واثق في وعده ...بلاش تعطليه
اغمضت عيناها بقهر حينما اكتشفت انها نسيت موعد اختبارات ولدها
نظرت له باسف و قالت : حقك عليا يا حبيبي ...الي حصل. خلاني مش مركزه
ابتسم لها ببشاشه و قال : و لا يهمك اصلا انا بذاكر كويس ...عمو رامي طلع حريف فالكيميا ...و مصطفي سوسه في الفيزيا ..و دول اكتر مادتين كنت كارههم
ابتسم رامي باتساع بينما قال مصطفي بغيظ مفتعل : رامي يتقاله عمو ..لا و كمان حريف ....و اناااا اااايه ياااض مش مالي عينك ...مصطفي ...و سوسه...ايه الغبي ده يا ربي
تطلع له عدي بغيظ و قال : احنا هنستهبل....مش انت الي قولتلي احنا صحاب و بلاش عمو دي بتعملك حموضه و بتحسسك انك كبرت ...اااا....كاد أن يكمل إلا أن مصطفي كتم فمه بكفه و هو يجز على اسنانه و يقول : باااااس الله يخربيتك ...انت بتسيحلي...ااااخص على الصحاب
ضحك جميعا علي ما حدث و قد ابتهجت آلاء للتغيير الأجواء الحزينه التي كانت تحيط بهم
قطعت ضحكتها ثم تنهدت بهم و هي تقول : مفيش اخبار عن نور ...دمعت عيناها و هي تكمل موجهه حديثها لرامي : معرفتش توصلهم
نظر لها بحنو و قال : اطمني هما بخير
سألته بلهفه : عيسى كلمك ...طمني الله يخليك
ابتسم لها بحلاوه ثم قال: بعتلي رساله و هتصل بيهم بالليل ...اطمني و الله هخليكي تكلميها المهم متبكيش
تطلع له الثلاثه بزهول علي تلك النبره التي يتحدث بها ...بينما ضيق مصطفى عينه بشك و قال بهمس : الله يساهله يا عم رامي
وكزه عدي الذي سمع ما قاله ثم همس له بشقاوه : بكره الصبح هتلاقيه ملزق شعره بالجل عشان يعجب المزه
مر باقي اليوم بهدوء ...و قد اتفق مصطفي مع المحامي الخاص به ان يحضر غدا و معه موظف من الشهر العقاري كي يأخذ توقيع هبه علي توكيل لرفع قضيه خلع علي هذا النذل
بينما كان حسن يباشر عمله بالخارج و يستمع الي رجاله الذين يقصون عليه ما فعلوه طوال اليوم
القي نظره للبعيد وجد يوسف يأتي من احد الاتجاهات ....ابتسم بجانب فمه ثم استأذن من رجاله و اتجه اليه
تقابلا في منتصف الطريق ...وقف قبالته ثم تحدث بنبره تعمد ظهور الشك فيها و هو يضع يداه داخل جيوبه : أهلا أهلا يوسف بيه ....هو انت ديما مختفي كده ....من وقت ما جيت بشوفك صدفه
زاغت عينا يوسف بقلق و لكن تمالك حاله سريعا و هو يقول : خير ...في حاجه اظن ان الامور كلها تمام و مفيش حاجه تستدعي وجودي
حسن : هو لازم يحصل حاجه عشان تبقي موجود في شغلك ...و بعدين ماهو حصل مصيبه من كام يوم ...كنت فين وقتها
رد عليه بغضب : يا ريت تراعي حدودك معايا ...انا مش شغال عندك عشان تحاسبني....انا عارف بعمل ايه و بمشي شغلي ازاي مش مستني حد يعدل عليا
رد عليه حسن بنبره حاده : لما تكون مسؤول عن أرواح ناس و بتهمل فيها يبقي لازم اعدل عليك ...انا جاي عشان اساعدك مش اشيل الشغل عنك ...و لو استمريت في اختافئك ده كتير أنا مضطر أبلغ عمر بيه ...نظر له بمغزي ثم أكمل : و هو بقى يعرف بطريقته مكانك و سبب كل ده...و فقط القى ما في جعبته بمنتهى الدهاء ثم تركه يقف مبهوتًا و عاد من حيث أتى
و بالداخل...كان رامي يرى ما يحدث من خلال الحائط الزجاجي الواقف خلفه ... أخرج هاتفه ثم طلب رقمًا ما
و حينما جائه الرد قال بغموض : أنا مش مرتاح لحسن ...
....: .....
رامي : مش هينفع دلوقت خالص
........
رد بغضب : مفيش حاجه هتنتهي غير لما أنا اقول سامع يا إما ههد المعبد على دماغ الكل ...مش بعد الي وصلت له هتيجي تضيعهولي
........
رامي بقوه : مش هسمحلك ...كلامنا كان واضح من الأول ....انا قولت الي عندي و مش هعيده تاني ....سلام
و فقط ...أغلق الهاتف ثم ضغط عليه و قال بغضب يشوبه الحزن : مش هسمح لحد يضيعك لو هدفع حياتي التمن ...استحاله هخلي حد يقرب منك
ضحكات صاخبه انتشر صداها في أرجاء الصحراء القاحله التي يعبرها بسيارته و ترافقه نور التي جعلت الضحكه تخرج من أعماق قلبه
فقد اخذها منذ بضع ساعات كي تشتري كل ما تحتاجه من سوق المدينه التي تبعد قرابه الساعه عن خلوته
شاكسها كثيراً و مازحها أكثر و هي تختار ثيابً لها ...و لكن في نهايه النزهه القصيره ...قام بضرب إثنان بأجساد ضخمه حينما وجدهم فقط ...ينظرون إليها بإعجاب
قامت حربً طاحنه كانت الغلبه فيها له ...و لكن حديثه أثناء ما يحدث هو ما جعلها تضحك الان حينما تذكرت ما حدث رغم غضبها منه وقتها
ضحك معها و قال : طب اعمل ااايه اسيبهم يعاكسوكي
ردت عليه من بين ضحكاتها المرتفعه : هموووت مش قادره ...ايه علاقه الي حصل بلون البوك*سر ههههههه
عمال تضرب الراجل و تقوله لابسلي بوك*سر أحمر كمان ....مش قادره ...فكرتني بفيلم الليمبي و نوسه بتقوله ...لابسلي لب*اس ابيض يا معفن ههههههه
ضحك برجوله ثم انتهز الفرصه و قال بمغزى : حصل في نص الفيلم ...القي عليها نظره راغبه ثم التفت للطريق و أكمل بوقاحه : امتى بقى نوصل لآخر الفيلم و هو بيقولها...و أنا الي كنت فاكرك مؤدبه
كتمت ضحكاتها بصعوبه و هو يقلد صوت الممثل ثم قالت بجديه زائفه : أحترم نفسك ...عيب على فكره
عض شفته السفلي بغيظ ثم قال : و الله ما في عيب غير الي أنا فيه ...بقى أنا كنت خاربها و مسبتش واحده فلتت من تحت أيدي ...و أول ما اتجوز و تبقى حلالي اقعد زي خيبتها كده ...عيب في حقي و الله
رغم احمرار وجهها خجلا من معني حديثه الوقح الا انها شعرت بنار تأكل احشائها
لم تستطع كتمها فقالت بغل و غيره ظهرت بوضوح : يعني ااايه ... أنت كنت بتعرف ستااااات يا قليل الأدب
رقص قلبه فرحا حينما استشف غيرتها بسهوله و لكنه رد بمزاح. كي يهرب مما يطالبه به قلبه : انا عديم الأدب يا نوري يا ريت تعرفي ده ...التف إليها و قال سريعاً قبل أن يعود الي الطريق : أو أنا هعرفك بلاش تتعبي نفسك يا حبيبي
كادت أن ترد عليه إلا أنه رفع كفه كي يمنعها من التحدث ...وجدته يبطيء من سرعه السياره ...تجهم وجهه و هو يقول بوجل : في حاجه غلط
نظرت له برعب ثم قالت : حاجه ايه ...مالك يا عيسى
القي نظره ثاقبه تجاه كوخه الذي كاد أن يقترب منه ...جحظت عيناه من هول ما رأي ثم.....
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا