القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روماا الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )

 





رواية روماا الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )






رواية روماا الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والثلاثون والاربعون بقلم روزان مصطفى حصريه في( مدونة قصر الروايات )





 لما لقيت حسن باعتلي كِلمتُه المُعتادة "دُنيتي"  مش عارفة ليه حسيت بإحساس سيء وشعور غير مُريح فتحت الشات وكُنت بكتب بإيد بتترعش


كتبت " حصل حاجة؟؟ "


حسن يكتُب الأن.. 



" كلمت خيلاني وأعمامي وجمعتهُم عندنا في البيت، وحكيت ليهُم كُل حاجة بوضوح وصراحة "


كتبتلُه بفضول "وبعدين ردهُم كان إيه؟" 



" مش أحسن حاجة، بس أنا كدا كدا هقنعهُم مش هسيب الموضوع يوقف عند كِدا "



كتبتلُه وأنا سايبة الأكل ومركزة معاه "نفسي يكون عندي جُرأتك قُدام بابا، لكِن هعمل اللي قولتلي عليه وهتمسك بيك وبموافقتي عليك، أنا بس خايفة نوصل لـ ولا حاجة بعد المُعافرة دي" 




حسن " طول ما إنتِ معايا فيا روح ونفس أواجه أي حاجة، واحد زيي مُكتفي يشوفك ولو من بعيد لما تكوني مِلكُه ومعاه تحت سقف واحد تفتكري هيحِس بإيه؟ "


وشي ورد وإحمر تاني، وماما لاحظت دا عليا وهي بتاكُل 


إتنحنحت وأنا بقوم من على الترابيزة وبقول:  شبعت الحمدلله، أنا في هقعُد في أوضة بسنت على ما تخلصوا أكل. 


غسلت إيدي وقعدت على سرير بسنت وانا باصة للشات، لقيت الفون بيرن بمُكالمة فيديو فـ برقت من الصدمة 


قومت عدلت شعري بسُرعة ولبست كويس ومستور، وبعدها رديت لقيت حسن إبتسم على الاخر أول ما شافني، فـ إبتسمتلُه لكِن القلق والتوتُر ظهروا فـ إبتسامتي فـ غمض عينُه وفتحها علامة الإطمئنان وقال: متخافيش من حاجة طول ما إنتِ معايا. 


عضيت صوافري وقولتلُه: أنا عارفة إنك هتقدر تقنع عيلتك لكِن المُشكلة في بابا أنا واثقة مش هيوافق. 


حسن بنبرتُه الهادية قالي وهو بيبُص لعينيا: المفروض تثقي في حُبي ليكِ زي ما واثقة في رفض والدك. 


قولتله بـِ رِقة: واثقة أكيد، وثقتي دي اللي مخلياني أقاوح وسط كُل العقبات دي. 


حسن بمُغازلة: ثقتك بس؟ 


قولتله بإبتسامة خجولة: وحُبي أكيد. 


ضحك بسعادة وهو بيقول: لا نقنعهم، حتى لو إقناعهم هياخد أيام وليالي، دا كفاية بس إني هصحى في يوم أشوفك قُدامي. 


دخلت بسنت الأوضة وأنا حاطة الهاند وعمالة تبُصلي بنظرات جانبية بمُشاكسة فـ قولتلُه بهدوء: طب هقفل أنا دلوقتي ونكمل شات، سلام. 


قفلت مع حسن وشيلت الهاند وبسنت قاعدة قُدامي حاطة إيديها تحت دقنها وبصالي بإبتسامة سمجة، قولتلها بصوت عالي من الكسوف: إيييه. 


بسنت قالتلي وهي بتمصمص شفايفها: يعني مُفتاح ضحكتك مع سي حسن، كُنتِ قاعدة مبوزة على الأكل وأول ما كلمك بقت ضحكتك من هنا لـ هنا. 


رجعت شعري ورا وداني وقولت:  مالوش علاقة بجد، عايزة إيه إنتِ دلوقتي؟ 


ضحكت بسنت بصوت عالي وقالت:  البت بتدعي الأرض تنشق وتبلعها من التوتر وتقولي مالوش علاقة، يلا هعمل مصدقاكِ. 



قضيت اليوم كُله مع بسنت أنا وماما، ورجعنا البيت بالليل عشان ماما شافت مالوش داعِ أبات هناك، دخلت أوضتي وتجاهلت مِنة تمامًا اللي كانت قاعدة قُدام التليفزيون


لإني عارفة تلقيحها عليا اللي بدون داعي وأنا الصراحة كُنت مش قادرة للحوارات دي، أول ما قعدت على سريري حسيت بخمول مش طبيعي فـ روحت في نوم عميق. 



صحيت على صوت عالي في الصالة، فركت عيني وأنا راسي تقيلة جدًا 


قومت من على السرير دايخة ولبست شبشب البيت، فتحت باب أوضتي عشان أشوف في إيه، لقيت رجالة قاعدين برا مع بابا ولابسين بدل رسمية، وبينهُم حسن اللي للأسف لمحني وأنا شعري منكوش، دخلت أوضتي بسُرعة تاني وقفلت الباب وسندت عليه بظهري وأنا مبرقة، كُنت بتنفس بسُرعة وريقي ناشِف وقلبي في نغزة خوف رخمة، مع برودة الجو الموضوع كان أشبه بواحد حي محبوس جوة ثلاجة موتى 


يالهوي!! حسن لحق يقنعهُم امتى وإزاي ييجوا من غير ما يقولي، صوت بابا طبعًا العالي والصادِح ودا قلقني أكتر


جريت على سريري وسحبت فوني، إتصلت على بسنت بسُرعة وأنا بترعش، ردت بعد كذا رنة وقالت: ألو. 


الدم نشف في عروقي وأنا بقولها برُعب: إلحقينيي. 


بسنت برُعب وخضة قالت بصوت عالي وكان واضح إنها في الشارِع: في إيه اللي حصل؟ 


بلعت ريقي بصعوبة وقولتلها: حسن وخيلانُه وعمامُه قاعدين برا مع بابا. 


بسنت بصدمة: يا نهاار، طب طلعتي؟ 


قولتلها بقلق: طلعت بشعري المنكوش وحسن شافني روحت راجعة تاني، أعمل إييه أنا رجليا مش شيلاني وصوت بابا العالي موترني. 


بسنت بقلق معايا: أووف، طب إهدي طيب هجيلك أهو. 


قولتلها بهمس متعصب: تيجي إزاي يابنتي بقولك الرجالة قاعدين برا. 


بسنت قالتلي بصوت عالي: بت إنتِ متوترنيش أنا كدا كدا جاية لا يجيلك هارت أتاك، عادي جاية أزور بنت خالتي ومعرفش إن عندكُم ضيوف، المُهم سرحي الشعرتين وظبطي نفسك عشان لو طلبوكِ وطلبوا يشوفوكِ. 


قولتلها بتوتُر وتعب أعصاب: مفيش فيا حيل ولا أعصاب أعمل حاجة، مستنياكِ. 



في الصالة بابا قال بوضوح: أنا فهمت إبن أخت حضرتك النقطة دي كويس جدًا، وعرفته إني معنديش بنات للجواز تجنُبًا لخطأ تاني غير إني وافقت على خطوبتُه من بنتي أصلًا، الموضوع متعقد ومش ساهِل زي ما حضراتكُم فاهمين. 


عمو جلال قال لبابا: طب صلِ على النبي بس. 


بابا بهدوء: عليه الصلاة والسلام. 


عمو جلال قال بتساؤل مستغرب: إيه الحرام في طلبنا؟ واحد كان خاطب واحدة ومحسش ناحيتها بمشاعر فـ فسخ خطوبتُه وجه يخطُب أختها عشان بيحب أختها. 


خال حسن ميل على عمو جلال وقالُه: العك اللي بتقوله دا أنا مش مقتنع بيه ما بالك الراجِل


عمو جلال بهمس: إسكُت إنت أنا بعرف أقنع مُستثمرين. 


بص خال حسن لحسن وحرك بوقه يمين وشمال زي الستات من خوفه فـحسن غطى مناخيره وبوقه وضحك بخفية من الحركة. 


بابا رد على عمو جلال وقالُه: يا سيدي الفاضِل، مفيش حُرمانية دا شيء مفروغ منه، بس في مشاعر إنسانية وعلاقة أخوية هتبوظ نتاج الزواج دا، يعني أكسر قلب بنت على حساب التانية؟ هل دا ينفع يعني؟ 


حسن هنا تدخل وقال: طب وكسر قلب روما عادي يا عمي؟ أنا مش بعارضك لكن كدا الإتنين قلبهم هيتكسر. 


بابا بصوت عالي: لا كدا هينضجوا ويجيلهم ولاد حلال بعيد عنك، مش فاهم إيه إصرارك دا رغم إنك إترفضت ١٢ مرة أهو. 


عمو جلال بهدوء: أنا مقدر موقفك ورفضك على فكرة مش هقاوحك في نقطة الأخوية، لكِن الخطوبة الأولى لحسن من الأنسة الفاضِلة مِنة كانت عبارة عن حُب من طرف واحد، من ناحية إبننا حسن كانت رسمية بحتة، هو غلطان مش مطلعه ضحية ولا جاي أخليه بريء، بس الفكرة هو وأنسة روما في بينهُم حُب مُتبادل، علاقة الأخوية تستحق تضحية من الأنسة منة عشان أختها. 


بابا بنفاذ صبر من اللف في نفس الدايرة: ويقاطعوا بعض بعد الجواز ولا يعملوا إيه؟ يعني تبُص في وش أختها وتتعامل معاه إنه زوج أختها مين هيحُط حدود زي كدا على مشاعر مِنة؟ 


جلال بصوت عالي وبرفع حواجب: الدين يافندم، الدين هنا الفاصل خلاص زوج أختي مبصلهوش. 



جرس الباب رن فـ فتحت ماما، بسنت كانت واقفة قصاد الباب وسكتوا لما هي جت 


قالت بتوتر: صباح الخير. 


ردوا عليها عشان ميحرجوهاش فـ قالت لبابا وهي بتعدي من وسطهم: هدخل لروما يا عمو. 


جت جري على أوضتي، فتحت الباب وقفلته وهي بصالي ومبرقة، وأنا قاعدة على السرير بعُض في ضوافري وبهز رجلي بتوتُر


قالتلي بهمس: يخربيتك أنا دخلت قاعة مؤتمرات ولا إيه، إيه الرجالة النظيفة اللي قاعدة برا دي؟ وإيه البرفانات الفخمة دي، دا أنا إتوترت. 


قولتلها وأنا مبرقة من الخوف: ريأكشنات وش بابا عاملة إزاي؟؟ 


قالتلي وهي لسه بتهمس: مش قادرة أحددها بس المنظر العام متعصب. 


لطمت على الهوا بعيد عن وشي وأنا بقول: يالهوي كُنت حاسة من صوته. 


بصتلي بسنت بقرف وقالتلي: إنتِ قعدالي بعماصك كدا ليه؟ منظرك شوارعي على البِدل اللي برا، قومي أروقك. 


قولتلها بضيق: تظبطيني إيه سيبيني في اللي أنا فيه. 


دخلت ماما الأوضة وقفلت الباب، وقالتلي.. 



٣٧



دخلت ماما أوضتي وقفلت الباب وراها وهي بتقولي: أبوكِ أول مرة اشوفه في الموقف دا بجد، مش قادر يرفضهُم بـِ قلة ذوق عشان هُما مُحترمين في كلامهُم وفي بيتُه، بس قوليلي إنتِ اللي طلبتي من حسن ييجي؟ 


إستجمعت شجاعتي لأول مرة ورفعت راسي وقولت لماما: أه أنا اللي قولتله يتقدملي عشان أوافق عليه. 


قالتلي بصوت هادي: مفكرتيش في أختك؟ واللي هيصيبها من ورا عملتك دي. 


عينيا بهتت وقولت بنفاذ صبر: فكرت فيها مرة ودي النتيجة، كفاية نفس الكلام كل يوم عشان مبقتش قادرة أستحمل أسمعُه. 


بسنت بإنهاء للنقاش: مش وقتُه يا خالتو الكلام دا، إحنا عاوزين نزوقها ونسرحلها الشعرتين "بتمسك شعري وبترميه على وشي" 


بعدت إيديها بضيق فـ قالتلها ماما: تتزوق بتاع إيه؟ على أساس إنها عروسة يعني، لا ابوها شكلُه مش موافِق وشورتها سودا  


حطيت إيدي على قلبي ولقيت بسنت بصالي وهي بتطبطب عليا وقالت لماما: بعد الشر يا خالتو البت وشها إصفر من كلامُك. 


ماما بصتلنا وقالت: طب أنا هطلع وأنادي مِنة تساعدني في المطبخ عشان نعملهُم أكل سريع كِدا. 


بسنت بصوت جعير لماما: مِنة مين يا خالتو ما أهي بنتنا الكبيرة الغلبانة تطلع معاكِ، إعتبريها زي بنتك مش هيجرى حاجة. 


 ماما بخضة: تطلع فين! دا أبوها كان يبهدلني ويبهدلها قُدام الناس. 


شاورت بسنت على صدرها وهي بتقول: خلاص يا خالتو، هساعدك أنا بس لما أزوقها.  



في الصالة كان عمو جلال بيبُص في الفون وبيحرك التاتش بالقلم الذكي بتاعُه، وخال حسن بيتثائب 


حسن بنحنحة عشان يبدأوا كلام تاني:  إحم 


إتعدل عمو جلال وهو بيبُص لبابا وقال: قولت إيه يافندم؟ متفقين إن شاء الله؟ 


بابا وهو بيمسح نظارتُه: متفقين فـ إيه؟ 


قلب عمو جلال عينيه ولما ماما خرجت من أوضتي قالها بذوق: مدام لو مش هتعبك أستأذنك كوباية مياه؟ 


ماما بترحاب: عينيا الأتنين حاضر. 


راحت للمطبخ فـ قال عمو جلال تاني:  هو شاريها في الحلال، عاوزها زوجة وأم وحبيبة وشريكة حياة، وكُله في حلال ربنا، ثُم إن الأنِسة روما كُل طلباتها مُجابة مش مطلوب منها أي شيء دا هي تطلُب وبس، Like a princess أكيد. 


بابا ضيق عينيه وقال: أه، بس أنا قولت لحضرتك أني مش موافِق. 


عمو جلال بإصرار: مفيش سبب لعدم موافقتك أنا هفهمك حاجة، إنت بتقول البنتين والإخوة، حسن مش هيقعُد في مصر هو والأنِسة روما بعد الجواز، ليه فرع معرضُه في أميريكا واللي بيديرُه حاليًا شاب موثوق فيه بالتالي مش هيبقوا قُدام عين الأنِسة مٌنة أو شيء. 


حسن حس إنُه دايخ، والتوتُر زاد جواه من إصرار بابا على الرفض، لكِن عمو جلال كان ذوق وچينتل جدًا وتعاملُه راقي مع الستات، لازم مدام أو أنسة أو مودموزيل، راجل شيك حقيقي وتحِسُه جاي بـِ قلب أب مع حسن. 


بعد ما لبست لبس حلو وبسنت ظبطت شعري بصيت من ورا باب أوضتي عليهُم، حسن مكانش شايفني لإنُه مكانش بيدور في عينيه في الشقة، واعمامُه وخيلانُه كمان مركزين مع بابا وكُل واحد بيكلمُه شوية. 


تجاهلت كُل شيء وفضلت أبُص لـ حسن، لأناقتُه وجاذبيتُه وتوتُره الحلو عشان يخليني مراتُه


الكلام إبتدى يشتد بينهُم وصوتهُم يعلى لكِن في حدود الأدب بيحاولوا يشرحوا وجهة نظرهُم


قلبي بدأ يدُق برُعب وأنا بقول لـ بسنت: هي إتعقدت ولا إييه؟ 


بسنت بهمس: يابنتي كُل قعدات الجواز والإتفاق كِدا أومال لو كُنتِ شوفتي حصل إيه في قعدة التعارُف بتاعة بنت عمي كان هياكلوا بعض، أهدي إيديكِ بقت زي الثلج. 


كُنت بترعش وأنا ببُصلهُم وقلبي هبِط مِن الخوف


مِنة لقيتها متزوقة ولابسة فُستان هادي وحاطة ميك أب وطلعت وهي بتقول: السلام عليكُم


بسنت بصدمة وأنا عيني هتطلع من مكانها: إيه اللي طلعها دي!! إزاي عمي يسكُتلها! 


قربت مِنة مِن حسن وهي بتمد إيديها وبتقول: إزيك يا حسن. 


رفع حسن عينيه وبصلها بنظرة ذات معنى وقال:  تمام. 


قعدت مِنة جنب بابا فـ بابا قال: قومي يا مِنة إدخُلي جوة عشان بتكلم مع الرجالة. 


مِنة بتناحة لأول مرة أشوفها عليها: معلش يا بابا محتاجة أقعُد عشان أعرف حسن جاي ليه إنهاردة. 


جِه حسن يتعدل عشان يرُد عليها فـ عمو جلال حط إيدُه على صدر حسن عشان يسكُت وبص لـ مِنة وقال: أنِسة مِنة، مش كِدا؟ 


إبتسمت مِنة وهي ضامة إيديها وقالت: مظبوط


عمو جلال قال بهدوء: أهلًا وسهلًا إتشرفت بيكِ. 


بعدها تجاهلها تمامًا وبص لـ بابا وقال: قُدام الأنِسة مِنة اللي أكيد هتفرح لأختها، حتى قولي إنك محتاج وقت تفكر لكِن رفض قاطِع لا. 


مِنة رمشت بعينيها بضيق كذا مرة وهي بتقول: لا سوري ثانية واحدة، هفرح لأختي بمعنى إيه؟؟ 


عمو جلال هرش في دقنُه هرشة لقد وقعنا في الفخ وبصلها وقال: يا أنِسة مِنة، إبننا حسن كان فيه بينُه وبينك خطوبة مظبوط الكلام؟ 


مِنة بنبرة هجومية: تمام؟ 


عمو جلال بهدوء: إنتِ أكيد عاقلة ومُتفهِمة في الـ.. 


قاطعُه حسن وقال: لا ثواني معلش يا عمي.. 



٣٨ 



قاطِع حسن عمو جلال وقال: لا ثواني معلش يا عمي، إيه المغزى مِن قُعادك معانا دلوقتي؟ 


مِنة بصتلُه وقالتلُه ببرود مُستفز: أعرف إنت جاي ليه، عشان لو اللي في بالي يبقى حطيت نفسك في موقف وحش أوي. 


بص حسن لـ بابا وقالُه: بعد إذنك دي قعدة رجالة مُمكن تخليها تقوم؟ 


بابا بحزم لـ مِنة: قولت إدخُلي جوة دلوقتي يا مِنة. 


قامت وقفت وقالت بعصبية بس بصوت واطي: تمام أنا هدخُل بس لازم تعرفوا إن مينفعش يلعب بمشاعر واحدة يخطُبها ويفسخ وييجي بكُل بجاحة يطلُب أختها! 


جريت على أوضتها وقفلت الباب فـ بابا إتنهد وقال: بعتذرلكُم هي أعصابها تعبانة شوية، إحم.. أنا زي ما قولت لحضرتك كُتر الكلام مش هيغير رأيي أنا لولا وجودكُم وهيبتكم كان يبقى ليا تصرُف تاني، مفيش نصيب أنا بعتذر معنديش بنات للجواز. 


عمو جلال بصلُه بصة الإرهاق والفشل وقام وهو بيقول بهدوء حزين: حقك في الأول وفي الأخر، بس حابب أقولك حاجة إنت كِدا أذيت بنتك بطريقة بشعة، أقصُد الأنِسة روما.. عن إذنك. 


مشيوا كلهُم ناحية الباب وأنا مبرقة وبشهق، زي.. زي طِفل طيارتُه الورق فلتت من إيدُه، راحت بعيد، أو التشبيه الصحيح، عيل مامتُه راحت السوق ومرجعتش، للأبد. 


قلبي كان مسحوب معاهُم، وحسن واقِف بيبُص لـ بابا بـ نظرات خذلان أخيرة، سحبُه عمو جلال من دراعُه وخرجوا، خرجوا من الشقة ومع قفلة الباب قومت من مكاني وجريت على البلكونة وأنا ماسكة السور بإيديا وببُص لـ حسن اللي لحُسن حظي بص لفوق وشافني، كان شكلُه حزين بـِ شكل 


طبطب عمو جلال على كتفُه وهو بيدخلُه العربية، وبصلي وأبتسم إبتسامة رسمية وهو بيشاورلي بإيدُه، مكونتش قادرة حتى أبتسِم. 


أول ما العربيات إتحركت جسمي أتهز جامد وعينيا غمضتها جامد وأنا بعيط بألم، جت بسنت تحاول تهديني 


روحت بعداها عني ودخلت الشقة تاني وبابا بينادي عليا بالراحة عشان يتكلم معايا مردتش مكونتش شايفة قُدامي، دخلت على أوضة مِنة لقيتها قاعدة على السرير عادي، فعت راسها وبصتلي بصدمة فـ قولتلها بصوت عالي وعياط: أنا عملتلك إيه عاوزة أعرف!! بتعملي معايا كدا ليه؟ وبتقولي عني أنا الأنانية؟ عُمري ما إستخسرت فيكِ حاجة وإنتِ الراجل الوحيد اللي حبيتُه لما حكيتلك عنه بقيتي تيجي الجامعة كُل يوم ولما تشوفيه تروحي تسلمي وتفتحي مواضيع معاه، كإنك بتقوليلي مينفعش تبقى حاجة في إيدك وماخُدهاش


إستفدتي إيه لما طلعتي وعملتي الكلام دا!! 


بابا وقف من ورايا وقال بحزم: روما!!! كدا كدا سواء اختك خرجت أو لا كُنت هرفُض وقايل الكلام دا من البداية مفيهوش رجوع. 


لفيت وبصيت لبابا وأنا الميك أب بتاعي كُله ساح وقولتلُه: هترفض عشان مِنة، عشان مينفعش، عشان متزعلش. 


بابا بزعيق ليا: ما هو جالِك كذا مرة وإنتِ اللي رفضتيه بنفسك، جاية تعملي ضحية ليه دلوقتي! كفاية قرف بقى، الموضوع دا ميتفتحش في البيت تاني، ومتلوميش حد ولا حتى أختك على رفضك وغلطتك. 


بصيتلهُم وبعدها بصيت لـ مِمة وقولتلها بصدمة: أنا ضحيت في الأول عشانك! 


مِنة ببرود: زي ما بابا قال إنتِ مش ضحية، محدش طلب منك تضحي عشان تيجي تعايرينا يعني. 


بسنت سحبتني وقالت: تعالي يا روما مترُديش على المُستفزة دي، تعالي


دخلنا أوضتي أنا وبسنت واول ما دخلت أوضتي روحت قعدت على الأرض وسندت راسي ودراعاتي على السرير وأنا بعيط بهستيريا وكإني بخرج القهر من جوايا بالعياط. 


دخلت ماما أوضتي وقفلت الباب وراها وهي بتقعُد على الأرض وبتسحبني لحُضنها وبتقول: يا حبيبتي يا بنتي، حقك عليا، خلاص حقك عليا. 


بسنت بعصبية عشاني: بجد يا خالتو مش عارفة أقولك إيه يعني ليه بجد موقفتيش معاها وكُله ضدها، هي بتحبُه وهو بيحبها تكسروا قلب إتنين عشان واحدة ليه بجد! 


كُنت سامعة كُل حاجة بس كإني إنفصلت عن الواقِع 


أنا محتجاك يا حسن، كان نفسي دي تبقى الفُرصة الوحيدة اللي تجمعنا.. 



وقفت عربية عمو جلال على جنب لأن حسن كان جاي معاه وكان هو اللي سايق، حسن كان باصص قُدامه وهو ساند راسه لورا ومبينطقش


عمو جلال وهو بيطبطب على رجله: إنزل نصلي المغرب، ربنا هيخفف عنك ضيقتك. 


المنطقة من أول شفايفه لحد مناخيره كُلها كانت محمرة من كُتر الضغط وعينيه كمان، نزلوا هُما الإتنين سوا والباقي روحوا. 


سند حسن بإيدُه على حيطة الجامع من برا وهو بيخلع الشوز بتاعتُه وبيحطها في الجزامة جوة، دخل بشرابُه الكُحلي بعد ما قلع الچاكيت الرسمي بتاعُه وسابُه في العربية وفضل بقميصُه الكُحلي وبنطلونه الچينز الغامِق. 


بدأوا صلاة، وأول ما ركع وهو جنب عمو جلال، بدأ جسمُه يتهز من العياط جامد وهو راكِع 


محدش وقف معانا كُل حاجة كانت ضدنا، المُجتمع، الناس، أهلي، والقدر 


بعتله على الواتس بس تقريبًا كان قافل موبايلُه، فات ثلاث أيام لما روحت المعرض بتاعُه أسأل عنُه، لقيت واحد هناك وبيقولي سافِر أميريكا. 


كُنت كانيولا في إيدي من ضعف الغِذا.. والشِتا كان حزين 


صوت صفير البرد كان بيحيي جوايا كُل ذِكرى بيني وبينُه 


والحياة وقفت على كِدا، قاطعت أهلي وأنا عايشة معاهُم، تعالي كُلي بشاورلهُم إن لا وبدخُل أوضتي، بقيت باكُل في الشُغل بس وبرجع البيت أنام أو أقعُد في الأوضة، بسنت مسابتنيش أبدًا كانت بتجيلي تقريبًا كُل يوم وساعات بروح أبات أنا معاها، بس بجسم بس.. مفيش روح مفيش هزار 


كُنت بشتغل كتير أوي وفي البريك يا باكُل يا بعيط في حمام الشُغل


حسن، ندبة في قلبي مبتتنسيش. 


فات سنة! وأنا باكُل لُقمتين كُل يوم عشان بس أعيش، وبشتغل 


وخلال السنة دي مفيش كلمة وصلتني من حسن أو عنه، حساباته على السوشيال كلها أخر ظهور مُنذ عام، كتير كُنت بروح أعدي مِن قُدام معرضُه على أمل أشوفه قاعد. جوة، بس محصلش. 


السنة دي أثبتتلي إن خلاص، أنا هعيش عزباء طول عُمري


لغاية قبل السنة الجديدة بيومين.. 


كُنت قاعدة في الشُغل على مكتبي، شعري طول وصل لنُص ظهري، وجسمي خس.. لابسة نظارة النظر عشان عيني بتوجعني من الشاشة والإضاءة لإن كُتر العياط تعبها وخلاها حساسة


مر علينا المُدير وهو بيتكلم وبيقول: هابي نيو يير يا شباب، شِغل عال العال. 


وهو بيتكلم بيحُط على مكتب كُل واحِد فينا زي بطاقة دعوة وبيقول: الشركة بتاعتنا مدعوة على حفل كبير في فُندق ****، يلا نعيشكُم يوم من حياة المشاهير، هيكون متواجد شركات كبيرة ورجال أعمال رائدين وواعدين 


مش عاوز حد يعتذر زي الإعتذار عن الرمضان النايت، سمعاني يا روما؟ 


قولتلُه بصوت هادي وبارد: حسب ظروفي.. 


قالي بجدية: مش أوبشن عشان وجود كُل فرد من شركتنا مُهِم. 


ومن هِنا.. كانت.. 



٣٩



ومِن هِنا كانت ترتيبات القدر من تاني، أخدت الدعوة ورجعت البيت بعد يوم شُغل طويل، إشتريت علبة زبادي يوناني وطبق فراولة عشان متغدتش ومعدتي مش مستحملة أي أكل اليومين دول، أول ما دخلت البيت لقيت بابا وماما سهرانين ومِمة في أوضتها لكِن مبصيتش ليهُم، قولت بصوت هادي وأنا بتحرك: سلام عليكُم. 


ردوا السلام بعدها بابا قال بنبرة بيحاول يلطف الأجواء: مش هتيجي تسهري معانا على الأقل إنهاردة؟ 


قولت بهدوء:  ورايا شُغل بُكرة بدري خليها وقت تاني. 


ودخلت أوضتي وقفلت الباب عليا، بدأت أغير هدومي. 


قعدت على السرير وأنا بفتح طبق الفراولة لقيت باب أوضتي بيخبط، كُنت بقلب في اللابتوب على حاجة أشوفها قبل ما أنام فـ قولت ببرود: إتفضل. 


دخلت ماما وهي شايلة صينية عليها طبق ورق عنب وفراخ محمرة، قفلت الباب وراها وحطت الصينية على السرير وهي بتقول: عشان خاطر أمك تاكلي بس لُقمة صغيرة بقالك كتير مبتاكليش في البيت وخايفة عليكِ. 


قولتلها بكذب: أكلت في الشُغل مع زمايلي فـ مش جعانة. 


ماما قالتلي بمُحايلة: طب أنا ذنبي إيه بتعاقبيني ليه. 


قولت بأدب: لا العفو مقدرش أعاقبكم لكن أنا دا بقى طبعي معلش سيبوني براحتي فـ دي على الأقل. 


بصتلي ماما بنظرة حُزن وقالتلي: طب هسيبلك الصينية يمكن تسهري وتجوعي. 


غمضت عيني وأنا بفرُك ما بين عيني وبقول: لا خُديها لإن لازم أنام بدري لإن عندي شُغل الصُبح، تصبحي على خير. 


شالت ماما الصينية وخرجت من أوضتي، فتحت فيلم توايلايت الجُزء اللي إدوارد ساب بيلا فيه، ولقيتها حاطة كُرسي وقاعدة قُدام شباك أوضتها وبتبُص على الدُنيا، بتمُر مواسِم وهي مستنية إنه يرجع، زيي تمامًا


بقالُه سنة مفتحش سوشيال، أكتر حاجة كانت مخوفاني إن بعد الشر يكون حصلُه حاجة، ووقفت عن المضغ وأنا ببُص على صورة بروفايله على الفيس، وبدقق في ملامحُه كـ عادة روتينية مبقدرش أتخلى عنها


وبنام وأنا بتفرج على صورته، وبسمع ريكورداته على الواتس



وجِه يوم الحفل الكبير بمُناسبة رأس السنة اللي منظمُه الشُغل، اليوم دا الصُبح خرجت مع بسنت نفطر برا على البحر، الكافيه اللي كُنت بتقابل أنا وحسن قُصادُه، كُنت لابسة چاكيت جلد بُني على بنطلون إسود وتيشيرت إسود كت، وحوالين رقبتي سكارف أبيض


ولامة شعري لفوق، قُصادي مج كابتشينو وبسنت قُدامها ساندوتشين


مسكت الساندوتش بتاعها وهي بتاكُله وبتبُص للساندوتش التاني اللي في طبقها وبتقول: مُتأكِدة إنك مستغنية عن الساندوتش بتاعك؟ 


قولتلها بـِ رِقة وصوت هادي: بالهنا والشفا. 


بسنت وهي بتاكُل: صحيح هتلبسي إيه إنهاردة في الحفلة؟ 


قولتلها بـ لا مُبالاة:  أي حاجة مش فارقة. 



بسنت بصوتها التخين كـ العادة: هو إيه اللي اي حاجة الراجل بيقولك رجال أعمال وناس هاي، يعني أقل من فُستان بيلا حديد متقبليش. 


ضحكت وأنا ببُصلها لإنها الإنسانة الوحيدة اللي قادرة ترسم بسمة على وشي وسط الوضع اللي أنا فيه دا فـ قولتلها بهدوء: حاضر هلبس فُستان حلو. 


بسنت بطموح: وتفردي شعرك بـِ مكواة الشعر عشان طول وبقى شكلُه حلو. 


إتنهدت وقولت: وإيه كمان؟ 


رفعت أكتافها وقالت ببديهية: وتحُطي ميك أب، أقولك أنا هعملك الميك أب إنتِ عارفة إني شاطرة فيه، هاتي لبسك وتعالي فوتي عليا قبل ما تروحي عشان على الأقل تشرفي شركتك. 


بصيت من إزاز المطعم اللي جنبي للمكان قُدام البحر اللي كُنا واقفين أنا وحسن فيه وغمضت عيني وأنا بتنهد.. بحنين. 



أخدت فُستاني اللي كان لونُه إسود تحت الرُكبة بـِ حاجة بسيطة، وكان نُص كُم يعني كإنُه سوت عملي لكُن كان Elegantly وشيك، وعليه الهاي هيلز السودا والأكسسواريز ساعة رُفيعة وأنسيال وحلق رُفيع طويل. 


روحت لـ بسنت لبست وحطتلي هي الميك أب ظهر ملامحي، وعملتلي شعري ستريت ولما خلصت بصتلي وهي بتقول: وااو! شكلك من عائلة ملكية والله يا رمرامة. 


رشيت بيرفيوم وأنا بقولها: مكونتش عايزة أروح بس هتبقى دي تاني مرة أرفُض للمُدير طلب وشكلي هيكون وحش، هكلمك أطمنك لما اوصل متقلقيش. 


مدت إيديها وهي بتقول: خُدي الشال الجو تللج إحنا في يناير. 


سرحت أنا وقولتلها بنبرة مبحوحة ومُتألمة: يناير اللي فات، كان حاجة تانية خالِص. 


نزلت من البيت كُنت طالبة أوبر لإني مبستخدمش عربية بابا نهائي، وقولتلُه على عنوان الفُندق.. 


وصلنا ونزلت أنا.. 



٤٠



نزلت من أوبر وأنا بعدل شنطتي وشعري وببُص على الصرح العظيم اللي قُدامي دا، الفُندق.. وكان في أمن كتير وناس أكتر والوضع مكانش أفضل شيء، وقفت ورا الناس وأنا شايفة اللي بيتمنع دخولهُم رغم جايين من مسافات حتى لو معاهُم الفلوس، إبتدى التوتُر يظهر عليا وإتمسكت بالدعوة بتاعتي كويس، ولاحظت واحد جنبي بهمجية بيحاول ياخُد بطاقة دعوة من حد فـ بعدت عنهُم وأنا بفكر أمشي والمدير يزعل وخلاص أفضل ما أتعرض لموقف مُحرج


ولسه بلِف سمِعت زميل ليا في الشُغل بيقول بصوت واضِح: روماا تعالي أدخلِك من البوابة التانية. 


عينيا وسعت وقولتلُه بصدمة: في بوابة تانية؟ 


قالي بهدوء: أيوة لأصحاب الدعوات الخاصة، الشركات ورواد الأعمال، تعالي. 


مشيت وراه وبالفعل لقيت البوابة مُنمقة ومُنظمة فـ إرتاحت ووقفت في دوري ولما وصلت للبوابة وريت الدعوة للأمن فـ سمحوا ليا بالدخول، الوضع جوة كان جميل.. موسيقى عزف بيانو وباقات ورد أحمر وأبيض في كُل مكان، والأضواء صفراء وهادية.. حسيت نفسيتي هديت لما دخلت المكان، دخلت للمكان المُخصص لرواد رجال الأعمال وقعدت على ترابيزة من الترابيزات، بدأوا يوزعوا مشروبات ترحيب وأنا ماسكة السلسلة اللي حوالين رقبتي بلعب فيها بـِ توتُر. 


جت زميلتي قعدت جنبي على الترابيزة وهي بتهمس ليا وبتقول: واو يا روما، شكلِك شيك أوي ورقيقة. 


إبتسمت وقولتلها بهدوء: ميرسي يا ولاء بجد 


قالتلي بهمس تاني: الجو دا غريب عليا الناس بتوع إيچيبت دول عليهُم حاجات. 


ضحكت أنا بـِ خِفة وسكِت، بدات اكشر وأرجع ريأكشنات وشي طبيعية تاني في نفس الثانية، ملامح ألم وملامح بتبين إنها كويسة وأنا بلعب بإيدي في الورود اللي في الفازة على الترابيزة 


وولاء بتكلمني أن الأسود لايق عليا جِدًا عشان بشرتي البيضا موضحاه. 


فجأة الأنوار خفتت في المكان، وأشتغل مقطع على طول من أغنية عمرو دياب " وأنا هنا جنبي أحلى الناس، أنا جنبي أغلى الناس، ومالُه لو ليلة تُهنا في يوم وسيبنا كُل الناس "


إتنهدت أنا بألم ولسه برفع راسي لقيت عند البوابة الداخلية للقاعة أربع رجالة داخلين، أتنين في المُقدمة لبسهُم رسمي وشيك، وإتنين جاردات وراهُم، ببُص لقيتهُم عمو جلال.. وحسن! 


عينيا من بُهتان الألم وسعت للصدمة وريقي نشِف، وحسيت بسخونة في أطرافي وأنا بسيب الورد اللي كُنت بلعب فيه بصوابعي وبدور على أي باب تاني أخرُج مِنُه


حسن! 


كان شكلُه متغير شوية، ربى دقن خفيفة نفس لون شعرُه، وشعرُه بقى كثيف شوية بس مش مطولُه، لابِس بدلة سودا وقميص رمادي فاتِح من غير كرافات. 


وطيت راسي وأنا قلبي بيدُق جامِد وعاملة نفسي مش شيفاه، هو مكانش باصص ولا مركز مع الناس كان شكلُه شارِد وعمو جلال بيحاول يفتح معاه كلام وحسن البرود مغلفُه 


قعدوا على ترابيزة قُدام شوية وأكبر من ترابيزتنا، فـ همست ولاء وقالت:  حسن الزُهيري وعمُه جلال الزُهيري، أكيد هيقعدوهُم في ترابيزة كبيرة وحلوة بعد الشُهرة الواسعة في شغلهُم. 


قولتلها بـِ برود: شُهرة؟ 


ولاء وهي بتغمزلي: مبتفتحيش سوشيال ولا إيه، بحب اتابع رجال الأعمال المُزز، زي طليق الفنانة المشهورة، والقمر اللي قُصادك دا. 


رجعت شعري ورا وداني وأنا بقولها وأنا باصة على الورد: مكانش عندي وقت أقعُد على السوشيال أصلًا، هو كان بينزل الكلام دا على صفحتُه؟ 


سألتها السؤال دا لأني كُنت متابعة حسابات حسن كُلها ومكانش بينزل أي شيء خلال السنة اللي سافِر فيها فـ قالتلي هي:  لا بيدچات الشُغل بتاعتهُم اللي أكيد ماسكها أدمن، ما علينا هيفتحوا البوفيه أمتى؟ 


مردتش على سؤالها لأن بالي كان مشغول، وكُنت ببّصلُه بنظرات جانبية وهو قاعِد جنب عمو جلال.. 


حسيت بـِ ألم في معدتي فـ حطيت إيدي على بطني فـ ولاء أتريقت عليا وقالت: ولد ولا بنت؟ 


قولت بـِ ألم: لا دا وجع بسيط بس، هروح الحمام وأجي. 


قومت من على الترابيزة وبدأت دايرة نور بيضا وسط النور الخافت جدًا تتحرك على الموجودين. 


حسن كان سرحان في مدخل القاعة، لمحني وأنا بخرُج مِن القاعة عشان اشوف الحمام فين فـ فاق مِن شروده وهو بيتعدل في مكانُه وبيدقق. 


طلعت أنا بسُرعة ولسه حسن بيقوم مِن مكانِه لقى واحِد جاي يسلِم عليه ويحضُنه. 



خرجت من القاعة وأنا بدور بعيني على الحمام لغاية ما لقيتُه في الاخر ف،  دخلت.. لـ حُسن حظي مكانش فيه حد فـ أول ما دخلت بدأت اتنفس بسُرعة رهيبة زي المحمومة، ومع شعور الألم في القلب والبطن حسيت نفسي عاوزة ارجع فـ إنحنيت على الحوض وبدات ارجع بتعب.. حسيت بـِ دوخة وأنا ماسكة راسي فـ قربت مني عاملة النظافة وقالت:  أر يو أوك مدام؟ 


سحبت منديل وأنا بمسح بوقي ومناخيري وبقولها بتعب: Yes am fine. 


وبدات أظبط الميك أب اللي باظ تاني، وأنا بحُط روچ وببُص لنفسي في المرايا وبفتكر أيام الجامعة وأنا بقول لحسن


"مفكرتش تربي دقنك؟ هيبقى شكلها حلو أوي عليك" 


حسن" مبحبش لإنها بتخلي شكلي جد أوي ورسمي "



قفلت الروچ وحطيتُه في شنطتي وأنا برُش برفان وقررت استجمِع قوتي وأرجع للقاعة تاني، بس مش هبُصله حتى لو شافني.. 


لأنُه، سابني سنة ومشي، أيًا كانت إيه هي أسبابُه. 


لسه هطلع لقيت مسچ على الواتس مِن مِنة كتبالي " هاتيلي معاكِ كيك كيندر عشان نفسي فيه "


فـ كتبتلها "حاضر". 


خرجت من الحمام وروحت ناحية القاعة تاني وقعدت على الترابيزة، ولاء مسكت إيدي وقالتلي بقلق: إنتِ بخير؟ خوفت أقوم حد ياخُد ترابيزتنا. 


ضحكت أنا بخفية لأنها فاكرة أننا في مكان عام، بحب ولاء وطبيعتها جدًا فـ قولتلها بهدوء: أنا بخير ريحة البيرفيوم الرجالي بس.. تعبتلي معدتي. 



تعبت معدتي فعلًا ريحتُه لإنها مُرتبطة معايا بذكريات حُب وشوق، الأُغنية إتغيرت." لما بتلمسني، بتحسسني إن أنا في إيديا العالم كُل اللي ناقصني، وأما بتتكلم أنا بتعلم احب الناس وأتطمن طول ما إنت حاسسني "


البوفيه إتفتح فـ ولاء قالت بحماس: يلا بينا بقى ناكُل. 


إبتسمتلها بذوق وقولت: مش جعانة أبدًا بجد، بالهنا والشفا. 


سحبتني من دراعي وأنا أصلًا دايخة وقالت: شكلك تعبانة محتاجة تغذية، يلا دي فُرصة مش هتتفوت. 


قومت معاها بالعافية ووقفت عند البوفيه 


كُنت ماسكة طبقي الفاضي وسرحانة وهي عمالة تحُط في طبقها، مكونتش شايفة خالِص إن عمو جلال قُدامها وحسن ورايا، كان سرحان، جيت ألِف عشان أسيب البوفيه وأقعُد مكاني تاني 


خبطت في حسن، راسي كانت عند صدرُه بالظبط، شهقت بخضة بس شهقة بسيطة وأنا برفع راسي وببُص بعيوني الواسعة للشخص اللي خبطت فيه، حسن فاق من شروده زي ما أنا فوقت من الخضة


وعينيا جت في عينيه، عينيه كانت بتبُصلي بتركيز شديد أوي و.. 


وأنا بين حاطة كفين إيديا على صدرُه عشان مكونتش عارفة أنا خبطت فـ إيه، وإيديا لسه على صدرُه والأغنية شغالة 


" وحياتك تاخُدني في حُضنك، وتقربني ليك "



يتبع


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع